أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأثنين 07 أيار 2012

المعارضة السورية تدعو إلى مقاطعة انتخابات تجرى «تحت تهديد السلاح»

دمشق، بيروت، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، أ ب، رويترز – يتوجه السوريون اليوم إلى صناديق الاقتراع لإنتخاب 250 عضواً في مجلس الشعب (البرلمان)، بموجب الدستور الجديد الذي اقر في شباط (فبراير) الماضي. ويتنافس في هذا الاقتراع 7195 مرشحاً في 15 دائرة انتخابية. وبينما تجاهد السلطات السورية لإقناع المتشككين في الداخل والخارج بإن الانتخابات «خطوة اولى» في طريق الاصلاحات السياسية، دعت المعارضة في الداخل والخارج إلى مقاطعة الانتخابات، واصفة اياها بإنها «محاولة ساخرة» من النظام للتمسك بالسلطة، وبانها انتخابات «تحت تهديد السلاح». وعزز الشكوك في جدوى الانتخابات تدهور خطير للوضع الامني في دير الزور شرق البلاد حيث نشب قتال شرس بين الجيش النظامي ومعارضين، ما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح. كما استمر القصف المدفعي وتحليق الطائرات فوق مدن ريف حمص، والمداهمات والاعتقالات في دمشق وريفها.

ووسط شكوك في اقبال السوريين على التصويت بسبب استمرار العنف والفجوة بين الشعارات السياسية وما يحدث على الارض عمليا، حذر معارضون سوريون من ان الاصلاحات التي وضعها النظام»من فوق»، ومن دون مشاركة حقيقة من المعارضة، «مهزلة»، مشيرين إلى ان «الانتخابات لا يمكن اجراؤها تحت تهديد السلاح»، وذلك في إشارة إلى فشل خطة المبعوث الاممي – العربي للازمة السورية كوفي انان في تهدئة الوضع على الارض، رغم نشر نحو 60 مراقبا دوليا حتى الان.

وقالت الناطقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني لـ»اسوشييتد برس»: «نعتقد بأن الانتخابات ليس لها صدقية على الإطلاق فهي تأتي بينما يقتل النظام السكان. انها اهانة للعملية الديموقراطية».

ونقلت الوكالة عن المعارض والناشط الحقوقي والقيادي في هيئة التنسيق الوطنية هيثم مناع قوله: «نحن ضد هذه الانتخابات لأنها لا تملك أيا من خصائص الانتخابات الحرة».

وافاد ناشطون بان قوات الامن والشبيحة منعوهم من تعليق لافتات تنتقد العملية الانتخابية، أو وضع صور بعض من قتلوا في أعمال العنف إلى جوار لافتات المرشحين. وقال احد هؤلاء من مدينة الزبداني، شمال غربي دمشق، إن السكان سينظمون اضرابا عاما للاحتجاج على الانتخابات. وتابع قوله:»الجميع هنا يرفض الانتخابات».

إلا ان وزير الاعلام السوري عدنان محمود قال ان «السوريين من خلال المشاركة في هذه الانتخابات، يتحدون حملة الارهاب والعدوان على سورية، الذي تشنه قوى دولية واقليمية، متورطة في الحرب الارهابية على سورية». واعتبر ان «هذه الانتخابات هي الاولى التي تجري عى اساس الدستور الجديد الذي اقره الشعب السوري… وعلى اساس التعددية السياسة والحزبية».

وفي خطوة لافتة وعشية تصويت السوريين، زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مخيم كيليس للاجئين السوريين على الحدود التركية – السورية حيث أعلن امام مئات السوريين ان «قوتكم تزداد يوما بعد يوم… ان انتصاركم ليس بعيدا»، مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده ستبقي حدودها مفتوحة امام اللاجئين السوريين. وكان اردوغان اعتبر في تصريحات سابقة: «ان عصرا جديدا سيبدأ في سورية، عاجلا ام اجلا».

جاء ذلك فيما تدهور الوضع الامني بشكل لافت في دير الزور. وقال سكان ونشطاء إن قتالا شرسا اندلع بين معارضين وقوات الحكومة منذ ليل اول من امس وحتى صباح امس. وافاد هؤلاء بأن معارضين مسلحين بقذائف صاروخية هاجموا مواقع دبابات في القطاع الشرقي لمدينة دير الزور على نهر الفرات، ردا على هجوم للجيش استهدف بلدات وقرى في المحافظة، والذي أسفر عن مقتل العشرات خلال الايام الاخيرة.

كما تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية والامنية بين القوات النظامية السورية ومنشقين معارضين في مناطق عدة، من بينها ريف دمشق وحمص وريفها.

يأتي ذلك فيما أكد دنيس ماكدونو نائب مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما أن التدخل العسكري في سورية اليوم «لن يعجل باطاحة الأسد»، مكررا دعم واشنطن للمعارضة. واعتبر أن العقوبات ونهج الضغط المتزايد حتى من روسيا والصين لها «فعل أقوى»، وأن تنحي الأسد «مسألة وقت».

وقال ماكدونو في خطاب أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن «الحل السياسي هو الأفضل لسورية» نحو «تنحي الأسد والاسراع بمباشرة المرحلة الانتقالية». وأكد أن واشنطن تعمل مع دول المنطقة وخصوصا تركيا والمملكة العربية السعودية والأردن. وحذر من أن أعمال الأسد «الوحشية تزعزع استقرار سورية والمنطقة». غير انه أبدى تحفظا على الخيار العسكري في الوقت الراهن، مشيرا الى أن اللجوء اليه حاليا «لن يعجل بنهاية الأسد».

وتحدث ماكدونو عن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها النظام. وتوجه للقيادة العسكرية السورية والدائرة المحيطة بالأسد بالقول أنهم «يقومون برهان خاسر بالوقوف مع الأسد… ونريد من الجيش السوري أن يفهم بأنه يتم تسجيل جميع الانتهاكات وسيكون هناك محاسبة لاحقا».

قتلى وإجراءات أمنية مشددة بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية السورية

دمشق- ( د ب أ): يواصل الناخبون السوريون الإدلاء بأصواتهم الاثنين لانتخاب أعضاء مجلس الشعب وسط مقاطعة قوى المعارضة في الداخل والخارج وإجراءات أمنية مشددة، وذلك بالتزامن مع مقتل ثلاثة مدنيين في دير الزور.

وأظهرت اللقطات التلفزيونية الناخبين وقد اصطفوا أمام مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى.

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثلاثة مدنيين الاثنين بنيران القوات النظامية في محافظة دير الزور، وأوضح أنهم كانوا متوارين عن الأنظار ولقوا حتفهم إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية بالتعاون مع موالين للنظام.

وأكد شهود عيان وجود انتشار أمني كبير من الجيش والشرطة، وأوضح شاهد من دمشق أنه تم نشر أكثر من مئة نقطة تفتيش في مناطق داخل العاصمة وبالقرب من مراكز الاقتراع. وكان انفجاران قد هزا العاصمة وريف دمشق أمس الأول السبت.

ووفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، يحق لأكثر من 14 مليونا الإدلاء بأصواتهم لاختيار 250 نائبا من بين 7195 مرشحا بينهم 710 سيدات، في 12152 مركزا انتخابيا في مختلف أنحاء سورية.

وأضافت أن 200 وسيلة إعلامية تقوم بتغطية الانتخابات التي تجري في ظل الدستور الجديد للبلاد الذي أقر في شباط/فبراير الماضي.

وينتخب مجلس الشعب كل أربع سنوات بشكل مباشر ويبلغ عدد أعضائه 250 عضوا بينهم 127 عضوا يمثلون العمال والفلاحين و123 يمثلون باقي فئات الشعب في 15 دائرة انتخابية.

وأضافت سانا :”وتشارك الأحزاب والكتل والقوى السياسية والمستقلون ترشيحا واقتراعا في الانتخاب بقوائم وتحالفات حزبية وسياسية ومستقلة وبشكل فردي تحت إشراف قضائي مستقل يضمن النزاهة والحرية والديمقراطية للناخبين في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب القادم وفقا لقانون الانتخابات العامة في وقت تشهد فيه البلاد إصلاحات حقيقية وجوهرية شملت مختلف مناحي حياة المجتمع السوري توجت بإقرار دستور جديد للبلاد”.

مراقبو الامم المتحدة يتفقدون معقلا للانتفاضة في الجبال السورية

مضايا- (رويترز): استقبل سكان بلدة جبلية في سوريا قرب الحدود مع لبنان فريقا زائرا من مراقبي الامم المتحدة الأحد بهتافات مناهضة للرئيس بشار الأسد.

وشق الفريق وهو جزء من مجموعة تتألف من 50 مراقبا يعكفون على تقييم مناطق الصراع في انحاء البلاد طريقه في سيارتي جيب يتبعه صحفيون إلى بلدة مضايا التي تبعد 30 كيلومترا شمال غربي دمشق عند سفح سلسلة جبلية تفصل لبنان عن سوريا.

وتعد هذه المنطقة السنية أحد مراكز الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا ضد اربعة عقود من حكم بشار ووالده الراحل حافظ الأسد اللذين ينتميان إلى الاقلية العلوية بالبلاد.

وقالت امرأة للمراقبين وهي تبكي “اريد ابني. الشرطة اخذت ابني..اختفى قبل ثمانية اشهر. لديه أربعة ابناء. اريد أن يعود”.

ووصف رجل ملتح يدعى أحمد البلدة التي يقطنها 20 ألف شخص بانها “سجن كبير”مضيفا ان الجيش غالبا ما ينشر قناصة فوق اسطح المنازل والابنية.

وقال رجل اخر “في كل مرة نخرج فيها في مظاهرة يطلقون النار علينا”.

وحاصرت الحشود قافلة المراقبين وهتفوا “مرحبا” واشاروا إلى نقطة تفتيش قريبة للجيش يحرسها جنود قالوا انهم يطلقون النار على الشوارع والابنية من حين لاخر.

ونفى الجنود المبارة باطلاق النار. وقال احدهم “احيانا نتعرض لاطلاق النار لكننا لا نرد”.

وظهر وسط الحشد رجل مسن يرتدي الزي التقليدي وبدأ يهتف للحكومة. وصاح “الأسد رئيسنا. نريد الأسد” ورفض السكوت امام هتافات منافسة تطالب باعدام الأسد.

وقصف الجيش السوري على مدى اسابيع بلدة مضايا ومنتجع الزبداني القريب الذي شهد مظاهرات متكررة تطالب برحيل الأسد وذلك قبل الاتفاق مع مقاتلي المعارضة في يناير كانون الثاني على وقف اطلاق النار.

وعلى الطريق من مضايا إلى الزبداني التي كانت منطقة جذب للسياحة غطت الشعارات المؤيدة للأسد الجدران. وكان احد هذه الشعارات “نحنا رجالك يا بشار.”

ولكن في الزبداني نفسها علقت صور شبان قتلتهم قوات الأسد على المتاجر وواجهات البنايات.

وكتب على ملصق يسخر من الانتخابات البرلمانية التي ستجرى الاثنين “انتخبوا مرشحكم للانتخابات البرلمانية الشهيد نور عدنان الدلاتي”. وكتب على آخر “انتخبوا الشهيد عصام حسن طاسة”.

وقال محتج يدعى مهران انه اصيب برصاص حي اطلقته قوات الامن خلال مظاهرة مناهضة للأسد وكشف عن وجود آثار رصاصتين في ساقه قال انه لم يمكن استخراجهما.

وأضاف “المزارعون لا يستطيعون الذهاب إلى حقولهم. انهم (قوات الأسد) يطلقون النار عليهم”.

وقال رجل يرتدي ملابس ريفية يدعى ابو كمال (85 عاما) ان القوات منعته من الوصول إلى حقله. وأضاف “ابلغوني بانني لا استطيع الذهاب إلى ارضي. اخذوا ايضا ابني..ماذا يريدون منه؟ لم يفعل اي شيء.”

لكن تدهور الاوضاع الاقتصادية جعل العديد من الاشخاص يشعرون بالقلق من الثورة.

وقال صاحب متجر يدعى محمد (29 عاما) انه اعتاد على المشاركة في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية لكنه توقف عن ذلك عندما لجأت اقلية من المحتجين إلى الكفاح المسلح العام الماضي.

وأضاف “التجارة كسدت. بعض الناس افلست واغلقت متاجرها. قوات الامن ضايقت الناس ودفعتهم لحمل الاسلحة..اعتقلوا اشخاصا لم يكن لهم علاقة بأي شيء. ولكن اقول بأمانة ان الجانبين على خطأ”.

وقال “الزم منزلي الان. كنا نريد التظاهر سلميا وكنا نريد الحرية لكننا لم نرغب في الدمار”.

ومضى يقول “الناس سئموا حقا. لا أحد يهتم بنا. المعارضة تمتع نفسها خارج البلاد في فنادق خمس نجوم ونحن هنا ندفع الثمن”.

قتال عنيف في دير الزور عشية الانتخابات البرلمانية

السعودية تطلب من رعاياها مغادرة سورية واردوغان للاجئين: ‘انتصاركم ليس بعيدا’

دمشق ـ عمان ـ الرياض ـ كيليس (تركيا) ـ وكالات: قال سكان ونشطاء الاحد ان قتالا عنيفا اندلع بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الاسد في محافظة دير الزور الشرقية المنتجة للنفط عشية انتخابات برلمانية تقول السلطات انها تظهر ان الاصلاحات السياسية تجري في البلاد.

جاء ذلك في الوقت الذي حذرت فيه وزارة الخارجية السعودية رعاياها من السفر إلى سورية بسبب تردي الأوضاع الأمنية فيها، مهيبة بالموجودين منهم فيها بالمغادرة.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي الأحد: ‘نظرا لاستمرار تردي الأوضاع الأمنية في سورية، فإن وزارة الخارجية تجدد نصحها وتحذيرها لجميع المواطنين من السفر إلى سورية، وذلك حفاظا على أمنهم وسلامتهم، وتجنبا لتعرضهم لأي مكروه’.

وأغلقت السعودية سفارتها في العاصمة السورية دمشق في آذار (مارس) وسحبت كل دبلوماسييها.

من جهته اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد امام مئات اللاجئين السوريين في مخيم يقع على الحدود بين البلدين ان ‘انتصاركم ليس بعيدا’.

وقال اردوغان خلال زيارته الاولى للاجئين السوريين في جنوب تركيا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية قبل عام ونيف ان ‘قوتكم تزداد يوما بعد يوم (…) ان انتصاركم ليس بعيدا’.

وتستقبل تركيا حاليا نحو 23 الف لاجىء سوري على اراضيها، اضافة الى مسؤولين سياسيين وعسكريين من المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واضاف اردوغان خلال زيارة لمخيم للاجئين في كيليس الذي يؤوي نحو عشرة الاف لاجىء ان ‘قوى بشار تنهار يوما بعد يوم’.

وتابع رئيس الحكومة التركية ‘نحن مع الشعب السوري، ولن نكون ابدا الى جانب الحكومة السورية’.

وعلى الصعيد الميداني قال السكان والنشطاء ان المعارضة المسلحة بالقذائف الصاروخية هاجمت مواقع للدبابات في شرق مدينة دير الزور ردا على هجوم الجيش ضد بلدات وقرى في المحافظة القبلية الواقعة على الحدود مع العراق اسفر عن مقتل العشرات ومنع آخرين من الحصول على الامدادات والرعاية الطبية.

وقال غيث عبد السلام الناشط المعارض الذي يعيش قرب طريق غسان عبود الدائري الذي اصبح مركزا للقتال في المدينة ‘ليس لدينا عدد للقتلى لأن لا احد يجرؤ على الخروج إلى الشوارع’.

واضاف ان حدة القتال تراجعت في الصباح الباكر بعد ان اندلع خلال الليل وقال ‘حوصر السكان والغضب يتزايد’.

وما زال الجيش السوري يحتفظ بدبابات واسلحة ثقيلة في المدن والبلدات في مخالفة لوقف اطلاق النار الذي يراقبه فريق من مراقبي الامم المتحدة، كما تواصل المعارضة المسلحة هجماتها على القوافل العسكرية ونقاط التفتيش التابعة للجيش التي عزلت مناطق واسعة من سورية حسب شهود عيان ومصادر بالمعارضة.

وتتحدث السلطات عن الانتخابات البرلمانية التي تجرى يوم الاثنين باعتبارها نموذجا للاصلاح.

لكن المعارضة تقول ان هذه الاصلاحات لن تغير كثيرا في برلمان يصدق على ما تفرضه الحكومة آليا وقد اختارت اسرة الاسد الحاكمة اعضاءه وتدعمه الشرطة السرية القوية منذ اربعة عقود. ولا يضم البرلمان في الوقت الحالي اي عضو معارض وقالت وسائل الاعلام الرسمية ان نصف المقاعد سيخصص ‘للعمال والفلاحين’ الذين يسيطر حزب البعث الذي يتزعمه الاسد على نقاباتهم.

وقال باسم اسحق الناشط المعارض الذي خسر في الانتخابات البرلمانية عامي 2003 و2007 ان شيئا لم يتغير وان النظام السياسي في سورية ما زال فاسدا بشكل كامل وان نتيجة الانتخابات ستكون محددة سلفا.

واضاف ان هناك مقاعد قليلة جدا للمستقلين وان هذه المقاعد ستؤول إلى الاسهل انقيادا. وزار وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار مدينة حلب الشمالية الاحد وقال ان المدينة التجارية والصناعية المهمة مستعدة للانتخابات.

وقال الشعار الذي احاط به مسؤولون انتخابيون متحدثا لوسائل الاعلام الحكومية ان كل الموارد قد اتيحت لضمان مرور العملية الانتخابية بسهولة ويسر.

صحف: الاسد سيبقى صامدا لعام آخر الا اذا حدثت معجزة.. ودعوات للمعارضة السلمية والاضرابات العامة

الجماعات السورية تحضر لمرحلة ما بعد الاسد.. والاخوان ينفقون المال لتعزيز قاعدتهم الشعبية في الداخل

لندن ـ ‘القدس العربي’: يرى محللون امنيون في المنطقة ان الرئيس السوري يبدو الآن واثقا من نفسه في ظل فشل المبادرة الدولية التي قدمها عنان والتي يتفق الكثيرون انها باتت ميتة بسبب استمرار الخروقات من الطرفين، النظام والمعارضة، وكل ذلك على الرغم من وجود المراقبين الدوليين، ويرون ان بشار الاسد سيظل في السلطة الى ما بعد هذا العام الا اذا حدثت هناك مفاجأة.

وجاءت هذه التكهنات بناء على تقييم لمسار مبادرة عنان، حيث يرى ان الامل في انقاذ الوضع في سورية والحفاظ على وقف اطلاق النار بات ضعيفا. وعلى الرغم من الحديث عن زيادة عدد المراقبين الدوليين الا ان كل الاشارات تظهر ان هناك تصميما من الطرفين على مواصلة المواجهات. كما ان حقيقة وصول التظاهرات الى حلب حيث دخل الجيش الحرم الجامعي الاسبوع الماضي، وحملة من التفجيرات تعني ردا من النظام بالقمع وتبريرا لعملياته.

ويشير التقييم الى ان النظام لا يزال ثابتا على الرغم من كل العقوبات الدولية ودخول المراقبين الدوليين لسورية واستطاع النظام الصمود ويواصل عمليات قمعه. وجاءت تحليلات الخبراء الامنيين في ضوء خطة عنان وعدم احترام النظام لبنودها، فلا توجد اشارات على الارض تشير الى ان النظام قام بتطبيق مبادئها وان طبقها فبصورة جزئية. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول في الادارة الامريكية قوله ان النظام لم يحترم ايا من بنود المبادرة، واضاف ان حقيقة انخفاض اعداد الضحايا بشكل يومي هي اخبار جيدة لكنها لا تعني تقدما. وتشير الى ان رفض الاسد احترام المبادرة هو سبب التحول في المواقف الامريكية، ففي الوقت الذي لم تعلن فيه الادارة عن فشل المبادرة بشكل كامل تشير تصريحات المسؤولين في ادارة اوباما السرية والعلنية الى ضرورة البحث عن مدخل جديد للازمة. ويتهم المعارضون للنظام السوري باستخدامه للمبادرة كتكتيك كي يؤخر حل الازمة ويواصل من خلالها ملاحقة المقاومة. ومنذ وصول المراقبين الدوليين الشهر الماضي فانهم سجلوا عددا من خروقات اطلاق النار من كلا الطرفين على الرغم من انخفاض عدد الضحايا من 100 الى 20 يوميا في المعدل، ولا يعرف العدد الحقيقي للقتلى منذ بداية الانتفاضة حيث تقدرها الامم المتحدة بـ 9 الاف شخص تقريبا.

وفي الوقت الذي يرى المحللون الامنيون ان الاسد سينهار لا محالة الا انهم يرون انه قادر على التمسك بالسلطة على الاقل في المرحلة الحالية. ويعتقد عدد منهم ان النظام سيظل قائما حتى العام المقبل الا في حالة حدوث مفاجأة مثل عمل عسكري او عملية اغتيال للاسد نفسه. ويبنون تقييمهم لبقاء الاسد في السلطة لعام آخر على ان المعارضة المنقسمة على نفسها لن تتلقى دعما عسكريا من الخارج اكثر من مساعدات مالية طارئة من دول عربية مثل قطر والسعودية.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولي امن في دول عربية واسلامية قريبة من سورية ان الاسد يبدو اكثر ثقة بنفسه ويقوم بتعزيز انجازاته في حمص وادلب ودرعا، ويقوم بالتخندق على امل ان ينتصر في النهاية، ويقول مسؤول امني ان الاسد ‘نظف’ حمص وحماة، فيما ظلت دمشق هادئة، ولا تزال الاقليات الدرزية والمسيحية الى جانبه اضافة للطائفة العلوية التي تدعمه وتمثل الحجر الرئيسي لبقائه، واضاف اخر ان الاسد يبدو اكثر ثقة بنفسه لشعوره انه يسيطر على السلطة. ومع ذلك فان ثقة الاسد وقتية لانه يعاني من نقص من العملة الصعبة فيما انخفضت قيمة سعر العملة السورية وسوف تفرغ خزينة الدولة قريبا، ويأمل المسؤولون الامريكيون باقناع كل من روسيا والصين تغيير موقفها حيث لا يزال الطرفان الداعمان للاسد في المجتمع الدولي، خاصة ان كلا من موسكو وبكين دعمتا خطة وقف اطلاق النار. ويرى محللون ان روسيا لا تزال مفتاح الحل من خلال تخليها عنه حالة استمرار الاسد بتجاهل المطالب الدولية، ومن هنا ففي حالة قررت روسيا تخليها عن الاسد فسيكون تحولا مهما في مسار الازمة.

المقاومة السلمية

وحتى يتحقق هذا فالمعارضة السورية تواجه تحديات كبيرة على صعيد تجميع صفوفها والاتفاق على برنامج موحد. خاصة ان الصوت العالي فيها هو صوت المقاومة المسلحة التي نتجت بسبب القمع الذي مارسه النظام على المعارضة مما ادى الى تحول الانتفاضة من حركة سلمية الى مواجهات مسلحة وحرب اهلية بين نظام مدجج بالسلاح وشعب اعزل، وعليه فان القوى السلمية الداعية للتغيير اضطرت للتراجع امام تشدد المقاتلين.

ولاحظ تقرير في صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ان سكان قرى قريبة من حلب التي ظلت بعيدة عن المعركة حتى وقت قريب يعبرون عن رغبتهم بالمشاركة في التظاهرات السلمية وتشير الصحيفة الى ان سكان عندان القريبة من حلب يرون في وجود المراقبين الدوليين فرصة للتظاهر كما ان حظوظهم للنجاح في التظاهرات السلمية ممكنة خاصة ان المعارضة المسلحة غير قادرة على مواجهة نظام شرس، اضافة الى غياب اي دعم من الخارج لها. وتنقل عن بعضهم قولهم ان المقاومة المسلحة لم تؤد الا الى تهميش الغالبية الصامتة في سورية، خاصة في كل من حلب ودمشق.

ويرى ناشطون ان المقاومة السلمية حتى تكون ناجحة عليها ان ترفق باحتجاجات واضرابات عامة ومقاطعة الدوائر الحكومية من اجل حرمان الحكومة من المال. ويقول ناشطون انهم يحاولون تنظيم هذه التحركات منذ عدة شهور الا انهم يواجهون صعوبات بسبب قلة التنظيم وعدم وعي السكان بأهميتها. ويقول دعاة اللاعنف ان حقيقة خروج مظاهرات في دمشق وحلب تظهر ان هناك تحركات واسعة تدعو الى التظاهرات السلمية. وعلى الرغم من نجاعة هذا الاسلوب الا ان المقاتلين الذين تبنوا الكفاح المسلح يرون ان التخلي عن السلاح في هذه المرحلة يعني انتحارا. ولكن دعاة اللاعنف يقولون ان هدفهم هو بناء سورية وليس تدميرها، وانهم لا يريدون تدمير البلد من اجل الاطاحة بالنظام. وكانت القاهرة قد شهدت الشهر الماضي اجتماعا ضم 200 شخص للاعلان عن المنبر الديمقراطي السوري ويرى مؤسسوه ان الثورة السورية اختطفتها الجماعات المسلحة.

ويرى ناشطون نقلت عنهم الصحيفة انهم لا يعارضون حمل السلاح للدفاع عن النفس ولكنهم يعارضون حمله من اجل الهجوم. ويرى اخرون انه على الثوار معرفة حدودهم وعدم مهاجمة الجيش وعليهم الامتناع عن محاولات السيطرة على مناطق لان هذا ما يريده النظام. ويطالب اخرون الجنود المنشقين بالامتناع عن التحدث باسم الثورة لان هذا سيعقد الاوضاع، ويقولون ان الثورة السلمية لا تتحقق في شهر او شهرين بل تحتاج الى وقت طويل.

التحضير لقطف الثمار

وفي اتجاه اخر استعرضت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ محاولات معارضين في الخارج بناء قاعدة شعبية لهم داخل سورية من خلال الاتصال بمن يعرفونهم عبر الانترنت داخل سورية، ونقلت عن بعضهم قوله ان جهودهم لها اهمية من ناحية انها محاولة للتحضير لمرحلة ما بعد الاسد حيث تنقل عن ناشط كان يعمل في جامعة دينية في دمشق قوله ان الكثيرين في سورية لا يريدون التحدث الآن عن السياسة وكل ما يركزون عليه هو الاطاحة بالنظام، ولكن ‘عليك ان تثبت حضورك سياسيا قبل ان ينهار النظام’ كما يقول عماد الرشيد. وتمثل محاولات رشيد جزءا من معركة المعارضة في الخارج للتنافس على السلطة او على من يخلف الاسد بعد انهيار نظامه، ويبدو ان هذه النزاعات والتنافس بين الحركات المعارضة الكثيرة هي التي سببت عزلة وتهميشا لسوريي الداخل. ومن اهم مشاكل هذه الجماعات خاصة المجلس الوطني السوري الطامح لتمثيل السوريين هي خلافاتها الداخلية على المناصب وتوزيع الحصص.

وبالاضافة للمجلس السوري والمنبر الديمقراطي هناك نوفل معروف الدواليبي، الذي اعلن عن حكومة في المنفى ‘شرعية’ كما قال، وفي داخل حلبة الصراع هذه لا يعرف من سيكون الفائز. ومن بين الجماعات التي تحاول تأكيد حضورها جماعة الاخوان المسلمين التي خرجت من سورية بعد قمع نظام حافظ الاسد لها ومأساة حماة عام 1982 وقد اصبح قادتها الشباب كهولا ان لم يكونوا كبارا في العمر، وتنقل الصحيفة عن علي صدر الدين البيانوني قوله ان الحركة لا يوجد لها تنظيم بل دستور.

وتشير الى الخلافات بين الحمويين الذين هاجروا الى الخليج والحلبيين الذين هاجروا للغرب داخل الحركة نفسها. وتحاول الحركة على الرغم من ذلك اعادة بناء قاعدتها والاتصال بمن بقي هناك من خلال الدعم المالي وبناء الجمعيات الخيرية. وقال ناشط ان الحركة انفقت ملايين الدولارات في منطقته العام الماضي ويقول انه ان استطاعت الحركة تقديم خدمات جيدة وسياسات نافعة فسيتم انتخاب اعضائها. وتعتقد كل الجماعات الاسلامية ان مفتاح النجاح هو تجنب السياسات التي تؤدي الى انقسام المجتمع مثل محاولة فرض منع الخمور وغيرها، بل يقول ناشطون انهم محافظون دينيون وليسوا ‘اسلاميين’. ويقول مسؤول في المجلس الوطني السوري، من الاخوان المسلمين ان ‘عهد الايديولوجيات قد مات’، مشيرا ان جماعته تحاول البحث عن الخطوط المشتركة التي تصنع الهوية الوطنية. ويرى هؤلاء الناشطون انهم يرغبون ببناء دولة للمسلمين وليس دولة مسلمين، ويرى المعارض الاسلامي ان الاسلام السياسي دمر كل شيء وان الاسلام تحول الى ورقة سياسية. وعلى الرغم من الخطاب الا انه يفشل في اقناع العلمانيين الذين يتهمون الاسلاميين بمحاولة السيطرة على السلطة، وانهم يحاولون الاختباء وراء هذه الخطابات حتى يصبحوا قادة بعد نهاية النظام. ويقول مسؤولون في الاخوان المسلمين انهم التقوا مع مسؤولين في ادارة اوباما في العام الماضي لكن الادارة لا تزال تخشى الجهاديين والسلفية الجهادية، ويرى محللون ان الاخوان المسلمين هم اقرب لاهداف الادارة الامريكية في المنطقة فهم معادون لايران ولحزب الله.

الاخوان المسلمون في سورية يبعثون من جديد

اسطنبول – من خالد يعقوب عويس: خلال اجتماع مع المعارضة السورية تجمع قياديو جماعة الاخوان المسلمين حول زملائهم من الماركسيين وحثوهم على أن يدلوا بتصريحات سياسية بشأن المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية التي تتحدى الرئيس بشار الأسد.

ويعيش الكثير من اعضاء الجماعة في الغرب ولا يطلق البعض اللحى التي تميز أعضاء الجماعة لهذا يصعب تمييز الاخوان من اليساريين. لكن هناك خلافا بسيطا بشأن من الذي يمسك بمقاليد الأمور. واستعادت جماعة الاخوان عافيتها بعد أن أبيدت في الداخل منذ 30 عاما حين تحدت حكم الرئيس حافظ الأسد لتصبح القوة المهيمنة بين جماعات المعارضة من الخارج خلال الانتفاضة الممتدة منذ 14 شهرا على حكم ابنه بشار.

وتحرص جماعة الاخوان على الا تفت في عضد مؤيدي المجلس المتباينين لهذا قللت من شأن نفوذها المتزايد داخل المجلس الوطني السوري الذي يمثله برهان غليون الاستاذ الجامعي العلماني المقيم في باريس.

وقال علي صدر الدين البيانوني القيادي السابق بجماعة الاخوان لأنصاره في تسجيل فيديو إن الاختيار وقع على غليون لأنه وجه مقبول لدى الغرب وفي الداخل وأضاف أن الجماعة لا تريد أن يستفيد النظام اذا أصبح إسلامي رئيسا للمجلس الوطني السوري.

ويتداول معارضو الاخوان اللقطات سعيا الى إبراز نفوذهم غير المعلن.

وقال البيانوني إنه تم ترشيح غليون كواجهة للعمل الوطني وإن جماعة الاخوان لا تتحرك الآن منفردة وإنما تنضوي تحت لواء جبهة تضم جميع التيارات.

وجماعة الاخوان المسلمون في سورية فرع للجماعة التي تأسست في مصر في عشرينيات القرن الماضي. وكانت الجماعة أحد صغار اللاعبين السياسيين قبل انقلاب حزب البعث عام 1963 لكن الدعم لها تزايد تحت حكم الرئيس حافظ الأسد حين هيمنت الطائفة العلوية التي ينتمي لها على سورية التي يغلب على سكانها السنة.

وتعي جماعة الاخوان في سورية المخاوف الدولية من تولي الإسلاميين الحكم وبواعث قلق الأقليات العرقية والدينية لهذا فانها تقدم نفسها بوصفها جماعة معتدلة تتبنى اجندة إسلامية اقرب الى النموذج التركي.

وفي الشهر الماضي أصدرت الجماعة بيانا رسميا لم يذكر كلمة الإسلام وتضمن تعهدات باحترام حقوق الافراد.

وتحظى الجماعة بدعم أنقرة وبعد الصعود السياسي للاخوان في مصر وتونس وليبيا منذ اندلعت انتفاضات الربيع العربي قبل اكثر من عام لهذا فإنها جاهزة لتصبح على رأس اي نظام حاكم في سورية.

وسيزيد مد المظلة الفضفاضة لجماعة الاخوان الى سورية الضغط على المملكة الأردنية حيث همشت قوانين تعطي افضلية للساسة العشائريين المتحالفين مع أجهزة الأمن جماعة الاخوان بالأردن.

ومن الممكن أن يجد حكام العراق الشيعة أن لجارتهم حكومة سنية متشددة كما سيخسر حزب الله اللبناني الداعم الرئيسي له من الدول العربية.

وتقول مصادر بالمعارضة إن جماعة الاخوان تعمل في صمت وتمول منشقي الجيش السوري الحر المتمركزين في تركيا وترسل المال والإمدادات الى سورية لتحيي بذلك قاعدتها بين صغار المزارعين وابناء الطبقة المتوسطة من الطائفة السنية في سورية.

وقال فواز تللو وهو معارض ليبرالي مخضرم ومسلم متدين ‘نحن نتعارك بينما يعمل الاخوان’.

وأضاف تللو السجين السياسي السابق الذي فر من سورية منذ اربعة اشهر ‘اكتسبوا السيطرة على قسم المساعدات بالمجلس الوطني السوري والمكتب العسكري وهما المكونان المهمان الوحيدان به’.

ومضى يقول ‘مازال عليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد لكسب تأييد في الداخل. الكثير من رجال الدين والنشطاء والمعارضين لا يريدون أن يتم ربطهم بهم’. غير ان تللو اعترف بأن جماعة الاخوان استعادت نفوذها داخل سورية خاصة في مدينتي حمص وحماة ومحافظة إدلب الريفية على الحدود مع تركيا وجميعها معاقل للانتفاضة على حكم الأسد.

وليست هذه بالمهمة الهينة بعد ثلاثين عاما من الغياب السياسي. وفي اختلاف عن الحكام العرب الذين حاولوا استمالة الحركة بالسماح لها بممارسة نشاطها على نطاق محدود فإن عائلة الأسد استبعدتها هي وكافة جماعات المعارضة الأخرى من النظام السياسي.

وقتلت قوات الرئيس حافظ الأسد وعذبت وسجنت عشرات الآلاف من الناس بعد أن بدأ يساريون وإسلاميون يتحدون حكمه في السبعينيات.

واكتوت جماعة الاخوان بنار القمع وفي عام 1980 صدر مرسوم ينص على معاقبة من يثبت أنه عضو في الجماعة بالإعدام.

وقال ملهم الدروبي الذي تلقى تعليمه في كندا وهو أحد زعماء جيل الشباب في الاخوان المسلمين إن الجماعة لا يعنيها الصعود السياسي بالدرجة الأولى.

وذكر أن الاخوان يمثلون الحلول الوسط وليسوا متطرفين سواء الى اليسار أو اليمين وأن برنامجهم هو الأكثر قبولا لدى الشارع السوري.

وأضاف ‘نعمل على اسقاط بشار الأسد وخدمة الشعب السوري كأولوية وليس لايجاد قاعدة شعبية. ما عدا ذلك فالتنافس بين المعارضة نتركه للمستقل’.

ومع ذلك أقر الدروبي بأن الطريق إلى الديمقراطية سيكون أكثر دموية وأضاف أن الاخوان بدأوا مساندة المقاومة المسلحة بشكل جدي منذ نحو شهر.

وقسمت المسألة الجماعة بشدة في الثمانينات عندما حملت السلاح ضد الرئيس. وقتلت قوات الأسد نحو 20 ألف شخص عندما اجتاحت مدينة حماة عام 1982.

وقال الدروبي إن ليس هناك خلاف الآن بشأن ضرورة المقاومة المسلحة إلى جانب الاحتجاجات ضد الأسد.

وتابع أن كثيرين من الشعب السوري قتلوا واغتصبوا وأن الاخوان ملتزمون باقامة ديمقراطية متعددة الأحزاب في حالة الاطاحة بالأسد.

وأشار الدروبي إلى برنامج سياسي كشف عنه الاخوان الشهر الماضي في اسطنبول والذي تعهد بارساء ديمقراطية متعددة الأحزاب مستقبلا في سورية. وذكر البرنامج أنه من خلال التوافق سيتم صياغة دستور جديد يكفل تمثيلا عادلا للجماعات الدينية والعرقية المختلفة.

واستطرد قائلا إن أطروحات الاخوان المسلمين السوريين أكثر تقدما من جماعات الاخوان في البلدان الأخرى.

وقال باسم اسحق المعارض المسيحي الذي يعمل مع الاخوان المسلمين ضمن المجلس الوطني السوري إن البرنامج يحمل ملامح براجماتية الاخوان.

وقال اسحق ‘إذا ما واتتهم الفرصة للوصول إلى السلطة بأنفسهم سيفعلون لكنهم يدركون أن ذلك سيكون صعبا في بلد 30 في المئة من سكانه ينتمون لأقليات دينية وعرقية.

‘فقد الشارع ايمانه بالساسة اليساريين. فبعد القمع الذي حدث في الثمانينات تفرق شمل اليساريين. حافظ الاخوان على تماسكهم واعادوا بناء (الجماعة) في المنفى بمساعدة منح قدمها أثرياء سوريون وبمساندة من الخليج’.

وفي استعراض لعضلاتهم المالية وصلت عناصر من جماعة الاخوان الشهر الماضي محملين بحقائب المال إلى معسكر الجيش السوري الحر في منطقة تركية على الحدود مع سورية قرب أنطاكية.

وقالت مصادر بالمعسكر إن الاخوان يدعمون العقيد رياض الأسعد أحد أبرز المنشقين عن الجيش السوري الرسمي العام الماضي وهو على خلاف حاليا مع ضباط كبار آخرين انشقوا في وقت لاحق.

ويطلق العقيد الأسعد حاليا لحية على غرار أعضاء الاخوان. كما أن نشطاء الاحتجاجات الذين لا تربطهم أي صلة بالاخوان استمالتهم ايضا وعود الدعم الفوري للانتفاضة.

يقول النشط المخضرم الذي يسافر بانتظام بين سورية والمنطقة الحدودية في تركيا لحشد التأييد للاحتجاجات ضد الأسد في محافظة أدلب ‘اتصلت بهم وقدموا لي على الفور 2000 يورو عندما طلبت المساعدة… رغم انني لست من الاخوان’.

وأضاف ‘يريد الاخوان المسلمون استعادة قاعدتهم السياسية. هذا حقهم’.

وزير الاعلام: السوريون يتحدون حملة الارهاب من خلال الانتخابات

أ. ف. ب.

دمشق: راى وزير الاعلام السوري عدنان محمود الاحد ان الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها غدا تشكل تحديا “لحملة الارهاب والعدوان” على سوريا.

وقال الوزير محمود في تصريحات صحافية ان “السوريين من خلال المشاركة في هذه الانتخابات، يتحدون حملة الارهاب والعدوان على سوريا، الذي تشنه قوى دولية واقليمية، متورطة في الحرب الارهابية على سوريا”.

واعتبر الوزير ان “هذه الانتخابات هي الاولى التي تجري عى اساس الدستور الجديد الذي اقره الشعب السوري (..) وعلى اساس التعددية السياسة والحزبية”.

وبموجب الدستور الجديد الذي اقر نهاية شباط/فبراير، الغيت المادة الثامنة التي كانت تنص على ان حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم هو الحزب القائد للدولة والمجتمع.

وكان مقررا ان تجري هذه الانتخابات في ايلول/سبتمبر 2011، لكنها ارجئت لكي يتاح “للاحزاب ان تكون مستعدة لهذه الانتخابات” بحسب السلطات السورية.

واضاف عدنان محمود “ان الشعب السوري عبر عن درجة عالية من الوعي والارادة الوطنية والتصميم على انجاح مسيرة الاصلاح الشامل وتجديد بنى الدولة الوطنية ومؤسساتها”، معتبرا ان “الشعب السوري اكد خلال مرحلة الاعداد لهذا الاستحقاق الوطني الهام تصميمه على مواجهة الارهاب وتعزيز مؤسسات الدولة عبر المشاركة الحرة في العملية الديموقراطية والتطلع الى مرحلة جديدة في حياة سوريا”.

واشار الوزير الى ان هذه الانتخابات ستجري “بناء على قانون الانتخابات الجديد الذي اناط الاشراف على الانتخابات بالقضاء المستقل عبر الهيئة العليا للانتخابات”.

واضاف “ان مناخ الحريات السياسية والاعلامية الذي امنته الدولة انطلاقا من الدستور اتاح لجميع اللوائح والمرشحين والاحزاب التعبير عن برامجهم ومشاريعهم” لافتا الى تنظيم “الحملات الانتخابية ضمن هذا المناخ في اطار تنافسي متكافئ”.

وبحسب الوزير، فان وسائل الاعلام السورية تحولت الى “منابر للمنافسة الحرة والمفتوحة والتفاعلية التي شاركت فيها الاحزاب واللوائح والمرشحون والمواطنون بكل حرية ودون قيود”.

وسيغطي التلفزيون السوري الانتخابات بالبث المباشر من نحو خمسين موقعا في البلاد، الى جانب وجود “ما يزيد عن 200 وسيلة اعلامية عربية واجنبية، بالاضافة الى مائة شخصية سياسة وفكرية وحقوقية واعلامية من دول عربية واجنبية ستكون موزعة على المراكز الانتخابية للاطلاع على حسن سير العملية”، بحسب وزير الاعلام.

واعتبر محمود ان ما تحقق “اعلاميا وسياسيا في مواكبة الحملات الانتخابية يضع الاساس لتقاليد جديدة في الاعلام السوري عبر التعامل مع الاستحقاقات الوطنية بشكل ديموقراطي يحترم التنوع”.

المجلس الوطني يدعو السوريين للاضراب والتظاهر خلال الانتخابات

أ. ف. ب.

دمشق: دعا المجلس الوطني السوري المعارض السوريين الى الاضراب والتظاهر الاثنين في الوقت الذي تجري فيه الانتخابات التشريعية في البلاد، واصفا هذه الانتخابات بانها “مسرحية تستهين بدماء الاف الشهداء”.

وقال المجلس في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه “اننا ندعو السوريين للاضراب او التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية”.

واضاف البيان “بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لاجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع وجرائم الابادة والعقوبات الجماعية”.

واعتبر البيان ان اجراء هذه الانتخابات “يستهين بدماء الاف الشهداء السوريين” ويدل على “استهتار نظام (الرئيس بشار) الاسد بالمبادرة الدولية العربية”.

واضاف البيان “لقد أقسم ملايين السوريين منذ أكثر من سنة أنهم يريدون إسقاط النظام القاتل وهم بالتأكيد ينظرون بكثير من الاستخفاف لدعوتهم لتجديد شرعية النظام عبر انتخابات هزلية”.

وHفتحت مراكز الاقتراع ابوابها الاثنين في سوريا عند الساعة السابعة صباحا (4,00 تغ) لاجراء اول انتخابات “تعددية” منذ خمسة عقود والتي يتم تنظيمها في ظل اجواء من العنف ووصفتها المعارضة ب”المهزلة”.

واقيم 12152 مركزا انتخابيا في مختلف المدن السورية موزعة على 15 دائرة انتخابية، ويبلغ عدد الناخبين فيها 14 مليونا مدعوين لاختيار 250 عضوا في مجلس الشعب من بين 7195 مرشحا.

وتتنافس في هذه الانتخابات سبعة احزاب من بين تسعة اعلن عن تاسيسها منذ اصدار قانون تنظيم الاحزاب الجديد بالاضافة الى المستقلين وقائمة الوحدة الوطنية التي اعلنت عنها الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث وتشرف على الحكم في البلاد.

وذكرت صحيفة تشرين الحكومية في افتتاحيتها ان اهمية الانتخابات تاتي “من الرؤية الجديدة التي أخذت تتبلور حول مهمة مجلس الشعب في المرحلة القادمة، واللغة التي يفترض أن يتحدث بها عن مصالح الوطن والمواطن، والأهم الرقابة التي يود كل منا أن يمارسها على أداء المجلس ومدى تمثيله لمصالح المواطن وصيانة مكتسباته”.

واعتبرت ان “المشاركة في انتخابات مجلس الشعب اليوم لا تنبع أهميتها فقط من كونها ردا شعبيا على ما تتعرض له بلادنا من تآمر خليجي- غربي يتجسد بقتل وتخريب وتدمير، وإنما لأن مستقبل سورية لا يصنعه إلا أبناؤها المؤمنون بقوتها ومحبتها وشموخها”.

وتقول شهبا كريم (18 عام) لدى خروجها من العازل في مركز الاقتراع التابع لاتحاد الحرفيين في ساحة السبع بحرات وسط دمشق “امل ان تشكل هذه الانتخابات حلا نهائيا للازمة”.

واضافت “لقد انتخبت لانني اؤيد الاصلاحات لكنني امل من اعضاء المجلس الجديد ان يؤمنوا فرص عمل للعاطلين عن العمل كي لا يضطر الشباب للهجرة”.

ويقوم مؤيدو المرشحين بتوزيع بطاقات الاقتراع امام المركز داعين الى انتخاب مرشحهم.

ويؤكد الطالب في جامعة دمشق ليث الحلاج (22 عام) “يجب ان يكون للانتخابات مصداقية كي يقبل الناخبون بالاقتراع وبذلك يظهرون اهتمامهم بالازمة التي تمر بها البلاد ويجدون لها حلا”.

وهذه الانتخابات هي الاولى التي تجري بعد صدور قانون يسمح بالتعددية الحزبية في سوريا جاء من ضمن سلسلة اصلاحات اعلنتها السلطات في محاولة لاستيعاب الحركة الاحتجاجية ومن بينها اصدار دستور جديد يلغي الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ خمسين عاما.

الا ان المعارضة تنظر الى الانتخابات على انها “مهزلة”، مؤكدة ان المشاركة فيها ستقتصر على مؤيدي النظام.

ومن المقرر ان تغلق المراكز ابوابها عند الساعة العاشرة حسب التوقيت المحلي (19,00 تغ).

 اردوغان مخاطبا لاجئين سوريين في تركيا: “انتصاركم ليس بعيدا”

أ. ف. ب.

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اجتماع لحزبه في غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية أن بلاده ستبقي حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين.

كيليس: اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد امام مئات اللاجئين السوريين في مخيم يقع على الحدود بين البلدين ان “انتصاركم ليس بعيدا”.

وقال اردوغان خلال زيارته الاولى للاجئين السوريين في جنوب تركيا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل عام ونيف ان “قوتكم تزداد يوما بعد يوم (…) ان انتصاركم ليس بعيدا”.

وتستقبل تركيا حاليا نحو 23 الف لاجىء سوري على اراضيها، اضافة الى مسؤولين سياسيين وعسكريين من المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واضاف اردوغان خلال زيارة لمخيم للاجئين في كيليس يؤوي نحو عشرة الاف لاجىء ان “قوى بشار تنهار يوما بعد يوم”.

وتابع رئيس الحكومة التركية “نحن مع الشعب السوري، ولن نكون ابدا الى جانب الحكومة السورية”.

وكانت تركيا تقيم علاقات وثيقة مع سوريا قبل بدء الحركة الاحتجاجية الواسعة المناهضة لنظام الاسد. وسرعان ما تدهورت هذه العلاقة الى ان اصبحت حاليا مقطوعة.

واعلن رئيس الوزراء التركي ان بلاده ستبقي حدودها مفتوحة امام السوريين الذين يفرون من قمع النظام في بلادهم، وذلك قبل ساعات من زيارته مخيما للاجئين السوريين.

وقال رجب طيب اردوغان في اجتماع لحزبه في غازي عنتاب على مقربة من الحدود السورية “باذن الله، سيبدأ عصر جديد في سوريا (…) عاجلا ام اجلا”.

واضاف في خطاب متلفز “ما دامت ارادة الشعب غير محترمة في سوريا، سنواصل الدفاع عن حقوق اخواننا الاتين من هذا البلد واستقبالهم”.

وفي نيسان/ابريل، افادت السلطات التركية ان اطلاق نار مصدره سوريا ادى الى اصابة ستة اشخاص بينهم اربعة سوريين في هذا المخيم. ولكن بحسب شهادات جمعتها فرانس برس فان سوريين اثنين قتلا في اطلاق النار.

ويستضيف مخيم كيليس نحو 12 الف شخص.

وكانت تركيا تقيم علاقات وثيقة مع سوريا قبل بدء الحركة الاحتجاجية الواسعة المناهضة لنظام الرئيس

بشار الاسد. وسرعان ما تدهورت هذه العلاقة الى ان اصبحت حاليا مقطوعة

انتخابات بسوريا والمعارضة تصفها بالمهزلة

قوى المعارضة بالداخل والخارج قاطعت الانتخابات ووصفتها بالمهزلة (الفرنسية) قال التلفزيون السوري الرسمي إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها صباح اليوم أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات مجلس الشعب السوري (البرلمان) وسط مقاطعة قوى المعارضة في الداخل والخارج، ودعوة نشطاء الثورة السورية إلى الإضراب ووصفهم لعملية التصويت بـ”المهزلة” و”التمثيلية”، وبينما تجرى الانتخابات في عدد من المناطق التي يسيطر عليها النظام، فإن بعض المناطق الثائرة لا تجرى فيها بحسب النشطاء.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) “تشارك الأحزاب والكتل والقوى السياسية والمستقلون ترشيحا واقتراعا في الانتخاب بقوائم وتحالفات حزبية وسياسية ومستقلة وبشكل فردي تحت إشراف قضائي مستقل يضمن النزاهة والحرية والديمقراطية للناخبين في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب القادم وفقا لقانون الانتخابات العامة في وقت تشهد فيه البلاد إصلاحات حقيقية وجوهرية شملت مختلف مناحي حياة المجتمع السوري توجت بإقرار دستور جديد للبلاد”.

وأوضحت الوكالة أنه يحق لأكثر من 14 مليون سوري الإدلاء بأصواتهم لاختيار 250 نائبا من بين سبعة آلاف و195 مرشحا بينهم 710 سيدات في 12 ألفا و152 مركزا انتخابيا في مختلف أنحاء سوريا.

ولا يوجد في مجلس الشعب المنتهية ولايته عضو معارض واحد وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن نصف المقاعد ستخصص “لممثلي العمال والفلاحين” الذين تسيطر عائلة الرئيس بشار الأسد على اتحاداتهم.

وقال وزير الإعلام السوري عدنان محمود -في تصريحات صحفية أمس الأحد- إن “السوريين من خلال المشاركة في هذه الانتخابات، يتحدون حملة الإرهاب والعدوان على سوريا الذي تشنه قوى دولية وإقليمية متورطة في الحرب الإرهابية على سوريا”.

العديد من المناطق الثائرة لن تشارك في الانتخابات البرلمانية بحكم الأمر الواقع

مقاطعة “المهزلة”

في المقابل، دعت الهيئة العامة للثورة السورية إلى مقاطعة “مهزلة انتخابات مجلس الشعب”، وقررت الدعوة إلى الإضراب يومي 7 و8 مايو/أيار الجاري. واعتبرت أن نظام بشار الأسد “فقد شرعيته منذ زمن طويل، وهو الآن موجود بصفة الاحتلال ويفرض وجوده في وطننا بقوة السلاح والقتل والجريمة”.

وقالت الهيئة إن “نظام بشار الأسد نظام خارج عن القانون السوري وعن القانون الدولي، لارتكابه جرائم الحرب”.

من جهة أخرى، اعتبر المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة عمر إدلبي -في اتصال مع الجزيرة- أن “النظام مستمر على اتباع نفس السلوك الذي اتبعه منذ سنة، أي تجاهل الوقائع التي فرضتها الثورة على الحياة السياسية”، ووصف الانتخابات بأنها “تمثيلية جديدة” كتلك التي قام بها بما يسمى انتخابات محلية واستفتاء على الدستور أدانهما المجتمع الدولي.

وتساءل إدلبي “عن أي انتخابات يتحدثون في ظل استمرار القتل اليومي”، معتبرا ما يحدث استمرارا للنظام في خطف وتزييف الوقائع على الأرض، مؤكدا أن هناك مناطق عديدة لن تشارك في الانتخابات بحكم الواقع مع استمرار اقتحامها من قبل دبابات النظام.

ووصف الناشط لؤي حسين -الذي يترأس تيار “بناء الدولة السورية”- هذه الانتخابات بالشكلية، وأوضح لوكالة رويترز أن البرلمان السوري “لا يملك سلطة على ضابط مخابرات واحد وليس لديه سلطة في البلاد على الإطلاق”.

ومن جهته قال باسم إسحاق -الناشط المعارض، الذي خسر في الانتخابات البرلمانية عامي 2003 و2007- إن شيئا لم يتغير، وإن النظام السياسي في سوريا ما زال فاسدا بشكل كامل، وإن نتيجة الانتخابات ستكون محددة سلفا. وأضاف أن هناك مقاعد قليلة جدا للمستقلين، وإن هذه المقاعد ستؤول إلى الأسهل انقيادا.

وأبدى عدد من سكان مدينة حلب رفضهم الانتخابات البرلمانية في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للتصويت. وازدانت شوارع حلب باللافتات الانتخابية التي يظهر فيها مرشحون ينافسون للمرة الأولى منذ بدء الثورة قبل أكثر من عام، لكن في لقطات فيديو صورها ناشطون قال بعض السكان غير محددي الهوية إن أعضاء البرلمان السوري لا يستطيعون التحدث بحرية.

“انتصار الشعب”

في هذه الأثناء قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن انتصار الشعب السوري ليس بعيداً. وأوضح خلال زيارته للاجئين سوريين الأحد أن المعارضة السورية باتت قريبة من تحقيق النصر، وأن الرئيس السوري بشار الأسد “ينزف” مع مرور الأيام.

وفي مخيم كيليس للاجئين استقبل أردوغان بهتافات وتصفيق منقطع النظير. وأبلغ أردوغان حشدا يضم نحو 1500 شخص على بعد أقل من كيلومتر من الحدود مع سوريا بأن “بشار ينزف كل يوم.. نصركم ليس بعيدا.. لدينا قضية واحدة: وقف إراقة الدماء والدموع، وتحقيق مطالب الشعب السوري”.

اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر بريف حماة

16 قتيلا بسوريا وقصف لعدة مدن

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 16 شخصا قتلوا أمس الأحد بنيران قوات الجيش النظامي في عدة مناطق. وقال ناشطون إن قوات الأمن اقتحمت عدة بلدات بريف حماة ونفذت فيها عمليات دهم واعتقال، وأشاروا إلى عمليات عسكرية وقصف جوي جرت في حماة ودرعا وريف دمشق.

فقد بث ناشطو الثورة السورية على مواقع الثورة على الإنترنت صورا لإطلاق نار كثيف على مدينة حماة. كما وردت أنباء عن اشتباك بين الجيشين النظامي والحر في حي “المزراب” بحماة تخلله قصف للجيش النظامي على حي “مشاع الفروسية”، وانفجارات في حيي “جنوب الملعب” و”الصابونية” في المدينة. وأوضح الناشطون أن القصف يتزامن مع وجود ثمانية مراقبين دوليين في المدينة.

وذكر الناشطون أن معظم قتلى أمس في محافظات حمص وإدلب وريف دمشق، وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف للجيش النظامي على منطقة معربة قرب درعا.

وأظهرت صور بثها ناشطون قصفا متقطعا وإطلاق نار على بلدة النعيمة في درعا من قبل الجيش السوري النظامي.

وفي مدينة إدلب قال ناشطون إن انفجارين عنيفين وقعا أمس في منطقة الكورنيش, لكنهم لم يتمكنوا من معرفة التفاصيل بسبب الحصار العسكري المفروض على المدينة.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن شابا قتل في المزة بالعاصمة دمشق إثر إطلاق رصاص عشوائي خلال حملة المداهمات التي شنتها قوات الأمن والجيش النظامي في حي المصطفى.

وفي حمص سقط جرحى برصاص الأمن والجيش أثناء تفريق مظاهرة خرجت بحي الملعب، كما قتل رجل وامرأة في دير بعلبة جراء إطلاق نار عشوائي من قبل الجيش والأمن السوري.

وكان سكان ونشطاء في مدينة دير الزور قد ذكروا في وقت سابق أن قتالا شرسا اندلع بين الجيشين الحر والنظامي فجر الأحد.

وقال السكان والنشطاء إن المعارضة المسلحة هاجمت بالقذائف الصاروخية مواقع للدبابات في شرق مدينة دير الزور ردا على هجوم الجيش ضد بلدات وقرى في المحافظة الواقعة على الحدود مع العراق.

من جهتها قالت كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا التي زارت سوريا، إن الجيش النظامي والأجهزة الأمنية قامت بعمليات قتل ودمرت الأحياء السكنية في المناطق التي تجتاحها بصورة ممنهجة.

ووصفت روفيرا في مقابلة مع الجزيرة عمليات الإعدام التي يتعرض لها المدنيون خارج نطاق القضاء، بأنها جرائم ضد الإنسانية.

وفي هذه الأثناء، تجري الاستعدادات لإجراء انتخابات مجلس الشعب السوري اليوم الاثنين في أجواء مختلفة عن سابقاتها، فبينما يُتوقع أن يصوت السوريون لمرشحي مجلس الشعب، يعتقد كثير من السوريين بعدم شرعية هذه الانتخابات وبعدم جدوى إجرائها في ظل الثورة الشعبية التي تشهدها البلاد.

جولات المراقبين

من جهة ثانية، توجه وفد من لجنة المراقبين الدوليين ظهر الأحد إلى مضايا والزبداني “حيث قابل أعضاؤها ناشطي المعارضة لوقت قصير، قبل أن يتجولوا في المناطق المحيطة بالمدينة”.

وتعد هذه المنطقة أحد مراكز الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا ضد أربعة عقود من حكم الرئيس السوري بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد.

وقالت امرأة للمراقبين وهي تبكي “أريد ابني.. الشرطة أخذت ابني.. اختفى قبل ثمانية أشهر، لديه أربعة أبناء.. أريد أن يعود”.

ووصف رجل ملتح يدعى أحمد البلدةَ التي يقطنها 20 ألف شخص بأنها “سجن كبير”، مضيفا أن الجيش غالبا ما ينشر قناصة فوق أسطح المنازل والأبنية.

وقال رجل آخر “في كل مرة نخرج فيها في مظاهرة يطلقون النار علينا”، ونفى الجنود المبادرة بإطلاق النار وقال أحدهم “أحيانا نتعرض لإطلاق النار لكننا لا نرد”.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان: عشرة قتلى في مناطق متفرقة من سوريا اليوم فلاديمير بوتين يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لروسيا خلفا للرئيس ديمتري ميدفيديف أف ب: مقتل عشرين جنديا يمنيا على الأقل في هجوم للقاعدة في زنجبار هولاند يعتبر انتخابه بداية “حركة صاعدة في كل أوروبا”

المجند رياض .. ومحنة الحياة والموت

خاص-الجزيرة نت

لم يكن المجنّد السوري رياض مازن كمشة راضيا عمّا يقوم به الجيش من قمع للمتظاهرين واستهدافهم بأسلحته، فكان يتهرب ويتجنب أن يطلق النار عليهم. وقد تحين الفرص للانشقاق إلى أن نال ذلك في معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب، وكما كان التحاقه بالخدمة العسكرية الإلزامية محنة ألمت به في حياته فإن مماته تحول إلى محنة أخرى بعد أن نالت منه رصاصة لرفاق السلاح ليشغل جثمانه أناسا كثيرين بعده.

نشأ الشاب رياض في جوبر بريف دمشق وشرب من بردى، والتحق بالخدمة العسكرية الإلزامية في القوات الخاصة منذ نحو سنة، وكان يتنقّل مع عناصر فرقته في المناطق السورية الثائرة، من الرستن بحافظة حمص إلى جسر الشغور ومعرة النعمان في محافظة إدلب، في محاولة محمومة من الجيش النظامي لإخماد نار الثورة التي اشتعلت في كل أرجاء سوريا.

ويقول (ح) صديق رياض في الفرقة نفسها إنه لم يكن راضيا عمّا يقوم به الجيش من قمع للمتظاهرين واستهدافهم بأسلحته، فكان يتهرب ويتجنب أن يطلق النار عليهم أو أن يشارك في قتلهم.

وما زال رياض ومجموعة من أصدقائه يتحينون الفرص للانشقاق عن الجيش، حتى سنحت الفرصة في السادس من فبراير/شباط الماضي عندما كانت الفرقة تحاول قمع الاحتجاجات في معرة النعمان، فقام رياض ومجموعة من أصدقائه في الفرقة عند حاجز عسكري في المدينة بالانشقاق، وأدركتهم طلقات “رفاق السلاح”، لكنهم نجوا منها سالمين.

بعد انشقاقه عن الجيش النظامي لم يترك رياض السلاح، بل التحق بالجيش الحر متطوعا في كتيبة “شهداء معرّة النعمان”، لينتقل الشاب الدمشقي من قمع متظاهري المعرّة إلى الدفاع عنهم.

وفي الخامس من أبريل/نيسان الماضي اقتحمت قوة راجلة من الجيش النظامي المدينة، فانبرت كتيبة شهداء معرّة النعمان للدفاع عنها.

ويقول (م. س) أحد عناصر الكتيبة إنهم لما هبّوا للتصدي لجيش النظام اكتشفوا أنه قد اتخذ من بعض المدنيين -وفيهم أطفال- دروعا بشرية، فلم يستطيعوا الردَّ على النار بالنار، فكثّف الجيش نيرانه وكان نصيب رياض أن يصاب بطلق في مؤخرة رأسه.

رحلة الألم

المجنّد رياض (يسار) رافعا علامة النصر أثناء حمايته مظاهرة في معرة النعمان وقد تمّت معالجة رياض في أحد المشافي الميدانية البسيطة التجهيز، لكن حالته ساءت بعد يومين، مما اضطر أصدقاءه إلى نقله إلى المشفى الوطني في معرة النعمان، وهو ما كانوا يتجنبونه لما يعرفون من أن المشافي التابعة للدولة هي وكر لما يعرف بالشبيحة، وأن أكثر المصابين الذين ينقلون إليها ينتهي بهم الحال إلى القبور أو السجون في أحسن الأحوال، بعد جولات من التحقيق مليئة بالألم.

وفي يوم الأحد الثامن من أبريل/نيسان الماضي، أودع رياض العناية المركزة، وبعد يومين وقع ما كان يخشاه رفاقه، حيث يقول الطبيب (ج) إن قوات من الأمن والشبيحة دخلوا غرفته، وقطعوا عنه الأوكسجين، ورموه عن السرير وانهالوا عليه رفسا بالأقدام وضربا بالسلاح حتى فارق الحياة واحتجزوا جثمانه في براد المشفى، حتى سلموه إلى بعض أهالي معرّة النعمان بعد يومين من المفاوضات.

وبعدما تسلم أهالي معرة النعمان جثمان الشاب الدمشقي -الذي لم يرَ أمّه منذ عام- احتشدوا في مظاهرة كبيرة توديعا لضيفهم الشهيد، وحملوه بسيارة برفقة اثنين ليوصلاه إلى أهله في جوبر المفجوعين بفقده، وأخذوا معهم أوراقه النظامية الممهورة بختم المشفى وختم الأمن.

ولكنّ حاجزاً أمنيا عند منطقة الرستن في حمص قام باحتجاز الجثمان ومن معه وتحويلهم إلى سجن في حمص، وهم معتقلون حتى اللحظة.

ولما علم أهالي جوبر بما حلّ بجثمان ابنهم رياض لم يكن منهم إلا أن أدَّوا عليه صلاة الغائب، سائلين الله تعالى ألا يصيب من معه مكروه.

سجال بالجولان بشأن الثورة وبشار

السوق الشعبي بمجدل شمس لا تغيب عنه النقاشات بشأن الثورة السوريةمحمد محسن وتد-الجولان المحتل

يعيش سكان الجولان المحتل ضمن الحالة السورية، فعلى الرغم من اتساع الأصوات المناهضة والمعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، فإن السكان يعيشون حالة ارتهان يرافقها الخوف من الانتقام، فالمجاهرة بموقف سياسي معارض للأسد قد يؤدي بالعائلات لدفع الثمن، وهناك من يتكتم على مشاعره تجاه ثورة الشعب خوفا من بقاء النظام.

ودخلت حالة التباين والتناقضات التي تشهدها سوريا إلى عمق النسيج الاجتماعي بالجولان، وتباينت الآراء بين سكان القرى البالغ تعدادهم 25 ألفا ما بين مؤيد لمطالب الشعب بنيل الحرية والتحرر من الدكتاتورية والمواقف الداعمة لنظام الأسد، وبين تلك التي تعتبر ما يحدث مؤامرة دولية للنيل من نظام الممانعة والمقاومة.

وقال الناشط الاجتماعي مجيد قضماني إن الثورة السورية أحدثت نقلة نوعية بمستوى الولاء للوطن لدى سكان الجولان المحتل، وأوضح أن الثورة وإن أدخلت حالة التباين والتناقضات وأثرت على النسيج الاجتماعي وخلقت أجواء مشحونة ومتوترة، فإنها ساهمت برفع التماثل الاجتماعي والنفسي للسكان مع هموم المواطن السوري، مع التأكيد والإصرار على رفض المحتل الإسرائيلي.

وأضاف للجزيرة نت “إن انتمائي لسوريا كمواطن تحت الاحتلال تعزز بظل الثورة وارتقى من الولاء للوطن بالعموميات إلى الولاء للإنسان السوري الذي ينشد الحرية والتحرر من هذا النظام المستبد، أؤمن بأنه لا يمكن تحرير الجولان قبل تحرير المواطن السوري واسترجاع إنسانيته المسلوبة”.

ولفت إلى أن الموالين للنظام بالجولان يسعون لتطويق ومنع أي محاولة جدية للحراك الشعبي الداعم للثورة، كونهم على قناعة بأن الوطن يتعرض لمؤامرة خارجية والنظام يدافع عن وحدة الدولة، بينما يتطلع المناصرون للثورة لتوظيف تجربتهم بمناهضة الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز الثوابت الوطنية والقومية لتأكيد الولاء لسوريا والوطن لا لرموز النظام.

المقاوم والمتآمر

وأبدت المواطنة افتهام عزام مخاوفها من الأحداث التي تشهدها سوريا، رافضة وصفها بثورة شعب يصبو للحرية، واعتبرتها مؤامرة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بغية استهداف نظام المقاومة والممانعة للنيل منه لتقسيم الوطن لدويلات وإعادة الاستعمار مجددا.

وردا على سؤال الجزيرة نت عن تبريرها لإحجام نظام المقاومة منذ حرب 1967عن إطلاق حتى رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل قالت عزام إن سكان الجولان رهائن لدى إسرائيل وأي عمل مقاوم سيضعهم بدائرة الاستهداف والقمع من قبل المحتل، وعليه وحفاظا على أرواحهم ودمائهم فإن النظام لا يريد إشعال جبهة الحرب.

وشددت على أن الغالبية الساحقة من أهالي الجولان يناهضون المعارضة السورية، وقالت إن الأجيال المتقدمة بالسن تكن الاحترام وتؤكد الثوابت بالولاء للنظام -الذي يتصدى للمؤامرة- وللرئيس الأسد، وتعتبر كل من يدعو ويطالب حلف شمال الأطلسي (ناتو) بضرب أرض الوطن “بالخائن”.

الداعم والمناهض

من جانبه أوضح المزارع نور الدين مرعي أن النظام السوري اهتم بالاستثمار في التواصل الاجتماعي والاقتصادي مع سكان الجولان عبر الصليب الأحمر، إذ يحافظ منذ عام 2004 على تسويق تفاح الجولان بالأسواق السورية مما يدر على الفلاحين نحو 13 مليون دولار بالموسم، إضافة إلى البعثات الطلابية، حيث يدرس 250 طالبا من الجولان مجانا بجامعات دمشق.

لكن مرعي أكد للجزيرة نت أن هذا الدعم ليس منة أو كرما أخلاقيا من النظام، فالواجب يلزمه بالتواصل مع شعبه، “لكن ما من شك في أن مشاريع التواصل هذه ساهمت بتعزيز شرعية النظام الذي حظي بدعم وتأييد جماهيري بالجولان إلى أن اشتعلت الثورة التي شوهها وقمعها النظام، وكان الأجدر به تحرير الأرض والإنسان بالجولان”.

 وبين أن ما تشهده سوريا أحدث شرخا وتوترا وترسبات سلبية، حيث اختلطت الأمور على أهالي الجولان خصوصا وأن النظام روج لنظرية المؤامرة، وأشار إلى أن الصوت المناهض للنظام والمنبعث تحديدا من الأراضي المحتلة يزعج الرئيس الأسد الذي يعمل على قمعه بكل الوسائل.

سوريا تجري انتخابات مع احتدام القتال في البلاد

دمشق (رويترز) – تجري سوريا انتخابات برلمانية يوم الاثنين تصفها السلطات بأنها احد معالم الاصلاح السياسي بعد انتفاضة شعبية بدأت قبل 14 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد.

وهزت اعمال عنف شرق البلاد قبل الانتخابات لتؤكد التحدي الذي يواجه اجراء انتخابات موثوق بها في الوقت الذي تستمر فيه اراقة الدماء ولتعقد مهمة مراقبي الامم المتحدة الذي يراقبون وقفا لاطلاق النار اعلن في 12 ابريل نيسان.

وتحدث ناشطون معارضون عن وقوع قتال بين الجيش والمعارضين في محافظة دير الزور الشرقية وعن هجمات لقوات الاسد اسفرت عن قتل خمسة اشخاص في مناطق اخرى من سوريا يوم الاحد من بينهم شاب قتل بالرصاص خلال مداهمات من منزل لمنزل في العاصمة دمشق.

وعلى عكس الزعماء المستبدين في تونس ومصر وليبيا واليمن الذين اسقطهم الربيع العربي يحتفظ الاسد بدعم كاف بين القوات المسلحة والطائفة العلوية التي تهيمن على الجيش والاجهزة الامنية للصمود امام الثورة.

ومنذ توليه السلطة خلفا لوالده حافظ الاسد في عام 2000 اعتمد الاسد على برلمان طيع للموافقة بشكل تلقائي على ارادة العائلة الحاكمة في ذلك البلد الذي تقطنه اغلبية سنية.

ولا يوجد في مجلس الشعب الحالي عضو معارض واحد وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان نصف المقاعد ستخصص “لممثلي العمال والفلاحين” الذين تسيطر عائلة الاسد على اتحاداتهم.

وتقاطع شخصيات المعارضة التي فر كثير منها الى خارج البلاد او اعتقلت خلال الانتفاضة الانتخابات قائلة ان الدستور السوري المعدل الذي سمح بانشاء احزاب سياسية جديدة هذا العام لم يغير شيئا.

وعلقت ملصقات انتخابية معظمها لمرشحين مؤيدين بقوة للاسد في وسط دمشق ومناطق مازال الاسد يحتفظ بها بسلطة قوية ولكن يوجد منها عدد اقل في المناطق النائية التي تشكل اساس الثورة.

وقال الناشط لؤي حسين الذي يرأس تيار “بناء الدولة السورية” ان هذه الانتخابات شكلية ولن تغير توازن القوى في سوريا.

واضاف انه ليس من المهم من الذي يدلي بصوته فهي انتخابات مزورة ضد ارداة الشعب السوري دون مشاركة شعبية.

وقال ان البرلمان السوري لا يملك سلطة على ضابط مخابرات واحد وليس لديه سلطة في البلاد على الاطلاق.

وفي المناطق الوسطى بدمشق عرضت صور المرشحين في الشوارع ومن بينهم رجال اعمال ومخرجون سينمائيون ومقدمو برامج في التلفزيون الحكومي.

وقالت ماريا سعادة وهي مهندسة تخوض الانتخابات على احد مقاعد دمشق ان ما حدث العام الماضي جعل الناس يدركون ان السوريين يحتاجون بشكل حقيقي لبرلمان حقيقي يكون قناة مباشرة وله دور فعال في بناء مسرح جديد.

وقال المرشح السياسي المستقل قدري جميل انه رشح نفسه لاعتقاده ان بامكانه تحويل الانتخابات الى نقطة بداية لعملية سياسية ولخفض مستوى العنف من اجل الوصول للحوار.

وقال بسام اسحق الذي رشح نفسه للبرلمان عامي 2003 و2007 دون ان يحالفه التوفيق وفر من البلاد العام الماضي ان الانتخابات لن تغير شيئا يذكر.

واضاف ان النظام السياسي السوري مازال فاسد تماما وان نتائج الانتخابات ستتقرر سلفا.

وقال ان هناك مقاعد قليلة جدا للمستقلين وان هذه المقاعد ستؤول إلى الاسهل انقيادا.

وزار وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار مدينة حلب الشمالية يوم الاحد وقال ان المدينة التجارية والصناعية المهمة مستعدة للانتخابات.

وتقول السلطات ان عدد الناخبين يبلغ 14 مليون نسمة من بينهم السوريون في الخارج وان هناك 7195 مرشحا.

وقال الشعار الذي كان يحيط به مسؤولو الانتخابات لوسائل الاعلام الحكومية انه يجب توفير كل الموارد لضمان اجراء العملية الانتخابية بشكل سلس.

وزادت المظاهرات المناهضة للاسد في حلب بعد ان قتلت قواته اربعة طلاب من المحتجين على الاقل في جامعة حلب الاسبوع الماضي. ويقول ناشطون ايضا ان الاحتجاجات زادت في شتى انحاء البلاد منذ وصول المراقبين.

وفي بلدة مضايا السنية وهي مركز ريفي للثورة تقع على بعد 30 كيلومترا شمالي دمشق لم تظهر اي علامة على وجود حملة انتخابية. وفي بلدة الزباني القريبة كان هناك عدد قليل من صور مرشح.

وقال ياسر وهو من سكان الزبداني ان هذا الشخص هو المرشح الوحيد وهو سيفوز بالطبع حتى اذا لم يصوت له الناس.

وعلقت صور شبان قتلتهم قوات الأسد على المتاجر المغلقة وواجهات البنايات.

وكتب على ملصق يسخر من الانتخابات “انتخبوا مرشحكم للانتخابات البرلمانية الشهيد نور عدنان الدلاتي”.

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

من من مريم قرعوني

مراقبو الامم المتحدة يتفقدون معقلا للانتفاضة في الجبال السورية

مضايا (سوريا) (رويترز) – استقبل سكان بلدة جبلية في سوريا قرب الحدود مع لبنان فريقا زائرا من مراقبي الامم المتحدة يوم الاحد بهتافات مناهضة للرئيس بشار الاسد.

وشق الفريق وهو جزء من مجموعة تتألف من 50 مراقبا يعكفون على تقييم مناطق الصراع في انحاء البلاد طريقه في سيارتي جيب يتبعه صحفيون الى بلدة مضايا التي تبعد 30 كيلومترا شمال غربي دمشق عند سفح سلسلة جبلية تفصل لبنان عن سوريا.

وتعد هذه المنطقة السنية أحد مراكز الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا ضد اربعة عقود من حكم بشار ووالده الراحل حافظ الاسد اللذين ينتميان الى الاقلية العلوية بالبلاد.

وقالت امرأة للمراقبين وهي تبكي “اريد ابني. الشرطة اخذت ابني..اختفى قبل ثمانية اشهر. لديه اربعة ابناء. اريد ان يعود.”

ووصف رجل ملتح يدعى أحمد البلدة التي يقطنها 20 ألف شخص بانها “سجن كبير” مضيفا ان الجيش غالبا ما ينشر قناصة فوق اسطح المنازل والابنية.

وقال رجل اخر “في كل مرة نخرج فيها في مظاهرة يطلقون النار علينا.”

وحاصرت الحشود قافلة المراقبين وهتفوا “مرحبا” واشاروا الى نقطة تفتيش قريبة للجيش يحرسها جنود قالوا انهم يطلقون النار على الشوارع والابنية من حين لاخر.

ونفى الجنود المبارة باطلاق النار. وقال احدهم “احيانا نتعرض لاطلاق النار لكننا لا نرد.”

وظهر وسط الحشد رجل مسن يرتدي الزي التقليدي وبدأ يهتف للحكومة. وصاح “الاسد رئيسنا. نريد الاسد” ورفض السكوت امام هتافات منافسة تطالب باعدام الاسد.

وقصف الجيش السوري على مدى اسابيع بلدة مضايا ومنتجع الزبداني القريب الذي شهد مظاهرات متكررة تطالب برحيل الاسد وذلك قبل الاتفاق مع مقاتلي المعارضة في يناير كانون الثاني على وقف اطلاق النار.

وعلى الطريق من مضايا الى الزبداني التي كانت منطقة جذب للسياحة غطت الشعارات المؤيدة للاسد الجدران. وكان احد هذه الشعارات “نحنا رجالك يا بشار.”

ولكن في الزبداني نفسها علقت صور شبان قتلتهم قوات الاسد على المتاجر وواجهات البنايات.

وكتب على ملصق يسخر من الانتخابات البرلمانيةالتي ستجرى يوم الاثنين “انتخبوا مرشحكم للانتخابات البرلمانية الشهيد نور عدنان الدلاتي”.

وكتب على اخر “انتخبوا الشهيد عصام حسن طاسة”.

وقال محتج يدعى مهران انه اصيب برصاص حي اطلقته قوات الامن خلال مظاهرة مناهضة للاسد وكشف عن وجود اثار رصاصتين في ساقه قال انه لم يمكن استخراجهما.

وأضاف “المزارعون لا يستطيعون الذهاب الى حقولهم. انهم (قوات الاسد) يطلقون النار عليهم.”

وقال رجل يرتدي ملابس ريفية يدعى ابو كمال (85 عاما) ان القوات منعته من الوصول الى حقله.

وأضاف “ابلغوني بانني لا استطيع الذهاب الى ارضي. اخذوا ايضا ابني..ماذا يريدون منه.. لم يفعل اي شيء.”

لكن تدهور الاوضاع الاقتصادية جعل العديد من الاشخاص يشعرون بالقلق من الثورة.

وقال صاحب متجر يدعى محمد (29 عاما) انه اعتاد على المشاركة في المظاهرات المطالبة بالديمقراطية لكنه توقف عن ذلك عندما لجأت اقلية من المحتجين الى الكفاح المسلح العام الماضي.

وأضاف “التجارة كسدت. بعض الناس افلست واغلقت متاجرها. قوات الامن ضايقت الناس ودفعتهم لحمل الاسلحة..اعتقلوا اشخاصا لم يكن لهم علاقة بأي شيء. ولكن اقول بأمانة ان الجانبين على خطأ.”

وقال “الزم منزلي الان. كنا نريد التظاهر سلميا وكنا نريد الحرية لكننا لم نرغب في الدمار.”

ومضى يقول “الناس سئموا حقا. لا أحد يهتم بنا. المعارضة تمتع نفسها خارج البلاد في فنادق خمس نجوم ونحن هنا ندفع الثمن.”

(اعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)

من مريم قرعوني

                      اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومنشقين في دير الزور.. وقصف لأحياء حمص القديمة

مظاهرات في ريف دمشق وحلب وحماه تطالب بإسقاط النظام تواكبها حملة اعتقالات

بيروت: يوسف دياب

بقي الوضع الأمني المتفجر على حاله في كافة المحافظات والمدن السورية، التي عاشت أمس يوما دمويا عصيبا، تمثل باشتباكات دارت بين الجيش السوري النظامي وبين منشقين عنه في أكثر من منطقة، وذلك غداة عودة مسلسل التفجيرات الدموية إلى العاصمة دمشق وإدلب وحلب الذي أوقع عددا من الضحايا بين قتيل وجريح.

ففي المشهد الميداني دارت صباح أمس اشتباكات داخل مدينة دير الزور، بين القوات النظامية وبين منشقين عنها أوقعت عددا من القتلى، في وقت أعلن الناشط أبو محمد العدوي لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر من الجيش السوري الحر الذين انشقوا حديثا عن الجيش النظامي، شنوا ليل أول من أمس هجوما على مربض مدفعية للجيش الأسدي يقع جنوب غربي المدينة، وأوقعوا فيه إصابات محققة».

وأوضح العدوي أن «القوة المهاجمة استخدمت في عمليتها هذه قذائف الـ(آر بي جي) والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة التي استحوذت عليها أثناء انشقاقها عن الجيش، وذلك انتقاما من هذا الموقع الذي اعتاد على قصف منازل المدنيين وقتل الأبرياء، خصوصا الأطفال والنساء والعجائز»، واصفا «عمليات الجيش والقوات النظامية في دير الزور والبلدات المحيطة بها بأنها أشبه بعمليات التطهير العرقي والديني، والتي يزيد من حالات الغضب الاحتقان غير المسبوقة».

أما مدينة دوما بريف دمشق فكانت صباح أمس عرضة لقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة ورصاص القناصة التي سقطت على عدة جهات في المدينة، بينما نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات عشوائية ومداهمات في منطقة الجامع العمري داخل مدينة قطنا في ريف دمشق، وترافقت هذه الاعتقالات مع إطلاق نار في المنطقة. غير أن هذه الإجراءات القمعية لم تحل دون خروج مظاهرة حاشدة من ساحة الرويس في مدينة يبرود طالبت بإسقاط النظام.

إلى ذلك أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن «القوات النظامية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القورية التابعة لدير الزور»، في حين أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية»، بأن «قوات النظام هدمت 31 منزلا في قرية المباركية بريف حمص بشكل كامل، إضافة إلى هدم بقية منازل القرية بشكل شبه كامل وتهجير كافة سكانها منها»، مشيرة إلى أن «قوات النظام اقتحمت منطقة سهل الغاب في حماه صباح اليوم (أمس) وتمركزت في منازل المواطنين بعد طردهم منها»، في وقت أكد فيه «عضو مجلس ثوار حمص» جواد الحمصي لـ«الشرق الأوسط»، أن «أحياء حمص القديمة كانت (أمس) هدفا لمدفعية الهاون العائدة لجيش النظام، والتي قصفت المنازل في باب الدريب والورشة ودير بعلبة والقرابيص وجوبر صباحا بوابل من القذائف»، مشيرا إلى أن «القناصة حاصروا الناس في المنازل في أحياء الخالدية والإنشاءات، كما كان حي القصور عرضة لإطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة وخفيفة من حاجزي المحورة والحميدية، فضلا عن قصف وقنص تعرضت له شوارع مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية».

إلى ذلك، قالت شبكة «شام» الإخبارية «إن انفجارين هزا مدينة إدلب صباح اليوم (أمس)، في الوقت الذي شهدت فيه بلدات معرة حرمة بإدلب وكفرنبوذة بحماه وطفس وناحتة بدرعا، مظاهرات صباحية مناهضة للنظام». وجاءت هذه المظاهرات غداة المظاهرات الحاشدة التي خرجت في مدينة حلب ليل أول من أمس تضامنا مع جامعتها ومطالبة بإسقاط النظام، وأعلن ناشطون أنه «لدى وصول المتظاهرين إلى حي سيف الدولة أطلقت قوات الأمن السوري الرصاص عليهم لتفريقهم». وقد أفاد الناشط في مدينة حلب عمر جراب (اسم مستعار)، بأن «قوات الأمن والشبيحة منعوا خروج مظاهرة في شارع المستودعات بحي الفردوس وفرقوا المتظاهرين بالقوة». وأكد هذا الناشط لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات النظام نفذت حملة اعتقالات داخل مدينة حلب، طالت عددا من الطلاب الذين اقتيدوا من منازلهم، كما أن الاعتقالات لم توفر المتقدمين في السن من آباء الناشطين والطلاب الذين يشكلون رأس حربة الانتفاضة الطلابية في مدينة حلب الجامعية».

المراقبون تجولوا بالزبداني وتسجيل أظهر سكانا يدلونهم على مقبرة جماعية في حماه

روسيا تعرب عن رضاها لانخفاض مستوى العنف

لندن: «الشرق الأوسط»

قام وفد من المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة أمس بزيارة ميدانية إلى مدينة الزبداني بريف دمشق، فيما أظهر مقطع مصور أهالي مدينة حماه يدلونهم في زيارة أول من أمس إلى ما قالوا إنها مقبرة جماعية.. يأتي ذلك فيما قالت الخارجية الروسية أمس إنها لاحظت «انخفاضا في مستوى العنف» بسوريا منذ وصول بعثة المراقبين، معربة عن رضاها عن الوضع رغم «توتره الشديد». وظهر أمس وفد من لجنة المراقبين في مدينة الزبداني، بالقرب من الحدود اللبنانية بعد يوم من زيارتهم لدوما وهي بلدة أخرى كانت معقلا للمعارضة المسلحة لكنها عادت تحت سيطرة القوات الحكومية.. وقال ناشطون إن أعضاء وفد المراقبين «قابلوا ناشطي المعارضة لوقت قصير، قبل أن يتجولوا في المناطق المحيطة بالمدينة»، بحسب ما أفاد فارس محمد، الناشط في لجان التنسيق المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي سياق متصل، أظهر مقطع مصور بث على الإنترنت سكانا في حي الفيحاء بحماه، في وسط سوريا، يصطحبون المراقبين الدوليين يوم السبت الماضي إلى ما قالوا إنه مقبرة جماعية لقتلى سقطوا بنيران القوات النظامية في المدينة. لكن المقطع لم يظهر تفاصيل أكثر حول تلك المقبرة.

وفي غضون ذلك، قالت الخارجية الروسية إنها لاحظت «انخفاضا في مستوى العنف» بسوريا، معربة عن رضاها عن الوضع رغم «توتره الشديد». ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله: «يبقى الوضع في سوريا متوترا جدا، ولكننا لا نرى وضع الأمر في إطار دراماتيكي». وأضاف أنه «على الرغم من عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بصورة كاملة – وفق ملاحظات مراقبي الأمم المتحدة – فإن مستوى العنف في سوريا تراجع إلى حد كبير».

وبحسب المراقبين ومصادر بالأمم المتحدة، فإن الجيش السوري ما زال يحتفظ بدبابات وأسلحة ثقيلة في المدن والبلدات في مخالفة لوقف اتفاق إطلاق النار الذي يراقبه الفريق الأممي، كما تواصل المعارضة المسلحة هجماتها على القوافل العسكرية ونقاط التفتيش التابعة للجيش، والتي عزلت مناطق واسعة من سوريا حسب شهود عيان ومصادر بالمعارضة. إلى ذلك، كان من المنتظر أن يصل برهان غليون، رئيس المجلس الوطني، أكبر تجمع للقوى السورية المعارضة، إلى الصين أمس في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، تلبية لدعوة من معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو وي مين، إن غليون سيلتقي بمسؤولين بوزارة الخارجية خلال زيارته، نافيا في الوقت عينه أن تكون بكين قد غيرت موقفها من القضية السورية فضلا عن رأيها من المجلس الوطني السوري المعارض.

وأضاف أن الصين حافظت على الاتصالات مع كل من الحكومة السورية وجماعات المعارضة، بما فيها المجلس الوطني السوري، من أجل تعزيز الحوار وتخفيف حدة التوتر، وقال إن الصين سوف تواصل أداء «دور إيجابي وبناء في الدعوة لتحقيق حل عادل وسلمي» على حد تعبيره.

الجهود متصاعدة لرسم حقبة «ما بعد الأسد».. من الخارج

السوريون يشكون من أن المعارضة تهتم بكسب النفوذ أكثر من التركيز على الوحدة

عماد الدين الرشيد «نيويورك تايمز»

إسطنبول: نيل ماكفركوهار*

فتح عماد الدين الرشيد، نائب العميد السابق لكلية الشريعة الإسلامية بجامعة دمشق، جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص به وتصفح ملفات توضح حاجات كل حي محاصر في سوريا. ويقضي الرشيد في مكتبه بالطابق الخامس في بناية تقع في أحد شوارع إسطنبول الهادئة 8 ساعات يوميا يتواصل خلالها مع سوريا من أجل حشد المئات من طلبته السابقين للانضمام إلى الحركة الوطنية السورية الجديدة، باذلا جهودا كبيرا من أجل تكوين شبكة يأمل أن تصبح يوما ما القاعدة للحركة الإسلامية.

وفي الوقت الذي تركز فيه قوى المعارضة في الأساس على إنهاء الحكم الاستبدادي الوحشي للرئيس بشار الأسد، يستعدون هم لسؤال مهم هو: «من الذي سيتولى الحكم في فترة ما بعد الأسد؟». لهذا يدركون من متابعة ما حدث في البلاد العربية الأخرى مثل تونس ومصر، حاجتهم إلى معركة مباشرة جيدة. وقال الرشيد، الرجل اللطيف البالغ من العمر 47 عاما ذو اللحية المشذبة البيضاء: «لا يريد الشعب السوري سماع أي حديث عن السياسة الآن، بل يريدون التركيز على إسقاط النظام فحسب، لكن عليك الاستعداد سياسيا قبل سقوط النظام».

وتتصارع القوي السياسية بأطيافها المختلفة خارج سوريا على السلطة وتنتظر إقامة نظام حكم جديد ديمقراطي للمرة الأولى منذ الانقلاب العسكري الذي تم عام 1963 الذي منح السيادة لحزب البعث وهمش باقي القوى. وأدى الصراع إلى عزوف الكثير من السوريين، خاصة داخل سوريا، حيث يشكون من تركيز القوى المعارضة المتشرذمة والمجلس الوطني السوري على عقد لقاءات لاستغلالها في كسب نفوذ داخل سوريا بدلا من التركيز على الوحدة اللازمة لإنزال الهزيمة بالنظام. مع ذلك، ما زالت الاضطرابات مستمرة ولم يتضح بعد ما القوة التي ستعلن عن نفسها على الساحة.

بالنظر إلى فوز الأحزاب الإسلامية الساحق في شمال أفريقيا، يتحرق القادة الإسلاميون في سوريا شوقا للحظة مماثلة. وتعد جماعة الإخوان المسلمين، هي الطرف الفاعل الأساسي، لكن هناك قوى إسلامية أخرى متمثلة في «جماعة العمل الوطني» و«الحركة الوطنية السورية» التي ينتمي إليها الرشيد، اللتين تتطلعان أيضا للنفوذ. يذكر أن كل تلك الجماعات توجد خارج سوريا.

ويواجه الإخوان المسلمون في سوريا عراقيل لم يواجهها الإخوان المسلمون في مصر. وطالما كان حسني مبارك متسامحا مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر رغم كونها جماعة محظورة، على عكس سوريا، التي لا يوجد فيها «الإخوان» تقريبا، حيث ينص قانون عام 1980 على توقيع عقوبة الإعدام على أي شخص ينتمي إلى الإخوان المسلمين، فضلا عن سنوات طويلة من القمع الدموي. كان أكثر أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الحاليين شبابا حين فروا منذ ثلاثين عاما عقب المذبحة التي ارتكبها حافظ الأسد والتي راح ضحيتها 10 آلاف شخص على الأقل في مدينة حماه. وقال علي صدر الدين البيانوني، الذي تولى رئاسة جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1996 إلى عام 2010: «ليس لدينا تنظيم، لكن لدينا قاعدة من الناخبين».

ربما تحد الانقسامات الداخلية تأثير الجماعة ونفوذها، حيث يوجد صراع طويل بين الإخوان المسلمين في حلب، والإخوان المسلمين الذين يميلون إلى النهج المحافظ في حماه. وزاد المنفى من هوة الاختلافات نظرا لانتقال كثير من «إخوان حلب» إلى الغرب، بينما انتقل «إخوان حماه» إلى الخليج. ولم يثن ذلك الجماعة عن محاولة بناء شبكة مترابطة، حيث يرسل الإخوان المسلمون مساعدات إنسانية إلى سوريا تتراوح قيمتها بين مليون ومليوني دولار شهريا، بحسب تقديرات البيانوني. ويقول أبو أنس، إمام مسجد في قرية تقع بين حماه وحمص يبلغ من العمر 45 عاما، إن قيادات الإخوان المسلمين يتصلون من الخارج ويطلبون منه إعادة إحياء شبكة قادها والده ذات يوم.

وقال: «إنهم يريدون مني إعادة بناء الإخوان المسلمين من خلال شبكة من الأعمال الخيرية ومساعدة الأسر الفقيرة والنشطاء المعتقلين وتقديم المساعدات الطبية» مشيرا إلى إنفاق الجماعة ملايين الدولارات في منطقته فقط العام الماضي. وأضاف: «إذا كنا نستطيع تقديم خدمات وسياسة جيدة لكل السوريين، سيتم انتخابنا». وتجمع كل الجماعات الإسلامية على أن الوقت الحالي غير مناسب لمناقشة قضايا اجتماعية خلافية مثل تحريم الخمور أو حجاب المرأة، ويعترفون بأن النزاع والانقسام بينهم لن يصب في صالح أحد سوى الأسد. ويخشون، مثل آخرين، من أن يصبح الجهاديون المتطرفون هم وجه وقوة المقاومة كلما اتجه الصراع إلى المزيد من التسلح والعنف. ولدى قوى المعارضة خطة لتفادي ذلك، على حد قول عبيدة نحاس، مسؤول في التسويق وعضو مؤسس للمجلس الوطني السوري وجماعة الحركة الوطنية يبلغ من العمر 36 عام. ولخص الخطة في أربع نقاط: التظاهر، والدفاع، والانشقاق، والدبلوماسية. مع ذلك، لا تزال احتمالات النجاح غامضة، مثل مستقبل السياسة في سوريا. ويقول نحاس وحلفاؤه إنهم مسلمون متدينون محافظون وليسوا إسلاميين، وأشبه بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا؛ وإن كان ينظر إليه على أنه مصدر إلهام، وليس نموذجا يحتذى. لقد انتهى عصر الآيديولوجيات، على حد قول نحاس، في مقابلة في بهو أحد فنادق إسطنبول المتواضعة. وقال إن الجيل الذي أشعل ثورات الربيع العربي يريد دولة محدودة لا تقوم على آيديولوجية، ويتمتع فيها كل المواطنين بالمساواة. وقال نحاس: «نحن نحاول العثور على أرضية مشتركة تمكننا من بناء هوية قومية تضم كل القوى السياسية».

لم يختلف طرح الرشيد كثيرا عن طرح نحاس، حيث أشار إلى الرغبة في إقامة دولة للمسلمين لا دولة إسلامية، في إشارة ضمنية إلى أن نحاس يرحب بإنهاء الطائفية في سوريا. وقال: «الإسلام السياسي يفسد الدين، حيث يحول الدين إلى بطاقة تستخدم في ألاعيب السياسة». مع ذلك، يرى السياسيون السوريون العلمانيون أن تلك الاختلافات غير حقيقية لذر الرماد في العيون، حيث يقولون إن الكثير من السوريين يحملون «الإخوان» والنظام مسؤولية العنف الذي عصف بالبلاد بداية من عام 1979 عقب قتل «الإخوان» قادة عسكريين ينتمون إلى الطائفة العلوية. وخلفت الدماء إرثا من عدم الثقة والمرارة استمر إلى اليوم.

وقال كمال لبواني، طبيب منشق أطلق سراحه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد عقد قضاه في السجون السورية: «الإخوان المسلمون يحتكرون كل شيء». واستقال كمال من المجلس الوطني السوري في فبراير (شباط الثاني) الماضي واصفا إياه بمطية تسهل الحكم الإسلامي. وأوضح قائلا: «للمجلس الوطني السوري قشرة ليبرالية تغطي جوهرا من الشمولية والاستبداد». وأشار إلى أن وجود الإخوان المسلمين في الخارج لفترة طويلة جعلهم منعزلين عن الواقع السوري. حتى الليبراليون داخل المجلس الوطني يشعرون بالقلق من تصنع ونفاق الإسلاميين ولا يرون ما بينهم خلافات بقدر ما هو توزيع للأدوار انتظارا للانقضاض على السلطة.

وقال سمير نشار، عضو اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني السوري: «يبدو أن الإسلاميين يقبلون البقاء في الصف الثاني خلال ثورات الدول العربية، لكن بعد انتهاء الثورة يصبحون هم قادتها». ويزعم مؤيدو «الإخوان» أن التنوع الموجود في سوريا، مع الأقليات الكبيرة في الحجم من العلويين والمسيحيين والدروز، سوف يجهض أي محاولة لفرض الشريعة الإسلامية، كما يرون أيضا أن الديمقراطية ليست غريبة على سوريا حيث تتبع سوريا المذهب الصوفي، الذي يعزز علاقة أكثر تفردا ووجدانية بين العبد وربه. مع ذلك، اعترض الخبراء؛ حيث يرون أنه يجب عدم الخلط بين الصوفية والليبرالية.

وأحجم قادة الإخوان المسلمين في سوريا عن الرد عندما سئلوا عن الأحزاب الإسلامية التي تسيطر علي مصر بعد الثورة، مقرين بأن ذلك يقوض مصداقيتهم لدى الأقليات السورية وبعض الدول الداعمة خاصة الولايات المتحدة.

يقول ملهم الدروبي، عضو المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري وجماعة «الإخوان» الذي يبلغ 48 عاما: «كنت أتمني لو لم يتخذ الإخوان نهجا إقصائيا». واستشهد ملهم وآخرون بالسجل المشرف للإخوان في البرلمان قبل عام 1963 الذي يعد بمثابة خطة مستقبلية لهم.

وصرح قادة جماعة «الإخوان» بأنهم تواصلوا مع مسؤولين بإدارة أوباما العام الماضي، ولكن تظل واشنطن قلقة بشأن الطرف المنتصر في سوريا، بما في ذلك الجهاديون المتطرفون. مع ذلك، يرى المحللون أن المخاوف بشأن الشبكة الجهادية المنظمة مبالغ فيه، على الأقل حتى الآن. ويوجد جدل كبير مثار حول القوى الإسلامية، ولكن من الصعب تحديد مدى قوتهم، بحسب ما يقول بريان فيشمان، خبير شؤون الإسلام المتطرف في مؤسسة «نيو أميركا فونديشين».

* شاركت هالة دروبي في إعداد هذا التقرير من إسطنبول وآن برنارد من بيروت ومراسل صحيفة «نيويورك تايمز» من دمشق

*خدمة « نيويورك تايمز»

مسؤولون وخبراء أميركيون: مبادرة أنان صارت رخصة للأسد لتصفية المعارضة

تمديد توقعات سقوط النظام إلى العام القادم

واشنطن: محمد علي صالح

عبّر مسؤولون وخبراء أميركيون عن تشاؤم كبير حول تحسن في الوضع في سوريا، وقالوا إن مبادرة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، لم تفشل فحسب، بل صارت مثل رخصة للرئيس السوري بشار الأسد ليواصل قتل شعبه مع وجود مراقبين دوليين.

وفي الأمم المتحدة أيضا قال مسؤولون إنه «رغم أن عدد القتلى قل بعد وصول المراقبين، وأن عدد المراقبين يزداد تدريجيا»، فإنه يبدو لهم أن الرئيس الأسد يسلك سياسة «تحت السطح، لكنها قوية»، للقضاء على ما تبقى من المعارضة المسلحة، وقتل قادة المظاهرات السلمية.

وأشار المراقبون والمسؤولون في الأمم المتحدة وفي واشنطن إلى إلقاء نظام الأسد القبض على مئات الطلاب الجامعيين، مثلما حدث مؤخرا في أكبر مدينة في البلاد، حلب، وقتل شخصيات من المعارضة طعنا بواسطة فرق سرية، بالإضافة إلى استمرار القصف بالدبابات، مثلما حدث يوم الجمعة الماضي في دوما (قرب دمشق)، وأيضا نشاطات قناصة يطلقون النار على المتظاهرين من فوق أسطح المنازل.

ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» على لسان مسؤول استخباراتي كبير، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، قائلا إنه ظل يتابع ثورة سوريا منذ بدايتها، أن نظام الأسد حقق «تقدما ضئيلا» في تنفيذ أي من الخطوات الست في خطة الأمم المتحدة للسلام التي أعلنت قبل شهرين. وبموجب تلك الخطة كان يجب على الحكومة السورية سحب القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة من المدن السورية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق التي تضررت. وقال المسؤول: «أي من النقاط الست لم تنفذ.. حقيقة، إن عدد الوفيات صار أقل في الأيام الأخيرة، وهذا شيء مقبول.. لكن، حتى الآن، هذا أبعد ما يكون عن النجاح».

وفي البيت الأبيض، حسب تصريحات المتحدثين باسمه، قل التفاؤل حول تنفيذ خطة أنان، مع إشارات عن تحول في موقف إدارة أوباما. وبينما لم يعلن البيت الأبيض فشل الخطة قال متحدثون ومسؤولون علنا وسرا إن «الوقت قد حان للنظر في سياسة جديدة». وقبل يومين قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض: «إذا استمر تعنت النظام يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بالهزيمة.. نحن لا ننكر أن الخطة لم تنجح حتى الآن».

وفي الأمم المتحدة قال دبلوماسيون إنهم متشائمون رغم تصريحات أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان أول من أمس. وكان فوزي قال: «لن تحل أزمة مستمرة أكثر من سنة في يوم أو في أسبوع»، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمضاعفة عدد المراقبين، من نحو 50 إلى 300 في الأسابيع المقبلة. وكان فوزي قد أشار في وقت سابق إلى أن «الحكومة السورية سحبت بعض الأسلحة الثقيلة، ولم تسحب بعض الأسلحة الثقيلة. وقل بعض العنف، ويستمر بعض العنف»، وأضاف: «هذا ليس كافيا».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه صار واضحا أن الأسد يستغل وقف إطلاق النار كتكتيك للمماطلة، كي يوفر المزيد من الوقت للقضاء على المعارضة. وعن انخفاض عدد الوفيات اليومية من نحو 100 إلى نحو 20، قالت إنه لا يمكن قبول قتل 20 شخصا كل يوم على يد أي حكومة أو في أي ظروف أو بلد آخر، وإن وكالات الاستخبارات الأميركية تعيد النظر في الفترة المتبقية لنظام الأسد.

العميد المنشق فايز عمرو: لم يبق مع الأسد الآن سوى بعض المتآمرين والمغلوبين على أمرهم

أكد لـ «الشرق الأوسط» أن قرار الضربة العسكرية جاهز.. لولا عدم قناعة المجتمع الدولي بالمجلس الوطني

بيروت: يوسف دياب

أعلن العميد المنشق عن الجيش السوري فايز عمرو أن «النظام السوري ساقط لا محالة»، لافتا إلى أن «الجيش السوري وكل أجهزة الأمن تعيش حالة هستيريا وحالة خوف لا مثيل لها». مشيرا إلى أن «هذه الأجهزة مستمرة في عملها القمعي والدموي بفعل جرعات الدعم التي تتلقاها من الحرس الثوري الإيراني، بالأسلحة والمال والخبراء».

وقال العميد عمرو الذي كان يشغل منصب مدير المدرسة الجوية الفنية في الجيش السوري، قبل انشقاقه في 15 فبراير (شباط) الماضي والتحاقه بالجيش الحر، إن «النظام السوري سيسقط؛ شاء من شاء وأبى من أبى، لأن 22 مليون سوري ضده الآن ويريدون زواله، ولم يبق معه أكثر من مليوني شخص الذين هم عبارة عن الشبيحة وبعض القادة العسكريين والأمنيين المتآمرين على الشعب السوري، إضافة إلى المغلوبين على أمرهم في الجيش»، مؤكدا أن «ما يضخ بعض الروح في أجهزة الأمن السورية هو تلقيها الدعم المالي من أكثر من جهة، لا سيما إيران، وكذلك مدها بالأسلحة النوعية والأسلحة المحرم استعمالها دوليا كالتي استعملت في حمص، وتحتوي على غازات سامة».

وجزم عمرو بأنه «لا يوجد ضابط في أي جهاز أمني يتجرأ على الخروج من مركزه والذهاب إلى منزله من دون حماية، حتى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لا يجرؤ على الذهاب إلى بلدته إن لم تواكبه عشرات الدبابات». كاشفا عن «حملة تصفيات واسعة تحصل الآن داخل أجهزة الأمن وتطال كبار الضباط، وهذا خير دليل على هذا، أن الأجهزة يصفي بعضها بعضا». مؤكدا أن «التململ الأوسع هو الآن في جهاز المخابرات الجوية المكلف بتصفية الضباط والعناصر المترددين، وهذه الحالة هي التي توسع موجة التفسخ في الجيش والأجهزة الأمنية».

وشدد العميد المنشق على أنه «لو نفذت أربع طائرات أجنبية ضربة جوية لعدد من المراكز العسكرية والأمنية في سوريا، لما بقي أحد في الجيش، وهذه الأجهزة الأمنية تعيش أصلا حالة هستيريا غير مسبوقة». مضيفا أن «القرار الدولي بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري اتخذ من أشهر.. الخطط العسكرية جاهزة وموضوعة قيد التنفيذ، والمجتمع الدولي بات مقتنعا بالسقوط الحتمي لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، لكن المشكلة هي في إيجاد البديل، لأن المجلس الوطني السوري لم يستطع حتى اليوم إقناع السوريين وإقناع المجتمع الدولي ببرنامج سياسي يكون على قدر طموحات الشعب السوري الثائر والمناضل، ولم يعط هذا الشعب أي رؤية عن المستقبل وعن الحكومة التي ستحكم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام».

وإذ نفى العميد فايز عمرو «وجود مجموعات إرهابية تقاتل إلى جانب الثوار في سوريا»، أكد أن «كل المجموعات الإرهابية سواء كان تنظيم (فتح الإسلام)، أو بعض العصابات المتطرفة، هي صنيعة النظام السوري». وقال: «كل المخيمات الفلسطينية في لبنان مخترقة من قبل النظام السوري منذ أيام الرئيس ياسر عرفات؛ إذ كان كل عنصر فلسطيني لديه عنصر مخابرات سوري يلاحقه كظله»، مذكرا بأن «شاكر العبسي (أمير فتح الإسلام) كان تحت رعاية الاستخبارات العسكرية السورية منذ لحظة إخراجه من السجن في سوريا، وتحت العناية المباشرة للعماد آصف شوكت، الذي يمسك بالملف اللبناني منذ خروج الجيش السوري من لبنان».

وقال عمرو إنه من المؤسف أن النظام السوري يحاول أن يخدع العالم الغربي، خصوصا الولايات المتحدة وأوروبا، بأنه يحارب الإرهاب والمجموعات السلفية، ويزعم مقتل عناصر من «فتح الإسلام» كانوا يقاتلون ضمن هذه المجموعات، مبديا أسفه لتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعلن فيه أن الثورة السورية تسعى لإفشال خطة كوفي أنان، ورفضه لدولة أصولية سنية في سوريا، وسأل عمرو: «ما مصلحة الثورة السورية في إفشال خطة أنان إذا كانت تسمح بالمظاهرات؟ وما مصلحة الثورة في استمرار عمليات القتل التي تستهدفها؟ وما مصلحتها في التفجيرات التي يذهب ضحيتها أبرياء وضحايا بعضهم من يكون قيد الاعتقال والبعض الآخر يكون ممن قتله النظام في المعتقلات وينقلون جثثا إلى مواقع هذه التفجيرات».

وشدد عمرو على أن «مصلحة الدولة الروسية مع الشعب السوري الذي سيحافظ على حلفائه ومصالحهم في سوريا، وسيحافظ على الأقليات جزءا أساسيا من النسيج السوري، خصوصا الإخوة في الطائفة العلوية الكريمة الذين نعرف أن أكثريتها ناقم على النظام وبطشه». لافتا إلى أن «الشعب السوري يدفع اليوم ثمن الفتوى الإيرانية، وأحد نماذجها ما صدر عن إمام مسجد في طهران مقرب من (المرشد الأعلى للثورة الإيرانية) علي خامنئي عندما قال: (يا شيعة العالم توجهوا إلى دمشق لنصرة أهل البيت). وللأسف هذا هو النظام الذي يريدون تصديره من إيران إلى سوريا».

دروز السويداء ونظام الأسد: تاريخ من الصدام والتهميش

ناشطون: المدينة تنخرط أكثر في الثورة السورية

بيروت: «الشرق الأوسط»

قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة مدينة السويداء قبل يوم واحد من اندلاع الثورة السورية في 14 مارس (آذار) من العام الماضي، وهذا الأمر ترك انطباعا لدى كثيرين أن المدينة التي تقع في الجنوب الشرقي للعاصمة دمشق تدين بالولاء لنظام الحكم وتتردد في المشاركة بالحراك الشعبي.

إلا أن الكثير من الناشطين في المدينة يرفضون هذا الاستنتاج، ويرون أن هناك ظروفا موضوعية كثيرة تدفع أهالي السويداء إلى الانخراط ببطء في ثورة الشعب السوري، خاصة أن المدينة امتلكت خلال حقبة حكم البعث «ذاكرة سيئة مليئة بالقمع والتهميش».

وترى نور، وهي إحدى الناشطات اللاتي ساهمن في تنظيم مظاهرات في المدينة، أن «تأخر السويداء في اللحاق بركب الثورة يتعلق بالدرجة الأول بالخوف الذي زرعه نظام الأسد في عقول الدروز وبقية الأقليات بأن الأكثرية إذا ما وصلت إلى الحكم فستضطهدهم وتغبن حقوقهم»، وتضيف: «النظام كان يشتغل على هذه الرواية منذ وقت طويل، واليوم جاء الوقت ليستثمر ذلك ويضمن الدروز في صفه».

وتجزم نور، وهي تحمل إجازة في الأدب الفرنسي، بأن «نظام الأسد لم يحمِ الدروز يوما، ولم يمنحهم أي امتيازات.. على العكس، فقد حرمت المدينة من مشاريع التنمية والإعمار، مما دفع الشباب إلى الهجرة الداخلية، لا سيما إلى مدينة دمشق، فلم تعد السويداء كمدينة حاملا اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا للدروز، نتيجة هذا التشتت والتوزع لطاقاتها الشبابية». وتستغرب الناشطة المعارضة أن الثورة انطلقت من درعا وليس من السويداء، فـ«في درعا يوجد تنمية أكثر والمستوى المعيشي أفضل بكثير من السويداء».

وقد خرجت، وفقا لناشطين سوريين يناهضون نظام الرئيس بشار الأسد، مظاهرات حاشدة في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية يوم السبت الماضي، تطالب بإسقاط النظام السوري وتعلن تضامنها مع المحافظات السورية المنكوبة، لا سيما مدينة حمص. وأشارت تنسيقية السويداء لدعم الثورة السورية على صفحتها على موقع «فيس بوك»، «أنه على الرغم من الوجود الأمني الكبير لم ترد معلومات عن اعتقالات أو أعمال تشبيح خلال خروج المظاهرات المعارضة لنظام الحكم».

وتشكل الطائفة الدرزية نحو 3 في المائة من سكان سوريا، وتتمركز في منطقة السويداء المعروفة أيضا باسم جبل الدروز، وقد شهدت المنطقة في عام 2000، أي السنة التي تسلم فيها الرئيس بشار الأسد مقاليد السلطة في البلاد، أحداثا دامية.. حيث احتج أهالي السويداء على مقتل أحد أبنائهم على يد زعيم من زعماء البدو في المنطقة، فما كان من النظام إلا أن اعتبر أن هذا العمل من قبل أهالي السويداء هو أشبه بعصيان مدني.

ويشير أحد الناشطين الذين عاشوا تلك المرحلة إلى أن «النظام استخدم الآلية نفسها التي يستخدمها الآن في قمع الثورة السورية، فمنذ اللحظة الأولى دخلت الدبابات إلى المحافظة بمدنها وقراها، وانتشرت الحواجز العسكرية على كل مداخل القرى المتاخمة لقرى أو تجمعات البدو آنذاك».

ويضيف: «راح ضحية النظام من أبناء الجبل أكثر من خمسة عشر شهيدا وعشرات الجرحى في يوم واحد، والمئات من المعتقلين فيما تلا من أيام، لكن التعتيم الإعلامي الذي مارسه النظام جعل منها حادثة تروى كالحكاية، كما مجزرة حماه؛ مع فارق البعد الزمني والحجم وشدة الإجرام». ويشير الناشط إلى أنه بعد أن أنهى النظام مجزرته وأحكم القبضة الأمنية على المدينة، قام ببث شائعات أن الضابط الذي ارتكب هذا الأعمال ضد أهالي السويداء ينحدر من مدينة حماه، أي أنه «من الطائفة السنية»، لافتا إلى أن هذه «كانت محاولة لزيادة الشرخ بين أبناء البلد الواحد وتحريض بعضهم ضد بعض». ويوضح الناشط المعارض أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتصادم فيها أهالي السويداء مع نظام الأسد، «فقد حصلت موجة احتجاجات طلابية سنة 1986، سرعان ما اتسعت وشملت شرائح كبيرة من أهالي المحافظة بسبب التضييق الذي مارسته قوات الأمن آنذاك على المشاركين في ذكرى تأبين الزعيم الاستقلالي، سلطان باشا الأطرش». ويضيف: «واجهت السلطة هذه الاحتجاجات بحكمة وهدوء متجنبة العنف، لكن سرعان ما دفع أهالي المدينة ثمن احتجاجهم بالإهمال والتهميش الذي مارسه النظام ضدهم، لا سيما الاقتصادي، فضلا عن الحصار الأمني الذي تم فرضه بإحكام، فتم استدعاء الكثير إلى فروع الأمن، كما استطاع الأمن ضرب مفاصل البنية الاجتماعية شديدة الترابط عبر قيامه بتوظيف مخبرين وكتبة تقارير».

ويجد علاء، أحد الناشطين الذين فروا من المدينة بسبب ملاحقة الأمن، أن «السويداء ستنخرط أكثر في الثورة السورية عبر المحاولات الدائمة لكسر الحصار الأمني الذي يفرضه النظام، سواء باعتقال الناشطين وملاحقتهم أو بتجنيد شبيحة من أصحاب السوابق الجنائية». ويضيف علاء أن «أهالي المدينة صاروا يدركون أن النظام يقوم بتوريطهم كأقلية في معركة بقائه، وكل من يرفض إطلاق النار من الجنود الدروز تتم تصفيته. وتشهد على ذلك آثار الطلقات في الرؤوس من الخلف التي تميز جثث الجنود القتلى الذين أعيدوا إلى ذويهم؛ ما يدل على أنه تمت تصفيتهم ولم يقتلوا في مواجهات».

وكانت مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء قد شهدت في 7 فبراير (شباط) من العام الحالي خروج مظاهرات حاشدة تطالب نظام الحكم بالرحيل، الأمر الذي استدعى تدخلت المئات من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد والشبيحة بهدف تفرقة المظاهرات، وحاصرت عددا من المنازل التي لجأ إليها المتظاهرون وبينهم جرحى.

يذكر أن مدينة السويداء يحدها من الشمال العاصمة دمشق، ومن الجنوب الأردن، ومن الشرق مرتفع الرطبة، ومن الغرب سهول حوران، وتبلغ مساحتها نحو 5.5 ألف كيلومتر مربع، تتوزع على مناطق شهبا، صلخد، قنوات، سيع، شقة، عتيل. وتعد المعقل الرئيسي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى