أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 07 نيسان 2012

سورية: تظاهرات حاشدة… ودفن جماعي

دمشق، نيقوسيا، أنقرة -»الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب

أظهرت التظاهرات الضخمة في سورية في «جمعة من جهز غازيا فقد غزا» ان عملية القمع الواسعة التي يشنها الجيش السوري منذ عام أدت إلى تأجيج الانتفاضة الشعبية، بدلا من اخمادها. اذ شهدت المدن التي تعرضت لاقتحامات الجيش تظاهرات حاشدة، مثل درعا وحمص وحماة، وشهدت مناطق اخرى مثل دمشق وريفها تظاهرات طيارة بسبب الانتشار الأمني الكثيف والاعتقالات والمداهمات الواسعة. وتسلطت الاضواء أمس على الاوضاع الانسانية والامنية في ادلب وعلى الحدود السورية -التركية، حيث خلف القصف العنيف لقوات الجيش عشرات القتلى والجرحى. فيما اضطر الالاف إلى الهروب إلى تركيا.

ومع تدفق اعداد قياسية من السوريين عبر الحدود التركية خلال اقل من يومين، دعت تركيا الامم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تكثيف جهودها لمساعدة اللاجئين السوريين. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في تصريحات تلفزيونية أمس: «لم ندخر جهدا في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن اذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فنحتاج إلى تدخل الامم المتحدة والمجتمع الدولي». ولم يوضح داود اوغلو نوع التدخل الذي تريده حكومته من الامم المتحدة.

واتصل داود اوغلو بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون صباحا يطلب منه ارسال مسؤولين لـ»مراقبة الوضع على الارض». وتابع الوزير التركي: «اخبرته ان وتيرة تدفق اللاجئين تضاعفت بعد ان قال (الرئيس السوري) بشار الاسد انه سيطبق خطة (مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية) كوفي انان» في شأن حل سلمي في سورية.

واضاف «ان على من يعطونه (الاسد) وقتا ان يعلموا ان عدد السوريين الفارين يتزايد، وان هذه تتحول الى مشكلة دولية». وأعلن مسؤولون أتراك أن أكثر من 2800 سوري فروا إلى تركيا خلال يوم واحد، هربا من القصف بالمروحيات والاعتقالات والمداهمات.

وقال مسؤول تركي لوكالة «رويترز» إن اللاجئين عبروا الحدود عند بلدة بوكولميظ، وإن آخرين ينتظرون على الجانب السوري من الحدود للعبور. وأوضح المسؤول أنه تم نقل اللاجئين بـ 44 حافلة إلى معسكر في ريهانلي. وترفع موجه اللجوء الاخيرة عدد الفارين السوريين إلى تركيا إلى نحو 24 ألفا.

وذكر نشطاء ومسؤول تركي ان القوات السورية تزرع الالغام الارضية قرب الحدود مع تركيا في محاولة لاعاقة تدفق اللاجئين والامدادات للمنشقين. وقال المسؤول التركي: «السوريون يلغمون الحدود خاصة في شمال ادلب ما يقيد تدفق اللاجئين». واعربت تركيا اكثر من مرة عن امكان اقامة منطقة عازلة آمنة داخل سورية في حالة لجوء موجة كبيرة من السوريين إليها.

وقال محمد خطيب وهو لاجيء قال إنه جاء من بلدة تفتاناز السورية التي يقطنها 20 الفا «الجيش يدمر المباني ويقصفها لتتحول الى رماد… الجيش يريد ان يترك الناس بيوتهم. اذا رفض السكان يدمرونها والناس بداخلها». وتحدث ناشطون عن عمليات قتل عشوائية في منطقة تفتاناز قرب ادلب قبل مغادرة الجيش السوري للمنطقة.

وقال الناشط فادي الياسين لوكالة «اسوشييتد برس» إن السكان عثروا على جثث عشرات المدنيين، وانه تم دفن نحو 95 جثة في مقبرة جماعية في تفتاناز بعد انسحاب القوات الحكومية التي تمارس اسلوب التراجع الجزئي، ثم تعود مجددا لملاحقة عناصر المعارضة.

إلى ذلك، قال العقيد رياض الأسعد قائد «الجيش السوري الحر» إنه ملتزم خطة المبعوث الاممي – العربي لوقف العنف.

وأوضح الأسعد لوكالة «رويترز» ان عناصر «الجيش الحر» اجتمعوا مع وفد يتبع لانان واكدوا انهم سيوقفون اطلاق النار اذا سحب الرئيس السوري دباباته وقواته الى الثكنات قبل الموعد النهائي لوقف اطلاق النار الخميس المقبل. ورفض الاسعد تحديد اين عقد الاجتماع او كشف هوية ممثلي انان. واكتفى بالقول ان الاجتماع عقد هذا الاسبوع.

وطالبت سورية أمس المجتمع الدولي ومجلس الأمن «اتخاذ التدابير اللازمة لمنع ووقف تمويل أي أعمال إرهابية أو الإعداد لها ضد سورية انطلاقا من أراضي دول أخرى»، مشيرة إلى «تصاعد الأعمال الإرهابية من قبل المجموعات المسلحة» بعد التفاهم بين دمشق وانان.

وافادت «وكالة الانباء السورية» الرسمية (سانا) ان ذلك جاء في رسالة بعثت بها سورية الى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «تتعلقان بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها مجموعات مسلحة مدعومة من دول غربية وعربية».

ولاحظت الرسالة ان الأيام الأخيرة شهدت «تصاعد الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سورية وخاصة منذ التوصل إلى التفاهم المتعلق بخطة كوفي أنان»، مشيرة الى «تصاعد التحريض أيضا من قبل أطراف تدعي حرصها على سورية وعلى أهمية إنجاح مهمة المبعوث الدولي، وتمارس تلك الأطراف في الوقت نفسه أعمالا تتناقض مع خطة أنان ومع عودة الأمن والاستقرار إلى سورية».

ووسط قصف مدفعي وبالمروحيات وانتشار كثيف للقناصة والآليات العسكرية، تظاهر أمس عشرات الالاف في غالبية المدن السورية، من دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب إلى ادلب ودير الزور ودرعا. وقال ناشطون وشهود إن قوات الأمن ردت بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والاعتقالات العشوائية.

وقال نشطاء إن 40 سوريا على الاقل قتلوا أمس في اعمال عنف ومواجهات.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان إن القصف اسفر عن مقتل 10 اشخاص على الاقل من بينهم اربعة منشقين عن الجيش في حمص، وجنديين قتلا في اشتباكات منفصلة بينما قتل شخص في بلدة دوما، وقتل سبعة مدنيين قتلوا كما قتل اربعة جنود في اشتباكات وقصف في عندان شمالي حلب.

وقال نشطاء إن الدبابات السورية توغلت امس في مدينة دوما قرب دمشق وفي حمص والرستن. وافاد المرصد السوري ان الاشتباكات في محيط مدينة دمشق لا تزال مستمرة.

———–

العمليات العسكرية تتسع قبل هدنة الخميس

“الجيش الحر” يربط التزامه بالانسحاب من المدن

    (أ ب، و ص ف، رويترز)

 تركيا تطلب مساعدة الامم المتحدة في استيعاب النازحين

موسكو تستقبل المعلم الاثنين للبحث في تطورات “الوضع الصعب”

في انتظار العاشر من نيسان الموعد الذي حدده بيان مجلس الأمن للنظام السوري لسحب جيشه من المدن، على أن يلي ذلك بعد يومين اعلان وقف للنار في انحاء البلاد تمهيدا لايجاد حل سلمي للأزمة المستمرة منذ أكثر من سنة، تصاعدت الاعمال القتالية والهجمات في أكثر من مدينة وبلدة في ما بدا محاولة للقضاء على جيوب المعارضة قبل بدء تنفيذ خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان.

وقال ناشطون إن الجيش السوري قصف مناطق مثل حمص، وإن الدبابات والقناصة ارسلوا الى ضواحي دمشق حيث دارت اشتباكات عنيفة. ومع تصاعد القتال، دقت تركيا جرس الانذار في ما يتعلق بمسألة تدفق اعداد كبيرة من النازحين السوريين الى أراضيها هربا من القتال في محافظة ادلب. وأعلنت انها طلبت عون الأمم المتحدة في تقديم المساعدة لـ24 ألف نازح وصل ثلثهم الى تركيا في الاسبوعين الاخيرين.

وصرح الناشط السوري فادي الياسين بأن 95 شخصا قتلوا خلال الهجوم على بلدة تافتناز قرب ادلب، وأن 37 جثة وضعت في مقبرة جماعية، ونقلت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية عن النازح السوري حكمت صابان قوله: “لقد دمروا تافتناز، كل البيوت دمرت، دمر كل شيء”.

وفي المقابل، اتهمت دمشق في رسالتين وجهتهما الى رئيس مجلس الامن والامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون من سمّتهم “المجموعات الارهابية” بتصعيد الهجمات منذ وافقت الحكومة السورية على خطة أنان.

وخرج عشرات الآلاف في مدن وبلدات سورية في تظاهرات أطلق عليها “جمعة من جهز غازيا فقد غزا”. (راجع العرب والعالم)

المعارضة

على صعيد آخر، اجتمع “الجيش السوري الحر” الذي يتخذ تركيا مقرا له مع موفد من أنان هذا الاسبوع، مؤكدا أن مقاتليه سيوقفون اطلاق النار اذا سحب الرئيس السوري بشار الاسد دباباته وقواته الى الثكن بحلول 10 نيسان.

وصرح قائد “الجيش السوري الحر” العقيد رياض الاسعد بأن ممثلين لأنان اجتمعوا مع قادة “الجيش السوري الحر” وبحثوا في خطة أنان. وأضاف أنه اذا التزم النظام خطة أنان وسحب قواته من المدن وأعادها الى ثكنها الاصلية، فان “الجيش السوري الحر” سيلتزم الخطة.

ورفض الاسعد تحديد مكان عقد الاجتماع أو كشف هوية ممثلي أنان. واكتفى بأن الاجتماع عقد هذا الاسبوع.

المعلم الى موسكو

¶ في موسكو، أفادت وزارة الخارجية الروسية ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيقوم بزيارة نادرة لموسكو الاثنين وأنه سيجري محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلثاء.

وقالت ان “الجانبين سيتبادلان الآراء في عدد من القضايا الدولية  والاقليمية وأهمها تطور الوضع الصعب في سوريا”. وأضافت أنه “ستجري خلال المحادثات مناقشة قضايا تتعلق بالتطور المستقبلي للعلاقات الودية المتعددة بين روسيا وسوريا” من غير ان يورد مزيدا من التفاصيل عن الزيارة.

——————

دمشـق: الأعمـال الإرهـابيـة تصـاعـدت منـذ الاتفـاق علـى خطـة انـان

الأزمة السورية تدخـل اختبارات مـا قبـل استحقاق الثلاثاء

تنتظر الأزمة السورية تحولات الأيام الأخيرة التي تسبق الموعد المفترض الثلاثاء العاشر من نسيان، لتحديد مدى نجاح المهمة التي يقوم بها المبعوث الدولي العربي كوفي انان، سواء على الصعيد الميداني، او في اطار المحادثات التي بدأها رئيس أركان القوات المسلحة النرويجية السابق الجنرال روبرت مود مع المسؤولين السوريين في دمشق لبحث الإمكانات المتاحة لنشر حوالي 250 من  مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، ما قد يشكّل خطوة اختبار أولية لاحتمالات التهدئة.

وفي هذه الاثناء، أعلنت دمشق، في رسالتين وجهتهما إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، أن «الأعمال الإرهابية التي ترتكبها جماعات مسلحة تصاعدت خلال الأيام الأخيرة، خاصة منذ التوصل إلى تفاهم بشأن خطة المبعوث الدولي كوفي انان، مؤكدة أن «على المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يتخذا الخطوات اللازمة لمنع ووقف التمويل لأي أنشطة إرهابية أو الإعداد لها ضد سوريا انطلاقا من أراضي دول أخرى».

وفي إشارة إلى قطر والسعودية، حذرت «الدول التي أعلنت أن دعم الإرهابيين وتسليحهم ضد سوريا أصبح واجبا من مغبة تصريحاتهم وأعمالهم لأن العالم لم ينس بعد ما قامت به هذه الدول من تمويل لمجموعات إرهابية في دول أخرى كان تأثيرها كارثيا على المستويين الدولي والإقليمي».

ومع بدء الجنرال النروجي روبرت مود اجتماعاته مع المسؤولين السوريين في دمشق لبحث نشر حوالي 250 من مراقبي الأمم المتحدة، أعلنت موسكو أن «مراقبين من هيئة الأمم المتحدة ذوي خبرة عسكرية سيقومون بمراقبة سير تنفيذ الهدنة في سوريا»، مؤكدة «أنها احتراما لسيادة الدولة ترى أن الحكومة السورية هي الجهة المسؤولة بشكل كامل عن الوضع الداخلي في البلاد».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «سوريا وجّهت رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تتعلقان بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها مجموعات مسلّحة مدعومة من دول غربية وعربية».

وجاء في الرسالتين أنه «خلال الأيام الأخيرة تصاعدت الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سوريا، وخاصة منذ التوصل إلى التفاهم المتعلق بخطة كوفي أنان، فبالإضافة إلى التفجيرات التي أبرزت الدلائل الأولية على وقوف عناصر تنظيم القاعدة وراءها والجرائم التي تقترفها المجموعات الإرهابية المسلّحة الأخرى، تصاعد التحريض أيضا من قبل أطراف تدعي حرصها على سوريا وعلى أهمية إنجاح مهمة المبعوث الدولي الخاص، وتمارس تلك الأطراف في الوقت ذاته أعمالا تتناقض مع خطة أنان ومع عودة الأمن والاستقرار إلى سوريا».

وأشارت الرسالتان إلى أن «نتائج بعض الاجتماعات التي عقدت مؤخرا تشير إلى أن الهدف الأساسي للمشاركين فيها كان سفك المزيد من الدماء السورية، حتى وصل الأمر من قبل البعض إلى الإعلان عن تأسيس صناديق لتمويل وتسليح هذه المجموعات التي سبق أن زودناكم، من خلال رسائل سابقة، ببراهين تثبت ممارستها القتل والعنف والإرهاب وصرف رواتب لأعضائها».

وأوضحت الرسالتان أن «متابعي تطورات الأزمة في سوريا يلاحظون أن الأطراف التي أججت هذه الأزمة من خلال التحريض الإعلامي غير المسبوق، ومن خلال دعم وتسليح المجموعات الإرهابية وتمويلها لم تلجأ إلى الاعتراف بوجود هؤلاء المسلحين، إلا بعد أن أثبتت بعثة المراقبين العرب وجودهم وممارستهم للقتل والتدمير والإرهاب، ولهذا بادرت الأطراف التي كانت تنكر ذلك إلى سحب المراقبين العرب وإنهاء البعثة وعــدم التعـــامل مع تقريرها لأنه لا يخدم أعداء ســوريا في جــامعة الدول العربية وخارجها».

وأضافت الرسالتان إن «سوريا زوّدت بعثة المراقبين العرب والأمم المتحدة بمختلف أجهزتها بوثائق تثبت الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلّحة بحق المدنيين وقوات حفظ النظام في سوريا، واعتداءاتها التي لا يمكن إحصاؤها على الممتلكات الخاصة والعامة والبنى التحتية، الأمر الذي

كانت له انعكاسات سلبية على حياة المواطنين السوريين».

وبيّنت الرسالتان «بأرقام توثيقية عدد الشهداء من المدنيين الذين سقطوا بالأعمال الإرهابية، إضافة إلى عدد الشهداء في صفوف الجيش وقوات حفظ النظام والبالغ 2088 شهيدا وأكثر من 478 من عناصر الشرطة». كما وثّقت الرسالتان «عدد النساء الشهيدات والأطفال الشهداء، بالإضافة إلى عدد الذين وقعوا ضحية جرائم الاختطاف والتهديد بالقتل مقابل فدية من المدنيين وأفراد الجيش والشرطة وعدد المركبات الحكومية المسروقة».

واستغربت الرسالتان «تباكي الكثير من أجهزة الإعلام والمسؤولين في دول معيّنة في المنطقة وخارجها على شعب سوريا، بينما لم ينطقوا بكلمة حق حول هذه الجرائم، ناهيك عن استصدار قرارات من مؤسسات إقليمية ودولية هدفها الأساسي تشويه صورة سوريا وتهديد استقرارها واستقلالها وسيادتها والنيل من دورها الإقليمي والدولي».

وقالت السلطات السورية إن «ممثلي دول في منظمة الأمم المتحدة يتسابقون إلى استنفار المؤسسات الدولية ضد سوريا من أجل تقويض الجهود التي يقوم بها أنان، والتي أكدت سوريا دعمها لمهمته والتعاون لإنجاح جهوده». وأكدت الرسالتان أن «سوريا تهيب بجميع الدول العمل معها من أجل منع الأعمال الإرهابية والقضاء عليها، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالإرهاب، وتطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بشكل خاص باتخاذ التدابير اللازمة لمنع ووقف تمويل أي أعمال إرهابية أو الإعداد لها ضد سوريا انطلاقا من أراضي دول أخرى».

وحذرت سوريا، في الرسالتين، «الدول التي أعلنت أن دعم الإرهابيين وتسليحهم ضد سوريا أصبح واجبا من مغبة تصريحاتهم وأعمالهم، لأن العالم لم ينس بعد ما قامت به هذه الدول من تمويل لمجموعات إرهابية في دول أخرى كان تأثيرها كارثيا على المستويين الدولي والإقليمي». وطالبت «كل الدول المعنية بعدم توفير ملاذ آمن لمن يخططون للأعمال الإرهابية أو يدعمونها أو يرتكبونها، لان المجتمع الدولي لم يعد قادرا على التساهل مع هؤلاء الإرهابيين ومن يدعمهم».

وأشارت الرسالتان إلى أن «سوريا بصفتها عضوا مؤسسا للأمم المتحدة ومساهما نشطا في فعالياتها تتطلع قدما لتعاون دول العالم الوثيق معها للقضاء على الإرهاب وتمويله وتسليحه وعدم تعريض الدول المستقلة وذات السيادة لكوارثه ومآسيه».

روسيا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد انتهاء اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي في عاصمة كازاخستان الأستانة، إن «مراقبين من هيئة الأمم المتحدة، ذوي خبرة عسكرية، سيقومون بمراقبة تنفيذ الهدنة في سوريا»، مضيفا إن «المقصود هنا مراقبون عسكريون، ولكن ليس بصفتهم عسكريين، بل كمراقبين».

وأعلن أن «روسيا وافقت منذ البداية على خطة انان المتضمنة إرسال مراقبين إلى سوريا». وأضاف إن «إرسال المراقبين كان منذ البداية معلوما، عندما اقترح ذلك انان على أعضاء مجلس الأمن الدولي. لكي تتم مراقبة تنفيذ الهدنة، لا بد من وجود مختصين لهم خبرة عسكرية».

واعتبر نائبه غينادي غاتيلوف أن «بيان مجلس الأمن (أمس الأول) بشأن الوضع في سوريا، يشكّل قاعدة لتسوية الأزمة في هذا البلد». وأضاف «الآن يجب على الحكومة والمعارضة في سوريا اتخاذ خطوات جدية».

وقالت نائبة مدير قسم الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في بيان، «احتراما لسيادة الجمهورية العربية السورية ننطلق من أن كافة المسؤولية عن تطور الأوضاع على أراضي البلاد، بما في ذلك حماية السلام والشرعية والنظام وأمن المواطنين، تقع على عاتق حكومتها». وشددت على أن «المحاولات لتطبيق خطط التحكم في الأوضاع بطريقة أحادية وغير متزنة، والتي أكدت أحداث الأشهر الماضية طابعها غير البنّاء، يجب أن تبقى في الماضي».

وأضافت إن «روسيا تؤكد بشكل متواصل ضرورة التخفيف من معانات المدنيين السوريين، وهي في هذا السياق تنتقد بشكل مباشر الأخطاء التي ارتكبتها السلطات السورية لدى قمع الاحتجاجات السلمية في المرحلة الأولى. إننا نطالب بحسم بوقف كل أنواع العنف من قبل جميع الأطراف، ونشجع الحكومة السورية على مواصلة التقدم نحو التغييرات الديموقراطية وذلك استجابة لمصالح جميع السوريين». وأكدت أن «روسيا تواصل جهودها المستمرة الرامية إلى وقف سفك الدماء في أقرب وقت ممكن والحل السلمي للأزمة السورية من دون أي تدخل أجنبي».

وقالت زاخاروفا «أساليبنا موضوعية ومتزنة، الأمر الذي يسمح لنا بالتعامل مع دمشق، حيث تلاقى المواقف الروسية بامتنان واحترام عميق، ومع الجماعات المعارضة التي يفهم زعماؤها أهمية دور روسيا في الشرق الأوسط». وأضافت «إننا لا نتحالف مع أحد ضد أحد، لكن ننطلق من ضرورة الدعم لمحاولات إيجاد طرق حل الأزمة في سوريا من قبل السوريين أنفسهم، ونؤكد على أرض الواقع احترامنا لسيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، إضافة إلى احترامنا للأهداف والمبادئ السامية لميثاق الأمم المتحدة». وشددت على أن «روسيا تدعم بحسم مهمة انان الذي لاقت مقترحاته حول خطوات تطبيقية نحو الحل السلمي للأزمة السورية تأييد جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي».

الجامعة العربية

وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، في مؤتمر صحافي في القاهرة، «إن أنان على تواصل مستمر مع الأمين العام نبيل العربي، كما وجّه تقريرا للأمين العام خلال اليومين الماضيين حول مهمته ونتائج اتصالاته في هذا الصدد». وأضاف «إن الأمل مازال قائما لحل الأزمة»، معربا عن أمله بألا يتكرر ما جرى لفريق بعثة المراقبة العربية إلى سوريا».

وأضاف بن حلي «إننا نتطلع إلى أن تكون جهود أنان إضافة حقيقية، خاصة وأنه أطلع على الوثائق الصادرة عن الجامعة العربية وعن الأمم المتحدة والتقارير التي تم تزويده بها، واستفاد كثيرا من التجربة السابقة، وبالطبع من خلال وقف إطلاق النار والاقتتال تأتي مرحلة آلية المراقبة وحفظ السلام والتي نعتقد بأنها ستكون حاسمة باتجاه تسوية الأزمة السورية».

وأشار بن حلي إلى أن «القمة العربية الأخيرة ببغداد دعمت جهود أنان وتواصل جهودها من أجل إنجاح هذه المهمة بشأن الأزمة السورية». وقال «نأمل في تجاوب ميداني حقيقي من أجل وقف نزيف الدم في سوريا والتمهيد للدخول في المرحلة المقبلة، وهي إطلاق الحوار بين الحكومة والمعارضة حتى يمكن معالجة هذه الأزمة من كافة جوانبها، وبما يلبي طموحات الشعب السوري في تحقيق الديموقراطية وتداول السلطة  والحياة المستقرة الآمنة».

وأعلن «قائد الجيش السوري الحر العقيد» رياض الأسعد، في مقابلة مع «رويترز»، إن «ممثلين عن انان اجتمعوا مع قادة للجيش السوري الحر، وبحثوا خطة انان لسحب القوات بحلول العاشر من نيسان ووقف إطلاق النار بحلول 12 الحالي». وقال «إذا التزم النظام بالخطة وسحب قواته من المدن وأعادها إلى ثكناتها الأصلية فسيلتزم الجيش السوري الحر بالخطة».

وأشار الأسعد، في تصريح لقناة «الجزيرة»، إلى أن «الرئيس بشار الأسد لو قام بتنفيذ الانسحاب فهذا دليل قوي على سقوطه، لأن الشعب السوري، بمجرد رحيل الدبابات والمدرعات، سينتفض كله وسيقوم بمحاصرة القصر الرئاسي بطريقة سلمية حتى يرحل النظام بأكمله».

ميدانيات

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «مقتل 27 شخصا في قصف واشتباكات بين منشقين والقوات النظامية، في حمص ودوما وريف حلب».

وقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان «المشاركين في تظاهرات «جمعة من جهز غازيا فقد غزا» للمطالبة بتسليح الجيش السوري الحر، بعشرات الآلاف رغم العمليات العسكرية المستمرة في مختلف مناطق البلاد». وأشار إلى «تظاهرات طيّارة في أحياء قدسيا والميدان والعسالي والقدم والمزة في دمشق وريفها وحلب وحماه ودرعا وحمص وادلب والحسكة ودير الزور».

وذكرت «سانا» إن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة في دوما ما أدى إلى مقتل ثلاثة إرهابيين واعتقال عدد آخر». وأضافت إن «الجهات المختصة ضبطت خلال عملية الملاحقة كمية من الأسلحة المختلفة إضافة إلى العبوات والقنابل والذخيرة»، مشيرة الى أن «المجموعة الإرهابية كانت اعتدت على مبنى تابع للهجرة والجوازات في دوما ما أدى إلى احتراق الطابق الأرضي وجزء من الطابق الأول قبل أن تتدخل عناصر الإطفاء الذين منعوا امتداد الحريق إلى الطوابق الأخرى».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

—————

أمريكا تنشر من جديد صورا التقطتها الأقمار الصناعية لسوريا

واشنطن- نيويورك- (رويترز) (ا ف ب): نشرت الولايات المتحدة صورا التقطتها اقمار صناعية قالت انها تظهر وضع سوريا لوحدات مدفعية لضرب مناطق سكنية ونقلها بعض القوات من بلدة لاخرى على الرغم من دعوات للانسحاب.

ونشر روبرت فورد السفير الامريكي لدى سوريا الصور التي التقطتها اقمار صناعية على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت في محاولة على ما يبدو للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لسحب القوات مثلما دعت خطة سلام وضعها كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة.

ويحاول عنان انهاء العنف المستمر منذ اكثر من عام والذي تحاول فيه قوات الاسد سحق مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في شتى انحاء سوريا.

وعلى الرغم من قول فورد ان القوات السورية انسحبت فعلا من بعض المناطق اشار الى تقارير لوسائل الاعلام قالت انها اطلقت نيران المدفعية على مناطق سكانية في العديد من البلدات خلال اليومين الماضيين كما قامت بتنفيذ “حملات اعتقال” في ضواحي دمشق.

وقال فورد الذي ترك دمشق عندما اغلقت السفارة الامريكية في فبراير شباط على فيسبوك “هذا ليس التقليص في العمليات الأمنية الهجومية للحكومة السورية الذي اتفق الجميع على ضرورة أن يكون الخطوة الاولى من أجل نجاح مبادرة عنان.

“يجب على النظام والشعب في سوريا ان يعرفان اننا نتابع.لا يمكن للنظام اخفاء الحقيقة”.

وتدعو خطة عنان التي قبلها الاسد قبل اسبوعين سوريا الي”وقف تحركات القوات تجاه المراكز السكنية وانهاء استخدام الاسلحة الثقيلة فيها وبدء سحب التركيزات العسكرية في المراكز السكانية والمناطق الواقعة حولها”.

وحدد عنان العاشر من ابريل موعدا نهائيا لانسحاب القوات السورية و12 ابريل نيسان لوقف اطلاق النار.

وقال عنان يوم الخميس إن سوريا ابلغته انه يجري سحب القوات من ادلب والزبداني ودرعا . ولكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال الجمعة ان الصراع يزداد سوءا وان الهجمات على المناطق المدنية مستمرة.

وقال نشطاء معارضون إن ما لايقل عن 27 من الجنود والمعارضين والمدنيين السوريين قتلوا في اعمال عنف الجمعة وذلك قبل أربعة أيام فقط من انتهاء مهلة لسحب القوات.

وليس من السهل على أي عين غير خبيرة ان ترى التفاصيل في صور الاقمار الصناعية التي نشرها فورد الجمعة على صفحة فيسبوك.

وقال مسؤول امريكي طلب عدم نشر اسمه ان هذه الصور قدمها قمر صناعي تجاري. ووضعت على هذه الصور اسهم ورموز للدبابات قال فورد انها تشير الى وجود عربات مدرعة.

وقال فورد إن الصور اظهرت سحب دبابات من داعل في محافظة درعا ومن تفتناز وهي قرية شرقي مدينة ادلب. ولكن فورد قال ان”الحكومة السورية حركت ببساطة بعض المركبات المدرعة خارج تفتناز الى بلدة زيردانا القريبة.”

وحملت بعض الصور الاخرى علامات اسهم وتعليقا قال ان الحكومة السورية “ابقت وحدات مدفعية قرب مناطق سكنية” مثل حمص والزبدني” حيث يمكنها اطلاق النار عليها من جديد.

وكانت تلك ثاني مرة ينشر فيها فور صورا لاقمار صناعية في محاولة لاعطاء دليل على استهداف سوريا للاحياء السكنية. ونشرت الصور السابقة في العاشر من فبراير شباط .

ومن جهة أخرى، دان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الهجمات الجديدة التي شنها النظام السوري على معاقل المعارضة على رغم تعهد دمشق بوقف عملياتها قبل 10 نيسان/ ابريل، معتبرا أن هذه الاعمال تمثل “انتهاكا” لموقف مجلس الامن الدولي.

واعتبر بان كي مون بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العمليات العسكرية في مهلة اقصاها 10 نيسان/ ابريل “لا يمكن أن يشكل ذريعة للاستمرار في القتل”.

واضاف “هكذا اعمال تمثل انتهاكا للموقف الجامع لمجلس الامن”، وفق ما ورد في خطة السلام التي اعدها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان.

وكان مجلس الامن الدولي اقر الخميس بالاجماع اعلانا يطالب دمشق باحترام مهلة العاشر من نيسان/ ابريل لوقف عملياته العسكرية ومن المعارضة السورية القيام بالامر نفسه بعد ذلك ب48 ساعة كحد اقصى.

وقال المتحدث الدولي ان “بان ياسف للهجمات التي تشنها السلطات السورية ضد المدنيين الابرياء، بمن فيهم نساء واطفال، على رغم الالتزامات المقدمة من الحكومة (السورية) بوضع حد لاستخدام كل الاسلحة الثقيلة ضد منازل المدنيين”.

ولفت نيسيركي إلى أن “السلطات السورية تتحمل المسؤولية كاملة عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان. هذا الامر يجب ان يتوقف”. واشار المتحدث إلى أن بان “يطلب من الحكومة السورية الوقف الفوري ومن دون شروط لكافة اعمالها العسكرية ضد الشعب السوري”.

وابدى الامين العام للامم المتحدة “قلقه الشديد” ازاء تفاقم الازمة الانسانية في سوريا، معتبرا أن “التقارير الاخيرة التي تفيد بازدياد عدد اللاجئين الى الدول المجاورة مقلقة”.

وذكر المتحدث بان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ابلغ بان كي مون خلال محادثة هاتفية مساء الخميس بالتدفق الكبير للاجئين السوريين الى بلاده.

—————-

السلطات تريد ‘التزاما خطيا’ بعدم السيطرة على المناطق التي تنسحب منها

معارضون سوريون يبلغون فريق عنان انهم سيحترمون الهدنة

بيروت ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: اشتبكت قوات سورية تدعمها الدبابات مع مقاتلي المعارضة الجمعة قبل أربعة أيام فقط من موعد انسحاب القوات الذي وافق عليه الرئيس بشار الاسد في اطار خطة وضعها المبعوث الدولي كوفي عنان لوقف اراقة الدماء المستمر طوال عام، في الوقت الذي قتل فيه 24 سوريا على الاقل في اعمال عنف الجمعة.

واجتمع الجيش السوري الحر مع وفد من مبعوث السلام كوفي عنان هذا الاسبوع واكد ان مقاتليه سيوقفون اطلاق النار اذا سحب الرئيس بشار الاسد دباباته وقواته الى الثكنات قبل الموعد النهائي لوقف اطلاق النار الخميس المقبل.

وقال العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر لرويترز ان ممثلين لعنان اجتمعوا مع قادة للجيش السوري الحر وبحثوا خطة عنان لسحب القوات بحلول العاشر من نيسان (ابريل) ووقف اطلاق النار بحلول 12 نيسان (ابريل).

وقال الاسعد ان الجانبين اجريا محادثات وقال الجيش السوري الحر انه اذا التزم النظام بالخطة وسحب قواته من المدن واعادها الى ثكناتها الاصلية فسوف يلتزم الجيش السوري الحر بالخطة. ورفض الاسعد تحديد اين عقد الاجتماع او كشف هوية ممثلي عنان. واكتفى بالقول ان الاجتماع عقد هذا الاسبوع.

وابلغ الاسعد عنان قبل اسبوعين انه قبل بنود خطة السلام التي طرحها المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية.

من جهة اخرى، قال السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان بلاده تريد ‘التزاما خطيا’ من المعارضة بأنها لن تحاول استغلال انسحاب قوات النظام للسيطرة على المناطق التي تتراجع منها.

وكان عنان اشار امام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس الى رغبة المعارضة بوقف اعمال العنف بمجرد ان توقف القوات النظامية عملياتها لكن دون ان يشير الى اتفاق رسمي.

جاء ذلك فيما دعا ناشطون سوريون الى التظاهر الجمعة في ‘جمعة من جهز غازيا فقد غزا’ دعما لتسليح الجيش السوري الحر، ويأتي ذلك غداة تبني مجلس الامن الدولي بيانا في اجتماع الخميس، يدعو ‘الحكومة السورية الى التطبيق العاجل والواضح لالتزاماتها’ بحلول العاشر من نيسان (ابريل) على ان يتبع ذلك وقف لاطلاق النار خلال 48 ساعة. وقال المجلس انه استنادا الى تقارير عنان حول ما ينفذه الاسد، فانه ‘سيدرس اتخاذ مزيد من الاجراءات المناسبة’. وغداة مقتل 77 شخصا في اعمال العنف الخميس، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية والاشتباكات مع منشقين الجمعة مما ادى الى مقتل 24.

ورغم التوتر الذي تشهده مناطق ريف دمشق، خرجت تظاهرات طلابية ومسائية في داريا والزبداني وكفربطنا ويبرود وعين منين والتل وعرطوز وزملكا، بحسب المصدر نفسه. وفي دمشق خرجت تظاهرات مسائية في حيي المزة وبرزة هتفت للمدن المنكوبة وطالبت باسقاط النظام، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية واظهرت مقاطع فيديو.

الى ذلك قال مسؤول تركي إن اكثر من 2800 سوري عبروا الحدود الخميس وهو ما يزيد على ضعف المتوسط اليومي السابق.

وذكر المسؤول ان كل اللاجئين عبروا الحدود قرب قرية بوكولمز وان المزيد ينتظرون على الجانب الاخر من الحدود. ونقلت 44 حافلة الوافدين الجدد من الحدود الى معسكر اللاجئين في الريحانية. وقال محمد خطيب وهو لاجىء قال إنه جاء من بلدة كستاناز السورية التي يقطنها 20 الفا ‘الجيش يدمر المباني ويقصفها لتتحول الى رماد.. الجيش يريد ان يترك الناس بيوتهم. اذا رفض السكان يدمرونها والناس بداخلها’.

وفر آلاف السوريين كذلك إلى لبنان والأردن المجاورين. ويقدر عدد من فروا من سورية بما يتراوح بين 50 ألفا و60 ألفا.

————-

ايران وحزب الله يعززان المساعدة العسكرية للاسد

صحف عبرية

حزب الله وايران عززا مؤخرا بقدر كبير المساعدة التي يقدمانها للرئيس السوري بشار الاسد، في مساعيه لقمع الثورة في بلاده. هذا ما يتبين من معلومات موثوقة توفرت مؤخرا لدى اجهزة الاستخبارات في الغرب، بما فيها اسرة الاستخبارات الاسرائيلية. رجال استخبارات ايرانيون ونشطاء حزب الله يساعدون في الارشاد وفي توفير وسائل القتال لقوات الأمن السورية، وبعض من رجال حزب الله قتلوا في المعارك مع منظمات الثوار.

وقالت مصادر أمنية اسرائيلية هذا الاسبوع لصحيفة ‘هآرتس’ ان الخطر على بقاء نظام الاسد شجع على مزيد من التقارب بين دمشق وطهران وحزب الله. وعلى حد قول هذه المصادر، رغم ان الايرانيين يؤمنون ويقدرون بان الاسد سيجتاز بسلام الحرب الاهلية السورية، فان استثمار طهران موجه أيضا لليوم التالي للاسد، اذا ما سقط نظام الرئيس. وتوثق ايران علاقاتها مع محافل مختلفة في سوريا على أمل أن تتمكن من التأثير على الاحداث هناك حتى في حالة تغيير الحكم.

وزير الدفاع ايهود باراك لطف مؤخرا تشخيصه في نهاية 2011، والذي لم يتحقق في النهاية، وجاء فيه أن نظام الاسد سيسقط ‘في غضون أسابيع’. رغم ذلك فان باراك لا يزال يقدر، مثل رجال الاستخبارات الاسرائيلية، بأن الحكم السوري قد اجتاز نقطة اللاعودة، وانه في ظل انعدام الشرعية من الداخل ومن الخارج فمن المتوقع للنظام ان ينهار في غضون وقع غير بعيد. في اسرائيل، مثلما في الغرب، لم يتأثروا باعلانات النصر للرئيس الاسد في زيارته الى مدينة حمص هذا الاسبوع. التقدير السائد هو أن الفوضى في الدولة تحتدم فقط، وان سوريا من شأنها أن تنزلق الى واقع ‘دولة فاشلة’ حتى قبل ان ينهار تماما الحكم الحالي. في اسرائيل يتوقعون ايضا احتمالات نجاح قليلة لمبادرة السلام التي يتصدرها الامين العام السابق للامم المتحدة، كوفي عنان.

وحسب آخر المعطيات، حتى الان، قبل في المعارك في سوريا أكثر من 10.000 شخص. نحو 8.000 من القتلى، معظمهم مدنيون، هم من المعارضة للنظام. وفي المعارك قتل نحو 2.000 من رجال قوات الامن الموالين للرئيس. عدد النشطاء المسلحين في منظمات الثوار يقدر بـ 10.000 15.000 مشارك في القتال، ولكنهم يعانون من نقص في المعدات ومن مساعدة دولية بحجم محدود نسبيا.

المساعدة الايرانية لسوريا تنقل في قنوات الصقت بها اسرائيل لقب ‘جيش الظلال’. في الماضي قاد نشاطه كبير حزب الله عماد مغنية والجنرال السوري محمد سليمان، الموالي للاسد. وقد قتل الرجلان في سوريا في 2008 في عمليتي اغتيال تنسبهما دمشق وحزب الله الى اسرائيل. ضمن أمور اخرى لا تزال تنقل كميات كبيرة من السلاح والوسائل القتالية في مسارات مختلفة من ايران الى سوريا. الى جانب الصواريخ، الراجمات والصواريخ المضادة للطائرات التي يواصل الاسد التزود بها، خشية هجوم جوي مستقبلي من جانب الاسرة الدولية، يزوده الايرانيون ايضا بوسائل عديدة لتفريق المظاهرات.

فضلا عن ذلك، فان خبراء من الحرس الثوري الايراني وحزب الله ارشدوا مؤخرا قوات الامن السورية على استخدام النار في المناطق المبنية، كجزء من الصراع ضد الثوار. كما أن الايرانيين يشاركون على ما يبدو في تشغيل طائرات صغيرة بدون طيار لجمع المعلومات عن الثوار. في الغرب معروفة بضعة احداث قتل فيها رجال حزب الله بنار الثوار، حين كانوا يحمون مواقع استراتيجية لنظام الاسد. مسؤولون ايرانيون، بينهم قادة الحرس الثوري، يصلون في زيارات سرية متواترة الى دمشق لتقديم المشورة لكبار رجالات النظام بالنسبة لسبل قمع الثورة.

والى جانب ذلك، نصب حزب الله مؤخرا حواجز وقوات في قنوات التهريب من لبنان الى سوريا، بهدف منع المنظمات السنية المعارضة للاسد من تلقي السلاح الذي ينقل اليهم من لبنان. وأغلقت حماس قيادتها في سوريا بسرعة كبيرة وهي تبذل كل جهد للابتعاد عن التماثل مع الاسد. اما حزب الله بالمقابل فيبقي على اتصال وثيق مع النظام السوري ويواصل التمسك بالقواعد وبمخازن السلاح في اراضي الدولة، في الجانب الشرقي من الحدود مع لبنان. في الاشهر الاخيرة بدا في سوريا نشاط متصاعد ايضا لمنظمات الجهاد العالمي، بينها القاعدة وفروعها، المسؤولة عن عمليات السيارات المفخخة في دمشق.

هآرتس 6/4/2012

—————–

حزب الله يخشى من العزلة ونصر الله زار دمشق ويعترف بخطأ الحل الامني ويسعى لمصالحة الاطراف

رغم التحذيرات.. الرياض غضت النظر عن جمع التبرعات وارسلت استخباراتها للقاء المعارضة.. والجيش الحر في اسطنبول ينتظر الشحنات

لندن ـ ‘القدس العربي’: تلقت كل من السعودية وقطر اللتين دعتا لتسليح المعارضة السورية تحذيرات من عدد من الدول من ان نقل اسلحة للجيش السوري الحر سيؤثر سلبا على جهود الامم المتحدة الساعية لانهاء الازمة سياسيا.

وتنبع المخاوف ايضا من ان يؤدي وصول السلاح الخليجي الى المقاومة السورية الى تعميق الازمة التي حصدت حتى الآن اكثر من 10 الاف قتيل. وقالت صحيفة ‘الغارديان’ ان معلوماتها تشير الى ان دول الخليج تتحرك لتطبيق قرار لتسليح المعارضة مباشرة وان كانت بطريقة غير مباشرة وان هذه الدول تتعرض لضغوط دولية كي توقف تحركاتها. وتقول الصحيفة انه على الرغم من المعلومات التي جمعتها من مصادرها الا ان المسؤولين البريطانيين ليست لديهم ادلة عن نقل شحنات كبيرة للمقاومة السورية. ومع ذلك تقول مصادر عربية ان السلطات السعودية التي تمارس رقابة شديدة على جمع التبرعات للقضايا الاسلامية ومنذ هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 تغض الطرف عن نشاطات لجمع التبرعات للمقاومة السورية ويقوم بها رجال اعمال لشراء اسلحة للجيش الحر.

وترى المصادر العربية هذه ان دورا رسميا في شحن الاسلحة بات محتوما، واشارت الى لقاءات سرية تمت في تركيا ودول اوروبية اخرى بين المعارضة السورية ومسؤولين في الاستخبارات السعودية حيث تمت مناقشة الاختيارات الرئيسية للمقاومة.

ونقلت الصحيفة عن مصطفى العاني من معهد الدراسات الاستراتيجية في دبي قوله ان القرار بشأن التسليح قد صدر ولكن لم تتم ترجمته على الواقع. واشارت الصحيفة ان قطر التي دعمت الثوار في ليبيا قد اعدت خططا كي تقدم للمعارضة السورية ملايين من الدولارات كي تستخدمها المعارضة لشراء اسلحة من مثل صواريخ مضادة للطائرات والدبابات. وقال مصدر اخر في الدوحة ان عملية التسليح هي برنامج كبير وليس مجرد مساعدات عادية وقتية. واضاف المصدر ان الفكرة وراء هذه الجهود هي ان ‘لو انتظرنا سنة اخرى فان الوضع سينزلق نحو حرب اهلية واسعة النطاق سيكون من الصعب احتواؤها.

معارضة

ولكن الخطط السرية والعلنية قد قوبلت بمعارضة دولية قوية خاصة روسيا التي حذر وزير خارجيتها سيرغي لافروف من باكو عاصمة اذربيجان يوم الاربعاء الدول الصديقة للمعارضة التوقف عن عملياتها، مؤكدا ان المعارضة لن تكون قادرة على هزيمة النظام حتى لو كانت مسلحة حتى الاسنان. وعبرت دول صديقة للنظام السوري مثل العراق عن معارضتها للتدخل الخليجي من خلال التسليح فيما تتحفظ دول عربية اخرى مثل مصر والجزائر على هذه الخطط. وعلى الرغم من اتفاق الدول المطالبة برحيل الاسد وزيادة الضغوط على النظام السوري لتطبيق النقاط الست في خطة عنان، الا ان هناك شكا في امكانية نجاحها مما يعني فتح الباب امام خيار التسليح هذا.

فقد حذر وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ من انه في حالة فشل خطة عنان فستزداد الضغوط لتسليح المعارضة، وكان هيغ يعلق على كلام وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي قال ان تقديم السلاح للمقاومة السورية هو واجب كي يتمكن السوريون من الدفاع عن انفسهم. فيما تحدثت تقارير اخرى عن تعبير وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن معارضتها للخطط اثناء زيارتها للرياض في الايام القليلة الماضية، وبحسب دبلوماسيين غربيين في الرياض قالوا ان المسؤولين السعوديين اختاروا في الايام الماضية عدم طرح الموضوع ‘واعادوا التفكيرفي موقفهم’. وفي موقف داعم وداع لابقاء الخيار العسكري مفتوحا قال توني بلير – رئيس الوزراء البريطاني السابق والمسؤول عن كارثة حرب العراق في تصريحات لقناة ‘اي تي في’ يجب ان نبقي على ‘كل الخيارات مفتوحة’. وقال ان ما يهم هو مواصلة ارسال رسائل شديدة للنظام السوري كي يواصل دوسه على شعبه ‘ونقول حسنا، انس الامر’ بل ان الاوروبيين ‘سيكونون ناشطين من اجل دعم الشعب السوري الذي يريد الحرية’.

ينتظرون الاسلحة

واشارت تقارير غربية متعددة عن ان الجيش الحر اكد عدم تلقيه اية مساعدات عسكرية من معسكر الصقور العربي، وانه يعتمد على تسليح عملياته من الاسلحة المهربة عبر الحدود من تركيا ولبنان والعراق او تلك التي يغتنهما من الجيش السوري او يحملها معهم المنشقون عن الجيش. وعبر الجيش عن احتياجه لاسلحة ثقيلة وعلى رأس القائمة مضادات للدبابات، وصواريخ ‘كورنيت’ الروسية الصنع المتوفرة في السوق السوداء في دول الاتحاد السوفييتي السابق. ويفهم من موافقة قطر على دفع رواتب اعضاء الجيش الحر ومن ينشق عن الجيش على انها غطاء لتوفير الاسلحة لهم. ونقلت ‘الغارديان’ عن مصدر في المعارضة قوله ان ‘مسؤولين من الجيش الحر يتواجدون الان في اسطنبول ينتظرون تسلم شحنات الاسلحة’. واضاف الناشط ان الاموال تم نقلها عبر برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري الى المقاتلين في درعا ودمشق. وتشير الصحيفة ان تصريحات المسؤولين السعوديين والقطريين عن توفير السلاح للمعارضة ما هي الا حرب نفسية للضغط على النظام اكثر منها حقيقة وانها محاولات من السعوديين للسيطرة على الثورة السورية وان الرياض تهتم بامر السنة الذين يقتلون الان في سورية، حسب محلل سعودي في لندن. ومنذ بداية الانتفاضة وزيادة المطالب من المعارضة السورية بالتدخل الدولي كما حدث مع ليببا، اكد حلف الناتو وامريكا ان التجربة لن تتكرر في الساحة السورية، وما تخشاه الولايات المتحدة هي وقوع الاسلحة في يد القاعدة، ومن هنا تؤكد على ان دعمها للمعارضة حتى الآن لم يتجاوز توفير اجهزة غير عسكرية للمعارضة.

هل هي مجرد اصوات مزعجة وحرب نفسية؟

وترى الصحيفة ان الوضع السوري معقد، ففي الوقت الذي تدعو فيه دول الخليج للتسليح الا انه لا توجد لديها حدود مع سورية، في الوقت الذي تحسب فيه كل من تركيا والاردن حسابات لاثار التورط في عملية التسليح، فعلى الرغم من الاصوات التي صدرت من انقرة الا ان تركيا غير راغبة في الدخول بحرب بالوكالة مع ايران، فيما لدى الاردنيين مخاوفهم الخاصة من المعارضة السورية. ومن المعوقات الاساسية التي تواجه نقل الاسلحة الى المقاومة عبر الاردن او تركيا تلك البيروقراطية حيث واجهت المعارضة معوقات عندما حاولت تهريب مئتي جهاز استقبال اشترتها من رجل اعمال بلجيكي، واضطرت لنقلها الى اقليم كردستان ولكن رجل الاعمال نفسه قرر الغاء العقد نظرا للحظر على الشركات الاوروبية التعامل التجاري مع سورية. وفي النهاية فان توفير اسلحة للمعارضة قد يساعد على تحسين ادائها وتوجيه ضربات موجعة للنظام لكن الهزائم الاخيرة في بابا عمرو وادلب اثبتت ان المقاومة غير قادرة على مواصلة السيطرة على مناطق وان تمترسها في مواقع عادة ما تؤدي الى عمليات انتقامية من الموالين للاسد، يقول محلل اخر.

يحفرون الخنادق

وفي الوقت الحالي يواصل النظام هجماته في كل انحاء البلاد حيث نقلت صحيفة ‘اندبندنت’ عن ناشط في الزبداني قوله ان الدبابات لا زالت متواجدة في قلب المدينة على الرغم من بدء تطبيق خطة عنان التي وافق النظام السوري على بنودها. ونفس الامر ورد في تصريحات ناشطين من ادلب تحدثوا عبر ‘سكايب’ قائلين انهم شاهدوا الجنود وهم يحفرون خنادق حول المدينة وانهم لم ينسحبوا الى خارجها.

معضلة حزب الله

وفي سياق التجادلات الدولية والمخاوف من تحول سورية كما حدث في افغانستان الى ساحة حرب بالوكالة بين القوى الغربية والمعارضة لها يجد حزب الله الذي قاد المقاومة ضد اسرائيل عام 2006 وحاز امينه العام حسن نصر الله على شعبية واسعة في كل انحاء العالم الاسلامي، نفسه امام معضلة فهو من ناحية بحاجة للوقوف مع حليفه السوري الذي تمر عبر اراضيه الاسلحة القادمة من ايران ومن جهة اخرى لا يستطيع تجاهل مشاعر السنة في العالم وهم يراقبون مقتل اخوانهم في سورية على يد نظام ‘طائفي’. وفي موقفه المعلن من الثورة في بدايتها تعرض نصر الله لانتقادات بالازدواجية، فهو مع تونس ومصر ولكنه ليس مع الثورة السورية، مما افقده شعبية داخل سنة سورية الذين مزقوا صوره واعتبروه ‘عدوا’ ويرى محللون ان الحزب اخطأ في تقدير حساباته من الثورة، ففي الوقت الذي كانت هناك فرصة لاقامة علاقات تعاون بين حكومة سنية والحزب الا ان الوضع بات اصعب بعد عام من اندلاع الثورة. وبسبب موقفه يجد الحزب نفسه معزولا خاصة بعد ان خسر حليفته السنية ، حماس التي قررت الوقوف على الحياد ونقلت قادتها من سورية، بل وذهب عدد من قادتها في غزة لشجب النظام في وقت هتف مؤيدوها ‘لا لا لحزب الله’. وفي الايام السابقة خفف نصرالله من لهجته ودعا للحوار بين كل الاطراف، وطالب كل الاطراف برمي السلاح، لاعتقاده ان ايا من الطرفين المتصارعين لن يحقق انتصارا بالقوة، كما انه انتقد قتل النظام للمدنيين. وبعيدا عن الاضواء قام نصرالله بمحاولات للتوفيق بين الطرفين واعتمد على حركة حماس، وزار دمشق في شهر نيسان (ابريل) العام الماضي حسب تصريحات ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة لصحيفة ‘نيويورك تايمز’. وحث نصرالله اثناء الزيارة الاسد على التوصل لمصالحة وعرض قيام حزبه وحماس بالتوسط، وعندما بدأت حماس اتصالاتها اوقفتها الحكومة. وقال بركة انه تحدث مع نصر الله مدة خمس ساعات في اذار (مارس) الماضي، وقال له ان ايا من الطرفين لن ينتصر بالقوة ـ وبارك نصر الله جهود حماس للتوسط عبر حلفائها الاخوان المسلمين، ولكن الاسد طالب اولا بتوقف الثوار اولا عن الهجمات ومن هنا دعا زعيم حزب الجميع الشعب والنظام والجيش لوقف المواجهات ‘حالا’، ودعا بعد ذلك الى حوار جدي تدفعه اعتبارات دينية وعروبية واخلاقية ومؤكدا على ان الحل السياسي واجب لكل من تخفق قلوبهم ويتعاطفون مع الشعب السوري، في لمز واضح للدور السعودي الداعي لتسليح المعارضة. وفي الوقت الذي تقول فيه الصحيفة ان لا خطر في الوقت الحالي على الحزب لخسارته قاعدته الشعبية الا ان هناك تساؤلات تطرح من داخل الحزب بعضها مدافع عن موقفه وانه محاولة من نصر الله تجنيب اتباعه حربا جديدة، في اشارة الى حرب تموز (يوليو) 2006 وعبر اخرون عن مواقف مغلفة بغلاف طائفي فهم يخشون من منع الحكومة السنية في دمشق الشيعة من زيارة مزارات الائمة في العراق او منع الكتب الشيعية او ان تقوم القاعدة باستهداف حزب الله. فيما يقول اخرون ان الثورة في السورية لم تصنع في الداخل بل في واشنطن وعواصم الدول العربية المتحالفة معها، ويدافع اخرون عن موقف نصر الله بالقائهم اللوم على عناصر ‘عفنة’ داخل النظام التي ترتكب الاخطاء وليس النظام نفسه.

——————

لاجئون سوريون يهربون الى الاردن في صمت وخوف

عمان ـ ا ف ب: لم يكن باستطاعة احدى الامهات السورية في رحلة هروبها الشاقة مع اولادها الاربعة من سورية الى الاردن ان تصرخ لمناداة اثنين من اولادها اختفيا فجاة في عتمة الليل خوفا من اطلاق النار عليها. وتشرح المرأة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها بان المهربين حذروا كافة العائلات التي تسعى للمغادرة من مغبة اصدار الاصوات وطالبوهم بالبقاء صامتين. وتقول ‘عندما سالت لماذا؟ قال لي احد الرجال وهو يشير الى التلال بان الجيش السوري موجود هناك وان سمعوا صوتا سيطلقون علينا النار ببساطة وستقتلون جميعا’.

وفي طريق الهرب فزعت المرأة (32 عاما) بعد ان اكتشفت بان اثنين من اولادها الاربعة اختفيا وليسا بالقرب منها.

وتروي انها عندما عادث للبحث عنهما وجدتهما مذعورين وصامتين وملابسهما عالقة بالاسلاك الشائكة وبعدما خلصتهما اكتشفت انهم ابتعدوا عن الجميع.

وفجاة ظهر جنديان ‘ظننت في البداية انهما سوريان. اقترب احدهما وقال لي دعيني اخذ الاولاد ولكنني رفضت وفكرت وقتها بانه حتى لو قتلوني فلن اسمح لهما بقتل اولادي’.

وعلى الرغم من قيام الجنديين باستخدام ضوء الهاتف النقال لاضاءة الشارة الاردنية على ملابسهما العسكرية فانها لم تصدقهما.

وتضيف ‘سالني احدهما هل انت خائفة لهذه الدرجة من الجيش السوري؟’.

الاجابة كانت نعم بالنسبة للمراة التي اختفى زوجها قبل نحو اربعة اشهر بعد احتجازه لمشاركته في التظاهرات في مدينة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف اذار (مارس) 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وتبعد درعا نحو اربعة كيلومترات عن الحدود الاردنية. وامضت المراة اشهرا وهي تنتقل من بيت لاخر بصحبة اطفالها لتجنب الهجمات في المدينة ولكنها بدات تتلقى تهديدات بالقتل والاغتصاب في مكالمات هاتفية من ارقام مختلفة من بينها رقم هاتف زوجها النقال.

وبعد هجوم ادى الى تدمير منزلها قررت الرحيل قائلة ‘ادركت بان هذا لن يتوقف ابدا وبانهم سيستمرون بتهديد كل من يشارك في الاحتجاجات’.

وبعد ان باءت كل محاولاتها بالحصول على جوازات سفر للذهاب الى الاردن بالفشل قررت المراة الاستعانة بمقاتلين في مدينتها يقومون بتهريب السكان الى الخارج.

وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان اكثر من 90 الف سوري دخلوا المملكة بشكل قانوني وغير قانوني هربا من الاوضاع في سورية.

ومن جهتها رحبت الحكومة الاردنية بهدوء بالسوريين ‘بالضيوف’ السوريين وتركت مسؤولية رعايتهم للعديد من المؤسسات و الجمعيات الخيرية الخاصة كجمعية الكتاب والسنة الاسلامية التي ترعى المراة السورية.

وتدفع الجمعية ايجار شقة متواضعة في عمان تقيم فيها المراة مع عائلات لاجئة اخرى.

وتوفر الجمعية سكنا للاجىء سوري اخر يدعى سامر يبلغ من العمر 16 عاما هرب من بلدة معضمية الشام قرب دمشق في اوائل الشهر الحالي بعد ان سمع بانه استدعي للتجنيد.

ويقول سامر ‘لا اريد ان اكون جزءا من جيش يقوم بقتل شعبه فالخائن فقط يقتل شعبه وسمعت بانهم سيقومون باستدعائي وقررت فورا باني لن انضم للجيش ولذا هربت’.

ولجا سامر مع مجموعة صغيرة تسعى للخروج من سورية الى شبكة مهربين ساعدت على نقلهم الى درعا وبعدها الى الحدود الاردنية.

واشار سامر ‘سافرنا من بلدة لاخرى وانتقلنا من سيارة لاخرى وكانت عملية صعبة جدا بسبب وجود العديد من نقاط التفتيش’.

واضاف ‘في احد النقاط كنا بعيدين نحو 100 متر عن جنود سوريون ولم نكن ندرك قربنا منهم.الله حمانا’.

ويمضي ابو شادي وهو رفيق سامر في السكن وابن بلدته الذي دخل الاردن العام الماضي يومه متتبعا التطورات في سورية عبر التلفزيون والانترنت.

ويوضح الرجل الذي يقول انه من اوائل الناس الذين انضموا للاحتجاجات الشعبية في منطقة دمشق وشارك في التظاهرات ‘لا استطيع التوقف ولو للحظة عن التفكير في سورية ولا استطيع ان اعيش في مكان اخر فهناك حياتي’.

اما المراة فترغب في ان تنسى بلدها وتترك ورائها ذكريات تصفها بالمؤلمة وتشير الى انها التقت برجل كان مسجونا مع زوجها اخبرها بانه ما زال على قيد الحياة ولكنه يعاني من اصابتين بالرصاص.

وتحاول المراة التي تقول بانها تصلي من اجل زوجها بناء حياة جديدة لها ولاولادها قائلة ‘اريد ان احاول نسيان كل ما حدث في سورية.اريد ان امحو اثنين وثلاثين سنة من حياتي’.

—————

تركيا تدعو الامم المتحدة الى التدخل للمساعدة في استيعاب تدفق اللاجئين السوريين

فرنسا: ازدياد تدفق اللاجئين يعكس خطورة الوضع في بلادهم

انقرة ـ باريس ـ ا ف ب ـ يو بي آي: دعت تركيا الامم المتحدة والمجتمع الدولي الجمعة الى تكثيف جهودها لمساعدة اللاجئين السوريين بعد تدفق اعداد قياسية منهم عبر الحدود خلال اقل من يومين.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في تصريحات تلفزيونية ‘لم ندخر جهدا في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن اذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فنحتاج الى تدخل الامم المتحدة والمجتمع الدولي’.

ولم يوضح داود اوغلو نوع التدخل الذي تتوقعه حكومته من الامم المتحدة.

وعبر نحو 2800 لاجئ سوري الحدود التركية خلال فترة 36 ساعة فرارا من هجوم شنته القوات السورية المدعومة بالمروحيات، بحسب ما صرح الوزير للصحافيين.

وبهذا يرتفع الى 23835 عدد اللاجئين السوريين المتواجدين على الاراضي التركية. وفي اعقاب التدفق الهائل للاجئين، اتصل داود اوغلو الامين العام للامم المتحدة بان كي مون صباح الجمعة يطلب منه ارسال مسؤولين لمراقبة الوضع على الارض.

وقال ‘اخبرته ان وتيرة تدفق اللاجئين تضاعفت بعد ان قال (الرئيس السوري) بشار الاسد انه سيطبق خطة (مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية) كوفي عنان’ بشان سورية.

واضاف ‘ان على من يعطونه (الاسد) وقتا ان يعلموا ان عدد السوريين الفارين يتزايد، وان هذه تتحول الى مشكلة دولية’.

وتصاعد القتال في سورية رغم قبول النظام السوري بسحب قواته من المدن المضطربة بحلول العاشر من نيسان (ابريل) في اطار خطة لوقف العنف في سورية تمت بوساطة عنان.

ويشن الجيش السوري تدعمه المروحيات عمليات في المناطق الحدودية ما يدفع بمزيد من اللاجئين الى تركيا، بحسب ما افاد مصدر دبلوماسي لفرانس برس في وقت سابق.

ومن جهتها اعتبرت فرنسا الجمعة أن استمرار تدفق اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة إلى تركيا يعكس خطورة الوضع في بلادهم.

وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن ‘ازدياد تدفق اللاجئين السوريين باتجاه الدول المجاورة على الأخص إلى تركيا، حيث يزداد عدد اللاجئين في البلاد يعكس خطورة الوضع’.

وأضاف البيان أن فرنسا تدرك كما أكد مؤتمر ‘أصدقاء سورية’ في اسطنبول الصعوبات التي تواجهها الدول المجاورة لسورية في إدارة تدفق اللاجئين، وتعلن تضامنها مع تركيا.

واعتبرت الوزارة أن ازدياد عدد اللاجئين ‘نتيجة مباشرة لاستمرار العنف من قبل السلطات السورية، وعلى الأخص اللجوء إلى السلاح الثقيل في المدن حيث لها عواقب إنسانية وخيمة’.

وشددت على ضرورة ضمان السماح بدخول مساعدات إنسانية تصل إلى المدنيين، وأكدت على أهمية أن تطبق السلطات السورية مبادرة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان ‘التي تدعي أنها وافقت عليها والتي تنص واحدة من نقاطها الست على السماح بوصول المساعدات الإنسانية بحرية ومن دون عوائق إلى المدنيين.

———–

تواصل العمليات العسكرية والامنية في عدد من مناطق سوريا

أ. ف. ب.

بيروت: تواصلت السبت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية والاقتحامات والاشتباكات مع منشقين في عدة مناطق من سوريا، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.

في ريف حلب (شمال) الذي يشهد عملية واسعة النطاق للقوات النظامية منذ يوم الخميس، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل ضابط وعنصرين في الجيش النظامي، اثر كمين نصب لهم قرب بلدة حريتان بعد منتصف الليل.

وهاجم مقاتلون منشقون مطار منغ العسكري ليلا حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية.

وفي مدينة حلب، هاجم منشقون فرع الامن العسكري في حي حلب الجديدة. ولم يفد المرصد السوري بوقوع قتلى.

وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات ليلا في مدينة عربين بين القوات النظامية ومنشقين عنها بعد خروج تظاهرات مسائية في المدينة تضامنا مع دوما وباقي المدن التي تشهد عمليات عسكرية، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.

وبثت تنسيقيات دمشق مقاطع على الانترنت تظهر استمرار انتشار الدبابات والمدرعات التابعة للقوات النظامية في مدينة دوما، في اشارة منهم الى عدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان.

وفي مدينة حماة (وسط) قال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابو غازي الحموي لفرانس برس ان “القوات النظامية اقتحمت قرابة السادسة صباحا (3,00 تغ) حي القصور في مدينة حماة، وما زالت تطوقه”، مشيرا الى ان “عناصر الامن احرقوا بيتا لناشط معارض في الحي”.

واضاف الحموي “ان احياء عدة في حماة شهدت ليلا اشتباكات متزامنة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر”.

وفي ريف حماة، اقتحمت القوات النظامية مدينة اللطامنة وسط اطلاق نار عشوائي. وقال الحموي “تحركت ليلا مدرعات الجيش الى محيط المدينة، وقصفتها من بعد، ثم تقدمت فيها ببطء في ظل مقاومة خفيفة وسيطرت عليها الان”.

وقال المرصد السوري ان خمسة مواطنين على الاقل قتلوا خلال العملية العسكرية على اللطامنة.

وفي ريف حمص (وسط)، قال المتحدث باسم الثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع فرانس برس ان مدينة القصير والقرى المجاورة لها المحاذية للحدود مع لبنان تعرضت منذ منتصف الليل وحتى ساعات الفجر الاولى لقصف القوات النظامية.

وقال المرصد السوري في بيان ان ثلاثة مواطنين في القصير قتلوا في القصف على المدينة، فيما قتل شرطي منشق في اشتباكات مع القوات النظامية.

وافادت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية تقصف القرى والمزارع المجاورة لمدينة الرستن في ريف حمص بعد ان نزح “ثمانون بالمائة” من سكان المدينة نتيجة القصف الى هذه المناطق المجاورة.

———–

الثورة المستمرة منذ أكثر من عام أظهرت مشاعرهم الساخطة

الرئيس بشار الأسد محاصر بين أكراد سوريا وتركيا

أشرف أبو جلالة من القاهرة

أظهرت الانتفاضة السورية مشاعر الامتعاض التي يكنها الأكراد لنظام الرئيس بشار الأسد. وتكلمت رئيسة بلدية “نصيبين” التركية القريبة من بلدة القاميشلي عن العلاقات الجيدة بين البلدتين ذات الأكثرية الكردية واستعداد البلدة التركية لمساعدة جارتها السورية في حال تعرضها لأعمال عنف.

القاهرة: جاءت الانتفاضة الشعبية التي دخلت عامها الثاني قبل بضعة أيام في سوريا، لتبرز حقيقة مشاعر السخط والامتعاض التي يكنها أكراد سوريا وتركيا، على حدّ سواء، لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة في ظل قرب المسافة التي تفصل بين بلدة نصيبين التركية التي يسكنها حوالى 80 ألف نسمة وبين مدينة قاميشلي التي تعتبر واحدة من أكبر المدن الواقعة في شمال شرق سوريا، حيث تفصل بينهما قطعة أرض فيها مجموعة من الحقول وأبراج المراقبة وصفوف من الأسلاك الشائكة.

وقالت في هذا الصدد رئيسة بلدية نصيبين، عائشة غوكان، قولها “نحن هنا كأننا مدينة واحدة يفصل بيننا سياج”. وأشارت مجلة التايم الأميركية إلى أن تلك البلدة، شأنها شأن معظم المدن في جنوب شرق تركيا، تقطنها أغلبية كردية، كما هو الحال في قاميشلي.

ولفتت كذلك إلى شيوع الزيجات التي تتم بين أفراد من هنا وهناك، في وقت يوجد فيه لمعظم الناس أقرباء في أي جهة من الجهتين. فضلاً عن التشابك الاقتصادي الذي يجمع بين كلا البلدتين، قبل أن تقرر الحكومة السورية إغلاق المعبر الحدودي قبل 3 أشهر.

غير أن قاميشلي، رغم ما شهدته من تظاهرات منذ بدء الانتفاضة، إلا أنها لم تعان نوعية العنف نفسها التي شهدتها مدن حمص أو حماة أو إدلب. لكن في حالة حدوث أمر كهذا، فإن نصيبين ستكون على أهبة الاستعداد لتقديم يد العون، وفقاً لما وعدت به غوكان. حيث توصلت البلدية مع قادة القبائل المحلية إلى اتفاق يعنى بتخصيص 150 منزلاً بهدف استقبال المواطنين السوريين في حال فرارهم من منازلهم.

وتابعت غوكان حديثها مع التايم بالقول: “لعبت السياسة والتاريخ دوراً في تقسيم الأكراد إلى أربعة أقسام، لكننا شعب واحد. وقد تعلمنا أن الأكراد لا يمكنهم أن يعتمدوا على أناس آخرين”. وواصلت المجلة بلفتها إلى أن العقبة التي يواجهها السكان في نصيبين تتمثل في الدولة التركية، وليس الدولة السورية، حيث يعتبر خصمهم الأبرز رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، وليس الرئيس بشار الأسد.

وربما الأهم بالنسبة لهم، هو وجود حزب العمال الكردستاني أيضاً، الذي ينظر إليه معظم سكان نصيبين باعتباره بطلاً للحقوق الكردية، ورمزاً للمقاومة على مدار عقود من سياسات الاستيعاب والقمع على يد الدولة التركية. في حين ينظر إليه الأكراد في سوريا باعتباره أحد حلفاء نظام الأسد، إن لم يكن عميلا فعليا في قمع المشاعر المناهضة للنظام بين أكراد سوريا.

ووجدت دراسة حديثة أجراها مركز هنري جاكسون للابحاث، الموجود في بريطانيا، أن حزب العمال الكردستاني ودمشق، ورغم اتفاقهما على معاداة تركيا، إلا أنهما يشتركان في ما وصفته الدراسة بـ ” تعاون تكتيكي”. ومضت المجلة الأميركية تنقل عن شاب يدعى إبراهيم، وقد لاذ بالفرار من قاميشلي في شباط (فبراير) الماضي، قوله:”يعترض حزب العمال الكردستاني على أي تظاهرات مناوئة لبشار؛ كما أنهم يهددون بقتل المواطنين، ويحظون كذلك بحرية في الحركة. وينشئون نقاط تفتيش، وتتاح لهم مدارس خاصة باللغة والثقافة الكردية في جميع أنحاء سوريا، وبالطبع لا يمكنك القيام بأي من تلك الأشياء ما لم تكن متعاونا مع الحكومة”.

وأضاف آلان حصاف، وهو ناشط لاذ بالفرار من سوريا قبل شهرين:”عبَّر بعض من أصدقائي في قاميشلي عن إحباطهم نتيجة عدم مواجهة الحكومة لتظاهرات الأكراد. ويقولون لي (نخرج إلى الشوارع ونتظاهر ونرفع شعارات ضد الأسد، وفي المقابل يهاجمنا النظام ويستخدم ضدنا قنابل مسيلة للدموع ويطلق علينا النار في بعض الأحيان، لكن ليس بما يحدث في حمص أو إدلب نفسه . فلماذا لا يقومون بقتلنا ؟”

وعاود ذلك الشاب الذي يدعى إبراهيم ليقول:”كل شيء هنا في نصيبين يحدث من خلال حزب العمال الكردستاني، وهذا هو سر عدم تنظيم الناس لصفوفهم لتقديم مزيد من الدعم للأكراد السوريين. ولا يمكنهم فعل ذلك إلا بعد الحصول على ضوء أخضر من حزب العمال الكردستاني”. ونقلت التايم في الختام عن غوكان مرة أخرى قولها :” يحق لأي حزب كردي في أي دولة أن يتخذ قراره وفقاً للظروف من حوله”.

————–

لاجئون سوريون يهربون إلى الأردن في صمت وخوف

يروون حكايات فرارهم الشاقة من العنف والقمع

أ. ف. ب.

يروي السوريون اللاجئون في الأردن حكاية هربهم الشاقة من العنف والقمع. ودخل أكثر من 90 ألف سوري إلى المملكة بشكل قانوني وغير قانوني هربًا من الأوضاع في بلادهم. ورحّبت الحكومة الأردنية بـ «الضيوف» وتركت مسؤولية رعايتهم للعديد من المؤسسات و الجمعيات الخيرية.

عمان: لم يكن باستطاعة إحدى الأمهات السوريات في رحلة هروبها الشاقة مع أولادها الأربعة من سوريا الى الأردن أن تصرخ لمناداة اثنين من أولادها اختفيا فجأة في عتمة الليل خوفًا من إطلاق النار عليها.

وتشرح المرأة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها بان المهربين حذروا كافة العائلات التي تسعى إلى المغادرة من مغبة إصدار الأصوات وطالبوهم بالبقاء صامتين. وتقول “عندما سألت لماذا؟ قال لي أحد الرجال وهو يشير الى التلال بأن الجيش السوري موجود هناك وان سمعوا صوتا سيطلقون علينا النار ببساطة وستقتلون جميعا”.

وفي طريق الهرب فزعت المرأة (32 عاما) بعد ان اكتشفت بان اثنين من اولادها الاربعة اختفيا وليسا بالقرب منها. وتروي انها عندما عادث للبحث عنهما وجدتهما مذعورين وصامتين وملابسهما عالقة بالاسلاك الشائكة وبعدما خلصتهما اكتشفت انهم ابتعدوا عن الجميع.

وفجاة ظهر جنديان “ظننت في البداية أنهما سوريان. اقترب احدهما وقال لي دعيني آخذ الاولاد ولكنني رفضت وفكرت وقتها بانه حتى لو قتلوني فلن اسمح لهما بقتل اولادي”. وعلى الرغم من قيام الجنديين باستخدام ضوء الهاتف النقال لإضاءة الشارة الاردنية على ملابسهما العسكرية فإنها لم تصدقهما.

وتضيف “سألني أحدهما هل انت خائفة لهذه الدرجة من الجيش السوري؟”. الاجابة كانت نعم بالنسبة للمرأة التي اختفى زوجها قبل نحو اربعة اشهر بعد احتجازه لمشاركته في التظاهرات في مدينة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف اذار/مارس 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وتبعد درعا نحو اربعة كيلومترات عن الحدود الاردنية. وأمضت المرأة أشهرا وهي تنتقل من بيت لآخر بصحبة اطفالها لتجنب الهجمات في المدينة ولكنها بدأت تتلقى تهديدات بالقتل والاغتصاب في مكالمات هاتفية من ارقام مختلفة من بينها رقم هاتف زوجها النقال.

وبعد هجوم ادى الى تدمير منزلها قررت الرحيل قائلة “ادركت ان هذا لن يتوقف ابدا وانهم سيستمرون بتهديد كل من يشارك في الاحتجاجات”. وبعد ان باءت كل محاولاتها في الحصول على جوازات سفر للذهاب الى الاردن بالفشل قررت المرأة الاستعانة بمقاتلين في مدينتها يقومون بتهريب السكان الى الخارج.

وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان اكثر من 90 الف سوري دخلوا المملكة بشكل قانوني وغير قانوني هربا من الاوضاع في سوريا.

ومن جهتها، رحّبت الحكومة الأردنية بهدوء “بالضيوف” السوريين وتركت مسؤولية رعايتهم للعديد من المؤسسات و الجمعيات الخيرية الخاصة كجمعية الكتاب والسنة الاسلامية التي ترعى المراة السورية.

وتدفع الجمعية ايجار شقة متواضعة في عمان تقيم فيها المرأة مع عائلات لاجئة اخرى. وتوفر الجمعية سكنا للاجئ سوري اخر يدعى سامر يبلغ من العمر 16 عاما هرب من بلدة معضمية الشام قرب دمشق في اوائل الشهر الحالي بعد ان سمع بانه استدعي للتجنيد.

ويقول سامر “لا اريد ان اكون جزءا من جيش يقوم بقتل شعبه فالخائن فقط يقتل شعبه وسمعت بانهم سيقومون باستدعائي وقررت فورا باني لن انضم للجيش ولذا هربت”. ولجأ سامر مع مجموعة صغيرة تسعى للخروج من سوريا الى شبكة مهربين ساعدت على نقلهم الى درعا وبعدها الى الحدود الاردنية.

واشار سامر “سافرنا من بلدة لأخرى وانتقلنا من سيارة لاخرى وكانت عملية صعبة جدا بسبب وجود العديد من نقاط التفتيش”. واضاف “في احدى النقاط كنا بعيدين نحو 100 متر عن جنود سوريين ولم نكن ندرك قربنا منهم.الله حمانا”.

ويمضي ابو شادي وهو رفيق سامر في السكن وابن بلدته الذي دخل الاردن العام الماضي، يومه متتبعا التطورات في سوريا عبر التلفزيون والانترنت. ويوضح الرجل الذي يقول انه من اوائل الناس الذين انضموا إلى الاحتجاجات الشعبية في منطقة دمشق وشارك في التظاهرات “لا استطيع التوقف ولو للحظة عن التفكير في سوريا ولا استطيع ان اعيش في مكان اخر فهناك حياتي”.

أما المرأة فترغب في ان تنسى بلدها وتترك وراءها ذكريات تصفها بالمؤلمة وتشير الى انها التقت رجلا كان مسجونا مع زوجها أخبرها بانه ما زال على قيد الحياة ولكنه يعاني اصابتين بالرصاص. وتحاول المرأة التي تقول إنها تصلي من اجل زوجها بناء حياة جديدة لها ولاولادها قائلة “اريد ان احاول نسيان كل ما حدث في سوريا.اريد ان امحو اثنين وثلاثين سنة من حياتي”.

—————

احد صحافيين قتلا في سوريا في 26 آذار/مارس فرنسي جزائري

أ. ف. ب.

باريس: اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة فرانس برس ان احد صحافيين مستقلين قتلا في سوريا في 26 آذار/مارس على الحدود السورية التركية فرنسي جزائري.

وقالت الخارجية الفرنسية الجمعة “ابلغنا بوفاة (الصحافيين) في 26 آذار/مارس على الحدود السورية التركية. احد الضحيتين مواطن يحمل الجنسية الجزائرية ايضا”، موضحة انه يدعى نسيم تيريري.

واضاف المصدر نفسه “نحن على اتصال مع العائلة في بريطانيا ونقلنا اليها تعازي السلطات الفرنسية”.

وقال مصدر امني في سوريا ان جثتي الصحافيين موجودتان في براد في ادلب (شمال غرب) ولم يطلب اي بلد تسلمهما.

وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود ان نسيم تيريري ووليد بليدي وهو بريطاني من اصل جزائري قتلا في هجوم للقوات السورية في دركوش على الحدود السورية التركية.

وبعد الهجوم تماما، عاد الصحافيان لاستعادة معداتهما لكن آلية للجيش السوري استهدفتهما وقتلا بالرصاص، حسب المنظمة التي رأت انها “عملية قتل مزدوجة محددة الهدف”.

وقالت مراسلون بلا حدود ان الصحافيين كانا ينويان تصوير فيلم وثائقي في ادلب التي تعد من معاقل التمرد على نظام بشار الاسد.

وذكرت منظمة غير حكومية اخرى للدفاع عن الصحافيين في جنيف ان تسعة صحافيين قتلوا في سوريا خلال ثلاثة اشهر موضحة ان النزاع اودى بحياة احد عشر منذ عام.

من جهة اخرى، ما زال مصير صحافيين تركيين هما آدم اوزكوز وحميد تشوسكون مجهولا بعد اكثر من اسبوعين على اختفائهما في سوريا.

————–

عشرات الآلاف يتحدون الأسد.. وتركيا تواجه سيل لاجئين

تواصل حمام الدم وسقوط عشرات القتلى * الجيش الحر يبلغ الأمم المتحدة استعداده لوقف عملياته إذا أوقف النظام قصف المدن

واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم بيروت: ليال أبو رحال ونذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»

خرج أمس عشرات الآلاف من السوريين في أغلب المدن بمظاهرات متحدية الرئيس السوري بشار الأسد، بينما دعت تركيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمس إلى تكثيف جهودهما لمساعدة اللاجئين السوريين، بعد تدفق نحو 3 آلاف لاجئ خلال 36 ساعة على حدودها هربا من تفاقم الأوضاع في بلادهم.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في تصريحات «لم ندخر جهدا في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن إذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فنحتاج إلى تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي». وقال أوغلو «أخبرته (الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون) أن وتيرة تدفق اللاجئين تضاعفت بعد أن قال الرئيس الأسد إنه سيطبق خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية) كوفي أنان» بشأن سوريا.

وفي غضون ذلك، تواصل حمام الدم في أغلب المدن السورية أمس وسقط نحو 48 قتيلا إثر إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرات الحاشدة، وكذلك عمليات القصف المستمرة، حيث سابقت القوات النظامية الزمن قبل انتهاء المهلة التي أعلنها مجلس الأمن أول من أمس لتنفيذ خطة أنان، التي تنتهي في الساعة 6 من صباح يوم 10 أبريل (نيسان) الحالي.

وبينما أكد قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد أن مقاتليه سيوقفون إطلاق النار إذا سحب الرئيس الأسد دباباته وقواته إلى الثكنات قبل الموعد النهائي لوقف إطلاق النار، شككت واشنطن في التزام سوريا بموعد المهلة.

من جهته, قال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية أمس، إنه «رغم البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن، ودعا فيه الحكومة السورية إلى الالتزام بتعهداتها، فإننا لم نر، على أرض الواقع، أي ردود بأن النظام يقوم بتنفيذ أي انسحاب». كما دعت باريس أمس الأسرة الدولية إلى «استخلاص العبر» للرد على دمشق. إلى ذلك قال «اخوان سوريا» في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه أمس إن «أسرة الأسد تبيع ثروات الشعب إلى دول تتواطأ على ذبح أبناء سوريا».

————-

دبابات الأسد تواصل قصف المدن مع تآكل «مهلة أنان»

عشرات القتلى بعد إطلاق قوات الأمن النيران لتفريق الآلاف من المتظاهرين

بيروت: ليال أبو رحال

في الوقت الذي لبت فيه مناطق سورية عدة، أمس، دعوة المعارضة السورية للتظاهر في جمعة «من جهز غازيا فقد غزا»، رغم الانتشار الأمني الكثيف وحصار قوات الأمن للمساجد، للمطالبة بتسليح «الجيش السوري الحر»، سابقت القوات النظامية الزمن قبل انتهاء المهلة التي أعلنها مجلس الأمن أول من أمس لتنفيذ خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان، والتي تنتهي في الساعة 6 من صباح يوم 10 أبريل (نيسان) الحالي.

واشتبكت قوات سورية تدعمها الدبابات مع مقاتلي المعارضة أمس، وأكد ناشطون إطلاق دبابات سورية النار على ثلاث مناطق على الأقل في بلدة دوما القريبة من العاصمة دمشق، ومدينة حمص المضطربة والرستن إلى الشمال من حمص.

وقال ناشط، إن «الدبابات دخلت دوما الليلة الماضية (مساء الخميس) ثم غادرت. واليوم (الجمعة) في السابعة صباحا عادت من جديد.. تتعرض دوما للقصف منذ الصباح. لسنا متأكدين من سقوط قتلى، لكن القصف لم يتوقف»، كما أضاف «على الأقل دخلت دوما خمس دبابات وعشر حافلات محملة برجال الأمن والشبيحة الموالين للأسد».

وفي الرستن قال ناشط آخر: «الدبابات بدأت تتقدم في الصباح، ثم خرج مقاتلون من الجيش الحر وتصدوا لها.. ومنعوا تقدم الدبابات وغادر جيش الأسد. ثم بدأت المدفعية».

من جهة أخرى، خرجت مظاهرات حاشدة أمس في مختلف المدن السورية، على غرار ما يحصل منذ أكثر من عام عقب صلاة يوم الجمعة في كل أسبوع، وهتف المشاركون فيها للمدن السورية المنكوبة والمحاصرة من قبل قوات الأمن السورية، مطالبين بتسليح «الجيش السوري الحر».

وقالت المعارضة السورية، إن عشرات الآلاف من المواطنين لبوا أمس الدعوة للتظاهر، في مختلف المناطق السورية، وتحديدا في درعا ودمشق وحلب وحمص وحماه وإدلب ودير الزور والقامشلي، في حين نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله، إن «أعداد المتظاهرين تفاوتت من منطقة إلى أخرى، بحسب الانتشار الأمني والعمليات العسكرية».

ولم يحل تصعيد النظام السوري، وفق ما أعلنه ناشطون سوريون، لوتيرة عملياتها العسكرية في الأيام الأخيرة، دون خروج أعداد كبيرة من المواطنين للتظاهر، حتى في أكثر المناطق السورية سخونة. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا، التي وثقت مقتل أكثر من ثلاثين شخصا ظهر أمس، في تقاريرها المتتالية، بأن مظاهرات حاشدة خرجت أمس في إدلب، وتحديدا في منطقة جسر الشغور «هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام المجرم». وشهدت مناطق ريف إدلب، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو بثها ناشطون على موقع «يوتيوب» وصفحات المعارضة السورية، خروج مظاهرات عدة تضامنا مع المناطق التي تشهد عمليات عسكرية. ووزع المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب مقاطع فيديو تظهر آثار الدمار والخراب في تفتناز وكللي وحزانو في ريف إدلب، كما عرضوا مقاطع تظهر استمرار وجود الدبابات العسكرية في مناطق الريف.

وفي درعا، أكد ناشطون، أن المحافظة شهدت خروج مظاهرات أكبر من تلك التي خرجت الأسبوع الماضي. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن عضو تنسيقيات حوران لؤي رشدان قوله، إن «ازدياد حدة العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الأسد، وغضب السكان من عدم تسليم القوى الأمنية جثث القتلى إلى ذويهم، واعتماد النظام سياسة حرق المنازل، ولدت غضبا شعبيا كبيرا في المحافظة».

وقال إن «آلاف المتظاهرين خرجوا في بصر الحرير»، مشيرا إلى أن «قوات الأمن هاجمت المتظاهرين واعتقلت عددا منهم في النعية وأنخل ودرعا المحطة».

وأشارت «لجان التنسيق المحلية» إلى أن «خروج مظاهرة حاشدة في خربة غزالة هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام المجرم»، كما انطلقت مظاهرات حاشدة من مساجد بلدة اليادودة وفي الغارية الشرقية، وفي مدن أبطع والحارة، طالب المشاركون فيها «بإسقاط النظام المجرم» و«دعم تسليح الجيش الحر».

أما في حمص، فقد واصلت قوات الأمن السورية، وفق ما أعلنه ناشطون أمس، قصف أحياء عدة في المدينة، حيث أفيد ظهرا عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل (عرف منهم جهاد حسون وعبد الإله دربي من حي البياضة، محمد إبراهيم ومحمود سليمان من حي دير بعلبة، علي الأجعة من حي القصور، و3 جثث مجهولة الهوية). وفي الحولة، سقط عدد من الجرحى والقتلى في بلدة كفرلاها، إثر سقوط قذيفة صاروخية على مسجد الفاروق. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «سيدة قتلت على الأقل وأصيبت ثلاث بجراح بالغة في إطلاق نار عشوائي من قبل الشبيحة على مجموعة نسوة كن يعملن في الأراضي الزراعية». وفي الرستن، استهدف قصف مدفعي عنيف المدينة، في ظل تمركز حشود عسكرية على مدخلها الشرقي.

وفي حماه، خرجت مظاهرات حاشدة في أحياء جنوب الملعب والقصور والشيخ عنبر والحميدية، وكذلك في كفرزيتا، طالبت بإسقاط النظام وتسليح «الجيش السوري الحر»، تضامنا مع المدن المحاصرة، وواجهتها قوات الأمن بإطلاق النار. وقال ناشطون، إن «قوات الأمن نفذت انتشارا أمنيا كثيفا في ساحة العاصي وشارع العلمين وجسر العبيسي».

وفي مشاع منطقة وادي الجوز، الواقعة في حي طريق حلب، أفادت «لجان التنسيق» بمقتل ناشط يدعى مجد الطرن ووالدته «ذبحا على أيدي قوات الأمن أثناء محاولتهم اعتقاله ورفض أمه تسليمه لهم». وأشارت إلى أن «قوات الأمن نفذت حملة مداهمات للمنازل وتكسير للمحلات في المنطقة، إضافة إلى حرق قرابة 6 منازل، تزامنا مع خروج الكثير من المظاهرات التي طالبت بإسقاط النظام».

وفي كفر نبودة في ريف حماه، أظهر مقطع فيديو بث على الإنترنت متظاهرين يقفون خلف قضبان ويرفعون لافتات كتب عليها: «إذا أراد السيد أنان كشف كذب النظام السوري فليأت إلى كفر نبودة»، في إشارة منهم إلى عدم التزام النظام السوري بوقف العنف وفق خطة المبعوث الأممي كوفي أنان. وبدا المتظاهرون وهم يهتفون: «اسأل مسيحيين وإسلام.. الشعب يريد إعدامك بشار».

وفي حلب، وثق ناشطون خروج قرابة ثلاثين مظاهرة في أحياء عدة من المدينة، لا سيما أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والمرجة ومساكن هنانو وبستان القصر والسكري والميسر والصاخور والشعار، إلا أن المظاهرة الأكبر سجلت في حي القصور. وردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد تسليح الجيش الحر»، و«ما رح نركع لو جبت الدبابة والمدفع». كما خرجت في مدن تعرضت للقصف، منها تل رفعت وحريتان وحيان في ريف حلب، حيث هتف المتظاهرون «خاين خاين الجيش السوري خاين».

وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى خروج مظاهرات حاشدة في صوران ودابق ومارع، مشيرة إلى أن قوات الأمن هاجمت مظاهرة في حي مساكن هنانو وعملت على تفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم.

وفي ريف دمشق، أفاد «مجلس قيادة الثورة» بوجود «اقتحامات ومداهمات ليلية في عربين وحرستا وزملكا، إضافة إلى اقتحام مدينة دوما لليوم الثاني على التوالي ومحاصرتها بالكامل، حيث تحولت إلى ثكنة عسكرية». وذكر أن قوات الأمن «منعت التجول، في ظل انتشار للقناصة الذين صوبوا رصاصهم القاتل بشكل مباشر على أي شخص يتحرك»، متحدثا عن توثيق مقتل امرأة في منزلها ووقوع الكثير من الإصابات، التي لم يستطع أحد إسعافها إلى المستشفيات.

واقتحمت قوات الأمن صباح أمس مدينة الضمير، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف. وأفادت «لجان التنسيق» بتعرض المدينة لقصف عنيف، وتحديدا حارة البلد ومحيط مسجدي الشيخ محمود والنشاوي. وتعرضت الأحياء المدنية عند حي الساحة وجانب الحصن لقصف بالهاون.

ولم يمنع الانتشار الأمني الكثيف أمس أهالي عربين وحرستا وعين منين والمليحة وداريا وعرطوز وقارة والزبداني من الخروج في مظاهرات بعد صلاة الجمعة، مطالبين بفك الحصار عن عدد من المدن المنكوبة ومعلنين تأييدهم لتسليح «الجيش الحر».

وفي العاصمة دمشق، قال ناشطون، إنه تم «سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف من أحياء الميدان، وكفر سوسة، والقدم، ونهر عيشة». وانطلقت مظاهرة حاشدة في حي القابون، هتف المشاركون فيها مطالبين بإسقاط النظام. ونفذت قوات الأمن «حملة مداهمات واعتقالات في حيي العسالي وجورة الشريباتي عقب خروج مظاهرات فيهما».

وفي حين خرجت مظاهرة حاشدة في حي المطار القديم في دير الزور، على الرغم من التشديد الأمني، أشارت «لجان التنسيق» إلى خروج مظاهرة في الصليبة في اللاذقية، داخل جامع الجديد، حيث تعالى التكبير والهتافات المطالبة بدعم «الجيش الحر» وإسقاط النظام. وأفيد عن «اعتقال عدد من المصلين من أمام جامع الشريعة من قبل الشرطة العسكرية بعد أن أوسعوهم ضربا». وفي مخيم الرمل الجنوبي، خرجت مظاهرة من داخل جامع المهاجرين، الذي حاصرته قوات الأمن وعناصر من الشبيحة.

—————

السوريون توحدوا في جمعة «من جهز غازيا فقد غزا»

علقوا ساخرين على المهل الممنوحة للأسد: أرسلوا له الدابة لم يفلح.. فأطلقوا له العنان

لندن: «الشرق الأوسط»

رغم رفض غالبية الناشطين السوريين، من ذوي التوجهات العلمانية، لتسمية مظاهرات يوم أمس الجمعة بـ«من جهز غازيا فقد غزا»، فإن عشرات الآلاف من السوريين خرجوا إلى الشارع للتظاهر وإعلان استمرارهم بالثورة حتى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، متسامين فوق التسمية، وبخاصة كونها تتوافق في النهاية مع مطالبهم بتسليح المعارضة ودعم الجيش الحر لتحقيق «توازن» في القوى مع آلة النظام العسكرية التي تدك المدن والبلدات السورية الثائرة.

كما أعلن المتظاهرون موقفهم من مبادرة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، تارة بالسخرية وأخرى بالتأكيد على أن النظام لن يقبل بهكذا مبادرة؛ لأن تنفيذها يعني بداية سقوطه.. وهو ما حملته لافتات رفعها بعضهم، مثل تلك التي حملها متظاهر بالزبداني وقد خط عليها: «لن يطبق النظام مبادرة أنان لأنها ستكون سبب سقوطه».

ورغم الحزن، سخر بعض السوريين من الجهود الدولية، وأيضا من استهزاء النظام بها.. وذلك عبر تلاعب المتظاهرين الطريف باللغة، حيث كتبوا على لافتة منها: «أرسلوا له الدابة (الدابي) لم يفلح.. فأطلقوا له العنان (أنان)»، في إشارة تسخر من رئيس فريق المراقبين العرب مصطفى الدابي، والذي اتهمته المعارضة السورية بالانحياز للنظام، والذي فشل فريقه في الحد من العنف الذي يمارسه الأسد وقواته ضد الشعب السوري. وللقول أيضا إن مصير مهمة فريق المراقبين الدوليين التي سيشرف على إرسالها كوفي أنان لن يكون أفضل بل سيكون بمثابة «إطلاق العنان» للنظام لمزيد من القتل.

بينما عبر متظاهرون آخرون في العاصمة دمشق عن قناعتهم بأن تطبيق مبادرة أنان وسحب الآليات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن سيدفع المتظاهرين إلى الساحات العامة، وكتبوا في حي القابون «الساحات العامة ستشهد الملايين عند سحب الحواجز»، واستخفوا من إبلاغ النظام السوري لكوفي أنان ببدء سحب الآليات العسكرية من المدن بترجمة ذلك البلاغ بـ«النظام بدأ بتنفيذ مبادرة أنان بسحب دباباته من خارج المدن إلى داخلها»، و«وافقوا على المبادرة ولم يستجيبوا».

وردا على ذلك، أعلن المتظاهرون بدورهم موقفهم بالموافقة على الحوار مع النظام، لكن على تحديد مكان نصب المشنقة له، قائلين «قبلنا التحاور أين نضع حبل المشنقة؟».. مستلهمين في ذلك ما قالوا إنه «الأسلوب المتلاعب والمخادع الذي يتبعه الأسد».

إلى ذلك، استمر المتظاهرون في هتافاتهم المعتادة منذ بداية الأزمة، والتي تعبر عن يأسهم من حل الأزمة مع النظام سلميا.. حيث استمر المتظاهرون في ريف إدلب، الذي يشهد عمليات عسكرية، في هتافهم «هيك بدنا وهيك صار.. بدنا راسك يا بشار»، وأكدوا في ريف دمشق على أن الزمن لن يعود للوراء مهما حصل في لافتاتهم التي كتب عليها «لن يعود الزمن إلى الوراء أبدا.. تلك سنة الله ولن تجد لها تبديلا». وكتب المتظاهرون في حي برزة في دمشق بتحدٍ كبير «من برزة لتفتناز وكرمالك يا جرجناز عن الدرب ما ننحاز»، معلنين التضامن مع ريفي إدلب وحلب والثبات على الثورة. متعجبين من ردود فعل المجتمع الدولي المذعورة من «فزاعة قيام حرب أهلية في سوريا إذا تم تسليح المعارضة، بينما يتجاهلون المجازر الشعبية المستمرة».

وفي تحية لحمص قدموا قراءة جديدة لرمزية الحروف الثلاثة التي تتشكل منها كلمة حمص فكتبوا على اللوحات: «(ح) حماة الثورة أنتم، و(م) منارة الثوار الأحرار، و(ص) صرخة في ضمير الإنسان».. كما عبروا عن رمزية درعا بوصفها «أم الأجواد.. دماء سوريا فداك»، وحماه «تاج على رؤوس الأحرار والثوار».. إذ باتت المدن الثلاث: درعا مهد الثورة وحمص عاصمتها وحماه تاجها. رمزية سورية ثورية تتعمق معانيها يوما بعد آخر مع اشتداد آلة القمع وسقوط مزيد من الدماء، والتي رأى المتظاهرون في إهراقها سلّما كلما ارتفع كان سقوط النظام من عليها مدويا، فكتبوا: «كلما صعدت درجات القمع أكثر، كلما كان سقوطك من عليها مدويا مؤلما.. بل ربما كان قاتلا». ودرجات القمع الشديد هل التي دفعت أهالي بلدة قلعة المضيق – التي هجر سكانها – لإطلاق نداء «أغيثونا»، و«أطفال قلعة المضيق يناشدون العالم: نريد العودة إلى بيوتنا»، و«أريد العودة إلى بيتي».. أما النداء الأكثر حزنا وألما فكان في بلدة القريتين في ريف حمص، ويقول: «أخاف أن أموت ولا أرى حمص»، ليكون نداء المتظاهرين في درعا إدانة لكل العالم الذي فقد إنسانيته حين لا يسمع نداءات واستغاثة السوريين «سحقا.. العالم فقد الإنسانية».

ولكن إلى جانب تلك الشعارات الناقمة، ارتفعت لافتة بالخط العريض «ألمنا كبير.. لكن أملنا أكبر»، وذلك رغم الصورة المأساوية التي عبرت عنها لافتة رفعت في العاصمة دمشق بصيغة إعلان، تسخر من إعلان حكومي يروجه الإعلام الرسمي بعنوان: «سوريا بالألوان»، والذي يقرأه المتظاهرون: «سوريا بالألوان.. دبابة صفراء.. مدرعة خضراء.. مبادرة سوداء.. قتلى وأشلاء».

—————–

واشنطن تتشكك في التزام سوريا بموعد المهلة.. وتلوح بعقوبات سياسية

باريس تحث الأسرة الدولية على «استخلاص العبر» من إخلال النظام بالتزاماته إزاء خطة أنان

واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم

بينما دعت باريس أمس الأسرة الدولية إلى «استخلاص العبر» للرد على دمشق، إذا تبين أنها لم تحترم التزاماتها ولم تنفذ بالكامل خطة المبعوث الأممي العربي إلى سوريا كوفي أنان، أكدت واشنطن ضرورة امتثال النظام السوري لمهلة 10 أبريل (نيسان) الحالي، دون أن تشير إلى أي إجراءات عقابية في حال عدم التزامه بوقف القتل وسحب الآليات العسكرية من المدن السكنية وتنفيذ خطة أنان ذات الست نقاط. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية أمس، إنه «رغم البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن، ودعا الحكومة السورية إلى الالتزام بتعهداتها، إلا أننا لم نر سواء من التقارير الصحافية أو الناشطين على أرض الواقع أي اقتراحات بأن النظام (السوري) يقوم بتنفيذ أي انسحاب من المراكز السكنية والرجوع إلى الثكنات؛ وفقا لما تطالب به خطة أنان». وأضاف تونر، أن «هذا ليس بالشيء المستغرب، بالتأكيد ليس أمرا مشجعا، ومن الواضح أن نظام الأسد يستخدم هذه النافذة (المهلة) لمواصلة تنفيذ هجومه الرهيب على الشعب السوري.. وإذا لم يقم الأسد بالوفاء بالتزاماته بحلول 10 أبريل، فنحن في طريقنا للتشاور مع مجلس الأمن بشأن الخطوات التالية». واعتبر تونر، أن البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن، رغم عدم وجود صفة إلزامية له، إلا أنه «رسالة قوية من مجتمع موحد حول هذه القضية، ولا أعتقد أنه يمكن نقل رسالة كافية للأسد أن الوقت ينفذ أمامه، وعليه الامتثال لمهلة 10 أبريل».

وأوضح تونر «توجهنا في موضوع سوريا يعتمد على عدة جبهات، لدينا مجموعة أصدقاء سوريا التي اتخذت خطوات إضافية لدعم المعارضة، فضلا عن زيادة المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سوريا. ولدينا مجموعة من العقوبات، وسننظر في كيفية زيادة تنفيذ عقوبات ذات فعالية ضد الأسد، وهذا هو ما نقوم به على جبهات متعددة. ونحن في طريقنا للاستمرار في استخدام الأمم المتحدة التي نعتقد أنها ستكون فعالة وسنقوم بالتشاور حول الخطوات القادمة». وقال تونر «سيتم فرض عقوبات لعدم الامتثال.. والعقوبة ستكون عبر زيادة الضغوط على الأسد ونظامه، وتكون رسالة واضحة لمن حوله أنهم يقفون في الجانب الخطأ من التاريخ»، مشيرا إلى أن «الأمر لا يقتصر فقط على مجلس الأمن، قلنا إننا ذاهبون للتشاور مع مجلس الأمن بشأن الخطوات التالية عندما تقتضي الضرورة، لكننا أيضا سنطبق العقوبات والضغوط السياسية من خلال مجموعة أصدقاء سوريا».

من جهة أخرى، وبينما اتهم وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه دمشق أول من أمس بـ«الخداع» وتضليل الأسرة الدولية عن طريق التظاهر بقبول خطة أنان، دعت باريس أمس الأسرة الدولية إلى «استخلاص العبر» للرد على دمشق إذا تبين أنها لم تحترم التزاماتها ولم تنفذ الخطة بالكامل.

وتعرب الدبلوماسية الفرنسية يوما بعد يوم عن شكوكها برغبة النظام السوري الفعلية بالتجاوب مع متطلبات الحل الذي تسعى إليها خطة أنان ببنودها الستة، إلا أن فرنسا لا تريد أن تقف في المقدمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أمس، إن «أمر الحكم على مدى التزام دمشق بالخطة يعود إلى المبعوث العربي الدولي، الذي عليه أن يطلع مجلس الأمن أولا بأول على ما أنجز من الخطة وما لم ينجز».

وتعتبر باريس أن مضمون الرسالة التي وجهها وزير الخارجية السورية وليد المعلم إلى أنان، والتي يربط فيها التزام حكومته خطة السلام بوقف تمويل المعارضة السورية وتسلحيها، فضلا عن التصريحات الأخرى الصادرة عن مسؤولين سوريين، والتي تتضمن شروطا إضافية بمثابة «استمرار للمناورات التأجيلية» التي درج عليها النظام منذ بداية الأزمة، ورفضه تطبيق الالتزامات التي قبلها ووقع عليها. وتريد باريس، وفق ما تقوله مصادرها، من الأسرة الدولية أن «تتحرك» إذا ما حل 10 أبريل ولم تتقيد دمشق تماما بالتزاماتها.. في إشارة إلى رغبتها في فرض قيود وعقوبات إضافية على النظام السوري والذهاب أبعد في الاعتراف بالمعارضة السورية، والتي اعترف بها «أصدقاء الشعب السوري» ممثلا شرعيا ومحاورا للأسرة الدولية، لكنه لم يصل إلى حد الاعتراف بها «الممثل الشرعي الوحيد» لسوريا. وترى المصادر الفرنسية أن قبول الرئيس السوري لخطة أنان «محض تكتيك سياسي»، وأنه «جاهز» لاختلاق ألف حجة لعدم تنفيذها. وتتوقع باريس أن تعمد دمشق إلى الإكثار من الشروط لتطبيق الخطة أو تطبيقها وفق مفهومها الخاص. وهي ترى أن البند الأخير منها الذي ينص على التزام النظام السوري بالسماح بالتظاهر الحر لن ينفذ، لأن النظام يعي خطورته على بقائه.

—————

ترحيب روسي ببيان مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا والمعلم في موسكو الاثنين

خبير روسي: سوريا أمام خيارين.. المفاوضات أو اقتتال طويل الأمد

بيروت: نذير رضا

رحبت روسيا أمس بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أول من أمس بشأن الوضع في سوريا، كما أعلنت عن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو الاثنين القادم لمناقشة الأزمة في بلاده والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت الخارجية الروسية إن موسكو ترحب ببيان المجلس الذي أعرب عن الدعم لطلب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بأن توقف دمشق الهجمات العسكرية وأن تبدأ في سحب القوات من المدن والبلدات بحلول 10 أبريل (نيسان) الجاري.. مع إلزام المعارضة بمثيل ذلك.

وقالت الخارجية الروسية في بيان إن تطبيق مقترحات أنان «يفتح فرصة حقيقة لإطلاق حوار شامل في سوريا وإعادة الوضع إلى المسار السلمي، بشرط التعاون البناء بين كل أطراف النزاع».

من جهة أخرى، ذكرت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيقوم بزيارة نادرة إلى موسكو الأسبوع المقبل لمناقشة الأزمة في بلاده والعلاقات الثنائية بين البلدين. وجاء في بيان للوزارة نشرته على موقعها أن المعلم سيصل إلى موسكو الاثنين في زيارة ستشتمل على محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مشيرا إلى أن المحادثات ستجري الثلاثاء.

وحول رؤيته للأزمة السورية من وجهة النظر الروسية، أكد كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية في روسيا ألكسي بودتسيروب لـ«الشرق الأوسط»، أن الأزمة السورية «أمام خيارين لا ثالث لهما، إما المفاوضات وإما الاقتتال الطويل الأمد»، معربا عن اعتقاده أن «فشل مبادرة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، يعني مواصلة القتال»، داعيا الدول التي تجري اتصالات مع المجلس الوطني السوري إلى «حثه على القبول بوقف إطلاق النار، بينما نواصل عملنا مع النظام السوري لوقف إطلاق النار والموافقة على مبادرة أنان».

وحول اشتراط الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار تطبيقا لمبادرته، قال بودتسيروب، الذي شغل منصب سفير فوق العادة في وزارة الخارجية الروسية قبل تقاعده، إنه «من الضروري أن يتم وقف إطلاق النار من الجانبين، لأن التزام طرف واحد بوقف إطلاق النار يعني استسلامه»، موضحا أن الجيش النظامي يحصل على أمر وقف إطلاق النار من قياداته، بينما الجهات الأخرى لو لم تلتزم وواصلت هجومها، فسيقوم الجيش برد فعل، مضيفا «وهنا تكمن الصعوبة الأساسية في تحقيق وقف إطلاق النار».

وردا على أن المتظاهرين يدافعون عن أنفسهم ويقوم بعضهم بإطلاق النار كرد فعل على قمع النظام، قال بودتسيروب: «ذلك ليس دقيقا، لأن ما أعرفه أنهم يقومون بحرق الدبابات ويستخدمون الصواريخ.. والمتظاهرون المسالمون لا يقومون بهذه الأعمال المسلحة، وهذا يثبت أن هناك طرفين مسلحين يتبادلان إطلاق النار».

ويشير بودتسيروب إلى أن عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، هو مكمن الخطورة، وأنه «يجب أن تنصب الجهود الآن بشكل رئيسي على قيام الدول الأعضاء في مجلس الأمن، التي تربطها اتصالات بالمجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، بالتأثير على هذا المجلس ليعطي الأمر الواضح بوقف إطلاق النار. ونحن من جانبنا عملنا ولا نزال نعمل مع نظام حزب البعث على الموافقة على وقف إطلاق النار والموافقة على مبادرة كوفي أنان».

وأوضح بودتسيروب أن فشل المبادرة سوف يؤدي إلى استمرار القتال، متابعا أن «المعارضة لا تمتلك الإمكانات المادية للانتصار على الجيش، كون الجيش النظامي أقوى بكثير من ناحية التجهيزات والإنفاق العسكري.. ولكن الجيش النظامي يواجه حرب العصابات، وهو أمر معقد للغاية.. وتواصل القتال يعني إراقة دماء وخسائر مادية».

وقال بودتسيروب، إن «تكرار السيناريو الليبي في سوريا يتطلب اتخاذ الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا لقرار، وهو ما لا يملك إجابة عنه الآن، موضحا أن هناك واحدا في المائة من سكان ليبيا قُتلوا أثناء الحرب، لذلك من المهم أن نتجنب هذا السيناريو؛ لأن عدد سكان سوريا أكثر بكثير من سكان ليبيا، وذلك كي نتجنب المصير نفسه».

وعما يشاع حول التأييد الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، قال بودتسيروب «نحن في الواقع نؤيد التسوية السلمية في سوريا، وأن يختار الشعب السوري بنفسه من سيكون الرئيس المقبل والحكومة المقبلة، لذلك من الضروري أن يتم وقف إطلاق النار واللجوء إلى المفاوضات»، موضحا أن الموقف الروسي يقول «لا للشروط»، (في إشارة إلى عدم اشتمال أي تسوية للحل على رحيل نظام الرئيس الأسد)، لكن «الشعب (السوري) هو من يقرر ما إذا كان يؤيد بقاء الرئيس أم لا، وما إذا كان مستقبله مع حزب البعث أو من دونه، وهذا الشأن داخلي، ولا يمكن فرض أي قرار من الخارج».

وتابع بودتسيروب أن الوضع السوري مختلف بدوره عن الوضع اليمني، الذي تضمنت فيه التسوية مغادرة الرئيس صالح السلطة، لأن الوضع في اليمن كان نزاعا بين القبائل.. في حين تعني مغادرة الأسد للسلطة في مثل هذه الظروف «استسلام الأسد وحزب البعث مع جميع النتائج السلبية لمثل هذا القرار».

ويرى بودتسيروب أن «سوريا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاقتتال الطويل الأمد، وإما المفاوضات بين النظام والمعارضة، وهو ما يحبذ البعض تسميته الحوار الوطني. ونحن نعمل في اتجاه المفاوضات بين الطرفين لحل الأزمة، وقد كانت هناك محاولة للحوار بين أطراف المعارضة في الداخل مع النظام»، مضيفا أن أفق الحل تتمثل بالحوار، وأنه يمتلك انطباعا شخصيا بأن «الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ما زال يأمل بالحل الليبي، لذلك يرفض الحوار مع النظام».

————–

هيئات إسلامية عربية تطلق حملة «نصرة الشعب السوري» من إسطنبول

تهدف إلى الحث لتقديم الدعم السياسي والمادي للسوريين

بيروت: كارولين عاكوم

تحت عنوان «نصرة الشعب السوري»، عقدت هيئات إسلامية عربية عدة، وبرعاية المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، في إسطنبول، مؤتمرا لإطلاق الحملة العالمية للدعم السياسي والمادي للشعب السوري لمدة أسبوع.

وقال فاروق طيفور، نائب مراقب الإخوان المسلمين في سوريا وعضو المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»: «إن ممثلي الهيئات والعلماء سيقومون بجولات إلى عواصم عربية وعالمية عدة بهدف حث المجتمع المدني والسياسي لتقديم الدعم للشعب السوري».

من جهته، أوضح سمير نشار، عضو المجلس الوطني الذي شارك في المؤتمر، لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف من هذه الحملة العالمية هو أن «السوريين، وبعد سنة على الثورة وتقديم أكثر من 10 آلاف قتيل وآلاف المعتقلين ومئات آلاف المشرّدين، شعروا بأن قضيتم لا تنال الاهتمام الكافي من المجتمعات العربية والعالمية والإسلامية»، لافتا إلى أن هذه الحملة تأتي بهدف لفت الرأي العام العالمي وحثه على تقديم الدعم للسوريين.

وعن سبب حصر هذه الحملة أو المؤتمر في الهيئات الإسلامية، قال النشار «نرحب بأي مبادرة تأتي من أي جهة كانت، طالما أنها تؤيد الشعب السوري وتدعمه للحصول على حريته، والوصول إلى دولة ديمقراطية جامعة».

كما أعلن الدكتور جلال كحيل، «منسق مؤتمر نصرة سوريا»، أن الهدف من هذه الحملة هو إطلاق عدد من المشاريع العملية لمؤازرة قضية الشعب السوري ونصرته، وكي يكون بداية لتدشين حملة شاملة باسم «الحملة الإسلامية لنصرة سوريا».

وأكد كحيل أن المؤتمر سيبحث آليات استراتيجية لتأمين احتياجات الشعب السوري من خلال إطلاق مشاريع عملية كبيرة. والمؤتمر يأتي ضمن سلسلة الجهود التي تقوم بها الرابطة لدعم كفاح هذا الشعب وثورته، بالتعاون مع مؤسسات خيرية وإسلامية حول العالم، شملت الكويت وقطر والبحرين واليمن والأردن ومصر والسودان وتركيا وسويسرا وألمانيا ولبنان، لجمع التبرعات اللازمة لمساعدة الشعب السوري وتخفيف معاناته.

من جهته، ألقى الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الشيخ ناصر العمر، كلمة في المؤتمر قال فيها: «ما يجري في سوريا قتال بين الكفر والإسلام، والشعب السوري يتعرض لمشروع باطني صفوي، تسعى إيران من خلاله إلى إعادة الإمبراطورية المجوسية من جديد».

وكشف العامر عن إنشاء 100 مؤسسة إسلامية خيرية حديثا، تعمل على تقديم مختلف أشكال الدعم للعائلات السورية المنكوبة.

وأضاف «ندعو الدول العربية والإسلامية إلى تبني خطوات عملية، لنصرة الشعب السوري والوقوف إلى جانبه، وتدشين حملة عالمية، تقدم مشاريع وخدمات للاجئين السوريين في الداخل والخارج السوري».

ونقل العمر إلى المؤتمرين رسالة من لاجئين سوريين عبروا إلى الأردن هربا من الموت، تقول إن «سوريا تنتظر من العرب والمسلمين مواقف عملية لوقف حمام الدم في مدنهم».

————–

المعارضة السورية تجدد رفض «المهل» للأسد.. وتطالب بـ«قوات حفظ سلام أممية»

الجيش الحر يبلغ ممثلي أنان أنهم سيحترمون الهدنة حال التزام الأسد بالخطة

بيروت: نذير رضا

جدد عضو المجلس الوطني السوري، الدكتور أحمد رمضان، رفض المعارضة السورية للمهل التي تمنح للنظام السوري لوقف القتال وسحب القوات من المناطق السكنية، مؤكدا أن النظام «يستغل مهل الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي لقتل المزيد من المعارضين والمتظاهرين المسالمين، وارتكاب عدد أكبر من المجازر».

وطالب رمضان، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، الدول الأعضاء في مجلس الأمن باتخاذ «إجراءات فورية وليس مؤجلة، لحماية المدنيين من القتل والتهجير»، مشيرا إلى أن تلك الدول «تعرف أن النظام يحرك دباباته في المدن الآن، ويقصف الأحياء المأهولة بالسكان، ويقتل المئات، لذلك لا نجد مبررا للإعلان عن مهلة بعد بضعة أيام، كون المجازر تتم في هذا الوقت»، مطالبا بإرسال «قوات حفظ سلام أممية إلى المدن والقرى السورية لمراقبة عودة المهجرين ووقف القتل وحرية التظاهر السلمي».

وجاء موقف رمضان بعد موافقة مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، على بيان يدعو سوريا إلى الالتزام بمهلة تنتهي في العاشر من أبريل (نيسان) الحالي لوقف القتال وسحب القوات من المناطق السكانية. وهدد المجلس، في بيان قرأته مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس، باتخاذ خطوات أخرى «إذا لم تلتزم سوريا بالمهلة»، داعيا أنان إلى موافاته بتفاصيل التزام سوريا بالمهلة، وحذر من أنه «سيدرس خطوات أخرى بما يلائم الوضع».

لكن رمضان حذر من أن «النظام لن يلتزم بالمهلة التي منحه إياها المجلس»، وأوضح أن «الخيارات المطروحة ستتلخص في مطالبة النظام بوقف القتل، والإفراج عن المعتقلين، والسماح بالتظاهر، والسماح بعودة المهجرين من قراهم وبلداتهم»، مشددا على المطالبة بأن «ترعى الأمم المتحدة تنفيذ هذه المطالب عبر قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات تُرسل إلى القرى والمدن السورية».

وأشار رمضان إلى أن المهجرين والنازحين «باتت قضيتهم تحتل سلّم الأولويات الآن، إذ وصل عددهم خارج سوريا وداخلها إلى مليوني مهجر ونازح، منهم مائة ألف في الأردن، وما يقارب هذا العدد في تركيا رغم أن مخيمات اللاجئين في تركيا تحضن عشرين ألفا فقط، بالإضافة إلى المهجرين الذين وصلوا إلى لبنان ودول الخليج العربي والدول الأوروبية»، لافتا إلى أن الأحداث شهدت «تهجيرا داخل سوريا من المناطق الساخنة مثل درعا وإدلب وحماه وريفها وحمص، باتجاه مدن أكثر أمنا».

وحول ما إذا كانت روسيا ستوافق على هذا المطلب، شدد على وجوب «مواصلة الضغط على روسيا والحوار معها لتنفيذ تلك الخيارات المطروحة». وأعلن استعداد المجلس الوطني السوري لبدء «حوار استراتيجي مع القيادة الروسية الجديدة (بعد تسلم الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين منصبه رسميا في 7 مايو «أيار» المقبل) حول علاقاتها المستقبلية مع سوريا، والنقاش حول وضع المنطقة وطبيعة التغيير المرتقب في سوريا، وحول كل ما يشكل هاجسا بالنسبة لروسيا»، مؤكدا أن «سوريا بعد الأسد، لن تكون عدوة لروسيا».

وإذ أكد أن «لا مانع لدينا في المجلس الوطني السوري أن تستضيف روسيا أي مفاوضات تتعلق بانتقال السلطة في سوريا»، شدد على ضرورة «أن يكون هناك حوار استراتيجي مع روسيا، من شأنه أن يبدد هواجس القيادة الروسية حول مستقبل العلاقة بين البلدين».

وتعليقا على المعلومات التي تم تداولها مؤخرا بشأن زيارة وفد من هيئات التنسيق المحلية روسيا، برفقة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بصفتهم ممثلين عن المعارضة السورية، قال رمضان: «لا أملك معلومات عن هذا التوجه، لكن إذا كان ذلك صحيحا، فهذا يعني أن الوفد لن يكون ممثلا للمعارضة السورية، وليس جزءا منها، بل سيكون جزءا من النظام، وبالتالي لن يحملوا صفة الوفد المعارض».

إلى ذلك، قالت وكالة «رويترز» الإخبارية مساء أمس، إن الجيش السوري الحر اجتمع مع وفد مبعوث السلام كوفي أنان هذا الأسبوع، وأكد أن مقاتليه سيوقفون إطلاق النار إذا سحب الرئيس بشار الأسد دباباته وقواته إلى الثكنات قبل الموعد النهائي لوقف إطلاق النار.

وقال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر، إن ممثلين لأنان اجتمعوا مع قادة للجيش السوري الحر وبحثوا خطة أنان لسحب القوات بحلول العاشر من أبريل (نيسان) ووقف إطلاق النار بحلول 12 أبريل.

وقال الأسعد إن الجانبين أجريا محادثات، وقال الجيش السوري الحر إنه إذا التزم النظام بالخطة وسحب قواته من المدن وأعادها إلى ثكناتها الأصلية، فسوف يلتزم الجيش السوري الحر بالخطة.

ورفض الأسعد تحديد المكان الذي عقد فيه الاجتماع أو الكشف عن هوية ممثلي أنان، واكتفى بالقول إن الاجتماع عقد هذا الأسبوع. وأبلغ الأسعد أنان قبل أسبوعين أنه وافق على بنود خطة السلام التي طرحها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.

————–

السفير الروسي بالقاهرة: نحافظ على سوريا من شبح الحرب الأهلية.. والعرب هم من أفشلوا مبادرتهم

قال لـ «الشرق الأوسط» إن بلاده تقف على مسافة واحدة بين المعارضة والنظام

القاهرة: منى مدكور

قال سيرغي كيربيتشينكو، السفير الروسي في القاهرة، إن موقف روسيا والصين تجاه الأزمة السورية هو الموقف الحيادي الأمثل، بينما يعد موقف باقي دول العالم الغربي والعربي المخالف لهما هو الموقف «غير المحايد»، وإن وراءه مصالح خاصة، قائلا في مقابلة مع «الشرق الأوسط»: «الحياد ليس معناه استخدام حق الفيتو، بل معناه (عدم التدخل العسكري).. ومن يدعو إلى التدخل العسكري هو الذي ليس حياديا تجاه سوريا.. هذا هو معنى الحياد الذي نفهمه، فالتدخل العسكري ودعمه ليس حيادا».

وأكد السفير الروسي أن روسيا تقف على مسافة واحدة بين المعارضة والنظام في سوريا، موضحا أن كواليس المبادرة العربية تجاه الملف السوري كانت مؤسفة، وأن ما أُعلن للرأي العام ليس هو حقيقة ما اتفق عليه العرب، وقال: «بكل أسف، وجدنا أن موقف العرب أنفسهم هو الذي أدى إلى إفشال المبادرة العربية، فكواليس المبادرة كان بها تباين شديد في المواقف العربية، ومقرراتها كان بها تناقض واضح بين ما هو معلن وغير معلن».

وتابع: «الأمر بدأ بإرسال مراقبين وانتهى باستدعاء المراقبين.. ومهما كانت الحجج، وهي واردة، ففترة عمل المراقبين لم تكن كافية على الإطلاق. وكنا مع استمرار عمل هذه البعثة ودعمها عن طريق الأمم المتحدة وهيئات دولية أخرى، لكن اليوم عدنا إلى نقطة الصفر مرة أخرى».

ورفض كيربيتشينكو توقع احتمالية فشل الهدنة التي أعطاها المجتمع الدولي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد حتى يوم 10 أبريل (نيسان) الحالي لوقف إطلاق النار وتسوية الملف السوري سياسيا في ظل إصرار الأسد على إراقة المزيد من الدماء، قائلا بلهجة عربية شامية: «أعوذ بالله»، مشيرا إلى أن السياسة الروسية لن تتغير تجاه سوريا حتى إذا فشلت الهدنة، وأن بلاده ستواصل إجراء المزيد من الاتصالات مع كل الأطراف من أجل التوصل إلى حل سياسي يرضي الجميع.

وأشار كيربيتشينكو، الذي عمل سفيرا لبلاده في دمشق قبل تقلد منصبه الجديد بالقاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إنه يتوقع أن تبدأ التسوية السلمية الحقيقية لسوريا فورا. وقال: «لدي أمل كبير في ذلك، وهناك بوادر لبدء تطبيق خطة أنان، فالأزمة السورية معقدة جدا ولها جذور وراء تلك الدماء التي أريقت نتيجة هذه الأزمة لسوء الحظ، لكن لا بد أن ننظر للأمام. ونحن دعمنا منذ مدة تعيين كوفي أنان وفي كل الخطوات من أجل إنجاح الهدنة، لأن بديل عدم تطبيق الخطة، سيحمل عواقب سيئة أخرى لن تنعكس على سوريا فقط».

وتابع كيربيتشينكو: «نحن على قرب ليس فقط من النظام في سوريا، لكن نحن أيضا على مقربة من شعب سوريا؛ بما في ذلك المعارضة بكل أطيافها. وأؤكد لكم أننا تدخلنا أكثر من مرة في مواجهة الحكومة السورية من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي يرضي الجميع.. ومع كل ذلك، ليست لدينا عصا سحرية لإنجاح أي خطة، لأن، بكل صراحة، المشكلات التي نواجهها في سوريا مشكلات (جسيمة جدا) تتطلب الصبر».

وأوضح كيربيتشينكو أن اتهام البعض روسيا بالوقوف بجانب سوريا خوفا من زوال حليفها بالمنطقة، ليس صحيحا، وقال: «لدينا مصالح في كل الدول العربية دون استثناء، فمصالحنا مع سوريا هي المصالح نفسها مع باقي الدول العربية.. ونحن لا نربط مصالحنا في الوطن العربي مع مصير نظام معين، سواء كان ذلك في سوريا أو غير سوريا». وتابع: «نحن نؤيد التحول الديمقراطي في العالم العربي ونتمنى النجاح لهذا التحول، وأن يكون سلميا وديمقراطيا في آن واحد، لكن، للأسف، التحول الديمقراطي في بعض دول الربيع العربي لم يكن سلميا مثل ليبيا، لذا نحن حذرون بشدة وبشكل مضاعف من الوضع السوري».

وتساءل كيربيتشينكو: «لماذا تصر أميركا على التصعيد في مثل هذه الأيام.. وتحديدا ونحن على وشك التوصل إلى حل سياسي»، مشيرا إلى أن هناك أساليب وطرقا مختلفة للتحول الديمقراطي، وأن بقاء نظام الأسد لا يعني فشل التحول الديمقراطي، لكن سيكون هناك حتما تحول إيجابي في سوريا.

وعن علاقة روسيا بإيران وسوريا، قال كيربيتشينكو: «لدينا علاقات مع إيران وسوريا، ولدينا علاقات مع أنظمة أخرى تعتبر نفسها خصوما لهذه الأنظمة.. ونحن لا نراهن على الخصومة بين الأنظمة المختلفة في الشرق الأوسط، بل نريد التغلب على هذه الانقسامات والتمايز.. وهذا هو إحدى أدوات السياسة الروسية».

—————

تركيا تدعو إلى تدخل دولي للمساعدة في استيعاب تدفق اللاجئين السوريين

يتحدون الألغام للوصول إلى ملاذ آمن.. وقالوا إن الأسد يستغل المهلة الدولية ليوقف هروبهم

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما قال نشطاء من المنشقين السوريين ومسؤول تركي أمس، إن القوات السورية تواصل الهجوم العسكري وتزرع الألغام قرب الحدود مع تركيا، في محاولة لمنع تدفق اللاجئين والإمدادات للمنشقين. دعت تركيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، أمس، إلى تكثيف جهودهما لمساعدة اللاجئين السوريين، بعد تدفق أعداد قياسية منهم عبر الحدود خلال أقل من يومين.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في تصريحات تلفزيونية، «لم ندخر جهدا في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن إذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فنحتاج إلى تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».

وعبر نحو 2800 لاجئ سوري الحدود التركية خلال فترة 36 ساعة فرارا من هجوم شنته القوات السورية المدعومة بالمروحيات، بحسب ما صرح الوزير للصحافيين. وبهذا، يرتفع عدد اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية إلى 23.835 شخصا، بحسب الإحصاءات الرسمية التركية، منذ بدء الأزمة السورية.

وفي أعقاب التدفق الهائل للاجئين، اتصل داود أوغلو بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، صباح أمس الجمعة، يطلب منه إرسال مسؤولين لمراقبة الوضع على الأرض. وقال أوغلو: «أخبرته بأن وتيرة تدفق اللاجئين تضاعفت بعد أن قال (الرئيس السوري) بشار الأسد إنه سيطبق خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية) كوفي أنان» بشأن سوريا.

وأضاف أوغلو: «إن على من يعطونه (الأسد) وقتا أن يعلموا أن عدد السوريين الفارين يتزايد، وأن هذا يتحول إلى مشكلة دولية».. ودعا أوغلو بان كي مون إلى إرسال ممثلين ليطلعوا بشكل مباشر على الأزمة الإنسانية المتفاقمة على الحدود التركية – السورية، في الوقت الذي يتزايد فيه عدد اللاجئين القادمين من سوريا.

وأبلغ داود أوغلو المسؤول الأممي قائلا «يشن الجيش السوري عمليات عسكرية بالمروحيات بالقرب من الحدود التركية، كما عبر أكثر من 2500 سوري إلى تركيا خلال الـ24 ساعة الماضية». وأضاف متحدث باسم الخارجية التركية أن «الأمين العام قال إنه أبلغ أمانة الأمم المتحدة وممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على الحدود بأن يتابعوا بشكل مباشر تطورات الوضع».

وقال المتحدث «نقوم بجمع بيانات عن عدد اللاجئين الذين وصلوا الليلة الماضية، ولكن نتوقع أن يصل عددهم الإجمالي إلى نحو 24 ألفا». وذكر أن القادمين الجدد عبروا الحدود في منطقة ريهانلي القريبة من الحدود السورية، حيث يعتقد أنها تشهد عمليات عسكرية.

وتصاعد القتال في سوريا رغم قبول النظام السوري بسحب قواته من المدن المضطربة بحلول العاشر من أبريل (نيسان)، في إطار خطة لوقف العنف في سوريا تمت بوساطة أنان.

ويشن الجيش السوري، تدعمه المروحيات، عمليات في المناطق الحدودية، مما يدفع بمزيد من اللاجئين إلى تركيا، بحسب ما أفاد به مصدر دبلوماسي وكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق.

من جهة أخرى، قال نشطاء من المنشقين السوريين ومسؤول تركي أمس، إن القوات السورية تواصل الهجوم العسكري وتزرع الألغام قرب الحدود مع تركيا، في محاولة لمنع تدفق اللاجئين والإمدادات للمنشقين.

ويأتي نشاط الجيش السوري، الذي يمكن رؤيته عبر بساتين الزيتون من قرية بوكولميج الصغيرة على الحدود التركية، قبل أيام من انتهاء مهلة لوقف إطلاق النار، التي وافق عليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أحمد الشيخ وهو طالب في كلية الحقوق وناشط «أصبحت إدلب الشمالية كلها بابا عمرو أخرى»، في إشارة إلى الحي الواقع بمدينة حمص الذي دمره القصف في الشهرين الماضيين.

ومن المستحيل التحقق من التقارير الواردة من الكثير من اللاجئين الفارين من سوريا، حيث تفرض حكومة دمشق قيودا صارمة على دخول المراسلين الأجانب. وأمكن رؤية طائرة هليكوبتر بوضوح وهي تحلق فوق الجبال على الجانب السوري من الحدود.. وقال صحافي خبير بالمنطقة يعمل بوكالة «رويترز»، إنها المرة الأولى منذ بداية الأزمة التي يتبين له فيها تحليق طائرات سورية على مقربة من تركيا.

وأورد سكان القرية تقارير عن سماع دوي المدفعية على طول الحدود.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية أثناء قيامه بجولة في مخيمات المنطقة، إن هناك نشاطا جديدا على مقربة من الحدود. وأضاف المسؤول، الذي رفض نشر ذكر اسمه، أن «السوريين يزرعون الألغام على الحدود، وخصوصا الجزء الجنوبي من إدلب، مما يحد من تدفق اللاجئين». بينما قال نشطاء إن زرع الألغام يتركز على الأجزاء الجنوبية من الحدود التركية مع سوريا من بلدة حارم غربا باتجاه الساحل.

وقال ناشط حقوقي من إدلب يدعى محمد عبد الله، إن «الأسد يستغل الأيام الممنوحة له من قبل المجتمع الدولي ليوقف تدفق اللاجئين إلى تركيا وتوصيل أي نوع من المساعدات».

وأضاف أن مساحة كبيرة من المنطقة الحدودية من ساحل البحر المتوسط أغلقت، بينما لا يدع سوى ممر بطول عشرة كيلومترات على امتداد واد قرب الريحانية يسيطر عليه الجيش السوري الحر.. وتابع: «لكنني لا أتوقع استمرار هذا طويلا، لأننا نرى قرى وبلدات قريبة تتعرض لقصف مكثف من طائرات الهليكوبتر والدبابات والمدفعية».. يأتي ذلك بينما لا يزال اللاجئون يتدفقون على الحدود.

ويمثل تدفق اللاجئين مبعث قلق بالغ لتركيا التي كانت تعتبر دمشق حليفا إقليميا، لكنها الآن في طليعة المعارضة الدبلوماسية للأسد وتوفر الملاذ للمدنيين وقوات الجيش المنشقة عنه. وتخشى تركيا من أن يؤدي انهيار كامل في سوريا إلى تفجير موجة من اللاجئين مشابهة للموجة التي تدفق خلالها نصف مليون شخص على الأراضي التركية قادمين من العراق خلال حرب الخليج في أوائل التسعينات.

ويشير مسؤولون في أنقرة إلى مثل هذا التطور باعتباره أحد الأشياء القليلة التي قد تجعلها تفكر في إقامة منطقة آمنة على الجانب السوري. وسوف يجعل وجود قوات سورية على مسافة قريبة على هذا النحو هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر.

————–

لاجئون سوريون يهربون إلى الأردن في صمت وخوف

امرأة كادت أن تفقد أبناءها.. خشية افتضاح أمر فرارهم

لندن: «الشرق الأوسط»

لم يكن باستطاعة إحدى الأمهات السوريات، خلال رحلة هروبها الشاقة مع أولادها الأربعة من سوريا إلى الأردن، أن تصرخ لمناداة اثنين من أولادها اختفيا فجأة في عتمة الليل؛ خوفا من إطلاق النار عليها.. وتشرح المرأة أن المهربين حذروا كافة العائلات التي تسعى للمغادرة من مغبة إصدار الأصوات، وطالبوهم بالبقاء صامتين.

وتقول السيدة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها: «عندما سألت لماذا؟ قال لي أحد الرجال – وهو يشير إلى التلال – إن الجيش السوري موجود هناك، وإن سمعوا صوتا سيطلقون علينا النار ببساطة وستقتلون جميعا». وفي طريق الهرب فزعت المرأة (32 عاما) بعد أن اكتشفت أن اثنين من أولادها الأربعة اختفيا وليسا بالقرب منها.. وتروي أنها عندما عادت للبحث عنهما وجدتهما مذعورين وصامتين وملابسهما عالقة بالأسلاك الشائكة، وبعدما خلصتهما اكتشفت أنهم ابتعدوا عن الجميع. وفجأة ظهر جنديان «ظننت في البداية أنهما سوريان. اقترب أحدهما وقال لي دعيني آخذ الأولاد ولكنني رفضت، وفكرت وقتها أنه حتى لو قتلوني فلن أسمح لهما بقتل أولادي».. ورغم قيام الجنديين باستخدام ضوء الهاتف الجوال لإضاءة الشارة الأردنية على ملابسهما العسكرية فإنها لم تصدقهما، وتضيف: «سألني أحدهما هل أنت خائفة لهذه الدرجة من الجيش السوري؟».

الإجابة كانت نعم بالنسبة للمرأة التي اختفى زوجها قبل نحو 4 أشهر بعد احتجازه لمشاركته في المظاهرات في مدينة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف مارس (آذار) الماضي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتبعد درعا نحو 4 كيلومترات عن الحدود الأردنية. وأمضت المرأة أشهرا وهي تنتقل من بيت لآخر بصحبة أطفالها لتجنب الهجمات في المدينة، ولكنها بدأت تتلقى تهديدات بالقتل والاغتصاب في مكالمات هاتفية من أرقام مختلفة من بينها رقم هاتف زوجها الجوال.

وبعد هجوم أدى إلى تدمير منزلها قررت الرحيل قائلة: «أدركت أن هذا لن يتوقف أبدا وأنهم سيستمرون بتهديد كل من يشارك في الاحتجاجات». وبعد أن باءت كل محاولاتها بالحصول على جوازات سفر للذهاب إلى الأردن بالفشل، قررت المرأة الاستعانة بمقاتلين في مدينتها يقومون بتهريب السكان إلى الخارج.

وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن أكثر من 90 ألف سوري دخلوا المملكة بشكل قانوني وغير قانوني هربا من الأوضاع في سوريا. ومن جهتها رحبت الحكومة الأردنية بهدوء «بالضيوف» السوريين وتركت مسؤولية رعايتهم للكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية الخاصة كجمعية الكتاب والسنة الإسلامية التي ترعى المرأة السورية.

وتدفع الجمعية إيجار شقة متواضعة في عمان تقيم فيها المرأة مع عائلات لاجئة أخرى. كما توفر الجمعية سكنا للاجئ سوري آخر يدعى سامر يبلغ من العمر 16 عاما هرب من بلدة معضمية الشام قرب دمشق في أوائل الشهر الحالي بعد أن سمع بأنه استدعي للتجنيد.

ويقول سامر: «لا أريد أن أكون جزءا من جيش يقوم بقتل شعبه، فالخائن فقط يقتل شعبه.. وسمعت أنهم سيقومون باستدعائي، وقررت فورا أني لن أنضم للجيش ولذا هربت».

ولجأ سامر مع مجموعة صغيرة تسعى للخروج من سوريا إلى شبكة مهربين ساعدت على نقلهم إلى درعا، وبعدها إلى الحدود الأردنية. وأوضح سامر «سافرنا من بلدة لأخرى وانتقلنا من سيارة لأخرى وكانت عملية صعبة جدا بسبب وجود الكثير من نقاط التفتيش». وأضاف: «في إحدى النقاط كنا بعيدين نحو 100 متر عن جنود سوريين ولم نكن ندرك قربنا منهم. الله حمانا». ويمضي أبو شادي، وهو رفيق سامر في السكن وابن بلدته الذي دخل الأردن العام الماضي، يومه متتبعا التطورات في سوريا عبر التلفزيون والإنترنت. ويوضح الرجل، الذي يقول: إنه من أوائل الناس الذين انضموا للاحتجاجات الشعبية في منطقة دمشق وشارك في المظاهرات: «لا أستطيع التوقف ولو للحظة عن التفكير في سوريا ولا أستطيع أن أعيش في مكان آخر فهناك حياتي».

أما المرأة فترغب في أن تنسى بلدها وتترك وراءها ذكريات تصفها بالمؤلمة، وتشير إلى أنها التقت برجل كان مسجونا مع زوجها، وأخبرها بأنه ما زال على قيد الحياة، ولكنه يعاني من إصابتين بالرصاص.

وتحاول المرأة التي تقول إنها تصلي من أجل زوجها بناء حياة جديدة لها ولأولادها قائلة: «أريد أن أحاول نسيان كل ما حدث في سوريا. أريد أن أمحو 32 سنة من حياتي».

——————

المعارضة السورية تلتزم بخطة أنان شرط وقف عمليات القتل

تظاهرات “جمعة من جهّز غازياً فقد غزا” تتحدى الأسد

                                            على الرغم من استمرار العمليات العسكرية التي تشنها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتزايد معدل تدفق النازحين السوريين عبر الحدود الملغمة بالقنابل إلى تركيا هرباً من القصف المدفعي الذي ينصب على مدنهم وقراهم، خرجت أمس مئات التظاهرات في مناطق سورية عدة في “جمعة من جهّز غازياً فقد غزا”.

وأعلن المجلس الوطني السوري أمس، التزامه بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان شرط السماح بانطلاق التظاهرات السلمية ووقف عمليات القتل التي تنفذها قوات الأسد ضد المتظاهرين، كذلك أكد “الجيش السوري الحر” أن مقاتليه سيوقفون إطلاق النار بناء على خطة المبعوث الدولي إذا سحب الأسد دباباته وقواته الى الثكنات.

وشكك معارضون سوريون في التزام دمشق بخطة أنان، وقال المعارض البارز أنور البني “أتمنى أن يلتزم النظام بخطة أنان، ولكنني أعتقد أنه لن يلتزم لأن التزامه يعني المزيد من التظاهرات السلمية، وعندما يصبح التظاهر مليونياً سيسقط النظام بطريقة سلمية”.

وقدر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المشاركين في تظاهرات أمس بـ”عشرات الآلاف برغم العمليات العسكرية المستمرة في مختلف مناطق البلاد حيث سقط 48 قتيلاً برصاص قوات النظام، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “التظاهرات خرجت من درعا في الجنوب مروراً بدمشق وحلب وصولاً الى القامشلي ودير الزور في الشمال، لكن الأعداد تتفاوت من منطقة الى أخرى بحسب الانتشار الأمني والعمليات العسكرية”.

وأكدت “لجان التنسيق المحلية” أن إطلاق رصاص كثيف سُمع عصر أمس في أحياء الميدان وكفرسوسة والقدم ونهرعيشة في العاصمة دمشق خلال تظاهرات ضد نظام الأسد، كما دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في حرستا ودوما بريف دمشق بين “الجيش الحر” وجيش النظام، وسمع دوي انفجارات في دوما وصقبا ومسرابا.

وفي حلب أفاد المتحدث باسم “اتحاد تنسيقيات حلب” بخروج 32 تظاهرة في أحياء المدينة ولا سيما أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والمرجة ومساكن هانو وبستان القصر والسكري والميسر والصاخور والشعار.

وقال محمد الحلبي في اتصال إن “أعداد المتظاهرين تراوح بين المئات والآلاف بحسب المناطق”، مشيراً الى أن “التظاهرة الأكبر سُجلت في حي القصور وشارك فيها الآلاف”. وأضاف إن حي صلاح الدين شهد تظاهرة “كبيرة جداً إذ نجح المتظاهرون القادمون من ثلاثة مساجد مجاورة في الالتقاء في نقطة واحدة”. وردد المتظاهرون هتافات “الشعب يريد تسليح الجيش الحر”، و”ما رح نركع لو جبت الدبابة والمدفع”.

وطغت على التظاهرات الشعارات والهتافات المتضامنة مع مناطق ريف حلب حيث بدأت أول من أمس عملية عسكرية واسعة النطاق للقوات السورية النظامية قبيل أيام من انتهاء المهلة التي حددها المبعوث الدولي كوفي أنان لوقف النار.

وقال الحلبي إن “معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق الرصاص للحيلولة دون التقاء التظاهرات”، مشيراً الى اعتقال “أكثر من ثلاثين متظاهراً”. وأضاف “اللافت اليوم (أمس) كان خروج تظاهرات في مدن تعرضت أمس للقصف مثل تل رفعت وحريتان وحيان في الريف، حيث هتف المتظاهرون “خاين خاين الجيش السوري خاين”.

في حماه خرجت تظاهرات في أحياء جنوب الملعب والقصور والشيخ عنبر والحميدية من المدينة للمطالبة بإسقاط النظام وتسليح “الجيش السوري الحر” وتضامناً مع المدن المحاصرة واجهتها قوات الأمن بإطلاق النار حسبما أفاد عضو مجلس قيادة الثورة في حماه أبو غازي الذي أضاف إن أحياء في المدينة شهدت إطلاق نار متقطعاً تزامناً مع موعد خروج التظاهرات بعد صلاة الجمعة.

وفي كفرنبودة في ريف حماه، أظهر مقطع بُث على “الأنترنت” متظاهرين يقفون خلف قضبان ويرفعون لافتات “إذا أراد أنان كشف كذب النظام السوري فليأتِ الى كفرنبودة”. وهتفوا “اسأل مسيحيي وإسلام، الشعب يريد اعدامك بشار”. وفي الحسكة خرجت تظاهرات حاشدة في المالكية والقحطانية والهول تهتف لإسقاط النظام حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية.

وفي درعا أفاد عضو تنسيقيات حوران لؤي رشدان أن محافظة درعا “شهدت اليوم (أمس) أكبر تظاهرات مقارنة مع الأسابيع الماضية”. وأوضح أن “ازدياد حدة العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الأسد وغضب السكان من عدم تسليم القوى الأمنية جثث القتلى الى ذويهم، واعتماد النظام سياسية حرق المنازل ولدت غضباً شعبياً كبيراً في المحافظة”.

وقال رشدان إن آلاف المتظاهرين خرجوا في بصرى الحرير ومدينة ابطع التي التقى المتظاهرون الخارجون من مختلف مساجدها في ساحة واحدة، ومدينة الحارة، والغارية الغربية.

وفي محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية خرجت تظاهرات حاشدة رفعت فيها الأعلام الكردية والأعلام السورية قبل حزب البعث، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل الأسد.

وفي دير الزور عثر على مواطن مقتولاً بالرصاص في مدينة القورية، وفقاً للمرصد. وأظهرت مقاطع متظاهرين في دير الزور يرقصون على وقع أغان منددة بالرئيس السوري.

وأعلن المجلس الوطني السوري أمس التزامه بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان بشرط السماح بانطلاق المظاهرات السلمية ووقف عمليات القتل التي تنفذها قوات الجيش ضد المتظاهرين.

وقال سمير بشار عضو المجلس الوطني السوري متحدثاً من اسطنبول في تصريحات لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مساء أمس، “نحن المجلس الوطني السوري نعلن التزامنا بخطة كوفي أنان ولكن لا يمكن التزامنا بوقف العنف جراء عدم وجود هيكل تنظيمي واحد لإصدار التعليمات للمنشقين عن الجيش النظامي لوقف إطلاق النار”.

وأضاف بشار “لا يوجد ما يسمى بالطرف الثالث كما يروج البعض لتلك المعادلة الخاطئة، ولذلك أصبح ضرورياً إلزام نظام بشار الأسد بالتوقف عن القتل فوراً تنفيذاً لبنود خطة أنان ذات البنود الست وعلى رأسها السماح بحرية التظاهر”.

واجتمع الجيش السوري الحر مع وفد من مبعوث السلام كوفي أنان هذا الأسبوع وأكد أن مقاتليه سيوقفون إطلاق النار إذا سحب الأسد دباباته وقواته الى الثكنات قبل الموعد النهائي لوقف إطلاق النار الخميس المقبل.

وقال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر أن ممثلين لأنان اجتمعوا مع قادة للجيش السوري الحر وبحثوا خطته لسحب القوات بحلول العاشر من نيسان (ابريل) ووقف إطلاق النار بحلول 12 نيسان (ابريل) الجاري.

وقال الأسعد إن الجانبين أجريا محادثات، وقال الجيش السوري الحر إنه إذا التزم النظام بالخطة وسحب قواته من المدن وأعادها الى ثكناتها الأصلية فسوف يلتزم الجيش السوري الحر بالخطة. ورفض الأسعد تحديد أين عقد الاجتماع أو كشف هوية ممثلي أنان. واكتفى بالقول إن الاجتماع عقد هذا الأسبوع.

سياسياً، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أول من أمس يشكل قاعدة لتسوية الأزمة في البلاد.

وكتب غاتيلوف في رسالة على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، “أصدر مجلس الأمن الدولي بياناً آخر بشأن سوريا. وهذا يعني أنه توجد هناك قاعدة لتسوية النزاع. والآن يجب على الحكومة والمعارضة اتخاذ خطوات جدية”.

وفي باريس أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن “ازدياد تدفق اللاجئين السوريين باتجاه الدول المجاورة على الأخص إلى تركيا حيث يزداد عدد اللاجئين، يعكس خطورة الوضع”. وأضاف البيان أن فرنسا تدرك كما أكد مؤتمر “أصدقاء سوريا” في اسطنبول الصعوبات التي تواجهها الدول المجاورة لسوريا في إدارة تدفق اللاجئين وتعلن تضامنها مع تركيا.

واعتبرت الوزارة أن ازدياد عدد اللاجئين “نتيجة مباشرة لاستمرار العنف من قبل السلطات السورية وعلى الأخص اللجوء إلى السلاح الثقيل في المدن حيث له عواقب إنسانية وخيمة”. وشددت على ضرورة ضمان السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى المدنيين، وأكدت على أهمية أن تطبق السلطات السورية مبادرة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان “التي تدعي أنها وافقت عليها والتي تنص واحدة من نقاطها الستّ على السماح بوصول المساعدات الإنسانية بحرية ومن دون عوائق إلى المدنيين”.

ودعت تركيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمس، الى تكثيف جهودها لمساعدة اللاجئين السوريين بعد تدفق أعداد قياسية منهم عبر الحدود خلال أقل من يومين.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “لم ندخر جهداً في استيعاب السوريين الفارين من العنف في وطنهم، ولكن إذا استمروا في الوصول بهذه الوتيرة، فنحتاج الى تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.

وقال نشطاء من المنشقين السوريين ومسؤول تركي أمس إن القوات السورية تواصل هجومها وتزرع الألغام قرب الحدود مع تركيا في محاولة لمنع تدفق اللاجئين والإمدادات للمنشقين.

وتأتي تحركات الجيش السوري الذي يمكن رؤيته عبر بساتين الزيتون من قرية بوك ألمظ الصغيرة على الحدود التركية قبل أيام من انتهاء مهلة لوقف إطلاق النار وافق عليها الأسد.

وزادت وتيرة تدفق اللاجئين على مخيمات تركية قريبة لتصل إلى 2800 الخميس مع تصاعد حدة القصف في محافظة إدلب الحدودية. ووصل الى 23835 عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية. (أ ف ب، يو بي أي، رويترز، ا ش ا، “لجان التنسيق المحلية”)

————-

“نيويورك تايمز”: “حزب الله”

في عزلة بسبب ولائه للأسد

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير لها امس أن ولاء “حزب الله” الشديد للرئيس السوري بشار الأسد قد يتسبب في عزلة للحزب، مشيرة إلى أن قرار أمينه العام حسن نصرالله بالإبقاء على ولائه الحاسم لسوريا يعرّض للخطر موقف “حزب الله” ومحاولاته لبناء روابط إسلامية في لبنان وباقي العالم العربي. وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، “إن بعض السوريين أزالوا ملصقات صور حسن نصرالله، حيث كان السوريون ينظرون إلى حزب الله بعد حربه مع إسرائيل كبطل عربي، ليس فقط للمسلمين الشيعة ولكن للسنة أيضا”.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه “على الرغم من أن حزب الله لا يزال قويا، إلا أنه يسرع من زيادة خطر أن يجد نفسه معزولا، وربما يجد نفسه محاصرا في حرب طائفية بين مناصريه (…) حركة حماس التي نأت بنفسها عن حكومة الأسد، ناقلة مقرها خارج دمشق، كما أن الثوار السنيين في سوريا أصبحوا ينددون صراحة بحزب الله كعدو لهم، وفي لبنان فإن منافسيه اللبنانيين يشعرون بفرصة نادرة لإضعاف قوته في البلاد”.

غير أن الصحيفة استطردت أن “حزب الله، في تعديل واهن في مواجهة الوقائع الجديدة وللتماشي مع الثورة، غيّر من لهجته، وفي كلمة له منتقاة بعناية الشهر الماضي، أشار نصر الله إلى أنه يجب على الأسد عدم سحق الثورة بالقوة وأنه يجب عليه أن يبعد الجيش وأن يسعى للتسوية السياسية، حيث إنه علم ضمنيا بتنامي الغضب الأخلاقي في العالم الإسلامي المتسع من عدد القتلى الكبير، وأشار بشكل غير مباشر إلى أن الحكومة السورية متهمة باستهداف المدنيين وحضّ الأسد بأن يقدّم الحقائق إلى الشعب”.

ونقلت الصحيفة عن علي بركة ممثل “حماس” في بيروت قوله “إن ما وراء هذا الشعور أن حسن نصرالله شخصيا حاول البدء في عملية المصالحة مبكرا في الثورة السورية وهو الآن يجدد من جهوده”، مضيفا “أنه رفض عمليات القتل في كلا الجانبين”.

(أ ش أ)

————–

النظام السوري يعتقل 11 عضواً من الاتحاد السرياني في سوريا

أقدم النظام السوري يوم الثلاثاء 3 نيسان الجاري على اعتقال خمسة من عناصر حزب الاتحاد السرياني السوري من بيوتهم وهم كل من ميرزا حنا، حنان ورتو، أفرام ابراهيم، وسوسن موشي من منطقة المالكية، وحنا لحدو من مدينة القامشلي، وقد أتى هذا الإعتقال بعد يومين من التظاهرة الإحتجاجية التي تلتها احتفالية أقامها حزب الاتحاد في الأول من نيسان في مدينة القامشلي بمناسبة رأس السنة البابلية الآشورية “أكيتو”.

إثر ذلك عمد عددٌ من أعضاء الحزب إلى الإحتجاج أمام مركز الشرطة في مدينة القامشلي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الخمسة، فأقدم الأمن السوري على إعتقال ستة أعضاء آخرين من عناصر “الاتحاد السرياني السوري” وهم صبحي ملكي، موسى حنا، عيسى شكري مراد، كابي حنا، فيليب جوجو، مارك كريم صليبا، فيما أصيب أربعة أعضاء آخرين بجروح.

(بيان)

————

نقل خمسة عمال سوريين إلى المستشفى إثر إلاعتداء عليهم في كفرملكي

أفادت مصادر ميدانية موقع “NOW Lebanon” أن “عدداً من العمال السوريين في بلدة كفر ملكي في إقليم التفاح يتعرّضون منذ مدة إلى مضايقات واستفزازات واعتداءات متكررة، وقد كان آخرها أمس في البلدة حيث تعرّض خمسة من العمال السوريين إلى اعتداء بالعصي والآلات الحادة من قبل ما يقارب الـ12 شاباً ما أدى إلى إصابة العمال بجروح خطيرة، استدعت نقلهم إلى مستشفى صيدا الحكومي لتلقّي العلاج”.

وإذ لم تستطع أن تؤكد أو تنفي ما إذا كانت هذه الإعتداءات مرتبطة بما يتعرض له العاملون السوريون المؤيدون للثورة ضد النظام السوري، لفتت هذه المصادر إلى أنّه “وبعدما تكررت هذه الإعتداءات في الآونة الأخيرة تمت مراجعة ممثلي “حزب الله” في المنطقة باعتباره صاحب النفوذ الشعبي فيها، إلا أنّ الحزب نأى بنفسه عن الموضوع وأبلغ من راجعه بهذه الحوادث ألا علاقة له بها”.

————

استمرار العمليات العسكرية للقوات النظامية السورية

تواصلت اليوم السبت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية والاقتحامات والاشتباكات مع منشقّين في عدة مناطق من سوريا.

ففي ريف دمشق، وقعت اشتباكات ليلا في مدينة عربين بين القوات النظامية ومنشقّين عنها بعد خروج تظاهرات مسائية في المدينة تضامنًا مع دوما وباقي المدن التي تشهد عمليات عسكرية، بحسب ما افاد المتحدث بإسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي. وقد بثّت تنسيقيات دمشق مقاطع على الإنترنت تُظهر استمرار انتشار الدبابات والمدرعات التابعة للقوات النظامية في مدينة دوما، في اشارة منهم الى عدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان.

وفي ريف حلب الذي يشهد عملية واسعة النطاق للقوات النظامية منذ يوم الخميس، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل ضابط وعنصرين في الجيش النظامي، اثر كمين نصب لهم قرب بلدة حريتان بعد منتصف الليل. وقد هاجم مقاتلون منشقون مطار منغ العسكري ليلاً حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية. وفي مدينة حلب نفسها، هاجم منشقون فرع الامن العسكري في حي حلب الجديدة، ولم يفد المرصد السوري بوقوع قتلى.

وفي مدينة حماة، قال عضو المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة ابو غازي الحموي لوكالة “فرانس برس” إن “القوات النظامية اقتحمت قرابة السادسة صباحا (3,00 تغ) حي القصور في مدينة حماة، وما زالت تطوقه”، مشيرا الى ان “عناصر الامن احرقوا بيتا لناشط معارض في الحي”. وأضاف الحموي: “إن احياء عدة في حماة شهدت ليلا اشتباكات متزامنة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر”.

وفي ريف حماة، اقتحمت القوات النظامية مدينة اللطامنة وسط اطلاق نار عشوائي، وقال الحموي: “تحركت ليلا مدرعات الجيش الى محيط المدينة، وقصفتها من بعد، ثم تقدمت فيها ببطء في ظل مقاومة خفيفة وسيطرت عليها الآن”.

(أ.ف.ب.)

————–

قوات الأسد عذبت حاملا أمام أطفالها

                                            تناولت بعض الصحف البريطانية الأزمة المتفاقمة في سوريا، وأشار بعضها إلى التعذيب الممنهج الذي تمارسة القوات الأمنية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد ضد المعتقلين، وقالت أخرى إن قوات الأسد تصعد من هجماتها لإضعاف المعارضة، وإلى الخطر الذي يهدد المتاحف والمواقع التاريخية في البلاد.

فقد نسبت صحيفة ديلي تلغراف إلى شاهد عيان قوله إن مسؤولين أمنيين تابعين للأسد عذبوا امرأة حاملا وزوجها ووالدته العجوز بالصعقات الكهربائية أمام أطفالهم، وإنهم عذبوا الأسرة التي تعود إلى أصول صومالية دون رحمة، وإن مشهد التعذيب كان مرعبا.

وأوضح المواطن السوري أيمن كرنيبو الذي قضى أسبوعا في أحد سجون محافظة إدلب، وذلك عندما بدأت الثورة تنتشر أكثر فأكثر في مايو/أيار من العام الماضي، والذي سجن مع العائلة الصومالية في نفس الزنزانة، أن الأمن عذب الحامل رغم استغاثة زوجها الشاب.

ويقول كرنيبو إن قوات الأسد الأمنية عذبت بوحشية عائلة صومالية كانت معتقلة معه في نفس السجن، وأوضح أن قوات الأمن صعقت بالكهرباء الزوج والزوجة الصوماليين وهما في العشرينيات من العمر أمام طفليهما البالغين من العمر ثلاث سنوات وخمس سنوات.

وبينما قال كرنيبو إن رجال الأمن أرادوا من الزوج الصومالي أحمد وزوجته ووالدته -التي تبدو في الخمسين من عمرها- الاعتراف بأنهم جاؤوا من خارج البلاد لإحداث اضطرابات في سوريا، أوضح المواطن السوري أنهم قدموا للبحث عن حياة أفضل.

وأضاف كرنيبو أن قوات الأمن عذبت الأم وابنها أحمد وزوجته بشكل ممنهج من خلال صعقهم بالكهرباء في مناطق حساسة من أجسامهم، وأن مشهد  التعذيب كان مرعبا جدا للطفلين في كل مرة.

وأوضح أن قوات الأمن التابعة للأسد عذبت المرأة الحامل بوحشية، وذلك رغم استغاثة زوجها وإعلانه لرجال الأمن أنها حامل.

وتظهر آثار التعذيب على جسد كرينبو بوضوح، فهناك جروح بالغة في مرفقية ويديه، وتظهر عليه آثار الصدمات الكهربائية.

وأشارت الصحيفة إلى أن كرنيبو الذي فر أخيرا إلى تركيا بعد أن قام أحد أقاربه الذي يعمل مسؤولا في حزب البعث بدفع رشوة من أجل الإفراج عنه، وأضافت أن الأمن السوري اتهمه بتدمير مكتب حزب البعث التابع للأسد، وبالتواصل مع تركيا وبجمع الأموال لصالح الثوار السوريين.

تدفق اللاجئين

من جانبها تحدثت صحيفة ذي إندبندنت عن تصعيد قوات الأسد من هجماتها ضد المدن والبلدات السورية، مما أدى إلى تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى الدول المجاورة، التي تناضل من أجل استيعاب تدفق الوافدين الجدد، وذلك مع اقتراب موعد الهدنة المفترضة في سوريا.

كما أشارت إلى تصاعد أعمدة الدخان في ضواحي دمشق، وإلى أن قذائف الدبابات ورصاص القناصة التابعة للأسد استهدفت كل شيء يتحرك، في ظل اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر في حرستا.

وقالت الصحيفة إن قوات الأمن السورية حاولت بوحشية مماثلة تفريق الآلاف الذي خرجوا في مظاهرات بعد صلاة الجمعة، للمطالبة بإسقاط النظام.

وأوضحت أن الأسد كثف من هجماته من أجل إضعاف المعارضة قبل حلول العاشر من الشهر الجاري، وهو الموعد المضروب لبدء الهدنة وتطبيق خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، بوصفه ممثلا مشتركا للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية.

وأشارت إلى أن تحالفا من 30 جمعية خيرية إسلامية في لبنان هدد الأسبوع الماضي بإقامة مخيمات للاجئين السوريين ما لم تبادر الحكومة اللبنانية للقيام بذلك، في ظل انقسام المشهد السياسي في لبنان إزاء الأزمة المتفاقمة في سوريا، ومعارضة حزب الله اللبناني -الذي يدعم الأسد- لإقامة أي مخيمات للاجئين السوريين.

في السياق، أشارت صحيفة تايمز إلى ما أسمته بالتهديد الذي يواجه المواقع التاريخية في سوريا، والتي وصفتها بالأفظع في العالم، وذلك في ظل الفوضى العارمة في البلاد.

وأشارت إلى الأضرار التي أصابت القلاع الصليبية والمدن القديمة والآثار الرومانية، الناجمة عن الحرب والنهب الذي طال بعض المتاحف التاريخية في البلاد.

المصدر:ديلي تلغراف,إندبندنت,تايمز

—————

صور أميركية تظهر عدم سحب الجيش السوري

مائة قتيل بمذبحة جديدة في ريف حماة

                                            قتل اليوم أكثر من مائة شخص بنيران الأمن السوري معظمهم بريف حماة، بدورها نشرت واشنطن صورا التقطتها أقمار صناعية قالت إنها تظهر وحدات مدفعية سورية تستعد لضرب مناطق سكنية ونقلها بعض القوات من بلدة لأخرى، رغم إعلان دمشق بدء سحب قواتها من المدن وقبل ثلاثة أيام من دخول المهلة التي حددها مجلس الأمن لوقف العنف حيز التنفيذ.

يأتي هذا بعد يوم من مقتل 50 شخصا، في جمعة أطلق عليها “من جهز غازيا فقد غزا”، في إشارة إلى طلب تسليح الجيش الحر.

وقال ناشطون إن 70 قتيلا على الأقل ومئات الجرحى سقطوا جراء اقتحام قوات الأمن والجيش السوريين لمدينة اللطامنة في ريف حماة. وأضافوا أن الجيش أعدم عائلة بأكملها بعد دخوله المدينة، كما قتلت عائلتان إثر القصف العشوائي وعدد من عناصر الجيش الحر الذين كانوا يتصدون لاقتحام الجيش النظامي للمدينة.

وأظهرت صور بثها ناشطون على شبكة الإنترنت عددا من الجثث لرجال في أعمار مختلفة، وأوضح ناشطون أن الجثث لا تزال متناثرة في المدينة وهناك آخرى تحت الأنقاض، مشيرين إلى أن الأمن يقتحم المستشفيات ويخطف الجرحى.

وفي ريف حماة أيضا، اقتحم الأمن بلدة طيبة الإمام وسط قصف عشوائي على المنازل.

بدورها وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 15 قتيلا، معظمهم في مدينة حريتان بريف حلب حيث ذبح ضحاياها وأحرقوا، كما سقط 13 قتيلا في قصف للجيش على حي دير بعلبة بحمص وقتيل بإدلب.

اشتباكات واقتحامات

وفي ريف حلب أيضا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ضابط وعنصرين في الجيش النظامي، إثر كمين نصب لهم قرب بلدة حريتان بعد منتصف الليل.

وهاجم مقاتلون منشقون مطار منغ العسكري ليلا حيث دارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية، كما هاجم منشقون فرع الأمن العسكري في حي حلب الجديدة.

وفي مدينة حماة قال المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماة إن القوات النظامية اقتحمت صباح اليوم حي القصور في مدينة حماة وما زالت تطوقه، مشيرا إلى أن عناصر الأمن أحرقوا بيتا لناشط معارض في الحي.

وأضاف أن أحياء عدة في حماة شهدت ليلا اشتباكات متزامنة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر.

وفي حماة أيضا شهد حي طريق حلب اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر. وفي محافظة حمص تعرضت قرية حالات الحدودية في تلكلخ لقصف عنيف.

كما بث ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا تظهر تجدد قصف قوات الجيش النظامي على مدينة القصير في حمص صباح اليوم.

وسمع دوي انفجارات في مدينة خان شيخون بإدلب رافقه إطلاق نار عشوائي وتحليق لطيران حربي، كما قصفت القوات السورية مدينة أريحا بإدلب بالطائرات والمدفعية.

عدم الالتزام

وفي ريف دمشق وقعت اشتباكات في عربين بين الجيش النظامي والجيش الحر، أما في دوما فقد اقتحم الأمن المدينة لليوم الثالث على التوالي وسط إطلاق نار كثيف.

في غضون ذلك بث ناشطون صورا تظهر استمرار انتشار الدبابات التابعة للقوات النظامية في دوما بريف دمشق، في إشارة لعدم التزام السلطات بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان.

في السياق نشر روبرت فورد السفير الأميركي لدى سوريا الصور التي التقطتها أقمار صناعية على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الإنترنت، في محاولة على ما يبدو للضغط على الرئيس بشار الأسد لسحب القوات مثلما دعت خطة سلام وضعها المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي أنان.

ورغم قول فورد إن القوات السورية انسحبت فعلا من بعض المناطق، أشار الى تقارير لوسائل الإعلام قالت إنها أطلقت نيران المدفعية على مناطق سكانية في العديد من البلدات في اليومين الماضيين كما قامت بتنفيذ حملات اعتقال في ضواحي دمشق.

في المقابل قال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن هذه الصور قدمها قمر صناعي تجاري ووضعت على هذه الصور أسهما ورموزا للدبابات قال فورد إنها تشير إلى وجود عربات مدرعة.

وقال فورد إن الصور أظهرت سحب دبابات من داعل في محافظة درعا ومن تفتناز بإدلب، لكنه أكد أن الحكومة السورية “حركت ببساطة بعض المركبات المدرعة خارج تفتناز إلى بلدة زيردانا القريبة”.

وحملت بعض الصور الأخرى علامات وأسهما وتعليقا قال إن الحكومة السورية أبقت وحدات مدفعية قرب مناطق سكنية مثل حمص والزبداني بريف دمشق حيث يمكنها إطلاق النار عليها من جديد.

—————

بان ينتقد دمشق ويطالبها بوقف القتل

                                            انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أمس بشدة الحكومة السورية بسبب أحدث هجماتها على المدنيين السوريين التي وصفها بانتهاك الموقف الجامع لمجلس الأمن، وطالبها بوقف كل عملياتها العسكرية وفقا لما تعهدت به.

وقال بيان للمكتب الصحفي للأمين العام الأممي إن بان يدين بقوة أحدث تصعيد للعنف ويأسف لهجوم السلطات السورية ضد المدنيين الأبرياء ومن بينهم نساء وأطفال، رغم التزامات الحكومة السورية بوقف كل استخدام للأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية.

 وأضاف البيان أن المهلة الزمنية إلى العاشر من أبريل/نيسان الجاري للوفاء بتنفيذ التزامات الحكومة السورية بوقف إطلاق النار وسحب قواتها مثلما وافق مجلس الأمن، ليس مبررا لمواصلة القتل.

ومن المقرر أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان تقريرا لمجلس الأمن يوم 11 أبريل/نيسان الجاري حول التزام دمشق في المهلة الأولى لوقف العنف.

وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن أنان سيقرر ما إن كانت السلطات السورية قد التزمت بالمهلة استنادا إلى أفضل المعلومات المتوفرة لديه.

أميركا تراقب

على صعيد آخر نشرت الحكومة الأميركية صورا تم التقاطها بالأقمار الصناعية أمس الجمعة تظهر أن للنظام السوري مدفعية مجهزة لضرب المناطق السكنية، في حين ينقل بعضَ القوات من مدينة إلى أخرى رغم الدعوات له بالانسحاب.

ونشر السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي غادر دمشق في فبراير/شباط الماضي، تلك الصور على الفيسبوك في محاولة يبدو أنها تستهدف الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لسحب قواته وفقا لخطة السلام التي قدمها أنان.

وقال فورد “على النظام والشعب السوريين معرفة أننا نراقب كل شيء.. لا يمكن للنظام أن يخفي الحقيقة”.

قوات المراقبة

من جهة أخرى وصل رئيس فريق مراقبي الأمم المتحدة ورئيس أركان القوات المسلحة النرويجية الأسبق الجنرال روبرت مود إلى دمشق.

ومن المنتظر أن يصل فريق مكون من 250 مراقبا أمميا إلى سوريا لتقويم الالتزام بالهدنة قريبا.

وفي موسكو قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف حث أنان الخميس على ممارسة الضغط أيضا على “المتمردين السوريين” عقب دعوة مجلس الأمن النظام السوري إلى الالتزام بالتاريخ الذي وافق عليه للانسحاب.

يُذكر أن روسيا رحبت أمس الجمعة بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الخميس بشأن الوضع في سوريا، والذي دعا نظام الأسد إلى الالتزام بمهلة تنتهي يوم العاشر من الشهر الجاري لوقف القتال وسحب القوات من المناطق السكنية، بينما حذرت واشنطن الرئيس السوري وقالت إن عليه احترام هذا الموعد أو مواجهة المزيد من الضغوط الدولية.

وكان البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بالإجماع قد حدد يوم 10 أبريل/نيسان الجاري كأقصى موعد لوقف الحكومة السورية عملياتها ضد المعارضة ووقف استخدام الآليات الثقيلة، إضافة إلى بدء سحب القوات الحكومية من المدن. ويدعو البيان المعارضة السورية إلى وقف كافة أعمال العنف خلال 48 ساعة بعد وفاء الحكومة بالتزاماتها.

الموقف الإيراني

على صعيد متصل قال عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي إن بلاده تدعم نهج الإصلاحات في سوريا، وتعارض بشدة أي تدخل أجنبي في الأزمة الدائرة هناك.

وأضاف خاتمي في خطبة الجمعة أن “كل ما تتعرض له سوريا اليوم هو فقط لأنها أثبتت قدرتها على الوقوف في وجه الكيان الصهيوني”.

—————-

بان كي مون: مهلة 10 أبريل ليست عذراً لمواصلة القتل

طالب سوريا بالوقف الفوري لأعمال العنف وفقاً لما تعهدت به

العربية.نت

أفاد المكتب الصحافي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن الأمين العام للأمم المتحدة انتقد بحدة الحكومة السورية بسبب أحدث هجماتها على المدنيين السوريين، وطالبها بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية، وفقاً لما تعهدت به وبلا شروط.

وأضاف أنه يأسف لهجوم السلطات السورية على المدنيين الأبرياء، ومن بينهم نساء وأطفال، على الرغم من التزام الحكومة السورية بوقف كل استخدام للأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية. وأشار إلى أن مهلة العاشر من أبريل/نيسان للوفاء بتنفيذ وقف النار وسحب القوات ليست عذراً لمواصلة القتل.

كما شدد على أن السلطات السورية ما زالت مسؤولة بشكل كامل عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وأضاف أن مثل هذه الأعمال تخرق موقف مجلس الأمن الذي عبر عنه في بيانه الرئاسي في الخامس من أبريل/نيسان بالتوصل لتسوية سياسية سلمية للأزمة السورية من خلال التنفيذ الكامل لكل جوانب خطة عنان.

—————-

تركيا ستنشئ منطقة عازلة إذا فشلت مهمة عنان

واشنطن تراقب ما يجري في سوريا عبر الأقمار الاصطناعية ووسائل أخرى

بيروت – محمد زيد مستو

كشفت مصادر سورية لـ”العربية.نت”، أن تركيا ستنشئ منطقة عازلة على الحدود مع سوريا في حال فشل مهمة كوفي عنان الموفد الدولي والعربي إلى سوريا، فيما أكد السفير الأمريكي في دمشق، أن قوات الرئيس السوري لم تسحب قواتها من المدن.

ذكرت الحقوقية والمعارضة السورية بهية مارديني، أن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو وعد بإنشاء بلاده منطقة عازلة على حدوها مع سوريا، وذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية التركي مع معارضين سوريين مؤخرا.

ويطالب الجيش السوري الحر ومعارضون لنظام الأسد، بإنشاء مناطق آمنة على الحدود السورية مع الدول المجاورة لإيواء المنشقين عن نظام الأسد، وجعلها نقطة انطلاقة لعمليات عسكرية ضد قواته من تلك المناطق.

وفيما دعت المجتمع الدولي إلى دعم تركيا للإيفاء بتعهداتها وإنشاء المنطقة العازلة. أشارت رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير،‏ وعضو تيار التغيير الوطني السوري إلى أن مهمة كوفي أنان قد فشلت، معربة عن ذلك بالقول “نحن نعيناها منذ فترة بالنظر إلى تاريخ النظام وتجاربنا السابقة معه”.

وأضافت أن وزير الخارجية السوري أبلغ عنان، أن قوات الجيش السوري انسحبت من بعض المناطق بما فيها الزبداني، إلا أنها قامت أمس الجمعة بقصف الزبداني مما “يكشف كذب النظام وادعاءاته”.

أقمار اصطناعية أمريكية

في سياق متصل ذكر السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد، أن النظام السوري لم يسحب قواته من المدن، وهو ما أشارت إليه صور أقمار اصطناعية نشرت على صفحة السفارة الأمريكية في موقع “فيسبوك”.

وقال فورد في الرسالة التي نشرت تحت عنوان “رسالة من السفير فورد”، إن الولايات المتحدة وأصدقاء سوريا يراقبون عن كثب ما إذا كانت الإجراءات المطلوبة من الحكومة السورية تنفذ أم لا.

كما تضمنت الرسالة صورا لأقمار اصطناعية أشارت إلى بقاء أسلحة ثقيلة في مدينة داعل بدرعا وآليات عسكرية أخرى في الزبداني وتفتناز التي تعرضت لحملة عسكرية وحشية خلال اليومين الماضيين.

وفي حين طالب فورد في رسالته بالسماح لوسائل الإعلام بدخول سوريا والتحقق من تطبيق الحكومة لتعهداتها، قال إن على الحكومة والشعب السوري معرفة أن الولايات المتحدة والحكومات الأخرى تراقب ما يجري عن طريق الأقمار الاصطناعية ووسائل أخرى، وأن النظام السوري لا يمكن أن يخفي الحقيقة.

—————

رياض الأسعد: سنوقف النار إذا سحب النظام قواته

أعلن عن اجتماع بين قادة للجيش الحر وممثلين عن كوفي عنان

العربية.نت

قال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر إن ممثلين لمبعوث السلام كوفي عنان اجتمعوا مع قادة للجيش السوري الحر، وبحثوا خطة عنان لسحب القوات بحلول العاشر من أبريل/نيسان، ووقف إطلاق النار بحلول الثاني عشر من الشهر نفسه.

وأكد الأسعد أن الجانبين أجريا محادثات، أكد خلالها الجيش السوري الحر أنه إذا التزم النظام بالخطة وسـحب قواته من المدن وأعادها إلى ثكناتها الأصلية، فإن الجيش السوري الحر سيلتزم بالخطة أيضا.

في المقابل، رفض الأسعد تحديد مكان عقد الاجتماع، أو كشف هوية ممثلي عنان. واكتفى بالقول إن الاجتماع عقد هذا الأسبوع، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

انتشار أمني وحصار في مناطق عدة

يذكر أن المدن التي تشهد انتشاراً واسعاً للآليات العسكرية هي الأكثر نشاطاً وحراكاً مناهضاً للنظام .ففي الجنوب تشهد مدينة درعا وريفها تمركز عشرات الآليات العسكرية، كما تتعرض حمص منذ عدة أشهر لحصار خانق.

كذلك تشهد محافظة ريف دمشق انتشاراً واسعاً للجيش وقوات الأمن، لاسيما في يبرود وعرطوز والزبداني وعربين وكفربطنا وحمورية وقدسيا والكسوة وكناكر وزملكا ورنكوس وحرستا ومضايا ومعضمية الشام وداريا وعقربا وجسرين.

ولم يقتصر الانتشار العسكري على تلك المناطق فحسب، بل امتد إلى ريف حماة وريف حلب وغيرها من الأماكن.

—————-

ارتفاع عدد القتلى في سوريا إلى 48 قتيلاً

تواصل العمليات العسكرية وتظاهرات ليلية في مناطق عدة

العربية.نت

أفادت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 48 قتيلاً بنيران قوات النظام السوري، معظمهم في حمص في مستهل جمعة “من جهز غازياً فقد غزا”.

وكان ناشطون قد دعوا إلى التظاهر اليوم في ما أطلق عليه اسم “جمعة من جهز غازياً فقد غزا”، في إشارة إلى دعم تسليح الجيش السوري الحر. في حين، أفاد ناشطون في المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض مناطق في محافظة حمص لقصف القوات النظامية صباح الجمعة، بعد ليلة شهدت اشتباكات في ريف دمشق، وتظاهرات في مناطق عدة.

ففي مدينة حمص تعرضت أحياء القرابيص والخالدية وجورة الشياح لسقوط قذائف، فيما تعرضت مدينة الرستن في ريف حمص لقصف بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون من قبل القوات النظامية التي تحاصر المدينة منذ أشهر وتحاول اليوم اقتحامها.

ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين منشقين من قرية الطيبة ومسلحين موالين للنظام من قريتي الشنية والقبو، وذلك إثر إطلاق المسلحين الموالين للنظام النار على سبع نساء في الأراضي الزراعية الواقعة بين هذه القرى، ما أسفر عن مقتل سيدتين وإصابة أربع بجروح.

وفي ريف دمشق، شهدت مدينة سقبا ليلاً اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، تلتها حملة مداهمات وإحراق للمنازل، بحسب ما أفاد مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق.

كما شهدت مدن حرستا والزبداني ومضايا والقلمون وخاصة قارة والغوطة الشرقية ومعضمية الشام “مداهمات وتعزيزات واعتقالات، في ظل استمرار الانتشار الأمني في كافة المناطق على الرغم من إعلان النظام التزامه بخطة كوفي عنان.

في المقابل، أفاد مجلس قيادة الثورة خروج تظاهرات طلابية ومسائية في داريا والزبداني وكفربطنا ويبرود وعين منين والتل وعرطوز وزملكا، على الرغم من التوتر الذي يشهده ريف دمشق.

كذلك خرجت تظاهرات مسائية في دمشق، في حيي المزة وبرزة. وهتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية.

وفي حلب التي يشهد ريفها الشمالي عملية عسكرية واسعة للقوات النظامية، خرجت تظاهرات ليلية في أحياء صلاح الدين ومساكن هنانو والشعار والميسر والعامرية والصاخور “هتفت للمدن المحاصرة والريف الحلبي وطالبت بإسقاط النظام” بحسب ما أفاد اتحاد تنسيقيات حلب.

وأفادت لجان التنسيق بخروج تظاهرات ليلية في الرقة وحماة، وبوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش النظامي في درعا.

————-

سوريا: مقتل 27 في بلدة بحماة ولجوء 700 سوري لتركيا خلال 24 ساعة

قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات الحكومية السورية قتلت ما لا يقل عن 27 مدنيا السبت في قصف واطلاق نار خلال محاولة من الجيش لاقتحام بلدة اللطامنة” في محافظة حماة.

وتأتي هذه الانباء في وقت انتقد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة السورية بسبب “هجماتها الأخيرة على المدنيين”، وطالبها بوضع حد لكل العمليات العسكرية، كما تعهدت في وقت سابق.

وأوضح الأمين العام في بيان أصدره مكتبه الإعلامي أنه “يدين بشدة التصعيد لأخيرة في العنف، ويأسف لهجمات السلطات السورية على المدنيين الابرياء، بما في ذلك النساء والاطفال، على الرغم من تعهد الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة”.

وأضاف البيان أن الجدول الزمني الذي يبدأ في العاشر من أبريل/نيسان الخاص بنتفيذ الحكومة السورية تعهداتها بوقف اطلاق النار وسحب القوات “ليس مسوغا للاستمرار في القتل”.

واعتبر كي مون أن هذه الأعمال تمثل انتهاكا لموقف مجلس الأمن الدولي، وكان مجلس الأمن قد أقر الخميس بالاجماع اعلانا يطالب دمشق باحترام مهلة العاشر من أبريل لوقف عملياته العسكرية ومن المعارضة السورية القيام بالأمر نفسه بعد ذلك بـ 48 ساعة كحد اقصى.

تركيا والنازحون

وقال مسؤول تركي السبت إن نحو 700 لاجئ سوري عبروا الحدود إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ويقدر عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من أحداث العنف التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 9000 شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقد شهد الأسبوع المضي ارتفاع عدد السوريين الذي نزحوا إلى تركيا ارتفاعا ملحوظا، فقد عبر الحدود نحو 2.800 لاجئ خلال 36 ساعة هربا من هجمات القوات السورية التي كانت تدعمها طائرات مروحية..

وقد أثارات هذه النسب المرتفعة قلق تركيا التي حثت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على زيادة الجهود لمساعدة اللاجئين السوريين فيها.

وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أغلو الجمعة إن بلادة لم تتوان في جهودها لتسكين اللاجئين السوريين الفارين من العنف، ولكنهم إذا ظلوا يتوافدون بهذا المعدل المرتفع، فسوف نحتاج إلى مساعدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

قالت تركيا إنها بحاجة إلى مساعدة الأمم المتحدة لكي يتسنى لها التعامل مع العدد المتزايد من النازحين السوريين الفارين إلى أراضيها.

وابدى الامين العام للامم المتحدة “قلقه الشديد” ازاء تفاقم الازمة الانسانية في سوريا، والتقارير الاخيرة التي تفيد بازدياد عدد اللاجئين الى الدول المجاورة.

وذكر المتحدث بان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ابلغ بان كي مون خلال محادثة هاتفية مساء الخميس بالتدفق الكبير للاجئين السوريين الى بلاده.

وقال بان ” السلطات السورية مسؤولة تماما عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والقانون الدولي لحقوق الانسان. ويجب أن يتوقف ذلك على الفور”.

أقمار اصطناعية

وقد كشفت الولايات المتحدة عن صور للأقمار الاصطناعية قالت إنها توضح أن سوريا لديها مدفعية مصوبة تجاه مناطق مدنية وأنها نقلت قوات من بلدة لاخرى رغم تعهدها بسحب القوات.

ونشر روبرت فورد السفير الامريكي في سوريا الصور على موقعه فيسبوك فيما بدا محاولة للضغط على الرئيس السوري لسحب القوات.

وقال فورد إنه على الرغم من انسحاب القوات السورية من بعض المناطق، إلا أن تقارير اعلامية تشير إلى أن “الجيش السوري اطلق نيران المدفعية على مناطق سكنية في العديد من البلدات وقام بحملة اعتقالات” في ضواحي دمشق.

وقال فورد، الذي غادر دمشق في فبراير / شباط الماضي اثر اغلاق السفارة الامريكية، على فيسبوك “هذا ليس الحد في العمليات الامنية الذي تعهدت به الحكومة السورية حتى تنجح مبادرة عنان”.

وأضاف فورد “يجب ان يعلم النظام السوري اننا نراقب ما يحدث. لا يمكن للنظام اخفاء الحقيقة”.

وقد زود فورد الصور بأسهم لتوضيح انتشار الدبابات والمركبات مدرعة، وقال إن الصور توضح انسحاب الدبابات من بعض مناطق درعا ومن قرية تقع شرق مدينة درعا.

ولكن فورد يقول إن القوات السورية نقلت هذه الوحدات إلى مناطق مجاورة.

وهذه ثاني مرة ينشر فيها فورد صورا ملتقطة بالقمر الاصطناعي لاثبات أن القوات السورية “تستهدف المناطق السكنية”.

————-

الدبابات السورية تتوغل في عدة مناطق واستمرار الاشتباكات في محيط العاصمة

تقول المعارضة السورية ان قوات الجيش ما زالت تقاتل مسلحي المعارضة في عدة مدن سورية قبل اربعة ايام من نهاية المهلة المحددة لانسحاب الجيش السوري من المدن حسب خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان التي وافقت عليها الحكومة السورية.

وقال نشطاء المعارضة ان الدبابات السورية توغلت الجمعة في مدينة دوما قرب العاصمة دمشق وفي حمص والرستن.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاشتباكات في محيط مدينة دمشق لا تزال مستمرة

وكان عنان قال ان “هناك حاجة لمزيد من الاجراءات العاجلة” لوقف كل اشكال العنف بحلول يوم 12 ابريل/نيسان وذلك بعد سحب القوات والمعدات الثقيلة من المدن قبل يومين.

وقال احد نشطاء المعارضة: “دخلت الى دوما صباحا 5 دبابات و10 حافلات محملة بالقوات”.

وكان قصف القوات السورية لمناطق في محافظة ادلب ادى الى نزوح للسكان باتجاه الشمال.

وأعلن مسؤولون أتراك أن أكثر من 2300 سوري فروا إلى تركيا منذ يوم الأربعاء الماضي.

وقال مسؤول تركي لوكالة رويترز إن اللاجئين عبروا الحدود عند بلدة بوكولميظ وإن آخرين ينتظرون عل الجانب السوري من الحدود للعبور.

وأوضح المسؤول أنه تم نقل اللاجئين بـ 44 حافلة إلى معسكر في ريهانلي.

وتشير تقديرات إلى ان نحو 42 ألف سوري فروا من بلادهم منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2011.

ويعيش نحو 22 ألف لاجئ في مخيمات وبيوت جاهزة في محافظتي هاطاي وغازي عنتاب الحدوديتين.

الحكومة السورية

في المقابل دعت الحكومة السورية إلى بذل المزيد من الجهود لحمل المعارضة على الالتزام بخطة عنان لاحتواء الأزمة الراهنة في البلاد.

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن دمشق في حاجة إلى ما سماه تعهدا واضحا ومحددا من عنان بأن المعارضة ستلتزم بوقف العنف بمجرد التزام الحكومة بذلك، وأن المعارضين لن يسعوا إلى ملء الفراغ الناجم عن الالتزام الحكومي بهذا الأمر.

أكد الجعفري أن انسحاب الاسلحة الثقيلة من التجمعات السكنية سيتم بحلول العاشر من أبريل/نيسان الجاري، مضيفا “لكننا نريد التزاما واضحا تماما بانه وعندما تلتزم الحكومة السورية بوقف العنف فان الجانب الاخر لن يستغل ذلك”.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الجعفري طلب “التزاما خطيا” من المعارضة بانها لن تحاول استغلال انسحاب القوات الحكومية.

وشدد على أن عنان “ليس لديه ضمانة” من جانب المعارضة بانها لن تستغل الوضع.

وأعرب الجعفري عن اعتقاده بأن التهديد الرئيسي لوقف إطلاق النار يأتي من المعارضة المسلحة المدعومة من قطر والسعودية وتركيا، على حسب وصفه.

وقف العنف

سوريا

مظاهرات ضد النظام في كفرنابل بادلب

وكان عنان قد أشار أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس الى رغبة المعارضة في وقف اعمال العنف بمجرد ان توقف القوات الحكومية عملياتها، لكن من دون ان يشير الى اتفاق رسمي، و وافق مجلس الامن يوم الخميس على بيان يحث سوريا على الالتزام بالمهلة التي طرحها عنان.

وقال المبعوث إن على الجيش السوري والمعارضين أن يوقفوا كل أعمال العنف بحلول الساعة السادسة صباح يوم 12 أبريل بتوقيت سوريا اذا التزمت الحكومة بالموعد النهائي الذي وافقت عليه لسحب القوات من المدن ووقف استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة والذي يحل يوم العاشر من ابريل.

وقال عنان إن دمشق ابلغته ان سحب القوات يجري في الوقت الحالي لكنه دعا الى بذل مزيد من الجهد في هذا الشأن.

وعلى الصعيد الميداني، قال ناشطون الخميس إن القوات الحكومية قصفت عدة مدن بينها حمص ودرعا وضاحية دوما في دمشق.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 33 شخصا على الاقل من بينهم 14 جنديا يوم الخميس. وقال المرصد ان 16 من القتلى سقطوا في حمص و 14 في محافظة ادلب.

————-

مقتل 27 شخصا في سوريا قبل موعد وقف اطلاق النار

بيروت (رويترز) – قال نشطاء معارضون ان ما لايقل عن 27 من الجنود والمعارضين والمدنيين السوريين قتلوا في اعمال عنف يوم الجمعة وذلك قبل اربعة ايام فقط من مهلة تنتهي في العاشر من ابريل نيسان لسحب القوات السورية من البلدات وافق عليها الرئيس بشار الاسد في اطار خطة سلام تدعمها الامم المتحدة .

وقال الجيش السوري الحر انه اجتمع مع وفد من مبعوث السلام كوفي عنان الاسبوع الماضي واكد ان مقاتليه سيوقفون اطلاق النار اذا سحب الاسد دباباته وقواته الى الثكنات قبل الموعد النهائي لوقف اطلاق النار الخميس المقبل.

وقال العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر لرويترز ان الجانبين اجريا محادثات وقال الجيش السوري الحر انه اذا التزم النظام بالخطة وسحب قواته من المدن واعادها الى ثكناتها الاصلية فسوف يلتزم الجيش السوري الحر بالخطة.

وامتنع الاسعد عن اعطاء تفاصيل اخرى.

وتدعو الخطة الى سحب القوات بحلول العاشر من ابريل نيسان ووقف لاطلاق النار بحلول 12 من الشهر نفسه. وابلغ الاسد عنان قبل اسبوعين قبوله البنود. ولا تنص خطة عنان على انسحاب الى الثكنات. وتقول انه يتعين على الجيش “بدء سحب التركيزات العسكرية في المراكز السكنية والمناطق الواقعة حولها.”

ولكن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انتقد بحدة الحكومة السورية يوم الجمعة بسبب استمرار هجماتها على المدنيين وطالبها بوقف كل عملياتها العسكرية وفقا لما تعهدت به.

واشار الى ان احدث جرائم القتل تعادل خرقا لمطالب مجلس الامن الدولي بان تتحرك دمشق نحو وقف لاطلاق النار.

وقال بيان اصدره المكتب الصحفي للامين العام للامم المتحدة ان “المهلة الزمنية في العاشر من ابريل للوفاء بتنفيذ التزامات الحكومة (بوقف اطلاق النار وسحب قواتها) مثلما وافق مجلس الامن ليست عذرا لمواصلة القتل.

“السلطات السورية مازالت مسؤولة بشكل كامل عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي.

“لابد من وقف ذلك فورا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف اسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل من بينهم اربعة منشقين عن الجيش في مدينة حمص مركز الانتفاضة بوسط سوريا. وقال المرصد ان جنديين قتلا في اشتباكات منفصلة بينما قتل شخص في بلدة دوما.

واضاف المرصد الذي يستخدم شبكة من العلاقات داخل سوريا للحصول على معلوماته ان سبعة مدنيين قتلوا كما قتل اربعة جنود في اشتباكات وقصف في عندان شمالي حلب. وقال ان ثلاثة قتلوا في حماة.

وقال عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية انه يجب على الحكومة والمعارضة وقف القتال بحلول السادسة صباحا بتوقيت دمشق (0300 بتوقيت جرينتش) يوم 12 ابريل نيسان الجاري اذا التزمت دمشق بموعدها النهائي قبل ذلك بثماني واربعين ساعة لسحب القوات من المدن والكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة.

واتهم معارضو الاسد الجيش السوري باستغلال فترة ما قبل وقف اطلاق النار في تكثيف الهجمات. واتهمت سوريا المنشقين بالقيام بالشيء نفسه.

وقالت سوريا في رسالة الى الامم المتحدة نشرت الجمعة ان “الاعمال الارهابية” التي ترتكبها جماعات مسلحة تصاعدت خلال الايام الاخيرة خاصة منذ التوصل الى تفاهم بشأن خطة عنان.

واضافت ان على المجتمع الدولي ومجلس الامن ان يتخذا الخطوات اللازمة لمنع ووقف التمويل لاي “انشطة ارهابية” ضد سوريا.

وذكر نشطاء ومسؤول تركي ان القوات السورية تزرع الالغام الارضية قرب الحدود مع تركيا في محاولة لاعاقة تدفق اللاجئين والامدادات للمنشقين.

وقال المسؤول التركي بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته “السوريون يلغمون الحدود خاصة في جانب ادلب الشمالي مما يقيد تدفق اللاجئين.”

وقالت تركيا انه يوجد الان 23835 لاجئا سوريا على أراضيها.

وقال مسؤول تركي ان اكثر من 2800 سوري عبروا الحدود يوم الخميس وهو ما يزيد على مثلي المتوسط اليومي السابق.

وتحدث ناشطون يوم الجمعة عن اطلاق دبابات نيرانها في بلدة دوما قرب دمشق وفي عندان وحمص والرستن.

وقال ناشط محلي ان ما لايقل عن خمس دبابات وعشر حافلات محملة برجال امن وشبيحة دخلت دوما. وفي الرستن قال ناشط ان مقاتلي الجيش السوري الحر واجهوا تقدما لدبابات في الصباح . وقال انهم اوقفوا التقدم وغادر جيش الاسد ثم بدأت المدفعية بعد ذلك.

ويصعب التحقق من هذه الروايات لان الحكومة السورية تفرض قيودا على دخول الصحفيين المستقلين.

ونشرت واشنطن يوم الجمعة صورا التقطتها اقمار صناعية تجارية ت انها تظهر وضع سوريا لوحدات مدفعية لضرب مناطق سكنية ونقلها بعض القوات من بلدة لاخرى .

وقال روبرت فورد السفير الامريكي لدى سوريا “يجب على النظام والشعب في سوريا ان يعرفان اننا نتابع.لا يمكن للنظام اخفاء الحقيقة.”

واضاف ان الصور اظهرت سحب دبابات من داعل في محافظة درعا ومن تفتناز وهي قرية شرقي مدينة ادلب .

ولكن فورد قال ان”الحكومة السورية حركت ببساطة بعض المركبات المدرعة خارج تفتناز الى بلدة زيردانا القريبة.”

وينحي الاسد باللائمة في الصراع على “ارهابيين” يتلقون الدعم من الخارج واقترح اجراء انتخابات برلمانية في السابع من مايو ايار وعدد من الاصلاحات الاخرى. ويرفض معارضوه ذلك ويصفونه بالمهزلة قائلين ان اجراء انتخابات حقيقية وسط اعمال العنف مستحيل.

وخرجت مظاهرات في محافظة الحسكة بشرق سوريا في بلدة القامشلي ودير الزور وحمل المتظاهرون علم المعارضة السورية ووجهوا التحية لمدن أخرى معارضة.

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان قوات الاسد قتلت أكثر من تسعة الاف شخص خلال الانتفاضة.

وتقول سوريا ان 6044 شخصا قتلوا منهم 2566 من جنود الشرطة والجيش.

والقوى الغربية غير مقتنعة بان الاسد سيلتزم بوقف اطلاق النار الذي وعد به ويعتقدون انه قد يسعى لاستغلال ثغرات تعطيه فسحة من الوقت لاصابة الجيش السوري الحر بالشلل وردع المحتجين.

ومن غير الواضح أيضا ما اذا كان الجيش السوري الحر المعارض يسيطر بشكل كامل على مقاتليه بما يسمح بالالتزام بخطة عنان لوقف اطلاق النار.

(اعداد أحمد صبحي للنشرة العربية)

من مريم قرعوني ودوجلاس هاملتون

————–

بان جي مون يدين سوريا بسبب هجوم جديد على المدنيين

الامم المتحدة (رويترز) – قال المكتب الصحفي للامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان بان انتقد بحدة الحكومة السورية بسبب احدث هجماتها على المدنيين السوريين وطالبها بوقف كل عملياتها العسكرية وفقا لما تعهدت به.

وقال بيان ان بان “يدين بقوة احدث تصعيد للعنف.

“ويأسف لهجوم السلطات السورية ضد المدنيين الابرياء ومن بينهم نساء واطفال على الرغم من التزامات الحكومة السورية بوقف كل استخدام للاسلحة الثقيلة في المراكز السكنية.

“المهلة الزمنية في العاشر من ابريل للوفاء بتنفيذ التزامات الحكومة (بوقف اطلاق النار وسحب قواتها) مثلما وافق مجلس الامن ليس عذرا لمواصلة القتل.”

وقال نشطاء معارضون ان ما لايقل عن 27 من الجنود والمعارضين والمدنيين السوريين قتلوا في اعمال عنف يوم الجمعة وذلك قبل اربعة ايام فقط من مهلة تنتهي في العاشر من ابريل نيسان لسحب القوات السورية من البلدات وافق عليها الرئيس بشار الاسد في اطار خطة سلام تدعمها الامم المتحدة .

وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان انه يتعين على الحكومة والمعارضة وقف القتال بحلول السادسة صباحا بتوقيت دمشق (0300 بتوقيت جرينتش) يوم 12 ابريل نيسان الجاري اذا التزمت دمشق بموعدها النهائي قبل ذلك بثماني واربعين ساعة لسحب القوات من المدن والكف عن استخدام الاسلحة الثقيلة.

وقبلت دمشق هذه المواعيد النهائية.

وقال بيان بان ان “السلطات السورية مازالت مسؤولة بشكل كامل عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي.

“لابد من وقف ذلك فورا.

“الامين العام يطالب بان توقف الحكومة السورية فورا وبلا شروط كل العمليات العسكرية ضد الشعب السوري.”

وكان مجلس الامن الدولي قد وافق بالاجماع يوم الخميس على المواعيد النهائية لانهاء الصراع السوري وحذر دمشق من انه سيدرس اتخاذ”خطوات اخرى” اذا لم تف بالتزاماتها.

وقال بان ان احدث اعمال عنف تتعارض مع ماطالب به مجلس الامن الدولي سوريا.

وقال بيانه ان “مثل هذه الاعمال تخرق موقف مجلس الامن بالاجماع مثلما عبر عنه في بيانه الرئاسي في الخامس من ابريل بالتوصل لتسوية سياسية سلمية للازمة السورية من خلال التنفيذ الكامل لكل جوانب اقتراح (عنان للسلام) المؤلف من ست نقاط.”

(اعداد أحمد صبحي للنشرة العربية)

—————-

امريكا تنشر من جديد صورا التقطتها الاقمار الصناعية لسوريا

واشنطن (رويترز) – نشرت الولايات المتحدة صورا التقطتها اقمار صناعية قالت انها تظهر وضع سوريا لوحدات مدفعية لضرب مناطق سكنية ونقلها بعض القوات من بلدة لاخرى على الرغم من دعوات للانسحاب .

ونشر روبرت فورد السفير الامريكي لدى سوريا الصور التي التقطتها اقمار صناعية على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت في محاولة على ما يبدو للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لسحب القوات مثلما دعت خطة سلام وضعها كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة.

ويحاول عنان انهاء العنف المستمر منذ اكثر من عام والذي تحاول فيه قوات الاسد سحق مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في شتى انحاء سوريا.

وعلى الرغم من قول فورد ان القوات السورية انسحبت فعلا من بعض المناطق اشار الى تقارير لوسائل الاعلام قالت انها اطلقت نيران المدفعية على مناطق سكانية في العديد من البلدات خلال اليومين الماضيين كما قامت بتنفيذ ” حملات اعتقال” في ضواحي دمشق.

وقال فورد الذي ترك دمشق عندما اغلقت السفارة الامريكية في فبراير شباط على فيسبوك “هذا ليس التقليص في العمليات الامنية الهجومية للحكومة السورية الذي اتفق الجميع على ضرورة ان يكون الخطوة الاولى من اجل نجاح مبادرة عنان.

“يجب على النظام والشعب في سوريا ان يعرفان اننا نتابع. لا يمكن للنظام اخفاء الحقيقة.”

وتدعو خطة عنان التي قبلها الاسد قبل اسبوعين سوريا الى “وقف تحركات القوات تجاه المراكز السكنية وانهاء استخدام الاسلحة الثقيلة فيها وبدء سحب التركيزات العسكرية في المراكز السكانية والمناطق الواقعة حولها.”

وحدد عنان العاشر من ابريل موعدا نهائيا لانسحاب القوات السورية و12 ابريل نيسان لوقف اطلاق النار.

وقال عنان يوم الخميس ان سوريا ابلغته انه يجري سحب القوات من ادلب والزبداني ودرعا . ولكن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون قال يوم الجمعة ان الصراع يزداد سوءا وان الهجمات على المناطق المدنية مستمرة.

وقال نشطاء معارضون ان ما لايقل عن 27 من الجنود والمعارضين والمدنيين السوريين قتلوا في اعمال عنف امس الجمعة وذلك قبل اربعة ايام فقط من انتهاء مهلة لسحب القوات.

وليس من السهل على اي عين غير خبيرة ان ترى التفاصيل في صور الاقمار الصناعية التي نشرها فورد يوم الجمعة على صفحة فيسبوك.

وقال مسؤول امريكي طلب عدم نشر اسمه ان هذه الصور قدمها قمر صناعي تجاري.

ووضعت على هذه الصور اسهم ورموز للدبابات قال فورد انها تشير الى وجود عربات مدرعة.

وقال فورد ان الصور اظهرت سحب دبابات من داعل في محافظة درعا ومن تفتناز وهي قرية شرقي مدينة ادلب .

ولكن فورد قال ان “الحكومة السورية حركت ببساطة بعض المركبات المدرعة خارج تفتناز الى بلدة زيردانا القريبة.”

وحملت بعض الصور الاخرى علامات اسهم وتعليقا قال ان الحكومة السورية “ابقت وحدات مدفعية قرب مناطق سكنية” مثل حمص والزبدني” حيث يمكنها اطلاق النار عليها من جديد.

وكانت تلك ثاني مرة ينشر فيها فور صورا لاقمار صناعية في محاولة لاعطاء دليل على استهداف سوريا للاحياء السكنية. ونشرت الصور السابقة في العاشر من فبراير شباط .

————-

تحقيق-تسارع تدفق اللاجئين السوريين لتركيا مع اقتراب مهلة هدنة

الريحانية (تركيا) (رويترز) – أمسك رجل الاطفاء السوري احمد زقزق ببطنه بينما كان يرقد في مستشفى تركي وظهره ينزف من جرح ناجم عن شظية اصيب بها خلال قصف بلدة صغيرة في محافظة ادلب القريبة.

وزقزق واحد من الاف اللاجئين الذين فروا من البلدات والقرى التي يقولون انها تعرضت لنيران الدبابات والمدفعية في هجوم متواصل من جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد قبيل الموعد النهائي للحكومة كي توقف اطلاق النار والذي ينقضي في العاشر من ابريل نيسان.

وقال الرجل البالغ من العمر 45 عاما وهو يلهث ويصرخ ألما من جروحه “لست قلقا من الجروح التي استطيع رؤيتها. انا خائف من ان يكون هناك نزيف داخلي. اعمل في الانقاذ وانا اعرف (اني قد اتعرض للمخاطر). لعنك الله يا بشار الاسد فأنت لم تستثن احدا.”

ومع امتلاء عنبر الجراحة قفز طبيب بين سبعة جرحى سوريين اخرين في قسم الطوارئ. ودوت ابواق سيارات الاسعاف. ووصل عدد اكبر من المصابين نقلهم مهربون ومقاتلون من الجيش السوري الحر عبر الاراضي الوعرة الى الجانب الاخر من الحدود.

ويقول المسؤولون الاتراك ان اكثر من 2800 سوري فروا الى تركيا من محافظة ادلب التي كانت بؤرة العمل العسكري يوم الخميس وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن مستوى تدفق اللاجئين الذي كان يقل بصورة كبيرة عن الاف خلال اغلب الايام السابقة.

ويقول الاسد ان قواته تقاتل متشددين اسلاميين مدعومين من الخارج في الانتفاضة التي مضى عليها عام وينفي استهداف المدنيين الا من جانب هذه الميليشيات.

وخرج زقزق في ساعة مبكرة من صباح الخميس من مدينته حلب المركز التجاري لسوريا الى قرية كيلي في ادلب لينقذ ابنته البالغة من العمر 20 عاما عندما سمع ان الجيش يقصف المنطقة. وخطوط الهاتف مقطوعة منذ اسابيع.

وقال زقزق “وصلت الى هناك وبدأت الطائرات الهليكوبتر في قصف الشوارع بالرشاشات. هربت من سيارتي وساعدني شاب يركب دراجة نارية. ركبت معه ورأينا دبابة امامنا. اطلقت قذيفة في اتجاهنا وقتل على الفور.

“لم استطع ان اميز كيلي. فالطرق كانت مليئة بالانقاص. والقذائف كانت تسقط في كل مكان.”

وحكى لاجئ يدعى محمد خطيب انه أتى من كستاناز وهي بلدة سورية يسكنها 20 الف نسمة حكاية مماثلة وقال “الجيش يدمر المباني ويقصفها الى ان تتفحم.”

وقال ناشطون سوريون في مخيمات اللاجئين ان أغلب الوافدين الجدد عبروا من كيلي ومناطق اخرى في شرق ادلب وشمالها.

وحول التدفق بلدة الريحانية التركية الصغيرة الى مركز للاجئين.

والرحلة خطيرة. فنهر العاصي الذي يعبر الحدود يشتهر بتياراته القوية. ويمكن رؤية خيام الجيش السوري منصوبة وسط المزارع الخصبة على الجانب الاخر من الحدود.

وقال ناشطو المعارضة السورية ان اربعة لاجئين قتلوا بالرصاص لدى محاولتهم عبور النهر الاسبوع الماضي وغرق صبي عمره 16 عاما. واضافوا ان الجيش السوري اطلق النار على البراميل التي تستخدم كقوارب مؤقتة تسحب بالحبال مما ادى الى غرقها.

وقال محمد حجازي الذي انتخب ممثلا للاجئين في مخيم بوينيوجون احد المخيمات العديدة التي اقامتها السلطات التركية على الحدود مباشرة “خلف الخيام توجد مواقع رشاشات الجيش. اذا ترك الاسد الناس يهربون فستجدون مئات الالاف من الناس هنا.”

واضاف حجازي في اشارة الى خطة السلام الي طرحها المبعوث الدولي كوفي عنان “في كل مرة يمنح فيها النظام مهلة تكون كارثة. الاسد يفسرها على انها رخصة لقتل بلا هوادة.

“الاسد يريد ابلاغ السوريين أن لا تقولوا لا مرة اخرى.”

وابلغ اللاجئون والنشطاء عن سقوط مئات القتلى والجرحى جراء القصف في الايام القليلة الماضية بينهم 120 شخصا قتلوا في الثماني والاربعين ساعة الماضية في تفتناز بادلب التي اقتحمتها 50 دبابة ومركبة مدرعة.

وقال ايمن شلح الذي يمتلك نشاطا في هندسة الديكور واصيب من خصره الى اسفل بعدة رصاصات وشظايا “حاصرتني نيران دبابة وسط تفتناز بعدما قمت بعدة زيارات لاخراج اقاربي. الطبيب خدرني لمرحلة لم استطع عندها الشعور بشيء.”

ولا يمكن التحقق من روايات العنف نظرا للقيود المشددة التي تفرضها القوات السورية على دخول وسائل الاعلام الاجنبية.

وتنص خطة للامم المتحدة وافقت عليها دمشق على ان توقف القوات السورية العمليات وتنسحب من المدن والبلدات بحلول العاشر من ايريل. ويتعين على قوات المعارضة عندئذ ان توقف اطلاق النار خلال 48 ساعة.

وقال عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية يوم الخميس ان دمشق ابلغته ان انسحاب القوات جار من ادلب والزبداني ودرعا.

لكن قيما بالزبداني قرب الحدود اللبنانية قال انه ليس هناك انسحاب كبير.

وقال رجل ذكر ان اسمه ابو مصطفى بالهاتف “هم كاذبون تماما فلا يوجد انسحاب للجيش فهم لا يزالون في وسط المدينة. اطلقوا النار على المدينة هذا الصباح مثلما يفعلون كل يوم.”

واظهرت اللقطات المنشورة على موقع يوتيوب دخانا يتصاعد جراء اطلاق وابل من قذائف المدفعية على حزانو وهي بلدة اخرى في ادلب يفر منها اللاجئون ايضا.

وبعض الجرحى مجندون صغار فروا من الجيش وانضموا للجيش السوري الحر وهو كيان فضفاض يضم المنشقين من الجيش الذين يحاولون ابطاء تقدم قوات الاسد التي يهيمن عليها افراد الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

وقال عبد الرحيم الرازي الذي اصيب في صدره في بلدته صرمين “اذا لم يستسلم المنشقون فسيسوون القرية كلها بالارض.” وقضى ستة ايام للوصول الى تركيا.

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان قوات الاسد قتلت أكثر من تسعة الاف شخص خلال الانتفاضة التي بدأت باحتجاجات سلمية الى ان بدأ المعارضون المسلحون القتال في وقت لاحق. وقالت سوريا للمنظمة الدولية ان 6044 شخصا قتلوا منهم 2566 من قوات الشرطة والجيش.

من خالد يعقوب عويس وكان سيزر

(اعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

———–

كيلو يعلن «المنتدى الديموقراطي» : لحل سياسي سلمي بالتعاون مع روسيا

قال المعارض السوري ميشال كيلو لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية إنه سيعلن عن «المنتدى الديموقراطي» الذي أنشأه في 15 نيسان الحالي في القاهرة. وأشار كيلو إلى انه بعكس «المجلس الوطني السوري» المعارض، يجمع المنتدى شخصيات من المجتمع المدني في الداخل السوري ومن بينهم عارف دليلة، وفايز سارة. وسيشمل المنتدى مجموعة من شباب لجان التنسيق السورية. ويشرح كيلو أنه «بعكس المجلس، يعارض المنتدى تسليح الثورة» ويسعى إلى إيجاد حل سياسي.

وفي ما يتعلق بموقف المنتدى من الرئيس السوري بشار الأسد، أشار كيلو إلى «أن السوريين لم يعودوا يريدونه، فقد استهزأ بشار بالناس»، مضيفاً «أن المنتدى يسعى إلى إيجاد حل سياسي تقدمي، بعكس الحل الراديكالي كتسليح الثورة، والذي من شأنه إسقاط الشعب والنظام».

وأكد أنه بعكس ما توقعه بعض المعارضين فإن إسقاط سلطة حكمت 40 عاماً لا يحدث بسرعة، خاصة في ظل وجود مليون ونصف مليون عنصر في الجيش والاستخبارات والميليشيات، لذلك يجب «كسب هؤلاء في صراعنا من أجل الديموقراطية. يجب أن نكون قادرين على أن نقول لهم إنه سيتم الحفاظ على مصالحهم، وإنهم سيكونون قادرين على المشاركة في سوريا الغد.. سيكون حزب البعث قادراً على أن يقوم بدور في العملية الديموقراطية. يجب الحفاظ على الدولة في سوريا».

واعتبر كيلو أن بيان «الإخوان المسلمين» الأخير يعبر عن الدولة المدنية والمساواة بين الجنسين أكثر من بيان المجلس الوطني، مشيراً إلى ما أزعجه في البيان هو الإشارة إلى «الرؤية الإسلامية لسوريا»، مؤكداً على أن سوريا «ليست دولة إسلامية بل دولة عربية مع غالبية مسلمة، ولذلك أسعى إلى إطلاق المنتدى من دولة عربية مهمة عوضاً عن فرنسا وباريس، لتكون رسالة استقلال موجهة لجميع السوريين، بعكس مؤتمر اسطنبول الذي يظهر التوجه الإسلامي للمجلس والمدعوم من تركيا».

وأشار كيلو إلى أن استمرار الدعم التركي والقطري سيؤدي إلى تسليح الثورة، ما سيدخل البلاد في حرب أهلية، مضيفاً أن على المعارضة أن تتعاون مع روسيا، لأنه «في وقت ما موسكو ستطرح حلاً من دون بشار الأسد»، مشيراً إلى أن روسيا تبحث عن أحد في المعارضة يضمن مصالحها في المنطقة، وبالتالي «يجب أن نقدم لهم البديل عن بشار الأسد، خاصة أن موسكو تعتقد أن الغرب و«الإخوان المسلمين» يسيطرون على المجلس، بالإضافة إلى أن موسكو ترفض تماماً أن تقع سوريا تحت السيطرة التركية. روسيا ليست مع بشار، ولكنها تخاف من الفوضى ما بعد النظام، وعلينا أن نطمئنها».

(«السفير»)

ميشيل كيلو:فيس بوك

كتبت جريدة الفيجارو الفرنسية كلاما على لساني يستفاد منه أنني أسست “المنبر الديموقراطي السوري “، هذا القول ليس صحيحا ولم يصدر عني إطلاقا في حديثي مع الصحافي الفرنسي الذي نسب لي هذا القول ، السيد جورج مالبرونو . وللعلم ، لإنني لم أقل في أي يوم مضى أنني أسست شيئا او نسبت لنفسي فعل شيء صنعه او شارك فيه آخرون ، واليوم ، والمنبر ينشأ في شروط تبلور حامل اجتماعي للسياسة وللأحزاب والتشكيلات السياسية ، لا يعقل أن أنسب لنفسي تشكيل حركة اجتماعية لها تعبير سياسي سأعمل مع غيري كي يكون “المنبر الديموقراطي السوري” ، بعد إعلان تأسيسه خلال الأيام القليلة القادمة .

أرجو اخذ هذا التوضيح بعين الاعتبار ونشره كي يصل إلى كل من يهمهم الأمر

————-

جزء من تفاصيل تمويل المجلس الوطني.. ومطالبة بالشفافية

تتقاطع أنباء أكدها شخصية إعلامية معروفة، تمويل المجلس السوري الوطني بأكثر من 15 مليون دولار شهرياً، من قبل دولتين خليجيتين، وبحسب المعلومان بدأ “القبض” منذ 1-3/2012، بمعنى أنه دخل لجيب المجلس حتى كتابة الخبر 30 مليون دولار، ورغم دعوات عدة وجهها نشطاء إلى المجلس، لم يكشف الأخير طرق ووجهات صرف هذا الملبغ الضخم، في ظل حديث واسع عن ضعف عمل المجلس الإغاثي، وعدم تواجده في الشارع السوري، خصوصاً في المدن المنكوبة.

وتشير المعلومات، أنه تم فتح 3 حسابات بنكية للمجلس في الدوحة والقاهرة واسطنبول، وآمر الصرف هو عضو المكتب التنفيذي فاروق طيفور نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين.

وبسياق قريب روى معارض على إتصال مع شخصيات بارزة في المجلس الوطني، مثال على كيفية صرف المبالغ التي وصلت إلى المجلس، وتحدث عن مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد بتاريخ 24-2 في تونس: “وصل حتى 40 عضواً من المجلس الوطني السوري إلى تونس لحضور مؤتمر أصدقاء سورية، والعدد مرشح للازدياد مع القادمين غداً، وحسبما علمت من أعضاء قياديين في المجلس أن المطلوب كان 10 أعضاء فقط، اثنين عن كل كتلة من كتله، هل بدأ المجلس بصرف الأموال التي وصلته، وإرسال المقربين منه في رحلات سياحية مجانية، خاصة وأن ثمن بطاقات الطائرة وتكاليف الاقامة ستكون على حساب المجلس، وألم يكن بالأولى إرسال هذه الأموال إلى السوريين المنكوبين الذي يحتاجون الليرة الآن، بدلاً من صرفها على تذاكر الطيران والفنادق وولائم المطاعم”، ويضف نفس المعارض على صفحته “الفيس بوك”: هل تعلمون بأن مؤتمر المجلس الوطني السوري الذي عقد في تونس كلّف نصف مليون دولار، وهذا الرقم دقيق ومؤكد جداً “.

وبحسب معلومات، تكرر “سيناريو” تونس في مؤتمر أصداقاء سوريا الذي عقد بتاريخ 1-4، بتركيا.

وأرسل عدد كبير من متابعي “زمان الوصل”، جملة واحدة، طالبوا بنشرها على صدر الصفحة الأولى لـ”زمان الوصل”، تقول.. أين الملايين يا غليون.؟

وبهذه المناسبة، تكشف “زمان الوصل” عن تمويلها، وأماكن الصرف، ربما يقتدي بها “المجلس الوطني”..

دعم رجل أعمال سوري فضل عدم الكشف عن أسمه “زمان الوصل” بـ10 آلاف ريال قطري، منذ أكثر من شهرين ثم – قطع اتصاله بزمان الوصل- ، وهو الملبغ الوحيد الذي وصل للجريدة منذ بداية الثورة، إذ يمولها رئيس التحرير الذي يعمل بجريدة عربية من خلال إقتطاع جزءاً من راتبه كل شهر، منذ تاريخ التاسيس 2005،  بمساعدة زملاء صحفيين متطوعين لا يتقاضون اجراً على المواد الصحفية المرسلة..

وتم صرف الملبغ على خدمة “بلاك بيري عاجل الثورة السورية”، وحل مشكلات تقنية تواجه موقع الجريدة، بالإضافة لدعم بعض الزملاء ممن تقطعت بهم السبل في الداخل، ويعملون مع “زمان الوصل” بشكل تطوعي…

من جهته تحدث زميل لـ”زمان الوصل”، عن صعوبة تامين كاميرات جيدة للتصوير حجم الدمار بمدينة حمص وغيرها، ورغم أن مصوري الثورة يعملون تحت النار والقصف إلا أن أدوات أغلبهم كاميرات جوال، او كاميرات ذات دقة بسيطة، وتابع الزميل الذي يعمل مع إحدى الشبكات الإخبارية الشهيرة على “الفيس بوك”:  أحد الشخصيات “زمجر” بوجهي حين لمحت عن حاجتنا إلى عدة كاميرات سعر الواحدة 300 دولار لإرسالها إلى الداخل، و300 دولار لا يحجزوا لك غرفة في فندق 5 نجوم بتركيا…

“زمان الوصل” تمتلك قصص موثقة، عن تبزير بعض المعارضين السوريين – رجال أعمال، مجلس وطني -، وفي المقابل تقف على قصص لا تصدق تحكي كيفية عمل الإعلاميين في الداخل بأقل القليل…، دون أن نغفل أهمية الجانب الإغاثي.

————-

تسليح المعارضة السورية:المعارضة السورية من برلين…مطالب بتسليح الجيش الحر

بمناسبة مرور عام على الاحتجاجات الشعبية في سوريا طالب معارضون سوريون بارزون من برلين بتسليح الجيش السوري الحر. لكن هذه الدعوة لا تجد تجاوبا، خصوصا في ألمانيا، التي تفضل الحل الدبلوماسي. بيتينا ماركس والمزيد من التفاصيل.

منذ أكثر من عام والسوريون مرابطون في الشوارع للمطالبة بالديمقراطية والحرية وإسقاط النظام. رد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على هذه الحركة اتسم بالحدة والعنف واستخدام القبضة الحديدية لسحقها . وحسب المعطيات الأخيرة التي كشفتها الأمم المتحدة فإن عدد القتلى وصل إلى تسعة آلاف بينهم مئات الأطفال بالإضافة إلى الجرحى والمعتقلين. وفي هذا الإطار يقول وليد سفور، رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ من لندن مقرا لها، إن السلطات زجت بعشرات الآلاف من المتظاهرين في السجون وعذبتهم كما احتجزت العديد منهم في القواعد العسكرية. كلام سفور، الذي تحدث عن حالات اختفاء أيضا، جاء في حلقة نقاش حول سوريا احتضنتها العاصمة الألمانية برلين بمناسبة مرور عام على الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام الأسد.

دعوات المعارضة السورية للتسليح

الناشطة السورية سهير الأتاسي تطالب بتسليح المعارضة السورية وكان من بين المشاركين في هذا الحدث المعارضة والناشطة السورية البارزة سهير الأتاسي. هذه الناشطة التي تبلغ 49 عاما تنحدر من أسرة سياسية عريقة في سوريا أنجبت رؤساء ووزراء. فوالدها جمال الأتاسي كان وزيرا ووجها بارزا من وجوه المعارضة السورية. وكانت الأتاسي من أوائل من خرجوا في مظاهرات في دمشق قبل عام، واعتقلت وسجنت إثر مشاركتها في المظاهرات. و بعد إطلاق سراحها اختفت وواصلت كفاحها بعيداً عن أعين النظام وبطشه.

وأوضحت سهير الأتاسي في برلين أنه على الرغم من العنف، الذي يمارسه النظام ضد المعارضة على نطاق واسع، فإن العديد من السوريين يرون الانتفاضة وكأنها احتفال بالديمقراطية. وطالبت الأتاسي بدعم المعارضة السورية حتى بالوسائل العسكرية. وأضافت “نحن في سباق مع النظام، الذي تسلحه روسيا وإيران”. الأتاسي طالبت الغرب، وكرد على قيام موسكو وطهران بتسليح الجيش النظامي، “بتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح حتى يتسنى له حماية الشعب من بطش قوات النظام”.

وهذا ما يطالب به أيضاً منذر ماخوس، عضو المجلس الوطني السوري ومنسق العلاقات الدولية بالمجلس والذي يعيش في المنفى في فرنسا: “إذا أردنا أن نحمي أنفسنا، فيتحتم علينا حمل السلاح”. وحذر ماخوس الغرب من التردد طويلا، فإذا لم تدعم أوروبا الثوار في سوريا بالسلاح، فإن آخرين سيفعلون. وأشار ماخوس إلى خطر استغلال الجماعات المتطرفة مثل القاعدة ليأس المعارضة لتحاول ملء الفراغ. وأعرب عن أمله في أن تنفذ المملكة العربية السعودية وقطر وعودهما بتزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة.

ألمانيا ترفض التدخل العسكري

غونتر غلوسر يطالب بزيادة الضغط على روسيا وسلك الطريق الدبلوماس لكن الدعوات للتدخل العسكري و تسليح المعارضة لا تلقى أي صدي إيجابي في ألمانيا. ويقول بوريس روج، مفوض الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية، إن الحكومة الألمانية تسعى إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في سوريا. ورغم اقتناعه بأن المعارضة السورية تنظر لهذا التعاطي بعين الشك، فإنه يرى أن عسكرة الصراع مرتبطة بمخاطر هائلة. في الوقت ذاته فإن الحكومة الألمانية تعترف بشرعية حماية المدنيين لأنفسهم ضد الهجمات العشوائية للنظام السوري. ويؤيد النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض ووزير الدولة السابق غونتر غلوسر، هذا الموقف، مطالبا بزيادة الضغط على روسيا حتى توقف دعمها للأسد. وقال غلوسر في حلقة النقاش، التي عقدت في برلين “لا يمكن أخذ الشعب السوري كرهينة”. وأعرب غلوسر عن أمله في أن تنجح مجموعة أصدقاء سوريا، والتي تضم نحو 60 دولة، في إجبار الأسد على التنحي وذلك من خلال الوسائل الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية.

موريل اسبورغ، الباحثة في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن، تعارض أيضا تسليح المعارضة السورية، لأن النظام يحاول اللعب بهذه الورقة سعياً لعسكرة الصراع. وتوضح اسبورغ أن “هذا هو ما يريده النظام. النظام يريد التعاطي بالأسلوب العسكري، وسوف يتفوق عسكريا”. ولذلك فإنها تؤكد على دعم المقاومة السلمية وتستبعد الباحثة المتخصصة في الشأن السوري احتمال التوصل إلى تسوية تفاوضية على غرار اليمن، “فعائلة الأسد متورطة في ارتكاب جرائم وحشية”. هذا لا يعني، حسب أسبورغ، أن الأسد لن يتنحى يوماً ما كما فعل نظيره اليمني علي عبد الله صالح، لكن من الواضح أن الأسد والقيادة السورية ليسا مستعدة لهذا الخيار بعد.

لا خوف من التوترات الطائفية؟

موريل اسبورغ، الباحثة في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن، تعارض تسليح المعارضة السورية، لأن النظام يحاول اللعب بهذه الورقة سعياً لعسكرة الصراع وبالرغم مما يقال عن انقسام المعارضة السورية فإن الشخصيات المعارضة التي حضرت إلى برلين بدت متفقة فيما بينها وواثقة إلى حد كبير من إمكانية التعايش بين مختلف المجموعات العرقية في سوريا بعد رحيل بشار الأسد. وأكد جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذ للمجلس الوطني السوري والمتحدث باسمه، والذي ينتمي إلى الأقلية المسيحية في سوريا، أنه لا يوجد قلق بشأن حقوق الأقليات الدينية والعرقية وأن النظام يعمل على إثارة الخوف من انتشار الإسلام السياسي في سوريا، لكن الانتماء الطائفي لا يلعب أي دور في دولة ديمقراطية وعلمانية. ويوضح صبرا أنه سيتم ترسيخ حقوق الأقليات في الدستور الديمقراطي ويضيف “نريد دولة حديثة، كما هو الحال في أوروبا، نريد أن نختار حكامنا”. وعبّر الناشط وليد سفور، المقرب من الإخوان المسلمين، عن موقف مماثل وقال إن واجب الدولة هو خدمة المواطنين وأكد على أنه سيتم ترسيخ حقوق كل المجموعات في الدستور الجديد لسوريا الديمقراطية.

بيتنا ماركس

ترجمة: مي المهدي

مراجعة: أحمد حسو

حقوق النشر: دويتشه فيله 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى