أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 14 أيار 2017

قضم حي القابون الدمشقي واستعادة مطار شرق حلب

لندن، موسكو، عمان – «الحياة»، رويترز

توغلت القوات النظامية السورية أمس في حي القابون الدمشقي الذي استثنته موسكو من اتفاق آستانة لـ «تخفيف التصعيد» في أربع مناطق سورية، بالتزامن مع استعادة هذه القوات و «حزب الله» مطار الجراح العسكري شرق حلب من «داعش» الذي مني بهزائم اضافية على ايدي «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية التي تدعمها واشنطن في ريف الرقة وسط أنباء عن تسليم سد الطبقة الى دمشق. في الوقت ذاته، أعرب السفير رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أنه يأمل بمشاركة الحكومة السورية في مفاوضات جنيف بعد غد، التي سيشارك فيها نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس بأن القوات النظامية و «حزب الله» سيطروا بدعم من الطيران الروسي على مطار الجراح الذي كان تحت سيطرة «داعش».

ويقع مطار الجراح العسكري في جيب ما زال خاضعاً لسيطرة الإرهابيين في ريف حلب الشرقي، وهي منطقة فقدوا السيطرة على معظمها أمام قوات متنافسة بينها القوات النظامية وقوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة وعناصر «الجيش السوري الحر» الذي تدعمه تركيا.

وقال سكان سابقون على اتصال بأقاربهم في المنطقة إن الطائرات الروسية والسورية كثفت أيضاً من هجماتها على بلدة مسكنة وهي آخر بلدة رئيسية في المنطقة التي تقع غرب نهر الفرات في ريف حلب الشرقي. وأوضح «المرصد» أن عشرات المدنيين قتلوا منذ الأسبوع الماضي في قصف جوي للقرى والبلدات المتبقية في المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة الإرهابيين.

وقال «المرصد»، «لا تزال المعارك العنيفة مستمرة في الريف الشمالي للرقة، بين عناصر التنظيم من جانب، وقوات سورية الديموقراطية المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي، إثر هجوم عنيف للأخير، منذ الجمعة على 3 محاور بريف الرقة». وتابع أن قوات عملية «غضب الفرات»، تواصل هجومها من المحور الشمالي الشرقي الذي تمكنت فيه من التقدم والوصول الى مسافة نحو 4 كلم عن المدينة. وأفادت مصادر إعلامية روسية بأن «قوات سورية الديموقراطية» ستسلم سد الطبقة الى الحكومة السورية بعدما تم طرد «داعش» منه وتحرير كامل مدينة الطبقة في محافظة الرقة، علماً أن «قوات سورية» كانت سلمت دمشق مناطق في ريف حلب بوساطة روسية.

وقال «المرصد» إن القوات النظامية «تمكنت من تحقيق تقدم جديد من الجهة الشمالية الشرقية لحي القابون الدمشقي وتضييق الخناق أكثر على الفصائل الموجودة في الحي وتقليص سيطرتها التي تراجعت لتصل إلى 20 في المئة من مساحة الحي»، الذي يقع قرب الغوطة الشرقية المشمولة باتفاق «تخفيف التصعيد».

ورصدت وزارة الدفاع الروسية الحصيلة اليومية لعمليات الرقابة على وقف النار، وأفادت في بيان بأن «مجموعات المراقبة» التابعة للبلدان الضامنة وقف النار، رصدت 11 خرقاً بينها 8 سجلها مراقبون روس، و3 انتهاكات سجلها مراقبون أتراك. وأشاد البيان العسكري بما وصفه «إجماع كل الأطراف على أن نظام وقف النار مستقر». وزاد أن عسكريين روساً يواصلون إجراء محادثات في عدد من البلدات السورية للانضمام إلى نظام وقف النار، لافتاً إلى أن المحادثات جارية في محافظات حلب وحمص ودمشق وحماة والقنيطرة. وأعلنت موسكو أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ناقش هاتفياً مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، مسألة توسيع نطاق نظام وقف النار في سورية.

سياسياً، أعلنت الخارجية الروسية أن غاتيلوف سيرأس الوفد الروسي إلى الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقررة بين 16 و18 من الشهر الجاري، في وقت قال نائب المبعوث الدولي بعد لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق أمس، إنه يتطلع الى مساهمة إيجابية من الحكومة السورية في مفاوضات جنيف. وأضاف أنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة وأن الاجتماع سيكون قصيراً ومركزاً، وخُصص للتقارب.

 

بوتين يشترط اعتراف ترامب بمصالح روسيا في سورية وأوكرانيا

موسكو – رائد جبر

موسكو تنتظر «أفعالاً محددة» من إدارة الرئيس دونالد ترامب لإطلاق مسار تطبيع العلاقات. و «إزالة الركام الذي خلفه الإرث الثقيل للرئيس السابق باراك أوباما ليست عملية سهلة». أعادت هذه العبارات التي أطلقها مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف التوقعات إلى «حجمها الطبيعي» بعد اندفاعة «التفاؤل» التي خيمت على زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن.

أوشاكوف الذي يوصف بأنه المهندس الفعلي لسياسة الكرملين الخارجية، بدا أكثر ميلاً للتحفظ، وهو يعيد تقويم نتائج الزيارة بعد مرور يومين فقط، على الترحيب الصاخب وما رافقها من توقعات وآمال. وقبل ذلك مباشرة، بدا مشهد لافروف لافتاً وهو يعقد مؤتمره الصحافي الختامي وحيداً، في سفارة بلاده بواشنطن، ودفع محللين روساً إلى تخفيف سقف التوقعات بعدما كانت آمال علقت على أن الزيارة تشكل «منعطفاً رئيسياً» لطي صفحة الخلاف واستعادة الثقة بين البلدين.

خلف العبارات البراقة عن أهمية الزيارة الأولى للوزير منذ أربع سنوات، المكتب البيضاوي، كشفت أجوبة لافروف عن أسئلة الصحافيين، حجم المشكلة التي تواجه جهود تطبيع العلاقات، عندما قال رداً على سؤال تناول آفاق إحياء «اللجنة الرئاسية المشتركة»، أن الجانب الروسي «ترك لواشنطن اختيار صيغة التعاون التي تراها مناسبة»، قبل أن يستدرك: «ما زلنا بانتظار اكتمال تشكيل فريق الرئيس ترامب، خصوصاً الفريق الذي يتولى السياسة الخارجية».

تلك اللجنة التي تضم أكثر من عشرين لجنة فرعية مختصّة بكل ملفات العلاقات الثنائية من نزع السلاح والأمن الاستراتيجي إلى حقوق الإنسان والحريات، كانت جمدت عام 2014، ما أسفر عن فقدان الطرفين قنوات الاتصال والتنسيق الرئيسية. واللافت في جواب لافروف أنه عكس وجود خلافات جدية حتى في شأن اتفاق الرئيسين في مكالمة هاتفية على «إطلاق عمل لجان مشتركة لتقريب وجهات النظر».

والحديث عن انتظار «اكتمال تشكيل الفريق» يؤكد أن روسيا ما زالت تراقب بقلق الإقالات والتجاذبات وحال عدم الاستقرار داخل الإدارة الأميركية. وهو ما دفع محللاً مقرباً من الكرملين إلى اختصار الموقف بأن المعضلة تكمن في أن ما يوصف بـ «المشكلة الروسية» بات متغلغلاً بعمق ويشكل هاجساً لدى النخب الأميركية.

دفع هذا التصور أوشاكوف إلى التنديد مجدداً قبل يومين بمشاعر الـ «روسوفوبيا» المسيطرة على النخب المتنفذة وراء المحيط.

هكذا تفهم روسيا تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، بأن الرئيس ترامب، سيتصدى لسلوك روسيا «الهدام» في سورية وأوكرانيا، على رغم أنه يأمل بالتعاون مع موسكو في تسوية مشكلات مهمة.

وأشار إلى أن الجانب الأميركي يعتبر الحوارات مع الروس «آلية للتواصل وليس لاتخاذ قرارات بعد».

وفي الإطار ذاته، جاءت انتقادات خبراء روس التصرفات «المتسرعة» لترامب مثل إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي، لأنها تؤدي إلى «نتائج عكسية»، كما حدث عندما قررت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ استدعاء مستشار ترامب السابق مايكل فلين، في مسعى لإعادة دفع التحقيقات في مسألة «التدخل الروسي المزعوم» في الانتخابات الأميركية. هنا أيضاً تبرز «المشكلة الروسية» بصفتها عنصر التوتر الرئيسي الذي يشغل كما يقول الروس، بال النخب الأميركية ويعرقل مساعي ترامب لتجاوز الأزمة وتطبيع العلاقات.

وتسعى موسكو إلى مساعدة ترامب في تجاوز هذه المشكلة، فهي سربت قبل يومين خبراً عن إعفاء السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك من منصبه، واحتمال تعيين نائب وزير الدفاع أناتولي أنطونوف المختص بملفات الأمن الاستراتيجي ونزع السلاح بديلاً منه. إبعاد كيسلياك المتهم بأنه «بطل التدخل الروسي في الانتخابات»، من شأنه تخفيف حدة التوتر وفتح صفحة جديدة. على الأقل هكذا يراهن الكرملين، بانتظار اللقاء الأول لبوتين مع ترامب المرتقب في غضون شهرين.

لكن سقف التوقعات ليس كبيراً، كما دلت عبارات أوشاكوف بأنه «لا توجد لدى الكرملين أوهام بأن التطبيع سيكون عملية سهلة وسريعة»، مستدركاً أن لدى الجانبين «إرثاً ثقيلاً» و «إزالة كل الركام الذي لبد العلاقات مهمة عسيرة». والسؤال المطروح بقوة لدى الأوساط الروسية بعد موجة التفاؤل التي أعقبت زيارة لافروف باعتبار أنها «فتحت الحوار»، يكمن في قدرة ترامب على تخطي كل الحواجز الداخلية والبدء بعملية «إزالة عناصر التوتر»، وهذا يتطلب كما يقول الكرملين «عملاً محدداً» يبدأ بالتراجع عن قرارات أوباما بطرد 32 ديبلوماسيياً روسياً نهاية العام الماضي، وإعادة ممتلكات روسية صادرتها واشنطن، ويمر بالإقرار بمصالح الطرف الآخر في سورية وأوكرانيا وغيرهما، ولا ينتهي بقرارات واضحة لتبديد غياب الثقة وإطلاق حوار جدي. وحتى تتضح قدرة ترامب على اتخاذ خطوات من هذا النوع، لا ترى موسكو ما يمنع التعاون في مجالات محددة مثل دعوة مراقبين أميركيين إلى سورية، أو في مناطق أخرى «تلتقي فيها مصالح الطرفين أو تتقاطع جزئياً».

 

«حزب الله» يعيد تموضعه في سورية لأن ترامب وضعه في سلة واحدة مع الإرهاب؟

بيروت – وليد شقير

كثرت التفسيرات لإعلان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الانسحاب من الحدود اللبنانية الشرقية الخميس الماضي وتسليمها للجيش اللبناني، إلا أن تسرع بعض الأوساط في الحديث عن أنه يمهد للانسحاب من سورية دحضها نصرالله نفسه في الخطاب نفسه حين قال إن الحزب مستمر بالتواجد في المقلب الآخر، السوري للحدود «لمنع أي اختراق باتجاه الحدود اللبنانية». ويرى مراقبون أنه على رغم تسليم الجيش مراكزه على الحدود، فإن بقاءه في سورية يعني أنه سيستمر في الذهاب والإياب عبر الحدود ما يعني عبور المنطقة التي يفترض أن الحزب تركها للجيش.

كما أن نصر الله بدد كل التمنيات بأن يسحب مقاتليه من سورية عندما شدد على أن «الحلفاء يطلبون منا أن نتواجد في مناطق لا نتواجد فيها»، ورأى أن الطلب إلى الحزب مغادرة سورية «كلام فاضي».

ومن التفسيرات للإعلان عن تسليم الحدود الشرقية أن الحزب تلقى تحذيرات عربية من أن استمراره في التواجد فيها سيؤدي إلى تكثيف القصف الإسرائيلي المتواصل على مواقع له بحجة أنها تضم مخازن أسلحة له كما يقول الإسرائيليون. ويقول تفسير آخر إن الضغوط الدولية على لبنان لضبط حدوده دفعت بعض المسؤولين إلى الطلب من الحزب تسليم هذه الحدود للجيش.

إلا أن أوساطاً معنية بتطورات الداخل السوري نبهت إلى أن هناك استهدافات عدة لقرار الحزب. وتتفق هذه الأوساط مع قراءة لبنانية تفيد بأن من أسباب الانسحاب من الحدود، ودعوة أهالي بلدة الطفيل اللبنانية التي تتداخل حدودها مع الأراضي السورية، ولا طريق إليها إلا عبر هذه الأراضي، إلى العودة إليها، أن الحزب أراد تخفيف كلفة تواجده عن كاهله في هذه المرحلة، ومنها الكلفة المالية، خصوصاً أن إقامة مقاتليه في بعض المناطق والمدن باتت تستنزفه مالياً، ومن الطبيعي أن يخفف حضوره في مناطق أدت مراحل الحرب إلى سيطرة قوات النظام و «الحرس الثوري الإيراني» عليها بحيث لم تعد هناك حاجة للبقاء فيها. وفي معلومات هذه الأوساط أن نقل مواقعه الحدودية إلى الجيش يسمح للحزب بتركيز جهوده على الداخل السوري دعماً لنظام بشار الأسد، في هذه المرحلة الحساسة من المواقف الدولية التي رفعت نسبة الاهتمام بسورية، وعودة الحديث عن أن مصير الأسد بات مدار بحث مجدداً، وكذلك عودة الإدارة الأميركية عبر الرئيس دونالد ترامب، إلى التشدد حيال دوره المستقبلي في السلطة، وإزاء الدور الإيراني في سورية.

وتفيد معلومات الأوساط المعنية بتطورات الوضع السوري بأن قادة الحرس الثوري الإيراني الموجودين على الأراضي السورية يعربون عن خيبتهم من «عدم كفاءة» قوات النظام الحليف، وأن انتقاداتهم لأداء المسؤولين السوريين لم تقتصر على الجانب العسكري بل التنظيمي والسياسي، وصولاً إلى الإعلامي، إذ اعتبروا أن أقرانهم السوريين «لا يفقهون في الحرب النفسية». ونظم الضباط الإيرانيون دورات لتدريب هؤلاء على تجاوز سقطات كبرى سببت في السنوات السابقة فشلاً في الكثير من المواقع والمناطق، التي سبق أن جرى إخراج قوات المعارضة منها نتيجة تدخل «الحرس» و «حزب الله» من أجل السيطرة عليها، ثم تسليمها للجيش النظامي. وتنقل الأوساط نفسها عن قادة إيرانيين ميدانيين توجيههم انتقادات قاسية لخطط وأداء ضباط سوريين، وميليشيات تابعة للنظام متهمين إياهم بأنهم سبب «خسارتنا لمواقع عدة والنكسات في مشروعنا بحماية محور المقاومة». وتنتهي الأوساط نفسها إلى القول إن الاستنتاج أن التحرك الإيراني في سورية لا يوحي أبداً بنية سحب الحزب وقواته من سورية، في ظل جهودها لتصويب سلوك قوات الأسد الحربي.

إلا أن مراقبين لبنانيين يعتبرون أن هذا لا يمنع القول إن من أهداف إعادة تموضع الحزب السعي إلى تخفيف الأعباء عنه في سورية عبر بعض الخطوات ومنها ما أعلنه نصر الله، إضافة إلى حرصه على التبرؤ من تهمة التغيير الديموغرافي بإخراج السنة من القرى التي سيطر عليها. وفي رأي مصادر لبنانية أن نصر الله تقصّد للمرة الثالثة في خطبه نفي هذه التهمة عن الحزب وإيران وحتى النظام السوري، وأفرد مساحة واسعة لتفنيد ردوده على هذه التهمة، وهذه المرة في سياق دعوته أهالي بلدة الطفيل اللبنانية إلى العودة إليها (وهم من السنة).

وتسأل الأوساط المعنية عن قرب بالوضع السوري عن سبب دعوة نصر الله «الجماعات المسلحة في جرود عرسال وفي ما بقي من تلال في القلمون الغربي» إلى أن «نحل هذا المشكل… ونحن حزب الله جاهزون أن نضمن تسوية مثل التسويات التي تحصل، ونتواصل مع حلفائنا في النظام السوري، ويمكن التفاوض على الأماكن التي يذهب إليها المسلحون بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم. فلنقفل هذا الملف ويجب أن نجلس ونحكي باللوائح والإجراءات».

كما تسأل الأوساط نفسها: «هل أن نصر الله أخذ ينظر إلى مسلحي التكفيريين بأنهم يمكن التواصل معهم باعتباره يواجه وإياهم الآن عدواً واحداً هو دونالد ترامب، بعد أن بات عنوان زيارته المنطقة مواجهة الإرهاب وإيران وحزب الله»؟ وتشير إلى أن عمليات التبادل الأخيرة التي جرت وشملت تحرير القطريين المخطوفين في العراق بالتزامن مع إخراج مسلحي وأهالي بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين، مقابل خروج مسلحي وأهالي الزبداني ومضايا، تمت باتصالات شملت «جبهة النصرة» (هيئة فتح الشام) التي خصصت الإدارة الأميركية 10 ملايين دولار للقضاء على زعيمها أبو محمد الجولاني. فهل أن وضع واشنطن الحزب مع «النصرة» و «داعش» في سلة واحدة سيتيح التواصل بينها؟

 

هاجسان في رأس الأسد: عشائر الحدود ومشاريع «إعادة الإعمار»

نظام دمشق و«مناكفة» الأردن

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: تحدث الرئيس السوري بشار الأسد في آخر مرتين ظهر فيهما إعلاميا بتوسع في مسألتين، الأولى هي الإيحاء بأن لديه معلومات مفصلة عما يجري في كل أنحاء بلاده وخصوصا في الجنوب السوري، خاصة تصدر الحدود مع الأردن العناوين خلال الأسبوعين الماضيين. وثانيا الإصرار على تلميحات أن كل مشاريع اعادة اعمار سوريا بعد تسوية نهائية مفترضة سيكون القرار فيها للنظام نفسه ولنخبته المركزية في دمشق وهنا أيضا يتورط رئيس النظام بإنتاج انطباع قد لا يمثل الحقيقة.

مسألة الاستعراض المعلوماتي برزت عندما اتهم الأسد الأردن تحديدا بالتجهيز لاقتحام قوات عسكرية إلى الداخل السوري دون تحديد أي معلومات مفصلة. ملامح الاستعراض ظهرت عندما قال إن حكومته في دمشق لا زالت تحتفظ بالقدرة على استخلاص المعلومات من خلال روابطها بالعائلات والمكونات العشائرية والاجتماعية في منطقة درعا تحديدا. وهو يريد بهذا الكلام الرد على ما يردده غربيون مختصون حول هوامش المناورة المتاحة أمام نظام دمشق بحكم الصلات القديمة بين الحكومة الأردنية وعشائر منطقة درعا، وكذلك بسبب علاقات معروفة بين الأردن وعشائر الدروز في السويداء وجبل العرب.

لم يكن الأسد لو كانت لديه القدرة على السيطرة فعلا على جنوب سوريا في حاجة للادعاء بأن صلات نظامه مازالت مستمرة مع مكونات الجنوب خصوصا وأنه اتبع طوال السنوات الخمس الماضية سياسة «درعا مشكلة أردنية».

و بدا إيحاء الأسد بأن لديه صلات وقنوات معلومات عشائرية مع مكونات اجتماعية جنوبي سوريا ليس أكثر من «مجرد كلام» خصوصا بعدما تبين أن قصة التحشيد العسكري من جهة الأردن مجرد ادعاء، ففي الواقع توجد قوة عسكرية محدودة مشتركة هدفها الاستعداد لمواجهة بقايا تنظيم «الدولة» في مثلث صحراوي بالقرب من المناطق الوعرة شمالي الأردن وجنوب سوريا وحيث لا توجد أدلة من أي نوع تفيد بأن الجبهة الأردنية يمكن أن تفتح لا بقرار أردني ولا حتى بقرار دولي.

أما بالنسبة لإعادة الإعمار فهي منطقة يغازل فيها الرئيس الأسد نفسه والمقربين من عائلته لدفعهم إلى التماسك عبر الإيحاء مجددا أن حكومة دمشق هي التي ستملك الأوراق عند تدشين مرحلة إعادة الإعمار.

يضطر الأسد لمخاطبة مستثمرين ورجال أعمال كبار من عائلته ومن الطائفة ومن تجار الشام  بمثل هذه اللغة حتى يوحي بالقوة لنفسه مع ان المصادر المقربة جدا من حلقات حكمه تعلم أن الأطراف الدولية والاقليمية الكبرى هي التي ستتولى ملف إعادة الإعمار ولن يكون دور الأسد إذا ما بقي في السلطة أكثر من التشاور والتنفيذ.

هوس الأسد بمسألة إعادة الإعمار سببه تلك الاجتماعات التي تجري بعيداً عن الأضواء لخبراء ودبلوماسيين غربيين في بعض عواصم المنطقة ومن بينها عمان وبيروت وحتى إسطنبول، بهدف رسم خريطة بيانية لاتجاهات ومتطلبات إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الحرب.

واحدة من الحلقات الأساسية في هذا الاتجاه، أقامتها الشهر الماضي السفارة الألمانية في بيروت، فيما استضافت  سفارات الاتحاد الأوروبي في عمان مثلا خبيرين اقتصاديين لتقديم رؤيتهما في الموضوع.

الأمريكيون بدورهم اجتمعوا بأكثر من 30 شخصية اقتصادية من العراق وتركيا والأردن في إطار السعي لوضع سيناريو مسبق لكيفية إدارة إعادة الإعمار خصوصا في مجال الاتصالات والبنية التحتية وإعادة إعمار العقارات الضخمة والجسور وخزانات المياه وصيانة مستودعات الغذاء والحبوب و خصوصا في مجال ما يسمى بلوجستيات عودة اللاجئين. من الواضح والمرجح أن هذه المشاورات وصلت إلى آذن الحكم السوري وحفزت الأسد على تذكير الجميع بأن قرارات مشاريع إعادة الإعمار ستكون بين يديه هو والمقربين منه.

 

البنتاغون يفوض «لواء المعتصم» لاستلام 11 بلدة في ريف حلب الشمالي من «قوات سوريا الديمقراطية»

منهل باريش

«القدس العربي» : أعلن رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم، مصطفى سيجري، عن تقدم كبير في مفاوضات تسليم القرى والبلدات التي تقدمت إليها قوات سوريا الديمقراطية «قسد» منتصف شباط (فبراير) 2016، إثر انهيار قوات المعارضة أمام قوات النظام والمليشيات الشيعية المرافقة، التي تمكنت من وصل الطريق بين حلب ونبل والزهراء، المجاورتين لقضاء بلدة عفرين من الجهة الجنوبية الشرقية.

ونشر سيجري، على حسابه الشخصي على «تويتر»، نص تفويض التحالف الدولي للواء المعتصم والقاضي بـ«استلام وإدارة المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية». وحدد تفويض التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، 11 بلدة وقرية سيتسلم ادارتها لواء المعتصم، هي: المالكية، شواغر، مرعناز، منغ، عين دقنة، تل رفعت، الشيخ علي، حربل، كفر ناصح، مريمين، ودير جمال.

واشترط التحالف «أن يكون السلاح محصورا بيد قوات لواء المعتصم»، و«إعادة أهالي القرى مدنيين وجيش حر بدون سلاح»، و«حق دخول المدنيين الأكراد الى القرى تحت حماية لواء المعتصم».

من جهته، أكد سيجري في حديث إلى «القدس العربي» أن «المفاوضات تسير بالاتجاه الصحيح وتحرز تقدما، ومن الأفضل عدم الخوض في التفاصيل لحين انجاز الاتفاق».

وعلمت «القدس العربي» من مصدر متابع للمفاوضات أن لواء المعتصم «حصل على تفويضات خطية من فصائل الجيش الحر من أبناء البلدات المعنية بالاتفاق، إضافة الى تفويضات أخرى من الهيئات الثورية ومجالس الأعيان في تلك البلدات». ووصف المصدر التفويضات بأنها «تقوي موقف لواء المعتصم في المفاوضات المستمرة».

وتوقع المصدر أن «يصل الطرفان الى اتفاق مطلع الأسبوع المقبل أو خلاله على اقصى حد»، مضيفا أن «الاتفاق يناقش بعض القضايا التقنية فقط. اما الخطوط العريضة فالطرفان موافقان عليها».

وصرح أحمد السلطان، الناطق الرسمي في «جيش الثوار»، أحد ابرز التشكيلات المنضوية في قوات سوريا الديمقراطية في منطقة عفرين، أن «المفاوضات جارية ولم يبت بالأمر حتى اللحظة، لكن من المتوقع خلال أيام قريبة أن يصار الى اتفاق، ولا نريد استباق الأحداث».

وتحفظ قائد لواء المعتصم ، أبو العباس، في اتصال مع «القدس العربي»، عن الإدلاء بأي معلومات أو تفاصيل عن سير المفاوضات، والنقطة التي وصلت اليها.

ومن المتوقع أن يسمح الاتفاق في حال اتمامه عودة نحو 300 ألف مدني وعسكري إلى قراهم، حيث تعتبر تل رفعت إحدى اكبر بلدات ريف حلب الشمالي. وسيخفف الاتفاق أعداد النازحين على الحدود السورية ـ التركية وفي المخيمات المحيطة ببلدة اعزاز، حيث تستوعب بلدة تل رفعت وحدها نحو مئة ألف من السكان، وربما تشجع الكثير من أهلها الذين هربوا الى ريف ادلب عبر عفرين على العودة إليها، باعتبارها منطقة آمنة وتخضع إلى منطقة «درع الفرات» المحمية من القصف الجوي الروسي.

ويأتي مشروع الاتفاق بعد مشاورات استمرت نحو شهرين متواصلين من العمل الدؤوب، بين لواء المعتصم والفعاليات المدنية والثورية في الريف الشمالي.

وكان البنتاغون قد عرض سابقا على لواء المعتصم واللواء 51، المنضويين في برنامج التدريب الأمريكي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، مقترحا بدخولهما الى مدينة منبج شرق حلب. لكن تطورات الأوضاع الميدانية، وإدخال «قسد» لقوات من النظام السوري والروسي كقوات فصل بينها وبين فصائل «درع الفرات» والجيش التركي، عقّد مسالة حل عقدة منبج بشكل شبه نهائي.

من ناحية أخرى، فإن تسليم القرى والبلدات سيلقى ارتياحا تركيا الى حد كبير، رغم عدم إعلان أنقرة عن أي تفاصيل وتصريحات بهذا الخصوص، كونها تدرج حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب» على لوائح المنظمات الإرهابية لديها، وتعتبر «الوحدات» الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني.

فقرار تسليم البلدات الـ11 ينهي شبح وصل «كانتون» عفرين بمنطقة سيطرة «وحدات حماية الشعب» في منبج ومنطقة شرقي نهر الفرات. وهذا ما سيجعل تركيا اكثر ارتياحا في منطقة «درع الفرات».

ويتزامن الاتفاق مع قرار البيت الأبيض بدعم حليفه الكردي بأنواع جديدة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعربات، في ظل توتر واضح في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، حيث فشلت زيارة وفد تركي رفيع برئاسة قائد الاستخبارات العامة حقان فيدان في إقناع البيت الأبيض بالكف عن دعم «المنظمات الإرهابية»، حسب التصنيف التركي. وهذا يسبق زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن، للقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الأسبوع المقبل.

أحد أسباب الاستعجال بالدفع الأمريكي باتجاه تسليم تل رفعت وباقي القرى المجاورة هو تخفيف التوتر مع تركيا وعدم إثارة غضبها مجددا، فمن الواضح أن واشنطن لا تريد اثارة غضب حليفها الكبير في الشرق الأوسط وصاحب أكبر جيش في الناتو. لذلك من المتوقع عقد اتفاق تسليم البلدات قبل وصول الرئيس التركي إلى واشنطن، بل تعمد واشنطن إلى محاولة إرضاء أنقرة دون التخلي عن «قسد»، وهو مايعني أن العلاقات ستبقى في حالة توتر.

تركيا بدورها تدرك إلى حد كبير أن أمريكا لن تتخلى عن «قسد»، وهو ما دفعها الى تغيير كبير في سياستها التي بدأت باستدارة كبيرة إلى روسيا، توجت في اتفاق أنقرة لوقف «إطلاق النار» ومن ثم إجبار الفصائل المقربة منها إلى حضور مؤتمر أستانة الأول، وحضور أستانة ـ 3 الذي أطلق اتفاق «مناطق خفض التوتر»، وكذلك قبولها بإيران كدولة ضامنة ثالثة إلى جانب روسيا.

 

سورية: ترقب لاستئناف عملية التهجير في شرق دمشق

جلال بكور

قالت مصادر محلية في شرق دمشق إن من المتوقع أن تنطلق، اليوم الأحد، الدفعة الثالثة من أهالي ومقاتلي المعارضة السورية المسلحة من حي برزة الدمشقي إلى إدلب، شمال سورية، بالإضافة للراغبين بعدم مصالحة النظام السوري في حي تشرين المجاور لحي برزة.

ويأتي خروج الدفعة الثالثة تنفيذا لاتفاق بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري نص على خروج المقاتلين والمدنيين الراغبين بعدم مصالحة النظام في حي برزة. وانضم إلى الاتفاق لاحقا حي تشرين.

وقالت المصادر لـ”العربي الجديد”، إنه تم التوصل إلى اتفاق مماثل بين المعارضة والنظام في حي القابون أيضا، بعد سيطرة النظام على معظم أجزاء الحي إثر هجوم شنه أمس، السبت، أجبر المعارضة على التراجع.

وكان النظام السوري قد أعلن أمس، السبت، بسط سيطرته الكاملة على حي القابون، شرق دمشق، في حين نفت ذلك مصادر لـ”العربي الجديد”، مؤكدة أن المعارضة لا زالت تسيطر على جزء من الحي.

وفي الشأن نفسه، ذكرت مصادر أخرى لـ”العربي الجديد”، أن مقاتلي المعارضة غير الراغبين بمصالحة النظام انسحبوا من أحياء تشرين والقابون وبرزة باتجاه الغوطة الشرقية، وأخلوا المنطقة الشمالية الشرقية من مدينة دمشق بالكامل.

وفي ريف القنيطرة، جنوب غرب سورية، أفادت مصادر بأن شخصا قتل خلال محاولته زرع عبوة ناسفة بالقرب من مقر للمعارضة السورية المسلحة في قرية بريقة بالقطاع الأوسط، بينما وقع قصف متبادل بين المعارضة والنظام السوري في منطقة حضر بريف القنيطرة الشمالي أسفرت عن أضرار مادية.

إلى ذلك، قتل ثلاثة عناصر من مليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية”، وأصيب عنصران آخران بانفجار عبوة ناسفة بسيارة كانت تقلهم على طريق بلدة المبروكة في ناحية رأس العين بريف الحسكة الغربي.

وفي الرقة، سيطرت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” على قرى “العطشانة – وتل معز – الملالي” بريف المدينة الشمالي، في حين استهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بسيارة مفخخة، موقعاً لعناصر المليشيا في منطقة مزرعة اليرموك، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.

وكانت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية”، والتي تشكل غالبيتها عناصر مليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية”، قد أحرزت مساء السبت، تقدما لافتا في ريف الرقة الشمالي، وباتت على بعد خمسة كيلومترات من المدينة، في ظل فرار المدنيين باتّجاه الرّيف الجنوبي من المدينة.

وسيطرت المليشيا على مواقع معامل الغزل والسكر والغاز في شمال مدينة الرقة على بعد خمسة كيلومترات، بعد معارك عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وأفادت مصادر لـ”العربي الجديد”، بأن المعارك مستمرة في منطقة المعامل بين المليشيات الكردية وعناصر تنظيم “داعش” منذ منتصف ليلة الجمعة السبت، وسط حالة نزوح من المدنيين في مدينة الرقة إلى ريفها الجنوبي، في ظل اقتراب المعارك من المدينة.

وفي دير الزور، اندلعت اشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وقوات النظام السوري في منطقة المقابر، ومحيط لواء التأمين، جنوب المدينة، وفي حيي الموظفين والجبيلة، تخللها قصف صاروخي ومدفعي متبادل أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين.

وفي ريف حمص الشرقي، قتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة جراء غارة روسية على محيط مدينة السخنة، في حين جددت قوات النظام السوري، اليوم الأحد، قصفها المدفعي والجوي على مدن وبلدات تخضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في ظل سريان اتفاق خفض التصعيد.

وقال “مركز حمص الإعلامي” إن غارة من طيران روسي استهدفت منازل المدنيين في منطقة جبل الضاحك، غرب مدينة السخنة، في ريف حمص الشرقي، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين هم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة.

وفي غضون ذلك، شن الطيران الروسي عدة غارات جوية استهدفت محيط جبال الشومرية ومحيط الصوامع ومفرق محمية التليلة في ريف حمص الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في محاولة من قوات النظام للتقدم في بادية تدمر الشرقية.

من جهة أخرى، تحدثت مصادر محلية عن قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري على بلدات ومدن دوما والمحمدية وسقبا في غوطة دمشق الشرقية، كما قصف الطيران المروحي منطقة “الظهر الأسود” في الغوطة الغربية.

وفي الشأن نفسه، قصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ بلدة الزكاة ومدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، ومنطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، مسفرة عن أضرار مادية، وذلك في ظل سريان اتفاق خفض التصعيد الموقع بين الأطراف الضامنة في مؤتمر أستانة الأخير.

إلى ذلك، وقع قتلى وجرحى جراء اشتباك بين “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “الدولة الإسلامية” في مخيم اليرموك، جنوبي مدينة دمشق، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

 

بدء عملية تهجير معارضي حي القابون إلى الشمال السوري

جلال بكور

قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن عملية تهجير مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وعائلاتهم من حي القابون في شمال شرقي دمشق، إلى الشمال السوري، بدأت بدخول الحافلات التي ستقلّ المهجرين إلى محافظة إدلب.

 

وذكرت المصادر أن النظام بدأ بتسجيل أسماء الراغبين بالصعود في الحافلات وأسماء الراغبين بالبقاء في الحي ومصالحة النظام السوري، في حين توجه عدد من المقاتلين والعائلات إلى الغوطة الشرقية.

 

وبدأت العملية بعد التوصل إلى اتفاق بين المعارضة والنظام ينص على تهجير الراغبين في عدم مصالحة النظام السوري من الحي، وجاء الاتفاق بعد ثلاثة أشهر من العمليات العسكرية سيطرت خلالها قوات النظام على معظم أجزاء الحي.

 

وأشارت المصادر إلى أن 300 عائلة بالإضافة إلى مئات المقاتلين من المعارضة السورية من المتوقع تهجيرهم إلى إدلب، وذلك تزامنا مع تسجيل أسماء الراغبين في الخروج وعدم مصالحة النظام من حيي تشرين وبرزة المجاورين لحي القابون في شرق دمشق.

 

وكان النظام السوري قد هجّر دفعتين من المقاتلين والعائلات الرافضة للبقاء ومصالحة النظام، ونقلوا إلى محافظة إدلب شمال سورية.

 

ومع تهجير النظام للمعارضة السورية المسلحة تكون كامل منطقة شمال شرقي دمشق باستثناء حي جوبر تحت سيطرة النظام السوري، وتتوقع مصادر أن يبدأ النظام بحملة عسكرية على حي جوبر الذي يعد صلة الوصل الأخيرة بين مدينة دمشق والغوطة الشرقية.

 

إلى ذلك، قتل مدني وجرح آخرون بقصف صاروخي من النظام السوري على الغوطة الشرقية، اليوم الأحد، في ظل سريان اتفاق خفض التصعيد.

 

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام السوري استهدفت الأحياء السكنية في بلدة الأشعري بالغوطة الشرقية، بصاروخين من نوع أرض أرض، أديا إلى مقتل مدني وإصابة آخرين، فضلا عن وقوع أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين.

 

وذكرت المصادر ذاتها أن اشتباكات وقعت بين فصيل “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” في محيط بلدة مسرابا بالغوطة، لم يتبين حجم الأضرار الناتجة عنها.

 

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم “جيش الإسلام” المعارض للنظام السوري، حمزة بيرقدار، إن مواقعهم في بلدة مسرابا تعرضت لهجوم من قبل “فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة”، حيث قاموا بصد الهجوم، دون مزيد من التفاصيل.

 

وأضاف بيرقدار، على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”: “ما زال الأمل معقوداً على العقلاء في “فيلق الرحمن” والمؤثرين من أهل الفكر والوجاهة للتحرك لتجنيب الغوطة عواقب هذه التصرفات غير المسؤولة”.

 

إلى ذلك، قتل عنصر من المعارضة السورية المسلحة وأصيب اثنان آخران جراء انفجار مستودع ذخيرة في معسكر للتدريب بالقرب من مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، وأوضحت مصادر أن المعسكر تابع لفصائل الجبهة الشامية.

 

من جهة أخرى، أصيب مدني بجروح إثر انفجار لغم من مخلفات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في قرية مزيونة الحمر بريف حلب الشرقي.

 

وفي القلمون الشرقي، شن تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوما على موقع للمعارضة السورية المسلحة في جبال المنقورة المتاخمة للبادية الشامية، اندلعت على إثره معارك عنيفة وقعت خلالها إصابات بين الطرفين، دون تغيير في مناطق السيطرة.

 

القابون:صفحة طويت في محيط دمشق

خرجت حافلات تقلّ مهجّرين من حي القابون في الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، الأحد، نحو محافظة إدلب في الشمال السوري، وذلك في إطار اتفاق بين ممثلين عن الحي وقوات النظام، يقضي بخروج مقاتلي المعارضة ومن يرغب من المدنيين من الحي نحو الشمال السوري.

 

ومع بدء عمليات إخلاء الحي، أعلنت قوات النظام السوري توقف العمليات العسكرية في الحي، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن “التنظيمات الارهابية” اعلنت موافقتها على اتفاق يقضي برحيل عناصرها من الحي. وفي وقت مبكر، السبت، تقدمت قوات النظام داخل القابون لتبسط سيطرتها على معظم الحي.

 

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن استياءاً يسود أوساط المدنيين في غوطة دمشق الشرقية، ممن كانوا يرغبون في الانتقال إلى منطقة القابون والخروج مع هذه الدفعة إلى الشمال السوري.

 

وأوضح المرصد “جاء هذا الاستياء على خلفية منع حواجز فيلق الرحمن (للمدنيين) من الانتقال عبر الأنفاق التي تربط بين القابون والغوطة الشرقية، فيما أبدى أهالي رغبتهم بالخروج بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها الغوطة الشرقية في ظل الحصار المستمر من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها”.

 

ويأتي اتفاق القابون بعد اتفاق مشابه هذا الأسبوع لإخلاء مناطق مجاورة في حيي برزة وتشرين الدمشقيين اللذين تسيطر عليهما فصائل المعارضة منذ 2012. ومع طيّ صفحة القابون، تتعرض المعارضة إلى ضربة قوية مع تضاؤل مناطق سيطرتها التي كانت مصدر تهديد مستمر للنظام في العاصمة.

 

وبإنجاز اتفاقات أحياء برزة وتشرين والقابون، يتبقّى للمعارضة ثلاثة أحياء خاضعة لسيطرتها، هي جوبر والتضامن واليرموك، ومن المتوقع أن تبدأ مفاوضات مشابهة لإخلاء هذه الأحياء أيضاً، ما يعني أن العاصمة السورية ستكون خالية تماماً من أي تواجد لمقاتلي المعارضة.

 

الخلاف يستمر حول مصير بشار الأسد

بهية مارديني

‫دعا مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأمم المتحدة إلى اعتماد آلية المفاوضات المباشرة بين وفدي المعارضة والنظام، في مباحثات جنيف للحل السياسي، التي من المقرر أن تُعقد يوم الثلاثاء القادم.

 

‫وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف ورئيس الائتلاف الأسبق هادي البحرة، في لقاء على قناة “العربية” معلقاً على جنيف “نريد مساراً تفاوضياً واضحاً يجلس فيه وفدا النظام والمعارضة بشكل مباشر”، مؤكداً أن النظام يضيّع الوقت دون الانخراط في عملية تفاوضية جدية.

 

‫وأشار الائتلاف في بيانات ، تلقت “إيلاف ” نسخاً منها ، بأن رئيس الائتلاف رياض سيف، جدد التأكيد على دعم الائتلاف للهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية التركية مولود جاوويش أوغلو الخميس الماضي.

 

‫وبحث الطرفان آخر المستجدات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، وتقدم رئيس الائتلاف الوطني لوزير الخارجية بالشكر لمواقف تركيا حول سوريا .

 

‫كما قال سيف اليوم إن الائتلاف منفتح على المشاركة النسائية ومشاركة المجتمع المدني.

 

‫من جانبه، عبّر الأمين العام للائتلاف نذير الحكيم، خلال لقائه السكرتير الأول في السفارة الإسبانية بتركيا خوسيه لويس سانتس، عن أمله في أن تكون هناك مخرجات جدية في الجولة القادمة من جنيف.

 

‫وقال الحكيم إن الائتلاف الوطني تعقد الأمل على جولة جنيف القادمة، مؤكداً على الدور الذي يجب أن تلعبه خلال هذه الجولة كل من تركيا والدول العربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

‫حل قضايا السوريين

 

‫وقال أحمد رمضان، رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني المعارض، إن القضاء التركي أصدر حكماً برفض تجريم حاملي جوازات سفر المعارضة السورية، وألغى العقوبات المترتبة عليهم، ومنها حرمانهم من دخول تركيا.

 

‫جاء ذلك في تغريدةٍ نشرها رمضان على حسابه في تويتر، بعد اعتقال السلطات التركية لسوريين حاولوا السفر عبر جوازاتٍ كانت مكاتب في تركيا تصدرها باسم الائتلاف.

 

‫وأوضح موقع ترك برس ، إلى أنّ تغريدة رمضان جاءت على خلفية لقاء جمع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض سيف، مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في أنقرة.

 

‫وقال رمضان في تغريدة أخرى أيضًا ، إن الائتلاف الوطني ينشئ مكتب اتصال برئاسة نائب الرئيس مع الجانب التركي لمتابعة التعاون والتنسيق وحل قضايا السوريين ومنها قضية التأشيرات.

 

‫استمرار الخلاف

 

‫من جانبها، كشفت صحيفة الشرق الأوسط أن محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في واشنطن أظهرت استمراراً للخلاف إزاء مصير بشار الأسد، بين تمسُّك إدارة الرئيس دونالد ترمب بقطع رأس النظام السوري ونحو 20 من مساعديه، وتحذير موسكو من تكرار نموذجي العراق وليبيا. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية أن إدارة ترمب اتخذت موقفاً واضحاً من الأسد بعد توافر أدلة كافية لدى أجهزة الاستخبارات في واشنطن ولندن وباريس على أن النظام مسؤول بنسبة مائة في المائة عن الهجوم الكيميائي على خان شيخون، عبر قصف الطيران على مدنيين في ريف إدلب.

 

‫ولفتت المصادر إلى أن إدارة ترمب أبلغت لافروف، خلال محادثاته في واشنطن قبل أيام، ثلاثة لاءات، هي: لا سلام مع الأسد، لا استقرار مع الأسد، لا إعادة إعمار مع الأسد. لكنها أبدت مرونة إزاء كيفية خروج الأسد وتوقيته بحيث تتولاهما موسكو، بما في ذلك احتمال استقباله في روسيا مقابل تعهد واشنطن عدم ملاحقته الأسد من المحكمة الجنائية الدولية.

 

‫وكرر لافروف موقف بلاده، معتبراً أن خروج الأسد من الحكم سيؤدي إلى انهيار النظام وتكرار فوضى العراق وليبيا في سوريا.

 

‫وأكدت المصادر أن الجانب الأميركي أبلغ لافروف بأن المطلوب خروج نحو 20 مسؤولاً في النظام السوري مع بقاء الجيش وأجهزة الأمن، وأنه لا مانع بتولي شخصية علوية دوراً رئيسياً في النظام الجديد، مشيرة إلى أن واشنطن تطالب فقط بقطع رأس النظام وخروجه من سوريا لعدم تكرار نموذج اليمن لدى بقاء علي عبد الله صالح والدور السلبي الذي لعبه.

 

‫وأكدت جولة المحادثات الثانية بين إدارة ترمب ولافروف رفض واشنطن لعب دور جوهري في عملية مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة، وفي أستانة مقابل التمسك بحصول صفقة أميركية – روسية حول سوريا تكون مدخلاً للعلاقات بين الجانبين، وقد يؤدي تطورها إلى تفاهم إضافي حول أوكرانيا.

 

‫اتفاق مناطق خفض التصعيد

 

‫الى ذلك قال محمد برو، رئيس مركز صدى، في تصريح تلقت “إيلاف” نسخة منه ، في ما يخص اتفاق مناطق خفض التصعيد فهو “في البدء المصطلح مراوغ وغير محدد”، موضحًا أن الخفض لا يعني بالضرورة الوقف الحاسم، الامر الذي يترك الباب مفتوحًا لتفسيرات متباينة .

 

وأما بخصوص الدول الضامنة فاعتبر أن “روسيا وايران هما بواقع الامر دولتان محتلتان ومقاتلتان في الارض السورية ومنحازتان للنظام بشكل جلي، الامر يجعل من تصنيفهما كدولتين ضامنتين امرًا مثيرًا للسخرية”.

 

والامر الثالث، بحسب برو، أن هذه الصيغة المفروضة من دون تشاور القوى السورية بشقيها السياسي والعسكري، الامر الذي سيجعل من تطبيقها امرًا اقرب للمحال.

 

وعلى العموم أكد أن” المتتبع لجولات اجتماعات أستانة 1-4 يجد تباين الرؤى بين الدولة الراعية وحلفائها المدافعين عن بقاء الاسد أو نظامه وبين المعارضة السورية ومن يحالفها بشكل مختصر، أي بعبارة موجزة فإن المتابع يجد ان هناك محور جنيف، الذي يتسم بجدية أكبر قليلاً من قرينه أستانة، وان سلسلة الأستانة ما هي إلا لاختبار رد فعل المعارضة السورية ولتمرير الرسائل التي يريدها الروس وديمستورا ولتضييع الوقت، الأمر الذي يصب في مصلحة نظام الأسد حصرًا”.

 

فورين بوليسي: العلاقات الأمريكية التركية دخلت في أزمة عميقة

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن العلاقات التركية الأمريكية دخلت مرحلة الأزمة العميقة بعد قرار واشنطن تسليح المليشيات الكردية في شمال سوريا، الذي ترفضه أنقرة رفضاً باتاً؛ باعتبار أن تلك المليشيات على علاقة مع حزب العمال الكردستاني التركي الذي تصنفه أنقرة على أنه منظمة إرهابية.

 

وأوضحت المجلة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيعمل على طمأنة نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارة الأخير المرتقبة إلى واشنطن في الأيام القليلة القادمة، مبينةً أن الوضع في سوريا بالغ التعقيد، خاصةً أن الخيارات التي كانت أمام ترامب محدودة جداً في كيفية التعامل مع تعقيدات الملف السوري، ومحاولة إيجاد مكان للسياسة الأمريكية هناك.

 

ترامب وجد نفسه في غابة من التعقيدات، خاصةً ما يتعلق بالموازنة بين علاقته بتركيا الحليفة، وعلاقته مع وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، فبعد أن مسح كل الخيارات التي أمامه وجد أنه لا مناص من السير على خُطا سلفه باراك أوباما في التعامل مع وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا؛ باعتبارها الحليف الأكثر قدرة على مواجهة تنظيم الدولة واستعادة مدينة الرقة من قبضة التنظيم.

 

وترى المجلة أن ترامب لم يستعجل في إعلان تحالفه مع القوات الكردية في شمالي سوريا، وأجل ذلك إلى ما بعد الاستفتاء التركي، حتى لا يكون سبباً في تأزيم الأوضاع بينه وبين الحليفة تركيا.

 

تركيا لا يبدو أنها تدخر جهداً في محاربة التنظيمات الكردية التابعة لحزب العمال، سواء في العراق أو سوريا، وقد شن الطيران التركي غارات جوية على مواقع الحزب في العراق وسوريا، يوم 25 أبريل/نيسان الماضي، تسببت أيضاً في مقتل عدد من جنود البيشمركة الكردية في شمال العراق.

 

في مقابل ذلك لا يبدو أن تركيا معنية بقصف وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا ما دام أن هذه القوات في حلف مع الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن أنقرة ألمحت إلى أن ذلك يمكن ألا يستمر، وأن القوات التركية يمكن أن تستهدف تلك القوات حتى في حال كانت في تحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 

الدعم الأمريكي للقوات الكردية في شمال سوريا يتوقع أن يأخذ حيزاً واسعاً من النقاش بين أردوغان وترامب خلال زيارة الرئيس التركي إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

 

وترى فورين بوليسي أن قلة الخيارات المتاحة أمام ترامب في سوريا تعود بالأساس إلى جملة من الأخطاء التي سبق أن ارتكبتها الإدارة الأمريكية السابقة، كما أن جزءاً من ذلك هو أن تركيا في مرحلة ما تخلت عن محاربة داعش في سوريا، في حين لم تكن هناك من قوة تقاتل على الأرض سوى الأكراد.

 

وعلى ترامب- بحسب المجلة الأمريكية- أن يقدم تطمينات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة الأخير لواشنطن، وإن كانت بعض المصادر أشارت إلى أن ترامب قد يقدم حلولاً لعلاقة أفضل بين أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، إلا أن هذا الخيار يبدو صعباً في ظل تعنت أنقرة وموقفها الصارم تجاه المليشيات الكردية.

 

معارك عنيفة بين “سوريا الديمقراطية” وتنظيم الدولة غرب الرقة  

قالت مصادر للجزيرة إن معارك عنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية دارت في محيط قرية هنيدة بريف الرقة الغربي.

 

وأوضحت المصادر أن طائرات التحالف الدولي شنت بالتزامن مع المعارك غارات على مواقع لتنظيم الدولة في المنطقة.

 

وذكر تنظيم الدولة أنه قتل 12 من عناصر “سوريا الديموقراطية” بتفجير عبوات ناسفة وسيارة ملغمة استهدفت مواقع لهم في مزرعة اليرموك، وعلى الطريق الواصلة بين قريتي المبروكة وسلوك بريف الرقة الشمالي.

 

وكانت مصادر للجزيرة قد أكدت في وقت سابق أن قوات سوريا الديمقراطية باتت على بعد ستة كيلومترات فقط عن مدينة الرقة، بعد سيطرة مقاتليها على قرية الأنصار ومركز اتحاد الفلاحين ومعمل غزل القطن وقرى ومزارع شمال مدينة الرقة، عقب معارك مع مسلحي تنظيم الدولة.

 

من جانب آخر، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن عشرة قتلى من عائلة واحدة سقطوا بقصف أميركي على قرية العمرية بريف الرقة أمس السبت.

 

وذكرت الوكالة في وقت سابق أن أربعة اشخاص بينهم طفلان قتلوا جراء انفجار لغم أرضي في ريف الرقة الشمالي، كما تحدثت عن مقتل سبعة أطفال وإصابة أكثر من 45 -معظمهم أطفال ونساء- جراء قصف جوي ومدفعي أميركي على بلدة شنينة ومزرعة الرشيد.

 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية الجمعة أن هجوم استعادة السيطرة على مدينة الرقة -أبرز معاقل تنظيم الدولة في سوريا- سينطلق مطلع الصيف المقبل.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية بدأت عمليتها العسكرية باتجاه الرقة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وسيطرت خلال أربع مراحل على العديد من القرى والبلدات بمحافظة الرقة التي وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة عام 2014، وكان آخر تلك المواقع مدينة الطبقة الإستراتيجية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تسريبات.. الأسد يحلّ القيادة القومية لحزب البعث

العربية.نت – عهد فاضل

تسرّبت معلومات من العاصمة السورية بحلّ #القيادة_القومية لحزب #البعث العربي الاشتراكي، وهو الحزب الذي يستولي بموجبه النظام السوري على السلطة منذ أول ستينيات القرن الماضي.

ويعقد #حزب _البعث_العربي_الاشتراكي، مؤتمره “القومي” الرابع عشر، في دمشق، اليوم الأحد، بعد انقطاع دام 37 عاماً، حيث كان آخر مؤتمر “قومي” للبعث عام 1980.

وذكرت مصادر إعلامية تابعة لنظام #بشار_الأسد، أن حل القيادة القومية للحزب المذكور، سيستبدل بـ”مجلس قومي استشاري” ينوب عن القيادة التي حلّت، أخيراً.

وكان إعلام “حزب الله” اللبناني، أول من تطرق إلى حل القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، في خبر لصحيفته “الأخبار” في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2016 تطرقت فيه إلى سبب حل القيادة القومية للبعث: “سبب حل تلك المؤسسات والهياكل الحزبية يعود إلى افتقادها أي مضمون عملي على أرض الواقع”. كما قالت الصحيفة في خبرها، وقتذاك. والتزمت مصادر النظام السوري الصمت إزاء ذلك الخبر.

يشار إلى أن مفهوم ” #القيادة_القومية” لحزب البعث، يعني العلاقات ما بين كيانات هذا الحزب في البلدان العربية التي كان له وجود فيها.

ويرجّح أن يظل رئيس النظام السوري بشار الأسد، على قيادة ما سمّي ” #المجلس_الاستشاري_القومي”.

وكانت جهات تابعة لحكومة الأسد قد تسلّمت مكاتب وممتلكات تابعة لما يعرف بالقيادة القومية، في عام 2016، وألحقتها بما يعرف بالقيادة القطرية. ونقل عن بعض أعضاء “القومية” مفاجأتهم لذلك القرار.

وقالت صحيفة “الحياة” اللندنية، في موضوع لها تعليقاً على الخبر الذي تسرّب، سابقاً، عن حل القيادة القومية لحزب البعث، بتاريخ 22 من يناير/كانون الثاني 2016، إنه في حال صحت هذه الأنباء عن حل القيادة القومية فإن ذلك سيكون “اعترافاً من المدرسة البعثية بنهاية الطريق التي طال إنكارها”.

وكانت صحيفة “الوطن” التابعة لنظام الأسد قد “مهّدت” لخبر حل قيادة البعث القومية، في موضوع لها في 11 من الجاري، تحدثت فيه عن حل القيادة القومية للبعث، وأن الأسد سيكون رئيساً على المجلس البديل لتلك القيادة.

 

الجيش السوري يستعيد معظم منطقة تسيطر عليها المعارضة على حافة دمشق

من سليمان الخالدي

عمان (رويترز) – قال مقاتلون من المعارضة ووسائل الإعلام الرسمية يوم الأحد إن الجيش السوري وحلفاءه على وشك السيطرة بشكل كامل على منطقة القابون التي تسيطر عليها قوات المعارضة على أطراف العاصمة في أعقاب غارات جوية وقصف مدفعي مستمر منذ أكثر من شهرين.

 

لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنهم مازالوا يسيطرون على جيب صغير داخل الحي الذي يقع في الطرف الشمالي الشرقي لدمشق والذي تحول في معظمه إلى أنقاض بعد مئات من الغارات الجوية والصاروخية على مدى 80 يوما تقريبا.

 

وكان الجيش استأنف قصفه العنيف على الحي يوم الأربعاء بعد إنذار ليوم واحد وجهه للمعارضة المسلحة للاستسلام والموافقة على الرحيل إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال سوريا.

 

وقال عبد الله القابوني من المجلس المحلي للمنطقة لرويترز إن النظام السوري هدد بتدمير ما تبقى في القابون ولن يقبل أي شئ سوى حل عسكري.

 

وتم إجلاء مئات من مقاتلي المعارضة وأسرهم الأسبوع الماضي من منطقة برزة المجاورة بعد أن قرر مقاتلو المعارضة هناك إلقاء أسلحتهم والرحيل إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وكان من بينهم مقاتلون من القابون.

 

وكانت هناك تقارير غير مؤكدة من مصدر محلي في المنطقة بالتوصل إلى اتفاق لإجلاء مقاتلي المعارضة من القابون يوم الأحد. وهناك نحو 1500 مقاتل وأسرهم محاصرون الآن في منطقة مساحتها كيلومتر مربع تقريبا.

 

ونقلت نشرة إخبارية للتلفزيون السوري عن محافظ دمشق قوله إن الإجلاء بدأ. ولم ترد تفاصيل عن الأعداد.وكانت تلك المنطقة تعج بالحركة فيما مضى كما كانت تؤوي آلاف النازحين من مناطق أخرى بسوريا خلال الحرب وقد فر معظم سكانها في الشهرين الأخيرين مع تصاعد القصف.

 

وتمثل خسارة القابون بعد برزة ضربة قوية أخرى لقوات المعارضة التي تقاتل من أجل الحفاظ على موطيء قدم لها بالعاصمة وتواجه القوات الحكومية المدعومة بقوة جوية روسية وفصائل تدعمها إيران.

 

وتقع القابون عند البوابة الشرقية لدمشق وشهدت تلك المناطق في مارس آذار معارك مثلت أول توغل داخل العاصمة بمثل هذا النطاق الواسع منذ أكثر من أربع سنوات. وتمكن الجيش من صد الهجوم بعد قصف جوي عنيف أجبر مقاتلي المعارضة على التراجع.

 

وشجع الرئيس السوري بشار الأسد استخدام عمليات الإجلاء إلى جانب ما تصفه الحكومة باتفاقيات “مصالحة” في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة التي تستسلم للحكومة كوسيلة للحد من إراقة الدماء.

 

لكن الأمم المتحدة انتقدت كلا من استخدام أساليب الحصار التي تسبق مثل هذه الاتفاقيات وعمليات الإجلاء نفسها بوصفها تصل إلى مستوى النزوح القسري.

 

ويتهم مقاتلو المعارضة السنة الحكومة بالسعي إلى إجلاء السكان السنة في تلك المناطق في تغيير سكاني يقولون إنه سيمهد الطريق في نهاية الأمر أمام الشيعة المدعومين من إيران الذين يساندون حكم الأسد للسيطرة على ديارهم وهو ما تنفيه السلطات.

 

وتمكن الجيش من تحقيق هذا التقدم بعد قطع الأنفاق بين القابون وبرزة وعزله المنطقتين عن باقي الجيب الرئيسي لقوات المعارضة في الغوطة الشرقية.

 

وأدى تشديد حصار المنطقتين اللتين يعيش فيهما عشرات الآلاف من السكان إلى إجبار مقاتلي المعارضة على الموافقة على اتفاقيات تجبرهم على الانسحاب إلى شمال سوريا.

 

وقال أحمد الخطيب الذين كان من بين من غادروا يوم الجمعة “إنهم يفرضون علينا حصارا وحتى أدوية الأطفال أو إي إمدادات لم تعد موجودة… الناس يموتون جوعا”.

 

وتفرض القوات السورية حصارا على الغوطة الشرقية وهي منطقة ريفية كثيفة السكان تضم مزارع وبلدات منذ عام 2013. وهي المعقل الرئيسي الوحيد للمعارضة قرب دمشق ويقول مقاتلو المعارضة إنه بخسارة القابون وبرزة سقط خط الدفاع الأساسي عن الغوطة الشرقية.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى