أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 12 نيسان 2016

 

 

 

القوات الإيرانية تغرق في المستنقع السوري

لندن، دبي، طهران – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أقرت إيران أمس بمقتل أربعة من أفراد «القوات الخاصة» التابعة لجيشها النظامي خلال قتالهم إلى جانب القوات النظامية، بعد أيام فقط من إعلانها إرسال لواء من الكوماندوس للعمل مستشارين مع الجيش السوري. ويعكس مقتل الأربعة انخراطاً أكبر للجيش الإيراني في «المستنقع السوري»، بعد يوم من تصعيد طهران دعمها السياسي للرئيس بشار الأسد بقولها إنه يجب أن يُكمل ولايته الرئاسية ويترشح للانتخابات المقبلة، كما أعلن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي.

واستبق هذا الموقف الإيراني وصول الوسيط الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا إلى طهران بعدما اختتم أمس محادثاته في دمشق بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أبلغه -كما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية- أن الحكومة السورية «جاهزة» للانضمام إلى مفاوضات جنيف، ومؤكداً «الالتزام بحوار سوري بقيادة سورية ومن دون شروط مسبقة». لكن المعلم أشار أيضاً إلى أن ممثلي الحكومة لن يصلوا إلى جنيف سوى الجمعة، أي بعد يومين من موعد بدء المفاوضات، رابطاً تأخرهم بالانتخابات التشريعية السورية المقررة غداً الأربعاء. وقال دي ميستورا «إن الجولة المقبلة من محادثات جنيف ستكون بالغة الأهمية، لأننا سنركز فيها خصوصاً على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور».

وكان لافتاً أمس حديث وزارة الدفاع الروسية عن حشود ضخمة لـ «جبهة النصرة» استعداداً لشن هجوم واسع بهدف قطع الطريق بين حلب ودمشق، في مؤشر جديد إلى تصعيد مرتقب في ريف حلب الجنوبي حيث تمكنت «النصرة» قبل أيام من طرد القوات النظامية وميليشيات شيعية حليفة من مواقع استراتيجية أبرزها العيس وتلتها. وقال سيرغي رودسكوي قائد قيادة العمليات الرئيسية بهيئة الأركان العامة، إن الإرهابيين «يخططون لقطع الطريق بين حلب والعاصمة السورية»، وفق تصريحات أوردتها «رويترز».

وكانت وكالة «تسنيم للأنباء» الإيرانية قالت أمس إن أربعة جنود في الجيش النظامي الإيراني قتلوا في سورية بعد أسبوع واحد من إعلان طهران نشر قوات كوماندوس خاصة لمساعدة الرئيس الأسد. وحتى الآن كان معظم الإيرانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من قوات الحرس الثوري. ومن المعتقد أن إيران أرسلت المئات من المستشارين العسكريين، لكن ضابطاً في القوات البرية بالجيش الإيراني قال الأسبوع الماضي إن قوات خاصة من اللواء 65 بالجيش ووحدات أخرى أرسلت إلى سورية كمستشارين.

وأوردت «تسنيم»: «أربعة من أول مستشارين عسكريين لجيش الجمهورية الإسلامية… قتلوا في سورية على يد جماعات تكفيرية»، في إشارة إلى جماعات إرهابية. وتابعت الوكالة إن أحدهم يدعى محسن قيطاسلو وهو من القوات الخاصة، إلا أنها لم تذكر أسماء المتبقين.

وفي تعليق على نشر اللواء 65 في سورية، قال قائد القوات البرية البريغادير جنرال حميد رضا بوردستان الإثنين، إن إستراتيجية إيران الجديدة هي إرسال المزيد من المستشارين للحرب السورية.

أما في ريف حلب الشمالي، فقد تمكن تنظيم «داعش» من طرد فصائل المعارضة من 12 بلدة وقرية، أبرزها الراعي معقله الرئيسي السابق على الحدود التركية، والذي خسره قبل يومين فقط، كما نجح «داعش» أمس من السيطرة على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك في جنوب دمشق، بعد معارك ضارية ضد «جبهة النصرة».

وبالقرب من دمشق، سجّلت «فرانس برس» أن مسؤولين عسكريين روساً رتبوا «مصالحة» بين قوات النظام وفصائل معارضة في قرية الناصرية التي تبعد نحو سبعين كيلومتراً شمال شرقي العاصمة السورية (القلمون الشرقي). وقدّم العسكريون الروس هذه المصالحة التي أُبرمت السبت بوصفها مثالاً على دور الوساطة الذي تضطلع به موسكو بين الجيش السوري والفصائل المقاتلة.

 

استمرار تبادل القصف عبر الحدود التركية-السورية

أنقرة،اسطنبول – رويترز

قالت وكالة «دوغان» التركية للأنباء اليوم (الثلثاء) إن بلدة كيليس الحدودية التركية تعرضت لقصف سوري لليوم الثاني على التوالي، رداً على قصف للجيش التركي أمس طال مواقع شمال سورية بعد إطلاق صواريخ من سورية عبر الحدود أصابت البلدة التركية.

وأصيب 12 شخصاً أمس عندما سقط صاروخ على البلدة الحدودية التي تضم عدداً كبيراً من اللاجئين، ما دفع الجيش التركي إلى إطلاق قذائف «هاوتزر» رداً على ذلك.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الصواريخ أطلقت من أراض يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية.

 

دو ميستورا يعلِّق “أهمية بالغة” على جنيف “النصرة” تهاجم في حلب وحماه واللاذقية

المصدر: (و ص ف، رويترز)

صرّح المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، عقب محادثات أجراها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، بأن جولة محادثات جنيف المرتقبة بعد يومين ستكون “بالغة الاهمية”، لأن التركيز خلالها سيكون على عملية الانتقال السياسي، محذراً من هشاشة الهدنة اثر اشتعال عدد من الجبهات في سوريا.

وقال: “ان الجولة المقبلة من محادثات جنيف ستكون بالغة الأهمية لأننا سنركز فيها بشكل خاص على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور”. وأضاف: “نأمل ونخطط لجعلها بناءة … وواقعية”.

وأوضح انه بحث مع المعلم في “أهمية حماية واستمرار ودعم وقف الأعمال العدائية الذي، كما تعرفون، لا يزال هشاً لكنه قائم… نحن في حاجة الى تأكد من استمرار تطبيقه على رغم بعض الخروقات”.

وزار دو ميستورا دمشق قبل معاودة محادثات السلام بين ممثلين للحكومة والمعارضة في جولة جديدة تنطلق الاربعاء في جنيف، وبعد اسبوعين من انتهاء الجولة الاخيرة من دون احراز أي تقدم حقيقي نحو التوصل الى حل سياسي للنزاع.

وأكد المعلم “الموقف السوري في شأن الحل السياسي للازمة والتزام حوار سوري بقيادة سورية ودون شروط مسبقة”. وشدد على “جاهزية الوفد السوري للمحادثات اعتبارا من 15 نيسان الجاري بسبب الانتخابات النيابية المرتقبة” الاربعاء.

وتجري دمشق غداً انتخابات نيابية هي الثانية منذ بدء النزاع، يتنافس فيها أكثر من 11 الف مرشح، بينهم خمسة من اعضاء الوفد الحكومي المفاوض، وقت دعت المعارضة السورية الى مقاطعتها واصفة اياها بانها “غير شرعية”.

 

تصعيد ميداني

وتزامنت زيارة دو ميستورا لدمشق، مع تصعيد عسكري للمجموعات الجهادية في محافظات عدة، من شأنه ان يهدد وقف الاعمال العدائية المعمول به منذ نهاية شباط .

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “شنت جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها ثلاثة هجمات متزامنة على مناطق عدة في محافظات حلب وحماه واللاذقية حيث تخوض اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام”. وأضاف ان هذه الفصائل تمكنت من السيطرة على تلة كانت خاضعة لسيطرة قوات النظام في محافظة اللاذقية الساحلية.

وأفاد مصدر عسكري سوري ان “الجماعات المسلحة تحاول شن هجوم على مواقع عسكرية في محافظتي اللاذقية وحماه، لكنها لم تنجح في احراز أي تقدم”.

وبثت وسائل إعلام محلية من الجانبين أن هناك حشداً كبيراً لقوات وأسلحة الجيش السوري وحلفائه حول حلب حيث بثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها أنها رصدت دبابات وقاذفات صواريخ تتجه نحو المدينة.

وكشفت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء إن أربعة جنود من الجيش النظامي الإيراني قتلوا في سوريا من غير أن تذكر متى وأين.

وقالت: “قتل أربعة من الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين من جيش الجمهورية الإسلامية في سوريا على أيدي جماعات تكفيرية”.

وصرّح قائد قيادة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي بأن نحو 9500 من مقاتلي “جبهة النصرة” احتشدوا جنوب غرب حلب وشمالهم وانهم يخططون لهجوم واسع النطاق لقطع الطريق بين حلب والعاصمة دمشق. وقال “كل أفعال الجيش السوري والقوات الجوية الروسية تهدف الى افشال خطط جبهة النصرة. لا خطط لاقتحام مدينة حلب”.

وكان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قال الأحد إن القوات الجوية الروسية والجيش السوري تستعد لعملية مشتركة لاستعادة السيطرة الكاملة على حلب.

 

“داعش” يستعيد بلدة

وعلى جبهة أخرى في محافظة حلب، قال المرصد ان تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) تمكن “من استعادة السيطرة على بلدة الراعي قرب الحدود السورية – التركية تماماً، عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة التي سيطرت على البلدة الخميس”. وتشكل البلدة “ابرز نقاط عبور الجهاديين الى تركيا”.

ونقلت وسائل اعلام تركية بعد سيطرة التنظيم على البلدة، ان المدفعية التركية قصفت مواقع للتنظيم الجهادي في سوريا، في منطقة قريبة من حدودها.

وفي محافظة دير الزور، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر “الدولة الاسلامية” من جهة أخرى في محيط مطار دير الزور العسكري واحياء عدة في المدينة.

 

كيري ولافروف

 

ومع تزايد الخروقات، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر بأن الولايات المتحدة “قلقة جداً” من زيادة العنف في سوريا.

وقال: “نحن قلقون جداً من زيادة العنف أخيراً وذلك يشمل أفعالا تتنافى مع اتفاق وقف العمليات العدائية”.

وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبر عن قلق الولايات المتحدة من زيادة العنف في سوريا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الأحد.

 

موسكو تحذّر من هجوم كبير لقطع طريق حلب ـ دمشق

«داعش» يضرب «الفصائل المنتقاة» و«النصرة»

عبد الله سليمان علي

تعرضت الجهود الأميركية ـ التركية المشتركة الرامية إلى تسليم الشريط السوري الحدودي لـ «فصائل منتقاة»، تحل محل تنظيم «داعش»، لنكسة قوية قد تضع حدّاً نهائياً لهذه الجهود. إذ تمكن التنظيم، خلال ساعات قليلة، من استعادة غالبية الأراضي التي فقدها في المنطقة قبل عدة أيام.

يأتي ذلك بينما تتواصل المعارك الخارقة للهدنة على جبهات عديدة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، وسط استمرار المساعي لعقد الجولة الثالثة من مؤتمر «جنيف 3» يوم غد.

وقد تواصلت مساعي «جبهة النصرة» وحلفائها لتغيير خريطة السيطرة على الأرض، قبل انعقاد مؤتمر جنيف، فاستمرت بخرق الهدنة وإطلاق الهجمات ضد مواقع الجيش السوري في جبهات عديدة. لكن الجيش تمكن من إفشال العديد من هذه الهجمات، كما في ريف حلب الجنوبي، كما استطاع أن يمتص زخم هجمات أخرى ومنعها من تحقيق تقدم استراتيجي كما في ريف اللاذقية، حيث استعاد بعض النقاط التي كانت تقدمت إليها «النصرة»، وأهمها جبل أبو علي والقاموع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سهل الغاب حيث نفذت «النصرة» وحلفاؤها، أمس الأول، هجوماً كبيراً تخلله تفجير عربتين مفخختين، وكان يستهدف الوصول إلى معسكر جورين الاستراتيجي، لكن الجيش تصدى للهجوم على خربة الناقوس والمنصورة وأجبر المهاجمين على التراجع.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد اتهم كلاً من السعودية وتركيا بتوجيه «المجموعات الإرهابية» لخرق الهدنة، وذلك خلال لقاء جمعه مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، في دمشق أمس.

من جهة أخرى، بالرغم من التفاؤل الذي عبّرت عنه تصريحات مسؤولين أميركيين وأتراك، خلال الأيام الماضية، حول حصيلة المعارك الجارية في بلدات وقرى الشريط الحدودي بريف حلب الشمالي مع تركيا، ومسارعة بعض هؤلاء، مثل المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى امتداح أداء «الفصائل المنتقاة» أميركياً، إلا أن الوقائع الميدانية سرعان ما أثبتت أن هذا التفاؤل لم يكن في مكانه، وأن «الفصائل المنتقاة» فشلت فشلاً ذريعاً في تنفيذ المهمة المطلوبة منها، وهي دحر تنظيم «داعش» من الشريط الحدودي بين إعزاز وجرابلس تمهيداً لإقامة «منطقة آمنة للسوريين على الحدود»، كما قال جاويش أوغلو خلال مقابلة تلفزيونية السبت الماضي.

و «الفصائل المنتقاة» هي مجموعة من الفصائل التي تقول الولايات المتحدة إنها فحصتها وتحرت عنها، ووجدت أنها مؤهلة للتعاون معها في المعارك ضد «داعش». وكانت هذه الفصائل، وأهمها «أحرار الشام الإسلامية»، تمكنت، الأسبوع الماضي، من طرد تنظيم «داعش» من بلدة الراعي الإستراتيجية وقرى أخرى مجاورة لها، الأمر الذي اعتبره ستيف وارن، على «تويتر»، إنجازاً يستحق الإشادة به. كما سارع جاويش أوغلو إلى التأكيد بأن «المعارضة المعتدلة انتزعت ثقة التحالف الدولي لقتال داعش».

ولكن لم يطل الوقت، قبل أن يوجه التنظيم صفعة قوية إلى «الفصائل المنتقاة» ومن يقف خلفها، من خلال قيامه، صباح أمس، بهجوم معاكس تمكن خلاله من استعادة السيطرة على بلدة الراعي الإستراتيجية وسط انهيار في صفوف خصومه الذين ظهروا بمظهر العاجزين عن مواجهة التنظيم، في ظل غياب المدفعية التركية والطائرات الأميركية التي كانت قبل أيام قد مهدت لهم الطريق نحو الراعي. ثم كرّت سبحة البلدات والقرى التي أخذت تتساقط بأيدي التنظيم بسرعة كبيرة، حتى بلغ عدد القرى التي سيطر عليها حوالي 15 قرية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الجهود الأميركية لنكسة مماثلة. إذ قبل عدة أشهر انتهى برنامج تدريب «المعارضة المعتدلة» إلى فشل ذريع، بعد أن أنفقت عليه من خزانتها ما يقارب نصف مليار دولار. ولم يعد خافياً أن من أهم الأهداف التي كانت متوخاة من وراء دعم «الفصائل المنتقاة» في ريف حلب الشمالي، هو إلغاء مفاعيل سيطرة الجيش السوري على تدمر والقريتين، وإظهار أنه ليس لوحده من يملك القدرة على هزيمة «داعش».

وحذرت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي من أن عناصر «جبهة النصرة» يحتشدون حول مدينة حلب السورية ويخططون لشن هجوم واسع النطاق. وأوضح قائد قيادة العمليات الرئيسية بهيئة الأركان العامة سيرغي رودسكوي أن المتشددين يخططون لقطع الطريق بين حلب ودمشق.

وفي جنوب دمشق، أعلن «داعش» سيطرته على معظم مخيم فلسطين، فيما تواصلت المعارك في مخيم اليرموك. ولم تتمكن «جبهة النصرة» من وقف تقدم التنظيم الذي بدا مصرّاً أكثر من أي وقت مضى على فرض سيطرته الكاملة على المخيم من دون أي منافس. وقال مصدر ميداني من داخل المخيم لـ «السفير» إن «التنظيم على وشك احتلال كامل المخيم، ولم يبقَ أمامه سوى بعض المقار الصغيرة للنصرة في دوار فلسطين وشارع جاعونة».

ومن الأسباب التي أدت إلى تسريع هزيمة «جبهة النصرة» أمام «داعش»، وقوف الأهالي ضدها وخروجهم بتظاهرات حاشدة للمطالبة بعدم السماح للمؤازرات بالدخول إلى المخيم، وذلك رداً على دور «النصرة» في إدخال «داعش» إلى المخيم قبل عام من الآن، حيث تواطأت معه آنذاك ضد «أكناف بيت المقدس». وهو ما اضطر قسماً كبيراً من عناصر «النصرة» إلى ترك السلاح وتسليم أنفسهم للتنظيم. وكانت المعارك التي اندلعت منذ الأربعاء الماضي، أدت إلى سيطرة التنظيم على معاقل «النصرة» في جورة الشريباتي وشارع 15 وحاجز العروبة. وكانت «جبهة النصرة»، في محاولة أخيرة منها لاستجلاب المؤازرات، أصدرت بياناً أعلنت فيه نفيها تكفير «جيش الإسلام»، وأكدت وقوفها ضد المصالحات مع النظام السوري، لكنّ ذلك لم ينفعها.

وعلى صعيد منفصل، تعقدت الأوضاع في محافظة درعا التي تعيش على وقع معارك ضارية ضد فصائل محسوبة على تنظيم «داعش» منذ عدة أسابيع، إذ أقدم «جيش العشائر» على اقتحام مقر «دار العدل» في بلدة غرز وأخرج معتقلين تابعين له من سجونها، ما أدى إلى استنفار الفصائل الأخرى، وسط مخاوف من توسع رقعة المعارك في ظل الفوضى التي تسود المحافظة.

 

الأسد: روسيا أعادت رسم الخريطة السياسية العالمية

دمشق – د ب أ – قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن “الدور الإيجابي الذي تقوم به روسيا سواء في سوريا أو على المستوى الدولي، أعاد رسم الخريطة السياسية العالمية وأثبت أنها دولة عظمى تتبنى استراتيجية تقوم على التمسّك بالمبادئ والقيم وتطبيق القانون الدولي”.

وأضاف الأسد ، خلال استقباله الثلاثاء وفداً روسياً في دمشق يضم عدداً من البرلمانيين وشخصيات دينية واجتماعية وإعلامية ، أن “الإنجازات الكبيرة التي تحققت على صعيد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودحرهم من العديد من المناطق، كانت نتيجة لصمود السوريين شعباً وجيشاً، وللدعم الفاعل الذي قدمه الأصدقاء وفي مقدمتهم روسيا”.

وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) الرسمية أن “اللقاء تناول العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين والأوضاع في سوريا والحرب ضد الإرهاب”، مضيفة أن “أعضاء الوفد الروسي عبروا عن دعم البرلمان الروسي لصمود السوريين وإصرارهم على الحفاظ على دولتهم ،معتبرين أن الحرب الإرهابية الظالمة والحصار الاقتصادي على الشعب السوري ،هو نتيجة لكونها واحدة من الدول القليلة التي لا تزال متمسكة بسيادتها واستقلالها ودليل ذلك الزخم الشعبي الكبير الذي يرافق الانتخابات التشريعية” .

وسحبت روسيا القسم الأكبر من قواتها العسكرية من اللاذقية الشهر الماضي، و طالبت الاسد بالانخراط الجدي بعملية سياسية دون التطرق لمصيره .

 

إيران تبلغ دي ميستورا بقلقها من انتهاكات الهدنة في سوريا

دبي – رويترز – قالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء الثلاثاء، إن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني أبلغ ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا، بأن تصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا مؤخراً، قد يضر بمحادثات السلام.

وتحدث عبد اللهيان مع دي ميستورا، الذي وصل إلى طهران بعدما التقى بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق الاثنين.

وقال عبد اللهيان “أحد بواعث القلق الرئيسية لدينا في سوريا، هو زيادة أنشطة الجماعات المسلحة في الأيام القليلة الماضية وتصاعد انتهاكات وقف إطلاق النار مما قد يضر بالعملية السياسية (محادثات السلام).”

 

نائب وزير الخارجية السوري: العمليات قرب حلب ضرورية للتحضير لعملية الرقة

القاهرة- د ب أ- صرح فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية بأن العمليات التي يقوم بها الجيش قرب حلب تأتي في إطار الإعداد لشن عملية ضد المسلحين في الرقة وقرب دير الزور.

وقال المقداد في مقابلة مع وكالة (تاس) الروسية نشرتها الثلاثاء: “يقاتل الجيش السوري الآن في حلب. وتجري العمليات القتالية في حلب نظرا للحاجة لشن عملية أخرى في الرقة ودير الزور وغيرهما… والجيش السوري سيصل إلى كل المناطق التي ينشط بها الإرهابيون”.

وأضاف: “لا توجد منطقة في سوريا مغلقة أمام الجيش السوري… إلا أن الجيش يقرر أولويات المهام التي يتم وضعها… ووفقا لذلك، فإنه ينفذ عملية هجومية في المناطق التي يتعين تحريرها”.

 

الرئاسة التركيّة ترفض خطط هجوم سوري ـ روسيّ على حلب

دي ميستورا: الجولة المقبلة بالغة الأهمية لتركيزها على الانتقال السياسي

عواصم ـ وكالات: صرّح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن حديث النظام السوري عن التجهيز لعملية عسكرية جديدة في حلب، شمالي سوريا، بالتعاون مع القوات الروسية، أمر «غير مقبول» في ظل اتفاق «وقف الأعمال العدائية»، معربا عن قلق بلاده من حدوث موجة نزوح جديدة جراء هذه العملية المرتقبة.

وبينما نفى المتحدث، خلال مؤتمر صحافي عقده في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، أمس الاثنين، أن تكون زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى مصر ومن بعدها تركيا، أمس، تأتي من أجل الوساطة بين البلدين، لفت إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد مع إسرائيل بشأن تطبيع العلاقات معها.ومنتقدا إعلان النظام السوري عن التحضير لعملية عسكرية جديدة بتعاون روسي في حلب بحجة مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، قال قالن مخاطبا النظام السوري وموسكو: «من جهة تتوصلون إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار بدعم من المجتمع الدولي، ومن جهة أخرى ستواصلون عملياتكم في حلب وإدلب (شمال غرب) ومناطق أخرى بذريعة محاربة تنظيم داعش، وبالطبع لا يمكن قبول ذلك».

وأعرب المتحدث عن «قلق» تركيا من حدوث موجة لجوء جديدة محتملة من سوريا جراء تلك العملية المخطط لها.ولفت إلى أن المحادثات السورية في مدينة جنيف السويسرية تهدف إلى ضمان مرحلة انتقال سياسي في سوريا، وأن الجولة الثالثة منها ستبدأ خلال الأسبوع الحالي برئاسة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا.

قالن عاد ووصف صدور أنباء حول عملية عسكرية للنظام وروسيا في حلب بأنها «غريبة»، قائلاً: «مع استمرار التحضيرات للجولة الثالثة من المفاوضات (السورية في جنيف)، والعمل على الإطار الأساسي لمرحلة انتقال سياسي، والمبادئ الأساسية، تتواصل ممارسات مختلفة كهجمات وحصار على حلب وإدلب ومناطق أخرى»، معتبرا استمرار ذلك «يظهر مرة أخرة مدى عدم صدق النظام السوري بخصوص السلام والمرحلة الانتقالية».

وكانت وكالة «انترفاكس» الإخبارية الروسية نقلت عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنه لا توجد خطط لاقتحام حلب، غير أن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أعلنت أمس الاثنين أن متشددي جبهة النصرة يحتشدون حول مدينة حلب السورية ويخططون لشن هجوم واسع النطاق، وهو ما اعتبره معارضون سوريون تبريرا للحملة الروسية السورية على حلب.

وقال سيرغي رودسكوي قائد قيادة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة إن المتشددين يخططون لقطع الطريق بين حلب والعاصمة السورية دمشق.

واعتبر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق أن جولة مفاوضات جنيف المرتقبة بعد يوم ستكون «بالغة الأهمية»، لأن التركيز خلالها سيكون على عملية الانتقال السياسي، محذرا من هشاشة الهدنة إثر اشتعال العديد من الجبهات في سوريا.

وقال دي ميستورا بعد لقائه صباح الاثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريح للصحافيين «إن الجولة المقبلة من محادثات جنيف ستكون بالغة الأهمية لأننا سنركز فيها بشكل خاص على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور».

واضاف «نأمل ونخطط لجعلها بناءة (…) وواقعية».

وتأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق قبل استئناف مفاوضات السلام بين ممثلين للحكومة والمعارضة في جولة جديدة تنطلق الأربعاء في جنيف، وبعد أسبوعين على انتهاء الجولة الأخيرة من دون تحقيق أي تقدم حقيقي باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ عام 2011.

ولا يزال مستقبل الرئيس بشار الأسد نقطة الخلاف الرئيسية، إذ تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق أن مستقبله ليس موضع نقاش ويتقرر عبر صناديق الاقتراع فقط.

وأكد المعلم من جهته الاثنين «الموقف السوري بشأن الحل السياسي للأزمة والالتزام بحوار سوري بقيادة سورية ودون شروط مسبقة» وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وشدد على «جاهزية الوفد السوري للمحادثات اعتبارا من 15 نيسان/ابريل الجاري بسبب الانتخابات البرلمانية المرتقبة» الأربعاء.

وتجري دمشق الأربعاء انتخابات تشريعية هي الثانية منذ بدء النزاع، يتنافس فيها أكثر من 11 ألف مرشح، بينهم خمسة من أعضاء الوفد الحكومي المفاوض، في وقت دعت المعارضة السورية إلى مقاطعتها واصفة إياها بأنها «غير شرعية».

وتزامنت زيارة دي ميستورا إلى دمشق، مع تصعيد عسكري من المجموعات الجهادية في محافظات عدة، في تصعيد للعنف من شأنه أن يهدد اتفاق وقف الأعمال القتالية المعمول به منذ نهاية شباط/فبراير.

وقال دي ميستورا إنه بحث مع المعلم «أهمية حماية واستمرار ودعم وقف الأعمال القتالية الذي كما تعرفون لا يزال هشا لكنه قائم»، مضيفا «نحن بحاجة للتأكد من استمرار تطبيقه على رغم بعض الخروقات».

ودخل اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ في مناطق سورية عدة في 27 شباط/فبراير بموجب اتفاق روسي أمريكي مدعوم من الأمم المتحدة. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان لضربات قوات النظام وروسيا او التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

 

مقتل طيارين اثنين بتحطم مروحية تابعة لسلاح الجو الروسي في سوريا

موسكو- د ب أ- أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء مقتل طيارين اثنين في تحطم مروحية “مي28- إن ” تابعة لسلاح الجو الروسي في ريف حمص بسوريا.

وقالت وزارة الدفاع في بيان نشرته وكالة (سبوتنيك) الروسية للأنباء، إن المروحية المنكوبة تحطمت في ريف مدينة حمص في ليل الاثنين/ الثلاثاء، مشيرة إلى أن الطائرة لم تتعرض لحادث إطلاق النار.

ولقي الطياران حتفهما، ونقلت جثتاهما إلى قاعدة حميميم.

وبدأ فريق الخبراء التحقيق في الحادث لكشف أسبابه.

 

مستشار خامنئي: طهران تدعم بقاء الأسد حتى انتهاء ولايته

لندن ـ «القدس العربي»: نقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، أن «طهران تدعم بشار الأسد، الرئيس القانوني لسوريا، ويجب أن يبقى حتى انتهاء ولايته الرئاسية الحالية»، على حد قوله.

ووفقا للوكالة شبه الرسمية فإن ولايتي قال خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني، مساء السبت، إن «ما يردده الأمريكيون حول رحيل الأسد لن يتحقق لأنه الرئيس القانوني لسوريا، وسيبقى في منصبه لغاية نهاية ولايته، وطهران ماضية في الدفاع عنه».

وحول التنسيق الإيراني ـ الروسي قال ولايتي «إن أي بلد يتعاطى مع إيران ويتم تأمين مصالحها من خلال هذه العلاقات فإن طهران تدعمه».

وأفادت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، بأن دي ميستورا سيصل إلى طهران اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن تطورات الأوضاع في سوريا، في زيارة ستستغرق يومين، وذلك قبيل الجولة القادمة من محادثات جنيف حول تسوية الأزمة السورية ستبدأ في 13 من الشهر الجاري.

 

اليونان تدين صدّ مقدونيا مئات المهاجرين: تصرف مخز لا يليق بأوروبا

قوات الأمن استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع

من صهيب أيوب

باريس – «القدس العربي» : اتهم رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس أمس الاثنين السلطات المقدونية بـ «التصرف بشكل مخز» و«لا يليق بأوروبا»، عند صدها مئات المهاجرين الذين حاولوا اقتحام حدودها في ايدوميني عند الحدود بين البلدين يوم الأحد. واكد تسيبراس أن «قوات الأمن المقدونية استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد أشخاص عزل لا يشكلون تهديداً»، مضيفاً انه «أمر مخز جداً للمجتمع الاوروبي وبلد يريد الانضمام إليه».

إلى ذلك، دانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة استخدام الشرطة المقدونية القنابل المسيلة للدموع، قائلة إن «مثل هذه التصرفات تشوه صورة أوروبا».

وقال موظفو إغاثة إن عشرات من المهاجرين واللاجئين أصيبوا الأحد حين أطلقت الشرطة المقدونية الغازات المسيلة للدموع وطلقات مطاطية على حشود على الجانب اليوناني من الحدود.

وقال أدريان إدواردز، الناطق باسم المفوضية في بيان «نشهد كل حين وآخر على مدى الأشهر القليلة الماضية توترات تتكشف على مختلف الحدود الأوروبية بين قوات الأمن من جانب وأناس يفرون من الحرب يحتاجون إلى المساعدة من جانب آخر.» وأضاف «الناس يصابون وتقع أضرار بالممتلكات. ويلحق أذى بمشاعر المهاجرين وصورة أوروبا في آن واحد. الكل يخسر.»

وصرح ادواردز بأنه من المهم نقل الناس طواعية إلى المواقع التي تقيمها الحكومة اليونانية وهي عملية أبدت المفوضية استعدادها للمساهمة فيها.

وقال إنه تم الاتفاق منذ بضعة أشهر على خطط لإعادة توطين 160 ألفاً في شتى أنحاء أوروبا لكن الخطط لم تطبق بعد.

وفي سياق متصل، عاد الهدوء إلى مخيم ايدوميني. وقال مصدر في الشرطة المقدونية لوكالة «فرانس برس» ان «الهدوء ساد صباح أمس الاثنين» على الحدود. وقد ادخل عشرة مهاجرين إلى المستشفى الاحد ولا يزال هناك اثنان فقط في مستشفى محلي.

واعلنت الحكومة اليونانية ومنظمات غير حكومية أن حوالى 300 مهاجر تلقوا علاجات. ونفت الشرطة المقدونية استخدام الرصاص البلاستيكي. لكن مسؤولاً في منظمة «اطباء بلاد حدود» كتب في تغريدة له على «تويتر» أمس الاثنين ان بعض الاشخاص اصيبوا بالرأس بمثل هذه الرصاصات بينهم ثلاثة أطفال تقل اعمارهم عن عشر سنوات.

وكرر الناطق باسم الجهاز اليوناني لتنسيق أزمة الهجرة يورغوس كريتسيس أمس هذه الاتهامات. وندد في حديث مع الاذاعة اليونانية «فيما» باستخدام «مفرط وغير متكافئ للعنف» من جانب مقدونيا ما ادى إلى خلق وضع «صعب جداً في الأراضي اليونانية».

واعلنت وزارة الخارجية اليونانية انها قامت «بخطوتي احتجاج شديد» لدى السلطات المقدونية، كما اعلنت الحكومية اليونانية انها «بدأت تحركا لدى دول اوروبية ارسلت مراقبين من الشرطة من الجانب المقدوني» بينها سلوفينيا والمجر كما اضاف كريتسيس.

والتوتر الاحد في ايدوميني هو الثالث من نوعه منذ الإغلاق الكامل للحدود في نهاية شباط/ فبراير وبدأ مع القاء منشورات بالعربية في المخيم تفيد بأن الحدود ستفتح مجدداً.

وقال كريتسيس ان السلطات اليونانية ابلغت بهذه المنشورات وقامت «بمضاعفة اعداد الشرطيين المتواجدين في المكان» لكن بدون التمكن من احتواء الوضع عند السياج الحدودي.

وذكر بأن السلطات اليونانية تحاول مراقبة المتطوعين والناشطين الذين يساعدون على الاهتمام باللاجئين والمهاجرين لتجنب انتشار مثل هذا النوع من الشائعات التي كانت في 15 اذار/مارس وراء محاولة مرور مهاجرين إلى مقدونيا. وقتل ثلاثة افغان انذاك غرقاً اثناء محاولتهم عبور نهر.

 

معارك ريف حلب الجنوبي تضع الفصائل المعارضة أمام خيارات محدودة: فشل المهادنة والالتحاق بـ «النصرة»

سلطان الكنج

حلب ـ «القدس العربي»: استطاعت «جبهة النصرة» خرق هدنة لم تشملها، ولم تشمل غيرها على الرغم من توقيعه عليها» كما يقول كثير من السورين، إذ قامت الجبهة مؤخراً باقتحام قرية العيس الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وتأتي أهمية هذه القرية من أنها قريبة من الأوتوستراد الدولي دمشق حلب، وفيها تلال عدة مشرفة تعطي من يتمركز عليها سيطرة نارية لكيلو مترات عدة.

«جبهة النصرة» أرادت من خلال فتح هذه المعارك إرسال رسائل عدة داخلية وخارجية، ويتحدث عن مضمونها قيادي مقرب من «جبهة النصرة» أن الأخيرة «أرادت إثبات أطروحتها من أن التفاوض مع النظام خيار عقيم لا ينتج حلولاً، وهو مضيعة للوقت المستفيد الأكبر منها هو النظام وحلفاؤه، والنصرة أعطت فرصة للمعولين على دور الدول الداعمة للثورة السورية وخياراتها السياسية للحل؛ ولكن تبين عجزها عن الوصول لحل مع النظام بالرغم من تقديم التنازلات».

وعن المكاسب التي جنتها «جبهة النصرة» جراء فشل الهدنة وخروقاتها من قبل النظام يقول القيادي «في بداية الهدنة سعت أطراف كثيرة تصور نفسها بأنها تمثل ثورة الشعب السوري للقول إن لغة السلاح والجهاد عفا عليها الوقت فلا بد من لغة التعامل مع الواقع، وتقديم الكثير من أجل الحصول على القليل، وفي حقيقتها هي معادية لمطالب الشعب السوري وأهداف ثورته».

ويقول الناشط في ريف حلب الجنوبي أبو حسن جنوب في حديثه لـ «القدس العربي» إن «النصرة أرادت القول بأنها هي التي تمسك زمام الدفاع عن السوريين بلغة الخندق، وبذلك تمكنت الجبهة من دفع الفصائل لهذا الخيار بعد فشل الهدنة وعدم احترام النظام ولو بالحد الأدنى لها، فلم يكن بوسع الفصائل المعارضة غير الالتحاق بجبهة النصرة والتنسيق معها بغية ضرب النظام وهذا ما حصل بالفعل»، حسب قوله.

ويواصل القول «إن الفصائل وجدت نفسها في حرج كبير من قبل حواضنها الشعبية وحتى من قبل عناصر وقادة ميدانيين فيها، وهناك كتائب تتبع إلى فصائل كبرى شاركت باسم النصرة حتى دون التنسيق مع قيادات المركز كفيلق الشام، فهناك كتيبة فيه شاركت باسم النصرة، وتخللت تلك المعارك بعض الخلافات يمكن وصفها بالكبيرة في بعض الأحيان حول إذا كان هذا العمل يصب في مصلحة المرحلة ومستحقاتها السياسية والخارجية»، وأيضا حول الأيديولوجية التي تأخذ أشكالاً متعددة كالخلاف الذي حصل بين «حركة أحرار الشام» الإسلامية وفصيل «جند الأقصى».

وحول ذلك الخلاف قالت لـ «القدس العربي» مصادر قيادية مطلعة أن «حركة أحرار الشام» رفضت مشاركة «جند الأقصى» منفرداً، فطلبت منه العمل معها بقاطع واحد، وأن يكون العمل بإسم «جيش الفتح» الأمر الذي رفضه فصيل «جند الأقصى».

ويقول الشيخ إسماعيل أبومهند قائد «قاطع الأحرار» في الريف الجنوبي «لا خلاف بيننا وبين الإخوة في «جند الأقصى» إلا اننا طلبنا منهم العمل بإسم جيش الفتح»، وتقول مصادر قيادية مطلعة إن هناك خوفاً من «الجند» بسبب بعض الميول الذي لا يتوافق مع خط الثورة وتريد «جند الأقصى» عملاً منعزلاً تقوم به بسبب خوفها من بعض الأمور التي لا تقبل بها فكرياً وسياسياً».

 

40 قتيلاً للنظام السوري في حلب

أنس الكردي

قتل أكثر من 40 عسكرياً للنظام السوري والمليشيات التي تسانده، بينهم مقاتلون من اللواء (65) الإيراني، خلال الساعات الماضية، في هجومٍ وصف بالأعنف منذ أشهر، بهدف استعادة تلة وبلدة العيس الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي.

وقال الناشط الإعلامي من حلب، محمد نجم الدين، لـ”العربي الجديد”، إنّ “هجوم قوات النظام السوري وحلفائها بدأ عند الساعة الثالثة فجر اليوم الثلاثاء، عبر التمهيد بالقصف المدفعي وراجمات الصواريخ، في محاولة استعادة تلة العيس الاستراتيجية”، فيما أشار مراسل “جبهة النصرة” في حلب، إلى أن “اشتباكات عنيفة تدور على أطراف البلدة في محاولة من النظام لاستعادة السيطرة عليها”.

وأكّد نجم الدين سقوط أكثر من 40 قتيلاً للنظام وحلفائه خلال الهجوم، مرجعاً سقوط هذا العدد الكبير إلى “ارتفاع التلة، واضطرار النظام إلى الهجوم من الأسفل، وبالتالي تلقي ضربات قاسية، في حين لفت الناشط الإعلامي ماجد عبد النور، إلى أن هذه الهجمة هي الأعنف للنظام منذ أشهر، والمعارك طاحنة هناك.

في الوقت نفسه، أكّد عبد النور، لـ”العربي الجديد”، أنّ معظم القتلى الذين سقطوا، اليوم، من اللواء (65) الإيراني، نافياً ما تتناقله صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل مفادها استعادة النظام السوري السيطرة على التلة.

وكان المساعد المنسق لقائد القوات البريّة التابعة للجيش الإيراني، أمير آراسته، قال قبل نحو عشرة أيام، إن بلاده أرسلت مستشارين عسكريين وعناصر تابعين للقوات الخاصة في اللواء (65) إلى سورية، فيما أعلنت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، أمس الإثنين، مقتل أول ضابط من العسكريين المنتمين للواء (65) التابع للقوات البريّة الخاصة.

وقالت وسائل إعلام محلية، مقرّبة من النظام إنّ هناك حشداً كبيراً لقوات وأسلحة جيش النظام وحلفائه حول حلب.

 

وقبل يومين، قال رئيس وزراء النظام السوري وائل الحلقي، إنّ الحكومة بدعم من القوات الجوية الروسية تخطط لعملية استعادة حلب، غير أن موسكو نفت ذلك.

وتمكّنت قوات المعارضة السورية، بمشاركة “جبهة النصرة”، من استعادة عشرات المواقع قبل عشرة أيام، بينها تلة وبلدة العيس التي تقع بين مدينتَي حلب وإدلب، حيث تبعد عن الأولى جنوباً بنحو 37 كيلومتراً، وعن الثانية نحو 35 كيلومتراً.

 

الأمم المتحدة تعترف بضياع مساعدات أسقطتها فوق سورية

نيويورك-الأناضول

اعترفت الأمم المتحدة بضياع أربعة طرود من الأغذية والمساعدات التي أسقطت جوًا في اليومين الماضيين على المحاصرين في مدينة دير الزور السورية.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، أمس الإثنين، إنه “تم إسقاط نحو 20 ألف طن من الإمدادات الغذائية الضرورية إلى السكان الجياع، الذين يعيشون تحت الحصار في الجزء الشرقي من مدينة دير الزور السورية”.

 

وتتكون تلك المساعدات من الفول، والحمص، والأرز، وهي تكفي لإطعام 2500 شخص لمدة شهر واحد، وذلك بواسطة طائرة استأجرها برنامج الأغذية العالمي.

 

وأضاف دوغريك “من بين 26 طردًا محملًا بالمساعدات الغذائية والمربوطة بمظلات عالية الارتفاع، هناك 22 طردًا تلقاها الهلال الأحمر العربي السوري شريك البرنامج في المدينة، ويعمل البرنامج على معرفة ماذا حدث بالطرود الأربعة الأخرى المفقودة”.

 

وأكد دوغريك أن “برنامج الأغذية العالمي يعمل بشكل وثيق مع الشركاء على الأرض لتنظيم توزيع المواد الغذائية، الذي ينبغي أن يتم على الفور بعد كل عملية إسقاط، ومن المخطط إجراء مزيد من الإسقاطات الجوية للمساعدات خلال الأيام المقبلة لتلبية الاحتياجات الغذائية والإنسانية الأخرى للسكان المحاصرين”.

 

وأردف قائلًا “إن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الغذائية عمليات مكلفة، وتفضل الأمم المتحدة استخدام الشاحنات والطرق البرية على الإسقاط الجوي للوصول إلى المدنيين المحاصرين في سورية”.

 

ومنذ مارس/آذار 2014 يعيش أكثر من 200 ألف شخص تحت الحصار الذي يفرضه تنظيم “داعش” على مدينة دير الزور، وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.

 

وحاولت المنظمة إلقاء مساعدات غذائية على المدينة نفسها في شباط/ فبراير الماضي، إلّا أنّ محاولتها باءت بالفشل. وتفيد تقارير الأمم المتحدة بأن هناك نقصاً حاداً في الغذاء هناك.

 

أطفال “شهداء اليرموك” الانتحاريين

عمر البلخي

على الرغم من الضربات التي تلقاها “لواء شهداء اليرموك” و”حركة المثنى الإسلامية”، إلا أنهما مازالا قادرين على شنّ هجمات واسعة على مناطق سيطرة المعارضة، في حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، ومنها تسيل وعدوان وسحم الجولان والشيخ سعد. ولوحظ خلال هجمات “لواء شهداء اليرموك” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، على تلك البلدات، تجنيده لأعداد كبيرة من الأطفال في صفوفه، ممن تراوحت أعمارهم بين 12 و15 عاماً.

 

أبو أحمد، من بلدة تسيل، قال إنه بعدما سيطر “لواء شهداء اليرموك” على البلدة لوحظ انتشار عدد كبير من الأطفال من أبناء عناصر “اللواء” الذين قتلوا في معارك سابقة. وانتشر الأطفال المسلحون بأعداد كبيرة على الحواجز التي وضعها “شهداء اليرموك” داخل البلدة. أبو أحمد أشار إلى أن “اللواء” زرع في أذهان الأطفال فكرة الانتقام من أبناء حوض اليرموك.

 

وأضاف أبو أحمد أن طفلاً يدعى ماجد، عمره 14 عاماً، قُتِلَ والده في معركة حاجز العلان غربي بلدة سحم، منذ عام تقريباً، فأخذ الابن سلاح والده، وبدأ العمل بشكل خفي في صفوف “لواء شهداء اليرموك”، ثم اتهم بمساعدة “اللواء” في تنفيذ عمليات اغتيال، طالت إحداها عنصراً في “أحرار الشام” على طريق سحم الجولان-تسيل. والطفل ماجد كان يعمل بشكل خفي في بلدة تسيل، قبل أن يظهر مع سلاحه، بعد سيطرة “شهداء اليرموك” على البلدة، وهو مشبع بفكرة الثأر لوالده. وماجد بحسب أبو أحمد، لم يكمل تعليمه الإبتدائي، ولا تملك والدته من أمره شيئاً، وهي ليست براضية عما يفعله، ولكنها غير قادرة على منعه. أبو أحمد يعزو الموضوع أيضاً، إلى وضع العائلة المادي السيء جداً، فـ”اللواء” يدفع جيداً لمجنديه.

 

استخدام “شهداء اليرموك” للأطفال في معاركه الأخيرة ضد المعارضة، تجاوز تكليفهم بعمليات الرصد، وتنفيذ الاغتيالات، إذ سُجّل للمرة الأولى تنفيذ أطفال من حوران لعمليات انتحارية، بعدما فجّر طفل لا يتجاوز عمره 12 عاماً نفسه في حاجز للجيش السوري الحر في بلدة حيط، وقتل عدداً من العناصر، كما فجر طفل آخر نفسه في بلدة إنخل في ريف درعا.

 

أبو علي من إنخل، قال إن أغلب الأطفال المنتسبين هم ممن فقدو آبائهم خلال الأحداث الجارية، أو ممن لا يملكون عملاً، فيتم إغرائهم بالمال والسلاح. الأيتام هم الشريحة المفضلة من الأطفال في التجنيد لدى “شهداء اليرموك”، فلا روابط عائلية ولا عشائرية تقوم بردعهم، بحسب أبو علي.

 

أبو علي كان شاهداً على حضور طفلين عند أحد أمراء “شهداء اليرموك”، يريدون الانتساب، فسألهم الأمير عن دوافعهم، فقالا: “نريد قتال نظام بشار الأسد”، فقال لهم الأمير: “نحن مجاهدون ولا يهمنا أمر بشار الأسد”، ثم سألهم: “إذا طلب منكما الإنتقال إلى العراق أو أفغانستان، فهل توفقا؟”. هما تلعثم الطفلان وانسحبا من المكان.

 

ويُخضع اللواء المنتسبين الجدد لدورتين إحداهما عسكرية والأخرى دينية مدتها 15 يوماً، يخرج منهما المنتسب كامل الولاء للواء، ويأتمر بأمر أميره العسكري فقط. وبالإضافة إلى الشحن الطائفي والعقائدي، والإغراءات المادية خلال الدورة الدينية، يكون تركيز الشرعي العام للواء على تعاليم العقيدة وعلى نواقض الإسلام العشرة، خصوصاً “موالاة الكفار”، أي أن يكون غير المسلم هو الولي وصاحب القرار على المسلم. بهذا التركيز يؤسس “شهداء اليرموك” لقطيعة بين منتسبيه، خاصة الأطفال منهم، وذويهم في المعارضة وفصائل الجيش الحر.

 

اتهامات “شهداء اليرموك” للمعارضة لا تتوقف على “التعامل مع الخارج”، بل تسعى وراء اقناع المنتسبين الجدد، في الدورات الشرعية، بأن الجيش الحر هم “صحوات ومرتدين وكفار، ومن الواجب قتالهم شرعاً، باعتبار يأتمرون بأوامر خارجية، ومن دول يعتبرونها كافره”.

 

هذه التعاليم والتدريبات كان ضحيتها أطفال كثر، ومنهم ليث ابن الـ12 عاماً، ممن ضاقت به سبل العيش في الداخل، وبعد تأمين عائلته تكاليف تهريبه إلى أوروبا، وقع فريسة بيد “الدولة الإسلامية”، في طريقه إلى تركيا. التنظيم ألقى القبض على ليث أثناء عبوره في مناطق سيطرته، على حاجز رجم البقر، في نهاية اللجاة من جهة البادية السورية، في ريف حوران الشرقي.

 

ليث، ابن معلم مدرسة قرية قرقس في ريف القنيطرة، كان أمل والده للحصول على فرصة حياة أفضل للعائلة في أوروبا، عن طريق لمّ الشمل. لكن ذلك لم يحدث، لأن من يعتقلهم التنظيم يخضعهم لدورة شرعية. أخبار ليث انقطعت عن عائلته، لأكثر من ستة شهور، ثمّ تلقى الأب اتصالاً منه ليدعوه فيه إلى مبايعة “الدولة الإسلامية” والنجاة من الظلم والكفر. وبعد غياب استمر لسنة تقريباً، اتبع الطفل فيها دورات دينية وعسكرية في الرقة، عاد الطفل ليث، وهو يحمل اسم “أبو همام الانصاري”. وبحسب والده، فأبو همام الأنصاري، طفل متطرف قاسي القلب غليظ في تعامله مع والديه وإخواته. ليث تبدل كلياً، وأصبح لا يأتمر إلا بأمر “أمير المؤمنين” أبو بكر البغدادي. وسرعان ما غادر أبو همام، منزل والده بعد زيارة قصيرة، لينضم إلى معقل “لواء اليرموك” في قرية الشجرة في ريف درعا الغربي.

 

والد ليث، المكلوم، حاول استعادة إبنه بشتى الطرق، لكنه لم يفلح. وبعد شهر من إقامته في معقل “شهداء اليرموك”، اختير أبو همام الأنصاري، لتنفيذ عملية انتحارية بسيارة مفخخة ضد أحد حواجز الجيش الحر في إنخل. أبو همام، إبن الـ12 عاماً، نفّذ عملية انتحارية احترافية، أواخر أذار/مارس، قُتل على أثرها جميع عناصر الحاجز.

 

ويُقيم “شهداء اليرموك” دوراته الشرعية، في موقع سري، يدعى “الجزيرة”، وهي النقطة الصفر بالنسبة للحدود الثلاثية بين سوريا والأردن والأرض المحتلة. وتتم الدورات بإشراف الشرعي الملقب بأبو حمزة القرشي. أما “حركة المثنى” فيتلقى منتسبوها دوراتهم الدينية، في موقع الشركة الليبية في قرية جلين في ريف درعا الغربي.

 

ويرسل “شهداء اليرموك” لنشر أفكاره، متحدثين وخطباء إلى المساجد في بعض القرى، ممن يعملون في الحلقات الدينية على تجنيد الشباب والأطفال وبث الأفكار المتطرفة في الوسط العام، لتقبلها. السلطة التي يمنحها السلاح للأطفال، المغسولة أدمغتهم، بالإضافة إلى المال، هي دوافع أساسية للتغرير بالأطفال، كما يلعب التفكك الأسري دوراً بارزاً. وفي حين يبقى موقف الأهالي في أغلب الحالات رافضاً الفكر المتطرف الذي يحمله الأبناء، إلا أن غياب سلطة قادرة على إحضار أطفالهم بالقوة، تجعلهم مكتوفي الأيدي، ينتظرون مصير أطفالهم في تنفيذ عمليات انتحارية.

 

دي ميستورا بطهران تمهيدا للمحادثات السورية  

وصل المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا إلى طهران اليوم، في زيارة تستمر يوما واحدا، يلتقي خلالها المسؤولين الإيرانيين، وتأتي هذه الزيارة قبل انطلاق جولة جديدة من المحادثات السورية بين النظام والمعارضة.

 

وأفاد مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز بأنه من المرجح أن يلتقي دي ميستورا حسين عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية.

 

وأشار إلى أن زيارة دي ميستورا إلى طهران -التي ستستمر ساعات- قد تؤسس للدخول عمليا في محادثات جنيف، في حين كانت زياراته السابقة ذات طابع تشاوري مع المسؤولين الإيرانيين.

 

وذكر عبد القادر فايز أن ثمة ارتياحا إيرانيا لمقترحات دي ميستورا بشأن الحل السياسي في سوريا، لكن على قاعدة أن مصير الرئيس بشار الأسد هو بيد السوريين، وليس على طاولة المفاوضات.

 

وكان دي ميستورا حثّ عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق أمس الاثنين الأطراف المتحاربة في سوريا على بذل كل ما في وسعها للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش الذي تم بوساطة أميركية روسية.

 

هدنة

وقال دي ميستورا إن محادثاته مع المعلم تناولت موضوع الهدنة والمساعدات التي أسقطها برنامج الغذاء العالمي في دير الزور.

 

وتبدأ الجولة الجديدة من المحادثات السورية بين النظام والمعارضة غدا الأربعاء بجنيف، وستركز على الانتقال السياسي في سوريا.

 

وكان المعلم أوضح أن دمشق مستعدة لمحادثات سلام بلا شروط مسبقة، تبدأ اعتبارا من منتصف الشهر الجاري، بعد الانتخابات البرلمانية المقررة غدا الأربعاء.

 

يشار إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة اختتمت في جنيف في 24 مارس/آذار الماضي من دون تحقيق أي تقدم حقيقي باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب في مقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ اندلاع الثورة على حكم بشار الأسد في مارس/آذار 2011.

 

ولا يزال مستقبل الأسد نقطة الخلاف الرئيسية، إذ تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، في حين ترى دمشق أن مستقبله ليس موضع نقاش بل يتقرر عبر صناديق الاقتراع فحسب.

 

ريف حمص.. النظام يستمر بخرق الهدنة جواً والثوار يردون

أسامة أبو زيد – حمص (سوريا) العربية.نت

استهدف نظام الأسد، الاثنين، مناطق في ريف حمص الشمالي بقصف جوي مروحي بالبراميل المتفجرة، وشمل القصف بلدة تير معلة بدايةً، وأطلق النظام صواريخ فراغية استهدفت قرية السعن الأسود، ليعود مجدداً الطيران ملقياً 4 براميل متفجرة على مدينة تلبيسة، ترافق ذلك مع قذائف مدفعية وهاون صوبت نحو بلدة الغنطو.

وقد أكدت مديرية الدفاع المدني في حمص أن القصف أسفر عن قتيلين و4 جرحى من جراء استهداف النظام بالبراميل المتفجرة الأحياء السكنية.

النظام يخرق الهدنة وثوار الريف الشمالي يردون

وقام ثوار ريف حمص الشمالي بالرد على هذه الخروقات التي قامت بها قوات الأسد باستهداف عناصر النظام برصاص القناصة، واستهداف الأحياء الموالية للنظام بصواريخ أطلقت على أحياء كرم اللوز والزهراء، أسفرت عن 8 إصابات وفق ما صرح به إعلام النظام.

وقد أكدت غرفة عمليات ريف حمص الشمالي من خلال صفحتها على الفيسبوك أن كتائب أحرار الشام قد قامت بإطلاق صواريخ من نوع الغراد على تلك الأحياء كرد على خرق نظام الأسد المستمر والمتعمد للهدنة الدولية المبرمة.

ويؤكد الناشطون في ريف حمص الشمالي أن النظام يتعمد خرق الهدنة من خلال التصعيد المفاجئ الذي يستهدف المناطق السكنية، إضافة لممارسة سياسة التجويع والحرمان ضد المدنيين والحال الإنسانية في تدهور مستمر.

فيما يؤكد ضياء أبو مصعب مراسل مركز حمص الإعلامي في تلبيسة لـ “العربية.نت” أن سياسة الحصار والقصف والتهجير التي يتبعها النظام لن تبقي هذه الهدنة مستمرة، وأن الثوار في ريف حمص الشمالي سيقومون بالرد على أي خرق سيبدأ به نظام الأسد وقواته.

يذكر أن نظام الأسد في مطلع شهر أكتوبر وقبل الهدنة الدولية المبرمة قام بحملة عسكرية شديدة على ريف حمص الشمالي، مدعومة بالطيران الروسي الجوي الحربي والمروحي بائت بالفشل والعجز عن التقدم على الأرض، مسفرةً عن العديد من المجازر وتهديم المباني وتهجير نحو 20000 مدني من بيوتهم.

 

دي ميستورا في طهران تحضيراً لـ “جنيف 3

طهران – فرانس برس

وصل الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء إلى طهران، عشية استئناف مفاوضات جنيف بين ممثلين للحكومة السورية والمعارضة، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية.

ويزور دي ميستورا ايران بعدما اختتم محادثاته في دمشق بلقاء وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم.

وأفادت معلومات صادرة عن وكالة “سانا” التابعة للنظام، أن المعلم أبلغ دي ميستورا أن الحكومة السورية جاهزة للانضمام إلى مفاوضات جنيف، ومؤكداً الالتزام بحوار سوري بقيادة سوريا ومن دون شروط مسبقة.

واشار المعلم إلى أن ممثلي الحكومة سيصلوا إلى جنيف الجمعة، أي بعد يومين من موعد بدء المفاوضات، رابطاً تأخرهم بالانتخابات التشريعية التي يجريها النظام غداً.

وقال دي ميستورا إن الجولة المقبلة من محادثات جنيف ستكون بالغة الأهمية، لأنها ستركز على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم الانتقالي والدستور.

وسيلتقي دي ميستورا نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي تلعب بلاده دورا أساسيا في سوريا، حيث تقدم إلى جانب روسيا دعما عسكريا لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال الموفد الدولي الذي أشرف في مارس على جولة مفاوضات أولى استمرت 10 أيام ولم تسمح بتحقيق تقدم كبير “نأمل ونخطط لجعل (المفاوضات غير المباشرة) بناءة وواقعية”.

والمطالبة برحيل الأسد “خط أحمر” يجب عدم تخطيه بنظر طهران.

ويدعم الحرس الثوري وهو جيش النخبة في إيران، النظام السوري من خلال إرسال “مستشارين عسكريين” موجودين أيضا في العراق إلى جانب القوات الحكومية.

ويقاتل “متطوعون” إيرانيون وعراقيون وأفغان وباكستانيون في هذين البلدين، كما يقاتل حزب الله اللبناني الشيعي في سوريا.

ويتزامن استئناف مفاوضات جنيف مع انتخابات تشريعية يجريها النظام الأربعاء في سوريا، وهي الثانية منذ بدء النزاع، يتنافس فيها أكثر من 11 ألف مرشح، بينهم خمسة من أعضاء الوفد الحكومي المفاوض، في وقت دعت المعارضة السورية إلى مقاطعتها واصفة إياها بأنها “غير شرعية”.

 

فرنسا تحذر من هجمات النظام على حلب والغوطة الشرقية

حذرت وزارة الخارجية الفرنسية من إن الهجوم الذي يشنه النظام السوري في حلب والغوطة الشرقية يهدد وقف إطلاق النار ويمكن أن يتسبب في انهيار محادثات السلام السورية.

وقال المتحدث باسم الوزارة أن النظام ومن يسانده سيكونون “مسؤولين عن أزمة إنسانية جديدة وفشل المفاوضات السورية-السورية” التي من المقرر أن تستأنف غدا الأربعاء.

 

هذا ونفت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي وجود خطط لاقتحام مدينة حلب برغم احتشاد الآلاف من مقاتلي جبهة لنصرة حول المدينة, على حد قولها.

وأضافت هئية الأركان الروسية أن نحو 9500 من مقاتلي جبهة النصرة احتشدوا إلى الجنوب الغربي وإلى الشمال من حلب ويخططون لهجوم واسع النطاق لقطع الطريق بين حلب والعاصمة دمشق.

 

داعش يتبنى إطلاق النار على الإعلامي السوري زاهر الشرقاط في تركيا.. ومقربون منه: استطاع تجنيب الناس الانضمام للتنظيم

إسطنبول، تركيا (CNN)– تبنى تنظيم “داعش” هجوم إطلاق النار الذي استهدف الإعلامي السوري المقرب من المعارضة السورية، زاهر الشرقاط، الأحد، في مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من حدود سوريا. والشرقاط الآن في مستشفى حكومي تركي ووُصفت حالته بالحرجة إثر إصابته، وفقا لأحد أفراد أسرته.

 

وتُظهر مقاطع الفيديو المسجلة مهاجما ملثما يقترب من الشرقاط البالغ من العمر 36 عاما، ويُطلق النار عليه ثم يركض هربا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء التركية شبه الرسمية “الأناضول”.

 

ويزعم “داعش” مسؤولية الهجوم في بيان نشره عبر موقع “أعماق” التابع للتنظيم: “عنصر أمني ينتمي لداعش أطلق النار على الإعلامي زاهر الشرقاط، الذي يُقدم برامج تلفزيونية مناهض لداعش.” إذ يُعرف عن الشرقاط مناهضته للتنظيم بالحث على أن وحشية “داعش” ليست من تعاليم الإسلام.

 

ويُذكر أنه عندما بدأت الانتفاضة ضد الرئيس السوري، بشار الأسد، قال الشرقاط إنه كان ضمن الخطوط الأمامية للمعارضة، وأسس في نهاية المطاف وحدة للقتال موالية للمعارضة، وعندما استولى “داعش” على بلدة “الباب” ومسقط رأسه في حلب، ذهب الشرقاط إلى تركيا حيث أصبح مقدم برامج تلفزيونية يستضيف فيها قادة “الجيش السوري الحر” وينتقد التنظيم، وكان يُذاع برنامجه على قناة “حلب اليوم” الموالية للمعارضة.

 

ووفقا لصديقه، محمد سرحيل، فإن تدين الشرقاط وشهرته التلفزيونية جعلته مستهدفا من قبل التنظيم، إذ تلقى عددا من التهديدات بالقتل من “داعش”. ويقول المقربون منه إنه كان يُشكل خطرا على التنظيم بتقواه ومعرفته بالشريعة الإسلامية وقدرتها على التأثير على ممارسات المسلمين في مجتمعه. وأضاف سرحيل الذي عمل بشكل وثيق مع الشرقاط منذ بداية الأزمة السورية: “إنه عالم قانون وشريعة إسلامية ويعرف تماما كيفية تغيير أسلوب تفكير الناس التي تفكر في الانضمام لداعش، وكان ذلك خطا أحمر للتنظيم.”

 

وفد مفاوض وحيد للمعارضة السورية والجولة الرابعة بأيار/مايو المقبل

روما (12 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

استلم أعضاء من مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية دعوات شخصية لحضور الجولة الثالثة من مفاوضات مؤتمر جنيف التي تبدأ غداً الأربعاء، فيما يُشارك الوفد المُفاوض التابع للهيئة العليا للمفوضات بصفة جماعية كطرف مفاوض رئيسي مقابل وفد النظام، ومن المرتقب أن يستمر وفد الائتلاف بصفته الوفد الوحيد المُخوّل بالمفاوضات مقابل وفد النظام.

 

وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الجولة الحالية قد تستمر لنحو عشرة أيام، يتبعها جولة أخرى في شهر أيار/مايو المقبل، بعد نحو شهر من انتهاء الجولة الثالثة لمفاوضات جنيف.

 

وبالإضافة لوفد مؤتمر القاهرة، يشارك أيضاً كمراقبين أو مستشارين وفد يُمثّل معارضة الداخل المُعترف بها من قبل النظام السوري والتي تُمثّل أحزاباً مُرخّصة وتيارات تحظى بموافقة السلطة السورية، بالإضافة إلى وفود نسائية وممثلين عن المجتمع المدني.

 

ولم تجد عقدة مشاركة صالح مسلّم حلاً لها، ومازالت مشاركة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مرفوضة، خاصة بعد توسّع دائرة الرافضين لمشاركته بعد إعلانه عن فيدرالية له شمال سورية في نفس يوم انطلاق الجولة الأولى من مؤتمر جنيف الثالث.

 

ومن المفترض وفقاً للمبعوث الأممي أن تُركّز جولة المفاوضات هذه على بحث عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم الانتقالي والدستور.

 

وكانت الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف3 قد انطلقت في 14 آذار/مارس الماضي، وتم تعليقها قبل أن تنطلق جولة ثانية انتهت في 24 منه، تبعتها فترة توقف دامت نحو ثلاثة أسابيع، على أن تبدأ الجولة الثالثة غداً الأربعاء مع وفد المعارضة والجمعة مع وفد النظام، الذي أصرّ على تأجيل المفاوضات لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية السورية

 

فرنسا: هجوم الحكومة السورية يهدد الهدنة وعملية السلام

باريس (رويترز) – قالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الثلاثاء إن الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في حلب والغوطة الشرقية يهدد وقف إطلاق النار ويمكن أن يتسبب في انهيار محادثات السلام السورية.

 

وقال المتحدث باسم الوزارة رومان نادال للصحفيين في إفادة صحفية “فرنسا تعبر عن قلقها من تجدد العنف خلال الأيام القليلة الماضية. وتحذر من أن عواقب الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه على حلب والغوطة الشرقية تشكل تهديدا على وقف العمليات القتالية.”

 

وأضاف أن الحكومة ومن يساندها سيكونون “مسؤولين عن أزمة إنسانية جديدة وفشل المفاوضات السورية-السورية” التي من المقرر أن تستأنف يوم الأربعاء.

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى