أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 19 نيسان 2013

نتانياهو يهدد بالتدخل لمنع حصول المعارضين على أسلحة نوعية

لندن، عمان، بيروت، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو امس بالتدخل لمنع مقاتلي المعارضة السورية من الحصول على أسلحة نوعية قال إنها قد تستخدم ضد إسرائيل، في حين حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من أن استمرار الأزمة في سورية قد يؤدي إلى تفكك هذا البلد.

في غضون ذلك، سيطر «الجيش الحر» على مطار الضبعة العسكري في القصير قرب الحدود مع لبنان، في حين سيطر الجيش النظامي بدعم من مقاتلي «حزب الله» و «اللجان الشعبية» على بلدة آبل بعد أيام من الاشتباكات بين الطرفين. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» في لندن، أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قام قبل أسابيع بـ «زيارة سرية» إلى الأردن لنقل رسالة تحذيرية مفادها بأن خطر تنظيم «القاعدة» والمنظمات المتطرفة لن يقتصر على سورية، بل قد يشمل دولاً مجاورة لها. وأشارت المصادر إلى أن محادثات المقداد اقتصرت على لقاء مسؤول امني اردني كبير بحضور وزير الخارجية ناصر الجودة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد انتقد الدور الأردني في مقابلة تلفزيونية أول من امس ووجه إلى عمان التحذير نفسه.

وانتقد نتانياهو في حديث إلى «بي بي سي» في لندن الدعوات إلى تسليح المعارضة السورية، وقال: «نحن قلقون من الأسلحة النوعية التي يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط ويمكن أن تقع في ايدي الإرهابيين، ونحتفظ بحق التصرف لمنع حدوث ذلك». وأضاف أن قلق إسرائيل يرتبط بمعرفة «أي متمردين وأي أسلحة؟». وأكد «أننا مستعدون للدفاع عن انفسنا إذا اقتضت الحاجة وأعتقد أن الجميع يعلم بأن ما أقوله موزون وجدي». وأضاف أن «الأسلحة الرئيسية التي تقلقنا هي الأسلحة الموجودة بالفعل في سورية، أي الأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الكيماوية وأسلحة أخرى خطيرة جداً قد تغير اللعبة».

واعتبر نتانياهو أن تلك الأسلحة «ستغير شروط توازن القوى في الشرق الأوسط وقد تشكل خطراً إرهابياً على مستوى عالمي. مصلحتنا بالتأكيد هي الدفاع عن انفسنا لكننا نعتقد أن ذلك في مصلحة دول أخرى أيضاً».

وقال فابيوس أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ امس: «إذا تركنا الوضع يستمر، فإن سورية ستواجه خطر التفكك بما سيترتب عن انقسامها من تداعيات على الصعيد الإقليمي، حيث لن تعود الأزمة مشكلة محلية، هذا إذا افترضنا أن تقسيم سورية لم يبدأ بعد. وفي ظل مثل هذا الظرف، فإن المتشددين سيكونون الفائزين».

إلى ذلك، أقر الأردن للمرة الأولى أمس بتوجهه إلى استقبال جنود أميركيين، لكنه شدد في الوقت نفسه على ثبات موقفه الرافض أي تدخل عسكري في سورية والداعي إلى حل سياسي شامل يوقف دوامة العنف هناك، وسط تقارير تفيد بأن عمّان تدرس خيار إنشاء منطقة آمنة في درعا داخل سورية لوقف تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها.

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلين من «اللجان الشعبية» المسلحة الموالية للنظام السوري و»حزب الله» وجنوداً من القوات النظامية سيطروا على بلدة آبل الواقعة على بعد أربعة كيلومترات من الطريق الدولي بين دمشق وحمص وحلب والذي يربط جنوب سورية بشمالها. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن القوات النظامية «بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد ملاحقتها فلول الإرهابيين وتكبيدهم خسائر كبيرة».

وفي المقابل، سيطر «الجيش الحر» على أجزاء واسعة من مطار الضبعة العسكري في ريف مدينة القصير. وأكد المرصد أن «الجيش الحر» سيطر على المطار «بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياماً عدة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة وعناصر حراسة المطار»، علماً انه يخضع لإدارة الدفاع الجوي منذ العام 2009 وتحول إلى نقطة أساسية لتجمع القوات الموالية.

وأرسل النظام امس تعزيزات إلى بلدة بابولين على الطرف الشرقي للطريق الدولي بين دمشق وحلب، والمؤدي إلى معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين فك عنهما الحصار قبل أيام، في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.

وفي موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس رداً على سؤال حول احتمال استقالة المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، أن روسيا تعتبر هذا الأمر مبرراً.

وتساءل لافروف، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية ،»كيف سيمكنه التصرف على نحو آخر بصفته رجلاً نزيهاً، بعدما عدلت إحدى المنظمتين (جامعة الدول العربية) اللتين منحتاه المهمة للقيام بمفاوضات بين السلطة والمعارضة، عن دعم أي مفاوضات وأعلنت أن سلطات دمشق غير شرعية واعترفت بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري؟».

وفي نيويورك، يبحث مجلس الأمن اليوم الوضع في سورية في أول جلسة لمناقشة الأزمة ببعدها السياسي منذ نحو شهرين، حيث يستمع الى إحاطة من الإبراهيمي. وقال ديبلوماسيون إن الإبراهيمي الذي التقى عدداً من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية «عبر عن حال إحباط وإحراج» في شأن مهمته، وأن مسألة «استقالته ستتضح الإثنين بعد لقاء ثلاثي من المقرر أن يجمعه بكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي» في نيويورك.

وحذرت الأمم المتحدة من زعزعة الاستقرار السياسي في لبنان والأردن نتيجة الأزمة الإنسانية في سورية وتدفق اللاجئين بمعدل 8 آلاف شخص يومياً الى الدول المجاورة. ونقلت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية فاليري آموس الى مجلس الأمن صورة شديدة القتامة عن الوضع الإنساني في سورية. وقالت إن «الأطراف المقاتلين يتجاهلون تماماً حياة السكان المدنيين» حيث تحولت «مدن رئيسية كدير الزور وحماه وإدلب وحمص الى ركام، فضلاً عن دمار وحشي في حلب».

وقالت إن عدد اللاجئين في الدول المجاورة وصل الى 1.3 مليون الى 4.25 مليون نازح داخل سورية. وأطلقت تحذيراً من انتشار أمراض وبائية «بينها الكوليرا، إذا لم تتم معالجة الخدمات الرئيسية بشكل طارىء».

وشكت آموس من بطء الإجراءات الإدارية من جانب الحكومة السورية «مما يعرقل وتيرة العمل الإغاثي» مشيرة في الوقت نفسه الى أن العجز في ميزانية تمويل برامج الإغاثة لا يزال قائماً بنسبة 50 في المئة.

وقال مفوض شؤون اللاجئين أنطونيو غوتيراس إن ثمانية آلاف سوري يعبرون الحدود يومياً منذ نهاية شباط (فبراير) مما يشكل 400 ألف لاجىء خلال الأسابيع السبعة الأخيرة.

ودعا السفير اللبناني نواف سلام مجلس الأمن الى «النظر في إقامة مخيمات داخل الاراضي السورية بعيدة عن مناطق الاشتباكات وقريبة من حدود دول الجوار تحت حماية الامم المتحدة». لكنه اكد التزام «مساعدة كل اللاجئين وأنه لن يغلق حدوده ف يوجه أي فرد».

وتحدث السفير السوري بشار الجعفري خلال الجلسة مهدداً بمقاضاة «كل الدول التي تشتري النفط السوري من المجموعات الإرهابية بتهم تمويل الإرهاب».

إغتيال أحد مسوؤلي الحكومة السورية

بيروت – ا ف ب

اغتيل مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية السورية على يد مسلحين مجهولين في حي المزة الراقي والخاضع لحماية امنية في غرب دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة.

وقال المرصد في بريد الكتروني “اغتالت مجموعة مسلحة ليل الخميس علي بلان مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو لجنه الاغاثه في سورية وذلك خلال اقتحام مطعم في حي المزة في دمشق واطلاق الرصاص عليه”.

ويضم حي المزة عدد من السفارات والمبان الحكومية ومقار لمراكز امنية.

من جهة اخرى، افاد المرصد عن وقوع “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في مدينة داريا” جنوب غرب دمشق، تزامنا مع قصف تتعرض له المدينة ومدينة معضمية الشام المجاورة لها.

وتقوم القوات النظامية منذ اسابيع باستهداف معاقل للمعارضة في محيط دمشق، يتخذونها قواعد خلفية للهجوم نحو العاصمة، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وكان الاسد اكد في حديث تلفزيوني الاربعاء ان لا خيار له الا “الانتصار” في الحرب الدائرة في بلاده منذ سنتين، والا فان “سورية ستنتهي”.

وادت اعمال العنف الخميس الى مقتل 149 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية.

روسيا: وجود الجنود الأميركيين في الأردن يفاقم الأزمة السورية

موسكو – يو بي أي

قالت وزارة الخارجية الروسية إن استقبال الأردن 200 جندي أميركي، يمكن أن يفاقم الأزمة في سورية.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش، قوله إن “عملاً كهذا ليس من الأعمال المطلوب القيام بها لإخراج سورية من أزمتها، فهو لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة السورية التي تنذر بوقوع كارثة إقليمية”.

وأضاف أن “مثل هذه الأعمال تتنافى مع الالتزامات السياسية والمواقف التي اتفقت عليها الأطراف الخارجية الرئيسية المعنية بحل الأزمة السورية في العام الماضي في جنيف”.

وأكد أن روسيا تواصل دعمها لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية عبر الحوار بين السوريين من دون تدخّل أجنبي.

وقد أعلن الأردن، مساء الأربعاء الفائت، أنه سيستقبل 200 جندي أميركي على أراضيه لتعزيز قواته المسلّحة على ضوء استمرار تدهور الأوضاع في سورية.

الجيش الأردني: الجنود الأميركيون سيشاركون في “تمرين الأسد”.. ولن يتدخلوا في سورية

عمان – “بترا”

أكد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن “التقارير الاعلامية والتصريحات التي أشارت الى قيام الولايات المتحدة الاميركية بإرسال 200 عنصر من جنودها الى الاردن لا علاقة لها بالوضع القائم في سورية”، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وأضاف المصدر إن “القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية تؤكد بأن هؤلاء الجنود هم المجموعة الاولى من مجموعات أخرى ستشارك في تمرين الأسد المتأهب الذي يقام في الاردن سنويا”، موضحاً أن هذا التمرين سيتم تنفيذه هذا العام في “الاسابيع المقبلة وتشارك فيه اكثر من 15 دولة عربية واجنبية حتى الآن وسيتم دعوة وسائل الإعلام لحضوره عند تنفيذه”.

وأشار إلى أن “هذه التمارين المشتركة والتي تنفذ على مدار العام، مع مختلف جيوش العالم تأتي ضمن الخط التدريبية السنوية التي تنفذها القوات المسلحة ولا علاقة لها بأي شكل من الاشكال بالأوضاع القائمة في سوريا”، معتبراً أن “ما تناقلته وسائل الاعلام من تصريحات وتحليلات هو مبني على اجتهادات وتوقعات قد تجانب الحقيقة في كثير من الاحيان وتخلق مناخات مناسبة للإشاعات والاقاويل والربط، غير المبرر لما يجري هنا او هناك”.

ولفت إلى أنه بدأ التخطيط والتحضير لهذا التمرين منذ نهاية تمرين الاسد المتأهب الثاني الذي اجري عام 2012 في مختلف مناطق التدريب التي تستخدمها القوات المسلحة الأردنية وبمشاركة 19 دولة عربية واجنبية.

وأوضح المصدر أن القوات المسلحة الأردنية “تتعاون مع كثير من الدول الشقيقة والصديقة في مجال التدريب والتمارين المشتركة لرفع قدراتها وكفاءتها القتالية”، مشدداً على أن “القوات المسلحة الاردنية لديها القدرة الكافية لحماية حدودها والدفاع عن امن واستقرار المملكة الاردنية الهاشمية ضد اي شكل من اشكال التهديد”.

وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في وقت سابق اليوم ان “موقف المملكة مما يجري في سورية لم يتغير وهو ثابت ضد اي تدخل عسكري، ويدعو لحل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك”، موضحاً ان “تعزيز القوات الاميركية في الاردن هو ضمن التعاون والتنسيق بين البلدين”.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد حذر في مقابلة تلفزيونية بثت أمس على قناة “الإخبارية” المحلية من أن الأزمة السورية ستطال الأردن.

البعثة الدولية – العربية بسوريا “لا تتجزأ“:

استقالة الإبرهيمي أو بقاؤه “خيار شخصي”

    نيويورك – علي بردى

يطلع الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي اليوم أعضاء مجلس الأمن على “التعقيدات الكثيرة” التي أدت الى جمود مساعيه الديبلوماسية الهادفة الى اطلاق عملية سياسية تتيح وضع حد للحرب السورية، مع العلم أن المشاورات أدت أولاً الى “صرف النظر تماماً” عن فكرة تخليه عن تفويضه العربي والاحتفاظ بوساطته الدولية، لتتحوّل تالياً مسألة استقالة الابرهيمي أو بقائه “خياراً شخصياً” ليس إلا، كما كشف لـ”النهار” ديبلوماسي مطلع على المشاورات الجارية.

وتحدث الديبلوماسي الى “النهار” طالباً عدم ذكر اسمه لأن “هناك مراجعة شاملة للوساطة والمساعي الديبلوماسية، والمحادثات تمر الآن بمرحلة حساسة”. ولاحظ أن “الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أفاد أن المهمة الخاصة المشتركة مع جامعة الدول العربية باقية”، مشيراً الى أن الابرهيمي وسلفه في المهمة ذاتها الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي أنان “عيّنا بموجب القرار 253/66 الذي اتخذته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 21 شباط 2012 وكررته في 7 آب 2012”. وأضاف أن “تعديل التفويض يستوجب تعديل القرارين، وهذا غير وارد حالياً. لقد صرف النظر تماماً عن هذه الفكرة”.

وأقر بأن “الابرهيمي يجد نفسه أمام تعقيدات كثيرة”، ملمحاً الى أن علاقته بالرئيس السوري بشار الأسد “ساءت”، فضلاً عن أن القرار الأخير الذي اتخذته جامعة الدول العربية على مستوى القمة في قطر جعله في موقع “أكثر حرجاً”، لكونه وسيطاً للجامعة التي “اتخذت موقفاً بتسليم مقعد سوريا الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.

وإذ لم ترشح معلومات عن الاجتماعات التي عقدها الابرهيمي مع كل من بان ومندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أشار الديبلوماسي الى أن المشاورات “ستصل الى الذروة مطلع الأسبوع المقبل، عندما يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في رفقة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيح حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى نيويورك لعقد سلسلة لقاءات ثنائية وثلاثية ومتعددة لمناقشة الأوضاع في سوريا”. ويرجح أن “يتمنى الجميع على الابرهيمي البقاء في مهمته ومواصلة مساعيه، مع العلم أن مسألة بقائه أو عدم بقائه خيار شخصي”.

ومن المقرر أن يقدم الابرهيمي اليوم احاطة لأعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة. وأفاد الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن الممثل الخاص المشترك سيتحدث الى الصحافيين بعد الجلسة.

جلسة علنية

وتعقد هذه الجلسة غداة انعقاد جلسة علنية تركزت على الوضع الإنساني في سوريا. وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة فاليري آموس إن هناك “كارثة انسانية”، مشيرة الى “دمار البنية التحتية الرئيسية بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وانخفاض العملة التي خسرت ما بين 80 و90 في المئة من قيمتها، وارتفاع أسعار الغذاء”.

وأضافت أن “الأرقام تظهر وجود 6,8 ملايين انسان محتاجين، و4,25 ملايين انسان نازحين داخلياً بالإضافة الى 1.3 مليون انسان من الساعين الى اللجوء في الدول المجاورة”. وتحدثت عن “فظائع”، مطالبة مجلس الأمن بالنظر في “أشكال بديلة لارسال المساعدات، بما في ذلك من خلال عمليات عابرة للحدود”، وخلصت الى أنه “يتعين على المجلس أن يجد طرقاً لخفض مستوى العنف ووقف سفك الدماء”.

وتبعها المفوض السامي للامم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس الذي حذّر من ان اعداد اللاجئين سيصل الى 3,5 ملايين بحلول نهاية السنة الجارية اذا لم يتم التوصل الى تسوية. كذلك حذّر من ان “الازمة السورية تحوّلت تهديداً وجودياً” بالنسبة الى لبنان، موضحا ان عدد سكانه زاد اكثر من عشرة في المئة اذا احصى المرء اللاجئين السوريين المسجلين وحدهم… هناك من يعتقد حتى ان ربع سكان لبنان ربما صاروا الآن سوريين”. واشاد بما سماه “الحكمة السياسية للقيادة اللبنانية التي أبقت البلاد خارج الحرب السورية”، مع ان الحوادث الامنية على طول الحدود “تشكل تحدياً خطيراً للبنان”.

واستهل المندوب السوري الدائم لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري كلمته بالحديث عن الاستعمار الفرنسي، قائلاً إنه “واهم من يعتقد انه قادر على اعادة الساعة الى الوراء”. وإذا اشار الى “ما يخلفه الارهاب الاعمى”، رأى ان الأزمة السورية “كشفت عيوباً خطيرة في منظومة العلاقات الدولية”. وانتقد مناقشات الاتحاد الاوروبي لشراء النفط السوري “من مجموعات الارهاب التي سطت على بعض آبار النفط في سوريا”. كما تحدث عن “شركة اسرائيل مع المجموعات الارهابية السلفية التكفيرية”، حاملا ايضا على “السلاح الذي يشتريه البترودولار القطري – السعودي.

وأكد المندوب اللبناني السفير نواف سلام أن لبنان لا يزال عند “سياسة النأي بالنفس” التي صارت “محل اجماع وطني”. وقال ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان “بلغ 416 الفا حتى 12 نيسان 2013” ما عدا “عشرات الآلاف ممن لم يبلغوا المفوضية وجودهم او يطلبوا التسجيل” لدى المفوضية السامية للاجئين. كما ان هناك ما لا يقل عن 35 الف نازح فلسطيني من سوريا. وتوقع ان يبلغ العدد الاجمالي للاجئين السوريين في لبنان 1,2 مليون انسان بحلول نهاية السنة الجارية.

لافروف

وفي موسكو (و ص ف)، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رداً على سؤال عن شائعات عن احتمال استقالة الابرهيمي، ان روسيا تعتبر هذا الامر مبرراً. وتساءل: “كيف سيمكنه التصرف على نحو آخر بصفته رجلا نزيها، بعدما عدلت احدى المنظمتين اللتين منحتاه المهمة للقيام بمفاوضات بين السلطة والمعارضة، عن دعم اي مفاوضات وأعلنت ان سلطات دمشق غير شرعية واعترفت بالائتلاف الوطني السوري بصفته الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري؟”.

واشنطن تؤكد إمساك الأسد بالسلطة

كيري يخشى «تفكك» سوريا

أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، خشيته من أن يؤدي النزاع في سوريا إلى «تفكك» هذا البلد، وذلك عشية اجتماع لمجموعة «أصدقاء سوريا» في اسطنبول غداً، فيما شككت قيادات عسكرية أميركية بإمكانية التدخل المباشر في الأزمة السورية.

وقال كيري، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إن «الوقت ليس في مصلحة حل سياسي، إنه يؤدي إلى مزيد من العنف ومزيد من العناصر المتطرفين والى تفكك سوريا».

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن كيري سيلتقي في اسطنبول «شركاء أساسيين وأعضاء في ائتلاف المعارضة السورية ليبحث في العمق سبل تمكن المجتمع الدولي من دعم المعارضة والتعجيل في (حصول) عملية انتقال سياسي في سوريا». وأضاف إنه سيزور بروكسل بين 22 و24 نيسان للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، وسيلتقي على هامشه نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وأضاف كيري، في مجلس الشيوخ، «ما زلت آمل أن يظهر الروس روحاً بناءة في هذه العملية وأن نتمكن من إيجاد طريق للتفاوض». وأوضح أن الهدف من هذه المحادثات هو «وضع الجميع على الموجة نفسها» بالنسبة إلى مرحلة ما بعد الرئيس السوري بشار الأسد، مشدداً على ضرورة التوصل إلى تفاهم بين قطر والسعودية ودولة الإمارات وأوروبا.

وسيتم التطرق أيضاً إلى مسألة إمداد المقاتلين المعارضين بالأسلحة في ظل خشية الدول الغربية من أن تصل هذه الأسلحة إلى مجموعات متشددة. ولفت كيري إلى أن المخاوف تزداد في سوريا من «مواجهة بين الطوائف، بالغة الخطورة على المدى البعيد، ومن إمكان أن يحصل أشخاص سيئو النية على أسلحة كيميائية».

وقال مدير وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الجنرال مايكل فلين إن الأسد «لا يزال ممسكاً بالسلطة»، مضيفاً إن الحكومة السورية «تحافظ على الأفضلية العسكرية، خاصة في القوة النارية والتفوق الجوي»، كما أنه يبدو أن «الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد لا تزال متماسكة إلى حد كبير»، لكنه أشار إلى أن السلطات السورية «تواصل صراعها مع المنشقين ومشكلة المعنويات وعدم قدرتها على هزيمة المعارضة بشكل كامل». وتابع «لا يوجد أي مجموعة معارضة استطاعت توحيد المجموعات المختلفة حول استراتيجية لاستبدال النظام».

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أعلن أن التدخل العسكري الأميركي لدعم المعارضة السورية «هو الحل الأخير»، لكنه قد يدخل الولايات المتحدة في نزاع طويل. وأضاف إن «التدخل العسكري في هذه المرحلة قد يؤدي إلى إعاقة العمليات الإنسانية، وقد يورّط الولايات المتحدة في حرب عسكرية طويلة، وقد يكون له عواقب غير مقصودة عبر دخول الولايات المتحدة في نزاع إقليمي واسع أو حرب بالوكالة».

وفي حين تعهّد هايغل «بإيجاد طريقة ما يمكننا عبرها مساعدة المتمردين السوريين»، فإنه أشار إلى أن الرئيس باراك أوباما لم يطلب منه أي توصيات بشأن عمل عسكري.

وحيال مطالبة نائب ديموقراطي بإنشاء «مناطق آمنة» للمسلحين ونقل منظومات صواريخ «باتريوت» الموجودة في تركيا إلى قرب الحدود السورية، قال رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي إن نشر «الباتريوت» سيكون غير ذي جدوى لإنشاء «مناطق آمنة»، لانه يجب ان يكون هناك سيطرة على الأرض. وأعلن ان عملية تسليح المعارضة معقدة، لأنها غير منظمة ولا يُعرَف إلى أين ستذهب الأسلحة.

(«بلومبرغ»، ا ف ب)

الإبراهيمي أمام مجلس الأمن اليوم

لبنان والأردن: مخيمات للاجئين داخل سوريا بموافقتها

توجهت الأنظار أمس الى ملف النازحين واللاجئين السوريين حيث رفضت دمشق دعوة أطلقتها مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري آموس، أمس، لنقل المساعدات عبر الحدود إلى داخل سوريا، حتى من دون موافقة السلطات السورية، وذلك فيما أكد مصدر ديبلوماسي لبناني واسع الاطلاع لـ«السفير» أن الحكومة اللبنانية قررت بالتنسيق مع السلطات الأردنية، ان تطرح للمرة الاولى فكرة إقامة مخيمات للاجئين داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود اللبنانية والأردنية، وانما بعد التشاور مع دمشق حول مستلزمات خطوة كهذه.

وقال المصدر الديبلوماسي لـ«السفير» ان حكومتي لبنان والاردن قررتا الذهاب بملف اللاجئين إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل جعل المجتمع الدولي يتحمل مسؤولياته، خاصة في ضوء التنصل من كل الالتزامات المقدمة سابقا، ولا سيما في مؤتمر الكويت.

وأوضح المصدر أن الاجتماع الوزاري والأمني والقضائي الاستثنائي الذي عقد الاثنين الماضي في القصر الجمهوري، ناقش ملف اللاجئين السوريين والفلسطينيين بكل أبعاده، وطرحت للمرة الأولى فكرة إقامة مخيمات لهم داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود اللبنانية والأردنية، على أن تناقش السلطات اللبنانية والأردنية مع السلطات السورية هذه الفكرة بكل مستلزماتها اللوجستية والأمنية والاغاثية حتى يصار إلى تسويقها مع الجهات الدولية لاحقا.

وأشار المصدر إلى أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا حاليا بلغ حوالي الـ450 ألفا بينهم حوالي 35 ألف فلسطيني نزحوا من مخيم اليرموك، وهذا الرقم يتوقع أن يرتفع ليتجاوز عتبة المليون في نهاية العام 2013، فيصبح إجمالي السوريين على الأراضي اللبنانية، من لاجئين ومقيمين، نحو مليوني نسمة.

وفي الوقت ذاته، أعلن مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام، خلال جلسة مجلس الأمن، أنه لن يكون بمقدور لبنان تقديم الرعاية المطلوبة للاجئين السوريين مع استمرار ارتفاع أعدادهم، من دون زيادة فعلية كما ونوعا للمساعدات من قبل المجتمع الدولي، لكنه شدد على أن «لبنان لن يغلق حدوده في وجه أي أسرة سورية تلجأ إليه».

وقالت مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري آموس، أمام مجلس الأمن، إن «الأرقام الأخيرة تظهر أن 6,8 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة»، مشيرة إلى أن «4,25 ملايين نزحوا داخل البلاد و1,3 مليون لجأوا إلى دول الجوار».

وأعلنت آموس انه منذ كانون الثاني الماضي «تزايدت العراقيل البيروقراطية من جانب السلطات السورية. وبالتالي فان لائحة المنظمات غير الحكومية المسموح لها بالعمل في سوريا تراجع من 110 إلى 29، وهناك 21 تأشيرة دخول قيد الانتظار، وطلب لإدخال 22 آلية مصفحة لم تتم الموافقة عليه بعد».

وأضافت أن الأمم المتحدة أبلغت لتوها بان «أي شاحنة عليها الحصول على إذن موقع من وزارتين لاجتياز نقاط العبور الحكومية». وتابعت «لا يمكننا العمل على هذا النحو»، داعية مجلس الأمن إلى «التفكير بطرق أخرى لإيصال المساعدة بما يشمل عمليات عبر الحدود، حتى لو لم توافق الحكومة السورية عليها».

لكن مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أكد رفض دمشق هذا الأمر، مشددا «على المسؤولية الحصرية للحكومة السورية في حماية مواطنيها وفقا لمبادئ القانون الدولي بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها».

وقال إن «الدعايات الفظة والمفرطة في سلبيتها وعدائيتها، والتي تحاول بعض الحكومات والهيئات ترويجها إنما تأتي تبريرا لمحاولاتها للتدخل في الشؤون الداخلية وانتهاك السيادة السورية، بذرائع من قبيل التدخل الإنساني وفرض مناطق حظر للطيران وإنشاء ممرات إنسانية آمنة ومسؤولية الحماية وغيرها».

وحذر رئيس مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين انطونيو غوتيريس، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، من أن عدد اللاجئين يمكن أن يتجاوز 3,5 ملايين نسمة في نهاية السنة الحالية. وقال «هذه الأرقام مخيفة، والوضع يمكن أن يصبح غير محتمل» داعيا إلى التضامن الدولي مع دول تستضيف اللاجئين مثل لبنان والأردن، مشيرا إلى أن ربع الموجودين في لبنان أصبحوا من السوريين.

الابراهيمي

يقدم المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن اليوم رؤيته للأوضاع في سوريا، فيما أعلن المتحدث باسم الجامعة العربية ناصيف حتي أنه «سيتم عقد اجتماع في جنيف الاثنين المقبل، يضم الأمينين العامين للجامعة العربية نبيل العربي والأمم المتحدة بان كي مون والإبراهيمي، للتشاور حول كل الأمور المتعلقة بتطورات الأوضاع في سوريا ومستقبل مهمة الإبراهيمي في ضوء التسريبات حول نيته النأي بنفسه عن الجامعة العربية».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ردا على سؤال حول شائعات عن أن الإبراهيمي يفكر بالاستقالة، ان موسكو تعتبر هذا الأمر مبررا. وقال، على هامش اجتماع لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، إن «اعتراف الجامعة العربية بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري وإعلانها الحكومة السورية غير شرعية، قد يجبر الإبراهيمي على الاستقالة». وتساءل «كيف كان على هذا الإنسان المهني والنزيه أن يتصرف، إذا كانت إحدى المنظمتين اللتين فوضتاه بالتوسط بين الحكومة والمعارضة، رفضت أن تدعم التفاوض بأي شكل».

وأضاف لافروف أن «الجامعة العربية أعلنت الحكومة في دمشق غير شرعية، واعترفت بالائتلاف السوري المعارض، الذي لا يمثل حتى كل المعارضة، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. وفي الوقت ذاته، قررت الجامعة العربية زيادة تسليح المعارضة المسلحة. من الطبيعي أن رب العمل الذي ألغى موضوع العقد، وهو التفاوض، لا يمكن أن يستمر بهذه الصفة من وجهة نظر من تعاقد بتنفيذ تفويض الأمم المتحدة والجامعة العربية المتعلق بالتفاوض».

ميدانيا، شددت القوات السورية الخناق على المسلحين في محافظة حمص، بسيطرتها على قرية آبل الواقعة بين مدينتي حمص والقصير، فيما سيطر المسلحون على مطار الضبعة العسكري في ريف القصير. (تفاصيل صفحة١٥)

وأكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أحمد وحيدي، ردا على سؤال حول التدخل الخارجي والعسكري في سوريا، أن «التدخل الخارجي سيكون بمثابة انفجار في الشرق الأوسط يعم كل الدول الداعمة للإرهابيين ونظام الهيمنة والكيان الإسرائيلي»، فيما نفى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء حسن فيروز أبادي أن تكون إيران أرسلت أي جندي أو معدات عسكرية إلى سوريا. («السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

بريطانيا وفرنسا أبلغتا الأمم المتحدة بوجود أدلة موثوقة على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا

واشنطن- (يو بي اي): كشف دبلوماسيون ومسؤولون رفيعون في الأمم المتحدة ان كلاً من بريطانيا وفرنسا أبلغتا المنظمة الدولية بان لديهما دليلاً موثوقاً حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، قولهم ان فرنسا وبريطانيا وجهتا رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغتاه فيهما بأن بحوزتهما دليلاً موثوقاً على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا في أكثر من مناسبة منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وأوضح المسؤولون ان الجانبين الفرنسي والبريطاني ذكرا في رسالتيهما ان عينات من التربة ومقابلات مع شهود بالإضافة إلى مصادر من المعارضة السورية تؤكد استخدام أسلحة كيميائية تؤثر على الأعصاب في كل من حلب وحمص وربما في دمشق.

وذكرت ان دبلوماسيين أوروبيين يعترفون بأن القوات السورية تعرضت لمواد كيميائية في حلب في 19 آذار/ مارس الماضي، ولكن مصدرها لم يكن مجموعات المعارضة بل “نيراناً صديقة” إذ أطلقت قوات سورية قذيفة أخطأت المعارضة وأصابت قوات تابعة للنظام السوري.

وكانت السلطات السورية اتهمت مقاتلي المعارضة بإطلاق صاروخ كيميائي ضد المدنيين في حلب، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، وهو ما نفته المعارضة.

وطالبت الحكومة السورية بإجراء تحقيق في المسألة، وقد شكلت بعثة تحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا غير انها لم تباشر مهامها بعد.

ويذكر انه سبق واتهمت المعارضة السورية النظام باستخدام السلاح الكيميائي في حمص، غير أنه لم يتم تأكيد تلك التهم.

مجلس الأمن يدين أعمال العنف في سوريا ويستنكر الانتهاكات من قبل الحكومة والجماعات المسلحة معاً

نيويورك- الأمم المتحدة- (يو بي اي)- (رويترز): توصل مجلس الأمن الدولي، ليل الخميس، إلى اتفاق فريد من نوعه حول سوريا يدين أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات السورية والجماعات المسلحة.

وأصدر مجلس الأمن بياناً غير ملزم بعد جلسة حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، قال فيه إن “العنف المتصاعد غير مقبول تماماً ويجب أن يتوقف على الفور”.

وتابع البيان أن أعضاء مجلس الأمن يدينون “الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان من قبل السلطات السورية بالإضافة إلى أية انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل الجماعات المسلحة”.

وأعرب المجلس عن آسفه بسبب “العراقيل التي تعترض توزيع المساعدات الانسانية في سوريا”.

وطالب جانبي الصراع في سوريا “بتأمين وصول آمن وبلا عوائق للمنظمات الانسانية كي تساعد الأشخاص الذين يحتاجون اليها في كل انحاء سوريا”.

وكان مجلس مجلس الأمن عقد جلسة الخميس بحث فيها الوضع الإنساني في سوريا.

وقالت الأمم المتحدة الخميس إن عائلات سورية أحرقت في منازلها وان اشخاصا قصفوا بالقنابل وهم ينتظرون الحصول على الخبز وان أطفالا تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والقتل وان مدنا تحولت الى انقاض في الحرب المستمرة في سوريا منذ عامين وهو ما وصل بالاوضاع الى كارثة انسانية.

وجعل هذا التقييم الكئيب من جانب كبار مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مجلس الأمن الذي كان في حالة انقسام بشأن كيفية التعامل مع الأزمة منذ بدايتها يتوصل إلى اتفاق نادر على بيان غير ملزم يطالب بنهاية للعنف المتصاعد ويستنكر انتهاكات حقوق الإنسان من جانب جميع الأطراف.

وقالت فاليري آموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة وأنطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ان ربع سكان سوريا البالغ تعدداهم 22 مليون نسمة تشردوا داخل بلدهم وان 1.3 مليون نسمة فروا الى دول اخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وكانت هذه جلسة علنية نادرة في مجلس الأمن بشأن الصراع في سوريا دعت اليها استراليا ووجهت آموس نداء الى الدول الأعضاء في مجلس الأمن “لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء هذا الصراع الوحشي”.

وقالت آموس “الوضع في سوريا كارثة انسانية يدفع المواطن العادي فيها ثمن الفشل في إنهاء الصراع. ليس لدي اجابة لهؤلاء السوريين الذين تحدثت اليهم والذين سألوني لماذا تخلى العالم عنهم”.

ووصل مجلس الامن الى طريق مسدود بشأن كيفية انهاء الصراع. واستخدمت روسيا الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد وبمساعدة من الصين حق النقض (الفيتو) في عرقلة أي إدانة او محاولة لفرض عقوبات على حكومة الأسد.

وتقول الأمم المتحدة ان الحرب في سوريا التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية وتحولت الى العنف عندما حاول الأسد سحق الانتفاضة راح ضحيتها أكثر من 70 الف شخص.

وقالت آموس “الأطفال من أكثر الأشخاص معاناة. الاطفال يتعرضون للقتل والتعذيب والعنف الجنسي. كثيرون منهم لا يجدون ما يكفيهم من طعام. اصيب الملايين بصدمة نتيجة هول الأحداث … هذا الصراع الوحشي لا يمزق حاضر سوريا فحسب وانما يدمر مستقبلها أيضا”.

وأطلعت زينب بانجورا مبعوثة الأمم المتحدة للعنف الجنسي في الصراع وليلى زروقي مبعوثة الأمم المتحدة بشان الاطفال والصراع المسلح مجلس الأمن على تطورات الصراع في سوريا.

وألقى مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري باللوم في المحنة التي يعاني منها السوريون على الإرهاب والعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واتهم دولا مجارة بمنع اللاجئين من العودة إلى سوريا.

وقال الجعفري “لن يغفر الشعب السوري بعد اليوم تسهيل تنقل آلاف الإرهابيين الجهاديين الأوروبيين والغربيين برعاية أجهزة استخبارات معروفة عبر حدود العشرات من الدول من استراليا إلى الولايات المتحدة وصولا إلى الحدود التركية واللبنانية والأردنية مع سوريا”.

وأضاف في كلمته امام مجلس الامن في تعليقات تعكس ما قاله الرئيس الأسد في مقابلة تلفزيونية يوم الاربعاء إن هؤلاء “يتم ايواؤهم في معسكرات تدريب ليدخلوا بعدها إلى سوريا ويعيثوا فيها فسادا ودمارا وتخريبا ويسفكوا الدماء البريئة”.

ودفعت هذه التقييمات الكيبة مجلس الأمن إلى التوصل إلى اتفاق نادر على بيان غير ملزم.

وقال المجلس “العنف المتصاعد في سوريا مرفوض تماما ويجب ان ينتهي على الفور”. وحث البيان “كل الأطراف على ضمان الوصول الآمن بلا عوائق لمنظمات الإغاثة إلى من هم في حاجة في كل مناطق سوريا”.

واستنكر المجلس المؤلف من 15 عضوا “الانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان من جانب السلطات السورية وكذلك أي اساءات لحقوق الإنسان من جانب الجماعات المسلحة”. وقال “يجب ألا يكون هناك إفلات من العقاب عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”.

وقال جوتيريس انه منذ فبراير شباط يفر 8000 سوري يوميا عبر حدود البلد في معدل قد يزيد عدد اللاجئين السوريين بأكثر من المثلين بحلول نهاية العام الى 3.5 مليون شخص.

وأبلغ جوتيريس مجلس الامن أن هذا الامر “ليس مرعبا فقط وانما قد يصبح غير قابل للاحتواء. لا توجد وسيلة كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة لما تمثله هذه الاحصائيات”. وقال “من الصعب تخيل كيف يمكن لأمة ان تتحمل مثل هذه المعاناة الكبيرة”.

وحذر من ان الصراع قد يمتد الى الأردن ولبنان وتركيا والعراق جيران سوريا الذين يتحملون عبء اللاجئين. وقال انه مع الاخذ في الاعتبار عدد اللاجئين المسجلين فقط فان تعداد سكان لبنان زاد بنسبة عشرة بالمئة.

واضاف “لكن مع الأخذ في الاعتبار اللاجئين الذين لا يسعون الى تسجيل أنفسهم والعمال المهاجرين السوريين فان البعض يقدر عدد السوريين بأنه قد يصل الى ربع عدد السكان في لبنان”.

وقالت آموس انه يوجد 6.8 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون الى مساعدات.

وأضافت ان من بين 1.5 مليار دولار تعهد المانحون الدوليون بتقديمها لتغطية تكاليف الاحتياجات الإنسانية لسوريا لم يتم تحصيل سوى نصف هذا المبلغ. ورسمت آموس صورة عصيبة للجهود الدولية لتسليم المساعدات داخل سوريا.

وقالت ان عراقيل بيروقراطية تجعل من شبه المستحيل توزيع المعونات وان الحكومة السورية خفضت عدد جماعات الإغاثة المسموح لها بالعمل في البلاد من 110 إلى 29. واضافت قولها أن قوافل المساعدات تتعرض عادة لهجمات أو لإطلاق النار وان موظفيها يتعرضون للتخويف أو الخطف.

وقالت “الناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة هم أشد الناس احتياجا. لقد روعني سماع روايات خلال زيارتي لتركيا في الآونة الأخيرة عن أطفال يموتون جوعا في هذه المناطق. يجب ان نقوم بتوصيل المعونات الى هذه المناطق التي يصعب الوصول إليها”.

وحذرت آموس قائلة إن القيود والعراقيل على الأرض جعلت الأمم المتحدة “تقترب من إيقاف بعض العمليات الإنسانية الحيوية”.

وقالت “يجب على أعضاء المجتمع الدولي ولاسيما أعضاء هذا المجلس أن يتحدوا في مساندة الشعب السوري”.

المعارضة تعتبر الاسد ‘منعزلا عن الواقع′.. والجيش السوري يسيطر على جنوب حمص

أخوان الأردن يرفضون وجود قوات أمريكية على اراضيه

عمان ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: أعرب حزب جبهة العمل الاسلامي، الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن الخميس عن رفضه ‘القاطع′ لوجود أية قوات اجنبية على أراضي المملكة، في الوقت الذي رفض فيه الاردن التدخل العسكري في الازمة السورية، غداة تحذير الرئيس السوري بشار الاسد من ان يطال ‘حريق’ بلاده المملكة.

وطالب الحزب الحكومة، في بيان تلقت يونايتد برس إنترناشونال نسخة منه بـ’إعادة النظر في قرارها بالسماح بمرابطة قوات أجنبية على الأرض الأردنية ‘إذ أن ‘الجيش الأردني الباسل ومن ورائه الشعب الأردني الأبي قادر على الدفاع عن الوطن ومصالحه العليا’.

وأشار إلى أن ‘دوافع القوات الأمريكية للتحرك العسكري تنطلق من مصالحها الخاصة، ومن مصالح حليفها الإستراتيجي الكيان الصهيوني’. وخلص البيان إلى القول ‘لا مرحباً بقوات أجنبية على ثرى الأردن الطهور’.

وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أعلنت في وقت سابق امس، ألا علاقة باستقبال المملكة 200 عنصر من الجيش الأمريكي على أراضيها بالوضع القائم في سورية، وأكدت أن الأردن لديه القدرة الكافية لحماية حدوده والدفاع عن أمنه واستقراره ضد أي شكل من أشكال التهديد.

وأكّدت القيادة العامة للقوات المسلّحة الأردنية في بيان أن ‘هؤلاء الجنود الـ 200 هم المجموعة الأولى من مجموعات أخرى ستشارك في تمرين الأسد المتأهب الذي يقام في الأردن سنوياً، وسيتم تنفيذه هذا العام في الأسابيع المقبلة، والذي تشارك فيه أكثر من 15 دولة عربية وأجنبية’.

وأوضحت أنه ‘بدأ التخطيط والتحضير لهذا التمرين منذ نهاية تمرين الأسد المتأهب الثاني، الذي نفذ العام الماضي (2012) في مختلف مناطق التدريب التي تستخدمها القوات المسلّحة الأردنية، وشاركت فيه 19 دولة عربية وأجنبية’.

جاء ذلك فيما اعتبرت المعارضة السورية الخميس ان الحديث المتلفز للرئيس بشار الاسد الاربعاء يعكس ‘انعزاله عن الواقع′.

في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الحذر من دعوات تسليح مقاتلي المعارضة السورية، الذين حققوا تقدما في شكل كبير داخل مطار عسكري متوقف عن العمل في ريف القصير وسط سورية.

وغداة قول الاسد لقناة ‘الاخبارية’ السورية ان بقاءه او رحيله مرتبط بما ‘يقرره الشعب’ السوري وتشكيكه بـ’وطنية’ المعارضة، اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ان هذه التصريحات ‘مشهد يكشف انعزاله (الاسد) المطبق عن الواقع وعماه عن الفساد والخراب والدماء التي اوغل فيها’.

ورأى ان ‘نهجه في ادعاء السيطرة وانكار الآخر والغياب عن الواقع واقتراح حلول لا علاقة لها بالازمات التي يدعي حلها’، لا يختلف عن ‘نهج من سبقه من الطواغيت، وحاله اليوم كحال فرعون الذي قال ‘ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد’.

واقفل الاسد عمليا اي باب حوار مع المعارضة، سائلا ‘كيف يكون (الشخص) وطنيا اذا كان هناك من يدفع له؟’، معتبرا ان كل معارضة في الخارج ‘لا يمكن ان تكون

والخميس، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان بان مقاتلي المعارضة سيطروا على اجزاء واسعة من مطار الضبعة العسكري في ريف مدينة القصير بمحافظة حمص (وسط)، الذي لم يستخدم منذ العام 2009 بعدما كان من المقرر تحويله الى مطار مدني.

واعتبر المرصد انه في حال اتمام السيطرة على المطار ‘فذلك يعد هزيمة للقوات النظامية التي تحاول منذ اسابيع فرض سيطرتها على ريف القصير’، حيث تدور اشتباكات عنيفة في محاولة لعزل مقاتلي المعارضة في هذه النقطة الاساسية لربط دمشق بالساحل.

وتواصلت اعمال العنف اليوم في مناطق عدة من سورية، لا سيما في مدينة داريا (جنوب غرب دمشق)، والتي تعرضت لقصف من الطيران الحربي تزامنا مع اشتباكات فيها.

تقييمات امريكية متضاربة لسورية.. كيري يرى المعارضة تتقدم وهاغل وديمبسي يتحدثان عن مخاطر جمود

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذر ويقول ان اسرائيل لها الحق في التدخل لمنع الاسلحة السورية، من الوقوع في الايدي الخطأ، مع زيادة التوتر في مرتفعات الجولان، وتراجع اعداد القوات السورية على الحدود. فيما يشن الرئيس السوري بشار الاسد هجوما على جيرانه الداعمين للمعارضة السورية ويقول لهم ان النار ستطالهم، وذلك عندما قام بموضعة الحرب السورية في سياق ‘الحرب الدولية على الارهاب’.

وقال ان الغرب الذي مول الحرب في افغانستان في السابق دفع الثمن غاليا. وفي الوقت نفسه يتسارع النقاش في الولايات المتحدة حول سورية، فالكونغرس استمع لشهادات كل من وزير الخارجية والدفاع ورئيس هيئة الاركان المشتركة، ومع ان مجمل الشهادات يعكس خلافا في التقييم الا ان هناك تحركات حثيثة نحو سيناريو ودور امريكي بارز، فمن جهة يرى جون كيري ان المعارضة تتقدم على الارض، وان واشنطن تنسق مع الدول التي تسلح المعارضة او تلك التي ستسلحها، فيما تحدث كل من من تشاك هاغل ومارتن ديمبسي عن مساعدات انسانية وامكانية لحماية مناطق آمنة. وقالا ان الوضع على الارض غير واضح وان هناك مخاطر من جمود على الساحة القتالية. ورغم ذلك فقد اعلن هاغل عن ارسال 200 من الجنود للاردن من اجل القيام بما اسماه ‘عمليات اعادة الاستقرار’ وتقديم المهام الانسانية للاجئين السوريين وللسيطرة على الاسلحة الكيماوية. ويبدو من اعلان هاغل ان واشنطن تعد الخطط للتدخل في سورية ان اقتضى الامر، فقد نظرت الصحف الامريكية لارسال هذا العدد الصغير على انه خطوات للتدخل في سورية.

ويعتقد ان القوة الجديدة التي اعلن عنها هاغل في مرافعته امام لجنة القوات المسلحة الى جانب ديمبسي، انها طليعة قوة من 20 الفا او اكثر ستنشر حالة قرر الرئيس باراك اوباما التدخل العسكري في سورية وتأمين ‘الاسلحة الكيماوية’.

وستقوم القوات الجديدة بانشاء مركز قيادة لها قرب في شمال الاردن قريبا من الحدود مع سورية، للمساعدة في عمليات الاغاثة الانسانية والتخطيط لعمليات عسكرية محتملة بما فيها عمليات تدخل سريع للقوات الامريكية حالة قرر البيت الابيض ان التدخل بات ضروريا حسبما نقلت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ عن مسؤول امريكي بارز. ومع ان البنتاغون ارسل انظمة وصواريخ باتريوت لتركيا لحمايتها من الصواريخ السورية الا انها في العام الماضي ارسلت 150 ضابطا وخبيرا عسكريا وامنيا للاردن، حيث اقاموا مركزا لهم في العاصمة عمان، من اجل اعداد الخطط لتدخل محتمل لتأمين السلاح الكيماوي وتنسيق عمليات نقل الاسلحة للمعارضة وتدريب مقاتليها.

وحسب مسؤولين فالقوات الموجودة الان سيعود بعض افرادها وسينضم اخرون بشكل لن يزيد عدد القوات عن 200، ويعتبر الاعلان اول خطوة تفصح عن نية للادارة لاحتمال تدخلها لان طبيعة الجنود الذين سيتم نشرهم هم من الوحدات النظامية ومن قوات الفرقة المدرعة الاولى المتمركزة في ‘فورت بلس′ في تكساس.

ويرى مسؤولون امريكيون ان تكثيف الجهود والتحضيرات نابع من عدم ظهور اشارة عن توقف الحرب الاهلية، ولتراجع الامال بالتوصل لتسوية سياسية تؤدي لرحيل الاسد عن السلطة.

ليس قرارا

وفي الوقت الذي اكد فيه هاغل على ان الاعلان لا يعبر عن قرار من باراك اوباما التدخل العسكري، حيث اشار الى ان الرئيس لا يزال قلقا من التدخل في سورية خاصة بعد ان اعلن عن سحب القوات من افغانستان بعد 12 عاما فيها، الا ان تصريحات المسؤولين الامريكيين تعكس عدم الوضوح.

وقال هاغل ان ‘التدخل العسكري هو خيار ولكنه يجب ان يكون الخيار الاخير’، مشيرا الى ان عملية نشر عسكري كبيرة ‘قد تورط امريكا في التزامات عسكرية غير واضحة، مهمة وطويلة’. ولكنه قال للكونغرس ان قرار تعزيز القوات الامريكية في الاردن جاء من اجل ‘تحسين الجاهزية للتدخل في عدد من السيناريوهات’.

وفي ثنايا حديث هاغل ومارتن ديمبسي تكمن مخاوف من ان المعارضة التي حققت انجازات كبيرة في الشمال والجنوب ليست متماسكة بما فيه الكفاية، فديمبسي الذي دعم خطة تسليح المعارضة التي تقدم بها مدير ‘سي اي ايه’ السابق ديفيد بترايوس، ودعمتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا قال ‘رأيي العسكري هو انني اشعر بالقلق خاصة بعد ان شاهدنا صعود النصرة ورأينا صور الاسلحة التي في ايديهم’، مشيرا الى ان الوضع اصبح اكثر تعقيدا عما كان عليه الوضع في العام الماضي. ومع ذلك قال في رد على سؤال لجون ماكين، المرشح الجمهوري السابق، انهم مستعدون لتسليح المعارضة ان وجد الفصيل المناسب. وقال ان الجيش لديه استعدادات لتوفير الحماية لمنطقة عازلة تقام داخل الحدود السورية قرب الحدود مع تركيا او الاردن. ووصف ديمبسي وضع المعارضة بالغموض والمتشوش حيث قال’في الحقيقة فان الوضع اكثر تشوشا في جانب المعارضة اكثر منه قبل ستة اشهر’. كما انه ليس متأكدا ان كانت واشنطن قادرة الان على تحديد ‘الجماعات المناسبة لتسليحها’.

الموقف الاردني

وتقول صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان استعداد الملك عبدالله الثاني لقبول تمركز وحدة صغيرة على اراضي بلاده يعكس مخاوفه من انتشار الازمة السورية وانتقالها الى الاردن. ويعتبر وجود هذه الوحدة تطورا في الموقف الاردني فعلى الرغم من انه من اكبر حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الا انه لم يسمح لها باقامة قواعد عسكرية على اراضيه حتى في اثناء غزو العراق، وظل موضوع القوات الامريكية الخاصة التي دخلت العراق من اراضيه سرا محكما. ولكن وفي ظل استمرار الحرب في سورية وتدفق مئات الالاف من اللاجئين جعل الاردن يوافق على وجود هذه الوحدة العسكرية الصغيرة، وبحسب مسؤولين امريكيين فانه قد يوافق على استقبال قوات كبيرة في المستقبل.

وستبدأ طليعة القوات الامريكية بالوصول للاردن نهاية الشهر الحالي، وسيصل معظم افرادها في شهر ايار (مايو) المقبل حيث سيتمركزون في منشأة عسكرية اردنية. ومعظم من سيصل اولا هم من الذين تلقوا تدريبات على المساعدة في العمل الاغاثي والانساني او الشؤون المدنية. وبحسب الصحيفة فقد اعدت البنتاغون خططا لزيادة العدد وارسال قوات عمليات خاصة لتأمين السلاح الكيماوي، ووحدات من سلاح الجو الامريكي لتوفير الحماية للمجال الجوي الاردني وفرق عسكرية مدربة على الحروب التقليدية قادرة على دخول سورية حالة قرر البيت الابيض التدخل. وفي سيناريو ينهار فيه نظام الاسد قبل التدخل فانه قد يتم ارسال فريق الشؤون المدنية الى سورية للمساعدة في اعادة الخدمات والامن.

المعارضة

وكان هاغل قد قال في شهادته ان سياسة الادارة في البحث عن تسوية في سورية وبناء قوة ما يطلق عليها المعارضة المعتدلة لم تعمل و ‘لم تحقق اهدافها، بشكل واضح’، و’لهذا السبب نواصل النظر في خيارات وطرق اخرى لتحقيق هذا’. وقال هاغل انه التقى مع اوباما يوم الثلاثاء الذي كان قلقا لنفس السبب وهو استمرار ‘الدمار الانساني’.

وسيزور هاغل المنطقة في نهاية الاسبوع الحالي حيث سيزور الاردن والسعودية واسرائيل ومصر والامارات العربية المتحدة. وسيتركز معظم الحديث في الجولة على الموضوع السوري. وفي اتجاه اخر قال ديمبسي انه ليس متأكدا ان كانت القوات الخاصة ستتمكن من تأمين الاسلحة الكيماوية السورية لان القوات السورية نقلت بعض العوامل الكيماوية حتى لا تقع في يد المقاتلين حيث قال ان الجيش ‘يقوم بنقل الاسلحة، خاصة ان المواقع المخزنة فيها كثيرة’. وفي رد على السناتور كارل ليفين، النائب الجمهوري عن امكانية اتخاذ خطوات للضغط على نظام الاسد قال ديمبسي ‘لا ارى ادخال قوات عسكرية سيؤدي لتحقيق النتائج التي نريدها’، مضيفا انه قد تؤدي الى زيادة الوضع سوءا.

كيري وقرارات جديدة

وكان كيري قد قدم للنواب تقييما عن الوضع في سورية حيث قدم شرحا ايجابيا للتعاون القريب بين واشنطن والائتلاف ووصف الاثر الايجابي الذي تركته شحنات الاسلحة على تعزيز وضع المقاومة السورية، مقترحا ان وصول هذه الاسلحة تم بمباركة امريكية حيث قال ان ‘سياسة الولايات المتحدة في الوقت الحالي عدم تقديم اسلحة ولكننا ننسق بشكل قريب مع اؤلئك الذين يسلحونهم’ اي المعارضة. وعكست شهادته في هذا الاتجاه ما قاله في الشهر الماضي اثناء زيارته للسعودية عن وجود جماعات يمكن الوثوق بها كي توصل الاسلحة للجماعات ‘المعتدلة والتي تحظى بشرعية’. وسيصل كيري اليوم الى اسطنبول للاجتماع مع المعارضة واصدقاء سورية حيث قال ان هناك قرارات سيتم اتخاذها لمساعدة المعارضة ومن اجل تحديد الطرق الناجعة والتي ستعجل رحيل الاسد، واكد ان المعارضة تحقق انجازات على الارض.

تصدير النفط

ويبدو ان المستوى السياسي الغربي متفائل ويتجه نحو تعزيز المناطق التي تقع تحت سيطرة المقاتلين وهو ما بدا في اتفاق اولي بين المسؤولين في دول الاتحاد الاوروبي ويقضي بتخفيف قيود الحظر على سورية بشكل يفتح الباب امام تصدير النفط السوري للدول الاوروبية، فيما يقول المسؤولون انه محاولة لمساعدة المناطق التي تسيطر عليها على بناء اقتصاد مستقر وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وسيمنح الاتفاق سكان المناطق الواقعة هذه حوافز للعمل وتشغيل منشآت النفط خاصة ان الحياة الاقتصادية متوقفة الان في هذه المناطق اي شمال وشرق البلاد. ومع ان سورية لا تعتبر من الدول الكبيرة المصدرة للبترول ولا يشكل نفطها الا نسبة 1 بالمئة من حجم النفط العالمي الا انه يعتبر من اهم مصادر الدخل القومي وكانت الدول الاوروبية هي المستورد الرئيسي له قبل ان تفرض عقوبات على النظام مع بداية الانتفاضة. وقد ادت العقوبات والحرب الى انهيار الاقتصاد الوطني حيث تراجعت نسبة الصادرات من 7.2 مليار دولار في عام 2011 الى 185 مليون دولار في العام الماضي وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة ‘الوطن’ الموالية للنظام. ويرى جوشوا لانديز من جامعة اوكلاهوما ان العقوبات الاقتصادية عامل مهم في انهيار الاقتصاد وسبب في تدفق اللاجئين في داخل والى خارج سورية هو فقدان الامن والفقر ونقص الطعام وعليه فان دفع الاقتصاد هو المفتاح لمنع هروب السوريين للخارج. وقال لانديز فيما نقلت عنه ‘نيويورك تايمز′ ان ‘الغرب يقول انه يستهدف النظام، ولكن من السهل القول ان النظام يطعم جنوده والشعب هو الذي يجوع′. وقالت الصحيفة ان الاتفاق ينص على ان تقوم كل دولة عضو في الاتحاد الاوروبي اتباع اجراءات وتعليمات واضحة وان تستشير الائتلاف الوطني السوري قبل القيام باية خطوات. ولا تقتصر التحضيرات على تعزيز الوضع الاقتصادي بل على صورة و’رواية التاريخ’ لسورية ما بعد الاسد.

كتابة التاريخ

ففي الكتب المدرسية الجديدة التي وزعت على مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا تم تعديل معلومة تاريخية ظل طلاب المدارس السورية يقرأونها طوال العقود الماضية، وهي ان لواء الاسكندورنة ودولة هتاي هي جزء من سورية الطبيعية. لكن لجان المقرر التعليمي التابعة للمعارضة قررت الاعتراف بملكية تركيا لهذه المناطق فالخرائط في الكتب المدرسية الجديدة تؤكد على هوية الاقليم التركية. ويعتبر هذا واحدا من التغيرات التي حدثت على المقرر التعليمي لسورية ‘الجديدة’، حيث عمد معدو المقررات الدراسية لتقديم رواية مختلفة عن سورية، وحذف الرواية التي اكدت على ايديولوجية البعث والقومية العربية. وتنقل صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ عن مدير مدرسة قوله ‘ان استخدمنا نفس كتب النظام فلا معنى اذا للثورة’، واضاف ان الثورة قامت ‘لمواجهة عملية غسيل دماغ التلاميذ وهو ان الاسد هو المنقذ والقائد’.

تحدث الأسد وكأنّ حرب سوريا تجري على كوكب آخر

ريما زهار

في حديثه الأخير، بدا الرئيس السوري بشار الأسد واثقًا يوحي بأنه ممسك فعلًا بزمام الأمور، وانتقده الكثيرون لأنه تكلم وكأنّ الأحداث في سوريا تجري على كوكب آخر.

بيروت: يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـ”إيلاف” أنه من منطلق تحليلي لخطاب بشار الاسد الاخير، بدا الاسد وكأنّه يعتقد أو يوحي بأنه واثق من نفسه يتحدث وكأنّه يعرف الى اين تسير الامور واعطى انطباعًا أن كل ما حدث في سوريا لم ينل من قناعاته المتمسك بها، وقدّم نوعًا من “التحليل” السياسي للوضع في سوريا، باعتبار أن التجارب علّمته الكثير عما يحصل في سوريا، في المقابل يتكىء الاسد الى لهجة وهي انعكاس للوضع اللوجستي العسكري على الارض.

هذه المقابلة بالتوقيت الذي تمت فيه، تعطي انطباعًا بأنه يسعى جهده بأن يترجم تبدلاً ما على الوضع اللوجستي بالنسبة لجيش سوريا النظامي.

من جهة أخرى، اعطى الاسد انطباعًا أن من يقرر مصيره هو الشعب السوري، وغير مسموح برأيه أن يضع أي أحد حدًا لحكمه الآن أو بعد غد.

وهناك مفارقة عجيبة يضيف مالك، اذ كان يتحدث وكأن احداث سوريا تجري في كوكب آخر، بمعنى يتحدث وكأنّ الوضع يكون من خلال تحليل عادي في بلد سالم، في حين أن العمليات العسكرية الكل يشاهدها على التلفزيون، بالامس قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية، بالفم الملآن إن الكلام الاخير لدى روسيا يشير الى أنه لا يمكن إقالة بشار الاسد أو الاستغناء عنه بل سيكون الحل السياسي عبره.

وهذا ربما ما اعطى هذه القوة التي بدت في هدوء خطاب الاسد، مع انكفاء الزخم الاوروبي الاميركي الذي لم يعد يشكل ضغوطًا على الاسد، واستفاد الرجل من الموضوع للظهور بمظهر الهادىء والواثق من نفسه.

وقدّم ايمن الظواهري والقاعدة وكل الفئات التي تهتم بالفكر الجهادي، خدمة جديدة وكبيرة للاسد عندما اعلنوا عن تضامنهم بوجهه، وهذا يعطيه قوة زخم جديدة، تجاه العالم الخارجي.

وقد استفاد النظام السوري من عرقنة العراق وطوّر الامر على اساس أنه يشكل قوة جديدة للاسد اذا ما اصر الغرب على مغادرته المسرح.

ثقة لاضعاف المعارضة

وعن الثقة التي ربما تكون مفتعلة من قبل الاسد في خطابه، يرى مالك أنه وظّفها في جزء من معركته لاعطاء الانطباع بأنه غير مرتبك، والاحداث التي تجري على بعد كيلومترات بسيطة وكأن الامر لا يعنيه مباشرة بغض النظر اذا ما كان الحق معه أم لا، غير أن الاسد يستعمل كل العناصر التي تدعم موقفه للبقاء، والتعاطي مع المعارضة بكل اسلحته.

وهو يعتقد أن كلاً من روسيا والصين قدمتا خدمة جديدة لتمكينه حتى هذه اللحظة من عدم تخليه عن السلطة، وهذا خلط الاوراق بالنسبة له.

عن السيناريو المحتمل في سوريا يرى مالك أن الحل لن يكون بهذه السرعة، ولا يجب أن ننسى اننا دخلنا السنة الثالثة لما يجري في سوريا، وستطول الحروب الاهلية، مع كرّ وفرّ، بعض المرات المعارضة تحقق انتصارًا، وفي اوقات اخرى يتعقب النظام مجموعات المعارضة، وفي المستقبل مع الاقرار بأن عامل المفاجأة وارد في اي وقت، خطة الاسد هي التالية بكلمتين : الصمود حتى اللحظة الاخيرة ثم يأتي العام 2014 وهو الموعد الطبيعي لانتهاء ولايته فيتقدم الى انتخابات مع غيره ويحتكم الى الرأي العام في سوريا. وهو قال اكثر من مرة إنه لا يريد للخارج أن يقرر مصيره.

ويقول مالك رغم ذلك:”  لا يمكن تصوّر قيام حكم عادي يخلف بشار الاسد”.ومخاطر تقسيم سوريا اكثر من أي وقت مضى. وانتقال الفوضى اليوم قد يكون في الجوار السوري واكثر تحديدًا لبنان والاردن.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806650.html

معارض سوري: أمراض المعارضة عديدة وسوريا لا تحتمل المشاريع التجريبية

بهية مارديني

في مدار نقد العمل السوري المعارض، يقول معارضون إن سوريا اليوم لا تحتمل مشاريع تجريبية، بل تريد من المعارضة توحيد جهودها في عمل سياسي بنّاء، يزيل النظام الحالي، ويبني الدولة الديمقراطية التي ستنظم التناقضات السياسية بين مكونات المجتمع السوري.

 لندن: رأى معارضون سوريون أن الثورة اليوم تفتقر إلى السياسيين الحقيقيين، حيث تصدر معظم المشهد الحالي معارضون جدد لم يستطيعوا أن يعبروا بسوريا إلى الأمان الذي ينتظره السوريون في الداخل. وفشل المعارضون الجدد في فرض شروطهم وإقناع المجتمع الدولي بالعمل عليها، ولم يتعاون معهم الغرب الا في الأمور الشكلية.

قال بسام الملك، عضو المكتب التنفيذي المستقيل من هيئة التنسيق الوطنية وعضو مجلس ادارة غرفة تجارة دمشق، لـ”إيلاف” إن هذا الأمر من المواضيع المهمة جدًا حاليًا، مشيرًا إلى مثال بسيط حصل في مؤتمر المعارضة الشامل في القاهرة العام الماضي، “فقد حضر ستة وزراء حفل الافتتاح، لكن عندما انتهت الجلسة الافتتاحية، كان المعارضون السوريون يجلسون في مقاعدهم ولم ينهضوا لتحية الوزراء، فهم لا يعرفون البروتوكولات السياسية ولا يتمتعون بالخبرة الدبلوماسية، كما أن المعارضين في المجلس الوطني لا يعرفون أبجدية الدبلوماسية”.

 المشهد محزن

لفت الملك إلى أنه بحكم عمله السياسي والمدني والتجاري، لديه علاقات واسعة مع السفارات، ويعلم أهمية العلاقات العامة، والأمور السياسية تبنى على متانتها وتشابكها اضافة إلى الثقة.

وأوضح أن طرح المواضيع المهمة ومناقشتها يتأخر دائمًا، متذكرًا أنه حذّر رئيس وزراء سوريا السابق محمود العطري في 6 اذار (مارس) 2011، أثناء اجتماع مجالس رجال الأعمال، عدم تجاهل الشباب وعدم اهمالهم، وقال: “طالبته في مداخلة أثناء الاجتماع محاورة الحكومة شباب الجامعات، لتعرف مشاكلهم وتقترب منهم لدراسة معاناتهم، وكنت خائفًا على سوريا بعد استقراء الواقع، خصوصًا أن الحكومة غائبة ومنفصلة عن السوريين فيما دول الربيع العربي تلتهب”.

وقال: “اليوم، المشهد السياسي محزن، فمن لديه أموال أصبح سياسيًا سوريًا، وهذا شخص كان مغتربًا خارج سوريا لسنوات طويلة اصبح معارضًا، مع أن السياسة معاناة وتفاعل”.

وشدد الملك على أن التحدي الأكبر للسياسيين بعد سقوط النظام هو النجاح في تبني موضوعي عودة المهجرين وخصوصًا الكوادر العملية وعودة رأس المال السوري.

 تشويش سياسي

من جانبه، اعتبر فهد الرداوي، رئيس مكتب تيار التغيير الوطني في المملكة العربية السعودية أن المعارضة السورية تشتكي من أمراض عدة يجب علاجها فورًا، “فالمعارضة تعمل اليوم على التجريب رغم أن الوضع في سوريا لا يحتمل مشاريع تجريبية”.

وقال: “نفتقر إلى القرار الوطني بسبب قيام بعض الدول بفرض شخصيات جدد علينا كمعارضين، تنصبهم لتنفيذ أجنداتها من خلالهم”.

ولفت إلى أن الأمر بات في غاية الصعوبة، ويزداد تعقيدًا، ويمضي إلى المجهول بسبب نقص خبرة السياسيين المفروضين من جانب، والضغط على المعارضة ككل من جانب آخر.

وشدد الرداوي على وجود الكوادر السورية السياسية من رجال ونساء وبمستوى عالٍ من الثقافة والعلم والمواصفات القيادية، وهي قادرة على تحمل أعباء الثورة والسير بها إلى بر الأمان، “إلا أن وجود بعض المعارضين المنتمين لتلك الأجندات واحتكارهم للعمل يشوش المشهد السياسي”.

توحيد الجهود

وقال فهد الباشا، عضو التحالف الوطني الديمقراطي، لـ”ايلاف” إن الموضوع شائك، “فعلى مدى 50 عامًا من عمر النظام وقمعه، لم يكن هناك سياسيون بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل كان هناك معارضون نفتخر بهم، إلا أنهم لم يوحدوا جهودهم، ولو فعلوا لنجحت الثورة، ولم يضع الأسد الوقت على حساب الدم السوري”.

أضاف: “هناك ثوار عملوا في الداخل، لكنهم لم ينضموا للعمل السياسي، ويجب الانتباه اليهم، وإدخالهم المعترك السياسي المحلي إلى جانب الرموز التقليدية”.

ورأى الباشا أن سوريا تحتاج إلى كل الأطياف، لافتًا إلى تجارب الدول الديمقراطية، “فيجب أن نتشارك جميعًا في اسقاط الاسد وبناء الدولة والديمقراطية، فهي من سيحل خلافاتنا الداخلية”.وتابع قائلًا:”خيبنا كمعارضين أمل الثورة والثوار، والناس تحملوا كثيراً وتعبوا، وإن استمرينا بهذا الشكل سيبقى الأسد حتى العام 2014، فالمجتمع الدولي لا يجد بديلًا للاسد ليتخلى عنه، فعلينا تحريك المياه الراكدة بتوحيد صوتنا مع صرخات الداخل وأنينه”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806643.html

المعارضة السورية تصحح تاريخ سوريا في كتب يدرس فيها اللاجئون في تركيا

عبدالاله مجيد

أجرى معارضون سوريون تعديلات على مناهج الدراسة السورية، فأزالوا كل أثر للبعث ولحافظ وبشار الأسد، واعترفوا بسيادة تركيا على هاتاي، لكنّ معارضين آخرين أكدوا أن المنتصر في الثورة هو من سيكتب النسخة النهائية من تاريخ سوريا المعاصر.

في الطبعة الجديدة للكتب المعتمدة في عشرات مدارس اللاجئين السوريين، أضيف تعديل بسيط إلى جغرافيا الشرق الأوسط. فتركيا كانت ضمّت قبل 75 عامًا منطقة هاتاي، الواقعة في شمال سوريا، ضد إرادة جارتها، لكن خرائط الكتب المدرسية السورية في زمن البعث وعهد أسرة الأسد استمرت في وضع هاتاي داخل الحدود السورية. وتبيّن خرائط الكتب المدرسية الجديدة في مخيمات اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية أن هاتاي الآن جزء من تركيا.

وكان حزب البعث بنى المجتمع السوري خلال العقود الماضية على أساس الولاء لفكره، الذي يمكن تلمّس أثره على أدنى مستويات العملية التربوية، إذ سخّرت الكتب المدرسية لتكون أدوات دعائية. وتشكل الكتب المدرسية الجديدة محاولة قام بها معارضون لإعادة كتابة تاريخ سوريا بعد ما يربو على 40 عامًا من الأكاذيب وأنصاف الحقائق، بنظر هؤلاء المعارضين.

أكثر من تنقيح

قال مصطفى شاكي، مدير إحدى مدارس اللاجئين، وكان أستاذًا للدراسات الإسلامية وخطيب مسجد في دمشق، لصحيفة لوس أنجيليس تايمز: “إذا استخدمنا الكتب نفسها، التي يستخدمها النظام، ستفقد الثورة كل معناها، فالثورة جاءت لمكافحة غسل الأدمغة الذي يقنع الطلاب بأن الأسد هو القائد”.

وقال المعارض السوري عمرو العزم، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة شوني في ولاية أوهايو الأميركية، إن الكتب ستعاد كتابتها مرات عدة، مع توالي فصول المأساة. أضاف: “إنهم الآن يقومون بحذف بعض التفاصيل، لكنهم بمرور الزمن سيعيدون كتابة كتب التاريخ ما أن نرى من المنتصر”.

الأرجح أن تعبّر النسخة التي ستُكتب حينذاك عن تفكير من سيحكم بعد الأسد، سواء أكانوا معتدلين أو علمانيين أو متشددين يحملون أفكارًا متطرفة. وستكون النتيجة أكبر من تنقيحات تجميلية أو صياغات لغوية في الكتب، التي توزّع داخل الأراضي التركية. ومن المرجّح أن تعتمد المراجعة التاريخية نظرة جديدة إلى انتفاضة الإخوان المسلمين في الثمانينات، التي سحقها النظام بعد مجزرة في مدينة حماه.

لا تحريرية ولا تصحيحية

كانت هيئة الشام الإسلامية، التي نشرت الكتب المدرسية الجديدة، وقامت بتوزيعها، عزمت في البداية توفير نسخ من الكتب الأصلية للمدارس الموجودة في مخيمات اللاجئين والمدن. لكن عندما وصلت الدفعة الأولى منها، واجهت الهيئة ردود أفعال رافضة من الذين هجّرهم قصف النظام، وينظرون إلى هذه الكتب اليوم على أنها دعاية مكشوفة.

وشُكلت عقب ذلك لجنة من أربعة أعضاء، راجعت عشرات الكتب المدرسية ونقحتها، في عملية أسفرت عن إزالة كل صور الأسد أو تسويدها، والاستعاضة عن العلم الرسمي بعلم المعارضة، وحذف أي إشارة إلى الأسد بوصفه “الخالد” أو “القائد”.

ولم تعد الفترة العثمانية تُسمّى بالاحتلال العثماني، ولا انقلاب 1970 الذي قاده الأسد الأب بـ”الحركة التصحيحية”. كما صارت “حرب تشرين التحريرية” مجرد “حرب تشرين”، بحسب صحيفة لوس أنجيليس تايمز، ناقلة عن جهاد خيتي، مسؤول التربية في هيئة الشام الإسلامية، قوله إن سوريا لم تحرّر شيئًا. وأُلغي كتاب التربية الوطنية، الذي يتضمن فلسفة البعث، من منهج الدراسة الثانوية.

اقتصرت الإشارات الوحيدة في الكتب المدرسية إلى الانتفاضة حتى الآن على صور احتجاجات وضحايا قُتلوا، بمن فيهم صبي في الثالثة عشرة من درعا، تقول المعارضة إنه مات تحت التعذيب.

الثورة بأقلام أبطالها

لكن هيئة الشام الإسلامية، ومقرها في السعودية، ليست المنظمة الوحيدة، التي تراجع الكتب المدرسية ومناهجها. ففي وقت سابق من العام الحالي، شكل تربيون في الخارج هيئة لدعم تجديد نظام التعليم السوري. ويعكف محمد يونس حربة، معلم التربية البدنية في بلدة القصير، على تأليف كتاب يجمع بين الذكريات والتاريخ.

وقال حربة للوس أنجيليس تايمز: “الهدف هو إعطاء الشعب السوري حق تخليد شهدائه، وتصحيح تاريخه بعدما زوّره حزب البعث، وتاريخ هذه الثورة يجب أن يُكتب بأقلام الأبطال الذين فجّروها”.

وقالت وفاء محمد، وهي معلمة لغة انكليزية من دمشق، إن المعلمين كانوا قبل وصول الكتب المدرسية الجديدة يطلبون من التلاميذ أن يخربشوا بأقلامهم على صور الأسد، الابن والأب، أو أن ينتزعوها من الكتاب. وعندما وزّعت الكتب الجديدة فرح التلاميذ.

وأكدت وفاء، التي تستخدم اسمًا مستعارًا لحماية أفراد عائلتها الذين ما زالوا في دمشق: أن “وصول هذه الكتب مثّل سقوط النظام في أعين التلاميذ”.

في هذه الأثناء، تعمل الهيئة على إعادة كتابة التاريخ بطريقتها الخاصة. وتلاحظ لوس أنجيليس تايمز أن صورة حافظ الأسد رافعًا العلم السوري بمناسبة ذكرى حرب تشرين، التي كانت في الصفحة 163 من كتاب علم الاجتماع لطلاب الصف الخامس، استبدلت بصورة مشهورة من الحرب العالمية الثانية، لمشاة البحرية الأميركيين وهم يرفعون العلم الأميركي خلال معركة أيو جيما. لكن بدلًا من العلم الأميركي، يرفع الجنود علم المعارضة السورية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806547.html

مسؤول شؤون اللاجئين يحذر من «المدى المرعب» للوضع الإنساني في سوريا

قال إن أكثر من 400 ألف سوري فروا من بلدهم في أقل من 7 أسابيع

لندن: «الشرق الأوسط»

حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس، مجلس الأمن من «المدى المرعب» الذي وصل إليه الوضع الإنساني في سوريا. وقال إنه من دون وضع حد للقتال في القريب العاجل فإن نصف السوريين البالغ عددهم 24 مليونا، سيحتاجون لمساعدات إنسانية في نهاية العام الحالي.

وفي حديث عبر خدمة «الفيديو كونفرانس» من جنيف، قال جوتيريس، إن 400 ألف سوري فروا خلال الأسابيع السبع الماضية، مما يرفع عدد اللاجئين المسجلين أو الموجودين على لوائح الانتظار للتسجيل إلى مليون و367 ألفا و413 سوريا. وأضاف أنه إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فسيصل عدد اللاجئين في نهاية هذا العام إلى 3.5 مليون، إضافة إلى 6.5 مليون نازح داخل سوريا بحاجة إلى المساعدات.

وأبدى المفوض السامي تعجبه من أن تستطيع أي أمة تحمل هذا القدر الكبير من المعاناة، مضيفا أن الأرقام «المرعبة» قد تؤدي في نهاية المطاف إلى غياب الطرق الفعالة في التعامل مع الاحتياجات الإنسانية الكبيرة.

ولفت جوتيريس إلى أن ملاحظاته بخصوص سوريا قد تتجاوز صلاحياته كمفوض سامٍ لشؤون اللاجئين، لكنه علل هذا التجاوز بالقول: «كمواطن ينتمي لهذا العالم، لا أستطيع منع نفسي عن طرح هذا السؤال الملح: أما من وسيلة لإيقاف هذا القتال، أما من وسيلة لفتح باب للحل السياسي؟

ونوه جوتيريس بأن حاجات التمويل الإنساني أصبحت من الإلحاح ما يحتم على الحكومات البحث عن آليات تمويل غير عادية لتجنب عجز القدرات الدولية على الاستجابة لأزمة اللاجئين والنازحين السوريين.

وبخصوص دول الجوار، أشار جوتيريس إلى أن لبنان والأردن هما أكثر بلدان المنطقة تأثرا بالأزمة السورية، وتاليا فعلى المجتمع الدولي أن يضخ دعما إضافيا إلى هذين البلدين. وأشار إلى تركيا التي أنفقت ما يزيد على 750 مليون دولار كمساعدات مباشرة لأكثر من 300 ألف سوري لجأوا إلى أراضيها.

وفي نهاية كلمته، حذر المفوض السامي من أن استقرار المنطقة بات على المحك، وأن تداعيات أزمة لاجئي سوريا ونازحيها لن تقتصر على هذا البلد أو جيرانه الإقليميين، بل سيكون له تداعيات عالمية خطيرة.

«الحر» يسيطر على مطار استراتيجي في ريف حمص

الجيش يؤكد أن السيطرة على طريق حمص ـ القصير ستخلق شبكة أمان للمعارضة

بيروت: «الشرق الأوسط»

في حين رأى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، أن المقابلة التي أجرتها قناة «الإخبارية» السورية مع الرئيس بشار الأسد كشفت «انعزاله المطبق عن الواقع»، حققت المعارضة العسكرية تقدما نوعيا في ريف حمص، حيث أكد الجيش السوري الحر أنه سيطر على مطار الضبعة العسكري قرب القصير. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن مقاتلي المعارضة سيطروا خلال العملية على كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة، بينها مدفعان من عيار «23»، ومضاد طيران عيار «57»، ودبابتان، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل قائد المطار، وأكثر من 20 شبيحا، و20 من القوات النظامية، و10 من عناصر حزب الله اللبناني.

وأشار مصدر عسكري في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المعارك لا تزال مستمرة للسيطرة على كامل أطراف المطار»، وأكد أن «أهمية المطار تنبع من كونه قاعدة نظامية توجد فيها قطع عسكرية، كما تتمركز فيها راجمات صواريخ تقصف قرى حمص». وأوضح المصدر أن «السيطرة على المطار ستفتح الطريق بين حمص والقصير وستخلق شبكة أمان للمعارضة في القرى الموالية للثورة». وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «فيس بوك» كتائب «صقور الفتح» التابعة للجيش السوري الحر في اللحظات الأولى من الهجوم على المطار.

في العاصمة دمشق، تعرضت الأحياء الجنوبية مجددا للقصف، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية باستخدام مواد سامة أثناء قصفها حي جوبر الذي ينشط فيه الجيش الحر مما خلف عدة إصابات. وفي الوقت نفسه، قال ناشطون إن صاروخ أرض – أرض أطلق من منطقة القلمون بريف دمشق. وقالت «شبكة شام» إن عشرة أشخاص قتلوا في هجوم للقوات النظامية على بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق، وتحدثت عن استخدام مدنيين دروعا بشرية خلال الهجوم الذي صده الجيش الحر. كما اندلعت اشتباكات على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا، وأفادت لجان التنسيق المحلية عن هجوم للجيش الحر أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود السوريين بإدارة المركبات بحرستا.

وبحسب ناشطين، فقد جرت اشتباكات في أطراف عربين وداريا، في حين هاجم مقاتلون حاجزي سيدي مقداد ودروشا بريف دمشق.

وفي ريف اللاذقية، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن «القوات النظامية قصفت مناطق عدة، وتركز القصف على ناحية ربيعة وقرى جبل التركمان»، وأكد الجيش الحر أنه استهدف بالدبابات مناطق عسكرية تابعة للنظام قرب رأس البسيط وبيت فارس.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات وقعت في محيط منطقة نامر بدرعا، حيث تحاول القوات النظامية فتح الطريق نفسها التي سيطر الجيش الحر على أجزاء منها، واشتباكات أخرى في بلدة الشيخ مسكين». ووفقا للجان التنسيق، فقد صد الجيش الحر محاولة لاقتحام بلدة الكتيبة بدرعا، وكان قد سبقها قصف من الفوج «175».

وفي دير الزور، قُتل جنود نظاميون في اشتباكات بحي العامل وفق «شبكة شام»، بينما قال ناشطون إن القتال تجدد في محيط المطار العسكري الذي تعرض الأيام الماضية لهجمات من الجيش الحر أشعلت حرائق في بعض مرافقه، وفق صور بثت على الإنترنت. كما هاجم الجيش الحر رتلا عسكريا في بلدة عين عيسى بمحافظة الرقة التي يتركز القتال فيها حول مقر الفرقة «17».

في موازاة المعارك الميدانية، أصدر الائتلاف الوطني، بيانا أمس، أكد فيه أن «المقابلة التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد كشفت (انعزاله المطبق عن الواقع)»، وأوضح البيان أن ما أدلى به الأسد «مشهد يكشف عماه عن الفساد والخراب والدماء التي أوغل فيها»، ورأى أن «نهجه في ادعاء السيطرة وإنكار الآخر والغياب عن الواقع، واقتراح حلول لا علاقة لها بالأزمات التي يدعي حلها، لا يختلف عن نهج من سبقه من الطواغيت». وأضاف الائتلاف أن «رأس النظام يعيش بلا جسد، وجسده يعيث فسادا بلا عقل»، مؤكدا أنه «لا يستمد وجوده وشرعيته إلا من هذه الثورة، ولا مصير له بعيدا عن مصيرها الذي يرتضيه لها الشعب السوري».

وقال الأسد إن مجموعات مسلحة وصفها بـ«الإرهابية» تقوم بعمليات تخريب داخل سوريا. وأضاف أن الإخوان المسلمين استخدموا الفكر الطائفي منذ الثمانينات، موضحا: «ما يحصل هو أننا نواجه القوى التكفيرية والظلامية». كما أكد أن الطائفية فشلت في سوريا وأن بلاده تتعرض لهجمة إعلامية واسعة، ومحاولة استعمار جديد، بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة.

وانتقد الأسد مجددا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وشدد على أنه «فقد مصداقيته وفشل في سياسته الداخلية»، وأشار إلى أن سوريا لم تضطهد الأكراد ولم ترتكب مجازر بحقهم.

وأوضح أن «الحريق» في سوريا قد يصل إلى الأردن، ملمحا إلى أن المملكة تقوم بدور في دعم المعارضة المسلحة في سوريا. وقال: «من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سوريا في وقت كان الأردن قادرا على إيقاف أو اعتقال شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين».

هزيمة جديدة لقوات الأسد: الثوار يسيطرون على مطار في ريف القصير

                                            سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مطار عسكري في ريف القصير بمحافظة حمص تستخدمه قوات الأسد والشبيحة ومقاتلي “حزب الله” لشن هجمات على قرى في المنطقة ويقصفونها منه، فيما وصف “الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية” بشار الأسد بأنه منفصل عن الواقع، وذلك في تعقيب على ما قاله في مقابلة مع قناة “الإخبارية” السورية.

ومع استمرار المعارك في سوريا، نشطت الحركة الديبلوماسية، فاستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس وزير الخارجية السعودية وبحث معه في التطورات، فيما أكد وزير خارجيته جون كيري أن الولايات المتحدة سوف تدعم الشعب السوري.

وديبلوماسياً أيضا، أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي اليوم نظيره المصري محمد مرسي لبحث مجموعة من القضايا أبرزها التجارة الثنائية والاستثمار والوضع في سوريا وليبيا.

تطورات ميدانية

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان”، “سيطر مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على اجزاء واسعة من مطار الضبعة العسكري في ريف مدينة القصير اثر اشتباكات عنيفة استمرت اياما بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة وعناصر حراسة المطار” المحاصر منذ قرابة شهر.

واوضح المرصد ان المطار “يخضع لادارة الدفاع الجوي منذ العام 2009 بعدما توقفت حركة الطائرات (العسكرية) فيه”، وكان من المقرر تحويله الى مطار مدني “لكن مع انطلاقة الثورة السورية (في منتصف آذار 2011)، اصبح مركز تجميع لقوات الجيش النظامي في ريف القصير”.

واعتبر المرصد انه في حال اتمام السيطرة على المطار الواقع الى الشمال من مدينة القصير “فذلك يعد هزيمة للقوات النظامية التي تحاول منذ اسابيع فرض سيطرتها على ريف القصير”، حيث تدور اشتباكات عنيفة يشارك فيها بحسب المرصد مقاتلون موالون لـ”حزب الله” الحليف لدمشق في محاولة لعزل مقاتلي المعارضة في هذه النقطة الاساسية لربط دمشق بالساحل.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المطار “يمثل اهمية لكون السيطرة الكاملة عليه تمنع تقدم قوات النظام في ريف القصير، كما يسهل حركة التنقل بين مدينة القصير والقرى التي يسيطر عليها المقاتلون في الريف”. اضاف “في حال اتم مقاتلو الكتائب السيطرة، يكسرون امكانية فرض الحصار عليهم”.

واشار عبد الرحمن الى “معلومات عن وجود طائرتي ميغ للتدريب في المطار، لكنه لم يستخدم كمطار عسكري منذ العام 2009”.

إلى ذلك، قال المرصد: “سيطر مقاتلون من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام السوري وحزب الله وجنود من القوات النظامية على بلدة ابل” جنوب مدينة حمص، والواقعة على بعد اربعة كيلومترات من الطريق الدولي دمشق – حمص – حلب (شمال).

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان سيطرة النظام على آبل “تعيق حركة المقاتلين المعارضين بين حمص والقصير”.

وقد قصف الطيران التابع لنظام الأسد مناطق عدة في سوريا، منها مدينة داريا (جنوب غرب دمشق) محاولة قوات النظام السيطرة على المدينة المحاصرة والمعرضة لقصف متواصل منذ أشهر عدة.

وقال المرصد ان الطيران الحربي قصف كذلك مناطق في محافظتي حماة (وسط) ودير الزور (شرق).

وفي شمال البلاد، قال المرصد ان القوات النظامية ترسل تعزيزات الى بلدة بابولين الواقعة على الطرف الشرقي للطريق الدولي بين دمشق وحلب، والمؤدي الى معكسري وادي الضيف والحامدية اللذين فكت عنهما الحصار قبل ايام، في محافظة ادلب (شمال غرب).

وقال المرصد ان قوات النظام تسعى الى “فرض سيطرتها على الطريق الواصل بين مدينة خان شيخون ومعسكري وادي الضيف والحامدية بريف معرة النعمان”، المدينة الاستراتيجية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

تحركات دولية ومواقف

ديبلوماسياً، استقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما ليل أول من أمس في البيت الأبيض وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في البيت الابيض وتم البحث في الاوضاع الاقليمية ولا سيما الملف السوري، كما اعلنت الرئاسة الاميركية.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض كيتلين هايدن ان “الرئيس والامير سعود جددا التأكيد على الشراكة الصلبة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتباحثا في الوضع في المنطقة بما في ذلك النزاع في سوريا”.

ويأتي لقاء اوباما والفيصل غداة استقبال الرئيس الاميركي ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في لقاء كان محوره ايضا النزاع الدائر في سوريا.

ومن المقرر ان يزور واشنطن بحلول منتصف ايار المقبل مسؤولون في دول شرق اوسطية عديدة حليفة للولايات المتحدة لاجراء مباحثات مع سيد البيت الابيض سيكون الملف السوري طبقا رئيسيا على مائدتها.

وفي هذا السياق من المقرر ان يستقبل اوباما امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 23 نيسان، وبعده بثلاثة ايام سيستقبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وفي 16 ايار سيزور البيت الابيض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وستتركز المباحثات مع اوباما حول الملف السوري ايضا.

وكان الملف السوري موضع نقاش بين اوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاسبوع الماضي في البيت الابيض.

ويأتي هذا الحراك الديبلوماسي في الوقت الذي يستعد وزير الخارجية الاميركي جون كيري للمشاركة في نهاية الاسبوع في اسطنبول في اجتماع مجموعة “اصدقاء الشعب السوري”، علما بان آخر اجتماع لهذه المجموعة الدولية الكبيرة عقد في روما في شباط/فبراير.

وتقدم واشنطن مساعدة انسانية كبيرة للمعارضة السورية غير انها لا تزال ترفض مد هذه المعارضة بالسلاح وهو ما تدعو اليه لندن.

وقد أكد كيري لمناسبة عيد الجلاء في سوريا، عزم الولايات المتحدة على مساعدة السوريين، “الذين يمرون في أوقات مليئة بالتحديات، لاستعادة كرامتهم وحريتهم التي نالوها قبل 67 سنة”.

وأصدر كيري بياناً قال فيه انه “فيما يحيي الشعب السوري عيد استقلاله الوطني في وقت يناضل السوريون الشجعان لإنهاء نظام ارتكب عنفاً رهيباً ضد شعبه، تدعونا هذه الأوقات المليئة بالتحديات لأن نحيي هذه المناسبة المهمة مع العزم بمساعدة الشعب السوري في النضال لاستعادة الحرية التي نالها قبل 67 سنة”.

وأضاف انه “طوال أكثر من سنتين واجه شكان حلب وحمص ودمشق والقامشلي وطرطوس ودير الزور وحماة والرقة ومختلف الأحياء والبلدات في سوريا أسلحة وطائرات وصواريخ قوات (الرئيس السوري) بشار الأسد”.

وتابع كيري “طوال هذه الأيام المظلمة، رفض السوريون التراجع في نضالهم من أجل حقوقهم وتطلعاتهم كمواطنين في سوريا حرة وديمقراطية تضمن قيامها حكومة يختارونها”.

وشدد على ان “أبطال حرب الاستقلال الأولى مثل يوسف العظمة والرئيس هاشم الأتاسي يفتخرون بالتأكيد بتضحيات السوريين والسوريات اليوم”.

وختم بالتعبير، “نيابة عن الشعب الأميركي”، عن تعاطفه “العميق مع الخسائر التي تكبدها الشعب السوري في هذا النضال”، وطمأن السوريين “بالإيمان الراسخ بقضيتهم والتصميم والعزم على مساعدتهم للحصول على الحرية والكرامة التي يستحقونها بشدة”.

في المقابل، أعرب السناتور الجمهوري جون ماكين عن غضبه من تقاعس إدارة أوباما عن إنهاء الأزمة السورية. ونقلت قناة “العربية” امس عن ماكين خلال جلسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قوله “أنا سعيد للغاية لأنكما لم تكونا في المسؤولية أيضا خلال حرب البوسنة وكوسوفو”.

وذكرت القناة أن الإدارة الأميركية جددت معارضتها التدخل العسكري في سوريا خلال الجلسة، فيما طالب أعضاء في الكونغرس بفرض منطقة حظر جوي في سوريا.

يأتي هذا في الوقت الذي أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن لديها خططا للتدخل واحتواء مشكلة الأسلحة الكيمائية في سوريا.

أما إيران المتهمة بوضع ثقلها عتادا ورجالا ومالا خلف الأسد، فقد أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة فيها حسن فيروز أبادي امس، أن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي بلد.

ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن فيروز أبادي قوله للصحافيين إن إيران لا تسمح لنفسها أبداً بالتدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى وتعتبر التدخل في شؤون الدول الأخرى أمراً مرفوضاً.

وعمّا إذا كانت إيران ترسل قوات عسكرية إلى سوريا، قال إن طهران لم ترسل جندياً واحداً ولا حتى معدات عسكرية إلى سوريا، لكنها تدعم سوريا سياسياً وتقنياً. وأشار إلى أن طهران على استعداد حالياً للدفاع عن كل المنطقة.

وفي موسكو، أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي اليوم نظيره المصري محمد مرسي لبحث مجموعة من القضايا أبرزها التجارة الثنائية والاستثمار والوضع في سوريا وليبيا.

روسياً أيضاً قال وزير الخارجية سيرغي لافروف امس إن اعتراف الجامعة العربية بالائتلاف الوطني المعارض السوري قد يجبر الإبراهيمي على الاستقالة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله “كيف كان على هذا الإنسان المهني والنزيه أن يتصرف، إذا كانت إحدى المنظمتين اللتين فوضتاه بالتوسط بين الحكومة والمعارضة، رفضت أن تدعم التفاوض بأي شكل”. وأضاف لافروف أن “الجامعة العربية أعلنت الحكومة في دمشق غير شرعية، واعترفت بالائتلاف السوري المعارض، الذي لا يمثل حتى كل المعارضة”.

وتابع “في الوقت ذاته، قررت الجامعة العربية زيادة تسليح المعارضة المسلحة. ومن الطبيعي أن رب العمل الذي ألغى موضوع العقد، وهو التفاوض، لا يمكن أن يستمر بهذه الصفة”.

وفي القاهرة، أعلنت جامعة الدول العربية اليوم أن اجتماعا ثلاثيا مشتركا سيعقد في جنيف الإثنين المقبل يضم الأمينين العامين للجامعة العربية نبيل العربي والامم المتحدة بان كى مون والمبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمى للتشاور حول كل الأمور المتعلقه بتطورات الاوضاع في سوريا ومستقبل مهمة الابراهيمي في ضوء التسريبات الاخيرة حول نية المبعوث النأي بنفسه عن الجامعة العربية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية السفير ناصيف حتي في تصريح له امس حول نية الابراهيمى الاستقالة من دوره كوسيط للجامعة وان يكون وسيطا أمميا فقط، انه لا يعلق على أنباء تتعلق بنوايا المبعوث الدولي، وأكد أن الاجتماع الثلاثى المقرر الاثنين المقبل سيتم فيه التشاور حول كل هذه الامور، مشددا على أن الابراهيمي مكلف كمبعوث مشترك بناء على قرار من الجمعية العامة للامم المتحدة، وبالتالى يبنى الشيء على مقتضاه وما يرتضيه الابراهيمي. وأضاف ان “الجامعة العربية تقدر دور الابراهيمي وخبراته ونجاحاته فى قضايا اخرى أساسيه وتدرك المعوقات التي تواجه مهمته، وعندما نصل الى أمر الاستقالة فإن الابراهيمي سيتحدث فيه صراحة في الامم المتحدة حيث سيقدم تقريره إلى مجلس الامن”.

نتنياهو

وفي موقف علني لمصلحة نظام الأسد، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الحذر من الدعوات الدولية الى تسليح مقاتلي المعارضة السورية ،مؤكدا ان اسرائيل تحتفظ بحق منع تسليمهم اسلحة قد تستخدم ضدها.

وقال نتنياهو في حديث لمحطة “بي بي سي” البريطانية انه “اذا وقعت اسلحة متطورة بين ايدي مقاتلين سوريين متطرفين فان هذا يعني اعادة تحديد التهديدات الامنية الاقليمية”.

واكد نتنياهو “نحن قلقون من الاسلحة الرائدة والتي يمكن ان تغير ميزان القوى في الشرق الاوسط ويمكن ان تقع في ايدي هؤلاء الارهابيين واننا نحتفظ دائما بحق التصرف لمنع ذلك من الحدوث”. واضاف ان قلق اسرائيل يرتبط بمعرفة “اي متمردين واي اسلحة؟”.

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي “نحن لسنا عدوانيين ولا نسعى الى مواجهة عسكرية، لكننا مستعدون للدفاع عن انفسنا في حال اقتضت الحاجة واعتقد ان الجميع يعلم بان ما اقوله موزون وجدي”.

وكان نتنياهو في لندن الاربعاء لحضور جنازة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.

والتقى نتنياهو مساء الاربعاء نظيره البريطاني ديفيد كاميرون. واتفق الرجلان ان النزاع في سوريا ينطوي على “مخاطر انسانية وامنية كبيرة”.

واضاف ان “الاسلحة الرئيسية التي تقلقنا هي الاسلحة الموجودة بالفعل في سوريا الاسلحة المضادة للطائرات والاسلحة الكيميائية واسلحة اخرى خطيرة جدا قد تغير اللعبة”.

واكد نتنياهو ان تلك الاسلحة “ستغير شروط توازن القوى في الشرق الاوسط وقد تشكل خطرا ارهابيا على مستوى عالمي. مصلحتنا بالتأكيد هي الدفاع عن انفسنا لكننا نعتقد ان ذلك من مصلحة دول اخرى”.

ولم يؤكد نتنياهو او ينف ما يعتقد انه غارة جوية اسرائيلية على قافلة اسلحة سورية يعتقد انها كانت متوجهة لحزب الله في لبنان في كانون الثاني الماضي.

مواقف من حديث الأسد

داخليا، وجه “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” انتقادات لاذعة الى بشار الاسد على كلامه خلال الحديث التلفزيوني الذي ادلى به اول من امس، معتبرا انه يكشف “انعزاله المطبق عن الواقع”. وكان الاسد قال في لقاء بثته قناة “الاخبارية” السورية الاربعاء ان بقاءه او رحيله مرتبط بما “يقرره الشعب” السوري، مشككا في الوقت نفسه بـ “وطنية” المعارضة.

واعتبر الائتلاف في بيان ان ما ادلى به الاسد هو “مشهد يكشف انعزاله المطبق عن الواقع وعماه عن الفساد والخراب والدماء التي اوغل فيها”.

ورأى ان “نهجه في ادعاء السيطرة، وانكار الآخر، والغياب عن الواقع، واقتراح حلول لا علاقة لها بالازمات التي يدعي حلها”، لا يختلف عن “نهج من سبقه من الطواغيت، وحاله اليوم كحال فرعون الذي قال: ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد”. واضاف ان “رأس النظام يعيش بلا جسد، وجسده يعيث فسادا بلا عقل”.

وفي التحليلات الدولية لكلام الأسد، قالت ريم علاف، الخبيرة في الشؤون السورية في “تشاتام هاوس” الذي يتخذ من لندن مقرا، ان الحديث الاخير للاسد “مستفز جدا، وهو اكثر تصميما من ذي قبل”، في اشارة الى اللقاء مع قناة “الاخبارية” السورية الذي بث ليل امس.

وأضافت: “قال للمجتمع الدولي: نحن مستمرون في القيام بكل ما علينا القيام به للبقاء في السلطة، في حين انكم (الغربيون) لا تقومون سوى بخلق المشاكل في المنطقة”، معتبرة ان الرئيس السوري “يقوم بجس نبض الرأي العام الدولي ليرى كيف سيتعامل مع الموضوع”.

واعتبرت علاف ان الاسد “تحدث بكثير من الثقة. اعتقد انه حصل قبل هذا اللقاء على دعم من حلفائه، لا سيما الروس والايرانيون. هو واثق من انه يمكنه الاعتماد على كامل الدعم منهم، ومدرك بان الولايات المتحدة والآخرين غير متأكدين بعد مما يجدر القيام به”.

واعتبر يزيد صايغ، الخبير في الشؤون السورية لدى مركز كارنيغي للشرق الاوسط، ان الاسد سعى الى طمأنة السوريين الموالين له ورفع معنويات قواته النظامية.

وقال “الرسالة التي اراد ايصالها خلال المقابلة هي تأكيد نيته بالبقاء رئيسا (…) الى حين موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة”. يضيف “هي رسالة لمنح السوريين الثقة”.

واعتبر الخبير في “مجموعة الازمات الدولية” بيتر هارلينغ ان “النظام يريد ان يقنع الشعب انه في مقدوره ان يكون اكثر تمثيلا لمختلف مكونات المجتمع السوري، مما هي عليه المعارضة”.

وأشار هذا الخبير الى انه، وخلال عامين من النزاع الذي بدأ منذ منتصف آذار 2011، “لم يتغير خطاب النظام، لكن الامور التي حصلت على الارض هي التي توافقت مع ما كان النظام يقوله” لجهة انه يحارب تنظيم القاعدة.

مساعدات كويتية

إغاثياً، قدمت الكويت تبرعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بقيمة15 مليون دولار من أصل مجموع تبرعها البالغ 300 مليون دولار للأمم المتحدة، لمساعدة المنظمة على الوفاء بالاحتياجات الإنسانية الملحة التي تفرضها الأزمة في سورية.

وبحسب بيان صحافي أصدرته “الاونروا” امس فإن الوكالة الدولية بحاجة ماسة إلى التمويل لمساعدة ما مجموعه420 الف لاجئ فلسطيني في سوريا، إلى جانب45 الف لاجئ آخر ممن فروا إلى لبنان والأردن.

وأشار البيان الى أن ما يقارب نصف الفلسطينيين في سورية والذين يبلغ عددهم 525 ألف شخص مشردون حاليا، معظمهم من منطقة دمشق، وتحديدا مخيم اليرموك الذي كان قبل الأزمة مسكنا لأكثر من150 الف لاجئ فلسطيني وهو الآن ساحة حرب في الوقت الذي قام معظم سكانه بالهرب منه، والمخيمات الأخرى في منطقة دمشق حاليا تقع في دائرة الصراع أيضا.

وفي معرض ترحيبه بالتبرع، قال المفوض العام فيليبو غراندي إن “هذه واحدة من أكبر التبرعات الفردية التي تلقتها الأونروا لما تقوم بعمله في سورية وفي البلدان التي تجاورها، وبهذه الأموال، فإننا سنكون قادرين على تقديم المساعدة الحاسمة مثل الإسكان الطارئ لنحو 8 الاف لاجئ فلسطيني وسوري يعيشون في بعض من مدارسنا، مثلما سنكون قادرين على الإبقاء على عدد أكبر من مدارسنا وعياداتنا مفتوحة، إننا ممتنون للغاية لسمو الأمير ولحكومة وشعب دولة الكويت لهذه المساعدة السخية التي أتت في الوقت المناسب”.

وتقدم الاونروا التي تأسست في سنة 1949، الخدمات الصحية والتعليمية والاغاثة الاجتماعية لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يقيمون في مناطق العمليات الخمس وهي الاردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.

سوريا العالقة بين “العقيدة” الروسية والإنكفاء الاميركي

وهـيـب مـعـلـوف

تكشف عقيدة موسكو الجديدة التي أقرت ونشرتها وزارة الخارجية الروسية في شباط الماضي الكثير عن سياسة روسيا الخارجية واستراتيجياتها العالمية، خصوصاً بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والأزمة السورية تحديداً.

حملت هذه العقيدة خطاباً متشدداً للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، انطلاقاً من مخاوف جديّة تمثّلها التحديات “الجديدة” وفي مقدمها “المتغيرات الأخيرة في العالم بما فيها الأزمة المالية والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. وتشمل هذه أيضاً تأثيرات “الربيع العربي” المتزايدة على النظام الدولي القائم منذ خمسينيات القرن الماضي على مبدأ سيادة الدول. وتحذّر العقيدة في هذا السياق من أن “بعض المفاهيم التي تُطبّق تهدف إلى الإطاحة بحكومات شرعية في دول ذات سيادة بحجة حماية السكان المدنيين”، وذلك في إشارة واضحة إلى تدخّل حلف الـ”ناتو”العسكري في ليبيا، مشددة على أن أي نشاط عسكري أو مهمات دولية تتعلق بعمل مجلس الأمن، ينبغي أن تُحدّد في قرار واضح، لا لبس في تفاصيله ولا يُسمح بتأويل بنوده، لضمان عدم تكرار السيناريو الليبي في أي منطقة أخرى من العالم.

وتعبّر العقيدة الجديدة، التي تميزت بزيادة حدّة الفقرات المتعلقة بدور روسيا على الساحة الدولية، عن نية روسيا الدفاع عن مصالحها الوطنية ومواطنيها في أي مكان، بما فيها المحافظة على مواقع نفوذها في المنطقة العربية. وهنا تُظهر العقيدة عزم روسيا على عدم السماح للاعتبارات الانسانية بأن تطغى على التزامها الوقوف إلى جانب النظام السوري.

يتزامن دخول هذا التوجه الجديد للسياسة الخارجية الروسية حيز التنفيذ، مع ما بات مؤكداً في المدى المنظور، وهو عدم رغبة واشنطن لعب أي دور عسكري ملموس ومباشر لمساعدة المعارضة السورية المسلحة، سواء عبر إدخال قوات إلى الاراضي السورية، أو فرض منطقة حظر طيران، أو إرسال سلاح نوعي.

ومع دخول الأزمة السورية عامها الثاني من دون أي مؤشرات على نهاية قريبة لها، تبرز أصوات داخل الرأي العام الأميركي، محاججة بأن المخاطر على المصالح القومية للولايات المتحدة الناتجة عن استمرار الحرب السورية تتطلّب سياسة خارجية أكثر فعالية تضمن هذه المصالح. وبين هؤلاء إدوارد جيرجيان، السفير الأميركي السابق في سوريا، الذي اعتبر في مقالة أخيرة (مع أندرو بوين) في مجلة “فورين بوليسي” أن أكلاف الحرب الأهلية على البلد واستقرار المنطقة تكبر يوماً بعد يوم”، مقدّراً تكاليف إعادة بناء سوريا بما يفوق الـ60 مليار دولار اميركي، وهي تكاليف سترتفع بنحو أكبر مع استمرار القتال في دمشق.

ويدعو جيرجيان وبوين في هذا الصدد القيادة الأميركية إلى إطلاق محادثات رفيعة المستوى مع روسيا بهدف ايجاد موقف ديبلوماسي مشترك للانطلاق منه لوقف العنف في سوريا بالتزامن مع الاستثمار في بناء قدرات “الائتلاف الوطني السوري” و”الجيش السوري الحر” وتزويد الأخير من قبل الدول الأساسية في مؤتمر “أصدقاء سوريا” بالأسلحة التي تمكّنه من مساعدة المدنيين الذين تروّعهم ضربات النظام الجوية والأرضية (من دون أن تكون هذه الأسلحة من النوع الذي قد يشكل خطراً أمنياً كبيراً على المنطقة في حال وقوعه في ايدي مجموعات متطرفة)، وتشجعه على النأي بنفسه عن الاعتماد على “جبهة النصرة” التي صنفتها الادارة الأميركية “تنظيماً ارهابيا”.

ويشدد الكاتبان على وجوب أن ترعى الولايات المتحدة وروسيا معاً قراراً لمجلس الأمن يعكس مخاوف كل منهما و”يطرح خارطة طريق لضمان سوريا مستقرة”، ويقترحان أن يُبنى هذا القرار على “بيان جنيف” الذي وُقّع في حزيران 2012 بهدف إنهاء النزاع السوري والذي تستمر روسيا بدعمه.

ولبناء الثقة، يرى الكاتبان ضرورة أن تساعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في التوسط لاجراء مفاوضات بين “الائتلاف المعارض” والحكومة الروسية، يكون مدارها “الاتفاقات التعاقدية” بين سوريا وروسيا، ومصالح الدولة الروسية طويلة المدى. وتحديداً، على الولايات المتحدة أن تشجع “الائتلاف” على تطمين روسيا لناحية مصالحها الاساسية في سوريا، ومن بينها القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس وحماية المواطنين الروس في سوريا والاتفاقات التجارية.

وتأسيساً على الدروس المستقاة من حل حزب “البعث” العراقي في 2003، يشدّد الكاتبان على ضرورة أن يأخذ “الائتلاف” الخطوات الضرورية لتفادي انهيار الإدارات العامة وجهاز الأمن وغيرها من المؤسسات الأساسية في الدولة. ولفعل ذلك، يوصي الكاتبان بأن يضمّ “الائتلاف” إلى صفوفه موظفين سوريين سابقين في الإدارة العامة “الذين سيساعدون في تحديد مؤسسات الدولة للحفاظ عليها في مرحلة ما بعد الأسد الانتقالية”.

يخلص الكاتبان إلى أنه من دون هكذا قيادة فاعلة للولايات المتحدة، فإن سوريا قد تتحول “دولة فاشلة” ومسرحاً لصراعات على السلطة بين ميليشيات مسلحة متعددة تتقاتل على خلفيات طائفية.

ويبقى السؤال: هل من إمكانية لسياسة خارجية أميركية فاعلة قادرة في المدى المنظور على الدفع باتجاه توافق دولي بشأن سوريا يوقف مشهدها المأسوي ويحول دون تحولها “دولة فاشلة” بالكامل، أم أننا بتنا أمام السيناريو الأسوأ الذي عكسه مؤخراً رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي حين لم يستبعد استمرار النزاع في سوريا “عقوداً”؟

في جمعة إيران وحزب الله.. ستهزمون مع الأسد

مظاهرات بسوريا واشتباكات وقصف

                                            خرجت مظاهرات في مدن سورية مختلفة اليوم في جمعة أطلق عليها الناشطون “إيران وحزب الله.. ستهزمون مع الأسد”. وذلك في وقت قصفت فيه القوات النظامية بقذائف الهاون أحياء تشرين والقابون وجوبر في العاصمة دمشق، ودارت بينها اشتباكات مع عناصر الجيش الحر في محيط “مطار منغ” العسكري في حلب.

وخرجت المظاهرات في محافظة إدلب، في بلدات كفرنبل، وبنش، وحاس، وجبل الزاوية، كما خرجت مظاهرات في معرة مصرين، وسرمين، وكفر تخاريم، تحمل شعار “إيران وحزب الله.. ستهزمون مع الأسد”، في إشارة إلى حليفي النظام في دمشق.

وقدم متظاهرون في كفرنبل تعازيهم للولايات المتحدة في ضحايا تفجيري بوسطن، وقالوا إنهم يريدون تنبيه العالم إلى أن “أحداث بوسطن المؤلمة تحدث بشكل يومي في سوريا. تقبلوا إذن تعازينا”.

ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط النظام، وشعارات تطالب بمحاسبة من سموهم “المتخاذلين من الشعب السوري والمتلاعبين بمقدرات الشعب”، إلى جانب أعلام الثورة.

استهداف الأكراد

وقال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم إن أكراد سوريا الذين كانوا بمعزل -منذ فترة طويلة- عن الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد قد أصبحوا مستهدفين بطريقة متزايدة من جانب قواته، بعد أن أبرموا اتفاقات مع معارضين يقاتلون للإطاحة به.

وفسر الأمر بأنه يعود إلى اتفاقات عدم الاعتداء التي عقدت بين الأكراد وبعض الفصائل المعتدلة في قوات المعارضة، واستدرك أنه قد يعود أيضا إلى خشية الأسد من احتمال مساعدات تركية للأكراد السوريين بعد دخولها في محادثات سلام مع أكراد تركيا.

وقال ناشطون أكراد إن 11 مدنيا قتلوا عندما قصفت طائرات سورية قرية كردية في منطقة الحسكة المنتجة للنفط شمال شرقي سوريا يوم الأحد.

قصف واشتباكات

في هذه الأثناء، قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن جيش النظام قصف بقذائف الهاون أحياء تشرين، والقابون، وجوبر في العاصمة دمشق، وأفاد ناشطون أن القصف شمل المعضمية، وداريا، وزملكا، وعربين، وعقربا، وجديدة عرطوز في الريف الدمشقي ومدينة يبرود في منطقة القلمون.

وقال المركز الإعلامي السوري إن قصف المعضمية أسفر عن تهدم مئذنة مسجد الزيتونة الأثري الذي يعتبر الأقدم في المدينة، في حين دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي قرب جديدة عرطوز.

وفي ريف درعا، تجدد القصف المدفعي على بلدة الطيبة، وشمل قرية صماد وبلدة نمر والحي الغربي من مدينة بصرى الشام، كما سجل سقوط صاروخ غراد على بلدة تل شهاب.

وأفادت شبكة شام بوجود قصف عنيف على قرى ناحية ربيعة في ريف اللاذقية من مرصد الزوبار، وقصف مدفعي على الأحياء المحررة من مدينة دير الزور.

وأفادت شبكة شام أن اشتباكات عنيفة جرت بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام في محيط مطار منغ العسكري في حلب، إذ يحاول الجيش الحر استعادة السيطرة عليه ضمن معركة أطلقوا عليها “معركة تحرير مطار منغ”.

وقالت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية إن قتالا يدور منذ صباح اليوم في أطراف مدينة داريا بريف دمشق التي تتعرض لحملات عسكرية يومية منذ حوالي أربعة شهور.

وبالتزامن مع الاشتباكات، أغارت طائرات حربية على المدينة التي تعرضت أيضا لقصف بالمدافع حسب لجان التنسيق.

تصعيد مستمر

وفي ريف دمشق أيضا، قصف الجيش الحر مواقع للقوات النظامية في سيدي مقداد ببلدة بابيلا، واشتبك معها في محيط بلدة جديدة عرطوز الفضل التي تعرضت قبل أيام لهجوم من القوات النظامية، قتل وجرح فيه عشرات المدنيين حسب ناشطين.

وكان حي القدم بدمشق شهد بدوره اشتباكات الليلة الماضية حسب المرصد السوري ولجان التنسيق. ووفقا للمصدر ذاته، تجدد القصف المدفعي صباح اليوم على أحياء دمشق الجنوبية ومنها حي القابون، بالإضافة إلى حي جوبر شرقي المدينة، الذي يحاول الجيش الحر الانطلاق منه نحو وسط المدينة.

واندلع قتال صباح اليوم أيضا في محيط بلدة بصرى الحرير بدرعا حسب شبكة شام، بينما قالت لجان التنسيق إن حريقا نشب في كتيبة النقل التابعة للقوات النظامية بالبلدة بعد استهدافها من الجيش الحر.

وفي درعا أيضا، شن جنود سوريون صباح اليوم حملة دهم في حي القصور بالمدينة حسب شبكة شام. وفي دير الزور، قصفت القوات النظامية مجددا صباح اليوم الأحياء الخاضعة للجيش الحر في المدينة، كما قصفت بلدة موحسن انطلاقا من مطار دير الزور الذي يحاصره مقاتلون منذ أسابيع.

وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في سوريا

الإبراهيمي يعرض تقريره على مجلس الأمن

                      يعرض المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الجمعة، تقريرا على مجلس الأمن الدولي عن آخر ما وصلت إليه جهوده لحل الأزمة, وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية.

ووصف تعامل الإبراهيمي مع الملف السوري بأنه شديد الحذر في استخدام المصطلحات وتخفيضه سقف التوقعات, لكنه اتهم الطرفين بالتعاون على هدم سوريا، واستبعد أي دور للرئيس بشار الأسد في أي مرحلة انتقالية محتملة.

وقد أدان مجلس الأمن الدولي ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق التي تقوم بها قوات النظام السوري، كما رفض أي انتهاكات من قبل مسلحي المعارضة. وقال في بيان صادر بالإجماع إنه يجب وقف العنف المتصاعد في سوريا.

وقد تركزت جلسة مجلس الأمن أمس الخميس على الوضع الإنساني, حيث عرضت تقارير عن حرق عائلات سورية في منازلها وقصف أشخاص بالقنابل وهم ينتظرون الحصول على الخبز. كما قالت التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إن أطفالا تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والقتل، وإن مدنا تحولت إلى أنقاض على مدى عامين في سوريا, وصولا إلى مرحلة كارثية.

كما أعرب المجلس عن أسفه للعراقيل التي تعترض توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا، مناشدا “بإلحاح” كلا من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة التعاون مع وكالات الأمم المتحدة.

وحسب رويترز, فإن هذا “التقييم الكئيب” من جانب كبار مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة جعل مجلس الأمن الذي كان في حالة انقسام بشأن كيفية التعامل مع الأزمة منذ بدايتها، يتوصل إلى اتفاق نادر على بيان غير ملزم يطالب بنهاية للعنف المتصاعد ويستنكر انتهاكات حقوق الإنسان من جانب جميع الأطراف.

وفي هذا السياق, أشارت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري أموس إلى أن ربع سكان سوريا البالغ تعدادهم 22 مليون نسمة تشردوا داخل بلدهم، وإن 1.3 مليون نسمة فروا إلى دول أخرى.

ووجهت أموس نداء إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاتخاذ ما يلزم من إجراءات “لإنهاء هذا الصراع الوحشي”، واصفة الوضع في سوريا بأنه كارثة إنسانية.

يشار إلى أن مجلس الأمن وصل إلى طريق مسدود بشأن سوريا, حيث استخدمت روسيا الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد وبمساعدة من الصين حق النقض (فيتو) في عرقلة أي إدانة أو محاولة لفرض عقوبات على دمشق.

الأسلحة الكيميائية

ومن جانب آخر، أكد مسؤول أميركي كبير أمس أن وكالات الاستخبارات الأميركية تحقق في ما إذا كان النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية في حربه ضد مقاتلي المعارضة.

وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية إن معلومات محددة تفيد بأن مادة كيميائية “مشبوهة جدا” ربما تكون استخدمت في المعارك الأخيرة بسوريا، ولكن أجهزة الاستخبارات ما زالت تحقق في صحة هذه المعلومات، ولم تصل إلى خلاصة جازمة تمكنها من إثبات صحتها من عدمها.

ورأى أنه من المحتمل أن تكون هناك أسلحة كيميائية “استخدمت بشكل محدود وموضعي جدا”، وليس على نطاق واسع. وكان دبلوماسيون أمميون قد أكدوا الأسبوع الماضي أن الدول الغربية لديها “أدلة صلبة” على أن السلاح الكيميائي استخدم في النزاع السوري مرة واحدة على الأقل.

وفي سياق ذي صلة، نقلت صحيفة واشنطن بوست ومجلة فورين بوليسي عن مسؤولين لم تكشفا هوياتهم، أن فرنسا وبريطانيا أبلغتا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه استنادا إلى فحوص مخبرية للتربة وإفادات شهود عيان ومقاتلين معارضين، فإن نظام الأسد استخدم مواد كيميائية سامة للأعصاب في مدينة حلب ومحيطها، وفي حمص كذلك، وربما أيضا في دمشق.

الجيش السوري الحر يحاصر اللواء الثاني عشر في درعا

قتلى وجرحى في قصف عنيف من كتائب الأسد على مدينة الطبقة شمال البلاد

دبي – قناة العربية –

وسع الجيش الحر عملياته في درعا لتشمل اللواء الثاني عشر وكتيبتي النقل والتسليح بالقرب من بصر الحرير.

وارتفعت حصيلة القتلى أمس إلى أكثر من مئة قتيل، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في شارع فلسطين وعلى مداخل مخيم اليرموك في وقت استهدف الثوار بقذائف الهاون مقار قوات النظام في منطقة العباسيين.

أما الطريق الواصل بين حي جوبر والعباسيين فشهد اشتباكات عنيفة.

وفي حلب احترقت طائرة مروحيّة في مطار مِنّغ العسكري إثر استهدافها من قبل الجيش الحٌرّ.

كما تعرضت مدينة الطبقة شمال البلاد إلى قصف عنيف من قبل كتائب الأسد المرابطة حول المدينة أدت إلى وقع عدد من القتلى والجرحى.

متظاهرون سوريون يقدمون تعازيهم في ضحايا بوسطن

أكدوا أن هجمات أميركا هي المشهد الحزين لما يحدث في بلادهم

بيروت – فرانس برس –

وجه ناشطون سوريون معارضون، الجمعة، تعازيهم إلى الشعب الأميركي بعد سقوط ضحايا في تفجيري مدينة بوسطن، مذكرين بأن حوادث مماثلة وسقوط ضحايا يتكرران يوميا في بلادهم الغارقة في نزاع دام منذ عامين.

وفي اليوم الذي يشهد تظاهرات أسبوعية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، رفع متظاهرون في بلدة كفرنبل في محافظة إدلب (شمال غرب)، لافتة بالإنكليزية كتب عليها: “تفجيرات بوسطن هي المشهد الحزين لما يحصل يوميا في سوريا. تقبلوا تعازينا”.

وحمل قرابة 20 شابا اللافتة أمام مبنى مدمر بشكل شبه كامل. كما حمل البعض منهم علم “الثورة السورية” التي انطلقت بتظاهرات شعبية ضد الرئيس السوري منتصف مارس/آذار 2011، في حين رفع آخرون شارة النصر.

وتتعرض مناطق مختلفة في سوريا لقصف يومي من القوات النظامية التي تلجأ إلى سلاح الجو والمدفعية الثقيلة.

وأدى تفجيران على خط النهاية في ماراثون بوسطن، الاثنين الماضي، إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة نحو 180 آخرين.

وأوقفت الشرطة الأميركية صباح الجمعة شخصا مشتبها به في الاعتداء ما لبث أن توفي في المستشفى، في حين تشن مطاردة واسعة بحثاً عن مشتبه به ثان.

الإبراهيمي يمدد مهمته في سوريا 3 أشهر

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

وافق المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الجمعة، على تمديد مهمته 3 أشهر إضافية، وذلك خلال عرض تقريره على مجلس الأمن الدولي بشأن آخر التطورات في سوريا واتصالاته مع الأطراف المعنية.

وتبنى مجلس الأمن في وقت سابق قراراً بالإجماع يَعتبر تصاعد وتيرة العنف في سوريا “أمراً مرفوضا”.

وخلال جلسة لمناقشة تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا، أكد قرار مجلس الأمن على ضرورة وقف أعمال العنف بشكل فوري.

من جهة أخرى أكد مسؤول أميركي أن وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” تحقق في ما إذا كانت الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيمياوية ضد الجيش السوري الحر.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول قوله إن معلومات محددة تفيد بأن مادة كيماوية، ربما تكون استخدمت في المعارك الأخيرة في سوريا، مضيفاً أن استخدامها كان محدودا جدا، وليس على نطاق واسع.

في المقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن بلاده تحتفظ بحق التصرف لمنع وقوع أسلحة متطورة بيد من سماها الجماعات السورية المتطرفة.

وحذر نتانياهو من تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط في حال وقعت أسلحة رائدة بين أيدي المقاتلين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في حديث صحفي إن إسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها إذا اقتضت الضرورة، لكنه لم يوضح متى وكيف.

اغتيال مسؤول حكومي

ميدانيا.. ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نحو 60 شخصا قتلوا في اشتباكات بمناطق متفرقة في سوريا الجمعة، غالبيتهم في ريف دمشق.

ودفعت دمشق بتعزيزات عسكرية كبيرة لمعضمية الشام في محاولة لاقتحامها، تحت غطاء من القصف المدفعي العنيف على المدينة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسؤولا في وزارة الشؤون الاجتماعية السورية قتل على يد مسلحين مجهولين في حي المزة غرب دمشق، الجمعة، في وقت احتدمت فيه الاشتباكات والقصف في مناطق في مدينتي  داريا ومعضمية الشام.

وقال المرصد:”اغتالت مجموعة مسلحة ليل الخميس علي بلان مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو لجنه الإغاثه في سوريا وذلك خلال اقتحام مطعم في حي المزة في دمشق وإطلاق الرصاص عليه”.

ويضم حي المزة عدد من السفارات والمبان الحكومية ومقار لمراكز أمنية، وشهد الحي في وقت سابق اشتباكات وقصف متبادل لكنه مازال يتمتع بحماية أمنية كثيفة من القوات الحكومية.

ومن جهة أخرى، أفاد المرصد عن وقوع “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في مدينة داريا” جنوب غرب دمشق، تزامنا مع قصف تتعرض له المدينة بالإضافة إلى مدينة معضمية الشام المجاورة لها.

وتقوم القوات النظامية منذ أسابيع باستهداف معاقل للمعارضة في محيط دمشق، يتخذونها قواعد خلفية للهجوم نحو العاصمة، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعلن الأربعاء أن لا خيار له سوى “الانتصار” في الحرب الدائرة ببلاده.

راسموسن: هناك خطر من اتساع رقعة النزاع السوري

بروكسل (19 نيسان/ابريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أندرس فوغ راسموسن أن هناك خطراً حقيقياً من اتساع الرقعة الجغرافية للنزاع في سورية

وكان راسموسن يتحدث خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في مقر الحلف، تمهيداً لإجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء الثلاثاء القادم في العاصمة البلجيكية

وشدد الأمين العام على أن التعامل مع المسألة السورية يتم من زاوية تأثيرها الأمني على تركيا الدولة العضو في الحلف، وقال “نحن نراقب الوضع، وليس لدينا مخططات محددة ولكن في حال تطور الأمر، فواجبنا يحتم علينا مساعدة تركيا، ولكني لا أتوقع تغيرا في موقف الحلف تجاه ما يجري في سورية”، وذلك في إجابة على سؤال يتعلق بوجود خطط لتدخل ما في هذا البلد

وتابع “انطلاقاً من هذا المبدأ، سيقوم الوزراء بتقييم عملية نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية والتي تمت قبل أشهر لحماية الأراضي التركية من الخطر القادم عبر الحدود”

وأوضح أن الوزراء سيناقشون أيضاً التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فـ”من المهم معاينة تأثير هذه التطورات ما تداعياتها على دول الحلف”، على حد تعبيره

وذكر أن وزراء خارجية دول الحلف سيكرسون جل وقتهم لمناقشة التهديدات الكورية الشمالية والوضع في أفغانستان والعلاقات مع روسيا، حيث سيكون هناك اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

ولفت راسموسن إلى أن اللقاء مع لافروف سيكون فرصة هامة “لإجراء جولة نقاش جديدة و معمقة حول كوريا وأفغانستان والدفاع الصاروخي، وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك”، على حد وصفه

أما حول الوضع في ليبيا، أقر الأمين العام لحلف ناتو بتعقيد وصعوبة العملية الانتقالية هناك، مشيراً أن الحلف يستطيع مساعدة ليبيا في عدة مجالات أمنية وعسكرية، ولكن بشرط أن تتقدم السلطات الليبية بمثل هذا الطلب.

وذكر أن الحلف سينظر بإيجابية في حال تلقى طلباً ليبيا بالمساعدة، ولكن الأمر لم يحدث حتى الآن

كما عبر راسموسن عن ترحيب الحلف بالتقارب الأخير بين تركيا وإسرائيل بعد فترة طويلة من التوتر، مشيراً إلى أن الأمر قد يساعد في حل الكثير من المشاكل الثنائية والاقليمية، وقال “من المتوقع أن نرى آثار إيجابية لهذا الأمر تدريجياً”، على حد تعبيره

معارك ضارية قرب الحدود السورية اللبنانية.. وتضارب بشأن أهداف اجتماع اسطنبول

تصاعدت حدة المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، خاصة قرب الحدود السورية اللبنانية.

وتزامن التصعيد مع تقارير متضاربة بشأن أهمية اجتماع مرتقب يعقده ممثلو دول “أصدقاء سوريا” في العاصمة التركية اسطنبول السبت.

وقالت التقارير إن معارك ضارية اندلعت الجمعة بين الجيش النظامي السوري وقوات المعارضة المسلحة قرب بلدة القصير في محافظة حمص السورية، قرب الحدود مع لبنان.

وكانت القوات الحكومية قد سيطرت على بلدة آبل في حمص، ما أدى لقطع الطريق بين حمص والقصير.

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إنه يبدو أن الجيش السوري يسعى لمحاصرة القصير.

اغتيال في حي المزة

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، إن “القتال كثيف وهناك الكثير من القتلى لدى الجانبين”.

وفي دمشق، اغتال مسلحون علي بلان مدير التخطيط في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو اللجنة العليا للإغاثة.

وأكدت وسائل الإعلام الرسمية ونشطاء المعارضة أن عملية الاغتيال جرت في مطعم في حي المزة بالعاصمة السورية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية قوله إن” إرهابيين أطلقوا النار على بلان خلال تواجده في أحد المطاعم بالمنطقة ما أدى إلى استشهاده”.

وأشارت سانا، في الوقت نفسه، إلى أن قوات الجيش السوري “قضت على أعداد من الإرهابيين في جوبر وعدرا والنبك وزاكية والغوطة الشرقية خلال سلسلة عمليات نوعية نفذتها الجمعة”.

ونقلت الوكالة عما وصفته بمصدر مسؤول قوله إنه “تم القضاء على مجموعة إرهابية مسلحة مع متزعمها الملقب “أبو نعيم” قرب موقف حمامة شرق جوبر إضافة إلى تدمير وكر للإرهابيين يحوي كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في وادي عين ترما”.

وقالت المعارضة إن المشاركين في مجموعة”أصدقاء سوريا” قرروا تسليح المعارضة السورية الداخلية للتعجيل بمساعي إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد . نقلت وكالة رويترز عن” مصدر رفيع في المعارضة” قوله إن “الهدف الرئيس من اجتماع اسطنبول هو تسليح الثوار السوريين”.

“نقطة تحول”

وأضاف أن أصدقاء سوريا أقروا بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ويجب عليهم الآن تزويدنا بوسائل الدفاع”.

وتضم المجموعة عددا من الدول الكبرى من بينها الولايات المتحدة ودولا عربية عدة.

ووصف المصدر اجتماع اسطنبول بأنه “سيكون نقطة تحول”.

غير أن دبلوماسيين غربيين اثنين أكدا لوكالة رويترز أن الأهداف الرئيسية للاجتماع هو الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التطرف وبتقوية الوحدة الوطنية والتخطيط الجيد لعهد ما بعد الأسد.

ونقل عن أحد الدبلوماسيين قوله “لا يتعلق الاجتماع بتسليح المتمردين، فالبعض، بما فيهم سوريون، قفز إلى النتائج ولكن هذا الاجتماع لا يتصل بالأسلحة”.

وأضاف ” الاجتماع يتعلق بالمزيد مقابل المزيد، وعود مقابل وعود، فإذا أمكن للمعارضة أن تعطي المزيد ، يمكننا أن نعطيها المزيد”.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في مؤتمر “أصدقاء سوريا ” الأخير في العاصمة الإيطالية روما أنها ستقدم لأول مرة” معونات غير قاتلة” مباشرة للمعارضة السورية المسلحة ، إضافة إلى مضاعفة دعمها للمعارضة المدنية في سوريا.

وقال وزير الدفاع الأمريكي تشك هيغل الأربعاء الماضي إن بلاده بصدد إرسال مخططين عسكريين إلى الأردن، المجاور لسوريا. غير أنه استبعد التدخل العسكري الأمريكي في الأزمة السورية.

BBC © 2013

المعارضة تأمل اتفاق “أصدقاء سوريا” على تسليح المقاتلين

بيروت (رويترز) – عبرت المعارضة السورية عن أملها في أن يثمر اجتماع أصدقاء سوريا المقرر يوم السبت في اسطنبول عن تفعيل اتفاق ضمني على أن تسليح مقاتلي المعارضة هو أفضل سبيل لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.

ووصلت “المجموعة الأساسية” لمجموعة أصدقاء سوريا إلى طريق مسدود بشأن كيفية إزاحة الأسد الذي قامت قواته الأمنية بقتل واعتقال الآلاف من المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية في مارس آذار عام 2011. وتتألف “المجموعة الأساسية” من 11 دولة من بينها الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية.

وقال مصدر كبير في المعارضة السورية شارك في الاجتماعات التمهيدية باسطنبول قبل المؤتمر إن يوم السبت سيشكل “نقطة تحول.”

وأضاف المصدر “السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية. وقد اعترفت (مجموعة أصدقاء سوريا) بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وعليها الآن أن تمدنا بالوسائل اللازمة.”

ولم يرد المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن يصرح رسميا بأنه تم التوصل إلى اتفاق.

وفي المؤتمر الأخير الذي عقد في روما قالت الولايات المتحدة للمرة الأولى إنها ستقدم مساعدات غير مميتة لمقاتلي المعارضة مباشرة وستزيد دعمها للمعارضة المدنية السورية إلى أكثر من المثلين.

وقال البيان الختامي لذلك الاجتماع إن المشاركين “أكدوا الحاجة إلى تغيير ميزان القوى في الميدان” ومساعدة الشعب السوري ومقاتلي المعارضة في “الدفاع عن أنفسهم.”

غير أن القوى الغربية في مجموعة أصدقاء سوريا لم تعرض بوضوح الإمداد بالسلاح مما يعكس خوفها من صعود الجماعات الإسلامية المتشددة -مثل جبهة النصرة- في صفوف المعارضة.

وقال المصدر المعارض إن دولا خليجية مثل السعودية وقطر ستتولى مهمة إرسال الأسلحة والذخيرة بينما ستركز الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على مهام التدريب والمساعدات غير المميتة.

وأضاف “يريد البعض أن يقدم فقط الإمدادات غير المميتة وهو أمر جيد. فهذه الأشياء ضرورية أيضا إلى جانب المساعدة في مجال جمع المعلومات والتدريب.”

وقال دبلوماسيان غربيان إن الغرض الرئيسي من اجتماع السبت في اسطنبول ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة.

وذكر دبلوماسي أن من بين الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد.

وقال دبلوماسي آخر إن “الاجتماع لا يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة. فقد سارع البعض في استنتاج ذلك بمن فيهم السوريون ولكن هذا الاجتماع لا علاقة له بالأسلحة.”

وأضاف “هذا الاجتماع يتعلق بتقديم المزيد مقابل الحصول على المزيد وقطع وعود مقابل وعود أخرى. فإذا استطاعت المعارضة تقديم المزيد سنعطيها المزيد. وسنتحدث حول المزيد من الالتزامات السياسية مثل وضع رؤية سياسية شاملة وتقديم ضمانات بشأن الأسلحة الكيماوية وتصرفاتهم (المعارضين) باعتبارهم قوة مقاتلة ورؤيتهم لسوريا بعد الأسد.

“بعد ذلك يمكننا تقديم مساعدة سخية ومساعدات إنسانية وغير إنسانية ولكن دون تزويدهم بالسلاح. هناك طرق كثيرة لدعم المعارضة المسلحة غير إمدادها بالسلاح.”

وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل يوم الأربعاء إن واشنطن تعتزم إرسال مخططين عسكريين إلى الأردن في ظل تصاعد حدة الصراع في سوريا لكنه أشار إلى شكوك عميقة بشأن إمكانية التدخل العسكري الأمريكي المباشر.

ويقول معارضون إن ضباطا أمريكيين في الأردن قاموا في الأشهر الماضية بتدريب جماعات معتدلة من مقاتلي المعارضة معظمهم من درعا ودمشق على جمع المعلومات واستخدام السلاح.

وفي معرض إشارته إلى التدريب في الأردن قال مصدر المعارضة إن هناك الآن توجها واضحا من مجموعة أصدقاء سوريا لتقديم أسلحة إلى مقاتلي المعارضة المنتمين إلى الجناح العسكري للائتلاف الوطني السوري.

وأضاف “الأمور تتغير الآن والأمريكيون يرسلون قوات إلى الأردن والطريقة التي كان المجتمع الدولي يتعامل بها مع النظام تغيرت… حان الوقت للتخلص منه (الأسد) للأبد.”

وقال جورج صبرا نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري لرويترز إن تصاعد التشدد في سوريا ناجم عن عدم تحرك القوى العالمية.

وأضاف أن هذه القوى أقرت بحقوق المعارضة في الدفاع عن نفسها ومن ثم ينبغي إمدادها بما يتناسب مع هذا الحق.

من مريم قرعوني

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

“حماس” تقصّ شعر الشباب وتُلزِم الطالبات بـ”العباية”

أسوشيتد برس

أيمن السيّد، شاب فلسطيني عمره 19 عاماً ويعيش في غزّة. أوقفته الأسبوع الماضي الشرطة التابعة لحكومة حماس أثناء مروره في الشارع لأن شعره الطويل أزعجهم. فقصّوا له شعره.

روى أيمن للـ”أسوشيتد برس” ما حدث، كيف أدخلوه الى الـ”جيب” الذي كان فيه عشرة شباب موقوفين أيضاً، ساقوهم جميعهم الى مركز للشرطة “بادّعاء أن تسريحات شعورهم خادشة للحياء”. أوقفوهم مكبّلي الأيدي وقصّوا خطّين من شعرهم، طالبين منهم إكمال قَصّتهم عند الحلّاق. تعرّض شباب آخرون للضرب بحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، و”أُجبر المحتجزون على توقيع تعهّد بعدم إطالة الشعر أو عمل تسريحات غريبة أو ارتداء بناطيل ساحلة”.

هذه الممارسات هي نتاج عقلية تقوم على احتكار السلطة، الذي يستتبع مصادرة حريات الآخرين وفرض قيم وسلوكيات معينة عليهم، حسب الكاتب الفلسطيني ماجد كيالي. “هكذا تعمل النظم الشمولية، لا سيما الايديولوجية منها، التي تستند الى وسائل العنف الرمزي والمباشر لفرض سلطتها”.

التعديّات “قديمة متجدّدة” في قطاع غزّة، وتتكرّر كل فترة منذ العام 2007، التاريخ الذي سيطرت فيه حركة حماس على القطاع نتيجة الانقسام الفلسطيني الداخلي. “عندما فازت حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، سارع عدد من المسؤولين فيها لطمأنة الناس، وقالوا إنهم لن يمسّوا الحريات العامة والخاصة وسيلتزمون تطبيق القانون. لكن الممارسات على الأرض كانت مغايرة”، يقول مصطفى ابراهيم، الكاتب والناشط الفلسطيني.

عام 2009، أصدر مجلس العدل الأعلى قراراً بإلزام المحاميات المترافعات ارتداء الحجاب للدخول إلى المحاكم. ومع بداية العام 2010، قامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحملة لـ”تعميم الفضيلة ومحاربة الإساءة للآداب العامة”. وقد “أفاد وقتها الكثير من المواطنين بأنهم فوجئوا أثناء وجودهم مع زوجاتهم أو خطيباتهم بأشخاص ملتحين، يرتدون زيّاً مدنياً ويطلبون منهم وبطريقة فظّة بطاقاتهم الشخصية، وذهبوا الى حدّ احتجاز عدد منهم وملاحقة آخرين للتأكد من طبيعة علاقاتهم”، يُخبر ابراهيم. وأطلقت حماس منذ مدّة حملة أخرى، لـ”ترسيخ الفضيلة” هذه المرّة، وقامت جامعة الأقصى بمدينة غزّة بإصدار قرار يُلزم الطالبات بارتداء “العباية”. ومنذ أقلّ من شهر، أعلنت حكومة حماس عن البدء باعتماد قانون تعليم جديد يمنع الاختلاط بين التلاميذ من الجنسين بعد سن التاسعة في مدارس القطاع.

تريد حركة حماس أسلمة المجتمع، وهو أصلاً إسلامي ومحافظ في غزّة. من الناحية الواقعية، الفصل بين الجنسين موجود في أغلبية المدارس، ما عدا مدرستين أو ثلاث، ويطبّق بعد صفّ الثالث إبتدائي. والثقافة السائدة هنا تقضي بأن تضع النساء الغطاء على رؤوسهن. فما معنى إصدار مثل هذه القرارات إذاً؟”، تعلّق زينب الغنيمي، الناشطة النسوية ومديرة “مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة” في غزّة.

تقول إن ما يجري فرضه هو “إسلام سياسي” وليس “إسلاماً دينياً”، وأن حماس تسعى الى تكريس وجودها بالقوة معتمدة على الدين، وتريد الظهور بمظهر حامي الأخلاق والقيم. “يريدون القول من جهة إن قراراتهم هي التي تُنفّذ وهم الذين يحدّدون المعايير الأخلاقية وينشرون الفضيلة وكأن الناس بالنسبة لهم بلا أخلاق، ويسعون من جهة ثانية عبر إصدار هذه القوانين، الى عرقلة عمل أي حكومة جديدة تسعى الى التغيير في المستقبل. كما أنهم بممارساتهم هذه، ينشرون الخوف ويستقوون على الناس ويقدّمون أنفسهم بوصفهم الحاكمين بأمرهم”. وعندما تحتجّ المنظمات الحقوقية على هذه القوانين غير الدستورية تسحب الحركة قراراتها، “لكنها تكون قد أحدثت الخَضّة التي تريدها بين الناس، وسمحت لنفسها التدخّل بتفاصيل حياتهم” وفقاً لزينب الغنيمي. وهذا بالتحديد ما عبّر عنه الشاب أيمن السيّد في حديثة الى الـ”أسوشيتد برس” حين قال إنه خائف من المستقبل ولا يشعر بالأمان، كونه معرّضاً في كل لحظة للإهانة والتوقيف من دون سبب.

يشير ابراهيم والغنيمي الى أنه حتى عند إلغاء هذه القرارات رسمياً من قبل الحكومة، يبقى موجوداً من يعطي الحق لنفسه على أبواب المحاكم بعدم السماح للمحامية بالدخول، أو من يستقوي على المواطنين في الشارع ويضربهم. بهذه الطريقة، تتهرّب حكومة حماس من المسؤولية وتدّعي أن ما يحصل يشكّل تجاوزات فردية، لا دخل لها فيها.

إستئثار حماس بالسلطة واستخدامها العنف وتدخّلها في شؤون المواطنين الخاصة وإقصاؤها حتى للمنظمات الحليفة لها في القطاع، ولّد حالة من التذمّر تجاهها وجعلها تخسر بين صفوف الشباب، بحسب ماجد كيّالي. “لقد ظهر ذلك في مهرجان انطلاقة حركة فتح في القطاع الذي حصل في شهر كانون الثاني (يناير) من هذا العام (وفتح كانت ممنوعة من النشاط هناك لمدة ستة أعوام). فالحشد كان كبيراً جداً، ومفاجئاً ليس فقط بالنسبة لحماس التي تسيطر على القطاع وإنّما أيضاً لفتح، التي تعيش حالة من الترهل التنظيمي والخلافات الداخلية. بهذا المعنى، عبّر الحشد الذي قارب المليون في الساحة والشوارع المؤدية لها (والذي قيل إن حشوداً كبيرة نامت هناك لحجز مكان فيه) عن مزاج فلسطيني في غزة متذمّر من ممارسات حماس ومعارض لها أكثر من كونه مناصراً لفتح.

عن حالة الفلسطينيين الحياتية في غزّة، يقول مصطفى ابراهيم إن معاناتهم مزدوجة. “إضافة الى الحصار الإسرائيلي وما ينجم عنه من فقر وظلم وعدوان متواصل، يجد “الغزّاوي” نفسه محاصراً داخلياً من قبل حماس بسبب قراراتها وقمعها الحريات العامة والخاصة، وبسبب سياسة الاكتفاء الذاتي التي تتّبعها عبر فرض ضرائب ورسوم على حساب موازنات الناس”.

بدورها، تصف زينب الغنيمي الوضع العام في القطاع بالمُحبط. فما يتوقّعه الناس “هو إجراء مصالحة وطنية وإنهاء الانقسام الحاصل بين غزّة والضفة، وليس التشديد عليهم وتخويفهم وإهانتهم”. وتقول “هناك عدد هائل من الخرّيجين الجامعيين العاطلين عن العمل. والبطالة والإنغلاق وعدم القدرة على التنقل توّلد مشاكل وسلوكيات إجتماعية، تدفع – كما في الحالات المشابهة – المرأة ثمنها بالدرجة الأولى. ولا تعمل الحركة على سياسات تحدّ من تفاقم الوضع، لا بل على العكس، عند أي توتّر أمني أو تهديد من قبل إسرائيل، يتمّ إخلاء السجون من المحكومين بجرائم جنائية، فيما يجري الاحتفاظ بالمعتقلين السياسيين”.

في صورة تمّ تناقلها على صفحات التواصل الإجتماعي عن شرطي فلسطيني يمسك بعنف شاباً من شعره ويجرّه، كتب أحدهم معلّقاً: “لقد ظننته جنديّاً إسرائيلياً”. فهل تدرك حركة حماس آثار هكذا مشاهد ومقارنات؟ وهل ستعدّل من سياساتها القمعية التي بدأت تفقدها شعبية في القطاع؟ لا تبدو الأجوبة واضحة حتى الآن. لكن ما هو واضح أن الممارسات القمعية كما الانقسام الحاصل بين الضفة وغزة لا يقلّان في بعض آثارهما ضرراً على المجتمع الفلسطيني عن الأضرار التي خلّفها الاحتلال نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى