أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة، 20 كانون الثاني 2012

 حملة على حماة ومقتل عميد في الأمن عشية «جمعة معتقلي الثورة»

القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت، القاهرة، باريس، بروكسيل – «الحياة»، ا ب، رويترز

استمر الجدل حول مهة المراقبين العرب امس، عشية الجمعة التي اطلقت عليها تنسيقيات الثورة السورية «جمعة معتقلي الثورة»، وقبل يومين من الاجتماع المقرر للجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الوضع السوري والمجلس الوزاري. وتقرر امس عقد الاجتماعين في يوم واحد يوم الاحد المقبل، على ان يقدم الفريق اول محمد الدابي تقريره الى الامين العام للجامعة نبيل العربي الذي يعرضه بدوره على اللجنة الوزارية والمجلس الوزاري لاتخاذ قرار في شأن مهمة المراقبين.

ورفعت المعارضة السورية ومجموعات حقوقية دولية سقف مطالبها قبل اجتماع الوزراء، ووجهت انتقادات لاداء المراقبين وعدم نجاحهم حتى الآن في وقف اعمال القتل المستمرة. وقالت مجموعة «افاز» الحقوقية الدولية انه سجل مقتل 746 شخصاً منذ بدء عمل المراقبين في سورية قبل شهر. كما شنت قوات الامن هجمات على اكثر من 20 تظاهرة نظمتها المعارضة خلال جولات المراقبين ووقعت الهجمات امام اعينهم. ودعت المجموعة الجامعة العربية الى طلب المساعدة من مجلس الامن الدولي لوقف ما سمته «مسرح الارهاب» في سورية.

ويعقد الوزراء العرب اجتماعاتهم نهار الاحد في فندق «فورسيزونز» في ضاحية غاردن سيتي على النيل قريبا من مقر الجامعة. ويرأس الاجتماعين رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وتضم اللجنة الوزارية وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والجزائر والسودان وسلطنة عمان والامين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي، وترفع توصياتها إلى المجلس الوزاري.

وصرح امس رئيس غرفة العمليات في الجامعة السفير عدنان الخضير بأن الموضوع الرئيسي المطروح على اجتماعات اللجنة هو دراسة وتقويم التقرير الشامل لرئيس بعثة المراقبين الذي أجل بدوره مغادرة دمشق إلى القاهرة التي كانت مقررة امس. وكشفت مصادر في البعثة أنه قرر البقاء مع فريقه في سورية على ان يتوجه إلى القاهرة قبل موعد الاجتماع مباشرة.

واكد الخضير انه ليست لدى الجامعة توجهات نحو تمديد مهمة البعثة او سحبها وان القرار بهذا الشأن يعود الى مجلس الجامعة. وقال: «إذا صدر قرار بالتمديد نحن جاهزون لارسال مزيد من المراقبين وتدريبهم خلال ثلاثة أيام على الأكثر وإرسالهم إلى سورية ليصل عددهم إلى 300 مراقب، أما إذا قرر المجلس عدم التمديد فهذا شيء آخر». وقال «إن ما نتحدث فيه الآن في الجامعة هو ما إذا كانت هناك توجهات جديدة بالنسبة الى مهمة المراقبين في ضوء الصلاحيات الممنوحة للأمين العام بالاستعانة بمن يراهم من خبراء للمساعدة في تدريبهم في حال التمديد». وأوضح الخضير أن فرق المراقبة ما زالت موجودة في المناطق السورية وينتشر 17 فريقاً هناك، وقال إن التقارير تصل باستمرار وبشكل يومي من جميع النقاط التي ينتشر فيها المراقبون بما يرصدونه في جميع المحافظات السورية على أرض الواقع. وأكد عدم وجود اقتراح رسمي علي جدول اعمال الاجتماعين لإرسال قوات عربية إلى سورية ولكنه لم يستبعد طرح أي موضوع من قبل أي دولة عربية.

في هذا الوقت جاء في بيان للفريق الدابي وزعته الجامعة ان الفرق التي عملت في سورية قامت بتغطية كل المدن ونفذت مهمتها «بدرجة عالية من الكفاءة والحياد والشفافية».

وعلى الصعيد الامني، وبينما نعمت مدينة الزبداني بهدوء حذر لليوم الثاني على التوالي بعد اتفاق وقف اطلاق النار بين الجيش والمنشقين، تعرضت مدينة حماة لحملة امنية عنيفة فيما اتسع نطاق المواجهات بين قوات الامن والمنشقين وقالت تنسيقيات الثورة ان 25 شخصاً على الاقل قتلوا امس في مناطق مختلفة وشملت المواجهات كذلك مدن دير الزور وادلب وحمص اضافة الى الكسوة بريف دمشق.

وفي حماة قام عناصر وحدة امنية بقتل نائب رئيس فرع الامن العسكري في المدينة العميد عادل مصطفى وثمانية من عناصر الامن. وقالت لجان التنسيق المحلية انه قتل على ايدي جنود رفضوا تنفيذ اوامره باطلاق النار على اهالي حي باب قبلي وذكرت ان مصطفى مسؤول عن العديد من عمليات القتل والاعتقال في حماة واماكن اخرى. غير ان وكالة الانباء السورية (سانا) ذكرت ان مصطفى «استشهد» بعدما فتحت «مجموعة إرهابية مسلحة» النار على دورية لحفظ النظام. وقتل معه العنصران هائل الغيبور وعلي خليل.

واطلق مسلحون النار في داريا بريف دمشق على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى مقتله.

في موازاة ذلك، اعلن دانوا كنود بارتيلس الرئيس الجديد للجنة العسكرية للحلف الاطلسي ان الحلف لا ينوي التدخل عسكريا في سورية كما حصل في ليبيا. وقال اثر اجتماع القادة العسكريين للدول الاعضاء الـ 28 في الحلف انه «ليس هناك اي تخطيط حاليا ولا يوجد اي توجه لعملية محتملة للحلف الاطلسي في سورية».

في هذا الوقت طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه امس ان يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب الى مجلس الامن ليتمكن من مناقشته. وقال ان عمل المراقبين يجري «في ظروف غير مرضية». وان النظام السوري «لا يحترم التزاماته حيال الجامعة العربية مثل سحب القوات الى الثكنات».

وكانت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند اعتبرت ان عمل المراقبين لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية في ظل الظروف الحالية، وقالت انه رغم الجهود الطيبة للجامعة العربية والمخاطر التي تعرض لها المراقبون فان الجامعة لم تنجح في ان تفرض على نظام الاسد احترام التزاماته.

توقّعات لتمديد مهمة المراقبين في سوريا

خسائر قطاع النفط منذ أيلول مليارا دولار

أفادت مصادر في جامعة الدول العربية أن الجامعة التي كان من المفترض ان تتسلم أمس التقرير الشهري عن عمل المراقبين العرب في سوريا، ستنظر في امكان تمديد عمل هؤلاء، على رغم ان وقفا شاملا للعنف لم يتحقق بينما تتحول الاحتجاجات المستمرة ضد الرئيس بشار الأسد منذ عشرة أشهر الى استخدام السلاح وينزلق الوضع نحو الفوضى.

وبدأت آثار العقوبات الاميركية والاوروبية بالظهور، إذ أعلن وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة هذه العقوبات على القطاع النفطي تقدر بأكثر من ملياري دولار.

المراقبون

وصرح رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المعنية بمتابعة بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير ان رئيس فريق المراقبين الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي سيصل الى القاهرة قرابة الساعة 16:30 بتوقيت غرينيتش (الخميس) حيث يسلم تقريره الى الامين العام للجامعة نبيل العربي مساء (أمس) أو اليوم.

وأوضح ان المراقبين سيبقون في سوريا الى حين اتخاذ قرار في شأنهم خلال الاجتماع الذي سيعقده مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة الاحد، والذي يأتي عشية اجتماع للجنة العربية المعنية بالازمة السورية.

ورفض الاتهامات للمراقبين بأنهم كانوا غير فعالين في الحد من العنف، مشيرا الى ان تمديد مهمتهم سيساعد المعارضة أكثر مما يساعد النظام. ولاحظ ان “القتل بات أقل وأن الاحتجاجات تتزايد… إن وجود البعثة يوفر ضمانات للناس لأن المراقبين يمكنهم رصد أي انتهاك. هناك اعتقاد حتى في صفوف المعارضين السوريين ان تمديد مهمة البعثة أفضل من سحبها”.

وأكد نائب الامين العام للجامعة احمد بن حلي ان الدابي “سيقدم تقريراً حاسماً” عن مهمته، موضحا ان “في هذه المرحلة يجب ان نعرف هل البعثة قادرة على مواصلة عملها ام انه لا بد من الاستعانة بخبرة الامم المتحدة”.

وبثت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية للتلفزيون ان بعثة المراقبين العرب ستقترح على الجامعة العربية تمديد مهمتها في سوريا، مشيرة الى ان تقريرها سيفيد ان السلطات السورية تعاونت معها على نطاق واسع. ونقلت عن مصادر ان المراقبين العرب “يعتقدون انهم نجحوا في ازالة الاسلحة الثقيلة من الشوارع لحماية المدنيين السوريين، وسيذكرون في تقريرهم ان السلطات السورية تعاونت على نطاق واسع، لكن اعمال العنف استمرت”. ونسبت الى مسؤول في الجامعة العربية لم تذكر اسمه ان “مهمة المراقبين العرب يمكن ان تمدد شهرا آخر”.

ولاحظت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان لدى المراقبين “صورة مختلطة” من النتائج، ذلك انهم اتاحوا زيادة في الاحتجاجات وفي التغطية الاعلامية. وقالت: “نعتقد ان علينا زيادة الضغط الاقتصادي على نظام الاسد كي يغير المسار”. واشارت الى ان واشنطن تعمل على قرار “قوي” ضد دمشق في مجلس الامن.

الى ذلك، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب الى مجلس الامن، بينما دعا نظيره الاوسترالي كيفين راد الى احالة الرئيس السوري بشار الاسد على القضاء الدولي.

وصرح الرئيس الجديد للجنة العسكرية لحلف شمال الاطلسي دانوا كنود بارتيلس بأن الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا كما حصل في ليبيا في 2011، على نقيض ما ادلى به مسؤول روسي رفيع المستوى اخيرا.

الاسد

وفي انتظار ما سيقرره مجلس جامعة الدول العربية، نقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن الاسد لدى لقائه وفد “المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الاجنبي في سوريا ودعم الحوار والاصلاح” ان “الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته على رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه، قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة”.

الأمن

أمنياً، أفاد سكان بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان، أن قوات الجيش انسحبت من البلدة بموجب اتفاق لوقف النار.

وقال المعارض البارز كمال اللبواني إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني قرب الحدود اللبنانية انسحبت ليل الأربعاء الى ثكنها على مسافة ثمانية كيلومترات.

تجدر الاشارة الى ان المعارضة السورية سيطرت مراراً على بلدة أو مدينة، لكن قوات الجيش سرعان ما كانت تستعيدها. وليس من العادة ان يستغرق الجيش كل هذا الوقت لاستعادة السيطرة على بلدة.

وقال الناشط السوري محمد فارس من الزبداني إنه تم تخفيف الحصار حول البلدة، على رغم انه لم يسمح بدخول وقود التدفئة اليها، مع العلم انها شهدت تساقطاً للثلوج في وقت سابق من الأسبوع. وأشار الى أن الجيش يطوق الزبداني وان مئة جندي منشق “يحمونها”.

وقتل رجل أمن سوري في انفجار عبوة ناسفة بسيارته في ضاحية تادامون قرب دمشق.

وقالت “لجان التنسيق المحلية” المعارضة إن جنوداً منشقين قتلوا العميد في الجيش عادل مصطفى في منطقة باب القبلي بمدينة حماه بعدما رفضوا أوامره باطلاق النار على المدنيين.

لكن “سانا” أوضحت ان مصطفى قتل بنيران “مجموعة ارهابية” في حي الجراجمة بحماه، فضلاً عن جنديين آخرين.

وتحدث ناشطون عن مقتل 18 شخصاً في أنحاء البلاد بينهم أربعة ناشطين مطلوبين لدى النظام في أدلب، الى ثلاثة جنود منشقين.

الشقفة يطالب بـ«حظر جوي» … و«الناتو» يؤكّد أنه «لا يستعد للتدخل»

الأسد مطمئن لروسيا: قادرون على تجاوز الظروف الراهنة مليارا دولار خسائر عقوبات النفط ومصادر تؤكّد التوافق على التمديد للمراقبين

قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله أمس، وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح»، إن الشعب السوري واع «للمخططات» التي تدبر ضد بلاده و«قادر على تجاوز الظروف الراهنة»، فيما انتهت ليلا مدة التفويض الأساسي لبعثة المراقبين العرب في سوريا في ظل توجه واضح من كلا الطرفين نحو تمديدها شهرا، على ضوء تقرير البعثة الذي ستتم مناقشته خلال اجتماع الاحد المقبل في القاهرة.

وفيما قال المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا رياض الشقفة إنه يريد فرض «منطقة حظر جوي ومناطق آمنة»، أكد الحلف الأطلسي أنه لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا، في حين وصف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي في انقرة تطورات المنطقة بـ«الخطيرة والحساسة من منظار البلدين الصديقين والشقيقين»، وقال «ان الاحداث في سوريا مهمة بالنسبة لتركيا التي تدعو الى وقف اراقة الدماء في هذا البلد وان وجهات نظر ايران كدولة قوية في المنطقة تحظى بالاهمية لتركيا».

الأسد

والتقى الأسد وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح». وأكد خلال لقائه الوفد، أن «الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، والمدرك ما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه، قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة»، موضحا أن «دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل».

وأفاد أحد الأعضاء المشاركين في الوفد لـ«السفير»، أن «الهدف من هذه المبادرة التشاور مع الرئيس الأسد لإيجاد الخطوات الممكنة لإخراج سوريا من الأزمة الراهنة التي تمر بها، عبر معبر أساسي هو الحوار الوطني بين المعارضة الوطنية والقيادة السورية، وصولا إلى توافق على الخطوات المطلوبة لإجراء الإصلاحات اللازمة التي يطالب بها بعض المعارضين، خارج التدخل الدولي والارتباط الخارجي». وأضاف المصدر نفسه، ان «الرئيس قد أثنى على المبادرة، معتبرا أن القوى الشعبية العربية هي التي تساهم بإظهار حقيقة ما يجري في سوريا، في ظل الحرب الإعلامية التي تشنها بعض القنوات المغرضة عبر تشويهها للحقائق».

كما أكد الأسد، بحسب المصدر، «استمرار مهمة المراقبين وعملهم، ضمن فحوى البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والقيادة السورية»، كما تم الاتفاق على «ضرورة إطلاق حوار وطني جاد، يشمل جميع شرائح المجتمع المدني».

وتابع المصدر القول، ان الأسد قد «ركز على أهمية العناية بالشباب، من خلال إشراكهم بالعملية السياسية في سوريا، باعتبارهم المدخل لتجديد الحياة السياسية، وأي إصلاح سوف يجري، خاصة في ما يتعلق بتعديل الدستور، لن يتم إلا عبر استفتاء شعبي يعبر عن طموحات الشعب، وفي حال لمس الرئيس حالة عدم قبول شعبي، فإنه منفتح على إعادة النظر في التعديلات الدستورية، وصولا إلى دستور يوافق عليه كافة السوريين».

وأوضح المصدر أن الأسد «التزم بجدول زمني يبدأ في آذار المقبل عبر استفتاء شعبي يليه انتخاب مجلس شعب جديد في أيار المقبل، تحت لواء القانون الانتخابي الجديد، وقانون الأحزاب الجديد الذي أمن تشكيل ثلاثة أحزاب سياسية في سوريا».

وبالنسبة إلى الموقف الدولي، أبدى الرئيس السوري ارتياحه للموقف الروسي الثابت والمطمئن في سياق رؤية موسكو للتطورات في المنطقة، مشددا على أن «هذا الدور الروسي لن يتراجع بل ان موسكو سوف تستمر في تقديم الدعم لسوريا». كما أفاد عضو مشارك آخر في الوفد، أن الأسد قد أكد أن «أبواب الحوار مفتوحة للجميع إلا للمرتبطين بالمخططات الأجنبية المعادية لسوريا»، مركزا على أن « كل ما تتعرض له سوريا هدفه إبعاد السوريين عن عروبتهم التي طالما تمسكوا بها».

وأضاف المصدر نفسه، انه قد جرى لقاء بين عدد من أعضاء الوفد العربي مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم، حيث جرى التأكيد على أهمية اعتماد الحوار كإطار سليم لمعالجة الأزمة، ومنع التدخلات الخارجية في الشؤون السورية.

من جهتهم، عبر أعضاء الوفد عن «وقوفهم الكامل إلى جانب سوريا والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة، وفي النهاية حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني».

وضم وفد المبادرة الأمين العام للمؤتمر القومي العربي عبد القادر غوقة، والأمين العام السابق للمؤتمر خالد السفياني رئيس الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة، والأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية عبد العزيز السيد، عضو لجنة المتابعة للمؤتمر وعصام نعمان، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور وآخرين.

المراقبون

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«السفير» إن الجامعة العربية تميل في قسمها الأعظم نحو تمديد عمل بعثة مراقبين الجامعة العربية شهرا آخر، ونقلت المصادر عن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله في اتصال هاتفي امس الأول مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن الجامعة العربية أكثر ميلا الآن نحو التمديد لبعثة المراقبين شهرا آخر. وهو ما يتفق مع الموقف السوري الذي «لا يمانع التمديد للمراقبين فترة ثانية «وفقا لمصادر سورية، على أن لا تتضمن منحهم تفويضا إضافيا.

وذكر بيان للخارجية الروسية أن لافروف أكد خلال الاتصال الهاتفي مع العربي أهمية البدء بحوار سياسي يتصف بالاحترام المتبادل بين الحكومة والمعارضة في سوريا بمساعدة من الجامعة العربية لضمان السلم والوفاق الوطني وحل القضايا من السوريين أنفسهم بما يضمن مصالح جميع المواطنين السوريين. وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الجانب الروسي أكد أهمية مواصلة عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا.

وقالت مصادر في الجامعة العربية ان رئيس فريق المراقبين أحمد مصطفى الدابي سيعرض تقريره الاحد المقبل امام اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري التي ستدرسه قبل احالته على اجتماع وزراء الخارجية العرب.

من جهته، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا الى مجلس الامن الدولي بينما دعا نظيره الاسترالي كيفين راد الى احالة الرئيس السوري بشار الاسد الى القضاء الدولي. وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع راد في باريس «نلاحظ اليوم ان هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية». واضاف ان سوريا «لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية (مثل) سحب القوات الى الثكنات». وتابع قائلا ان فرنسا ترغب لذلك في ان يتم تسليم التقرير المنتظر للمراقبين الذي سيعرض على الجامعة العربية قريبا «الى مجلس الامن الدولي ليتمكن من مناقشته».

واستبعد جوبيه فكرة قطر إرسال قوات عربية إلى سوريا، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة «اوست – فرنسا». ورد جوبيه على سؤال يتعلق بما إذا كان إرسال قوات يشكل خيارا يجري درسه بالقول، «في الوضع الإقليمي الحالي، لا نعمل على مثل هذا السيناريو». ولم يعط جوبيه الأسباب التي تدفع فرنسا إلى تبني هذا الموقف، واكتفى بالإضافة، «في المقابل، نتحاور مع المعارضة السورية كي تقيم هيكلية لها وتنفتح على كل الاتجاهات».

الشقفة والأطلسي

وقال الشقفة في مقابلة مع وكالة «رويترز» إن «الشعب السوري مصمم. لن يعود أحد إلى منزله ما لم يرحل بشار». وأضاف «هناك تصميم والشعب سيصل إلى هدفه بمشيئة الله». ومضى يقول «على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف الصحيح. لا بد من أن يقوم بعزل كامل للنظام مثل أن يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام». وقال الشقفة إن جماعة «الاخوان» تؤيد تماما الاحتجاجات السلمية وتريد من القوات المعارضة أن تقتصر في عملياتها على الدفاع عن المتظاهرين السلميين.

وعندما سئل عن الطلب التالي الذي يجب على الجامعة العربية طلبه من الأمم المتحدة قال الشقفة إنه يريد فرض «منطقة حظر جوي ومناطق آمنة» لكنه رفض أن يصل ذلك إلى حد التدخل العسكري.

وقال الشقفة إن جماعة «الاخوان المسلمين» حثت «الجيش السوري الحر» على الدفاع عن نفسه وعن المحتجين فحسب. وأضاف «لا أنصح الجيش السوري الحر بشن أي هجمات.. غير ان الهجمات الدفاعية (هي المقبولة). لا نريد حربا ولا نريد مواجهة.» وأكد الشقفة أن جماعة الاخوان ترفض وساطة إيران قائلا إن على طهران أن تنأى بنفسها عن السلطات السورية رافضا أي اقتراح يتيح للأسد البقاء في السلطة. ومضى يقول «أرسلوا وسيطا تركيا لكننا رفضنا الحوار وقلنا للوسيط إننا لن نتحدث للإيرانيين ما لم يعدلوا موقفهم من النظام». وتابع قائلا «عرضوا (علينا) المشاركة في السلطة. أهم شيء هو أنهم أرادوا ضمانا لبقاء الأسد. بالنسبة لنا ليس مقبولا بقاء بشار في السلطة بعد كل هذه الجرائم».

واعلن الرئيس الجديد للجنة العسكرية للحلف الاطلسي الجنرال دانوا كنود بارتيلس ان الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا كما حصل في ليبيا في العام 2011. وقال الجنرال بارتيلس للصحافيين اثر اجتماع القادة العسكريين للدول الاعضاء الـ28 في الحلف في مقره ببروكسل «ليس هناك اي تخطيط حاليا ولا يوجد اي توجه بعملية محتملة للحلف الاطلسي في سوريا». وأضاف بارتيلس ان البلدان الاعضاء في «الحوار المتوسطي» مع الحلف عبرت خلال الاجتماع «عن قلقها بشأن التقلبات في المنطقة سواء في المغرب (العربي) او الشرق الاوسط». واضاف «لكن لم يتم على الاطلاق بحث تدخل عسكري».

على صعيد آخر، كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضتها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تقدر بأكثر من ملياري دولار اميركي منذ ايلول الماضي. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي «لقد تكبدنا اضرارا كبيرة من الآثار الناجمة عن عدم تصدير النفط والمشتقات النفطية» مشيرا الى ان «حجم ضرر فوات المنفعة والاضرار غير المباشرة خلال الفترة من الاول من ايلول الماضي ولغاية الآن يقدر باكثر من ملياري دولار اميركي». وأوضح علاو ان «الحظر النفطي نجم عنه تخفيض الانتاج بمقدار 150 الف برميل اي ما قيمته 15 مليون دولار يوميا» منذ تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا.

ميدانيات

ميدانيا، قتل 18 مدنيا في كافة انحاء البلاد بيد القوات الموالية للنظام بينهم اربعة ناشطين مطلوبين من النظام في ادلب بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى مقتل ثلاثة عسكريين منشقين. واعلنت المعارضة السورية ان جنودا منشقين قتلوا ضابطا برتبة عميد في اجهزة الاستخبارات «بعد رفضهم الانصياع لاوامر باطلاق النار على المدنيين» في حماه. وجاء في بيان للجان التنسيق المحلية في سوريا «قتل العميد في الامن العسكري عادل مصطفى على ايدي جنود رفضوا تنفيذ اوامره باطلاق النار على اهالي حي باب قبلي وقد سبق له الاشراف على العديد من عمليات القتل والاعتقال».

من جهته، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «وردت انباء من حماه عن مقتل ضابط في الاستخبارات برتبة عميد خلال اشتباكات مع مجموعات منشقة في المدينة»، مضيفا «كما قتل ضابط برتبة ملازم». وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ضابطا استشهد بنيران «مجموعة ارهابية مسلحة» في حي الجراجمة بمدينة حماه. وقالت الوكالة نقلا عن مراسلها ان «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران اسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة ما أدى الى استشهاد العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل».

واضافت «سانا» أنه «في داريا بريف دمشق أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى استشهاده». واوضحت ان «المجموعة الإرهابية كانت تستقل سيارة سياحية وقامت بإطلاق النار على الشهيد بوشناق أثناء خروجه من منزله».

وحافظت منطقة الزبداني على هدوئها أمس بسبب الوساطة التي يقوم بها وجهاء المدينة مع مجموعات كبيرة من المسلحين بهدف تسليم أسلحتهم مقابل عفو عام. وقالت مصادر إن هذه الوساطة ستستمر خلال الأيام المقبلة «على أمل ان تحقق غايتها في مصادرة السلاح المنتشر في المنطقة»، مشيرة الى أن قوى الجيش ما زالت على مداخل المدينة دون دخولها.

(«السفير»، أ ف ب،

رويترز، أ ب، أ ش ا)

21 قتيلا بينهم عميد في الجيش قتل بيد منشقين رفضوا اطلاق النار على مدنيين

سورية: علويون ينبذون ربط الطائفة بالنظام والمعارضة على حد سواء

نيقوسيا ـ القاهرة ـ وكالات: قتل 18 مدنيا في كافة انحاء سورية بيد قوات النظام بينهم اربعة ناشطين مطلوبين من النظام في ادلب (شمال غرب) بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اشار ايضا الى ان جنودا منشقين قتلوا ضابطا برتبة عميد في اجهزة الاستخبارات الخميس بعد رفضهم الانصياع لاوامر باطلاق النار على المدنيين في حماة وسط سورية، كما قتل اثنان من الجنود برتبة ملازم.

وجاء في بيان للجان التنسيق المحلية في سورية ‘قتل العميد في الامن العسكري عادل مصطفى على ايدي جنود رفضوا تنفيذ اوامره باطلاق النار على اهالي حي باب قبلي وقد سبق له الاشراف على العديد من عمليات القتل والاعتقال’.

وقال المرصد ‘قتل شاب متأثرا بجراح أصيب بها الخميس خلال إطلاق رصاص وقصف لمزارع بلدة رنكوس بريف دمشق، كما قتل مواطن في حي البياضة بحمص برصاص عشوائي ليرتفع إلى 18 عدد القتلى المدنيين الخميس الموثقين بالأسماء وظروف الاستشهاد لدى المرصد السوري لحقوق الإنسان’.

الى ذلك استنكرت مجموعة من السوريين العلويين في بيان محاولات النظام السوري ربط الطائفة العلوية به وسلوك اطراف من المعارضة الذي يضفي صفة طائفية على الحركة الاحتجاجية التي تعصف بالبلاد منذ منتصف اذار (مارس)، مؤكدين على وحدة الشعب السوري.

واستنكر الموقعون على البيان وبينهم صحافيون وكتاب ‘محاولة النظام من خلال الاعيبه الامنية والاعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصا والاقليات الدينية عموما به’.

كما دانوا بالسوية نفسها ‘سلوك وتصريحات اطراف معارضة تحاول اضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت ومازالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية’، معتبرين هذه الاطراف ‘الوجه الآخر للنظام القمعي’.

واكد الموقعون الذين اجبرتهم ‘الظروف والمسؤولية الوطنية على الاشارة مكرهين الى خلفياتنا الاجتماعية’ دعمهم لكافة مطالب ‘انتفاضة الحرية مرورا باسقاط النظام بكافة رموزه وانتهاء ببناء دولة مدنية ديموقراطية تحترم جميع مواطنيها’.

ودعوا ‘المواطنين السوريين العلويين وابناء الاقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي انهيار النظام الى المشاركة في اسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة’.

كما اكدوا على ‘وحدة الشعب السوري بكافه أطيافه الدينية والقومية والعمل على بناء دولة حرة ديمقراطية تحفظ حقوق مواطنيها بالتساوي وهذا يتم بداية باسقاط النظام الاستبدادي الحالي’.

وطالب الموقعون الجيش السوري ‘بالتوقف عن تنفيذ اوامر القتل ضد المتظاهرين السلميين’، مدينين ‘اعمال القمع الوحشية التي يقوم بها أزلام النظام ايا كانوا ولأي جماعة دينية أو قومية انتموا’.

ومن الموقعين على البيان الشاعرة ربا حسن والشاعرة والمدونة رشا عمران والكاتبة روزا ياسين حسن والممثلة لويز عبد الكريم علي والصحافيتان رولا الاسد وخولة دنيا والكاتبة سمر يزبك والصحافي يامن حسين والممثلة ايمان الجابر.

الناتو لا ينوي ولا يخطط للتدخل في سورية

بروكسل ـ اف ب: اعلن دانوا كنود بارتيلس الرئيس الجديد للجنة العسكرية لحلف الاطلسي الخميس ان الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سورية كما حصل في ليبيا في 2011، بخلاف ما ادلى به في الاونة الاخيرة مسؤول روسي رفيع المستوى.

وقال الجنرال بارتيلس للصحافيين اثر اجتماع القادة العسكريين للدول الاعضاء الـ28 في الحلف في مقره ببروكسل ‘ليس هناك اي تخطيط حاليا ولا يوجد اي توجه بعملية محتملة لحلف الاطلسي في سورية’.

وكان الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن والدول الاعضاء فيه اكدوا في الاشهر الاخيرة ان الحلف الاطلسي لا يعتزم شن عملية عسكرية في سورية، واشاروا الى ان الامر ‘مختلف جدا’ عن الوضع الذي كانت تشهده ليبيا ربيع 2011.

وقال الجنرال بارتيلس ان البلدان الاعضاء في ‘الحوار المتوسطي’ مع الحلف عبروا خلال الاجتماع ‘عن قلقهم بشأن التقلبات في المنطقة سواء في المغرب (العربي) او الشرق الاوسط’.

واضاف ‘لكن لم يتم على الاطلاق بحث تدخل عسكري’. والحوار المتوسطي هيئة اطلقها حلف الاطلسي في 1994 للتعاون مع سبع دول في المنطقة (مصر والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا والاردن واسرائيل) بهدف ‘المساهمة في استقرار’ الشرق الاوسط.

وكان مسؤول مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف اشار في 12 كانون الثاني (يناير) الى ‘معلومات عن تحرك الاعضاء في حلف الاطلسي ودول عربية في الخليج العربي وفقا للسيناريو الليبي لتحويل تدخلهم الحالي في الشؤون الداخلية السورية الى تدخل عسكري مباشر’.

والجنرال بارتيلس القائد السابق للجيش الدنماركي تولى بداية كانون الثاني (يناير) مهامه في رئاسة اللجنة العسكرية للحلف بدلا من الاميرال جيانباولو دي باولا الذي عين وزيرا للدفاع في الحكومة الايطالية الجديدة.

هيثم مناع: لن نبيع الجولان مقابل استقدام الناتو ولا بأي ثمن

القاهرة- (د ب أ): أكد هيثم مناع المعارض السوري البارز ورئيس ما يعرف بهيئة التنسيق الوطنية أنه يرفض أن يكون إرسال قوات عربية لسورية مقدمة أو محاولة توطئة للتدخل العسكري الغربي.

وشدد مناع في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة على أن “القوات العربية مرحب بها شريطة ألا تكون توطئة للتدخل العسكري الغربي من قبل مجلس الأمن أو أي حلف عسكري كحلف شمال الأطلسي (ناتو)”.

وتابع: “نطالب بقوات عربية خفيفة لا تتعدى عشرة آلاف جندي لتسهيل مهمة عمل المراقبين العرب على الأرض ليتمكنوا من الانتشار بكل موقع بسورية وليسمح للجميع بلقائهم والتحدث معهم بحرية، كما ستقوم تلك القوات بحماية المدنيين وفك الارتباط بين الأطراف المتنازعة خاصة بالمناطق الساخنة”.

ووصف مقترحات بعض أطياف المعارضة السورية باستقدام الناتو أو أي تدخل عسكري بالاقتراحات اليائسة والمسعورة، وقال: “هؤلاء(أصحاب هذه المقترحات) يريدون الوصول للسلطة ولو على دبابة أمريكية أو تركية..” معتبرا أن “من لديه ثقة أن الناس سوف تؤيده لا يحتاج لتدخل عسكري خارجي”.

وفي إشارة إلى أن الناتو يتحرك وفقا لمصالحه ، قال إن “”الناتو ليس جمعية خيرية وقد تدخل بليبيا من أجل النفط والآن يتردد أن صحراءها قد تحولت لقواعد عسكرية له ، وأنا أتساءل ماذا سيكون الثمن لدينا بسورية خاصة ونحن لا نملك النفط؟”.

وتساءل :”هل سنقبل باحتلالا وإقامة قواعد عسكرية أم كسر هيبة للأبد أم نبيع الجولان كما يقترح بعض أطياف المعارضة عبر تصريحاتهم التي أعلنوا فيها عدم نيتهم محاربة إسرائيل إذا ما وصلوا لسدة الحكم بدمشق أو أنهم سيقبلون التصالح مع إسرائيل دون مقابل وهو ما يعني أن هؤلاء وافقوا عمليا بيع الجولان حتى قبل أن يتسلموا السلطة، وأنا أرفض ذلك فلن نبيع الجولان مقابل استقدام الناتو ولن نبيع الجولان بأي ثمن”.

ودعا مناع إلى أن تكون القوات المقترح إرسالها لسورية من قبل دول لا تدافع عن النظام أو مشكوك بدورها وإنما “من دول لم تدخل في إطار المواجهة المفتوحة مع النظام كمصر والمغرب”.

وكان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اقترح إرسال قوات عربية إلى سورية، وهو ما رفضه النظام السوري وكذلك بعض فصائل المعارضة وفي مقدمتها المجلس الوطني السوري الذي طالب بإرسال الملف السوري لمجلس الأمن لقدرته على إصدار قرار حاسم يوقف سفك دماء السوريين. ومن المتوقع أن تقوم الجامعة العربية بمناقشة الاقتراح القطري خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد غد السبت.

وشدد مناع على رفضه أن تتحول الثورة السورية لساحة تصارع إقليمية مذهبية، وانتقد الإعلام الخليجي ورأى أنه “يجمل صورة التدخل التركي لأن الأخير إخوانجي. وهناك تحالف ما بين دول الخليج وتركيا على أساس الاشتراك سويا بالمذهب السني في مواجهة إيران الشيعية ، وأنا كسوري أقول ما دخلنا نحن بهؤلاء جميعا : أهم شيء عندي هو وحدة الثورة السورية”.

وأعرب هيثم مناع عن رفضه التدخل التركي محذرا من أنه إذا كان “الإسلاميون سعداء به فإن العلمانيين والأقليات السورية القومية والدينية ضده، فالأرمن مستعدون لقتاله وكذلك الكرد.. وبالأساس الشعب السوري لن ينسي 60 عاما من الصراع مع تركيا”.

وفي رده على تساؤل حول تقييمه لما يتردد عن احتمال وصول الإخوان لسدة الحكم بدمشق إذا ما سقط نظام الرئيس بشار الأسد انطلاقا من التأييد التركي وعدم الممانعة الأمريكية وتماشيا مع صعود التيار الإسلامي للسلطة بأغلب بلدان المنطقة، أكد أن هناك أطرافا في الإدارة الأمريكية وفي الغرب عموما وفي دوائر الحكم بتركيا تؤيد “حكما إسلاميا معتدلا في دمشق علي غرار النمط التركي” معتبرا أن الدليل على ذلك أنهم “يحاولون أن ينظفوا ويجملوا برنامج الإخوان ويحاولون أيضا أن يوفقوا بينهم وبين باقي الأحزاب”.

ونفى مناع أن يكون بسورية نظام طائفي كما هو الحال ببعض دول الجوار حيث لكل طائفة مؤسسات وجمعيات وجامعات، مشددا على أن الموجود بسورية هو “توظيف للمسائل الطائفية والمذهبية بشكل سياسي”.

وأوضح: “في كل الصراعات التي تمت بين الإخوان والنظام وقفت الأقليات بجوار الأخير لا حبا فيه ولكن لأن أطروحات الإخوان كانت متطرفة جدا تصل لدرجة تخيير بعض الطوائف كالعلوية ما بين النفي أو القتل أو التحول للمذهب السني”.

وأستنكر مناع اتهامات البعض له بأنه عميل للنظام السوري نتيجة لرفضه التدخل العسكري الغربي وكذلك أستنكر تصنيفه بالمعارضة المصطنعة التي تبرر وجود النظام ولا تطالب بإسقاطه ، مشددا بالقول :”نحن بالتأكيد ضد هذا النظام الحقير ومع سقوطه اليوم قبل غد ولكننا لم نفقد البوصلة بعد”.

وتابع :”عيب على الذين ليس لهم أدنى علاقة بالثورة والشهداء أن يتهموني في وطنيتي، هؤلاء ممن أسميهم فريق المعارضة مدفوعة الأجر الذين لا علاقة لهم بالثورة والشهداء سوى التكسب من وراء ترديد الترحم عليهم في الفضائيات بينما يعاني أهالي الشهداء العوز والفقر… لقد سقط من عائلتي 12 شهيدا واعتقل 156 ولا نزال ندافع عن الثورة وسنظل لأن هذا واجبنا”.

ولفت مناع إلى تراجع الحراك المطالب بالثورة في الشارع السوري مؤخرا، مرجعا ذلك للبعد عن الطريق والهدف الأساسي في سلمية الثورة حتى إسقاط النظام، وأوضح: “كثير من الناس لا ينزلون للمظاهرات الآن إلا بعد أن يعرفوا شعارها فهم لا يكترثون لقضية العلم جديد أم قديم أو قضية الجيش السوري الحر”.

وتابع :”الناس تريد الخلاص من الديكتاتورية ومرحلة انتقال هادئة ومستقرة ومؤسسات جديدة دون عسكرة كما حدث بالنموذج التونسي فلماذا نصر نحن على النموذج الليبي”.

وأوضح: “اليوم هناك أكثر من 16 نقطة ساخنة في عموم سورية لا يستطيع أحد الادعاء بالسيطرة عليها ويفتقد فيها المواطن البسيط أدني درجات الأمان، ورغم أن هذا المواطن في الغالب غير مؤيد للنظام ولا لغيره ممن يسمون الجيش السوري الحر فإنه لا ينجو من هجمات أي منهما ولا من الخطف من قبل الشبيحة مقابل فدية أو طلب إطلاق سجناء”.

وشكك مناع في الأعداد المنضوية للجيش السوري الحر وانتقد كذلك نوعية عملياته، وقال :”لقد قام ذلك الجيش بضرب مركز تابع للمخابرات في حرستا وفي الأسبوع التالي قامت السلطة بضرب مركزين لأمن الدولة بدمشق وألصقت التهمة به وصارت البلاد في فوضى وأصبح هناك مناطق لا يتظاهر بها أحد خشية حدوث انفجارات مماثلة .. ولو كانت عملية ضرب المركز إيجابية لما أعادت السلطة إنتاجها فالأخيرة لن تقلدك إلا إذا كان لديك عامل خاطئ وبالتالي يصب عملك في مصلحتها”.

وتابع :”تسليح الثورة خطأ استراتيجي لأن نظام بشار يملك مليون عسكري وبالتالي هو الأقوى عسكريا ، لكن الثورة أقوى سلميا والعالم كله تعاطف معها عندما أعلنت سلميتها ونبذها للطائفية ورفضها للتدخل الخارجي”.

وحذر مناع من أن سورية الآن تقف على مفترق طرق صعب ، وأحد الاحتمالات التي تواجهها هي خطر الحرب الأهلية ولا يوجد طريق لإسقاط طريق الحرب الأهلية والابتعاد عن الحرب الإقليمية وسقوط بشار إلا بالتمسك بسلمية الثورة ونبذ الطائفية وعدم الخوض في أي تفاوض مع السلطة.

ورأى أنه “بقدر ما تكون الثورة سلمية كلما اتسعت قاعدتها الشعبية ، كما ستقنع عددا كبيرا من الضباط الشرفاء بأن يغيروا كفة الميزان لصالحها لأن العسكري يتخندق في الجهة التي ينتمي إليها إذا كانت المواجهة عسكرية أما إذا كانت الثورة سلمية فالعسكري قد يتخلي عن الأوامر ويرفضها”.

قتيل وجرحى برصاص الأمن السوري في مظاهرات جمعة معتقلي الثورة

نيقوسيا- (أ ف ب): قتل متظاهر وجرح آخرون برصاص الأمن شرق سوريا التي شهدت تظاهرات في عدد من مناطقها بدعوة اطلقها ناشطون للتظاهر في (جمعة معتقلي الثورة) غداة انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب حسبما افاد ناشط حقوقي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن “مواطنا استشهد واصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل قوات السورية في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور” (شرق).

وقال ناشطون إن قوات الامن السورية جددت استخدامها للعنف لمواجهة التظاهرات جمعة (معتقلي الثورة)، غداة انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب التي يفترض أن تسلم تقريرها اليوم إلى الجامعة العربية.

ففي دير الزور (شرق)، افادت لجان التنسيق المحلية في بيان ان قوات الامن قامت “باطلاق النار والغاز المسيل للدموع” على متظاهرين و”اطلقت نيرانا كثيفة امام مسجد عثمان لفض اعتصام قام به الاهالي لاعادة فتح المسجد بعد ان اغلقته قوات الامن”.

كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اطلقت النار لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة اريحا في محافظة ادلب (شمال غرب) واطلقت النار من رشاشات متوسطة في مدينة انخل” التابعة لريف درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية.

وفي ريف دمشق، اكد المرصد ان “تظاهرة ضمت نحو 15 الف متظاهر خرجت من عدة مساجد في دوما وتجمعت في ساحة الجامع الكبير”. كما اشارت اللجان الى “انتشار امني مع مرافقة من مصفحات في الشوارع الاساسية وقرب المساجد الرئيسية في داريا (ريف دمشق)”.

وفي غرب البلاد، شهدت بانياس واللاذقية الساحليتان انتشارا امنيا كثيفا ومحاصرة لبعض مساجد هذه المدن “منعا لخروج مظاهرات”/ بحسب المرصد.

وفي هذه المنطقة ايضا، لفتت اللجان إلى “انتشار أمني كثيف في الأحياء المنتفضة في جبلة وتطويق ساحة الحرية ومسجد أبو بكر الصديق”.

وفي حماة (وسط)، اشارت اللجان الى “انتشار قناصة حول جامع عبدالرحمن بن عوف وانتشار امني في الشوارع المحيطة”.

وفي شمال غرب البلاد، خرجت مظاهرات حاشدة في معرة النعمان وبلدات وقرى اخرى بريف ادلب “تطالب باسقاط النظام والافراج عن المعتقلين” بحسب المرصد.

وفي محافظة حلب (شمال)، اضاف المرصد خرجت مظاهرات الان في بلدة حيان وقرية بزاعة كم كما خرجت مظاهرة في حي المرجة بمدينة حلب “تطالب باسقاط النظام والافراج عن المعتقلين”.

واطلق ناشطون مطالبون بالديمقراطية دعوات جديدة الى تظاهرات الجمعة تحت شعار (جمعة معتقلي الثورة).

وجاءت الدعوة للاحتجاجات في الوقت الذي ذكر فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سلطات الأمن السورية سلمت بعد منتصف ليل الخميس/ الجمعة جثامين ستة قتلى إلى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي بمحافظة إدلب، شمال سورية المتاخمة للحدود التركية.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الجمعة، أن تلك الجثامين تعود لأشخاص “فقدوا قبل يومين”.

ومن جهة أخرى، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس أن يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا إلى مجلس الامن الدولي بينما دعا نظيره الاسترالي احالة الرئيس السوري بشار الاسد إلى القضاء الدولي.

وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع كيفين راد في باريس “نلاحظ اليوم أن هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية”.

واضاف ان سوريا “لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية (مثل) سحب القوات الى الثكنات”.

وتابع ان فرنسا ترغب لذلك في ان يتم تسليم التقرير المنتظر للمراقبين الذي سيعرض على الجامعة العربية قريبا “الى مجلس الامن الدولي ليتمكن من مناقشته”.

واعلنت الولايات المتحدة انها تدعم هذا المطلب. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تدعم الطلب الفرنسي “ينبغي ان نعمل معا على طريقة استخدام نتائج هذه المهمة (…) في مجلس الامن بهدف التوصل الى قرار حازم”.

واضافت في تصريحها الصحافي اليومي “اننا على الموجة نفسها” مع فرنسا حول هذا الموضوع”. لكن “يتعين على الجامعة العربية (اولا) ان تضع تقريرها الخاص”، كما قالت.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الاسترالي كيفن راد إن “موقف استراليا هو ان الأسد يجب أن يرحل”، مؤكدا أن “ملفه يجب أن ينقل إلى المحكمة الجنائية الدولية نظرا للفظائع” في سوريا.

واضاف ان “فظائع ترتكب بينما نتحدث الآن”.

ساركوزي يؤكد أن فرنسا لن تسكت أمام الفضيحة السورية ويرى أن تدخلا عسكريا ضد إيران سيؤدي إلى الفوضى

باريس- (ا ف ب): أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة أن فرنسا “لن تسكت امام الفضيحة السورية” ولا يمكن أن تقبل “بالقمع الوحشي” للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الأسد الذي “يجر البلاد مباشرة إلى الفوضى”.

وقال ساركوزي خلال تقديم تهانيه إلى السفراء “لا يمكننا أن نقبل القمع الوحشي من قبل القادة السوريين ضد شعبهم”، مؤكدا انه “قمع سيؤدي بالبلاد مباشرة الى الفوضى وهذه الفوضى سيستفيد منها المتطرفون من كل الجهات”.

واضاف ان “سوريا للشعب السوري الذي يجب في نهاية المطاف أن يتمكن من اختيار قادته بحرية وأن يقرر مصيره”.

وتابع الرئيس الفرنسي ان “الجامعة العربية تقوم بعمل شجاع ويجب أن تواصله وبالتالي على مجلس الأمن الدولي أن يقدم اليها مساعدته”.

واضاف “لا نريد أن نتدخل في الشؤون السورية لكن لا أحد اكثر مني مد يده بصدق إلى بشار الأسد. لكن في لحظة ما على كل طرف أن يواجه الوقائع وفرنسا لن تسكت امام الفضيحة السورية”.

ومن جانب آخر، حذر الرئيس الفرنسي الجمعة من تدخل عسكري محتمل ضد إيران لوقف برنامجها النووي، معتبرا انه “سيؤدي إلى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط” والعالم.

وقال ساركوزي إن “تدخلا عسكريا لن يحل المشكلة بل قد يؤدي إلى الحرب والفوضى في الشرق الاوسط والعالم”، مؤكدا أن فرنسا ستفعل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري”.

واضاف “الوقت يحتسب، وفرنسا ستقوم بكل ما بوسعها لتجنب تدخل عسكري لكن هناك حلا وحيدا لتجنبه هو نظام عقوبات اقوى واكثر حزما يمر بوقف شراء النفط الايراني من قبل الجميع وتجميد ارصدة البنك المركزي الايراني”.

وتابع ان “هؤلاء الذين لا يريدون تعزيز العقوبات على نظام يقود بلاده الى كارثة مع امتلاك السلاح النووي، سيتحملون مسؤولية مخاطر اندلاع عمل عسكري” في اشارة الى روسيا والصين اللتين لا تزالان ترفضان فرض عقوبات اضافية ضد ايران في مجلس الامن.

واضاف الرئيس الفرنسي “قلت لاصدقائنا الصينيين وكذلك لاصدقائنا الروس: ساعدونا لضمان السلام في العالم ونحن كما هو واضح بحاجة اليكم”.

وقال إن “السلام يمر عبر عقوبات مشددة لتجنب خطر التصعيد الدموي هذا” مضيفا “هدفنا هو ان نكون إلى جانب الشعب الايراني. لكن من اجل تحقيق ذلك يجب ارغام قادته على التفاوض بجدية قبل ان يفوت الاوان”.

سوريا: المصرف المركزي يخطط لتعويم سعر صرف الليرة

قبيل تقديم رئيس بعثة المراقبين العرب الى سوريا، محمد احمد مصطفى الدابي، بعد غد، في القاهرة «تقريراً حاسماً» لمواصلة مهمته هناك، إضافة إلى أنباء عن خسارة الليرة السورية 51% من قيمتها في مقابل الدولار الأميركي، أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، أن بلاده تعمل على تعويم سعر صرف الليرة السورية الأسبوع المقبل. إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن فرنسا «لن تسكت أمام الفضيحة السورية، ولن تقبل القمع الوحشي للاحتجاجات من قبل النظام».

كشف حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، أن بلاده تخطط لإدخال تعويم موجّه لسعر صرف الليرة السورية الأسبوع المقبل.

ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، اليوم، عن ميالة قوله إن «سعر الصرف قفز الكثير من الخطوات خلال الأيام العشرة الماضية، ونحن الآن في فترة من السيطرة عليه، ونعرف أن المصارف لديها ما يكفي من النقد الأجنبي وتريد بيعه»، مشيرةً إلى أن «حاكم مصرف سوريا المركزي، رفض التعليق على وضع احتياطي المصرف من العملة الأجنبية»، مشدداً على أن «الإفراج عن هذه الأرقام من شأنه أن يوفّر أدوات للذين يسعون إلى تقويض الثقة في الليرة السورية».

وأكد ميالة أن الدولة السورية «لديها الموارد المطلوبة للتعامل مع البيئة الاقتصادية الحالية»، مضيفاً: «نعرف أن هذه الأزمة ستستمر فترة طويلة، لكننا مستعدون لمواجهتها، كما نعرف أيضاً أن العقوبات ستكون أليمة لكنها لن تقتل».

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تأتي وسط أزمة سياسية تعصف بالبلاد منذ نحو 10 أشهر، دفعت الليرة السورية إلى مستويات قياسية مقابل الدولار في السوق السوداء، حيث وصل سعره الآن إلى 70 ليرة سورية وإلى 57 ليرة سورية في تسعيرة المصرف المركزي، بعدما كان سعره نحو 47 ليرة سورية في بداية الأزمة السياسية.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، اليوم أن فرنسا «لن تسكت أمام الفضيحة السورية»، كما أنه لا يمكن أن تقبل «القمع الوحشي للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يجر البلاد مباشرة الى الفوضى».

وقال ساركوزي، خلال تقديم تهانيه الى السفراء، إنه «لا يمكننا أن نقبل القمع الوحشي من قبل القادة السوريين ضد شعبهم»، مؤكداً أنه «قمع سيؤدي بالبلاد مباشرة الى الفوضى، وهذه الفوضى سيستفيد منها المتطرفون من كل الجهات».

وأضاف ساكوزي إن «سوريا للشعب السوري، الذي يجب في نهاية المطاف ان يتمكن من اختيار قادته بحرية، وأن يقرر مصيره»، مشيراً إلى أن «الجامعة العربية تقوم بعمل شجاع، ويجب أن تواصله، وبالتالي على مجلس الأمن الدولي أن يقدم اليها مساعدته».

ولفت ساركوزي إلى أنه «لا نريد أن نتدخل في الشؤون السورية، لكن لا أحد اكثر مني مد يده بصدق الى بشار الأسد، لكن في لحظة ما على كل طرف أن يواجه الوقائع، وفرنسا لن تسكت امام الفضيحة السورية».

من جهة أخرى، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، اليوم، الجامعة العربية الى نشر تقرير مراقبيها في سوريا، وحث مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات على دمشق من أجل وقف العنف.

ورأت المنظمة، في رسالة مفتوحة وجهتها الى الجامعة العربية، ووزراء الخارجية العرب، أنّ «على الجامعة العربية أن تنشر علناً التقرير النهائي لبعثتها للمراقبين في سوريا بكامله»، داعيةً إلى «مطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات محددة الأهداف لوقف أعمال القتل المستمرة».

واستناداً إلى أرقام ناشطين سوريين، لفتت هيومن رايتس ووتش الى أن «506 مدنيين قتلوا واعتقل 490 آخرون منذ 26 كانون الأول/ديسمبر، موعد بدء المهمة الهادفة الى التحقق من احترام دمشق بروتوكولاً ينص على وقف العنف وسحب الدبابات من المدن، وحرية تنقل وسائل الإعلام الأجنبية»، إضافةً إلى أنه «على الجامعة العربية أن تعترف علناً بأن سوريا لم تحترم خطة الجامعة».

وتابعت المنظمة إنه «جرى المساس بصدقية المهمة منذ بدئها، بسبب نقص الشفافية والاستقلالية»، معبرة عن الأسف، وخصوصاً «لأن معايير اختيار المراقبين لم تكن متوافرة».

وذكرت المنظمة أنه «وحده تقويم شفاف لبعثة المراقبين يمكنه تحديد ما إذا سيكون على المراقبين البقاء في البلاد».

وفي رسالتها حثت «هيومن رايتس ووتش» الجامعة العربية على «العمل مع مجلس الأمن لفرض حظر اسلحة على سوريا، وعقوبات على الأفراد المسؤولين عن انتهاكات خطيرة، والمطالبة بإمكان وصول العاملين الإنسانيين والصحافيين الأجانب ومنظمات غير حكومية مستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان، بحرية الى البلاد».

(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

ما تريده دمشق من مبادرة الجامـعة العربيّة

بدأت آثار الاضطرابات في سوريا. تقنين للكهرباء ساعتين يومياً بعد نقص حاد في القدرات نتيجة الاعتداء على قطارات الوقود وأعمدة التيّار. تثقل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، لكن النظام مطمئن إلى التطورين السياسي والعسكري، ويتمسّك بشروطه حيال الجامعة العربية

نقولا ناصيف

يعود زوّار بارزون من العاصمة السورية، على أبواب اجتماع مجلس الجامعة العربية الأحد للبحث في تقرير بعثة المراقبين العرب بعد انقضاء الشهر الأول على مهمتهم، بمعطيات حدّدت فيها دمشق علاقتها بمبادرة الجامعة وتستند إلى ملاحظات، منها:

1 ــ سعي القيادة السورية إلى تأكيد تعاونها مع المبادرة، وتسهيل عمل المراقبين، وتوقعها في حصيلة اجتماع الأحد، الذي يسبقه غداً اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة الملف السوري، تمديد عمل المراقبين شهراً آخر على الأقل واحتمال زيادة عددهم.

تقول دمشق أيضاً إن قطر، عرّابة المبادرة العربية ما دامت على رأس الدورة الحالية للجامعة ورأس حربتها بغية ممارسة ضغوط قاسية على نظام الرئيس بشّار الأسد، لم تسدّد حتى الآن من مساهمتها في تمويل بعثة المراقبين سوى مليون دولار من أصل خمسة ملايين دولار هي مجمل حصتها، بينما لم تُسدّد الدول الأخرى المعنية بالمساهمة حصصها.

2 ــ تتمسّك دمشق ببروتوكول التعاون مع الجامعة، وترفض إدخال أي تعديلات عليه، وتقرن هذا التعاون بالأحكام الواردة في البروتوكول الذي وقّعته بعدما أدخلت بعض التعديلات عليه. يحملها هذا الجزم على رفض ما يُشاع عن إمكان السماح للمراقبين بدخول مقار ومنشآت عسكرية سورية لا يلحظه البروتوكول، ولا كذلك الخوض في مثل هذا التعديل، بل الإبقاء على حصر علاقة بعثة المراقبين بوزارة الخارجية السورية كإطار ديبلوماسي محض، لا جوانب أمنية فيه ولا اجتهاد في تفسير مهمة البعثة في هذا النطاق. لا دور تالياً للأجهزة والإدارات الأمنية والعسكرية السورية في مهمة المراقبين سوى تقديم بعض التسهيلات اللوجستية في الانتقال والتحرّك والمساعدة التقنية وتوفير المعلومات اللازمة المحدّدة.

3 ــ نظرت دمشق بريبة إلى بعض المراقبين العرب الذين حضروا إليها بأحكام مسبقة، وبعضهم بعناوين مَن يودّون للفور الاتصال بهم من المعارضين لتغليب وجهة نظرهم. وتعتقد بأن بين هؤلاء مَن هو منحاز سلفاً بعدما نقض رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي في 12 كانون الثاني شهادة أعلنها مراقب جزائري في حمص هو أنور مالك، ثبت بالنسبة إلى دابي عدم صحتها وكذب ادعاءاته.

4 ــ تتمسّك سوريا بأن يكون تقرير المراقبين خطياً بعدما كان هؤلاء قد رفعوا، قبل أسبوعين، تقريراً شفوياً استعاضوا به عن التقرير الخطي بناءً على طلب رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وتصرّ دمشق على التقرير الخطي الذي يُوثق الوقائع، وعلى تسليمها نسخة منه عملاً بأحكام بروتوكول التعاون من أجل إجلاء الحقائق.

5 ــ تشعر دمشق بالارتياح إلى مهمة المراقبين العرب التي طرحت، في العلن لأول مرة منذ اندلاع الاضطرابات، وجهة نظر كانت قد أنكرتها الجامعة العربية، ولا تزال تنكرها دول غربية أخرى تلحّ على الانتقال بملف سوريا إلى مجلس الأمن، هي وجود مسلحين في المقلب الآخر من الصراع مع القوات الحكومية ونظام الأسد، وأن النزاع الداخلي لا يقتصر على تظاهرات احتجاج سلمية فحسب. في مهمتهم وثّق المراقبون كل ما شاهدوه في مناطق انتشارهم، واعترفوا بوجود مسلحين ملثمين رأوهم يقاومون النظام ويخرّبون الاقتصاد والمنشآت، ويستهدفون عناصر الجيش والشرطة، ويمثلون بالجثث.

الواقع أنه لم يعد يسع النظام نكران أن مناطق أصبحت خارج سلطته العسكرية، نجح المسلحون في الاستيلاء عليها كبعض ضواحي حمص وريفها الذي يتصل بالأراضي اللبنانية في الشمال، وكذلك بعض ريف حماه وإدلب. أما منطقة الزبداني التي يسيطر عليها المسلحون أيضاً، فإن الجيش السوري يحاصرها تماماً ويمنع المسلحين من الاقتراب من الطريق الدولية التي تربط الزبداني بلبنان. وكان هؤلاء قد شنّوا هجمات على هذه الطريق قبل أن يهاجمهم الجيش.

إلا أن السلطات السورية تعترف بأن خط مضايا الذي يربط الزبداني بالبقاع اللبناني لا يزال يمثل المصدر الرئيسي، التاريخي وحاضراً، لتهريب السلاح والمسلحين إلى الداخل السوري. في معظم المناطق التي أطبق عليها المسلحون وطردوا الجيش منها، أقاموا دشماً وانتشروا في الشوارع.

6 ــ تتحدّث دمشق بتهكّم عن اقتراح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية إلى سوريا لإنهاء الأزمة، وتقرن رفضها القاطع للاقتراح إذ تعدّه تدخلاً في شؤونها بالتساؤل: من أين يؤتى بالقوات في مرحلة اضطراب، معظم الدول العربية فيها مشتعلة أو توشك على الاشتعال؟: لا من اليمن، ولا من تونس وليبيا، ولا من مصر والعراق، ولا من السعودية المشغولة بأمن اليمن والبحرين.

على أنها تجد في الاقتراح القطري محاولة ترمي إلى نعي مهمة بعثة المراقبين وتجميد أعمالها، بغية الانتقال بالملف السوري إلى مجلس الأمن. واستناداً إلى معطيات القيادة السورية، اقترحت قطر توجّه الشيخ حمد بن جاسم والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى مجلس الأمن لعرض الأزمة السورية، في حال استمرار تعذّر وضع المجلس يده على تلك الأزمة. إلا أن الاقتراح طُوي سريعاً عندما عرضت روسيا، في المقابل، حضور رئيس فريق المراقبين كي يدلي هو الآخر أمام مجلس الأمن بمشاهداته حيال ما يجري داخل سوريا، وإطلاعه على وجهة نظر متوازنة ومتكاملة الجوانب.

7 ــ تتوخى دمشق من استمرار موافقتها على المبادرة العربية والظهور بمظهر المتعاون وتجنب عرقلة تحرّك المراقبين، الرهان على تطوير مواقف بعض دول الجامعة التي بدأت تفصح عن اختلاف في الرأي بينها وبين قطر والسعودية، كمصر والسودان والجزائر وعُمان والعراق، تضع الأردن في الخانة نفسها في ضوء اتصالات مستمرة بين جهازي استخبارات البلدين وتدقيق المراقبة عند الحدود الأردنية ـــــ السورية.

يذهب التشكيك السوري في رغبة قطر في استمرار الإشراف على مبادرة الجامعة وممارسة مزيد من الضغوط على الأسد، إلى حدّ توقع تأجيل القمّة العربية في آذار، المقرّرة في بغداد، لتفادي تسليم رئاستها الدورية إلى العراق، ممّا يقلّل عندئذ من وطأة اندفاعها في هذا الملف. على أن الرئيس السوري أبلغ إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استعداده لحضور قمّة بغداد.

8 ــ بكثير من الاهتمام، تتواصل الاتصالات بين جهازي الاستخبارات المصرية والسورية في إشارة تعكس، إلى حد بعيد، مقاربة المجلس العسكري ما يجري في سوريا. بعض المعلومات المتداولة في دمشق في حصيلة تلك الاتصالات اعتقاد المجلس العسكري بأن النظام في سوريا يجب أن يبقى، إلا أن عليه المسارعة إلى إجراء إصلاحات دستورية وسياسية. وينظر إلى سقوط النظام السوري على أنه كارثة على المنطقة ستؤدي بدورها إلى سقوط 16 دولة عربية أخرى، تبعاً لكلام متداول في أروقة ديبلوماسية وأمنية في دمشق.

تتعامل القاهرة بحساسية مع ما تعدّه مشروعاً قطرياً ـــــ تركياً في المنطقة يدعم الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة، لا يقتصر على سوريا، بل يشمل مصر نفسها بغية إضعاف المجلس العسكري ودور الجيش وتوسيع حيّز الخلاف بينه وبين الإخوان لتمكينهم من التوغّل في السلطة. تبدو القاهرة أقل اتصالاً بالدوحة، ويحرص المجلس العسكري على التوصّل إلى تسوية مع الإخوان تجنّب مصر أزمات إضافية، لكن من دون تخلّيه عن دوره رقيباً على السلطة الجديدة المنبثقة من الانتخابات النيابية الأخيرة.

تفصح المعلومات المتداولة نفسها عن اعتقاد المجلس العسكري بأنه ربما كان على الرئيس السوري أن يبكّر في الحسم حيال الأزمة الداخلية في بلاده، وبأن المجلس العسكري مارس ضغوطاً على الأمين العام للجامعة العربية لتخفيف اندفاعه إلى جانب دور قطر في الجامعة، وخصوصاً أن القاهرة تدعم ما باتت تعارضه الدوحة وأنقرة، وهو استمرار المراقبين العرب في مهمتهم في سوريا.

الدابي يقترح تمديد مهمّة المراقبين العرب

انتهى تفويض بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا، ليل أمس، في وقت وصل فيه رئيس البعثة الفريق محمد الدابي الى القاهرة لتقديم تقريره حول تطورات الأوضاع في سوريا الى اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنيّة بسوريا التي تعقد صباح الأحد المقبل

تتجه الأنظار الى القاهرة اليوم، حيث يفترض أن يتسلم الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، تقرير فريق بعثة مراقبي الجامعة الذي يتضمن حصيلة شهر من عملهم في مختلف المناطق السورية. وفي وقت ينتظر فيه الغرب إشارة عربية من اجتماع القاهرة يوم الأحد المقبل لتصعيد الحملة الدبلوماسية ضد سوريا في مجلس الأمن، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن «الشعب السوري … قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية».

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية عن الرئيس الأسد قوله، لوفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح»، «إن دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل».

وقالت الوكالة إن أعضاء الوفد عبروا عن «وقوفهم الكامل إلى جانب سوريا والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له، والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة. وفي النهاية، حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني». وضم الوفد على نحو خاص ممثلين عن المؤتمر القومي العربي والملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة ومؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن.

وإلى القاهرة، وصل مساء أمس رئيس البعثة الفريق محمد الدابي، لتقديم تقريره حول تطورات الأوضاع في سوريا الى اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا التي تعقد صباح الأحد المقبل. وسيأتي هذا التقديم قبيل عرضه على المجلس الوزاري للجامعة العربية الذي سيعقد مساء اليوم ذاته.

وذكرت غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية بدمشق، في بيان، أن تقرير الدابي «يتضمن خلاصة عمل البعثة ومهمتها التي كلفت بموجب البروتوكول الموقّع ما بين الحكومة السورية القاضية بالتحقق من تنفيذ الحكومة السورية بنود خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية».

وفي حين لم ترشح معلومات عن مضمون التقرير، يسود خلاف بين وزراء الخارجية العرب حول الخطوة التالية التي يتعين اتخاذها في التعامل مع الاحتجاجات. وقال مصدر قريب من الجامعة العربية «إنهم في حيرة كبيرة … لقد نفدت خياراتهم».

وفي هذا الإطار، صرح نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي لوكالة الأنباء القطرية بأن تقرير البعثة «سيكون حاسماً». وقال بن حلي إن التقرير «سيكون محل تقويم»، مشيراً الى «صعوبات تتعلق بالمناطق الساخنة». وأكد أن التقرير «سيكون مرحلة هامة»، موضحاً أنه «في هذه المرحلة يجب أن نعرف هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها أم أنه لا بد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة».

إلا أن شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، كشفت أمس أن بعثة المراقبين العرب ستقترح على جامعة الدول العربية تمديد مهمتها في سوريا، مشيرة الى أن تقريرها سيذكر أن السلطات السورية تعاونت معها على نطاق واسع. ونقلت عن مصادر قولها إن المراقبين العرب «يعتقدون بأنهم نجحوا في إزالة الأسلحة الثقيلة من الشوارع لحماية المدنيين السوريين، وسيذكرون في تقريرهم أن السلطات السورية تعاونت على نطاق واسع، لكن أعمال العنف استمرت». ونسبت إلى مسؤول في الجامعة العربية، لم تكشف عن هويته، القول إن «مهمة المراقبين العرب يمكن أن تمدد شهراً آخر». وأشارت إلى أن المسؤول رفض الاقتراحات بأن المراقبين العرب غير فعّالين في الحد من العنف، وشدد على أن تمديد مهمتهم «من شأنه أن يساعد المعارضة أكثر من النظام».

ويريد بعض معارضي الرئيس الأسد أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراء، لكن المجلس منقسم أيضاً. فقد أعلنت روسيا أنها ستتعاون مع الصين لمنع أي خطوة للسماح بالتدخل العسكري. وقال محمد الشقفة، مراقب الإخوان المسلمين في سوريا، إن على قوى العالم زيادة الضغوط الدبلوماسية على الرئيس بشار الأسد، ودعا الى تطبيق حظر جوي وإقامة «مناطق آمنة» لمساعدة معارضي الرئيس السوري. وأضاف «على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف الصحيح. لا بد أن يقوم بعزل كامل للنظام مثل أن يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام».

في المقابل، علقت أحزاب «المجلس الوطني الكردي» السوري عضويتها في كل أطر المعارضة السورية. وقال عضو المكتب السياسي لحزب «يكيتي» الكردي المعارض في سوريا فؤاد عليكو لصحيفة «الوطن» إن تعليق العضوية جاء على خلفية عدم التوصل حتى الآن إلى تفاهم مع الكتل المعارضة بشأن الحصول على «اعتراف دستوري بوجود الشعب الكردي كقومية أصيلة في البلاد».

بدوره، أعلن سكرتير الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، عبد الحكيم بشار، إثر لقائه وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، ألستير بيرت، أن المجلس الوطني الكردي في سوريا، الذي يترأسه حالياً، يدرس إمكانية إقامة شراكة مع المجلس الوطني السوري المعارض.

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية أنها تعمل على قرار «قوي» ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي، لكن روسيا، الحليف التقليدي لدمشق، أكدت مجدداً أنها لن تدعم «أي عقوبة» وستجمد أي قرار ضد النظام.

من جهته، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا الى مجلس الأمن الدولي. وقال جوبيه «نلاحظ اليوم أن هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية».

وأعلن دانوا كنود بارتيلس، الرئيس الجديد للجنة العسكرية للحلف الأطلسي، أن الحلف لا ينوي ولا يحضّر للتدخل عسكرياً في سوريا كما حصل في ليبيا في 2011، بخلاف ما أدلى به في الآونة الأخيرة مسؤول روسي رفيع المستوى.

ميدانياً، أعلنت «لجان التنسيق المحلية» أن 26 شخصاً قتلوا أمس في كل أنحاء البلاد، بينهم أربعة ناشطين مطلوبين من النظام في إدلب. وأعلنت المعارضة السورية أن جنوداً منشقين قتلوا العميد في الأمن العسكري عادل مصطفى «بعد رفضهم الانصياع لأوامر بإطلاق النار على المدنيين» في حماه.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ضابطاً استشهد بنيران «مجموعة إرهابية مسلحة» في حي الجراجمة بمدينة حماه. وقالت الوكالة نقلاً عن مراسلها إن «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة، ما أدى الى استشهاد العميد عادل مصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل». وأضافت سانا «وفي داريا بريف دمشق، أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة، ما أدى إلى استشهاده». وأوضحت أن «المجموعة الإرهابية كانت تستقل سيارة سياحية، وأطلقت النار على الشهيد بوشناق أثناء خروجه من منزله».

كذلك نقلت «يونايتد برس أنترناشونال» عن مصدر سوري مطّلع أن «سيارة، تعود ملكيّتها لأحد عناصر الأمن، انفجرت لدى فتحه بابها في حي الميدان قرب جامع الزبير، ما أدى الى بتر ساقيه». وأضاف إن «انفجار السيارة لدى فتح بابها يشير الى أنها فخّخت في وقت سابق».

(الأخبار، سانا، كونا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

قتيل وجرحى في مظاهرات “جمعة معتقلي الثورة” في سوريا

أ. ف. ب.

نيقوسيا:  قتل متظاهر وجرح اخرون برصاص الامن شرق سوريا التي شهدت تظاهرات في عدد من مناطقها بدعوة اطلقها ناشطون للتظاهر في “جمعة معتقلي الثورة” غداة انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب حسبما افاد ناشط حقوقي.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مواطنا استشهد واصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل قوات السورية في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور” (شرق).

وقال ناشطون ان قوات الامن السورية جددت استخدامها للعنف لمواجهة التظاهرات جمعة “معتقلي الثورة”، غداة انتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب التي يفترض ان تسلم تقريرها اليوم الى الجامعة العربية.

ففي دير الزور (شرق)، افادت لجان التنسيق المحلية في بيان ان قوات الامن قامت “باطلاق النار والغاز المسيل للدموع” على متظاهرين و”اطلقت نيرانا كثيفة امام مسجد عثمان لفض اعتصام قام به الاهالي لاعادة فتح المسجد بعد ان اغلقته قوات الامن”.

كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اطلقت النار لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة اريحا في محافظة ادلب (شمال غرب) واطلقت النار من رشاشات متوسطة في مدينة انخل” التابعة لريف درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية.

وفي ريف دمشق، اكد المرصد ان “تظاهرة ضمت نحو 15 الف متظاهر خرجت من عدة مساجد في دوما وتجمعت في ساحة الجامع الكبير”.

كما اشارت اللجان الى “انتشار امني مع مرافقة من مصفحات في الشوارع الاساسية وقرب المساجد الرئيسية في داريا (ريف دمشق)”.

وفي غرب البلاد، شهدت بانياس واللاذقية الساحليتان انتشارا امنيا كثيفا ومحاصرة لبعض مساجد هذه المدن “منعا لخروج مظاهرات”/ بحسب المرصد.

وفي هذه المنطقة ايضا، لفتت اللجان الى “انتشار امني كثيف في الأحياء المنتفضة في جبلة وتطويق ساحة الحرية ومسجد أبو بكر الصديق”.

وفي حماة (وسط)، اشارت اللجان الى “انتشار قناصة حول جامع عبدالرحمن بن عوف وانتشار امني في الشوارع المحيطة”.

وفي شمال غرب البلاد، خرجت مظاهرات حاشدة في معرة النعمان وبلدات وقرى اخرى بريف ادلب “تطالب باسقاط النظام والافراج عن المعتقلين” بحسب المرصد.

وفي محافظة حلب (شمال)، اضاف المرصد خرجت مظاهرات الان في بلدة حيان وقرية بزاعة كم كما خرجت مظاهرة في حي المرجة بمدينة حلب “تطالب باسقاط النظام والافراج عن المعتقلين”.

واطلق ناشطون مطالبون بالديموقراطية دعوات جديدة الى تظاهرات اليوم الجمعة تحت شعار “جمعة معتقلي الثورة”.

المعارضة السورية: سنعرض تقريرا موازيا لمراقبين عرب «لا يخفي شيئا»

باريس تطالب بتسليم تقرير المراقبين للأمم المتحدة * 60 ألف معتقل * نشطاء: اشتباكات في حماه واغتيال مسؤول أمني وإغلاق حمص

جريدة الشرق الاوسط

لندن: نادية التركي ـ القاهرة: سوسن أبو حسين بيروت: ليال أبو رحال

وسط حالة ترقب للتقرير الذي ستقدمه بعثة مراقبي الجامعة العربية لسوريا إلى الجامعة، الذي وصف بأنه حاسم، طلب وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أمس، أن يتم تسليم التقرير إلى مجلس الأمن الدولي، بينما دعا نظيره الأسترالي، كيفين راد، في مؤتمر صحافي مشترك في باريس، إلى إحالة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القضاء الدولي.

من جانبه قال الدكتور أحمد رمضان مدير المكتب الإعلامي بالمجلس الوطني السوري والذي يمثل أكبر تكتل للمعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس سيتسلم تقريرا من طرف عدد من المراقبين موازيا لتقرير بعثة المراقبين للجامعة العربية، وإنه سيتم عرضه في مؤتمر صحافي بالقاهرة مباشرة بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد. وهذا حتى (لا يقوم أحد بإخفاء أي شيء)».

وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن وفد الجامعة وصل إلى القاهرة، مساء أمس، من دمشق، من دون الفريق محمد أحمد مصطفي الدابي، رئيس البعثة، الذي أرجأ عودته إلى اليوم، لإعداد تقريره النهائي.

من جانبها دعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة معتقلي الثورة»، ووفق ناشطين سوريين، فإن «أكثر من مائة ألف سوري اعتقلوا منذ بدء التحركات الشعبية في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، فيما لا يزال نحو 60 ألف سوري قيد الاعتقال».

وكانت معظم المحافظات السورية شهدت أمس خروج مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، وشهدت مدينة حماه والقرى التابعة لها مواجهات عنيفة أمس بين الجيش السوري النظامي وعناصر من «الجيش السوري الحر»، الذين أعاقوا محاولات اقتحام المدينة في أكثر من حين خصوصا في الحميدية.

وأدى مقتل نائب رئيس فرع الأمن العسكري في حماه العميد مصطفى عادل مصطفى ومرافقه الملازم أول جمعة خالد النمر إلى «حركة نزوح كثيفة من أحياء الحميدية وباب قبلي والقصور وسط توقعات بقصف حماه بالمدفعية». ولا يستبعد الناشطون تجدد الهجوم على الزبداني في أي وقت. وقالت مصادر محلية إن حمص أغلقت بالكامل يوم أمس ومنع الدخول والخروج منها، استعدادا لعملية عسكرية كبيرة هناك.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن شعب سوريا واعٍ لـ«المخططات» التي تدبر ضد بلاده و«قادر على تجاوز الظروف الراهنة».

أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري: بقاء الجيش إلى جانب النظام خطأ فادح

عبد الحكيم بشار لـ «الشرق الأوسط» : الأسد يحاول تحريك جميع المكونات السورية من أجل إظهار أنها حرب طائفية

جريدة الشرق الاوسط

لندن: نادية التركي

قال الدكتور عبد الحكيم بشار الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني بسوريا إن نظام الأسد يتحمل مسؤولية الانشقاقات في الجيش. وأكد أن هناك انشقاقات كبيرة، وأن النظام يريد إعادة هؤلاء إلى أجندته. وأوضح أن المنشقين من الجيش لا يبحثون عن العفو بل عن تغيير النظام الذي زج بهم في قضية لا تخصهم، مؤكدا أن الانشقاقات ستستمر وأن بقاء الجيش إلى جانب النظام خطأ فادح ونرى أنه يجب أن يتجنب الصراع كما في تونس ومصر حيث كانت الثورات أكثر سلمية.

وحول كيفية عملهم مع المعارضة، قال بشار لـ«الشرق الأوسط»: «هناك طرفان كبيران هما هيئة التنسيق والمجلس الوطني وأنهم يعتبرون المجلس الوطني أكثر شعبية ولكن هناك خلافات في قضايا عامة أهمها أننا مع سلمية الثورة. وأخرى تخص الشعب الكردي. نحن نؤمن أن حقوقنا مشروعة ونتمنى أن يتخلص المجلس الوطني من نظرته الاستعلائية عند التعامل معنا، نحن نشعر أنهم لا يعاملوننا بندية، لكن رغم ذلك هناك تطور ملموس وتواصل بيننا وصار تقارب وجهات نظر، وسوف نعرض وجهاتنا وسنقرر الخط، وعموما الأجواء إيجابية».

وأضاف أن «المجلس وفي مبادئه المعلنة يقدم شعار (رفع الغبن عن الأكراد) ، لكننا طالبنا تحديدا بإلغاء جميع السياسات الشوفينية، وعندما نسألهم في المجلس عن رؤيتهم للحل حول قضيتنا، لا يقدمون جوابا واضحا، ونحن نكرر أن النموذج الأردوغاني مرفوض، فلا نريد فتح مدارس خاصة بنا، وجميع أنواع الفصل. نحن نريد العيش ضمن سيادة سوريا وعلى أرضها».

وحول عمل المعارضة قال: «لا يزال خطاب المعارضة السورية غير ناضج لذا تتمركز جغرافيا الثورة في أماكن عرب السنة فقط والأكراد، أما البقية فغير ناشطين لأن النظام زرع فيهم أن بديل النظام إسلام متشدد؛ لذا نرى أنه على المعارضة توضيح خطابها السياسي ليشمل جميع مكونات الشعب السوري. فيجب أن يطمئن الجميع».

وقال بشار إن سوريا ستشهد إراقة الكثير من الدماء في المستقبل وانهيارا اقتصاديا، كما أنه يرى إمكانية حرب طائفية محدودة بين السنة والعلويين الذين يوهمهم النظام بأن في زواله زوالهم، وخلق فيهم الخوف من البديل.

كما تحدث بشار لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في لندن على هامش زيارة يقوم بها للمملكة بدعوة من وزارة خارجيتها، عن أنه من أهم مطالب حزبه دولة علمانية وليس دولة مدنية لأن «المدنية» قابلة للتأويل، لكن العلمانية تعطي الحق لأي مواطن سوري لفصل الدين عن الدولة مع رفض كل العقائد الشمولية.

وأيضا قال الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردي إن عمل حزبه يدعو بالأساس إلى «تغيير النظام الاستبدادي الشمولي ببنيته الفكرية والسياسية والآيديولوجية، وتفكيك الدولة الأمنية وبناء دولة تعددية ورفض عودة الاستبداد. من أجل نظام ديمقراطي حقيقي».

وأكد: «نحن ندعو للاعتراف الدستوري بنا، وإلغاء جميع السياسات الشوفينية، والحق في تقرير المصير في إطار وحدة سوريا أرضا وشعبا».

لأن سوريا تشكلت في «سايكس بيكو» لكن توافق الشعب العربي والكردي: «نريد إلغاء العقد القسري وبناء شراكة حقيقة. وإعادة بناء سوريا من جديد».

وقال عبد الحكيم بشار إن «نظام الأسد منذ البداية حاول أن يقسم المجتمع إلى كنتونات بحيث يعزل كل مكون عن الآخر، وزرع الخوف في مختلف مكوناته، وفي الوقت الحالي يحاول تحريك جميع المكونات السورية من أجل إظهار أنها حرب طائفية». وعن حوارهم مع النظام في سوريا قال الأمين العام إنه «طلب اللقاء معنا في أول شهرين من انطلاق الثورة لكننا رفضنا لقاءه وإلى الآن نرفض، كما أننا لم نشارك في الحوار الوطني الذي دعا له ونظمته الحكومة السورية على خروج الاحتجاجات».

وأضاف: «نحن جزء من المعارضة ومستقبلنا مرتبط بالشعب والمعارضة ومثلها نقول إن التحاور ممكن في حالة لو حصل على أساس تحقيق الانتقال السلمي للسلطة».

وحول رأيه حول الدعوات التي تطالب بتدخل أجنبي قال: «كحركة نطمح إلى حل وطني إلى ما تمر به سوريا نحو سوريا الجديدة التي تخضع لنظام يضمن التعددية بأجندة وطنية، لكن إذا فشلت الحلول الداخلية يجب أن تقرر المعارضة آليات تدخل أجنبي والذي نرى أنه وإن وقع سيؤدي إلى حرب إقليمية».

كما قال بشار إنهم يحرصون على التحاور مع مختلف أطياف المعارضة: «لأننا نمثل القومية الثانية استمعوا لنا، في الخلافات نلعب دور الحل وليس الخلاف».

وفيما يخص علاقتهم بأكراد العراق أوضح أن «ما يحصل في سوريا يهم كل المنطقة وستنعكس الأوضاع بالتأكيد على لبنان، والجوار العراقي مهتم بسوريا لأن مصالحنا مشتركة، كما أن رئيس الإقليم مسعود البرزاني يدعمنا سياسيا وهناك مشروع لدعم إعلامي وإذا احتجنا إلى دعم مادي سيدعمنا، وحاليا نعتمد ماديا على أنفسنا».

وعن علاقتهم بأكراد تركيا قال: «ليس هناك أي تنسيق أو تعاون بيننا وبين أكراد تركيا»، مبينا أنه إذا ما حصل تغير في وضع الأكراد في سوريا، فستضطر تركيا إلى البحث عن حل وهذا ما تخشاه، هي تدعم المعارضة باتجاه تغيير النظام مع عدم حصول الأكراد على حقوقهم بشكل دستوري، وإذا قام في سوريا نظام غير موال لها ستتعرض لأضرار اقتصادية كبيرة، وشرح: «لهذا نلحظ تخبطا في مواقفها».

وعن إمكانية أن يضحي بهم المجلس الوطني من أجل ضمان الدعم التركي قال عبد الحكيم بشار إنه «من الممكن أن يكون هناك تنسيق مع الموالين لتركيا وأن لا يتم الإقرار بحقوق الكرد الدستورية». وأضاف: «في السياسة كل شيء وارد لذلك طالبوا بتأجيل جميع الملفات الخاصة بنا». وعن عمل الأكراد وتنظيمه سياسيا في سوريا قال بشار: «قبل بداية الثورة كان هناك تحالف بين مجموع الأحزاب الكردية وحزبنا؛ الحزب الديمقراطي في سوريا، حزب المساواة، الحزب الوطني الديمقراطي، والحزب الكردي السوري».

وأضاف: «كنا في تحالف لكن بعد الثورة رأينا ضرورة تطوير الوضع ومشاركة الشعب في القرار السياسي الكردي، وأنه يجب حشد كل الطاقات خاصة الشباب ومختلف الفعاليات النسائية والمهنية لذلك تم تأسيس المجلس الوطني الكردي في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 في مدينة قامشلي وشارك فيه العشرة أحزاب الكردية الرئيسية عبر مائة مندوب ومشاركة 156 شخصية مستقلة، وانتظمت للمناسبة فعاليات شبابية ونسائية. وتم انتخاب هيئتين أساسيتين، هما التنفيذية المكونة من 45 عضوا منهم 20 عضو للأحزاب و25 شخصية مستقلة، ومن بينهم 6 شباب وامرأتان، وكذلك هيئة مكتب الأمانة العامة الذي ضم 22 عضوا ممثلين عن 11 حزبا. و11 شخصا مستقلا ممثلو التنسيقيات الكردية واثنان ممثلا النساء.

ومن أهم القرارات التي اتخذها المؤتمر أن يكون التحالف جزءا من المعارضة وأن الشعب الكردي وشبابه جزء من الثورة السورية، وأكد شريف أن الوضع السوري يتطلب اللامركزية السياسية بحكم التعدد ضمن سوريا الموحدة ومن أجل تجنب أية احتقانات.

المعارضة السورية تدعو إلى التظاهر اليوم في جمعة «معتقلي الثورة» وحديث عن 60 ألف معتقل

«الجيش الحر» يتصدى للجيش النظامي على أبواب حماه.. واغتيال مسؤول أمني هناك

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

دعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم تحت عنوان «جمعة معتقلي الثورة»، بعد أن حصدت هذه التسمية القسم الأكبر من الأصوات على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فيس بوك»، حيث تطرح في كل أسبوع مجموعة من التسميات في شكل استفتاء، ويتم اعتماد التسمية التي تنال القدر الأكبر من الأصوات.

وكانت أولى المظاهرات التي دعت إليها صفحة «الثورة السورية» بالتنسيق مع أهالي معتقلين سياسيين في 16 مارس (آذار) الماضي أمام وزارة الداخلية، مخصصة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، لتكرّ منذ ذلك الحين سبحة مظاهرات يوم الجمعة الأسبوعية.

ووفق ناشطين سوريين، فإن «أكثر من مائة ألف سوري خاضوا تجربة الاعتقال منذ بدء التحركات الشعبية في منتصف شهر مارس الماضي، فيما لا يزال نحو 60 ألف سوري قيد الاعتقال». ووفق شهادات ناشطين، فإن ثكنات عسكرية ومدارس ومعاهد تحولت إلى سجون، في ظل ظروف اعتقال مأساوية.

وقالت لينا الطيبي، عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «مع كل صباح تستيقظ أكثر من عائلة في مختلف مناطق سوريا على تسليم جثة شهيد قضى تحت التعذيب في المعتقل»، معتبرة أن «ما يحدث في المعتقلات السورية لا يحدث في بقية أنحاء العالم، فالمعتقل السوري هو مشروع شهيد، وشهادته أكثر قسوة من شهيد الرصاصة، إذ إنه يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو تحت أعتى أنواع التعذيب الهمجي واللإنساني».

وسألت: «من منا يستطيع أن ينزع من ذاكرته صورة عفاف، الطفلة الرضيعة ذات الأربعة أشهر، التي عذبت حتى الموت تحت مرأى والديها المعتقلين لدفعهما ربما إلى الاعتراف؟ وكيف بوسع أحدنا أن ينسى صورة حمزة الخطيب وتامر الشرعي اللذين اخترق جسديهما المثقاب».

وأوضحت أن «كل هذا يحتم علينا أن نصرخ في وجه العالم كله ونذكره في كل لحظة بمعتقلينا الذين هم مشاريع شهداء أو مغتصبين ومغتصبات أو مصابين بعاهات مستديمة وعلى أقل تقدير لو ظلوا أحياء جسديا فإنهم يقتلونهم نفسيا». ولفتت إلى «أننا منذ بدء الثورة السورية ونحن نصرخ مطالبين بالمعتقلين الذين يتزايدون كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، وسنصرخ حتى نحرر سوريا كلها، لأن المعتقل هو رمز لسوريا المعتقلة منذ أكثر من أربعين سنة». وفيما كانت قوات الجيش السوري النظامي تنسحب من مدينة الزبداني، بموجب اتفاق مع «الجيش الحر»، توترت الأوضاع الأمنية في مدينة حماه، التي شهدت انفجارات وإطلاق نار في عدة أحياء منها، وقال ناشطون إن اشتباكات حصلت هناك بين «الجيش الحر» والجيش النظامي، قبل ظهر أمس بساعات، في الوقت الذي قامت فيه السلطات السورية بإغلاق مداخل مدينة حمص ومنع الدخول إليها والخروج منها، في ظل توقعات باقتحام قوات الجيش النظامي لحيي جورة الشياح والخالدية.

وفي حصيلة أولية سقط نهار أمس نحو 18 قتيلا في سوريا، بحسب مصادر حقوقية في دمشق، أغلبهم في محافظة إدلب وحماه.

وخرجت مظاهرة حاشدة في حماه هناك لاستقبال المراقبين العرب الذين حاولوا الوصل إلى الحي للاطلاع على آثار القصف هناك.

وقال ناشطون إن «الجيش الحر» تمكن من اغتيال نائب رئيس فرع الأمن العسكري العميد عادل مصطفى ومساعده الملازم أول جمعة النمر، أثناء وجودهما في حي باب قبلي، ويعد العميد مصطفى أحد أهم المشرفين على العمليات الأمنية والاعتقالات والتصفيات في مدينة حماه.

وقامت السلطات السورية بإغلاق كافة الطرقات في مدينة حماه ومنعت حركة الدخول والخروج، عند كل المداخل، مع نصب حواجز للأمن والجيش لتفتيش السيارات، وتم إغلاق كافة المداخل ما عدا جسر المزارب الذاهب إلى محافظة حلب.

وفي مدينة داعل في محافظة درعا، أفاد ناشطون بأن عنصرا منشقا قتل وأصيب آخران في اشتباك مع حاجز للجيش قتل فيه أيضا ضابط في الجيش.

وفي حلب، قال ناشطون إن مظاهرة طلابية خرجت في المدينة الجامعية، تمت مهاجمتها من قبل قوات الأمن التي اقتحمت مبنى الجامعة وهاجمت الطلاب واعتدت عليهم بالضرب الوحشي، وفق ما ذكرته الهيئة العامة للثورة السورية. وفي ريف دمشق، سمع بعد ظهر أمس دوي عدة انفجارات وإطلاق نار كثيف بعد ظهر أمس في منطقة رنكوس القريبة من الزبداني، وقالت مصادر محلية إن الشاب زهير عبد الجليل قتل هناك «نتيجة لقصف تعرضت له مزارع رنكوس»، كما تم «قصف أحد المنازل في منطقة المزارع وبداخله أسرة مكونة من أم وأطفالها».

وحول تطورات الأوضاع في الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان (30 كم غرب دمشق) يسود الحذر هناك، وسط توقعات بمحاولة قوات النظام مجددا اقتحام مدينة الزبداني، في ظل تسرب معلومات عن محاولات سورية للضغط على الجانب اللبناني لإدخال آليات عسكرية من الأراضي اللبنانية لإطباق الحصار على قوات «الجيش الحر» في الزبداني.

وانسحبت عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني ليل أول من أمس (الأربعاء) إلى ثكناتها على بعد 8 كيلومترات، وأن الأغذية والإمدادات الأساسية بدأت تصل إلى المدينة.

ولا يستبعد الناشطون تجدد الهجوم على الزبداني في أي وقت، وأن انسحاب القوات النظامية يهدف لحشد أكبر للقوات والآليات في عملية كرّ وفر.

وفي محافظة ريف دمشق، تعرضت مدينا دوما أمس لحملة مداهمات أمنية في شارع الجلاء وتفرعاته عند مشفى اليمان وباتجاه جامع حوى بحثا عن مطلوبين.

وفي مدينة حمص، قالت مصادر محلية إن حمص أغلقت بالكامل أمس ومنع الدخول والخروج منها، استعدادا لعملية عسكرية كبيرة هناك، وتوقع الأهالي أن تتركز الحملة على حيي جورة الشياح والخالدية، بحسب ما يرونه على الأرض من نصب لحواجز جديدة ونشر للقناصة في محيط هذين الحيين، وبث ناشطون مقاطع فيديو قيل إنها التقطت في حي باب هود، وتظهر عددا من السكان يحاولون إنقاذ مدني من تحت أنقاض منزل، أصيب بقذيفة «هاون» أطلقها الجيش السوري المتمركز في قلعة سباع في وسط المدينة.

من جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن شعب سوريا واعٍ لـ«المخططات» التي تدبر ضد بلاده و«قادر على تجاوز الظروف الراهنة» في سوريا التي تشهد موجة احتجاجات منذ عشرة أشهر، بحسب ما أفاد مصدر رسمي.

وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الأسد أكد خلال لقاء وفد «المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح» أن «الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه قادر على تجاوز الظروف الراهنة».

نشطاء: تراجع قوات الأسد في الزبداني نقطة تحول قد تجبره على تسوية

ضعف الأمل في التدخل الخارجي يدفع المعارضة إلى الاتجاه لاستخدام السلاح ضد النظام

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليز سلاي*

تعد الإشارات المتزايدة على أن المجتمع الدولي الذي يعاني من انقسامات عميقة عاجز أو غير مستعد لوقف العنف في سوريا بمثابة الوقود المحفز لثورة مسلحة تهدد بانزلاق الدولة في سوريا، بل وربما المنطقة بأسرها، إلى حرب واسعة النطاق.

وتجلى تسارع انحدار سوريا نحو حرب شاملة يوم الأربعاء بعد أن قالت المعارضة إن القوات الحكومية السورية قد أجبرت على قبول وقف إطلاق النار بالتفاوض مع ضباط من صفوف الثوار في مدينة الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية.

عرف ضباط من صفوف الثوار أنفسهم بأنهم ضباط في الجيش السوري الحر وقال ناشط من الزبداني إن الجنود الموالين للنظام تقهقروا ظهيرة يوم الأربعاء، بعد خمسة أيام من شنهم هجوما عنيفا لقمع المعارضة في الزبداني. ويعتبر المنتجع الجبلي الذي يقع على بعد 20 ميلا شمال دمشق واحدا من عشرات المواقع الأخرى في سوريا التي تقول المعارضة إنها خرجت عن نطاق سيطرة الحكومة السورية في الأسابيع الأخيرة. وقال شهود إن القوات الحكومية يبدو أنها تتجه نحو مدينة أخرى من المدن المضطربة خارج العاصمة. لقد شهدت هجمات قوات الأمن في دمشق تقلبات على مدار الانتفاضة الممتدة منذ 10 أشهر، وأقر الثوار بأن قوات الأمن ربما تكون فقط في حالة إعادة تعبئة قبل العودة بتعزيزات جديدة. ولم يتسن التأكد من صحة الرواية، التي يتم تداولها على نطاق واسع من قبل شبكات تلفزيونية عربية، ولكن لا تذيعها وسائل الإعلام الحكومية.

وعلى الرغم من ذلك، فقد احتفى النشطاء بالحدث بوصفه نقطة تحول رمزية، معلنين عن احتمالية أن تجبر الثورة المسلحة المتأججة حكومة الرئيس بشار الأسد على عقد تسوية.

«إن إجبار النظام على التفاوض مع الشعب وسحب قواته تحت الضغط يعد بمثابة انتصار سياسي» هذا ما قاله كمال اللبواني، معارض تم إطلاق سراحه في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد قضائه عقوبة في السجن مدتها قرابة 10 سنوات، في مكالمة هاتفية من الأردن.

«يشير هذا إلى أن بإمكاننا نيل حريتنا بأنفسنا ومن دون مساعدة قوات خارجية. وهذا يعني أننا إذا حملنا السلاح، يمكننا الدفاع عن أنفسنا وانتزاع حريتنا»، هذا ما قاله.

لقد زادت منذ أشهر الأدلة على أن المعارضة السورية التي بدت سلمية في البداية قد لجأت إلى السلاح، لكن ضعف الأمل في الدعم الخارجي يؤكد الاعتقاد بأن العنف هو السبيل الوحيد الممكنة لخلع الأسد، بحسب نشطاء.

«حتى الآن، لم تندلع حرب أهلية، لكن في حالة مواصلة المجتمع الدولي هذا النهج، أي الاكتفاء بوقوف موقف المتفرج وعدم اتخاذ أي إجراء، ستحدث حرب أهلية لا محالة»، هذا ما قاله عمر شكير، ناشط في حي باب عمرو بحمص، والذي ظهر كمركز للثورة المسلحة.

لقد عجزت بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية عن وقف القتال في سوريا، وقد بدت القيادة السياسية للمعارضة السورية، التي تم نفي معظم أفرادها، في حالة من الانقسام الشديد بحيث يصعب أن تمثل بديلا منطقيا لنظام الأسد، ويظهر معدل القتلى الذين يسقطون يوميا على الجانبين تصاعد إراقة الدماء بشكل مطرد.

في يوم الأربعاء، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أنه قد أقيمت جنازات لأربعة عشر فردا من قوات الأمن قتلوا على يد من سمتهم «إرهابيين». وذكرت مجموعات من النشطاء أن قوات الأمن قتلت 21 شخصا على الأقل.

«لن يتوقف هذا. إنها تتحول إلى ثورة مسلحة. ستسود حالة من الفوضى، ولا أدري سبب عدم إدراك العالم تلك الحقيقة»، هذا ما قاله رامي جراح، ناشط سوري يعيش في القاهرة والذي أجبر على الفرار من دمشق في أكتوبر (تشرين الأول) بعد أن كشفت قوات الأمن هويته.

ويقول جراح ومعلقون آخرون إنهم لا يخشون فقط من أن يؤدي التقاعس من جانب المجتمع الدولي إلى تشجيع معارضي النظام على الدخول في حرب ضده، وإنما يحدوهم الخوف أيضا من أن يشجع ذلك على الانجراف نحو أيديولوجيات متطرفة.

قال جراح: «لقد اشتد غضب الناس الآن مع إدراكهم أنه لن يكون هناك أي دعم». وأضاف: «الوضع يولد مشاعر كراهية تجاه الغرب، الأمر يتحول إلى حالة من التطرف. الموقف غاية في الخطورة الآن».

لقد طالب المتظاهرون بفرض منطقة حظر جوي تحت إشراف حلف الناتو مماثلة لتلك التي ساعدت في سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، ولكن مع إدراكهم أن التدخل الغربي في سوريا أمر غير محتمل، أصبحت الجماعات الإسلامية تحظى بالدعم، بحسب وسام طريف، ناشط حقوقي بجماعة «أفاز».

«الوحيدون الذين يتسمون بالتنظيم في صفوفهم والمصداقية هم أفراد جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين»، هذا ما قاله. وأضاف: «الأمر الخطير هو أنه لم يعد أحد يؤمن بالكفاح السلمي. الجميع الآن يرغب في حمل السلاح». ويقول نشطاء في سوريا إنهم ليست لديهم أجندة أو أيديولوجية خلاف الإطاحة بالأسد، لكنهم يقرون بأن الإسلاميين السنيين يحققون تقدما في المعركة الرامية إلى خلع نظام سيطرت عليه الطائفة العلوية الأقلية التي تنتمي إليها أسرة الأسد، مما يزيد احتمال تصاعد العنف الطائفي.

«حتى شهر مضى، لم يكن أحد يؤيد جماعة الإخوان المسلمين، لكن اليوم، سنؤيد إسرائيل نفسها، إذا ما ساعدتنا في الإطاحة ببشار»، هذا ما قاله شكير الناشط في حمص. وأضاف: «اليوم، نؤيد أي طرف من دون نقاش إذا ما مد لنا يد العون».

غير أن المجتمع الدولي منقسم تماما كالمعارضة السورية بشأن كيفية مواجهة الثورة المستعصية.

وقد أعلنت روسيا يوم الأربعاء أنها ستستخدم حق الفيتو في رفض أي مشروع قانون من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي من شأنه أن يفتح الباب أمام التدخل الدولي، الأمر الذي يقوض الآمال الأميركية والأوروبية في مواصلة الجهود لإدانة النظام السوري في مجلس الأمن بعد رفض الصين وروسيا التصديق على قرار أصدره المجلس في أكتوبر الماضي.

«إذا اعتزم البعض استخدام القوة بأي ثمن… لن يمكننا أن نمنع حدوث ذلك»، هذا ما قاله وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للصحافيين في موسكو. واستكمل قائلا: «لكن دعوهم يفعلوا ذلك من دون توجيه من آخرين وبما يمليه عليهم ضميرهم. لن يحصلوا على أي تصديق من مجلس الأمن».

تبدو مخاطر الوضع الحالي في سوريا كبيرة بالنسبة لروسيا. فسوريا حليفة قديمة لها منذ حقبة الحرب الباردة، وتعتمد روسيا على قواعدها على ميناء طرطوس السوري في الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. ورفض لافروف تأكيد أو إنكار التقارير واسعة النطاق التي تفيد بأن سفينة سوريا سلمت 60 طنا من الأسلحة إلى الحكومة السورية أثناء توقفها بالميناء الأسبوع الماضي.

«نحن لا نتاجر مع سوريا سوى في سلع لا يحظرها القانون الدولي»، هذا ما قاله.

حولت التعليقات الروسية التركيز الدبلوماسي مجددا إلى بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية، والتي من المقرر أن تعلن قراراتها يوم الخميس. ومن المقرر أن يعقد وزراء الجامعة العربية اجتماعا في القاهرة نهاية الأسبوع لتحديد ما إذا كانت بعثة المراقبين ستواصل عملها في سوريا أم سيطلبون الدعم من الأمم المتحدة لاتخاذ إجراء أوسع نطاقا.

إلا أن العالم العربي أيضا غير متحد في الرأي بشأن كيفية التعامل مع العنف في دولة يحاكي تكوينها العرقي والطائفي المعقد تكوينات العديد من أكثر الدول اهتياجا في المنطقة. لقد وقفت كل من العراق ولبنان، الدولتان اللتان يعتبر غالبية سكانهما من الشيعة، إلى جانب النظام السوري، مثلما فعلت إيران الشيعية. وتمارس دول الخليج العربي، التي تتقدمها قطر، ضغوطا من أجل اتخاذ إجراء أكثر شدة للإطاحة بالنظام، وصرح أمير قطر لمحطة «سي بي إس» بأنه سيدعم نشر قوات عربية في سوريا لإنهاء العنف.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه قد أدلى بهذا التعليق في مقابلة أجريت معه قبل شهرين، ولكن لم تتم مناقشته إلى أن بثته المحطة نهاية الأسبوع. يبدو أنه لم يحظ سوى بقدر محدود من التأييد.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

المجلس الوطني سيتسلم تقريرا موازيا لتقرير الجامعة من عدد من المراقبين

بن حلي لـ «الشرق الأوسط»: الوزراء العرب يقرون خيارات الحل العربي بعد الاستماع لتقريري العربي والدابي

جريدة الشرق الاوسط

لندن: نادية التركي القاهرة: سوسن أبو حسين

قال الدكتور أحمد رمضان مدير المكتب الإعلامي بالمجلس الوطني السوري والذي يمثل أكبر تكتل للمعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس سيتسلم تقريرا من طرف عدد من المراقبين موازيا لتقرير بعثة المراقبين للجامعة العربية، وإنه سيتم عرضه في مؤتمر صحافي بالقاهرة مباشرة بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا. وهذا حتى (لا يقوم أحد بإخفاء أي شيء)».

وحول التقرير الذي قدمته البعثة للجامعة العربية قال الدكتور أحمد رمضان في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس «لدينا قلق من أن تقوم بعض الأطراف بإضعاف مضمون التقرير، من خلال عدم الإفصاح عن كامل الحقائق التي بحوزة المراقبين، ولذلك رأينا أنه من المجدي إصدار تقرير للمراقبين العرب يتضمن الحقائق كما هي. وسيكون تقريرا لعدد من المراقبين كما شاهدوا واطلعوا على ما يجري ، وسيكون مدعوما بالوثائق».

من جهته أكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، لـ«الشرق الأوسط»، أن وزراء الخارجية العرب سوف يقررون خيارات الحل العربي بشأن الأزمة في سوريا، وذلك بعد الاستماع إلى تقرير من الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، عن نتائج اتصالاته على المستوى الدولي والعربي وزياراته لعدد من الدول العربية والتي كان من بينها سلطنة عمان والبحرين وكذلك نتائج اتصالاته مع المعارضة السورية، كما يستمع الوزراء للتقرير الذي سلمه الفريق الدابي إلى العربي أمس فور عودته من سوريا، والذي سيتم تعميمه اليوم على كل الدول العربية قبل اجتماعي اللجنة الوزارية والاجتماع الوزاري المقرر انعقادهما الأحد المقبل.

وأضاف بن حلي أن كل المناقشات في اجتماع اللجنة الوزارية ستدور حول خطة التسوية العربية ووقف العنف وإطلاق سراح المعتقلين وإنهاء المظاهر المسلحة، مؤكدا أن كل تفاصيل التطورات في سوريا ستكون مطروحة خلال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيتصدر جدول أعماله تقرير الفريق الدابي بالإضافة إلى تقرير الأمين العام وما تطرحه الدول العربية من مستجدات، وفيما يتعلق بالمقترح القطري وحول المقترح القطري بإرسال قوات عربية إلى سوريا، أشار بن حلي إلى أنه لم تصل إلى الجامعة العربية أي أوراق رسمية بهذا المقترح، إلا أنه أضاف: «نحن مستعدون لمناقشة أي فكرة أو مقترح من أي دولة عربية خلال الاجتماعات الوزارية».

وفي سياق متصل علمت «الشرق الأوسط» أن الاجتماع الوزاري العربي سوف يتحرك في اتجاهين بالنسبة لسوريا، يتعلق الأول بدعم عمل البعثة العربية هناك، بالإضافة إلى التحرك السياسي لتنفيذ الشق الثاني من المبادرة وهو إمكانية عقد لقاء بين المعارضة والحكومة السورية، ويأتي هذا على خلفية تحرك إيراني مع جماعة الإخوان في سوريا لاشتراكهم في حكومة وطنية تدير المرحلة الانتقالية.

وحول زيارته المرتقبة للعراق للاطمئنان على ترتيبات انعقاد القمة العربية المقبلة، أكد أنه سيصل بغداد في الثالث والعشرين من الشهر الجاري على رأس وفد مهم يضم المراسم والأمن وعناصر سياسية ومالية وإدارية للاطلاع على الترتيبات اللازمة لعقد القمة العربية وأضاف: «وبعد عودتي سوف أقدم تقريرا إلى الأمين العام حول كل ما يتعلق باجتماعات القمة العربية التي ستعقد في موعدها بنهاية شهر مارس (آذار) المقبل والجامعة العربية حريصة على انعقادها».

مصادر عربية لـ «الشرق الأوسط»: الرسالة التي حملها مشعل للأسد لم تصل

مصدر بحماس: نقلها للمعلم

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: سوسن أبو حسين

كشفت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الرسالة التي أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تسليمها لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خلال مؤتمر صحافي مشترك في القاهرة، قبل نحو الأسبوعين، لم تصل إلى الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب رفض النظام السوري لها، واعتبارها تدخلا في الشأن الداخلي السوري.

غير أن مصدرا مقربا من حماس قال إن مشعل لم يحاول لقاء الأسد، وإنه التقى وزير الخارجية، وليد المعلم، ونقل إليه الرسالة الشفوية من العربي. وتسببت هذه الوساطة، حسب هذه المصادر، بالإحراج لحماس، إذ فهمها البعض من الحركات الفلسطينية الأخرى على أنها أمر لا يجب الاقتراب منه، حتى لا تكون مبررا لتدخل النظام السوري في الشأن الداخلي الفلسطيني. ودفع هذا الموقف المحرج المتحدث الرسمي لحماس للتأكيد أن الزيارة للقاهرة هذه لن تتطرق إلى الموضوع السوري والوساطة.

وكان قد تم الإعلان عن هذه الرسالة في مؤتمر صحافي مشترك للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومشعل. وقالت المصادر إن هذه الرسالة الشفهية تعامل معها نظام الأسد بمثابة التدخل في الشأن الداخلي السوري باعتبار أن حركة حماس تقيم كضيف على الأرض السورية وليس من حقها إقحام نفسها في الشأن السوري. وانتقدت قيادات فلسطينية خالد مشعل في هذا الموضوع، خاصة ياسر عبد ربه القيادي في حركة فتح، وتشير المصادر إلى أن هذا الموقف المحرج لمشعل قد دفع المتحدث الرسمي لحركة حماس للتأكيد على أن زيارة مشعل للقاهرة هذه المرة لن تتطرق إلى الموضوع السوري والوساطة، وأن الرسالة التي حملها مشعل من الجامعة إلى الأسد كانت تتضمن الدعوة للتجاوب مع خطة الحل العربي والعمل على وقف العنف وسحب المظاهر المسلحة.

وكان العربي قد قال في القاهرة، في مؤتمر صحافي مع مشعل، بعد لقائهما في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، إنه حمّل مشعل رسالة للسلطات السورية مفادها أن من الضروري العمل بكل أمانة وشفافية ومصداقية لوقف ما يدور من عنف في سوريا.

ودعا أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد، إلى عدم تحميل الموضوع أكبر من حجمه، وقال: «لا أريد الخوض في تفاصيل أكثر»، وعما إذا كان مشعل سيلتقي مع العربي خلال زيارته لمصر، أوضح بن حلي أن الأمين العام على اتصال مستمر مع مشعل، ولجنة مبادرة عملية السلام سوف تنعقد إما نهاية الشهر الحالي، أو بداية الشهر المقبل.

«إخوان سوريا» يطالبون العالم بعزل بشار الأسد

الشقفة يطالب الجامعة العربية بـ«إجراءات رادعة» مع الأسد

جريدة الشرق الاوسط

قال مراقب الإخوان المسلمين في سوريا إنه على قوى العالم زيادة الضغوط الدبلوماسية على الرئيس السوري بشار الأسد، ودعا إلى تطبيق حظر جوي وإقامة مناطق آمنة لمساعدة معارضي الرئيس السوري.

وقال محمد الشقفة، مراقب الإخوان المسلمين في سوريا، في مقابلة مع «رويترز» إنه على جامعة الدول العربية التي أرسلت مراقبين لتقييم تنفيذ سوريا لخطة إنهاء العنف المستمر منذ عشرة أشهر، أن تضغط على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ «إجراءات رادعة» مع الأسد.

وقال في مقابلة أجريت عبر الهاتف أمس إن «الشعب السوري مصمم.. لن يعود أحد إلى منزله ما لم يرحل بشار». وأضاف «هناك تصميم والشعب سيصل إلى هدفه بمشيئة الله».

كما تحدث عن ضرورة أن يتخذ «المجتمع الدولي الموقف الصحيح.. لا بد أن يقوم بعزل كامل للنظام مثل أن يسحب سفراءه ويطرد سفراء النظام».

وقال الشقفة إن جماعة الإخوان تؤيد تماما الاحتجاجات السلمية وتريد من القوات المعارضة أن تقتصر في عملياتها على الدفاع عن المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بإنهاء حكم الأسد المستمر منذ 11 عاما. وكانت الجماعة قد قامت بتمرد مسلح ضد نظام والد الرئيس الحالي حافظ الأسد عام 1982 الذي قضى عليه تماما في نهاية الأمر.

وعندما سئل عن الطلب التالي الذي يجب على الجامعة العربية طلبه من الأمم المتحدة، قال الشقفة إنه يريد فرض «منطقة حظر جوي ومناطق آمنة» لكنه رفض أن يصل ذلك إلى حد التدخل العسكري.

وليس هناك علامة على رغبة دولية تذكر في أي تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا نتيجة موقعها في صراع الشرق الأوسط، بما في ذلك تحالفها مع إيران ضد إسرائيل. وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وجامعة الدول العربية فرض عقوبات اقتصادية على سوريا.

وقال الشقفة إن جماعة الإخوان المسلمين حثت الجيش السوري الحر على الدفاع عن نفسه وعن المحتجين فحسب. وأضاف «لا أنصح الجيش السوري الحر بشن أي هجمات.. غير أن الهجمات الدفاعية (هي المقبولة).. لا نريد حربا ولا نريد مواجهة».

وأكد الشقفة أن جماعة الإخوان ترفض وساطة إيران، قائلا إنه على طهران أن تنأى بنفسها عن السلطات السورية، رافضا أي اقتراح يتيح للأسد البقاء في السلطة.

ومضى يقول «أرسلوا وسيطا تركيا لكننا رفضنا الحوار وقلنا للوسيط إننا لن نتحدث للإيرانيين ما لم يعدلوا موقفهم من النظام».

علويون ينبذون ربط الطائفة بالنظام السوري أو المعارضة.. و”الإخوان” يطالبون بمناطق آمنة

باريس تطلب رفع تقرير المراقبين العرب الى الأمم المتحدة

طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أن يتم تسليم التقرير الذي رفعه المراقبون العرب المنتشرون في سوريا الى مجلس الأمن الدولي، فيما وصفه نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي بـ”الحاسم”.

ولفت أمس بيان عن مجموعة من السوريين العلويين بينهم صحافيون وكتاب، دان “سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت وما زالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية”.

وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأسترالي كيفين راد في باريس: “نلاحظ أن هذا التدخل (للمراقبين) صعب ويجري في ظروف غير مرضية”. أضاف أن سوريا “لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية (مثل) سحب القوات الى الثكنات”.

وأشار الى أن فرنسا ترغب لذلك في أن يتم تسليم تقرير المراقبين الذي يُعرض على الجامعة العربية “الى مجلس الأمن الدولي ليتمكن من مناقشته”.

أما راد فقال إن “موقف استراليا هو أن الأسد يجب أن يرحل”، مؤكداً أن “ملفه يجب أن ينقل الى المحكمة الجنائية الدولية نظراً للفظائع” في سوريا. أضاف أن “فظائع تُرتكب بينما نتحدث الآن”.

وكان بن حلي قال إن رئيس فريق المراقبين العرب في سوريا سيقدم “تقريراً حاسماً” لمواصلة مهمته التي تواجه انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف. أضاف أحمد بن حلي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية “إننا الآن في مرحلة مفصلية لأن تقرير رئيس الفريق العربي للمراقبين الموجود الآن فى سوريا سيقدم الخميس (أمس) تاريخ انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول” الذي ينص على إرسال هؤلاء المراقبين. وأضاف بن حلي أن “هذا التقرير سيكون حاسماً”.

وتجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري السبت في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأحد.

وأشار بن حلي إلى “بعض الصعوبات التي ظهرت في عمل اللجنة” التي “تعرضت لممارسات وصلت إلى درجة التعدي على شخصين من أفراد البعثة وإصابتهما بجروح وتكسير السيارات التي يستقلونها”. وأضاف ان “هذا أثر على عمل اللجنة وتحركها رغم البيان الذي صدر عن الخارجية السورية والذي أكد على الالتزام بحماية اللجنة وتسهيل كل تحركاتها حتى وصل الأمر إلى تقديم الاعتذار”.

الرئيس الجديد للجنة العسكرية لحلف شمال الاطلسي (الناتو) دانوا كنود بارتيلس أعلن أمس للصحافيين اثر اجتماع القادة العسكريين للدول الاعضاء الـ28 في الحلف في مقره ببروكسل: “ليس هناك اي تخطيط حالياً ولا يوجد اي توجه بعملية محتملة للحلف الاطلسي في سوريا”.

في غضون ذلك، استنكرت مجموعة من السوريين العلويين بينهم صحافيون وكتاب، أجبرتهم “الظروف والمسؤولية الوطنية” على الإشارة مكرهين الى خلفياتهم الاجتماعية على قولهم، محاولات النظام السوري ربط الطائفة العلوية به، كما دانوا في بيان وقعوا عليه “سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت وما زالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية”.

وحمل البيان تواقيع 106 أشخاص منهم ربا حسن ورشا عمران ورولا أسد وروزا ياسين حسن وفراس سعد ولويز عبد الكريم علي وحسان الخطيب وخولة دنيا وسمر يزبك ويامن حسين.

الآتي نص “بيان من مواطنين علويين تضامنا مع الثورة السورية”:

نحن الموقعين أدناه، مواطنون سوريون، علويو المولد، اخترنا أن نعبر عن رأي مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة العلوية حيث أجبرتنا الظروف والمسؤولية الوطنية على الإشارة مكرهين إلى خلفياتنا الاجتماعية.

منذ بداية انتفاضة الحرية في سوريا، دعمنا كافة مطالبها مروراً بإسقاط النظام بكافة رموزه وانتهاء ببناء دولة مدنية ديموقراطية تحترم جميع مواطنيها. إننا نستنكر محاولة النظام من خلال ألاعيبه الأمنية والإعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصاً والأقليات الدينية عموماً به.

بنفس السوية ندين سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت وما زالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية. هذه الأطراف ليست سوى الوجه الآخر للنظام القمعي. إننا نؤكد على ما يلي:

1ـ وحدة الشعب السوري بكافه أطيافه الدينية والقومية، والعمل على بناء دولة حرة ديموقراطية تحفظ حقوق مواطنيها بالتساوي وهذا يتم بداية بإسقاط النظام الاستبدادي الحالي.

2ـ نطالب الجيش السوري بالتوقف عن تنفيذ أوامر القتل ضد المتظاهرين السلميين.

3ـ نجرّم أعمال القمع الوحشية التي يقوم بها أزلام النظام (الشبيحة) أيّاً كانوا، ولأي جماعة دينية أو قومية انتموا.

4ـ نتبنى الدفاع عن الحقوق المدنية للمواطنين السوريين من كافة أطياف المجتمع السوري وسنبقى ندافع عنها في وجه من يتعدى عليها أيّاً كان.

5ـ ندعو المواطنين السوريين العلويين وأبناء الأقليات الدينية والقومية المتخوفين مما سيلي انهيار النظام إلى المشاركة في إسقاط النظام القمعي والمساهمة في بناء الجمهورية السورية الجديدة، دولة القانون والمواطنة.

6ـ ندين أي ممارسات وتصريحات طائفية تصدر عن معارضين، ونعتبرها إساءة للشعب السوري كله ولمستقبل سوريا. وندعو قوى الثورة إلى إدانة مثل هذه الممارسات والتصريحات.

7ـ ندعو جميع أبناء سوريا بكافة انتماءاتهم إلى التوقيع على هذا البيان بعد صدوره.

عاشت سوريا حرة ديموقراطية.

وفي موازاة ذلك، قال مراقب الاخوان المسلمين في سوريا محمد الشقفة لوكالة “رويترز” إن على قوى العالم زيادة الضغوط الديبلوماسية على الرئيس السوري بشار الأسد، داعياً إلى تطبيق حظر جوي وإقامة “مناطق آمنة” لمساعدة معارضي الرئيس السوري.

وقال لـ”رويترز” إن على جامعة الدول العربية التي أرسلت مراقبين لتقويم تنفيذ سوريا خطة لإنهاء العنف المستمر منذ عشرة أشهر أن تضغط على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ “إجراءات رادعة” مع الأسد.

وعندما سئل عن الطلب التالي الذي يجب على الجامعة العربية طلبه من الأمم المتحدة، قال الشقفة إنه يريد فرض “منطقة حظر جوي ومناطق آمنة” لكنه رفض أن يصل ذلك إلى حد التدخل العسكري.

وأكد الشقفة أن جماعة الاخوان ترفض وساطة إيران قائلاً إن على طهران أن تنأى بنفسها عن السلطات السورية رافضاً أي اقتراح يتيح للأسد البقاء في السلطة.

الرئيس السوري بشار الأسد قال أمس ان شعب سوريا واع لـ”المخططات” التي تدبر ضد بلاده و”قادر على تجاوز الظروف الراهنة” في سوريا التي تشهد موجة احتجاجات منذ عشرة اشهر، بحسب ما افاد مصدر رسمي.

وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الاسد اكد خلال لقاء وفد “المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والاصلاح” ان “الشعب السوري المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف امنه وتلاحمه قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية العزيزة”.

وقالت الوكالة ان اعضاء الوفد عبروا عن “وقوفهم الكامل إلى جانب سوريا والشعب السوري في وجه الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له والذي هو جزء من مخطط لتفتيت المنطقة وفي النهاية حسم الصراع العربي الإسرائيلي لمصلحة العدو الصهيوني”.

الى ذلك، كشف وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو امس ان بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تقدر باكثر من ملياري دولار اميركي منذ ايلول (سبتمبر).

واوضح علاو ان “الحظر النفطي نجم عنه خفض الانتاج بمقدار 150 الف برميل اي ما قيمته 15 مليون دولار يوميا” منذ تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا. واضاف ان الوزارة استعانت بالخزانة العامة او المصارف العامة من اجل تأمين المازوت والغاز المنزلي لتأمين حاجة المواطن ومحطات توليد الكهرباء والقطاع الصناعي رغم المصاعب الكبيرة.

ميدانياً، قالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” أن عدد الشهداء كان بلغ مساء أمس 26 شهيداً، فيما عمّت التظاهرات مختلف المناطق خلال ساعات النهار كما نظمت تظاهرات مسائية حاشدة. ولفتت اللجان الى انه في مشروع دمر في ريف دمشق ارتفع علم الاستقلال على أكثر من سبع نقاط منها.

وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ضابطاً سورياً برتبة عميد واثنين من قوات حفظ النظام قتلوا برصاص مجموعات مسلحة في محافظة حماه، أمس فيما قتل مسلحون رئيس بلدية داريا السابق أمام منزله.

أضاف أن “مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة، ما أدى الى استشهاد العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل”. وأشارت (سانا) الى أنه في بلدة داريا في ريف دمشق، أقدمت “مجموعة إرهابية مسلحة ظهر أمس على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة، ما أدى إلى استشهاده”. (ا ف ب، رويترز، يو بي اي، “لجان التنسيق المحلية)

دمشق تقول إنها تعاني نقصاً في احتياجات الطاقة الكهربائية بنحو 25 في المئة

مسؤولون أميركيون يكشفون جهوداً إيرانية لمساعدة سوريا على التهرب من العقوبات

قال مسؤولون أميركيون إنهم كشفوا جهوداً إيرانية لمساعدة سوريا على إخفاء صادراتها النفطية والتهرّب من الحظر الأميركي والأوروبي عبر تصديرها سراً إلى إيران لبيعها هناك. فيما كشف وزير الكهرباء السوري عماد امس، أن احتياجات الطاقة الكهربائية في بلاده قدرت بنحو 25 في المئة.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين يحققون بالقضية، ان الخطة الإيرانية تهدف إلى نقل النفط الخام السوري بشكل سري إلى إيران حيث يمكن بيعه في السوق الدولية على أن تعود عائدات المبيعات إلى دمشق.

وأشار المسؤولون ان إحدى الشحنات نقلت الشهر الماضي وبلغت 91 ألف طن مكعب من النفط الخام.

وقال مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية رفض الكشف عن اسمه ان “شحن النفط إلى إيران تهدف إلى التهرّب من العقوبات التي فرضت على سوريا”.

ورداً على الجهود الإيرانية، بدأت وزارة الخزانة الأميركية تستهدف شركات تأمين وتسجيل الناقلات التي تشحن النفط السوري عبر البحار.

وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف من مثل هذه العمليات وحدها لا تقتصر على إيران، فقد شددت واشنطن وحلفاؤها الرقابة على حركة الملاحة البحرية والجوية القادمة إلى سوريا من روسيا بعدما أعلنت موسكو التزامها بمواصلة تسليح نظام الأسد.

وكانت قبرص اعترضت هذا الشهر سفينة مسجلة في سان بطرسبرغ كانت تنقل أربع حاويات من الذخائر متجهة إلى ميناء طرطوس السوري، قبل أن تفرج عنها بعد ضمانات من مالكيها الروس بعدم تسليم الشحنة.

غير أن موسكو أكدت هذا الأسبوع إرسال شحنة الأسلحة إلاّ أن شركة “بالتشارت” المالكة للسفينة رفضت التعليق.

ويتفاوض الأميركيون والأوروبيون حول قرار في مجلس الأمن يفرض حظراً للتسلّح على سوريا، إلاّ أنهم يواجَهون برفض روسي يترافق مع رفض للعقوبات أيضاً.

وفي السياق نفسه، كشف وزير الكهرباء السوري عماد امس، أن احتياجات الطاقة الكهربائية في بلاده قدرت بنحو 25 في المئة. وأوضح ان الاعمال التي استهدفت محطات توليد الطاقة الكهربائية وخطوط نقلها “أدت الى نقص في حاجة البلاد بنحو 20 الى 25 في المئة وبخسائر مادية مباشرة بلغت قيمتها نحو 713 مليون ليرة سورية”.

وأشار الى أن ذلك ألحق الضرر بالاقتصاد الوطني بشكل مباشر وغير مباشر وأثر على حياة المواطنين.

أضاف ان استهداف خطوط نقل الغاز والسكك الحديدية التي تنقل مادتي الغاز والفيول لاستخدامهما في توليد الكهرباء أخرج وبشكل كامل محطات (محردة والزارة وزيزون وجندر ومحطة حلب) التي تقدر استطاعتها من 1500 الى 1700 ميغاوات خارج الخدمة. واوضح ان أعمال العنف في بلاده أوجدت نقصا يقدر بين 20 و25 في المئة من احتياجات سوريا وارتفاعا في ساعات التقنين القسري التي تمتد من اربع الى ثماني ساعات يوميا.

وفي ما يتعلق باستجرار الطاقة الكهربائية من دول الجوار بموجب اتفاقيات الربط الكهربائية بين المسؤول السوري “ان العقد التجاري الموقع مع تركيا لاستجرار الطاقة الكهربائية لا يلبي سوى 7،2 في المئة من حاجة البلاد”.

ولفت الى أن سوريا كانت تزود لبنان أكثر من هذه الكمية ولكن بعد الاضرار التي تعرضت لها المحطات السورية توقف تزويد لبنان بالطاقة من سوريا، مشيرا الى انه سيعقد قريبا اجتماع لبحث موضوع الربط الكهربائي.

(يو بي اي، واج)

دبابات قوات الأسد تنسحب من الزبداني وانفجار بسيارة رجل أمن في دمشق

قال سكان في بلدة الزبداني السورية امس إن قوات الجيش انسحبت من البلدة الواقعة قرب الحدود مع لبنان بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن لم يظهر مؤشر على وقف شامل للعنف مع انتهاء تفويض بعثة المراقبين العرب التي استمرت شهرا.

ووردت أنباء عن مقتل تسعة أشخاص في مناطق اخرى من سوريا إلى جانب 600 قتلوا منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا حيث طغت بشكل متزايد العمليات التي يشنها الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين عن الجيش السوري على المظاهرات السلمية المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.

وقال زعيم للمعارضة إن سكان الزبداني ذكروا أن القوات والدبابات السورية التي كانت تحاصر البلدة التي سيطرت عليها قوات معارضة انسحبت بعد وقف لإطلاق النار لإنهاء قتال مستمر منذ الجمعة الماضي.

وقال كمال اللبواني إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني على بعد 30 كيلومترا شمال غرب العاصمة السورية انسحبت ليل الأربعاء ـ الخميس الى ثكناتها على بعد ثمانية كيلومترات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن 445 مدنيا قتلوا منذ أن وصلت بعثة المراقبين العرب إلى سوريا في 26 كانون الأول (ديسمبر) للتحقق مما إذا كانت دمشق تنفذ خطة السلام العربية. وأضاف أن 146 فردا من قوات الأمن منهم 27 انشقوا وانضموا للمعارضة قتلوا أيضا. ولا تشمل أرقام المرصد السوري 26 شخصا تقول السلطات إنهم قتلوا في تفجير انتحاري بدمشق في السادس من كانون الثاني (يناير).

وقال المرصد إن قوات الأمن نصبت كمينا وقتلت أربعة نشطاء في جبل الزاوية في محافظة إدلب امس. كذلك، اعلن المرصد ان “مواطنا استشهد واصيب سبعة بجراح اثر قصف بمدافع الهاون تعرض له حي باب هود” في حمص وسط سوريا، كما “استشهد سائق سيارة اجرة برصاص قناصة” في الحي نفسه. وتابع ان “شهيدا سقط في الميادين” في محافظة دير الزور شرق سوريا.

وفي حي الميدان في دمشق، انفجرت سيارة مفخخة ظهرا. وقال مصدر سوري مطلع ان “سيارة تعود ملكيتها لأحد عناصر الأمن انفجرت لدى قيامه بفتح بابها في حي الميدان قرب جامع الزبير ما أدى الى بتر ساقيه”. أضاف أن “انفجار السيارة لدى فتح بابها يشير الى انه كان جرى تفخيخها بوقت سابق”.

وكان حي الميدان شهد الجمعة في 6 الجاري انفجاراً نفذه انتحاري قرب مركز شرطة الميدان أدى الى مقتل 26 شخصا وإصابة 63 بجروح.

وعندما سئل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري عما إذا كانت بعثة المراقبين أحدثت فارقا أجاب أن هذا حدث فعلا في الأسبوع الأول مع تراجع عدد القتلى بصورة كبيرة وبعد ذلك ارتفع العدد. أضاف أن أغلب الضحايا قتلوا في هجمات لقوات الأمن وليس خلال تظاهرات مناهضة للأسد.

ويشمل الرقم الذي يتحدث عنه المرصد السوري 13 شخصا قال إنهم قتلوا اول من امس. وتقول لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إن العدد بلغ 22 قتيلا.

وقالت الأمم المتحدة في 13 كانون الاول (ديسمبر) إن قوات الأمن قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص في سوريا منذ اذار (مارس). وبعد اسبوع قالت دمشق إن المسلحين قتلوا ألفين من قوات الأمن.

ويقول ديبلوماسيون في بروكسل إن من المتوقع أن توسع حكومات الاتحاد الأوروبي الاثنين قائمة الشخصيات والشركات والمؤسسات السورية المستهدفة بعقوبات الاتحاد

(رويترز، ا ف ب، يو بي اي)

“الإخوان” يطالبون بحظر جوي و”مناطق آمنة”

ترقب تقرير المراقبين حول سوريا وفرنسا تطلب تدويله

انفجرت سيارة مفخخة بعنصر أمن في حي الميدان بدمشق، ما أدى إلى بتر ساقيه، فيما تحدث ناشطون عن قتلى وجرحى جدد في مناطق مختلفة من سوريا . وفي ظل حالة من الترقب لتقرير بعثة المراقبين العرب، بعد انتهاء المهلة المحددة لعملها أمس، أفادت مصادر “الخليج” في القاهرة أن رئيسها الفريق محمد الدابي وصل إلى القاهرة واجتمع مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي وسلمه التقرير، إلا أن تقارير إخبارية أوردتها وكالة (د .ب .أ) أفادت أن وفد المراقبين وصل من دون الدابي الذي أرجأ عودته إلى اليوم (الجمعة) لإعداد التقرير النهائي .

وأعلنت الجامعة تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية إلى الأحد بدلاً من السبت ل”ظروف بعض الوزراء” . وأوضح أحد المراقبين أنه تم الاتفاق مع الحكومة السورية على استمرار البعثة، رغم انتهاء عملها، إلى حين صدور القرار النهائي بشأنها من المجلس الوزاري العربي بعد غدٍ (الأحد) .

وطلبت فرنسا أن يتم تسليم تقرير المراقبين إلى مجلس الأمن، بينما دعت استراليا إلى إحالة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القضاء الدولي . واتهمت ألمانيا، روسيا بمنع مجلس الأمن من التصرف بشكل حاسم ضد القمع الدامي في سوريا . وطالب ممثلون عن أكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني الجامعة العربية بسحب بعثة مراقبيها، كما طالبوا بتحرك الأمم المتحدة لوقف العنف . وحث “إخوان” سوريا قوى العالم على زيادة الضغوط الدبلوماسية على الرئيس السوري وفرض حظر جوي وإقامة “مناطق آمنة” لمساعدة المعارضين .

دعوة لضغط دولي على الأسد من أجل إسقاطه

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين برصاص القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إن حرب الأسد القاسية ضد شعبه منذ أكثر من عشرة أشهر أسفرت عن مقتل الآلاف، في ظل استمرار تراخي المجتمع الدولي إزاء ما سمته الصحيفة مجازر النظام في البلاد.

وأوضحت نيويورك تايمز في افتتاحيتها بالقول إن المجتمع الدولي لم يكثف بعد مما وصفتها بالجهود اللازمة للضغط على الأسد لإجباره على وقف المذبحة المتمثلة في قتله للشعب السوري، ولا الجهود التي من شأنها دعم ما أسمته الجيش السوري وجماعات النخبة في البلاد كي يتمكنوا من الإطاحة بالنظام.

وانتقدت الصحيفة الموقف الروسي من الثورة الشعبية السورية، وقالت إن موسكو لا تزال –بموجب ما تتمتع به من استخدام لحق النقض (الفيتو)- تحول دون تمكن مجلس الأمن الدولي من اتخاذ قرار يكون من شأنه فرض عقوبات جدية صارمة على النظام السوري.

كما انتقدت دور رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وقالت إنه ذهب إلى ما هو أبعد من حق بلاده في الفيتو، موضحة أنه يبيع صفقات السلاح إلى النظام السوري، وأنه يقاوم جهود القوى الديمقراطية في سوريا الساعية لإسقاط النظام، لا بل ويقاوم الجهود الغربية الداعمة للمحتجين السوريين.

الطاغية السوري

وقالت نيويورك تايمز إنه حري بوزراء خارجية جامعة الدول العربية أن يدركوا أن وقت إسقاط من وصفته بالطاغية السوري قد أزف منذ زمن بعيد، مضيفة أن الأسد أعلنها بوضوح بأنه ليس هناك من حل وسط أو اتفاق أو مصالحة، في ظل ما وصفته باحتقاره للجهود التي تبذلها الجامعة العربية من أجل التوسط لإحلال السلام في البلاد.

كما دعت الصحيفة وزراء الخارجية العرب إلى سحب مراقبي الجامعة من سوريا، وإلى تطبيق العقوبات على نظام الأسد، وهي تلك التي أقرتها الجامعة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إضافة إلى ضرورة فرضها عقوبات جديدة أشد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية.

وبينما أشارت الصحيفة إلى أن العقوبات الأوروبية ضد نظام الأسد بدأت تؤتي أكلها، أوضحت أن الاقتصاد السوري آخذ بالانهيار، داعية جامعة الدول العربية إلى تشديد الضغط بشكل أكبر على الأسد، وإلى الإصرار على مجلس الأمن من أجل أن يفعل الشيء نفسه.

وقالت نيويورك تايمز إنه يتعين على قادة العالم أن يتحدثوا عاليا وأن يشجبوا ما وصفتها بالمذابح والمجازر التي يقترفها النظام السوري ضد الشعب الأعزل، مشيرة إلى لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما وملك الأردن عبد الله الثاني الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض.

وحشية فظيعة

وأوضحت أن أوباما شجب ما وصفتها بالوحشية الفظيعة التي يقترفها الأسد في سوريا، وأن الرئيس الأميركي تعهد بمضاعفة الجهود لإجبار الأسد على الرحيل.

واختتمت الصحيفة بالقول إنه لا يوجد حل سهل بالنسبة للأزمة في سوريا، ولكنه يتوجب على المجتمع الدولي الاستمرار بممارسة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية، كي تجعل الأمر واضحا أمام الأسد وأعوانه بأن وقتهم قد انتهى وأن زمنهم قد ولى.

7 قتلى بجمعة المعتقلين في سوريا

لقي سبعة أشخاص مصرعهم برصاص الأمن السوري في جمعة الاحتجاج التي دعت تنسيقيات الثورة السوريين إلى المشاركة فيها بكثافة، تحت شعار “جمعة معتقلي الثورة”، وذلك في اليوم الأخير لبعثة المراقبين العرب.

وبث ناشطون على الإنترنت صور مظاهرات في حي القدم وبلدة عربين في ريف دمشق صباح اليوم الجمعة، رفع فيها المتظاهرون شعارات تدعو لوقف القتل وتنحي النظام.

وفي جبل الزاوية بإدلب جرت صباح اليوم مراسم جنازة ناشط قتل في مواجهات مع قوات الأمن السوري أمس. وهتف المتظاهرون أثناء التشييع للحرية ونادوا برحيل النظام.

كما بث ناشطون صورا على الإنترنت لمظاهرة من مدينة عامودا في محافظة الحسكة، وأخرى في مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب بعد صلاة الجمعة، وحرق المتظاهرون صورا للدول المؤيدة للنظام السوري، وهتفوا للحرية ونادوا بإسقاط نظام بشار الأسد.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن والجيش قتلت أربعة أشخاص اليوم الجمعة في كل من معرة النعمان وحمص وريف حماة ودرعا.

وأوضحت الهيئة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن قوات الأمن قتلت المساعد أول عبد الرحمن البريدي، من فرع الأمن السياسي، وهو شخص معروف عنه مساعدته للثوار، حيث قامت بخطفه من بيته وعثر عليه مقتولا بطلقتين صباح اليوم الجمعة.

أول القتلى

وأضافت أن أول قتلى جمعة معتقلي الثورة هو عبد الهادي العكاري (47 عاما) من قرية الزعفرانة بريف حمص، الذي سقط برصاص الأمن وهو عائد من عمله، حيث أطلق عليه الرصاص عند حاجز أمني دون سابق إنذار بعد منتصف ليل الخميس.

في غضون ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سلطات الأمن السورية سلمت بعد منتصف ليل الخميس جثامين ستة قتلى إلى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي بمحافظة إدلب، شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية.

وأوضح المرصد في بيان اليوم الجمعة أن تلك الجثامين تعود لأشخاص “فقدوا قبل يومين”. وأضاف أن اشتباكات دارات صباح اليوم بين مجموعة منشقة وقوات الأمن السورية التي كانت تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة إدلب.

وقال نشطاء إن قوات الأمن تنتشر حول المناطق القريبة من العاصمة دمشق، والتي عادة تنطلق منها المسيرات الاحتجاجية المناهضة للنظام بعد صلاة الجمعة.

وأمس الخميس قالت لجان التنسيق المحلية إن 32 شخصا قتلوا برصاص الأمن في إدلب بشمال غرب البلاد وحمص وحماة وريف دمشق ودير الزور ودرعا والقامشلي.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن بين القتلى أربعة ناشطين مطلوبين من النظام في إدلب، وأشار أيضا إلى مقتل ثلاثة عسكريين منشقين. كما أفاد ناشطون بأن مواطنا قتل وأصيب سبعة آخرون إثر سقوط قذيفة على الحي الجنوبي في مدينة معرة النعمان.

ساركوزي: لن نسكت أمام القمع بسوريا

قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما سماه القمع الوحشي لنظام الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين السوريين، في وقت يعتزم فيه المجلس الوطني السوري الطلب من الجامعة العربية نقل الملف السوري إلى الأمم المتحدة، فيما أكد المعارض البارز هيثم منّاع رفضه أي تدخل أجنبي في سوريا.

وأكد ساركوزي أن فرنسا لن تسكت أمام ما سماها الفضيحة السورية، ولا يمكن أن تقبل بالقمع الوحشي للاحتجاجات من قبل نظام الأسد الذي قال إنه يجرّ البلاد إلى الفوضى.

وأضاف “لا يمكننا أن نقبل القمع الوحشي من قبل القادة السوريين ضد شعبهم”، مؤكدا أنه “قمع سيؤدي بالبلاد مباشرة إلى الفوضى، وهذه الفوضى سيستفيد منها المتطرفون من كل الجهات”.

مطالب المعارضة

من جانبه، قال المجلس الوطني السوري في بيان إن رئيسه برهان غليون سيتوجه إلى القاهرة اليوم الجمعة مع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للقاء الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب.

وكشف البيان أن من المقرر أن يطلب وفد المجلس من الأمين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقيهم “العمل على نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية”.

وأضاف أن هذا القرار من شأنه أن “يشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان”.

كما أكد البيان أن الوفد سيشدد خلال لقاءاته على أن “يتضمن التقرير نصا واضحا يشير إلى أن ما ارتكبه النظام وما يقوم به يمثل جرائم إبادة بحق الإنسانية وجرائم حرب يرتكبها بحق مدنيين عزل”.

وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري الأحد في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها إلى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد الأحد أيضا.

وكان ممثلون عن أكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني طالبوا الأربعاء الجامعة العربية بسحب بعثة مراقبيها وبتحرك الأمم المتحدة لوقف العنف المستمر في سوريا منذ عشرة أشهر.

كما طالبوا مجلس الأمن “باتخاذ قرار بشأن التعامل مع العنف في سوريا” المستمر منذ 15 مارس/آذار 2011.

رفض التدخل

في المقابل، قال رئيس هيئة التنسيق الوطنية هيثم مناع إنه يرفض أن يكون إرسال قوات عربية لسوريا مقدمة أو محاولة توطئة للتدخل العسكري الغربي.

وشدد مناع في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة على أن “القوات العربية مرحب بها شريطة ألا تكون توطئة للتدخل العسكري الغربي من قبل مجلس الأمن أو أي حلف عسكري كحلف شمال الأطلسي (الناتو)”.

وأضاف “نطالب بقوات عربية محدودة لا تتعدى عشرة آلاف جندي لتسهيل مهمة عمل المراقبين العرب على الأرض، ليتمكنوا من الانتشار بكل موقع بسورية وليسمح للجميع بلقائهم والتحدث معهم بحرية”.

ووصف مقترحات بعض أطياف المعارضة السورية باستقدام حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو أي تدخل عسكري بالاقتراحات اليائسة والمسعورة.

وقال “هؤلاء، أصحاب هذه المقترحات، يريدون الوصول للسلطة ولو على دبابة أميركية أو تركية..” معتبرا أن من لديه ثقة أن الناس سوف تؤيده لا يحتاج لتدخل عسكري خارجي.

وأشار مناع إلى أن الناتو يتحرك وفقا لمصالحه، قائلا “الناتو ليس جمعية خيرية وقد تدخل بليبيا من أجل النفط والآن يتردد أن صحراءها قد تحولت لقواعد عسكرية له، وأنا أتساءل ماذا سيكون الثمن لدينا بسوريا خاصة ونحن لا نملك النفط؟”.

العقوبات كبدت دمشق ملياري دولار منذ سبتمبر

سوريا تعتزم خفض قيمة الليرة

قال محافظ البنك المركزي السوري أديب ميالة إن بلاده تخطط لتعويمٍ موجهٍ لسعر صرف الليرة الأسبوع المقبل، وذلك بعد عشرة أشهر من اضطرابات سياسية أدت إلى هبوط العملة السورية إلى مستوى قياسي مقابل الدولار في السوق السوداء.

ويسعى نظام الرئيس بشار الأسد للمحافظة على الاقتصاد السوري الذي تضرر جراء العقوبات الأوروبية، ممثلة في حظر استيراد النفط السوري فضلا عن عقوبات على القطاع المالي، كما تراجعت عائدات السياحة بصورة كبيرة بسبب الوضع الحالي.

وتقضي خطة البنك المركزي -حسب ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية- بالسماح للبنوك الخاصة ببيع النقد الأجنبي وفق سعر يختارونه هم أنفسهم، وهو ما يتوقع أن يزيد حجم السيولة في النظام المالي المحلي ولكنه سيؤدي في الوقت نفسه إلى المزيد من الانخفاض في قيمة الليرة.

تكتم رسمي

ورفض ميالة الكشف عن وضع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية، مبررا ذلك بعدم توفير أدوات للساعين لزعزعة الثقة في الليرة، مضيفا بأن الدولة لديها موارد لمواجهة الوضع الاقتصادي الحالي.

وكان سعر صرف العملة السورية قبل بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام هو 47.5 ليرة لكل دولار واحد، وكانت البنوك الخاصة ملزمة بتوفير العملات الأجنبية وفق سعر صرف يحدده البنك المركزي، وفي الأشهر الماضية زاد طلب السوريين على الدولار تحسبا لتردٍ أكبر للوضع الاقتصادي والسياسي.

هذا التهافت على الدولار نتج عنه هبوط كبير لليرة في السوق السوداء، فبيع الدولار أمس بقرابة 70 ليرة، فيما ارتفع السعر الرسمي إلى 57 ليرة للدولار الواحد.

ويعتبر مرسوم التعويم الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء السوري خطوة جريئة للنظام الذي مارس دائما درجة كبيرة من السيطرة على الاقتصاد، وهو ما يعكس درجة خطورة الوضع المالي للبلاد.

لا تحرير

غير أن قرار التعويم هذا يبقى بعيدا عن درجة التحرير الكامل لسعر الصرف بسوريا، حيث ما يزال البنك المركزي يمول مستوردات المواد الأساسية وفق سعر رسمي يحدده.

كما أن هناك قيودا حكومية مشددة على بيع الأفراد عملات محلية، حيث إنه لا يسمح بشراء ألفي دولار -أو أكثر- من النقد الأجنبي سنويا دون إذن خاص. وقد أنفقت حكومة دمشق العام الماضي ملياري دولار من احتياطي النقد الأجنبي لحماية الليرة.

وفي سياق متصل، قال وزير النفط السوري سفيان العلاو إن العقوبات الغربية على صادرات بلاده النفطية كلفت سوريا ملياري دولار منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

عقود النفط

وأشار العلاو إلى أن السلطات تسعى لاستبدال عقودها النفطية مع دول الاتحاد الأوروبي بمشترين جدد، لكنها تجد صعوبات في توفير التأمين اللازم لشحن الصادرات وتمويل تجارتها النفطية.

وكانت دول الاتحاد الأوروبي تشتري قرابة 130 ألف برميل نفط يوميا من الخام السوري، وهو ما يعادل 15 مليون دولار، إلى أن فرضت حظرا على هذه الصادرات في الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، بعد خطوة مشابهة من الولايات المتحدة التي تظل مستورداتها النفطية من سوريا قليلة للغاية.

وأضاف الوزير السوري أن ما سماها بـ”هجمات إرهابية” على أنابيب النفط والغاز بسوريا ومنشآت طاقة أخرى أودت بحياة 21 عاملا وأربكت عملية التزويد بالمحروقات، وكبدت بلاده خسائر تقدر قيمتها بنحو ملياري ليرة

(34 مليون دولار).

                      فايننشال تايمز+وكالا

32 قتيلا قبل جمعة المعتقلين بسوريا

سقط عشرات القتلى والجرحى في مظاهرات أمس الخميس بسوريا قبل مظاهرات دعا إليها ناشطون اليوم الجمعة تحت شعار “جمعة معتقلي الثورة”، وسط ترقب لنتائج تقرير بعثة المراقبين العرب مع انتهاء تفويض عمل البعثة الذي استمر شهرا.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن 32 شخصا قتلوا برصاص الأمن في إدلب بشمال غرب البلاد وحمص وحماة وريف دمشق ودير الزور، ودرعا والقامشلي.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن بين القتلى أربعة ناشطين مطلوبين من النظام في إدلب، وأشار أيضا إلى مقتل ثلاثة عسكريين منشقين. كما أفاد ناشطون أن مواطنا قتل وأصيب سبعة آخرون إثر سقوط قذيفة على الحي الجنوبي في مدينة معرة النعمان.

ومن جهتها قالت لجان التنسيق إن جنودا منشقين قتلوا ضابطا برتبة عميد في أجهزة الاستخبارات الخميس “بعد رفضهم الانصياع لأوامر بإطلاق النار على المدنيين” في حماة وسط سوريا.

في المقابل نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي سوري قوله إن مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت النار على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة بحماة، مما أدى إلى مقتل ضابط واثنين من قوات حفظ النظام.

كما وقعت مواجهات بحسب ناشطين بين طلاب والشبيحة في كلية العلوم في حلب بشمال البلاد أثناء مظاهرة طالبت بإسقاط النظام.

هدوء بالزبداني

وفي هذا السياق بث ناشطون معارضون صورًا تظهر عناصر من الجيش السوري الحرّ وهم يتجولون بسياراتهم في مدينة الزبداني في خطوة وصفوها بأنها تهدف إلى رفع معنويات الشعب السوري ومنحه شعورًا بالأمان بعد “الجرائم التي ارتكبتها قوات النظام بحقه”، على حد تعبيرهم.

وقال المعارض كمال اللبواني لوكالة رويترز إن عشرات الدبابات والمدرعات التي كانت تطوق الزبداني على بعد 30 كيلومترا شمال غربي العاصمة السورية انسحبت إلى ثكناتها على بعد ثمانية كيلومترات، وإن الأغذية والإمدادات الأساسية بدأت تصل إلى المدينة.

ومثل الهجوم على الزبداني أول هجوم عسكري كبير منذ تفجر الاحتجاجات في مارس/آذار الماضي، ويقول سكان ومصادر من المعارضة إن القوات المنشقة تمكنت من صدّ القوات الحكومية المهاجمة حتى تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار الثلاثاء.

التقرير الختامي

وتجيء هذه التطورات الأمنية المتصاعدة في وقت تستعد فيه بعثة المراقبة العربية لتسليم تقريرها للمجلس الوزاري للجامعة العربية بعد انتهاء تفويضها اليوم الخميس.

ومن المقرر أن يبحث وزراء الخارجية العرب التقرير في اجتماعهم بالقاهرة يوم الأحد المقبل وأن ينظروا في مدى التزام الحكومة السورية بخطة السلام التي طرحتها الجامعة ليتخذوا قرارهم بشأن تمديد مهمة البعثة شهرا آخر.

وقالت المعارضة السورية إن بعثة الجامعة العربية فشلت في وقف أعمال العنف الدامية ضد المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، وطلبت بالتدخل الدولي لحماية المدنيين.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن ما يقرب من 454 مدنيا قتلوا منذ وصول البعثة إلى سوريا أواخر الشهر الماضي.

تقرير جديد للمراقبين والأسد يتحدى

تستعد بعثة المراقبين العرب لتقديم تقريرها إلى الاجتماع الوزاري العربي بعد انتهاء تفويض البعثة أمس الخميس، في حين أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الشعب السوري واعٍ لما سماه المخططات التي تدبر ضد بلاده و”قادر على تجاوز الظروف الراهنة”.

وقالت مصادر في جامعة الدول العربية، إن رئيس البعثة محمد الدابي سيقدم تقريره الأحد أمام اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري التي ستدرسه قبل إحالته إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في وقت لاحق من نفس اليوم.

ولم يتضح بعد مضمون التقرير لكن قناة تلفزيونية بريطانية قالت نقلا عن مصادر إن المراقبين العرب يعتقدون أنهم نجحوا في إزالة الأسلحة الثقيلة من الشوارع لحماية المدنيين السوريين، وسيذكرون في تقريرهم أن السلطات السورية تعاونت على نطاق واسع، لكن أعمال العنف استمرت.

وبدوره قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية إن تقرير البعثة سيكون حاسما ووصف المرحلة الحالية من الأزمة السورية بأنها “مرحلة مفصلية”.

وذكر أن “التقرير يشكل مرحلة هامة، بمعنى هل سيكون التقرير المقدم والتساؤلات التي سيطرحها في اتجاه مواصلة اللجنة عملها وتمديد البروتوكول؟ وهل التقرير سيعطي مؤشرًا آخر ووقفة بالنسبة لإعادة تقييم بعثة المراقبين؟”.

وقال “إننا في هذه المرحلة يجب أن نعرف هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها أم لا بد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة”.

ونبه إلى أن هناك حاليا بعض الصعوبات التي ظهرت في عمل اللجنة، حيث تعرضت إلى عدد من الممارسات “مع الأسف وصلت إلى درجة التعدي على الأشخاص”.

وكان ممثلون عن أكثر من 140 منظمة حقوقية ومن المجتمع المدني قد طالبوا الأربعاء جامعة الدول العربية بسحب بعثة مراقبيها، كما طالبوا بتحرك الأمم المتحدة لوقف العنف المستمر في سوريا منذ عشرة أشهر.

وتقول المعارضة السورية إن بعثة الجامعة العربية فشلت في وقف أعمال العنف الدامية ضد المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد وطلبت التدخل الدولي لحماية المدنيين. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن ما يقرب من 454 مدنيا قتلوا منذ وصول البعثة إلى سوريا أواخر الشهر الماضي.

تجاوز الظروف

وفي هذه الأثناء قال الرئيس السوري بشار الأسد إن “الشعب السوري قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سوريا القوية”.

الأسد استقبل وفد المبادرة الشعبية العربية وأكد أن الشعب السوري مدرك لما يحاك ضده من مخططات (الأوروبية)

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عنه قوله خلال لقائه وفد المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والإصلاح، “إن الشعب السوري متمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات، ومدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه”.

قرار قوي

وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تعمل على قرار “قوي” ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي لكن روسيا، الحليف التقليدي لدمشق، أكدت مجددا أنها لن تدعم “أي عقوبات وستتخذ حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يستهدف النظام.

في غضون ذلك قال الجنرال دانو بارتيلس رئيس اللجنة العسكرية الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الحلف لا ينوي ولا يحضر للتدخل عسكريا في سوريا.

وقال بارتيلس بعد اجتماع القادة العسكريين لدول الناتو إن اجتماع الحلف مع البلدان الأعضاء في الحوار المتوسطي لم يبحث على الإطلاق التدخل العسكري.

وكان مسؤول مجلس الأمن القومي الروسي قد ذكر قبل أيام أن لديه معلومات تشير إلى تحرك أعضاء حلف الناتو ودول عربية بشأن سوريا وفقا للسيناريو الليبي.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في الاحتجاجات في سوريا التي اندلعت قبل عشرة أشهر. ويحمل نظام الأسد ما سماه “مجموعات إرهابية” مسؤولية أعمال العنف في البلاد، قائلا إن نحو ألفين من أفراد قواته الأمنية لقوا حتفهم فيها.

أوغلو: ما يحدث في سوريا حراك شعبي وليس طائفياً

العربية.نت

أكد أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، أن الحراك الشعبي في سوريا لم يكن في الأساس طائفياً، بل هو مشابه لما حدث في شمال إفريقيا، ولم تكن هناك أي إشارات طائفية في مطالب الشعب السوري، مبيناً أن جميع مكونات الشعب من السنة والعلويين والمسيحيين والدروز والأكراد والتركمان والعرب، جميعهم لديهم المطالب ذاتها.

وأوضح أوغلو في مقابلة مع برنامج “نقطة نظام” تبثها “العربية” الجمعة، أن جميع أبناء الشعب السوري يطالبون بمزيد من الديمقراطية والحكومة الأكثر تمثيلا للشعب، والمزيد من الحريات، وهذه ليست مطالب طائفية، كما هو الحال في العراق، فالمواطن العراقي العادي يريد مزيدا من الازدهار والتنمية، لكن قد تتواجد جهات تحاول استغلال هذه المطالب، والاستفادة من إشعال حرب طائفية.

الحكم الفردي

وشدد الوزير التركي على أن سبب المشكلة هو الحكم الفردي، ومشكلة بين نظام الحكم الفردي والشعب، وتركيا لا ترى في ما يحدث حربا طائفية، فهناك نصارى ومسيحيون يؤيدون القوى الديمقراطية الجديدة، ولا نرى أي سمات لانقسام طائفي، لكن قد يحدث، وهناك تهديد بتحول الأمر إلى انقسام طائفي، وهذا خطر محتمل. لهذا ندعو جميع الأطراف في العراق وسوريا من مختلف الأصول الطائفية لأن يعملوا مع بعضهم بعضا من أجل أوطانهم.

وحول مصير النظام السوري، قال أوغلوا إن ذلك عائد للشعب السوري، وإنه شخصيا لا يستطيع الجزم ما إذا كان مع النظام الوقت أم لا، وشدد أنه على النظام العمل من أجل إرضاء شعبه، موضحا أن تركيا لا تستطيع التحدث نيابة عن الشعب السوري، أما بالنسبة للنظام فعليه أن يقوم أولا بوقف سفك الدماء والتوقف عن مهاجمة المتظاهرين المدنيين، عندها سيقول الشعب السوري كلمته.

وقال إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتكاتف من أجل وقف أي معاناة إنسانية، وهذا حدث من قبل في البوسنة، وفي العراق لحماية الأكراد إبان حكم صدام حسين.

وشدد الوزير على أن بلاده تتحدث عن التحول السلمي والحماية الإنسانية وإيجاد الملاذات الآمنة، وإنه في حال وقوع كارثة إنسانية ومأساة، بالتأكيد لا يمكن للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة أن تبقى صامتة حيال ذلك.

ودافع الوزير عن استضافة بلاده لاجتماعات المعارضة السورية، وقال إن تركيا دولة ديمقراطية، وبالنسبة للمعارضة السلمية مثل المجلس الوطني السوري، وليس هم فقط، بل أي طرف آخر، بوسعهم تنظيم اجتماعاتهم في تركيا، ولا يوجد ما يدعو للحصول على ترخيص من أجل ذلك.

وعندما أعرب النظام السوري عن انزعاجه، قلنا لهم أن مؤيدي النظام بوسعهم عقد اجتماعاتهم هنا أيضاً وهذا ما تم. وهكذا فإن بقاء المجلس الوطني السوري هنا هو جزء من حرية التجمع وحرية الرأي، ونحن لن نمنعهم.

أما بالنسبة لمن فروا من القمع في سوريا، وهذا رأي عبرت عنه في اجتماعات عديدة وأخيرا في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي، ووجهت كلامي لوزير الخارجية السوري وقلت له أن أبوابنا وقلوبنا وبيوتنا مفتوحة لكل السوريين ممن يحتاجون الحماية.

وأضاف أوغلو أن بلاده ستؤيد التوجه للأمم المتحدة في حال فشل مبادرة الجامعة العربية في سوريا.

لا خلافات مع العراق

وحول العلاقة مع العراق، نفي أوغلو وجود خلافات مع طوائف بعينها في العراق، وقال إن تركيا جمعتها علاقات طيبة للغاية مع جميع الجماعات الشيعية في العراق، وكان لديها قنصل عام في كل من البصرة والموصل وأربيل وجميع المدن الرئيسية بمختلف الخلفيات الطائفية والدينية، وعلاقات ممتازة مع الحكومة العراقية مبنية على لقاءات المجلس الاستشاري الأعلى.

وعارض الوزير التركي فكرة العقوبات الأحادية الجانب ضد إيران، مشيرا لوجود قرار من مجلس الأمن الدولي ملزم لجميع الأطراف في ما يتعلق بمسألة العقوبات.

وبين أن تركيا تتشاور مع إيران حول العديد من الموضوعات بروح من الود والصداقة، خاصة وأن هناك العديد من التحديات والمشاكل التي تعيشها المنطقة، ونفى أن تكون تركيا تسعى لاستقطاب النفوذ بناء على الاختلافات الدينية أو العرقية أو الطائفية.

المجلس الوطني السوري يتوجه إلى القاهرة

بيروت – محمد زيد مستو

أكد المجلس الوطني السوري، أن وفدا سيتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم الجمعة، للعمل على نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، وللقاء الأمين العام للجامعة العربية وعدد من وزراء الخارجية العرب.

وذكر بيان للمجلس، أنه من المقرر أن يلتقي الوفد، الذي يضم رئيس المجلس برهان غليون وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي، الأمين العام للجامعة نبيل العربي وبعض الوزراء العرب.

ويهدف المجلس من هذه الخطوة إلى الحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي وإعطاء قوة دفع دولية، معتبراً أن ذلك سيشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان.

وأشار البيان إلى أن غليون سيحمل مطالب المجلس الوطني في ما يخص التقرير الذي رفعته بعثة المراقبين إلى اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري، وفي مقدمتها أن يتضمن ما شاهده المراقبون من فظائع ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين والأهالي في كافة المدن والبلدات، إضافة إلى عمليات القتل بواسطة القناصة والإعدام رمياً بالرصاص في الساحات العامة التي نفذتها كتائب النظام، على حد وصفه.

جرائم إبادة

كما سيشدد وفد المجلس الوطني على أن يتضمن التقرير نصاً واضحا يشير إلى أن ما ارتكبه النظام وما يقوم به يمثل “جرائم إبادة”، جرائم بحق الإنسانية و”جرائم حرب” ترتكب بحق مدنيين عزل، مع التأكيد على أن عدد السوريين الذين قضوا برصاص النظام منذ انطلاق المبادرة العربية وصل إلى نحو 2500 مدني سوري، إضافة إلى عشرات آلاف الجرحى والمعتقلين.

وأوضح البيان أن المجلس الوطني سيعقد لقاءً مع الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام في القاهرة لوضعهم في صورة التطورات في سوريا وخريطة الأداء السياسي المقبلة للمجلس في ضوء قرارات الجامعة والمجلس الوزاري العربي، كما ومستويات التعاون بين المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر.

ويعتبر ملف تدويل الأزمة السورية وتحويلها إلى مجلس الأمن لفرض منطقة عازلة وحظر جوي على الطيران الحربي السوري، أحد المطالب الأساسية التي يرددها المحتجون وعناصر الجيش السوري الحر، في حين ترفضه أطراف معارضة أخرى وتعتبره جزءا من التدخل الخارجي في الشؤون السورية.

مسؤول أمريكي: إيران تبيع النفط السوري عبر موانئها

العربية.نت

صرح مسؤول في الوزارة المالية الأمريكية أن الوزارة لديها معلومات موثوقة بأن إيران تشتري النفط السوري، ومن ثم تصدره عبر ميناء “ديلم” الإيراني إلى الأسواق العالمية، وذلك في إطار مساعدتها لكسر الحصار على مبيعات النفط السوري.

وقد اتهمت الولايت المتحدة الأمريكية والمعارضه السورية مراراً إيران بمساعدة نظام الأسد، إلا أن إيران رفضت هذه الاتهامات.

وقال المسؤول الأمريكي لشبكة “بي بي سي البريطانية” إن إيران تستورد النفط السوري عبر شركة في دبي تسمى “سي انترابرايز” مستخدمة النقالة اليونانية “ماير”، وتنقل النفط السوري إلى الموانئ الإيرانيه لتبيعه في الأسواق العالمية من إيران.

وبحسب المسؤول، فإن إيران استطاعت أن تنقل 91 طنا من النفط، ما يعادل 650 ألف برميل، من ميناء بانياس السوري إلى ميناء ديلم الإيراني خلال الفترة من 28 نوفمبر حتى نهايه ديسمبر 2011.

وقال المسؤول الأمريكي في وزارة المالية إنّ الولايات المتحدة أعطت هذه المعلومات إلى شركات التأمين الأمريكة التي تتعامل مع شركة “انترابرايز” والمؤسسة المشغلة لسفينة “ماير” اليونانية، وذلك لمقاطعة التعامل مع هاتين الشركتين في مجالات التأمين، التزاما بقانون فرض العقوبات على سوريا، وفي إطار تطبيق قرارات الأمم المتحدة.

وقال المسؤول الأمريكي في نيويورك لمراسل “بي بي سي” بهمن كلباسي إن إيران تقف خلف النظام السوري بكل إمكانياتها المالية والعسكرية.

ويؤكد هذا المسؤول الأمريكي بأن إيران أرسلت خبراء في مجال تقنية الإنترنت وأيضا خبراء في قمع المظاهرات إلى سوريا في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى دعمها المالي لسوريا.

15 قتيلاً بجمعة “معتقلي الثورة” في سوريا

العربية.نت

احتشد آلاف السوريين، اليوم الجمعة، في مظاهرات عمّت مختلف المدن في جمعة معتقلي الثورة، والتي تأتي قبيل ساعات من تقديم بعثة المراقبين العرب تقريرها للجامعة العربية حول مهمتها في سوريا.

ووفق حصيلة أولية، قتل 15 شخصاً خلال تظاهرات اليوم بينهم 6 في إدلب.

ووسط انتشار الأمن والجيش خرجت تظاهرات في كفر رومة وكفر تخاريم وحاس في محافظة إدلب، وخرج المتظاهرون في جمعة المعتقلين في عربين والحجر الأسود في ريف دمشق.

وفي الحسكة أفادت الهيئة العامة للثورة بانطلاق تظاهرات حاشدة في الدرباسية وعامودا تهتف لنصرة حمص والزبداني وإدلب، كما أفادت الهيئة العامة للثورة بوجود انتشار أمني كثيف في منطقة الصليبة باللاذقية.

من جانبهم أرسل المعتقلون في سجن حمص المركزي بياناً إلى لجنة المراقبين العرب أفادوا خلالها بأن النظام السوري لم يشمَل بمرسوم العفو العام القضايا التي يقبع معظمهم في السجن على أساسها.

وجاء في البيان أن النيابتين العامة والعسكرية قامتا بإضافة تهم الى ملفات المعتقلين قبل إصدار مرسوم العفو العام، كما قامت السلطات السورية بدفع أفراد من الأجهزة التابعة للنظام السوري لرفع قضايا ضد معتقلي الرأي ليتم توقيفهم مجدداً في حال شملهم العفو.

وبحسب البيان فإن السلطات السورية أيضاً استبعدت من العفو كل من هو مطلوب للأجهزة الامنية بعكس ما أعلنت الحكومة السورية، في حين أفاد البيان بأن السلطات السورية أطالت من فترة اعتقال من يتحدرون من المناطق الساخنة المطالبة بإسقاط النظام من خلال إضافة تهم لهم.

وطالب البيان المراقبين العرب بالإشراف مباشرة على تطبيق العفو العام تجنباً للتلاعب بالقوانين من قبل السلطات السورية والعمل على الإفراج عن الشخصيات الفكرية والعلمية السورية المعتقلين منذ فترة طويلة.

ترجيح مشاركة الأكراد كمراقبين في أطر المعارضة السورية بعد تعليق مشاركتهم

روما (19 كانون الثاني/ يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بعد إعلان الأحزاب الكردية والشخصيات المعارضة المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي تعليق مشاركتها في أطر المعارضة السورية كافة، رجّحت مصادر في المعارضة السورية أن تشارك هذه الأحزاب والشخصيات الكردية المستقلة كمراقبين في الأطر المعارضة وخاصة المجلس الوطني وهيئة التنسيق

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بعد تعليق القوى والأحزاب الكردية مشاركتها في المعارضة السورية، علمنا أن هناك نقاش لفكرة مشاركة هذه الأحزاب والشخصيات المستقلة الكردية كمراقبين في أطر المعارضة الأساسية وخاصة المجلس الوطني السوري وهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي وإعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، ومن المرجح أن يصدر قرار بهذا الشأن قريباً”، وأضافت المصادر “رغم تعليق المشاركة إلا أن هذه القوى الكردية لم توقف تنسيقها مع كافة تيارات المعارضة السورية، كما أنها لن تغيّر من موقفها المعارض للنظام والمطالب بإسقاطه” حسب تعبيرها

وكانت أحزاب المجلس الوطني الكردي في سورية والتي تضم أحزاباً كردية وشخصيات كردية مستقلة قد أعلنت تعليق مشاركتها في أطر المعارضة السورية كافة، لأنه يرى أن هذه الأطر المعارضة لم تحقق تطلعات الأكراد في سورية في حق تقرير المصير أو إيجاد اعتراف يحقوقهم القومية أو الحصول على حكم ذاتي لهم

ويضم المجلس الوطني الكردي ، وينضم إلى هيئة التنسيق أربعة أحزاب هي الاتحاد الديمقراطي وحزب اليسار الكردي والحزب الديمقراطي الكردي والحزب الديمقراطي الكردي السوري، فيما ينضم إلى المجلس الوطني حزبان هما حزب آزادي وحزب يكتي، كما ينضم إلى تجمع إعلان دمشق ثلاثة أحزاب هي الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي والحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي

ووجّه المجلس الوطني الكردي نداءً إلى المستقلين الأكراد الآخرين المنضويين في أي إطار معارض سوري إلى الانسحاب منه من اجل تشكيل كتلة كردية موحدة للتفاوض مع أطر المعارضة والاقتراب من التشكيل الأكثر قرباً من مطالب المؤتمر الوطني الكردي ولا سيما حق تقرير المصير الذي يطالب به الأكراد

هيئة قوى التغيير السورية المعارضة تعقد مجلسها المركزي لانتخاب قيادة جديدة

روما (19 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر قيادية في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة أن الهيئة قررت عقد دورة للمجلس المركزي الموسع للهيئة في الأول من شباط/فبراير المقبل من أجل إقرار نظام داخلي جديد للهيئة ووضع مشروع برنامج سياسي يتناول الأزمة السورية والأحداث الجارية والوضع الإقليمي، فضلاً عن وضع برنامج سياسي متكامل للمرحلة المقبلة

ومن المقرر أن ينتخب المجلس المركزي للهيئة في دورته المقبلة أعضاء مكتب تنفيذي جديد للهيئة في ضوء النظام الداخلي

وقالت مصادر قيادية لـ (آكي) إنها تتوقع أن يشمل التغيير عدداً كبيراً من أعضاء المكتب التنفيذي، كما سيرشح المجلس أعضاءً للجان الهيئة التي من المتوقع أن يكون عددها تسع لجان

هذا وسيجتمع المكتب التنفيذي الحالي يوم الاثنين المقبل لإقرار مشروع البرنامج السياسي والنظام الداخلي اللذين سيقدمان للمجلس

من جهة أخرى قرر المكتب التنفيذي للهيئة إرسال وفد إلى موسكو وآخر إلى بكين بناء على دعوة من كل من البلدين لإجراء حوار مع المسؤولين هناك يتناول وجهة نظر الهيئة بالأزمة السورية وآفاق حلها والاستماع إلى موقف كل من سياسة هذين البلدين تجاه هذه الأزمة.

كذلك من المتوقع أن ترسل الهيئة وفداً إلى بعض البلدان العربية وآخر إلى أوروبا في مهمة مشابهة وللهدف نفسها

ويشار إلى أن المكتب التنفيذي الحالي يضم 19 شخصاً والذي يرأسه حسن عبد العظيم كمنسق عام للهيئة

وهيئة التنسيق التي أُعلن عن تشكيلها في حزيران/يونيو الماضي، هي ائتلاف معارض يضم التجمع الوطني الديمقراطي (4 أحزاب) وتجمع اليسار الماركسي (4 أحزاب) وعدة أحزاب من الحركة الوطنية الكردية، وقوى سياسية وميدانية أخرى، فضلاً عن عدد من شخصيات معارضة

سوريا: تواصل أعمال العنف مع انتهاء تفويض المراقبين العرب

واجهت بعثة المراقبين انتقادات قوية من قبل المعارضة السورية

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” بمقتل ضابط كبير في الجيش السوري في مدينة حماه في اشتباكات مع مسلحين وذلك تزامنا مع انتهاء التفويض الممنوح لبعثة المراقبين العرب في سوريا.

وذكرت الوكالة أن “مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران اسلحتها على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة مما أدى الى مقتل العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل”.

وأضافت الوكالة ” وفي داريا بريف دمشق أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة ظهر الخميس بإطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى مقتله”.

من جانبها قالت المعارضة السورية ان جنودا منشقين قتلوا ضابطا برتبة عميد في اجهزة الاستخبارات “بعد رفضهم الانصياع لاوامر باطلاق النار على المدنيين” في حماة وسط سوريا.

وذكرت لجان التنسيق المحلية “قتل العميد في الامن العسكري عادل مصطفى على ايدي جنود رفضوا تنفيذ اوامره باطلاق النار على اهالي حي باب قبلي”.

بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان “مقتل ضابط في المخابرات برتبة عميد خلال اشتباكات مع مجموعات منشقة في مدينة حماة إضافة إلى ضابط آخر برتبة برتبة ملازم”.

وكانت المعارضة قد أكدت في وقت سابق أن عشرات الدبابات والمركبات العسكرية انسحبت من مدينة الزبداني بعد يومين من ورود أنباء عن توصل الجيش إلى اتفاق مع قوات منشقة.

تفويض

وتأتي أعمال العنف مع انتهاء التفويض الممنوح لبعثة المراقبين العرب في سوريا، حيث يعكف رئيس البعثة على وضع اللمسات الأخيرة على “تقرير حاسم” لتقديمه إلى اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الأوضاع في سوريا.

وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في تصريحات صحفية إن رئيس فريق المراقبين سيقدم “تقريرا حاسما” لمواصلة مهمته.

وكانت بعثة المراقبين العرب، التي بدأت عملها في سوريا قبل شهر، واجهت انتقادات متزايدة لعجزها عن وقف العنف.

وقال ناشطون في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني الجاري إن حوالي 400 شخص قتلوا على يد القوات الأمنية السورية خلال الأيام العشرة الأولى من عمل بعثة المراقبين.

وعلى الرغم من أن التفويض الممنوح لبعثة المراقبين ينتهي الخميس، إلا أن البروتوكول المنظم لعملها يسمح بالتجديد لها لفترة شهر ثان إذا وافق الطرفان على ذلك.

“مرحلة مفصلية”

وأضاف بن حلي “نحن الآن فى مرحلة مفصلية لان تقرير رئيس الفريق العربي للمراقبين الموجود الآن فى سوريا سيقدم الخميس، تاريخ انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول”.

وتابع بن حلي “في هذه المرحلة يجب أن نعرف هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها، أو لا بد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة”.

وستجتمع اللجنة الوزارية العربية السبت في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب الاحد.

ويقول مراسلون إن الحكومة السورية حريصة على بقاء المراقبين، لكن المعارضة ترغب في تدخل الأمم المتحدة.

” شعب واعي “

في غضون، نقلت وكالة الأنباء السورية عن الرئيس بشار الأسد قوله إن شعب سوريا واع للمخططات التي تدبر ضد بلاده وقادر على تجاوز الظروف الراهنة”.

وذكرت الوكالة أن الأسد أكد خلال لقاء وفد المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبي في سوريا ودعم الحوار والاصلاح أن “الشعب السوري

المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدفامنه وتلاحمه قادر على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سورية القوية العزيزة”.

وضم الوفد ممثلين عن المؤتمر القومي العربي والملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة ومؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

سوريا: الضرر الناجم عن العقوبات النفطية 2 مليار دولار

بيروت (رويترز) – نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية عن وزير النفط السوري سفيان العلاو قوله يوم الجمعة ان العقوبات الغربية المفروضة على صادارت النفط السورية كلفت البلاد ملياري دولار منذ سبتمبر أيلول.

ونقلت الوكالة عن الوزير قوله ان سوريا لا تزال تحاول ايجاد عملاء جدد لتعويض العقود النفطية مع الاتحاد الاوروبي لكنها تواجه صعوبات في تأمين ناقلات النفط وفتح الاعتمادات المالية.

وفرضت دول الاتحاد الاوروبي التي كانت تشتري معظم صادرات النفط السورية التي تبلغ 130 ألف برميل يوميا تقريبا عقوبات على النفط السوري في الثاني من سبتمبر بعد قرار مماثل من الولايات المتحدة.

وقال العلاو ان سوريا كانت قد استخدمت في السابق ايرادات من بيع النفط الخام “لتأمين الاحتياجات النفطية للمواطن” لكن الحكومة أصبحت تستعين بالخزانة والبنوك السورية العامة لتوفير هذه الاحتياجات.

ووصف العقوبات الغربية بأنها “ظالمة وغير قانونية تهدف الى الحاق أكبر ضرر بالشعب السوري.”

وقال العلاو أيضا ان هجمات “ارهابية” على خطوط نقل النفط والغاز ومنشات أخرى في قطاع الطاقة أسفرت عن مقتل 21 عاملا وعطلت الامدادات وأحدثت أضرارا تقدر قيمتها بملياري ليرة سورية (34 مليون دولار).

استمرار التوتر بسوريا وشكوك حول بعثة الجامعة العربية

عمان (رويترز) – اندلعت أعمال عنف متفرقة يوم الجمعة في سوريا حيث اختتمت بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية مهمتها التي استمرت شهرا.

وقال نشطاء ان قوات الامن منعت اقامة صلاة الجمعة بالمسجد العمري في درعا بجنوب البلاد وهي مهد الانتفاضة المستمرة منذ عشرة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد وذلك للجمعة الخامسة على التوالي.

وتعقب صلاة الجمعة عادة مظاهرات اما لابداء التأييد للاسد أو للاحتجاج على حكمه.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان هناك تواجدا أمنيا كثيفا حول المساجد بمدينة اللاذقية وان عدة بلدات شهدت اطلاق نيران.

واضاف المرصد ومقره بريطانيا أن أحد ضباط الامن اغتيل في درعا ربما لتغيير ولائه. وفي محافظة ادلب بشمال غرب البلاد أعادت قوات الامن جثث ستة أشخاص كانوا قد اختفوا قبل يومين.

ولم يتسن التحقق من أحدث الروايات عن الاضطرابات في سوريا بسبب القيود المشددة التي تفرضها السلطات على وسائل الاعلام.

ومن المنتظر أن يتوجه الفريق اول الركن محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين الى القاهرة حيث مقر جامعة الدول العربية يوم السبت ليرفع تقريرا عما شهده أعضاء بعثته المكونة من 165 فردا منذ وصلوا الى سوريا في 26 ديسمبر كانون الاول.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم الاحد لتحديد ما اذا كان ينبغي مد البعثة او انهاؤها. ويقول منتقدون للبعثة انها لم تقدم الا غطاء دبلوماسيا للاسد ليواصل حملته التي تقول الامم المتحدة انها أسفرت عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل.

وقتل المئات منذ وصل المراقبون الى سوريا حيث ظهرت حركة تمرد مسلحة في الاشهر القليلة الماضية.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك ان على الجامعة أن تنشر تقرير المراقبين بالكامل وأن تحث مجلس الامن الدولي على فرض عقوبات مستهدفة تشمل حظرا للسلاح لوقف القتل في سوريا.

وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط بالمنظمة “يجب أن تعلن الجامعة العربية تقرير مراقبيها لتهدئة القلق المتزايد من احتمال تحايل السلطات السورية على بعثة المراقبة التابعة لها.”

وأضافت “لا يمكن تحديد ما اذا كان يجب أن يبقى المراقبون في البلاد الا من خلال تقييم شفاف لبعثة المراقبة.”

وتتهم السلطات السورية “ارهابيين” مدعومين من الخارج بقتل الفين من أفراد قوات الامن منذ بدء الاضطرابات في مارس اذار.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن وزير النفط والثروة المعدنية سفيان العلاو قوله ان العقوبات الغربية على صادرات النفط السورية كلفت البلاد ملياري دولار منذ سبتمبر ايلول.

وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية سوريا وأعلنت عقوبات عليها لعدم التزامها بمبادرة السلام التي وضعت في نوفمبر تشرين الثاني والتي تطالبها بوقف اراقة الدماء وسحب القوات من الشوارع والافراج عن المعتقلين والسماح للمراقبين العرب ووسائل الاعلام بالدخول الى أراضيها علاوة على بدء حوار سياسي مع المعارضة.

من خالد يعقوب عويس

تحقيق- المحتجون السوريون لا يحدوهم أمل كبير ببعثة الجامعة العربية

بيروت (رويترز) – خرج محتجون سوريون بأعداد كبيرة للترحيب بمراقبي جامعة الدول العربية في بلدة مضطربة في الايام الاولى من مهمتهم لكن ناشطا يقول ان المراقبين لم يأتوا بل أطلقت قوات الامن النيران على الحشود.

ويجتمع وزراء الخارجية العرب يوم الاحد لتحديد مستقبل بعثة المراقبين الذين انتهى يوم الخميس تفويضهم الذي تبلغ مدته شهرا.

وقال الناشط الشاب الذي ذكر أن اسمه منهل ان بلدته بمحافظة ادلب بشمال غرب سوريا كانت تريد أن تظهر للمراقبين مدى اصرار المحتجين على الاطاحة بالرئيس بشار الاسد. وأرسلت الجامعة المراقبين للتحقق من التزام سوريا بالمبادرة العربية التي تهدف الى وقف العنف.

وقال “اندهشت من أعداد من خرجوا الى الشوارع. وكأن الثورة تبدأ من جديد. أراد الناس أن يظهروا أننا لسنا مجرد تسجيلات فيديو على اليوتيوب بل نحن موجودون فعلا.”

وتابع قائلا بالهاتف لرويترز “لكن الثمن كان غاليا.” ويصعب التحقق من روايته على غرار روايات كثيرين غيره بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على وسائل الاعلام.

ويقول محتجون مثل منهل ان مشاعرهم متضاربة ازاء جدوى بعثة الجامعة العربية التي سلطت الضوء على حركتهم المستمرة منذ عشرة اشهر لكنها فشلت في وقف سفك الدماء الذي ربما يدفع سوريا نحو حرب أهلية.

وأوردت جماعة افاز الحقوقية ومقرها بريطانيا 20 واقعة فتحت فيها قوات الامن النار على المحتجين قبل زيارة المراقبين العرب او اثنائها او بعدها.

وفي اليوم الاخير من مهمتهم زار مراقبون منطقة يسيطر عليها منشقون بمدينة حماة واستقبلتهم حشود أخذت تهتف “حرية”.

وفي تسجيل فيديو بثه نشطاء ظهر مقاتلون في ملابس عسكرية خضراء يعتلون سقف سيارة المراقبين ويتشبثون بأبوابها وبنادقهم معلقة على ظهورهم.

وارتفعت وتيرة العنف التي كانت قد هدأت عند بدء المهمة وزاد عدد القتلى الى متوسط مستواه في الاشهر القليلة الماضية.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان 454 مدنيا و146 جنديا بينهم 27 منشقا قتلوا منذ وصل المراقبون في 26 ديسمبر كانون الاول.

وتقول جماعة افاز ان 746 مدنيا قتلوا في الشهر المنصرم بينهم 80 لاقوا حتفهم في ثلاثة تفجيرات بدمشق.

وكلفت الجامعة العربية المراقبين بالتحقق من التزام سوريا بمبادرتها التي دعت الى وقف القتل وانسحاب الجيش من الشوارع والافراج عن المعتقلين وبدء حوار سياسي.

ويقول منتقدون للبعثة المؤلفة من 165 مراقبا ان كل ما فعلته هو أنها أسهمت في اتاحة المزيد من الوقت للاسد ليواصل حملته العنيفة.

وقال كريس فيليبس المتخصص بشؤون الشرق الاوسط في جامعة لندن “وجودهم أعطى شرعية للنظام بينه وبين نفسه ليواصل القمع… يجب أن ينظر الى البعثة باعتبارها فاشلة.”

وتساءل “ما الذي يحتاج المراقبون أن يروه اكثر من هذا..”

وفي احدى التسجيلات التي بثها نشطاء ظهر مراقبون يرتدون سترات برتقالية وهم يحتمون بجدران في حمص اثر تفجر اطلاق نيران. ولم يتضح ان كانوا هم الهدف او من المسؤول عن اطلاق الرصاص.

في واقعة أخرى هاجم متظاهرون موالون للاسد في اللاذقية سيارات تقل مراقبين ولكموهم.

وانسحب مراقب واحد على الاقل استياء قائلا ان البعثة “مهزلة”.

ويشير نشطاء الى أن السلطات حاولت خداع المراقبين باخفاء او اعادة طلاء المدرعات والافراج عن دفعات من المعتقلين فيما لايزال الالاف وراء القضبان.

واعتمدت البعثة على السلطات في النقل والتأمين مما قوض استقلاليتها في أعين المنتقدين.

غير أن بعض المعارضين يعتقدون أن البعثة لعبت دورا ايجابيا على الرغم من قلة عدد أعضائها على نحو يجعل من الصعب متابعة الاحداث في دولة يسكنها 23 مليون نسمة.

وقال لؤي حسين وهو سياسي معارض معتدل ان وجود المراقبين شجع الناس على الانضمام للاحتجاجات السلمية وأظهر أنه ليس هناك ما يدعو للجوء للعنف حتى يكون الصوت مسموعا.

وذكر بعض النشطاء أنهم اتصلوا بالمراقبين عن طريق الانترنت لتفادي تنصت اجهزة الامن السورية.

وقال ناشط مقيم في دمشق “أتحدث مع المراقبين على سكايب يوميا وأعلم أن أغلبهم متعاطفون لكن التعاطف لم يعد علينا بأي خير. النظام مازال يقتلنا… لقد خذلونا.”

ويخشى نشطاء مثله من أن يؤدي الاحباط من فشل الجامعة العربية او القوى العالمية في وقف العنف الى تشجيع المزيد من السوريين على الانضمام الى حركة تمرد تطغى الان على الاحتجاجات التي بدأت سلمية في مارس اذار.

وقال ناشط ذكر أن اسمه حمد في ضاحية دوما بدمشق “أخشى أن يشعر الناس أنهم مضطرون الى اللجوء للعنف.”

وأضاف “الكثير من السوريين عاطلون او غير متعلمين وشعروا بالتهميش لفترة طويلة جدا. ضاقوا ذرعا بينما يبدو المراقبون عديمي الفائدة وقليلي الحيلة. هذا لا يشجع الناس على التمسك بالوسائل السلمية.”

وخلال وجود بعثة المراقبة ظهرت بلدة الزبداني الجبلية كمركز جديد للانتفاضة المسلحة حيث أجبر منشقون الجيش على التقهقر بموجب هدنة يوم الاربعاء.

وقال شاب يدعى احمد لرويترز عبر سكايب انه انضم للمنشقين عن الجيش في الزبداني. وأضاف “جربنا الاحتجاجات السلمية. رأينا زوجاتنا وابناءنا يقتلون. الوفد العربي قلما زارنا. كان علينا أن ندافع عن أنفسنا.”

وقال “الاختيار بين النصر او الموت. انها عملية استشهادية الان.”

من ايريكا سولومون

قتل عميد في المخابرات العسكرية اعطى اوامر باطلاق نار على المتظاهرين

نيقوسيا: ا ف ب

اعلنت المعارضة السورية ان جنودا منشقين قتلوا ضابطا برتبة عميد في اجهزة الاستخبارات الخميس بعد رفضهم الانصياع لاوامر باطلاق النار على المدنيين في حماة وسط سوريا.

وجاء في بيان للجان التنسيق المحلية في سوريا “قتل العميد في الامن العسكري عادل مصطفى على ايدي جنود رفضوا تنفيذ اوامره باطلاق النار على اهالي حي باب قبلي وقد سبق له الاشراف على العديد من عمليات القتل والاعتقال”.

من جهته، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان “وردت انباء من حماة عن مقتل ضابط في المخابرات برتبة عميد خلال اشتباكات مع مجموعات منشقة في المدينة”، مضيفا “كما قتل ضابط برتبة ملازم”.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ضابطا استشهد بنيران “مجموعة ارهابية مسلحة” في حي الجراجمة بمدينة حماة.

وقالت الوكالة نقلا عن مراسلها ان “مجموعة إرهابية فتحت نيران اسلحتها الرشاشة على دورية لحفظ النظام في حي الجراجمة، ما أدى الى استشهاد العميد عادل المصطفى والعنصرين هائل الغيبور وعلي خليل”.

واضافت سانا “وفي داريا بريف دمشق أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة ظهر اليوم على إطلاق النار على رئيس البلدية السابق حسن بوشناق أمام منزله في المدينة ما أدى إلى استشهاده”.

واوضحت ان “المجموعة الإرهابية كانت تستقل سيارة سياحية وقامت بإطلاق النار على الشهيد بوشناق أثناء خروجه من منزله”.

ويذكر ان مواجهات وقعت  بين طلاب و”شبيحة” في كلية العلوم في حلب (شمال) اثناء تظاهرة.

ويتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل بسبب القيود المشددة التي تفرضها السلطات على تنقل مراسلي وسائل الاعلام الاجنبية في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى