أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 23 كانون الثاني 2018

واشنطن تناقش و أنقرة «منطقة آمنة» شمال سورية

موسكو، لندن، بيروت – «الحياة»

 

أعلن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أمس، أن واشنطن تبحث مع أنقرة و «بعض القوى على الأرض» في كيفية إرساء «المنطقة الآمنة»، التي أعلنت الحكومة التركية عزمها على إنشائها بعمق 30 كيلومتراً داخل سورية. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن تيلرسون قوله إن بلاده «تسعى إلى تحقيق الاستقرار والاستجابة لمخاوف تركيا الأمنية المشروعة».

 

وتقدمت موسكو خطوة جديدة في إعلان تأييد ضمني العملية العسكرية التركية في سورية، فيما أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن عملية «غصن الزيتون» ستمضي نحو تحقيق الأهداف المنسقة مع الروس، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها أرودغان علناً عن اتفاق بين أنقرة وموسكو على العملية. أتى ذلك فيما أجرى وفد المعارضة السورية محادثات في موسكو حول حضوره مؤتمر «سوتشي» نهاية الشهر الجاري.

 

وأصيب 21 مدنياً بينهم أطفال أمس بعوارض اختناق وضيق تنفس، فيما واجهت قوات النظام اتهامات بقصف مدينة دوما المحاصرة شرق دمشق بغاز الكلور، ورجحت مصادر طبية أن تكون العوارض ناجمةً عن غازات سامة احتوتها الصواريخ.

 

وفي دعم روسي غير مباشر للعملية التركية في عفرين، شنّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف هجوماً لاذعاً على الولايات المتحدة واتهمها بدعم انفصاليين في سورية عبر تأييد إقامة «هياكل سلطة بديلة» والتحضير للسيطرة على المناطق الحدودية الشمالية. واعتبر أن واشنطن تحاول عرقلة حوار الأكراد مع دمشق، وتشجع الميول الانفصالية، وتتجاهل الطابع الحساس والأبعاد الإقليمية للقضية الكردية.

 

وأوضح لافروف خلال استقباله وفد «هيئة التفاوض» في موسكو أمس، أن هدف مؤتمر سوتشي هو «مساندة المفاوضات» السورية، مشيراً إلى أن موسكو تدعم «جميع الجهود للتسوية السياسية، استناداً إلى قرار مجلس الأمن الرقم 2254». وشدّد رئيس الوفد نصر الحريري على أن المعارضة «لن تكون طرفاً معرقلاً في المفاوضات السورية»، لافتاً إلى أن «البيانات الرافضة سوتشي هي نتيجة غموض في جنيف». وأضاف أن «قرار مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي سيُتخذ بعد سماع المقترحات ومناقشتها مع الشركاء».

 

وفي إشارة جديدة إلى امتداد التفاهمات الروسية- التركية على المستويين السياسي والعسكري الميداني، نفى أمس ممثل الحركة الكردية لدى روسيا رودي عثمان أن يكون المكوّن الكردي تلقى دعوة إلى حضور «سوتشي». وكان لافروف شدّد أمس على ضرورة مشاركة الأكراد في عملية التسوية، وقال إن ممثلين عن الأكراد أُدرجوا على لوائح المدعوين. وخلافاً للتأكيدات الروسية، قال عثمان: «لا نعلم من دُعي إلى سوتشي، لكن الأكيد أننا لم نتلقَ دعوة ولن نحضر».

 

وزاد أن «المكوّن الكردي كان رحّب في البداية بإطلاق تسمية (الشعوب السورية) على المؤتمر الروسي، لكن بعد اعتراض تركيا تم تغيير التسمية، ونحن الآن في مواجهة حرب، وتركيا لم تعد ضامناً، ولا يمكن أن نجلس مع ممثليها على طاولة واحدة».

 

ميدانياً، واصلت القوات التركية بالتعاون مع فصائل «الجيش السوري الحر» العملية العسكرية شمال البلاد، وباشرت أمس هجوماً برياً في اتجاه عفرين انطلاقاً من مدينة أعزاز في ريف حلب، فيما قصفت المدفعية بكثافة مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأسفرت المعارك المستمرة منذ أربعة أيام في منطقة عفرين عن مقتل 54 عنصراً من فصائل المعارضة القريبة من أنقرة والمقاتلين الأكراد، وفق حصيلة «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

 

وقبل ساعات من عقد مجلس الأمن جلسة طارئة بطلب فرنسي لمناقشة التطورات، انتقدت تركيا وروسيا الدعوة الفرنسية، إذ اعتبرت تركيا أن في ذلك «مساندة للإرهابيين»، فيما وصفت روسيا الجلسة بأنها «مقلقة»، واتهمت الدول الغربية بمحاولة إثارة ضجة حول الوضع في الغوطة الشرقية وإدلب، بينما تتجاهل التحركات العسكرية للجماعات المقربة من «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في مناطق أخرى.

 

وفي تطوّر ميداني لافت، تجدّدت الاشتباكات بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في محيط مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي، بعد أكثر من 48 ساعة من إعلان دمشق السيطرة عليه. وأفاد «المرصد السوري» بأن الفصائل حققت تقدماً في أطراف المطار الغربية والجنوبية الغربية، وتسعى إلى محاصرة القوات النظامية داخله أو إجبارها على الانسحاب منه. وأشار إلى أن الاشتباكات العنيفة أدّت إلى مقتل 24 عنصراً على الأقل من القوات النظامية.

 

تركيا: لا نسعى لاشتباك مع القوات الروسية أو السورية أو الأميركية

أنقرة – رويترز

 

نقلت قناة «خبر ترك» التلفزيونية عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله إن بلاده تسعى إلى تفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأميركية خلال عمليتها في شمال سورية، ولكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها.

 

وحضت كل من الولايات المتحدة وروسيا، تركيا على التحلي بضبط النفس في عمليتها العسكرية «غصن الزيتون» التي تهدف لـ«القضاء على سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين على حدودها الجنوبية» والتي دانتها سورية.

 

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيضاً طرد المقاتلين الأكراد من منبج التي تقطنها غالبية عربية. ويقول أردوغان إن «وحدات حماية الشعب» هي امتداد لجماعة كردية تشن تمردا في بلاده منذ عقود.

 

وتقع منبج إلى الشرق من عفرين وهي جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سورية خاضعة لسيطرة قوات معظمها غالبيتها كردية.

 

ونقلت «خبر ترك» عن تشاووش أوغلو قوله: «الإرهابيون في منبج يطلقون دوماً نيراناً استفزازية. إذا لم توقف الولايات المتحدة هذا فسنوقفه نحن». وأضاف: «هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولايات المتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي».

 

وتابع: «يجب أن أتخذ أي خطوة لازمة. وإذا لم أفعل، سيكون مستقبل بلدنا في خطر. لا نخشى أحداً في هذا ونحن مصممون… لن نعيش في خوف وتهديد».

 

ويقول مسؤولون أميركيون إن من أهداف واشنطن الرئيسة الحيلولة دون طرد تركيا لـ«قوات سوريا الديموقراطية» -مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة وتهيمن عليها «وحدات حماية الشعب الكردية»- من منبج.

 

وتأمل الولايات المتحدة في الاستفادة من سيطرة «وحدات حماية الشعب» على شمال سورية في منحها القوة الديبلوماسية المطلوبة لإحياء المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب السورية.

 

وأثار دعم الولايات المتحدة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية غضب أنقرة التي تعتبر الوحدات تهديداً أمنياً لها. وهذا الدعم أحد أمور عدة أدت إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا.

 

وقال تشاووش أوغلو: «مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولايات المتحدة». وأضاف أن «تركيا ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضرورياً».

 

وتابع أن «سواء منبج أو عفرين أو شرقي الفرات أو حتى تهديدات من شمال العراق، لا يهم… إذا كان هناك إرهابيون على الجانب الآخر من حدودنا فسيمثل ذلك تهديداً لنا».

 

«قوات سورية الديموقراطية» تدرس إرسال تعزيزات إلى عفرين

لندن، عين عيسى (سورية) – رويترز

 

قالت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة اليوم (الاثنين) إنها تدرس إمكان إرسال تعزيزات إلى عفرين في شمال غربي سورية للمساعدة في صد هجوم تركي.

 

وشنت تركيا هجوماً عبر الحدود يوم السبت على منطقة عفرين، وقالت إنها تهدف إلى القضاء على «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، وهي حليف عسكري أساس للولايات المتحدة على الأرض في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

 

و«وحدات حماية الشعب» هي المكون الرئيس في تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يضم أيضاً مقاتلين أكراداً. وقالت «وحدات حماية الشعب» إنها سترسل مزيداً من المقاتلين إلى عفرين إذا اقتضت الضرورة، لكن المنطقة كانت معززة بالفعل بقوات توقعاً لهجوم تركي.

 

وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» كينو غابرييل في مؤتمر صحافي بثته قنوات تلفزيونية إنهم «يدرسون احتمال إرسال المزيد من القوات إلى عفرين»، ودعا إلى بذل جهود دولية لوقف الهجوم التركي.

 

وأوضح الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» نوري محمود على هامش المؤتمر إن «قواتهم أعدت نفسها بسبب توقعها لهجوم من تركيا».

 

وتسيطر «قوات سورية الديموقراطية» و«وحدات حماية الشعب» على مناطق شاسعة من شمال وشرق سورية إضافة إلى منطقة عفرين. ودعمت الولايات المتحدة «قوات سورية الديموقراطية» بضربات جوية وأسلحة وتدريب وألفي جندي على الأرض، ما أغضب تركيا التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» حليفة للمتمردين الأكراد الذين يقاتلون الدولة التركية منذ عقود.

 

وإرسال تعزيزات إلى عفرين من مناطق تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» إلى الشرق سيتطلب من مقاتليها على ما يبدو المرور عبر مناطق قرب حلب تسيطر عليها الحكومة السورية، ما يعقد الرحلة في بلد تقترب فيه الحرب الأهلية المتعددة الأطراف من دخول عامها الثامن.

 

وليس هناك جنود من القوات الخاصة الأميركية في منطقة عفرين.

 

وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» إن التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة أبلغ حلفاءه السوريين بأنه يبذل مساعي سياسية لوقف الهجوم التركي.

 

وتعهدت «قوات سورية الديموقراطية» في بيان بأن تكون عفرين مستنقعاً يخرج منه الجيش التركي، بعد أن يتكبد خسائر فادحة ودعت التحالف إلى الوفاء بمسؤولياته حيال قواتها وحيال أهالي عفرين.

 

ويفتح الهجوم التركي على عفرين جبهة جديدة في الحرب التي دعمت فيها قوى إقليمية وعالمية أطرافاً متحاربة وقتل فيها مئات الآلاف من الأشخاص كما أجبرت 11 مليونا على ترك منازلهم.

 

واتهم محمود روسيا، وهي داعم عسكري رئيس لحكومة الرئيس بشار الأسد، بأنها منحت تركيا الضوء الأخضر لإرسال طائراتها فوق عفرين. وسحبت روسيا قواتها من المنطقة قبل الهجوم، وقالت «قوات سورية الديموقراطية» إن روسيا أطفأت راداراتها.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال اليوم إن أنقرة توصلت إلى اتفاق مع روسيا في شأن العملية العسكرية في عفرين، وأنها لن تتراجع عن العملية.

 

من جهة ثانية، نسب تقرير لممثل عن وسائل الإعلام إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قوله اليوم إن الولايات المتحدة قلقة من واقعة تركية في شمال سورية وتطلب من الجانبين ضبط النفس.

 

وقصفت تركيا أهدافاً في شمال سورية اليوم (الاثنين) وقالت إنها ستسحق سريعاً مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الولايات المتحدة التي تسيطر على منطقة عفرين في ظل تنامي القلق الدولي من عمليتها العسكرية التي دخلت يومها الثالث.

 

ووفقاً للتقرير قال تيلرسون أثناء رحلة إلى لندن: «نحن قلقون من الواقعة التركية في شمال سورية»، في إشارة إلى القصف التركي على عفرين. وأضاف: «ندرك ونقدر بشكل كامل حق تركيا المشروع في حماية مواطنيها من العناصر الإرهابية».

 

وأشار إلى أنه طلب من الجانبين ضبط النفس وتقليل الخسائر بين المدنيين، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى «معرفة ما يمكن عمله لتهدئة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا».

 

فرنسا تفرض عقوبات على هيئات تشتبه بتورطها في هجمات كيماوية فى سورية

واشنطن، باريس – أ ف ب

 

جمدت فرنسا اليوم (الثلثاء) أصول 25 هيئة ومسؤولي شركات من سورية، وايضا من لبنان وفرنسا والصين يشتبه في «مساهمتهم في برنامج الاسلحة الكيماوية السوري على صعيد التخطيط والتنفيذ»، وفق مرسومين نشرا في الصحيفة الرسمية.

 

وتأتي العقوبات، في حين تستضيف باريس مؤتمراً بمشاركة حوالى 30 دولة، وبحضور وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لملاحقة المسؤولين عن شن هجمات كيماوية في سورية، والرد على استخدام روسيا لحق النقض، لاعتراض قرارين في هذا الشأن امام مجلس الامن.

 

من بين الشركات المستهدفة، خصوصاً مستوردي وموزعي المعادن والالكترونيات وانظمة الانارة ومقراتها في بيروت «قطرنجي للاكترونيات»، و «ان كي ترونيكس» و«آ بي سي» للشحن، ودمشق «مجموعة الانظمة الالكترونية»، وباريس «سمارت غرين باوكسر» و«لوميير اليزيه» و«سمارت بيغاسوس».

 

الا ان العقوبات لم تستهدف اي مسؤول في النظام السوري. وقالت مصادر في وزارة الخارجية «ليس لدينا اليوم اي عناصر تتيح اطلاق هذه المبادرة على صعيد السلطات السياسية السورية».

 

وشهدت سورية ما لايقل عن 130 هجوماً كيماوياً بين 2012 و2017. وتوصل محققو الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى خلاصة مفادها ان النظام السوري مسؤول عن أربعة منها، من بينها هجوم بغاز السارين أوقع 80 قتيلاً على الاقل في الرابع من  نيسان (ابريل) 2017 في خان شيخون.

 

وكانت الولايات المتحدة انتقدت أمس تساهل روسيا مع حليفها السوري بعد انتشار معلومات تتهم نظام الرئيس بشار الاسد بشن هجوم كيماوي جديد على الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» أفاد بتسجيل 21 حالة اختناق على الاقل في الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام قرب دمشق، ورجح ان تكون هذه الحالات ناتجة عن غازات سامة احتوتها صواريخ اطلقتها قوات النظام.

 

ومع ان واشنطن لم تكن قادرة بعد على تأكيد استخدام السلاح الكيماوي، إلا أنها ذكرت باستخدام روسيا مرتين «حق النقض» (فيتو) لمنع استئناف التحقيقات التي تقوم بها الامم المتحدة، لكشف المسؤولين عن هجمات كيماوية في سورية.

 

وقال وزير الخارجية الاميركي المساعد ستيف غولدشتاين: «المدنيون يقتلون وهذا الامر غير مقبول»، مضيفاً «فشلت روسيا في نزع الاسلحة الكيماوية من سورية، وهي تعرقل عمل منظمات الوقاية من الاسلحة الكيماوية. طفح الكيل».

 

وتابع «سنرى غداً (اليوم) ما اذا كانت الولايات المتحدة ستعرض هذه التهم الاخيرة على مجلس الامن».

 

وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش دعا الاسبوع الماضي مجلس الامن الى تحريك الجهود لمعاقبة المسؤولين عن ارتكاب هجمات كيماوية في سورية، بعد استخدام روسيا مرتين للـ «فيتو» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لمنع مواصلة التحقيقات الدولية.

 

اجتماع حول سوريا في باريس الثلاثاء على هامش مؤتمر حول الأسلحة الكيميائية

باريس: تنظم فرنسا والولايات المتحدة الثلاثاء في باريس اجتماعاً، بمشاركة “بعض الدول” على هامش المؤتمر حول المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية.

 

وقالت مصادر في محيط وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان “انها مبادرة مشتركة بين وزيري الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون ونظيره الفرنسي اللذين يترأسان هذا الاجتماع بحلول المساء”.

 

وتابع المصدر “ستشارك دول من المنطقة لكن بعدد قليل وعلى المستوى الوزاري”، دون اعطاء تفاصيل.

 

ويدعو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون منذ أشهر لتشكيل مجموعة اتصال حول سوريا تضم الدول الاعضاء الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ودولاً من المنطقة.

 

ويندرج اجتماع الثلاثاء في إطار مبادرة الرئيس الفرنسي، بحسب مصادر في باريس.

 

وتابع المصدر نفسه ان الامر يتعلق ب”التوصل الى السبل والاساليب التي تسهم في تحقيق عملية انتقالية سياسية فعلية في سوريا بدعم من القوى العظمى وخصوصاً الدول الخمس في مجلس الامن ودول من المنطقة معنية بشكل مباشر لأننا ادركنا انه من الصعب جداً التوصل الى خطة سلام من داخل النظام السوري”.

 

وتراوح المحادثات السورية برعاية الامم المتحدة مكانها منذ أشهر ومن المقرر عقد جولة جديدة في جنيف يومي الخميس والجمعة.

 

وأطلقت روسيا ايضاً مبادرة للسلام تضم ايران وتركيا وتأمل ان تؤدي الى تحقيق اختراق في 30 كانون الثاني/يناير عند انعقاد “مؤتمر الحوار الوطني السوري” بين ممثلين من الحكومة والمعارضة المسلحة.(أ ف ب)

 

سوريا: القوات التركية و«الحر» يسيطران ناريا على محيط عفرين

مجلس الأمن يطالب أنقرة «بضبط النفس» وأمريكا تعمل معها لإنشاء منطقة آمنة

دمشق ـ حلب ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: وسط رسائل أمريكية متضاربة وردود فعل أوروبية قلقة من معركة عفرين، بالتزامن مع اتهامات روسية لواشنطن بتأجيج الخلاف التركي ـ الكردي، ودعم انفصال الأكراد، واصلت المقاتلات الجوية التركية قصفها للقواعد العسكرية التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية شمال غربي عفرين في سياق عملية «غصن الزيتون» التركية في المدينة، بينما يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة لمناقشة التطورات السورية بدعوة من فرنسا، وذلك في اليوم الثالث من انطلاق عمليات «غصن الزيتون» التي تهدف إلى إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم على الشريط الحدودي التركي مع سوريا، ومحاصرة عفرين لإرغام الميليشيات الكردية على الانسحاب من المدينة بشكل كامل، بمساندة برية من فصائل الجيش الحر التي زجت بأكثر من 20 ألف مقاتل في العمليات العسكرية ضد الميليشيات الكردية في ريف حلب.

وقال مبعوث فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يدعون تركيا لضبط النفس في مدينة عفرين السورية.

وتابع: «ننادي تركيا بضبط النفس»، مشيرا إلى أنه جرت مناقشة هذا الأمر بشكل واسع خلال المباحثات». ولم يتخذ مجلس الأمن أية قرارات رسمية حول الوضع في عفرين.

واستهدفت الغارات الجوية التركية وقذائف المدفعية الثقيلة، مواقع ونقاطاً عسكرية حيوية لوحدات حماية الشعب الكردية بالتزامن مع هجمات برية شنتها فصائل المعارضة والقوات الخاصة التركية شمال غربي عفرين، حيث انتزعت القوات المشتركة مساحات كانت الميليشيات الكردية تسيطر عليها، فضلاً عن قصف مكثف تعرضت له المواقع العسكرية ونقاط المراقبة التابعة للوحدات الكردية شرقي عفرين، فيما أكدت مصادر ميدانية مطلعة لـ«القدس العربي» أن القوات المهاجمة من الجيشين التركي و»الحر» سيطرت على مواقع جديدة واصبحوا يسيطرون نارياً على مركز ناحية راجو وهي إحدى اربع نواحٍ تتبع لمدينة عفرين.

وأسفرت المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في المنطقة شمالي سوريا عن مقتل 54 عنصراً من الفصائل المعارضة القريبة من أنقرة والمقاتلين الأكراد، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ويتوزع القتلى وفق المرصد، بين 19 من الفصائل المعارضة السورية المشاركة في الهجوم التركي على عفرين قضوا خلال المعارك، مقابل 29 من الوحدات الكردية قتلوا خلال الاشتباكات والغارات التركية. كما أفاد المرصد عن وجود جثث لتسعة مقاتلين آخرين مجهولي الهوية.

من جهتها تقول وحدات حماية الشعب الكردية إنها دمرت دبابتين للجيش التركي، بينما أكد قائد عسكري في الجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «تقدم قوات درع الفرات أمس وفرض سيطرتها على جبل برصايا جنوب غربي مدينة أعزاز، كما سيطرت فصائل من الجيش الحر، وبإسناد من المدفعية والطيران التركي، على قرى شيخ وباسي ومرصو وحفتار ودمرت مستودع ذخيرة في ناحية بلبل وتلة الشيخ هزوز شمال غربي مدينة عفرين، وبعد اشتباكات مع الوحدات الكردية قتل منهم خمسة وأسر اثنان آخران وتم تدمير مدفع رشاش على محور ناحية راجو بصاروخ حراري».

وأكد القائد العسكري أنه «بعد سيطرة فصائل الجيش والقوات التركية على تلك المواقع وخاصة جبل برصايا، أصبحت مساحات واسعة من أراضي منطقة عفرين ساقطة نارياً، كما سيطرت الفصائل على جبل السيرياتل ناحية الشيخ حديد جنوب غرب عفرين، كما شنّت مقاتلات تركية غارات جوية على قرى قسطل جندو وديكماطاش، إلى الغرب من جبل برصايا».

الرائد ياسر عبد الرحيم، قائد فيلق الشام المنخرط ضمن عملية «غصن الزيتون»، قال في تصريحات صحافية إن مقاتلي الجيش السوري الحر «لا يعتزمون دخول مدينة عفرين ولكن فقط محاصرتها وإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على المغادرة»، مشيراً الى ان حوالى 25 ألف مقاتل من قواته يشاركون في العملية العسكرية التي تقودها تركيا شمالي سوريا.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إن التصرفات الأمريكية في سوريا إما «استفزاز مُتعمد» أو دليل على عدم فهم واشنطن للوضع هناك. وأكد لافروف أن سياسة واشنطن تشجع الأكراد في سوريا للمضي في المطالبة بالانفصال. بينما أعرب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن «قلقه» إزاء حملة الجيش التركي في شمالي سوريا، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس في النزاع للتقليل من الضحايا المدنيين». وأضاف «فعلنا ذلك مع ائتلاف شركاء وقوات سوريا الديمقراطية لذلك نشعر بالقلق بشأن الحوادث التركية في شمال سوريا».

وفي تضارب لذلك نسب تقرير مماثل عن وسائل الإعلام إلى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قوله الإثنين إن «الولايات المتحدة تأمل في العمل مع تركيا على إقامة منطقة أمنية في شمال غربي سوريا لتلبية احتياجاتها الأمنية المشروعة. … ولتهدئة مخاوف تركيا المشروعة بشأن أمنها».

من جهتها قالت مسؤولة سياسات الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن ما يدفعها لـ»القلق» إزاء عملية «غصن الزيتون» هو «احتمال أن تؤثر سلبا على محادثات جنيف».

ومن المقرر أن تشهد العاصمة النمساوية فيينا محادثات في إطار مسار جنيف لحل الأزمة السورية يومي 25 و26 يناير/ كانون الثاني الجاري. بينما قالت وزارة الخارجية الألمانية إن الوزير زيغمار غابرييل أجرى اتصالاً هاتفيا الإثنين بنظيره التركي ليعبر عن القلق من التصعيد في شمال غرب سوريا والتداعيات الإنسانية المحتملة على السكان المدنيين.

 

قيادي كردي: لن نحضر مؤتمر روسيا لتواطئها

بيروت ـ رويترز: قال سياسي كردي سوري أمس الإثنين إن مسؤولين أكرادا سوريين لن يحضروا على الأرجح مؤتمر السلام السوري الذي تخطط روسيا لإقامته، والذي أصبح «بلا معنى» بسبب التواطؤ الروسي مع تركيا في هجومها على منطقة عفرين.

وتعتزم روسيا استضافة المؤتمر يومي 29 و30 كانون الثاني/يناير الجاري.

وقال ألدار خليل الرئيس المشارك لحركة المجتمع الديمقراطي إن احتمالية ألا يشارك مسؤولون أكراد في المؤتمر أكبر من احتمالية مشاركتهم.

 

«الائتلاف الوطني»: الميليشيات الكردية منظمات إرهابية نكلت بالسوريين

دمشق – «القدس العربي»: أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان له أمس دعمه لجهود «الجيش الوطني السوري» في عملياته الرامية إلى «تطهير الأراضي السورية من الإرهاب» وأعرب الائتلاف الوطني عن مساندته للحملة التي يساهم فيها «الجيش الوطني السوري»، الذي يضم فصائل الثورة السورية بإشراف الحكومة السورية المؤقتة، لتحرير عدد من مدن وبلدات الشمال السوري من سيطرة ما وصفها بالقوى الإرهابية، بالتعاون والتنسيق مع الدولة التركية، وبإسناد جوي منها.

وسبق للائتلاف الوطني ان طالب «بسحب عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني البي كي كي، والجلاء عن المدن والبلدات التي تحتلها وقامت بتهجير أهلها، والتوقف عن استخدام السوريين وقودا لحروبها الإرهابية العبثية، إلا أنه، وعلى مدى سنوات، واصل الإرهاب العابر للحدود تمدَده في شمالي سوريا وشرقها، مستفيداً في الوقت نفسه من وجود تنظيم داعش الإرهابي ومن دعم نظام الأسد لهذه المجموعات وتوفير البيئة الحاضنة لها».

وان تنظيم البي كي كي والواجهات التي يستخدمها ومنها حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب وغيرها من الأجهزة الأمنية والتسلطية، تعتبر حسب البيان الصادر عن الائتلاف الوطني «منظمات إرهابية، قامت بالتنكيل بالسوريين بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم، ويقبع في سجونها عدد من المناضلين الكرد على وجه الخصوص، فيما قضى المئات تحت التعذيب أو عبر الاستهداف المباشر». معتبراً أن تلك التنظيمات المعادية لثورة الشعب السوري، بجميع مكوناته، ولإرادته في الحرية والعدالة والمساواة، «يجب أن يتم استئصالها وإبعاد خطرها عن سوريا والمنطقة، ومن هنا فإن معركة الجيش «الوطني» السوري ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة، هي جزء أساس من معركته ضد نظام الاستبداد والميليشيات الإرهابية الإيرانية المتحالفة معه، وتحظى بدعم وتقدير جميع السوريين الذين يريدون رؤية بلدهم وقد سادها الأمن والسلام والحريّة والكرامة».

وأضاف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إن الشعب السوري مُتحدٌ في معركته ضد الاستبداد والإرهاب، ويُقدر المستوى العالي من التنسيق والمساندة الذي توفره تركيا على مستوى القيادة والجيش لمعركة تحرير عفرين ومنبج وباقي المدن والبلدات المحتلة، والسعي المشترك لتوفير أقصى درجات الحماية للمدنيين، ومنع التنظيمات الإرهابية من استخدامهم دروعاً بشرية، ويؤكد الائتلاف على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي والبنى التحتية، وتمكين 250 الف مدني سوري هجرهم تنظيم البي كي كي من بلداتهم وقراهم في ريف حلب، بالعودة إلى والإسراع في توفير الخدمات اللازمة لتـلك المنـاطق.

مؤكدا ان إدارة المدن والبلدات المحررة ستتم من قبل الأهالي عبر مجالس محلية منتخبة، بعيداً عن سلطة الإرهاب والأمر الواقع، وسيكون للحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني السوري الدور الأساس في إدارة تلك المناطق وتوفير الحمـاية الأمـنية اللازمة لـها.

 

وفد المعارضة العسكري إلى أستانة: «غصن الزيتون» لحماية المدنيين ومنع تقسيم سوريا

دمشق – «القدس العربي»: عبر وفد قوى الثورة السورية العسكري إلى استانة عن دعمه ومشاركته في عمليات العسكرية التي تقودها انقرة ضد قوات سوريا الديمقراطية تحت اسم «غصن الزيتون» وقال ان العملية تهدف إلى «تطهير الأرضي السورية من الميليشيات الكردية وحماية المدنيين ومنعا لتقسيم سوريا.

وأوضح وفد المعارضة العسكري في بيان له امس ان استهداف هذه الميليشيات للمدنيين في كل من اعزاز والريحانية ما هو إلا «إضافة لسجلها الطويل بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، مؤكداً بأن وقت الحساب قد حان وبأن الشعب السوري لا ينسى شهداءه ومهجريه ومعتقليه وسيحرر كامل التراب السوري من أنظمة الجريمة والاستبداد والإرهاب».

العمليات العسكرية في عفرين وفقا لوفد المعارضة تعمل على إعادة مئات الآلاف من الأهالي السوريين إلى أراضيهم التي هجرتهم منها الميليشيات الكردية، ومحاولة لإنقاذ ملايين آخرين يقبعون تحت ظلمها وقهرها، وأضاف البيان «يناشد الوفد مكونات الشعب السوري للوقوف صفاً واحداً ضد الميليشيات الانفصالية الإرهابية، ويوضح أن هذه الاراضي سورية وان مسميات روج آفا وغربي كردستان أطلقها الانفصاليون لتحقيق أهدافهم في تقسيم سوريا».

وأوضح البيان ان الميليشيات الكردية لا تمثل المكون الكردي الذي عانى مثل باقي المكونات من الممارسات الإرهابية، مؤكداً ان «قوى الثورة تحارب التنظيمات الإرهابية داعش و حزب العمال الكردستاني وتدرك ان الاٍرهاب لا دين له ولا قومية». تجريم الميليشيات الكردية هو مطلب حسب بيان وفد قوى الثورة، يجرم ايضا التعامل معها؛ حيث طالب وفد المعارضة الولايات المتحدة الأمريكية احترام قواعد القانون الدولي وبنود الاتفاقيات الدولية وكافة قرارات مجلس الامن والجمعية العامة التي تنص جميعها على وحدة سوريا وشعبها وأرضها، مؤكداً ان «وحدة القيم والمصالح التي تجمعنا مع الجمهورية التركية عبر التاريخ تدفعنا لنقوم بواجبنا في حماية الأمن القومي التركي والسوري من تهديد فروع حزب العمال الكردستاني، وقسد، العابرة للحدود؛ مثمناً الدور التركي في الدفاع عن الشعب السوري وحدة أراضيه، وفقا للمصدر.

 

الجيشان التركي و«الحر» يواصلان عملية «غصن الزيتون» وسط ردود فعل دولية متضاربة

هبة محمد ووكالات

دمشق حلب – «القدس العربي» : واصلت المقاتلات الجوية التركية قصفها للقواعد العسكرية التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية شمال غربي محافظة حلب، في اليوم الثالث من انطلاق عمليات «غصن الزيتون» التي تهدف إلى إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كم على الشريط الحدودي التركي مع سوريا، ومحاصرة عفرين لارغام الميليشيات الكردية على الانسحاب من المدينة بشكل كامل، وذلك بمساندة برية من فصائل الجيش الحر التي زجت بأكثر من 20 ألف مقاتل في العمليات العسكرية ضد الميليشيات الكردية في ريف حلب.

واستهدفت الغارات الجوية التركية وقذائف المدفعية الثقيلة، مواقع ونقاطاً عسكرية حيوية لوحدات حماية الشعب الكردية بالتزامن مع هجمات برية شنتها فصائل المعارضة والقوات الخاصة التركية شمال غربي عفرين، حيث انتزعت القوات المشتركة مساحات كانت الميليشيات الكردية تسيطر عليها، فضلاً عن قصف مكثف تعرضت له المواقع العسكرية ونقاط المراقبة التابعة للوحدات الكردية شرقي عفرين، فيما اكدت مصادر ميدانية مطلعة لـ»القدس العربي» ان القوات المهاجمة من الجيشين التركي و»الحر» قد سيطروا على مواقع جديدة واصبحوا يسيطرون نارياً على مركز ناحية راجو وهي احدى اربع نواحٍ تتبع لمدينة عفرين.

 

قتلى وجرحى

 

وأسفرت المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في المنطقة شمالي سوريا عن مقتل 54 عنصراً من الفصائل المعارضة القريبة من أنقرة والمقاتلين الأكراد، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ويتوزع القتلى وفق المرصد، بين 19 من الفصائل المعارضة السورية المشاركة في الهجوم التركي على عفرين قضوا خلال المعارك، مقابل 29 من الوحدات الكردية قتلوا خلال الاشتباكات والغارات التركية. كما افاد المرصد عن وجود جثث لتسعة مقاتلين آخرين مجهولي الهوية.

من جهتها تقول وحدات حماية الشعب الكردية إنها دمرت دبابتين للجيش التركي، بينما أكد قائد عسكري في الجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «تقدم قوات درع الفرات أمس وفرض سيطرتها على جبل برصايا جنوب غربي مدينة اعزاز، كما سيطرت فصائل من الجيش الحر، وبإسناد من المدفعية والطيران التركي، على قرى شيخ وباسي ومرصو وحفتار ودمرت مستودع ذخيرة في ناحية بلبل وتلة الشيخ هزوز شمال غربي مدينة عفرين، وبعد اشتباكات مع الوحدات الكردية قتل منهم خمسة وأسر اثنان آخران وتم تدمير مدفع رشاش على محور ناحية راجو بصاروخ حراري».

وأكد القائد العسكري أنه «بعد سيطرة فصائل الجيش والقوات التركية على تلك المواقع وخاصة جبل برصايا، أصبحت مساحات واسعة من أراضي منطقة عفرين ساقطة نارياً، كما سيطرت الفصائل على جبل السيرياتل ناحية الشيخ حديد جنوب غرب عفرين، كـما شنّت مقاتلات تركية غارات جوية على قرى قـسطل جندو وديكـماطاش، إلـى الغـرب من جـبل برصـايا».

وقال ريزان حدو المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردي في مدينة عفرين لـ(د.ب.أ) «إن مقاتلي وحدات الحماية دمروا دبابتين للجيش التركي في قرية شاديا في ناحية راجو وبلبل خلال تقدمها داخل الاراضي السورية، مع قصف جوي استهدف قرى في ناحيتي شيراورا وشيران». وفي مدينة عفرين، قالت مصادر إعلامية تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي تم تشييع 12 قتيلاً، من بينهم مدنيون ومقاتلون من عناصر وحدات الحماية.

 

تعزيزات عسكرية

 

وتشهد المعابر الحدودية مزيداً من عمليات الامداد العسكري، حيث دخل امس رتل عسكري ضخم من تركيا إلى اعزاز مواصلاً زحفه في اتجاه المناطق التي تتمركز فيها القوات التركية الخاصة ومرابط المدفعية التركية، وفي المقابل أرسلت وحدات الحماية الكردية تعزيزات إلى ناحية بلبل شمالي عفرين لصد الهجمات المرتقبة في محاولة منها للنأي بالنفس دون ان تتمكن من تسلم زمام المبادرة وشن هجمات على مواقع المعارضة او القوات التركية. الرائد ياسر عبد الرحيم، قائد فيلق الشام المنخرط ضمن عملية «غصن الزيتون»، قال في تصريحات صحافية إن مقاتلي الجيش السوري الحر «لا يعتزمون دخول مدينة عفرين ولكن فقط محاصرتها وإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على المغادرة» مشيراً إلى ان حوالي 25 ألف مقاتل من قواته يشاركون في العـملية العسـكرية التي تـقودها تركـيا شـمالي سـوريا.

 

ردود فعل

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن التصرفات الأمريكية في سوريا إما «استفزاز مُتعمد» أو دليل على عدم فهم واشنطن للوضع هناك واكد لافروف ان سياسة واشنطن تشجع الأكراد في سوريا للمضي في المطالبة بالانفصال. بينما اعرب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن «قلقه» إزاء حملة الجيش التركي في شمالي سوريا، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس في النزاع للتقليل من الضحايا المدنيين.

وادلى بتصريحاته في لندن، وقبل بدء لقاء مع نظيره البريطاني بوريس جونسون صرح تيلرسون ان «الولايات المتحدة في سوريا لدحر داعش» مستخدماً هذه التسمية الشائعة لتنظيم الدولة. واضاف «فعلنا ذلك مع ائتلاف شركاء وقوات سوريا الديمقراطية (التي يشكل الأكراد مكونها الرئيسي) لذلك نشعر بالقلق بشأن الحوادث التركية في شمال سوريا».

وفي تضارب مع ذلك نسب تقرير ممثل عن وسائل الإعلام إلى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قوله الاثنين إن الولايات المتحدة تأمل في العمل مع تركيا على إقامة منطقة أمنية في شمال غربي سوريا لتلبية احتياجاتها الأمنية المشروعة. ونقل صحافي، يسافر مع تيلرسون إلى باريس، عنه قوله إن الولايات المتحدة قالت لتركيا «دعونا نرى إن كان بوسعنا العمل معا لإقامة المنطقة الأمنية التي قد تحتاجونها… نحن في مناقشات مع الأتراك وبعض القوات على الأرض أيضا عن كيفية تحقيق الاستقرار وتهدئة مخاوف تركيا المشروعة بشأن أمنها».

وقالت مسؤولة سياسات الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن ما يدفعها لـ «القلق» إزاء عملية «غصن الزيتون» هو «احتمال أن تؤثر سلبًا على محادثات جنيف». وأضافت في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعًا لمجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنها ناقشت العملية في جلسة مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. ولفتت أنها ستبحث الأمر مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة التركية عمر جليك، في بروكسل خلال الأسبوع الجاري.

وأوضحت المسؤولة الأوروبية بالقول «أولًا يجب أن نكون على يقين من وصول المساعدات الإنسانية وعدم تأثر المدنيين بالعمليات العسكرية الجارية. وإن ما يدفعني للقلق بشأنها هو احتمال أن تؤثر سلبًا على محادثات جنيف».

ومن المقرر أن تشهد العاصمة النمساوية فيينا محادثات في إطار مسار جنيف لحل الأزمة السورية يومي 25 و26 يناير/ كانون الثاني الجاري. بينما قالت وزارة الخارجية الألمانية إن الوزير زيجمار جابرييل أجرى اتصالاً هاتفيا الاثنين بنظيره التركي ليعبر عن القلق من التصعيد في شمال غرب سوريا والتداعيات الإنسانية المحتلة على السكان المدنيين. وقال مسؤول بالوزارة «اتصل وزير الخارجية جابرييل للتو بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو وأوضح له بواعث قلقه بشأن تصعيد الوضع في شمال سوريا والتداعيات الإنسانية المحتملة على السكان المدنيين».

 

بعد إطلاقها «غصن الزيتون»… عين تركيا على «التفاح الأحمر» في عفرين

«رفض الأكراد عرض موسكو تسليمها للنظام أتاح ضوءاً أخضر لأنقرة»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: عبر البث المباشر، تقدم مراسل إحدى القنوات الفضائية التركية نحو الدبابات التي كانت تعبر الشريط الحدودي نحو مدينة عفرين السورية في إطار عملية «غصن الزيتون»، وسأل أحد الجنود الذي كان يعتلي ظهر إحدى الدبابات، إلى أين أنتم متوجهون؟ رد عليه بالقول: «إلى التفاح الأحمر».

هذا المشهد الذي كررت بثه الفضائيات التركية مئات المرات خلال الساعات الماضية، ونشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، رافقه تساؤلات كبيرة حول المعنى الذي تحمله عبارة «التفاح الأحمر» التي ذكرها الجندي التركي على أنها وجهة عملية «غصن الزيتون».

لا تفسير مباشراً ومحدداً لهذه العبارة، لكنها جزء من أساطير تاريخية تحولت تدريجياً رمزاً للقوميين الأتراك وتعني في عمومها القوة والسيطرة التركية إلى جانب معنى آخر أوسع انتشاراً يعني الهدف المحدد الحتمي الذي يجب تحقيقه، وقال أردوغان في أحد خطاباته: «نعمل على تحقيق أهدافنا لعام 2023، وأعيننا على التفاح الأحمر في 2053»، وهنا استخدمها الرئيس التركي بمعنى «الهدف والغاية» الثمينة.

ومن هنا، تجسد هذه العبارة القصيرة ذات المعنى المعقد غير المباشر هدف الجيش التركي من إطلاق عملية عسكرية واسعة تشارك بها مئات الطائرات والدبابات وآلاف الجنود من الجيش التركي و»الجيش السوري الحر» يتوقع أن تكون تكاليفها العسكرية والاقتصادية مرهقة للحكومة التركية.

 

وصل مناطق

 

الهدف الأكبر لتركيا هو منع وصل مناطق سيطرة الوحدات الكردية في عفرين بمناطق سيطرتهم الأخرى في منبج، وهو ما يعني منع وصل مناطق سيطرة الوحدات في شرقي وغربي نهر الفرات. لكن عملية وصل مناطق السيطرة في عفرين ومنبج لم تكن الهاجس المباشر لتركيا وإنما ما سيتبعها من تمكن هذه الوحدات من إكمال توسعها غرب الفرات وصولاً إلى البحر المتوسط، وهو ما يعني اكتمال المشروع الكردي المتمثل في السيطرة على شريط حدودي كامل من البحر المتوسط وحتى أقصى شمالي شرق سوريا للإعلان عن إقامة كيان كردي مستقل «دولة» وهو ما تطلق عليه تركيا «الممر الإرهابي».

ويُجمع مراقبون على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يتخذ قرار الحرب الصعبة في عفرين في ظل تعقيدات دولية غير مسبوقة ومخاطر متعددة تصل حد «المجازفة»، لولا أن جميع الجهات السياسية والأمنية في البلاد باتت ترى أن هذا «السيناريو المرعب» بات قاب قوسين أو أدنى من الحصول.

وفي هذا الإطار قال أردوغان، الاثنين: «ليس لدينا أي مشكلة مع إخواننا الأكراد، ومشكلتنا الأساسية ليست أيضاً في تكون ممر إرهابي، المشكلة الأساسية أن هذا الممر هو مخطط لتدمير تركيا».

فالوحدات الكردية التي كانت تسيطر على أجزاء بسيطة جداً من الحدود السورية مع تركيا شرقي البلاد، توسعت بسرعة هائلة بدعم أمريكي وتحت شعار الحرب على تنظيم الدولة، حتى سيطرة على الشريط الحدود كافة شرقي الفرات، وبدعم أمريكي أكبر واستثنائي سيطرة على مدينة منبج وتوسعت في ظروف معقدة في عفرين، قبل أن تسيطر على مدينة الرقة بعد أن طردت تنظيم الدولة منها، وهي مناطق تمتد على طول أكثر من 70% من الحدود السورية مع تركيا.

وعلى الرغم من أن منبج كانت خياراً أفضل لتركيا من حيث أن نسبة أكبر من سكانها هم من العرب وغيرها من العوامل الأخرى، إلا أن التواجد الأمريكي الأكبر في منبج جعل من إمكانية مهاجمة المدينة عملية معقدة رغم أن الإدارة الأمريكية تعهدت سابقاً لتركيا بأنها سوف تجبر الوحدات الكردية على الانسحاب منها عقب انتهاء الحرب على التنظيم الدولة، وهو ما ترفض واشنطن الاستجابة له حتى اليوم.

 

تفاهم مع موسكو

 

وبناءً على ذلك، ركزت تركيا جهودها على عفرين التي تمتلك فيها روسيا نفوذاً أكبر حيث استطاعت التوصل إلى تفاهمات مع موسكو سمحت لها بإطلاق «غصن الزيتون» على أمل النجاح في العملية وطرد الوحدات الكردية منها وصولاً إلى «التفاح الأحمر».

وخلال يومين من العملية البرية التي يقوم بها الجيش التركي إلى جانب الجيش السوري الحر جرى التقدم من محاور عدة 3 منها من الحدود التركية في هاتاي وكيليس، لكن الجبهة الأبرز التي فتحها الجيش التركي، الاثنين، كانت من مدينة أعزاز السورية وتؤشر مجرياتها حتى الآن إلى أن مخطط العملية ربما يهدف في هذه المرحلة إلى إتمام حصار المدينة من خلال التوغل في الشريط الذي يفصل مناطق سيطرة الوحدات الكردية في عفرين عن مناطق سيطرة النظام السوري.

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تحدث، الأحد، عن أن العملية تهدف إلى إقامة شريط عازل على طول 30 كيلومتراً من الحدود التركية، إلا أن هذا المخطط لا يبدو مقنعاً وناجعاً عسكرياً لإزالة خطر التمدد الكردي شرقي الفرات، فعفرين منطقة واسعة ويبعد مركزها عن أقرب نقطة من الحدود التركية قرابة 40 كيلومتراً، وحتى أن المناطق الكردية في عفرين الأقرب لفكرة الوصل مع مناطق السيطرة مع منبج هي المناطق الداخلية وليس المناطق القريبة من الحدود التركية.

ويُظهر التقدم الجديد من محور أعزاز أن الجيش التركي يهدف إلى استغلال عامل أساسي من خلال التقدم من منطقة تل رفعت ذات الأغلبية العربية وهو ما سيقوده إلى مناطق مهمة أبرزها مطار منغ العسكري وبالتالي يصبح قريباً على مركز المدينة وتحقيق انتصار معنوي مبكر في حال سير العمليات كما هو مخطط لها.

 

لا أطماع!

 

ولا يبدو هناك ما يؤشر لأي أطماع تركية في الأراضي السورية وأنقرة تعرف أن الظروف الدولية لا تتيح أي توسع بفكرة الاحتلال خارج الحدود، لكنها رأت أن لا مفر أمامها سوى التدخل عسكرياً وبشكل مباشر لإبعاد خطر الوحدات الكردية والبقاء حتى استقرار الأوضاع السياسية في سوريا وعودة سلطة مركزية قوية تسيطر على الحدود.

وفي هذا الإطار لا يبدو أن هناك مشكلة كبيرة لتركيا في أن تكون هذه السلطة هي نظام الأسد، وفيما تعتبر أنقرة أن الأسد قاتل ومجرم ويجب أن يزاح من السلطة، تعتبر الوحدات الكردية خطراً إستراتيجياً على أمنها القومي، وفي هذا الإطار أكدت مصادر كردية متعددة أن موسكو عرضت فعلياً على الوحدات الكردية تسليم عفرين للنظام لكنهم رفضوا وهو ما أتاح لأنقرة الحـصول على الضـوء الأخضـر الروسـي.

والاثنين، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ليس لها أي أطماع في شبر واحد من الأراضي السوري وأن ليس لديها أي أهداف بالاحتلال أو التوسع، لكنه أكد على أن حدود العملية ووقتها يحددها سير العمليات على الأرض وأن الجيش التركي لن ينسحب قبل إتمام عملياته بنجـاح.

 

في ريف حمص الشمالي.. حصار النظام يلتهم أكباد السوريين

ينتشر بشكل كبير مرض التهاب الكبد الوبائي في ريف حمص الشمالي (وسط) المحاصر من جانب قوات النظام السوري، ما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص.

وتسبب تدني مستوى الخدمات في المنطقة في ظهور وانتشار هذا المرض، مع مرور أكثر من خمس سنوات من حصار يحرم السكان من احتياجاتهم الأساسية.

وبحسب أرقام من مراكز صحية بلغ عدد المصابين بالتهاب الكبد الوبائي نحو 500 حالة حتى اللحظة، وسط مخاوف من تزايد العدد، جراء استمرار الحصار.

وتحرم قوات النظام ما يزد عن 250 ألف مدني في ريف حمص الشمالي من خدمات المياه الصالحة للشرب والكهرباء والوقود، وغيرها من الخدمات.

** مياه ملوثة ونفايات متراكمة

تعتبر المياه الملوثة ومكبات النفايات المنتشرة في ريف حمص الشمالي من أبرز أسباب تفشي التهاب الكبد الوبائي.

ويعتمد السكان في الشرب على مياه آبار لم يُجر لها تحليل منذ أكثر من خمس سنوات، إلى جانب تحويل الكثير من الأراضي الفارغة التجمعات السكانية إلى مكبات نفايات متراكمة.

وقال أيمن أبو محمد، مالك بئر في قرية “السعن الأسود”، للأناضول: “البئر الذي أمتلكه هو الوحيد المغذي للقرية والقرى المحيطة بها، ويعتمد عليه الأهالي في تعبئة خزانات المياه والشرب وري المحاصيل الزراعية”.

وأضاف أبو محمد: “لا نعلم إن كان البئر صالحا للشرب أم لا، فهو لم يخضع لأي فحص منذ سنوات”.

** عبر العدوى

الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي، كونه ينتقل عن طريق العدوى، حيث انتشر في العديد من المدارس.

لؤي العزو، والد أحد الأطفال المصابين بالمرض، قال للأناضول: “لاحظت أن طفلي تغير لونه، ما دفعني إلى توجه به إلى المستشفى، فشخص الطبيب حالته بالإصابة بالتهاب الكبد الناجم عن العدوى والوضع الصحي العام في المنطقة”.

بدوره، قال عبد الله أبو يامن، والد طفل آخر أصيب بالمرض، للأناضول: “ظهرت أعراض المرض على طلفي، وبعد إجراء التحاليل والفحوصات عرفنا أنه أصيب بهذا المرض بسبب تلوث مائي”.

فيما قال محمد الأحمد: “أصبت بمرص التهاب الكبد الوبائي وقد شفيت منه، بعد تلقي العلاج في المشافي الميدانية”.

وأوضح أن “الأطباء شخصوا إصابتي بسبب تلوث مائي، فأنا أعتمد على بئر القرية في تأمين مصدر الشرب، كما يوجد مكب قمامة قرب القرية، وهو سبب آخر في إصابتي كما قال الأطباء”.

** انتشار كبير للمرض

وفق الطبيب محمد الحسن فإن “مرض التهاب الكبد A انتشر في ريف حمص الشمالي بشكل كبير”.

وأرجع ذلك إلى “التلوث المائي وقلة النظافة في ظل ظروف الحصار المفروضة على ريف حمص الشمالي، حيث سجلت مديرية صحة حمص، التابعة للحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، عشر حالات وفيات، فيما استقبلت المشافي العديد من الحالات”.

وأوضح الحسن، في حديث للأناضول، أن “معظم حالات الوفاة هي لأطفال تأخرت عائلاتهم في جلبهم للمراكز الصحية، لاعتقادهم أن حالة أبنائهم ناتجة عن مجرد وعكة صحية، وليس إصابة بالتهاب الكبد”.

وأضاف أن “المشافي الميدانية اعتمدت في تشخيص المصابين على الأعراض المرافقة لكل مريض من ارتفاع حرارة وقىء ووهن عام في الجسم، إضافة إلى إجراء تحاليل، أبرزها تحليل زمن النزف وتحليل زمن التخثر (بالنسبة للدم)”.

وعن العلاج قال الطبيب إن : “العلاج يكون من خلال إعطاء المريض مضادات الحرارة وفيتامينات، وفي بعض الحالات يمكن إعطاء مضادات الالتهاب الحيوية، خوفا من تطور المرض بما يؤدي إلى التهاب الرئة” .

ويعاني الريف نقصا حادا في الكوادر الطبية والمعدات والبنية التحتية والأدوية والمستلزمات الطبية، ويعيش السكان على قليل يتم تهريبه مقابل مبالغ مالية كبيرة.

** بلا خدمات

تعجز المجالس المحلية والجهات المدنية المعارضة في ريف حمص عن تقديم خدمات للسكان، في ظل الحصار، ولا سيما بشأن التصدي لهذا الوباء الكبدي، الذي يفوق إمكانياتها.

وقال سمير أبو خالد، عضو المجلس المحلي بقرية “السعن الأسود” للأناضول: “لاحظنا في الفنرة الأخيرة انتشار أمراض وبائية وأخرى جلدية في القرى، حيث تم تسجيل إصابة أكثر من 45 حالة بالتهاب الكبد الوبائي، وتوفي أربع أشخاص بالمرض”.

وأضاف: أبو خالد أن “إغلاق النقطة الطبية في القرية، منذ أكثر من خمسة أشهر، أجبرنا على تحويل الإصابات إلى المشافي الميدانية المجاورة”.

وتابع: “الأطباء أكدوا أن الإصابات ناجمة عن تلوث مائي وبيئي ناجم عن وجود مكب نفايات قرب التجمعات السكنية في القرية، فليس لدينا إمكانيات للتعامل مع المكب من طمر النفايات أو ترحيلها”.

وختم أبو خالد بأن “االبئر الكبير الذي كانت تستمد منه القرية حاجتها من المياه هي الآن تحت سيطرة قوات النظام، منذ أكثر من خمس سنوات، ما أجبر الأهالي على تأمين مياه الشرب عن طريق أبار جوفية غير معلوم مدى صلاحيتها للشرب، حيث لم يتم تحليلها من جانب أي جهة”. (الأناضول)

القدس العربي

 

أردوغان يطلع على تطورات “غصن الزيتون”… ووفد أميركي بأنقرة

اطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من قادة عسكريين، على آخر تطورات عملية “غصن الزيتون”، في مدينة عفرين بمحافظة حلب، شمالي سورية. وفي حين يلتقي وفد أميركي مع مسؤولين أتراك، اليوم الثلاثاء، في أنقرة، لبحث الأوضاع الأمنية ومن ضمنها معركة عفرين، دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أنقرة إلى ضبط النفس في عملياتها العسكرية وفي خطابها.

 

ونقلت وكالة “الأناضول”، عن مصادر في الرئاسة التركية، أنّ أردوغان تواصل، من المجمع الرئاسي في أنقرة، مساء الإثنين، مع عدد من القادة العسكريين، عبر نظام “فيديو-كونفرانس”، للاطلاع على آخر تطورات العملية، في ثالث أيامها.

 

وتواصل الرئيس التركي، وفق المصادر، مع القيادة الثانية للجيش التركي المسؤولة عن إدارة عملية “غصن الزيتون”، وأُحيط علماً بآخر المعلومات المتوفرة عنها، من الفريق أول إسماعيل متين، قائد الجيش الثاني.

 

وتحدّث الرئيس التركي مع عدد من الجنرالات أثناء أداء عملهم في مركز العملية برئاسة هيئة الأركان، ومركزها في قيادة القوات البرية.

 

وقد أخبر القادة الرئيس التركي بأنّ العملية “تسير بالشكل المخطط له، وأنّ المعنويات في أعلى مستوى لها”، بحسب المصادر.

 

وأعرب أردوغان للقادة، وفق المصادر، عن “أمنياته بتحقيق النجاح المنتظر من العملية، بهدف تحقيق وإرساء الأمن القومي”.

 

كما اطلع الرئيس التركي على آخر الأوضاع في عدد من الولايات الجنوبية في البلاد، من خلال الاتصال المباشر مع ولاة: هطاي، أردل أطا، وشانلي أورفا، عبد الله أرين، وكليس، محمد تكين أرسلان، وغازي عنتاب علي يرلي قايا.

 

وبدأت، مساء السبت الماضي، عملية “غصن الزيتون” بالتعاون بين الجيش التركي و”الجيش السوري الحر”، ضدّ مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي”، (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني).

أردوغان يطلع عبر “فيديو كونفرانس” على العملية (ياسين بلبل/الأناضول)

 

وفد أميركي بأنقرة وماتيس يدعو لـ”ضبط النفس”

 

إلى ذلك، من المرتقب أن يلتقي، اليوم، وفد يضم مسؤولين أميركيين مع مسؤولين أتراك، في وزارة الخارجية وقيادة الأركان، بالعاصمة أنقرة، لبحث عدد من المسائل، على رأسها سورية، والتعاون القضائي بين البلدين، وفق ما ذكرت “الأناضول”.

 

ويترأس الوفد الذي وصل أمس، مساعد مستشار وزارة الخارجية الأميركية، جوناثان كوهين، ويضم أيضاً مسؤولين من وزارة الدفاع (البنتاغون)، حيث يلتقي الوفد مسؤولين في الخارجية التركية برئاسة مساعد مستشار الوزارة أحمد مختار غون.

 

ويتوجه الوفد الأميركي، في وقت لاحق، إلى رئاسة الأركان التركية، حيث يعقد لقاءات هناك.

 

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أدريان رانكين غالوي، قد أكد أن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية سيرافقون الوفد لمناقشة المواضيع الأمنية، بما في ذلك موضوع عفرين.

 

وأضاف “نحن نأخذ المخاوف الأمنية التركية على محمل الجد، ونحن ملتزمون بالعمل بشكل مشترك مع تركيا، التي هي حليفنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشريكنا في مكافحة تنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية، ونحن في الأساس نعمل بشكل قريب مع تركيا بخصوص حزب العمال الكردستاني الذي هدد الأمن التركي”.

 

بدوره، دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من جاكرتا، اليوم الثلاثاء، تركيا إلى “ضبط النفس” في الهجوم الذي تشنه في منطقة عفرين.

 

وقال ماتيس للصحافيين المرافقين له، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”: “إن العنف في عفرين يحدث بلبلة في منطقة من سورية كانت حتى الآن مستقرة نسبياً. إننا نطلب من تركيا التحلي بضبط النفس في عملياتها العسكرية وكذلك في خطابها”.

 

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قد شدد على أنّ عملية “غصن الزيتون” “ليست ضدّ الأكراد أو سورية أو حتى مدينة عفرين، وإنّما ضد تنظيم إرهابي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية”.

 

وقال كالن، مساء الإثنين، في مقابلة مع قناة “بي بي سي ورلد” البريطانية، إنّ “هذه العملية لا تستهدف الأكراد ولا سورية ولا حتى عفرين، وإنّما تستهدف تنظيم (ب ي د/بي كا كا) الإرهابي الذي تدعمه أميركا بدعوى أنّه يحارب (داعش) في منبج ومناطق أخرى بسورية”.

 

وأضاف “لن نسمح لهذه الشبكة الإرهابية بالقيام بأية فعاليات عند حدودنا، كما أنّ سكان عفرين يرغبون في ابتعاد هؤلاء الإرهابيين عن المنطقة”.

 

وتابع “سنطهر هذه المنطقة من الإرهابيين، وسيتولى السكان المحليون إدارة منطقتهم، وسنرسل المساعدات الإنسانية لهم، وسنحقق الأمن على حدودنا، وهذا كله يصب بمصلحة وحدة الأراضي السورية”.

 

وتطرّق كالن إلى الدعم الأميركي للمليشيات الكردية، مشدّداً على أنّ “تنظيم داعش لن يهزم بتنظيم إرهابي مثله”.

 

وذكّر أنّ “حزب الاتحاد الديمقراطي” هو الامتداد السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” المدرج لدى أوروبا وأميركا على قوائم الإرهاب، داعياً واشنطن إلى وقف دعمها له وفق وعودها لأنقرة.

 

كما أعرب كالن عن رغبة بلاده في الحصول على دعم وتأييد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، باعتبارها دولة في الحلف.

 

وذكّر بأنّه قبل انطلاق عملية “غصن الزيتون”، أطلعت تركيا حلفاءها على خططها في هذا الشأن، مضيفاً “لكننا اضطررنا لبدء العملية بشكل أحادي، لأنّنا مسؤولون عن حماية حدودنا وأمننا”.

 

حرب عفرين: امتحان للقدرة العسكرية لتركيا ولعلاقاتها الإقليمية/ إسطنبول ــ باسم دباغ

انتقلت أنقرة عبر إعلانها عملية “غصن الزيتون” في عفرين السورية ضدّ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الجناح السوري للعمال الكردستاني، إلى مرحلة أخرى من المواجهة مع الأخير. وبعد توجيه ضربات قاسية ضد الكردستاني في الأراضي التركية وتدمير جزء كبير من قواعده في جبل قنديل، تبدو “غصن الزيتون” المواجهة الأولى المباشرة في الأراضي السورية بين الجانبين، بعد مناوشات عديدة على مدى مراحل الحرب الدائرة في سورية منذ ما يقارب السبع سنوات.

ونجحت الإدارة التركية من خلال اتصالاتها الدبلوماسية، على الأقل حتى الآن، بضمان صمت عدد كبير من القوى الكبرى وتلك الفاعلة في الحرب السورية، وتأتي على رأسها روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وأيضاً ألمانيا. وتمكّنت من تجنّب أي أزمة دبلوماسية كبيرة مع الحلفاء التقليديين في الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة، وسط اعتراضات تبدو خافتة من قبل فرنسا وإيران، بينما بدت القوى العربية الأخرى، كالعادة، أضعف من أن تتحرّك لوحدها.

أمّا من الناحية العسكرية، وإن كان من المبكر تقييم العملية، إلا أنّ سلاح الجو التركي، وعلى خلاف التوقعات، بدا قادراً على شنّ عمليات كبرى باستخدام 72 طائرة في اليوم الأول، في وقت متزامن مع تسيير طائرات إكمال الوقود، وكذلك الطائرات بدون طيار وطائرة “أواكس” للمراقبة، وذلك رغم أنه كان من أبرز المتأثّرين بحملة الإقالات التي تلت المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز 2016، وعانى من رفض الولايات المتحدة إرسال مدربين للطيارين الجدد، وكذلك منع باكستان من إرسال طياريها لمساعدة الأتراك.

أمّا من الناحية البرية، فلا يبدو بأن العمليات بدأت بشكل حقيقي بعد، كما أنه من غير المنتظر أن يستسلم الاتحاد الديمقراطي بسهولة للأتراك، بل غالباً ما يبدو بأن السيناريو الأقرب سيكون مقاومة شرسة في محاولة لإطالة المعركة أكبر وقتٍ ممكن، أملاً في رفع التعاطف الدولي ومحاولة قلب الساحة الدولية على الأتراك، على غرار ما حدث في عين العرب (كوباني) أثناء هجوم “داعش”.

يأتي هذا، بينما اضطر “العمال الكردستاني”، أخيراً، بعد نحو أربع سنوات من المناورة، إلى الاختيار، بين كل من روسيا وأميركا، لصالح الأخيرة، في تحوّلٍ يمكن اعتباره انقلاباً في تاريخ علاقات الحزب الدولية على مدى تاريخه، إذ بدا بأنه تورّط أكثر من المتوقّع في العلاقات مع واشنطن، التي ورغم اختلاف نبرة التصريحات بين أجنحتها، إلاّ أن الثابت فيها، بأنها لن تدعم العمال الكردستاني ضد حليفتها تركيا، بأي شكل، على الأقل حتى الآن.

إلى ذلك، قطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشكوك، مؤكداً بأن العملية تلقى دعم موسكو، وقال أثناء اجتماع نقله التلفزيون في أنقرة “نحن مصممون، فمسألة عفرين سيتم حلها، ولن نتراجع. تحادثنا بهذا الشأن مع أصدقائنا الروس، ونحن متفقون”، بينما اتهمت “قسد”، روسيا، بعمل “لا أخلاقي” في عفرين لانسحاب قواتها ومن ثم إفساح المجال للطائرات التركية، معلنةً أنها تدرس إمكانية إرسال تعزيزات إلى المدينة للمساعدة في صد الهجوم التركي.

وبدا واضحاً، منذ البداية، من خلال التحركات التركية، بأن العملية برمّتها تمّت بالتنسيق مع موسكو، وبإبلاغ الحلفاء التقليديين في الغرب على مراحل. وكان الإبلاغ الأميركي في مرحلة مبكرة، الأمر الذي أكده، وزير دفاع الولايات المتحدة، جيمس ماتيس، يوم الأحد الماضي، بالقول: “لتركيا قلقها الأمني المشروع، وكانت صريحة معنا، لقد أبلغونا قبل شنّ الحملة الجوية التي كانوا يعتزمون القيام بها وبالتشاور معنا. نحن نعمل الآن على كيفية المضي قدماً”.

وبينما بدت التصريحات الإيرانية الأولى فيما يخصّ “غصن الزيتون” أقرب للحياد، عاد وتغيّر الموقف الإيراني، يوم الأحد الماضي، على لسان المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي، الذي قال إن إيران: “تتابع عن كثب وبقلق الأحداث الجارية في مدينة عفرين، وتأمل انتهاء العمليات فوراً والامتناع عن تصعيد الأزمة في المناطق الحدودية بين تركيا وسورية”، مضيفاً أنّ “استمرار الأزمة في عفرين يمكن أن يؤدي إلى تقوية المجموعات التكفيرية الإرهابية مجدداً في المناطق الشمالية في سورية، وإشعال نيران الحرب والدمار من جديد في هذا البلد”.

ولم يمض الكثير على تصريحات القاسمي، حتى أجرى رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، مكالمة هاتفية، مع نظيره الإيراني، الجنرال محمد باقري، لتبادل وجهات النظر حول القضايا الأمنية في سورية والتعاون في مجال مكافحة المنظمات الإرهابية، بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول”.

وعن الخلاف مع إيران، قال مصدر تركي مطلع لـ”العربي الجديد”: “تمّ التجهيز للعملية بالتفاهم مع الروس فحسب، الأمر الذي يبدو بأنه أزعج الإيرانيين، إذ طالبوا أنقرة بأن تقوم بسحب قواتها من عفرين بعد انتهاء العمليات وتسليمها للنظام، ولكن تم رفض ذلك، إذ لا توجد أية ضمانات بأنّ النظام لن يقوم بتسليمها مرة أخرى للعمال الكردستاني للضغط علينا في أية مرحلة من مراحل الحرب التي لا يبدو أن لها نهاية قريبة”، مضيفاً “بكل الأحوال إن التزامنا بوحدة الأراضي السورية أمرٌ يقع في عمق مصالح أمننا القومي، وقلنا لهم، في حال وصلت مفاوضات أستانة وسوتشي إلى نتائج ناجحة وتمّ الاتفاق على الانتخابات والدستور، فإن عفرين ستكون تابعة لدمشق”. وتابع المصدر “الإيرانيون لا يدعمون، من خلال موقفهم، العمال الكردستاني بأي شكل، ولكنهم يرفضون وجود ممرّ بين عفرين وإدلب، على أي حال المفاوضات مستمرة، ولا أعتقد بأن التوافق مع إيران أمرٌ صعبٌ”.

وكان لفرنسا الصوت الأعلى بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن في الاعتراض على العملية التركية، من خلال تعبير وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، عن قلقه البالغ من العملية التركية في عفرين، إضافة إلى دعوته لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة التدهور المفاجئ للوضع في سورية، ليقوم وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، يوم الأحد، بإجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، صرح بعدها من العاصمة العراقية بغداد، بالتأكيد على أن “أي اعتراض على العملية التركية يعني الوقوف إلى جانب الإرهاب”، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني. ولكن وبما أن العملية التركية في عفرين نتاج اتفاق تركي روسي، فمن غير المنتظر أن تسمح روسيا بالتحرك ضد الاتفاق في مجلس الأمن، بينما تراه فرصة تاريخية لزيادة الشرخ بين أنقرة وواشنطن، الأمر الذي بدا واضحاً من خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي اتهم واشنطن بتقوية النزعة الانفصالية للأكراد في سورية من خلال تصرفاتها.

وتعليقاً على الموقف الفرنسي، قال المصدر التركي: “لم يتم التشاور مع الفرنسيين خلال التجهيز للعملية، بل تم إبلاغهم بها في وقت لاحق. الفرنسيون لا يريدون أن يفهموا بأن الوضع في المنطقة تغيّر، وسورية لم تعد مستعمرتهم”.

في غضون ذلك، يبدو بأن زيارة جاووش أوغلو إلى بغداد، كانت في إطار محاولات أنقرة لفتح جبهة أخرى ضد العمال الكردستاني في العراق وتحديداً في منطقة سنجار التابعة للموصل، لزيادة الضغط على “الكردستاني”، ولكن لا يبدو بأن الإدارة العراقية ستعمد لذلك، بسبب الرفض الأميركي المحتمل، وكذلك من دون وجود رضا إيراني لذلك، وهو الأمر الذي قد ينتج عن المباحثات الجارية مع الأتراك.

العربي الجديد

 

“بي بي سي” تسقط مجدداً في سورية

عدنان عبد الرزاق

أحدث مقطع فيديو لمقابلة قام بها المقدم طوني خوري ضمن برنامج “عالم الظهيرة” على محطة الـ”بي بي سي” البريطانية غضباً على مواقع التواصل، إثر وصفه الجيش السوري الحر، خلال لقائه من اسطنبول المحلل التركي مصطفى حامد أوغلو، بالمنظمة الإرهابية.

 

وخرج المقدم، وفق إعلاميين، عن أصول المهنة، حين وصف “الجيش السوري الحر” بـ”المنظمة الإرهابية”، وقوله إنّه “أداة تركية” بعُرف الجميع، حينما كان يحاجج الضيف التركي، بعد أن وصف بلاده بـ”المحتلة”، تعليقاً على عملية “غصن الزيتون” التي يقوم بها الجيش التركي بمؤازرة بعض وحدات الجيش السوري الحر في عفرين، شمالي غرب سورية، منذ يومين.

 

وقال الخوري إنّ روسيا دخلت الأراضي السورية بموافقة نظام بشار الأسد، وأن الجيش السوري الحر ليس منظمة إرهابية وفق العرف التركي فقط، لينهي اللقاء بعذر انتهاء الوقت من دون أن يترك للضيف وقتاً للتعبير عن رأيه.

 

ولاقى برنامج عالم الظهيرة الذي بثته المحطة، أول من أمس، امتعاضاً في أوساط السوريين، جراء تصرف المقدم الذي وصفه كثيرون بغير المهني.

 

ويقول الأكاديمي السوري إياد الخطيب إنّ “قناة (بي بي سي عربي) منحازة منذ بدايات الثورة لنظام بشار الأسد، وتؤثر على الدوام تسويق النظرة الأسدية وأن الثورة تمرد وإرهاب، في حين تتغاضى عن كثير من جرائم النظام، ولا ننسى كسوريين، وقت نشرت فيديو خاطئا وسحبته واعتذرت عن النشر، أو حين ترسل مراسلها بدمشق، عساف عبود، ليرافق جيش الأسد بقمع الثورة والسوريين، وتسويق الحالة على غير الواقع وما هي عليه”.

 

ويتابع الخطيب في حديث لـ”العربي الجديد”: “في الوقت الذي تحتفل خلاله (بي بي سي) بعيدها الثمانين، يؤسفنا كيف بدأت إذاعة ومن ثم محطة دولية ذات مصداقية واهتمام، وكيف سدت عبر (بي بي سي عربي) فراغاً وباتت مصدرا للمتلقي العربي، وإلى ما آلت إليه من انحياز، على حساب الثورات والشعوب المقهورة، وأعتقد أن ذلك يتنافى مع مشروع المحطة المدعومة من مجلس اللوردات وتموّل من دافع الضرائب ببريطانيا”.

 

من جهته، يقول المخرج التلفزيوني مأمون البني، إنّه “ليس من صفات المقدم التلفزيوني أن يكون طرفاً ويطلق الأحكام، أو أن يسكت الضيف بهذه الطريقة، إذ من حق الضيف أن يعبر عن رأيه، وبخاصة إن تمت مهاجمته من المقدم، كما رأينا”.

 

ويضيف البني لـ”العربي الجديد”: “صراحة حتى بتلفزيون النظام السوري، لم نر هكذا انحياز ووقاحة”.

 

ويرى مدير مكتب رابطة الصحافيين السوريين بتركيا، قتيبة الخطيب، أنّ “الخوري خرج عن تقاليد المهنة وحتى عن السياسة التحريرية للمحطة التي يعمل بها”.

 

ويأسف الخطيب لما آلت إليه المحطة “التي تحتفل في الثالث من يناير من كل عام، بيوم انطلاقتها، وكيف شكلت عبر ثمانين سنة من البث الإذاعي، الكثير من قناعات ووعي المتلقي العربي، بل وربما ليس من خلاف على أن (بي بي سي) من أهم المدراس الإعلامية العالمية، وتدرب الصحافيين من كل أصقاع العالم، على الأداء المهني الحيادي والمصداقية وأن الصحافي مرآة وليس طرفاً أو قاضياً”.

 

ويشير الخطيب خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ “الدليل التحريري في (بي بي سي) يحدد معايير المهنة ويستقي منه الصحافيون، لكنها وللأسف، تسقط بأبسط اختبارات المهنية ويضعها بعض المذيعين والمقدمين بموضع التشيكك والاستغراب”.

 

من جهته، يرى رئيس رابطة الصحافيين السوريين، علي عيد، أنّ “مذيع (بي بي سي) لم يستطع، مهنياً، القيام بدوره كصحافي خلال الحوار، والأهم أنه أقحم نفسه في قضية قد لا تتبناها قناته أو حتى دافع الضرائب البريطاني، معتبراً أن الجيش الحر جماعة إرهابية، وهو ما يعني أن بريطانيا كانت تدعم الاٍرهاب لسنوات على اعتبار أنها كانت إحدى الدول التي أمنت تدريبات ودعما لوجستيا للجيش الحر”.

 

ويضيف رئيس رابطة الصحافيين السورين لـ”العربي الجديد”: “كما أن مقدم برنامج (عالم الظهيرة) كرر ثلاث مرات اعتبار تركيا دولة احتلال، ولا مشكلة في ذلك، لو أنه اعتبر الولايات المتحدة وروسيا وإيران وحتى بريطانيا دول احتلال لأنها تملك قوات على الأراضي السورية سواء بقبول أو رفض نظام الأسد”.

 

وحول ما ستفعله الرابطة رداً على ما اعتبره السوريون إساءة من المقدم والمحطة، يضيف عيد: “الرابطة ستخاطب إدارة القناة للتأكيد على أن غياب المهنية في إطلاق المصطلحات يمكن فهمه على أنه موقف رسمي يستوجب التوضيح منهم، والاستنكار من جانبنا، وقد فعلت الرابطة مثل هذا في حالات مماثلة سابقاً”.

 

خطاب “تحرير الشام” يكشف أزمتها الوجودية/ عقيل حسين

إذا كانت عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها تركيا أخيراً ضد قوات “حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني” شمالي حلب، تعتبر فرصة لـ”الجيش الحر” من أجل العودة للواجهة بقوة، باعتباره الشريك الرئيسي لأنقرة في هذه العملية، فإن البعض يرى أن هذه الفرصة تعزز عودة الجيش الحر الذي أدت الانتصارات الأخيرة للنظام في ريفي إدلب وحماة، وكذلك في جنوب حلب، إلى ظهور الفراغ الكبير الذي خلفه غيابه أو إضعافه، وتحميل المسؤولية عن ذلك بشكل مطلق لـ”هيئة تحرير الشام”.

وقد واجهت “الهيئة” بالفعل سخطاً شعبياً وإعلامياً كبيراً نتيجة لذلك، باعتبارها الجهة التي فككت أو قوضت عدداً كبيراً من فصائل المعارضة، ما دفع قيادتها إلى إطلاق حملة إعلامية على أعلى المستويات، بهدف الحد من التدهور الكبير في أسهمها. إلى درجة جعلت الكثيرين يرون في الخطاب الأخير لزعيم “الهيئة” أبو محمد الجولاني، وقادة آخرين فيها أطلقوا تصريحات متزامنة ومتشابهة مؤخراً، مؤشراً على بداية نهاية “الهيئة”، على الأقل بشكلها ووضعها الحالي.

وبغض النظر عن دقة هذه التحليلات أو مبالغتها، إلا أن الواقع الذي أفرزته الأشهر الثلاثة الأخيرة، وضع “هيئة تحرير الشام” في موقف معقد جداً، بعد عام مريح توفر لها عقب هزيمتها مجموعة جديدة من فصائل المعارضة في الشمال، وأبرزها “حركة أحرار الشام الإسلامية”، إلى جانب فرض نفسها كطرف سياسي لم يكن بالامكان تجاوزه من قبل الدول الإقليمية، أقله في ما يتعلق بمحافظة إدلب التي تهيمن عليها “تحرير الشام”.

لكن ما لا يقل عن مئة مليون دولار جنتها “الهيئة” من اتفاقية “المدن الأربعة” التي قضت بترحيل المعارضين للنظام من مضايا والزبداني في ريف دمشق، مقابل هدنة كفريا والفوعة في ريف إدلب، وكذلك أطنان من الأسلحة والذخائر سيطرت عليها “تحرير الشام” بعد مهاجمتها الفصائل الأخرى في إدلب وريفي حلب وحماة، على مدار العام 2017، وأيضاً انضمام عدد غير قليل من المقاتلين إليها نتيجة لهذه التطورات، كل ذلك لم ينفع “الهيئة”. فهي تخوض بمفردها غمار مواجهات عسكرية وتنظيمية وسياسية خطرة، أدت في النهاية إلى نتائج سلبية كبيرة كما هو واضح اليوم، وهذه النتائج دفعت قيادة “تحرير الشام” إلى إصدار رسائل إعلامية متزامنة، بهدف السيطرة على الكارثة التي أصبح من الصعب تدبرها.

وإذا كانت الرسالة المطولة التي وجهها المسؤول الشرعي في “هيئة تحرير الشام” عبدالرحيم عطون إلى “المجلس الإسلامي السوري” مباشرة وواضحة الأهداف، فإن رسائل كثيرة ومختلفة، ضمنية وغير مباشرة، أراد زعيم “الهيئة” أبو محمد الجولاني إيصالها لأطراف متعددة في كلمته الأخيرة.

لا شك أن على رأس هذه الأطراف وفي مقدمتها، تأتي كوادر “هيئة تحرير الشام” ومقاتليها، الذين أطنب الجولاني في مدحهم والثناء على ما قدموه من بطولات وتضحيات خلال الأيام المائة الأخيرة، وذلك في إطار تحفيزهم على الاستمرار في الولاء للتنظيم، بعد موجة الانشقاقات الكبيرة التي عصفت بـ”الهيئة” منذ ثلاثة أشهر، على خلفية اتفاق نشر القوات التركية في محافظة إدلب، والخلاف مع قيادة تنظيم “القاعدة”، واعتقال “الهيئة” لقادة التيار المطالب بعودة “القاعدة” أو العودة لها.

المئات من الأفراد والمقاتلين، بينهم سوريون، لكن أغلبهم من المهاجرين، بمن فيهم عشرات القادة العسكريين من مختلف المستويات، بالإضافة إلى تشكيلات بأكملها، أعلنت الانشقاق عن “هيئة تحرير الشام” خلال الفترة المنصرمة، وخاصة بعد بث آخر الكلمات الصوتية لزعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري، والتي هاجم فيها بشدة الجولاني وفريقه في قيادة “تحرير الشام”. وتزامن بث هذه الكلمة مع الإعلان عن اعتقال “الهيئة” قادة الفريق المؤيد للعودة إلى حضن “القاعدة”، نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2017، الأمر الذي يفسر سبب تكرار الجولاني ذكر “المهاجرين” في كلمته، إن كان على سبيل الثناء أو على سبيل التطمين.

أبرز هذه التشكيلات المنشقة كان “جيش الملاحم” وقطاعات واسعة من “جيش النخبة” و”جيش البادية” التي ركز إعلام تنظيم “القاعدة” خلال الأيام الأخيرة الماضية الأضواء على مشاركتها بشكل مستقل عن “تحرير الشام” في مواجهة حملة قوات النظام على ريف إدلب، من دون أن يعلن تبعيتها لـ”التنظيم” رسمياً. إلا أن ذلك لم يمنع ظهور الارتياح والتفاؤل لدى هذا فريق “القاعدة”، الذي بات اليوم يمتلك قوة عسكرية ووجوداً معتبراً، بعد عام ونصف العام من الانكفاء والمعاناة بسبب تضييق فريق الجولاني عليه، ونجاحه بعزله طيلة تلك الفترة.

وبالقدر الذي شعر فيه تيار “القاعدة” بالارتياح نتيجة هذه التطورات، بالقدر الذي شعر فيه فريق “الهيئة” بالخطر، خاصة أن كل ذلك تزامن مع انكسارات عسكرية على الأرض. وبالتالي فإن المساحة التي لعبت فيها “تحرير الشام” بمفردها طيلة عام ونصف العام باعتبار الممثل غير المعلن لكن الوحيد لـ”القاعدة” في سوريا، وما يعنيه لها ذلك من معان مهمة، أصبحت مهددة جداً مع نجاح فريق “القاعدة” بنزع شرعية هذه التمثيل لصالحهم.

لذلك، كان من الطبيعي أيضاً أن يخصص أبو محمد الجولاني الجزء الأكبر من كلمته للمنشقين عن “هيئة تحرير الشام” أو المترددين بسبب الموقف من “القاعدة”. ولهؤلاء، استفاض الجولاني في توجيه الرسائل غير المباشرة والدعوات المبطنة من أجل العودة إلى “الهيئة” والتمسك بها. وهو ما بدا واضحاً، إن كان من ناحية تكرار كلمات ومصطلحات تيار السلفية الجهادية، أو التأكيد على الالتزام بأهداف تنظيم “القاعدة” العامة؛ تطبيق الشريعة، وتحرير الأقصى..أو حتى في السياق العام للكلمة، الذي أوحى طيلة ثمانية عشر دقيقة، بأن الجولاني إنما أراد ان يقول باختصار إن من مصلحة الجميع البقاء مع “هيئة تحرير الشام” والحفاظ عليها، وهو مؤشر مهم لإدراك مدى الأزمة التي تشعر بها قيادة “الهيئة” بالفعل.

وإذا كانت الرسائل التي وجهها الجولاني في كلمته إلى الحاضنة الشعبية للثورة، خاصة النازحين والمهجرين منهم، تعتبر تحصيل حاصل في النهاية، إلا أن الدعوة إلى المصالحة مع الفصائل الأخرى، ورغم أنها ليست الأولى من نوعها وأنها لم تكن من دون تهجم وانتقادات قاسية وخطيرة، إلا أن الدعوة وفي الوقت ذاته، كانت تفيض بمظاهر التسامح والاستعداد لتقديم التنازلات. وهو الأمر الذي لم يسبق أن أظهرته “هيئة تحرير الشام” تجاه بقية الفصائل من قبل، أو على الأقل لم يسبق أن صدر مثله عن الجولاني شخصياً. والشيء ذاته ينطبق على الرسالة التي وجهها لـ”المجلس الإسلامي السوري” الشرعي العام لـ”هيئة تحرير الشام” عبد الرحيم عطون، الذي استعاد في الرسالة لهجة “الهيئة” تجاه “المجلس” أيام ما قبل انسحاب حركة “الزنكي” و”جيش الأحرار” منها.

المسؤول الشرعي لـ”تحرير الشام” وفي رسالة مطولة نشرها على قناته في موقع تليغرام، حمل بشدة على “المجلس الإسلامي”، ووجه له انتقادات لاذعة في الجزء الأول من رسالته، بسبب مواقف “المجلس” من “الهيئة”، التي صعدها بعد التطورات الميدانية الأخيرة في أرياف إدلب وحماة وحلب. لكنه، أي عطون، ضمّن القسم الثاني من الرسالة دعوات ودية جديدة للمؤسسة التي تضم نحو خمسة آلاف عالم دين سني من مختلف المدارس والتيارات الإسلامية في سوريا، والتي على ما تعانيه من مشاكل حدت من فاعليتها، إلا أن “تحرير الشام” تدرك بلا شك، أن أي تغيير في موقف “المجلس” تجاهها، يعتبر أمراً في غاية الأهمية اليوم.

لكن إلى أي حد يمكن لدعوات قيادة “هيئة تحرير الشام” أن تلاقي قبولاً لدى فصائل ومؤسسات الثورة، بعد كل التجارب المؤلمة بين الطرفين، منذ ما قبل انفصال “الهيئة” عن تنظيم “القاعدة” عام 2016. إذا كان المنشقون عنها، وهم التيار المؤيد للعودة إلى “القاعدة”، الذين ليس بينهم وبين قيادة “تحرير الشام” سوى خلافات حديثة وبسيطة، بالمقارنة بما بينها وبين قوى الثورة والمعارضة الوطنية والإسلامية، يشككون بكل مبادرة أو أي تصريح صادر عن قيادة “الهيئة” ويقولون إنها قد فقدت مصداقيتها.

سؤال يمكن اجمال كل الإجابات عليه، ومن مختلف الأطراف، بتعليق القيادي السابق في “جبهة النصرة” والمنشق عنها منذ أكثر من أربع سنوات، السعودي ماجد الراشد “أبو سياف”، الذي رأى في كلمة أبي محمد الجولاني أنها تمثل “رسالة كبر واستعلاء على الفصائل التي وصفها بالخائنة أو العميلة، ومع ذلك قال بأنه جاهز للتعامل معها”. وعن السؤال أجاب الراشد بالقول: “أود حقيقة أن أصدق الجولاني، ولكني لست بالخب ولا الخب يخدعني.. فإن أُرجعت المقرات والأموال والأسلحة المنهوبة، ولن ترجع، فمن يعيد الأرواح التي أزهقت؟”، مختتماً بالقول: “لن نغفر ولن نسامح كل من شارك ولو بشطر كلمة..”، وهو موقف طبع تعليقات كل خصوم “هيئة تحرير الشام” على كلمة الجولاني ورسالة عطون.

ما بين التهجم على الخصوم والتودد لهم، وما بين السعي لاستمالة مختلف الأطراف وعدم القدرة على اقناع أي منها، بسبب عامل المصداقية، وبعدما بلغت الخلافات نقطة اللاعودة ربما، حتى بين “الهيئة” ومن كان بالأمس القريب جزء منها، وعلى الرغم من أن “تحرير الشام” لا زالت تمتلك الكثير من نقاط القوة وتتحكم بملفات أهمها الملف الأمني الذي قد يجعلها أو يجعل من الحفاظ عليها والتعامل معها ضرورة لبقية الفصائل، بل وحتى للدول الإقليمية، إلا أن الكثيرين يرون أن “هيئة تحرير الشام” هي اليوم في أضعف حالاتها، وأن تفككها وخروجها من المشهد كإحدى أبرز القوى هو مسألة وقت لا أكثر. بينما يرى البعض أن الجولاني وفريقه واجهوا من قبل أزمات وجودية أخطر، لكنهم نجحوا في تجاوزها، وهم قادرون مجدداً على إيجاد حلول لهذه الأزمة.

المدن

 

“هيئة التفاوض” في موسكو..وسيدا يترك الائتلاف

أعلن عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبدالباسط سيدا، استقالته من الائتلاف، في رسالة بعث بها إلى رئيسه رياض سيف.

 

وقال سيدا في رسالته، إن له ملاحظات كثيرة “حول طريقة تكوينه (الائتلاف)، وبنيته، واسلوب عمله، وتقاعسه في ميدان التواصل مع الداخل والمخيمات والجاليات؛ وقد تناولت ذلك مرات كثيرة في الاجتماعات الرسمية للائتلاف”.

 

وأشار سيدا إلى أن من أسباب تقدمه بالاستقالة، كان “عدم وجود آلية واضحة للمساءلة والمحاسبة”، فضلاً عن “مستوى أداء” الائتلاف. واتهم أطرافاً في صفوف الائتلاف بـ”الانخراط في مشاريع جانبية، من دون الاستناد إلى اي قرار من جانب الائتلاف، ومن دون تدخل يُذكر من جانب الائتلاف لمساءلة المعنيين”.

 

وختم سيدا بالقول، إنه “بناء على ما تقدم، وحتى لا اتحمّل عواقب ممارسات وسياسات لست مطلعاً على بواعثها وخلفياتها وتشعباتها، لا سيما بالنسبة لموضوع مشاركة أعضاء من الائتلاف في اجتماعات آستانة وتبعات ذلك، والموقف مما يجري في منطقة عفرين؛ أعلن انسحابي من عضوية الائتلاف”.

 

وكان سيدا قد نشر تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، انتقد بها وفد “هيئة التفاوض السورية” على زيارته إلى موسكو، ولقائه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف. وكتب فيها “وفد كبير لهيئة المفاوضات في موسكو. نتمنى ألّا يكون العشاء الأخير قبل سوتشي”.

 

وفد “الهيئة” الذي التقى لافروف، قال إن الزيارة تهدف للوقوف على حقيقة الموقف الروسي تجاه العملية السياسية في سوريا، بحسب بيان صدر عنه. وكان مفاجئاً قول رئيس “الهيئة” نصر الحريري عقب لقائه لافروف: “لن نتخذ قرار المشاركة في سوتشي، إلا بعد معرفة أهدافه”، الأمر الذي فسر على أنه تمهيد لإعلان المشاركة.

 

من جهته، قال لافروف إن “الهدف الرئيس لمؤتمر سوتشي هو توفير أكبر قدر ممكن من الدعم لعملية جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة لكي تأتي المباحثات بين جميع السوريين بنتائج، التي ينتظرها سكان سوريا”.

 

وأضاف “لقد كان الهدف أن تجمع قائمة المدعوين إلى مؤتمر سوتشي كافة أطراف المجتمع السوري، حكومة ومعارضة، تحت سقف واحد، وقد تم تحقيق هذا الهدف”.

 

نازحو إدلب.. العيش في العراء/ هارون الأسود

أجبرت العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام في أرياف حماة وإدلب وحلب، آلاف المدنيين على ترك منازلهم وقراهم بحثاً عن مناطق أكثر أمناً لهم. ويفترش النازحون بمتاعهم الخفيف الأراضي الزراعية في محيط المدن والبلدات التي تبعد بضعة كيلومترات عن خطوط الجبهات، على الرغم من القصف الجوي والصاروخي الذي يطال معظم ريف إدلب.

قوات النظام وحلفاؤها ما زالت تستهدف بشكل يومي المناطق المأهولة بالسكان في محيط محاور الاشتباك، غربي سكة الحجاز ومحيط الطريق الدولي دمشق-حلب؛ من  بلدة مورك وقرى ريف حماة الشمالي وصولاً إلى  مدن خان شيخون ومعرة النعمان وخان السبل وسراقب  في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.

ويستمر تدفق النازحين عقب تسهيل قوات النظام عبور تنظيم “داعش” من قرى عقيربات نحو ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي، وسيطرة التنظيم على منطقة الرهجان والبادية، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة استنزفت فصائل المعارضة. وذلك بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية لقوات النظام التي افضت إلى سيطرتها مع تنظيم “داعش” على مساحات واسعة تعادل ثلث محافظة إدلب.

وشهدت أرياف حماة وإدلب وحلب عمليات نزوح جماعية، وأضطر معظم المدنيين إلى ترك ممتلكاتهم، وحملوا معهم خلال نزوحهم ما خف وزنه، أملاً منهم بانتهاء العمليات العسكرية والعودة قريبا إلى منازلهم. إلا أن قوات النظام عفّشت “نهبت” ما تبقى من أثاث وممتلكات المدنيين، بعدما هدمت الآلة العسكرية معظم البلدات جنوبي مطار أبو ضهور. ونفذت قوات النظام إعدامات ميدانية بحق المدنيين الذين لم يغادروا قراهم جنوبي حلب، بينما بدأ تنظيم “داعش” طقوسه شرقي حماة وحرق بعض ممتلكات المدنيين وهدم قبور أسلافهم بحجة عدم توافقها من الشريعة الإسلامية.

وبلغت حصيلة النازحين جراء العمليات العسكرية ما يقارب 400 ألف نسمة، أي نحو 70 ألف عائلة، يتوزعون على ما يقارب 500 نقطة ومخيم معظمها عشوائي. ويشكل نازحو ريف إدلب وحماة نحو 90 في المائة من العدد الكلي. ولا يشكل نازحو ريف الجنوبي جزءاً كبيراً من مجمل عدد النازحين، لأن قرى ريف إدلب الجنوبي تعد نقاط ساخنة تطالها المدفعة الثقيلة بشكل شبه يومي على عمق كيلومترات منها، وكانت قد شهدت عمليات عسكرية سابقة أدت إلى نزوح معظم سكانها.

وقُتِلَ بعض النازحين ودمرت سياراتهم خلال رحلة هروبهم. ويغادر المدنيون تحت شتى انواع القصف قراهم عبر الشوارع الرئيسية والفرعية رغم استهداف الطيران الحربي لها في الليل والنهار. ويُعدُّ الطريق الواصل بين مدينة أبو ضهور وسراقب شريان نجاة المدنيين، ولكن المروحيات الحربية تستهدفه بالبراميل المتفجرة أو الألغام البحرية.

ويلجأ النازحون الذين يمتلكون المواشي إلى الأراضي الزراعية، ويَحطّونَ متاعهم وينصبون خيامهم في العراء، ويعتمدون على تأمين المياه والحطب للتدفئة والطهي من خلال وسائل النقل الخاصة بهم. وتتشكل تجمعات بشكل مخيمات عشوائية، ونقاط نزوح، تنتشر حول قرى ومدن إدلب كسراقب وسرمدا واطمة وسلقين وجسر الشغور واريحا، وعلى طول الطريق بين معرتمصرين وسرمدا، إضافة إلى المدن والقرى الواقعة غربي ريف حلب وحماة.

ونظراً لتموضع بعض الخيام فوق أملاك خاصة، أضطر البعض إلى نقل مخيماتهم العشوائية، أو دفع بدل نقدي يبلغ 200 دولار لمساحة كيلومتر مربع، على الرغم من كون بعض الأراضي مشاعاً أو أملاكاً عامة.

وقال أبو سعيد لـ”المدن”: “اضطررت إلى نقل الخيام بعد تركيبها لكون الأرض أملاكاً خاصة، ولا أريد مناشدة المنظمات المدنية، لم يأتِ أحد منهم إلى الخيام الواقعة في محيط مدينة إدلب، ولكوني نازحاً جديداً إلى المنطقة لا اعرف أين تقع مكاتب المنظمات، يفترض أن تأتي المنظمات إلينا لا أن يذهب النازحون لهم، اشتريت خيمة مستعملة وبثمن مرتفع لكن أطرافها مهترئة ومياه الأمطار تتسرب داخل الخيمة، اخرجت عائلتي من ريف حلب الجنوبي نتيجة اشتداد المعارك، وعندما رجعت حاولت أن آخذ بعض الحاجيات من منزلي، لكن النظام كان قد سيطر على القرية”.

وينتشر قسم من النازحين في خيام منفردة داخل الحدود الإدارية للمدن، ويحاول أخرون البحث عن شقق سكنية شاغرة دون جدوى، فمعظم المنازل مؤجرة بمبالغ مضاعفة نتيجة عمليات النزوح السابقة من ريف دمشق وحمص وحلب، والمستمرة من دير الزور والرقة.

موجات النزوح السابقة انهكت معظم المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب، وتشرف “حكومة الإنقاذ” و”حكومة الائتلاف” على إدارة شؤون المدنيين، ويقدر عدد المنظمات الخدمية بـ290. وانشئت بعض المخيمات الصغيرة غربي وشمالي إدلب. ولم تُسجل استجابة سريعة للجمعيات الخيرية لتزايد أعداد النازحين، أو العمل بشكل ملحوظ على توزيع المستلزمات الأساسية مثل الخيام والمياه أو وسائل التدفئة والأطعمة والألبسة.

ولم تمنع الأحوال المعيشية الصعبة أهالي المدن من العمل بشكل تطوعي لتأمين تبرعات عينية للنازحين. وعلى الرغم من تراجع العملية الدراسية، وانخفاض أعداد الطلاب، لم تفتتح المدارس المهجورة لاستقبال النازحين داخلها. وتؤدي العواصف المطرية التي تضرب البلاد إلى غرق خيام النازحين نتيجة تسرب المياه ما يجعل أحوال المخيمات كارثية.

وتقول أم حسن لـ”المدن”: أين المنظمات الإنسانية، يأتي البعض ليلتقط الصور فقط، ويذهب بعدما يقدم بضع المواد الغذائية التي لا تكفي ربع الخيام”، وتضيف: “أقيم هنا منذ اسبوعين مع بناتي وأطفالهم، فقدت زوجي نتيجة القصف على ريف حماة الشرقي، ومع عدم وجود اي معيل لي، اعتمد على بيع حليب الغنم وبيض الدجاج  لتأمين أهم مستلزماتي، بات الجميع يعلم أحوال المخيمات العشوائية خاصة في ريف سراقب الشرقي، نشكو أمرنا إلى الله”.

وتحت اسم “حملة إدلب الكبرى”، كانت قد انطلقت حملة إغاثية تشرف عليها سبع منظمات مدنية، بينها منظمة IHH التركية ورحمة الكويتية، ويوزع فيها سلة إغاثية وحصة لحوم وبعض الألبسة والبطانيات إلى العوائل التي تقيم ضمن شقق وأبنية، ومن المقرر أن تبدأ الحملة مراحل أخرى لتشمل المخيمات العشوائية.

المدن

 

تركيا وعفرين.. و”الدعاية الارهابية

قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الاثنين، إن الشرطة اعتقلت 24 شخصاً بتهمة “نشر دعاية إرهابية” في وسائل تواصل اجتماعي تتعلق بالعملية العسكرية ضد مقاتلين أكراد في شمال سوريا.

وبدأت تركيا “عملية غصن الزيتون”، مطلع الأسبوع، فدخلت قوات تركية إلى منطقة عفرين لطرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة من منطقة الحدود الأمر الذي فتح جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات.

 

وتعتبر تركيا، الوحدات، منظمة إرهابية، وامتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا منذ 30 عاماً في جنوبي شرق تركيا حيث الغالبية كردية.

 

ولم تكشف وزارة الداخلية عن تفاصيل بشأن الاعتقالات، لكن وكالة “أناضول” للأنباء قالت في وقت سابق إن الادعاء في مدينة ديار بكر بجنوبي شرق تركيا أصدر أوامر باعتقال 17 شخصا نشروا مواد على الإنترنت “لتحريض مواطنين من أصول كردية وتشجيعهم على الخروج إلى الشوارع”. وأضافت الوكالة أن الشرطة صادرت بندقية ومسدسا وذخيرة في مداهمات متعلقة بالأمر في ديار بكر.

وجاءت هذه التحركات بعدما فرقت الشرطة التركية احتجاجات موالية للأكراد في أنقرة واسطنبول، أمس الأحد، واعتقلت ما لا يقل عن 12 شخصاً.

 

قالت وكالة الأناضول للأنباء إن السلطات تحقق أيضا بشأن رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن العملية العسكرية يعتقد أن نائبين من حزب الشعوب الديمقراطي أرسلاها، بينها رسالة من المتحدث باسم الحزب أيهان بيلجن.

 

وأضافت الوكالة أنه يجري التحقيق مع بيلجن بتهمة إثارة العداء والكراهية لإرساله تغريدة قال فيها إن هجوم أنقرة على عفرين قد يؤدي إلى حرب أهلية.

 

وقال بيلجن في تغريدته التي يعود تاريخها إلى يوم 13 يناير كانون الثاني “ستدفع عملية تركية ضد عفرين، ما لم يكن هناك هجوم من هناك، البلاد إلى حرب أهلية إذا نجحت وستوفر الأساس لانقلاب إذا فشلت”.

 

وحذر إردوغان، الأحد، مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطي من الاحتجاج على العملية العسكرية قائلا إن قوات الأمن ستكون “في أعقابهم” إذا تظاهروا.

 

عفرين في مجلس الأمن.. ولافروف يعتبر الدعوة “منحازة

يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، الإثنين، بعد طلب فرنسي لبحث تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا بعدما بدأت تركيا هجوماً على الوحدات الكردية في منطقة عفرين السورية. وقال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان، إن بلاده ستدعو لتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية.

 

وتعليقاً على ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول سوريا “متحيزة”. وقال خلال مؤتمر صحافي “أما ما يخص اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي يعقد بمبادرة فرنسا، فبوسعي أن أقول إن هذا التحيز تجاه أحداث معينة خاصة بالتسوية السورية، يثير قلقنا”.

 

وأضاف لافروف أن الدول الغربية تحاول إثارة ضجة حول الوضع في الغوطة الشرقة وإدلب، وتتجاهل وجود جماعات مسلحة قريبة من “جبهة النصرة” في الغوطة الشرقية، التي تقصف دمشق، بما في ذلك السفارة الروسية.

 

ودان لافروف ما تقوم به الولايات المتحدة على الحدود السورية-التركية، معتبراً أن ذلك إما “عدم فهم للوضع أو استفزاز متعمد”. وقال إن روسيا لفتت انتباه واشنطن إلى أنها “تتبع نهجا لإنشاء أجهزة سلطة بديلة على جزء كبير من الأراضي السورية. وتقوم بتوريد الأسلحة إلى سوريا بشكل معلن وغير معلن لتسليمها إلى الفصائل التي تتعاون معها، وخاصة قوات سوريا الديموقراطية”.

 

وذكر بالتصريحات السابقة لوزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، التي دعت إلى “ضبط النفس واحترام وحدة أراضي سوريا”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول “عرقلة حوار الأكراد مع دمشق، وتشجع الميول الانفصالية وسط الأكراد”.

 

وشدد لافروف على ضرورة مشاركة الأكراد في عملية التسوية السورية، موضحاً أنه تم إدراج ممثلين عن الأكراد على قوائم المدعوين لحضور مؤتمر سوتشي نهاية الشهر الحالي.

 

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن المسؤولين الروس على اتصال بالقيادة التركية بما يتعلق بالعملية العسكرية التي تنفذها أنقرة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين، مذكراً بأن روسيا ما زالت تؤمن بأهمية سلامة أراضي سوريا.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أن بلاده ليس لديها أطماع في شبر واحد من أراضي الآخرين، وذلك تعليقاً على عملية “غضن الزيتون” في عفرين. مشدداً على أن عملية عفرين ستنتهي عند تحقيق أهدافها على غرار “درع الفرات”.

 

وتابع أردوغان “أود سؤال أميركا التي تقول بأن عملية عفرين يجب أن تكون لمدة محددة، هل تحددت مدة بقائكم في أفغانستان؟ قبل وصولنا الحكم دخلتم العراق ومازلتم هناك”، مضيفاً أن “لا أحدا يعلم أي المدن الأوروبية أو الأميركية ستضربها غدا الصواريخ التي استهدفت مدينة ريحانلي التركية بالأمس”.

 

من جهته، اعتبر قائد “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا سيبان حمو، أن الرئيس التركي استغل السوريين أداةً لتحقيق غاياته، ولم يبق هناك “جيش حر” بل من بقي في قوامه “مرتزقة يبحثون عن مصالح أردوغان”، مضيفا أن تركيا “تريد احتلال أراضي عفرين وبالتالي ربط مناطق الباب المحتلة بالمناطق التي تحتلها في إدلب، وبذلك تخلق لنفسها نفوذا سياسيا في المنطقة”.

 

وقال إن “هجمات أردوغان تركزت على القرى والمدن واستهدفت المدنيين”. كما شن حمو هجوما شرساً على روسيا، متهما إياها بـ”الخيانة والتواطؤ مع تركيا، وتمركزت في الخندق المعادي لشعبه”.

 

“الملتقى الوطني الثوري”: سوريون يلملمون صفوفهم لمواجهة سوتشي/ عبدالله أمين حلاق

تحت شعار “حماية أهداف ثورة الحرية والكرامة، ورفض مؤتمر سوتشي”، عَقد “الملتقى الوطني الثوري السوري” اجتماعاته  في 32 مدينة من بينها 11 مدينة سورية، وذلك بناء على دعوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والتي طرحت “تشكيل جبهة ثورية وطنية ضد مؤتمر سوتشي، وضد أي مؤتمر آخر يحاول إعادة تأهيل وتعويم نظام الأسد، أو التنصل من القرارات الدولية أو تشريع وجود قوى محتلة على الأراضي السورية، وإسقاط الشرعية الثورية عن الأفراد والمنظمات التي تشارك فيه”.

وأصدر المجتمعون بياناً في ختام اجتماعاتهم، جاء فيه: “بعد سبع سنوات من التضحيات الهائلة للشعب السوري، من أجل نيل حقوقه المشروعة بالحرية والكرامة الإنسانية والعدالة، تسعى روسيا لعقد مؤتمرٍ في منتجع سوتشي في نهاية شهر كانون الثاني 2018، مُدّعية بأنه (مؤتمر لحوار وطني سوري)، بينما هدفُه الحقيقي هو إعادة تأهيل نظام الأسد، وإجراء إصلاحات دستورية شكلية، في ظل نظام لم يلتزم بالدستور طيلة عهده، وفرض انتخابات تتيح لبشار الاسد ترشيح نفسه لفترتين رئاسيتين جديدتين”.

وحذّر البيان من أن مؤتمر سوتشي يهدف “إلى نقل الملف السوري من مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، إلى مؤتمر ترعاه روسيا وحلفاؤها، بغرض الاستفراد بهذا الملف، والتحكم بمصير البلاد، وتقويض الشرعية الدولية المتمثلة بشكل أساسي ببيان جنيف1 والقرار الأممي 2254، والتي تقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، تقود عملية الانتقال السياسي في البلاد”.

وخرج البيان الختامي للملتقى نقاط عديدة ومبادئ للعمل على “ضرورة تشكيل جبهة ثورية عريضة ضد مؤتمر سوتشي.. والرفض القاطع لأي عملية سياسية لا تؤدي إلى إسقاط النظام الأسدي برأسه ومرتكزاته الأمنية والعسكرية، ومساعدة السوريين على نيل حريتهم وإقامة نظامهم الوطني الذي يطمحون إليه… ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب السوري، والضغط على كافة أطراف الصراع في سورية، لوقف استهداف المدنيين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة، وفتح الممرات الإنسانية، وإدخال المساعدات، والافراج عن المعتقلين، والكشف عن المغيبين”. كما توافق المجتمعون على “تشكيل هيئة متابعة لمتابعة مخرجات الملتقى الوطني الثوري السوري، والإعداد للقاء تمهيدي لقوى الثورة والمعارضة، والتحضير لمؤتمر حوار وطني سوري، إعداداً وتنظيماً ومخرجات، وفق مرجعية جنيف1 والقرارات الدولية ذات الصلة، هدفه السعي لتحقيق طموحات الشعب السوري في الخلاص من الاستبداد، وبناء الدولة الوطنية الحديثة، بالتعاون مع كافة القوى والمنظمات والشخصيات السورية الملتزمة بهذا المسار، وتحت إشراف الأمم المتحدة”.

اللافت في هذا المؤتمر، وبخلاف الكثير من اللقاءات التي نظمتها المعارضة السورية خلال أوقات سابقة في أكثر من مكان في العالم، هو التركيز على التواصل مع الداخل السوري والتنسيق معه لعقد هذا الملتقى في نفس اليوم بالتزامن بين مدن ومناطق داخل سوريا وخارجها. وقد عُقد المؤتمر في مدينة إدلب وريف اللاذقية، منبج، الغوطة الشرقية، وشمال حمص، وفي بلدة الريحانية على الحدود السورية التركية، كما عقد اللقاء في باريس وفيينا وإسطنبول وعدد مدن العواصم الأخرى.

المعارض السوري مازن عدي، وهو عضو اللجنة التحضيرية للملتقى، قال لـ “المدن”، إن “اللجنة التحضيرية هي تجمع مجموعة أعضاء مستقلين وغير مستقلين في حراك الداخل والتنسيقيات سابقاً، وحركة (ضمير) و(حزب الشعب الديمقراطي السوري)، وتجمعات وتيارات سياسية غيرها، وكان الغرض من هذا الملتقى توجيه رسالة للعالم والشعب السوري برفض مؤتمر سوتشي، والتأكيد على ضرورة استقلال القرار الوطني بعد تحول سوريا إلى ساحة لتقاسم نفوذ القوى الدولية”، مضيفاً أن أهمية الملتقى تأتي أيضاً “من خلال التنسيق الذي تم وفي وقت واحد بين داخل سوريا وخارجها، بما يؤسس للإجماع على ضرورة استقلال الورقة السورية عن أطراف الصراع الخارجية”.

ظروف عقد الاجتماع في الداخل والتنسيق معه كانت بالغة الصعوبة، حيث “قام النظام بقصف مقر الاجتماع في الغوطة الشرقية قبل انتهاء اللقاء، وبعد كلمة الناشط نزار صمادي في الغوطة وكلمة سيدات الغوطة الشرقية” بحسب عدي، و”انقطع التواصل معهم مباشرة بعد ذلك”.

وعن تصوره لمستقبل هذا الملتقى وآليات العمل على بيانه الختامي وفق النقاط التي أكد عليها البيان، قال عدي: “لقد أقرت بيانات الأمم المتحدة ونقاط كوفي عنان حقوق الشعب السوري، وتم الالتفاف عليها عبر لقاءات آستانة واجتماع سوتشي القادم بهدف إفشال أي مستقبل للسوريين في الخلاص من نظام الأسد وبناء دولتهم الديمقراطية. يأتي ذلك بعد 11 فيتو روسي لصالح النظام. هذا عار بحق شعوب العالم وليس بحق الشعب السوري فقط، وهو يذكرنا بالمرحلة السوداء التي سبقت صعود الفاشية والنازية في القرن الماضي. الملتقى هو رسالة منا كسوريين إلى كل أحرار العالم”.

في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المعارضة السورية، يبدو هذا الملتقى “خطوة في الطريق الصعب والطويل، لكن هذا قدرنا، والذي يجب ان يترافق مع مراجعة جدية ونقدية لأخطاء السنوات السبع الماضية”. يختم مازن عدي كلامه، مشدداً على أن “استقلال الورقة السورية فكرة صعبة في ظل التعقيدات والظروف التي وصل إليها الصراع السوري”، إلا أن “الملتقى بحد ذاته لم يعتمد على أي تمويل من جهة رسمية او غير رسمية لانعقاده، حيث كانت قاعة الاجتماع في باريس مجانية ومقدمة من بلدية باريس، وبلغت تكلفة اللقاء هناك 2000 يورو بالاعتماد على تمويل ذاتي من الحضور السوريين”.

“رفض مؤتمر سوتشي والتركيز على ثوابت الثورة السورية” بحسب الملتقى، كان فرصةً أيضاً لتحوله إلى منبر يجمع السوريين بكافة اطيافهم ومنابتهم وتوجهاتهم وثقافاتهم على هدف واحد هو عدم التخلي عن مطلب إزاحة بشار الأسد من السلطة، برغم التحولات الحاصلة على الساحة السورية، وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي يتلقاه النظام السوري من حلفاءه وخصوصاً من روسيا، والتي تستعجل عقد مؤتمر سوتشي في 30 من الشهر الحالي، وسط غياب أي دعم للمعارضة السورية، وغياب الدعم الإنساني عن السوريين في المناطق المحاصرة والتي تتعرض إلى القصف بشكل شبه يومي، وهو ما جاء في كلمة الفنان السوري المعارض سميح شقير من مكان عقد المؤتمر في باريس.

وقال شقير “سأتوجه بالشكر للسيد بوتين، والذي بِفَضلِ عَجرَفَتِهِ وصفاقَةِ موقِفِهِ يُعطينا الفُرصَةَ لإعادَةِ تجميعِ قِوى الثورةِ الحقيقيةِ حولَ موقِفٍ رافِضٍ لعرضِ الاستسلام المُذِّلِ حينما يَفْتَحُ أبوابَ سوتشي فقط للموافقين على استمرار حكم الديكتاتور. وسأشكر الولايات المتحدة الامريكية على هذا الأداء البراغماتي حتى النخاع، والذي يُسقِطُ أوهام المتوهمين بحرصها على حريات الشعوب أو على الديمقراطية وحقوق الإنسان بخاصةٍ خارج حدودها”.

تمرَ المعارضة السورية اليوم بكافة تنويعاتها وتشكيلاتها وتياراتها بأصعب مراحل عملها ونشاطها، منذ انطلاق الثورة عام 2011، وخصوصاً بعد خسارتها الميدانية للكثير من المناطق والنقاط الاستراتيجية على الأرض، وفي ظل توسع سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مساحات واسعة، بقيت لسنوات من عمر الثورة تحت سيطرة المعارضة، قبل ان تتدخل روسيا عسكرياً وبشكل مباشر لدعم وتمكين النظام من إعادة السيطرة عليها، وعقد لقاءات ومؤتمرات لم ينتج عنها إلا المزيد من المماطلة على حساب العملية السياسية؛ ويبدو أن هذه الحال ستلازم المعارضة مع اقتراب موعد مؤتمر سوتشي، خصوصاً مع شحّ الخيارات أمامها، وعدم قدرتها على التحكم بمسار ومجريات الصراع في سوريا.

المدن

 

“غصن الزيتون” تواصل تقدمها شمال غربي عفرين

واصلت فصائل من الجيش الحر وقوات من الجيش التركي، الإثنين، التقدم في محيط مدينة عفرين من الجهة الشمالية الغربية، بعد سيطرتها الأحد على ثلاث قرى وأربعة تلال، سقط خلالها قتلى واسرى من “وحدات حماية الشعب” الكردية، وقتلى من فصائل الجيش الحر، بحسب مراسل “المدن” عدنان الحسين.

 

وبدأت الفصائل، الإثنين، التقدم من محورين؛ الأول باتجاه جبل برصايا المطل على ريف حلب الشمالي ومدينة كلس التركية، والذي يعتبر أقوى النقاط العسكرية لـ”وحدات حماية الشعب” في محيط مدينة عفرين. ويُشكل جبل برصايا الخط الدفاعي الأول لـ”الوحدات” عن مدينة عفرين، وبالسيطرة عليه تسقط حواجز ومواقع متعددة لـ”الوحدات” تلقائياً. الفصائل تمكنت بعد ظهر الإثنين من السيطرة على مخيم برصايا.

 

والمحور الثاني من جهة ناحية بلبل، حيث تتقدم فصائل المعارضة باتجاه تلة السيرياتل، التي تدور حولها معارك عنيفة بين الطرفين. وسيطرت المعارضة في هذا المحور على قرى شيخ وباسي ومرصو وحفتار، صباح الإثنين.

 

وسبق التقدم البري للفصائل والجيش التركي قصف مدفعي وجوي مكثف على مواقع “الوحدات” في جبل برصايا وتلة السيرياتل، ومواقع أطلقت منها “الوحدات” صواريخ وقذائف باتجاه مدينتي الريحانية وكلس التركيتين، ليل الأحد.

 

وصدّت فصائل الجيش الحر هجومين لـ”الوحدات” من محور قرية كفرخاشر شرقي إعزاز، في محاولة للأخيرة تخفيف الضغط عن الجبهات العسكرية الشمالية الغربية. كما صدّت فصائل الجيش الحر هجوماً آخر من جهة قرية الحمران جنوب غربي جرابلس لـ”قوات سوريا الديموقراطية” أدت لوقوع إصابات بين الطرفين.

 

ودفعت تركيا بتعزيزات جديدة وصلت مدينة إعزاز شمالي حلب، مؤلفة من دبابات ورتل

مدرعات وصل إلى الحدود مقابل مدينة عفرين.

 

النظام يستهدف دوما بالكلور..للمرة الثانية خلال أسبوع

أصيب 21 مدنياً بحالات اختناق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، الإثنين، نتيجة استهداف النظام السوري أحد الأحياء السكنية بقذائف مدفعية محملة بغاز الكلور السام، ضمن حملة قصف مكثفة تطال معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، فيما تعرضت مدينتي حرستا وعربين لقصف بعدد من الغارات الجوية ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى، بحسب مراسل “المدن” عمار حمو.

 

وقال مصدر من الدفاع المدني السوري في ريف دمشق، لـ”المدن”، إن “وضع المصابين مستقر، وحالتهم جيدة”، مشيراً أن معظم الإصابات كانت لأطفال ونساء. وأضاف “تتعرض مدينة دوما وبلدات الغوطة الشرقية الأخرى لقصف يومي منذ بدء حملته الأخيرة في 29 كانون الأول/ديسمبر، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين”.

 

واستهدف الطيران الحربي التابع للنظام مدينة عربين بست غارات جوية استهدفت الأحياء السكنية في المدينة ومسجدها الكبير، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ولحقت أضرار كبيرة بالمسجد، وفق ما ذكره مصدر محلي لـ”المدن”.

 

وشهد يوما السبت والأحد سقوط 11 قتيلاً، بينهم عنصر من عناصر الدفاع المدني أثناء قيامه بواجبه الإنساني في إخلاء الجرحى، في مدينة دوما، وأصيب آخرون.

 

وجاء قصف المدينة بالغاز السام بعد أسبوع واحد على استهدافها بضربة مماثلة تسببت بعدد من حالات الاختناق. وقام النظام باستهداف المناطق الملاصقة للأوتستراد الدولي على أطراف مدينتي دوما وحرستا في 13 كانون الثاني/يناير بغاز الكلور السام، وفق ما ذكر ناشطون.

 

وعلى الصعيد العسكري، دارت اشتباكات بين فصائل المعارضة ومليشيات النظام في مدينتي حرستا وعربين، الأحد، وتركزت الاشتباكات في حرستا على محاور متعددة من إدارة المركبات ومبنى المحافظة في المدينة ضمن معركة “بأنهم ظلموا” التي انطلقت أواخر كانون الأول.

 

وفي عربين تصدت الفصائل لقوات النظام التي حاولت التقدم على جبهة المدينة، بغطاء جوي ومدفعي، بعدما تعرضت المدينة لقصف بخمس غارات جوية ونحو 12 صاروخ أرض-أرض من نوع “فيل”.

 

فصائل الغوطة الشرقية أطلقت معركة “بأنهم ظلموا” في 29 كانون الأول، في “إدارة المركبات” ومحيطها، أوقعت خلالها عشرات القتلى والجرحى في صفوف النظام، وحاصرت نحو 200 عنصر له بينهم ضباط، ما دفع النظام لتكثيف غاراته على المدن وخطوط الجبهات، ولا تزال المعارك بين كرّ وفر.

 

جبهة جديدة في عفرين… وقصف شرق الفرات

مسؤولان أميركيان في طريقهما إلى عين العرب… وواشنطن تعرض مساعدة أنقرة على إقامة «منطقة أمنية»

أنقرة: سعيد عبد الرازق بيروت: بولا أسطيح

بدأ الجيش التركي عملية برية انطلاقاً من مدينة أعزاز بريف حلب، أمس، في إطار عملية «غصن الزيتون» العسكرية في عفرين، بحسب بيان لرئاسة أركان الجيش التركي، فيما تمددت العملية لتشمل مناطق في الحسكة (شرق الفرات)، حيث قصفت الطائرات والمدفعية التركية أهدافاً.

 

وبحسب البيان، فإن القوات التركية وقوات كثيفة من «الجيش السوري الحر» تمكنت من السيطرة على جبل برصايا الاستراتيجي شمال شرقي مدينة عفرين، بعد ساعات من إطلاقها الهجوم من أعزاز المجاورة.

 

وقالت مصادر قيادية كردية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات تركية قصفت أمس منطقة رأس العين – درباسة، فيما تحدث المستشار في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي سيهانوك ديبو لوكالة الأنباء الألمانية عن «اشتباكات متقطعة بين (وحدات الحماية الكردية) والجيش التركي حصلت في منطقتي رأس العين والمالكية، حيث تعرضت مواقع (وحدات الحماية) في قرية خراب رشك في منطقة المثلث الحدودي السوري التركي العراقي لقصف من المدفعية التركية».

 

إلى ذلك، نقل صحافي، يسافر مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى باريس، قوله إن الولايات المتحدة قالت لتركيا «دعونا نر إن كان بوسعنا العمل معاً لإقامة المنطقة الأمنية التي قد تحتاجونها».

 

من جهته، قال مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع وصول المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك وقائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط جوزيف فوتيل، الى عين العرب لزيارة القوات الأميركية التي دعمت «قوات سوريا الديمقراطية».

 

تركيا تفتح جبهة جديدة في اليوم الثالث لعملية عفرين

إردوغان يؤكد استمرارها حتى تحقيق كل أهدافها… ومنبج ضمن الخطة

أنقرة: سعيد عبد الرازق

فتح الجيش التركي جبهة جديدة في أعزاز في إطار العمليات البرية التي ينفذها بدعم من الجيش السوري الحر في إطار عملية «غصن الزيتون» العسكرية في عفرين التي دخلت يومها الثالث أمس الاثنين، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس رجب طيب إردوغان أن العملية ستنتهي عندما تحقق أهدافها في رد على المطالب الخارجية وبخاصة الأميركية بسرعة إنهاء العملية ولفتت مصادر بالخارجية التركية، إلى أن منبج على خطة العملية العسكرية في عفرين، وأكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بدوره أن العملية لم تشهد سقوط أي قتيل في صفوف القوات التركية حتى الآن.

وبدأ الجيش التركي عملية برية بالتعاون مع الجيش السوري الحر انطلاقا من مدينة أعزاز بريف حلب، باتجاه عفرين أمس، بحسب بيان لرئاسة أركان الجيش التركي.

وقال الجيش التركي في بيان إن القوات التركية وقوات كثيفة من الجيش السوري الحر تمكنت من السيطرة على جبل برصايا الاستراتيجي شمال شرقي مدينة عفرين، بعد ساعات من إطلاقها الهجوم من أعزاز المجاورة.

وبحسب مصادر عسكرية، أسر مقاتلو الجيش السوري الحر مسلحين اثنين على الأقل من وحدات حماية الشعب الكردية خلال السيطرة على الجبل. وتكمن أهمية جبل برصايا في أن الوحدات الكردية كانت تعتمد عليه في قصفها لبلدة أعزاز التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وتتواصل عمليات التمشيط في المنطقة لإزالة الألغام، وردم الأنفاق، التي تم اكتشاف بعضها والتعامل معها، فضلا عن ملاحقة عناصر الوحدات الكردية. بدورها قصفت وحدات المدفعية التركية المرابطة على خط الحدود، مواقع الوحدات الكردية في قرى جلمة وحميدية وحاجيلار وفريرية وتل سلور التابعة لناحية جندريس بعفرين.

وبحسب بيان آخر للجيش التركي، نجحت عملية «غصن الزيتون» في تشكيل خطوط دفاع عبر السيطرة على 11 نقطة في مدينة عفرين منذ انطلاق العملية البرية صباح أول من أمس الأحد. وأحكمت قوات الجيش السوري الحر، المدعومة من الجيش التركي، سيطرتها على قرى «شنكال» و«كورني» و«بالي» و«إدامانلي»، إضافة إلى «مزارع كيتا» و«كوردو» و«بينو» و«تلة سوريا» و«تلة 240»، إلى جانب تلتين أخريين.

ومنذ انطلاق العملية البرية، تمكنت قوات الجيش السوري الحر ووحدات الجيش التركي، من دخول المنطقة من الجانبين الشمالي والشمال الغربي. وبحسب مصادر عسكرية، لم تواجه قوات الجيش السوري الحر وعناصر الجيش التركي مقاومة جدية، بينما تمكنت قوات الجيش الحر من أسر عدد من عناصر الوحدات الكردية في محيط بلدة راجو.

مقتل مدنيين سوريين

وشن سلاح الجو التركي، أمس، غارات على مواقع عسكرية تابعة للوحدات الكردية في جندريس، إلى جانب استهداف مواقعها من جانب سلاح الجو والمدفعية في بلدية مالكية بمدينة تل رفعت. وقالت مصادر عسكرية إن الوحدات الكردية تواصل استهداف المدنيين بشكل مباشر؛ حيث قتل مدنيان في بلدة كلجبرين التابعة لمدينة أعزاز جراء صواريخ أطلقتها على المنطقة، كما عزز النظام السوري خطوط دفاعه في مدينة أعزاز.

في السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عدم وقوع أي قتيل في صفوف القوات التركية المشاركة بعملية «غصن الزيتون» التي انطلقت مساء السبت الماضي. وقال في مؤتمر صحافي مع زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، عقب لقائهما بمقر رئاسة الوزراء في أنقرة، إنّ جندياً واحداً أصيب بجروح طفيفة نتيجة اعتداءات «استفزازية» تعرضت لها وحدة تركية متمركزة في ولاية كليس الجنوبية. وأعرب رئيس الوزراء التركي عن امتنانه من الدعم الشعبي والسياسي الواسع لعملية غصن الزيتون، مشيراً إلى أنّ قوات بلاده تسعى لإنهاء العملية خلال فترة قصيرة.

من جانبه قال كليتشدار أوغلو إن أمن الحدود التركية يستحوذ على أهمية بالغة، ويجب إيلاء الاهتمام اللازم لهذه المسألة وأعرب عن أمله في أن تتكلل مهمة القوات المسلحة التركية في عفرين بالنجاح، دون إصابة أي جندي مشارك فيها. وأكد أهمية وحدة الأراضي السورية قائلا «إن قواتنا المسلحة تحارب الإرهابيين من جهة، وتساهم في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية من جهة أخرى».

إلى ذلك قالت مصادر محلية لوكالة أنباء الأناضول التركية، إن الوحدات الكردية أطلقت سراح عناصر تنظيم داعش الإرهابي المحتجزين لديها في عفرين للاشتراك في القتال ضد الجيش التركي والجيش السوري الحر. وأضافت المصادر أن وحدات حماية الشعب الكردية توصلت إلى اتفاق مع إرهابيي داعش الأسرى لديها لاستخدامهم في قتال الجيش التركي والجيش السوري الحر في إطار عملية غصن الزيتون.

في السياق، قتل مدني وأصيب اثنان إثر استهداف الوحدات الكردية قضاء كريك خان في ولاية هطاي بقذائف الهاون، حيث سقطت قذيفة في منطقة قلعة تبه، المحاذية للحدود السورية تسببت بمقتل مدني وإصابة 2 آخرين بجروح. وتعرض قضاء ريحانلي (الريحانية) بولاية هطاي أول من أمس الأحد، لـ11 قذيفة صاروخية أطلقتها الوحدات الكردية من الأراضي السورية، ما أسفر عن مقتل لاجئ سوري، وإصابة 46 آخرين بجروح بينهم 16 سورياً.

لا تعهد لروسيا

إلى ذلك قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية إن أنقرة لم تتعهد لروسيا بحصر عملية «غصن الزيتون» التي بدأها الجيش التركي بمدينة عفرين السورية فقط، لافتة إلى أن منبج على خطة العملية التركية.

وفيما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي قالت المصادر: «أكّدنا مجدداً رفضنا القاطع لمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي والوحدات الكردية ومن يمتّ إليهما بصلة في المؤتمر».

وبشأن الموعد المحدد لإنهاء عملية عفرين، رد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الدعوات الأميركية لقوات بلاده بتحديد نطاق وزمن العملية العسكرية «غصن الزيتون»، قائلا إنها سوف تنتهي عند تحقيق أهدافها.

وأضاف إردوغان، في كلمة أمس أن «عملية عفرين على غرار عملية درع الفرات، سوف تنتهي عند تحقيق أهدافها»، قائلا: «أميركا تقول إن على عملية غصن الزيتون أن تكون محددة، هل كانت حربكم في أفغانستان محددة؟ هل خرجتم من العراق حتى الآن إنكم هناك حتى من قبل وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في تركيا قبل 15 عاما؟».

وأكد الرئيس التركي عدم إمكانية تحديد موعد لنهاية العملية، وقال: «مثل هذه الحرب ليست مسألة رياضيات، لا مصلحة لنا بالبقاء هناك عندما ينتهي العمل، نعلم أننا سننسحب»، مضيفاً: «سوف نحل مسألة عفرين ولن نتراجع أي خطوة». من جانبه أكد رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار خلال زيارة قام بها للقوات التركية في هطاي رفقة قادة القوات المسلحة، أنه ليس هناك توقيت محدد لانتهاء العملية وأنها ستنتهي عندما تحقق أهدافها.

في السياق ذاته، نفى العقيد هيثم عفيسي، نائب رئيس هيئة الأركان في «الجيش الوطني» التابع للحكومة السورية المؤقتة، ما أشيع عن بدء الجيش عملية عسكرية في منبج بالتزامن مع عملية «غصن الزيتون» في عفرين، التي بدأت السبت. وأضاف عفيسي، في تصريح خاص لصحيفة «ديلي صباح» التركية أمس، أن بيان وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، الذي صدر أول من أمس الأحد، وأعلنت من خلاله عن خوض «الجيش الوطني السوري» «العمليات القتالية والالتحام المباشر في ريفي منبج وعفرين»، لم يقصد شن عملية خاصة بمنبج. وإنما قصد أن تحرير منبج من مكملات عملية غصن الزيتون في عفرين، مؤكداً أن عملية منبج «تندرج ضمن المراحل الأربع لعملية غصن الزيتون التي بدأناها بالتنسيق والاشتراك مع الجيش التركي».

إلى ذلك، طمأن نائب رئيس الوزراء التركي، محمد شيمشك، رجال الأعمال والمستثمرين في تركيا، عقب انطلاق عملية «غصن الزيتون» العسكرية لتحرير عفرين السورية من الإرهاب وقال أمس: «رسالتي إلى المستثمرين، هو أن تأثير عملية غصن الزيتون سيكون محدوداً جداً على الأسواق وموازنة واقتصاد البلاد».

من ناحية أخرى أفادت وزارة الداخلية التركية، أمس، بأن الشرطة اعتقلت 24 شخصا بتهمة «نشر دعاية إرهابية» على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالعملية العسكرية في عفرين. وأصدر الادعاء العام في مدينة ديار بكر بجنوب شرقي تركيا أوامر باعتقال 17 شخصا نشروا مواد على الإنترنت «لتحريض مواطنين من أصول كردية وتشجيعهم على الخروج إلى الشوارع».

وأضافت الوكالة أن الشرطة صادرت بندقية ومسدسا وذخيرة في مداهمات متعلقة بالأمر في ديار بكر. وجاءت هذه التحركات بعد أن فرقت الشرطة التركية احتجاجات موالية للأكراد في أنقرة وإسطنبول، أول من أمس الأحد، واعتقلت ما لا يقل عن 12 شخصا.

 

تركيا تسيطر على جبل استراتيجي بعفرين.. وهجمات مكثفة على الأكراد

احلام القاسمي

 

أعلن الجيش التركي وقوات من الجيش السوري الحر، السيطرة على جبل برصايا الاستراتيجي شمال شرق مدينة عفرين السورية.

 

وتمكن الجيش الحر في اليوم الثالث من عملية «غصن الزيتون» من أسر مسلحين على الأقل من تنظيم «ب ي د» الامتداد السوري لتنظيم «بي كا كا»، خلال السيطرة على الجبل.

 

وتكمن أهمية الجبل بأن «بي كا كا» يعتمد عليه في قصفه لبلدة أعزاز التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

 

وتتواصل حاليًا عمليات التمشيط في المنطقة لإزالة الألغام، وردم الأنفاق، التي تم اكتشاف بعضها والتعامل معها، فضلا عن ملاحقة فلول التنظيم.

 

إلى ذلك، أفادت مصادر من داخل عفرين بأن المدينة والقرى المحيطة بها تتعرض لهجوم كبير من جميع نواحيها، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.

 

وأضافت المصادر أن الوحدات الكردية بالإضافة إلى المدنيين يواجهون تلك الهجمات دون تلقيهم دعما من أي طرف.

 

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية ارتفاع حصيلة الضحايا في العملية العسكرية التركية في عفرين إلى 18 قتيلا.

 

وأفاد «كينو غابرييل» المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» بأن بين القتلى نساء وأطفالا، مشيرا إلى سقوط 23 جريحا منذ انطلاق العملية السبت الماضي.

 

سقوط قذائف

 

هذا، وسقطت 3 قذائف صاروخية على مركز مدينة كيليس التركية، جرى إطلاقها من منطقة عفرين السورية.

 

وطالت إحدى القذائف التي أطلقت تباعا حوالي الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الإثنين بالتوقيت المحلي، سطح أحد الأبنية قي حي كاظم قره بكر.

 

أما القذيفتان الأخريان فسقطتا على طريق للمشاة بجانب المبنى، وأرض فارغة، دون أن تنفجرا.

 

ولم يسفر الاعتداء عن أي خسائر في صفوف الأهالي، حسبما أكد والي كيليس «محمد تكين أرصلان».

 

وقال «أرصلان»، إن «إحدى القذائف الصاروخية سقطت في محيط مديرية الصحة، أما القذيفتان الأخريان، فسقطتا بالقرب من مدرسة ابتدائية والحمد لله لا توجد إصابات أو خسائر في الأرواح».

 

والأحد، قتل 3 أشخاص وأصيب آخرون، إثر سقوط 3 قذائف مصدرها الأراضي السورية، على الريحانية.

 

وأدان وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» بشدة، الهجوم الصاروخي.

 

وقال «جاويش أوغلو» في تغريدة على حسابه بـ«تويتر»، «أدين بشدة الهجوم الصاروخي لتنظيم (ب ي د/ ي ب ك) الإرهابي، على مدينة الريحانية في ولاية هطاي، والذي أدى لمقتل أحد ضيوفنا السوريين وإصابة 32 من مواطنينا».

 

وأضاف: «هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء تُظهر الوجه الحقيقي للتنظيم».

 

وكانت القيادة التركية أعلنت السبت عن بدء حملة عسكرية في عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، بحيث تبدأ العملية على الأرض في اليوم التالي.

 

وأطلقت تركيا عملية غصن الزيتون بالاشتراك مع مسلحين من الجيش السوري الحر ضد وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني يوم السبت بدأتها بضربات جوية واستمرت في اليوم التالي مع انطلاق الهجوم البري.

 

من جانبه، أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أن بلاده ليس لديها أطماع في شبر واحد من أراضي الآخرين.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

 

تركيا تتوعد بسحق القوات الكردية شمال سوريا

قصفت القوات التركية أهدافا في شمال غرب سوريا أمس الاثنين، متعهدة بأنها ستسحق سريعا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن في حملة جوية وبرية على منطقة عفرين السورية القريبة من حدودها.

 

وفتحت الحملة العسكرية المستمرة منذ أيام جبهة جديدة في الحرب السورية المتعددة الأطراف، مما يعيد رسم معالم معركة تدعم فيها قوى خارجية مقاتلين محليين.

 

ويوم أمس أعلن الجيش التركي عن تحرك عسكري جديد مع الجيش السوري الحر انطلاقا من منطقة إعزاز في ريف حلب الشمالي، باتجاه مدينة عفرين الخاضعة لوحدات حماية الشعب، حيث تمكّنا من السيطرة على مواقع جديدة، مؤكدا خسارة أحد جنوده في سوريا.

 

ويأتي الهجوم من إعزاز في اليوم الثالث من عملية “غصن الزيتون” التي أطلقها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر لطرد المقاتلين الأكراد من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي.

 

وقال إن الجيش السوري الحر سيطر على جبل “برصايا” في محيط عفرين الذي كانت تستخدمه الوحدات الكردية في قصف المدن والبلدات الحدودية التركية، وقصف مدنا وبلدات تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الشمالي.

مقاتلو الجيش الحر بالقرب من جبل برصايا (رويترز)

 

سيطرة ومعارك

وفي هذا السياق، أوضح مراسل الجزيرة من شرق عفرين عمرو الحلبي أن السيطرة على جبل “برصايا” تمكّن من رصد مساحات واسعة من عفرين وإعزاز ومناطق أخرى في ريف حلب، مشيرا إلى أن هذه السيطرة تسهل أيضا التقدم نحو عفرين.

 

وبحسب حلبي فإن الاشتباكات ومعارك الكر والفر عادت إلى هذا الجبل، حيث تحاول القوات الكردية منذ فجر اليوم الثلاثاء استعادة السيطرة عليه، لافتا إلى أن عشرات الآليات ومئات الجنود من الجيشين السوري الحر والتركي لا تزال متمركزة في قمة الجبل.

 

وفي مقابل التقارير التي تفيد بتوغل الجيش التركي والجيش الحر عدة كيلومترات في ريف عفرين، نفى القيادي في الوحدات الكردية محمد نوري ذلك، وقال إنه جرى صدهم وإجبارهم على التقهقر.

 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أروغان قد رفض تحديد موعد لانتهاء عملية غصن الزيتون. وقال -ردا على طلب واشنطن تحديد مدة لعملية عفرين- إن الولايات المتحدة لم تحدد مدة لمهامها في أفغانستان والعراق.

 

وأكد أردوغان أن تركيا ستسحب قواتها فور انتهاء مهامها وتحقيق أهدافها في عفرين، وأضاف “لا تراجع عن (عملية) عفرين. ناقشنا ذلك مع أصدقائنا الروس ولدينا اتفاق معهم، كما ناقشنا الأمر مع قوات أخرى من التحالف والولايات المتحدة”.

 

عمل مشترك

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن بلاده تتطلع إلى العمل مع أنقرة لإقامة منطقة أمنية قد تحتاج إليها في شمال غرب سوريا، وإن واشنطن تبحث ما يمكنها القيام به للاستجابة للمخاوف الأمنية التركية.

 

وأضاف أن واشنطن اقترحت العمل مع تركيا والقوات على الأرض في عفرين بشأن “كيفية تحقيق الاستقرار وتهدئة مخاوف تركيا المشروعة بشأن أمنها”، لكن تركيا قالت إن واشنطن يجب أن تنهي دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية قبل أي مقترح للتعاون.

 

وقال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ للصحفيين بعد اجتماع للحكومة “إذا أرادوا التعاون فنحن مستعدون لهذا التعاون. والخطوة الأولى التي عليهم اتخاذها هي وقف تسليح الجماعات الإرهابية واستعادة الأسلحة التي قدموها بالفعل”.

 

في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية -وهي تحالف ينضوي تحت لوائه مجموعات عديدة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية- في بيان إن عفرين ستكون “مستنقعا لن يخرج منها الجيش التركي إلا بعد أن يتكبد خسائر فادحة”.

 

كما طالبت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية “بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا وشعبنا في عفرين”.

 

وتقول الأمم المتحدة إنها قلقة بشدة على مصير أكثر من ثلاثمئة ألف شخص في عفرين. وقالت المتحدثة ليندا توم إن هناك تقارير عن نزوح أشخاص داخل عفرين جراء القتال، وعن توجه أعداد أقل إلى حلب القريبة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

أنقرة: “غصن الزيتون” ضد الوحدات الكردية ولصالح سوريا

أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن عملية غصن الزيتون ليست ضد الأكراد أو سوريا أو مدينة عفرين، وإنما تستهدف تنظيما وصفه بالإرهابي تدعمه الولايات المتحدة، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وقال قالن مساء أمس الاثنين في مقابلة مع قناة “بي بي سي وورلد” الإخبارية إن بلاده لن تسمح للمقاتلين الأكراد بتكوين هيكل يشبه الدولة على الحدود السورية، مشددا في الوقت نفسه على أنه لا أطماع لتركيا في الأراضي السورية، وأنها تأمل تأييدا من حلف شمال الأطلسي (ناتو) في معركتها.

 

وذكر المسؤول التركي أن بلاده عازمة على القضاء على كافة التهديدات المحدقة بحدودها، مشيرا إلى أن المقاتلين الأكراد شنوا العام الماضي أكثر من سبعمئة هجوم استهدفت تركيا.

 

وأوضح قالن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث هذه التهديدات، وأطلع عددا من زعماء العالم كروسيا وأميركا وإيران وقادة أوروبيين على خططه لمواجهتها.

 

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة التركية أن جيش بلاده سيطهر -حسب تعبيره- عفرين من المقاتلين الأكراد، على أن يتولى السكان المحليون إدارة منطقتهم.

 

وحدة سوريا

وشدد قالن على أنه بقدر ما تحقق عملية غصن الزيتون من الأمن على الحدود التركية وتمنع المقاتلين الأكراد من كسب مزيد من الأراضي في سوريا فإنها تصب في مصلحة وحدة الأراضي السورية.

 

وطالب قالن الولايات المتحدة بوقف دعمها المقاتلين الأكراد، لافتا إلى أنه لا مبرر لاستمرار هذا الدعم بعدما أوشكت الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الانتهاء.

 

وقد أكدت البروفيسورة غولنور أيبت كبيرة مستشاري الرئيس التركي على نفس القضايا التي طرحها قالن، وأوضحت في مقابلة لها مع القناة التلفزيونية الرابعة في بريطانيا أن وحدات حماية الشعب التركية استغلت الحرب الدائرة في سوريا من أجل السيطرة على مساحات لا يشكل الأكراد أغلبية سكانها.

 

يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض في وقت سابق تحديد موعد لانتهاء عملية غصن الزيتون، وذلك ضمن إطار رفض طلب من واشنطن بشأن تحديد مدة للعملية.

 

وقال أردوغان إن الولايات المتحدة لم تحدد مدة لمهامها في أفغانستان والعراق، مؤكدا أن تركيا ستسحب قواتها فور انتهاء مهامها في عفرين وتحقيق أهدافها.

 

يذكر أن رئاسة الأركان التركية أعلنت السبت الماضي انطلاق عملية غصن الزيتون بهدف إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على المقاتلين الأكراد بمدينة عفرين.

المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة

 

المعارضة السورية تشن عملية بجبل التركمان شمالي اللاذقية

بدأت قوات المعارضة السورية أمس الاثنين عملية عسكرية خاطفة ضد المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد في منطقة جبل التركمان “بايربوجاق” شمالي محافظة اللاذقية (غرب).

 

وقال قائد كتيبة جبل الإسلام زاهر أبو أسامة لوكالة الأناضول إن الآونة الأخيرة شهدت هجمات مكثفة نفذها نظام بشار الأسد وروسيا ضد محافظة إدلب، موضحا أن الهدف من هذه العملية العسكرية هو التخفيف من وطأة الهجمات التي تستهدف المحافظة.

 

وبحسب المتحدث ذاته، فإن المعارضة تمكنت من انتزاع السيطرة على مزرعتي الفيلات وقابي قايا التابعتين لناحية ربيعة (كبللي) التي يسيطر عليها النظام.

 

وأوضح أن العملية المفاجئة التي شنتها قوات المعارضة أسفرت عن مقتل عدد كبير -لم يحدده- من قوات النظام، دون تفاصيل إضافية.

 

وأفادت المعلومات الواردة من مصادر محلية بأن مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام شنت عقب العملية غارات جوية عنيفة استهدفت معاقل المعارضة في جبل التركمان.

 

والسبت الماضي أعلن عن تفجير سيارة مفخخة في محيط ضاحية تشرين قرب طريق الشيخ محمود باللاذقية، مما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين.

 

وقد أكدت مصادر موالية للنظام السوري حصول التفجير، في حين لم تتحدد الجهة التي تقف خلفه.

المصدر : وكالات

 

مقتل قائدة ثورية وهي تقاوم قوات الأسد

نشرت صحيفة التايمز البريطانية أن قائدة بارزة في قوات الثوار الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد قتلت على الجبهة في شمال غرب سوريا.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن سعاد كاياري، الملقبة بأم عبود (أربعون عاما)، ظلت تقاتل أربع سنوات في منطقتها بالقرب من قاعدة أبو الظهور الجوية في شرق إدلب إلى أن قضت نحبها السبت الماضي، كما أعلن ناشطون معارضون.

 

وأكد الخبر بعد ذلك رياض أسعد، المنشق الذي أصبح أول قائد للجيش السوري الحر، الذي قال إنه تحدث إليها في الليلة السابقة لوفاتها.

 

وقال أسعد “لقد أخبرتني عن الوضع هناك وعن مدى شراسة القصف الروسي والهجوم الوحشي لقوات الاحتلال الإيرانية”.

 

وأضاف “قالت إنها كانت تفضل الموت على النكوص على عقبيها؛ فقد كان كلامها كلام الرجال، نعم لقد كانت أشجع من الرجال”.

 

وذكرت الصحيفة أن أم عبود كانت ربة منزل في إدلب قبل االثورة، وأم لخمسة أطفال، وانضم أخوتها إلى الجيش السوري الحر مبكرا في بداية الثورة وقتل اثنان منهم.

 

وفي عام 2014 كانت تقاتل وتجند لواءها الخاص من النساء، ومع ذلك انتهى بها المطاف على رأس سرية من الرجال، وكان لها حضور قوي في وسائل الإعلام الاجتماعية، حيث كانت تهدد الكاميرا ببندقيتها الهجومية.

 

وكانت أجرت مقابلة مع وكالة أنباء تركية قالت فيها إنها مثال حي على عدم إمكانية فوز الأسد، وقالت “إذا مات كل الرجال، فستظل النساء يحسب لهن حساب”.

المصدر : تايمز

 

الائتلاف: روسيا لم تعد مصرة على بقاء الأسد

دبي – قناة الحدث

 

أعلن عضو الائتلاف الوطني السوري، ياسر الفرحان، في مقابلة مع “الحدث”، أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الذي يزور موسكو، لمس تغيراً في الموقف الروسي من قضية بشار #الأسد، معتبراً أن #موسكو لم تعد مصرة كما كانت سابقاً على قضية بقائه.

 

وكان عضو الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية، خالد محاميد، قد أكد، في وقت سابق، تلقي دعوة روسية للمشاركة في مؤتمر #سوتشي للحوار الوطني السوري المزمع عقده في التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن القرار بالمشاركة من عدمه سيتخذ خلال اجتماع الهيئة في فيينا، وذلك بعد مفاوضات أجراها وفد الهيئة مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو.

 

كما كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن وثيقة للمؤتمر صاغتها موسكو، وتنص على ضرورة تشكيل جيش وطني يعمل بموجب الدستور، وأن تلتزم أجهزة الأمن بالقانون وحقوق الإنسان، إضافة إلى التأكيد على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتوفير تمثيل عادل لسلطات الإدارات الذاتية.

 

أردوغان يذكر أمريكا بالعراق وأفغانستان ومحلل يتوقع تمدد العملية

أنقرة، تركيا (CNN) — اطلع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من القادة العسكريين على “تطورات وسير عملية ’غصن الزيتون‘ التي أطلقتها بلاده لإرساء أمن حدودها مع سوريا وتطهير منطقة عفرين” من تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أنقرة ذراعا سوريا لحزب العمال الكردستاني، في حين توقع أكاديمي تركي امتداد عمليات استهداف حزب العمال الكردستاني إلى مناطق أوسع في العراق وسوريا.

 

ونقلت خدمة “ترك برس” التركية عن أردوغان قوله، ردا على الطلب الأمريكي لبلاده تحديد نطاق ومدة العملية، إن تركيا “لن تتحرك وفق المطالب الأمريكية،” مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “لم تحدد مهامها في أفغانستان والعراق.”

 

وتحدث أردوغان إلى عدد من الجنرالات أثناء أداء عملهم في مركز العملية برئاسة هيئة الأركان، ومركزها في قيادة القوات البرية، وقد أخبر القادة الرئيس التركي أن العملية “تسير بالشكل المخطط له،” وأن المعنويات “في أعلى مستوى لها.”

 

ولفت الرئيس التركي إلى أنه سيسحب قواته فور انتهاء مهامها في عفرين وتحقيق أهدافها، مؤكدا أن ليس لبلاده مطامع في أراضي دول أخرى، وأن الهدف الأساسي لعملية عفرين هو “ضمان الأمن القومي لتركيا، والمساهمة في وحدة الأراضي السورية.”

 

من جانبها، نقلت وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية عن الأكاديمي التركي، فخر الدين ألتون، المنسق العام لـ “وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية/ سيتا” في إسطنبول، قوله إن العملية التركية لن تقتصر على عفرين، بل ستمتد لتضرب معاقل حزب العمال الكردستاني التي حددها في “كل من منبج، وشمال العراق، والجزيرة، وعين العرب شمال شرق سوريا.”

 

ورأى ألتون أن أمريكا “مستاءة جدا من إطلاق القوات المسلحة التركية لعملية ثانية في الأراضي السورية، بعد عملية درع الفرات، إلا أنها عاجزة عن فعل أي شيء حيال العملية،” متوقعا أن تضع العملية السياسة الأمريكية “في وضع صعب”.

 

محلل عسكري: شمال سوريا قد يشهد مواجهة كبرى بين أمريكا وتركيا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال المقدم المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، المحلل العسكري لشبكة CNN، إن منطقة شمال سوريا مرشحة لتكون موقعا لمواجهة كبيرة بين الولايات المتحدة وتركيا، متسائلا عن مدى قبول واشنطن لإمكانية تدمير الجيش التركي للقوى الكردية التي تدعمها.

 

فرانكونا قال في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول قراءته لعملية “غصن الزيتون” التي تنفذها تركيا وقوات الجيش السوري الحر ضد مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردية: “هذه المنطقة من الشمال السوري لم تكن منطقة جيدة لداعش، بل إن التنظيم طُرد منها منذ فترة، فلماذا تشن تركيا هذه العملية؟ هناك إجابة واحدة وهي: الأكراد.”

 

وتابع فرانكونا بالقول: “لدى الأتراك قلق جدي من احتمال تأسيس الأكراد لمنطقة شبه حكم ذاتي في سوريا تشبه المنطقة التي يتمتع بها الأكراد في العراق وهو أمر يخشاه الأتراك بشدة.”

 

ولدى سؤاله عن إمكانية عودة القوى الموجودة في سوريا التي تعاونت لقتال داعش إلى مقاتلة بعضها بعد هزيمة التنظيم رد فرانكونا بالقول: “هذا ممكن، لأننا فقدنا الوعاء الجامع الذي كان كفيلا بإبقاء الجميع في هذا التحالف رغم كرههم له. ولكن الأمور مرشحة لأن تسوء أكثر بسبب دخول لاعبين كبار على الخط هنا، فلدينا الروس الذين يراقبون عن كثب وبقلق، ولدينا الجانب الأمريكي، والسؤال القائم هو: هل سيُسمح بتدمير القوة العسكرية الكردية على يد الجيش التركي؟”

 

وأضاف: “الجيش التركي قادر بالفعل على إلحاق الهزيمة بالأكراد في تلك المنطقة وهو متفوق بوضوح لناحية القوة النارية فهل سنفق نحن لنتفرج مكتوفي الأيدي؟ هل سيسمح الروس للأتراك بشن عملية عسكرية بمنطقة مجاورة لمنطقة عملياتهم في سوريا؟ وماذا عن رأي الجانب السوري نفسه؟”

 

وختم الضابط الأمريكي المتقاعد الذي سبق له العمل ملحقا عسكريا لبلاده في سوريا بالقول: “نحن أمام مواجهة كبيرة تتحضر بين تركيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى.”

 

ناشط: مسيحيو عفرين يأملون وقف القصف التركي وخروج المسلحين من المدينة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 يناير 2018

روما- قال ناشط مسيحي سوري إن غالبية السكان المسيحيين المتبقين في عفرين شمال غرب سورية هم من الأكراد، والبعض منهم من المسيحيين المُجّرين النازحين إلى المدينة، ولم يُغادروها رغم الهجوم العسكري التركي على المدينة، وهم متمسكون بالبقاء بها، ونفى وجود تهديدات خاصة بالمسيحيين في المدينة، وقال إنهم يُطالبون بوقف القصف التركي والحملة العسكرية التركية.

 

وأوضح الناشط إياس آبو، المقيم في عفرين، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن المسيحيين “يتعرضون لنفس مستوى المخاطر التي يتعرض لها بقية سكان المدينة، ويُطالبون بوقف الحملة التركية العسكرية ضد المدينة، وبعضهم من غير الأكراد والمهجرين إلى المدينة يُطالبون أيضاً بخروج المسلحين الأكراد من الأحياء السكنية إلى خارج المدينة، باعتبار أن وجودهم سيزيد من مخاطر استهداف المدنيين”،  وفق قوله.

 

وكانت وسائل إعلام روسية قد نشرت رسالة صادرة من كنيسة (الراعي الصالح) تُطالب فيها حماية دولية عاجلة للمسيحيين في عفرين ووقف القصف التركي، وأشارت إلى وجود نحو 250 عائلة مسيحية تتعرض للقصف وتهديدات من جماعات مسلحة.

 

إلى ذلك أصدرت المنظمة الآثورية الديمقراطية بيان إدانة للهجوم العسكري التركي على عفرين، وعبّرت عن تضامنها مع الأكراد وبقية المكونات في المدينة، وطالبت الحكومة التركية بوقف هذا الهجوم، وحمّلتها المسؤولية القانونية والسياسية عليه. كما طالبت المنظمة الآثورية الديمقراطية المجتمع الدولي المتمثل باﻻمم المتحدة ومؤسساتها الرسمية بـ”إدانته وتحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث، وإنقاذ المدنيين من هول الحرب التي يتعرضوا لها وتقديم كل المساعدات الإنسانية لهم، دون ان تذك أي خصوصية لمسيحيي المدينة”.

 

ويُشار إلى أن تركيا أعلنت رسمياً السبت الماضي، بدء عملية للهجوم على مدينة عفرين في ريف حلب شمال غربي سورية، تحت اسم “غصن الزيتون”.

 

الائتلاف الوطني السوري: النظام يستهدف المدنيين بغوطة دمشق الشرقية بغاز الكلور

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 22 يناير 2018

 

روما- اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض وناشطون قوات النظام بإستهداف “مناطق مأهولة في الغوطة الشرقية باستخدام صواريخ محملة بغاز الكلور السام”، متحدثين عن تقارير أكدت وقوع العشرات من حالات الاختناق بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مدينة دوما اليوم الاثنين

 

وقال الائتلاف في بيان أنه “يحذر من الاستخدام المتكرر والممنهج والمدروس لغاز الكلور من قبل قوات النظام، ومن مخاطر السكوت عنه، وما يمكن أن يترتب على ذلك من حملات تصعيدية جديدة”.

 

وأضاف البيان “لن يعدّل النظام وداعموه سلوكهم الإجرامي الذي اعتمدوه، ولن يتوقفوا عن خرق القرارات الدولية واستخدام الأسلحة الكيميائية، وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية؛ ما لم يكن هناك ثمن حقيقي يدفعونه جراء ما يرتكبونه”.

 

وقال الائتلاف “لم تعد مثل هذه الخروقات تحدياً للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن فحسب، بل باتت أقرب إلى الإهانة الموجهة لهذه الأطراف باعتبارها عاجزة عن القيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها”.

 

ورأى أن “الفشل المتكرر على مدار السنوات الماضية، والدور السلبي، لمعظم الأطراف ساهم في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه”. وقال “على الأمم المتحدة والدول الفاعلة أن تتحرك اليوم وتمارس ضغوطاً حقيقية تتناسب مع حجم ما يجري على الأرض وتجنب مزيد من التصعيد الدموي”.

 

المعارضة السورية تؤكد للروس مرجعية جنيف وضرورة الانتقال السياسي

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 يناير 2018

 

روما- قال مصدر سوري معارض مواكب للقاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات أمس (الاثنين) بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الوفد أكّد للروس على أهمية الانتقال السياسي في سورية، وعلى مرجعية مؤتمر جنيف كمدخل للحل السياسي، وأعرب عن قناعته بانتهاء اتفاقية خفض التصعيد بسبب خروقات النظام والروس لها.

 

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “وفد المعارضة أكّد للجانب الروسي على ضرورة أن تكون العملية الدستورية والانتخابات بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة”، وطالب موسكو بـ”الضغط على النظام السوري لوقف العنف والقبول بالعملية السياسية”، وأوضح أن “دولاً أخرى معنية بالقضية السورية ويجب إشراكها كضامنة للحل”.

 

وقال المصدر إن وفد المعارضة لم يتخذ قراره بعد بشأن المشاركة في مؤتمر سوتشي، الذي سيُعقد في 30 الشهر الجاري، لكنّه رجّح أن تُشارك هذه المعارضة فيه، وعلى الأقل الوفد التفاوضي.

 

وكان الوفد يضم رئيس  هيئة التفاوض نصر الحريري، وكلا من بدر جاموس، حواس سعدون، يحيى العريضي، صفوان عكاش، جمال سليمان، خالد المحاميد، هادي البحرة، احمد العسراوي وعلاء عرفات.  وقد التقى الوفد  لافروف وممثل وزير الدفاع الروسي وعددا من المسؤولين بالكرملين بناء على دعوة روسية وٌجّهت لهم لبحث في شأن مؤتمر سوتشي الذي تصر المعارضة السورية على ضرورة مقاطعته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى