أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 23 كانون الثاني 2014

مفاوضات «شاقة وصعبة» غداً…. «من دون أوهام»

مونترو – إبراهيم حميدي

لندن، دمشق، واشنطن، موسكو – «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب – انتهت «احتفالية» مؤتمر «جنيف 2» بتسجيل وفدي النظام والمعارضة ومؤيديهما بتسجيل مواقف ذات سقوف عالية. وغادرت الوفود المشاركة عائدة إلى عواصمها تاركةً وفدي النظام والمعارضة أمام مهمة التفاوض غداً في جنيف عبر المبعوث الدولي – العربي الأخضر الابراهيمي وتحت رعاية الدول الخمس الدائمة العضوية وبقيادة أميركية – روسية. ويبدأ الابراهيمي اليوم اتصالاته مع الوفدين السوريين وحلفائهما لوضع أسس المفاوضات واجراءاتها وحتى جدول اعمالها.

وكشفت الخطابات التي القيت في الجلسة الافتتاحية، وجود قراءة متناقضة لهدف «جنيف 2». وقال بعضها انها تنفيذ ما جاء في بيان «جنيف 1» وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تسيطر على أجهزة الامن والجيش ودعم موقف «الائتلاف الوطني السوري» الذي ركّز على مرجعية القرار 2118، مقابل تأكيد الجانب الروسي على أن العملية «معقدة وصعبة»، وتمسك وفد النظام بإعطاء الأولوية لـ «محاربة الارهاب» وتجاهل المرحلة الانتقالية وبيان «جنيف 1».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي في ختام المؤتمر، مساء، إنه أبلغ المعلم «خيبة أمله» لأنه لم يعط أولوية لبيان جنيف الأول وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي. أما الابراهيمي فقال إنه سيلتقي مع الوفدين السوريين كلاً على حدة اليوم الخميس، قبل يوم من بدء المفاوضات بينهما حين سيحاول جمعهما في القاعة نفسها. وقال أولاً إنه ليس واضحاً إن كان سيتمكن من جمع الطرفين السوريين في القاعة نفسها في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف غداً. لكنه أشار لاحقاً في المؤتمر الصحافي مع بان: «سنحاول أن نرى إذا التقينا على نحو منفصل صباح الجمعة وأتمنى أن يجلس الطرفان عصر الجمعة في القاعة ذاتها». لكنه زاد: «ليست لدينا أوهام بأن الامر سيكون سهلاً … لكننا سنحاول بجد».

وأوضح بان، من جهته، أن «هدفنا هو أن نبعث برسالة إلى الوفدين السوريين وإلى الشعب السوري لنقول لهم إن العالم يريد نهاية فورية للنزاع». وقال: «هذا كثير، لقد طفح الكيل، وحان الوقت لاجراء مفاوضات».

وبعد ختام المؤتمر الصحافي لبان والإبراهيمي، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مؤتمراً منفصلاً قال فيه إن الأزمة السورية مرتبطة بـ «إصرار فرد واحد أو عائلة واحدة على أخذ السلطة في يده»، مشدداً على ضرورة بناء سورية جديدة يتم فيها احترام رغبات الشعب وحقوق طوائفه والتعددية دون تمييز بين المواطنين، وعلى بناء دولة يمكن فيها «لكل السوريين أن يواجهوا حكومتهم دون خوف منها».

وأعاد التذكير بأن الثورة في سورية بدأت سلمية عندما كتب أطفال شعارات على الجدران فتم اعتقالهم (في درعا). واضاف: «لم يكن هناك ارهابيون عندما بدأت الثورة».

وقال «إننا نجتمع اليوم في مرحلة صعبة». وتابع: «لا نتوقع إنجازاً فورياً، ولكن نتوقع أن يشرح كل طرف (الحكومة والمعارضة) الأفكار والحجج التي لديه في الأيام المقبلة»، في إشارة إلى المفاوضات التي سيرعاها الإبراهيمي. وقال إن السفير الأميركي في سورية روبرت فورد سيكون في جنيف لمتابعة المفاوضات. وزاد: «قلنا، الولايات المتحدة والمعارضة السورية، إنه لا يجب أن يشك أحد في أن مستقبل سورية يمكن أن يسمح بأن يبقى فيه شخص سمح بموت 130 الفاً من شعبه على يد قواته (الأمنية)». وبعدما قال إن النظام السوري يحظى بدعم من إيران و «منظمة ارهابية قطعت الحدود من لبنان»، في إشارة إلى «حزب الله»، قال إن «بشار الأسد هو من يجذب الارهاب من انحاء العالم… ولا يمكن أن نقول له إنه يمكنك أن تبقى في منصبك… لا سلام واستقرار وانقاذ لسورية من التجزئة والتقسيم ما دام بشار في السلطة».

وقال كيري أيضاً إن إيران التي لم تحضر مؤتمر «جنيف 2» ما زال في إمكانها أن تساعد في حل الأزمة السورية، وإن هناك طرقاً عدة يمكن من خلالها «فتح الباب (أمامها) في الأسبوع أو الشهور المقبلة».

وقبل ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن وفدي الحكومة والمعارضة السورية قالا انهما سيشاركان في محادثات مباشرة الجمعة وانهم يجب ان يبدأوا باجراءات بناء الثقة. وقال انه اجرى محادثات مع المعلم والجربا أمس. وحض المعارضة ومؤيديها الأجانب على عدم التركيز بصورة حصرية على تغيير القيادة في دمشق. واضاف أن من المتوقع ان تستمر المحادثات اسبوعاً قبل فترة توقف وجولة ثانية.

وقال ان الامم المتحدة وموسكو وواشنطن تبحث صفقة لتبادل سجناء في سورية وتبادل قوائم بأسماء اناس قد يشملهم الاتفاق. وأشار إلى تقدم في المحادثات بشأن اتفاق محتمل لوقف اطلاق النار في حلب بعد اقتراح للحكومة السورية في موسكو. وقال ان محادثات مماثلة تجرى بشأن مدينة حمص في وسط البلاد. لكنه لم يعط تفاصيل.

وحذر وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في كلمته في الجلسة الافتتاحية من «تغيير مسار مؤتمر جنيف2»، داعياً الى وضع هدفه القاضي بالعمل على تشكيل حكومة انتقالية موضع التنفيذ. وقال «من الضروري أن نحذر (…) من اي محاولات لتغيير مسار هذا المؤتمر في محاولة لتحسين صورة النظام والادعاء بمحاربته للارهاب».

واضاف أن «حضور المملكة المؤتمر جاء بناء على الضمانات والتاكيدات التي تضمنتها دعوة الأمم المتحدة، وهو ان الهدف من جنيف 2 تطبيق اتفاق جنيف1». وتابع «من البديهي ألا يكون لبشار الأسد او من تلطخت ايديهم بدماء السوريين أي دور بهذا الترتيب». وقال الفيصل إن «الأمل يحدونا بان يتم التعامل مع الازمة بعيدا عن محاولات الاستقطاب والاسترضاء التي كبلت مجلس الامن» في الملف السوري. ودعا الى ان يتبنى مجلس الامن «ما يتم التوصل اليه من اتفاق» في المؤتمر «وضمان تنفيذه».

وعقد عضو الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري مساء مؤتمراً صحافياً أكد فيه المشاركة في مفاوضات الجمعة، وإنهم يقبلون المشاركة في أي نوع من أنواع الحوار «الذي يرمي إلى تنفيذ الأحكام التي تمخضت عن جنيف 1. جنيف 1 رزمة متكاملة لا يمكن أن ننتقي منها (أشياء وترك أخرى)»، في تلميح إلى أن بيان جنيف 1 يتناول أيضاً قضية التصدي للإرهاب وليس فقط هيئة الحكم الانتقالي.

وانتقد الجعفري الأمم المتحدة قائلاً إن تنظيمها للمؤتمر كان «مخيباً للآمال». وأشار إلى أن 40 دولة شاركت في المؤتمر أمس ولكن «يبدو انه تم انتقاءها مسبقاً كي تظهر (غالبيتها) على أساس انها ضد الحكومة السورية».

ولفتت مصادر ديبلوماسية إلى أهمية ما شهدته مدينة مونترو السويسرية أمس لجهة جلوس الوفد الحكومي برئاسة المعلم ووفد «الائتلاف» برئاسة الجربا إلى الطاولة نفسها وتحت سقف واحد وعدم انسحاب أي منهما لدى إلقاء الآخر كلمته، على رغم التباين العميق بين موقفيهما. ورأت ان المفاوضات ستكون «صعبة وشاقة ويصعب التكهن بموعد نهايتها، لكن قطار الحل انطلق وان كانت المحطة الأخيرة لا تبدو قريبة». وشددت على أن الهدف هو «تشكيل هيئة حكم انتقالية ولن نقع في فخ اضاعة الوقت في مسائل أخرى حتى ولو كانت مهمة مثل معالجة الحاجات الانسانية الملحة». وزادت أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري شدد على ان «اجراءات بناء الثقة» التي تشمل فتح ممرات انسانية واتفاقات محلية لوقف اطلاق النار واطلاق السجناء «لن تكون بديلاً لتشكيل هيئة انتقالية».

وكان كيري قال في افتتاح المؤتمر أن الاسد لا يمكن ان يشارك في الحكومة الانتقالية. وزاد: «علينا ان نتعامل مع الواقع هنا. ان التوافق المتبادل الذي كان ما جاء بنا جميعا الى هنا، على حكومة انتقالية يعني أن الحكومة لا يمكن ان يشكلها شخص يعترض عليه اي من الطرفين». في المقابل، اكد المعلم أن الاسد «خط احمر». وسارع وزير الاعلام عمران الزعبي، عضو الوفد، الى القول ان الرئيس السوري «لن يرحل».

المرصد السوري: مقتل 1400 شخصاً في معارك بين جهاديين ومقاتلي المعارضة

بيروت – أ ف ب

قضى قرابة 1400 شخص خلال 20 يوماً من المعارك العنيفة التي تدور بين عناصر جهاديين من الدولة الاسلامية في العراق والشام، وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد في بريد الكتروني انه ومنذ الثالث من كانون الثاني (يناير)، وحتى منتصف يوم امس الاربعاء، قتل 760 مقاتلاً معارضاً و426 عنصراً من الدولة الاسلامية و190 مدنياً، اضافة الى 19 جثة لاشخاص مجهولي الهوية عثر عليها في مقار للتنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة.

رضيعان يومياً يموتان بسبب الجوع في دمشق

بيروت – “الحياة”

في تقرير صحافي عرضت “لوموند” الفرنسية الحالة الانسانية للمدنيين في أحياء محيطة بدمشق (معضمية الشام والغوطة وبرزة) المحاصرة من قبل قوات النظام السوري الساعي لإخضاع الثوار المختبئين فيها، والضغط على السكان من خلال منع دخول المساعدات الطبية والغذائية اليهم، واعتماد “سياسة التجويع” لاجبار المسلحين على الاستسلام.

ونقل التقرير، الذي اعده مراسل الصحيفة جورج مالبرنوت، متنقلاً في دمشق “الوضع الكارثي” لسكان الأحياء المحاصرة، واجرى مقابلات مع سكان ومع متحدث باسم الامم المتحدة، الذي أكد للمراسل ان “السكان يشوون الفئران ويأكلونها” بعد استفحال الجوع وانقطاع الغذاء عنهم بسبب الحصار الشديد الذي تفرضه قوات الأمن التابعة للنظام، وبعد انقطاع الماء والكهرباء عن معظم البيوت والشقق بسبب القصف والدمار. مؤكداً ان “الناس يكافحون الموت البطيء في ظروف مروعة”.

واشارت الصحيفة الصادرة صباح اليوم الخميس في تقريرها الى “وفاة رضيعين على الأقل يومياً من الجوع”.

واكد التقرير ان النظام السوري يجوع السكان، ويستخدم “المساعدات الانسانية” كـ”سلاح بلا ضمير”، في سعيه للضغط على المتمردين.

موضحاً ان النظام يقوم بـ”استراتيجية الاختناق”، عبر حصار مسلحي المعارضة المختبئين في البيوت وتهديد المدنيين وتجويعهم ومنع المساعدات من الدخول اليهم.

واكدت الصحيفة انه تم التفاوض مع الاجهزة الأمنية النظامية للافراج عن 5000 شخص من سكان المعضمية في نهاية العام المنصرم، بوساطة رجال دين. ونقلت عن لسان احد السكان ان رجال الأمن اخرجوا المدنيين وتم التحقيق مع كل من تراوح عمره بين 15 الى 50 سنة من الرجال لدى الاستخبارات للابلاغ عن المسلحين وتسليمهم.

الظواهري: لوقف القتال بين الفصائل الاسلامية في سورية

دبي – أ ف ب

دعا زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، في رسالة صوتية نشرت على الانترنت، الى “وقف القتال بين اخوة الجهاد والاسلام في سورية”

ووجّه الظواهري في رسالة صوتية، بثتها مواقع جهادية نداءً إلى “جميع أخواننا في كل المجموعات الجهادية، وكل حر شريف في الشام يسعى لإسقاط حكم (الرئيس السوري بشار) الأسد العلماني الطائفي الجائر المجرم، وإقامة الحكومة العادلة المسلمة، أن يسعوا لإيقاف هذه الفتنة التي لا يعلم إلا الله إلى ماذا ستنتهي”.

وطالبهم بالسعي إلى “إيقاف القتال بين أخوة الجهاد والإسلام فوراً”، وأن “يؤسسوا لهيئة تحكيم شرعية تفصل بين المجموعات المختلفة في المظالم التي تدّعيها كل مجموعة على أختها المجاهدة، وأن يشكلوا آلية لإلزام الجميع بأحكامها”.

يشار الى ان مواجهات عنيفة اندلعت بين جماعات اسلامية متشددة مثل جبهة النصرة ودولة الاسلام في العراق والشام (داعش) في الاراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سورية.

ميدفيدف: الأفعال التي جسدت في صور التعذيب بسورية هي “جرائم” لكن لا بد من إثبات من ارتكبها

الولايات المتحدة – يو بي أي

اعتبر رئيس الوزراء الروسي، ديميتري ميدفيديف، ان الأفعال التي جسدت في صور التعذيب بسورية هي “جرائم”، لكنه رأى انه ليس واضحاً من هو المسؤول عنها ولا بد من إثبات من هو مرتكبها في المحكمة.

وقال ميدفيديف، في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأميركية، حاورته فيها من موسكو الإعلامية كريستيان أمانبور، وبثت مساء امس الأربعاء بالتوقيت المحلي، ان ما جسدته الصور من تجويع وقتل لآلاف السوريين، يعد “جرائم بالتأكيد”، لكن لا بد من أن يكون في هذه القضية “دليل قانوني حازم”. وأضاف ان من غير الواضح من هو المسؤول عنها، ولا بد من إثبات المزاعم بأن النظام السوري ارتكبها، في المحكمة.

وتابع رئيس الوزراء الروسي “أعلم ان ثمة عدداً كبيراً من الضحايا، وهذا محزن جداً، لكن وجود ضحايا في مكان محدد لا يعني ان هذا دليل على انهم ضحايا النظام وليس ضحايا قطاع الطرق أو أي قوة أخرى”.

وأوضح مدفيديف “في الجامعة التي درست فيها الحقوق، قيل لي إنه حتى يتم إثبات التهمة في المحكمة فإنه لا يمكن أن يكون الفرد مذنباً”.

ورأى انه “لا يمكننا القول ان (الرئيس السوري بشار) الأسد مجرم من دون تحقيق، ولذا أعتقد انه لا بد أن تتم هذه المحاكمة على الأراضي السورية بعد انتهاء النزاع، فهذا حق الشعب السوري”.

ولفت ميدفيديف، إلى انه لا هو ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعتبران الأسد “شريكاً استراتيجياً”، لكنه قال ان الأسد حالياً هو رئيس سورية “ولا يمكن تجاهله أو غض النظر عنه”. وأضاف “ان البعض في سورية لا يحبون النظام، وهذا أمر مفهوم، لكن أيضا ثمة قطّاع طرق”.

وتابع ميدفيديف “ثمة قطاع طرق وإرهابيون والقاعدة، وأي مفاوضات أو محادثات يمكن أن نجريها معهم؟”. وسأل “من الملام في الأمر؟”، وأجاب “أعتقد ان اللوم يقع على الجميع”.

وكان فريق من المحققين بجرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي أعد تقريراً يتضمن آلاف الصور المروعة التي اعتبروها “أدلة مباشرة” قد تدين نظام الأسد، بـ”القتل الممنهج”.

وتظهر الصور، التي تضمنها التقرير، جثث قتلى تعرضوا لعمليات تجويع متعمدة، كما تبدو عليها أثار تعرضهم للضرب بقسوة، وآثار الخنق، وأنواع أخرى من التعذيب والقتل.

وتعليقاً على دعوة إيران إلى مؤتمر “جنيف 2” حول سورية، ومن ثم سحب الدعوة، قال ميدفيديف ان “هذا أمر غير مقبول، فهل يمكن لأحد ان يتصور انه من الممكن مناقشة المشكلة السورية جدياً من دون العامل الإيراني؟”.

وفي ما يتعلق بألعاب سوتشي الأولمبية بعد أقل من 3 أسابيع، أكد رئيس الوزراء الروسي ان روسيا تعي وجود تهديدات وهي تأخذها في الاعتبار فيما تعبئ كل جهودها الأمنية.

الصين: كل القضايا يجب أن تطرح في محادثات سورية بما فيها دور الأسد

مونترو ـ رويترز

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأربعاء إن المحادثات التي تجري بهدف انهاء الحرب في سورية يجب أن تتناول كل الموضوعات مثار الاهتمام للجانبين بما فيها مستقبل الرئيس بشار الاسد.

وقال وزير الخارجية الصيني ردا على سؤال عن مستقبل الاسد في محادثات السلام السورية: “كل القضايا مثار اهتمام الجانبين يجب ان تطرح للحوار بما في ذلك القضية التي ذكرتها للتو”.

ويأتي هذا الموقف في وقت ظهرت فيه خلافات عميقة بين الحكومة السورية والمعارضة حول مصير الأسد وبين القوى العالمية المشاركة في المحادثات التي بدأت في سويسرا اليوم الأربعاء.

أربعة مقاعد للكتائب المسلحة في وفد المعارضة وأميركا وروسيا تكتسحان «ألغام» المفاوضات

مونترو – إبراهيم حميدي

قاد الجانبان الأميركي والروسي اتصالات مكثفة في أروقة المؤتمر الدولي في مونترو أمس لجمع وفدي الحكومة السورية والمعارضة في «غرفة واحدة» في المفاوضات المقرر انطلاقها في جنيف يوم غد، ومنع حصول انهيارات سريعة فيها، وتثبيت المتفق عليه في اتصالات سابقة، وقبول تخصيص أربعة مقاعد للكتائب المسلحة في الوفد المعارض. وعلمت «الحياة» أن الدول الداعمة لـ «الاتئلاف الوطني السوري» المعارض حددت ستة أشهر سقفاً زمنياً لتشكيل هيئة حكم انتقالية وانها «ستدعم المعارضة بكل الوسائل في حال لم يتحقق ذلك».

وحالت الاتصالات الأميركية – الروسية أمس دون انسحاب وفد «الائتلاف» برئاسة احمد الجربا من قاعة المؤتمر لدى إلقاء رئيس وفد الحكومة وليد المعلم كلمته مقابل ضمان بقاء المعلم في القاعة لدى القاء الجربا كلمته، ما أبقى الوفدان السوريان تحت «سقف واحد» وسماع كل منهما الطرف الآخر في شكل مباشر للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.

وكان مقرراً ان تجري المفاوضات المباشرة لبضعة أيام في غرفة واحدة في جنيف يوم الجمعة المقبل، غير أن ذلك لم يعد مضموناً يوم أول من أمس مع وجود اعتراض على العلم الذي سيرفع في قاعة المفاوضات بين رفض الحكومة «علم الاستقلال»، الامر الذي استدعى اتصالات اميركية – روسية اضافية. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن اتصال الرئيسين الأميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين مساء أول من أمس، استهدف حل «بعض العقد» بحيث انهما اتفقا على جمع الوفد في «غرفة واحدة لفترة تزيد على اسبوع بحيث يجري الاتفاق على جدول الأعمال للمفاوضات قبل تعليقها والعودة ثانية»، خصوصاً بعد ظهور مشكلة مشاركة ممثلي كتائب مسلحة في وفد المعارضة.

وأضافت المصادر الديبلوماسية الغربية أن وزيري الخارحية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف استكملا أمس وضع أسس المفاوضات حيث اتفقا على «أهمية جمع الوفدين إلى طاولة واحدة وبدء العملية التفاوضية الطويلة لتشكيل هيئة حكم انتقالية بقبول متبادل وفق بيان جنيف الأول» في حزيران (يونيو) 2012. وزادت أن كيري «نوه بشجاعة المعارضة بحضور المؤتمر، وشدد على اهمية الضغط لتحقيق تقدم في توفير ممرات للمساعدات الانسانية واطلاق سراح السجناء واتفاقات محلية لوقف اطلاق النار». ونقلت عن كيري قوله: «تحقيق تقدم في هذه الأمور ليس بديلاً من الهدف الرئيسي لمؤتمر جنيف2». وشدد على أهمية تسهيل الحكومة وصول المساعدات وإلغاء شرط الحصول على موافقة مسبقة قبل 72 ساعة لقوافل المساعدات وأن تسمح الحكومة لوكالات الاغاثة كي تقرر الطريقة الآمنة لايصال مساعداتها. وأشارت المصادر الديبلوماسية الغربية إلى أن كيري ولافروف خرجا أمس من قاعة المؤتمر وعقدا اجتماعاً ثانياً لوضع «اللمسات الأخيرة» على أمور عملية قبل مغادرة الوزير الروسي مونترو.

وتابعت المصادر انه جرى التأكيد على أن أساس المفاوضات هو رسالة الدعوة إلى المؤتمر الدولي وبيان «جنيف1» مع تأكيد قواعد المفاوضات وهي: «ان بيان جنيف، وتحديداً المبادئ والإرشادات، من أجل عملية انتقالية بقيادة سورية، مُلزم سياسياً وقاعدة انعقاد المؤتمر الذي ستسعى الأطراف السورية من أجل تطبيقه في شكل كامل، واحترام الوفدين في شكل كامل للرئاسة والإجراءات المقترحة في شأن إدارة المؤتمر وموافقة الأطراف عليها، وأن المفاوضات ستتوسط فيها الرئاسة، وستتوجه الأطراف في مخاطبة الطرف الآخر من خلال الرئاسة». كما جرى التأكيد أن مداخلات الوفدين يجب أن تكون «ذات علاقة بالموضوع المطروح واستبعاد أي تصرفات استفزازية أو انسحابات وممارسة الطرفين ضبط النفس في اتصالاتهم الخارجية طوال عملية المفاوضات» والحفاظ على سرية المفاوضات.

في المقابل، قال مسؤول غربي لـ «الحياة» إن ممثلي «النواة الصلبة» في «مجموعة اصدقاء سورية» اجتمعوا أمس للتنسيق في ما بينهم وتنسيق المواقف مع «الائتلاف»، لافتاً إلى أن الدول الداعمة للمعارضة «ليست لديها أوهام، وهي تعرف انها عملية تفاوضية معقدة وشاقة. لكن لن تسمح أن تحيد المفاوضات عن هدفها وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية بموجب بيان جنيف الأول ونص الدعوة الموجهة الى الاطراف». وأضاف: «هناك اتفاق على إعطاء الجهود الديبلوماسية فرصة لنحو ستة اشهر لتشكيل هيئة الحكم، واذا لم يحصل هذا، فإن مجموعة اصدقاء سورية ستقدم دعماً كبيراً بكل الوسائل للمعارضة».

وفيما يتوقع أن يركّز الوفد الحكومي على موضوع «مكافحة الإرهاب»، فإن وفد المعارضة سيركز على «هيئة الحكم الانتقالية» مع وجود معلومات أن المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي سيطرح الاتفاق على جدول الاعمال و «اجراءات بناء الثقة». وقال المسؤول الغربي: «يجب ألا تكون اجراءات بناء الثقة بدلاً من المفاوضات لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، وإن عدم بحث هذا الموضوع سيدفع المعارضة الى الانسحاب».

وضم وفد المعارضة كلاً من رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا و29 شخصاً بينهم هيثم المالح، نذير الحكيم (جماعة الاخوان المسلمين)، عبدالحميد درويش (رئيس الحزب التقدمي الكردي)، ميشال كيلو، بدر جاموس، انس عبدة (إخوان)، سهير اتاسي، محمد حسام حافظ، هادي البحرة، محمد صبرة، ريما فليحان، أحمد جقل، إبراهيم برو (كردي)، عبيدة نحاس (إخوان)، عبدالأحد اسطيفو، نور الامير، عبدالحكيم بشار (نائب رئيس الائتلاف عن المجلس الوطني الكردي).

وقالت المصادر إن «الائتلاف» قرر تخصيص أربعة كراسٍ لممثلي الكتائب المسلحة، بحيث يكون بينها ممثل لـ «جبهة ثوار سورية» برئاسة جمال معروف و «جيش المجاهدين»، وهما التكتلان اللذان وافقا على المشاركة في «جنيف2». كما يشارك ضابطان منشقان في المفاوضات التي سيرأسها المالح، رئيس المكتب القانوني في «الائتلاف».

المحادثات في شأن سورية تكشف خلافاً عميقاً حول الأسد

مونترو ـ رويترز

اختتم اليوم الأول من المحادثات الدولية حول سورية الاربعاء بكشف خلافات عميقة في شأن مصير الرئيس بشار الأسد.

وانتهى اليوم من دون ظهور أي علامة على إمكان التوصل الى حل وسط في خصوص القضية الأساسية وهي ما إذا كان ينبغي أن يفسح الأسد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتبدّى الخلاف حول دور بشار الأسد، بين الحكومة السورية والمعارضة اللتين عبّر وفداهما بغضب عن العداء المتبادل، وبين القوى العالمية.

ففي حين اتهم زعيم المعارضة أحمد الجربا، الرئيس السوري بارتكاب جرائم حرب على غرار الجرائم النازية، وطالب وفد الحكومة السورية بالموافقة على خطة دولية لتسليم السلطة، أصرّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أن الأسد لن يذعن لمطالب خارجية ورسم صورة مروعة لما وصفه بفظائع المعارضة المسلحة “الارهابية” التي تدعمها دول عربية وغربية حاضرة في الاجتماع.

وأتبع ذلك وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، بإعلانه للصحافيين على هامش المحادثات أن “الأسد لن يرحل”.

وكشفت الولايات المتحدة وروسيا عن خلافاتهما أيضاً بخصوص الأسد، ففي حين كرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري وجهة نظر المعارضة بأنه لا يمكن “بأي حال” أن يبقى الأسد في السلطة بموجب بنود اتفاق “جنيف 1” لعام 2012 الذي يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن كل طرف له دور واستنكر “التفسيرات الأحادية الجانب” لاتفاق 2012.

وتعارض موسكو جعل رحيل الأسد شرطا للسلام، في حين تصرّ واشنطن على استثناء الأسد من أي اتفاق متبادل.

غير أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أصدر موقفاً متميزاً حين قال إن المحادثات يجب أن تتناول كل الموضوعات مثار الاهتمام للجانبين بما فيها مستقبل الرئيس بشار الاسد.

ويقول الأسد نفسه إنه يمكن أن يفوز في انتخابات جديدة في وقت لاحق هذا العام ومصيره محل خلاف بين موسكو وواشنطن. وتؤيد العاصمتان نتائج اجتماع “جنيف 1” للقوى العالمية في 2012 لكنهما تختلفان في خصوص ما إذا كانت تعني وجوب رحيل الأسد الآن.

وفي حين يأمل مسؤولو الأمم المتحدة بأن يفضي المؤتمر إلى مفاوضات في جنيف بدءا من يوم الجمعة، شكك بعض الديبلوماسيين بإمكانية استمرار المفاوضات وقال مسؤولون غربيون أيضاً إن الآمال في إجراء محادثات في جنيف بعد يوم الجمعة باتت في مهب الريح.

ولا يعقد كبير أمل على المؤتمر أيضاً لاسيما من جانب المعارضين الإسلاميين الذين وصفوا زعماء المعارضة المدعومين من الغرب بالخونة لمجرد مشاركتهم فيه.

وتعكس المحادثات القلق العالمي المتصاعد من أن تمتد الحرب- التي قتلت أكثر من 130 ألف شخص وشردت الملايين- خارج سورية وتؤجج التشدد الطائفي في الخارج.

ولا تشارك إيران في مؤتمر “جنيف 2” بعدما سحب بان في اللحظة الأخيرة يوم الإثنين الدعوة التي وجهها لها بعد أن هددت المعارضة السورية بمقاطعة المحادثات إذا حضرت إيران.

مونترو جمعت النظام والمعارضة والأسد فرّقهما / الجربا تحدّى المعلّم أن يوقِّع جنيف 1 فوراً

مونترو (سويسرا) – موسى عاصي

بدت المعركة الديبلوماسية في القصر الأصفر بمدينة مونترو السويسرية على ضفاف بحيرة ليمان أشد ضراوة من معارك الميدان، وقبل أن يتمكن فريقا الصراع السوري من التحدث بلغة مشتركة ومفهومة بينهما، يحتاج الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي ربما الى عشرات الجولات التفاوضية. فقد كان الفارق واضحاً والشرخ كبيراً بين حدود الخطين المتوازيين، لا مجال لالتقائهما، النظام ومن خلفه الروس في واد، و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” ومن معه في واد آخر.

حمل الفريقان “دشمهما” إلى سويسرا وتمترسا خلفهما، النظام لا يعنيه من المؤتمر سوى العنوان المعروف والمرفوع سلفاً أي “محاربة الإرهاب”، ويتهم الفريق الآخر بأنه جزء من هذا الإرهاب ويعمل لمصلحة إسرائيل، أما “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” فيشترط جدولاً زمنياً لرحيل الرئيس بشار الأسد ومحاكمته، والبدء فوراً بتطبيق ما اتفق عليه في جنيف 1 (حزيران 2012)، أي نقل السلطة بكامل صلاحياتها التنفيذية وخصوصاً الأجهزة الأمنية والعسكرية والمخابرات إلى الهيئة الانتقالية.

ولم تتضمن كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، التي استهلكت أكثر من وقتها المحدد مما أثار حفيظة الأمين العام للأمم المتحد بان كي – مون، اشارة الى أي سبب داخلي للأزمة السورية “الأسباب خارجية، أساسها استخدام البترودولار الذي ساهم في زعزعة استقرار سوريا والذي شجع آلاف الإرهابيين من الشيشان إلى أفغانستان إلى دول أخرى أوروبية وعربية إلى المجيء إلى سوريا بهدف بناء دولة إسلامية وهابية إرهابية، تعود بنا مئات السنين إلى الوراء”.

وفي المقابل، كان رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، ند المعلم في هذه المنازلة الديبلوماسية، على النقيض تماما من خصمه، فالإرهاب يتحمل مسؤوليته الأسد، والإرهاب لا يعني من وجهة نظر الجربا المجموعات الإسلامية المتطرفة التي تحارب في سوريا (“داعش” وغيرها) فقط، إنما وضع “حزب الله” اللبناني “الذي يحاكم في لاهاي الآن لقتله رفيق الحريري” في سلة واحدة مع هذه التنظيمات، والتي “يقوم الجيش السوري الحر بمحاربتها جميعا”.

مواجهة غير مباشرة

وقد تخاطب الوفدان بطريقة غير مباشرة وبشكل يعمق الانقسام والبعد بينهما، إذ سأل المعلم الموجودين من المعارضة في القاعة ساخراً عن “برنامجهم السياسي لبناء سوريا وعن أدوات التغيير على الأرض غير المجموعات الإرهابية المسلحة”، ليردف ذلك باتهامهم بأنهم مجموعات مرتزقة تقوم بحشد “الخزي والعار جراء التوسل الى الولايات المتحدة لشن عدوان عسكري على سوريا”، وقال: “باختصار لم تترك ثورتكم السورية المجيدة موبقة واحدة على وجه الأرض الا وفعلتها”. من جهته دعا الجربا فريق النظام الى التراجع عن “كونه وفداً يمثل الرئيس السوري بشار الأسد والتحول إلى وفد سوري وطني يوقع مباشرة وثيقة جنيف1”.

لافروف وكيري

وفيما اقتصرت مداخلة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على دعوة الى الحل السياسي “الذي يتضمنه بيان جنيف1″، وخلت من أي إشارة واضحة الى مسار المفاوضات، ومن أي موقف واضح مما اذا كانت بلاده تدعم بقاء الأسد أو رحيله، جاءت مداخلة وزير الخارجية الأميركي جون كيري مطابقة لمداخلة الجربا من حيث المطالبة برحيل الأسد وتطبيق بنود جنيف1. ووضع كيري هيكلاً للهيئة الانتقالية لا يتضمن من “ساهم في قتل الشعب السوري” من الجهتين، “الجهة التي تمثل آلاف الإرهابيين الذين ينشرون إيديولوجيات الحقد ويساهمون في عذاب الشعب السوري”، والجهة التي تمثل النظام الحالي برئاسة الأسد، “لن يكون للأسد مكان في هذه الهيئة لا هو ولا أولئك الذين ساندوه في تعذيب الشعب السوري، لا يمكن أن يكون هذا حتى في الخيال، فالرجل الذي واجه شعبه بوحشية لا يمكن أن يستعيد شرعية الحكم”.

وتماشى هذا الموقف مع كلمة وير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، التي عارضها الوفد السوري بخروجه من القاعة، راداً بذلك على موقف مماثل للوفد السعودي الذي كان ترك بدوره القاعة خلال إلقاء المعلم كلمته.

قوي بـ”حزب الله” وإيران

وقالت أوساط الوفد الأميركي المواكب لكيري لـ”النهار”، أن كلمة المعلم كانت قاسية جداً ولم تقدم أي جديد على ما هو معروف سلفاً عن الموقف السوري النظامي، وعزت ذلك إلى “معرفة النظام السوري أنه بات الأقوى في الميدان بفضل داعميه من إيران و”حزب الله” اللبناني، وهو يستفيد من ذلك لتحسين شروطه في المفاوضات ولتضييع الوقت”. وأضافت أن الولايات المتحدة متفقة مع الروس على عدم السماح بقيام دولة إسلامية في سوريا. ورداً على سؤال عن وجود اتصالات بين الأميركيين والنظام، أكدت إن هذه الاتصالات لم تنقطع يوماً.

وفي مؤتمر صحافي مع انتهاء اليوم الاول من المؤتمر، اعلن وزير الخارجية الاميركي ان بلاده تنوي زيادة الدعم للمعارضة السورية، في اطار البحث عن “وسائل ضغط” اضافية على النظام. وقال انه على رغم ان التهديد بضربة عسكرية اميركية لدمشق تراجع، فان الرئيس الاميركي باراك اوباما “لم يستبعد نهائيا هذا الخيار”. وترك الباب مفتوحا أمام مشاركة إيران في محادثات السلام السورية قائلاً إن طهران يمكن أن تقوم بدور فاعل في انهاء الصراع.

وفي دردشة مع الصحافيين بينهم مراسل “النهار”، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “أن أهم ما حصل اليوم (أمس) في مونترو هو تمكن الدول الراعية للمؤتمر من الضغط على الطرفين وحملهما على الجلوس الى طاولة المفاوضات”.

الجعفري

أما المندوب السوري لدى الامم المتحدة السفير بشار الجعفري فسئل خلال مؤتمر صحافي هل ترفض دمشق اتفاق جنيف 1، فأجاب: “من قال اننا نرفض؟ ولكن كيف نبحث في حكومة انتقالية في ظل استمرار العنف؟”. واضاف ان الوفد السوري المفاوض يذهب الى جنيف للتفاوض مع وفد المعارضة من أجل “تطبيق جنيف1 كسلة واحدة”. واشار الى انه لا يمكن اختيار امر من جنيف 1 دون الامور الاخرى.

تحضيرات الجمعة

ومن المقرر ان يعود اليوم الوفدان السوريان إلى مقر إقامتهما في جنيف، وانطلاقاً مما اعتبرته أوساط الأمم المتحدة “الحدة في المواقف بين الطرفين” علمت “النهار” أن ثمة اقتراحاً لفصل الفريقين يوم المفاوضات غداً في جنيف ووضعهما في غرفتين منفصلتين، على أن يقوم الإبرهيمي بجولات مكوكية بين الطرفين. لكن الأوساط الأممية أوضحت أن الإبرهيمي سيلتقي الوفدين اليوم كلاً على حدة في جنيف من أجل جس النبض قبل اتخاذ القرار.

انطلاقة متوترة للمؤتمر الدولي حول سوريا وتباعُد المواقف من مصير الأسد / المعلّم يرفض النقاش في شرعية النظام والجربا يدعو إلى الإسراع في نقل السلطة

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

اتسم اللقاء الاول لمسؤولين في النظام السوري ومعارضين له في الخارج في مدينة مونترو السويسرية من اجل وقف دورة العنف في سوريا، بحرب كلامية وخصوصا في شأن مصير الرئيس بشار الاسد الذي يرفض وفده ان يكون هذا الامر مطروحا للنقاش. وشهد المؤتمر بداية صعبة في أجواء متوترة، الى تبادل للتهم بـ”الخيانة” وتلاسنابين الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ووزير الخارجية السوري وليد المعلم.

قال الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون في خطابه الافتتاحي امام ممثلي نحو 40 دولة ومنظمة بينها وفدا النظام والمعارضة: “بعد نحو ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل”. ولفت الى “اننا نواجه تحديات استثنائية”، داعياً المشاركين السوريين تحديدا الى “انطلاقة جديدة”. وأضاف: “ان هذا المؤتمر يشكل فرصة لتظهروا وحدتكم… ان جميع السوريين يتجهون بأنظارهم اليكم اليوم… امامكم انتم ممثلي المعارضة والحكومة السورية فرصة هائلة .. وعليكم مسؤولية تجاه الشعب السوري”. ورأى ان على القوى الدولية “ان تبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم على تحقيق هذه الاهداف”. وتساءل: “كم من القتلى سيسقطون في سوريا بعد… اذا اهدرت هذه الفرصة؟” وخلص الى ان “لا بديل من وضع حد للعنف… دعونا نثبت للجميع ان العالم يمكنه ان يوحد صفوفه”.

وشدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري في كلمته على أن لا مكان للأسد في الحكومة الانتقالية لأنه فقد شرعية القيادة. وقال: “نرى خيارا واحدا فقط… التفاوض على حكومة انتقالية تشكل بتوافق متبادل… هذا يعني أن بشار الأسد لن يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية. ليست هناك أي طريقة ممكنة لأن يسترد شخص قاد ردا وحشيا على شعبه شرعية الحكم”.

بينما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من “محاولات تفسير هذه الوثيقة بشكل او بآخر”، في اشارة الى الدعوة لتأليف حكومة انتقالية في سوريا عبر الاتفاق الذي توصلت اليه القوى الكبرى عام 2012 في ختام مؤتمر جنيف 1. ولاحظ ان تسوية النزاع الجاري في سوريا “لن تكون سهلة ولا سريعة”، مبرزا “المسؤولية التاريخية” التي يتحملها اطراف النزاع. وكرر موقف موسكو عن وجوب عدم تدخل “لاعبين خارجيين” في شؤون سوريا الداخلية، إلا أنه اعتبر أيضا إن إيران التي لا تشارك في مؤتمر جنيف 2 يجب أن تكون جزءاً من الحوار الدولي.

المعلم

وفي موقف تحد، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمته ممثلي المعارضة السورية الجالسين قبالته بـ”الخونة” و”عملاء لأعداء” سوريا. وقال ان من يريد “التحدث باسم الشعب السوري لا يجب ألا يكون خائنا للشعب وعميلا لاعدائه”. وتوجه الى المعارضة السورية المشاركة في المؤتمر قائلاً: “ماذا فعلتم يا من تدعون انكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ أين أفكاركم وبرنامجكم عدا المجموعات الارهابية المسلحة؟… انا على يقين انكم لا تملكون اي شيء وهذا جلي للقاصي والداني”.

وأضاف: “من يريد ان يتحدث باسم الشعب السوري فليتفضل إلى سوريا… من يريد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاوم ويقف ثابتا في وجهه… ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب”.

وخاطب وزير الخارجية الاميركي: “لا أحد في العالم، سيد كيري، له الحق في إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا للسوريين أنفسهم”.

وفي معرض دفاع المعلم الطويل عن سياسة النظام السوري، تدخل الامين العام للامم المتحدة مقاطعا بحجة انه تجاوز الدقائق العشرين المخصصة له. ورد المعلم بأن بان نفسه تحدث 25 دقيقة وأنه يريد التعبير عن موقف بلاده وواصل كلامه.

الجربا

ودعا رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا الوفد الحكومي السوري الى توقيع وثيقة “جنيف1” من اجل “نقل صلاحيات” الاسد الى حكومة انتقالية. وقال: “اننا نوافق بشكل كامل على مقررات جنيف 1… ونريد أن نتأكد ان كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا… انني أدعوه الى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف1 بحضوركم جميعاً الآن، لنقم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية والأمن والجيش والمخابرات إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سوريا الجديدة”. ثم سأل: “سؤالي واضح ومباشر، هل لدينا هذا الشريك؟”

وأوضح انه “حضرنا إلى جنيف2 استناداً الى موافقتنا الكاملة على نص الدعوة التي وصلتنا من السيد بان كي- مون الأمين العام للأمم المتحدة والتي تنص على تطبيق وثيقة جنيف 1 وإنشاء هيئة الحكم الانتقالية التي هي موضوع مؤتمرنا هذا، وهي موضوعه الوحيد”. واكد ان المعارضة تعتبر هاتين النقطتين “مقدمة لتنحية بشار الأسد ومحاكمته مع كل من أجرم من رموز حكمه، وأي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج بجنيف 2 عن مساره”.

سعود الفيصل

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان “من الضروري ان نحذر… من اي محاولات لتغيير مسار هذا المؤتمر في محاولة لتحسين صورة النظام وادعاء محاربته للارهاب”. وافاد ان “حضور المملكة المؤتمر جاء بناء على الضمانات والتأكيدات التي تضمنتها دعوة الامم المتحدة، وهي ان هدف جنيف 2 تطبيق اتفاق جنيف 1”. واعتبر ان “من البديهي الا يكون لبشار الاسد او من تلطخت ايديهم بدماء السوريين اي دور في هذا الترتيب”. واضاف ان “الامل يحدونا بأن يتم التعامل مع الازمة بعيداً من محاولات الاستقطاب والاسترضاء التي كبلت مجلس الامن” في الملف السوري. ودعا الى ان يتبنى مجلس الامن “ما يتم التوصل اليه من اتفاق” في المؤتمر “وضمان تنفيذه”.

واسترعى الانتباه أن سعود الفيصل خاطب الجربا بلقب “فخامة الرئيس”، ووصف الائتلاف بأنه “الممثل الشرعي للشعب السوري”، وقد خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم من القاعة لدى إلقائه كلمته.

فابيوس

وفي كلمات اخرى، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان هدف المؤتمر “البحث عن حل سياسي لسوريا يتعلق بهذه السلطة الانتقالية التي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية… لا يتعلق الامر باجراء نقاش عام حول سوريا، ولا باطلاق تهجمات وشعارات دعائية ولا كسب الوقت ولا القاء الخطب عبر تكرار كلمة الارهاب”. إلى وقف النار على الفور في سوريا وفتح ممرات انسانية لايصال المساعدات الى المدنيين. ورأى أن حكومة الأسد “تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا الموقف وأيضا عن صعود الارهاب الإجرامي الذي تقول إنها تحاربه لكنها في واقع الأمر متحالفة معه”.

وندد فابيوس لاحقاً امام الصحافيين بـ”المهاترات الطويلة والعدائية” للمعلم في مونترو. وقارن تصريحات المعلم بـ”الموقف المسؤول والديموقراطي لرئيس الائتلاف”.

سجال بين بان والمعلم في مونترو

 (أب)

قرع الجرس خمس مرات خلال القاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف 2، منذرا بانتهاء الوقت المخصص له، الا أن رئيس الديبلوماسية السورية رفض الامتثال، الامر الذي أثار سجالاً حاداً بينه وبين الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون:

■ بان: هل يمكن أن تنهي من فضلك؟

– المعلم: وصلت الى هنا بعد 12 ساعة في الطائرة، يلزمني بضع دقائق اضافية لانهاء كلمتي. هذه سوريا.

■ بان: كم من الوقت يلزمك بعد؟

– المعلم: أعتقد 5 الى 10 دقائق.

■ بان: لا، لا. سأعطيك فرصة ثانية للكلام.

– المعلم: لا، لا يمكنني تجزئة كلمتي. يجب أن أتابع… سأبذل جهدي لاكون سريعاً.

■ بان: هل يمكنك الانتهاء في دقيقة أو دقيقتين؟

– المعلم: لا، لا أستطيع أن أعدك، يجب أن أنهي كلمتي… أنت تعيش في نيويورك، وأنا أعيش في سوريا. يحق لي أن أقدم الرواية السورية هنا في هذا المنتدى. بعد ثلاث سنوات من المعاناة، هذا حق لي.

■ بان: يجب أن نجري حوارا بناء ومتناسقا، أرجوك توقّف عن النبرة النارية.

– المعلم: انه بناء، أعدك، دعني أنهي كلمتي.

■ بان: في دقيقتين أو ثلاث أرجوك، سأعطيك فرصة ثانية.

– المعلم: تحدثت 25 دقيقة، أحتاج الى التحدث 30 دقيقة على الاقل.

بعد دقائق من معاودة المعلم كلامه، قاطعه بان مجددا. فقال له المعلم إنه بقيت له جملة واحدة فحسب فطلب منه بان التزام وعده، فرد المعلم: “سوريا تلتزم دائما وعودها”، الامر الذي أثار ضحك الوفد السوري خلفه وابتسامة ساخرة من الأمين العام.

تباعد المقاربات بشأن سوريا وتهديدات بالمغادرة وتوجُّس أميركي من قوة النظام

كرنفال خطابي.. قبل الحسم في جنيف اليوم

محمد بلوط

مناورات الساعات الأخيرة، قبل الدخول في “جنيف 2″، أو احتمالات سقوط المفاوضات ما بين مونترو وجنيف، فيما يقول مسؤول في الوفد السوري إن الرئيس بشار الأسد قد أعطى توجيهاته بعدم المغادرة، والبقاء كما يطالب الروس، ما بين أسبوع إلى عشرة أيام لإنجاز المرحلة الأولى من المفاوضات.

وفدا “الائتلاف” والنظام السوريين تبادلا عبر الأمم المتحدة تهديدات بمغادرة مونترو، وأبلغا مسؤولين يعملون على الإعداد للاجتماع المحتمل في جنيف غداً، أنهم لن يحضروا جلسة المفاوضات الأولى.

التهديدات بالمغادرة، التي تضاربت مع إعلان راعيي المؤتمر، وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، أن المفاوضات ستبدأ غداً الجمعة، تعكس ضعف التنسيق مع الوسيط الأخضر الإبراهيمي، وبقاء مصير المفاوضات مرتبطاً بحجم التفاهم الأميركي – الروسي حول سوريا. كما تعكس التهديدات هشاشة المسار التفاوضي، وتباعد ما بين مقاربة الوفد “الائتلافي”، كما عبر عنه كل من خطاب رئيسه احمد الجربا، ومقاربة دمشق كما عبر عنها خطاب وزير الخارجية وليد المعلم.

ويبدو المسار هشاً أكثر من المتوقع، بالعودة إلى ما قاله مصدر أممي عشية توجّه الوفدين السوريين إلى جنيف، من أن الإبراهيمي شديد التشاؤم بمستقبل المفاوضات، ولا يملك “خريطة طريق” واضحة، ولا أفكاراً جاهزة أو خطة عمل للتقريب بين الطرفين، وانه سيحاول بعد ظهر اليوم تأكيد بقاء الوفدين في جنيف، وتحديد الشكل الأسهل لبقائهم، عبر العودة إلى نقطة الصفر في المفاوضات، واقتراح مفاوضات منفصلة، ريثما تنضج الظروف لاستقبال الوفدين في قاعة واحدة.

وسيكون لقاء ما بعد ظهر اليوم مهماً في حسم استمرار المفاوضات في جنيف ومصير المحاولة الأولى لإطلاق العملية السياسية في سوريا، أو توضيب الطرفين حقائبهم ليعودوا أدراجهم إلى دمشق واسطنبول.

ولن يقيّض للوفدين البقاء، وللإبراهيمي أن ينقذ مؤتمره ومهمته، من دون الضغوط الأميركية والروسية على الطرفين، ووعود روسية بعودة لافروف، عندما تستدعي الحاجة مع بقاء نائبه ميخائيل بوغدانوف على رأس وفد كبير من الخبراء في جنيف للمساعدة على تسهيل الاتصالات بالوفد الذي يرأسه المعلم، فيما يتعهّد الأميركيون وفد “الائتلافيين” عبر مساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز والسفير المشرف على ملف المعارضة السورية روبرت فورد. وكان فورد يعمل بين طاولات قاعة المؤتمر، وتحديد مقاعد أعضاء الوفد “الائتلافي”، وتوزيعهم في القاعة، ومرافقتهم على دفعات نحو قاعة الافتتاح في مونترو.

ويعكس التشاؤم حجم الصدمة التي شكلها التباعد الكبير في مقاربة المفاوضات وأهدافها، كما ظهرت جلية في خطابات الجربا والمعلم. فبعيداً عن استخدامات منبر مونترو لأهداف إعلامية، التي تفوّق فيها المحنّك وليد المعلم، على المغمور احمد الجربا، فحاز الوفد الدمشقي من بين ما جاء من أجله استعادة الاعتراف بشرعية النظام السوري، وتحطيم أسوار العزلة التي رفعت حوله، رغم الخطابات التي ظهر أكثرها عدائياً، في كرنفال الخطابات الذي شكله يوم مونترو السوري.

وحاز “الائتلافيون”، اعترافاً بندية احتلالهم قلب المعارضة على المستوى الإعلامي، بقبول النظام الوقوف تحت سقف واحد معهم، للمرة الأولى، خارج أطر “أصدقاء سوريا”، وهو أمر لا يزال هشاً ويحتاج إلى الكثير من التصليب، إذا ما تواصل المسار. ويبدو التباعد، مبعث التشاؤم، في تقديم قراءتين لبيان “جنيف 1″، تصعب مصالحتهما. اختصر الجربا عملية التفاوض بما تحدث النظام عنه وحذر منه، باعتبار جنيف مجرد عملية تسلّم وتسليم للسلطة، ومحاكمة الأسد، على أن تعمل المفاوضات في جنيف على تحديد جدول زمني لذلك.

أما المعلم، وبعده مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فاعتبرا نص البيان على وقف العنف، شرطه الأول الذي يفسر بمكافحة الإرهاب. وقيّد المعلم أي اتفاقات تنتج عن جنيف بضرورة طرحها على الاستفتاء الشعبي، نازعاً من جنيف حق القرار، باعتباره محفلاً خارجياً يمس بسيادة الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره.

لكن الخطابات ليست المفاوضات. ويبدو طبيعياً في منطلق أي مفاوضات أن يلجأ الطرفان إلى رفع سقف المطالب، إلى أن تحين ساعة القاعات المغلقة ويبدأ تدوير الزوايا، والبحث عن تسويات وسطية.

ويتعارض تدليل كيري على صعوبة التفاوض في سوريا، وفي أي حرب أهلية على المثال الفيتنامي الذي استغرق عاماً كاملاً، من أجل تحديد شكل الطاولة التي سيجلس إليها المتنازعون، قبل أن تنطلق المفاوضات.

ويقول مصدر أممي يرافق المفاوضات إن الروسي والأميركي يملكان تصورات لأرضية مشتركة، تشكل بديلاً عن “جنيف 1″، الذي أصبح مشكلة جنيف نفسها، بعد أن كان حلاً مقترحاً، أدى دوره في جلب السوريين إلى مونترو وإطلاق العملية السياسية.

والأرجح أن يتهاوى تدريجياً التمسك بـ”جنيف 1″، لأنه لم يعد يعكس حقيقة ميزان القوى، ولا يعبر عن احتمالات التسوية الواقعية في سوريا، بغض النظر عن الطموحات والمطالب. فعندما تم التوافق على “جنيف 1” في حزيران العام 2012، كان تعبيراً عن توازن القوى الميداني الذي كان يميل نسبياً لمصلحة المعارضة. فقد كانت دمشق شبه محاصرة، والمعارضة في ريف حلب تتأهب للانقضاض على عاصمة سوريا الاقتصادية، وكانت معركة القصير المنعطف، بعيدة عاماً كاملاً، وحمص كانت بيد المعارضة، ودرعا مخترقة بقوة من الوحدات القادمة من الأردن، وقد تراجع الجيش السوري بشكل عام من الأرياف نحو المدن، ولم تكن الجماعات “الجهادية” وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة”، قد انتصرت في قلب المعارضة المسلحة، وتلاشى “الجيش الحر”.

ويبدو اليوم تجمع مطالب المعارضة السورية والولايات المتحدة والسعودية وقطر وفرنسا وبريطانيا محاولة للحصول بالسياسة على ما خسره هؤلاء في الميدان. فمنذ حزيران العام 2012، جرت مياه كثيرة تحت جسر الحرب السورية، وعاد الجيش السوري للإمساك بالمبادرة الميدانية، واسترجع أكثرية حمص، وفكك طوق الغوطة ويتقدم في حلب، فيما تحول جزء مهم من المعارضة، فصيلاً في “القاعدة” والإرهاب، وذهب “المجلس الوطني” وحل محله “الائتلاف”، من دون أن يؤكد سلطته على الأرض، ولكن نقطة الضعف الكبيرة أن أعداء النظام لا يزالون يرفضون الاعتراف بنصره.

وتبدو سياسة الخطوة خطوة، الأكثر قرباً من مسار التفاوض، والأكثر واقعية. فإذا كان لا يزال مجهولاً ما هي آليات مكافحة الإرهاب، وما يعنيه ذلك من توافق بين دول الجوار على وقف تدفق المسلحين والسلاح، وتخلي السعودية الصعب عن الهجوم على النظام السوري، والركون إلى حل سياسي مع إيران، فإنه يبدو أن النقاش سيدور حول العناوين الإنسانية. ولا يوجد اتفاق حتى بشأن معنى المصطلحات المستخدمة.

فإزاء المطالبة بإنشاء “ممرات إنسانية”، يقول الوفد السوري في مونترو بغلبة الإمداد الغذائي، الذي ينزع عن العملية طابع الالتزام أو الإكراه. وإزاء الاقتراح أن تبدأ العملية بإطلاق معتقلين لدى النظام في إطار تدابير الثقة، يقول مسؤول سوري في مونترو، إن المعارضة السورية تحتفظ بآلاف المخطوفين والأسرى من الجنود والعسكريين، ولن يكون هناك إلا عملية تبادل للمعتقلين. أما مسألة وقف إطلاق النار، التي قال كيري إنها ستكون موضعية ومحلية وليست شاملة، فالأرجح أن الإعلان يعبر أصلاً عن عجز “الائتلاف” عن تنظيم وقف إطلاق نار شامل، وإدخاله في نزاع مفتوح مع “الجبهة الإسلامية” و”جيش المجاهدين” و”جبهة ثوار سوريا”، التي تشترط استمرار القتال لتكفّ عن نقد “جنيف”.

ويقول الوفد السوري إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وإن الاسم الحقيقي لاقتراح المعلم بشأن حلب، هو ترتيبات أمنية تفضي إلى خروج المسلحين من بعض أحياء حلب ودخول الشرطة إليها. وقال مسؤول في المعارضة في مونترو، لـ”السفير”، “إننا نعمل منذ وقت قريب مع الروس والأميركيين على مقايضة الإغاثة بوقف لإطلاق النار، في الغوطة وحلب وحمص”.

وعلى العكس مما قاله كيري من عدم استبعاد الخيار العسكري، لم ير أحد، حتى من المقربين من الوزير في الوفد الأميركي، جدية في اقتران المفاوضات بالتلويح مجدداً بالتدخل، الذي يعلم الجميع أنه أصبح بندقية لا ذخيرة فيها.

وتحدث لـ”السفير” مصدر أميركي، مقرب من فورد، عن التقييم الحقيقي للولايات المتحدة لمفاوضات جنيف. وقال إن السوريين يفاوضون من موقع قوة، ولسنا جاهزين للتدخل عسكرياً لمصلحة المعارضة، لأسباب معروفة، وما جرى اليوم هو كرنفال خطابات، والخطر أن نكون ندخل في “ستاتيكو” في سوريا إذا لم تتوصل المفاوضات إلى نتائج سريعة، وسيكون ذلك من مصلحة الحكومة السورية.

وحذر المسؤول الأميركي من أن يؤدي فشل المفاوضات إلى دفعنا نحو السيناريو الأسوأ، حيث ينبغي قريباً، الاختيار بين النظام على مساوئه والذي يحارب الإرهاب، وبين المعارضة التي ستضطر للتعاون أكثر مع “الجهاديين” و”القاعدة”.

وقال المسؤول في الخارجية الأميركية، لـ”السفير”، إن المفاوضات لن تذهب بعيداً، وأقصى ما يمكن توقعه هو أن يعطي النظام بعض الفتات للمعارضة.

أما بشأن الاتصالات مع قنوات سورية، فهل أنت متأكد من أنها غير موجودة؟ يرد المسؤول الأميركي: لقد أسأنا تقدير قوة جميع اللاعبين من خصومنا في سوريا، من الأسد، حتى إيران، فـ”حزب الله”، فحجم الصدمة التي أصابت الروس بعد خسارة ليبيا، جعلتهم يصمّمون على التعويض في سوريا، معتبراً أنه ورغم ذلك لا يزال رحيل الأسد أولوية في جهودنا، لكننا غير واثقين من قدرتنا على تحقيق هذا الهدف.

أما بشأن التنسيق السعودي – الأميركي في سوريا، قال: إننا نتفق معهم في العمق ونحن نريد معهم شيئاً واحداً، لكنهم اختاروا طريقهم، ونحن اخترنا طريقنا في ما يتعلق بدعم الجماعات التي لا نوافق على تفكيرها وطريقة عملها.

انطلاقة في مونترو لا تردم الهوة السورية وإشارات بشأن مبادرات إنسانية

كشفت الكلمات التي ألقيت في مؤتمر «جنيف 2» في مدينة مونترو السويسرية، أمس، عن الفجوات الكبيرة القائمة والتناقض المستمر بين النظام السوري و«الائتلاف الوطني» المعارض والدول الداعمة لهما، بشأن مفهوم المرحلة الانتقالية ومكانة الرئيس السوري بشار الأسد، ومن يتحمل مسؤولية العنف في البلاد.

وظهرت على الفور أدلة على وجود خلافات كبيرة مع إصرار وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ودول عربية وغربية، على ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تدخل قوى خارجية في الشؤون السورية، موضحا أن جوهر «جنيف 1» يؤكد ضرورة اتفاق الطرفين على مسار سوريا.

لحظة الاصطدام الديبلوماسي الأوضح كانت عندما توجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى كيري، قائلا «لا احد في العالم له الحق في إضفاء الشرعية أو عزلها عن رئيس»، فيما دعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا الوفد السوري إلى التوقيع على وثيقة «جنيف 1، لنقل السلطة إلى هيئة انتقالية»، وهو ما سارع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى دعمه، لكن من دون رد من أي من الحاضرين في المؤتمر.

واختتم مؤتمر «جنيف 2» في مونترو بمشاركة وفدي السلطة السورية و«الائتلاف» والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووزراء خارجية 40 بلدا ومسؤولين من منظمات دولية، بمناشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وفدي الحكومة والمعارضة العمل بإخلاص للتوصل إلى حل للصراع. ودعا المشاركين في المحادثات في مونترو لدعم بيان «جنيف 1». وقال «هذا كثير، لقد طفح الكيل، وحان الوقت لاجراء مفاوضات». وأضاف «يجب أن نغتنم هذه الفرصة الهشة»، موضحا «لا احد يقلل من شأن المهمة».

واعلن بان كي مون، في اشارة الى المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الجالس الى جانبه، «انها المرة الاولى التي نجمعهم فيها. يجب ان نشجع الطرفين على التحادث معا في اقرب فرصة. انا على ثقة بان مواهب الإبراهيمي ستؤدي الى جلوسهم حول هذه الطاولة».

واعلن الابراهيمي، من جهته، انه سيلتقي اليوم طرفي النزاع لبحث المرحلة المقبلة من المفاوضات في اطار «جنيف 2». وقال «سألتقي بهم على انفراد وسنرى ما هي الطريقة الأفضل للمضي قدما»، مضيفا «هل سنجتمع في قاعة واحدة ونبدأ المباحثات او سنتحادث بشكل منفصل قبيل ذلك؟ لا اعرف بعد». وأضاف «تلقينا مؤشرات واضحة تماما على أن الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين وتحرير السجناء ووقف إطلاق النار في مناطق».

لافروف

واعلن لافروف، بعد اختتام المؤتمر، ان وفدي الحكومة و«الائتلاف» قالا انهما سيشاركان في محادثات مباشرة غدا، وانهما يجب ان يبدآ بإجراءات بناء الثقة. وتوقع ان تستمر المحادثات أسبوعا قبل فترة توقف وجولة ثانية.

وقال انه اجرى محادثات مع المعلم والجربا. وحث «الائتلاف» ومؤيديه على عدم التركيز بصورة حصرية على تغيير القيادة في دمشق. وأعلن أن الأمم المتحدة وموسكو وواشنطن تبحث صفقة لتبادل سجناء في سوريا وتبادل قوائم بأسماء أناس قد يشملهم الاتفاق، مشيرا إلى تقدم في المحادثات بشأن اتفاق محتمل لوقف اطلاق النار في حلب، موضحا أن محادثات مماثلة تجرى بشأن حمص.

وكان لافروف أعلن، في افتتاح المؤتمر، «نأمل في أن يعمل جميع اللاعبين الخارجيين على تشجيع السوريين من أجل التوصل إلى توافق، وأن يمتنعوا عن محاولات إقرار الاتفاقيات النهائية مسبقا، وأن يوقفوا الطرفين عن عمل ذلك، بالإضافة إلى الامتناع عن خطوات أخرى قد تحبط عملية التفاوض». وأضاف «جوهر جنيف 1 يؤكد ضرورة اتفاق الطرفين على مسار مستقبل سوريا». (كلمة لافروف الكاملة على موقع «السفير» على الانترنت)

كيري

ولم يعدل كيري، في مؤتمر صحافي، من تصريحه انه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا. وقال «نطمح إلى دولة سورية سيدة ومستقلة ومستقرة»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن يكون هناك مكان في سوريا لشخص سمح بقتل شعبه». وأضاف «لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار والإعمار لسوريا إذا سمحنا للأسد بالبقاء في السلطة.. بشار الأسد هو المغناطيس الأوحد للإرهاب في المنطقة».

وحول ما يمكن توقعه من المفاوضات، قال «لن يحل السلام في سوريا بين ليلة وضحاها»، مضيفا «لا نتوقع أي إنجاز مفاجئ بل نتوقع ردماً للهوة» بين المعارضة والسلطة. وأشار إلى أن المفاوضات، التي ستبدأ غدا، تتطلب وقتاً طويلاً، كاشفا عن أن السفير الأميركي روبرت فورد سينتقل إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات.

وبشأن عدم مشاركة إيران في المؤتمر، قال كيري إن طهران لم توافق على مقررات «جنيف 1»، و«لا تتعاون بما يسمح لحل الأزمة»، معتبرا ان «النظام تدعمه إيران ومنظمة إرهابية انتقلت من لبنان إلى سوريا»، لكنه أضاف «ما زال باستطاعة إيران أن تقوم بدور فاعل في حل الأزمة السورية، وانه توجد سبل وفيرة لإمكانية فتح الباب في الأسابيع أو الشهور المقبلة». (كلمة كيري خلال المؤتمر على موقع «السفير» على الانترنت)

وقال مصدر أميركي، لقناة «الميادين»، «من قال انه ليست لدينا اتصالات مع السلطة السورية»، مضيفا «نحن متفقون مع الروس على رفض قيام نظام إسلامي في سوريا، ومتفاهمون تماما مع فرنسا».

المعلم

وشدد المعلم على أن الأسد لن يتنحى تحت ضغط خارجي، وتحدث مطولا عن «مجازر الإرهابيين» المدعومين من دول غربية وعربية. وقال «لنتعاون يدا واحدة لمكافحة الإرهاب والحوار على ارض سوريا».

وسارع المعلم للرد على كيري، قائلا «لا أحد في العالم، سيد كيري، له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريين أنفسهم». وأضاف «هذا حقهم وواجبهم الدستوري، وما سيتم الاتفاق عليه هنا، مهما كان، سيخضع للاستفتاء الشعبي، فنحن مخولون هنا بنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره».

وفي موقف تحد، وصف المعلم ممثلي «الائتلاف» الجالسين قبالته بـ«الخونة والعملاء لأعداء» سوريا. وقال «ماذا فعلتم يا من تدعون أنكم تتحدثون باسم الشعب السوري؟ أين أفكاركم وبرنامجكم عدا المجموعات الإرهابية المسلحة؟» مضيفا «أنا على يقين أنكم لا تملكون أي شيء وهذا جلي للقاصي والداني». (كلمة المعلم الكاملة على موقع «السفير» على الانترنت)

وشدد المعلم، خلال لقائه بان كي مون، على «أهمية إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب الذي تتعرض له سوريا على يد المجموعات الإرهابية المسلحة، بدعم خارجي بالمال والسلاح والتدريب وتسهيل عبور مقاتلين متطرفين من أكثر من 83 دولة في العالم، وذلك لإعطاء المصداقية لأي عملية سياسية تهدف إلى حل الأزمة في سوريا». وعبر عن أمله بأن «يشكل جنيف 2 منصة لإطلاق حوار بين السوريين على الأراضي السورية، بما يتيح لهم الاتفاق على مستقبل بلدهم».

الجربا والفيصل

ودعا الجربا الوفد الحكومي السوري إلى توقيع وثيقة «جنيف 1» من اجل «نقل صلاحيات الأسد إلى حكومة انتقالية». وقال «نريد أن نتأكد إذا كان لدينا شريك سوري، يريد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوريا»، مضيفا «ادعوه إلى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف 1 لنقل صلاحيات الأسد بما فيها صلاحيات الجيش والأمن إلى حكومة انتقالية». واعتبر أن صورا لتعذيب مزعوم قامت به القوات السورية تشبه جرائم «النازيين» أثناء الحرب العالمية الثانية. (كلمة الجربا الكاملة على موقع «السفير» على الانترنت)

ودعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، بما في ذلك «حزب الله» و«الحرس الثوري الإيراني»، مضيفا أنه لا يمكن أن «يكون للأسد ومن لطخت أيديهم بالدماء دور في المرحلة الانتقالية» في سوريا. وحذر «من أي محاولات لتغيير مسار هذا المؤتمر في محاولة لتحسين صورة النظام والادعاء بمحاربته للإرهاب»، داعيا إلى وضع هدفه القاضي بالعمل على تشكيل حكومة انتقالية موضع التنفيذ. (كلمة الفيصل الكاملة على موقع «السفير» على الانترنت)

قطر

وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ان «من يتخذ شعار مكافحة الإرهاب هو من يمارس الإرهاب»، معتبرا انه «ما من مبرّر لتقصير المجتمع الدولي في مساندة الشعب السوري». ودافع عن الوهابية، معتبرا ان «الوهابية لم تجوع الناس ما اجبرهم على اكل الكلاب والقطط».

ورد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دعوة دمشق للتركيز على «مكافحة الإرهاب» في المؤتمر، بالقول إن الهدف ليس «الإرهاب بل الحكومة الانتقالية التي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية».

لبنان

وقال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أن «تداعيات دورة العنف في سوريا لم تقتصر عليها وحدها، بل امتد لهيبها الذي حذرنا منه مرارا ليصل إلى دول الجوار، حيث أصبحت المنطقة ساحة يتحرك فيها الإرهاب ليصبح جزءا واقعا من الاقتتال الدائر في سوريا، وعاملا في تعقيد أزمتها. وإذا كان لبنان قد نأى بنفسه عن الأحداث، إلا أن الأحداث في سوريا ودورة العنف فيها لم تنأَ بنفسها بالكامل عنه. فالارتدادات الخطيرة للأزمة تسارعت على الساحة اللبنانية بشكل كبير لتلقي ظلالها من خلال مخاطر عديدة شكلت تحديا مباشرا للبنان، طالت أمنه واستقراره واقتصاده وديموغرافيته».

وأضاف «الذين يدعون أن ما يجري في سوريا من اقتتال نتيجة مشاركة حزب الله، وهو الحزب اللبناني المقاوم للاحتلال الإسرائيلي، إنما يريدون صرف الأنظار عن الوقائع، وتغطية الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية، التي تتغلغل وتتغذى من أفكار تكفيرية متطرفة غريبة عن عادات وتقاليد وثقافات مجتمعاتنا».

وتابع «إننا نتطلع إلى حكمة السوريين وإرادتهم، فالحوار الإيجابي البناء وحده يخرج سوريا من أزمتها، وبمواكبة الأفرقاء المعنيين في هذا المؤتمر، ما يحقق لها السلام المطلوب، وليكن السلام اليوم قبل الغد».

كما تحدث في المؤتمر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح والمصري نبيل فهمي والعراقي هوشيار زيباري والأردني ناصر جودة وغيرهم.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

طائرة مدنية تحط بالتزامن مع مؤتمر مونترو

مطار حلب الدولي يستعيد الحياة

طارق العبد

تطور مهم سجلته الجبهة الشمالية، وتحديداً في حلب مع وصول أول طائرة مدنية إلى المطار الدولي للمرة الأولى منذ قرابة العام، بينما يشهد الريف الشرقي للمحافظة معارك متواصلة لتعزيز تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مواقعه في المنطقة.

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فقد وصلت إلى مطار حلب الدولي طائرة مدنية آتية من دمشق، تقل عدداً من المسؤولين. وبث التلفزيون السوري صوراً للمطار بالتزامن مع نقل كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال افتتاح مؤتمر «جنيف 2».

وأوضحت الوكالة أن عمليات تأمين المطار ومحيطه وإصلاح ما تم تخريبه قد تمت، من دون أن يعرف ما إذا كانت حركة الإقلاع والهبوط ستتواصل.

ويقع مطار حلب الدولي جنوب المدينة، وتجاوره مواقع مهمة تبدأ من «اللواء 80» المسؤول عن تأمين الحماية للمطار، مروراً بباقي مناطق الريف الجنوبي، مثل خناصر والسفيرة التي استعادها الجيش السوري مؤخراً، في خطوة تسعى إلى فتح طرق الإمداد إلى مدينة حلب، والتقدم أكثر نحو الشمال والمناطق التي يسيطر المسلحون عليها.

وتأتي عملية إعادة العمل بالمطار بالتزامن مع عملية عسكرية بدأت منذ أيام لتأمين محيط مطار النيرب العسكري، حيث أخفقت كل محاولات المسلحين التقدم نحوه، وكذلك مطار كويرس العسكري، في وقت تنشغل فيه الفصائل المسلحة بمعاركها مع «داعش» الذي يسعى لتثبيت مواقعه في ريف حلب الشرقي.

ووفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن مواجهات عنيفة دارت، خلال الساعات الماضية، بين «داعش» والمسلحين الاخرين في منبج في محاولة لاقتحامها والسيطرة عليها بعد معارك مماثلة في كل من الباب وجرابلس، حيث أعلنت «الجبهة الإسلامية» مقتل 19 مقاتلا من «داعش» في كمين نصب لرتل متجه من الرقة الى منبج.

أما في دمشق، فقد نفت وزارة العدل صحة التقرير الذي أعد، بطلب من قطر، والذي يتحدث عن مقتل 11 ألف شخص تحت التعذيب في السجون السورية.

واعتبرت الوزارة، في بيان، ان «التقرير مسيس ويفتقر إلى الموضوعية والمهنية»، مشيرة إلى أن «مكتب كارتر روك البريطاني للمحاماة معروف بارتباطه مع جهات معادية لسوريا منذ بدء الأزمة».

وأوضحت أن التقرير «عبارة عن تجميع لصور أشخاص غير محددين، بعضهم سقطوا أثناء مهاجمتهم للنقاط العسكرية والمنشآت المدنية، وقسم منهم من المدنيين والعسكريين الذي قضوا نتيجة تعذيبهم وقتلهم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة بداعي موالاتهم للدولة».

وفد النظام: ملتزمون بنود جنيف1 وأولها مكافحة ‘الارهاب’… و’الائتلاف’: بحث تنحي بشار او الانسحاب من المؤتمر

دعم دولي لمطالب المعارضة السورية بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة

عواصم ـ وكالات ‘القدس العربي’: اختتم مؤتمر دولي بشأن سوريا امس الاربعاء بمناشدة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وفدي الحكومة والمعارضة العمل بإخلاص للتوصل الى حل للصراع.

ودعا بان المشاركين في المحادثات في منتجع مونترو في سويسرا لدعم بيان جنيف الصادر في حزيران/يونيو 2012، والذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات تنفيذية كاملة.

وقال ‘اتمنى ان تبدأ المفاوضات الحقيقية بكل اخلاص وبكل سرعة لتبني هذه الاهداف. وارجو ان يتحلى الوفدان السوريان بالحكمة والاحساس العميق بمدى الحاح الامر وبروح من التوافق وتصميم على الحفاظ على بلدهم ونسيجه الاجتماعي الفريد وانهاء معاناة شعبه’.

وأظهرت الجلسة الافتتاحية لمباحثات جنيف2 في مدينة مونترو، دعما شبه كامل لوفد الائتلاف الوطني السوري، حيث اتفق المشاركون في كلماتهم على تطبيق اتفاق جنيف 1 والذي يقضي بانشاء حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، الا ان الاتفاق لا ينص على تنحي الرئيس السوري بشار الاسد.

جاء ذلك فيما اكد وفد النظام السوري الى المؤتمر، ان الرئيس بشار الاسد لن يرحل، مقابل تركيز المعارضة والدول الداعمة لها على مرحلة انتقالية من دون الاسد.

وبقيت دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى توحيد الجهود من اجل ‘مكافحة الارهاب’ يتيمة، بينما ذكرت كلمتا وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا بأن هدف المؤتمر اقرار المرحلة الانتقالية. وكذلك فعلت جامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي والسعودية وغيرها من الدول، بينما ركز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ابرز حلفاء دمشق، على ضرورة اقتناص الفرصة لتحقيق السلام، وان كان تطرق الى ‘المتطرفين’ الذين ‘يزرعون الفوضى في سوريا’.

وقال المعلم في الكلمة الطويلة التي القاها والتي تجاوزت العشر دقائق المخصصة له الى 35، ما اضطر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى مقاطعته مرارا، ‘جئنا الى جنيف لنوقف الارهاب’.

وأعلن مندوب سوريا الدائم لدى’مجلس الأمن، بشار الحعفري، أن الوفد المفاوض ملتزم بتطبيق بنود مقرارات جنيف1 كاملة، على شكل حزمة متكاملة، مشددا على أن البداية يجب أن تكون بمكافحة العنف والإرهاب، والذي ورد في عدة خطط لحل الأزمة في البلاد

وأوضح الجعفري، في مؤتمر صحافي بعد نهاية اليوم الأول لمؤتمر جنيف2، أن ‘وفد النظام’سينتقل إلى جنيف الجمعة’المقبلة، للخوض في حوار سوري سوري، سعيا للتوصل إلى شيء’من التفاهم بين الحكومة والمعارضة التي تسمى بالائتلاف’ معتبراً أن ‘شكل اجتماع اليوم كان مخيبا لوفد النظام ‘.

وقالت مصادر من المعارضة السورية لـ’القدس العربي’ ان الوفد المشارك في المفاوضات سيعود الى اسطنبول في حالة لم تناقش مسألة تنحي الرئيس السوري.

وكان منذر آقبيق قال في تصريحات سابقة ‘إذا شعرنا بأنه ما رح يتم مناقشة أمر تنحي الأسد مو مشكلة، هي مطار جنيف جنبنا، راكبين الطيارة وراجعين فوراً ع اسطنبول’.

ورد المعلم مباشرة على وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي كان اكد في كلمته ان الاسد لا يمكن ان يكون جزءا من المرحلة الانتقالية، فقال ‘لا أحد في العالم.. سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريين أنفسهم’.

وطالب وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، امس الأربعاء، بتنفيذ مقررات مؤتمر جنيف1، ووقف جميع العمليات العسكرية في سوريا، وقيام النظام السوري بتوفير ممرات لمساعدة السوريين، ووضع اطار زمني محدد للتفاوض.

وتعليقاً على كلمة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، التي وصف فيها العقيدة الوهابية بـ’المنحرفة’ التي تعيد الشعوب آلاف السنين إلى الوراء، قال العطية إن ‘الوهابية التي يتحدث عنها النظام جاءت بأجيال تتمتع بأفضل مستوى تعليمي وصحي وأطلقت الأقمار إلى الفضاء’، مضيفاً أن ‘الوهابية لم تضرب البشر والحجر بكل ما هو فتاك كما يفعل النظام السوري وأعوانه، كما أنها لم تحاصر وتجوّع الشعب إلى أن اضطر لأن يتخذ لحم القطط والكلاب طعاماً له’.’

وقال كيري ان الرئيس السوري ‘لن يكون جزءا من اي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور ان يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه، الشرعية ليحكم’.

ورد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على المعلم، فقال ‘لا يتعلق الامر بإجراء نقاش عام حول سوريا، ولا بإطلاق تهجمات وشعارات دعائية ولا كسب الوقت ولا القاء الخطب عبر تكرار كلمة الارهاب’، بل ‘بالبحث عن حل سياسي لسوريا يتعلق بهذه السلطة الانتقالية التي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية’.

وحذّر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من ‘تغيير مسار’ مؤتمر جنيف-2، داعيا الى وضع هدفه القاضي بالعمل على تشكيل حكومة انتقالية موضع التنفيذ، وطالب بخروج جميع المسلحين من سوريا بمن فيهم مقاتلو حزب الله والحرس الثوري الايراني.

وطرح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا من جهته مبادرة غير متوقعة دعا فيها الوفد الحكومي الى ‘التوقيع الفوري’ على وثيقة تنقل صلاحيات الاسد الى حكومة انتقالية. وقال ‘نريد أن نتأكد ان كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا’.

ودعا هذا الشريك ‘الى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف-1 بحضوركم جميعاً الآن، لنقم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية والأمن والجيش والمخابرات إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سورية الجديدة’.

وردا على سؤال لوزير الاعلام السوري عمران الزعبي بعد انتهاء الجلسة الصباحية للمؤتمر، عن موقف بلاده اذا قرر المؤتمر ‘رحيل الاسد’، قال ان ‘الاسد لن يرحل’.

واشار الجربا الى ان لدى المعارضة برنامجا متكاملا للمرحلة الانتقالية ستعرضه في جنيف.

وبعد مونترو، ينتقل الوفدان السوريان الى مدينة جنيف حيث يبدآن الجمعة في حضور المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي، مفاوضات بينهما حول سبل حل الازمة في بلادهما.

لقطــات: الفيصل خاطب الجربا بـ’فخامة الرئيس′… والمالح وقع أرضاً… وكي مون ‘تجادل’ مع المعلم… ومؤيدون للنظام ضربوا صحافيين معارضين ولونة الشبل من ‘الجزيرة’ لوفد النظام

ـ ظهرت لونة الشبل مذيعة ‘الجزيرة السابقة لاول مرة بقوة منذ استقالتها من المحطة وتوليها منصبها كمستشارة اعلامية للرئيس السوري بشار الاسد. لونة كانت عضوا اساسيا في الوفد السوري الى مؤتمر جنيف جنبا الى جنب مع بثينة شعبان وعمران الزعبي وزير الاعلام.

الجدير بالذكر ان لونة الشبل هي زوجة الاعلامي سامي كليب والذي ترك ‘الجزيرة’ ايضا وانضم لقناة ‘الميادين’.

ـ اعتدت مجموعة من مؤيدي الرئيس السوري بشار الاسد خلال مظاهرة نظموها امام مقر اجتماعات مؤتمر جنيف 2 على صحافيين سوريين يعملون في وسائل اعلام معارضة. وذكر شهود عيان ان كلا من ‘رامي الجراح وعدنان حداد صحافيان يعملان في وسائل اعلام معارضة حاولا تغطية التظاهرة المؤيدة لنظام الاسد، انطلاقا من العمل المهني، لكن عندما تعرف المتظاهرون على وسائل الاعلام التي يمثلانها انهال عليهما مؤيدو النظام بالضرب والشتائم الى ان تدخلت عناصر من الشرطة السويسرية التي حاولت فك الاشتباك بين الجانبين’.

ـ خاطب وزيرالخارجية السعودي سعود الفيصل رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا بلقب ‘فخامة الرئيس′، ووصف الائتلاف بأنه الممثل الشرعي للشعب السوري. ولوحظ خروج وزير الخارجية السوري وليد المعلم من القاعة لدى إلقاء الفيصل لكلمته.

ـ هيثم المالح عضو الوفد السوري المعارض المشارك في جنيف 2 ظهر خلال المؤتمر ورأسه مضمد بعد وقوعه لدى وصوله إلى مونترو.

ـ دار جدال بين بان كي مون والمعلم بسبب تجاوز الأخير أكثر من ضعف الوقت المحدد لكلمته أمام جنيف 2، مما دعا الامين العام للامم المتحدة الى توجيه نقد للمعلم.

ـ احتشد مئات من مؤيدي النظام السوري أمام مقر المؤتمر، مرددين هتافات مؤيدة للرئيس بشار الاسد، وانتشر العشرات من رجال الشرطة السويسرية حول التظاهرة التي ترفع صور الاسد وعلم البلاد الذي ترفضه المعارضة السورية.

جنيف 2 لن يجترح المعجزات… وبداية الطريق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ لا أحد ينكر الفجوة الكبيرة التي بدت من حركة أجساد المفاوضين السوريين الذين اجتمعوا في مونترو أو ما أطلق عليه مؤتمر جنيف 2 والطريقة التي أخرجت فيها الدول الراعية للمؤتمر روسيا والولايات المتحدة مسرحية الإفتتاح. ولا في تلاقي اللغة أو التعبيرات التي طبعت اليوم الأول من المؤتمر الذي طال انتظاره.

فالجميع أتوا لمونترو مجبرون فهناك اعتراف من الجميع بحجم الأزمة وما خلفته الحرب والحاجة للحل. جاء كل طرف من أطراف الصراع بروايته للمؤتمر كي يقنع العالم الذي استفاق اليوم لكي يضع حدا لهذا المشهد العبثي الذي يدور في سوريا منذ ثلاثة أعوام تقريبا. و’القاعدة’ التي لم تكن مشاركة كانت حاضرة في حديث وليد المعلم وزير الخارجية السوري، وأحمد عاصي الجربا، رئيس الإئتلاف لقوى الثورة السورية.

الشيء الوحيد الذي كان غائبا عن جنيف 2 هو الشعب السوري الذي يعتبر وقود الحرب الدائرة هناك، فالنظام لا يمثل إلا نفسه والموالون له والمعارضة لا تمثل إلا نفسها والفصائل التي اختارت مسار جنيف ووافقت عليه. فهناك من تخلفوا ورفضوا صيغة جنيف 2 الحالية.

وهناك عامل آخر جمع الكل في حفلة زفاف جنيف 2 هو تعسر تحقيق النصر العسكري على الرغم من الدعم الذي تلقاه كل فريق من الأطراف الخارجية الداعمة لقضيته.

ومن هنا وبعد تناقض وتضارب في المواقف أيقنت الولايات المتحدة مع روسيا التي تعتبر الحليف الأكبر لنظام الرئيس السوري بشار أن لا مجال إلا للحوار.

ولعل أهم ما يطالب به المجتمع الدولي ويسعى لتحقيقه من هذا اللقاء ليس تحقيق المعجزات بل وقفا لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين والمحاصرين بعد أن تحول التجويع والحصار لسلاح في الحرب التي يخوضها النظام على الشعب.

إيران الغائبة

وهذا هو ما اتفقت عليه تقريبا معظم افتتاحيات الصحف في بريطانيا والولايات المتحدة، فصحيفة ‘نيويورك تايمز′ قالت في افتتاحيتها إن غياب إيران، وهي الداعم الرئيسي والمهم للأسد عن المؤتمر أمر يؤسف له.

وجاء هذا الغياب على الرغم من التعهد الذي قدمه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالتزام إيران بالحل السياسي.

وأكد في الشهر الماضي في مقابلة أجرتها معه الصحيفة الشهر الماضي ‘لنا مصلحة في التوصل لحل سلمي’، وأضاف ‘ نحن مقتنعون، مقتنعون كليا بأن لا حلا عسكريا في سوريا، وأن هناك حاجة للتوصل لحل سلمي في سوريا’.

وقالت الصحيفة إن السبب الذي جعل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوجه الدعوة لإيران ويسحبها في اليوم نفسه وإن كان بضغوط من الولايات المتحدة والسعودية ورفض من المعارضة السورية إلا ان استبعاد طهران من طاولة جنيف 2 جاء لرفضها المشاركة بشروط، أي الموافقة على ما ورد في اتفاق جنيف-1 الذي يدعو لحكومة انتقالية تقود لرحيل الأسد، وهو ما رفضت إيران الإلتزام به.

وتقول صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن إيران كان بإمكانها حجز مقعد لها في جنيف 2 لو أوقفت الدعم العسكري لنظام الأسد أثناء فترة انعقاد المؤتمر، أو حتى لو مارست ضغطا على النظام السوري للتوقف عن العمليات العسكرية.

وقالت إن هناك أسباب جيدة تدفع كلا من روسيا وإيران للعب دور إيجابي’ وسبب هذا هو تنظيم القاعدة، فالحرب الأهلية جذبت إليها عدة تنظيمات مرتبطة بالقاعدة لسوريا، مما قد يهدد وجودها تدريجيا، وكذلك روسيا التي تواجه المتطرفين في القوقاز تشعر بالقلق من حصول هجمات على الألعاب الأوليمبية في سوخي الشهر المقبل’.

وهي المشكلة التي اعترف بها ظريف مؤكدا على أن ‘استمرار هذه المأساة في سوريا سيمنح الساحة المناسبة للمتطرفين لاستخدامها كمبرر للتجنيد من أجل شن هجمات شبيهة في مناطق أخرى من المنطقة’.

وتختم بالقول أنه ربما فات الوقت كي نقول ‘كفى’ لقتل المدنيين ولكن حان الوقت كي نعلن عن وقف إطلاق النار ونقوم بإيصال المساعدات الإنسانية.

تهدئة

وعلى العموم فأهم ما يمكن أن يقدمه المؤتمر حسب صحيفة ‘إندبندنت’ هو تهدئة الحرب المروعة هذه، مع أنه لن يجلب السلام، وتساءلت ما هي الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها لتهدئة العنف.

ووصفت التطورات قبل انعقاده حول مشاركة إيران بالدرامية. وقالت إنه من المهم أن لا نقلل من أهمية المحاولات الروسية- الأمريكية الدائبة لوضع حد للحرب الأهلية التي تمزق البلد إلى أجزاء متفرقة.

ولو لم يتم وقف الحرب وهو ما لن يفعله هذا المؤتمر فعلينا القيام بخطوات لتخفيف حدة النزاع بشكل يتوقف عن تسبيب الخسائر المروعة للشعب السوري. وفي النهاية فحقيقة انعقاد المؤتمر بعد طول انتظار تطور مهم، فلأول مرة يجلس ممثلون عن الحكومة والجماعات المعارضة لها في نفس المكان.

وفي الوقت نفسه فالولايات المتحدة وروسيا بذلتا الطاقة والجهد بشكل يعبر عن نية حقيقية لإنهاء الحرب.

وتقول الصحيفة إن هذا الوضع لم يكن بالضرورة ممكنا قبل 18 شهرا عندما كانت الولايات المتحدة وأوروبا ترى في اجتماع كهذا باعتباره مقدمة للبحث في الرحيل المحتوم للأسد وميراثه.

وهذا الوضع لم يكن يعكس الوضع العسكري على الأرض حيث لم يكن ممكنا تكبيد القوات التابعة للأسد هزيمة عسكرية بدون تدخل عسكري من الخارج.

وقد تلاشى الخيار هذا عندما تخلت الولايات المتحدة وبريطانيا في أيلول/سبتمبر عن توجيه ضربة لسوريا بعد الهجوم الكيميائي. وفي ظل الظروف الحالية فالمطالبة برحيل الأسد ما هو إلا وصفة لاستمرار الحرب.

خطوات عملية

بعد كل هذا ما هي الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لتهدئة الوضع؟ فاتفاقيات وقف إطلاق النار قائمة ويمكن توسيعها بمساعدة من الأمم المتحدة التي يمكن أن تلعب دورا مهما من خلال مراقبين دوليين لمراقبة الأوضاع على الأرض ويتوسطون لوقف أي عنف يحدث. وبدون هذا فالكراهية وعدم الثقة بين الطرفين ستستمر وتقضي على أي أمل لوقف دائم للمواجهات.

وهناك مجال آخر يمكن لمراقبي الأمم المتحدة المساعدة فيه وهو توصيل القوافل الإنسانية للجيوب المحاصرة من قبل القوات الحكومية، وكذا المساعدة في عمليات تبادل السجناء. وتضيف الصحيفة إن غياب إيران عن المؤتمر يؤسف له، خاصة إن كلا من السعودية وإيران لاعبان رئيسيان في النزاع السوري.

وأن تدعو طرفا واحدا وتترك آخر يضعف مصداقية المفاوضات. وتقول الصحيفة إنه يجب امتحان استعداد السعودية ودول الخليج الأخرى التي تريد نهاية للحرب بدون أن يحقق المقاتلون انتصارا عسكريا على النظام.

وتقول الصحيفة إن تراجعا في حدة العنف يمكن تحقيقها من خلال الضغط على تركيا كي تلاحق وتضيق الخناق على الجهاديين الذين يعبرون أراضيها للإنضمام للمقاتلين في سوريا. وفي الوقت الذي تنفي فيه أنقرة أي دعم للمتطرفين لكن الصحيفة تقول ‘كل الأدلة تقترح أنها (تركيا) قد دعمت المقاتلين من كل الألوان’في سوريا’.

وتختم بالقول إن التحديات الكبرى التي واجهت عقد مؤتمر جنيف 2 تشير إلى صعوبة جمع اللاعبين المتعددي المصالح في خارج وداخل سوريا ودفعهم للإتفاق على شيء واحد.

وأهم ما حققه المؤتمر حتى الآن هو أن الذين لم يكونوا يرون أي نهاية للذبح يرون أن لا مخرج للأزمة إلا بالتفاوض ‘ومن الأفضل الحديث من عمل شيء آخر أيا كان الحل بعيدا كما يبدو’.

كلام وكلام

وفكرة الحديث هي ما لفتت إنتباه صحيفة ‘غارديان’ التي أشارت في البداية لانعقاد المؤتمر في ظل التقرير الحقوقي الذي كشف عن مصير 11 ألف سجين اختفوا في سجون الأسد، والذي قام معدوه وهم محققون وخبراء قانونيون بخبرة واسعة في محاكم الحرب الدولية وجرائم الحرب الخاصة وضد الإنسانية إضافة إلى خبراء في الطب الجنائي.

وقد ظهرت الصور للنور من خلال منشق سوري عمل في الشرطة العسكرية، ودعمت دولة قطر التحقيق ولهذا تقول الصحيفة إن هذه الأدلة قد لا يتم فحصها في المحكمة ولكن مدير اللجنة سير ديزموند دي سيلفا رئيس فريق التحقيق يؤكد على أن هذه الصور تمثل دليلا قويلا على ارتكاب النظام جرائم على قاعدة واسعة، وهي كافية لتقديم اتهامات لنظام الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي ضوء هذا الكشف الذي جاء مع التحضيرات لما أطلق عليه جنيف 2 والتي اتسمت بالتراجعات والعداء والنكسات.

وترى أن المؤتمر الذي يحضر له منذ 18 شهرا لم يكن ليعقد لولا الضغوط التي مورست على طرفي أو أطراف النزاع من قبل الولايات المتحدة وروسيا. ومثل ‘نيويورك تايمز′ تشير ‘غارديان’ إلى حس من التشاؤم، فهناك فرصة ضئيلة يتفق فيها الطرفان على الهدف الرئيسي للإجتماع هو التوافق ‘بالإجماع المتبادل’ على حكومة إنتقالية بسلطات تنفيذية.

وتنظر الصحيفة للمشكلة التي تعتري التوصل لاتفاق من جهة النظام الذي استبعد أي مشاركة في السلطة وأكد على أهمية التركيز على ‘الحرب على الإرهاب’، وهي عبارة استفزازية يختزل فيها حربه على المعارضة.

وتضيف الصحيفة إن النظام حقق تقدما في الحرب وهذا راجع للدعم الإيراني وحزب الله.

وتقول إن الأسد ليس لديه أي دافع للتفاوض على رحيله، والتهديد بتوجيه اتهامات بجرائم حرب لن تزيد من شهيته لتقديم تنازلات.

أما من جهة المعارضة فقد أكدت أنها لن تقبل أي صفقة تتضمن بقاء الأسد في السلطة، وهي ليست في وضع يؤهلها لتقديم تنازلات، فالمظلة التي تضم تحت جناحيهاعددا من الفصائل عانت في غالب الأحيان من مسألة التمثيل والشرعية، وعانت أيضا من الضعف بسبب الخلافات الداخلية، ولم تستطع الحصول على تفويض بالذهاب إلى جنيف 2 إلا بعد مناورات شاقة. ومن هنا فأي تنازل منها للنظام سيضر بمصداقيتها.

وفي ظل تمترس كل طرف وغياب الحسم العسكري من أي منهما لم يكن أمام المجتمع الدولي إلا دفعهما للحوار.

ومع غياب أي أمل بالتوصل لاختراق دبلوماسي حول الموضوعات الرئيسية التي انعقد من أجلها المؤتمر، فهناك أمل بأن يؤدي استمرار الحوار لبناء ثقة بين الطرفين وتحقيق اتفاقات وقف لإطلاق النار وإن على مستوى مناطق مما ستقود لمفاوضات في المستقبل، أمر آخر وهوالإلتزام المشترك بين الطرفين لمواجهة المعاناة الإنسانية وتخفيف الحصار ووقف تجويع المدنيين، خاصة أن هناك مئات الألوف ممن علقوا في هذه المناطق معظمهم من الأطفال والنساء. أما المنفعة الثالثة التي قد تنتج عن جنيف 2 ستكون على شكل التزام من الداعمين الدولييين لتخفيف الدعم عن الطرفين. فقد تحولت الإنتفاضة الشعبية التي بدأت سلمية إلى حرب بالوكالة بين إيران والسعودية والقاعدة.

وبحسب مستشار سابق للأسد انشق عنه فجنيف ‘هو الولد اليتيم الذي لا يريده أحد’ فمجرد حضور كل طرف المؤتمر يخسران الكثير في عيون اتباعهما، ولكنه في النهاية يظل الأمل الوحيد لسوريا. وتحديات جنيف كبيرة ومسؤولية الطرفين تاريخية في ظل معاناة السوريين في الداخل والخارج.

فقد أظهر استطلاع أن غالبية اللاجئين السوريين تطالب بوقف لإطلاق النار غير مشروط. وأشارت صحيفة ‘فاينانشيال تايمز′ إن النقاشات مع السوريين العاديين واستطلاعات تقترح أنهم قلقون فوق كل شيء على الوضع الإنساني. وأشارالإستطلاع الذي شارك فيه 1000 لاجيء سوري في لبنان أن نسبة 85′ ترغب برؤية حل سياسي للنزاع، وقالت نسبة 75′ أن وقفا فوريا لإطلاق النار يجب أن يكون أولوية لمؤتمر جنيف.

ونقلت عن ريكين باتل من منظمة ‘أفاز′ التي أجرت الإستطلاع قوله ‘لقد أوضح السوريون مطالبهم من جنيف بشكل لا يدعو للشك، يريدون وقف إطلاق النار’. وأضاف ‘يريدون حوارا لا قنابل، ولا يضعون أي شروط على هذا الحوار ولا أي أحد يدعي تمثيلهم، وحان الوقت لهذه الحرب الأكثر دموية أن تتوقف وتنتقل من ساحة المعركة إلى طاولة المفاوضات’.

جنيف 2: اليوم العدائي الأول

دينا أبي صعب

خلاصة اليوم الطويل في مونترو تقول إن “جنيف 2” بداية مرحلة، وضع طرفا النزاع السوريان فيها ثقل نحو ثلاثة أعوام مرت، على طاولة المفاوضات.

المعارضة السورية، وفي سابقة، استطاعت دون شك أن تنتزع حقاً مكتسباً في الجلوس كند مقابل للنظام، بغض النظر عما قد يقوله الأخير عن ثبات مواقفه وداعميه حيال مقررات “جنيف 1″، التي كانت حجر عثرة طيلة النهار الأول في المؤتمر، ناقلة موضوع عزل الرئيس السوري بشار الأسد، والإقرار بهيئة انتقالية من خطاب إلى آخر.

غرفة الصحافيين عزلت تماماً عن مكان المؤتمر. شعور العزلة هذا دفع ببعض الصحافيين للتذمر والخروج إلى الشرفات المطلة على البحيرة، لكن هذا التذمر ظل عابراً مقابل المواجهة الحقيقة التي كانت تدور على بعد أمتار، معلنة بدء خط جديد في الأحداث يعلق السوريون والعالم عليه آمالا كثيرة.

وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، وصف في تصريح مقتضب لـ”المدن” كلمة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بـ”العدائية”، وقال إن بلاده حريصة على الالتزام بتأمين القضايا الإنسانية مثل “إطلاق الأسرى وفتح الممرات الإنسانية وفك الحصار عملاً بالمواثيق الدولية”، في حين افتتح وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، بداية حديثه لـ”المدن” بالقول “الأسد لن يرحل”. وأضاف ” فليذهب الصحافيون إلى سوريا للمقارنة بين ما يشاهدون على الشاشات وبين ما يجري على الأرض”.

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في تصريح لـ”المدن” إن “على السوريين الاهتمام بعدم نقل نمط الصراع العراقي إلى بلادهم بأنفسهم”. وشدد على ضرورة الالتزام في المطالبة “بالحل السياسي والحوار الوطني المباشر بين السوريين”، مشيراً إلى اتصالات تجريها بلاده مع “طرفي النزاع، الموالاة والمعارضة، ونعمل على مساعدة الجانبين من أجل الوصول إلى حل عادل للنزاع في سوريا”.

وعقب انتهاء الجلسة المسائية، عقد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والمبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مؤتمراً صحافياً، دعا فيه بان السوريين إلى “نهاية فورية” للنزاع، مشيراً إلى أنه “شهد حتى الآن الكثير من الفظاعات والآلام”.

وأضاف “هدفنا هو أن نبعث برسالة إلى الوفدين السوريين وإلى الشعب السوري لنقول لهم إن العالم يريد نهاية فورية للنزاع…، هذا كثير، لقد طفح الكيل وحان الوقت لإجراء مفاوضات”.

من جهته، كشف الإبراهيمي، عن محاولة سيقوم بها لجمع الطرفين في قاعة واحدة يوم الجمعة المقبل، بعد أن يلتقي كل منهما على حدة. وأضاف “ليست لدينا أوهام بأن الأمر سيكون سهلاً لكننا سنحاول بجد”.

وتبع المؤتمر الصحافي لبان والابراهيمي، مؤتمر صحافي لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال خلاله أن بلاده تنوي زيادة دعمها للمعارضة السورية بهدف الضغط على النظام أكثر. ولفت إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وبرغم تراجعه عن ضربة لدمشق على إثر استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في غوطتي دمشق، إلا أنه “لم يستبعد نهائياً هذا الخيار”.

في غضون ذلك، قال مصدر في وفد المعارضة السورية في حديث لـ”المدن”، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن “الوفد السوري المفاوض لم يكتمل عدده حتى الآن، ورأينا في افتتاح مونترو 11 عضواً مع العلم أن المعارضة صرحت أن وفدها سيتألف من 15”.

وأشار المصدر إلى مساع حثيثة واتصالات مكثفة تجريها المعارضة بهدف استقدام “أعضاء جدد لدعم الوفد التقني، الذي سيكون على عاتقه ثقل المفاوضات الحقيقي وتغطية كافة الثغرات التي قد لا يتمكن الوفد السياسي من الإحاطة بها”.

من جهة ثانية، قال دبلوماسي منشق عن النظام في حديث لـ”المدن” إن “المعارضة متفائلة جداً بما حققته حتى الآن، ونعمل على المطالبة بمحاكمة (للرئيس السوري بشار) الأسد والمعارضة على السواء، ولندع القضاة الدوليين يحققون في شأن الإرهاب الذي يدعي النظام أنه بريء منه”.

هذه النقطة تناولها رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارض، أحمد الجربا في كلمته، إذ وضع شروطاً تتضمن عزل الأسد ومحاكمته وطالب بتحديد مهلة زمنية لتطبيق الشروط التي وضعتها المعارضة، داعياً وفد المعارضة للتوقيع على بيان “جنيف 1”.

لكن، بعض الأصوات المعارضة خرجت للقول “لن نقبل الجلوس الى الطاولة في جنيف الجمعة ما لم تتحقق هذه المطالب”، ما يطرح أسئلة حقيقية حول مدى التزام المعارضة بما طلبت ومدى إمكانية تحقيقه.

في المقابل، بدا الجانب الرسمي السوري مرتاحاً جداً لوضعه، ونقل صحافيون عن الوفد السوري، الذي عزل نفسه داخل الفندق إلا عن بعض المؤسسات الإعلامية، حالة تفاؤل قصوى بمسار المفاوضات، قد يعود سببها إلى اتفاق أميركي روسي غير واضح المعالم بعد، يقضي بحلحلة الصراع بالقدر الممكن، وتدريجياً، من غير التوصل إلى قرار في مسالة مصير الأسد والهيئة الانتقالية.

ويقول مصدر في وفد المعارضة إن النظام “يحاول الاستفادة من عامل الوقت ومن المتغيرات التي قد تحدث لدى داعميه، لأنه حتى الآن قادر على الارتكاز على إيران وروسيا والصين، وهي (المعارضة) لا تنتظر متغيرات سياسية جذرية لدى هذه الدول، على عكس النظام المرتبط بمدى استمرارية السياسية الأميركية على حالها، وبمستقبل السعودية المرهون بحياة الملك السعودي”.

من جهته، قال عضو في البعثة الأميركية إن “الجانبين الأميركي والروسي متفقان على عدم تمكين الإسلاميين من الوصول للحكم”، معتبراَ أن “الجانب السوري أبدى تماسكاً عسكرياً وسياسياَ في الفترة الماضية، وخاصة بوجود داعمين أقوياء له كروسيا، وإيران، وحزب الله”.

وأضاف في حديث لـ”المدن” إن ما يجري هو “لصالح النظام السوري وهو يعلم ذلك” لأنه يستفيد من الوقت بهدف تحقيق المكاسب. وكان من الطبيعي الضغط بهذا الشكل لإقناع الطرفين للجلوس إلى طاولة واحدة”.

وبغض النظر عن كل ما تقدم، وعن مدى التناقضات في الطرحين السوريين، يبقى على سوريا انتظار يوم التفاوض الأول في جنيف، الجمعة، الذي “سيغيب عنه الجربا ويترأسه المعارض هيثم المالح”، حسب ما صرح الوفد المعارض.

المواجهة الأولى بين النظام والمعارضة

المدن

للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية، يجلس خصما الصراع في سوريا وجهاً لوجه تحت مظلة “جنيف 2”. لا جديد في المواقف، ذلك ثابت ومنطقي، لكن الدبلوماسية السورية بدت في مظهر لا تحسد عليه، فالرجل الأول في الحملة الدبلوماسية التي كانت تدير الأزمة السورية، وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، كان يتعامل مع الحاضرين والمستمعين لكلمته بتوتر عالٍ، إذ تجاوز المدة المحددة لكلمتي الوفدين السوريين من 10 دقائق إلى 40 دقيقة، ما أجبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على التدخل ومقاطعته قائلاً له “هل لك أن تنهي كلامك، أخذت إلى الآن 25 دقيقة”.

كلام بان، جاء بعد قرع جرس التنبيه لتجاوز الوقت المحدد 6 مرات، ما أثار الضحك في صفّ وفد النظام، ابتداءً من المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، بشار الأسد، لونا الشبل، ووزير الإعلام، عمران الزعبي، لكن المعلم كان أكثر جدية، وأبى أن يضحك، أو يتوقف على الكلام، فرد على كلام بان بالقول “أنا قطعت كل تلك المسافة بالطائرة لأتحدث عن سوريا، أعطني بضع دقائق فقط”.

 وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، بدأ كلمته باتهام للدول المشاركة في المؤتمر بأنها تحاول إعادة سوريا إلى القرون الوسطى، وأشار إلى مسؤولية تلك الأنظمة عن سفك الدماء خلال ثلاث سنوات، فضلاً عن تصديرها الإرهاب وإصدار الفتاوى، في إشارة منه إلى الدول الخليجية.

المعلم، رفض أن يتلقى نظامه دروسا في الديموقراطية، من دول غارقة في “التخلف”، التي استعملت أموالها لـ”تجنيد المرتزقة وإغراق الفضاء الإعلامي بكذبهم”.

وأسهب المعلم في وصف الجرائم التي “ترتكبها الفصائل المعارضة”، وتساءل عن مدى أهليتها لتحقيق حياة حرة ديموقراطية.

وجدد المعلم اتهام حكومة أردوغان التركية لأنها سمحت بتدريب وتسليح “الإرهابيين توريدهم إلى الداخل السوري”.

ودافع عن تدخل حزب الله العسكري في سوريا واصفاً ذلك بأنه مجرد “بضع عشرات من شباب مقاوم كانوا مع الجيش في بعض المناطق”، في المقابل وجه انتقادات حادة ضد الدول التي تتدخل في سوريا وترسل مقاتلين إليها.

 في المقابل، كان رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أحمد الجربا، أكثر تمسّكاً والتزاماً بتوصيات المؤتمر، إذ لم يتجاوز الوقت المحدد له، وكان لكلمته أثرٌ جيد في أوساط المعارضة والناشطين، حيث حصل على موجة ثناءٍ سخية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعكس السخرية التي كان يتلقاها ممن يطلق عليهم في أوساط الناشطين السوريين “ثوار الفايسبوك”، كما أنه خطا إلى الأمام بمساواته بين من وصفهم  بـ”إرهابيي حزب الله” ومقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، معلناً أن الشعب يواجه الإرهابين.

 وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا في مستهل كلمته “نحن شعب ذاق المر من استئثار فئة بالسلطة”، وأعلن أن المعارضة توافق “على مقررات جنيف1 بشكل كامل”، داعياً وفد النظام السوري إلى التوقيع عليه باسم سوريا وليس باسم “بشار الأسد”، وطالب برحيل بشار فوراً لأن “وقت السوريين من دم”.

 وتحدث الجربا عن الناشطين السلميين الذين قضوا تحت التعذيب، إذ قال “لقد حضر بعضكم في داريا الصامدة جنازة الناشط المدني غياث مطر الذي عُذب حتى أسلم الروح في 10 سبتمبر 2011، ولعلكم شاهدتم آثار التعذيب على جسد شاب أبدع نظرية تقديم الورود لجنود الجيش عند اقتحامهم الأحياء والمدن الآمنة بالدبابات”.

 وذكّر الجربا بالصور المسربة للمعتقلين السوريين الذي قضوا تحت التعذيب، ونشرت قبل يومين، فقال “لو رأيتم التقرير المستقل الذي نشر في الإعلام الدولي بالأمس يوثق حالات ترويع وتصفية جسدية لأحد عشر ألف معتقل، لعرفتم ما أقول. وقد لفتني كلام قرأته لأحد المحققين أكد فيه أن صور التعذيب لا سابق لها إلا في معسكرات النازية إبان الحرب العالمية الثانية، فتأملوا بالله عليكم”.

 الحرب على تنظيم “داعش” كانت حاضرة أيضاً، إذ قال الجربا “أما داعش فتلك حكاية أخرى. وأنتم تعلمون وترون مآثر الثورة في مواجهة هذا التنظيم الذي سهل له نظام الأسد، ومكّنه في سورية بطرق مباشرة وغير مباشرة”.

 وأضاف “لا زالت طائرات الأسد حتى اليوم تلقي براميلها الحارقة فوق قوات الجيش الحر لتمنعه من التقدم في معاركه مع داعش. لكن مع ذلك كله تمكن الجيش الحر بإرادة مقاتليه وغطاء كامل من الائتلاف الوطني، وبمساندة كبيرة من الدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية”.

هكذا كانت أجواء اليوم الأول من المؤتمر داخل القاعة، لكن في الخارج كانت الأحداث أكثر سخونة. وقالت مراسلة “المدن” في مدينة مونترو السويسرية، إن تظاهرتين كانتا في استقبال الوفود خارج القاعة، واحدة لأنصار الرئيس السوري، بشار الأسد وثانية مؤيدة للمعارضة.

 وفي قاعة الصحافيين قالت المراسلة إن سجالاً اندلع بين موفدة تلفزيون “أورينت” المعارض للنظام السوري، وإعلاميين سوريين مؤيدين للنظام ما أدى إلى تدخل الشرطة لتفصل بينهم، وانتشارهم في القاعة تحسباً لأي مشاكل قد تحصل في القاعة.

 الأجواء المشحونة داخل القاعة وخارجها يبدو أنها كانت كذلك داخل غرف أخبار وسائل الإعلام ما أدى إلى حصول أخطاء طريفة.

 وتناقل النشطاء السوريون صوراً التقطوها لشاشات التلفزة لقنوات عديدة كانت تنقل وقائع اليوم الافتتاحي للمؤتمر.

وكان أبرز ما تناقله النشطاء صورة عن قناة “بي بي سي” التي أخطأت في تعريفها بوزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، فكتبت

“سيرغي لافروف، وزير الخارجية السورية”، في حين كانت وسائل الإعلام السورية

الرسمية، وفي خطوة لافتة تنقل كلّ الكلمات، بما فيها كلمة رئيس الائتلاف، أحمد الجربا.

لكن الأكثر من ذلك كان أنها كانت تطلق أوصافاً خاصة على كل شخص يظهر متحدثاً في “جنيف 2″، إذ كتبت في التعريف عن رئيس الائتلاف أثناء كلمته “الجربا المعروف بدعمه للإرهاب يتحدث عن معاناة الشعب السوري”، فيما عرف التلفزيون السوري عن وزير الخارجية السعودية، سعود الفيصل قائلاً “وزير خارجية أسرته يؤكد مواصلة نظامه العدوان على الدولة والشعب السوري”.

افتتاح «جنيف 2» يثير عاصفة نكات وتساؤلات لدى السوريين

لندن – الشرق الأوسط: سارت الحياة بشكل روتيني في العاصمة دمشق، على وقع إطلاق القذائف المدفعية باتجاه المناطق الساخنة في محيطها، بينما بدأت أعمال مؤتمر «جنيف2»، في مدينة مونترو في سويسرا. واستنفرت وسائل الإعلام الرسمي كل طاقاتها لنقل وقائع افتتاح المؤتمر إلا أن أيا من شاشات التلفزة المنتشرة في المحلات التجارية في أسواق وسط العاصمة لم تنقل شيئا عن «جنيف2»، بل إن معظمها كان مركزا على مسلسلات درامية وأغاني منوعات شبابية.

 وما عدا موكب سيارات مؤلف من سيارتي «هامر» وخمس سيارات سياحية لمؤيدي النظام جاب شوارع العاصمة، مطلقا أبواقه على وقع أغان تمجد الرئيس السوري بشار الأسد طوال فترة انعقاد الجلسة الأولى من المؤتمر، فلا يوجد ما يشير إلى أن الشارع السوري مهتم بما سيتمخض عن جنيف.

 وقالت سيدة في الستين من العمر: «الله يهدي الجميع لما فيه خلاص سوريا. بلدنا لا يستحق كل هذا الخراب». أما أبو أحمد، بائع الخضراوات، فضحك عندما سئل عن جنيف. وقال: «مل قلبنا من الحكي كله حكي بحكي». أما المهندس سامر فكان أكثر ثقة بأن لا حل سيأتي من جنيف، وقال غاضبا: «من أين يأتي الحل إذا كان الجميع برؤوس يابسة؟». وفي جلسة بإحدى مقاهي العاصمة اتفقت غالبية آراء مجموعة من المثقفين ورجال الأعمال على أن «هناك جدية بالمؤتمر ولكن هذا مرتبط بالنيات الدولية الأميركية والروسية. فإذا أراد هؤلاء فرض حل لأمكنهم ذلك». إلا أن محاميا معارضا خالف هذا الرأي بالقول: «إذا كان الحل يعني إيجاد صيغة تسوية، فهذا يعني أنه لا يوجد حل. الحل هو رحيل النظام كاملا».

وقالت أستاذة جامعية معارضة إن «مؤتمر جنيف هو بداية لعملية سياسية طويلة، يمكن أن تكون بداية لتفكيك النظام ولا حل يضمن ترحيل النظام وإنما هي عملية تسوية لتغيير شكل النظام».

 في المقابل بدا مؤيدو النظام أكثر قلقا على مصيرهم في حال تنحي الأسد، رغم أنهم لا يجاهرون بهذا الشعور ويسعون للتأكيد أن الأسد باق. وكان لتصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم عشية جنيف بأن الأسد «خط أحمر» أثرا إيجابيا في رفع معنويات مؤيدي النظام. واطمئنوا إلى أن لا تنازلات. وقالت نيرمين (40 عاما) ممرضة: «بلا جنيف بلا بطيخ سوريا لنا وليذهب الخونة إلى الجحيم».

 وبث التلفزيون السوري وقائع جلسة افتتاح مؤتمر «جنيف2» كاملة، بحسب توجيهات وزير الإعلام عمران الزعبي الذي قال إن الإعلام السوري «سيبث مع باقي القنوات الافتتاح كاملا وليس لدينا ما نخشاه مهما بلغت كلماتهم من شتائم وغيرها».

ولدى نقل التلفزيون السوري كلمة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، زاوجها مع بث صور في الوقت نفسه قدمت على أنها لـ«جرائم إرهابية». ولم يذكر التلفزيون اسم الجربا، كما لم ينقل تصريحاته في الشريط الإخباري، كما فعل بالنسبة لمداخلات الآخرين أثناء المؤتمر. وترك الشريط مع تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي ألقى كلمته قبل الجربا.

 وكانت الشاشة مقسمة إلى قسمين: إلى اليمين خطاب أحمد الجربا مع إشارة «مونترو، سويسرا» وإلى اليسار صور القتلى والدمار مع عنوان «الجرائم الإرهابية في سوريا». أما الصحف الرسمية الصادرة أمس فركزت عناوينها العريضة على تصريحات المعلم بأن سوريا ترغب في إنجاح «جنيف2»

 كما كان لافتا أن السوريين الذين تابعوا أخبار مؤتمر جنيف توقفهم عند رجل الدين المسيحي، الذي ظهر يجلس مع الوفد الرسمي السوري على طاولة المفاوضات، فهناك من اتهم النظام بأنه يريد من ذلك توجيه رسالة للغرب بأنه حامي الأقليات. في حين انزعج شاب من الطائفة العلوية وقال: «المسيحيون ليسوا الأقلية الوحيدة كان يجب أن يأخذوا ممثلين عن باقي الطوائف»، فيما سخر الشاب م.ع من «النظام العلماني الذي يصطحب رجل دين إلى مؤتمر سياسي».

 وأثارت وقائع المؤتمر، كما نقلتها شاشات الإعلام، عاصفة من السخرية في أوساط السوريين. وأغلب التعليقات توقفت عن الملاسنة بين المعلم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتجاوز الأول الوقت المحدد وعند الاكتراث بالجرس الذي قرع خمس مرات. كما توقفوا عند ضحكات الإعلامية في القصر الرئاسي لونة الشبل، ونظراتها القلقة وكأنها «مخبر مكلف بمراقبة الجميع ونقل كل شيء لمديرها»، بحسب تعبير أحد السوريين على الـ«فيس بوك». كما تبادل السوريون صورة لمعاون وزير الخارجية السوري حسام الدين آلا وقد بدا نائما خلال خطاب الوزير المعلم. بالإضافة إلى صورة لشاشة تلفزيون (بي بي سي) تظهر فيها صورة وزير الخارجية سيرغي لافروف وقد عرفته القناة على أنه «وزير الخارجية السوري سيرغي لافروف».

 وعن وفد المعارضة كان المحامي هيثم المالح أبرز الذين دارت حولهم التعليقات بعد سقوطه أرضا قبل يوم من انطلاق المؤتمر وإصابة جبينه. وظهر أمس خلف رئيس الائتلاف معصوب الرأس، وقال ناشطون إن «عينا حسودة» أصابته.

حرب كلامية بشأن مصير الأسد في افتتاح «جنيف 2»

السعودية تطالب بإخراج حزب الله والحرس الثوري من سوريا > فابيوس وكيري ينددان بـ«مهاترات» المعلم

مونترو: مينا العريبي

انطلق أمس, اللقاء الأول بين وفد نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة في مؤتمر «جنيف 2» الذي عقد في مدينة مونترو السويسرية بحرب كلامية، خصوصا بشأن مصير الأسد. وشهد المؤتمر بداية صعبة في أجواء متوترة شهدت تبادل التهم بـ«الخيانة» وتلاسنا بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي تجاوزت كلمته الوقت المحدد.

وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة جلسات المؤتمر بمناشدة الجميع السعي إلى إنجاحه لإيقاف نزيف الدم في سوريا وفتح ممرات إنسانية.

وقال بان كي مون أمام ممثلي نحو 40 دولة ومنظمة بينها وفد النظام والمعارضة: «بعد نحو ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل».

من جانبه, أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن الحل المنشود للأزمة السورية يرتكز على أربعة عناصر هي الانسحاب الفوري لكل قوات النظام والعناصر الأجنبية المسلحة من سوريا، بما في ذلك قوات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات حزب الله، ووقف القتال وفك الحصار عن القرى والمدن، وإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات للمتضررين بإشراف دولي وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين لدى النظام.

وعبر وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف عن مواقف مختلفة حيال تشكيل حكومة انتقالية لسوريا. وأكد كيري أن «الأسد لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية». وفي المقابل، حذر لافروف من محاولات تفسير بنود «جنيف 1» «بشكل أو بآخر».

وأصر المعلم على أن مستقبل الأسد ليس مطروحا للنقاش. وقال موجها كلامه إلى كيري «لا أحد في العالم له الحق في إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريون أنفسهم».

وندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمام الصحافيين بـ«المهاترات الطويلة والعدائية» للمعلم. كما انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي الخطاب وعدته «تصعيديا».

وفي المقابل، دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في كلمته وفد النظام إلى توقيع وثيقة «جنيف 1» من أجل «نقل صلاحيات» الأسد إلى حكومة انتقالية.

ومن المقرر أن يلتقي اليوم الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا، بوفدي النظام والمعارضة كل على حدة لبحث طريقة التفاوض في جنيف غدا.

199 قتيلا عشية «جنيف 2» وإعادة فتح مطار حلب

دمشق تنفي التعذيب في سجونها

بيروت: نذير رضا

نفت دمشق، أمس، الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب عمليات قتل وتعذيب على نطاق واسع بحق 11 ألف معتقل في سجونها، واصفة إياه على لسان وزارة العدل بأنه «مسيس»، وأن الصور المرفقة به «مزيفة»، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 199 شخصا عشية انطلاق محادثات مؤتمر «جنيف2» في مدينة مونترو السويسرية. وأعلن أن خسائر المقاتلين من الطرفين وصلت إلى 114 شخصا، بينما قُتل 44 مدنيا في حلب وآخرون في باقي المحافظات.

وفيما حذرت فعاليات معارضة في ريف دمشق من كارثة إنسانية تقع في الغوطة الشرقية بريف دمشق على ضوء الحصار المفروض عليها، أعادت السلطات السورية، أمس، تشغيل مطار حلب الدولي بعد عام على إقفاله، رغم استمرار القصف والاشتباكات في ثاني أكبر المدن السورية. وهبطت أول طائرة مدنية في مطار حلب الدولي، بعد إقفال دام عاما كاملا، بسبب تعرضه لقصف المعارضين، ووقوع اشتباكات في محيطه.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن أول طائرة ركاب حطت في مطار حلب الدولي بعد أن أمن الجيش السوري محيطه. وأوضح التلفزيون الرسمي أن هذه الطائرة الآتية من دمشق كانت تنقل وفدا من الصحافيين السوريين. وأشارت «سانا» إلى أن إصلاحات أجريت في المطار الذي هاجمته مجموعات «إرهابية مسلحة». ويأتي ذلك غداة استعادة القوات الحكومية السيطرة على قرية الشيخ لطفي غرب المطار، وهي آخر معقل للمسلحين في محيط المطار الذي شهد حملة عسكرية واسعة نفذتها القوات النظامية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حيث استعادت مقر اللواء 80 المكلف أمن مطار حلب، والذي وقع تحت سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فبراير (شباط) 2013.

ميدانيا، أفاد ناشطون باستهداف القوات الحكومية المتمركزة في مطار النيرب العسكري الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب بقذائف المدفعية، كما استمرّت الاشتباكات في محيط اللواء 80 على مقربة من مطار حلب الدولي. وأفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط قرية عزيزة، بينما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض، على منطقة في حي المعصرانية.

في غضون ذلك، أكّدت فعاليات اجتماعية في الغوطة الشرقية بريف دمشق أنّ هناك نحو مليون نسمة تعيش حالة حصار في الغوطة أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن حيث يبلغ عدد الأطفال دون الست سنوات نحو 150 ألفا، منهم 48 ألفا بحاجة ماسة لحليب الأطفال ومستلزمات دوائية وصحية.

وقالت، في بيان موقع باسم «المكتب الإغاثي الموحد في ريف دمشق» و«المكتب الطبي الثوري الموحد» و«مجمّع التربية والتعليم في الغوطة»، بأنّ السكان المحاصرين، يعانون من فقرٍ شديد: «حيث يلجأون إلى استخدام علف الحيوانات (لسد رمقهم) ما أدى لانتشار الكثير من الأوبئة والأمراض»، محذرين من أن «الغوطة الشرقية باتت على حافة أكبر كارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين»، مطالبين المنظمات الدولية بـ«التحرك الفوري» لتمرير قوافل الإغاثة الغذائية والطيبة إلى داخل الغوطة «لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بقصف القوات النظامية مناطق واسعة بريف دمشق بينها صيدنايا ورنكوس ومحيط بلدة تلفيتا وعدرا، فضلا عن وقوع اشتباكات على أطراف مدينة الزبداني. وفي ريف حمص، قال ناشطون إن مقاتلات الجيش النظامي قصفت بلدتي الزارة أدّت إلى سقوط نحو 10 قتلى وعشرات الجرحى، وذلك في ظلّ حصار تعانيه البلدتان منذ أشهر.

وفي سياق منفصل، وصفت وزارة العدل السورية، أمس، تقريرا يتهم النظام بارتكاب عمليات قتل وتعذيب على نطاق واسع بأنه «مسيس»، نافية «جملة وتفصيلا» التقرير، وعدته «مسيسا يفتقر إلى الموضوعية والمهنية».

ويأتي ذلك بعد نشر تقرير أعده ثلاثة مدعين عامين دوليين سابقين على أساس شهادة منشق بحوزته 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل في سجون النظام السوري، ويتحدث عن «تعذيب ممنهج على نطاق واسع». وقالت وزارة العدل السورية: «إن كل من يعمل في مجال التحقيق الجنائي يمكنه أن يكتشف أن هذه الصور مزيفة لعدم ارتباطها بمعتقلين أو موقوفين في السجون السورية»، معتبرة أن التقرير «عبارة عن تجميع لصور أشخاص غير محددي الهوية»، بينهم مقاتلون معارضون وآخرون نظاميون قضوا على يد المعارضة.

وزعمت وزارة العدل: «إن السجون السورية تخضع لرقابة دقيقة من الجهات القضائية المختصة والنيابة العامة والتفتيش القضائي الدوري»، لافتة إلى زيارة الصليب الأحمر لتلك السجون خلال الأزمة الراهنة، وعدت أن نشر التقرير «يهدف إلى تقويض الجهود الرامية إلى إحلال السلام في سوريا وإنهاء الإرهاب الدولي فيها».

سوريون يفرون من «داعش».. و يعلقون على الحدود التركية

أنقرة أغلقت كل المعابر بعد اندلاع معارك بين جهاديين وفصائل معارضة

أكشاكالة (تركيا): هانا لوسيندا سميث

جلس أبو خالد على كرسيه المتحرك، ينظر إلى مسقط رأسه عبر السياج المعدني، ينتظر. كان ينتظر منذ أسبوع تقريبا، ولم يكن بمقدور أحد أن يعلم عدد الأيام التي يمكن أن يقضيها في مكانه على هذه الحال.

كانت مسامير التيتانيوم المثبتة في رجله اليسرى نتيجة الجراح لا تزال تبدو حديثة، لكنه أكد أنه لا يكترث لذلك، لأن كل ما كان يرغب فيه هي العودة إلى منزله، ويقول: «لا أريد سوى العودة إلى عائلتي».

كان المئات من السوريين ينتظرون في معبر أكشاكالة (التركي) على مدى الأسبوعين الماضيين، أملا في أن تفتح الحدود حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم. كل منهم يحمل قصة شبيهة بقصة أبو خالد.

بعد الحدود التي تفصلها الأسلاك الشائكة تقع بلدة تل الأبيض (السورية)، التي شهدت صراعا مسلحا خلال العام الماضي لتدخل بعده في حالة من الاستقرار، بعد سيطرة المعارضة السورية عليها.

ظل المعبر مفتوحا وعاد سكانها إلى حياتهم الطبيعية التي يشوبها التوتر. ويقول أحد مقاتلي المعارضة الذي قضى سبعة أشهر في حراسة الحدود: «تعبر نحو ألف أسرة الحدود كل يوم. كان الناس يجلبون الشاي والسجائر من سوريا لبيعها في تركيا، تماما كما كانوا يفعلون دائما. كان النساء والرجال وكذلك الشباب والأطفال يعبرون الحدود ذهابا وإيابا في اليوم نفسها».

لكن العام الجديد كان صادما لسكان تل الأبيض، ففي 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، اتسعت رقعة الصراع بين «الجبهة الإسلامية»، التي تضم تحالف كتائب المعارضة السورية، و«الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، ووصلت إلى شوارع المدينة. وهو ما تسبب في فرار كثير من سكانها إلى بلدة أكشاكالة التركية الصغيرة هربا من قصف النظام وكثافة القتال.

وعقب ثلاثة أيام من القتال انتهت باستيلاء «داعش» على تل الأبيض، يبدي السوريون شغفا بالعودة إلى منازلهم، على الرغم من وقوع المدينة في قبضة الميليشيا التي تثير خوف وكراهية الجميع. لكن الجانب التركي من الحدود لا يزال مغلقا ولا يزال أهالي تل الأبيض عالقين في مدينة أكشاكالة.

كان أبو خالد كسرت رجله أثناء تعرض منزله للقصف، ونقل على أثره إلى تركيا لتلقي العلاج.. لكن علاجه انتهى الآن ولا يرغب سوى بالعودة إلى منزله: «لا تزال زوجتي وأطفالي هناك. أنا لا أكترث بمن يسيطر على البلدة».

على أطراف مدينة أكشاكالة أقيم معسكران للاجئين يقيم فيهما مئات السوريين الذين فروا من جحيم القتال في مناطق أخرى من سوريا خلال العامين الماضيين. وكان المخيمان مكتظين بالفعل عندما اندلع القتال حول تل الأبيض، ولذا كان السوريون الذين وصلوا أخيرا عالقين في مدينة أكشاكالة لا يعلمون إلى أين يتوجهون. ويقول أحد سكان البلدة الأتراك: «نستضيف السوريين في منازلنا، لكننا لا نستطيع التعامل معهم جميعا لأن عددهم كبير للغاية. البعض منهم ينام الآن في الحدائق والمساجد»، وأشار إلى أن عائلة مكونة من خمسة عشر فردا تقيم معه في منزله، وأنه يحضر كل يوم إلى المعبر ليسأل حرس الحدود الأتراك عن توقيت فتح المعبر مرة أخرى. وقال: «قالوا لي يجب أن نحصل على أوامر من قادتنا قبل أن نعيد فتح المعبر». تتكرر القصة ذاتها على طول الحدود، فقد شهد الأسبوع الماضي انفجار سيارتين مفخختين في معبري جرابلس وباب الهوى، وأوقفت ثم قتلت انتحارية الأحد في معبر باب السلامة. لكن الاستعدادات لمحادثات «جنيف2» للسلام في سوريا، جعلت الوجه السياسي للصراع السوري مهيمنا على عناوين الأخبار، تاركة الأنباء الخاصة بالهجمات مجرد إشارات في وسائل الإعلام الدولية.

ولكن آثار الهجمات على السوريين الذين تقطعت بهم السبل في تركيا، كانت مدمرة. فعندما اندلعت الحرب، تحولت هذه المعابر إلى شريان الحياة للسوريين في المنطقة الحدودية، وعندما وقعت المعابر تحت سيطرة كتائب الثوار أبقتها الحكومة التركية مفتوحة، بما يسمح لقوافل المساعدات بالعبور إلى سوريا وتدفق اللاجئين في الاتجاه الآخر. ولكن كل المعابر أغلقت من قبل الحكومة التركية بعد اندلاع القتال بين «الجبهة الإسلامية» و«داعش». ولم تتقطع السبل بالسوريين فقط في تركيا، بل امتدت إلى العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الذين لم يتمكنوا من عبور الحدود إلى البلاد، وعلى الجانب التركي من معبر باب السلامة، اصطفت شاحنات الحاويات المتجهة إلى سوريا في صفوف تمتد لعدة كيلومترات بحلول مساء الأحد.

بدأت الشائعات مع اقتراب المساء في أكشاكالة بأن المعبر سيفتح.. ولكن أيًّا ما كان مصدر هذه الشائعة، إلا أنه اتضح في النهاية أن الشائعة غير صحيحة. وقال أحد الرجال وهو يركض عائدا إلى الحشد: «ربما في وقت لاحق هذه الليلة. وبدا العشرات منهم مستعدين للانتظار ساعات أطول ويأملون، مع غياب ضوء الشمس».

اعتاد السوريون على الانتظار، ينتظرون فتح الحدود وانتهاء الصراع. لكن تلك الليلة في أكشاكالة ازدادت حدة التوتر. وقال أحدهم، والغضب يرتسم على وجه: «نريد لهذا أن ينتهي، لأننا نريد أن تفتح الحدود، نحن لا نريد جميعا سوى العودة إلى بيوتنا».

قوى المعارضة الرافضة لـ«جنيف 2» تشيد بكلمة الجربا وتدعوه إلى «عدم التنازل»

صبرا لـ («الشرق الأوسط»): أعضاء المجلس الوطني المشاركون سيتعرضون للمساءلة

بيروت: «الشرق الأوسط»

رحبت مكونات المعارضة السورية التي رفضت الذهاب إلى مؤتمر «جنيف2» بمواقف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بمدينة مونترو السويسرية أمس. وعد رئيس المجلس الوطني المعارض جورج صبرا لـ«الشرق الأوسط» أن «كلمة رئيس الائتلاف حملت جزء هاما من هموم السوريين وقدمت ببساطة وتلقائية قضية الشعب السوري»، قائلا في المقابل إن كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم «كتبت بذهنية قاسم سليماني (قائد وحدة القدس في الحرس الثوري الإيراني)، إذ هاجم دولا ومذاهب واتجاهات دينية، كما خون الشركاء المفترضين في المعارضة». وسأل صبرا: «كيف يمكن أن ننتظر شيئا إيجابيا من نظام يخوننا؟»، متمنيا أن «ينجح وفد الائتلاف خلال الأيام المقبلة للمفاوضات في فضح النظام وتحقيق أهداف الثورة دون تقديم أي تنازلات»، منتقدا وجود رجل الدين المسيحي من أصول فلسطينية، المطران هيلاريون كبوجي، ضمن أعضاء الوفد الرسمي السوري، بقوله: «كان على كبوجي رفض القبول بأن يكون أداة لستر عورات النظام السوري وجرائمه».

وعلى الرغم من أن المجلس الوطني المعارض أعلن انسحابه من الائتلاف رفضا للمشاركة في مؤتمر «جنيف2»، فإن خمسة من أعضائه انضموا إلى وفد المعارضة المشارك في المؤتمر أمس.

وفي هذا السياق، أوضح صبرا أن «الذين ذهبوا إلى (جنيف2) من المجلس الوطني ستجري مساءلتهم بسبب مخالفتهم قرار المجلس»، مشددا على أن «أكثرية أعضاء المجلس صوتوا ضد المشاركة في مؤتمر (جنيف2)». وأكد أن «قرارا بهذه الأهمية لا بد أن يتخذ بإجماع أغلبية الأعضاء».

وكان أعضاء في المجلس الوطني اتهموا صبرا باتخاذ قرار شخصي برفض الذهاب إلى «جنيف2»، دون علم المكتب التنفيذي للمجلس.

وبحسب صبرا، فإن «التحضيرات للمؤتمر الدولي لم تكن كافية من ناحية أوضاع المعارضة التي كان من الضروري أن تتوحد بشكل حقيقي وتتحول إلى مؤسسات فاعلة»، داعيا إلى «تجسير الفجوة بين المكون العسكري للثورة والمكون السياسي قبل أي مفاوضات دولية».

من جهته، أشار عضو «مجموعة الـ44» المنسحبين من الائتلاف، خالد الخوجا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «كلمة الجربا كانت محكمة ومنطقية، إضافة إلى استنادها على وقائع ومعطيات، وذلك على النقيض من كلمة المعلم التي حاولت استدرار عواطف الموجودين دون أي مقدمات سياسية». وعد الخوجا أن «الجربا ظهر بوصفه رجل دولة أكثر من المعلم المتمرس في العمل السياسي»، مشددا على أن «وفد النظام لا يملك الصلاحيات اللازمة للمفاوضات لأن الأوامر لا تأتي من (الرئيس السوري) بشار الأسد بل من إيران». وتضم كتلة المنسحبين من الائتلاف 44 عضوا رفضوا المشاركة في «جنيف2»، ويتوزعون على عدة كتل سياسية أبرزها «الحركة التركمانية» و«المنتدى السوري للأعمال» و«المجالس المحلية» و«المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية».

وإلى جانب «المجلس الوطني المعارض» و«مجموعة المنسحبين الـ44 من الائتلاف»، رفضت «هيئة التنسيق الوطنية» التي تمثل جزءا من معارضة الداخل المشاركة في مؤتمر «جنيف2». وأوضح أمين سرها في المهجر ماجد حبو لـ«الشرق الأوسط» أن «الهيئة تتفق مع رئيس الائتلاف في كلمته أمام المؤتمر حول تطبيق مقررات (جنيف2)»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنها «تختلف معه حول رفع سقف المطالب بما يخص مصير الرئيس السوري بشار الأسد»، مؤكدا أن «(جنيف1) لم يحسم هذه النقطة».

لقطات من المؤتمر

مونترو: «الشرق الأوسط»

* ألقي 45 خطابا خلال جلستين من مؤتمر «جنيف 2» أمس، الذي انطلق في الساعة التاسعة وعشر دقائق صباحا بالتوقيت المحلي.

* ترك وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، الاجتماع الوزاري بعد الجلسة الصباحية ولم يحضر ختامها ولم يعقد مؤتمرا صحافيا، بينما بقي نظيره الأميركي جون كيري حتى النهاية وعقد مؤتمرا صحافيا بعد ختام الاجتماع.

* بوجود 600 صحافي في المركز الإعلامي، توقفت خدمة الإنترنت في المركز لساعات عدة أمس، مما عطل عمل الكثير من الصحافيين قبل توزيع أسلاك طويلة لربط الإنترنت.

* خلال إلقاء خطابه، تعطل مذياع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، مما أدى إلى تعطل المؤتمر لبضع دقائق إلى حين إصلاحه.

* يتوجه الدبلوماسيون إلى جنيف اليوم (الخميس) لحضور المفاوضات المباشرة بين النظام السوري والمعارضة غدا (الجمعة). ومن المرتقب أن يكون القطار طريقة النقل المفضلة للدبلوماسيين غير رفيعي المستوى والإعلاميين والناشطين. وتستغرق رحلة القطار بين مونترو وجنيف نحو 50 دقيقة.

«الائتلاف السوري»: «مونترو» صب لمصلحتنا وفضح «بلطجية» النظام

رأى عضو الوفد السوري المعارض إلى «جنيف2» هادي البحرة، اليوم، أن المؤتمر الدولي حول سوريا الذي انعقد في مدينة مونترو السويسرية «صب في مصلحة المعارضة» و«أظهر بلطجية» نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال البحرة في حديث صحافي إن «المؤتمر الذي انعقد أمس كان بالتأكيد لمصلحتنا. وصلتنا أصداء أن التأييد في الداخل السوري كان ممتازاً. للمرة الأولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف».

وأضاف: «النظام عاد إلى الأسطوانة القديمة نفسها. الدبلوماسية أثبتت أنها ليست دبلوماسية، بل استخدمت أسلوب مبدأ البلطجية».

وأشار إلى أن «معظم الدول المشاركة في المؤتمر قالت بوضوح إن الهدف هو الوصول إلى عملية انتقال سياسي وتشكيل حكومة انتقالية».

من ناحية أخرى، وفي بيان أصدره صباح اليوم، قال الائتلاف إن «استمرار نظام الأسد بحملات القتل والقصف والإجرام بالتوازي مع التمسك بالسلطة، ورفض الرضوخ لمطالب الشعب السوري في الرحيل وتسليم السلطات لهيئة انتقالية كاملة الصلاحيات، كل تلك الجرائم والمواقف تؤكد إصراره على إفشال جميع مبادرات الحل السياسي».

كذلك اتهم الائتلاف الحكومة السورية بـ«المناورة»، مطالباً المجتمع الدولي «بتحمل مسؤولياته التي لا يمكن الوفاء بها ما لم تعمد الدول الفاعلة إلى إجبار النظام على الرضوخ».

كذلك، ندد البيان باستمرار القوات النظامية بـ«قصف المدن والبلدات والقرى دون اكتراث بالمؤتمر المنعقد في سويسرا».

وينتقل الوفد المعارض اليوم إلى مدينة جنيف حيث تبدأ غداً الجمعة المفاوضات المباشرة بوساطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بين وفدي المعارضة والحكومة.

وقال البحرة إن «لقاءات جانبية ومنفصلة ستعقد اليوم في جنيف بين الإبراهيمي وأعضاء الوفود تحضيراً للمفاوضات».

من جهة أخرى، التقى عدد من أعضاء وفد الائتلاف صباح اليوم نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، بحسب ما أفاد مصدر إعلامي في الائتلاف.

وقال الناطق الرسمي باسم الوفد في جنيف إن وفد الائتلاف ضم الأمين العام بدر جاموس وأعضاء الائتلاف أنس عبدة وعبد الأحد سطيفو ومنذر أقبيق.

أما من الجانب الأميركي، فقد حضر مسؤولون في الخارجية بينهم السفير روبرت فورد المسؤول عن الملف السوري.

وقال المصدر الإعلامي إن ويندي شيرمان عبرت عن شكرها الائتلاف على «أدائه الجيد» خلال مؤتمر مونترو أمس و«حسه العالي بالمسؤولية».

(أ ف ب)

مشاورات بمونترو وروحاني يدعو لانتخابات بسوريا

                                            تتواصل في مدينة مونترو بسويسرا المشاورات الجانبية على هامش مؤتمر جنيف2 تحضيرا لبدء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية غدا الجمعة، في وقت اعتبر فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحل الأمثل لإنهاء النزاع في سوريا هو انتخابات حرة وديمقراطية.

والتقى وزير الخارجية الصينى وانغ يي نظيريه الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس اليوم، وقال إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة أن تبذلا جهودا مشتركة, للحفاظ على ما وصفها باتصالات إستراتيجية عالية المستوى. من جهته قال كيري إن بلاده تقدر جهود الصين في التعامل مع القضية السورية.

وكان المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد صرح بأنه سيجتمع اليوم على انفراد في جنيف مع وفدي النظام والمعارضة السورية للإعداد للجولة الأولى من المفاوضات غدا الجمعة، وهي المفاوضات التي يتوقع أن تمتد لأسبوع على الأقل.

وأعرب الإبراهيمي عن أمله في عقد لقاء يجمع طرفي النزاع السوري في مستهل هذه المفاوضات.

وقال مراسل الجزيرة في مونترو بسويسرا عامر لافي إن الإبراهيمي سيلتقي الوفدين كلا على حدة، ونقل عن بعض أعضاء وفد المعارضة رفضهم اللقاء مباشرة مع وفد النظام السوري، وبرروا ذلك الموقف بأن النظام لم يوافق على قرارات مؤتمر جنيف1.

مفاوضات شاقة

وقال عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية برهان غليون إنه يتوقع مفاوضات شاقة بشأن إنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات.

من جهته شدد رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة على أن قرارات مؤتمر جنيف1 غير قابلة للتأويل ولا يمكن التفاوض على مبادئها، مشيرا إلى أن دعوة جنيف1 إلى جسم حكم انتقالي تعني تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات.

ورأى في تصريحات للجزيرة أن جسم الحكم الانتقالي سيعيد التوازن إلى الجيش الذي قال إنه لم يكن يوما حاميا للحدود، بل كان يستهدف الداخل ويحمي النظام.

وفي المقابل قالت بثينة شعبان -مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد- إن قيادات المعارضة المشاركة في مؤتمر جنيف لا يمثلون سوريا وشعبها بل يمثلون مجموعة ممن وصفتهم بالخاطفين والمجرمين.

وقالت شعبان لشبكة “سي أن أن” الأميركية إنه “في حال تقدّم هؤلاء للانتخابات أظن أنهم سيحصلون على أصوات عدد قليل جدا من الناخبين” معتبرة أن “هؤلاء ليسوا قادة المعارضة، هناك معارضة وطنية حقيقية داخل وخارج سوريا ترفض استمرار الدمار وتهتم بسوريا وبوطنها وشعبها، ولكن لم توجه الدعوة إليها للمشاركة في المؤتمر”.

وفي موسكو أكد رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف أنه لا هو ولا الرئيس فلاديمير بوتين، يعتبران الرئيس الأسد شريكاً إستراتيجياً، لكنه قال إنه حالياً هو رئيس سوريا ولا يمكن تجاهله أو غض النظر عنه.

وأضاف مدفيديف أن البعض في سوريا لا يحبون النظام، وهذا أمر مفهوم، ولكن ثمة أيضاً من وصفهم بقطاع طرق وإرهابين وتنظيم القاعدة، ورأى أنه لا يمكن إجراء أية مفاوضات أو محادثات مع هؤلاء. وسأل من الملام في الأمر؟ وأجاب أن اللوم يقع على الجميع.

الموقف الإيراني

أما في طهران فقال أمير حسين عبد اللهيان -مساعد وزير الخارجية الايرانية- إن بلاده لا تريد للأسد البقاء رئيسا للأبد، لكنها تعتبره رئيسا شرعيا لسوريا ومن حقه الترشح لأي انتخابات رئاسية.

واعتبر عبد اللهيان أن “القلق الغربي نابع من معرفتهم بأن أي انتخابات ستجرى في الظروف الراهنة ستقود إلى تتويج الأسد رئيسا لسوريا”.

من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني -في كلمة له في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا- إن الحل الأمثل لإنهاء النزاع في سوريا هو انتخابات حرة وديمقراطية، مضيفا بأنه لا ينبغي أن يقرر أي طرف أو قوة خارجية نيابة عن الشعب السوري وعن سوريا كدولة.

وتحدث روحاني عن ما وصفه بوضع بائس في سوريا، مؤكدا أنه “محزن بسبب تواجد إرهابيين يتدفقون على سوريا ويقتلون الأبرياء”.

يشار إلى أن إيران لم تدع إلى مؤتمر جنيف2 بعد أن سحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوته لها بعد رفضها قبول بيان جنيف1.

جرحى بقصف على ريف دمشق واشتباكات بحمص

قال ناشطون الخميس إن عددا من الجرحى سقطوا في مدينة رنكوس بريف دمشق نتيجة قصف قوات النظام، وذلك في ظل تواصل الاشتباكات على عدة نقاط في حمص ودرعا، عقب يوم دامٍ راح ضحيته 160 شخصا بينهم نساء وأطفال.

أوضح اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن قصفا عنيفا بمدفعية قوات الرئيس السوري بشار الأسد استهدف منازل المدنيين في بلدة رنكوس، ما أدى إلى جرح عدد غير معلوم من الأشخاص، مشيرا إلى أن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تدور بمحيط مدينة زاكية بريف العاصمة دمشق.

من جهتها، قالت شبكة شام إن اشتباكات بالرشاشات الثقيلة دارت على عدة جبهات بالغوطة الشرقية بريف دمشق في ظل قصف عنيف من مدفعية النظام على هذه المناطق.

حملة دهم

وفي دمشق، قال اتحاد التنسيقيات إن قوات النظام شنت حملة دهم وتفتيش في بوادي السد في ركن الدين.

في المقابل، تمكنت كتائب الثوار في بلدة الزمانية بريف دمشق من السيطرة على مبانٍ كان يتحصن بها مقاتلو كتيبة أبي الفضل العباس الموالية لقوات النظام السوري.

في الأثناء، أعلنت شبكة “سوريا مباشر” أن الكتائب الإسلامية التابعة للجيش الحر قصفت بمدفع (عمر) محلي الصنع مقرات قوات النظام على طريق المتحلق الجنوبي في ريف دمشق الشرقي.

وفي ريف حمص، جرت اليوم اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأسد في بلدتي الغنطو وتلبيسة بريف حمص الشمالي، في حين تحدث ناشطون عن تمكن كتائب الثوار من استهداف تجمعات لقوات الأسد في محيط بلدة تلبيسة عبر قذائف محلية.

وفي درعا، قال اتحاد التنسيقيات إن قصفا عنيفا لقوات الأسد استهدف الأحياء السكنية بدرعا البلد، مشيرا إلى أنه تم العثور على جثث مجهولة الهوية قد أعدمت ميدانياً وهي مكبلة وملقاة في وادي طعيم غربي درعا.

قصف مدفعي

إلى ذلك، تحدث ناشطون عن قصف بالمدفعية والدبابات استهدف أحياء درعا البلد، وذلك من حاجز المنشية غربي المدينة، وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات الأسد في حي المنشية بدرعا البلد.

وفي ريف درعا، قصفت الدبابات المتمركزة في قرية خربة غزالة بلدة الغارية الغربية بريف درعا الشرقي.

وفي إدلب، قال ناشطون إن قصفا مدفعيا استهدف بلدة كورين في إدلب، موضحين أن مقاتلي جبهة النصرة استهدفوا بصواريخ “غراد” تجمعات لقوات النظام في معسكر قرية المسطومة بريف المحافظة ذاتها.

وفي دير الزور، أظهرت مشاهد فيديو بثتها شبكة “سوريا مباشر” اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر النظام، تدور على أسوار مطار دير الزور العسكري.

كما تحدث المصدر ذاته عن قصف من مدفعية قوات الأسد للحي العرضي في مدينة دير الزور.

وفي ريف اللاذقية، ألقى الطيران المروحي البراميل المتفجرة على قرى جبل الأكراد في ريف المحافظة الشمالي.

من جهته، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء لمقتل 160  شخصاً من ضمنهم 19 طفلاً وامرأة.

صحيفة: بداية جنيف2 لا تبشر بخير

ما زالت تداعيات مؤتمر جنيف2 تهيمن على عناوين الصحف البريطانية وركزت جلها على الاختلافات التي بدت واضحة في المواقف بين الأطراف وتبادل الاتهامات.

فقد كتبت صحيفة ديلي تلغراف في تعليقها أن مؤتمرات السلام على مر التاريخ كانت تنحصر دائما في فئتين. الأولى أنها تتم أحيانا لأن الأطراف المتحاربة وصلت إلى مرحلة الإنهاك وتريد تسوية حقيقية لخلافاتها. والثانية -كما هو في أغلب الأحيان- يلتقي الخصوم حول الطاولة فقط لأن حلفاءهم يريدوهم أن يحضروا وأنه سيكون من الصعب جدا بل ومحرجا أن يرفضوا الحضور. وحينئذ تصبح محادثات السلام المزعومة ليست أكثر من مسرح للشتائم ونيل إعجاب جمهور المشاهدين.

وقالت الصحيفة إن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلام السوري في مونترو أظهرت بلا شك أن هذه المناسبة تقع ضمن الفئة الثانية، وهي أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم حضر نائبا عن الرئيس بشار الأسد فقط لأن روسيا طلبت ذلك، وكذلك كان حضور أحمد الجربا رئيس ائتلاف المعارضة بإيعاز من أميركا ودول خليجية وقوى غربية بارزة.

وختمت الصحيفة بأنه عندما يتحول الوقت المخصص لكل متحدث إلى خلاف، وعندما يبدأ الناس في مجادلة بعضهم البعض عندها يتضح أن مؤتمر السلام لن يخرج بنتيجة مرجوة. وإلى أن يتغير هذا الأمر وإلى أن يريد الأسد وأعداؤه سلاما بقدر ما يريده حلفاؤهم والشعوب، فإن هذا المؤتمر وأي مؤتمر مستقبلي لن يخرج عن كونه خدعة.

حرب جديدة

وفي سياق متصل كتبت نفس الصحيفة في مقال آخر أن ما يحدث في مونترو ليس محادثات سلام لأنها لن تقود إلى سلام بـالإيرانيين، أو بدونهم وعندما يلتقي الطرفان السوريان وجها لوجه مرة أخرى يوم الجمعة -كما هو مزمع- فإنهما لن يقتربا حتى من مناقشة التنازلات التي قد تنهي الصراع.

وترى الصحيفة أن محادثات السلام هذه تحمل كل علامة على كونها عكس المبدأ الروماني “إذا أردت السلام فاستعد للحرب”، بمعنى أن كلا الطرفين والراعين لهما يستخدمون محادثات السلام لإعلان أهداف حرب جديدة والسعي إلى دعم جديد، وأنها حملة دعاية حربية. ولهذا السبب لم يسبق هذه المحادثات وقف لإطلاق النار ولا جهود اللحظة الأخيرة لإنشاء مناطق سيطرة واضحة على الأرض ولكنها ضاعفت القتال على جبهات جديدة.

وختمت الصحيفة بأن الحرب والسلام هي الإستراتيجية المتبعة مع إيران وهي ليست إستراتيجية ناجحة بالضرورة لكنها الوحيدة المتاحة للغرب. وربما تأتي بالسلام إلى سوريا في يوم ما، لكن سيكون هناك الكثير من الضحايا أولا.

مؤتمر مشاحنة

وفي نفس الاتجاه علقت ديلي تلغراف أيضا بأن الأمر استغرق ثلاث سنوات لجمع السوريين إلى طاولة المفاوضات، لكنه استغرق أقل من ساعة ليخيم الحقد والحدة على الأجواء بعدما تشاحن وتبارز وشتم السوريون بعضهم البعض في بداية محادثات السلام التي طال انتظارها في سويسرا أمس الأربعاء.

كذلك جاء تقرير صحيفة غارديان ليشير إلى حرب كلمات في محادثات السلام السورية بسبب مستقبل الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس هناك ما يدل على خطوة بناءة بالرغم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاغتنام هذه “الفرصة الهشة”.

يذكر أن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قال إنه سيجتمع اليوم الخميس مع وفدي المعارضة والنظام كل على حدة لتقييم الخطوات اللاحقة التي ستتخذ في المحادثات بين الجانبين التي تبدأ يوم الجمعة.

إنهاء الصراع

وفي مقال آخر بنفس الصحيفة أشار كاتبه إلى أن مؤتمر جنيف2 يهدف إلى إنهاء الصراع السوري، وبناء على البيان الختامي لجنيف الأول في 30 يونيو/حزيران 2012 فقد وضع تصور لحكومة انتقالية بكامل الصلاحيات التنفيذية مع أعضاء من الحكومة والمعارضة. وأشار الكاتب إلى ضرورة معرفة أربعة أشياء في هذا السياق:

1- النجاح سيكون عملية وليس اتفاقا، بمعنى أن التوقعات في أقل مستوياتها حتى أن أكثر الدبلوماسيين تفاؤلا لا يتوقعون صدور قرار بشأن الصراع في جنيف2.

2- ليس هناك ممثل شرعي للشعب السوري، بمعنى أن “سيرك” جنيف2 هو أكثر بشأن من سيحضر مما سيحدث عندما يصلون إلى هناك. والأغلبية الساحقة للسوريين قد لا تكون ممثلة على الإطلاق.

3- غير الحاضرين في جنيف2 قد يكونون أكثر أهمية من الحاضرين، بمعنى أن النظام السوري يرسل دبلوماسيين وليس هناك حضور لشخصيات عسكرية أو أمنية، الذين هم المديرون الفعليون للنظام، وحيث إن القرارات الهامة تتم في دمشق، فإن وفد النظام ستكون قدرته معدومة لتقديم أي تنازلات.

4- إنهاء الحرب الباردة السعودية الإيرانية أمر حيوي لإنهاء الصراع السوري.

1400 قتيل خلال 20 يوماً بين داعش والمعارضة السورية

المعارك دائرة منذ 3 يناير بين الدولة الإسلامية وكتائب وألوية من تنظيمات متعددة

بيروت – فرانس برس

قضى قرابة 1400 شخص خلال 20 يوماً من المعارك العنيفة التي تدور بين عناصر جهاديين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.

وقال المرصد في بريد إلكتروني: “ارتفع إلى 1395 عدد الذين قضوا منذ فجر الجمعة الثالث من الشهر الجاري وحتى منتصف الأربعاء، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي داعش من جهة، ومقاتلي كتائب وألوية إسلامية مقاتلة وكتائب وألوية مقاتلة من جهة اخرى، في محافظات حلب والرقة (شمال) وادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وحماه وحمص (وسط).

وأوضح أن “760 مقاتلاً من كتائب إسلامية والكتائب المقاتلة لقوا مصرعهم”، خلال الاشتباكات واستهدافات بسيارات مفخخة، بينهم 113 مقاتلاً “أعدمهم داعش” في مناطق مختلفة.

وقضى 426 مقاتلاً من تنظيم داعش المرتبط بالقاعدة، من بينهم 56 عنصراً على الأقل “جرى إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين”، في ريف إدلب.

كما أدت هذه المعارك الى مقتل 190 مدنياً جراء إصابتهم بطلقات نارية أو في تفجيرات بسيارات مفخخة، وبينهم “21 مواطناً أعدموا على يد مقاتلي داعش” في أحد مقراتها في حلب، الذي سيطر عليه المقاتلون.

وأفاد المرصد بالعثور على 19 جثة لرجال مجهولي الهوية، في مقار عدة لتنظيم داعش في محافظة حلب.

وبدأت المعارك بين الطرفين، اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد نظام الرئيس بشار الأسد، في الثالث من يناير. ويُتهم مقاتلو بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الإعلاميين.

ودعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في رسالة صوتية نشرت على الإنترنت، الخميس، الى وقف القتال بين “أخوة الجهاد والإسلام” في سوريا.

وطُرد مقاتلو داعش من مناطق واسعة في حلب وإدلب، إلا أن التنظيم تمكن من التفرد بالسيطرة على مدينة الرقة (شمال)، وهو مركز المحافظة الوحيد الخارج بشكل تام عن سيطرة النظام.

ولجأت “الدولة” في ردها على المجموعات التي تقاتلها في مناطق عدة، وابرزها “الجبهة الإسلامية” و”جبهة ثوار سوريا” و”جيش المجاهدين”، إلى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت بمقتل العشرات.

الإبراهيمي: استعداد سوري لتبادل السجناء لدى الطرفين

ليس واضحاً إن كان سيتمكن من جمع الطرفين السوريين في نفس القاعة

العربية.نت

في ختام اليوم الأول من مؤتمر جنيف2، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، إن طرفي الصراع في سوريا مستعدان لمناقشة تبادل السجناء وتحسين وصول المساعدات الإنسانية.. مشيرا إلى أن بناء الثقة صعب جداً.

وقال الإبراهيمي: “حصلنا على مؤشرات واضحة على أن الأطراف مستعدة لمناقشة قضايا متعلقة بوصول المساعدات للمحتاجين وتحرير الأسرى وعدد من القضايا الأخرى, إلا أن بناء الثقة في هذا المجال صعبة جدا”.

وأضاف الإبراهيمي أنه ليس واضحا إن كان سيتمكن من جمع الطرفين السوريين في نفس القاعة في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في “جنيف” يوم الجمعة.. مؤكداً أنه سيلتقي كل فريق على حدة اليوم.

وزير إعلام الأسد يهرب من سؤال كرره صحافي سوري 16 مرة

الجعفري يقر بوجود تعذيب في سجون بلاده ليضيف أنه “موجود في معظم دول العالم”

دمشق – جفرا بهاء

على هامش مؤتمر “جنيف 2″، وخلال محاولة وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الخروج والوصول لسيارته، تزاحم حوله الصحافيون، وعلى الرغم من أن عددهم كان ليس قليلاً، إلا أن صوت صحافي واحد كان هو الأوضح والأكثر إصراراً على سماع جواب من وزير إعلام الأسد.

بدا صوت رامي جراح قوياً، ولهجته السورية كانت واضحة، وتوجه بسؤال واحد “من يقاتل داعش يا سيادة الوزير، من يرمي البراميل المتفجرة على حلب؟”.

سؤال كرره رامي 16 مرة خلال أقل من دقيقة ونصف في الفيديو الذي انتشر سورياً باسم “هروب وزير إعلام النظام من الحقيقة”، وكل ما فعله الوزير أنه أسرع خطاه وأشاح بوجهه دون أن ينطق ببنت شفة ولا حتى التفت إلى الصحافي.

سأل الصحافي “لماذا لا تضربون مقرات داعش في الرقة، أنا أستطيع أن أزودكم بإحداثيات مقراتهم كي تقصفونهم، أم أن النظام لا يقصف سوى الناس؟”، أيضاً بقيت تلك الأسئلة كما غيرها هائمة في الهواء تحمل إجابتها الواضحة دون أن تمتلك تأكيداً من وزير الأسد.

من البديهي أن وجود وزير الإعلام عمران الزعبي في الوفد بهدف التصريحات الإعلامية، ولكن يبدو أنه من البديهي أيضاً أن تلك التصريحات مخصصة فقط للحديث عن إرهاب العالم في سوريا، ومن غير المسموح التصريح حول النظام وممارساته هناك.

ربما اعتبر البعض أن بشار الجعفري كان أكثر شجاعة من وزير الإعلام عمران الزعبي في المعيار العام، وربما أكثر ارتكاباً للأخطاء من وجهة نظر النظام، إذ إنه ورداً على سؤال للصحافيين عن الصور التي انتشرت عن الـ11000 ألف معتقل الذين ماتوا تحت التعذيب في سجون النظام، لم ينكر وجود تعذيب في سوريا، ولكنه حمله على “الأخطاء الفردية”، ليستدرك سريعاً بأن هذا التعذيب يوجد مثله في أغلب دول العالم.

في مؤتمر جنيف وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم لا يحترم قوانين المؤتمر، ولا يلتزم بالوقت المخصص لكلمته التي تحولت لخطاب امتد لأكثر من نصف ساعة، ووزير إعلام النظام عمران الزعبي يضحك داخل القاعة، ولكنه يخرج مسرعاً متعجلاً دون أن يحاول أن يجيب عن سؤال صحافي سوري حول أولئك الناس الذين يموتون في سوريا، وحول القوى المتطرفة وتنظيم داعش، أما مندوب النظام الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فإنه يقر بوجود تعذيب في سوريا ولكنه “موجود في كثير من الدول”.

الجربا يطالب بتحقيق دولي في مراكز النظام الأمنية

رئيس الائتلاف: لدينا الأمل ببناء سوريا لتكون دولة قانون ومواطنة بين جميع السوريين

(مونترو) سويسرا – فرانس برس

طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، اليوم الأربعاء، بتحقيق دولي في المراكز الأمنية للنظام السوري، متهماً إياه بالقتل والتعذيب.

وقال الجربا بعد أن أعطي الكلام مجدداً في نهاية المؤتمر: “أطالب بتحقيق دولي عبر لجنة مستقلة تقوم بزيارة مراكز النظام الأمنية ومعسكرات اعتقاله التي تعمل على نشر الموت والتعذيب”.

ووصف الجربا مؤتمر “جنيف 2” بالفرصة التاريخية، وقال “نرى ممثل الأسد يرفض إيقاف القتل والإرهاب الذي تمارسه العصابات المسلحة الداعمة للنظام”.

وتابع قائلاً: “إن موقف النظام السوري بالإصرار على رفض “جنيف 2″ يغلق الباب أمام مفاوضات جدية يمكن أن تؤدي إلى حل سياسي لنخرج البلد من الكارثة التي أنزلها النظام بالشعب السوري”.

إلا أنه قال: “على الرغم من ذلك لدينا الأمل بأن نتمكن من بناء سوريا الدولة الحديثة لتكون دولة قانون ومواطنة بين جميع السوريين من دون تمييز”.

وفي مؤتمر صحافي عقده بعد نهاية المؤتمر، أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تأييده لإجراء مثل هذا التحقيق.

جنيف 2.. نشاط لجمع الحكومة مع المعارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شهدت أروقة مؤتمر مونترو الخميس حركة كثيفة لضمان مشاركة ممثلي الحكومة والمعارضة السورية في محادثات السلام المقررة الجمعة.

فقد عقد وسطاء دوليون الخميس سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع ممثلي الجانبين في محاولات استمرت 11 ساعة لضمان مشاركتهما في محادثات السلام في إطار مؤتمر جنيف 2.

والتقى المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي وفريق من الدبلوماسيين بشكل منفصل مع ممثلين لكل من الحكومة والمعارضة في سورية في جنيف، وذلك في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول إطار عمل لما ينتظر أن تكون المحادثات المباشرة الأولى بين الجانبين منذ اندلاع الاضطرابات في سورية في منصف مارس 2011.

وأعرب الإبراهيمي عن أمله في أن يجلس الطرفان في قاعة واحدة بحلول ظهر الجمعة، مؤكداً أن الطرفين مستعدان لبحث توسيع قنوات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين داخل سوريا، وتبادل الأسرى، وإعلان تهدئة في مناطق معينة في البلاد.

من ناحية ثانية، قال مراسلنا إن وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى مؤتمر جنيف 2 يعقد الخميس اجتماعاً مع السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، غير أنه لم يتم بعد الكشف عن فحوى الاجتماع.

وعلى الصعيد ذاته، قال أعضاء في وفد المعارضة السورية إن الائتلاف الوطني السوري يعتزم تقديم جدول زمني، يمتد من 3 إلى 6 أشهر لتشكيل هيئة حكم انتقالية.

وذكر عضو وفد الائتلاف أنس العبدة أن هذا الاقتراح سيتم تقديمه عندما تبدأ المفاوضات الرسمية في جنيف الجمعة، إذا قبلت حكومة دمشق فكرة السلطة الانتقالية.

وأكد العبدة أن الائتلاف لا يعارض طريقة المحادثات سواء كانت مباشرة أو عن طريق وسطاء، كاشفاً أن وفد المعارضة لديه أسماء مقترحة لعضوية الهيئة الحاكمة.

من ناحيته، أكد عضو وفد الائتلاف السوري المعارض إلى مؤتمر جنيف، برهان غليون، على ضرورة وجود آلية لوقف إطلاق النار في سوريا.

وشدد غليون في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، على أن وفد الائتلاف لن يدخل في أي مفاوضات لا تشمل تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

في الأثناء، يرى الائتلاف السوري المعارض أن مؤتمر مونترو صب لصالحه وفضح “بلطجية” نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال عضو الوفد السوري المعارض إلى جنيف-2 هادي البحرة الخميس في تصريح لوكالة فرانس برس “المؤتمر الذي انعقد أمس (الأربعاء) كان بالتأكيد لصالحنا. وصلتنا أصداء أن التأييد في الداخل السوري كان ممتازاً. للمرة الأولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف”.

وأشار إلى أن “معظم الدول المشاركة في المؤتمر قالت بوضوح إن الهدف هو الوصول إلى عملية انتقال سياسي وتشكيل حكومة انتقالية”.

شعبان لـCNN: على أمريكا مساعدتنا ضد الوهابية السعودية لمنع عودة بن لادن

هاجمت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، المعارضة السورية في مؤتمر جنيف، قائلة إنها تمثل مجموعة من “المجرمين” وكررت موقف دمشق بأن صور القتلى التي عرضت مؤخرا تعود إلى من وصفتهم بـ”الإرهابيين”

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — هاجمت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، المعارضة السورية في مؤتمر جنيف، قائلة إنها تمثل مجموعة من “المجرمين” وكررت موقف دمشق بأن صور القتلى التي عرضت مؤخرا تعود إلى من وصفتهم بـ”الإرهابيين” مضيفة أن بلادها تواجه خطر “الوهابية” السعودية، وأن على أمريكا مساعدتها.

وقالت شعبان، في مقابلة مع CNN من مكان وجودها في سويسرا للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، ردا على دعوة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، للرئيس بشار الأسد لمغادرة السلطة: “يجب عليكم طرح سؤال مختلف وهو هل يحق لكيري أن يقول للأسد بأنه غير قادر على إنقاذ سوريا أو الحفاظ عليها؟ هل يمكننا قول الأمر نفسه عن دولتكم الديمقراطية، أي أن نقول لرئيسكم أن عليه الرحيل عن السلطة وعدم إنقاذ البلاد؟ هل يحق لكيري قول ذلك أم أن هذا الأمر متروك للشعب السوري الذي يختار رئيسه؟ أليست هذه هي الديمقراطية؟ بالنسبة لي هذا موقف استعماري.”

ولدى سؤالها عمّا إذا كان ذلك يعني بأن سوريا اليوم دولة ديمقراطية قالت شعبان: “هل تعتقد أن هناك ديمقراطية حقيقة في أمريكا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الدول بهذه الطريقة؟ في سوريا هناك حرب وهناك إرهاب وحشي والشعب السوري يعاني وهناك الكثير من نزيف الدماء ولكننا لا نتدخل في شؤون دول أخرى مثل السعودية وتركيا وأمريكا.”

وعن إمكانية ملاحقة نظام بلادها بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحسب التقرير الذي عرضته عبر CNN الإعلامية كريستيان أمانبور لصور قتلى السجون السورية ردت شعبان بالقول: “هذه ليست مجرد صور بالنسبة لي بل هم أشخاص حقيقيون قتلتهم المجموعات الإرهابية بعد اختطافهم واغتصابهم.. يجب على المرء أن يكون في سوريا ليعرف ما الذي يجري على الأرض، لا يمكن لكريستيان أمانبور أن تكون في نيويورك أو واشنطن وتعرف الحقيقة.”

وأضافت شعبان: “أتذكرون قضية السلاح الكيماوي؟ هناك دراسة تشير الآن إلى عدم صحة الاتهامات ضد الحكومة السورية. علينا الإقرار أن هناك حملة كبيرة ضد الحكومة السورية جرت طوال السنوات الثلاث الماضية وهي تهدف في الواقع إلى تدمير سوريا وشعبها لصالح إسرائيل، هذه هي حقيقة ما يحصل في سوريا.”

ورفضت شعبان تأكيد خبراء في الأدلة الجنائية لصحة الصور قائلة: “هذه ببساطة كذبة كبيرة.. عليكم الانتظار لثلاثة أو أربعة أشهر وستعرفون القصة الحقيقية، المشكلة أن الشعب السوري هو ضحية للكثير من الأكاذيب التي تتردد من أجل تبرير الفظائع التي يتعرض لها عبر الحرب الجائرة التي تؤثر على حياته وبلده، وشعبنا قلق من محاولة خلف صراع إثني وديني في البلاد التي كانت ملجأ آمنا للنازحين طوال تاريخها.”

وتابعت المسؤولة السورية بالقول إن دمشق “لم تلجأ إلى استخدام السلاح الكيماوي” وأضافت: “هذه الأسلحة استخدمها الإرهابيون ونحن نعرف الدول التي تساعدهم، وهذه جريمة فظيعة تحصل ضد الشعب السوري عبر التدخل الخارجي المتمثل في السعودية وتركيا، وبمساعدة أمريكية للأسف. هناك رجل واحد في أمريكا يضلل الولايات المتحدة حول ما يجري في سوريا، وأظن أن عليكم وقفه عن ذلك، لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا المنوال.”

وعن المعارضة السورية قالت شعبان: “الذين شاهدناهم في المؤتمر لا يمثلون سوريا وشعبها بل يمثلون مجموعة من الخاطفين والمجرمين ، وإذا ما تقدموا في الانتخابات فأظن أنهم سيحصلون على أصوات عدد قليل جدا من الناخبين، هؤلاء ليسوا قادة المعارضة، هناك معارضة وطنية حقيقة داخل وخارج سوريا ترفض استمرار الدمار، هؤلاء يهتمون بسوريا وبوطنهم وشعبهم، ولكن للأسف لم توجه الدعوة إليهم للمشاركة في المؤتمر.”

وانتقدت شعبان تشتت المعارضة السورية قائلة: “الأمم المتحدة قالت إن هناك أكثر من 240 مجموعة مختلفة تقاتل في سوريا، والسؤال هو: من هم أولئك الذين يقاتلون في بلدنا؟ هؤلاء ليسوا قادة المعارضة، ومن يقولون لكم هذا الكلام في أمريكا يحاولون في الواقع تضليلكم، ولكن ما من شيء يسعنا فعله، نحن نريد حل المشكلة في بلدنا ونقوم بخطوات تعبر عن حسن نيتنا عبر المشاركة في مؤتمر جنيف، ولكن الحقيقة أن الحل يجب أن يُصنع داخل سوريا وليس في جنيف.”

وعن الأمور التي تتمنى حصولها بنتيجة مؤتمر “جنيف 2” قالت شعبان: “نتمنى أن يسير الجميع بما فيه مصلحة سوريا وشعبها ونتمنى أن تتوقف الدول التي تدعم الإرهاب عن ذلك، الوهابية ليست خطرا على سوريا فحسب بل على العالم بأسره، نحن لا نريد أن يظهر شخص مثل أسامة بن لادن من جديد ، ما نواجه في سوريا هو عقلية خطيرة ومدمرة تستهدف حداثة التفكير والعالم المتحضر والعيش المشترك ومساعدة الشعب السوري على مواجهة الفكر الوهابي المتطرق هو أقل ما يمكن لأمريكا فعله.”

وأبدت شعبان أسفها لما قالت إنها عملية تدمير لـ”المكان الوحيد الذي يتحدث لغة المسيح” في مدينة معلولا السورية، واختتمت المقابلة بالقول: “لقد تعرضت 11 راهبة للاختطاف على يد الإرهابيين، ومع ذلك ترى شخصا مسيحيا للأسف يدعمهم.. معظم ما يعرض في الإعلام غير صحيح ولا يعكس الحقيقة.”

أمريكا ردا على وليد المعلم: فن البلاغة لن يغير شيئا

 واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— ردت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، على الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في مؤتمر جنيف الثاني، بأن “البلاغة بالكلام لن يغير شيئا.”

وقالت جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الامريكية: “عوضا عن تقديم نظرة إيجابية لمستقبل سوريا المتعددة والتي تحترم حقوق الجميع، يختار النظام السوري خطابا ملهبا للمشاعر.”

واضافت بساكي في بيان الخارجية الأمريكية: “تبقى الحقيقة بأن التداعيات الكارثية والمصنوعة من قبل النظام السوري على أرض الواقع لن تغيرها الكلمات غير الدقيقة.”

وتابعت بساكي قائلة: “التغير سيحصل من خلال تطبيق بيان مؤتمر جنيف الأول وتأسيس حكومة انتقالية ومن خلال اتخاذ خطوات حقيقية بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية للخفيف على السوريين الذين يعانون بالدرجة الأولى.”

كيري بجنيف2: لا يمكن تحقيق السلام طالما بشار الأسد بالسلطة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال وزير الخارجية الأمريكي، الأربعاء، إنه لا يمكن تحقيق السلام طالما أن الرئيس السوري، بشار الأسد مستمر في السلطة، وذلك في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر جنيف الثاني.

وتابع كيري قائلا: “الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، والمفاوضات للوصول لحلول صعبة تتطلب وقتا طويلا من المباحثات والنقاشات.”

وبين كيري أن “كل الأطراف باستثناء طرف واحد متوافقون حول تطبيق بيان جنيف1، في الوقت الذي يجمع فيه المشاركون على ضرورة تسريع عملية الوصول إلى حل سريع للأزمة.”

واشار كيري إلى أن “النظام السوري تدعمه إيران ومنظمة إرهابية تجاوزت الحدود من لبنان إلى سوريا، وأن ما يحصل في سوريا يجعلنا نقف أمام أسوء مأساة إنسانية في العالم في العصر الحديث.”

وحول الملف الإيراني، قال كيري: “إيران لديها القدرة للمساعدة في حل الأزمة السورية.”

الجعفري بجنيف2: غياب إيران خلق عدم توازن والسعودية تنقل إرهابيين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الأربعاء، إن غياب إيران عن مؤتمر جنيف2، خلق حالة من عدم التوازن مؤكدا أن بلاده وجهت العديد من الرسائل لمجلس الأمن وللأمين العام للأمم المتحدة منذ بداية الأزمة بسوريا.

وتابع الجعفري قائلا في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء الجلسة الثانية لمؤتمر جنيف: “إن المملكة العربية السعودية ترسل ثلاث طائرات لنقل إرهابيين من اليمن إلى سوريا عبر تركيا، إلى جانب الاختراقات العديدة التي لقطر وتركيا وكلها تم تدوينها وارسالها برسائل يصل عددها إلى 500 رسالة وزنها 20 كيلوغراما.”

وشدد الجعفري على أن “الشعب السوري هو الطرف الوحيد الذي يقرر مستقبل سوريا والأمر لا يعود لرأي وزير أو غيره، ونحن لن نستقي دروسا من أي طرف أو من أي جهة، وليس هناك سبيل لتلقي آراء متضاربة، والخطاب الذي سمعتموه من غير هو غير مثمر وغير واقعي.”

واوضح الجعفري “ما نريده من مؤتمر جنيف هو المساعدة لوقف الإرهابيين وتمويلهم وبحسب مجلس الأمم فإن القانون يحظر تمويل أي جماعة إرهابية، لدينا ترسانة قانونية كاملة منطلقة من القانون الأممي وعلى الكل أنم يشارك لإنهاء هذه العملية.”

كي مون والإبراهيمي: لم نتوقع اختراقا بأزمة سوريا والعمل الصعب الجمعة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أعرب كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والمبعوث الأممي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، الأربعاء، عن عدم وجود توقعات مسبقة لتحقيق اختراق كبير في ملف الأزمة السورية في اليوم الأول من اجتماعات مؤتمر جنيف.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة في المؤامر الصحفي المشترك مع الإبراهيمي: “العمل الصعب يبدأ الجمعة في جنيف لكنه الطريق الصحيح لإنهاء هذا النزاع.”

واضاف كي مون: “ليس هناك أي شخص لا يدرك أهمية صعوبة الموضوع وتطلب الأمر ثلاث سنوات لجمع قطبي سوريا للمحادثات.. وهذه المرة الأولى التي نجتمع فيها، وخلال لقائي بوليد المعلم والجربا لم أتطرق للمشاكل بينهما، ولكن بالتفكير بمستقبل سوريا.”

من جهته قال الإبراهيمي: “وفد المعارضة السورية لم يتشكل إلا قبل أيام، سأجتمع مع الطرفين على انفراد لدراسة كيف ستتم النقاشات وهل سيتم في غرفة واحدة أم منفصلة في البداية على مدى أيام.”

الجربا: نقاتل حزب الله وإيران.. والأسد يقصفنا ليحمي داعش

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) —  شن أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هجوما قاسيا على نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، فاتهمه بدعم تنظيم القاعدة من خلال ضرب مقار الجيش الحر، وكذلك إدخال “المرتزقة” من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وتحدى وفد النظام السوري التوقيع على ا

وقال الجربا، في كلمته أمام مؤتمر “جنيف 2″، والتي رد في جانب منها على اتهامات وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، إن السوريين “يعرفون الإرهابيين جيدا” مضيفا أن اللجوء إلى السلاح جاء “للدفاع عن النفس والعرض والأهل” مضيفا: “من منا أيها السيدات والسادة لا يغضب إذا انتهك عرضه أو قتل أطفاله بين يديه؟”

وذكّر الجربا بالمرات السابقة التي عرض خلالها المعلم لتسجيلات فيديو حول “إرهابيين أجانب” يقاتلون في سوريا اتضح لاحقا عدم دقتها، كما ندد بممارسة روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن  الدولي لوقف القرارات الموجهة ضد دمشق قائلا إن الفيتو “ذبح” السوريين.

وأكد الجربا رفض المعارضة السورية للتصنيفات الطائفية، مشيرا إلى أن اللجوء إلى السلاح للدفاع عن النفس “خيار فرضه نظام بشار الأسد على السوريين” واعتبر أن المعارضة السورية تلقت “خيبات متتالية من المنظومة الدولية برمتها.”

وتطرق الجربا إلى قضية المقاتلين الذين يصفهم النظام بـ”الإرهابيين” قائلا: “ها هو ذا جيشنا الحر يسطر على مدار الساعة أروع البطولات في مواجهة مرتزقة الإرهاب الدولي الذين استقدمهم الأسد وعلى رأسهم إرهابيو حزب الله.. كما يواجه جيشنا الحر الحرس الثوري الإيراني.. أما داعش فتلك حكاية أخرى. وأنتم تعلمون وترون مآثر الثورة في مواجهة هذا التنظيم الذي سهل له نظام الأسد، ومكّنه في سورة بطرق مباشرة وغير مباشرة، ولا زالت طائرات الأسد حتى اليوم تلقي براميلها الحارقة فوق قوات الجيش الحر لتمنعه من التقدم في معاركه مع داعش.”

وتأكيدا منه على رغبة المعارضة السورية في التوصل إلى حل سياسي طالب الجربا وفد الحكومة السورية بـ”التوقيع الفوري على وثيقة جنيف 1 بحضوركم جميعاً الآن، لنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية، والأمن والجيش والمخابرات، إلى هيئة الحكم الانتقالية” وتوجه إلى الحضور بالقول: “سؤالي واضح ومباشر: هل لدينا هذا الشريك؟”

وشدد الجربا على أن مطلب المعارضة السورية بتنحية الأسد، معتبرا أن الحديث عن بقائه بأي صورة من الصور في السلطة هو “خروج بجنيف 2 عن مساره” ونبه إلى أن المعارضة “ليست بوارد مناقشة أي أمر في عملية التفاوض قبل البت الكامل بهذه التفاصيل وفق إطار زمني محدد ومحدود.”

لافروف: يجب مكافحة الإرهاب بسوريا والصراع عزز التناقضات داخل الإسلام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأطراف المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” إلى المساهمة في مساعدة الحكومة السورية والمعارضة على مكافحة ما وصفه بـ”الإرهاب”، مشيرا إلى أن موسكو تريد بقاء سوريا موحدة وعلمانية، ورفض التقرير المسبق لنتيجة المؤتمر، كما حذر من احتدام التناقضات داخل الدين الإسلامي بسبب النزاع بسوريا.

وقال لافروف، في الكلمة التي ألقاها في لفتتاح مؤتمر “جنيف 2” في مدينة مونترو السويسرية: “ندعو جميع المشاركين بالمؤتمر ليفعلوا كل ما بوسعهم لمساعدة الحكومة السورية والمعارضة على توحيد الجهود لاجتثاث الإرهاب”.

وتابع لافروف بالقول إن النزاع في سوريا بات يهدد بتحول سوريا إلى “بؤرة للإرهاب الدولي” واتهم من وصفهم بـ”المتطرفين الذين يتوافدون إلى سوريا من أنحاء العالم” بنشر الفوضى وتدمير البنية الثقافية والسكانية.

وعبر الوزير الروسي عن قلقه إزاء “احتدام التناقضات داخل الإسلام” بسبب النزاع في سوريا، كما قال إن المؤتمر هو “محل اهتمام كل العالم ويلقي مسؤولية تاريخية على عاتق كل الدول” وأضاف: “مهمتنا هي التوصل إلى انهاء الأزمة في سوريا التي جلبت الكثير من الألم للشعب السوري وعدم نقل المشكلة إلى دول الجوار.”

وحض لافرورف على التعامل “بحسن نية” مع المفاوضات، وطالب بعدم لتدخل في الشؤون الداخلية السورية واحترام سيادة سوريا، قائلا: “نريد بقاء سوريا دولة موحدة وعلمانية، ونطلب من كل طرف عدم تحديد نتائج مسبقة للحوار.”

كما رأى أن مقررات جنيف السابقة تقضي بـ”التوصل إلى حل وفقا لرؤية الشعب السوري،” وحذر من أن المفاوضات لن تكون سريعة أو سهلة، كما انتقد غياب إيران والمعارضة الداخلية السورية عن المؤتمر .

قيادي بهيئة التنسيق: جنيف2 يرسخ فكرة الصراع على سورية

روما (23 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اعتبر قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي أن المعارضة هي الطرف “الأضعف” في مؤتمر جنيف2، ورجّح أن تدفع الاخيرة “ثمناً غاليا”، منوها بأن المؤتمر يرسّخ فكرة “الصراع على سورية” بدلاً من ترسيخ فكرة الصراع الاجتماعي السياسي الراهن في البلاد

ورأى رئيس هيئة التنسيق في المهجر هيثم مناع في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن مشكلة جنيف2 هو أنه “يسير باتجاه خطير لترسيخ فكرة الصراع على سورية أكثر من ترسيخ فكرة الصراع الاجتماعي السياسي الذي انطلق في 18 آذار/مارس من درعا جنوب سورية من أجل تغيير ديمقراطي بالبلاد ومن أجل الانتقال من دولة الأمنية إلى دولة القانون والمواطنة”

وتابع “كل النقاشات التي تجري في جنيف، قبله وخلاله، هي في إطار الصراع على سورية بين محورين ولا تجري في إطار الصراع في سورية وأهمية التغيير الديمقراطي”. وأضاف “لو كان إعلان جنيف هو الأساس بالفعل لهذا المؤتمر لكان المؤتمر احترم المادة الاولى منه، التي تقول إن على فريق العمل الراعي التواصل مع كل أطراف المعارضة من أجل تشكيل وفد وازن ومقنع وتمثيلي الشعب السوري”. وأشار مناع إلى أن “الطرف الأمريكي أصر أن يكون الطرف الثاني موال له، أي أن يحضر بجماعته لكي يقود صراعاً مع الآخر باعتباره جماعة الطرف الروسي، وهنا لم يتم الاقتصار على الائتلاف وإنما لـ 55% منه لأن 45% منه قد غادروه، وهذا مخالفة لإعلان جنيف1، ومخالفة إعلان جنيف 1 يعطي الجانب الآخر الفرصة لعدم احترام بقية بنود الإعلان”

وبشأن توقعاته، قال القيادي في هيئة التنسيق “بهذه الظروف وبهذه الأوضاع وبالطريقة المتسرعة التي تم فيها عقد المؤتمر وبالخلافات الواسعة بين كل الأطراف وبتمزق المعارضة ستكون المعارضة السورية الطرف الضعيف، وستدفع المعارضة الثمن الأغلى، وقد بدأنا ندفعه بالفعل بتمزيق الائتلاف وتعميق الخلافات بين أطراف المعارضة السورية”

يشار إلى أن الأمم المتحدة لم توجّه لهيئة التنسيق دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي، فيما رفض الائتلاف التنسيق معها واقترح ضم عضوين بالاسم للوفد المفاوض بشكل شخصي، الأمر الذي رفضته قيادة الهيئة

موفد الفاتيكان بجنيف2: إلقاء فوري وغير مشروط للسلاح في سورية

الفاتيكان (23 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

جدد الكرسي الرسولي الدعوة لـ”وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط، ووضع حد للعنف في سورية”، حسبما جاء على لسان المونسنيور سيلفانو ماريا توماسي، رئيس الوفد الفاتيكاني المشارك في كلمة خلال اليوم الافتتاحي للمؤتمر الدولي للسلام في سورية

وأضاف المونسنيور توماسي وهو المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، أنه “ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية”، مبينا أن “الكرسي الرسولي على اقتناع تام بأن العنف لا يؤدي إلى أي حل سوى إلى الموت والدمار ومحو المستقبل”، وشدد على أن “الأموال المستثمرة في الأسلحة ينبغي توجيهها نحو المساعدات الإنسانية”، وأن “الوقف الفوري للعنف يصب في مصلحة الجميع وهو واجب إنساني يمثل الخطوة الأولى نحو المصالحة “حسبما نقل عنه بيان فاتيكاني صدر اليوم الخميس

وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأنه “إلى جانب مآسي الأزمة الحالية، قد تبرز فرص جديدة وحلول حقيقية لسورية ودول جوارها، وقد يتمثل النهج الصحيح للتعامل مع الأزمة بالإعتراف بأن وجود التنوع الثقافي والعرقي والديني والتعددية، لا ينبغي يكون عاملا سلبيا أو ما هو أسوأ من ذلك كأن يكون مصدرا حتميا للصراع”، بل أن “يعتبر بمثابة فرصة لكل فرد وجماعة لتقديم مساهمتها الخاصة في سبيل تحقيق الصالح العام وتنمية مجتمع أكثر غنى وجمالا “وفق ذكره

وإذ ذكَّر بدعوة البابا إلى الصلاة والصوم من أجل السلام في سورية، إختتم المونسنيور توماسي بالإشارة إلى أن “الشعب السوري عاش معا بسلام على مدى التاريخ ويمكنه العودة إلى ذلك” على حد تعبيره

الائتلاف الوطني السوري يدعو لضغوط دولية على النظام “لا تقتصر على الدبلوماسية

روما (23 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على النظام الحاكم في دمشق لا تقتصر على الدبلوماسية كي يرضخ لـ”مطالب الشعب السوري بتسليم السلطات لهيئة انتقالية كاملة الصلاحيات” خلال مفاوضات مؤتمر جنيف2

ورأى الائتلاف في بيان غداة إنطلاق المؤتمر الدولي في سويسرا للبحث عن حل تفاوضي للأزمة السورية أن “استمرار نظام الأسد بحملات القتل والقصف والإجرام بالتوازي مع التمسك بالسلطة” يؤكد “إصراره على إفشال جميع مبادرات الحل السياسي، والعمل على المناورة حولها طالماً كان ذلك ممكناً”. وأشار إلى أن ذلك “يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التي لا يمكن الوفاء بها ما لم تعمد الدول الفاعلة إلى إجبار النظام على الرضوخ”، وفقا للبيان

وأضاف البيان “لقد تابعت قوات الأسد قصف المدن والبلدات والقرى دون اكتراث بالمؤتمر المنعقد في سويسرا”، حيث “وثقت مراكز حقوقية في اليوم الأول من مؤتمر جنيف2 سقوط 33 شهيداً منهم 6 أطفال و11 امرأة، مع التحقق من استشهاد 3 منهم تحت التعذيب في أقبية السجون” بسورية

واعتبر الائتلاف “إن الاستراتيجية المعتمدة من قبل النظام باتت واضحة بشكل لا لبس فيه، سيستمر القتل، وستتساقط البراميل، ولن يتم تقديم أي تنازل من أي نوع ما دام ذلك ممكناً، أي ما دامت الضغوط تقف عند الحدود الدبلوماسية”. وأردف “هذا ما انكشف تماماً عندما قدم النظام التنازل الضروري الكافي لتجنب الضربة الأمريكية العقابية بعد استخدامه الشنيع للسلاح الكيميائي، خلاصة اعتبرها النظام ترخيصاً للاستمرار في قتل السوريين بالبراميل والسكاكين طالما أنه السلوك المباح الذي يحظى بقبول دولي”، حسب البيان

الرئيس الإيراني روحاني يقول في دافوس إن الانتخابات الحرة هي أفضل حل للأزمة السورية

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الانتخابات الحرة والنزيهة هي أفضل حل للأزمة في سوريا.

وأضاف روحاني، الذي كان يتحدث، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في منتجع دافوس في سويسرا، إن الشعب السوري وحده هو من يقرر مستقبله دون أي نفوذ من القوى الخارجية.

وكان روحاني قد صرح قبل توجهه إلى دافوس بأن المحادثات بشأن الصراع في سوريا المعروفة باسم جنيف 2 قد يكون مصيرها الفشل بعد سحب الأمم المتحدة لدعوة كانت قد وجههتها إلى إيران للحضور.

أما الأمم المتحدة فقالت إن طهران رفضت قبول علانية لفكرة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

ويعد روحاني أول رئيس إيراني منذ نحو عقد، يحضر منتدى دافوس السنوي الذي يضم قادة العالم، وكبار رجال الأعمال، والصحفيين، والأكاديميين.

اجتماعات منفصلة

وتأتي تصريحات روحاني في الوقت الذي يعد فيه المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لعقد مشاورات منفصلة مع ممثلي طرفي النزاع في سوريا الذين يحضرون مؤتمر السلام في سويسرا.

وكان الإبراهيمي قد أقر بأنه لا يزال لا يعلم إن كان أعضاء الوفدين سيقبلون الجلوس معا في الغرفة نفسها عندما تبدأ المفاوضات الرسمية بينهما الجمعة.

لكنه أضاف أن الحكومة السورية والمعارضة كلتيهما أظهرتا استعدادا للتنازل بالنسبة لوقف إطلاق النار في بعض المناطق في سوريا للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية.

موقف الصين

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأربعاء إن المحادثات التي تجري بهدف إنهاء الحرب في سوريا يجب أن تتناول كل الموضوعات مثار الاهتمام للجانبين، بما فيها مستقبل الرئيس بشار الأسد.

وقال الوزير ردا على سؤال عن مستقبل الأسد في محادثات السلام السورية “كل القضايا مثار اهتمام الجانبين يجب أن تطرح للحوار، بما في ذلك القضية التي ذكرتها للتو”.

ولكنه أشار إلى أن المحادثات يجب أن تبدأ بمعالجة القضايا الأسهل، ثم تنتقل إلى القضايا الأكثر صعوبة.

وأضاف “اعتقد أن كل القضايا يجب أن تحل، ويمكن حلها، طالما أن المفاوضات مستمرة دون تعطيل، وطالما أن الحوار يتعمق، والثقة بين الأطراف تتزايد”.

وكانت الحكومة السورية والمعارضة قد عبرتا عن العداء المتبادل في أول لقاء لهما الأربعاء. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن مستقبل الأسد ليس مطروحا للنقاش.

وقال “لا أحد فى هذا العالم له الحق فى إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أى شيء فى سوريا إلا السوريون أنفسهم”.

وقال وزير الخارجية الصيني إنه في مستهل محادثات السلام التي ستبدأ في جنيف الجمعة بشكل جاد يتعين على المجتمع الدولي أن يضغط على الطرفين لوضع إطار يحدد اتجاه المفاوضات والمبادئ التي تستند إليها.

نصح وزير الخارجية الصيني وانغ يي أطراف الصراع في سوريا ببناء الثقة بينهما أولا.

وقال “لا ينبغي أن يغرقوا أنفسهم في البداية في الجدل أو في المناقشات حول قضايا تتباعد مواقفهما إزاءها بشدة”.

ونصح الوزير الطرفين بالسعي جاهدين من أجل التوصل إلى “نتائج مبكرة” لبناء الثقة، مثل الإفراج عن سجناء، والتوصل لاتفاقيات لوقف إطلاق النار على النطاق المحلي، والتعاون لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وقال وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي إن الطرفين على استعداد لبحث هذه القضايا.

وردا على سؤال عن إمكانية إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، قال وانغ إن الصين متعاطفة بشدة مع محنة مليونين و400 ألف لاجئ سوري، لكن من الخطأ تسييس القضية الإنسانية.

وأضاف “إن عملية تقديم المساعدات الإنسانية، بشكل عام، تمضي بسلاسة في الوقت الحالي، أعتقد أنه لا توجد صعوبات أو عقبات مستعصية في عملية توصيل المساعدات الإنسانية”.

BBC © 2014

الإبراهيمي يلتقي وفدي الحكومة والمعارضة السورية لإنقاذ محادثات السلام

مونترو (سويسرا) (رويترز) – يعتزم المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لقاء وفدي الحكومة السورية والمعارضة في منتجع مونترو المطل على بحيرة جنيف يوم الخميس في مسعى لإنقاذ محادثات السلام بعد بداية متأزمة والتركيز على وقف إطلاق النار في بعض المناطق وتبادل السجناء بدلا من التوصل لاتفاق سياسي.

وهيمنت الحرب الكلامية بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وخصومها على اليوم الأول من المحادثات يوم الأربعاء. واجتمع الطرفان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات وتبادلا الاتهامات بارتكاب أعمال وحشية ولم يبديا أي مؤشر على استعدادهما للتوصل إلى تسوية.

ورغم هذا الاحتدام لا يزال المسؤولون يأملون في إنقاذ العملية بالبدء بإجراءات أكثر بساطة وعملية لتخفيف معاناة الملايين في سوريا خاصة من يعيشون في المناطق التي لم تصلها المساعدات الدولية.

وقال الإبراهيمي “لدينا بعض المؤشرات الواضحة إلى حد ما تبين أن الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين وتحرير السجناء ووقف إطلاق النار في مناطق بعينها.”

ويعتقد أن ما يربو على 130 ألف شخص قتلوا ونزح نحو ثلث سكان سوريا البالغ عددهم 22.4 مليون نسمة من منازلهم ويحتاج نصفهم إلى المساعدات الدولية ومن بينهم مئات الآلاف في مناطق معزولة بسبب القتال.

وشهدت جلسة الافتتاح يوم الأربعاء دفاع كل من القوى العالمية بقوة عن الطرف الذي تؤيده في الصراع السوري حيث ضمت دول غربية وعربية وتركيا صوتها إلى صوت المعارضة في المطالبة بتشكيل حكومة انتقالية لا يشارك فيها الأسد.

بينما قالت روسيا الداعم الرئيسي للرئيس السوري إن المحادثات يجب أن تركز على محاربة “الإرهاب” وهو وصف تطلقه الحكومة السورية على جميع معارضيها المسلحين.

واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم مقاتلي المعارضة باغتصاب النساء القتلى وقتل الأجنة وأكل الأعضاء البشرية مما أثار انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لاستخدامه نبرة تأجيجية.

وقال “في سوريا أيها السادة تبقر بطون الحوامل وتقتل أجناتها وتغتصب النساء أثناء حياتها وبعد مماتها… في سوريا أيها السادة يذبح الرجال أمام أطفالهم تحت مسمى الثورة.”

ورفض المعلم أيضا أي اقتراح ينطوي على رحيل الأسد عن السلطة قائلا إنه “لا أحد فى العالم له الحق فى إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أى شيء فى سوريا إلا السوريون أنفسهم وهذا حقهم وواجبهم الدستورى”. وشددت دول غربية وعربية على ضرورة رحيل الأسد.

ولن تبدأ المفاوضات الرئيسية المتوقع أن تستمر أسبوعا قبل الجمعة مما يعطي الوسطاء يوما لتهدئة الوضع والتركيز على خطوات عملية.

ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي مع الوفدين السوريين كل على حدة يوم الخميس في منتجع مونترو المطل على بحيرة جنيف. وبدءا من يوم الجمعة ستنتقل المحادثات إلى مدينة جنيف حيث سيتنقل الإبراهيمي بين الوفدين.

وقال هيثم المالح أحد مفاوضي المعارضة إن الحالة المزاجية إيجابية رغم صعوبة اليوم الأول. وتحدث المالح عن عملية مقسمة على مرحلتين يتم فيها أولا الاتفاق على خطوات عملية مثل تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في بعض المناطق وسحب الأسلحة الثقيلة وإقامة معابر إنسانية ثم النظر بعد ذلك إلى المستقبل السياسي.

ورغم ذلك تظل المحادثات هشة في ظل تهديد الجانبين بالانسحاب حيث تقول الحكومة إنها لن تناقش رحيل الأسد بينما تقول المعارضة إنها لن تستمر ما لم يكن رحيل الأسد هو أساس المحادثات.

وقال المالح إن هناك استعدادا دوليا لإنجاح المؤتمر لكن المعارضة لا تعلم ماذا سيحدث مضيفا أنه من المحتمل أن تنسحب الحكومة وأن المعارضة ستنسحب إذا أخذت محادثات جنيف منحى آخر وانحرفت عن مسار الانتقال السياسي تجاه رواية الحكومة التي تقول إنها تحارب “الإرهاب”.

وهون وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من شأن تبادل الاتهامات الذي بدأت به المحادثات مؤكدا على الجانب الإيجابي.

وقال لافروف للصحفيين “كما كان متوقعا خرج الطرفان ببيانات انفعالية إلى حد ما.. ألقى كل منهما باللوم على الآخر.”

لكنه أضاف “للمرة الأولى في الصراع الدموي المستمر منذ ثلاث سنوات … وافق الطرفان على الجلوس إلى مائدة التفاوض برغم كل الاتهامات بينهما.”

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أحد أشد مؤيدي المعارضة “الأمل موجود ولكن ضعيف. يجب أن نواصل لأن حل هذا الصراع السوري المروع سياسي ويحتاج منا أن نواصل المناقشات.”

ومن بين المشكلات الكثيرة التي تواجه العملية أن وفد المعارضة لا يضم الجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة التي تسيطر على معظم الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ووصفت المشاركين في المحادثات بالخونة.

وانقسمت صفوف المعارضة المسلحة حيث قتل المئات خلال الأسابيع الماضية في معارك بين فصائل متناحرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة. ودعا ايمن الظواهري زعيم القاعدة المقاتلين الاسلاميين الى الاتحاد.

من دومينيك ايفانز وسامية نخول

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

أكراد سوريا يرسمون ملامح استقلالهم وسط الصراع المحتدم

القامشلي (سوريا) (رويترز) – في الركن الشمالي الشرقي من سوريا بدأت تظهر ملامح منطقة مستقرة وسط الحرب الاهلية.. فهنا يدور الحديث عن البناء وليس القصف.

أطلق زعماء محليون مشروعات لتنشيط مظاهر الحياة الطبيعية وتشجيع الناس على البقاء. كما عمدوا إلى تأسيس ادارة اقليمية وينتجون وقودا رخيصا ويوفرون الدعم لبذور المحاصيل ويحاولون اعادة الكهرباء الى منطقة كان انقطاع التيار فيها يستمر لنحو 24 ساعة في اليوم. وتمكنوا حتى الان من صد قوات الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلي المعارضة الساعين للاطاحة به.

ومن يديرون الامور الان هنا الان هم الاكراد الذين يمثلون غالبية السكان في أجزاء من شمال سوريا وشرق تركيا وشمال العراق وغرب ايران.

وقال مدرس يبلغ من العمر 30 عاما ويدعى هاردين وهو يرتعش من البرد مع تساقط الامطار على جنازة مقاتل كردي “ليس لدينا كهرباء ولا ماء. يوجد نقص في الغذاء.. كانت عقولنا وأرواحنا تحت القمع في الماضي أما الان فأحلامنا تتحول الى حقيقة. هذا هو وقت الاكراد. ان الرجوع لما كنا عليه ليس مطروحا. سيكون خيانة لمن ضحوا بحياتهم.”

ولا يزال 30 مليون كردي يعيشون في المنطقة منذ سنوات هم أكبر مجموعة عرقية بدون وطن مستقل في العالم. ويستثنى من هذا أكراد العراق الذين طردوا القوات العراقية في التسعينات عندما فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا منطقة حظر طيران ضد الرئيس الراحل صدام حسين وأسسوا اقليما يحظى بالحكم الذاتي الفعلي.

ويستشعر بعض أكراد سوريا البالغ عددهم 2.2 مليون شخص فرصة لاتخاذ خطوة أخرى تجاه تحقيق الحلم القديم بإقامة دولة “كردستان” المستقلة.

وأعلن الاكراد السوريون حكومة اقليمية في المنطقة يوم الثلاثاء عشية محادثات سلام تعقد في سويسرا لتحقيق السلام في سوريا. واتخذت الخطوة بعد رفض القوى الدولية طلب الاكراد ارسال وفد خاص بهم الى محادثات السلام.

ويصر الزعماء المحليون أنهم لا يخططون للانفصال وإنما يعدون دستورا محليا ويهدفون إلى اجراء انتخابات في أوائل العام الحالي. ويقولون ان هذا ليس استقلالا ولكنه “إدارة ديمقراطية محلية”.

وبغض النظر عن المسمى فإن ما يحدث يساهم في تعقيد حرب تنذر باعادة رسم الشرق الاوسط. وانقسمت سوريا الى دويلات لكن لم تظهر أدلة كثيرة على تحقيق أي طرف انتصارا واضحا في الصراع.

وتخشى سوريا وجارتها تركيا أن يمهد تمدد الحكم الذاتي الطريق أمام الانفصال. وأغلقت تركيا حدودها مع سوريا في محاولة لاحتواء مثل هذه الخطوة. وعززت أنقرة التي تحارب تمردا كرديا منذ عقود سورا من الاسلاك الشائكة على طول أجزاء من الحدود مع المناطق السورية الكردية. وأثارت خطط بناء جدار في المنطقة احتجاجات كردية كبيرة.

ولأنقرة وطهران وبغداد ودمشق تاريخ في قمع الطموحات الكردية وبلا رحمة في كثير من الاحيان. لكن في ضوء الصراعات الداخلية التي تمزق سوريا والعراق ومحاولة تركيا تحقيق السلام مع أكرادها يرى أكراد سوريا فرصة في المطالبة بالاحقية في أراض يقولون إنها ملكهم.

ولم يعد السكان يطلقون على المنطقة شمال شرق سوريا وانما “روج افا” أو غرب كردستان.

وفي بلدة القامشلي السورية الحدودية القريبة من الحدود مع تركيا تحدث الصحفي محمد شارو عن شعور بدا يظهر باستعداد مجتمع الاكراد لتحدي الحدود الرسمية. وقال “احتج الاكراد في تركيا على جدار تركيا المقرر كما عبرنا عن احتجاجنا على الجانب الاخر في سوريا.. وما اشعر به الان هو أن دعوهم يبنون الجدار.. هذا الشيء الذي يسمونه حدودا لم يعد موجودا بالفعل.”

بلدة تلو الأخرى

يمثل أكراد شمال شرق سوريا منذ وقت طويل إحدى أفقر الاقليات وأكثرها تعرضا للقمع في البلاد حيث لا يتمتعون بحقوق رسمية في الاراضي الخصبة التي يعيشون فيها وليس لهم حقوق في احتياطيات النفط فيها. كما حظرت اللغة الكردية التي اعتبرت تهديدا لحكم الأسد القومي العربي. وحرم الالاف من استصدار أوراق هوية رسمية. والكثير من قرى المنطقة ليست سوى متاهة من الاكواخ الطينية.

وأضافت قرابة ثلاثة أعوام من الحرب الاهلية السورية والصراع الذي راح ضحيته أكثر من مئة ألف شخص وتشرد بسببه ستة ملايين آخرين إلى الحرمان المادي للاكراد لكنها حررتهم من الناحية المعنوية.

وبينما كانت قوات الاسد تتخبط في قتالها لمقاتلي المعارضة في غرب سوريا كان زعماء الاكراد يسيطرون تدريجيا على أراض. وقال الدار خليل العضو الكبير في حزب الاتحاد الديمقراطي أقوى فصيل سياسي في المنطقة الكردية السورية “بلشنا (بدأنا) من وين؟ ضيعة عالحدود العراقية… حطينا حاجز صغير هيك…ومن حاجز لحاجز وحاجز لحاجز لفجأة صار عندنا منطقتين: القامشلي والحسكة.”

ويمكن الان للزائر الذي يحصل على تصريح من حزب الاتحاد الديمقراطي التنقل لمسافة 200 كيلومتر تقريبا من المناطق الخضراء على الحدود مع العراق إلى السهول المنبسطة خارج بلدة رأس العين حيث تنتهي الاراضي الكردية. ومثل هذه الحرية في التنقل مستحيلة في معظم باقي أجزاء سوريا حيث تسيطر الحكومة أو فصائل المعارضة المتباينة على بلدات بل وطرق مختلفة في بعض المناطق.

وظهرت عودة شعور الاكراد بهويتهم جلية في الجنازة حيث احتفل المشيعون وأنشدوا أغنيات عن “كردستان” و”الحرية” في ملمح لم يكن يخطر على بال أحد قبل الانتفاضة على حكم الاسد.

خارج منطقة المقابر بدت الحقول البنية جاهزة للزرع. وفي بلدة عامودا أدى رجل يدعى بشير سليمان دوره الصغير في الكفاح من أجل الحكم الذاتي. وقف سليمان بجوار مولد كبير للكهرباء ركبه في سوق واختلط صوته بأصوات أبواق السيارات والزبائن الذين فحصوا الخضروات واصطفوا لشراء الخبز في ميدان بوسط البلدة.

ورغم تصدي القوات الكردية لمعظم أعمال العنف في شمال شرق سوريا يوجد عجز في المواد الاقتصادية الاساسية بما في ذلك الكهرباء. ويرأس سليمان شركة جديدة للكهرباء تدعى روناك وهو اسم ينطوي على تفخيم لمجموعة تحاول تأسيس شبكة للكهرباء باستخدام امدادات مهربة ومسروقة.

وقال سليمان “في كابلات اشتريتهن من مهربين… في البعض منن اشترون شرو من هالمجموعات اللي نهبو. أخدنا من هالمجموعات قسم كانوا تابعين لشركات عامة.”

وأضاف “هذه الشركات اللي كان لها عقود مع الدولة توقفوا يعني كانت شركات إنمائية إنشائية توقفوا وكانت هي المولدات موجودة عندن فقسم منن نصب ضمن مجموعات مسلّحة. بعتنا وفد اللي كان لها علاقة راحوا عالشرق واشتروا هيدول من هيدول المجموعات وجابوهن.”

ويستمر التيار الكهرباء في المناطق الرئيسية بعامودا الان لنحو عشر ساعات في اليوم مقسمة على النهار والليل.

المسألة النفطية

كان من الممكن أن يعزز النفط طموحات الاكراد لكن الانتاج توقف بعدما بدأت الجماعات المسلحة في سرقة الخام من خطوط الانابيب التي تؤدي إلى معامل تكرير تسيطر عليها الحكومة في المناطق الساحلية ومناطق وسط سوريا. وللتعويض عن ذلك صادر حزب الاتحاد الديمقراطي مخزونات كبيرة من الخام وقام بتكريره لصناعة بنزين لجرارات المزارعين ومواقد التدفئة. ويبيع الحزب الوقود بسعر 30 ليرة فقط للتر أي أرخص مما يمكن أن تقدمه حكومة الأسد.

والى جانب تشكيل الكيانات العسكرية والسياسية أنشأ الحزب أيضا شركة نفطية هي سادكو ومجلسا للاقتصاد والتنمية. ولا تسمح الشركة والمجلس للصحفيين بدخول حقل الرميلان النفطي لكنهما عرضا إجراء مقابلة مع عبد الرحمن حمو رئيس المجلس الاقتصادي.

ورافق حمو زواره حتى ركبوا سيارة بي.ام.دبليو سوداء ونحى جانبا بندقية كلاشنيكوف على المقاعد الجلدية وقاد السيارة إلى عدد من حاويات الشحن المحاطة بسور وتتخذ كقاعدة للعديد من مشروعات التطوير من صنع الاسمدة الى الوقود.

ويقول مسؤولو حزب الاتحاد الديمقراطي إن الحقل النفطي سيظل كما هو دون المساس به لحين التوصل الى اتفاق حول مصير سوريا لكن يبقى السؤال هو ماذا سيفعل الاكراد إذا امتد الصراع إلى ما بعد نفاد مخزوناتهم من النفط الخام؟

إذا بدأ الاكراد في استخدام حقل الرميلان النفطي فإنهم إما سيرسلون النفط إلى معامل التكرير الحكومية أو سيطلقون مشروعا مكلفا لنقله عبر كردستان العراق. وسيحتاج الاكراد على أي حال إلى اتفاق مع قوات لا تبادلها الود في الوقت الحالي.

لكن حمو واثق من أن المصالح الاقتصادية ستغلب في نهاية المطاف على الاختلافات السياسية واشار الى أنه يأمل ايضا في جذب استثمارات أجنبية.

وقال ان الشركات الاجنبية ستحصل على اعفاء من الضرائب لمدة عام وأضاف أن السلطات ستسهل الامر أمام أي شركة بغض النظر عن جنسيتها حتى تستثمر. وإذا كانت مكاسبها الاقتصادية ستعود على السوريين بالنفع فستسهل عليها فعل هذا بتسريع وتيرة صدور التراخيص وتوفير الامن ومكان العمل.

عراقيل كثيرة

ورغم نبرة التفاؤل هذه لايزال هناك الكثير من المشكلات في المنطقة الشمالية الشرقية سواء داخل سوريا أو مع جيرانها في تركيا والعراق.

وفي بلدتي القامشلي والحسكة يضطرب توازن القوى. مازال جيش الاسد وبعض الميليشيات الموالية له يسيطرون على أجزاء من القامشلي بما في ذلك وسط المدينة وقاعدة عسكرية قريبة والمطار. ولازالت الرحلات الجوية سارية من القامشلي إلى دمشق.

أما باقي المدينة التي كان يعيش فيها 200 ألف شخص قبل الصراع فهو تحت سيطرة قوات الشرطة الكردية التي تعرف باسم أسايش وحلفائها.

وحتى الان بدا أن الجانبين يتعايشان جنبا إلى جنب. ويمر المقاتلون بجانب بعضهم البعض كالأشباح. ففي ميدان بقلب القامشلي يتحرك جنود في شاحنات مزودة بأسلحة مضادة للطائرات وسط حشد من تلاميذ المدارس الذين يعبرون الشارع بينما تمر دورية كردية على الجانب الاخر من الميدان.

وهذا هو شكل التعايش بين القوات التي يقول معارضو حزب الاتحاد الديمقراطي إنها إما موالية لنظام الأسد أو مخدوعة فيه.

وقال محمد اسماعيل العضو في الحزب الكردي الديمقراطي المنافس “هناك اسم للادارة ذاتية ولكن النظام موجود بكل مكان بهذه المناطق… كل ما يحدث الان في المنطقة تحت سيطرة النظام…الهاتف والصحة ومعاشات الموظفين… كلها بايد النظام. واذن اين هي الادارة اذا كان كل ما تعمله تحت كونترول (سيطرة) النظام؟”

وينظر معارضو حزب الاتحاد الديمقراطي إلى مشروعاته الاجتماعية المقترحة بعين الريبة ويقولون إن الاسد سلمه السلطة في محاولة لاضعاف المعارضة. ويضيف المعارضون أن الخطوات التي تبدو انها ترمي للحكم الذاتي تقوض الانتفاضة السورية ولن تصبح سوى تمثيلية ستنكشف إذا انتصر الاسد على اعدائه فعندئذ ستسحق كل المكاسب الكردية.

ويتعجب الدار خليل من الاتهامات بوجود اتفاق تحت الطاولة مع الحكومة السورية. وقال إنه يمكن للنظام التمسك بقاعدة هنا أو هناك وإن وجوده الان شكلي فحسب. وأضاف أن حزبه يمارس السياسة.

وتوجد انقسامات كذلك بين الاكراد السوريين وابناء عرقهم على الجانب الاخر من الحدود مع العراق. وتتحدث المجموعتان الكرديتان بلكنة مختلفة. وعلى الرغم من انتقال 250 ألف كردي من سوريا إلى كردستان العراق فإن هناك خصومة واضحة بين حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ومسعود البرزاني زعيم الاقليم العراقي.

وتعرف قوة المقاتلين الرئيسية في المنطقة الكردية السورية باسم وحدة الدفاع عن الشعب المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي. ويستقي الحزب والوحدة فكرهما من حزب العمال الكردستاني في تركيا وأصبحت صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان منتشرة الان في شمال شرق سوريا.

ومنعت وحدة الدفاع الجماعات المتناحرة من دخول الجيب الكردي. ويرى اكراد سوريا أن البرزاني يريد توسيع سيطرته بالسيطرة على اراضيهم. وقال البرازاني إنه فقط يريد الحفاظ على وحدة الاكراد.

كما يخشى اكراد سوريا تدخل تركيا التي لا ترغب في وجود علاقات بين الاكراد فيها مع منطقة كردية تحظى بالحكم الذاتي في سوريا. واتهم حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني تركيا بإرسال اسلاميين إلى سوريا لمحاربتهم لكن أنقرة تنفي هذا الامر.

سوريا المنقسمة

وترى دمشق في الاستقلال الكردي المتنامي تحديا. وتبدو فرص عودة سوريا دولة موحدة لها حكومة مركزية واحدة ضئيلة حتى إذا تسنى التوصل إلى تسوية للسلام. وتضيف النزعة القومية الكردية إلى تحدي اعادة توحيد بلد يمزقه صراع على السلطة بين مقاتلي معارضة معظمهم من السنة ومقاتلين من الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الأسد.

وبعيدا عن الطموحات الكردية تخلق الحرب السورية دويلات صغيرة يسيطر مقاتلون من السنة على بعضها ويدير العلويون بعضها الاخر. ومع تفكك سوريا قد تشكك الجماعات العرقية والطوائف في أماكن أخرى على نحو متزايد في الحدود القائمة. فعلى وجه الخصوص يستطيع الاكراد والسنة في العراق القول إن القواسم المشتركة بينهم بين إخوتهم في سوريا أكبر منها مع باقي العراقيين.

وبالنظر إلى مجموعة المصالح المتضاربة يرى بعض السياسيين المحليين أن نظاما اتحاديا قد يقام في سوريا. وقال خليل “هلق (الان) انا ما باقدر اتوقع انو واحد علوي واحد سني يقدروا يتشاركوا مع بعض من ضمن ادارة واحدة.. يعني صار حالة ثأر وقتل وكذا. حتى الحالة النفسية بتختلف. فيجوز يتم اللجوء الى فصل العلويين والسنة والاكراد عن بعضهم اداريا.”

وتوقع خليل نظاما اتحاديا بدلا من سيطرة الاكراد السوريين على أراض جديدة بالكامل. وقال “لكن فصل عن سوريا ما بيصير. بس كلهن تحت اطار سورية فدرالية مثلا. يجوز هيك. مو غريب اذا هيك صار.”

لكن بعض الاكراد مازالوا يأملون في هوية كردية واحدة وموحدة. ومازال شبان أتراك يتسللون للانضمام إلى القتال في سوريا ويحاول اخرون من تركيا وايران مساعدة اكراد سوريا على احياء ثقافتهم.

وأصبح نشطاء وكتاب اكراد من ايران وتركيا مصدرا للالهام في المناطق الكردية السورية. وقال صحفي وشاعر في القامشلي يدعى خوشمان قادو “أمامنا فرصة لتطوير أفكارنا بشأن القضايا الاجتماعية والديانة والسياسة وقد تصبح نهضة للأكراد.”

من اريكا سولومون

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

الائتلاف السوري المعارض يرى ان مؤتمر مونترو صب لصالحه وفضح “بلطجية” نظام الاسد

مونترو (سويسرا) (أ ف ب)

اعتبر عضو الوفد السوري المعارض الى جنيف-2 هادي البحرة الخميس ان المؤتمر الدولي حول سوريا الذي انعقد في مدينة مونترو السويسرية “صب في صالح المعارضة” و”اظهر بلطجية” نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال البحرة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “المؤتمر الذي انعقد امس كان بالتأكيد لصالحنا. وصلتنا اصداء ان التأييد في الداخل السوري كان ممتازا. للمرة الاولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف”.

واضاف “النظام عاد الى الاسطوانة القديمة نفسها . الدبلوماسية اثبتت انها ليست دبلوماسية، بل استخدمت اسلوب مبدأ البلطجية”.

واشار الى ان “معظم الدول المشاركة في المؤتمر قالت بوضوح ان الهدف هو الوصول الى عملية انتقال سياسي وتشكيل حكومة انتقالية”.

وفي بيان اصدره صباح اليوم، قال الائتلاف ان “استمرار نظام الأسد بحملات القتل والقصف والإجرام بالتوازي مع التمسك بالسلطة، ورفض الرضوخ لمطالب الشعب السوري في الرحيل وتسليم السلطات لهيئة انتقالية كاملة الصلاحيات؛ كل تلك الجرائم والمواقف تؤكد إصراره على إفشال جميع مبادرات الحل السياسي”.

كما اتهم الائتلاف النظام ب”المناورة”، مطالبا المجتمع الدولي “بتحمل مسؤولياته التي لا يمكن الوفاء بها ما لم تعمد الدول الفاعلة إلى إجبار النظام على الرضوخ”.

وندد البيان باستمرار القوات النظامية ب”قصف المدن والبلدات والقرى دون اكتراث بالمؤتمر المنعقد في سويسرا”.

وينتقل الوفد المعارض اليوم الى مدينة جنيف حيث تبدأ غدا الجمعة المفاوضات المباشرة بوساطة الموفد الدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي بين وفدي المعارضة والحكومة.

وقال البحرة ان “لقاءات جانبية ومنفصلة ستعقد اليوم في جنيف بين الابراهيمي واعضاء الوفود تحضيرا للمفاوضات”.

من جهة اخرى، التقى عدد من اعضاء وفد الائتلاف صباح الخميس نائبة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان، بحسب ما افاد مصدر اعلامي في الائتلاف وكالة فرانس برس.

وقال الناطق الرسمي باسم الوفد في جنيف ان وفد الائتلاف ضم الامين العام بدر جاموس واعضاء الائتلاف انس عبدة وعبد الاحد سطيفو ومنذر اقبيق.

اما من الجانب الاميركي فقد حضر مسؤولون في الخارجية بينهم السفير روبرت فورد المسؤول عن الملف السوري.

وقال المصدر الاعلامي ان ويندي شيرمان عبرت عن شكرها الائتلاف على “ادائه الجيد” خلال مؤتمر مونترو الاربعاء و”حسه العالي بالمسؤولية”.

تصريح لـ د. برهان غليون

يبدا اليوم مؤتمر جنيف٢ العتيد الذي لايزال المجتمع الدولي ينادي به ويدعو اليه كمخرج وحيد للازمة السورية

لا ينبغي ان يكون لدينا اية اوهام عن نتائج اي مباحثات مع طغمة الاسد التي اظهرت خلال حمسة عقود انها لاتفهم الا لغة القوة والتي جعلت من تجريد الشعب من حقوقه والاجرام المنظم بحق ابنائه جميعا ودون تمييز نظام حكم كامل.

لن تكون هناك مفاوضات في جنيف ولن تقبل الطغمة الاسدية ان تتحدث ابدا في مسالة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات التي تنقل سورية الى نظام ديمقراطي ينهي الى الابد حكم الاسد الغشوم.

لذلك ينبغي ان يكون محور عمل الوفد السوري في جنيف تعرية هذه الطغمة المجرمة والكشف عن فضائح حكمها الاجرامي الذي قاد الشعب والبلاد الى الخراب والدمار.

وقع الاسد وزبانيته، الذين اعتقدوا ان بامكانهم ان يخدعوا العالم، الان في الفخ. ولا ينبغي لنا ان ندعهم يخرجون منه. يجب ان نوجه كل سهامنا اليهم. وعلى جميع من لديه شكوى او قصة عن اجرامهم ان ينشرها اليوم على الملأ.

هذا هو الوقت ايضا لتضييق الخناق على هذه الطغمة القاتلة والفاجرة في ميدان المعركة. وستبقى لبسالة مقاتلينا وبطولاتهم على الارض الكلمة الفصل. الان اكثر من اي وقت اخر نحن نحتاج الى شجاعة واستبسال ثوارنا الابطال.

ينبغي ان لا نترك اي امل لطغمة الاسد في الخروج من بين مطرقة الخنق السياسي وسندان القتال البطولي في الميدان.

ولله الامر من قبل ومن بعد

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي                                      حـريــة – اشتراكية – وحدة1

               في سورية

       بـيــان

صادر عن القيادة المؤقتة لحزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

إن الموقع الجغرافي الذي تتميز به بلادنا سوريا ، جعلها هدفاً على مر العقود لتآمر القوى الدولية و الإقليمية لكونها بوابة الشرق الأوسط و جسر العبور ما بين الشرقِ و الغرب

لقد بقيت سوريا عصيةً على المؤامرات و الأحلاف ، و كان شعبها العربي رأس الحربة في محاربة الصهيونية و الاستعمار ، و كان للعقود الأربعة الماضية أكبر الأثر في تحطيم العقد الاجتماعي و الوئام الوطني الذي تميز به الشعب السوري بفسيفسائه الساحرة ، لقد تعرضت الحرية و الديمقراطية لامتحانات صعبة خلال العقود الماضية نتج عنها احتقانات متراكمة فاقت تحمل الجماهير السورية ، مما دفعها للانطلاق في تظاهرات سلمية للمطالبة بالحرية و الديمقراطية و العدالة و تداول السلطة منذ ثلاث سنوات

و بكل أسف فقد عجزت التنظيمات السياسية في سورية عن التصدي لقيادة هذه المرحلة من التاريخ السوري و فقدت الجماهير السورية بوصلتها و مرجعيتها في قيادة النضال السلمي السياسي للوصول إلى أهدافها العادلة ، و بدلاً من أن تكونَ في مواقع القيادة و التوجيه ، كانت هذه التنظيمات السياسية تلهث وراء الأحداث و لم تستطع أن تضع بصمتها على ما يجري ، و للأمانة فإن الأسباب تعود في جزءٍ منها إلى الأساليب القمعية التي مورست ضد المتظاهرين السلميين ، و التي عملت فيها جهاتٌ عديدة إلى عسكرة الحراك الجماهيري المطالب بالحرية و العدالة

و عانت سورية و ما زالت من تدخلات القوى الدولية و الإقليمية ، و هكذا وصلت المعضلة السورية إلى حالة استعصاء ، نتج عنها الآف من الأرواح التي أزهقت و الآلاف من المعتقلين و المخطوفين. عملت كوادر حزب الإتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي على المشاركة الفعالة في الحراك الجماهيري السلمي تلبيةً للمطالب العادلة التي رفعتها الجماهير ، إلا أن القيادات التاريخية للحزب لم تستطع أن ترتقي إلى مستوى المرحلة و التفاعل الخلاق الذي كان حزبنا يتميز به لتصويب مسار الجماهير الثائرة ، و كانت العسكرة الصخرة الكبيرة التي تحطمت عليها كل الجهود الصادقة للمحافظة على السلم الأهلي و ترسيخ مبدأ شعار المواطنة . و يعود السبب في هذا الفشل إلى حالة العجز السياسي التي مني بها الحزب بسبب قياداتٍ متكلسةٍ ترفض أصلاً المنتج الديمقراطي

و تتمسك بمواقع وهمية تعرقل مسار توحيد القوى السياسية التي كان من المؤمل أن تكون حاملاً لآلام و آمال الشعب السوري في الحرية و العدالة و الحياة الأفضل . لقد توالت المناشدات و الدعوات لقيادة الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي لتوحيد القوى السياسية المؤمنة بالحل السلمي و للدعوة إلى عقد مؤتمر عام بعد الشلل و التشظي الذي مني به الحزب نتيجة عجز قيادته التاريخية و نتيجة سيطرةِ مجموعةٍ محدودة من الإخوة الحزبيين على قرار الحزب منذ أكثر من خمس سنوات .

لقد دعونا قيادة الحزب مراراً و بكل الأساليب التنظيمية للعمل على إعادة الهيكلية التنظيمية و لإفراز القيادات الجديرة بالإلتحاق بركب العمل النضالي الجماهيري و رفد المجتمع السوري بحوامل سياسية تستنهض الفعل الجماهيري لمواجهة الفوضى و تعزز وحدة المعارضة السورية و الأصوات الوطنية التي تريد سورية حرةً موحدةً ديمقراطية مدنية يحكمها القانون و تؤسس لدور تلك القوى في إنشاء عقد اجتماعي يكفل الوصول لمرحلة انتقالية تتضمن عملاً حثيثاً لبدء عملية المصالحة الوطنية و تعزيز مسار العدالة الإنتقالية .

بناءً على ما سبق فقد تلاقت رؤى العديد من كوادر و قيادات حزب الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي و تم تدارس المواقف و النهج التنظيمي الذي انتهجته القيادة الحالية و وصلت إلى القناعة بأن الواجب الوطني يقتضي من كل مواطن أن يأخذ دوره في حماية الوطن و نصرة الجماهير و لذلك فقد آلينا على نفوسنا التصدي لهذه المرحلة الحاسمة من تاريخ سورية الحبية

و نحن نقف في هذا اليوم على أعتاب ما سينتج عن مؤتمر جنيف 2 و الذي غيبت فيه المعارضة السورية الداخلية صاحبة الحق و التي تؤمن بالحل السياسي و استعادة الوئام الوطني و اللحمة ما بين كل مكونات الشعب السوري و قررنا ما يلي :

1. تشكيل قيادة مؤقتة من أجل التحضير للمؤتمر العام للحزب .

2. لقد فقدت القيادة الحالية مشروعيتها بسبب تجاوزها النظام الداخلي و تغييب مؤسسات الحزب و تسلط هذه القيادات على قرارات الحزب .

3. تعتقد القيادة المؤقتة أن الحل السياسي يشكل المخرج الحقيقي للأزمة السورية و إن عقد مؤتمر جنيف2 يجب أن يؤسس على بيان مؤتمر جنيف 1 و ترى أن تغييب المعارضة الداخلية يمكن أن يكون سبباً من أسباب فشل جنيف 2 .

4. تعمل القيادة المؤقتة على التواصل مع كل التنظيمات و الأحزاب السياسية التي تحمل هم الوطن و تؤمن بالحل السياسي و تدعوا إلى انعقاد مؤتمر عام لهذه القوى وصولاً إلى جبهة موحدةٍ لمعارضة الداخل .

5. تلتزم القيادة المؤقتة بثوابت الأمة و بالنهج القومي العروبي المعادي للصهيونية و الذي يعمل على توحيد الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج و بناء الدولة العربية القوية.

6. تؤكد القيادة على دورها في المؤسسات القومية و نعلن مشاركتنا في المؤتمر القومي العربي و المؤتمر القومي العربي الإسلامي و كافة المؤسسات القومية .

7. تؤكد القيادة المؤقتة على حرية قرارها الوطني و أهمية النضال في مواجهة الظلم ، و على أنها غير مرتهنة لأية قوى سواءٌ في الداخل أو الخارج .

 8. تؤكد القيادة المؤقتة على أنها لم و لن تكون ذراعاً للقوى الدولية في بلدنا و نؤكد على القرار الوطني و أهمية النضال في مواجهة الظلم و تنطلق من ارتباطنا بأرضنا و ثوابتنا و أهلنا في معاناتهم التي تتطلب مواقف مسؤولة أمام استحقاقات خطيرة تواجهها سورية .

لرحمة لشهدائنا ، و الشفاء لجرحانا ، و الحريةُ لمعتقلينا و مخطوفينا ، و النصر لسورية الحبيبة .

دمشق 22/1/ 2014                              القيادة المؤقتة لحزب الإتحاد الإشتراكي العربي الديمقراطي

                                                                                   في سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى