أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 13 تشرين الثاني 2013

 سورية: إدارة مدنية كردية بعد حكومة المعارضة

لندن – ابراهيم حميدي

أربيل، دمشق، رويترز، أ ف ب – بعد ساعات على إعلان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض حكومته الموقتة لإدارة مناطق خارجة عن سيطرة النظام وضم 11 من أعضاء «المجلس الوطني الكردي» إلى هيئته العامة، أُعلن عن تشكيل إدارة مدنية ذاتية موقتة لتسيير شؤون مناطق ذات غالبية كردية في شمال البلاد وشمالها الشرقي.

وشكر رئيس حكومة «الائتلاف» أحمد طعمة، في كلمة ألقاها أمس بعد تشكيل حكومته، السعودية وقطر ودول الخليج وتركيا وليبيا على دعمها للشعب السوري، قائلاً: «سنبني سورية حتى وهم (النظام) يدمرونها، بسواعد أبناء الشعب السوري العظيم». وأشار إلى وجود «خطة متكاملة لإعادة تأهيل المؤسسات التربوية والمنشآت الطبية» وإلى «أننا سنعمل على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين تعرضوا لقمع النظام» السوري.

من جهته، قال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم لـ «الحياة»، إنه بعد نحو أسابيع من المشاورات بين الكتل السياسية والشخصيات الكردية، جرى الاتفاق على تشكيل مجلس الإدارة المدنية الموقتة من 82 شخصية ضم ممثلين من «الحزب اليساري الكردي» و «حزب اليسار الديموقراطي» و «الديموقراطي الكردي السوري» وشخصيات وطنية كردية و «الاتحاد السرياني الأشوري» و «المنظمة الأشورية الديموقراطية».

وأفاد بيان، صدر في مدينة القامشلي في شمال شرقي سورية، أنه بعد مشاورات تقرر تشكيل «مجلس الإدارة المدنية الانتقالية في غرب كردستان» التي تشمل ثلاث مناطق يكون لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلون في المجلس الإقليمي العام، وذلك بموجب اقتراح قدمه «الاتحاد الديموقراطي» أكبر الأحزاب الكردية السورية. وقال مسلم إن المجلس، الذي سيجتمع خلال أيام في مدينة القامشلي، سيعمل على وضع قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين، إضافة إلى القضايا السياسية العسكرية الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة وسورية. وتابع أن المجلس سينتخب هيئة تنفيذية تضم ما بين 11 و13 عضوا تضم وزارات للصحة والثقافة والعدل والتموين للإعداد للمرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن الانتخابات العامة ستجري خلال ثلاثة أشهر وستؤدي إلى مجلس منتخب يدير المناطق ذات الغالبية الكردية إلى حين وجود حل نهائي للأزمة السورية، «لأن قناعتنا أن الأزمة ستأخذ وقتاً طويلاً». ونفى أي علاقة بين توقيت إعلان الخطوة ونتائج اجتماعات «الائتلاف» أول من أمس. وتسيطر «قوات حماية الشعب» الكردي التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي» و «مجلس غرب كردستان» على مناطق واسعة من شمال سورية وشمالها الشرقي. ويمثل الأكراد نحو 15 في المئة من تعداد الشعب السوري البالغ نحو 23 مليوناً. ويعتبر «المجلس الوطني الكردي» و «الاتحاد الديموقراطي» متنافسين على المناطق ذات الغالبية الكردية.

وكان «الائتلاف» أقر في ختام اجتماع هيئته العامة في إسطنبول أول من امس، الحكومة الموقتة برئاسة طعمة ووافق على تسمية أسماء تسعة وزراء من أصل 12 مرشحاً قدمهم الأخير، على أن يجري بحث ثلاثة مرشحين آخرين في الاجتماع المقبل للمعارضة. وأوضح لـ «الحياة» قيادي في «الائتلاف»، أن ثلاثة أمور جعلت من إقرار الحكومة أمراً مهماً، أولها أن ذلك جاء في النظام الداخلي لـ «الائتلاف»، ما يعزز صدقيته ويأتي بمثابة تنفيذ لقرار الجامعة العربية تشكيل هيئة تنفيذية، مشيراً إلى أن الأمر الثاني يتعلق بضرورة تشكيل جسم تنفيذي يشكل حلقة مركزية للتعامل مع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وقناة للحصول على التمويل وصرف التمويل في الأماكن الصحيحة. وزاد أن الأمر الثالث يتعلق بأن تشكيل الحكومة سيعطي ورقة سياسية مهمة لـ «الائتلاف» لدى الذهاب إلى مؤتمر «جنيف – 2»، بعدما أشار إلى أن الأميركيين لم يكونوا راضين عن تشكيلها. وأشار إلى حصول الحكومة على دعم خليجي وتركي وأوروبي مقابل البرود الأميركي. وأوضح قيادي آخر أن هناك مصلحة لدى عدد من الدول بـ «عدم انفراط عقد الدولة» في شمال سورية وشمالها الشرقي وتشكيل جسم تنفيذي يواجه المتشددين في هذه المناطق.

واعتبر قيادي في «الائتلاف» ضم ممثلي «المجلس الوطني الكردي» إلى الهيئة العامة لـ «الائتلاف»، أمراً يعزز دور المعتدلين في المعارضة، إذ ارتفعت حصتهم إلى 83 عضواً بعد ضم 11 كردياً، من أصل أعضاء الهيئة العامة الـ 122.

الى ذلك، قالت مصادر المعارضة إن «الائتلاف» تلقى دعوة روسية لزيارة موسكو، لافتة إلى أن الهيئة السياسية اتخذت قراراً سابقاً بالتعاطي إيجاباً مع أي دعوة رسمية من الجانب الروسي. وأشارت مصادر أخرى إلى أن موسكو تسعى إلى عقد لقاء تمهيدي بين المعارضة قبل مؤتمر «جنيف 2» الذي وافق «الائتلاف» على المشاركة المشروطة فيه. واعتبرت باريس امس قرار المعارضة «تقدماً كبيراً».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة دارت امس في بلدة حجيرة البلد جنوب دمشق «بين مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة من طرف والقوات النظامية مدعمة بحزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من جنسيات سورية وأجنبية وقوات الدفاع الوطني، وسط تقدم للقوات النظامية والقوات الداعمة لها والسيطرة على أجزاء من البلدة».

ويأتي ذلك بعد تقدم قوات النظام السوري والميليشيات في بلدات السبينة والذيابية والحسينية المجاورة، في وقت تجري مفاوضات بين الحكومة السوري وممثلين من منظمة التحرير الفلسطينية لتجنيب مخيم اليرموك المجاور لحجيرة البلدة وباقي المناطق التي تقدم فيها الجيش النظامي وموالين، عملية عسكرية برية بعد تعرضه لحصار منذ بضعة أشهر. وقال سفير منظمة التحرير في دمشق أنور عبد الهادي لـ «فرانس برس»، إن لقاءات عقدت «من أجل إيجاد حل لانسحاب المسلحين من المخيم وفتح المعابر وعودة الخدمات. وفي حال التوصل إلى انسحاب المسلحين من المخيم، فإن الشرطة ستعود إلى عملها المعتاد ما قبل الأزمة، فيما ستبقى القوات النظامية خارج المخيم».

في المقابل، أظهر تسجيل مصور بثه التلفزيون السوري أول من امس، انفجارات ضخمة في برزة البلد في الطرف الشمالي لدمشق، ثم تصاعدت أعمدة الدخان لتلف أجزاء كثيرة من الحي الذي تعرض لاقتحام من الجيش النظام والميلشيات.

وفي حلب شمال البلاد، دعت كبرى التشكيلات العسكرية إلى «النفير العام» في حلب وريفها، لمقارعة «الهجمة الشرسة التي تشنها عصابات الأسد مدعومة بميلشيا حزب الله ولواء أبي الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني» على المدينة وريفها، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط «اللواء 80» وأنباء عن «خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وذلك بعدما أعلن النظام السوري سيطرته على «اللواء 80».

وقال «المرصد» إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بقيادة «أبو أيمن العراقي، أعدمت 6 مقاتلين معارضين في جبل التركمان في ريف اللاذقية (شمال غربي البلا) كانوا معتقلين لديها عقب سيطرة الدولة الإسلامية على مقار لهم خلال اليومين السابقين». وزاد أن قيادياً في «داعش» أطلق النار على عضو في اللجنة الشرعية «إثر مساعي للأخير في وقف القتال بين الطرفين، ما أدى لمقتله، وفق نشطاء من المنطقة»، لافتاً إلى سيطرة مقاتلي «داعش» على بلدة ربيعة في جبل التركمان «عقب اشتباكات مع الكتائب المقاتلة».

مصر تنفي إجبار لاجئين سوريين على مغادرة أراضيها

القاهرة – أ ف ب

نفت مصر أن تكون أجبرت أي لاجئ سوري على مغادرة أراضيها، كما جاء في بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش، موضحة أن طلب القاهرة تأشيرات دخول للسوريين، سيتم إلغاؤه مع استقرار الوضع الأمني.

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، إنه “لم يتم ترحيل لاجئ سوري من مصر، ما لم يتم إثبات دخوله إلى البلاد عبر الهجرة غير الشرعية، وهو إجراء مخالف للقانون المصري”. وأضاف إن “الإجراء في تلك الحالات للأشخاص المرحلين هو اختيار وجهاتهم، من دون إجبارهم على الرحيل أو إعادتهم إلى سورية”.

وتحدثت منظمة “هيومن رايتس واتش”، الاثنين الفائت، عن “إقدام السلطات المصرية على اعتقال أكثر من 1500 لاجئ سوري طوال أسابيع وحتى أشهر، من بينهم 250 طفلاً مع أهلهم قبل ترحيل غالبيتهم”.

وذكرت المنظمة أن “غالبية هؤلاء أوقفوا فيما كانوا يحاولون الهجرة إلى أوروبا عبر المتوسط، في زوارق بسيطة عبر دفع المال لمهربين”.  كما اتهمت مصر بـ”منع اللاجئين، خصوصاً الفلسطينيين الفارين من سورية، من طلب الحماية من المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، وإجبارهم على الاختيار بين الترحيل أو مواجهة اعتقال إلى أجل غير مسمى”.

وأضافت المنظمة في بيان إنه “ما زال هناك نحو 300 شخص معتقل بشكل اعتباطي، في سجون مراكز الشرطة المكتظة، من بينهم 211 فلسطينياً وافدين من سورية”.

لكن الخارجية المصرية ردت في بيان، أن “السوريين يعيشون بشكل طبيعي في مصر، واندمجوا في المجتمع المصري، وما يعكس ذلك هو حقيقة عدم وجود معسكرات في مصر للاجئين السورين أو السوريين المشردين، وبالتالي فمن غير المعقول أن تصدر أحكاماً بشأن حالة اللاجئين السوريين في مصر، من خلال تسليط الضوء على الحالات الفردية بهدف التعميم”.

الائتلاف السوري أقرّ حكومة لإدارة مناطق تسيطر عليها المعارضة / الأكراد أعلنوا إدارة مدنية انتقالية والقوات النظامية تتقدّم في حلب

 (و ص ف، رويترز)

أقر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تأليف حكومة للمعارضة برئاسة احمد طعمة مهمتها ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، على رغم تحفظات واشنطن. وتحدث الاكراد في شمال شرق سوريا في بيان عن إقامة ادارة مدنية انتقالية بعدما أحرزوا تقدماً ميدانياً كبيراً في مواجهة المجموعات الجهادية.

وفي غضون ذلك، قال ناشطون إن القوات الحكومية السورية يدعمها مقاتلون من “حزب الله” اللبناني والحرس الثوري الايراني “الباسدران” وميليشيا ابو الفضل العباس العراقي، احرزت تقدما في هجوم جديد في مدينة حلب الشمالية لاستعادة احياء من ألوية المعارضة التي أضعفها الاقتتال في ما بينها.

وأضافوا ان مقاتلي المعارضة يرون أن خطر استعادة الرئيس بشار الأسد السيطرة على حلب شديد إلى حد أعلنت معه الألوية الاسلامية ومنها لواء مرتبط بـ”القاعدة”حال الطوارئ واستدعت كل مقاتليها إلى جبهات القتال.

وجاء في بيان مشترك لجماعات المعارضة أن القوات الحكومية شنت هجوماً ضارياً لاستعادة السيطرة على حلب يدعمها مقاتلون من “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني “الباسدران” وميليشيا ابو الفضل العباس العراقي.

وتشارك في القتال ايضا “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وهي فرع اخر لـ”القاعدة” يتألف في الأساس من مقاتلين أجانب ويحرز تقدما في الشمال.

وقالت مصادر في المعارضة إن المقاتلين الشيعة العراقيين ومقاتلي “حزب الله” المتمركزين قرب دمشق تحركوا إلى الشمال لدعم الهجوم على حلب.

وأفاد الناشط محمد نور، وهو من شبكة شام الاخبارية المعارضة، أن احياء كبيرة في حلب مثل حي هنانو الشرقي الذي تسيطر المعارضة على معظمه منذ أكثر من سنة تبدو الان عرضة للسقوط. وقال: “قامت قوات النظام يدعمها حزب الله والعراقيون والإيرانيون بحركة كماشة (تطويق) من الشمال والشرق وهي تضيق الخناق على احياء كبيرة”. واشار الى ان “الاقتتال الداخلي أضعف دفاعات حلب” في اشارة إلى الاشتباكات التي دارت في الشهرين الاخيرين داخل المدينة والمناطق الريفية الشمالية في محيطها بين المرتبطين بـ”القاعدة” ووحدات تنتمي الى المجلس العسكري الأعلى للمعارضة الذي يدعمه الغرب وتتمركز قيادته في تركيا.

وقال ناشطون إن قوات الأسد تدعمها الدبابات استولت على بنايتين عاليتين في منطقتي الاشرفية وبني زيد في شمال حلب وتقدمت في الحيين بعد قتال متلاحم في الشوارع.

وأعلنت مصادر المعارضة ان لواء التوحيد أرسل تعزيزات إلى حي النقارين الشرقي بعدما اخترقته قوات موالية للأسد والميليشات المتحالفة معها.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم المناطق الواقعة في شرق حلب وعلى أحياء عدة في الغرب والوسط منذ ان اقتحم مقاتلون يتمركزون في المناطق الريفية والاحياء الفقيرة النائية المدينة في تموز من العام الماضي.

وقال ناشط يدعى طارق عبد الحميد له اتصال وثيق بألوية مختلفة في حلب: “لحسن الحظ يبدو ان النظام أساء تقدير مدى الضعف الذي لحق بقوة المعارضة بسبب الانقسامات ويبالغ في الحذر في تقدمه”.

واستعادت القوات الحكومية مطلع تشرين الثاني بلدة السفيرة الواقعة جنوب شرق حلب على طريق امدادات رئيسي إلى حماه، كما استعادت بمساعدة مقاتلي “حزب الله” قاعدة “اللواء 80” الاستراتيجية قرب مطار حلب بعدما تبادلت السيطرة عليها مع المعارضة مرات عدة.

هاون على دمشق وحملة في الرستن وتلبيسة

حلب: الفصائل المسلحة تعلن النفير العام

طارق العبد

أكثر من أي وقت مضى، تبدو معركة حلب في طريقها للتصعيد، هذا ما تشير إليه المعلومات الواردة من الشمال حيث يحشد الجيش السوري بكثافة لاستعادة العاصمة الاقتصادية، مستنداً إلى ما حققه في الريف ومحيط مطار المدينة.

في هذا الوقت، قررت الفصائل المسلحة للمعارضة، للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية، إعلان النفير العام لصد تقدم الجيش، مستندة بدورها إلى ما حصلت عليه من مخازن الأسلحة في مهين قبل أسبوع، في ظل استمرار المعارك وسقوط القذائف على دمشق وريفها، وكذلك في حمص التي تشهد عمليات عسكرية في ريفها الشمالي.

ووزعت ست مجموعات في المعارضة المسلحة بياناً أمس، دعت فيه إلى النفير العام في حلب، وطالبت كل الفصائل والتشكيلات المسلحة في الشمال، المشاركة في صد هجوم الجيش السوري، متوعدة كل من يتخاذل عن تلبية نداء القتال بالمحاسبة واتخاذ الإجراءات الصارمة بحقه وسحب سلاحه وتسليمه إلى القضاء الشرعي، محددة مهلة 24 ساعة للالتحاق بغرفة العمليات.

البيان حمل توقيع «لواء التوحيد» و«جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» و«تجمع استقم كما أمرت» و«كتائب أنصار المهدي»، بالإضافة إلى «كتائب نور الدين الزنكي».

وانضمت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى إعلان النفير ببيان منفصل، يدعو كل المسلمين إلى الجهاد، ويذكر بإنجازات «المجاهدين» في مقارعة الجيش.

من جهة أخرى، بدأت الأحياء الواقعة تحت سلطة المسلحين تشهد حالة من الترقب لما ستؤول إليه عمليات الجيش في الريف، وخاصة إثر السيطرة على السفيرة ثم «اللواء 80»، بالرغم من استمرار الاشتباكات في محيطه، حيث كان «الجيش الحر» قد سيطر عليه، بالإضافة إلى كامل الريف الجنوبي منذ عام تقريباً.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مسلحي المعارضة قد تعرضوا أمس، إلى إطلاق نار كثيف، خصوصاً في محيط مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري المحاصر منذ أشهر، فيما سقطت قذائف هاون على حي المرجة في وسط المدينة، وكذلك على المنطقة الصناعية.

وشهد محيط المسجد الأموي والمدينة القديمة أيضاً، معارك منذ أمس الأول، في وقت أصدرت فيه «الهيئة الشرعية» بياناً بإغلاق معبر بستان القصر أمام المشاة والبضائع، وهو المعبر الواصل بين شطري حلب، نهائياً لأسباب أمنية.

وفي ريف عفرين، دارت اشتباكات في مواقع قسطل حجارين وأم العواميد بين «وحدات حماية الشعب الكردي» و«داعش»، في ظل ارتفاع عدد قتلى تفجير عين العرب إلى 14 شخصاً، بعد انهيار مبنى «الهلال الأحمر الكردي».

في المقابل، لم يكن يوم دمشق أمس، أقل دموية عما سبقه، إذ استمر سقوط القذائف في شوارع العاصمة وساحاتها، حيث أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إلى سقوط عدة قذائف هاون في محيط المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات.

وأشارت «سانا» نقلاً عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، إلى أن «قذيفتي هاون أطلقهما مسلحون، سقطتا في محيط دوار الشلال في المزرعة، ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة تسعة مواطنين».

وأضافت «سانا» أن ستة أشخاص آخرين أصيبوا جراء سقوط قذائف هاون قرب مستشفى الهلال الأحمر في شارع بغداد وفي سوق الهال في منطقة الزبلطاني.

وأفاد المتحدث باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» أنور رجا بأن إحدى القذيفتين سقطت على مكتب للجبهة في حي المزرعة، وأدت إلى جرح خمسة من حراسه.

وكانت «الجبهة الشعبية» قد أعلنت أمس، أن العقيد نور الدين إبراهيم الملقب بـ«السبع»، اغتيل في منطقة مخيم اليرموك بالقرب من ساحة الريجة أثناء قيامه بجولة روتينية مطمئناً على أجواء الهدنة والاتفاق الذي جرى لحل أزمة مخيم اليرموك.

وأكدت الجبهة أن «داعش» هي التي اغتالت العقيد إبراهيم بطريقة «غادرة وجبانة»، من خلال تمكنهم من وضع عبوة ناسفة في سيارته وتفجيرها عن بعد.

وودع أبناء حي القصاع وباب شرقي أمس، أطفالهم التسعة الذين قضوا بسقوط القذائف على مدرستهم أمس الأول.

وفي دمشق أيضاً، أعلن «الحرس القومي العربي» مقتل «القائدين عامر عيد عبدالله، وسامر قاسم شحادة»، خلال اشتباك مع مجموعة مسلحة في حي برزة.

أما في حمص، فيشهد الريف الشمالي حملة عسكرية تستهدف بلدتي الرستن وتلبيسة بالمقام الأول، وهما متصلتان عبر سلسلة بساتين في حي الوعر، وهو آخر المواقع التي يتمركز فيه مسلحو المعارضة في المحافظة.

الجيش يتّبع القضم التدريجي والفصائل تستنفر لشن هجوم مضاد

معركة حلب تقترب .. ببطء

دمشق ــ زياد حيدر

حلب ــ علاء حلبي

تحتدم المعارك في محيط حلب. ومع تقدم الجيش السوري ميدانيا، أعلنت فصائل مسلحة النفير العام، ما يطرح للمرة الاولى منذ أكثر من عام، احتمالات جدية عما اذا كان ذلك مجرد خطوات أولى في مسيرة طويلة نحو «تحريرها» من قبضة حصار المسلحين، أم أن المدينة ستشهد «معركة كبرى» حاسمة قريبا، بكل ما قد يعنيه ذلك عسكرياً وسياسياً؟

ووفقاً لمعلومات «السفير»، فإن قيادة الجيش تفضل حاليا «التأني» قبل خوض معارك أحياء المدينة، وهي معلومات تتقاطع مع تقديرات قيادات الفصائل المسلحة المعارضة في حلب التي أبلغتها لـ«السفير» بأنه «لا معركة كبرى في حلب».

واضطرت قيادات الفصائل المسلحة المعارضة في حلب، بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة السفيرة الإستراتيجية في شرق المدينة، إلى التفكير مجدداً «بالوضع الميداني»، بعدما شغلتها السياسة عنه طويلاً، وأنهكتها النزاعات الداخلية، فأصبحت «الجبهة الداخلية» هشّة، يقضمها من الداخل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، المرتبط بـ«تنظيم القاعدة»، والساعي إلى إقامة «دولته الإسلامية»، ومن الخارج، تقدم الجيش السوري، المدعوم بقوات «الدفاع الوطني» و«كتائب البعث».

وفي هذا الوقت، واصل الجيش السوري تقدمه في ريف حلب الجنوبي، وصولا إلى تل عرن، استعداداً لتحرير مطار كويرس المحاصر منذ أشهر، والذي استهدف الطيران الحربي محيطه في اليومين الماضيين، تمهيداً لتقدم القوات العسكرية.

وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ«السفير» إن التقدم الحاصل باتجاه حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، في الأسبوعين الأخيرين، يسعى إلى أمرين رئيسيين، وهما «تحرير المطارات وإعادة تشغيلها، ولا سيما المدني المتوقف عن العمل منذ عشرة أشهر، وتأمين خط إمداد عسكري واقتصادي للمدينة التي تعاني من حصار متقطع قاس».

وأمس الأول قضم الجيش السوري كيلومترات إضافية في طريق حلب دمشق الفرعي باتجاه تل عرن، البلدة الاستراتيجية على طريق السفيرة، ولكن دون ادعاء تأمين مطار حلب الدولي بالكامل.

«كان لمعركة السفيرة صدى كبير، خصوصاً أن لواء التوحيد، وجبهة النصرة، كانا يسيطران عليها، وهما أكبر فصيلين مقاتلين في حلب إلى جانب داعش»، يقول مصدر معارض لـ«السفير».

ويضيف المصدر نفسه أن «الأمر بدا مباغتاً، وبدأت القرى المحيطة بالسفيرة تتهاوى تباعاً»، موضحاً أن «الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل قام النظام بفتح جبهات جديدة، حيث بدأت قواته تنفذ عمليات في محيط مطار حلب الدولي، لتأتي الصدمة الثانية المتمثلة بسيطرة النظام على اللواء 80».

وقالت مصادر مطلعة على وضع المطار لـ«السفير» «إن الحديث عن تشغيل المطار للرحلات الطبيعية ما زال مبكراً، بسبب الأضرار التي لحقت به بسبب المعارك، ونتيجة الوضع المقلق في محيطه، وإمكانية حصول عملية استهداف مباغتة للطائرات». ومن الممكن الوصول لمطار حلب من المدينة من طرق فرعية، أما الطريق الرئيسي فما زال غير آمن. واعتبر المصدر أن استعادة اللواء 80 تعد من أهم الخطوات في سبيل إعادة تشغيل المطار مجددا.

وتواجه الجيش السوري أساساً صعوبات تتمثل بتلغيم الطرق والأبنية في البلدات المستعادة، كما يبقى عادة المقاتلون الأجانب كظهير للكتائب الأخرى المنسحبة، أو يمارسون عمليات كر وفر وأخرى انتحارية. وقال مسؤول سوري بارز لـ«السفير» إن قسماً كبيراً من الذين قاتلوا في تل عرن كانوا من الإندونيسيين والطاجيك.

وتقدم الجيش أيضاً أمس نحو بلدة تل حاصل، التي تقع على بعد عشرات الكيلومترات إلى شمالها مدينة الشيخ نجار الصناعي، وتقع ضمن امتدادها مدرسة المشاة السابقة، وليس معلوماً بعد إن كان الجيش سيواصل عمليته للإحاطة بمنافذ حلب الشرقية إلى مدينة الباب، ليقطع إمدادات المسلحين من تلك المنطقة أم أنه سيتابع عمليته العسكرية داخل أحياء حلب.

ووفقاً لمعلومات «السفير»، تفضل قيادة الجيش التأني اتجاه تحرير أحياء المدينة، بسبب أعباء حرب المدن، ولأن انسحابات كبيرة تحصل في صفوف المسلحين، ولا سيما في الأحياء القريبة من مناطق نفوذ الجيش.

ووفقاً لمصدر آخر في حلب، فإن عدة أحياء دخلها الجيش كانت فارغة تماماً من المسلحين، واعتبر المصدر أن ذلك مرده «لهبوط كبير في معنويات المقاتلين».

ونقلت وكالة «رويترز» عن الناشط المعارض محمد نور، من «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، أن أحياء كبيرة في حلب مثل حي هنانو الشرقي الذي تسيطر المعارضة على أغلبه منذ أكثر من عام، تبدو الآن عرضة للسقوط.

اجتماعات عديدة عقدتها قيادات الفصائل المسلحة في حلب، تضمنت لقاءات ثنائية، وثلاثية، وجماعية في حالات أخرى، لمناقشة «الأيام المقبلة… ووضع الخطط المناسبة للدفاع».

فبعدما كانت الفصائل المعارضة طيلة العامين الأولين من الأزمة السورية، هي المبادرة في الهجوم، تحولت خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى حالة «الدفاع»، وهذا ما يقر به قادة الفصائل، إثر «فشل جميع المعارك الهجومية التي أعلن عنها، والتي كانت معركة القادسية آخرها، والتي استهدفت الدخول إلى أحياء حلب الغربية»، بحسب ما يؤكد المصدر المعارض خلال حديثه إلى «السفير».

وعن أبرز السيناريوهات التي تتداولها الفصائل المسلحة، يقول المصدر إن «الحديث يدور في الوقت الحالي، عن إمكانية اتباع النظام السيناريو نفسه الذي نفذه في حمص، وريف دمشق، والذي يقوم على تكتيك قطع طرق الإمدادات الرئيسية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ومحاصرتها في مناطق وكتل متفرقة، ما سيؤدي إلى إضعافها، قبل أن يتغلغل فيها ببطء من دون أية خسائر»، مشيراً إلى أن «هذا السيناريو يستغرق تطبيقه وقتاً طويلاً، إلا أنه تكتيك نجح النظام حتى الآن في قطف ثماره».

وعن إمكانية تطبيق هذا «السيناريو» في حلب، يقول المصدر المعارض إن «النظام يقوم بتنفيذه حالياً على ما يبدو. فالسيطرة على السفيرة والانتقال من الشرق باتجاه حلب من جهة، والسيطرة على محيط مطار حلب الدولي من جهة أخرى، يعني أن الخطة قيد التنفيذ، وما يؤكد واقعية هذا السيناريو أيضاً أن تقدم النظام باتجاه مدينة حلب يعني فتح طريق إمداد من معامل الدفاع في السفيرة باتجاه مدينة حلب، مروراً بتل عرن ــ تل حاصل ــ اللواء 80 ــ المواصلات، باتجاه دوار الصاخور وثكنة هنانو في حي العرقوب».

ويضيف «بذلك يضرب النظام عدة عصافير بحجر واحد، فهو يؤمّن طريق إمداد برياً من حماه إلى حلب، وطريق إمداد جوياً عن طريق تأمين طريق المطار، ويقوم بتقسيم المنطقة الشرقية في مدينة حلب إلى قسمين، شمالي وجنوبي، ما يضمن بدء تطبيق الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة».

ويشرح المصدر لـ«السفير» التفاصيل المتوقعة لـ«سيناريو الحصار»، قائلاً إنه «بالتوازي مع ذلك، سيعمل النظام على قطع الإمدادات القادمة من الريف الشمالي، عن طريق تقدم قواته من جهة البلليرمون، كما سيعمل على التقدم باتجاه المدينة الصناعية، ما يعني إطباق الحصار على الأحياء الواقعة في القسم الشرقي الشمالي من حلب، وعزلها عن الريف الشمالي، الذي يشكل خط الإمداد الأول لمسلحي المعارضة عن طريق تركيا، من جهة، وعزلها عن المناطق الشرقية الجنوبية الممتدة إلى ريف إدلب من جهة أخرى».

ويتابع ان «السيناريو ذاته متوقع تطبيقه على المناطق الشرقية الجنوبية، والتي سيعمل النظام على قطع الإمدادات باتجاهها عن طريق تضييق الحصار عليها، وذلك بالتقدم من منطقة بستان القصر والتحرك نحو جسر الحج، بالتوازي مع تقدم القوات المتمركزة في أريحا في ريف إدلب، نحو سراقب».

ويشير المصدر في حديثه إلى «السفير»، إلى الخطط التي أعدتها الفصائل المسلحة لمواجهة السيناريو المفترض، قائلاً إن «الوضع في الداخل يبدو هشّاً، لا خطط واضحة للتصدي، إلا أن أبرز النقاط التي تم طرحها تدور حول أهمية الانتقال إلى مرحلة الهجوم، وإشعال مناطق ثانية بغية إلهاء النظام عن تطبيق خطته، وإيجاد صيغة اتفاق داخلية بين الفصائل المعارضة لتأمين الجبهة الداخلية، إلا أن ذلك يبدو صعباً في الوقت الحالي».

وفي السياق ذاته، أصدر «لواء التوحيد»، وهو من أكبر الفصائل المسلحة المعارضة المقاتلة في حلب، والمرتبط بـ«جماعة الإخوان المسلمين»، بياناً يحظر فيه التجوال ليلاً من الساعة السابعة مساءً وحتى السابعة صباحاً في كل أحياء مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، مبرراً الحظر بـ«التطورات العسكرية والاختراقات الأمنية».

وأصدرت مجموعة فصائل مسلحة بياناً موحداً أيضاً، تدعو فيه إلى «النفير العام في حلب وريفها». (تفاصيل ص 14)

وحول توقعاته عن الفترة التي سيستغرقها تطبيق «السيناريو الحلبي المفترض» وإحكام الحصار على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، يقول المصدر إنه «في هذا النوع من التكتيك لا أهمية للوقت، قد يستغرق وقتاً طويلاً، يتم من خلاله استنزاف قدرات الفصائل المعارضة، وفور إطباق الحصار لن يتمكن أي فصيل من الصمود طويلاً».

ويضيف «يبدو أن أياماً صعبة جداً ستعيشها الفصائل في حلب، التي ألهتها خلافاتها الداخلية واقتسام النفوذ والسيطرة، وأرهقتها النزاعات الداخلية، فلم تعد العدة ليوم كهذا».

القاعدة تقطع رأس مقاتل مناهض للاسد خطأ لاعتقادها انه شيعي

بيروت- (رويترز): قال المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء ان مقاتلي القاعدة في سوريا قطعوا رأس مقاتل مناهض للرئيس بشار الاسد عن طريق الخطأ لاعتقادهم انه مقاتل شيعي عراقي موال للنظام.

وجذب الصراع في سوريا المستمر منذ أكثر من عامين ونصف العام تيارات من المقاتلين الإسلاميين السنة في صف المعارضة بينما يخوض حزب الله اللبناني الشيعي المدعوم من إيران حربا علنية في صف الأسد بالاضافة إلى مقاتلين عراقيين شيعة يقاتلون إلى جانب النظام.

وقال المرصد السوري المعارض ومقره لندن “تبين أن المقاتل الذي قطعت رأسه الدولة الاسلامية في العراق والشام هو مقاتل من كتيبة سورية مقاتلة وليس مقاتلا شيعيا عراقيا مواليا للنظام”.

وأضاف “ان الامر التبس على مقاتل الدولة الاسلامية الذي سمع المقاتل الجريح يتحدث تحت تأثير التخدير ويقول ياعلي وياحسين. وأصيب المقاتل بجراح خلال اشتباكات قرب اللواء 80 مع مقاتلين من لواء ابو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية واجنبية وضباط من حزب الله اللبناني وكانوا دائما ينادون ياحسين وياعلي”.

ومضى يقول “هذا كان اخر ما سمعه قبل اصابته في الاشتباكات فتحدث به تحت تأثير التخدير. وتحدث أحد المقاتلين من الدولة الاسلامية عن أن المقتول هو مقاتل عراقي شيعي متطوع في صفوف القوات الموالية للنظام وذلك امام حشد من الشبان من بينهم نشطاء من المرصد السوري لحقوق الانسان”.

قتلى وجرحي جراء قصف أحياء مسيحية في وسط العاصمة السورية بالقذائف

القاهرة- (د ب أ): سقط قتلى وجرحى جراء سقوط عدة قذائف الأربعاء قرب ساحة باب توما وفي منطقة الزبلطاني وحي القصاع وهي احياء ذات غالبة مسيحية بالعاصمة السورية دمشق.

وأفادت مصادر من الأهالي لوكالة الأنباء الألمانية بان “قذيفتي هاون سقطتا في باب توما، الأولى في الساحة والثانية بأول حارة الجورة”، ما أدى إلى وقوع إصابات تم نقلهم إلى مشاف قريبة.

وقال مصدر آخر إن “عدة قذائف سقطت في منطقة الزبلطاني بمحيط سوق الهال و قذائف اخرى في حي القصاع و طالب الاهالي بإغلاق المدارس لان القذائف كانت أودت بحياة عدد من طلاب المدارس المسيحية في هذه الأحياء الايام الماضية”.

وقال عدد من الاهالي لـ(د ب أ) إن قذائف اليوم “أودت بحياة عدد من الأشخاص في هذه الأحياء فضلا عن جرح عدد آخر”.

من جهتها، قالت وكالة “سانا” للأنباء التابعة للسلطات نقلا عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، دون أن تسمه، قوله إن “مواطنين اثنين استشهدا وأصيب سبعة آخرون جراء سقوط قذيفتي هاون على ساحة باب توما”.

وأضاف المصدر أن “قذيفة هاون سقطت في سوق الهال في منطقة الزبلطاني ما أدى الى اصابة 13مواطنا وإلحاق أضرار مادية في المحال التجارية”.

واتهمت وكالة سانا “إرهابيين” بالوقوف وراء الحادثة في إشارة منها إلى مقاتلي المعارضة المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد.

وتوالى في الآونة الأخيرة سقوط العديد من القذائف في مناطق القصاع وباب توما وباب شرقي ومحيطهم، أدت إلى مقتل وجرح العشرات، كان أعنفها أمس حين قتل 4 أطفال جراء سقوط قذيفة على حافلة مدرسية، كما أصيب 11 آخرون إثر سقوط قذيفة على مدرسة أخرى.

وهذا الأمر دفع الأهالي إلى مطالبة وزيري الدفاع والتربية باتخاذ إجراءات لحماية طلاب المدارس، وقالوا في رسالة، “إلى وزيري التربية والدفاع المحترمين، نحن أهالي وأساتذة الطلاب في مناطق القصاع وباب توما وجرمانا، نتقدم من سيادتكم أخذ التدابير اللازمة لحماية طلابنا وأطفالنا من هول القذائف القادمة من المناطق القريبة التي لم تطالها يد جيشنا الباسل”.

وأردفوا في الرسالة، التي نشرت على صفحات على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، “بالطريقة التي ترونها مناسبة، تعطيل المدارس أو قصف شامل لمواقع الإرهابيين أو أي طريقة مناسبة وبالسرعة الممكنة”.

وكانت أنباء تحدثت عن إخلاء مدارس في منطقة باب توما والقصاع في وقت سابق اليوم جراء سقوط القذائف.

في سياق آخر، دوى انفجار في حي التضامن على أطراف دمشق، قالت صفحات معارضة إنه ناجم عن سيارة مفخخة ادت إلى مقتل وجرح العشرات من القوات النظامية.

وتحدثت عن استمرار الاشتباكات على عدة محاور في الحي بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية.

و تعرضت احياء مسيحية عدة في الايام الاخيرة بدمشق لقذائف ما أدى لمقتل و جرح العشرات منهم.

حكومة المعارضة السورية تواجه تحدي اثبات الوجود أمام الاكراد والجهاديين

مقاتلون من لواء التوحيد يتفقدون صواريخ مضادة للدبابات في حلب

بيروت- (ا ف ب): تواجه الحكومة التي اعلنتها المعارضة السورية تحدي فرض الامن وتوفير الخدمات لسكان “المناطق المحررة” التي تسيطر عليها في سوريا، في مواجهة السعي الكردي للادارة الذاتية والنفوذ المتنامي للجماعات الجهادية.

وقال رئيس الوزراء أحمد طعمة في كلمة القاها في اسطنبول الثلاثاء غداة اعلان تشكيل الحكومة التي تضم تسعة وزراء، إن حكومته ستكون “حكومة عمل لا حكومة كلمات (…) من اولى مهماتها نشر الامن والسلم الاهلي في سوريا المحررة وتلبية الاحتياجات المعيشية للانسان”.

وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وافقت ليل الاثنين الثلاثاء على تسمية تسعة وزراء، في حين لم ينل ثلاثة آخرون عدد الاصوات المطلوب.

وبعد قرابة ثلاثة اعوام من اندلاع النزاع في سوريا، باتت المعارضة تسيطر على مناطق واسعة من شمال البلاد وشرقها.

الا ان نفوذها في هذه الاجزاء يتقاطع مع رغبة الاكراد في الادارة الذاتية للمناطق التي يتواجدون فيها وتكرار تجربة اقرانهم في العراق، ورفض الجهاديين كعناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بالقاعدة، سلطة الائتلاف المعارض.

ويقول منذر أقبيق مدير شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف احمد الجربا، ان الحكومة ستكون “خدماتية بالدرجة الاولى، مهمتها تحسين حياة المواطنين وتقديم الخدمات لهم على الارض”.

ويضيف ان “رئيس الوزراء تواصل مع القوى الموجودة على الارض، وكثير منها خصوصا تلك المنضوية تحت هيئة الاركان والائتلاف رحبت وابدت استعدادها للتعاون وحماية الحكومة وموظفيها ليقوموا بتقديم الخدمات للمواطنين”.

الا انه يشير الى وجود “جهات ارهابية مثل دولة العراق والشام التابعة للقاعدة لم تتعاون مع الحكومة، وتمثل تحديا في الحقيقة يتوجب التعامل معه بشكل او بآخر”، مشيرا إلى أن تصور التعامل سيضعه رئيس الحكومة الذي “سيدرس هذا الموضوع بشكل واف”.

وتعمل الجماعات الجهادية على فرض معايير متشددة وطرد اي خصم محتمل لها من مناطقها، واشتبكت في الاسابيع الماضية مع المقاتلين الاكراد الذين تمكنوا من تحقيق تقدم على حسابها في مناطق واسعة.

واعلن الاكراد الثلاثاء تشكيل ادارة مدنية انتقالية بعد مشاورات جرت في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية (شمال شرق)، تقسم بموجبه المنطقة الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها الى ثلاثة أجزاء لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلين في المجلس الاقليمي العام.

وكان الائتلاف اختار في 14 ايلول/ سبتمبر الماضي، الاسلامي المعتدل احمد طعمة لرئاسة الحكومة التي ستتولى إدارة “المناطق المحررة”.

وبعد شهرين من المشاورات، انتخبت الهيئة العامة تسعة اعضاء هم إياد القدسي (نائب رئيس الوزراء)، وأسعد مصطفى وزيرا للدفاع، وابراهيم ميرو وزيرا للمال والاقتصاد.

كما انتخبت محمد ياسين النجار وزيرا للاتصالات والصناعة، وعثمان الداوي وزيرا للادارة المحلية والاغاثة، وفايز الظاهر وزيرا للعدل.

وسمت الهيئة الياس وردة للطاقة والثروة الحيوانية، ووليد الزعبي للبنية التحتية والزراعة. اما المرأة الوحيدة في الحكومة فهي تغريد الحجلي التي ستتولى وزارة الثقافة والاسرة.

وفشلت الهيئة في اختيار وزراء الداخلية والصحة والتربية والتعليم، اذ فشل المرشحون الثلاثة الذين طرح طعمة اسماءهم، وهم عمار القربي (داخلية) ومحمد جميل جران (صحة) وعبد الرحمن الحاج (تربية)، في نيل الاصوات المطلوبة (62 صوتا على الاقل).

ويقول اقبيق “اظن ان الحكومة تأخرت، لكنها ضرورية جدا”، مشيرا الى انها تكتسب “اهمية بالغة لان ثمة فراغ هائل في تقديم الخدمات للمواطنين وخصوصا في المناطق المحررة”.

ويضيف ان الحكومة “سوف تباشر عملها فورا وفي اقرب وقت ممكن”، مؤكدا ان لدى الوزراء “شعور كبير بالمسؤولية، وهم متحمسون جدا لخدمة المواطنين”.

واوضح انه من المقرر ان يكون للوزراء “مكاتب في منطقة حدودية” في الاراضي التركية، على ان “ينتقلوا الى داخل سوريا عندما يكون ثمة حاجة الى ذلك”، مشددا على ان نطاق عملهم هو “داخل الاراضي السورية”.

وادت النزاع السوري الى اضرار هائلة في البنية التحتية والخدماتية، وولد ازمة اقتصادية حادة ادت الى تضاعف عدد الفقراء ليبلغ قرابة نصف عدد سكان البلاد البالغ 23 مليون نسمة، بحسب الامم المتحدة.

وقالت نائبة المدير القطري لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في دمشق اليسار شاكر لفرانس برس في تشرين الاول/اكتوبر ان “اكثر من نصف سكان سوريا فقراء، بينهم 7،9 مليون سوري يعيشون على خط الفقر و4،4 مليون في فقر مدقع″.

وارتفعت البطالة لتبلغ 48 بالمئة، في حين يعيش القطاع التربوي حالة “كارثية” مع تسرب 49 بالمئة من الاطفال من المدارس.

ويوضح اقبيق ان الحكومة الموقتة ستسعى الى توفير مصادر تمويل عدة، منها “ذاتية” من خلال عمل رئيس الوزراء على “اعادة ادارة عجلة الاقتصاد وايجاد مصادر لدخل الحكومة في تلك المناطق سواء من الثروات الطبيعية او ضرائب على المعابر او ما شابه”.

اما المصادر “الخارجية”، فستكون عبر دعم مالي من الدول المؤيدة للمعارضة السورية. وقال اقبيق ان المملكة العربية السعودية “تعهدت بتقديم 300 مليون دولار امريكي للحكومة”، وان ثمة 60 مليون يورو (نحو 80 مليون دولار) في صندوق لمجموعة “اصدقاء الشعب السوري”.

القوات السورية تتقدم في ريف حلب والمقاتلون الاسلاميون يعلنون النفير العام

بيروت- دمشق- (ا ف ب): تدور اشتباكات الاربعاء بين القوات النظامية ومقاتلين اسلاميين بينهم جهاديون في ريف حلب في شمال سوريا، حيث يحاول النظام تحقيق مزيد من التقدم، في وقت اعلن مقاتلون متشددون “النفير العام” لمواجهته.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان “الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل حاصل التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة”.

واضاف ان “القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني” تشتبك مع المقاتلين، في محاولة من نظام الرئيس بشار الاسد “للسيطرة الكاملة على طريق حلب السفيرة”، المدينة الاستراتيجية التي استعادها النظام نهاية تشرين الاول/ اكتوبر.

وتقع تل حاصل على بعد نحو 12 كلم من السفيرة. وتأتي محاولة السيطرة على البلدة بعد ايام من استعادة النظام بلدة تل عرن القريبة منها، والواقعة كذلك على طريق السفيرة حلب.

وحققت القوات النظامية في الفترة الماضية تقدما في الريف الجنوبي الشرقي لحلب منذ استعادتها السفيرة التي بقيت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لاكثر من عام.

وردا على هذا التقدم، دعت “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بالقاعدة “كافة الفصائل وسائر المسلمين إلى النفير العام للجبهات القتالية لصد العدو الصائل على حرمة واراضي المسلمين”، وذلك في بيان نشرته مواقع جهادية.

اضاف البيان الصادر عن “ولاية حلب”، ان “من لم يستطع النفير لعذر شرعي فليقدم ما يستطيع من سلاح ومال”.

واشارت “الدولة الاسلامية” في البيان الصادر مساء الثلاثاء إلى أن “الجيش النصيري الرافضي الصائل (في اشارة الى القوات النظامية) استطاع استعادة طريق خناصر واحتلال مدينة السفيرة وبعدها قرية تل عرن، والتقدم من كل المحاور في احتلال المناطق المحررة من جديد”.

واعتبرت ان هذا التقدم للقوات النظامية سببه “تخاذل وانسحاب الكثير من الفصائل والجماعات المقاتلة في حلب وريفها”، محملة هذه المجموعات التي لم تسمها “المسؤولية الكاملة امام الله وامام المسلمين”.

من جهته، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن ستة مجموعات مقاتلة ابرزها “لواء التوحيد” و”جبهة النصرة” و”حركة احرار الشام”، اعلنت الاثنين كذلك “النفير العام” لمواجهة القوات النظامية.

واعلن الجيش السوري الاثنين انه سيطر على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الواقع جنوب شرق المدينة، بعد ايام من استعادته اللواء 80 المكلف حماية المطار المتوقف عن العمل منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.

ومن جانب آخر، سيطرت القوات النظامية السورية الأربعاء على بلدة حجيرة جنوب دمشق، حيث تحقق في الاسابيع الماضية تقدما يهدف إلى تضييق الخناق على مقاتلي المعارضة في جنوب العاصمة، بحسب ما افاد مصدر أمني سوري وكالة فرانس برس.

وقال المصدر ان الجيش النظامي “سيطر بالكامل على بلدة حجيرة” في الريف الجنوبي لدمشق، مشيرا إلى أن الخطوة “هي استكمال لعملية سيطرة الجيش على السبينة الصغرى والكبرى وغزال”.

وكانت القوات النظامية سيطرت الاسبوع الماضي على هذه البلدات التي كانت تعد خط امداد رئيسي لمقاتلي المعارضة في جنوب دمشق.

وأوضح المصدر أن “السيطرة على حجيرة تأتي لتكمل الخناق على المجموعات الارهابية المسلحة (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) الموجودة في جنوب دمشق، وتعطي بعدا آخر لتأمين البوابة الجنوبية لمدينة دمشق وقطع خطوط امدادها للبؤر الارهابية المتبقية في الريف الجنوبي لدمشق”.

واستعادت القوات النظامية في الاسابيع الماضية عددا من البلدات في الريف الجنوبي لدمشق، منها الحسينية والذيابية والبويضة الواقعة قرب طريق مطار دمشق الدولي.

قيادي بإخوان سوريا: رفضنا عرضا إيرانيا بإقناع الأسد بتكليفنا بالحكومة

القاهرة- الأناضول: أكد عمر المشوح الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، صحة تصريحات نسبت لفاروق طيفور نائب المراقب العام لإخوان سوريا، حول تلقي الجماعة عرضا إيرانيا بإقناع بشار الأسد بإسناد الحكومة للإخوان مقابل الجلوس مع مسؤولين إيرانيين.

وقال المشوح في تصريحات عبر الهاتف  لمراسل وكالة الأناضول ردا على تشكيك بعض السياسيين في تلقي إخوان سوريا هذا العرض: “هذا شيء لا نفخر به، لكننا قلناه لنؤكد ثبات موقفنا، الذي هو موقف كل كتل المعارضة السورية من إيران”.

وذهب طيفور في تصريحات صحفية نسبت له مؤخرا إلى أنهم تلقوا سبع مرات عروضا إيرانية بالجلوس مع الجماعة، وان أحد هذه العروض تضمنت استعداد إيران لإقناع بشار الأسد بإسناد الحكومة لهم (الإخوان المسلمين)، وارتفع سقف الإغراءات إلى حد قولهم أنهم على استعداد للتخلي عن مطلبهم في استمرار نظام الأسد، مقابل التفاهم على مرحلة ما بعد الأسد، بحسب طيفور.

وقال المشوح إن “الموقف من إيران لن يتغير حتى تبدي هي تغييرا في توجهاتها تجاه النظام السوري”.

وأضاف “كيف نقبل بالجلوس مع إيران وهي آداة من ضمن الأدوات الرئيسية التي يستخدمها النظام السوري في قتل شعبه”.

وكان الائتلاف السوري المعارض قد شدد في ختام اجتماعات هيئته العامة يوم الاثنين الماضي في مدينة اسطنبول التركية على رفض أي دور لإيران في الحل السياسي للأزمة السورية، كونها شريك في قتل الشعب السوري، بحسب البيان الصادر عن الاجتماع.

ويصر الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي والأممي للأزمة السورية على أهمية الدور الإيراني في الحل السياسي من خلال مؤتمر (جنيف 2)، كما أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن – مؤخرا – عن استعداده للقيام بوساطة بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة.

ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 133 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان (مستقل).

رئيس حكومة المعارضة: سنعيد اعمار سورية وسنحترم المواثيق الدولية

‘الجربا’: العلويون قلب سورية واستخدامهم في حرب أهلهم ضرب من الجنون

اسطنبول ـ وكالات: قال’رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، إن ‘العلويين قلب سورية،’واستخدامهم في الحرب ضد أهلهم ضرب من الجنون.’

جاء ذلك في كلمته، امس، في افتتاح’مؤتمر”كلنا سوريون’ الذي ينظمه الائتلاف،’في اسطنبول، بمشاركة واسعة من مختلف أطياف المعارضة السورية، بينها معارضة علوية، ويستمر يومين.

ويهدف المؤتمر، بحسب منظميه إلى ‘نبذ الطائفية بين الشعب السوري’وإعادة الوجه الناصع للثورة السورية كما كانت في بدايتها’. وانتقد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، النظام الذي فتح أبواب البلاد لما أسماه ‘نظام الملالي’، مضيفا ‘هؤلاء يدّعون دخول البلاد لحماية (مقام) السيدة زينب ونقول لهم خسئتم، زينب زينبنا، وسكنت قلوب أهل سورية قبلكم’.

وتابع الجربا”النظام ظن أن الطائفة العلوية ورقة يلعب بها’، مستطردا ‘العلويون قلب سورية،’واستخدامهم في الحرب ضد أهلهم ضرب من الجنون’.

وقال أعضاء في الائتلاف الوطني السوري المعارض امس الثلاثاء في اسطنبول إن الائتلاف شكل حكومة مؤقتة لادارة المناطق التي يسيطرعليها مقاتلو المعارضة وذلك رغم تحفظات الولايات المتحدة.

وقال مسؤول الائتلاف إن انتقال الحكومة المؤقتة إلى داخل سوريا على الفور سيكون صعبا بسبب مخاطر تعرضها للهجوم من قوات الأسد أو من المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وأضاف أن الحكومة ستعمل على الأرجح من مدينة غازي عنتاب الحدودية التركية الى الشمال من مدينة حلب.

وكان الائتلاف قد عين في أيلول (ستمبر) اسلاميا معتدلا هو أحمد طعمة في منصب رئيس الوزراء رغم ان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصل بالجربا وطلب منه عدم تشكيل حكومة.

وأضاف الأعضاء أنه ليس من المرجح أن تحظى الحكومة الجديدة بالاعتراف الدولي لكنها قد تحصل على أموال من السعودية التي تتباين مواقفها مع مواقف واشنطن إزاء سوريا وكذلك من المانحين الأجانب الذين يتطلعون إلى توصيل المساعدات الإنسانية بشكل أفضل. وقالوا إن بعض الدول الغربية مستعدة للتعاون مع الحكومة كوسيلة لنقل المساعدات دون الاعتراف بها رسميا.

ومن بين الشخصيات الرئيسية في الحكومة أسعد مصطفى الذي عين وزيرا للدفاع والذي كان وزيرا للزراعة في حكومة الأسد.

واختير ابراهيم ميرو وهو رجل اقتصاد درس في هولندا لمنصب وزير المالية وعينت تغريد الحجلي الوزيرة الوحيدة في الحكومة في منصب وزيرة الأسرة والمرأة.

وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة المعارضة، أحمد طعمة، سنبذل قصارى جهدنا لاعادة اعمار سورية وسنحترم كافة المواثيق والعهود الدولية.

وأوضح طعمة، أن ‘هناك’موارد متعددة للميزانية، جزء منها داخلي، من خلال التواصل مع المعارضة التي حررت’مناطق يتواجد فيها حقول’النفط’، متوقعا ‘التعاون معهم’، في تأمين الميزانية اللازمة.

اليونان تطرد اللاجئين السوريين ‘بصورة منهجية’ وتعذب بعضهم

اثينا- ا ف ب: اتهمت منظمة غير حكومية الثلاثاء السلطات اليونانية بأنها تطرد اللاجئين السوريين الذين يحاولون اللجوء الى اوروبا ‘بصورة منهجية’، ونددت بحالات قريبة من التعذيب ضد هؤلاء اللاجئين طالبي اللجوء.

وقالت منظمة ‘برو اسيل’ غير الحكومية ومقرها في المانيا ان ‘عمليات الطرد غير القانونية انطلاقا من حدود اليونان البحرية او البرية تتم بصورة منهجية’.

واضافت المنظمة ان ‘وحشية وحجم الانتهاكات الواردة في التقرير تثير الصدمة’.

وتابعت ان ‘عناصر في القوات الخاصة يغطون وجوههم اتهموا بإساءة معاملة اللاجئين فور اعتقالهم واحتجازهم بطريقة تعسفية من دون تسجيلهم على الاراضي اليونانية، وبإعادتهم الى تركيا في مخالفة للقانون الدولي’

وقال مواطن سوري بلغ جزيرة فارماكونيسي اليونانية في اب/اغسطس للمنظمة غير الحكومية ‘لقد تعرضنا للضرب بالهراوة. واستمروا في ذلك حتى تعرضنا جميعا للضرب ثلاث مرات’.

واضاف ‘ثم قيدونا بقيود بلاستيكية وتركونا طيلة سبع ساعات وايادينا وراء ظهورنا تحت اشعة الشمس′.

أردوغان يواجه قرارات صعبة.. ‘القاعدة’ على حدوده والأكراد يوسعون سيطرتهم.. وأنقرة بدأت تؤمن بالحل السياسي

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ يقوم الجهاديون بتجنيد أبناء القرى التركية القريبة من الحدود السورية للقتال في صفوفهم، فيما أوردت وكالة أنباء ‘اسوشيتدبرس′ عن مقاتلين في الجيش الحر أنهم يقومون بتجنيد أبناء اللاجئين في مخيم الزعتري في الاردن في خرق للقيود التي تضعها كل من الحكومة الأردنية والأمم المتحدة على نشاطات المقاتلين السوريين. وبحسب الوكالة فقد اعترف المقاتلون بمثل هذه النشاطات حيث نقلت عن ناشط قوله إنه درب 125 مقاتلا حسب مصدر مجهول استندت الوكالة على تصريحاته.

وزعم مراسل الوكالة أنه شاهد أعضاء من الجيش الحر يطلقون نداءات لحث أهل المخيم على التطوع في صفوفهم مستخدمين في هذا مكبر صوت. وقال مسؤول المفوضية السامية للاجئين في الأردن أن الموظفين العاملين في مكتبه لو لاحظوا أي نشاطات للجيش الحر فإنهم سيقومون بإعلام السلطات الأردنية. كل هذا في الوقت الذي عبرت فيه عائلات تركية في بلدة اديامان عن الذعر الذي أصابها وهي تبحث عن أبنائها الذين جندتهم الجماعات الجهادية للقتال في سورية.

على الرغم من تأكيد الرئيس التركي عبدالله غول، ورئيس الوزراء طيب رجب أردوغان عن عدم وجود أي نشاطات للجهاديين على الأراضي التركية.

يلدز يبحث عن ابنه

وفي تقرير نشرته صحيفة ‘الغارديان’ جاء فيه أن فاتح يلدز، لم يكن يحلم يوما أن يناشد قائداً من القاعدة كي يسمح له برؤية ابنيه.

فبعد إسبوع من البحث المسعور عنهما في بناية مدمرة في شمال سورية، قال المسؤول المتقاعد في الحكومة التركية ‘أقسم بالله لو كان معي بندقية لقتلت الرجل’.

ويقول يلدز إن مشكلة القيادي في القاعدة وهو تركي من مدينة طرابزون على البحر الأسود لم يكن يفهم لماذا يريد يلدز عودة ابنيه بعد أن اكتشف مكان وجودهما في معسكر تدريب شمال حلب.

وصرخ الجهادي قائلا ‘إنهما هنا للشهادة’، مضيفا ‘هل أنت كافر حتى تحرمهما فضل الشهادة وثوابها الجنة؟’.

وعندما فار غضب يلدز، وجد نفسه محاطا بعشرين إسلامياً صوبوا عليه بنادقهم من نوع إي كي -47 ‘ولولا الدليل الذي كان معي لقتلتوني’، ولم يكن باستطاعة يلدز التحدث مع ولديه وكلاهما في العشرين من عمره التحدث إليهما او مشاهدتهما.

وهو واحد من عدد من العائلات في جنوب- شرق تركيا التي استفاقت يوما ولم تجد أبناءها، الذين ذهبوا للقتال مع للمقاتلين الإسلاميين في سورية. ويعتقد أن مئات من الشبان الأتراك تم تجنيدهم من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.

عائشة تغطي شعرها

وكانت تقارير إعلامية تركية قد تحدثت عن شبان وفي بعض الأحيان شابات تركيات قد اجتازوا الحدود إلى سورية حيث قدرت إحدى الصحف التركية عددهم بحوالي 500 تركي يقاتلون في صفوف الفصائل السورية المعارضة لنظام بشار الأسد.

أديامان الشرطة والسلطات المحلية ويتهم سكان بلدة بغض النظر عن حملات تجنيد الأتراك للجهاد في سورية.

ونقلت الصحيفة عن صاحب بقالة في البلدة قوله ‘أصبحت أخاف على ابني، وأتصل به مرتين أو ثلاث مرات في طريقه من وإلى المدرسة، وأتصل به عندما يخرج مع أصدقائه لأنني أريد معرفة أين سيذهب وأين سيلتقي بهم ومن سيخرج معهم خاصة أننا لسنا متأكدين إن كانوا مستهدفين’، من الجماعات المسلحة.

وتتذكر واحدة من الأمهات كيف تغير سلوك ابنها عندما بدأ يختلط بـ ‘شاب معين’ قبل أن يختفي أثره، وهو الآن في سورية منذ ستة أسابيع. وتقول عايشة ديمير ‘بدأ ابني فجأة يطلب مني تغطية نفسي بـ ‘شرشف’ أسود، وقال لي أن حجابي الأبيض الرقيق حرام لأنه يسمح للرجال برؤية شعري’.

وتقول أن شقيق زوجها والذي كان يعمل سائق سيارة نفسه اختفى وقالت ‘أخبرنا أنه يريد الدراسة في قبرص وأخذ معه 10 آلاف ليرة تركية، واتصل بنا مرة واحدة من سورية’. وكانت الحكومة التركية قد أعلنت عن حملة ملاحقة لنشاطات القاعدة في جنوب تركيا واعتقلت 16 شخصاً.

واتخذت خطوات قامت من خلالها بتجميد أرصدة مئات من الأشخاص والجمعيات ممن تشتبه بعلاقتهم مع منظمات إرهابية. ونقلت عن إيما سنكلير- ويب الباحث في مكتبة منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ في تركيا قولها ‘ في ضوء الإنتهاكات التي ترتكتبها الجماعات المسلحة صار من الواجب عل تركيا اتخاذ الخطوات الضرورية للتحقيق ومحاكمة الأشخاص حالة مرورهم عبر أراضيها’.

ودعا تقرير للمنظمة الحكومة التركية بفرض قيود على مرور المقاتلين والأسلحة للجماعات التي أثبتت تقارير ضلوعها في انتهاكات لحقوق الإنسان’.

ويقدر عدد الشبان الذين ذهبوا للقتال في سورية من أديامان وحدها بحوالي المئتين. وبحسب يلدز فإن أحداً لا يريد الحديث عن الموضوع ‘فهم خائفون من القاعدة وخائفون على أولادهم، ويخشون من قيام الشرطة التركية باعتقالهم، بل إن البعض يشجع على فكرة الشهادة’. ويشير يلدز إلى حالة شاب عاد من سورية بسبب إصابته بجروح ‘ذهبت لرؤيته على أمل الحصول على معلومات عن ابني، ولكن عائلته منعتني حتى من التحدث معه خشية أن تعاقبه القاعدة’.

كارا يسافر لسورية

ومثل يلدز سافر علي كارا من بلدة ديار بكر ست مرات لسورية بحثا عن ابنه. وكغيره من المتطوعين أخبر والده بأنه ذاهب للعمل في مصنع ‘وكان يتصل بي كل إسبوع ثم توقفت المكالمات’. وعندما سأل أصدقاء ولده عن مكانه قالوا أنه ‘استشهد في سورية، وكان الخبر صدمة كبيرة لي’.

وسافر كارا بمساعدة مهرب من بلدة كلس القريبة من الحدود ودخل سورية باحثاً في المعسكرات عن المكان الذي قتل في ابنه بدون إجابة.

ومر يلدز بنفس التجربة حيث تعرف من خلال علاقته مع المخابرات على مكان وجود ابنيه، وساعده مهرب لدخول سورية، حيث تجول لمدة إسبوع في مناطق حلب المدمرة. وقدم صور ابنيه لقادة المعسكرات للتعرف عليهم.

وقد عامله البعض بلطف وآخرون بشراسة ‘وكان هناك الكثير من الأتراك، وأيضا شيشان وجزائريون وليبيون وأوروبيون’.

وعندما حدد مكان ابنيه منع من زيارتهما لأنهما كانا في دورة عسكرية، حيث يتلقى المتطوعون تدريبا لمدة 45 يوما وبعضهم يتدرب لكي يكون إنتحاريا.

ويقول يلدز إن الجهاديين يستخدمون أشرطة دي في دي، ولقطات للمعارك مأخوذة من الإنترنت لإقناع الشباب على الإنخراط في الجهاد، وقد تعرض يلدز نفسه لمحاولة تجنيد في حلب. وقال أنه شاهد لقطات فيديو عن القتل والإغتصاب لمحاولة إقناعه.

ويقول التقرير ان الكثيرين يخشون من انعكاسات موقف الحكومة التركية من سورية على البلاد ويقول أحد كبار اديمان ‘ في الوقت الحالي تدعم حكومتنا أي شخص يقاتل ضد الأسد، مهما كان متوحشاً. وفي يوم من الأيام فقد يوجهون بنادقهم ضد تركيا’.

أين ذهب بيرو؟

فقد ذكرت صحيفة ‘واشنطن بوست’ حكاية بيرو (16 عاما) من فرانكفورت الألمانية حيث أخبر والدته أنه يريد المشاركة في تظاهرة والنوم عند أحد اصحابه، ولكنه اختفى، وعندما رن جهاز أمه النقال في اليوم التالي، صاحت أمه غاضبة ‘أين أنت؟’ فأجاب أنه في سورية.

ولا تختلف قصة بيرو عن قصة أي متطوع أجنبي فقد اشترى تذكرة في واحدة من الرحلات الرخيصة وسافر مع أربعة من أصدقائه المسلمين الى أناضوليا ومنها انتقل براً إلى سورية. وبالنسبة لعائلة بيرو فقد تحول هم إعادة الحدث

الشاب وخطفه من فم ‘الاستشهاد’ إلى هوس. بيرو هو ابن عائلة مقدونية مسلمة هاجرت إلى المانيا حيث ولد هناك، وقد لاحظت عائلته تدينا وتغيراً في سلوكه في العام الماضي. فبيرو السابق كان محبا للشطرنج ومنفتحا على الحياة.

اما بيرو الجديد فقد أصبح مواظباً على المسجد، وضجرا بسلوك والده وإدمانه على الخمر. مضى أسبوع ثم تبعه آخر وزاد قلق العائلة على بيرو، حيث حاولت الإبقاء على خطوط الإتصال مفتوحة معه من خلاله هاتفه النقال، وأرسلت اليه مئات اليورو كي تدفع اجور المكالمات والتحدث إليه عبر ‘سكايب’.

ويقول والده ‘يريدون الذهاب إلى الجنة’، و’أريد أن يسير ابني في طريق الله، وهي أفضل الطرق، لكنه ليس بهذه الطريقة’.

سورية في كل مكان

والذي دفع بيرو للتطوع في سورية، هو الجو العام الذي يحفز الشباب على الجهاد، فقد أصبحت سورية الموضوع الأهم في كل مساجد أوروبا، حيث يتحدث الأئمة عن المذابح التي ارتكبها النظام.

ويسهل سفر الشباب وجود رحلات بأسعار مخفضة، ويمكن للشاب السفر بدون أن يظهر جواز سفره في بعض الأحيان، وعندما يصلون لتركيا تقوم شبكة من المهربين بنقلهم لسورية. ومعظم الشبان هم في العشرينات من عمرهم، وأبناء عائلات مهاجرة مثل عائلة بيرو.

ويقول مسؤول أن نصف الشبان لديهم سجلات جنائية لدى الشرطة وكلهم بدون عمل. ولا يعرف كم عدد الشبان الأوربيين المقاتلين في سورية حيث تضعهم تقديرات بما بين 800-900 مقاتل.

وجاءوا من بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا إضافة لعدد قليل من الأمريكيين. وما يعقد مهمة الأمن أنهم يستخدمون وثائق سفر حقيقية ويذهبون الى مناطق سياحية معروفة.

ويرى مسؤولو أمن أن الخطر نابع حين عودتهم فربما عادت نسبة كبيرة منهم إلى الحياة الطبيعية لكن نسبة واحد بالمئة كفيلة على تنفيذ هجمات وبالتالي تهديد الأمن. ومن هنا تشير قصة بيرو الى الطريق الذي قاده لسورية، فوالده سجن لسبعة أعوام بتهمة الإتجار بالمخدرات.

ولم يكن الأب والإبن على علاقة جيدة حيث تعيش العائلة في شقة صغيرة في فرانكفورت، ومن هنا بدأ بيرو بالخروج مع أصدقاء للمسجد وتغير سلوكه، وأخذ يوزع نسخ القرآن مجانا في شوارع المدينة ومن ثم بدأ يتحدث عن الحرب في سورية. ويقول والده أنه لم يكن يعرف كيفية التعامل مع ابنه.

وقبل سفره إلى سورية اجتمع مع 700 شخص لحضور كلمة ألقاها بيير فوغيل، الذي تصفه السلطات الأمنية بالداعية المتشدد.

وكان فوغيل قد اعتنق الإسلام في عام 2001 وهو ملاكم محترف. وفي الكلمة حث الجماهير على التبرع لسورية ولو بيورو واحد. وعندما ذهب بيرو للحرب، لم يكن قادرا على الإتصال بعائلته قبل التاسعة مساء حيث لم يكن مسموحا له بأخذ هاتفه للتدريب. وقال له قادته أن احسن شيء يمكن ان تقوم به عائلته هو شراء إي كي-47 وسترة واقية. وفي تفاصيل قصة بيرو الطويلة مخاوف العائلة عليه خاصة عندما قال لها أنه سيبدأ بالقتال بعد عيد الأضحى.

مأزق أردوغان

وتشير قصص الأتراك والألماني للتحديات التي تواجه الحكومة التركية وقد تناولتها صحيفة ‘لوس أنجليس تايمز′ وأشارت إلى السياسة التركية في سورية، حيث كتب مراسلها من بلدة ريحانلي على الحدود مع سورية، والتي تحولت لمركز للمقاتلين السوريين، ففيها بيوت آمنة لاستقبال قادة الفصائل، وعيادات لعلاج الجرحى، مراكز إعلامية للمعارضة مجهزة بأجهزة الكمبيوتر ومعدات الفيديو.

ويقول التقرير أن تركيا سمحت للمعارضة السورية بكل أطيافها العلمانية والإسلامية باستخدام أراضيها، وكذا مهربي الأسلحة والمانحون الأثرياء من دول النفط.

وتشير الصحيفة إلى هدف الحكومة وهو رؤية بشار الأسد خارج السلطة، لكن استمرار الحرب، وسيطرة الجماعات المرتبطة بالقاعدة على مناطق قريبة من الحدود مع تركيا يثير مخاوف الحكومة وكذا نقادها من قيام هذه الجماعات من إقامة حضور دائم لها في هذه المناطق مما سيشكل خطرا على أمن دولة عضو في حلف الناتو.

حملة دبلوماسية

ولا تستطيع أنقرة إغلاق الحدود مع سورية بشكل كامل لأن هذا يعني حرمان فصائل المعارضة من الدعم العسكري واللوجيستي مما يؤدي إلى انهيارها.

وتشير الصحيفة إلى أن تركيا القلقة من الأوضاع في شمال سورية بدأت حملة دبلوماسية مع جيرانها بمن فيهم إيران التي تعتبر من أهم داعمي نظام الأسد.

فقد زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنقرة واتفق البلدان على العمل لتسوية سلمية للأزمة السورية.

ففي ظل تمسك الأسد بالسلطة وتردد الدول الغربية خاصة أمريكا بعدم تسليح المعارضة فقد تغيرت حسابات تركيا التي كانت تأمل بوصول حلفائها من المعارضة للحكم بعد انهيار النظام سريعاً.

وقالت أن أردوغان مهندس سياسة بلاده تجاه سورية لم يخف استياءه من الإتفاق الأمريكي- الروسي لنزع أسلحة سورية الكيماوية والتوقف عن ضرب النظام.

ومن هنا يرفض أردوغان فكرة بناء القاعدة جذورلها في تركيا كما تحدث يوم الخميس الماضي أثناء زيارة له للسويد. ولكن سياسة مد البساط لفصائل المعارضة من كافة الأطياف تثير مخاوف الكثير من الأتراك الخائفين من تورط بلادهم في مستنقع حرب طائفية.

مقاتلون إسلاميون يعلنون النفير العام في ريف حلب

أ. ف. ب.

فيما تحاول قوات النظام السوري مدعمة بعناصر من حزب الله وقوات الدفاع الوطني تحقيق المزيد من التقدم في ريف حلب، أعلن مقاتلون إسلاميون النفير العام لمواجهة القوات النظامية.

بيروت: تدور اشتباكات اليوم الاربعاء بين القوات النظامية ومقاتلين اسلاميين بينهم جهاديون في ريف حلب في شمال سوريا حيث يحاول النظام تحقيق مزيد من التقدم، في وقت اعلن مقاتلون متشددون “النفير العام” لمواجهته.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ان “الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل حاصل التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة”.

وأضاف ان “القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني” تشتبك مع المقاتلين في محاولة من نظام الرئيس بشار الاسد “للسيطرة الكاملة على طريق حلب السفيرة”، المدينة الاستراتيجية التي استعادها النظام نهاية تشرين الاول (أكتوبر).

من جهته، قال مصدر أمني سوري إن “ثمة تقدما للجيش في تل حاصل، وثمة اتجاه لتوسيع العمليات واستعادة المناطق من الارهابيين”، في اشارة إلى المقاتلين المعارضين. وأضاف المصدر ان ثمة “تعاونا كبيرا من السكان” مع الجيش النظامي “الذي تزداد وتائر تقدمه بشكل ملحوظ”.

وتقع تل حاصل على بعد نحو 12 كلم إلى الشمال من السفيرة. وتأتي محاولة السيطرة على البلدة بعد ايام من استعادة النظام بلدة تل عرن القريبة منها، والواقعة كذلك على طريق السفيرة حلب. وحققت القوات النظامية في الفترة الماضية تقدما في الريف الجنوبي الشرقي لحلب منذ استعادتها السفيرة التي بقيت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لاكثر من عام.

وردا على هذا التقدم، دعت “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بالقاعدة إلى “النفير العام للجبهات القتالية لصد العدو الصائل على حرمة واراضي المسلمين”، وذلك في بيان نشرته مواقع جهادية.

أضاف البيان الصادر عن “ولاية حلب”، ان “من لم يستطع النفير لعذر شرعي فليقدم ما يستطيع من سلاح ومال”. واشارت “الدولة الاسلامية” في البيان الصادر مساء الثلاثاء ان “الجيش النصيري الرافضي الصائل (في اشارة إلى القوات النظامية) استطاع استعادة طريق خناصر واحتلال مدينة السفيرة وبعدها قرية تل عرن، والتقدم من كل المحاور في احتلال المناطق المحررة من جديد”.

واعتبرت أن هذا التقدم للقوات النظامية سببه “تخاذل وانسحاب الكثير من الفصائل والجماعات المقاتلة في حلب وريفها”، محملة هذه المجموعات التي لم تسمها “المسؤولية الكاملة امام الله وامام المسلمين”. من جهته، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى ان ستة مجموعات مقاتلة ابرزها “لواء التوحيد” و”جبهة النصرة” و”حركة احرار الشام”، اعلنت الاثنين كذلك “النفير العام” لمواجهة القوات النظامية.

واعلن الجيش السوري الاثنين انه سيطر على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي الواقع جنوب شرق المدينة، بعد ايام من استعادته اللواء 80 المكلف حماية المطار المتوقف عن العمل منذ كانون الثاني (يناير) الماضي. من جهة اخرى، افاد المرصد ان مقاتلين من “الدولة الاسلامية” قاموا بقطع رأس مقاتل اصيب بجروح في المعارك في محيط اللواء 80، بتهمة انه “مقاتل عراقي شيعي” يحمل السلاح إلى جانب القوات النظامية.

وبث المرصد شريطا مصورا على موقع “يوتيوب” الالكتروني، يظهر مسلحين يرتديان ملابس سوداء، يرفع احدهما رأسا مقطوعا لشخص ملتح، بينما تجمع بالقرب منهما عدد من الشبان الذين يقومون بتصوير المشهد مستخدمين هواتف خليوية. واشار المرصد إلى ان المقاتل ينتمي إلى “كتيبة سورية مقاتلة”.

أحمد طعمة: في حكومتي سترون أفعالاً لا كلمات

أ. ف. ب.

تواجه الحكومة التي اعلنتها المعارضة السورية تحدي فرض الأمن وتوفير الخدمات لسكان “المناطق المحررة” التي تسيطر عليها في سوريا، في مواجهة السعي الكردي للإدارة الذاتية والنفوذ المتنامي للجماعات الجهادية.

بيروت: قال رئيس وزراء الحكومة التي أعلنتها المعارضة، أحمد طعمة في كلمة القاها في اسطنبول الثلاثاء غداة اعلان تشكيل الحكومة التي تضم تسعة وزراء، إن حكومته ستكون “حكومة عمل لا حكومة كلمات (…) من اولى مهماتها نشر الامن والسلم الاهلي في سوريا المحررة وتلبية الاحتياجات المعيشية للانسان”.

وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وافقت ليل الاثنين الثلاثاء على تسمية تسعة وزراء، في حين لم ينل ثلاثة آخرون عدد الاصوات المطلوبة.

وبعد قرابة ثلاثة اعوام من اندلاع النزاع في سوريا، باتت المعارضة تسيطر على مناطق واسعة من شمال البلاد وشرقها.

الا أن نفوذها في هذه الاجزاء يتقاطع مع رغبة الاكراد في الادارة الذاتية للمناطق التي يتواجدون فيها وتكرار تجربة اقرانهم في العراق، ورفض الجهاديين كعناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبطة بالقاعدة سلطة الائتلاف المعارض.

 حكومة خدماتية

ويقول منذر أقبيق، مدير شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف احمد الجربا، إن الحكومة ستكون “خدماتية بالدرجة الاولى، مهمتها تحسين حياة المواطنين وتقديم الخدمات لهم على الارض”.

ويضيف أن “رئيس الوزراء تواصل مع القوى الموجودة على الارض، وكثير منها خصوصًا تلك المنضوية تحت هيئة الاركان والائتلاف، رحبت وابدت استعدادها للتعاون وحماية الحكومة وموظفيها ليقوموا بتقديم الخدمات للمواطنين”.

الا أنه يشير الى وجود “جهات ارهابية مثل دولة العراق والشام التابعة للقاعدة لم تتعاون مع الحكومة، وتمثل تحدياً في الحقيقة يتوجب التعامل معه بشكل أو بآخر”، مشيرًا الى أن تصور التعامل سيضعه رئيس الحكومة الذي “سيدرس هذا الموضوع بشكل وافٍ”.

 وتعمل الجماعات الجهادية على فرض معايير متشددة وطرد أي خصم محتمل لها من مناطقها، واشتبكت في الاسابيع الماضية مع المقاتلين الاكراد الذين تمكنوا من تحقيق تقدم على حسابها في مناطق واسعة.

واعلن الاكراد الثلاثاء تشكيل ادارة مدنية انتقالية بعد مشاورات جرت في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية (شمال شرق)، تقسم بموجبه المنطقة الكردية في شمال سوريا وشمال شرقها الى ثلاثة أجزاء لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلون في المجلس الاقليمي العام.

الحكومة متأخرة إنما ضرورية

وكان الائتلاف اختار في 14 ايلول (سبتمبر) الماضي، الاسلامي المعتدل احمد طعمة لرئاسة الحكومة التي ستتولى إدارة “المناطق المحررة”.

وبعد شهرين من المشاورات، انتخبت الهيئة العامة تسعة اعضاء هم إياد القدسي (نائب رئيس الوزراء)، وأسعد مصطفى وزيراً للدفاع، وابراهيم ميرو وزيراً للمال والاقتصاد.

كما انتخبت محمد ياسين النجار وزيراً للاتصالات والصناعة، وعثمان الداوي وزيراً للادارة المحلية والاغاثة، وفايز الظاهر وزيراً للعدل.

وسمّت الهيئة الياس وردة للطاقة والثروة الحيوانية، ووليد الزعبي للبنية التحتية والزراعة. اما المرأة الوحيدة في الحكومة فهي تغريد الحجلي التي ستتولى وزارة الثقافة والاسرة.

وفشلت الهيئة في اختيار وزراء الداخلية والصحة والتربية والتعليم، اذ فشل المرشحون الثلاثة الذين طرح طعمة اسماءَهم، وهم عمار القربي (داخلية) ومحمد جميل جران (صحة) وعبد الرحمن الحاج (تربية)، في نيل الاصوات المطلوبة (62 صوتاً على الاقل).

ويقول اقبيق: “أظن أن الحكومة تأخرت، لكنها ضرورية جدًا”، مشيرًا الى أنها تكتسب “اهمية بالغة لأن ثمة فراغاً هائلاً في تقديم الخدمات للمواطنين وخصوصاً في المناطق المحررة”.

ويضيف أن الحكومة “سوف تباشر عملها فورًا وفي اقرب وقت ممكن”، مؤكداً ان لدى الوزراء “شعوراً كبيراً بالمسؤولية، وهم متحمسون جدًا لخدمة المواطنين”.

 الانطلاقة من تركيا

واوضح أنه من المقرر أن تكون للوزراء “مكاتب في منطقة حدودية” في الاراضي التركية، على أن “ينتقلوا الى داخل سوريا عندما تكون ثمة حاجة الى ذلك”، مشددًا على أن نطاق عملهم هو “داخل الاراضي السورية”.

وادى النزاع السوري الى اضرار هائلة في البنية التحتية والخدماتية، وولد أزمة اقتصادية حادة أدت الى تضاعف عدد الفقراء ليبلغ قرابة نصف عدد سكان البلاد البالغ 23 مليون نسمة، بحسب الامم المتحدة.

وقالت نائبة المدير القطري لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في دمشق اليسار شاكر لفرانس برس في تشرين الاول (اكتوبر) إن “اكثر من نصف سكان سوريا فقراء، بينهم 7،9 ملايين سوري يعيشون على خط الفقر و4،4 ملايين في فقر مدقع”.

وارتفعت البطالة لتبلغ 48 بالمئة، في حين يعيش القطاع التربوي حالة “كارثية” مع تسرب 49 بالمئة من الاطفال من المدارس.

ويوضح اقبيق أن الحكومة الموقتة ستسعى الى توفير مصادر تمويل عدة، منها “ذاتية” من خلال عمل رئيس الوزراء على “اعادة ادارة عجلة الاقتصاد وايجاد مصادر لدخل الحكومة في تلك المناطق سواء من الثروات الطبيعية أو ضرائب على المعابر أو ما شابه”.

اما المصادر “الخارجية”، فستكون عبر دعم مالي من الدول المؤيدة للمعارضة السورية. وقال اقبيق إن المملكة العربية السعودية “تعهدت بتقديم 300 مليون دولار اميركي للحكومة”، وأن ثمة 60 مليون يورو (نحو 80 مليون دولار) في صندوق لمجموعة “اصدقاء الشعب السوري”.

الفصائل المسلحة في حلب تدعو إلى نفير عام بعد التقدم اللافت لقوات النظام

اشتباكات عنيفة في محيط دمشق.. والغرب يرفض «قائمة مشتريات» الأسد لنقل مواد كيماوية

لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»

وسط استمرار تقدم القوات الحكومية السورية في مدينة حلب (شمال البلاد)، دعت فصائل مسلحة إلى النفير العام في مدينة حلب لصد هجوم القوات النظامية والقوات الداعمة. وبينما استمرت المواجهات المسلحة جنوب العاصمة السورية، كشف دبلوماسيون عن أن القوى الغربية سترفض طلب النظام السوري إمداده بمعدات نقل عسكرية لشحن المواد الخاصة بالأسلحة الكيماوية إلى خارج البلاد، على أساس أن الشاحنات المصفحة وغيرها من العتاد المطلوب يمكن استخدامها في قتال الفصائل المعارضة.

وأصدر عدد من الفصائل المعارضة المقاتلة على جبهة اللواء 80 (المسؤول عن تأمين مطار حلب الدولي) بيانا دعوا فيه إلى «النفير العام»، وتوجهوا بدعوتهم إلى «كافة الفصائل والتشكيلات العسكرية الموجودة» في مدينة حلب وريف المحافظة.

وأعطت الفصائل الموقعة مهلة قدرها 24 ساعة من وقت صدور بيانها لـ«الالتحاق بغرفة العمليات»، وهددت بمحاسبة المتخلفين عن المشاركة في المعارك الدائرة في حلب وسحب سلاحهم، بالإضافة إلى تسليمهم لـ«القضاء الشرعي».

ووقع على البيان كل من «جبهة النصرة» وحركة «أحرار الشام» الإسلامية، بالإضافة إلى «لواء التوحيد» و«كتائب نور الدين زنكي» الإسلامية التابعين للجيش السوري الحر.

وأعلنت فصائل مسلحة إغلاق معبر بستان القصر أمام المشاة والبضائع وبشكل نهائي اعتبارا من اليوم (الأربعاء)، وذلك «لأسباب أمنية».

ويعد معبر بستان القصر، شريان حياة لسكان حلب الذين يستخدمونه للعبور من الجانب الذي يسيطر عليه الثوار إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة.

وفي المقابل، أغار الطيران الحربي السوري فجر أمس على محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب، الذي تحاصره الكتائب المقاتلة منذ أشهر، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، كما تعرض مطار النيرب العسكري لقصف مدفعي وصاروخي.

ووردت تقارير عن مقتل أكثر من 172 شخصا، من بينهم 127 من القوات النظامية والكتائب المقاتلة و13 طفلا أمس، معظمهم في المعارك الدائرة بحلب.

وجاء ذلك بينما استمرت المعارك في محيط دمشق، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت منذ صباح أمس في محيط بلدة حجيرة وأطراف منطقة السيدة زينب بين القوات النظامية مدعمة بمقاتلي حزب الله اللبناني، ومقاتلي «لواء أبو الفضل العباس العراقي».

في حين سقطت قذيفتا هاون أمام مبنى المصرف المركزي وسط العاصمة.

وقال ناشطون في تصريحات صحافية، إن قذيفتي هاون سقطتا في «محيط البنك المركزي بساحة السبع بحرات» وسط دمشق، مما أدى إلى إصابة 12 شخصا بجروح.

وفي حي برزة الدمشقي، ذكر ناشطون أن «الجيش الحر» يخوض معارك عنيفة على عدة محاور مع القوات الحكومية التي عمدت إلى استهداف الحي بقصف مدفعي «عنيف».

وأظهر تسجيل مصور بثه التلفزيون السوري، مساء أول من أمس، انفجارات ضخمة في برزة ثم تصاعد أعمدة الدخان لتلف أجزاء كثيرة من المدينة.

ويقول التلفزيون السوري إن الانفجارات نفذها مسلحون فارون من المنطقة في أعقاب هجوم حكومي. وأظهرت اللقطات أنفاقا، تقول الحكومة إن المسلحين يستخدمونها، كما أظهرت القوات الحكومية وهي تطلق نيران أسلحتها وتبحث في الأنفاق والمباني المحيطة خلال الهجوم، الذي يقول السرد المصاحب للصور إنه يستهدف تحرير برزة والمناطق المحيطة بها.

وفي غضون ذلك، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجيش تمكن في أحياء عدة من مدينة حمص من تدمير «أوكار وتجمعات للإرهابيين»، في إشارة إلى مسلحي المعارضة.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله، إن القوات الحكومية «صادرت أسلحة وذخيرة متنوعة وأجهزة اتصال وعبوات ناسفة.. خلال ملاحقتها فلول المجموعات الإرهابية المسلحة» في ريف حماه.

وفي سياق آخر، قال دبلوماسيون إن القوى الغربية سترفض طلب سوريا إمدادها بمعدات نقل عسكرية لشحن المواد الخاصة بالأسلحة الكيماوية إلى خارج البلاد، على أساس أن الشاحنات المصفحة وغيرها من العتاد المطلوب يمكن استخدامها في قتال المعارضين.

وقدمت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ما وصفها مبعوثان من حكومتين غربيتين بأنها «قائمة مشتريات طويلة» لتجهيز وتأمين القوافل البرية المتجهة من دمشق إلى الساحل عبر مناطق الصراع.

لكن المبعوثين قالا إن الوكالة التي تشرف على نزع الأسلحة الكيماوية السورية سترفض هذا الطلب، على أساس أن معظم هذه المعدات يمكن أن تعزز جيش الأسد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

وقال دبلوماسي، تستطيع حكومته عرقلة أي قرار للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها: «لا مجال لإمداد النظام بمعدات يمكن أن يستخدمها الجيش في قتل المزيد من السوريين الأبرياء». وأضاف: «هذا لن يحدث»، حسب وكالة «رويترز».

وذكر دبلوماسيون أن سوريا طلبت من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم 21 أكتوبر (تشرين الأول) عشرات المركبات المدرعة والمولدات والمطابخ الميدانية، إلى جانب بعض المعدات الأخرى التي قالت إنها تحتاجها لنقل 1300 طن من المواد الكيماوية إلى ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط لتنفيذ اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة للتخلص من أسلحتها الكيماوية.

وطلبت سوريا أيضا وسائل اتصال جديدة تربط بين دمشق والمدن الساحلية، قائلة إنها ستساعد على تأمين الطريق لعشرات الحاويات المطلوبة.

ويبسط الأسد سيطرته على دمشق والمعقل الساحلي لأقليته العلوية، ولكن مقاتلي المعارضة يهددون الطرق التي تربط بينهما. وقال دبلوماسي من قوة غربية أخرى عن الطلب السوري: «لن يحصلوا عليه منا، ولا أعتقد أن الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي اللذين فرضا عقوبات (على سوريا) سيفعلان ذلك أيضا».

ولم يتسن الحصول على تعقيب من متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، كما لم يتضح ما إذا كان الرفض الغربي للطلب السوري سيؤدي إلى وقف عملية نزع السلاح الكيماوي.

وتعتقد القوى الغربية التي قدمت تمويلا للعملية أن سوريا يمكنها نقل المواد الكيماوية دون معدات إضافية قد يكون لها استخدامات عسكرية واضحة رغم مخاطر العنف التي تهدد الطرق. وذكر دبلوماسي أن الحكومات الغربية قد تدرس قائمة معدلة لمعدات مثل الشاحنات المسطحة وقد تصر أيضا على إخراج هذه الإمدادات من سوريا مع الشحنات الكيماوية وحرمان قوات الأسد منها.

الائتلاف الوطني ينفي علاقته بكتب مدرسية تحمل صور معاذ الخطيب

المناطق المحررة تعتمد المنهج الليبي في اللغات والعلوم.. والسوري في التاريخ والجغرافيا

بيروت: كارولين عاكوم

أوضحت الهيئة الوطنية للتربية والتعليم في «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» قضية الكتب المدرسية التي رصدت في عدد من مدارس المناطق المحررة في سوريا، منبهة بأن شكلها ومضمونها يخالف بعض الشروط الأساسية الواجب توفرها في المواد التدريسية.

وأشارت الهيئة في بيان لها أمس، إلى انتشار كتب في المدارس التي تعنى بتدريس التلاميذ السوريين في المناطق المحررة بسوريا ودول الجوار المباشر لها، من دون عرضها على اللجنة المختصة بتدقيق المناهج العلمية في الهيئة الوطنية للتربية. وهذا ما لفت إليه، عمر إدلبي، ممثل تجمع أنصار الثورة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدا أن هذه الكتب رصدت في منطقتين هما دير الزور والرقة، لكن بأعداد قليلة وسحبت من مدرسة واحدة.

ورأت الهيئة أن «صور بعض أعضاء الائتلاف الوطني السوري على أغلفة وصفحات هذه الكتب، إضافة لاقتباسات تؤخذ عن ألسنة شخصيات سياسية لها احترامها ومكانتها، تعبر عن خطأ كبير في الفهم الحقيقي للثورة السورية من قبل القائمين على إعداد هذه الكتب، لما تمثله من اختزال للثورة السورية بمؤسسة معينة كـ«الائتلاف» وأشخاص معروفين «مثل رؤساء الائتلاف ورؤساء المجلس الوطني» من ناحية، ولأن ممارسة الأدلجة على الأطفال أمر لا يكون إلا في ظل الأنظمة الشمولية وعهود الاستبداد التي يرفضها الشعب السوري من ناحية أخرى.

وكانت الكتب التي وجدت في بعض المدارس، تتضمن في صفحاتها الأولى صورة لرئيس الائتلاف الوطني السابق أحمد معاذ الخطيب وخطابه الذي ألقاه في مؤتمر الدوحة في مارس (آذار) الماضي، الأمر الذي اعتبره إدلبي بأنه لا يختلف عن سياسة التمجيد المتبعة من قبل النظام، المخالف تماما لمبادئ الثورة وأهدافها.

وأوضح أدلبي أن «المنهج الدراسي المتبع في المناطق المحررة يرتكز بشكل أساسي على المنهج التعليمي الذي أقره المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ولا سيما فيما يتعلق باللغات والمواد العلمية، في حين يعتمد البرنامج السوري الأساسي في مادتي التاريخ والجغرافيا، وذلك، بعد إجراء تعديلات عليه وحذف معلومات وفقرات، تمجد الحزب الواحد وتزور التاريخ».

ولفت في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كتب التاريخ السورية، لا تأتي على ذكر أي رئيس سوري باستثناء الرئيسين حافظ وبشار الأسد، وهو الأمر الذي عدل في الكتب التي تدرس اليوم في المدارس التي تشرف عليها جهات معارضة، من بينها «تجمع أنصار الثورة» الذي يدير نحو 160 مدرسة، في مناطق حمص وحماه وإدلب والحسكة والرقة وحلب وريف اللاذقية، وأخيرا افتتح بعض المدارس في الغوطة. ورأى إدلبي أنه أضيف إلى «كتاب التاريخ المعتمد في هذه المدارس ملحق صغير يلقي الضوء، وإن باختصار على تاريخ سوريا، منذ العصر العثماني وصولا إلى الاستقلال وكيف انتقلت السلطة إلى حزب البعث».

وفي حين ألقى إدلبي بعض اللوم على الائتلاف، عادا أنه «يولي خلافاته والقضايا السياسية أهمية أكبر من تلك التي يوليها لمثل هذه القضايا الإنسانية والتربوية»، أشار إلى «تنسيق بدأ منذ فترة قصيرة بين المجموعات التي تشرف على هذه المدارس، عبر الائتلاف الوطني، لكن بوتيرة بطيئة».

وفي خطوة منها لحل هذه القضية، أرسلت الهيئة الوطنية للتربية والتعليم العالي في الائتلاف برقيات إلى المؤسسات الخاصة التي أعدت وطبعت ونشرت هذه الكتب، معربة فيها عن رفضها لما جاء في مضمون وشكل تلك المناهج، ونبهت إلى ضرورة تدارك الأخطاء التي وقعت فيها المؤسسات الخاصة بعدم الرجوع إلى الهيئة قبل إعداد وطباعة وإصدار هذه الكتب، وفق ما جاء في البيان، الصادر عن الهيئة.

وأشارت إلى أنها «تسعى بالتعاون مع وزارة التعليم، المزمع الإعلان عنها في الحكومة السورية المؤقتة ومؤسسات خاصة أخرى، لتبني مناهج علمية دقيقة توفر للطلاب السوريين تحصيلا معرفيا راقيا، وتتابع عملها الدؤوب لفتح القنوات المناسبة مع المدارس والجامعات العالمية للمساعدة في استقبال الطلاب السوريين وتقديم المشورة العلمية للكوادر التدريسية، بما يسهم في بناء مستقبل مشرق لأبنائنا الطلاب في المراحل الدراسية كافة».

وكانت الهيئة أعلنت، في بداية العام الدراسي الحالي، أي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن إصدار وتوزيع 4 ملايين نسخة من الكتب في المناطق «المحررة» داخل سوريا وعلى اللاجئين في تركيا.

وقال عبد الرحمن كوارة، المدير التنفيذي في «الهيئة السورية للتربية» التي أعدت المناهج الجديدة، إن الكتب المنقحة حملت ختما يقول: «جرى التعديل بالتنسيق مع الائتلاف» لتجنب دخول طرف ثالث على الخط قد يدخل تعديلات جديدة إليها، موضحا أنه جرى «تصحيح المسار التعليمي»، من خلال حذف كل ما له علاقة بالنظام السوري وحزب البعث والرئيسين بشار وحافظ الأسد، لافتا إلى أن «التغيرات طالت كل ما له علاقة ببناء شخصية التلميذ السوري الذي تشرب سابقا عقلية الحزب الواحد والشخص الواحد».

والتعديل طال كذلك، بحسب كوارة، بعض المعلومات المتعلقة بالعلاقات مع دول الجوار، على سبيل المثال، تلك التي تتحدث عن فترة الحكم العثماني على أنها مرحلة احتلال، في حين أكدنا في مناهجنا أنها ليست إلا فترة امتداد للحضارة الإسلامية.

حكومة طعمة تزاول أعمالها من غازي عنتاب التركية.. والأكراد يعلنون حكما ذاتيا

ثلاث وزارات ما زالت شاغرة.. وضغوط وراء ذهاب «الائتلاف» إلى «جنيف 2»

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

يتجه وزراء الحكومة السورية المؤقتة، التي شكلت، أول من أمس، إثر اجتماع «الائتلاف الوطني المعارض» في إسطنبول، الذي اختتم الاثنين، لممارسة مهامهم في مقر خاص في مدينة غازي عنتاب التركية. ويتركز عمل هؤلاء الوزراء في المرحلة المقبلة، على تأمين الخدمات في المناطق المحررة وتقديم المساعدات الإغاثية للنازحين، إضافة إلى ضبط الأمن وتنظيم عمل المعابر الحدودية. وجاء ذلك بينما أعلن الأكراد عن تشكيل مجلس حكم انتقالي ذاتي لإدارة مناطقهم شمال سوريا.

وبينما يتواصل تقدم الأكراد ميدانيا على حساب الجماعات الإسلامية المسلحة، أعلن بيان نشر على موقع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري أمس أن اجتماعا عقد في القامشلي «ضم جميع مكونات المنطقة من الكرد والعرب والمسيحيين والشيشان (انتهى بالإعلان) عن تشكيل الإدارة المدنية الانتقالية لمناطق غرب كردستان – سوريا».

وحسب البيان فإن اجتماعا كان عقد قبل يومين بين هذه المكونات لمناقشة مشروع الإدارة المدنية الانتقالية الذي تقدم به حزب الاتحاد الديمقراطي أسفر عن تشكيل المجلس العام التأسيسي الذي يتألف من 82 عضوا من مكونات المنطقة من كرد وعرب ومسيحيين وشيشان.

وجاء في الإعلان أنه جرى تقسيم المنطقة إلى ثلاث مناطق هي الجزيرة وكوباني وعفرين، وأن كل منطقة ستشكل مجلسها الخاص بها وسيكون لكل منطقة أعضاء في المجلس العام تمثلها. وأضاف أن مهمة الإدارة المرحلية هي إعداد قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين بالإضافة إلى القضايا السياسية العسكرية الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة وسوريا.

وجاء ذلك بعد انتخاب أعضاء أول تشكيلة حكومية للمعارضة السورية برئاسة أحمد طعمة، خلال اجتماعاتهم في إسطنبول، لكن أعضاء «الائتلاف السوري المعارض» تعثروا في استكمال عملية الانتخاب لتشمل وزراء الصحة والداخلية والتعليم، حيث لم يفز المرشحون لهذه المناصب.

ويؤكد عضو «الائتلاف الوطني المعارض» أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن «انتخاب المقاعد الشاغرة في الحكومة سيجري في أول اجتماع تحدده الهيئة العامة للائتلاف»، مشيرا إلى أن «رئيس الحكومة أسند هذه الوزارات بالإنابة إلى وزراء في الحكومة بشكل مؤقت، وحرصا على سير العمل وعدم تعطيله».

ويوضح رمضان أن «الحكومة ستبدأ بممارسة مهامها خلال اليومين المقبلين في مقر خاص قرب الحدود السورية – التركية».

وانتخب الائتلاف المعارض، أحمد طعمة، في سبتمبر (أيلول) الماضي، لرئاسة الحكومة «المؤقتة»، وإدارة مناطق تسيطر عليها المعارضة، بعد أن تنازل سلفه غسان هيتو عن تشكيل الحكومة، في حين تعارض أطياف أخرى تشكيل هذا الكيان من الأساس.

ونفى رمضان أن «تكون المناطق المحررة تعيش حالة فوضى، مما يحول من دون إتمام الوزارات عملها»، مؤكدا أن «الحكومة ستستكمل إنجاز ما تراكم حتى اليوم من قبل المجالس المحلية والهيئات التنظيمية الأخرى».

وحاولت المعارضة السورية في عميلة انتخاب الحكومة المؤقتة مراعاة الحساسيات الطائفية والإثنية في المجتمع السوري، إذ انتخب وزيرا كرديا وآخر مسيحيا، إضافة إلى انتخاب امرأة وزيرة للمرأة والثقافة، من دون أن ينتخب أي وزير يتحدر من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وبعد التصويت على المناصب الوزارية في حكومة طعمة، احتفل أعضاء الائتلاف بتشبيك أيديهم، وبدت على بعضهم فرحة عارمة. وقال طعمة بعد إعلان النتائج إن «هذا يوم تاريخي بالنسبة لسوريا». وفي هذا السياق، أشار رمضان في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «انتخاب الوزراء جاء على أساس الخبرة والكفاءة، وليس على قاعدة التمثيل الطائفي والإثني». وتأتي تصريحات رمضان بعد انتقادات وجهت إلى طريقة تشكيل الحكومة الانتقالية من قبل الكتلة السريانية الأشورية في الائتلاف الوطني المعارض، معتبرة أنه «جرى تجاهلها عند تشكيل هذه الحكومة».

وشملت التشكيلة الحكومية التي انتخبت بعد اجتماع «الائتلاف» كلا من أحمد طعمة رئيس الحكومة ومكلف بوزارة الصحة، وإياد القدسي نائب رئيس الوزراء ومكلف بالنيابة بوزارة التعليم، وأسعد مصطفى وزير الدفاع ومكلف بالنيابة بوزارة الداخلية، إبراهيم ميرو وزير المالية والاقتصاد، ومحمد ياسين النجار وزير الاتصالات والصناعة، وعثمان بديوي وزير الإدارة المحلية، وفايز الضاهر وزير العدل، وإلياس وردة وزير الطاقة والثروة الحيوانية، ووليد الزعبي وزير البنية التحتية والزراعة، وتغريد الحجلي، وزير الثقافة والأسرة.

وبحسب قرار صادر عن «الائتلاف المعارض»، فإن على أعضاء الحكومة المنتخبة أن يقدموا شرحا عن ممتلكاتهم وثرواتهم إلى «الائتلاف» تطبيقا لمبدأ الإشهار المالي، فور منحهم الثقة، وقبل قبول استقالتهم، على أن يقدم هذا الإشهار إلى اللجنة القانونية في الائتلاف. وتعتبر هذه الحكومة بحكم المستقيلة بحسب قرار صادر عن الائتلاف، فور انتهاء عمل «الائتلاف» أو تأسيس جمعية تأسيسية منتخبة، بعد سقوط النظام السوري. وفي غضون ذلك، كشف مسؤول في المعارضة شارك في تسمية وزراء الحكومة أن الولايات المتحدة «تعارض الحكومة المؤقتة، لأنها تعتقد أنها ستقوض محادثات جنيف».

ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول أن «الإحساس في داخل الائتلاف هو أنه، حتى إذا انعقدت محادثات جنيف، فإنها ستكون عملية طويلة ولا يمكننا الاستمرار في ترك المناطق المحررة فريسة للفوضى في الوقت الحالي».

ووافق الائتلاف السوري، أول من أمس، على حضور محادثات السلام «جنيف 2»، التي تسعى واشنطن وموسكو إلى إجرائها، لكنها قالت إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يكون له دور في مستقبل سوريا.

وقال مسؤول الائتلاف إن «انتقال الحكومة المؤقتة إلى داخل سوريا على الفور سيكون صعبا، بسبب مخاطر تعرضها للهجوم من قوات الأسد، أو من المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة». وأضاف أن «الحكومة ستعمل على الأرجح من مدينة غازي عنتاب الحدودية التركية إلى الشمال من مدينة حلب».

وقال أعضاء في المعارضة إنه في سبتمبر (أيلول) عين الائتلاف بقيادة الجربا إسلاميا معتدلا هو أحمد طعمة في منصب رئيس الوزراء، على الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل بالجربا، وطلب منه عدم تشكيل حكومة.

وأضاف الأعضاء أنه ليس من المرجح أن تحظى الحكومة الجديدة بالاعتراف الدولي، لكنها قد تحصل على أموال من دول صديقة، ومن المانحين الأجانب الذين يتطلعون إلى توصيل المساعدات الإنسانية بشكل أفضل. وقالوا إن بعض الدول الغربية مستعدة لاستخدام الحكومة كوسيلة لنقل المساعدات، دون الاعتراف بها رسميا.

وفي غضون ذلك، تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ضغوط تعرض لها الائتلاف السوري لحثه على التصويت للذهاب إلى «جنيف 2». ونقلت عن الناشط السوري جميل سالو قوله إنه إذا رفض الائتلاف إلى جنيف، فإنه سيضفي شرعية على النظام. ونقل الناشط عن روبرت فورد السفير الأميركي الخاص لدى سوريا، على هامش اجتماعات إسطنبول، قوله إن عدم ذهاب الائتلاف إلى جنيف، يعني إما قبول استمرار حكومة دمشق الحالية في السلطة أطول مما ينبغي، أو قبول صعود الجماعات الإسلامية المتطرفة التي أرهبت السكان، واشتبكت مع الفصائل المسلحة الأخرى وقوضت الدعم الغربي. أي أن الائتلاف أمام خيار، إما الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أو النظام.

وقال هاشم مروة عضو الائتلاف إن الأخير، كحل وسط، سيجلس خلال اجتماعات جنيف مع أطراف في الحكومة السورية ومعارضين من خارج الائتلاف، في إشارة إلى شخصيات تدعمها روسيا، مثل قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري المقال.

وفي سياق متصل، رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان، أمس، بقرار الائتلاف الانضمام إلى محادثات «جنيف 2»، ووصفه بأنه «خطوة كبيرة تجاه حل سياسي».

وبدوره، قال جون ويلكس المبعوث البريطاني لدى المعارضة السورية إن تشكيل الحكومة «خطوة مهمة»، وبريطانيا مستعدة لمساعدتها في توصيل الخدمات والمساعدات داخل سوريا.

اشتباكات عنيفة في منطقة السيدة زينب بين الثوار وعناصر “حزب الله” و”أبو الفضل العباس

قصف على “اليرموك” ومنع إدخال مواد غذائية رغم الاتفاق مع “منظمة التحرير”

                                            فشلت محاولات لإدخال مواد غذائية أمس إلى مخيم اليرموك على الرغم من اتفاق بهذا الشأن بين وفد منظمة التحرير الفلسطينية الذي يجري محادثات مع النظام السوري، سرب أنها توصلت إلى اتفاق لتحييد المخيم، كما تعرض المخيم لقصف فجر أمس تسبب بسقوط 4 شهداء. كما دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وعناصر من “حزب الله” و”لواء أبو الفضل العباس”.

وأعلنت “تنسيقية مخيم اليرموك” أن عناصر الشبيحة و”الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة” الموجودة على حاجز نسرين منعت ادخال المواد خمسة آلاف حصة غذائية وافق النظام على إدخالها بعد محادثات مع وفد منظمة التحرير الموجود في دمشق حاليا.

وطالبت القوى المدنية والمنظمات الإغاثية والأهلية في مخيم اليرموك وفد المنظمة التحرك بعدما عرقل الشبيحة وعناصر “القيادة العامة” إدخال المواد الغذائية، وبسبب استمرار القصف على المخيم.

وكان مخيم اليرموك تعرض فجر أمس إلى قصف متقطع من قبل قوات النظام السوري، بقذائف الهاون والدبابات والرشاشات الثقيلة المثبتة على أبراج منطقة القاعة جنوب حي الميدان المجاور للمخيم.

وأودت إحدى القذائف التي سقطت على سوق الخضر في شارع العروبة بحياة أربعة أشخاص، وسقوط عدد كبير من الجرحى بينهم نساء وأطفال، علماً أن المنطقة تضمّ عدداً كبيراً من النازحين من المناطق المجاورة.

ويشار إلى أن طفلاً يبلغ من العمر شهرين فقط فقد حياته أول من أمس في المخيّم لإصابته بالجفاف بسبب نقص المواد الغذائية. ويعتبر الطفل سادس طفلٍ يفقد حياته بسبب الحصار المفروض على المدنيين.

وقال سفير منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق انور عبد الهادي لوكالة “فرانس برس” امس ان المحادثات التي تدور منذ الاحد الماضي بين الحكومة السورية المنظمة حول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق المحاصر منذ اشهر والذي يشهد معارك عنيفة، تهدف إلى “إيجاد حل لانسحاب المسلحين من المخيم وفتح المعابر وعودة الخدمات”.

واوضح عبد الهادي انه “في حال التوصل الى انسحاب المسلحين من المخيم، فان الشرطة ستعود الى عملها المعتاد ما قبل الازمة، فيما ستبقى القوات النظامية خارج المخيم”.

ولا يزال ما بين 20 و25 ألف فلسطيني يقيمون في المخيم حاليا، من أصل نحو 170 ألفا كانوا يقطنونه قبل بدء النزاع منتصف آذار 2011.

ويجري وفد برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الاغا القادم من رام الله محادثات منذ الاحد الماضي مع السلطات السورية، حول مقترح فلسطيني لتحييد المخيم عن النزاع الذي ادى الى دمار كبير فيه.

ويتضمن المقترح “انسحاب المسلحين وعودة سكان المخيم الى منازلهم وتقديم المساعدات ليتمكنوا من العودة الى حياتهم الطبيعية”، بحسب ما قال لـ”فرانس برس” رشيد قويدر من المكتب الاعلامي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي لم تشارك في المعارك.

وقال قويدر ان المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ اكثر من 120 يوما “يحتله منذ عام مسلحون” فلسطينيون وسوريون معارضون للنظام السوري، وتشهد احياؤه معارك بين فصائل موالية للنظام ومعارضة له.

ومن الفصائل الموالية “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة” بزعامة احمد جبريل و”فتح الانتفاضة” وجبهة التحرير الفلسطينية.

وتواجه هذه الفصائل مقاتلين تابعين لحركة “حماس”، اضافة الى جهاديين من “جبهة النصرة” و”كتائب أبو تمية”، ومقاتلين من حركة “فتح” التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

في غضون ذلك، بقي فصيلا “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” على الحياد في هذه المواجهات.

وبقي نحو 500 الف فلسطيني في سوريا في منأى عن النزاع مدة طويلة، قبل ان يشارك البعض منهم منذ كانون الاول 2012 في المعارك، على رغم مناشدة النظام والمنظمات الدولية لهم عدم الانخراط فيها.

ولا تشارك القوات النظامية مباشرة في المعارك. وتحتفظ السلطات السورية بمركز للشرطة فقط في ساحة البطيخة التي تعد احد مداخل المخيم.

واشار عبد الهادي الى ان “قوافل من المساعدات الانسانية مصحوبة بسيارات تابعة لوكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) موجودة الان عند مدخل المخيم”.

وقال ابو باسل فؤاد من جبهة التحرير الفلسطينية الموجود داخل المخيم لـ”فرانس برس” ان “الاولوية تكمن في الوقت الراهن في ادخال المواد الغذائية والادوية واللقاحات للاطفال وفتح معابر انسانية لنقل الجرحى والسماح للمدنيين بالتجول بأمان”.

ويعاني الفلسطينيون الذين ما يزالون في المخيم من شبه انقطاع في المواد الغذائية، واقفلت كل المخارج من المخيم اما بسبب الدمار والركام، او بسبب الخطر الذي يفرضه القناصة.

إلى ذلك، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إنه تبين أن قذائف الهاون التي سقطت على محيط مبنى المصرف المركزي في منطقة المزرعة بوسط دمشق استهدفت مقر الجبهة الشعبية القيادة العامة مما ادى لسقوط 4 جرحى في المقر، فيما سقطت قذيفة هاون في محيط مشفى الهلال الاحمر قرب مفرق الخطيب دون انباء عن اصابات، في حين سقطت قذيفة اخرى على حي برزة مما ادى لسقوط جرحى.

وتجدد القصف من قبل قوات النظام على حي القابون، فيما تستمر تلك القوات في قصفها مناطق في حي برزة.

ودارت أمس اشتباكات عنيفة في محيط بلدة حجيرة واطراف منطقة السيدة زينب بين قوات النظام مدعمة بعناصر قوات “جيش الدفاع الوطني” ومقاتلي “حزب الله” و”لواء ابو الفضل العباس” الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية واجنبية من جهة، ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة من جهة اخرى وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مدينة داريا وسط انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين في حين قصفت القوات النظامية مناطق في مدينتي حرستا والزبداني. كما سقط عدد من الجرحى بينهم نساء واطفال اثر استهدافهم من قبل قناص اثناء خروجهم من الغوطة الشرقية قرب حاجز للقوات النظامية في حين سقطت قذيفة هاون في منطقة البحدلية.

وفي درعا انفجرت سيارة مفخخة في حي الكازية بدرعا البلد تبع ذلك اشتباكات عنيفة بين قوات النظم ومقاتلي “الجيش الحر” في المنطقة أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام وسط قصف من قبل تلك القوات على احياء درعا البلد. كما تعرضت مناطق في مدينة انخل للقصف.

وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة في تل شويحنة مما ادى لمقتل اربعة جنود نظاميين، وترافق مع استهداف الكتائب المقاتلة اللواء 80 بقذائف الهاون. كما انفجرت ليل اول من امس عبوة ناسفة بسيارة رئيس المجلس المحلي لحي الهللك مما ادى لاصابته بجروح.

بريطانيا وفرنسا تشيدان بقرار “الائتلاف الوطني” المشاركة في المؤتمر

“الجيش السوري الحر” يحدد شروطه لـ”جنيف 2″

حدد “الجيش السوري الحر” شروطا للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2” المزمع عقده لحل الازمة السورية، أبرزها تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة ومحاكمة “مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري”.

ويأتي هذا الموقف تزامنا مع إعلان “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” موافقته المشروطة على المشاركة في المؤتمر، وانها ستتشاور “مع قوى الثورة في الداخل والمهجر” حول قرارها.

وقال مجلس القيادة العسكرية العليا لهيئة الاركان في “الجيش السوري الحر” ان “ما هو مطروح لمؤتمر جنيف 2 الى الآن يفتقر للرؤية الواضحة، وللآليات المناسبة، ولكل ما يوحي بامكانية التوصل الى نتائج ملموسة”، وذلك في بيان اصدره الاثنين.

الا ان المجلس اعلن ترحيبه “بأي حل سياسي يستند الى توفير البيئة والمناخ المناسبين لنجاحه”، محددا سلسلة من الخطوات الواجبة لذلك، ابرزها “الاعلان بشكل واضح وصريح ان هدف المؤتمر هو تشكيل حكومة وطنية انتقالية كاملة الصلاحيات” على كل أجهزة الدولة بما فيها الجيش.

وطالب “الجيش الحر” بـ”الاعلان عن وقف العمل بالدستور الحالي”، وتوافر “موافقة اولية على تنحي الاسد عن السلطة”.

ويشكل مطلب رحيل بشار الأسد بندا اساسيا بالنسبة الى المعارضة، في حين ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014.

ودعا “الجيش الحر” الى “وضع جدول زمني ومحدد” لمراحل التفاوض تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة. كما دعت القيادة العسكرية الى ان تنبثق عن المؤتمر “هيئة قضائية مستقلة مهمتها تقديم مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري الى محاكمات تتوافر فيها معايير المحاكمة العادلة”، واطلاق سراح المعتقلين في السجون.

كما طالبت بوقف “آلة القتل وقصف النظام للمدن السورية”، وفتح ممرات انسانية الى المناطق المحاصرة، و”خروج مقاتلي حزب الله اللبناني والجماعات العراقية والإيرانية من الاراضي السورية”.

وترفض المعارضة مشاركة ايران، ابرز الحلفاء الاقليميين لدمشق، في المؤتمر. ويشارك عناصر من “حزب الله”ومقاتلون عراقيون شيعة في القتال الى جانب القوات النظامية السورية.

وشدد “الجيش الحر” على ان تمثل المعارضة “بوفد واحد يضم اعضاء من الائتلاف واعضاء من مجلس القيادة العسكرية العليا”.

في غضون ذلك، رحبت بريطانيا وفرنسا رسميا بموافقة الائتلاف الوطني السوري على المشاركة في مؤتمر جنيف.

واصدر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس بيانا رحب فيه بقرار الائتلاف المعارض قائلا “احيي قرار الائتلاف الوطني السوري المشاركة في مؤتمر جنيف 2. وهو قرار بمثابة تقدم كبير نحو امكانية الحل السياسي ويبرهن عن حس المسؤولية الذي تتمتع به القوى المعارضة المعتدلة والتي اصبح لديها حكومة تمثل تعددية الشعب السوري”. وختم فابيوس “يطالب اعضاء الائتلاف الوطني السوري بما يريده الشعب السوري الذي يحتاج بشكل طارئ الى جهود دولية تسمح بتأمين وصول الاغاثات الانسانية الى المدنيين في شتى المناطق ولا سيما في المدن التي يحاصرها النظام. وفرنسا تدعم بشكل كامل هذا الطلب”

وفي لندن، رحب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اول من امس بقرار الائتلاف خلال كلمة القاها امام مجلس العموم وابرز ما جاء فيها “الازمة السورية تقوض الاستقرار. وتظل أهدافنا هناك هي التوصل لتسوية سلمية للصراع، وبالتالي أيضا حماية الأمن القومي للمملكة المتحدة وتخفيف المعاناة الإنسانية الهائلة، ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا. لقد استاضفت في 22 أكتوبر (تشرين الأول) اجتماعا لوزراء خارجية 11 دولة صديقة لسوريا، إلى جانب رئيس وكبار قادة الائتلاف الوطني السوري. وقد أعربنا عن دعمنا جميعا لعملية جنيف 2 بقيادة الأمم المتحدة، والتي تفضي لتشكيل مجلس حكم بالاتفاق بين الطرفين يتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية. وكان هناك موافقة بالإجماع على أن الأسد والمقربين لا يمكن أن يكون لهم دور في جهاز حكم يتم تشكيله بالاتفاق بين الطرفين. كما اتفقنا على تقديم المزيد من الدعم السياسي والعملي للائتلاف الوطني السوري لتهيئة أفضل فرصة لنجاح مؤتمر جنيف، وأهبنا بالائتلاف الالتزام بالمشاركة فيه. وقد وافق الائتلاف الآن على الحضور، وهو ما أرحب به كل ترحيب. فقد اتفق أعضاء الائتلاف مساء أمس بالإجماع خلال اجتماع الجمعية العمومية على حضور محادثات جنيف 2 على أساس أن يعني ذلك ألا يكون للأسد ولكل من تلطخت أيديهم بالدماء أي دور في العملية الانتقالية. كما طالبوا، بكل حق، بالسماح بدخول المساعدات والإفراج عن المعتقلين قبل عقد مؤتمر جنيف 2. ونحن نواصل الحث على الاتفاق على تاريخ لعقد مؤتمر السلام، كما أن مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، الأخضر الابراهيمي، عاود التأكيد على أنه مازال يحاول عقد المؤتمر قبل انتهاء العام الجاري. على ضوء قرار الائتلاف واضاف “سوف نقدم دعما عمليا وسياسيا لمساعدتهم في الاستعداد لقيادة وفد المعارضة. وسوف أقدم قريبا للبرلمان اقتراحا بزيادة مساعداتنا غير الفتاكة للمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر الذي يرأسه اللواء إدريس. تشمل هذه المعدات التي تساعد في حماية الأرواح عددا من أجهزة الاتصالات والمعدات واللوازم الطبية. لا يمكن التوصل لتسوية سلمية في سورية دون أن يكون للمعارضة الشرعية المعتدلة دور قوي فيها. كما أرحب بتصويت الائتلاف الوطني السوري مساء أمس على تأكيد إشراك المجلس الوطني الكردي بين أعضائه، ما يزيد من اتساع تمثيل الائتلاف للشعب السوري”.

وتابع هيغ “إن أقل ما يوصف به الوضع الإنساني في سوريا هو معاناة وشدة لا تعقلان. فقد سقط ما يفوق كثيرا 100,000 قتيل بينما 11,5 مليون مواطن ـ أي أكثر من نصف تعداد سكان سوريا ـ هم بحاجة ماسة الآن للمساعدة سواء داخل سوريا أو كلاجئين في المنطقة. وتقدر الأمم المتحدة بأن هناك 2,5 مليونين محاصرون في مناطق داخل سوريا لا تصلها المساعدات، بما في ذلك 500,000 من الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون تحت الحصار. وباتت تظهر حالات من سوء التغذية الشديدة بين الأطفال وعاود مرض شلل الأطفال بالانتشار بعد أربعة عشر عاما من القضاء عليه في سوريا”.

لندن ـ مراد مراد ووكالات

أكراد سوريا يعلنون الاستقلال: دولة منفصلة أو تدبير موقّت؟

خطة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني لاعلان الاستقلال

أعلن حزب “الاتحاد الديموقراطي الكردستاني”، الحزب الكردي الأكبر في سوريا، عن خطته لإنشاء إدارة  انتقالية في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في الشمال الشرقي من البلاد، وفق ما أوردت صحيفة اندبندنت البريطانية أمس.

وجاء إعلان الحزب لخطوته هذه عقب محادثات استمرّت يومين في مدينة القامشلي الشماليّة، وضمّت “مجموعات مسيحية وعربية من مختلف أنحاء المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا”، على حدّ تعبير الصحيفة.

وتدعو الخطة إلى إنشاء “برلمان من 82 عضواً ينتخب من ثلاثة كانتونات في جميع انحاء المنطقة، والتي سوف يكون لكل واحدة منها مجالسها المحلية الخاصة بها”. وأضافت الإندبندنت أنّه من المقرّر تنفيذ الخطة في غضون ستة أشهر، وهي تحظى بمباركة من حكومة إقليم كردستان شبه المستقل على الحدود  مع العراق.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني قوله إنّ الحكومة ليست مجرد تدبير موقت، بل ستستمرّ بشكل مستقل بغض النظر عمن سينتصر في نهاية المطاف في سوريا: “الشعب الكردي سوف يحكم نفسه ديموقراطياً جنباً إلى جنب مع الأقليّات العرقيّة الأخرى في المنطقة. لن نتأثر من قِبَل من سيحكم دمشق. الأسد لا يمكن أن يدخل منطقتنا مرة أخرى. نحن نحمي منطقتنا ولا نهاجم أحدًا”.

إلا أنّ ممثل الحزب في بريطانيا آلان سيمو قال لموقع “بي بي سي نيوز”، اليوم، إنّ حزبه لا يسعى إلى إقامة دولة كردية منفصلة، مؤكداً أنّ المنطقة الكردية ستكون “مندمجة في المستقبل في سوريا موحدة وديموقراطية وتعددية”. كما أضاف أن تركيا التي خاضت صراعًا طويلاً ضد المتمردين الأكراد ليس لديها أي سبب للقلق، لأنها “ستدرك أنّ هذه خطوة موقّتة ولن تشكل أي تهديد للاستقرار الاقليمي أو الدولي”.

الجدير بالذكر أنه تم إنشاء منطقة حكم ذاتي كردية بحكم الواقع عندما انسحبت القوات النظامية من المنطقة في صيف عام 2012. وفي الشهر الماضي انتزع المقاتلون الاكراد السيطرة على معبر حدودي مع العراق من إحدى الجماعات الاسلامية المتمردة. وجاء القتال بين المجموعات الاسلامية الجهادية المتمردة والميليشيات الكردية المسلحة ليزيد الحرب الأهلية السورية – المعقدة أصلاً – تعقيداً.

اشتباكات وصفت بالعنيفة في حلب

عشرات القتلى للنظام بدمشق واحتدام معارك حلب

أكد ناشطون سوريون مقتل العشرات من جنود النظام ومن يوصفون بالشبيحة في تفجير ثلاث سيارات في جنوبي العاصمة دمشق، وسط أنباء عن سيطرة النظام على بلدة الحجيرة بالريف الدمشقي، في حين احتدمت الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حلب.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ليوم الأربعاء مقتل 11 شخصا في محافظات سورية مختلفة، بينهم طفل، واثنان من الجيش الحر.

وقال الناشطون إن تفجير ثلاث سيارات في حييْ التضامن وسيدي مقداد جنوب دمشق، أدى إلى مقتل العشرات من صفوف قوات النظام ومن يوصفون بالشبيحة.

وقال الناطق باسم نبض العاصمة محمد الأشمر للجزيرة إن مناطق جنوبي العاصمة تشهد اشتباكات هي الأعنف من نوعها بعد التفجيرات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة بكتائب حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي.

وتحدث الأشمر عن ست غارات جوية نفذتها اليوم الأربعاء طائرات النظام على المنطقة الجنوبية للعاصمة السورية.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن قوات النظام ولواء أبو الفضل العباس تحاول اقتحام بيت سحم جنوبي دمشق، ولكن الجيش الحر يتصدى لها.

وأفاد الاتحاد أن الجيش الحر أعلن عن معركة لفك الحصار عن المنطقة الجنوبية أطلق عليها اسم “إن تنصروا الله ينصركم”.

من جانبها، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهات داريا إثر محاولة النظام اقتحامها وسط قصف كثيف يستهدف المدينة والمعضمية المجاورة.

حجيرة بيد النظام

من جانب آخر، قال مصدر أمني إن قوات النظام سيطرت على بلدة حجيرة جنوب العاصمة دمشق بعد اشتباكات مع الجيش الحر.

وقد بث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لما وصفها بالعملية العسكرية التي تشنها قوات النظام في حي برزة بالعاصمة دمشق، ووفق التلفزيون فإن هذه العملية المستمرة تهدف لتطهير المنطقة ممن وصفهم بالإرهابيين.

وكانت قوات النظام سيطرت الأسبوع الماضي على بلدات السبينة الصغرى والكبرى وغزال في ريف دمشق.

وعلى محور آخر، قال المركز الإعلامي السوري إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام المدعوم بعناصر من حزب الله اللبناني في ريف حلب.

وأفاد عضو شبكة سوريا مباشر الإخبارية أبو رائد الحلبي للجزيرة أن الاشتباكات تجري في المناطق الشرقية من مدينة حلب وفي محيط اللواء 80، مؤكدا سقوط ما لا يقل عن ستين قتيلا من عناصر النظام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تل حاصل التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب مقاتلة”.

محاور أخرى

بدورها، تحدثت شبكة مسار الإخبارية عن قيام مقاتلي المعارضة بصد هجوم شنته مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجيش الدفاع الوطني، وبغطاء صاروخي من قبل النظام، على قرى في محيط بلدة تل حميس جنوبي القامشلي.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام قصفت بشكل عنيف بقذائف الهاون على مدينة تلبيسة بحمص.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن النظام استخدم راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لقصف مدينة الحولة وبلدتي الغنطو ومهين، مؤكدة وقوع اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة الغنطو من جهة بلدة الكم بريف حمص الشمالي.

وفي ريف درعا، قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا نتيجة القصف العنيف الذي استهدف بلدة المسيفرة.

وقالت شبكة شام إن قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدف أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، وتحدثت عن اشتباكات على أطراف حي طريق السد وعلى محاور أخرى بمنطقة درعا.

طعمة يحدد أولويات حكومته وإدارة انتقالية للأكراد

حدد رئيس الحكومة الانتقالية بسوريا أحمد طعمة أولويات عمل فريقه خلال الفترة القادمة، وأكد أنه سيعمل على ضمان الأمن بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ويسعى لتوفير احتياجات السكان هناك، وجاء ذلك في وقت قرر الأكراد تكوين إدارة مدنية انتقالية لمناطقهم.

 وقال طعمة في كلمة ألقاها أمس بمدينة إسطنبول التركية بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الانتقالية التي تضم ثمانية وزراء، إن حكومته ستكون “حكومة عمل لا حكومة كلمات”، وتعهد بالالتزام بالسياسات العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وأشار إلى أن الحكومة “ستعمل على بناء سوريا بنهج ديمقراطي يضمن نهضتها”، وتعهد أن تبذل حكومته جهدها لإعادة إعمار البلاد، وأكد على احترام الاتفاقيات والعهود الدولية كافة.

وأوضح طعمة أنه سيسعى لتفعيل دور المجالس المحلية لإدارة الوحدات المحلية للمدن والبلدات والقرى، وأشار إلى أن الحكومة ستنشئ هيئة خاصة لرعاية اللاجئين الفلسطينيين في الداخل ومخيمات اللجوء في الخارج.

وتتألف الحكومة التي يقودها طعمة -الذي اختاره الائتلاف لهذا المنصب يوم 14 سبتمبر/أيلول الماضي- من ثمانية وزراء بينهم أسعد مصطفى، الذي عيّن وزيرا للدفاع وكان قبل انشقاقه وزيرا للزراعة في الحكومة السورية.

واختير إبراهيم ميرو -وهو رجل اقتصاد درس في هولندا- لمنصب وزير المالية، وعينت تغريد الحجلي الوزيرة الوحيدة في الحكومة في منصب وزيرة الأسرة والمرأة، في حين لم يعين وزراء لحقائب الداخلية والتعليم والصحة لأن المرشحين لم يحصلوا على التأييد اللازم.

وقالت مصادر في الائتلاف المعارض إن من المتوقع أن يمارس الوزراء مهام أعمالهم من مدينة غازي عنتاب التركية بالقرب من الحدود السورية، على أن يزوروا المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إذا اقتضت الضرورة.

تمويل وترحيب

وأكد إياد القدسي نائب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية أن بعض الدول المانحة تعهدت بتقديم أموال، وقال إن الحكومة الألمانية وعدت بتقديم 60 مليون يورو (أكثر من 80 مليون دولار)، كما تعهدت السعودية بمنح 300 مليون دولار.

ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بتشكيل الحكومة الجديدة، واعتبر أن هذه الخطوة تظهر “روح المسؤولية” التي يتحلى بها الائتلاف، وقال إن فرنسا تدعم الجهود الرامية إلى توصيل

مساعدات فورية للمدنيين.

بدوره اعتبر المبعوث البريطاني لدى المعارضة السورية جون ويلكس تشكيل الحكومة “خطوة مهمة”، وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة في توصيل الخدمات والمساعدات إلى سوريا.

من جانب آخر انتقد ممثلو السريان الآشوريين في الائتلاف الوطني تشكيلة حكومة طعمة، وذكر بيان موقع باسم “ممثلي المكون السرياني الآشوري في الائتلاف الوطني”، أن ممثلي المكون السرياني الآشوري في الائتلاف يسجلون اعتراضا واحتجاجا شديدا على “هذا التهميش والإقصاء المتعمد”، ورأوا فيه “التفافا على مفهوم الشراكة وإخلالا بمبدأ المساواة وابتعادا عن أسس الديمقراطية”.

واعتبر البيان أن “منطق المحاصصة كان حاضرا بقوة” في تشكيلة الحكومة المؤقتة “من خلال طريقة عرض وتقديم طعمة والتعريف بأسماء الوزراء بناء على انتماءاتهم القومية والطائفية التي لم تسبب حرجا للبعض، وبمعزل عن افتقار البعض لمعايير الكفاءة والمهنية المطلوبة”.

واعتبر البيان أن “هذا التشكيل ينطوي على التنكر لقاعدة أساسية كانت قد أجمعت عليها الهيئة العامة للائتلاف وتقضي بضرورة أن تكون الحصة الأكبر من الوزارة لأهل الداخل (السوري)، في حين أن معظم أعضاء التشكيلة الوزارية يعيشون في الخارج ومنذ عقود”.

والسريان الآشوريون أقلية عرقية تنتمي إلى الديانة المسيحية، ويقطن أغلب أفرادها في شمال شرق سوريا.

إدارة انتقالية

من جانب آخر أعلن الأكراد في شمال شرق سوريا تشكيل إدارة مدنية انتقالية لمناطقهم، وذلك بعد تمكنهم من تحقيق تقدم ميداني بعد مواجهات مع الجيش السوري الحر وجبهة النصرة.

وجاء هذا الإعلان في بيان صدر عن اجتماع في مدينة القامشلي للمكونات المحلية لمناقشة مشروع الإدارة المدنية الانتقالية تقدم به حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية السورية.

وأوضح البيان أن مهمة الإدارة الانتقالية هي إعداد قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين، بالإضافة إلى التعامل مع القضايا السياسية والعسكرية الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة.

وبموجب هذا القرار تقسم المنطقة الكردية في سوريا إلى ثلاث مناطق يكون لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلون في المجلس الإقليمي العام المكون من 82 عضوا.

يذكر أن مواجهات دارت مؤخرا بين مقاتلين أكراد والجيش الحر وجبهة النصرة، وتمكن المقاتلون الأكراد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من السيطرة على معبر اليعربية على الحدود مع العراق.

الائتلاف: المهجرون السوريون يتعرضون للعقاب الجماعي

                                            عبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عن أسفه لما يتعرض له المهاجرون السوريون في بعض بلدان العالم مما أسماه “ابتزاز واعتقال وتعذيب وترحيل”.

وقال الائتلاف في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه اليوم إنه “بينما يحاول السوريون النجاة بأنفسهم من آلة الموت التي سلطها عليهم نظام بشار الأسد، يتعرض كثيرون منهم لأقسى أنواع العقاب الجماعي على يد حكومات دول أسست بعضها للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وطالما نادت بصيانة كرامة الإنسان وحريته”.

ولفت البيان إلى حدوث ما وصفها بانتهاكات جسيمة ووحشية وغير مسبوقة تمارس يوميا بحق مئات العائلات السورية في البلدان العربية والأجنبية، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني.

وكما عبر الائتلاف عن صدمته إزاء تقارير تكشف عن حالات طرد ممنهجة  للاجئين السوريين تطبقها السلطات اليونانية انطلاقا من حدود اليونان البحرية والبرية، فإنه يطالب الحكومة اليونانية بالتوقف عن ممارساتها التعسفية بحق اللاجئين.

ويناشد الائتلاف الاتحاد الأوروبي باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المهجرين السوريين وعائلاتهم بكافة الوسائل القانونية والدبلوماسية الممكنة ريثما يتسنى لهم العودة لديارهم.

نفي مصري

يأتي هذا البيان في وقت نفت فيه مصر أن تكون أجبرت أي لاجئ سوري على مغادرة أراضيها، كما جاء في بيان لمنظمة هيومن رايتس ووتش، موضحة أن طلب القاهرة تأشيرات دخول للسوريين سيتم إلغاؤه مع استقرار الوضع الأمني.

وكانت تحدثت هيومن رايتس واتش الاثنين الماضي عن إقدام السلطات المصرية على اعتقال أكثر من 1500 لاجئ سوري طوال أسابيع وحتى أشهر، من بينهم 250 طفلا مع أهلهم قبل ترحيل أغلبيتهم.

وقالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن أغلبية هؤلاء أوقفوا بينما كانوا يحاولون الهجرة إلى أوروبا في زوارق بسيطة عبر دفع المال لمهربين.

كما اتهمت المنظمة الحقوقية مصر بمنع اللاجئين ولا سيما الفلسطينيين الفارين من سوريا من طلب الحماية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة الأمم المتحدة، وتخييرهم بين الترحيل أو مواجهة “اعتقال لأجل غير مسمى”.

وأوضحت السلطات المصرية أن أكثر من 320 ألف لاجئ سوري وصلوا البلاد منذ العام 2011، مما يرفع عدد السوريين المقيمين في مصر لنحو 750 ألف سوري.

وإثر عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، فرضت السلطات المصرية قيودا على دخول الفلسطينيين والسوريين إلى أراضيها بطلب الحصول على تأشيرة.

في الأردن

وتزايدت مؤخرا الأنباء عن نوايا الأردن إغلاق الحدود ووقف استقبال اللاجئين السوريين، بعد أن لوّح الملك عبد الله الثاني بإجراءات أردنية فيما يتعلق بملفهم في حال لم يقم المجتمع الدولي بمساعدة المملكة على تحمل أعباء استقبالها للأعداد المتزايدة منهم.

وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت تقريرا تناولت فيه القيود المتزايدة والشروط الصعبة التي يواجهها اللاجئون السوريون الذين يفرون من النزاع إلى الأردن، وحثت فيه على وضع حد للقيود التي تفرض عليهم.

وقال مدير المنظمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لوثر -في بيان- إن تدفق اللاجئين شكل ضغطا كبيرا على دول المنطقة، وعرض مواردها للضغط، ومع ذلك، لا يجوز استعمال هذا الأمر بمثابة عذر لرفض الأشخاص من الدخول إلى أراضي هذه الدول.

ويوجد في الأردن أكثر من 550 ألف لاجئ، خصوصا في مخيم الزعتري بشمال البلاد حيث يعيش نحو 120 ألف شخص.

في لبنان

وفي لبنان، كان عدد من اللاجئين السوريين نفذ قبل يومين اعتصاما رمزيا رفضا لما أسموه “التخاذل العربي والدولي في حق اللاجئين السوريين”.

وطالب المعتصمون، المنظمات الدولية، بالاهتمام أكثر بوضع اللاجئين عبر رفع مستوى المساعدات الإغاثية والصحية والتربوية والمادية لهم خاصة مع دخول فصل الشتاء.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين السوريين بلبنان تجاوز 805 آلاف لاجئ. كما ترجح أن يصل العدد الإجمالي للاجئين السوريين إلى 3.5 ملايين شخص قبل نهاية العام الجاري.

معارك ضارية في حلب والسيطرة تتأرجح بين النظام والمعارضة

عشرات القتلى من الجانبين وقصف على مطار حلب الدولي

دبي – قناة العربية

تستمر لليوم الخامس على التوالي الاشتباكات العنيفة في شرقي مدينة حلب بين جيش النظام المدعوم بميليشيا حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، وبين مقاتلي المعارضة المسلحة بمن فيهم داعش والنصرة.

في الوقت ذاته، واصلت قوات النظام قصف حلب بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطائرات التي أغارت على أحياء طريق الباب ومساكن هنانو وجبل بدرة، فيما دكت المدفعية المناطق القريبة من اللواء 80 الذي تعرض ومطار حلب الدولي لقصف بعشرات القذائف والصواريخ محلية الصنع من قبل الثوار، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الأطراف كافة، بحسب تقرير لقناة العربية.

وفي سياق متصل، أرسلت المعارضة المسلحة التي أعلنت سابقا النفير العام، تعزيزات عسكرية كبيرة، إلى حلب للمشاركة في الدفاع عنها ضد قوات النظام التي تسعى جاهدة لاستردادها، بعدما حققت تقدما فيها خلال الأيام الماضية.

من جهة أخرى، أفاد مركز حماة الإعلامي باشتداد معارك ريف حماة الشمالي بين الجيش الحر وقوات النظام، حيث استهدف الجيش الحر حواجز الغربال والسمان وأكفر بالمدفعية الثقيلة وصواريخ غراد، كما حقق إصابات مباشرة، في حين قصف طيران النظام بالبراميل المتفجرة جسر بيت الرأس بسهل الغاب في ريف حماة، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى، كما استخدم القنابل الفراغية في قصف العقيربات بريف حماة الشرقي.

وفي العاصمة دمشق، قصفت قوات النظام بمدفعية الهاون منطقة المادنية في حي القدم، كما استخدمت راجمات الصواريخ في قصف مخيم اليرموك، فيما يستمر القصف المدفعي والصاروخي على مدن وبلدات ريف دمشق وسط اشتباكات مع الجيش الحر على معظم الجبهات.

تحذيرات من ارتكاب مجزرة مع ذكرى عاشوراء جنوب دمشق

“أبوالفضل العباس” يعلن النفير و”سانا” الثورة تستنجد بمسلحي المعارضة

دبي – قناة العربية

أعلنت ميلشيا أبوالفضل العباس، النفير العام لاقتحام أحياء جنوب العاصمة السورية دمشق، وسط تزايد المخاوف من مجزرة ترتكبها تزامنا مع ذكرى عاشوراء.

وحذرت سانا الثورة من أن ميلشيات إيرانية دخلت بلدة يلدا وبييلا وبيت سحم، مطالبة جميع الألوية في المعارضة المسلحة بإرسال مقاتلين لنصرة جنوب دمشق، التي ستكون على موعد مع مجزرة كبري في ذكرى عاشوراء غدا الخميس، على حد وصفها.

وأكد حبيب عمار من شبكة سوريا مباشر، في حديث لـ”نشرة الرابعة” على قناة العربية، أن قوات النظام مدعومة بقوات حزب الله وميليشيا أبوالفضل العباس تمارس عملية تطهير عرقي وطائفي في جنوب العاصمة دمشق وريفها.

وأضاف: “قتلت تلك القوات حوالي 120 مدنيا بينهم نساء وأطفال حرقا وذبحا في منطقتي الذيابية والحسينية، كما لم يستطع الأهالي انتشال جثث أقاربهم نتيجة وجود القناصة المنتشرين في كل مكان”.

وأشار عمار إلى أن الظروف المعيشية في تلك المناطق الجنوبية من العاصمة، صعبة للغاية حيث يعيش السكان هناك على العدس فقط، ما أودى بحياة 13 شخصا بسب التناول الدائم للعدس.

واشنطن تجدد الترحيب بقرار المعارضة المشاركة في جنيف2

رحبت بتمثيل الائتلاف الوطني الكردي داخل الائتلاف السوري بما يضمن تنوعاً أفضل

العربية.نت

أبدت الولايات المتحدة ارتياحها لقرار الائتلاف الوطني السوري المشاركة في مؤتمر السلام المحتمل عقده في جنيف.

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، هذه الخطوة بالتقدم اللافت في عملية التحضير لمؤتمر جنيف 2 سعياً لتشكيل حكومة انتقالية.

كما رحبت الخارجية الأميركية بوجود ممثلين عن الائتلاف الوطني الكردي داخل الائتلاف السوري بما يضمن تمثيلاً أفضل للتنوع السوري.

وقد أعلن الائتلاف الوطني السوري الاثنين استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف2 شرط أن يؤدي هذا المؤتمر إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة وألا يكون لنظام الرئيس بشار الأسد دور في المرحلة الانتقالية.

واشترط الائتلاف أن “يسبق عقد المؤتمر إدخال وضمان استمرار دخول قوافل الإغاثة من الصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من الهيئات الإغاثية إلى كافة المناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين، خصوصاً النساء والأطفال”.

وأعربت باريس بدورها على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، مساء الثلاثاء، عن ارتياحها لموافقة الائتلاف الوطني السوري على المشاركة في مؤتمر جنيف2 معتبرة أن هذا القرار “يشكل تقدما كبيراً إلى إمكانية حل سياسي “ويبرهن على حس المسؤولية لدى المعارضة المعتدلة التي تزودت بحكومة، والتي تمثل تنوع الشعب السوري”.

مؤتمر لمعارضين من الطائفة العلوية يبحث إنقاذ سوريا

رئيس الائتلاف الوطني يلقي كلمة في افتتاح المؤتمر المنعقد بإسطنبول

دبي – قناة العربية

يعقد معارضون للنظام السوري من الطائفة العلوية مؤتمراً في مدينة إسطنبول التركية يبحث كيفية إنقاذ سوريا.

ومن المقرر أن يشارك رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في المؤتمر ويلقي كلمة فيه.

ويضم المؤتمر محاور عدة للنقاش، أبرزها التركيز على الوحدة الجغرافية لسوريا، وعدم قابلية التقسيم، والحرص على وحدة المجتمع السوري، إضافة إلى التأكيد على أن إسقاط النظام لا يتم بالقوة العسكرية وحدها، وأن معركةً سياسية يجب أن تُخاض ضده.

سوريا.. قوات الحكومة تتقدم بريف دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شهدت العاصمة دمشق وريفها الجنوبي الأربعاء اشتباكات وعمليات مسلحة، طالت معظم أحيائها، وأفضت إلى سيطرة الجيش السوري على بلدة حجيّرة في ريف دمشق الجنوبي، وسط استمرار المعارك، في أحياء التضامن والقدم ومخيم اليرموك وبرزة.

وبث التلفزيون السوري لقطات حية تظهر الجنود وهم يسيطرون على شوارع خلت إلا من المباني المقصوفة والحطام، وساعد مقاتلو حزب الله في طرد قوات المعارضة من الحجيرة.

وقال رامي السيد الناشط المقيم في دمشق “المناطق الجنوبية التي كانت تحت سيطرة المقاتلين منذ أكثر من عام تسقط الواحدة تلو الأخرى”.

وأضاف رامي أن مقاتلي لواء أحفاد الرسول وتنظيمي جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطين بالقاعدة انسحبوا من الحجيرة إلى حي الحجر الأسود المكتظ بالسكان والأقرب إلى وسط دمشق بعد قصف مدفعي وجوي استمر أسابيع.

واضاف “لا توجد قيادة موحدة والحالة المعنوية تأثرت. الحجر الأسود ومجموعة البلدات التي تخضع لسيطرة المقاومة في الطرف الجنوبي والجنوبي الغربي لدمشق مكشوفة الآن”.

وقالت مصادر بالمعارضة في الحجر الأسود إن سقوط الحجيرة يحرم المعارضة من الغطاء الحضري لكنها قالت إن دفاعاتها في الأحياء المحاصرة الأقرب إلى وسط دمشق صلبة.

انفجارات في دمشق

وفي الأثناء، هزت عدة انفجارات جنوبي العاصمة دمشق، حيث أعلن ناشطون سوريون أن قتلى وجرحى سقطوا إثر انفجار سيارتين مفخختين، إحداها في حي التضامن، مستهدفة تجمعاً لقوات الجيش، فيما انفجرت الثانية بحي سيدي مقداد المجاور.

وفي ريف دمشق، جرت اشتباكات بين أفراد الجيشين السوري والحر، على أطراف بلدة بيت سحم وببيلا، من جهة بلدة السيدة زينب ومحاور عدة أخرى، وسط استمرار قصف الجيش السوري.

مقاتل من المعارضة في حلب مع سلاحه المضاد للطائرات

مكاسب جديدة للأكراد

وفي شمال شرقي سوريا قال ناشطون الأربعاء إن ميليشيا كردية سيطرت على 7 قرى أخرى في شمال شرقي سوريا، تضاف إلى سيطرتهم على معظم المدن التي يمثلون أغلبية بين سكانها.

وحققوا مكاسب كبيرة في السيطرة على مزيد من الأراضي في الأسابيع الأخيرة، حيث طردوا وحدات المقاتلين الإسلاميين، وأغلبهم عرب في مناطقهم، وذلك بعد إعلانهم إقامة إدارة انتقالية.

حلفاء الأسد في معركة حلب

بهاء الحجار – أبوظبي- سكاي نيوز عربية

مع إعلان فصائل في المعارضة المسلحة النفير العام في حلب، يتخوف المعارضون من تكرار تجربة مدينة القصير في ريف حمص، حيث نجحت القوات الحكومية مدعومة من حزب الله اللبناني في استعادة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية.

وفي حين تتهم المعارضة الحزب والحرس الثوري الإيراني بقيادة المعركة في حلب على غرار ما حصل في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، تؤكد مصادر مقربة من الحزب أن جغرافية المنطقة لا تساعده في خوض هذه المعركة بالزخم نفسه.

ويقول صحفي مقرب من الحزب اللبناني لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الحزب خطط وقاد المعركة في ريف حمص ونجح في دحر المعارضة بسبب طبيعة المنطقة التي تمثل امتدادا ديمغرافيا لمناصريه المنتشرين في القرى اللبنانية بالهرمل.

أما في حلب، فشكل المعركة وأهدافها تختلف بالنسبة للحزب الذي أعلن أمينه العام، حسن نصرالله، استعداده للذهاب بنفسه للقتال إلى جانب القوات الحكومية، على حد قول المصدر نفسه، الذي يشدد أيضا على أن دور الحزب يقتصر على دعم الجيش.

وعلى عكس ريف القصير، يشير الصحفي الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن مقاتلي الحزب يكتفون بتقديم المساعدة الميدانية للجيش والقوات الحكومية في معركة استعادة السيطرة على ريف ثاني أكبر مدينة في سوريا تمهيدا لمعركة “استعادة سوريا”.

كما أن للحزب في هذه المعركة أهدافا أخرى، تتمثل حسب المصدر بفك الحصار الذي تفرضه بعض فصائل المعارضة منذ أكثر من عام ونصف عن بلدتي “نبل” و”الزهراء” حيث يقطن قرابة 70 ألف سوري ينتمون إلى المذهب الشيعي.

في المقابل، يتهم الناطق باسم “المركز الإعلامي السوري” المعارض الحرس الثوري الإيراني بقيادة المعارك في حلب “تخطيطا وقتالا”، مشيرا في هذا الصدد إلى نجاح الجيش السوري الحر خلال الأيام الماضية باعتقال 15 إيرانيا خلال إحدى المعارك بالمحافظة.

ويؤكد في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” أن حزب الله بدوره يشارك “بضراوة” في القتال، الأمر الذي مكن القوات الحكومية من إحراز تقدم نوعي في المحافظة والمدينة على حد سواء، وذلك من خلال اعتماد “سياسة الأرض المحروقة”.

فتلك القوات المدعومة من المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين تعمد إلى قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة عبر راجمات الصواريخ والطيران الحربي وصواريخ “أرض-أرض”، قبل أن تتقدم القوات البرية مدعومة بالدبابات، حسب ما يقول “المركز الإعلامي”.

وبعد نجاح القوات الحكومية في استعادة عدة مناطق استراتيجية لاسيما بلدة السفيرة الواقعة جنوب شرقي حلب، يؤكد الناطق باسم المركز أن فصائل المعارضة لا تخفي خشيتها من أن تتمكن تلك القوات من حسم المعركة لتعزيز وجودها في الشمال وقطع خط الامداد من تركيا.

وفي هذا السياق، يشير إلى أن المعارك تتركز في الوقت الراهن في منطقة الباب و”اللواء 80″ قرب مطار النيرب العسكري التي تعد البوابة الغربية لحلب، وذلك في مسعى من قبل الحرس الثوري إلى اقتحام المدينة التي يقتسمها طرفا النزاع منذ أكثر من عام.

ولا يخفي “المركز الإعلامي السوري” تشاؤمه من تداعيات الاقتتال الذي شهده ريف حلب في الفترة الأخيرة بين بعض فصائل المعارضة على مسار هذه المعركة، فهو يعتبر أن تصادم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” مع لواء عاصفة الشمال شجع الحكومة على شن معركة استعادة حلب.

المعارضة المسلحة: النظام السوري نصب درعاً صاروخية بالساحل والجنوب

روما (13 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن قادة ميدانيون في المعارضة السورية المسلحة أن قوات النظام قامت بنصب درع صاروخي في الساحل السوري، وتقوم حالياً بنصب آخر مشابه في محافظة درعا الجنوبية تحسباً لأي عمل عسكري خارجي مستقبلي

وقال أحد قادة الكتائب المسلحة التابعة للجيش السوري الحر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “رصدنا قيام النظام السوري ببناء درع صاروخي في اللاذقية بالساحل السوري، وهو درع يضم صواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى، وقد أنجزوا إلى حد بعيد هذه الدرع الصاروخية، ويعاونهم في ذلك خبراء روس وإيرانيون ونعتقد أن النظام قام بهذه الخطوة لحماية مناطقه الموالية من جهة ولصد أي هجوم خارجي قد يحدث في المستقبل”

من جهته قال المحامي أيهم بركات، أحد القادة العسكريين في جنوب سورية “نراقب عن كثب قيام النظام بنصب درع صاروخي في جنوب سورية، في مناطق تمتد من جبال السويداء شرقاً إلى تل شهاب غرباً، وغالبية هذه القواعد الصاروخية الجديدة متوسطة وقصيرة المدى، تُضاف إلى قواعد صواريخ بعيدة المدى موجودة أصلاُ منذ عقود، ونعتقد أن تلك قصيرة المدى موجّهة لشمال الأردن”، حسب تأكيده

المعارضة السورية تدعو للحشد أمام القوات الحكومية في حلب

توالت دعوات المعارضة المسلحة في سوريا إلى حشد الدعم فيما بين فصائلها لوقف هجوم قوات الجيش النظامي على حلب.

ودعا بيان صادر عن جماعة دولة الإسلام في العراق والشام “جميع الكتائب وجميع المسلمين للوقوف في وجه العدو”.

وكانت 6 جماعات أخرى دعت الاثنين إلى التجييش لصد هجوم القوات الحكومية على حلب.

وجاءت هذه النداءات عقب تمكن الجيش النظامي من السيطرة على المنطقة القريبة من مطار المدينة، بما فيها قاعدة عسكرية استراتيجية هناك.

ويقول محللون إن السيطرة على القاعدة 80، التي كانت بيد المعارضة المسلحة منذ شهر فبراير/شباط الماضي، ستسهل تقدم قوات النظام نحو مناطق المعارضة.

وكانت القوات النظامية سيطرت الشهر الماضي على بلدة سفيرة، جنوب شرقي المدينة. وسقطت بأيديهم الاثنين بلدة تل عران، على الطريق بين سفيرة وحلب.

“اقتتال بين المعارضة المسلحة”

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض بأن دولة الإسلام في العراق والشام أصدرت بيانا عاجلا الثلاثاء، محذرة من أن الجيش سيطر على “أجزاء من الطريق الرابط بين خان عاسر، تل عران وسفيرة، بسبب ضعف الجماعات المسلحة المعارضة”.

وأضاف المرصد، التي يتخذ في بريطانيا مقرا له، أن الجماعة اعترفت بتكبد “خسائر فادحة” في جبهات القتال، ودعت “جميع الكتائب وجميع المسلمين إلى حمل السلاح ومواجهة العدو الذي يهاجم أرض الإسلام”.

“وعلى الذين لا يستطيعون القتال لعذر شرعي أن يقدموا السلاح والمال”

وكانت 6 جماعات مسلحة معارضة دعت الناس في المدينة الاثنين إلى “الوقوف في وجه قوات النظام”، من بينها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وجماعة أحرار الشام المتشددة، وجماعة لواء التوحيد المعتدلة.

وقالت الجماعات المعارضة في بيان مشترك إن القوات الحكومية يدعمها مقاتلون من حزب الله الشيعي اللبناني، ومن الحرس الثوري الإيراني، وجماعة أبو الفضل عباس، الشيعية العراقية، بدأت “هجمة شرسة لإعادة احتلال حلب”.

وتقتسم المعارضة المسلحة والقوات النظامية مدينة حلب بينهما منذ منتصف 2012، عندما شنت المعارضة المسلحة هجوما للسيطرة على شمالي سوريا.

وقال الناشط، محمد نور لوكالة رويترز الثلاثاء إن بعض أحياء المدينة التي يسيطر عليها عناصر المعارضة، بما فيها هنانو في الشرق، أصبحت هشة، واضاف أن القوات الحكومية تدعمها عناصر حزب الله وعناصر من العراقيين الشيعة والإيرانيين، تتحرك من الشمال والشرق وتقترب من ضواحي المدينة”.

وتابع نور يقول: ” إن اقتتالا داخليا أضعف دفاعات حلب، مشيرا إلى اشتباكات وقعت في الأشهر الماضية بين جماعات مرتبطة بالقاعدة وأخرى مرتبطة بالمجلس العسكري الذي يدعمه الغرب.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس، بشار الأسد، في عام 2012. ونزح أكثر من 2.2 مليون سوري إلى دول الجوار، بينما يقدر عدد النازحين داخليا بأكثر من 4.25 مليون شخص.

BBC © 2013

الحرب السورية تجذب عددا متزايدا من الجهاديين الألمان

برلين (رويترز) – قال رئيس المخابرات الداخلية الألمانية هانس جورج ماسن إن الجهاديين الألمان يتوجهون إلى سوريا بأعداد متزايدة دون معوق من إجراءات السفر ويتمكنون من الاندماج بسرعة في جماعات متشددة أجنبية لا يحتاج أعضاؤها للغة العربية.

وقال ماسن الذي تولى منصبه في عام 2012 إن ضباط المخابرات يعرفون 220 ألمانيا يحاربون في سوريا لكن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير وزاد بشدة هذا العام.

وقال في مقابلة “سوريا مثيرة للاهتمام بشدة بالنسبة لأولئك الشبان الراغبين في الجهاد.”

واستطرد قائلا “من السهل الذهاب إليها .. كل ما تحتاجه هو بطاقة هوية ورحلة طيران إلى تركيا ثم رحلة أخرى داخلية للوصول إلى الحدود.”

وقال لرويترز “بمجرد أن تصل إلى هناك يمكنك الاندماج بسرعة في ألوية ويمكنك القتال إلى جانب أناس يتحدثون نفس لغتك” مضيفا أن الافتقار إلى مهارات اللغة في السابق وخصوصا بين المتحولين إلى الإسلام كان يجعل من الصعب على الإسلاميين الألمان المشاركة في حروب أخرى.

وأدت الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو عامين ونصف إلى سقوط ما لا يقل عن 100 ألف قتيل.

وقالت المخابرات الداخلية الألمانية في تقرير سنوي في عام 2012 إن عدد المتشددين الإسلاميين الألمان الذين يسافرون إلى أفغانستان وباكستان تراجع بشدة نظرا لأن تلك المناطق تعتبر الآن شديدة المخاطر بسبب الضغوط على المتشددين. وكانت مصر وسوريا على النقيض من ذلك تجذبان أعدادا أكبر بعد الاهتمام الإعلامي القوي بسوريا.

ويحتاج الألمان الذين يسافرون إلى باكستان وأفغانستان إلى جواز سفر يمكن للسلطات الألمانية أن تسحبه ممن ترى أنهم يشكلون تهديدا أمنيا محتملا. وتكفي بطاقات تحقيق الشخصية التي يحملها كل الألمان للسفر إلى تركيا.

ولتركيا حدود مشتركة مع سوريا طولها 900 كيلومتر ويمكن للمقاتلين الأجانب التسلل عبر كثير من المناطق النائية. وقالت أنقرة الشهر الماضي إنها ستبني جدارا على طول جزء من الحدود.

وانضم للصراع أيضا مقاتلون من تنظيمي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطين بالقاعدة وينخرط فيهما عدد كبير من الجهاديين الأجانب.

وقال مدير المخابرات الداخلية البريطانية (إم.آي5) الأسبوع الماضي إن عدد الإسلاميين البريطانيين الذين يحاربون في سوريا يقدر ببضع مئات.

وتخشى برلين أن ينقل الإسلاميون الألمان الشبان المعرفة التي اكتسبوها في سوريا إلى ألمانيا ويخططوا لهجمات في ألمانيا.

ويقدر مسؤولو مخابرات أن هناك 4500 سلفي متشدد ينشطون في ألمانيا وهم شريحة صغيرة من المسلمين الألمان البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة لكن هذا العدد أكبر عن عدد السلفيين في عام 2011 البالغ 3800 .

ومن ناحية أخرى وتعليقا على كشف عمليات التنصت الواسعة النطاق على الاتصالات الألمانية من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية قال ماسن إن القضية تسلط الضوء على حاجة الشركات الألمانية إلى حماية نفسها من التجسس الصناعي.

وقال “الشركات الألمانية هدف منذ فترة طويلة لوكالات التجسس الأجنبية أو لمنافسيها نظرا لسمعتها.”

وأشار إلى أن الصناعة الألمانية تقدر خسائرها بسبب التجسس الصناعي بحوالي 50 مليار يورو سنويا.

لكنه قال “اعتقد أن المبلغ الحقيقي قد يكون أكبر بكثير. ينبغي أيضا أن نأخذ في الاعتبار أن بعض العقود المحتملة ربما تفشل بسبب تدفق المعلومات للمنافسين.”

ويؤيد ماسن خطة وضعها حزب المحافظين والحزب الديمقراطي الاجتماعي – اللذان يجريان حاليا محادثات لتشكيل حكومة ائتلافية – لإلزام الشركات في يعض الصناعات الحساسة بالإبلاغ عن كل الهجمات على شبكاتها الإلكترونية.

من سباين سيبولد وألكسندر هدسون

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

قوات الأسد تزيد مكاسبها حول دمشق

عمان (رويترز) – سيطرت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد على ضاحية الحجيرة جنوبي دمشق يوم الأربعاء في إطار تقدم اوسع منحه مكاسب كبرى جنوبي العاصمة قبل محادثات جنيف المقترحة.

وبث التلفزيون السوري وتلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية لقطات حية تظهر الجنود وهم يسيطرون على شوارع خلت الا من المباني المقصوفة والحطام. وساعد مقاتلو حزب الله في طرد قوات المعارضة من الحجيرة.

وقال رامي السيد الناشط المقيم في دمشق “المناطق الجنوبية التي كانت تحت سيطرة المقاتلين منذ أكثر من عام تسقط الواحدة تلو الآخرى.”

ويأتي سقوط الحجيرة بعد يوم واحد من اعلان المقاتلين الاسلاميين في حلب حالة الطوارئ واستدعاء جميع المقاتلين لمواجهة قوات الاسد التي استعادت بلدات الى الجنوب الشرقي من المدينة الشمالية المقسمة بين قوات المعارضة وقوات الحكومة وتحدت سيطرة المعارضة في وسط حلب نفسها.

ومنذ اتفاق سبتمبر ايلول بين الولايات المتحدة وروسيا لازالة الاسلحة الكيماوية السورية الذي جنب دمشق تهديد الهجوم الغربي عززت قوات الاسد ايضا سيطرتها حول مدن أخرى على طول الطريق السريع الذي يربط شمال سوريا بجنوبها مثل درعا وحمص.

ولا تزال مناطق كبيرة اغلبها صحرواية وريفية تحت سيطرة كتائب المعارضة خصوصا في شرق سوريا وفي الريف المتاخم لتركيا.

وتضع المكاسب الاسد في موقع آمن على نحو متزايد قبيل محادثات السلام المقترحة التي تأجلت طويلا وستعقد في جنيف بهدف ايجاد حل سياسي للحرب الاهلية المستمرة منذ عامين ونصف العام. وتسخر السلطات السورية من مطالب تخليه عن السلطة لحكومة انتقالية.

وتعتمد عودة التفوق العسكري للاسد هذا العام الى حد بعيد على الدعم الذي يلقاه من ايران ومقاتلين من حزب الله وميليشيات عراقية بعضها يتمركز حول مزار شيعي جنوب شرقي دمشق.

وساعد هؤلاء في تحويل مسار الحرب ضد المقاتلين السنة الذين يهيمن الاسلاميون والجهاديون الاجانب المرتبطون بالقاعدة على صفوفهم بصورة متزايدة.

وقال مسؤول امني من الشرق الاوسط “في الشهور القليلة الماضية ترك الاسد القتال في المناطق الحضرية خصوصا دمشق ومحيطها على نحو متزايد لحلفائه الشيعة.”

واضاف “السيطرة على الحجيرة تمت بنفس الطريقة. دبابات الجيش السوري ومدفعيته تقصف المنطقة. العراقيون وحزب الله يتقدمون ويقومون بالقتال ثم تدخل قوات الاسد المنطقة لتلتقط لها الصور.”

ولا يعلق حزب الله وايران على عملياتهما في سوريا.

وقال السيد الناشط في دمشق إن مقاتلي لواء أحفاد الرسول الذي تدعمه قطر وتنظيمي جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطين بالقاعدة انسحبوا من الحجيرة إلى حي الحجر الأسود المكتظ بالسكان والأقرب إلى وسط دمشق بعد قصف مدفعي وجوي استمر أسابيع.

واضاف “لا توجد قيادة موحدة والحالة المعنوية تأثرت. الحجر الأسود ومجموعة البلدات التي تخضع لسيطرة المقاومة في الطرف الجنوبي والجنوبي الغربي لدمشق مكشوفة الآن.”

وقالت مصادر بالمعارضة في الحجر الاسود ان سقوط الحجيرة يحرم المعارضة من الغطاء الحضري لكنها قالت ان دفاعاتها في الاحياء المحاصرة الأقرب إلى وسط دمشق صلبة.

وقال لؤي الدمشقي وهو ناشط على اتصال جيد بالمقاتلين في دمشق ان مقاتلي المعارضة فجروا سيارة ملغومة اليوم عند حاجز على طريق بحي نسرين الجنوبي حيث انتشر مقاتلو حزب الله الى جانب الميليشيات الموالية للاسد.

ولم ترد على الفور تفاصيل بخصوص الخسائر في الأرواح.

وفي حلب قالت مصادر المعارضة ان المقاتلين يحاربون القوات الموالية للاسد في اسبوع ثان من قتال الشوارع في الاحياء الشرقية وتلك القرببة من وسط العاصمة.

وقتل اكثر من 100 الف شخص في الصراع الذي يكتسي بطابع طائفي متزايد قسم الشرق الاوسط بين قوى سنية تدعم المعارضة ومن بينها دول خليجية وتركيا وبين ايران وحلفائها الشيعة الذين يساندون الاسد.

وينتمي الاسد الذي خلف والده عام 2000 للطائفة العلوية الشيعية التي تسيطر على سوريا منذ الستينات.

من خالد يعقوب عويس

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى