أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 29 شباط 2016

الهدنة السورية هشة… وخروق في بعض الجبهات

الرياض، لندن، موسكو، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

بقيت الهدنة السورية هشة على رغم خرق الطيران الروسي والقوات النظامية وفصائل أمس اتفاق «وقف العمليات العدائية» في اليوم الثاني لتنفيذه في سورية وسط استمرار الخلاف الأميركي – الروسي حول خريطة مناطق الهدنة، لكن جميع الأطراف المعنية، بما فيها المعارضة أكدت التزامها الاتفاق وإن كانت اشتكت دمشق وموسكو الى الأمم المتحدة. وحذرت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة من أنها ستلجأ الى «حماية الشعب السوري» ومقاطعة المفاوضات في جنيف المقرر في السابع من آذار (مارس) المقبل.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره الدنماركي كريستيان ينسن في الرياض أمس: «ثمة خروقات للهدنة من الطيران الروسي ومن طيران النظام ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سورية». وأضاف: «الصورة ستكون أكثر وضوحاً في الأيام المقبلة حيال ما إذا كان النظام وروسيا جادين في عملية وقف إطلاق النار أم لا»، مشيراً إلى أن بلاده على تشاور مع دول أخرى لمعرفة نيات دمشق وموسكو. وأكد أنه في حال عدم التزام النظام وحلفائه الهدنة «هناك خيارات أخرى». وأوضح: «كما ذكر السيد وزير خارجية الولايات المتحدة (جون كيري) هناك «خطة – ب»، إذا اتضح أنه لا توجد جدية لدى النظام السوري أو لدى الحلفاء، فالخيار الآخر وارد وسيتم التركيز عليه».

وكان المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية» رياض حجاب بعث رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال فيها إن «القاذفات الروسية شنت أمس 26 غارة ضد مناطق تابعة للمعارضة الملتزمة بالهدنة» وانه «من المؤسف ان تنشر وزارة الدفاع الروسية خريطة حول مناطق النفوذ السياسي وتوزيع القوى على الأرض وأن تنسبها الى الأمم المتحدة لأغراض سياسية وعسكرية مبينة فيها استثناء مناطق منال هدنة والاستمرار في القصف الممنهج».

وكانت موسكو وضعت في خريطة رسمية معظم محافظتي إدلب وحماة ضمن السيطرة الكاملة لـ «جبهة النصرة» المستثناة من الهدنة لتبرير قصفها. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان أمس بـ «تنفيذ طائرات حربية لم يعرف ما إذا كانت روسية أم تابعة لقوات النظام، غارات عدة على ست بلدات» في ريف حلب الشمالي والغربي وثماني غارات على بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، اضافة الى ثلاث غارات على مناطق في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وإطلاق قوات النظام قذائف على ريف حمص وسط البلاد. كما تحدثت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) عن سقوط قذائف على مناطق في اللاذقية غرب البلاد، متهمة «إرهابيين» بإطلاقها، الأمر الذي نفاه معارضون.

وأقر مسؤول أميركي بأن «التعقيدات قائمة (في الهدنة) ولا يمكن تجنبها. وحتى في أفضل الحالات لم نكن نتوقع أن يتوقف العنف على الفور». وأضاف: «في الواقع نحن متأكدون من أن المعارك ستتواصل… انه اتفاق سيكون من الصعب تطبيقه، ونعلم أن العقبات كثيرة»، معتبراً «أن من مصلحتنا ومن مصلحة الشعب السوري خصوصاً، أن نعطي فرصة لهذه العملية. إنها فرصة حقيقية للحد من العنف الذي يعانيه الشعب السوري منذ فترة طويلة جداً».

من جهة أخرى، أعلن الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة السورية من مقره في مطار حميميم في اللاذقية غرب سورية: «خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية تم تسجيل تسعة خروق لوقف الأعمال العدائية… لكن في شكل إجمالي فإن وقف إطلاق النار في سورية يطبق».

وقال حجاب من جهته: «استمرار النظام وحلفائه في ارتكاب الجرائم في حق الشعب سيقوض الجهود الدولية لاستمرار الهدنة (…) وعدم تحقيق أي تقدم سيدفعنا للبحث عن سبيل تأمين الحماية للشعب السوري وقف الانتهاكات التي ترتكب بحقه، بوسائل اخرى». وزاد انه لا يمكن المضي في عملية سياسية «يتم من خلالها استخدام معاناة الشعب سلاحاً لتحقيق المكاسب العسكرية والسياسية، الأمر الذي يجعل استئناف المفاوضات في مثل هذه الظروف أمراً متعذراً»، علماً ان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حدد السابع من الشهر المقبل موعداً لاستئناف المفاوضات في جنيف.

وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: «أصر الروس على منح أنفسهم حق مواصلة قصف مواقع جبهة النصرة. لكن في عدد من الأنحاء تقاتل وحدات النصرة على مقربة شديدة من وحدات المعارضة المعتدلة. وإذا استخدم الروس هذا كذريعة لقصف المعارضة المعتدلة لا يمكن أن نتوقع تطبيق وقف إطلاق النار ولا يمكن أن نتوقع استمراره. إذاً كل شيء يعتمد الآن على السلوك الروسي اليوم وغداً وفي اليومين المقبلين. وسنراقب عن كثب لمعرفة ما إذا كانوا مستعدين لكبح جماح أنفسهم من أجل تطبيق وقف إطلاق النار على الأرض».

 

المعارضة السورية: الهدنة انهارت قبل أن تبدأ

بيروت – رويترز

قال رئيس وفد المعارضة السورية للتفاوض أسعد الزعبي أن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر السبت الماضي «انهارت قبل أن تبدأ».

وأوضح الزعبي أن الوقف الهش للعمليات القتالية أصبح يواجه «إلغاء كاملاً» بسبب هجمات القوات الحكومية التي قال إنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا.

وتابع الزعبي في تصريح إلى قناة «العربية الحدث» أن المعارضة لديها بدائل عدة لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك، مضيفاً أنه «لا تبدو أي مؤشرات إلى تهيئة بيئة» لمفاوضات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من آذار (مارس) المقبل.

 

فرنسا تدعو لاجتماع للجنة متابعة الهدنة… و«الحلف الأطلسي» قلق من الحشد الروسي

جنيف، الكويت – اف ب، رويترز

دعت فرنسا اليوم (الإثنين) إلى اجتماع فوري لمجموعة العمل حول وقف اطلاق النار في سورية بسبب استمرار الغارات الجوية، في وقت أعرب «حلف شمال الاطلسي» (ناتو) عن قلقه من الحشد العسكري الروسي في هذا البلد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي مارك آيرولت تلقينا مؤشرات مفادها بأن «الهجمات بما في ذلك الغارات، مستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة»، مضيفاً على هامش الاجتماع السنوي لـ«مجلس حقوق الانسان» لدى الأمم المتحدة في جنيف ان «فرنسا طلبت اجتماعاً من دون ابطاء للجنة العمل المكلفة مراقبة تطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية».

وأعرب الامين العام لـ «الحلف الاطلسي» ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في الكويت التي يزورها «رأينا بعض التطورات المشجعة على أن وقف إطلاق النار متماسك الى درجة كبيرة، لكن في الوقت نفسه تلقينا بعض التقارير عن انتهاكات له».

وأضاف «هذا الاتفاق والتنفيذ الكامل له أفضل أساس ممكن لتجديد الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة السورية من طريق التفاوض».

لكنه تابع «نحن قلقون من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سورية لقوات برية وبحرية في شرق المتوسط وقوات جوية تشن ضربات».

وكان وقف اطلاق النار بدأ منتصف ليل الجمعة – السبت الماضي لكنه لا يشمل تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة»، وتعرض لسلسلة من الانتهاكات.

 

انتهاكات للتهدئة في اليوم الثاني … والمعارضة تنوي تقديم شكاوى

لندن، موسكو، بيروت، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تبادلت الأطراف المعنية في سورية في اليوم الثاني لتطبيق اتفاق «وقف الأعمال العدائية» اتهامات بارتكاب خروقات مؤكدة في الوقت ذاته الاستمرار باحترام الاتفاق الأميركي- الروسي المدعوم من الأمم المتحدة، في وقت واصل التحالف الدولي بقيادة أميركا قصف مواقع «داعش» شرق سورية.

وشهدت المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق الذي دخل ليل الجمعة- السبت حيز التنفيذ، حركة نشيطة في الصباح بعد ليلة هادئة خلت من دوي القصف والمعارك، فيما تعرضت بلدات في شمال سورية لغارات جوية الأحد، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطين محليين.

ودعا مسؤول أميركي كبير إلى «إعطاء فرصة» للهدنة رغم العقبات التي لا تزال «كثيرة». وقال هذا المسؤول في بريد إلكتروني إن «التعقيدات قائمة ولا يمكن تجنبها. وحتى في أفضل الحالات لم نكن نتوقع أن يتوقف العنف على الفور». وأضاف: «في الواقع نحن متأكدون من أن المعارك ستتواصل، خصوصاً بسبب تنظيمات مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة» غير المعنيَّيْن باتفاق وقف الأعمال العدائية. وتابع المسؤول الأميركي: «إنه اتفاق سيكون من الصعب تطبيقه، ونعلم أن العقبات كثيرة»، معتبراً «أن من مصلحتنا ومن مصلحة الشعب السوري خصوصاً، أن نعطي فرصة لهذه العملية. إنها فرصة حقيقية للحد من العنف الذي يعانيه الشعب السوري منذ فترة طويلة جداً».

من جهة أخرى، أعلن الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة السورية من مقره في مطار حميميم في اللاذقية غرب سورية، أنه «خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية تم تسجيل تسعة خروقات لوقف الأعمال العدائية»، بحسب ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية. وقال: «لكن بشكل إجمالي فإن وقف إطلاق النار في سورية يطبق».

في المقابل، أعلن الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، أن «قوات النظام ارتكبت 15 انتهاكاً لوقف إطلاق النار السبت، بينهم اثنان من حزب الله اللبناني في منطقة الزبداني» غرب دمشق والحدودية مع لبنان. لكن المسلط أوضح أنه رغم هذه الخروقات «الوضع بشكل عام أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً».

وقال مسلط إن المعارضة ستلتزم وقف القتال رغم وقوع انتهاكات، لافتاً إلى أن الهيئة سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة والدول التي تدعم عملية السلام في شأن ضربات جوية روسية مزعومة حول مدينة حلب في منطقة لا يوجد فيها مقاتلون من تنظيم «داعش» أو «جبهة النصرة» غير المشمولين بالاتفاق.

كما نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن مصدرٍ إشارتَه إلى سقوط قذائف على مناطق في اللاذقية أطلقها «إرهابيون».

وكان «المرصد» أفاد صباحاً بـ «تنفيذ طائرات حربية لم يعرف ما إذا كانت روسية أم تابعة لقوات النظام، غارات عدة على ست بلدات، أبرزها دارة عزة وحريتان وعندان وكفرحمرة» في ريف حلب الشمالي والغربي، أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح. كما أشار إلى ثماني غارات استهدفت بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي. ووفق «المرصد»، تسيطر فصائل مقاتلة وإسلامية على معظم هذه البلدات فيما يقتصر وجود «جبهة النصرة» المستثناة من وقف إطلاق النار على بلدة كفرحمرة وأطراف بعض هذه البلدات.

وقال مأمون الخطيب، الناشط في ريف حلب الشمالي ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية للأنباء، إن «الغارات شنتها طائرات روسية واستهدفت مناطق مدنية». وأضاف: «طاول القصف الجوي فرناً في بلدة دارة عزة عند الصباح»، متسائلاً: «ماذا سيفعل مقاتلو النصرة في الفرن؟». وشدد على أن «القصف الروسي يعد خرقاً للهدنة التي لم نكن نتوقع نجاحها، بحجة أن الروس سيواصلون التذرع بوجود جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية لقصف أهداف مدنية ومواقع الثوار».

وقال «المرصد السوري»: «شهد حي الشيخ مقصود ومحيطه من جهة الكاستيلو وبني زيد، تبادل إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة بين وحدات حماية الشعب الكردي والفصائل الإسلامية والمقاتلة، ما أدى لإصابة 3 مواطنين بجراح، بينما تدور اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط أحياء الأشرفية والشيخ مقصود وبني زيد بمدينة حلب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافقت مع استمرار سقوط عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في حي الشيخ مقصود، في حين سقط عدد من الجرحى، ومعلومات مؤكدة عن عدة شهداء ومفقودين، جراء قصف لطائرات حربية استهدفت بلدة بابيص بريف حلب الغربي».

وفي شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في قريتي الناجية والكندة بريف جسر الشغور الغربي، من دون أنباء عن خسائر بشرية، بينما سقطت قذيفتان على أماكن في منطقة الصواغية عند أطراف الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية. كما نفذت طائرات حربية 3 غارات على مناطق في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما أدى إلى استشهاد سيدة حامل وإصابة 12 آخرين بينهم 4 أطفال ومواطنتان».

وفي الوسط، قال «المرصد» إن قذائف أطلقتها قوات النظام على مناطق في بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي، «بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط مدينة القريتين، ترافق مع سقوط عدة قذائف صاروخية على مناطق في قريتي المسعودية وأبو البلايا بريف حمص الشرقي».

ويستثني الاتفاق الأميركي- الروسي «داعش» و «النصرة»، لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عملياً على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوباً، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.

وشدد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن على ضرورة «توضيح خريطة المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار ليتسنى التأكد من تطبيقه». وأفادت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام، بأن هذه «الخرائط لا تزال تحظى بصفة السرية»، لافتة إلى «وجود حالات محدودة من الخروقات لم يعلق عليها أحد، على اعتبار أن وقف هذه العمليات يحتاج إلى يومين أو ثلاثة أيام لتظهر جديته ومدى الالتزام فيه». وأكد المسلط عدم تلقي المعارضة نسخة من الخرائط التي تم اعتمادها من قبل راعيي الاتفاق.

 

هدوء نسبي

وفي اليوم الثاني على بدء تطبيق الاتفاق، نعم سكان مدينة حلب التي تشهد معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام منذ صيف 2012، بهدوء استثنائي، بحسب مراسل «فرانس برس» في المدينة. وأشار إلى أن التلاميذ تنقلوا بحرية في الشوارع في طريقهم إلى المدارس بعدما كانوا قبل بدء سريان الهدنة يسيرون بحذر لصق الأبنية خوفاً من القصف.

وهذه الهدنة هي الأولى بهذا الحجم التي تلتزم بها قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ بدء النزاع، الذي أسفر خلال خمس سنوات عن سقوط أكثر من 270 ألف قتيل. وقال أبو عمر (45 عاماً)، وهو يعمل في أحد الأفران في حي المعادي في شرق حلب: «أشعر ببعض الغرابة، لأننا اعتدنا النوم والاستيقاظ على أصوات القصف والاشتباكات».

وفي حي العزيزية في غرب حلب الذي تسيطر عليه قوات النظام، قال أحد السكان لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف: «الحركة اعتيادية لكن سقوط القذائف توقف».

وشهدت أطراف دمشق وفق مراسل لـ «فرانس برس» هدوءاً إلى حد كبير. وقال إن سكان العاصمة استيقظوا من دون سماع دوي القصف من مناطق ريف دمشق. واعتبر إحسان ضوّا، وهو طالب في كلية طب الأسنان في دمشق، أن «الهدنة أظهرت كمية التعب المتراكم لدى الناس طيلة خمس سنوات»، مضيفاً: «كنا جميعا في حاجة إلى بصيص أمل نتعلّق به».

 

«داعش»

إلى ذلك، قال التحالف الذي يقود العمليات ضد تنظيم «داعش» في بيان الأحد، إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 24 ضربة ضد التنظيم المتشدد في العراق وسورية السبت.

وفي سورية وقرب تل أبيض، دمرت 10 ضربات 23 بناية لـ «داعش» وثمانية مواقع قتالية يستخدمها التنظيم وموقعاً لإطلاق الصواريخ وأهدافاً أخرى. وأضاف البيان أن ضربات قرب الرقة ومنبج دمرت بنايتين وقصفت منطقة لتجميع الأسلحة.

وساهمت غارات التحالف في دعم مقاتلين أكراد وصد هجوم «داعش» على مدينة تل أبيض شمال سورية قرب تركيا.

وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع الأحد، أن مركز التنسيق الروسي في سورية تلقى معلومات عن هجوم بالمدفعية الثقيلة على بلدة تل أبيض السورية من أراض تركية. ونقلت عن رئيس مركز التنسيق قوله إن روسيا أجرت اتصالات مع مركز التنسيق الأميركي في العاصمة الأردنية للاستفسار عن الهجوم.

 

هدنة سوريا صامدة “بشكل عام” الجبير يتهم موسكو ودمشق بخرقها

المصدر: (و ص ف، رويترز)

في اليوم الثاني لتنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا، تبادل الاطراف المعنيون اتهامات بارتكاب خروقات، مؤكدين في الوقت عينه استمرارهم في احترام الاتفاق الاميركي- الروسي المدعوم من الامم المتحدة.

وشهدت المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق الذي دخل ليل الجمعة – السبت حيز التنفيذ، حركة نشيطة في الصباح بعد ليل هادئ خلا من القصف والمعارك، فيما أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له وناشطون محليون ان بلدات في شمال سوريا، خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة تعرضت لغارات جوية.

وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الاطراف السوريين من مقره في مطار حميميم بغرب سوريا الجنرال سيرغي كورالينكو انه “خلال الساعات الـ24 الاخيرة سجلت تسعة خروقات لوقف الاعمال العدائية… الا ان وقف النار لا يزال مطبقاً في سوريا بشكل عام”.

ووجه المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تضم طيفاً واسعاً من المعارضة السورية رياض حجاب رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بأن كي – مون اشار فيها الى 24 خرقاً من المدفعية في 26 منطقة مما تسبب بمقتل 29 شخصاً، متهماً “الروس والايرانيين والنظام السوري والميليشيات الاجنبية ومجموعات المرتزقة الحليفة لهم” بارتكاب “أعمال عدائية على رغم دخول الهدنة حيز التنفيذ”.

واتهم ايضاً الطيران الروسي بشن 26 غارة الاحد.

لكن الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط صرح من الرياض بأنه على رغم الخروقات “بشكل عام الوضع أفضل بكثير مما كان سابقاً”.

في واشنطن، دعا مسؤول أميركي كبير الى “اعطاء فرصة” لاتفاق وقف النار على رغم العقبات التي لا تزال “كثيرة”.

 

السعودية

كذلك اتهمت السعودية، التي تدعم المعارضة السورية، الطيران الروسي والسوري بانتهاك الهدنة.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الدانماركي كريستيان ينسن في الرياض: “ثمة اختراقات للهدنة من الطيران الروسي ومن طيران النظام ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا”.

وأضاف: “كما ذكر السيد وزير خارجية الولايات المتحدة (جون كيري) هناك “خطة ب”، اذا اتضح انه لا جدية لدى النظام السوري أو لدى الحلفاء فالخيار الآخر وارد وسيتم التركيز عليه”. وأوضح ان “الحل يشمل سوريا من دون بشار الاسد. لا خلاف على هذا، ولا مساومة على هذا. السؤال: هل يخرج بموجب حل سلمي، والذي يعتبر الافضل والاسرع؟ أم يخرج بموجب حل عسكري؟ الامر يعود له، لكن المنطق واضح وهذه الخيارات هي امامه”.

 

بوغدانوف

ورد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على اشارة وزير الخارجية السعودي الى “الخطة ب” كما نقلت عنه وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة ان “هذا التصريح يتنافى تماماً مع قرارات مجلس الامن… قلنا جميعاً ان لا وجود للخطة ب. علينا ان ننفذ معاً ما قررناه جميعاً”.

ميدانياً، قال الناشط في ريف حلب الشمالي مدير وكالة “شهبا برس” المحلية للانباء مأمون الخطيب ان “الغارات شنتها طائرات روسية واستهدفت مناطق مدنية… طال القصف الجوي فرناً في بلدة دارة عزة عند الصباح”. وتساءل: “ماذا سيفعل مقاتلو النصرة في الفرن؟” وشدد على ان “القصف الروسي يعد خرقا للهدنة التي لم نكن نتوقع نجاحها بحجة ان الروس سيواصلون التذرع بوجود جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الاسلامية لقصف أهداف مدنية ومواقع الثوار”.

 

خريطة المناطق

وأبرز مدير المرصد رامي عبد الرحمن ضرورة “توضيح خريطة المناطق المشمولة بوقف النار ليتسنى التاكد من تطبيقه”.

ونشرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من دمشق ان هذه “الخرائط لا تزال تحظى بصفة السرية”، مشيرة الى “وجود حالات محدودة من الخروقات لم يعلق عليها أحد، باعتبار أن وقف هذه العمليات يحتاج إلى يومين أو ثلاثة أيام لتظهر جديته ومدى التزامه”.

واكد المسلط عدم تلقي المعارضة نسخة عن الخرائط التي اعتمدها راعيا الاتفاق.

وفي اليوم الثاني لبدء تنفيذالاتفاق، نعم سكان مدينة حلب التي تشهد معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام منذ صيف 2012، بهدوء استثنائي استناداً الى مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” في المدينة.

 

مجموعة العمل الدولية

واعتبرت مجموعة العمل الدولية لسوريا برئاسة روسيا والولايات المتحدة السبت ان “الحصيلة ايجابية” بالنسبة الى التقيد بوقف النار في سوريا.

وقال ديبلوماسي غربي شارك في اجتماع مجموعة العمل في جنيف طالباً عدم ذكر اسمه ان “الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا اعتبرت الحصيلة ايجابية بعد مرور الساعات الاولى على بدء العمل بوقف الاعمال العدائية” في سوريا. وأضاف: “سجل وقوع بعض الحوادث”، الا ان الامم المتحدة قالت انه “تم تطويقها”. و”مع ذلك لا بد من انتظار الاحد والاثنين لوضع حصيلة فعلية”.

وكانت مجموعة العمل هذه التي يشارك في اعمالها المبعوث الخاص للامم المتحدة في سوريا ستافان دو ميستورا، اجتمعت الجمعة في جنيف قبل ساعات من بدء العمل بوقف الاعمال العدائية.

 

سوريا في اليوم الثاني للهدنة وتبادل الاتهامات بخرقها واشنطن تدعو إلى إعطاء الاتفاق فرصة على رغم “العقبات

المصدر: (و ص ف، رويترز)

تبادل الاطراف المعنيون في سوريا، في اليوم الثاني لتنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية، اتهامات بارتكاب خروقات، مؤكدين في الوقت ذاته استمرارهم في احترام الاتفاق الاميركي- الروسي المدعوم من الامم المتحدة.

شهدت المناطق الرئيسية المشمولة بالاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ ليل الجمعة – السبت، حركة نشيطة في الصباح بعد ليل هاديء خلا من دوي القصف والمعارك، فيما تعرضت بلدات في شمال سوريا، خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة لغارات جوية.

وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة السورية الذي يتخذ مطار حميميم في غرب سوريا مقراً له الجنرال سيرغي كورالينكو انه “خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة سجلت تسعة خروقات لوقف الاعمال العدائية… لكن وقف النار في سوريا يطبق إجمالاً”.

وتحدثت وزارة الدفاع الروسية عن هجوم على تل أبيض على الحدود مع تركيا. وقالت ان مجموعة من نحو 100 مقاتل عبروا الحدود من تركيا وشنوا هجوماً على الجزء الشمالي من تل أبيض، مضيفة انهم يعملون مع مقاتلين آخرين.

وقال كورالينكو إن “قصفاً مدفعياً من الاراضي التركية دعم نشاطات الجماعات المسلحة”. وإن “وحدات المتمردين الكردية صدت المسلحين واخرجتهم من المدينة صباح 28 شباط”. وأفادت موسكو انها طلبت تفسيراً من الولايات المتحدة التي تقود ائتلافاً ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) تشارك فيه تركيا.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية ان مقاتلي “جبهة النصرة” قصفوا من منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة “المعتدلة” في محافظة اللاذقية وحدة “صقور الصحراء” التي تدعم النظام السوري. وأنه “نتيجة القصف سقط العديد من القتلى والجرحى من مسلحين وسكان محليين”.

وتحدثت عن تعرّض للقصف ست مرات السبت، من مناطق يسيطر عليها معارضون “معتدلون” منها الغوطة الشرقية. و”في الاجمال سجل انفجار 20 لغماً وصاروخاً”، مشيرة الى ان مدنيين قتلا واصيب ثمانية اخرون. وأكدت انه “بناء على طلب من المركز الروسي للمصالحة، لم يرد جنود القوات الحكومية على النار”.

وكشفت ان المركز تسلم قائمة اميركية تتضمن اسماء 69 جماعة مسلحة أكدت استعدادها لالتزام وقف النار.

وقالت إنها ستعلق الغارات الجوية الروسية في “منطقة خضراء” حددت بأنها الأجزاء التي تسيطر عليها الجماعات التي وافقت على وقف العمليات العدائية، وإنها لم تنفذ أي طلعات على الإطلاق السبت دعماً لقرار وقف النار.

 

مسؤول اميركي

في غضون ذلك، دعا مسؤول اميركي كبير الى “اعطاء فرصة” لاتفاق وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ السبت في سوريا على رغم العقبات التي لا تزال “كثيرة”.

ولفت الى ان “التعقيدات قائمة ولا يمكن تجنبها. وحتى في افضل الحالات لم نكن نتوقع ان يتوقف العنف فوراً… في الواقع نحن متأكدون أن المعارك ستتواصل وخصوصاً بسبب تنظيمات مثل تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة” غير المعنيين باتفاق وقف الاعمال العدائية.

وقال: “إنه اتفاق سيكون من الصعب تطبيقه ونعلم ان العقبات كثيرة”، ولكن “ان من مصلحتنا ومن مصلحة الشعب السوري خصوصاً ان نعطي فرصة لهذه العملية. انها فرصة حقيقية للحد من العنف الذي يعانيه الشعب السوري منذ فترة طويلة جداً”.

 

الجبير

وفي الرياض، اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الدانماركي كريستيان ينسن ، روسيا والقوات الجوية السورية بانتهاك وقف الأعمال العدائية في سوريا وقال إن الرياض تبحث في المسألة مع القوى العالمية. وقال إنه ستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن الحكومة السورية وحلفاءها غير جديين في شأن الهدنة.

وأضاف: “إذا مشينا في الهدنة واستطعنا أن ندخل المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في سوريا سنستطيع أن نساهم في إنقاذ عدد كبير من الشعب السوري…إذا ما استطعنا أن نستمر في الهدنة فهناك خيارات أخرى وكما ذكر وزير خارجية الولايات المتحدة هناك خطة باء إذا اتضح أن ما في جدية لدى النظام السوري أو لدى حلفائه فالخيار الآخر وارد وسيكون التركيز عليه. الأمر يعود لبشار وحلفائه. الحل واضح يشمل سوريا من دون بشار الأسد. ما في خلاف ولا مساومة على هذا السؤال. هل يخرج بموجب حل سلمي والذي يعتبر الأفضل والأسرع أم يخرج بموجب حل عسكري الأمر يعود له”.

 

المعارضة

وصرّح الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية صالح المسلط بأن “قوات النظام ارتكبت 15 انتهاكاً لوقف النار السبت، بينها اثنان من حزب الله اللبناني في منطقة الزبداني” غرب دمشق والحدودية مع لبنان.

ولكن على رغم هذه الخروقات “بشكل عام الوضع أفضل بكثير مما كان سابقاً”.

 

دمشق

وفي جانب النظام، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن “تنظيمات إرهابية” أطلقت عشرات قذائف الهاون على بعض المناطق في ريف محافظة اللاذقية الساحلية. ونقلت عن مصدر محلي أن القصف تسبب بسقوط عدد من القتلى والمصابين. وأضافت أن مصدر القصف هو التلال المتاخمة للحدود التركية “حيث ينتشر إرهابيون غالبهم من جبهة النصرة”.

وفي اليوم الثاني لبدء تطبيق الاتفاق، نعم سكان مدينة حلب التي تشهد معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام منذ صيف 2012، بهدوء استثنائي في المدينة. وروى مراسل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان التلاميذ تنقلوا بحرية في الشوارع في طريقهم الى المدارس بعدما كانوا قبل بدء سريان الهدنة يسيرون بحذر لصق الابنية خوفاً من القصف.

وفي حي العزيزية في غرب حلب الذي تسيطر عليه قوات النظام، قال أحد السكان إن “الحركة اعتيادية لكن سقوط القذائف توقف”.

 

دمشق والهدنة.. هدوء وترقب

طارق العبد

منذ بداية الحرب السورية قبل خمس سنوات لم يعرف الناس طعماً للهدوء، بعيداً عن القذائف والقصف والصواريخ اليومية، ليفرض الاتفاق الدولي بوقف الأعمال العدائية نفسه على المشهد في العاصمة دمشق وريفها وسط ترقب وحذر لما سيحدث في الأيام المقبلة .

هكذا حبس الكثير من سكان دمشق أنفاسهم مع ساعات منتصف ليل الجمعة ـ السبت، وسط استنفار إعلامي غير مسبوق توزع ضمن شوارع العاصمة، وعلى محيط الجبهات الساخنة في جوبر وطريق حرستا ودوما، لتمر الساعات الأولى هادئة من دون أي خرق، في مشهد لم يعرفه أبناء الشام منذ خمس سنوات، ولا سيما أن تجربتهم السابقة مع الهُدن كانت مأساوية قبل ثلاث سنوات.

لكن صمت المدافع والهاون لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما سجلت ظهيرة السبت سقوط دفعة من الصواريخ والقذائف على ساحة العباسيين والقصاع وباب توما من دون سقوط ضحايا، وتبين أن مصدرها من جوبر وقلب الغوطة الشرقية التي انشغلت بقضية اعتقال قائد في فصيل «جند الشام» من منزله في جوبر على يد عناصر «فيلق الرحمن» الذي لم يعلق بأي بيان أو تفاصيل على الحادثة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية ان دمشق تعرضت للقصف ست مرات السبت، مضيفة أن الهجوم مصدره مناطق يسيطر عليها معارضون «معتدلون» منها الغوطة الشرقية. وتابعت «في الإجمال تم تسجيل 20 انفجاراً بين لغم وصاروخ» مشيرة الى أن مدنييْن قُتلا وأصيب ثمانية.

وذكرت الوزارة أنه «بناءً على طلب من المركز الروسي للمصالحة، لم يرد جنود القوات الحكومية على النار».

وباستثناء الصواريخ التي تساقطت ظهر أمس الأول، مر اليوم واليوم التالي بسلام ومن دون أي خروقات تذكر، فيما عاشت شوارع دمشق حركة عادية مع تفاؤل حذر بما ستحمله الأيام الباقية من الهدنة.

أجواء التفاؤل هذه ينقلها صالح (29 سنة ـ طبيب)، الذي اعتاد المرور في ساحة العباسيين برغم القذائف اليومية في المنطقة والتي لا تعرف وقتاً محدداً. ويقول «اعتدت رؤية الإصابات المتكررة في القصاع وباب توما، حيث يصل الجرحى إلى قسم الإسعاف. قد أكون بسيطاً، لكني أتفاءل بالهدنة، علّها توقف حجم الإصابات التي تصلنا يومياً وتخفف من معاناة كثيرين».

بدوره، يعتبر محمد (35 سنة ـ مهندس) أن لا ثقة بالمجموعات المسلحة ولا بداعميهم، وإن كان هناك 96 مجموعة مسلحة اتصلت بالقاعدة الجوية الروسية، وأبلغتهم الموافقة، فإن عدداً أكبر لا يزال يرفضها، وفي مقدمتهم «جبهة النصرة». ويستعيد ابن حي الزاهرة جنوب دمشق مشهد الهدنة أيام عيد الأضحى في العام 2012، حين انفجرت سيارة في حديقة ألعاب للأطفال، تبعها سقوط عدة صواريخ، وكل هذا مع إعلان المسلحين التزامهم بالهدنة.

حالة التشاؤم التي يعبّر عنها محمد تنسحب على مريم. فالموظفة الأربعينية فقدت اثنين من أقربائها برصاص القنص على طريق حرستا منذ عام، برغم ما تقول إنه هدنة غير معلنة على الطريق الدولي. وتقول «منذ سنتين وقّعوا اتفاقاً للهدنة في برزة، لكن عدة قنابل صوتية وعبوات انفجرت في عش الورور ومساكن برزة المجاورين. لا أستطيع أن أعبّر عن ارتياحي للهدنة الجديدة، ولكن ربما هذه المرة تختلف الأجواء بسبب قرار دولي كما يقولون».

ومقابل الآراء التي تشير إلى قلق من الهدنة ثمة آخرون يعبّرون عن تفاؤل أكثر بالاتفاق، خاصة أن الوضع الميداني في دمشق يرجح لمصلحة الجيش والقوات الرديفة كما يعبّر عن ذلك مازن (48 سنة ـ موظف). فابن منطقة صحنايا يرى أن المشهد بات أقرب لسيطرة الجيش، ولا خطر يحيط بالعاصمة منذ أكثر من سنتين بعد إحكام الحصار على جنوب العاصمة والغوطة الشرقية، ولعل الهدنة الأخيرة تساهم في الحد من سقوط قذائف الهاون وصواريخ «الكاتيوشا»، خاصة في مناطق تعرضت للكثير من هذه الهجمات.

 

تشويش تركي ـ سعودي وتبادل تنسيق عملاني روسي ـ أميركي

الغارات الأولى ترسم ملامح خريطة الهدنة السورية

عبد الله سليمان علي

لا حدود واضحة لـ«المنطقة الخضراء» في سوريا، وما زال الغموض يلف الكثير من التفاصيل المرتبطة بالهدنة، التي بدأت بالسريان اعتباراً من ليل الجمعة – السبت.

من هي الفصائل التي انضمت إلى الهدنة؟ وما هي المناطق التي تسري عليها؟ وما هي المعايير المتبعة للتمييز بين الخروقات والعمليات العسكرية المسموح بها، وغيرها من الأمور الأخرى؟

لكن يبدو أن الغطاء الروسي – الأميركي فرض نفسه على جميع الأطراف، مثبتاً أنه أقوى من جميع هذه التفاصيل الغامضة، فلم يتأثر سريان الهدنة بها، بل على العكس لاقت الهدنة خلال الساعات الأولى من تطبيقها ارتياحاً دولياً قلّما تحظى به مسألة من مسائل الأزمة السورية.

ومع ذلك لا يمكن تجاهل أن الغموض القائم ترك المجال مفتوحاً أمام أطراف الحرب السورية لتبادل الاتهامات ضد بعضهم بعضاً، حول ارتكاب خروقات لمبدأ «وقف العمليات العدائية»، وهو ما يثير مخاوف من احتمال اتخاذ أحد الأطراف هذه الاتهامات ذريعة لوأد الهدنة في أي وقت يشاء.

وقال رئيس المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا الجنرال سيرغي كورالينكو إن المركز سجل 9 خروقات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكنه أكد أن وقف إطلاق النار صامد صمودا كبيرا. وأشار إلى أن مقاتلي «جبهة النصرة» قصفوا من منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة «المعتدلة» في محافظة اللاذقية وحدة «صقور الصحراء»، ما أدى إلى «سقوط الكثير من القتلى والجرحى من مسلحين وسكان محليين».

وفي الرياض، أعلن المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط أن «قوات النظام ارتكبت 15 انتهاكا لوقف إطلاق النار السبت، بينها اثنان من قبل حزب الله اللبناني في منطقة الزبداني».

وأعلنت موسكو أن المركز تسلم قائمة أميركية تتضمن أسماء 69 جماعة مسلحة أكدت استعدادها للالتزام بوقف إطلاق النار، فيما دعا مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى «إعطاء فرصة» لاتفاق وقف الأعمال العدائية رغم العقبات التي لا تزال «كثيرة»، مضيفاً «حتى في أفضل الحالات لم نكن نتوقع أن يتوقف العنف على الفور».

والاتفاق بين الروس والأميركيين على مبدأ الهدنة، وعدم شمول «جبهة النصرة» و «داعش» بها، لم يتوّج باتفاق على خرائط تفصيلية للمناطق المشمولة بها. وهو ما يعني أن مدة الأسبوعين، التي تشكل عمر الهدنة المبدئي، لن تكون اختباراً لإمكان صمود الهدنة وحسب، بل ستكون فترة تجريبية تهدف إلى توسيع إطار الهدنة واستقطاب المزيد من الفصائل إليها، على أن يتم، خلال ذلك، رسم حدود «المنطقة الخضراء» عمليا على أرض الواقع، وذلك من خلال الغارات الجوية التي تجددت في بعض المناطق في اليوم الثاني من الهدنة، ولكن ليس على سبيل خرق الهدنة، كما استعجل العديد من النشطاء واتهموا الطائرات به، بل على سبيل التأكيد أن المناطق المستهدفة تعد خارج الهدنة، وفي ذلك رسالة واضحة إلى بعض الفصائل بأنه لا مصلحة لها في مجاورة معاقل التنظيمين اللذين تم استثناؤهما من الهدنة، وخاصة «جبهة النصرة» التي يتداخل انتشارها مع انتشار الفصائل الأخرى تداخلا كبيرا.

ولا يعني ذلك أن الأمر نهائي، بل سيبقى خاضعاً للتجاذب الروسي – الأميركي، ريثما يجري الاتفاق على خريطة واحدة تحدد بوضوح المناطق المشمولة أو غير المشمولة بالهدنة. وفي حال عدم الاتفاق سيكون ذلك مؤشراً على إمكان فشل الهدنة.

ومن الملاحظ أن خريطة توزع القصف، أو عمليات الاشتباك المحدودة، خلال اليومين الماضيين، والتي حاول النشطاء المعارضون توثيقها باعتبارها خرقاً للهدنة، لم تشمل إلا مناطق فيها «جبهة النصرة» إلى جانب فصائل أخرى. ففي بالا في الغوطة الشرقية تشترك «جبهة النصرة» مع «جيش الإسلام» وغيره من الفصائل في تشكيل «غرفة عمليات المرج المشتركة». وفي ريف حماه الجنوبي ذكر النشطاء أن قرية حر بنفسه تعرضت لغارات جوية. ومن المعلوم أن «جبهة النصرة» تتواجد في جميع أرجاء المنطقة، وكان لها دور في تفجير معمل البشاكير لعرقلة تقدم الجيش السوري، الأسبوع الماضي.

أما في جبل الأكراد بريف اللاذقية، فلا يقتصر التواجد على «جبهة النصرة»، بل توجد أيضاً فصائل «القوقازيين» و «التركستانيين». وكذلك الأمر بالنسبة إلى ريف حلب الغربي، الذي قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن طائرات لم تتضح هويتها قصفت ست بلدات فيه، فتواجد «جبهة النصرة» في ريف حلب الغربي ليس بحاجة إلى دليل، لأنه الريف نفسه الذي شهد إبادة «حركة حزم» من قبل «النصرة» في العام الماضي.

وعليه، لن يكون من السهل على الجهة التي تعتبر القصف فوق هذه المناطق خرقاً للهدنة، إثبات ذلك. لأن اتفاق الهدنة يستثني «جبهة النصرة» من مفاعيله، وبالتالي لا يعد قصف معاقلها بمثابة خرق له.

وقد غابت محافظة إدلب في الشمال السوري، والتي تقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة «جيش الفتح»، عن قائمة الاستهداف الجوي، بالرغم من أن موسكو لا تعتبرها مشمولة بالهدنة بحسب «خريطة عملياتية» بعثت بها إلى وزارة الدفاع الأميركية، وفق تقارير إعلامية. كما غابت كل من درعا والقنيطرة في المنطقة الجنوبية، وكذلك مدينة حلب وريفها الشمالي المحاذي للحدود التركية. وعدم استهداف معاقل «جبهة النصرة» في هذه المناطق لا يعني تراجعاً في الموقف الروسي، بقدر ما يشير إلى أن استمرار القصف مرتبط بالعمليات العسكرية التي كانت قائمة قبل الهدنة، ولا يقتضي سريان الهدنة إيقافها.

في المقابل، لم تظهر أية مؤشرات على نية الولايات المتحدة تصعيد غاراتها الجوية ضد «داعش» ومناطق انتشاره خلال فترة الهدنة. فلم تشهد المدن التي يسيطر عليها التنظيم أية طلعات جوية، باستثناء بعض الغارات لطائرات التحالف التي ساهمت في منع «انغماسيي» التنظيم من السيطرة على مدينة تل أبيض، إثر هجوم تمكنوا خلاله من اقتحام البلدة والسيطرة على بعض أجزائها، فيما أعلن الجنرال كورالينكو أن المركز حصل على معلومات تفيد بهجوم مقاتلين من «داعش» من الأراضي التركية، بدعم من المدفعية التركية، على مدينة تل أبيض السورية، مشيراً إلى أنه طلب إيضاحاً من المركز الأميركي في عمان، بشأن القصف التركي.

وعمت حالة من الهدوء كل معاقل التنظيم الرئيسية، وخاصة مدينة الرقة ومدن ريف حلب الشرقي الخاضعة لـ «فيتو» تركي.

واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، روسيا والسلطات السورية بخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية. وقال، في مؤتمر صحافي مع نظيره الدنماركي كريستيان جنسن في الرياض، إن «الالتزام بالهدنة مؤشر مهم بالنسبة لجدية النظام السوري بالوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية». وأضاف «كما ذكر وزير خارجية الولايات المتحدة (جون كيري) هناك خطة ب، إذا اتضح انه لا جدية لدى النظام السوري أو لدى الحلفاء فالخيار الآخر وارد وسيتم التركيز عليه». وأضاف «الحل يشمل سوريا من دون بشار الأسد. لا خلاف على هذا، ولا مساومة على هذا. السؤال: هل يخرج بموجب حل سلمي، وهو يعتبر الأفضل والأسرع، أم يخرج بموجب حل عسكري؟ الأمر يعود له، ولكن المنطق واضح وهذه الخيارات هي أمامه».

ورد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على إشارة الجبير إلى «الخطة ب»، موضحاً أن «هذا التصريح يتنافى تماماً مع قرارات مجلس الأمن الدولي». وقال «قلنا جميعا إن لا وجود للخطة ب. علينا أن ننفذ معا ما قررناه جميعا». وأشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية والبنتاغون يتعاونان في رصد تنفيذ قرار وقف الأعمال العدائية.

واعتبر نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أق دوغان، في كلمته أمام البرلمان التركي، أن وقف الأعمال العدائية «لا يشمل منظمات إرهابية، كمنظمتي الحزب الديموقراطي ووحدات حماية الشعب (الكردية السورية) فهما منظمتان إرهابيتان بالنسبة لنا، ونمتلك الحق في الدفاع عن أمننا القومي في إطار قواعد الاشتباك».

 

بان كي مون: الهدنة صامدة في سوريا

أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم الاثنين، أن وقف الأعمال القتالية في سوريا متماسك إلى حد كبير، والقوى الكبرى والإقليمية تتابع بعض الحوادث التي يؤمل أن يتم احتوائها. في حين تعقد “المجموعة الدولية لدعم سوريا” اجتماعا في جنيف، عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، لمراجعة تطبيق اتفاق إطلاق النار، بدعوة من فرنسا.

وقال بان كي مون للصحافيين في جنيف، بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: “بشكل عام يصمد وقف الأعمال القتالية حتى على الرغم من وقوع بعض الحوادث.”

وأضاف “لكن مجموعة العمل والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سوريا يحاولون الآن ضمان ألا يمتد أكثر و(ضمان) استمرار وقف الأعمال القتالية.”

وفي هذا السياق، قال الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي” ينس ستولتنبرغ، إن “الهدنة الهشة في سوريا متماسكة بدرجة كبيرة في ما يبدو، لكن الحلف قلق من الحشد العسكري الروسي في سوريا”.

وأضاف ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في الكويت “رأينا بعض التطورات المشجعة على أن وقف إطلاق النار متماسك بدرجة كبيرة، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار.”

وتابع  “نحن قلقون من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سوريا بقوات برية وقوات بحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط وقوات جوية تشن ضربات.”

في غضون ذلك، تعقد “المجموعة الدولية لدعم سوريا” اجتماعا في جنيف، استجابة للطلب الفرنسي لبحث تقارير تتحدث عن وقوع انتهاكات لاتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت للصحافيين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: “تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.”

وأضاف “كل هذا يحتاج إلى تحقق. لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة بالإشراف على وقف الأعمال القتالية من دون تأخير.”

وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس وفد التفاوض التابع لـ”الهيئة العليا للتفاوض” المدعومة من السعودية أسعد الزعبي، أن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت، أصبح يواجه “إلغاء كاملا” بسبب هجمات من جانب الجيش السوري، انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا.

وقال الزعبي لتلفزيون “العربية الحدث” إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت “انهارت قبل أن تبدأ”، مضيفاً “نحن لسنا أمام خرق للهدنة…نحن أمام إلغاء كامل للهدنة.”

وأشار إلى أن “المعارضة لديها بدائل عدة لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك”، قائلاً: “أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماما في كل الاختبارات..عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام (السوري)”.

وأضاف “لا تبدو أي مؤشرات لتهيئة بيئة” لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من آذار.

من جهة ثانية، أكدت الحكومة السورية، اليوم أن وزير خارجية السعودية عادل الجبير يحاول إحباط اتفاق وقف “الأعمال القتالية” في سوريا.

ونقلت “وكالة الأنباء السورية” (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله، إن “تصريحات الجبير عن خطة بديلة في ما يتعلق بالتطورات الحالية في سوريا مجرد محاولة لإحباط وقف الأعمال القتالية”.

واعتبر أن “تصريحات الجبير تمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2268 ومحاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية، وجرعة كاذبة لرفع معنويات أدواته المنهارة في سوريا ومقدمة لنسف جهود الحل للأزمة”.

(“سانا”، روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)

 

أردوغان: وقف إطلاق النار لا يشمل سوريا بالكامل

أنقرة- (رويترز): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إن وقف إطلاق الذي أعلن في سوريا الأسبوع الماضي يشمل ثلث البلاد فقط وإنه يأمل في توسعته ليشمل سوريا بالكامل.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك في أبيدجان مع رئيس ساحل العاج حيث يقوم بزيارة رسمية لغرب أفريقيا إن الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سوريا. وجرى بث المؤتمر الصحفي على الهواء مباشرة في تركيا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق اليوم إن اتفاق وقف الاقتتال متماسك إلى حد بعيد برغم بعض الحوادث التي يأمل في احتوائها.

 

مروحيات النظام السوري تُغير على قرى في ريف اللاذقية

هطاي- الأناضول: أغارت مروحيات النظام السوري الاثنين، بالبراميل المتفجرة على عدد من القرى الواقعة على الخط الفاصل بين محافظتي اللاذقية وإدلب.

وحسب مصادر محلية، تحدثت للأناضول، فإنّ “مروحيات النظام استهدفت قرى الناجيّة، وكندّة، وميراندا، الواقعة على أطراف جبل الأكراد بريف اللاذقية”.

وأوضحت المصادر أنّ “غارات النظام على القرى الواقعة شمالي جبل الأكراد، خلفت عدداً من الجرحى”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وتواصل قوات النظام السوري هجماتها على منطقة بايربوجاق ومحيطها بريف اللاذقية الشمالي، منذ بدء سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية بسوريا، في 27 فبراير/ شباط الجاري.

 

أكثر من 150 ألف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ بدء النزاع

جنيف- (أ ف ب): اعلن نائب رئيس الوزراء التركي لطفي الوان الاثنين أن اكثر من 150 الف طفل سوري ولدوا في تركيا منذ بدء النزاع في سوريا ملقيا الضوء على العبء الانساني الذي تواجهه انقرة.

وقال خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس حقوق الانسان لدى الامم المتحدة في جنيف ان تركيا “تبذل اقصى جهودها لتحمل قسم كبير من الكارثة الانسانية” التي سببها النزاع في سوريا المستمر منذ اكثر من خمس سنوات.

واضاف أمام المجلس ان “عدد الاطفال السوريين الذين ولدوا في تركيا بلغ حوالى 152 الفا” بحسب نسخة عن خطابه لافتا الى ان بلاده تستقبل ايضا اكثر من 2,7 مليون لاجىء سوري، اي اكثر من اي دولة اخرى مجاورة لسوريا.

وواجهت انقرة انتقادات متكررة من المجموعة الدولية لعدم بذل جهود اضافية في مواجهة ازمة هجرة السوريين بعدما اضطر اكثر من نصف السكان الى ترك منازلهم بسبب المعارك.

وكرر المسؤول التركي دعوته الاثنين الى دول العالم بما يشمل الغرب “للتحرك بموجب مبادئ تقاسم الاعباء” في الازمة الانسانية السورية.

 

انخفاض ملحوظ بحصيلة القتلى في سوريا منذ سريان الهدنة

بيروت- (أ ف ب): انخفضت حصيلة القتلى في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بشكل ملحوظ منذ بدء تطبيق وقف الاعمال العدائية بموجب اتفاق امريكي روسي تدعمه الامم المتحدة، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.

واحصى مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس مقتل “عشرين شخصا من مدنيين وجنود ومقاتلين السبت، في اليوم الاول لبدء سريان الهدنة، مقابل مقتل عشرين اخرين الاحد”.

وقال إن حصيلة اليومين الاخيرين تأتي بعد “مقتل 144 شخصا الجمعة يتوزعون بين سبعين جنديا و36 مدنيا و38 من الفصائل المقاتلة” عشية بدء تطبيق وقف اطلاق النار.

ويأتي انخفاض اعداد القتلى بعد سريان الهدنة مقارنة مع 120 قتيلا يوميا كمعدل وسطي خلال شهر شباط/ فبراير في المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

ولا تتضمن حصيلة السبت والاحد، القتلى في صفوف جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والمستثناة الى جانب تنظيم الدولة الاسلامية من اتفاق وقف الاعمال العدائية.

ومن شأن تحالف جبهة النصرة مع فصائل مقاتلة في مناطق سورية عدة تطبيق وقف اطلاق النار تعقيد الامور.

 

دخول مساعدات إلى مدينة سورية محاصرة للمرة الأولى منذ سريان الهدنة

دمشق- (أ ف ب): دخلت قافلة مساعدات الاثنين إلى مدينة معضمية الشام التي يحاصرها الجيش السوري في ريف دمشق، للمرة الاولى منذ سريان وقف الاعمال العدائية بموجب اتفاق روسي اميركي تدعمه الامم المتحدة، وفق ما اعلن الهلال الاحمر السوري.

وقال عضو المركز الاعلامي في منظمة الهلال الاحمر العربي السوري مهند الاسدي لوكالة فرانس برس ان “عشر شاحنات محملة بالمواد الاغاثية دخلت اليوم إلى معضمية الشام للمرة الاولى منذ سريان الهدنة”، مشيرا الى ان 41 شاحنة اخرى ستدخل تباعا الى المدينة في وقت لاحق الاثنين.

وتتضمن المساعدات موادا غير غذائية من اغطية ولوازم صحية وصابون ومسحوق غسيل قدمتها منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتعد هذه القافلة التي شارك في ادخالها 25 متطوعا من الهلال الاحمر، الثالثة إلى معضمية الشام خلال اسبوعين ليصل عدد شاحنات المساعدات المقدمة خلال الشهر الحالي الى 140 وذلك “بفضل التسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية” وفق الاسدي.

واستنادا إلى دخول قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ السبت، أكد منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في سوريا يعقوب الحلو الأحد ان الامم المتحدة تعتزم “في الايام الخمسة المقبلة ادخال مساعدات الى حوالى 154 الف شخص في مدن محاصرة”، مذكرا بأن المنظمة الدولية تنتظر الحصول على الضوء الاخضر من الاطراف المتقاتلة “لمساعدة حوالى 1,7 مليون شخص يقطنون في مناطق يصعب الوصول اليها”.

واشار إلى أن المنظمة الدولية تعتزم “ارسال مساعدات اعتبارا من الاثنين والايام التالية الى مدينة معضمية الشام” التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في ريف دمشق وتحاصرها قوات النظام.

وتحاصر قوات النظام السوري معضمية الشام منذ مطلع العام 2013 قبل ان يتم التوصل الى هدنة بعد نحو عام، ما ادى الى تحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها.

لكن الامم المتحدة اعادت تصنيفها بـ”المحاصرة” الشهر الماضي بعد تشديد الجيش السوري الحصار ورصدها وفاة ثمانية اشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.

وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الاطراف المتنازعة، اذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 الف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري او الفصائل المقاتلة او تنظيم الدولة الاسلامية، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق “يصعب الوصول” اليها 4,6 ملايين نسمة.

وأسفر النزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات عن مقتل 270 ألف شخص وتهجير اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

 

روسيا والمعارضة السورية تتبادلان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار

مقتل أكثر من 180 شخصا خلال اليوم الأول للهدنة

عواصم ـ وكالات: تبادلت روسيا والمعارضة السورية، أمس الأحد، الاتهامات بانتهاك اتفاق الهدنة في سورية، إلا أن البلاد ظلت هادئة إلى حد كبير في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار الجزئي.

وقال أحمد رمضان، المتحدث باسم الائتلاف الوطني المعارض، إن القوات الحكومية انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أمريكية روسية في 36 منطقة.

وأوضح رمضان أن القوات الروسية كانت مسؤولة عن اثنين من الانتهاكات، بما في ذلك ثماني غارات جوية على قرية بالقرب من مدينة حماة في وسط سوريا.

وتابع أن القائمة لم تتضمن العنف في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» أو «جبهة النصرة»، حيث تم استثناء التنظيمين من شروط الهدنة، على الرغم من أن النصرة تحارب إلى جانب بعض الجماعات المتمردة المعتدلة، والتي انضم الكثير منها إلى اتفاق الهدنة.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الغارات الجوية الروسية استهدفت ثماني مناطق أمس الأحد، معظمهم قرب مدينة حلب الشمالية.

وفي الوقت نفسه، قالت موسكو، الحليف المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد إنها سجلت تسعة انتهاكات للهدنة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء تاس الرسمية.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى قصف في شمال غربى سوريا، حيث تم الإبلاغ عن اشتباكات بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية المدعومة من روسيا طوال يوم أول أمس السبت.

وكشف المرصد السوري عن أن أكثر من 180 شخصا قتلوا في اليوم الأول لوقف إطلاق النار الجزئي، أكثر من نصفهم في هجوم على تل أبيض والبلدات والقرى المجاورة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت في وقت سابق أمس أن «المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا أبلغ بأن وحدات مسلحة شنت هجوما من الأراضي التركية على مدينة تل أبيض السورية».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن المركز مطالبته نظيره الأمريكي، ومقره عمان، بموافاته بتوضيحات عن قصف أراض سورية من الجانب التركي.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي مستورا قد قال في وقت سابق إن محادثات السلام السورية ستعقد في 7 آذار/ مارس المقبل إن صمد وقف إطلاق النار الذي بدأ منتصف ليل الجمعة/ السبت بتوقيت دمشق.

وقال دي ميستورا «على افتراض أن وقف الأعمال العدائية سيصمد إلى حد كبير، إن شاء الله، واستمر وصول المساعدات الإنسانية بدون انقطاع، اعتزم استئناف المحادثات السورية يوم الاثنين الموافق 7 آذار/ مارس».

هذا وانسحب تنظيم «الدولة» من نقاط سيطر عليها السبت، في مدينة تل أبيض وبلدة سلوك، ومحيطهما بريف الرقة الشمالي (شمال سوريا)، وذلك بعد قصف عنيف من طائرات التحالف على أماكن تمركز مقاتلي التنظيم في البلدة والمدينة ومحيطهما.

وأوضحت مصادر محلية، أن قصف التحالف مكّن مقاتلي «ب ي د» من استعادة السيطرة على الأجزاء التي سيطر عليها التنظيم في مدينة تل أبيض وبلدة سلوك، إلى جانب استعادتها السيطرة على قريتي عين عاروس وحمام التركمان جنوب تل أبيض.

وأضافت المصادر أن قصف التحالف أسفر عن وقوع عدد من القتلى من التنظيم، إلى جانب 7 مدنيين سقطوا باستهداف التحالف لمنزل بجانب المركز الثقافي بتل أبيض والذي تمركز فيه مقاتلو داعش بعد اقتحامهم للمدينة.

وكان تنظيم «الدولة» شنّ هجوماً مباغتاً على تل أبيض وريفها السبت، وخاض اشتباكات عنيفة مع منظمة «ب ي د» أسفرت عن وقوع عدد كبير من القتلى بين مقاتلي المنظمة.

 

النظام يستمر في عملياته العسكرية في ريف اللاذقية بحجة ضرب «النصرة»… وناشطون: الهدنة لم تطبق إلا ساعة واحدة فقط

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: قبل شهرين من الآن وبالتحديد عند رأس السنة الميلادية، انتظر جنود النظام الساعة 12 ليلاً إيذاناً بدخول سنة جديدة، حينها لم يتركوا نوعاً من أنواع الأسلحة إلا وقاموا بتجربته ضد مقاتلي المعارضة المعتدلين، وتكررت هذه الحالة مراراً، لكن هذه المرة بعد بدء الهدنة التي تحدث عنها الثنائي (كيري- لافروف) حيث زادت وتيرة قصف قوات النظام باتجاه مناطق سيطرة المعارضة بعد الساعة الأولى لسريان الهدنة، وكأننا على مشارف عملية عسكرية كبرى كما وصفها المحامي «رحال» القاطن على الحدود التركية في بلدة يايلاداغ، وقال في تصريح خاص لـ «القدس العربي» «اعتقدت للوهلة الأولى أن هناك هدنة أو وقفاً لإطلاق النار، لكن لم يكن ذلك في ريف اللاذقية، بل كانت أصوات القصف تهز منازلنا في الجانب التركي، ولم تهدأ حتى الساعة الرابعة صباحاً، لم يكم بمقدوري النوم أبداً لشدة التفكير بالحالة التي وصلنا إليها».

استمر النظام السوري في عمليته العسكرية حتى سيطر على بلدات نوارة، والصراف وتلالها، وتلال قرية البيضاء، في حين حاولت قوات المعارضة التصدي لقوات النظام، لكن الأخير اتبع سياسة الأرض المحروقة خلال التمهيد الناري، مما تسبب بمقتل خمسة من مقاتلي المعارضة التابعين للجيش الحر كان أبرزهم «أكرم كوجك» قائد كتيبة السلطان مراد التابعة للجيش الحر . فيما أكد ناشطون من المنطقة أن عدد ساعات تطبيق الهدنة لم يتجاوز الساعة في اليوم الأول، إلا أن تركيز وسائل الإعلام على خروقات النظام كان لها أثر كبير في منعه من الاستمرار في ذلك، لا سيما مع بدء اليوم الثاني من الهدنة.

الطيران الحربي أيضا شن غارات عديدة على قرى الناجية، وكندة، وألقى ستة صواريخ فراغية على الأبنية السكنية في هذه البلدات، التي نزح أهلها بعيد التدخل الروسي، وأشار «أحمد» أحد مقاتلي المعارضة، إلى نية النظام الاستمرار والتقدم بحجة محاربة «جبهة النصرة»، عبر التنصت على أجهزة اللاسلكي التي يتحدث عبرها مقاتلو النظام وضباطه، حيث يصنفون المعارضين جميعاً في خانة واحدة، وهي خانة «الإرهابين». ولا يرى أحمد أي أمل قريب بوقف عمليات النظام الذي باعتقاده أنه أصبح شريكاً مهماً لدول الغرب، الذين ما لبثوا يستغلون أي فرصة لاتهامه بالمجازر أمام الكاميرات، ويسهلون وصول الأسلحة له حسب وصفه.

النازحون هم الأضعف والأكثر تأثراً فيما يجري بريف اللاذقية، وتحولوا إلى ما يشبه البدو الرحل، فالخيام الجديدة في قرية الصفيات تركها أهلها هرباً من قصف النظام إلى الداخل السوري، بانتظار أن يصبح لديهم خيام غيرها، وأصبح حلمهم أن تكون لديهم خيمة في مكان آمن.

حفلت مناطق المعارضة خلال اليوم الأول ربما بساعة واحدة فقط من الهدنة لم تطلق فيها أي من الرصاصات، ذلك بعد أن كثف الناشطون من اتهام النظام السوري بالخرق الواضح في المنطقة، كما تشير الساعات الأولى من اليوم الثاني للهدنة إلى حالة من الهدوء يمكن وصفه بالحذر في مناطق الاشتباك في ريف اللاذقية، حيث تحولت قوات المعارضة بعيد التدخل الروسي إلى الدفاع، قبيل الهدنة من المتوقع أن تكون هي المستفيد الأول لإعادة ترتيب أوراقها وصفوفها، فهي في وضع لا يحسد عليه، لكن معظم المقاتلين يبدون خشية واضحة من الإستفادة الأكبر لقوات النظام في استكمال عملياته العسكرية التي اجتازت الحدود المتوقعة لها، وبات النظام لديه هاجس كبير بقدرته على استعادة السيطرة على كل سوريا.

 

الشرطة السويدية تلقي القبض على أحد «شبيحة» النظام السوري في ستوكهولم

محمد البلوط

ستكهولم ـ «القدس العربي»: وصل عدد كبير من اللاجئين إلى السويد حيث قارب عددهم لأكثر من 160 ألف طالب لجوء خلال عام 2015 وحده فقط وغالبيتهم من السوريين. وبدأت مخاوف السلطات السويدية تزداد من تدفق مجرمي حرب وإرهابيين قدموا عن طريق اللجوء وتخفوا بين طالبي اللجوء الفارين من الصراع والقتل الدائر في الشرق الأوسط.

إلقاء القبض على «الشبيح» محمد العبد الله جاء بعد نشر تقرير على القناة السويدية الرابعة، والتي عرضت صوراً لـ»الشبيح» وهو بالزي العسكري التابع لقوات النظام السوري ويقوم بـ «الدعس» على جثث تابعة لأشخاص مدنيين تم قتلهم. الصحافية «كريستينا» في التلفزيون السويدي قامت بإعداد التقرير بعدما تواصلت مع نشطاء سوريين قاموا بنشر صور للمجرمين المتواجدين داخل أوروبا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت في تقريرها صوراً تثبت وجود «الشبيح» داخل السويد في ستكهولم تحديداً ويظهر في الصورة وخلفه البانوراما المتواجدة في المدينة، مما جعل الشرطة السرية السويدية تتمكن من معرفة مكان الشخص والتعرف على هويته وإلقاء القبض عليه.

وفي لقاء خاص لـ»القدس العربي» مع الناشط بلال أبو عمر الذي ساعد في نشر معلومات عن «الشبيح» حدثنا عن أهمية نشر مثل هذه المعلومات عن أشخاص قاتلوا في سوريا، لتتمكن السلطات الأوروبية من إيقافهم، لكي لا يشكلوا خطراً على وجود اللاجئين في السويد والدول المتواجدين فيها.

من جهتها قررت المحكمة الابتدائية السويدية سجن الشبيح السوري محمد العبد الله من مواليد طرطوس (30 عاماً) حيث وجهت له تهمة الانتهاك الجسيم للقانون الدولي، وارتكاب جرائم حرب خطيرة في سوريا.

وقالت مصادر في ستكهولم أن العديد من المجرمين يتخفون بين اللاجئين بحجة طلب اللجوء، لكن الشرطة السويدية ستعمل على التعرف عليهم وإلقاء القبض على العديد منهم، وهذا الإجراء زاد من مخاوف هؤلاء المجرمين ومغادرة بعضهم السويد.

 

أعضاء من المجلس الوطني الكردي يتهمون «الاتحاد الديمقراطي» بخلق قتال عربي ـ كردي

عضو في الهيئة العليا للمفاوضات: الأسد لن يلتزم بالهدنة

ياسين رائد الحلبي

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: قال عضو المجلس الوطني الكردي بشار عبد الحكيم إنّ حزب الاتحاد الديمقراطي «بي واي دي» الذي يترأسه صالح مسلم هو جزء من المنظومة الأمنية للنظام السوري، ويهدف إلى خلق صراع عربي ـ كردي، ويسعى لمنع الكرد عن المشاركة في الثورة السورية، حيث يعمل هذا الحزب على التجنيد الإجباري للشباب الأكراد في مناطق نفوذه، وهم مغرر بهم من قبل الحزب، على حد قوله.

وأضاف عضو الائتلاف السوري لقوى المعارضة عبد الحكيم بشار في تصريح لـ «القدس العربي»، «منذ بداية الثورة والاتحاد الديمقراطي يمارس العنف كوسيلة رئيسية للتعامل مع المجلس الوطني الكردي، فاغتال العديد من القادة الكرد أمثال مشعل التمو، ونصر الدين برهك، وكذلك العشرات من النشطاء، واختطف قادة آخرين مثل بهزاد دورسن، ويعتقل يومياً المناضلين من الأحزاب والنشطاء والفعاليات السياسية والثقافية والشبابية كافة التي تتميز بنشاط وفعالية تقلق الاتحاد الديمقراطي».

وحول العمليات العسكرية لوحدات حماية الشعب الكردية قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري لقوى المعارضة وعضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردي في سوريا فؤاد عليكو «لم تأت هذه التحركات من فراغ، فمن الواضح أنّ هناك تنسيقاً بينهم وبين روسيا بشأن العمليات العسكرية واستثمار القصف الروسي للتمدد في مناطق الجيش الحر خاصة، والنظام لا يملك القوة العسكرية الكافية للوصول إلى هذه المناطق البعيدة عن مناطق تمركز قواته».

وتابع في تصريح لـ «القدس العربي»: لم يعد سراً التنسيق الحاصل بين قوات حزب الاتحاد الديمقراطي وروسيا والنظام، وقد عبّر عن هذا التنسيق قيادة النظام وعلى أرفع المستويات بمن فيهم بشار الأسد، ومن المؤسف القول إنّ هذا التعاون لا يصب في المصلحة بقدر خلقه العداوة بين الكرد ومكونات الثورة السورية من العرب والتركمان والمتاخم للجغرافية الكردية.

وأشار عليكو إلى أنّ امتداد هذه العمليات العسكرية يجعل الأكراد في مدينة حلب في وضع حرج جداً نتيجة تمدد الصراع إلى تلك الأحياء ذات الأغلبية الكردية مثل الشيخ مقصود، والمستفيد الأول من هذا الصراع هو النظام وأعوانه فقط.

وعن وقف الإعمال العدائية المزمع تطبيقها في سوريا قال عبد الحكيم بشار باعتباره عضواً في الهيئة العليا للمفاوضات أن هذه الهدنة لن يلتزم بها النظام السوري لسببين، الأول أنّ الهدنة قد تمهد لمفاوضات جادة للحل السياسي، وهذا ما يرفضه النظام لأن نظام حكمه قائم على العنف، والسبب الثاني انّ النظام لا يملك السيادة والقيادة على المليشيات الشيعية في سوريا، والتي تقاتل الثوار والثورة وهي تتحرك بمعزل عن النظام إضافة إلى أنها جاءت إلى سوريا لتبقى فيها لذلك لن تلتـزم بالـهدنة.

وأضاف «الانتقال السياسي في النهاية سيحصل، لأن حتى حلفاء الأسد سيصلون لقناعة تامة بأنّه من المستحيل بقاء الأسد لفترة طويلة ، ولذلك فإن حلفاءه أنفسهم سيبحثون عن حل سياسي بدون الأسد بشرط أن يضمن مصالحهم، ولكن متى ستتشكل هذه القناعة؟ أعتقد انها لم تعد بعيدة وسيتخلى حلفاء الأسد عنه».

يذكر أنّ المجلس الوطني الكردي هو أحد مكونات الائتلاف السوري لقوى المعارضة، وقد أعلن مؤخراً عن اعتقال مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي أحد أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وذلك على خلفية مشاركته في لجان جمع التواقيع لإدراج القضية الكوردية في مباحثات جنيف 3.

كما أعلن المجلس أنّ لواء شهداء بدر ـ وهو فصيل من قوى المعارضة في حي الأشرفية بمدينة حلب ـ قام باعتقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا وممثل المجلس الوطني الكردي في المجلس المحلي في حلب.

 

المعارضة:”الهدنة” تواجه الإلغاء الكامل و”الأطلسي” قلق من الحشد الروسي

وكالات

قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، أسعد الزعبي، إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت، أصبح يواجه “إلغاء كاملاً”، بسبب هجمات من جانب القوات الحكومية، أكد أنها انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا.

من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم الاثنين، عن قلقه إزاء تقارير حول انتهاكات وقف إطلاق النار المستمر منذ ثلاثة أيام في سورية، وحض جميع الأطراف على احترام وقف الأعمال العدائية.

وأوضح ستولتنبرغ، أن الحلف يشعر بالقلق إزاء الحشد العسكري الروسي في سورية، حيث تشن موسكو حملة قصف منذ خمسة أشهر، دعما للرئيس بشار الأسد.

وقال أسعد الزعبي، في تصريح تلفزيوني، إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت “انهارت قبل أن تبدأ”. وتابع “نحن لسنا أمام خرق للهدنة.. نحن أمام إلغاء كامل للهدنة”.

وأضاف المتحدث ذاته، أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري، إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك.

ومضى قائلاً، “أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماماً في كل الاختبارات، عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام”.

وذهب حد القول “لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس/آذار القادم”.

وكانت محادثات السلام التي أجريت في جنيف، في مستهل فبراير/شباط، قد انهارت، بعد أن رفضت المعارضة التفاوض تحت القصف.

ويقول مراقبون إنه منذ بدء سريان وقف القتال، قصفت الطائرات الروسية والسورية مناطق في العديد من المحافظات الواقعة غرب البلاد. وذكر مصدر عسكري سوري، يوم السبت، أنه ليس بوسع الجيش التعقيب على الانتهاكات.

بدوره، قال الإعلام الرسمي السوري، إن مسلحي المعارضة أطلقوا العشرات من قذائف المورتر في محافظة اللاذقية، أمس الأحد. ونفى المسلحون في المنطقة هذه التقارير.

إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي في الكويت، “رأينا علامات مشجعة على أن وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، لكن في الوقت نفسه راينا بعض التقارير عن انتهاكات”.

وأضاف، “بطبيعة الحال، هذا مصدر قلق، لأنه من المهم أن تحترم جميع الأطراف الاتفاق”، الذي اعتبره أفضل وسيلة لتجديد الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع المدمر منذ خمس سنوات.

وأضاف “نشعر بالقلق إزاء الحشد العسكري الروسي في سورية، سواء كان قوة عسكرية أو جوية”.

وتابع الأمين العام للحلف الأطلسي، أن الضربات الجوية الروسية “استهدفت بشكل رئيسي مقاتلي المعارضة”.

وكشف أن الحلف الأطلسي لا يخطط لإرسال قوات برية إلى سورية كجزء من الحملة ضد “الجهاديين”.

ومن المقرر أن تجتمع الدول التي تدعم عملية السلام في سورية، عصر اليوم الاثنين في جنيف، بعد أن طلبت فرنسا معلومات عن الهجمات التي انتهكت اتفاق وقف القتال.

 

الخارجية الروسية: نأمل في إقامة جمهورية فيدرالية بسورية

موسكو – العربي الجديد

أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الاثنين، عن أمله في توصل المشاركين في المفاوضات حول سورية إلى فكرة إقامة جمهورية فيدرالية في هذا البلد، وتغيير بعض الدول موقفها من الأكراد، في إشارة إلى تركيا.

وقال ريابكوف “لا أستطيع تقييم فرص إقامة دولة فيدرالية في سورية، لأن العملية التي من شأنها تحديد معايير سورية المستقبل، لم تبدأ بعد”.

 

وأضاف المتحدث ذاته “إذا كان المشاركون في المفاوضات والمشاورات حول مستقبل سورية التي نأمل أن يستأنفها السيد دي ميستورا قريبا، سيتفقون بالإجماع على أن هذا النموذج تحديدا يناسبهم ويضمن وحدة سورية وعلمانيتها واستقلالها وسيادتها، فمن يستطيع معارضة ذلك؟”.

 

وواصل أن “في حال تطبيق نموذج آخر، لن يكون ذلك قضية بالنسبة إلينا في حال إدراكنا أنه لم يكتب بإملاء من أحد على بعد نحو ألف كيلومتر من سورية، بل تم وضعه عن طريق المفاوضات”.

وأعرب ريابكوف عن أسفه لإصرار واشنطن على أنه يمكن تسوية الأزمة في سورية من دون وجود الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أن موسكو لا تشاطر هذا الموقف. وقال: “نأسف لصدور من واشنطن إشارات واحدة تلو الأخرى بأنه لا مكان للرئيس السوري الحالي في مستقبل سورية. لا نعتقد ذلك. نعتبر أنه على الشعب السوري تحديد ذلك بنفسه”.

 

وقال ريابكوف في مؤتمر صحافي في موسكو: “فيما يتعلق بالعامل الكردي، نرى عمليات معقدة ومتعددة الطبقات في مختلف الدول، حيث يقيم الأكراد”.

 

وأضاف: “قلنا مرارا بشأن سورية إن الوضع سيكون ناقصا من دون أخذ العامل الكردي بعين الاعتبار وتمثيلهم بالشكل اللازم في المفاوضات”.

 

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن قلق بلاده من “الاستعدادات العسكرية على خط الحدود السورية”. وقال: “على هذه الحكومات، بما فيها تركيا، إدراك كامل مسؤوليتها عما يجري”.

 

ووصف ريابكوف من جانب آخر موقف طهران بأنه “مسؤول”، قائلا: “نرى أن الموقف الإيراني من الأزمة السورية مسؤول إلى حد كبير، وليس هناك أسس لاتهام طهران”.

ونفى ريابكوف الاتهامات الموجهة إلى روسيا والجيش السوري بانتهاك الهدنة، قائلا: “نتأكد من مثل هذه الأنباء، ويجب أن أقول لكم إنه لم تتوفر بحلول اليوم تأكيدات لمحتوى مثل هذه الأنباء”.

 

ودعا نائب وزير الخارجية الروسي إلى التركيز على العملية السياسية في سورية مع استمرار مكافحة ما وصفها بالتنظيمات “الإرهابية”.

 

لليوم الثالث.. قوات النظام السوري وروسيا يخرقان الهدنة

ريان محمد

تواصل قوات النظام السوري، لليوم الثالث على التوالي، خرق الهدنة بينها وبين فصائل المعارضة المسلحة، باستهداف عدة مناطق على طول البلاد.

وأفاد المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي”، محمد السباعي، في حديث مع “العربي الجديد”، بأن “القوات النظامية وروسيا يواصلان خرق الهدنة، عبر غارات مكثفة بالطيران الحربي على قرية حربنفسة، إضافة إلى القصف بقذائف الهاون والدبابات”.

وفي ريف إدلب، استهدف الطيران المروحي بلدات الكندة ومرعند والناجية، في ريف جسر الشغور الغربي، بـ6 براميل متفجرة، اثنان لكل منها، في وقت قال الناشط الإعلامي، أبو بهاء الإدلبي، إن “البلدات الثلاث خالية تماما من أي تواجد عسكري، وسبق أن تم إخلاء جميع مقرات “النصرة” فيها، وحتى إن جزءا كبيرا من المدنيين نزحوا جراء القصف المتواصل”.

وكان الطيران الروسي استهدف، يوم أمس، مدينة جسر الشغور بثلاث غارات جوية، ما تسبب بسقوط ثلاثة قتلى، بينهم طفل وامرأة، إضافة إلى أكثر من خمسة عشر جريحاً، تحت حجة سيطرة “النصرة” على إدلب وريفها، في حين كانت الأخيرة أعلنت إخلاء مقراتها، وانسحابها من المناطق السكنية.

وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” المعارضة، إنها وثقت، في اليوم الثاني من الهدنة، 38 خرقا للهدنة، 27 خرقا من قبل القوات النظامية، و8 خروقات من قبل الطيران الروسي.

وتنص الهدنة، التي توافقت عليها كل من أميركا وروسيا، وأقرت في قرار مجلس الأمن 2268، على وقف إطلاق النار، باستثناء تنظيم “الدولة الإسلامية-داعش”، وتنظيم “جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في بلاد الشام، ودخلت حيز التنفيذ منتصف ليلة الجمعة السبت الماضية، في ظل استمرار استهداف وإقصاء عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية وروسيا، بحجة وجود “النصرة” في تلك المناطق، كداريا ومعضمية الشام، المحاصرتين في ريف دمشق، رغم تأكيد الفصائل المسيطرة عليها والناشطين عدم وجود للتنظيم، وإعلان موافقتهم على الهدنة والعمل على الحل السياسي.

 

الأمم المتحدة ترجح موت آلاف السوريين جوعاً

جنيف – فرانس برس

أعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الإثنين، أن الجوع قد يكون أودى بحياة الآلاف خلال الحصار الذي يؤثر على نحو نصف مليون شخص في سورية.

 

وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن “التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب”، مضيفا أن “الغذاء والأدوية وغيرهما من المساعدات الإنسانية الملحة تمنع من الدخول بشكل متكرر.

 

وتحولت سياسة الحصار خلال نحو خمس سنوات من النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه قوات النظام بشكل أساسي، وكذلك الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة الإسلامية، وإن بدرجة أقل.

 

ويعيش 486.700 شخص في سورية تحت الحصار، أكثر من نصفهم محاصرون من قوات النظام، من إجمالي 4.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق “يصعب الوصول” إليها، وفق ما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.

 

وتحاصر قوات النظام بشكل رئيسي المناطق الموجودة في محيط دمشق، وأبرزها بلدة مضايا التي تأثرت أكثر من غيرها بحيث توفي 46 شخصا من الجوع منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر الماضي بحسب منظمة “أطباء بلا حدود”.

 

كما تخضع للحصار بلدات الزبداني في ريف دمشق، ودوما وعربين وزملكا في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في الغوطة الغربية، التي تسيطر عليها فصائل معارضة. ويتهم النظام السوري باستخدام أسلوب الحصار لإرغام المقاتلين على التخلي عن أسلحتهم. في حين تفرض الفصائل المسلحة حصاراً على بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، أما مدينة دير الزور فيحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية.

 

ولم تتمكن الأمم المتحدة العام الماضي من إغاثة إلا نحو عشرة في المئة من المدنيين الذين “يصعب الوصول اليهم” وواحد في المئة فقط من السكان المحاصرين.

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا عدة مرات إلى إيجاد ممر آمن والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.

 

الجزيرة تتساءل من هم أحرار الشام؟

تعرض قناة “الجزيرة” الإخبارية فيلماً وثائقياً جديداً مساء الخميس القادم، تتناول فيه أحد أبرز الفصائل الإسلامية المعارضة للنظام في سوريا، وهي حركة “أحرار الشام” وعلاقتها بالفصائل الأخرى.

 

وفي المقطع الترويجي المقتضب الذي بثته القناة (50 ثانية)، يظهر مقاتلون من الحركة وهم يقولون: “لسنا من القاعدة ولسنا من الإخوان المسلمين ولسنا من حزب التحرير ولسنا قطاع طرق”، ويعبرون عن انتمائهم للجماعات السلفية المتشددة كـ “جهاد فئة” وليس “جهاد نخبة”، فيما يظهر أحد المتحدثين وهو يعترف بوجود “أخطاء”.

 

ويظهر المتحدثون في الفيلم دون تمويه للوجوه على عادة الأفلام الوثائقية عن الحركات الجهادية الأخرى، مما يعطي انطباعاً بفيلم بعيد عن النمطية، خصوصاً وأن الحركة ليست بشهرة تنظيمات أخرى مثل “جبهة النصرة” التي ارتبطت بها لفترة، وتتابع “الجزيرة” بالفيلم سلسلة مشاريعها عن التيارات الجهادية في البلاد والمنطقة.

 

يأتي الفيلم في وقت تستثني فيه القوات الروسية وقوات النظام، الحركة من اتفاق الهدنة الذي تم البدء بتنفيذه في 27 شباط/فبراير الحالي، والذي ينص على استثناء “الحركات الإرهابية” من العمليات العسكرية في البلاد، مما يثير علامات استفهام حول من يحدد المصطلحات في الحرب السورية، بعدما كانت حركة “أحرار الشام” أبرز الفصائل المشاركة في مؤتمر الرياض للحل السياسي قبل أشهر، ما سبب خلافاً بينها وبين جماعات جهادية أخرى مثل “النصرة”.

 

باريس تدعو لاجتماع عاجل لتقييم الهدنة.. وموسكو تحذّر

دعت باريس إلى اجتماع فوري لمجموعة العمل حول وقف إطلاق النار في سوريا لبحث الانتهاكات التي تخللتها منذ بدء تطبيقها يوم السبت الماضي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن هذه الدعوة تأتي في ظل استمرار الغارات الجوية من قبل الطيران الروسي، وطيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على مناطق مختلفة في البلاد.

 

وقال وزير الخارجية جان مارك ايرولت، الاثنين، في تصريحات للصحافيين “تلقينا مؤشرات مفادها أن الهجمات بما يشمل الغارات مستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة”. وأضاف على هامش الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة إن “فرنسا طلبت اجتماعا دون إبطاء للجنة العمل المكلفة مراقبة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية”.

 

وفي رد روسي سريع على الطلب الفرنسي، نبّه الكرملين من وصفهم بـ”شركاء روسيا الأجانب” الى ضرورة التحلي بالحذر حيال ما يقولونه عن الهدنة، خصوصاً أولئك الذين يوجهون أصابع الاتهام لروسيا بخرق شروط التهدئة.

 

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، إنه “من المهم أننا توصلنا إلى اتفاق، وأقدمنا على الخطوات الرئيسة تنفيذا لهذا الاتفاق. إن العملية جارية، لكن كان من الواضح منذ البداية أن تلك العملية لن تكون سهلة”. وأضاف “شدد الرئيسان الروسي والأمريكي منذ البداية على أن الطريق إلى تهدئة مستقرة فعلا في سوريا لن يكون سهلا، نظرا للوضع الصعب في سوريا”.

 

من جهة ثانية، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ الهدنة في سوريا بأنها “هشّة”، لكن في الوقت ذاته اعتبر أنها ما تزال متماسكة، وأشار إلى أن حلف “الناتو” قلق “من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سوريا بقوات برية وقوات بحرية”.

 

وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي من الكويت “رأينا بعض التطورات المشجعة على أن وقف إطلاق النار متماسك بدرجة كبيرة لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار”. وأضاف “هذا الاتفاق والتنفيذ الكامل للاتفاق هو أفضل أساس ممكن لتجديد الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة السورية عن طريق التفاوض”.

 

إلى ذلك، طالبت الأمم المتحدة جميع الأطراف في سوريا، السماح لها بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وعدم عرقلتها. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لايركي، الاثنين، إن المنظمة الدولية ستقوم خلال الأيام المقبلة بعملية كبرى لإيصال المساعدات إلى 154 ألف سوري يعانون في المناطق المحاصرة. وقال لايركي في تصريحات صحافية من جنيف “تدعو الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى رفع الحصار فورا المفروض على المدن التي يسكن فيها قرابة 500 ألف نسمة”.

 

في المقابل، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نشرة توثيقية للانتهاكات التي تعرضت لها الهدنة، الأحد، وقالت إنها وثّقت 35 خرقاً، 27 منها كانت من قبل النظام، و8 من قبل القوات الروسية، وأشارت إلى أن مجموع الخراقات بلغ 49 منذ البدء بتطبيقها يوم السبت الماضي.

 

وتوزعت الخروقات على 6 حالات في حمص، 8 في حماة، 2 في إدلب، و1 في درعا، و8 في ريف دمشق، و2 في القنيطرة، وبلغ عدد القتلى خلال هذه الخروقات 3 مدنيين، بينهم سيدة وطفل، فيما توزعت الخروقات من قبل القوات الروسية، على 4 خروقات في محافظة حلب، و2 في محافظة حماة، فيما سجل خرق واحد في كل من حمص وإدلب.

 

هجمات “داعش” الأخيرة: إبعاد شبح حصار الرقة

خليفة الخضر

عشية الهدنة التي توصلت إليها واشنطن وموسكو وأقرتها “المجموعة الدولية لدعم سوريا”، باتفاق مجموع الأطراف، واستثناء “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية” من وقف الأعمال العدائية، شنّ التنظيم عمليات هجومية على أكثر من جبهة. عمليات التنظيم شملت مساحة واسعة على طول الحدود السورية-التركية، من ريف رأس العين الغربي في الحسكة إلى ريف تل أبيض الشرقي في ريف الرقة. كما شنّ التنظيم هجمات متزامنة في ريفي حلب وحماة.

 

ومنذ مساء الجمعة، قامت “وحدات حماية الشعب”، الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي، بإرسال تعزيزات إلى تل أبيض/كري سبه شمالي الرقة، بعدما باغتها التنظيم بأكثر من 40 انتحارياً دخلوا إليها من طرق فرعية، وبسطوا سيطرتهم على عين العروس. ونجح عناصر التنظيم في إرسال أكثر من انتحاري، استهدفوا مبنى لدائرة المالية التابع لوزارة المالية، وتسيطر عليها قوات الأمن الداخلي الكردية “الآسايش”، وتتخذه مقراً لها. وتوالت عمليات تفجير السيارات المفخخة، وبلغ عددها 6، ما تسبب في مقتل 10 مقاتلين على الأقل من “وحدات الحماية”.

 

بعد ذلك اقتحم عناصر التنظيم مدينة تل أبيض وجرت اشتباكات  داخلها. وسيطر التنظيم على الساحة الرئيسية ومبنى الإسكان، وحاصروا مجموعة من “وحدات الحماية” داخل المشفى الوطني. ونشر التنظيم قناصيه على كافة الأبنية داخل المدينة، قبل أن يتدخل طيران “التحالف الدولي”، وتقوم مروحيات “الأباتشي” باستهداف عناصر التنظيم بالرشاشات الثقيلة. الاشتباكات دامت ثماني ساعات، وسقط خلالها بعض القذائف على الجانب التركي، الذي رد على مصادر النيران واستهداف التنظيم و”وحدات الحماية” على حد سواء، وسط حركة نزوح للآلاف من المدينة.

 

التنظيم وخلال إقامته الوجيزة في تل أبيض، نفّذ إعدامات ميدانية لعناصر من “وحدات الحماية” و”قوات سوريا الديموقراطية”، واعتقل مدنيين سبق وظهروا في المقاطع المصورة التي كانت تبثها “وحدات الحماية” في مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا فيها عن فرحهم بسيطرة “سوريا الديموقراطية” على مدن مختلفة.

 

في الوقت ذاته، تسللت مجموعة من انتحاريي تنظيم “الدولة” بلباس “وحدات حماية الشعب” الكردية، مستقلين سيارات عليها شعار الوحدات ورايتها، إلى بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي. وسيطر التنظيم بعد اشتباكات عنيفة على  قرى التركمان والخويرة والكنيطرة وأم جرن ونص تل، وواصل تقدمه نحو مناطق وقرى ريف رأس العين/سري كانيه الغربي، في رجعان وحروبي، في محافظة الحسكة.

 

التنظيم بسط سيطرته على شركة الزيدي الكنطري التروازية، وصولاً إلى مفرق اوتستراد مبروكة، في ريف رأس العين الغربي، وأرسل عربة مفخخة إلى قرية عاجلة، قتل على إثرها 15 شخصاً من عناصر “وحدات الحماية”. وانتهت المعارك بانسحاب التنظيم إلى جنوب مدينة تل أبيض، بعد مقتل العديد من عناصره.

 

وعلى الرغم من انسحابه، فإن سيطرة التنظيم على مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، في غضون ساعات، هو فصل بالقوة بين الكانتون الكردي في ريف رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وبين الكانتون الكردي في عين العرب/كوباني في ريف حلب الشرقي. وهو أشبه برسالة إلى قوات “التحالف الدولي” عن هشاشة قوة “وحدات الحماية” و”سوريا الديموقراطية”، المعول عليهما في محاربة “الإرهاب” في الشمال السوري.

 

وفي الريف الشرقي لمحافظة حماة، شنّ التنظيم هجوماً على مواقع لقوات النظام شرقي مدينة السلمية، في قريتي مكفر وعقارب الصافي، وأسفرت عن مقتل 20 عنصراً لقوات النظام، بحسب “وكالة أعماق” الإخبارية المقربة من التنظيم.

 

وفي الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة حلب، استمرت المعارك على طريق أثريا-خناصر، بين قوات التنظيم والنظام والمليشيات المقاتلة معه. واستطاع التنظيم السيطرة على بلدتي الحمام والشلالة وقرى الهواز والراهب والرويهب ورسم الحمد ورسم النفل شمالي بلدة خناصر، على طريق إمداد قوات النظام إلى حلب. وبعد 48 ساعة، وبمساندة الطيران الحربي الروسي، استطاعت قوات النظام إعادة السيطرة على معظم المناطق التي تقدم إليها التنظيم. ومازال طريق الإمداد إثريا-خناصر مقطوعاً حتى اللحظة.

 

وفي ريف حلب الشرقي، شنّ التنظيم هجوماً على سد تشرين، محاولاً استعادة السيطرة عليه، بعدما استولت عليه “سوريا الديموقراطية” أواخر العام 2015.

 

ويأتي التصعيد الأخير لتنظيم “الدولة”، على معظم الجبهات، ضمن سعيه لإبعاد شبح المعارك عن عاصمة خلافته في الرقة، بعد أن خسر مدينة الشدادي الإستراتيجية في ريف الحسكة، والتي تعد نقطة الوصل بين مركزي التنظيم في الموصل العراقية والرقة السورية، لصالح “وحدات الحماية”. كما قد يكون ضربة استباقية، قبل إعلان “المجموعة الدولية لدعم سوريا” التفرغ، نظرياً، للقضاء عليه.

 

استئناف الغارات الروسية معيار لدوام الهدنة

دينا أبي صعب

انعكس سريان “وقف الاعمال العدائية” في مناطق واسعة من الاراضي السورية، ارتياحاً على اجتماع مجموعة العمل الدولية المنبثقة عن مؤتمر ميونيخ، والمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في مقر الامم المتحدة في جنيف. الاجتماع الاول بعد سريان الهدنة بحث الخروق، التي يبدو أنها لم تتجاوز حداً يستدعي قلق المجتمعين، خصوصاً ان دي ميستورا خرج مُنفرج الاسارير بعد الاجتماع، ليقول لـ”المدن”، ولعدد قليل من الصحافيين، إن “الوضع اليوم مختلف، نصحو كل يوم على ثمانين قتيلاً في سوريا، لكن اليوم مختلف، ونرجو ان يستمر هذا الوضع في الايام المقبلة”، خصوصاً مع امتثال 97 من الفصائل المتقاتلة على الارض للاتفاق، مع امل بارتفاع هذا العدد في الايام اللاحقة.

 

في جنيف، كما في دمشق واللاذقية ونيويورك وعمان، استحدثت الامم المتحدة والجانبين الاميركي والروسي غرف عمليات دائمة، لمراقبة الخروق على الارض، وبدا انخفاض عدد الضحايا من المدنيين في اليوم الاول من الهدنة الى حده الادنى منذ سنوات خمس، المؤشر الابرز على تحقيق “انتصار صغير” في هذه المرحلة، التي تخضع لمراقبة دقيقة وتضع الخريطة السورية تحت مجهر الآليات الموضوعة من قبل الامم المتحدة، و “بشكل خاص آلية الروس والاميركيين، التي تعمل بشكل متواصل” على حد قول دي ميستورا، “حتى الآن أستطيع القول إن الآلية الموضوع لمراقبة الخروق تعمل بشكل جيد”.

 

ويبدو أن نجاح هذه الآلية مرتبط بتوافق أميركي روسي يبدو متيناً هذه الفترة، حتى إن هذا التوافق، وبحسب مصادر دبلوماسية مشاركة، “خفف حال التوتر داخل قاعة الاجتماع، وخفض منسوب الحدة في مداخلات بعض الحاضرين”، في اشارة الى تشدد مواقف تركيا والسعودية حيال تصنيف بعض المجموعات المقاتلة على الارض على انها ارهابية، وهو أمر عرضت روسيا موقفها منه صراحة في الاجتماعات بالقول إن “كل من لم يلتزم بوقف النار ومن لم يصرح بقبول وقف الاعمال العدائية فهو محيد من حسابات الهدنة، وبالتالي معرض للاستهداف مباشرة”، وهو موقف قريب من رؤية الامم المتحدة للتعامل مع الخروق، مع فارق التدرج في الرد، بحيث تتوجه الامم المتحدة إلى هذه المجموعات بالتنبيه قبل الاستهداف.

 

وقال مصدر دبلوماسي متابع في جنيف إن تحقيق وقف إطلاق النار “انجاز دولي مهم، تطلب جهداً استثنائياً من خلال غرف العمل المستحدثة، وإرادة دولية ثابتة لانهاء الصراع في سوريا. هذه الارادة موجودة الان، وهي المرة الأولى التي تتوقف فيها النار في سوريا منذ خمس سنوات”. وأضاف “سانقل اليكم ما قاله دي ميستورا في الاجتماع، قال إنه منذ خمس سنوات كان يستيقظ ليحصي اكثر من سبعين قتيلاً في سوريا، ما رأيناه اليوم لطالما كنا ننتظره، لا قتلى، لم يصلنا (حتى ظهر السبت) أخبار عن ضحايا في سوريا”، واعتبر أن “الاعلام ضخم مسألة الخروق على الارض. الجو إيجابي جداً ونطلب ان يستمر، واستمراره مرهون بنجاح العملية السياسية التي من شأنها وضع حد نهائي للحرب وتثبيت الامن ووقف النار بشكل نهائي”. وأكد على أن الرئيس السوري بشار الاسد “مايزال يشكل عقبة اساسية بالنسبة للبعض في مشهد سوريا ما بعد الحرب، لكن مسلسل القتل المستمر يجب ان يتوقف، وعلينا القبول بحل ينهي الحرب، مع او من دون الاسد”.

 

وعلى الرغم من الاجواء التفاؤلية، قدم الجانبان التركي والقطري اعتراضاً على بعض الخروق، منها خرق قوات النظام للهدنة في جبل التركمان، واستهداف الطيران السوري لأحد المواقع في الشمال، لكن تقارير كانت في حوزة الامم المتحدة لم تشر لأي خروق في جبل التركمان، أما الغارة فقيل إنها حصلت بعد دقائق على سريان الهدنة، وإن الطائرة لم تتمكن من الهبوط محملة بالقذائف، فاضطرت لإسقاط حمولتها في مناطق نائية غير مأهولة قبل العودة إلى قاعدتها، وبكل الحالات، سيتحول هذا الموضوع الى مراكز المراقبة التي يشرف عليها الروس والاميركيون للتحقق.

 

ويلعب الاميركيون والروس الدور الاساس في غرف العمليات، أما باقي الدول فدورها يقتصر على المراقبة والمتابعة، وتبحث الخروق بالاعتماد على خريطة ملونة وضعتها الامم المتحدة، تقسم المناطق حسب سيطرة الاطراف، لكنها لا تحدد الاماكن التي يسري عليها اتفاق “وقف الأعمال العدائية”، ما عدا المناطق الخارجة عن اطار الاتفاق، الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، والأخيرة تسيطر على مناطق متداخلة مع مناطق نفوذ جماعات أخرى، وبذلك سيكون من الصعب على الجانب الروسي فرز هذه المناطق عن سواها، بعد انتهاء مفعول قراره بوقف الغارات العسكرية على كافة الاراضي السورية الساري ليوم واحد فقط (السبت)، وبالتالي ستحدد عودة الغارات والردود عليها مصير وقف النار في الفترة اللاحقة.

 

رئيس دائرة العمليات في مجلس الاركان الروسي الفريق سيرغي رودسكوي، كان قد قال في تصريحات، إن قرار وقف النار الروسي جاء “تفادياً لحدوث الاخطاء خلال القصف”، ولم يحدد ما اذا كانت هدنة اليوم الواحد كافية لعملية فرز المناطق بشكل يمنع استهداف الاجزاء الملتزمة الممتثلة للهدنة، واضاف رودسكوي ان عملاً اميركياً روسياً مشتركاً ارتكز في هذه الفترة على مقارنة البيانات المتوفرة لدى الجانبين حول الفصائل المسلحة، واشار الى أن وزارة الدفاع الروسية “سلمت الجانب الأميركي خريطة صيغت في إطار تبادل المعلومات مع الاميركيين حول الوضع في سوريا خلال المشاورات الثنائية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان في 26 فبراير”، وتشمل هذه الخريطة مناطق المصالحة، ومواقع القوات الحكومية السورية، والمناطق الكردية، والأراضي الخاضعة لسيطرة “داعش” و”النصرة”، وغيرها من الأراضي التي تنتشر فيها فصائل مسلحة. كما ألحق فريق من الخبراء العسكريين الروس بالسفارة الروسية في جنيف، وفي غرف العمليات القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم (باسل الأسد) في اللاذقية، وعمان وواشنطن، للمشاركة في تنسيق الاتصالات الدولية والتعاون بين المراكز.

 

الهدنة في سوريا: خروق متزايدة.. والمعارضة لن تُصعّد

خرقت قوات النظام اتفاق “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، بعدما شنّت، الأحد، هجوماً على ريف حمص الشمالي، استهدف مدينة الرستن وقرى الحولة وكيسين وتيرمعلة بالبراميل المتفجرة. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن تبادل إطلاق قذائف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المسلحة من جهة ثانية في محيط مدينة القريتين، في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

 

وقام الطيران الحربي التابع للنظام باستهداف بلدة السرمانية في سهل الغاب، في ريف حماة الشمالي الغربي، بينما ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة التفجير الذي تبناه “داعش” إلى 6 في مدينة السلمية، في ريف حماة الشرقي. وسجّل عدد من الخروق من قبل قوات النظام في منطقة جسر الشغور، حيث قام النظام بقصف عدد من الأماكن في المنطقة الواقعة بين ريفي إدلب واللاذقية.

 

وفي غوطة دمشق الشرقية سمعت أصوات انفجارات ناجمة عن سقوط قذائف. وكانت المنطقة قد شهدت، خلال الأيام السابقة، اشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية الموجودة في المنطقة.

 

من جهة ثانية، قام مسلحون مجهولون باغتيال عنصر من “جبهة النصرة” في مدينة جاسم، في ريف درعا، فيما قامت قوات النظام باستهداف بلدة اليادودة في ريف المحافظة، ما أدى إلى مقتل عنصر في جيش “المعتز بالله” وإصابة آخر بجروح. كما سمع دوي 4 انفجارات في بلدة الطيحة، ناتجة عن قصف قوات النظام لمناطق في أطراف البلدة، وسط أنباء عن وقوع عدد من الإصابات.

 

على صعيد آخر، استمرت الاشتباكات بين “قوات سوريا الديموقراطية”، وتنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف الحسكة الجنوبي، حيث حققت “قوات سوريا الديموقراطية” تقدماً على حساب التنظيم. ويأتي ذلك بالتزامن مع قصف طائرات التحالف الدولي للمنطقة.

 

في المقابل، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أنها ستقوم بإرسال خطابات إلى الأمم المتحدة ووزراء خارجية الدول التي تدعم عملية السلام، بشأن الضربات الجوية الروسية حول حلب وهجمات لـ”حزب الله” في مدينة الزبداني. وكانت الهيئة قد طالبت الولايات المتحدة بمعلومات حول طريقة مراقبة الهدنة، ولكنها أعلنت، الأحد،  أنها لم تتلق رداً بعد. وأكّدت الهيئة التزام المعارضة بوقف القتال بالرغم من الانتهاكات التي شهدتها الهدنة.

 

في المقابل، أعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا سيرغي كورالينكو، المتواجد في مطار حميميم في محافظة اللاذقية، عن تسجيل 9 خروق للهدنة خلال 24 ساعة، مشيراً إلى أنّ وقف اطلاق النار لا يزال “صامداً بشكل كبير”. وقال كورالينكو، الأحد، إن من بين هذه الحالات قصفاً على بلدة الكبانة في ريف اللاذقية، إضافة إلى اختراق الحدود السورية من قبل مجموعة من المسلحين تمكنت من السيطرة على الأحياء الشمالية من بلدة تل أبيض شمال محافظة الرقة، بدعم من المدفعية التركية، الأمر الذي نفته تركيا بشكل رسمي.

 

وأشار كورالينكو إلى أن مصدر تلك المعلومات هو “قوات سوريا الديموقراطية”، وأكد أن المركز الروسي قام بالاتصال مع المركز الأميركي للمصالحة السورية، ومقره العاصمة الأردنية عمّان، للاستفسار حول القصف الذي سجل من الجانب التركي، على إعتبار تركيا عضواً في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد “داعش”.

 

وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية، إن موسكو تؤكد سقوط عدد من القتلى والجرحى من المقاتلين والمدنيين نتيجة قصف مسلحي “جبهة النصرة” لـ”وحدات الدفاع الوطني” في ريف اللاذقية. وأشار البيان إلى أن القوات الحكومية لم ترد على قصف دمشق، من جوبر والغوطة الشرقية، السبت، استجابة لطلب من مركز المصالحة الروسي.

 

وكشف البيان عن تلقي المركز الروسي، حتى ظهر الأحد، موافقة 17 مجموعة مسلحة من “فصائل المعارضة المعتدلة” على شروط وقف أعمال القتال. وتسلّم المركز الروسي قائمة، قدمها المركز الأميركي، تضم أسماء 69 فصيلاً معارضاً أعلنت موافقتها على شروط الهدنة. وذكر البيان دور المركز في التوسط بعقد عدد من اتفاقات مصالحة مع أعيان 35 بلدة، أدت إلى انسحاب “مسلحين متشددين” من هذه البلدات وتشكيل فصائل لـ”الدفاع الذاتي”.

 

النظام السوري: تصريحات «الجبير» عن الخطة (ب) محاولة لإحباط الهدنة

نورالدين المنصوري

قالت حكومة النظام السوري، اليوم الاثنين، إن وزير الخارجية السعودي يحاول إحباط اتفاق هش لوقف الأعمال القتالية توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ يوم السبت.

 

ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن مصدر بوزارة خارجية النظام، قوله إن تصريحات وزير خارجية السعودية «عادل الجبير» عن خطة بديلة فيما يتعلق بالتطورات الحالية في سوريا مجرد محاولة لإحباط وقف الأعمال القتالية.

 

وأضاف المصدر: «إن ما يردده الجبير لا يعدو كونه صدى لما يقوله سادته في إسرائيل وأمريكا، وحديثه عن وجود خطة (ب) إزاء التطورات الراهنة في سوريا هو مجرد وهم في ذهن نظام بني سعود لأن وجود هكذا خطة يعني أن المملكة تفكر وترسم الخطط، والمعروف عن بني سعود أنهم لا يفكرون وأنهم أدوات في أيدي إسرائيل وأمريكا ينفذون ما يؤمرون به»، على حد تعبير المصدر.

 

وتابع المصدر إن تصريحات «الجبير» تمثل انتهاكا لقرار «مجلس الأمن» رقم 2268، ومحاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية وجرعة كاذبة لرفع معنويات أدواته المنهارة في سوريا ومقدمة لنسف جهود الحل للأزمة في سوريا، وفق قوله.

 

وقال المصدر في وزارة الخارجية والمغتربين: «إن النظام السعودي الذي يرتكب المجازر ضد الشعب اليمني، وليس آخرها قصف سوق شعبي، وبعد ما ارتكبه في سوريا على مدى خمس سنوات، لحري به أن يمثل أركانه أمام محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب مثلهم مثل مجرمي إسرائيل الذين كانوا في زيارة إلى السعودية، حسبما أوردت وسائل الإعلام ما يسقط ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر عورة بني سعود، وفق المصدر.

 

وأضاف المصدر أن سوريا تدعم طلب الأمين العام لــ«الأمم المتحدة» تشكيل لجنة دولية لجرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها النظام السعودي في اليمن وفي العالم العربي، لأنه بات واضحا للقاصي والداني أن دور هذا النظام هو إلحاق الهزائم والنكسات بالأمة العربية وضرب استقرارها ما يجعله خطرا على الوجود والأمن القومي العربي برمته والسلم والاستقرار في العالم، على حد تعبيره.

 

واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على أن الشعب السوري الذي يفخر بأن بلاده مهد الحضارات ينظر باستخفاف وازدراء كما العادة إلى ما وصفها بسفاهات «الجبير» وأمثاله في النظام السعودي، والتي قال إنها تعكس تخلف وهمجية هذا النظام والدرك الذي وصل إليه من الوضاعة والانحطاط، حسب وصفه.

 

وكان وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» قد قال أمس الأحد: إن «هناك اختراقات للهدنة من قبل النظام السوري ونتشاور في هذا الموضوع مع دول دعم سوريا، ولا مكان لبشار الأسد في سوريا الجديدة، وإذا لم تكن هناك جدية من النظام السوري وحلفائه فهناك خطة بديلة لسوريا بدون بشار الأسد، وإذا قرر التحالف الدولي إرسال قوات برية إلى سوريا فالسعودية مستعدة للمساهمة فيها».

 

وأشار «الجبير» إلى أن روسيا تقول إن عملياتها ستستمر ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وهذا وافقت عليه مجموعة دعم سوريا، موضحا أن روسيا إذا كانت صادقة فيجب أن تساعد «الأسد» في احترام الهدنة، حيث إن هناك خروقات للهدنة من جانب روسيا ونظام «الأسد» ولابد من الالتزام بالهدنة لحل سياسي في سوريا.

 

وجاءت تصريحات «الجبير»، أمس الأحد، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الدنماركي «كريستيان يانسن» في العاصمة الرياض، مؤكدا أن حل الأزمة في سوريا هو خروج «بشار الأسد» من سوريا سليما أو بشكل عسكري وأن الأمر له ليختار. (طالع المزيد)

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

 

المعارضة السورية تحذّر من تقويض مفاوضات السلام

الرياض: روسيا وقوات الأسد تنتهكان الهدنة

اتهمت المملكة العربية السعودية أمس روسيا وقوات بشار الأسد بانتهاك اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، مشيرة الى أنها تبحث هذه المسألة مع القوى العالمية. وحذرت المعارضة السورية في رسالة إلى الأمم المتحدة من أنه إذا استمرت هذه الخروق، فإن ذلك سيقوض مفاوضات السلام.

 

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الدنمركي كريستيان ينسن في الرياض، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «ثمة اختراقات للهدنة من قبل الطيران الروسي ومن قبل طيران النظام، ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا»، وإنه ستكون هناك خطة بديلة إذا اتضح أن الحكومة السورية وحلفاءها غير جادين بشأن الهدنة.

 

وأضاف الجبير: «إذا مشينا في الهدنة واستطعنا أن ندخل المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في سوريا سنستطيع أن نساهم في إنقاذ عدد كبير من الشعب السوري. وإذا لم نستطع أن نستمر في الهدنة فهناك خيارات أخرى. وكما ذكر وزير خارجية الولايات المتحدة (جون كيري) هناك خطة باء إذا اتضح أنه لا جدية لدى النظام السوري أو لدى حلفائه، فالخيار الآخر وارد وسيكون التركيز عليه. الأمر يعود لبشار وحلفائه. الحل واضح ويشمل سوريا من دون بشار الأسد. لا خلاف ولا مساومة على هذا السؤال. هل يخرج بموجب حل سلمي والذي يعتبر الأفضل والأسرع؟ أم يخرج بموجب حل عسكري؟، الأمر يعود له«.

 

واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة تسجيل 15 انتهاكا من قبل قوات النظام وحلفائها في اليوم الاول من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، حسبما اكد متحدث باسمها امس. وقالت إن الانتهاكات المستمرة للحكومة السورية وحلفائها لاتفاق الهدنة سيجعل استئناف المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة أمرا «بعيد المنال».

 

وأضافت المعارضة في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الانتهاكات ستقوض أيضا «الجهود الدولية لضمان استمرار الهدنة، وستؤدي إلى انهيار العملية السياسية التي تبنتها الأمم المتحدة«.

 

وجاء في رسالة المعارضة أن «الهدف من قبول الهدنة المؤقتة هو… المساعدة في تنفيذ ضرورات إنسانية ضمن قرار مجلس الأمن الدولي 2254. لكن عدم إحراز تقدم في هذا الأمر سيدفعنا إلى البحث عن بدائل أخرى لحماية الشعب السوري. لذا فإن الأمر يتعين أن يتخذ منه مجلس الأمن موقفا صارما قبل فوات الأوان«.

 

في المقابل، اعلن الجيش الروسي امس تسجيل تسعة خروق لوقف اطلاق النار في سوريا خلال الساعات الاربع والعشرين السابقة، الا انه اكد ان وقف اطلاق النار صامد بشكل كبير.

 

وعقدت مجموعة العمل الدولية في جنيف اجتماعا السبت لتقويم مسار الهدنة في سوريا من دون ان تصدر اي بيان رسمي.

 

وقال ديبلوماسي غربي شارك في الاجتماع ان «الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا اعتبرت الحصيلة ايجابية بعد مرور الساعات الاولى على بدء العمل بوقف الاعمال العدائية».

 

كما دعا مسؤول اميركي كبير امس الى «اعطاء فرصة» لاتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ السبت في سوريا برغم العقبات التي لا تزال «كثيرة»، بحسب قوله.

 

وقال هذا المسؤول في بريد الكتروني ان «التعقيدات قائمة ولا يمكن تجنبها. وحتى في افضل الحالات لم نكن نتوقع ان يتوقف العنف على الفور». واضاف «في الواقع نحن متأكدون ان المعارك ستتواصل خصوصا بسبب تنظيمات مثل تنظيم «داعش» وجبهة النصرة» غير المعنيين باتفاق وقف الاعمال العدائية.

 

وتابع المسؤول الاميركي «انه اتفاق سيكون من الصعب تطبيقه ونعلم ان العقبات كثيرة»، معتبرا «ان من مصلحتنا ومن مصلحة الشعب السوري خصوصا ان نعطي فرصة لهذه العملية. انها فرصة حقيقية للحد من العنف الذي يعانيه الشعب السوري منذ فترة طويلة جدا».

 

وقال منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا يعقوب الحلو في بيان إن المنظمة الدولية وهيئات الإغاثة الشريكة تعتزم تقديم مساعدة لإنقاذ أرواح 154 ألف شخص في مناطق محاصرة خلال الأيام الخمسة المقبلة.

 

وأضاف أنه في حال موافقة أطراف الصراع، فإن الأمم المتحدة مستعدة خلال الربع الأول من 2016 لتسليم معونات لنحو 1.7 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها.

 

وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 500 ألف شخص يعيشون تحت الحصار، وأن 4.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق يصعب إيصال المساعدات إليها.

(أ ف ب، رويترز)

 

غارات لطيران روسيا والنظام بمناطق تشملها الهدنة  

قالت مصادر ميدانية سورية إن الطائرات الروسية والسورية تواصل خرق الهدنة في يومها الثالث في عدد من المناطق، في حين تمكنت قوات النظام اليوم من استعادة السيطرة على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة حلب.

 

وأفادت مصادر في مدينة كفر زيتا بريف حماة الشمالي بأن الطيران الروسي شن غارات في محيط المدينة، وبث ناشطون صورا قالوا إنها لغارات روسية استهدفت المزارع المحيطة بالمدينة.

 

كما تعرضت قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي لغارات روسية، دارت على إثرها اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة.

 

وفي حمص، شنت مقاتلات روسية غارات على قرية كيسين في الريف الشمالي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، كما تحدثت مواقع موالية للنظام عن سقوط قذائف على أحياء يسيطر عليها النظام في مدينة حلب واتهمت المعارضة المسلحة بإطلاقها.

 

وفي ريف إدلب الجنوبي، قصفت قوات النظام مواقع لحركة أحرار الشام في قرية ترملا. وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام منطقتي المرج وبالا في الغوطة الشرقية، ودارت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.

 

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تحدثت في تقريرها عن اليوم الثاني للهدنة عن تسجيل 35 خرقا، منها 27 على يد القوات الحكومية، وثمانية خروقات ارتكبتها القوات الروسية؛ ليصبح مجموع الخروقات 49 خرقا منذ بداية الهدنة فجر السبت 27 فبراير/شباط.

 

ومع تسجيل عدد من الخروقات في بعض الجبهات، شهدت محافظة درعا وريف اللاذقية هدوءا نسبيا في المناطق المشمولة بالاتفاق في اليوم الثالث لسريان وقف إطلاق النار.

قصف ومعارك

من جهة أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن طائرات روسية شنت غارات مكثفة على دير الزور (شرقي سوريا)؛ مما أوقع  قتلى وجرحى في حي الحميدية وسط المدينة، كما شمل القصف أحياء العمال والمطار القديم والشيخ ياسين ومحيط جسر السياسية، وهو المنفذ البري الوحيد للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

 

من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون السوري الرسمي إن قوات الحكومة استعادت الاثنين السيطرة على طريق حلب خناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، وهو طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة حلب الشمالية، وكان التنظيم سيطر عليه منذ أيام.

 

وأضاف المرصد أن المعارك مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي التنظيم في المنطقة الواقعة جنوب شرقي محافظة حلب. وكانت القوات الحكومية تعتمد على هذا الطريق للوصول إلى حلب لأن مسلحي المعارضة يسيطرون على الطريق الرئيسي السريع المؤدي للمدينة الواقع إلى الغرب.

 

وفي الرقة، أفادت مصادر ميدانية للجزيرة بأن المعارك استمرت لليوم الثاني على التوالي في أطراف مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردية.

 

وقال تنظيم الدولة إنه أحكم السيطرة على قرى الحمودية وأم البراميل والمسعودية وحمام التركمان جنوب وشرق تل أبيض إثر هجوم تزامن مع تفجير عدد من السيارات المفخخة.

 

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية -من جهتها- إنها قتلت عددا من عناصر التنظيم في هجومهم على مدينة تل أبيض، واعترفت بمقتل قيادي وأحد الأفراد في صفوفها.

 

دمشق وريفها بين التفاؤل والتخوف بشأن الهدنة  

سلافة جبور-دمشق

 

مع انتهاء اليوم الثاني من بدء سريان الهدنة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة يسود العاصمة دمشق وريفها هدوء حذر، وتنقسم آراء السكان بين متفائل بخطوة قد تعني نهاية للحرب، ومتخوف من هدوء قد يسبق العاصفة.

 

وفي جولة للجزيرة نت بشوارع دمشق الأحد كان الهدوء سيد الموقف، هدوء تخرقه أصوات مدافع متقطعة من حين لآخر، وازدحام قد ينم عن راحة السكان ورغبتهم بمتابعة حياتهم بعيدا عن قذائف الهاون العشوائية والتفجيرات التي كانت الطابع المميز للأيام السابقة للهدنة.

 

أما في ريفي دمشق الشرقي والغربي فأجمع عدد من الناشطين والأهالي الذين تحدثت إليهم الجزيرة نت عن انخفاض حدة المعارك بشكل كبير، والتوقف شبه التام للقصف والغارات الجوية إلا في بعض المناطق ومنها خان الشيح وبالا وأطراف حي جوبر، الأمر الذي شجع كثيرا من السكان على الخروج من منازلهم بحثا عن حياة طبيعية افتقدوها خلال السنوات الخمس الفائتة.

 

فمن غوطة دمشق الشرقية أكد الناشط الإعلامي حسان تقي الدين ارتياح معظم الأهالي بعد يومين من توقف القصف والغارات الجوية، مما تسبب بحركة ملحوظة في شوارع المدن والبلدات المختلفة داخل الغوطة.

 

ونوه تقي الدين بأن اليوم الأول للهدنة لم يحمل الكثير من التفاؤل لسكان الغوطة، بسبب القصف العنيف الذي شهدته خلال الأيام السابقة لها، إلا أن الالتزام شبه التام من كافة الأطراف بوقف إطلاق النار رسم بعضا من التفاؤل على وجوه المدنيين.

 

ولا ينفي الناشط الإعلامي تخوف السكان من تأزم الأوضاع مجددا، خاصة أن “النظام السوري يحاول تأجيج الصراع من جديد عن طريق ادعاء قصف مقاتلي المعارضة للعاصمة دمشق ورده بالمثل، الأمر الذي يتطلب مراقبة المجتمع الدولي الذي يقف للأسف على الأغلب بصف النظام”.

 

هدوء

أما في داريا بغوطة دمشق الغربية فأشار الناشط الإعلامي مهند أبو الزين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى هدوء غير مسبوق عم المدينة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لحملات عسكرية عنيفة وقصف شبه يومي بالبراميل المتفجرة، وأكد التزام الجيش الحر بالهدنة.

 

وفي حديث للجزيرة نت وصف أبو الزين وضع المدينة وأهلها “بالتأرجح بين الراحة النفسية والقلق، فالجميع مرتاح دون القصف والمعارك والوداع اليومي لأصدقاء أو أقارب يقضون حتفهم، لكن الشعور بالخوف من الحصار يسيطر على الجميع، فالهدنة تعني وقف المعارك دون فك الحصار، مما يهدد آلاف السكان بالموت جوعا ومرضا”.

 

وفي قلب العاصمة دمشق لم يخف كثير من السكان فرحهم وتفاؤلهم بالهدنة وتفاجؤهم من التزام كافة الأطراف بها نسبيا حتى الآن.

 

أبو قصي -وهو رجل أربعيني يعيش في حي الميدان وسط العاصمة- وصف للجزيرة نت منتصف ليل الجمعة/السبت بأنه حدث تاريخي انتظره السوريون منذ سنوات، نأمل استمرار وقف إطلاق النار والانطلاق منه لحل أشمل ينهي الحرب تماما.

 

أما فريدة -وهي طالبة جامعية في العشرين من عمرها- فرأت أنه رغم سقوط بعض القذائف يوم أمس داخل العاصمة وسماع أصوات اشتباكات متقطعة فإن العزم الدولي على إنهاء الحرب في سوريا يبدو واضحا هذه المرة، لم يعد خافيا أن قرارا كهذا لم يعد بيد الشعب السوري أو حتى النظام، وكل ما يرجى هو جدية كافة الأطراف.

 

ولعامر -الذي يقطن حي المهاجرين بدمشق- رأي آخر، إذ يقول إن ما يحدث ليس سوى مسرحيات هزلية “فعن أي هدنة يتحدثون وآلاف السوريين مغيبون في معتقلات النظام، وآلاف آخرون محاصرون لا يستطيعون الحصول على أدنى مقومات الحياة؟ أي هدنة لا تشمل إنهاء كل مظاهر الحرب لا يعول عليها”.

 

فرنسا: معلومات مؤكدة عن استهداف مناطق المعارضة السورية

باريس تدعو لاجتماع فوري لقوة المهام الخاصة بسوريا تبحث فيه انتهاكات الهدنة

العربية.نت

أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إرو، عن تلقيه معلومات تفيد بهجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا بعد الهدنة.

وقال: “تلقينا معلومات عن هجمات استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة في سوريا”.

ولهذا دعت فرنسا لاجتماع فوري لقوة المهام الخاصة بسوريا يناقش فيه انتهاكات وقف الأعمال القتالية.

من جهة أخرى، أكد رئيس الوفد المفاوض، العميد أسعد الزعبي، أن الهدنة في سوريا انهارت قبل أن تبدأ، وأن هناك غازات استهدفت الكثير من مناطق المعارضة المعتدلة أثناءها.

وصرّح أن نظام الأسد عاد لاستخدام غاز الكلور.

كما أعلن الزعبي أن روسيا الخصم الأكبر للمعارضة بعد الأسد، ولا يمكن الوثوق بها، وأكمل أن الروس “إرهابيون”، على حد تعبيره، ولا يمكنهم لعب دور الحكم. مضيفا أن النظام وإيران وروسيا لا يريدون الهدنة ولا يتقيدون بها.

وكشف أيضا أن نظام الأسد يملك 600 طن من الغازات السامة، والمجتمع الدولي غير قادر على مصادرتها.

وأكد الزعبي أن المعارضة تملك أدوات لحماية الشعب السوري في ظل عجز المجتمع الدولي عن فعل ما يلزم إزاء ما يرتكب بحقه.

 

تأمين مساعدات اللاجئين السوريين بدول المنطقة لهذه السنة

روما – فرانس برس

أعلن برنامج الأغذية العالمي، الاثنين، أنه جمع مبالغ مالية “غير مسبوقة” تتيح له استئناف برنامجه الكامل للمساعدات الغذائية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق ومصر، والتي أصبحت مؤمنة حتى نهاية السنة.

ووعدت الدول المانحة خلال مؤتمر لندن حول سوريا مطلع فبراير بمبلغ “قياسي” من 675 مليون دولار، كما أوضح البرنامج بعدما كان نقص الأموال أرغمه في السنوات الماضية على تعليق أو خفض مساعدته للاجئين السوريين بشكل كبير.

وأوضح البرنامج أن تلبية نداء المساعدات “غير المسبوق سيساهم في إنقاذ أرواح الأشخاص الأكثر عرضة للمصاعب في سوريا والمنطقة”، مشيراً إلى أن الأموال ستغطي أيضاً زيادة وجبات المدارس وأنشطة “تساهم في منح الأمل بمستقبل أفضل لملايين الأشخاص المتضررين من الأزمة”.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أرثارين كوزان، إن “ذلك يعني أننا قادرون على تلبية الاحتياجات الفورية الأساسية من المساعدات الغذائية لحوالي 1.8 مليون لاجئ في المنطقة و4.5 مليون سوري داخل البلاد يعتمدون على مساعدة البرنامج يومياً”.

 

اجتماع دولي عقب اتهامات جديدة بخرق الهدنة بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

اتهمت المعارضة السورية، حكومة دمشق بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة وبدأ تطبيقه المفترض مساء الجمعة، في وقت قررت مجموعة العمل الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار الاجتماع في جنيف مساء الاثنين.

وقال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضاتk التابعة للمعارضة السورية، أسعد الزعبي في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” إن القوات الحكومية وحلفائها ارتكبوا 46 خرقا للهدنة منذ بدء تطبيقها.

 

وأوضح الزعبي أن “كل فصائل المعارضة ملتزمة بضبط النفس وأكدنا ذلك لبان كي مون” في إشارة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

واتهم الزعبي قوات الحكومة السورية باستخدام غاز الكلور في عربين بريف دمشق، على الرغم من إعلان الهدنة التي تشمل مناطق محدودة في سوريا، وتستثني مناطق سيطرة داعش وجبهة النصرة والفصائل الإرهابية الأخرى.

 

وبعد الأنباء المتكررة عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، تجتمع مساء الاثنين في جنيف مجموعة العمل المؤلفة من الدول الكبرى التي توصلت إلى هذا الاتفاق.

 

وكانت باريس طالبت باجتماع طارئ لمجموعة العمل بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، إثر معلومات عن استمرار الغارات كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت.

 

وقال الوزير الفرنسي، على هامش الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة في جنيف “تلقينا مؤشرات مفادها أن الهجمات بما يشمل الغارات مستمرة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المعتدلة”.

 

المرصد: 29 قتيلا وخروقات بـ40 منطقة باليوم الثاني لاتفاق وقف الأعمال العدائية بسوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، الاثنين، إن 29 شخصا قتلوا بسبب الانتهاكات التي وقعت في اليوم الثاني من أيام اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا.

 

ولفت المرصد أن هذه الحصيلة لا تشمل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” إلى جانب المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

 

ونقل موقع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بسوريا على لسان رئيس الوفد المفاوض للهيئة العليا، أسعد الزعبي، قوله: “إن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت أصبح يواجه ’إلغاء كاملاً‘ بسبب هجمات قامت بها قوات الأسد انتهكت الاتفاق الذي تم التوصل إليه، مضيفاً إن الهدنة ‘انهارت قبل أن تبدأ‘.. لافتا بقوله: “نحن لسنا أمام خرق للهدنة…نحن أمام إلغاء كامل للهدنة، مؤكداً على أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك.”

 

سوريا ترد على عادل الجبير: السعودية مستمرة بدورها التدميري.. و”الخطة ب” مجرد وهم

دمشق، سوريا (CNN)— رد مصدر بوزارة الخارجية السورية، الاثنين، على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير واتهامه روسيا والنظام السوري بانتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، وتلويحه بوجود “الخطة ب” (الخطة البديلة) التي تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري سابقا.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية على لسان المصدر الذي لم تسمه قوله إن من وصفتهم بـ”رموز النظام السعودي” يواصلون ما اعتبرته “ترجمة للدور التدميري” ضد دول المنطقة مضيفا: “هذه السياسات تحديدا هي ما يطلق عليها “شر البلية ما يضحك.”

 

وأضاف المصدر: “ما يردده عادل الجبير لا يعدو كونه صدى لما يقوله سادته في اسرائيل وأمريكا.. وحديثه عن وجود خطة ’ب‘ إزاء التطورات الراهنة في سوريا هو مجرد وهم” واصفا السعودية بأنها “أداة في أيدي اسرائيل وأمريكا.”

 

ولفت المصدر إلى أن “تصريحات الجبير تمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2268 ومحاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية وجرعة كاذبة لرفع معنويات أدواته المنهارة في سوريا ومقدمة لنسف جهود الحل للازمة في سوريا” على حد تعبيره المصدر السوري.

 

بعد اتهام روسيا بخرق “وقف الأعمال العدائية”.. الكرملين: توخوا الحذر عند توجيه الاتهامات المزعومة

موسكو، روسيا (CNN)– طالب الكرملين الروسي، الاثنين، بتوخي الحذر عند التعليق على مزاعم انتهاكات اتفاق “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، لحساسية الوضع، حسبما صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.

 

وقال بيسكوف: “موسكو طالبت سابقا بتوخي غاية الحذر عند اتهام شخص بانتهاك الهدنة، والتعليق بعناية فائقة، إذ أن الوضع ليس مستقرا بعد. ويمكن للمرء فقط أن يجدد مثل هذه الدعوات،” في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة الأنباء الروسية الرسمية “سبوتنيك”.

 

وأكد بيسكوف تنفيذ الهدنة في سوريا، رغم عدم وجود أي توقعات منذ البداية بأن يكون الأمر سهلا، مضيفا: “رئيسا روسيا والولايات المتحدة، شددا منذ البداية على أن الطريق إلى هدنة مستقرة لن يكون سهلا، ولا يمكن أن يكون بسيطا بسبب تعقيد الوضع في سوريا.”

 

وتابع بيسكوف: “ولكن من المهم في الوقت ذاته التوصل إلى الاتفاق، وتمت بالفعل الخطوات الرئيسية بما تفيد به الاتفاقات التي تم التوصل إليها. وقد بدأت العملية، وقيل بوضوح في وقت سابق أنه لن يكون سهلا. ولكننا نعلم من التقارير الواردة من جيشنا أن الهدنة سارية.”

 

وكانت المعارضة السورية والسعودية قد وجهت اتهامات للنظام السوري التابع، للرئيس بشار الأسد، وقوات الجيش الروسي باختراق الاتفاق، ولوح وزير الخارجية الأمريكي، بوجود “خطة ب” أو الخطة البديلة في حال لم تنجح الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.

 

شاحنات الإغاثة تتحرك باتجاه المدن السورية المحاصرة

بدأت شاحنات الأمم المتحدة المحملة بالأغذية والمياه التحرك نحو العديد من المدن السورية المحاصرة ضمن المرحلة الأولى لبرنامج الأمم المتحدة الموسع للمساعدات.

ويسعى عمال الإغاثة إلى الاستفادة من توقف القتال لتوصيل المساعدات لنحو 154 ألف شخص يقيمون في هذه المناطق خلال الأيام الخمسة القادمة.

وتأمل الأمم المتحدة في توسيع البرنامج في شهر مارس/ أذار ليشمل إسقاط معونات من طائرات لنحو مليون ونصف المليون شخص.

وتبدو الهدنة التي تم التوصل اليها يوم السبت متماسكة حتى الآن على الرغم من الشكاوي من الطرفين باختراقات لوقف اطلاق النار.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للصحفيين في جنيف سريان الهدنة على الرغم من وقوع بعض الحوادث.

وعلى الصعيد السياسي ناقش وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري، في اتصال هاتفي تعزيز التعاون بين القوات المسلحة في البلدين، فيما يتعلق بخطة وقف إطلاق النار في سوريا، بحسب ما ذكرته قالت وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن لافروف هو من بادر بالاتصال، وإنهما “تبادلا وجهات النظر في تنفيذ الاتفاق بشأن وقف الأعمال العدائية على الأراضي السورية.”

وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أشار إلى عدم قبول انتشار تقارير تفيد بحدوث انتهاكات للهدنة.”

ونقلت وكالة رويترز عن يعقوب الحلو منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا قوله في بيان إن “المنظمة الدولية وهيئات الإغاثة الشريكة تعتزم تقديم مساعدة لإنقاذ أرواح 154 ألف شخص في مناطق محاصرة خلال الأيام الخمسة المقبلة”.

وأضاف الحلو أنه في حال موافقة أطراف الصراع فإن الأمم المتحدة مستعدة خلال الربع الأول من 2016 لتسليم معونات لنحو 1.7 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها.

وبحسب الأمم المتحدة، يعيش نحو نصف مليون شخص تحت الحصار من بين 4.6 مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب إيصال المساعدات إليها.

وتأمل الأمم المتحدة في أن يساهم اتفاق “وقف الأعمال القتالية” الذي بدأ سريانه ليل الجمعة في حل أزمة المناطق المحاصرة.

وذكرت الأمم المتحدة أنها تسعى لإيصال مساعدات إلى المعضمية بريف دمشق يوم الاثنين وإلى بلدات الزبداني وكفريا والفوعة ومضايا يوم الأربعاء وكفر بطنا يوم الجمعة.

وأوضح خالد المصري المتحدث باسم الأمم المتحدة في سوريا في تصريحات لبي بي سي أن “لا مساعدات جديدة ستدخل الاثنين إلى المناطق المحاصرة وإنما سيتم إدخال ما بقي من مساعدات إغاثة إلى منطقة المعضمية جنوب دمشق التي وصلتها الأسبوع الماضي قافلة من المواد الغذائية والطبية مكونة من 35 شاحنة.

 

مهاجرون يحطمون الجدار الحدودي بين مقدونيا واليونان

أقدم حشد من المهاجرين على تحطيم جدار من الأسلاك الشائكة على الحدود بين مقدونيا واليونان باستخدام قضيب حديدي.

وأظهرت لقطات مصورة المهاجرين وهم يدفعون السياج بقوة في مدينة “أدوميني” ويزيلون الأسلاك الشائكة في الوقت الذي استخدمت فيه الشرطة المقدونية الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وكان المهاجرون فتحوا جزءا من السياج باستخدام أداة معدنية، ولم يعرف إذا كان أي من المهاجرين قد تمكن من التسلل إلى داخل الحدود.

وعلق نحو 6500 شخص على الجانب اليوناني من الحدود، بعد أن قررت مقدونيا السماح فقط لعدد قليل من العبور لأراضيها. ويقيم الكثيرون في مخيمات في ظل أوضاع مزرية منذ أسبوع أو أكثر، ولا يتوفر لهم سوى القليل من الغذاء والمستلزمات الطبية.

واندلعت أعمال الفوضى الاثنين عند بوابة مزينة بأسلاك شائكة تفصل المهاجرين عن خط السكة الحديد.

واحتج المهاجرون على هذه الأوضاع وأطلقوا الهتافات “افتحوا الحدود” وألقوا بالحجارة على الشرطة المقدونية، التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموعة لمنع المهاجرين من اختراق الحدود.

بالقرب من أثينا والحدود الشمالية لليونان بعد أن منعت السلطات في مقدونيا دخول المواطنين الأفغان.

وشيدت مقدونيا وبعض دول البلقان الأخرى أسوارا حدودية في محاولة للحد من تدفق المهاجرين، بعد أن وصل أكثر من مليون شخص إلى ألمانيا العام الماضي.

ودبت خلافات بين اليونان والنمسا بسبب فرض الأخيرة حدا أقصى لأعداد المهاجرين الذين يمكن أن تستقبلهم. وجعلت هذه الأزمة اليونان تتحمل العبء الأكبر لاستضافة المهاجرين الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي قادمين من تركيا.

ومعظم هؤلاء هم لاجئون فارون من الحرب في الشرق الأوسط، بينما هناك آخرون يفرون بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في أفغانستان، وإريتريا ومناطق صراع أخرى.

ميركل تدافع عن استقبال المهاجرين

ودعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل باقي دول أوروبا إلى مساعدة اليونان في أزمة المهاجرين الحالية.

وقالت في مقابلة تلفزيونية: “هل تعتقدون جديا بأن دول اليورو التي اجتهدت بشدة العام الماضي لإبقاء اليونان ضمن منطقة اليورو، وكنا نحن الأكثر صرامة (في هذا الأمر)، هل يمكن وبعد مرور عام أن نسمح لليونان بطريقة ما أن تغرق في هذه الفوضى؟”

ودافعت ميركل عن قرارها العام الماضي للسماح للمهاجرين بدخول ألمانيا دون وضع قيود على أعدادهم، مؤكدة أنه لم يكن يوجد لديها “خطة بديلة”.

وشددت على أن ألمانيا يمكنها استيعاب تدفق المهاجرين، وأن عليها التزاما إنسانيا لرعاية لاجئي الحرب.

لكن سياسة المستشارة واجه انتقادات حادة من قبل بعض جيرانها في الاتحاد الأوروبي وبعض السياسيين في ائتلافها الحاكم المحافظ الذي يضم الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.

وأنشأت اليونان، وتحت ضغط مكثف من شركائها القلقين في الاتحاد الأوروبي، المزيد من مراكز الاستقبال في الجزر اليونانية القريبة من تركيا مع وصول آلاف المهاجرين يوميا.

وتبنت النمسا والمجر موقفا أكثر صرامة من ألمانيا، وشيدت الأخيرة سورا قبالة حدودها الجنوبية ورفضت استقبال أي مهاجرين من خارج دول الاتحاد الأوروبي.

 

المعارضة السورية تتهم الحكومة بانتهاك اتفاق الهدنة

من توم بيري وجون ايريش

 

بيروت/جنيف (رويترز) – قال مسؤول كبير من المعارضة السورية الرئيسية يوم الاثنين إن أول محاولة مهمة لوقف القتال بعد خمس سنوات من الحرب تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب هجمات قوات الحكومة.

 

وقال المسؤول وهو من الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية إن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أعدته الولايات المتحدة وروسيا يواجه “الإلغاء الكامل” لأن هجمات الحكومة السورية تنتهك الاتفاق.

 

وذكرت فرنسا أن هناك تقارير عن هجمات على فصائل المعارضة في خرق للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت وأن الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا ستجتمع في وقت لاحق يوم الاثنين لاستجلاء الوضع.

 

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أن وقف الأعمال القتالية في سوريا متماسك إلى حد كبير لكن هناك بعض الحوادث التي يأمل أن يتم احتواؤها. وقال الكرملين إن العملية جارية على الرغم من أنه كان واضحا من البداية أنها لن تكون سهلة.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن وقف الأعمال القتالية متماسك إلى حد كبير مع تراجع أعداد القتلى والجرحى بشكل كبير مقارنة بالفترة التي سبقت دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

 

ويعتبر وقف الأعمال القتالية وهو الأول من نوعه منذ بدء الحرب في 2011 ترتيبا رسميا أقل من وقف إطلاق النار. ويهدف إلى استئناف محادثات السلام ووصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

 

وقالت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إن شاحنات إغاثة تحمل مواد غير غذائية مثل البطاطين دخلت يوم الاثنين إلى معضمية الشام التابعة لريف دمشق والتي تحاصرها قوات الحكومة.

 

وتأمل الأمم المتحدة والوكالات الأخرى في إرسال المساعدات إلى أكثر من 150 ألف شخص في الأيام الخمسة المقبلة.

 

* تقييم متشائم

 

وأعطى أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض لمحادثات السلام تقييما متشائما للهدنة. وقال الزعبي لقناة العربية الحدث التلفزيونية “نحن لسنا أمام خرق للهدنة… نحن أمام إلغاء كامل للهدنة.”

 

وأضاف الزعبي دون إسهاب “أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماما في كل الاختبارات… عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام.”

 

وقال الزعبي “لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة” لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس آذار.

 

كانت محادثات السلام التي أجريت في جنيف في أوائل فبراير شباط قد انهارت قبل أن تبدأ بشكل جاد عندما رفضت المعارضة التفاوض تحت القصف.

 

ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين سوريين للتعليق على مزاعم انتهاك قوات الحكومة لوقف الأعمال القتالية. وقالت الحكومة التي تتلقى قواتها الدعم من سلاح الجو الروسي إنها تلتزم بالاتفاق.

 

لكن مسؤولا بوزارة الخارجية السورية اتهم السعودية بمحاولة تقويض اتفاق وقف الأعمال القتالية بقولها إن هناك خطة بديلة إذا فشل الاتفاق. ولم يذكر تفاصيل عن الخطة التي من المعتقد أنها تشمل التدخل العسكري.

 

ورفضت روسيا أيضا يوم الاثنين أي اقتراح لخطة بديلة والتي ألمح إليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

 

ولا يشمل الاتفاق جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وأوضحت روسيا أنها تعتزم مواصلة قصف تلك الجماعات. لكن فصائل المعارضة المسلحة التي يعتبرها الغرب “معتدلة” تخشى أيضا استهدافها لأنها تنشط في مناطق تتواجد فيها جبهة النصرة أيضا.

 

وتجتمع دول “مجموعة الدعم الدولي لسوريا” بقيادة الولايات المتحدة وروسيا في الساعة الثالثة مساء (1400 بتوقيت جرينتش) في جنيف يوم الاثنين.

 

ومن المفترض أن تراقب المجموعة الإمتثال للاتفاق وأن تعمل سريعا على إنهاء أي اندلاع لأعمال العنف.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو في جنيف “تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية تتواصل على مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة… كل هذا يحتاج إلى تحقق.”

 

* ضربات جوية كثيفة

 

قالت الهيئة العليا للتفاوض إن الحكومة السورية انتهكت اتفاق وقف العمليات القتالية 15 مرة في اليوم الأول وإن ثمة انتهاكات أخرى من روسيا وحزب الله وكلاهما حليفان للرئيس بشار الأسد.

 

وعلى الجانب الميداني قالت فصائل المعارضة المسلحة إن العنف أقل من مستويات ما قبل وقف الأعمال القتالية في بعض المناطق لكنه لم يتغير بشكل يذكر في مناطق أخرى.

 

وقال العقيد فارس البيوش قائد الفرقة الشمالية المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر لرويترز إن الضربات الجوية كثيفة يوم الاثنين لاسيما التي تقوم بها الطائرات الروسية.

 

وقال أبو البراء الحموي وهو مقاتل مع جماعة أجناد الشام في شمال غرب سوريا إن الحكومة قصفت عددا من القرى. وأضاف أن هذا قصف معتاد وأن “النظام” بعد الهدنة لا يختلف عما قبلها.

 

وقال مقاتل من منطقة حلب إن المستوى العام للعنف تراجع لكن هناك الكثير من الانتهاكات والناس متشائمة.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب عبر شبكة من المصادر على الأرض أن العدد اليومي للقتلى تراجع بشكل كبير منذ أن دخل اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد “أمس قتل نحو 20 شخصا من المقاتلين والمدنيين. قبل ذلك كان المتوسط نحو 180 شخصا يوميا. هذا تراجع كبير في الخسائر البشرية.”

 

وفي الوقت نفسه استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على طريق إلى مدينة حلب في الشمال بعد أن أحرزت تقدما على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

وتعتمد قوات الحكومة على هذا الطريق للوصول إلى حلب التي تعتبر السيطرة عليها جائزة كبرى.

 

وذكر تلفزيون (إن.تي.في) التركي أن الجيش التركي قصف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية إلى الشمال من حلب.

 

وفي هذه الأثناء عبّرت روسيا عن قلقها من استعدادات الجيش التركي على طول الحدود مع سوريا وقالت إن أي تدخل عسكري سيوجه “ضربة قاصمة” لاتفاق وقف الأعمال القتالية.

 

واقترح أيضا نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن تصبح سوريا دولة اتحادية إذا كان هذا النموذج سيخدم الحفاظ على وحدة البلاد.

 

(شارك في التغطية جون دافيسون ومريم قرعوني وعلي عبد العاطي وستيفاني نيبهاي – إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

 

تلفزيون: الجيش التركي يقصف مواقع للدولة الإسلامية داخل سوريا

Mon Feb 29, 2016 3:00pm GMT

اسطنبول (رويترز) – قال تلفزيون (إن.تي.في) التركي يوم الاثنين إن الجيش التركي قصف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا بالمدفعية.

 

وأضاف التلفزيون أن الجيش أطلق 50 قذيفة مدفعية على أهداف إلى الشمال من حلب في إطار هجوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على التنظيم المتشدد.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى