صفحات العالم

أسباب الازمة بين حماس وسوريا.. وكيف بدأت


سامي عبد القادر

في بداية الثورة السورية المباركة جلســـنا في لقــــاء خـــاص مع الدكتور موسى أبو مرزوق بحضور احد قادة التنسيقيات في مدينة المعضمية التي كانت تشتعل رفضا للجرائم التي يقوم بها النظام وفي ذلك اليوم سألنا الدكتور موسى ابو مرزوق عن موقف حركة حماس عن موقف الحركة من الثورة السورية فقال: بإختصار نحن الفلسطينيين جئنا الى سوريا قبل حزب البعث، والعلاقة بيننا وبين الشعب السوري هي قبل العلاقة مع النظام ولا نستطيع ان نكون ضد الشعب ولكننا نفضل ان يتم التفاهم بين النظام والشعب لأن الشعب له حقوق ومن حقه ان يحصل على الحرية والكرامة.

قبل ذلك بايام سقط أسامة الغول أول شهيد فلسطيني في درعا حين قيامه بإسعاف الجرحى يوم 23/3/2011، وذلك في بداية الثورة وتنتمي عائلة الشهيد الى حركة الجهاد الاسلامي وشقيقه من المقربين من زعيمها، وفي ذلك اليوم خرجت على الاعلام بثينة شعبان مستشارة الاسد واتهمت الفلسطينيين بالوقوف وراء اول تظاهرة في درعا، ويومها اتصل خالد مشعل بحليفه في دمشق عبد الله شلح وتم عقد اجتماع بينهما في مكتب خالد مشعل في فيلات غربية بالمزة وتم اتفاق على الاتصال بالجبهة الشعبية القيادة العامة وخصوصا طلال ناجي الذي كانت تحب الفصائل الحوار معه اكثر من احمد جبريل الذي يرى اكثر القادة الفلسطينيين انه لا يصلح للحوار لأن جلسات الحوار يقوم بتحويلها الى قراءة مذكراته الشخصية.

لقد تم الاتفاق بين الجميع وذهب في اليوم التالي خالد مشعل وطلال ناجي الى القصر الرئاسي ووصل فعلا خالد مشعل هناك لكن الرئيس السوري رفض اللقاء مع خالد مشعل وكانت هذه اول صدمة تلقتها حركة حماس في سوريا.

ولكن بتاريخ 22/4/2011 حصلت اول ازمة حقيقية بين سوريا وحركة حماس أي ان التاريخ يرجع الى شهر واحد تقريبا بعد انطلاق الثورة السورية والقصة بالضبط ان قوات الامن السورية قتلت مجموعة من المتظاهرين السوريين في منطقة الحجر الاسود وشوهد عدد من الافراد يضعون شعارات حركة حماس على صدورهم وعصبة القسام المعروفة على رؤوسهم، وبشكل عفوي خرجت مظاهرة في الحجر الاسود تطالب بالانتقام من الفلسطينيين لأنهم شاركوا بقتل متظاهرين وتدخل يومها والد الشهيد المعروف بالشيخ ابو بلال وقال ان كان ولدي قد قتلته حماس فإن دم ولدي انا مسامح به من اجل فلسطين.

القصة في نفس اليوم تفاعلت عندما تم التقاط صور للشبان الذين ارتدوا شعارات حركة حماس وتبين انهم ينتمون الى منظمة احمد جبريل، في ذلك اليوم بالضبط اصاب الحركة حالة من الذعر وقررت تشكيل وفد خاص لزيارة طهران وشرح الموقف المتفاعل على الارض لكن تطمينات منظمة احمد جبريل اجلت الملف قليلا واعتذرت القيادة العامة عن هذا الموقف واعتبرت ان ما حدث مجرد حالة فردية ولم تكن مرتبة، وقال طلال ناجي انه قد تكون وراء هذه الخطوة اجهزة امنية وانهم سيحققون في الموضوع.

وفيما بعد ارسلت حماس والجهاد وفدا مشتركا غادر قطاع غزة والتقى مع القيادة الايرانية ولكن هذا اللقاء كان فاشلا بإمتياز فقد كشفت فيما بعد عدة مصادر فلسطينية ان الدكتور محمود الزهار عاد غاضبا من طهران وقال في اجتماع ضم قيادات حماس في سوريا- لقد ذهبت لأتحدث بامور سياسية ولكنني وجدت الايرانيين لا يريدون الحديث بالسياسة فكل ما سمعته منهم ان فلسطين ستعود قريبا بتعاون سوري مع حزب الله ودعم ايراني.

هذا الموضوع ازعج حركة حماس التي وجدت في الموقف الايراني خطرا كبيرا على مستقبلها لأن الايرانيين كانت رسالتهم واضحة وهي ان القضية الفلسطينية مسؤول عنها فقط سوريا بنظامها الحالي وحزب الله وايران وهذا يعني ان ايران لن تقبل بالتغيير في سوريا.

في هذه الظروف العصيبة وجدت حركة حماس نفسها مضطرة للمغادرة فطلبت من قيادتها في سوريا المغادرة الى مصر وفي اثناء ترحيل القادة وقعت المفاجأة الثانية وهي اغتيال نائب المبحوح في قدسيا بدمشق والذي تم قتله على ايدي اربعة من الامن السوري بعد سرقة امواله في قدسيا بدمشق وبعد تعذيبه بشدة. لقد حاولت حركة حماس ان تفسر الموضوع ولكنها اضطرت للصمت خشية حدوث الاعظم، وبعد ذلك باقل من شهر وقعت قصة اغتيال ثانية بنفس المنطقة وتم فيها قتل عضو للمكتب السياسي بحركة الجهاد الاسلامي والتي التزمت الصمت ايضا ولكنها اضطرت الى اقفال مكاتب قياداتها ومغادرة معظمهم سوريا، كانت هذه الاحداث كلها تؤكد ان حركة حماس ستغادر سوريا لكننا في الثورة السورية نطمئن الفلسطينيين اننا لن نخونهم او نخذلهم ابدا.

اعلامي من سوريا

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى