صفحات الناس

البرنامج الإنتخابي للأسد: مشاريع تنموية بدءاً من الساحل/ سلام السعدي

 

مع إعلان الرئيس السوري بشار الأسد ترشحه للانتخابات الرئاسية، بدأت الحكومة تروّج لسلسلة من المشاريع الإقتصادية والإجتماعية كنوع من الوعود لولاية رئاسية جديدة ينتعش فيها اقتصاد البلاد، متجاهلة، كعادتها، معاناة ملايين السوريين الذين يكابدون جحيم اللجوء والقصف والفقر والجوع والبطالة.

في هذا السياق، عاد الرئيس بشار الأسد لحضور الاجتماعات الحكومية بعد انقطاع طويل، إذ اجتمع السبت الماضي مع لجنة الإغاثة بحضور رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي. وشدد الأسد خلال الاجتماع على أن “الدولة مسؤولة عن رعاية جميع مواطنيها وتأمين مستلزماتهم ليس فقط في أماكن نزوحهم، وإنما في بعض المناطق التي يحاصرها الإرهابيون” بحسب ما نقلت “وكالة الأنباء الرسمية سانا”.

الأسد بدا كما لو أنه يحاول العودة لممارسة مهامه البديهية والاعتيادية كرئيس لدولة تؤدي خدمات إقتصادية وإجتماعية وإدارية للمواطنين، إذ نسي السوريون تماماً تلك المهام، وذلك بعد أن اُختصرت الدولة السورية بالجيش وقوى الأمن، لتنحصر مهامها ومهام رئيسها في الحرب.

أما الحلقي، فقد انطلق لدعم الحملة الانتخابية للأسد من المعقل الرئيسي للنظام، في الساحل السوري. إذ افتتح قبل أيام عدداً من “المشاريع التنموية” في مدينة طرطوس بتكلفة 2.5 مليار ليرة (15.1 مليون دولار). وبحسب “سانا”، افتتح الحلقي محطة تحويل كهرباء عمريت في طرطوس بطاقة (66-20) كيلوفولت، وتكلفة 1.35 مليار ليرة (8.2 ملايين دولار).

وفي مدينة اللاذقية الساحلية، وضع الحلقي “حجر الأساس لعدد من المشاريع الحيوية والتنموية بتكلفة تقدر بـ 4 مليارات ليرة سورية (24.2 مليون دولار)”، وفق ما أفادت صحيفة “تشرين” الحكومية. وشملت المشاريع تدشين محطة كهرباء القبو، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لـ”السكن الشبابي”.

واقع الأمر، انه وفي ما يخص “السكن الشبابي” تحديداً، فإن الحكومة السورية اعتادت تقديم الوعود الكاذبة في كل عام. في العام الماضي، مرّت عشر سنوات على بدء تشييد “السكن الشبابي” في اللاذقية وتسجيل المكتتبين به، وقد كان مقرراً الانتهاء منه في غضون خمس سنوات فقط. مع ذلك، لا تتجاوز نسبة تنفيذ المشروع اليوم 50 في المئة!

وبالعودة إلى رئيس وزراء حكومة الأسد، فقد أعلن الحلقي أيضاً بدء العمل بالمرحلة الأولى في مطار “باسل الأسد الدولي”، وذلك لتحسين الخدمات التي يقدمها للمسافرين. وكان الحلقي افتتح أيضاً عدداً من “المشاريع التنموية” في حماة بتكلفة خمسة مليارات ليرة سورية (30.3 مليون دولار).

بدورها، بشَرت وزارة العمل السوريين بانتهاء عهد البطالة وبدء التحضير لمرحلة إعادة اعمار البلاد، وذلك بعد أن وضعت “إستراتيجية قصيرة وطويلة المدى لإستيعاب قوة العمل الحالية والمستقبلية”. ولفتت الوزارة النظر إلى “ضرورة استيعاب المتعطلين من قوة العمل ضمن مهن البناء وما يرتبط بها، والتي تتطلبها مرحلة إعادة الاعمار”، مشيرة إلى أنها، وبالتعاون مع وزارة الأشغال العامة، باتت على وشك “إقامة دورات تدريبية مهنية في عدد من المحافظات لتحضير العمال للمرحلة المقبلة”.

أما وزارة الإسكان فأكدت على أن الحكومة “وضعت في سلم أولوياتها معالجة العشوائيات، وإن هناك 157 منطقة تطوير عقاري ستستحدث قريباً”.

والحال أن وعود الحكومة السورية والرئيس الأسد لم تقتصر على القاطنين في المدن والبلدات التي تسيطر عليها، بل شملت السوريين في مختلف مناطق وجودهم. إذ لا يفوت الأسد ورئيس وزرائه في أي مناسبة التأكيد على مواصلة الحرب على “الإرهاب”، متوعدين بذلك السوريين اللاجئين في دول الجوار بمزيد من الشقاء. أما السوريون المقيمون في المناطق المحررة، فلهم المزيد من الدمار والتهجير والفقر والبراميل المتفجرة. إنه الجانب الواقعي والصادق من البرنامج الانتخابي للأسد.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى