أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 10 أيار 2012


أول استهداف للمراقبين في سورية وبان يحذر من تأثيره على عملهم

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

للمرة الاولى منذ وصول المراقبين الدوليين الى سورية استهدفهم امس انفجار لدى مرور موكبهم المؤلف من ست سيارات عند مدخل مدينة درعا. وكان بين اعضاء الفريق رئيسه الجنرال روبرت مود. وبينما لم يتعرض المراقبون الدوليون لأذى، افيد بان ستة جنود سوريين كانوا يرافقون الفريق اصيبوا بجروح. وكان المراقبون عبروا موقع الانفجار قبل ثوان من انفجار العبوة. ويأتي هذا الهجوم بعد يوم على احاطة المبعوث الدولي -العربي كوفي انان مجلس الامن بالوضع في سورية منذ بدء تطبيق خطته في 12 نيسان (ابريل) الماضي. واتهم انان اتهم الحكومة السورية بتحمل «المسؤولية الكبرى» عن استمرار القصف واعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان، وأكد ان «مستوى الانتهاكات وكثافتها غير مقبولين».

وأكدت مصادر الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تنتظر من السلطات السورية إجراء تحقيق في الانفجار. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «الاعتداء، الى جانب استمرار العنف في المدن السورية، يدعو الى مساءلة الأطراف عن التزامها وقف العنف وقد يكون له تأثير مباشر على مستقبل عمل بعثة المراقبين». وحذر من أن بعثة المراقبين وجهود أنان «الفرصة للسير بسورية نحو الاستقرار وتجنب حرب أهلية». ونقلت مصادر الأمم المتحدة عن الجنرال مود أن «حادث الانفجار غير مقبول لكن استمرار العنف في سورية غير مقبول على المستوى نفسه». وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «القرار ٢٠٤٣ جعل مهمة سلامة البعثة وأمنها من مسؤولية السلطات السورية، وهي المعنية بتطبيق التزاماتها» في هذا الصدد.

وأجرى بان اتصالاً بالجنرال مود بعد الانفجار «وشكره على أداء البعثة عملها في ظروف خطرة»، بحسب الناطق باسم الامين العام مارتن نيسركي. وقال بان، في بيان، إن «ليس من أدلة على أن الانفجار استهدف موكب بعثة المراقبين (أنسميس)، لكنه يدل على الصعوبات والتحديات التي تحيط بعمل» هؤلاء. وأكد قلقه البالغ حيال ازدياد التفجيرات بعبوات ناسفة على امتداد سورية وكرر إدانته القوية للاعتداء، داعيا كل الأطراف الى التزام وقف العنف والتعاون مراقبي البعثة وحمايتهم ودعمهم.

وأكدت مصادر الأمم المتحدة أن الانفجار «لن يعيق عمل بعثة المراقبين أو يؤخر وتيرة انتشارها وتطبيق ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن». وأكد مود أن وتيرة نشر المراقبين تسير بسرعة وأن عدد المراقبين العسكريين سيصل غداً الجمعة الى ١٠٠ إضافة الى ٤٣ موظفاً مدنياً». وشدد بيان لـ «أنسميس» على أن البعثة «تستقبل المزيد من المراقبين العسكريين والموظفين المدنيين بشكل يومي فيما توسع وجودها على امتداد سورية». وأضاف أن البعثة تضم حتى الآن ١١٣ عنصراً من ٣٨ دولة، وهم ٧٠ مراقباً عسكرياً و٤٣ موظفاً مدنياً، وأنها تعمل الآن من خمسة مراكز في مناطق مختلفة من سورية الى جانب مقرها في دمشق، وأن ٨ مراقبين عسكريين وثلاثة مدنيين متمركزون في حمص، إضافة الى ٤ مراقبين عسكريين في كل من حماه وإدلب ودرعا وحلب.

وبحسب بيان «أنسميس»، وقع الانفجار قرب موكب الجنرال مود «بعيد عبوره حاجزاً عسكرياً في الطريق من دمشق الى مدينة درعا». وأوضح أن الموكب كان «بمرافقة الجيش السوري، وفريق من الصحافيين السوريين والأجانب»، وأنه وقع قرب «الجزء الخلفي للموكب وأوقع عدداً من الإصابات بين الجنود السوريين، ولم يصب أي من المراقبين الدوليين بأذى».

واعتبرت مصادر في مجلس الأمن أن «الانفجار يطرح أسئلة حول سلامة وأمن بعثة أنسميس ومسؤولية السلطات السورية عن تأمينهما». وقالت إن المناقشات مستمرة مع السلطات السورية في شأن الاتفاق على البروتوكول النهائي لوضعية عمل البعثة في سورية «ولم يتم التوصل الى اتفاق بعد على الجانب المتعلق بالقدرات الجوية لأنسميس».

وبحسب مصادر في مجلس الأمن فقد طرح السفير الروسي فيتالي تشوركين الثلثاء على رئيس قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرفيه لادسوس «أن تتولى الحكومة السورية تأمين المروحيات للمراقبين الدوليين على أن تطلى باللون الأبيض، لكن لادسوس رد عليه بأن ذلك قد يقوض استقلالية البعثة وأن قدراتها يجب أن تكون مستقلة».

وأوضحت المصادر أن «عدم التوصل الى اتفاق مع الحكومة السورية في شأن بروتوكول وضعية البعثة لن يعيق انتشار المراقبين بأي حال». وأوضحت أن ثمة اتفاقاً أولياً وقعته الحكومة السورية مع الأمم المتحدة ويمكن أنسميس أن تعمل بموجبه، وهو يمنحها قدرة تحرك جيدة ويلزم السلطات السورية كفالة حريتها».

وتمهلت مصادر الأمم المتحدة وصف انفجار أمس بالاعتداء وقالت ان «التفجيرات تتم بشكل يومي في مناطق عديدة من سورية ولن نتسرع في اعتبار الانفجار المذكور هجوماً على بعثة أنسميس». لكنها أضافت أن «المسؤولية الآن تقع على الحكومة السورية لإجراء التحقيق وإبلاغ الأمم المتحدة بنتائجه». وقالت إن «الخطر كبير على مراقبي البعثة لأنهم غير مسلحين ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، لكننا نتخذ الاحتياطات اللازمة قبل أي تحرك وهذا لن يحد من تصميم البعثة على أداء ولايتها لأن الخطر سيبقى قائماً». وعما إذا كانت البعثة على تنسيق مستمر مع السلطات السورية في شأن وجهة تحركاتها، قالت المصادر «إن الموكب أمس كان متجهاًَ الى درعا بمرافقة الجيش السوري، ونحن نبلغ السلطات السورية بوجهة تحركنا وكذلك نبقى على تواصل مع كل الأطراف الأخرى في هذا الشأن» في إشارة الى مجموعات المعارضة المسلحة.

وكان «المجلس الوطني» اتهم النظام السوري بتدبير الانفجار «لابعاد المراقبين عن الساحة» ولتثبيت «مزاعمه بوجود اصولية وارهاب في سورية». وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس «ان سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات هي ابعاد المراقبين عن الساحة وسط المطالبات الشعبية بزيادة اعدادهم».

من جهة اخرى أبلغ الرئيس باراك أوباما الكونغرس أمس بتجديد حال «الطوارئ الوطنية» بالنسبة الى سورية والتي تتضمن هيكلية قانونية «لاستمرار العقوبات واعتبار سورية تهديد استثنائي وغير عادي».

وبعث أوباما برسالة للكونغرس تطلب تجديد حالة الطوارئ حول سورية والتي يتم العمل بها وتجديدها سنويا منذ عام ٢٠٠٤ وبأمر من الرئيس السابق جورج بوش. واشار في رسالته الى قيام الأسد «بقتل المدنيين ودعم الارهاب».

وجاء التجديد في وقت يعقد فيه وفد من الأكراد السوريين اجتماعات في العاصمة الأميركية . ويترأس الوفد رئيس الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي عبد الحكيم بشار، واجتمع مع السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد ومنسق الشأن السوري في الخارجية فريديريك هوف. كما يعقد اجتماعات في مجلس الأمن القومي مع المسؤولين عن الملف السوري.

وأشار السناتور جون كيري المقرب من البيت الأبيض الى أن هناك “حاجة لتغيير الديناميكية الحالية في سورية… يجب أن نزيد الضغوط ونغير الحسابات». وقال في حديث لمجلة «فورين بوليسي» أن فكرة المناطق العازلة تحتاج الى بحث. كما تحدث عن تقارب أكبر مع الجانب الروسي حول سورية، ورأى أن الاعلان عن فشل مهمة أنان من الأفضل أن «يأتي من أنان نفسه» وليس من الولايات المتحدة أو غيرها.

انفجار في درعا لدى مرور موكب لقائد المراقبين الدوليين

أوباما يمدد حال الطوارئ حيال سوريا ويدعو الاسد إلى التنحي

    “النهار”، و ص ف، رويترز

دوى انفجار أمس لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين في درعا بجنوب سوريا كان يضم قائدهم الميجر جنرال روبرت مود، من غير ان يعرف ما اذا كان الانفجار يستهدف الموكب. ومدد الرئيس الاميركي باراك أوباما حال الطوارىء الوطنية حيال سوريا وشدد على ضرورة تنحي نظام الرئيس بشار الاسد.

وبثت قناة “الدنيا” الموالية للحكومة أن ثمانية من افراد القوة المرافقة للمراقبين اصيبوا في الانفجار. واضافت ان الانفجار وقع امام مراقبي الامم المتحدة، ولكن لم ترد انباء عن اصابة اي منهم.

وعلق مود على الحادث، واصفا اياه بانه “مثال حي على اعمال العنف التي لا يحتاج اليها السوريون”. واضاف: “ليس مهما التكهن بمن كان الهدف او ماذا كان الهدف، بل ايضاح ان هذا ما يشهده السوريون كل يوم وانه ينبغي ان يتوقف”.

ونقل عنه الناطق باسم المراقبين نيراج سينغ: “من الضروري ان تتوقف كل اشكال العنف ونحن سنبقى مركزين على مهمتنا”.

وتحدث الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون هاتفيا مع مود عقب الانفجار، وشكر للمراقبين عملهم في ظروف صعبة. وحذر من ان هذه العمليات واعمال العنف يمكن ان تؤثر مباشرة على مستقبل البعثة.

وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بان “لا دليل لدينا للاعتقاد ان الانفجار كان ينوي استهداف موكب المراقبين”. غير ان هذا الحادث “يثبت الظروف الصعبة والملأى بالتحدي التي يعمل فيها مراقبو الامم المتحدة”. كما انه “يظهر الوضع الخطر والهش الذي يعيشه الشعب السوري منذ اشهر”.

وعبر الامين العام عن “قلق عميق من الزيادة الاخيرة في تفجير العبوات الناسفة عبر سوريا”، موضحا ان “هذه الحوادث، الى العنف المتواصل في الكثير من المدن السورية، تفرض تساؤلا عن التزام الاطراف وقف العنف ويمكن ان يكون له تأثير مباشر على مستقبل البعثة”. واذ “ندد بشدة” بهذا الهجوم، دعا كل الاطراف الى “التمسك بوقف اعمال العنف والتعاون مع مراقبي انسميس ودعمهم وحمايتهم”، مؤكداً ان “هذه البعثة والجهود التي يبذلها المبعوث الخاص المشترك (للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان) هي ربما الفرصة الوحيدة المتبقية لاحلال الاستقرار في البلاد وتجنب حرب اهلية”.

وتعليقا على التفجير ايضا، قال الناطق باسم انان، احمد فوزي ان مود كان في الموكب عندما حصل الانفجار. واذ اكد ان احدا من المراقبين لم يصب بأذى، نقل عن مود ان “هذا كان مثالا واضحا لما يعانيه الشعب السوري يوميا”. وقال ان عدد المراقبين بلغ 113 من 38 دولة، بينهم 70 مراقبا عسكريا و43 موظفا مدنيا. واضاف ان البعثة تعمل حاليا من خمسة مراكز في انحاء البلاد. فالى دمشق، هناك ثمانية مراقبين وثلاثة موظفين مدنيين في حمص، واربعة مراقبين عسكريين في كل من حماه وادلب ودرعا وحلب. واعلن مود انه “في اليومين المقبلين، سيتجاوز عدد المراقبين العسكريين المئة”.

كما ندد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “بحزم” بالانفجار، محملاً السلطات السورية “مسؤولية أمن المراقبين”.

المعارضة السورية

واتهم عضو المكتب التنفيذي لـ”المجلس الوطني السوري” سمير نشار السلطات السورية بأنها وراء انفجار درعا. وقال ان هذا الانفجار “يندرج ضمن سياسة النظام التي اعتدناها لتثبيت مزاعمه ان هناك ارهابا واصولية في سوريا”.

ودعا رئيس “المجلس العسكري للجيش السوري الحر” العميد مصطفى الشيخ الذي يتخذ تركيا مقراً له، المجتمع الدولي الى توجيه “ضربات نوعية الى مفاصل الدولة الامنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا”. واعتبر ان عمليات كهذه “ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد الى حرب اهلية”. واكد رفضه “اجتياحا بريا لسوريا”، قائلا: “نحن مع اسقاط النظام ولسنا مع اسقاط الدولة” السورية.

الوضع الميداني

ميدانياً، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان نحو 11 قتيلا سقطوا في اعمال عنف متفرقة في مناطق عدة من البلاد.

واستنادا الى المرصد والى ناشطين في مدينة دوما شرق دمشق، التي تعد احد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي، تعرضت المدينة لقصف واطلاق نار استمر من الليل الى ما قبل الظهر.

وقال الناشط محمد سعيد إن هجوما بالقذائف الصاروخية استهدف اوتوبيساً ينقل افراد الميليشيا المعروفين باسم الشبيحة في ضاحية عربين مما دفع الجيش إلى تطويق المنطقة وقصفها.

 وتحدث المرصد السوري عن مقتل رجل واصابة ثلاثة آخرين في اشتباكات عنيفة في محافظة إدلب بشمال البلاد. وسمع مراسل ل”رويترز” في المحافظة أصوات إطلاق نار طوال الليل.

 ووردت أنباء أيضاً عن اشتباكات عنيفة في مدينتي حماه ودير الزور حيث يقول سكان إن القوات الحكومية شنت حملة دهم واعتقالات. وقال المرصد السوري إن فردين من الأمن قتلا كما قتل مسلحون مجهولون رجلا آخر.

وأكدت مصادر المعارضة في الرستن على مسافة نحو 30 كيلومترا شمال مدينة حمص ان مراقبي الامم المتحدة لم يتمكنوا من زيارة البلدة بسبب استمرار القصف واطلاق النار لليوم الثالث .

وفي حمص، قال ناشطون ان شخصين قتلا بنيران القوات النظامية في حيي الخالدية وكرم الزيتون.

على صعيد آخر، اتهم المرصد أجهزة الامن السورية بممارسة “سياسة ممنهجة منذ اشهر لتهجير الشباب من الاحياء الجنوبية الثائرة من مدينة بانياس” الساحلية. وأشار الى حالات “تعذيب جماعي” و”اغتصاب اطفال” و”تعذيب على اساس طائفي في المدينة”.

شعبان

وصرحت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان لصحيفة “حريت” التركية بأن هناك عصابات مسلحة تتسرب من تركيا إلى سوريا”، مشيرة إلى أن طول الحدود مع تركيا والذي يصل إلى 800 كيلومتر يجعل من الصعب التوصل الى حل لهذه المشكلة من طريق توجيه نداءات إلى حلف شمال الاطلسي وإنما من الممكن حلها من خلال العلاقات الجيدة.

وقالت “إن هناك 120 ألف لاجىء سوري في الأردن ولا يمتلك أحدهم خيمة واحدة بينما نلاحظ تركيا تعمل على عكس ذلك ونحن نعتقد أن انقرة تشجع السوريين لترك بلدهم وأنها أنشأت العديد من الحاويات السكنية في الأماكن الحدودية القريبة من سوريا قبل وصول اللاجئين السوريين”.

وفي إطار تعليقها على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي أكد فيها أن نظام الأسد انتهى، قالت: “إن الشعب السوري هو الذي يقرر مصير رئيسه … ولا يفهم السوريون موقف تركيا “.

أوباما

* في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما استمرار حال الطوارئ الوطنية حيال الحكومة السورية سارية المفعول بعد 11 ايار الجاري، وقال إن الولايات المتحدة تندد باستخدام نظام الأسد للعنف الوحشي وانتهاكات حقوق الإنسان، ودعا نظام الأسد إلى التنحي والبدء فوراً بعملية انتقال سياسي تسير نحو مسار موثوق به في مستقبل يحقق المزيد من الحرية والديموقراطية والعدالة للشعب السوري.

جاء ذلك في إشعار أرسله أوباما إلى الكونغرس لتجديد الأمر التنفيذي الذي كان قد صدر في 11 ايار 2004 في شأن حال الطوارئ مع سوريا والتي تجدد تباعاً. وأكد أن الولايات المتحدة ستنظر في ما يستجد من تغييرات في تشكيل الحكومة السورية وسياساتها وإجراءاتها لتقرير متابعة أو إنهاء حال الطوارئ الوطنية في المستقبل.

وأضاف: “بينما خفض النظام السوري عدد المقاتلين الأجانب المتوجهين من أراضيه إلى العراق، إن وحشية النظام في قمع مواطنيه الذين يطالبون بالحرية وتأليف حكومة تمثيلية يعرض للخطر ليس فقط الشعب السوري، بل يمكن أن يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها”.

 وأوضح أن “إجراءات النظام السوري وسياساته، بما فيها عرقلة قدرة الحكومة اللبنانية على العمل بفاعلية، ومواصلة السعي الى امتلاك أسلحة كيميائية وبيولوجية، ودعم المنظمات الإرهابية، تشكل تهديدا غير عادي واستثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد الأميركي”.

بان كي مون يحذر من إعادة النظر بمهمة المراقبين.. وفرز الانتخابات يتواصل

عبوة درعا: محاولة لاغتيال خطة أنان؟

تعرضت مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، وبالتالي خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان الى ما يشبه محاولة اغتيال من خلال العبوة المتفجرة التي استهدفت موكب رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود، وأدت الى جرح عشرة من الجنود السوريين الذين يواكبون قافلة المراقبين خلال مهمة الى مدينة درعا.

وظهرت تداعيات التفجير على الفور حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن انفجار العبوة بعد لحظات من مرور موكب المراقبين في درعا، قد يؤدي إلى إعادة النظر بمهمة الأمم المتحدة في سوريا. وفي سياق آخر، تواصلت عملية فرز أوراق الاقتراع في الانتخابات التشريعية التي جرت الاثنين الماضي، من دون تحديد موعد نهائي لصدور النتائج.

وأصيب 10 جنود سوريين بانفجار عبوة عند مدخل مدينة درعا بعد ثوان من مرور موكب للمراقبين الدوليين، بينهم الجنرال روبرت مود والمتحدث باسم البعثة نيراج سينغ.

وقال مراسل لوكالة «اسوشييتد برس» الذي كان ضمن الموكب، ان انفجار العبوة هشم نوافذ الشاحنة العسكرية، لكنه لم يصب موكب المراقبين. وأوضح أن الانفجار وقع على بعد مئة متر من سيارات المراقبين. ونقل عن جندي في الجيش السوري قوله «كنا نقود خلف موكب مراقبي الامم المتحدة عندما انفجرت العبوة، ما ادى الى إصابة ملازم أول وخمسة جنود».

وأعلن بان كي مون، في بيان نشره المتحدث باسمه مارتن نيسيركي، ان تفجير العبوة قد يؤدي الى إعادة النظر بمهمة الامم المتحدة في هذا البلد. وقال إن «مثل هذه الحوادث التي تضاف الى أعمال العنف المتواصلة التي تبلغنا بحصولها في عدد كبير من المدن في سوريا، تعيد طرح مسألة التزام الأطراف بوقف العنف وقد يكون لها تأثير مباشر على مستقبل مهمة» الأمم المتحدة.

واعتبر بان كي مون ان تواصل العنف يزعزع خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان «التي ربما لا تزال الفرصة الاخيرة لاستقرار البلاد وإبعادها عن الحرب الاهلية». واشار الى اصابة 10 جنود في الانفجار، لكنه أوضح انه لا يوجد اي دليل على انه كان يستهدف المراقبين.

وقال مود انه لا يعرف ما اذا كان الانفجار يستهدف المراقبين او الجيش السوري. وأضاف «ليس مهما التكهن بمن كان الهدف أو ماذا كان الهدف، بل توضيح ان هذا هو ما يشهده السوريون كل يوم وان ذلك ينبغي ان يتوقف»، معتبرا انه «مثال حي على أعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون». ونقل سينغ عن مود قوله «من الضروري أن تتوقف أشكال العنف كافة، ونحن سنبقى مركزين على مهمتنا».

ويعمل على مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا 70 مراقبا، على ان يرتفع عددهم الى 300 في الاسابيع المقبلة. وقال سينغ إن «أربعة مراقبين استقروا امس (الثلاثاء) في مدينة حلب»، مشيرا الى ان «عدد المراقبين سيرتفع الى أكثر من مئة في اليومين المقبلين».

وقال مود، في مؤتمر صحافي في درعا، إن «وفد المراقبين الدوليين الذي يضم مراقبين ورجال الحماية والأمن وصحافيين من مختلف وكالات الأنباء العالمية والصحف تعرض لانفجار عبوة وضعت في طريق الوفد، وكان هناك جرحى من رجال الحماية وأحد الصحافيين.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مود قوله إن «هذا الانفجار يدل على وجود العنف، ويعكس صورة العنف

والتحدي للأحداث في سوريا». واعتبر أنه «حتى تخرج سوريا من الأزمة يجب أن يكون ذلك بناء على قرار السوريين أنفسهم، وان على مختلف الأطراف فيها أن تتواصل مع بعضها لحل الأزمة».

وتابع «اجتمعنا مع المراقبين الموجودين في درعا وأخبروني عن الوضع في المحافظة، وشعورهم بالترحيب من قبل الجميع»، مشيرا إلى أن «عدد المراقبين المتواجدين في سوريا الآن هو 70 مراقبا وسيصبحون 100 خلال اليومين المقبلين»، معتبرا انه «مهما كان عدد المراقبين فسنكون بمثابة شخص واحد، وسننقل ما نراه بأعيننا».

وحول التقرير الذي قدمه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان إلى مجلس الأمن امس الاول، قال مود «لا نستطيع التعليق عليه لأننا نحن من قدم التقرير بناء على مشاهداتنا على أرض الواقع، وأعتقد أن المجتمع الدولي كان له رأي متوازن حول التقرير».

وأدانت باريس «بحزم» التفجير، محملة السلطات السورية «مسؤولية امن المراقبين» كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو. واعتبر أن مداخلة انان أمام مجلس الأمن «تعكس الحاجة الملحة والعاجلة للتنفيذ الكامل لخطته بشأن سوريا».

واتهم عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» سمير نشار، في اتصال مع وكالة «فرانس برس»، السلطات السورية بالوقوف وراء تفجير درعا. وقال «نعتقد أن سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات هي إبعاد المراقبين عن الساحة، وسط المطالبات الشعبية بزيادة أعدادهم».

وذكرت «سانا» ان محافظ حلب موفق خلوف قدم لوفد من بعثة المراقبين في مبنى المحافظة، «شرحا عن مدينة حلب وأهميتها الاقتصادية، الصناعية والتجارية والزراعية، وتوزعها السكاني والجغرافي». وأشار إلى أن «المحافظة بقيت هادئة منذ بداية الأزمة التي تمر بها سوريا، إلى أن دخلتها بعض المجموعات الإرهابية المسلحة من خارج المحافظة وقامت بالعديد من الأعمال الإجرامية». وأبدى «استعداده لتقديم كل ما من شأنه مساعدة البعثة في مهمتها».

ونقلت عن رئيس الوفد بلاس فرانكو اشارته الى ان «الاعلام الغربي يقدم رؤية مخالفة لما هو موجود على أرض الواقع، ويبالغ في الأحداث التي تمر بها سوريا»، موضحا ان «الوضع طبيعي في حلب، ولم ير فيها ما يشوب الأمن والهدوء».

وكان اعضاء الوفد، الذي ضم اربعة مراقبين برئاسة فرانكو، زار مناطق باب الحديد والقاطرجي والميسر وباب النيرب والمحلق وطريق المطار.

ودعا «رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد» مصطفى الشيخ المجتمع الدولي إلى توجيه «ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية، مثلما حدث في ليبيا». واعتبر أن «عمليات من هذا النوع ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 11 شخصا، بينهم 4 عسكريين، في اشتباكات وهجمات في حلب وادلب وحمص ودير الزور». وقال معارضون إن مسلحين قتلوا سبعة من مناصري النظام، في هجوم بالقذائف الصاروخية استهدف باصا في ضاحية عربين في دمشق.

انتخابات

وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا القاضي خلف العزاوي، في تصريح لوكالة «سانا»، «تردنا بشكل متتال نتائج انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام 2012 من رؤساء اللجان القضائية الفرعية في المحافظات، ولم تكتمل بعد هذه النتائج لغايته».

وأكد العزاوي أن «اللجنة العليا للانتخابات ستعلن عن موعد إعلان النتائج النهائية للانتخاب قبل يوم واحد على الأقل من الموعد والمكان اللذين ستحددهما، وستتم دعوة وسائل الإعلام كافة لحضور إعلان النتائج النهائية».

وحول ما يتم تداوله من تسريبات عن نتائج الانتخابات في بعض الدوائر الانتخابية، قال العزاوي إن «هذه التسريبات غير دقيقة ولم نعلن أو يسرب من قبلنا أي نتائج للانتخاب».

وعن إعادة الانتخاب في مركزين في الحسكة، أوضح انه «نتيجة للاعتراضات التي قدمت للجنة القضائية الفرعية في الحسكة فقد تم إلغاء المركزين واعادة الانتخاب فيهما اليوم (أمس)».

وذكرت «سانا» ان اللجان القضائية الفرعية في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة والرقة وطرطوس وادلب انهت عمليات فرز الأصوات في المراكز الانتخابية، بينما تستمر في المحافظات الأخرى.

وقال رئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل، في مؤتمر صحافي في دمشق، إن «الجبهة دخلت العملية الانتخابية بهدف أن تتحول هذه العملية لنقطة انطلاق واستكمال جدي للعملية السياسية المرجوة في البلاد، وأن تساعد على إطلاق الحوار الوطني المنشود». وأشار إلى أن «النتائج الأولية تبين تقدم مرشحين عديدين للجبهة، ونجاح بعضهم ومقاربة بعضهم الآخر للنجاح، رغم أن فرز الأصوات لم ينته في العديد من المناطق».

واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية والأفريقية حسين امير عبد اللهيان، في طهران، ان «اقامة الانتخابات البرلمانية في سوريا خطوة مهمة»، مضيفا ان «سوريا تخطو خطوات أساسية في مجال الإصلاحات». وتابع ان «الشعب السوري الواعي يعتبر دوما السبل السياسية بأنها انسب وانجع السبل، وانه من خلال الانتخابات البرلمانية رد بشكل حازم على التدخلات الأجنبية والعمليات الإرهابية الفاشلة». وقال ان «إيران تدعم بشكل حازم الشعب السوري المقاوم ومشروع الإصلاحات الذي ينتهجه الرئيس بشار الأسد».

أوباما

ومدد الرئيس الأميركي باراك أوباما «حالة الطوارئ الوطنية» التي تفرض عقوبات على الحكومة السورية، مشددا على أن «الولايات المتحدة تدين استخدام نظام بشار الأسد للعنف الوحشي وانتهاكات حقوق الإنسان». ودعا «نظام الأسد إلى التنحي والبدء فورا في عملية انتقال سياسي تسير نحو مسار موثوق في مستقبل يحقق المزيد من الحرية والديموقراطية والعدالة للشعب السوري».

وأعلن أوباما، في قرار، أرسله إلى الكونغرس ومدد فيه العمل بالقانون الساري منذ العام 2004، أن «الولايات المتحدة ستنظر في ما يستجد من تغييرات في تشكيل وسياسات وإجراءات الحكومة السورية لتحديد ما إذا سيتم الاستمرار في مـــتابعة أو إنهاء حالة الطوارئ الوطنية في المستقبل».

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

سورية تفجر أزمة في مؤتمر عدم الانحياز باقتراح بحث حقوق الانسان في السعودية وقطر

انفجار امام موكب للمراقبين بدرعا قد يؤدي لسحبهم والجيش الحر يطالب بعمليات نوعية على غرار ليبيا

دمشق ـ بيروت ـ شرم الشيخ ـ وكالات: وقع انفجار صباح امس الاربعاء لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين في درعا بينهم رئيس الفريق الجنرال روبروت مود، غداة احاطة المبعوث الدولي كوفي عنان مجلس الامن بما آلت خطته في سورية، فيما دعا رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر المجتمع الدولي الى توجيه ‘ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الامنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا’.

وحول الانفجار في درعا، سارع المجلس الوطني السوري المعارض الى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه ‘لابعاد المراقبين عن الساحة’ ولتثبيت ‘مزاعمه بوجود اصولية وارهاب في سورية’.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان تفجير القنبلة لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين في سورية وجرح ستة جنود، قد يؤدي الى اعادة النظر بمهمة الامم المتحدة في هذا البلد.

وقال بان كي مون في بيان نشره المتحدث باسمه مارتن نيسيركي ان ‘مثل هذه الحوادث التي تضاف الى اعمال العنف المتواصلة التي تبلغنا بحصولها في عدد كبير من المدن في سورية، تعيد طرح مسألة التزام الاطراف بوقف العنف وقد يكون لها تأثير مباشر على مستقبل مهمة’ الامم المتحدة.

وندد الجنرال مود في اول تعليق على الحادث بالانفجار واصفا اياه بانه ‘مثال حي على اعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون’.

ونقل نيراج سينغ المتحدث باسم المراقبين عن مود قوله ‘من الضروري ان تتوقف اشكال العنف كافة ونحن سنبقى مركزين على مهمتنا’.

كما دانت باريس ‘بحزم’ التفجير، محملة السلطات السورية مسؤولية امن المراقبين’ كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية بيرنار فاليرو.

وانفجرت عبوة صباح الاربعاء لدى مرور موكب من ست سيارات للمراقبين الدوليين من بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود عند مدخل درعا، ما اسفر عن اصابة ستة جنود سوريين بجروح فيما لم يصب مود بأذى، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وكان ضمن الموكب ايضا المتحدث باسم فريق المراقبين نيراج سينغ.

الى ذلك دعا العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر في اتصال مع وكالة فرانس برس المجتمع الدولي الى توجيه ‘ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الامنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا’.

واعتبر العميد الشيخ الموجود في تركيا ان عمليات من هذا النوع ‘ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد الى حرب اهلية’.

واكد الشيخ في المقابل رفضه ‘اجتياحا بريا لسورية’، مضيفا ‘نحن مع اسقاط النظام ولسنا مع اسقاط الدولة’ السورية.

ميدانيا، سقط سبعة قتلى في اعمال عنف متفرقة في مناطق عدة في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي شرم الشيخ كاد الوفد السورى برئاسة السفير تمام سلمان مدير ادارة الشؤون الدولية بوزارة الخارجية السورية ان يفجر أزمة كبيرة في مؤتمر عدم الانحياز الذي انطلق الاربعاء في مدينة شرم الشيخ بمصر، لمدة يومين على المستوى الوزاري عندما اعترض بشدة على اضافة أحد البنود الخاصة بسورية في البيان الختامي المقرر أن يصدره المؤتمر اليوم الخميس.

وكشفت مصادر دبلوماسية بأن الوفد السوري اعترض بشدة في الاجتماعات التي عقدت على مستوى كبار المسؤولين على مدى اليومين الماضيين على فقرة ترحب بمبادرة كوفي عنان، مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية، والتي تدعو المجتمع الدولى لدعم خطته والاشارة لقرارات مجلس الامن رقمي 2042 و2043.

وأصر الوفد السوري على عدم الاشارة للازمة السورية ‘بأي شكل من الاشكال’ في البيان الختامي، وبعد مجادلات استمرت ساعات طويلة، تم طرح فكرة ان يتم الاشارة للترحيب بقبول الحكومة السورية لخطة كوفي عنان، إلا ان الوفد السوري رفض ايضا إضافة هذا البند.

وفي اليوم الثاني لاجتماعات كبار المسؤولين فوجئ الجميع بالوفد السوري يقترح اضافة ست فقرات تدور حول حقوق الانسان في السعودية وقطر، نظرا لان هاتين الدولتين هما اللتان وقفتا خلف طرح بند سورية في البيان الختامي.

وأشارت المصادر إلى أن الفقرات الست تتحدث عن أهمية دعم حقوق الانسان في السعودية وقطر ودعم الجماعات المسلحة هناك وتطالب بدعم المجتمع الدولي لحماية حقوق الانسان والاقليات وتدعو المجتمع الدولي لتوفير المساعدات الانسانية لمنظمات حقوق الانسان. ولم ينل الوفد السوري تأييد أي دولة لهذه البنود او اي بند منها بمفرده، لوضعها في مشروع البيان الختامي، بل على العكس وافقت الدول المشاركة على اعتماد البند الخاص بتأييد جهود كوفي عنان في الملف السوري وأصر الوفد السوري على أن هذا يعتبر ‘تعسفا’ وأنه سيتقدم بطلب اضافة بنوده الست الخاصة بدول الخليج، خاصة السعودية وقطر في اجتماع وزراء الخارجية.

الداخلية السورية: 55 قتيلاً و375 جريحاً و15 جثة مجهولة الهوية الحصيلة الأولية لتفجيري دمشق

دمشق- (يو بي اي): أعلنت وزارة الداخلية السورية الخميس، أن 55 قتيلاً و375 جريحاً و15محفطة تضم أشلاء لـ15 جثة مجهولة، هي الحصيلة الأولية لـ”التفجيرين الإرهابيين” اللذين وقعا في مدينة دمشق.

وقالت الداخلية السورية في بيان، إن الحصيلة الأولية لـ”التفجيرين الإرهابيين” اللذين وقعا في منطقة القزاز على طريق المتحلق الجنوبي في مدينة دمشق، هي “55 شهيداً و372 جريحاً من المدنيين والعسكريين و15 محفظة لأشلاء مجهولة، وتفحّم 21 سيارة وتحطّم 105 سيارات بالكامل وإصابة 78 سيارة بأضرار مختلفة إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة”.

وأوضحت الوزارة في بيانها أن “التفجيرين الإرهابيين تما بواسطة سيارتين مفخختين يقودهما إنتحاريان، محملتين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة والتي تقدّر بأكثر من ألف كيلوغرام، ما أحدث حفرتين الأولى بطول 5.5 أمتار وعرض 3.30 أمتار وعمق 1 متر، والثانية بقطر 8.5 أمتار وعمق 2.5 متر”.

وأكدت وزارة الداخلية السورية في البيان أن “ستلاحق هؤلاء المجرمين القتلة ومن يمدّهم أو يؤويهم في أوكارهم، ولن تتهاون في ملاحقة فلول الإرهاب واستئصال من يعبثون بأمن المجتمع السوري لينالوا جزاءهم العادل”.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قالت في وقت سابق اليوم، إن الحصيلة الأولية “لتفجيري القزاز الإرهابيين” بلغت “أكثر من 40 شهيداً وأكثر من 170 جريحا”.

وكان مصدر في مستشفى المجتهد في دمشق قال ليونايتد برس إنترناشونال في وقت سابق، إن المستشفى “تلقى اليوم نحو 25 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً، وهذه حصيلة أولية لان الجرحى توزعوا على مختلف الأقسام في المستشفى”.

وقال مصدر طبي إن “المستشفى العسكري في المزة تلقى 11 جثة و8 أشلاء وعشرات الجرحى”.

ونقل الجرحى إلى ثلاثة مستشفيات في العاصمة هي “المجتهد” و”المواساة” ومستشفى المزة العسكري 601 .

وكان رئيس فريق المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود تفقّد في وقت سابق موقع الإنفجارين.

ونقلت (سانا) عن مود قوله تعليقاً على الإنفجارين في تصريح صحافي، إن “هذا نوع مرعب من العنف الذي لا يحتاجه السوريون، رسالتي واضحة الى جميع الأطراف وخاصة الخارجية، أن هذا النوع من العنف لن يحل المشكلة بل سيزيد في معاناة الأطفال والنساء وعموم السوريين”. وأضاف “أطالب الجميع بتغيير هذا الإتجاه”.

وكان مصدر رسمي سوري أعلن عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين في الإنفجارين.

وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن “إنفجارين إرهابيين وقعا صباح اليوم قرب مفرق القزاز على المتحلق الجنوبي في دمشق في منطقة تكتظ بالسكان والمارة”.

وأضافت “أسفر الإنفجاران عن إستشهاد وجرح العشرات من المدنيين” وتحولت عشرات السيارات إلى هياكل وتفحمت.

وأشارت الوكالة الرسمية السورية الى أن التفجيرين تزامنا “مع توجه الموظفين الى أعمالهم والطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم في وقت تشهد فيه المنطقة حركة مرورية كثيفة”.

وكان شهود قالوا ليونايتد برس إنترناشونال إن الإنفجارين وقعا عند الساعة 7:50 بالتوقيت المحلي، وأن أحدهما إستهدف فرع الدوريات (فرع فلسطين) الواقع على المتحلق الجنوبي قرب مفرق السيدة زينب.

ويعد هذا التفجير هو الأعنف في سلسلة الإنفجارات التي تقع في سوريا خلال الأحداث التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس/ آذار عام 2011.

يأتي ذلك في وقت يواصل وفد طلائع المراقبين الدوليين أعماله في مختلف الأراضي السورية، عملاً بخطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، وبانتظار وصول بقية المراقبين الـ300 الذين أصدر مجلس الأمن الدولي في 21 نسيان/ أبريل قراراً بالإجماع يقضي بإرسالهم الى سوريا في إطار المهمة ذاتها.

ليالي الخوف في دمشق.. التفجيرات وأصوات النيران تجلب الخوف والأرق الى قلب العاصمة

دمشق – من مريم قرعوني: عندما يحل الظلام تصبح الشوارع في دمشق خالية مع تحسب الناس للتفجيرات وأصوات النيران والتي كانت يوما مخاطر بعيدة وأصبحت الآن تجلب الخوف والأرق الى قلب العاصمة السورية.

وطوال شهور ظلت الاضطرابات التي شهدتها سورية العام الماضي عندما تظاهر معارضون للرئيس السوري بشار الأسد للمطالبة بالمزيد من الحقوق بعيدة عن العاصمة السورية حتى مع تحول احتجاجات الشوارع إلى صراع مسلح.

والآن أصبح سكان دمشق يشعرون بأن الاضطرابات تقترب من منازلهم وأن الإحساس بالقلق أصبح ملموسا.

وتهز تفجيرات من حين لآخر المدينة وتراوحت بين تفجير قتل فيه تسعة على الأقل في منطقة الميدان قبل عشرة أيام وتفجيرات ليلية والكثير منها ليس له تفسير.

ويتهم نشطاء قوات الأمن التابعة للأسد بتنفيذ بعض التفجيرات قائلين إنهم يتعمدون التصعيد من الإحساس بالافتقار للأمن في إطار مساع لتصوير الانتفاضة الشعبية على أنها حملة عنف ينفذها مقاتلون مدعومون من الخارج.

وهم يقولون أيضا إن الجنود وأفراد الشرطة نفذوا حملات اعتقال في دمشق خلال محاولات لقمع احتجاجات سلمية استمرت شهورا وأطلقوا النار على المحتجين وقصفوا ضواحي شرقية في العاصمة طوال أسابيع لإجبار مقاتلي المعارضة على الخروج منها. وفي قلب المدينة طوقت الأسوار عدة مبان حكومية ويجري إغلاقها في أيام الجمعة حين يتدفق المصلون بعد صلاة الجمعة للمشاركة في الاحتجاجات هنا وفي شتى أنحاء البلاد للمطالبة بإنهاء حكم عائلة الأسد المستمر منذ 40 عاما.

وقالت مرفت البالغة من العمر 33 عاما والتي يعمل زوجها في تجارة الأقمشة بوسط دمشق ‘من الناحية الامنية ربما ما زال حالنا لا بأس به هنا في دمشق لكن إلى متى. نشعر أن (الاضطرابات) تقترب أكثر وأكثر’.

وأضافت ‘صوت كل هذه الأعيرة النارية يروع الأطفال. قبل ثلاثة أيام كانت هناك اشتباكات في شارعي’.

كما يتحدث السكان عن اغتيال عدد من ضباط الجيش والمدرسين وآخرين ينظر لهم على انهم قريبون للسلطات.

وفي أحياء تمتد من وسط دمشق إلى الضواحي والبلدات الشرقية التي تقع على بعد كيلومترات محدودة خارج العاصمة يقول سكان إن أصوات الأعيرة النارية تجعلهم يظلون مستيقظين أغلب الليل.

وقال صاحب متجر عمره 46 عاما في دمشق في إشارة إلى الاضطرابات ‘إنها تقترب. منزلي قريب للغاية من بلدة جوبر. أشعر أنني سأستيقظ في إحدى الليالي لأجد المسلحين على عتبة بابي’ مضيفا أنه ليس من الواضح من الذي يطلق النار.

ومضى الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه يقول ‘لا يهمني من السبب.. هذا لا يهم الآن. حياتنا دمرت. نريد نهاية لهذا. نريد أن نعيش في سلام’.

ويقول معارضو الأسد إن قوات الأمن هي المسؤولة عن أغلب أعمال العنف بما في ذلك التفجيرات. وقال عمر وهو نشط مناهض للحكومة في دمشق ‘كل هذه التفجيرات التي نسمعها ليلا هي قنابل صوت. النظام يريد أن يشعر الناس بالخوف. إنه يحكم بالخوف’.

وتحدث سائق سيارة اجرة عن كيف أنه أصبح في مرمى النيران خلال معركة بين مسلحين وقوات حكومية بينما كان يقل راكبا من دمشق إلى بلدة حرستا المجاورة.

وقال ‘اتصلت بزوجتي ووالدتي وطلبت منهما أن تسامحاني لأنني كنت متأكدا أن تلك هي لحظاتي الأخيرة’.

ويقول سكان آخرون إن سرقات السيارات زادت في المدينة حيث كانت معدلات الجريمة منعدمة تقريبا قبل عام ويقولون إنهم يعتقدون أن كلا من شبيحة الحكومة ومقاتلي المعارضة يسرقون السيارات لاستخدامها في شن هجمات على الطرف الآخر.

وقال سائق سيارة أجرة في دمشق إن مسلحين أوقفوا شقيقه وأخذوا سيارته. وبعد أيام اتصلوا به وطلبوا منه أن يحضر ليأخذها في بلدة دوما خارج دمشق حيث أعادها له مسلحون ملثمون. وقال ‘أعادوها لكنهم لم يقولوا في أي غرض استخدموها’.

وإلى جانب تدهور الأوضاع الأمنية فإن الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها الاضطرابات المستمرة منذ شهور والعقوبات الغربية زادتا من صعوبات الحياة اليومية بالعاصمة.

وقالت مرفت في منزلها بحي متوسط وهي تهمس حتى لا يعرف ابناها وهما في السابعة والتاسعة بقلقها ‘خلال الأشهر القليلة الماضية تدهور عمل زوجي بشدة’.

وأضافت ‘لجأنا إلى مدخراتنا خلال الشهرين الماضيين. أريد أن أغادر البلاد إلى أن تتحسن الأوضاع لكن زوجي يقول إن هذا هو بيته وإنه لن يتركه’.

وقال أحمد وهو مهندس كمبيوتر يعمل في الخارج وكان يزور عائلته في حي الميدان إن الناس أتعبتهم الاضطرابات. وأضاف ‘إنهم يريدون حقا أن تنتهي هذه المسألة. نحن مستنفدون.. وبلادنا استنفدت واقتصادنا استنفد’.

وتوقفت سورية عن نشر الإحصاءات الاقتصادية قبل عام مما يجعل من الصعب تقييم أثر الاضطرابات. لكن صادرات النفط إلى اوروبا توقفت مما كلف سورية ثلاثة مليارات دولار طبقا لتقديراتها وانهارت عائدات السياحة كما تضررت قطاعات مثل التجارة والصناعة والأعمال.

وقال لؤي حسين وهو نشط في المعارضة ‘بلغ الاقتصاد أدنى مستوى والمجتمع منقسم… البطالة مرتفعة جدا الآن. أعتقد أنها بلغت 80 في المئة. لا يوجد عمل. لا توجد تجارة. لا شئ يعمل’.

وتابع ‘لم يعد لدى البعض المال لشراء الاحتياجات الأساسية وهم يعيشون على إعانات الآخرين’.

وزادت الأسعار لأكثر من الضعف كما أن سلعا غذائية رئيسية مثل السكر والأرز والحوم ترتفع أسعارها بشدة. وقال البعض إنهم يخزنون مواد غذائية تكفي لمدة شهر على الأقل. وقال جميل البالغ من العمر 35 عاما ‘إذا تدهور الوضع الأمني أكثر فربما أظل داخل بيتي غير قادر على الخروج لمدة اسبوعين على الأقل.. لذلك فإنني احتفظ دائما بما يكفي من الطعام المعلب’.

وفي سوق الحميدية التقليدي تحدث التجار عن بطء الحركة التجارية. ووضعت صور جديدة للأسد على الجدران وأبواب بعض المتاجر. وقال صاحب متجر طلب عدم نشر اسمه ‘هناك عدد محدود من السائحين الذين يحضرون للبلاد.. البعض من الإيرانيين والباكستانيين. أعداد هؤلاء ليست كافية لإنعاش السوق’.

وفي الحي القديم بدمشق كانت المتاجر والمخابز والمطاعم والمقاهي مفتوحة هذا الأسبوع. بعضها كان ممتلئا والبعض الآخر شبه خال.

وفي أحد المقاهي كان ثلاث من النساء يتباحثن أمر الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر التي أطيح فيها بالرئيس حسني مبارك خلال انتفاضة شعبية العام الماضي.

وقالت امرأة تضع مساحيق تجميل وترتدي قميصا بلا أكمام ‘هؤلاء المصريون المساكين. دخل مستقبل بلادهم المجهول. هؤلاء الإسلاميون سوف يحولون حياتهم إلى جحيم’.

وقالت صديقتها ‘إنهم قادمون إلينا نحن أيضا’ مشيرة إلى النبرة الإسلامية المتزايدة لحركة المعارضة التي اندلعت في مارس اذار من العام الماضي مطالبة بقدر اكبر من الحرية مضيفة ‘انتظري حتى يحكموننا’.

وقال صاحب مطعم شهير في وسط دمشق إن التجارة تراجعت 70 في المئة منذ بداية الاضطرابات.

وأضاف ‘الوضع صعب جدا الآن. انظروا حولكم.. اليوم هو الجمعة وعادة ما يكون المطعم محجوزا بالكامل لتناول الغداء أو العشاء’.

ولم يكن في المطعم سوى مائدة واحدة يشغلها زبائن. (رويترز)

الازمة السورية تحولت الى نزاع محلي وقضية اغاثة انسانية

في مجدل شمس ولاء شديد للاسد وشك بالمعارضة وخوف من القادم

لندن ـ ‘القدس العربي’: جاءت تصريحات المبعوث الدولي كوفي عنان بدخول سورية مرحلة الحرب الاهلية اعتراف بالحالة التي وصلت اليها البلاد بعد عام من الانتفاضة.فحقيقة اختفاء الخبر السوري وبشكل واسع في وسائل الاعلام الغربية يعني تسليما ان النزاع في سورية بات نزاعا محليا بين نظام ومعارضة مسلحة، كل هذا على الرغم من التهديدات الامريكية وطلبها الرئيس السوري بالتنحي لانه فقد الشرعية. ومثل ذلك تبدو التأكيدات التركية للاجئين على اراضيها من ان عهد الرئيس السوري بشار الاسد يشير نحو نهاية قريبة.

وما يجعل الموضوع السوري نزاعا محليا هو تركيز الدبلوماسيين في الامم المتحدة على الجانب الانساني فيه وتوفير المساعدات حيث اصبح اولوية بالنسبة لهم، ويجمعون على انه لا يوجد خيار الآن في ظل استمرار رفض النظام السوري تطبيق بنود المبادرة بشكل كامل. وعلى الرغم من اعتراف عنان بتقدم تحقق على الارض وانخفاض مستوى العنف الا انه يراه دون المستوى المطلوب.

وحملت تصريحات عنان لمجلس الامن تحذيرا من الفرصة الاخيرة التي تعني حربا اهلية وتأثيرا على جيران سورية. ولم تنجح الانتخابات التي اعتبرتها المعارضة ‘مهزلة’ في تخفيف حدة العنف حيث تواصل سقوط القتلى والجرحى وفي الوقت الذي يركز فيه اصدقاء المعارضة السورية على التجاوزات تركز كل من الصين وروسيا اللتين دعمتا الخطة على التقدم في تنفيذ بنودها وان كان بطيئا. ونظرا لاستمرار العنف بدأت المنظمات الدولية بالدعوة لتوفير المساعدة لاكثر من 1.3 مليون سوري تأثروا بالعنف. واعترفت منظمة الصليب الاحمر الدولية التي طالبت بـ 27 مليون دولار لتنفيذ عمليات الاغاثة في المناطق المنكوبة بتحول الصراع على سورية الى حرب عصابات. وفي ضوء هذا الوضع التزمت معظم الدول الصديقة خاصة امريكا بجهودها وهي مواصلة استمرار الضغط على النظام السوري. ومنذ دخول قوات المراقبة الدولية قتل المئات. ويتوقع ان يكتمل عدد المراقبين 300 في نهاية الشهر الحالي، في حين تشكك المعارضة بدورها وتأثيرها على الوضع، فمثل وفد المراقبين العرب العام الماضي لا تتوقع المعارضة الكثير من مراقبي الامم المتحدة. ونقل عن مواطن في دوما قوله ان المراقبين الدوليين اسوأ من مراقبي الجامعة العربية.

ونقلت صحيفة امريكية عن ناشط قوله ان اعضاء البعثة يزورون المدن والقرى بعد ان يتم قصفها واعتقال العديد من اهاليها، ‘وصار الناس يصلون حتى لا يزورهم المراقبون’. وفي ظل حالة الانسداد واستمرار دوامة العنف تلقي الحكومة السورية اللوم على الدول من الخارج خاصة السعودية وقطر اللتين تزودان المعارضة السورية بالمال والسلاح، حسب الحكومة التي تؤكد ان الصراع لا علاقة له بالاصلاحات الداخلية بل بمؤامرة اجنبية تعمل على زعزعة الاوضاع في المنطقة.

كما تستخدم سورية العامل الجهادي والجماعات الجهادية لتأكيد وجهة نظرها هذه، خاصة ان الحديث عن الجهاد ومساعدة السوريين ضد النظام منتشرة بشكل واسع في العالم العربي. ولم يفت مبعوثة واشنطن في الامم المتحدة سوزان رايس التذكير من ان سورية التي سمحت للجهاديين دخول العراق بعد غزوه عام 2003 تدفع الثمن الآن. ولا توجد ادلة عن وجود قوي للجهاديين في سورية مع ان الولايات المتحدة تحدثت عن استفادتهم من الوضع السوري، وينظر الى دخول الجهاديين كعامل يمكن ان يؤدي لنهاية النظام، ولكن بشار الاسد استطاع الحفاظ على تماسك نظامه من خلال المؤسسة العسكرية وفوق كل هذا ولاء الاقليات التي تربط وجودها بوجوده: العلوية وهي الحاكمة والدرزية وغيرهما. ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مواطن درزي في مجدل شمس، مرتفعات الجولان قوله ان الاسد لن ينهار قبل ان يدمر الامة. ويعتقد مسؤول لم يذكر اسمه ان الاقليات في سورية تعتمد في وجودها على النظام وسينهار في اللحظة التي تتخلى فيه الاقليات عنه او تغير مواقعها للضد. وحتى الآن فان عدد الذين عبروا عن استعدادهم لشجب النظام وخياره الامني في مجدل شمس قليل، خاصة ان الانقسام في القرى الدرزية ظل دائما بين الولاء للنظام وهم الغالبية والولاء لاسرائيل وهم الاقلية. وتراقب اسرائيل الوضع في سورية فهي من ناحية تخشى من تأثر حدودها بالانتفاضة خاصة انها اخذت بعدا طابعا طائفيا الآن.

وفي البداية امتنعت اسرائيل عن التعليق على الانتفاضة على فرضية ان الاسد كان قادرا على الاستمرار في السلطة، وبعد عام من الانتفاضة وفشل النظام في قمع المعارضة فاسرائيل بدأت ترى في رحيله مصلحة لها خاصة ان سقوط الاسد سيشكل ضربة لايران وحليفها حزب الله، او ما اطلق عليه مسؤول اسرائيلي محور الشر ـ ايران ـ سورية وكوريا الشمالية. وفي مجدل شمس يقول المعارض الذي تحدثت اليه الصحيفة ان توترا حصل بين مؤيدي الاسد ومعارضيه، حيث نظمت تظاهرات العام الماضي في البلدة، فيما اصدر القادة الدينيون بيانا طالبوا فيه جميع السكان بتجنب الحديث معه اي المعارض.

ويربط الكثيرون بين موقف الاقليات الداعم للنظام ومخاوفهم من عمليات انتقامية ضدهم حالة وصلت الغالبية للحكم. ولاحظت الصحيفة ان جدران مجدل شمس مليئة بالشعارات المؤيدة للاسد والتي تعتبر الانتفاضة مؤامرة دولية على الاسد لموقفه المعادي لاسرائيل، ومن اجل تنصيب حكومة يقودها اسلاميون. ويقول مواطن في البلدة ‘لو لا سمح الله سقط النظام فلن تعود الجولان’. ويعيش معارضون للنظام في الجولان خوفا كبيرا اكثر من اي مكان في سورية.

غليان في دمشق.. وأوباما: سوريا تهدد أمننا

واشنطن: هبة القدسي بيروت ـ لندن: «الشرق الأوسط»

تصاعد التوتر في العاصمة السورية دمشق إلى درجة الغليان أمس خاصة في حي برزة الذي اقتحمته دبابات النظام وقامت قواته بحملة اعتقالات واسعة شملت العشرات. كما خرجت مظاهرات حاشدة في حي الميدان، قامت بقطع الطريق الرئيسي بالمواد المشتعلة. وسارت المظاهرات إلى داخل الحارات وسط هتافات تطالب بإسقاط النظام وإعدام الرئيس، وتحيي الجيش الحر.

وشهدت مدينة درعا السورية انفجارا استهدف موكبا للمراقبين أدى الى اصابة 8 جنود كانوا يرافقونهم. ووجهت المعارضة الاتهامات لدمشق بتدبير الحادث.

وفيما ادانت باريس الانفجار, اتهمت المعارضة السورية النظام السوري بالتفجير الذي شهدته درعا أمس، وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني سمير نشار إن هذا الانفجار «يندرج ضمن سياسة النظام التي اعتدناها لتثبيت مزاعمه بأن هناك إرهابا وأصولية في سوريا». ونفى الجيش السوري الحر علاقته بالتفجير. وأكد نائب قائد «الجيش الحر» العقيد مالك الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه العملية لا تمت بصلة لعناصر «الجيش الحر»، معتبرا أن النظام السوري هو الذي قام بها لأنها تخدمه بشكل مباشر.

من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن سوريا تشكل تهديدا «غير عادي» للأمن القومي الأميركي والأهداف الدبلوماسية الأميركية. وقال في خطاب وجهه إلى الكونغرس صباح أمس إن الرئيس بشار الأسد مستمر في دعم الإرهاب وقتل المدنيين.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جون كيري إن الولايات المتحدة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في سوريا؛ بما في ذلك النظر في إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا والنظر في احتمال تسليح المعارضة.

كما أشار كيري إلى جدل داخل الإدارة الأميركية حول فشل خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، وقال «رأيي أنه من الأفضل أن يصدر أنان إعلانا بفشل مهمته وأن المهمة لا يمكن أن تصبح وسيلة للتأخير، وعلينا أن نكون مستعدين لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وتحريك العملية السياسية».

أحياء دمشق تواصل انتفاضتها.. وريفها يشتعل مجددا

قوات الجيش تقتحم حي برزة في العاصمة وتقصف دوما وحرستا

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

استمر القصف العنيف على مدينة دوما عاصمة محافظة ريف دمشق، والتي تعد إحدى أشد المناطق في مناهضة النظام، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن نحو خمسة عشر شخصا قتلوا في البلاد معظمهم في حمص.

وقالت مصادر محلية إن دوي عدة انفجارات عنيفة سمعت في مدينة دوما يوم أمس مع «قصف بمدافع الدبابات والرشاشات الثقيلة من قبل قوات الجيش النظامي طال معظم أحياء المدينة بشكل كثيف استمر لعدة ساعات بعد ظهر يوم أمس، كما تعرضت لقصف وإطلاق نار خلال ليل أول من أمس، ليتوقف قبيل الظهر ليعود ويتجدد بعد الظهر». وتشهد دوما منذ أشهر عمليات عسكرية وأمنية متواصلة للقوات النظامية، وقام المراقبون الدوليون بزيارتها عدة مرات.

وفي العاصمة دمشق اقتحمت قوات الأمن والجيش النظامي حي برزة الذي يتعرض لحملات مداهمات واعتقالات متواصلة منذ عدة أشهر. وقال ناشطون إن أعدادا كبيرة من قوات الأمن والجيش النظامي مدعومة بمضادات طيران ودبابة ونحو ثلاثين حافلة محملة بالشبيحة اقتحموا حي برزة بعد ظهر يوم أمس، وجرت حملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 100 شخص.

وفي حي الميدان خرجت مظاهرة حاشدة عند الكورنيش، وتم قطع الطريق الرئيسي بالمواد المشتعلة، وسارت المظاهرة إلى داخل الحارات وسط الهتافات تطالب بإسقاط النظام وإعدام الرئيس وتحيي الجيش الحر.

وفي حرستا في ريف دمشق شنت قوات الجيش النظامي حملة اعتقالات طالت العشرات. وقالت مصادر محلية إن إطلاق نار وأصوات انفجارات ضخمة جدا هزت مدينة حرستا يوم أمس تبعه قصف عنيف من جهة الأوتوستراد والمنطقة ما بين حرستا ودوما، كما دارت اشتباكات عنيفة جدا هناك.

وكانت قوات الأمن شنت حملة اعتقالات شرسة في حرستا شملت كلا من المهندس أحمد الترك عضو مجلس الشعب السابق البالغ من العمر نحو سبعين عاما وولده أنس محمود الترك رئيس بلدية حرستا سابقا مع ملاحقة أفراد آخرين من آل الترك بحسب ما قاله ناشطون.

وفي مدينة الزبداني بريف دمشق شنت قوات الأمن والجيش النظامي حملة مداهمات وتكسير وسرقة في سهل الزبداني مع انتشار كثيف لقوات الجيش النظامي في منطقة كعب القلعة، كما تم نصب حواجز جديدة على طريق بيروت دمشق في منطقة وادي بردى، كما قامت قوات الأمن باعتقال 7 أشخاص على الأقل من عائلة وأقارب الناشط الحمصي المعتقل علي عثمان المتواجدين في مدينة صحنايا في ريف دمشق، وبين المعتقلين والده (70 عاما) وثلاثة من أشقائه الشباب وخاله (65 عاما) وابن خاله وزوج شقيقته. والناشط علي عثمان الذي كان يبيع الخضار في حمص والتحق بالثورة اشتهر كأحد أبرز الناشطين الإعلاميين، وبعد اعتقاله ظهر على شاشة التلفزيون السوري يدلي باعترافاته، واتهم ناشطون من رفاقه السلطات بإجباره على الإدلاء باعترافات تحت التهديد والتعذيب. كما تعرضت عدة أحياء في مدينة حمص يوم أمس لقصف عنيف، بينما قال ناشطون في مدينة القصير بريف دمشق إنه تم العثور على جثمان أحد سكان قرية الصالحية وقد تعرض للتشويه، وإلى جانبه ضابط منشق وقد أصيب بإصابات خطيرة.

في ريف حماه ـ وسط ـ قالت مصادر محلية إن امرأة توفيت متأثرة بجراحها بعد يومين من إصابتها برصاص قوات الأمن في بلدة قبر فضة في منطقة سهل الغاب، التي نزح غالبية سكانها جراء فرض حالة حصار خانق عليها، وحملات المداهمة وإطلاق النار. كما تعرضت منطقة جبل شحشبو لقصف عشوائي يوم أمس.

وفي مدينة حلب دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في حي الأشرفية، وقتل أحد عناصر «الشبيحة»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي مدينة حلب اعتصم أكثر من 700 محام في القصر العدلي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.. وهتفوا لطلبة جامعة حلب والمدن الثائرة.

وفي محافظة إدلب، بالقرب من مدينة جسر الشغور، قتل مدني وأصيب 3 آخرون بجروح بنيران من رشاشات للقوات النظامية في بلدة تل عين الحمراء. واستهدف حاجز للجيش في بلدة احسم بتفجير تلاه إطلاق نار كثيف من حواجز عدة في المنطقة، بحسب المرصد. ودارت اشتباكات عنيفة فجرا في كفرنبل بين القوات النظامية ومنشقين تلاها انشقاق عدد من عناصر حواجز الجيش في البلدة، كما دارت اشتباكات في قرية معراتة «أدت إلى فرار بعض العناصر من القوات النظامية واستشهد أحدهم إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات النظامية». كما أشار المرصد إلى سماع إطلاق نار وانفجارات في مناطق عدة في ريف إدلب.

وفي دير الزور نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل رجلان من قوات الأمن في حي الجورة في دير الزور في انفجار. وفي البوكمال قالت مصادر محلية إن القوات النظامية نشرت المدرعات في المدينة بشكل كثيف وترافق ذلك مع إطلاق رصاص كثيف أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

وفي درعا انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لقوات الجيش النظامي، كما قال ناشطون إن عددا من الأهالي أصيبوا بجراح خطيرة جراء سقوط قذيفة هاون على «منزل في درعا البلد كان يتواجد فيه المراقبون الدوليون مع أحد ضباط الجيش الحر ومجموعة من الناشطين» بعد ظهر يوم أمس.

من جانبه، قال المحامي والمعارض أنور البني إن قاضي الفرد العسكري الرابع قام يوم أمس باستجواب الناشطين والصحافيين الذين اعتقلوا من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير منذ نحو شهر، وهم يارا بدر ورزان غزاوي وهنادي زحلوط وميادة خليل وسناء زيتاني وجوان فرسو وأيهم غزول وبسام الأحمد. وأوضح المحامي البني أن الاستجواب تركز على «مهمة المركز بتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون والجهة الممولة وترخيص المركز» وأنه تم تأجيل الجلسة ليوم 29 – 5 -2012 بناء على طلب من القاضي الفرد «توجيه كتاب إلى إدارة الأمن الجوي للسؤال عن ترخيص المركز وإمكانية إحضار مازن درويش مدير المركز من التوقيف لسماع إفادته كشاهد».

ومن جهتها أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا، أنها أحصت حتى مساء أمس مقتل 1025 شخصا، منذ بدء تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان.

وقالت لجان التنسيق إنها تمكنت من توثيق أسماء القتلى جميعا، وأوضحت أن بينهم 42 سيدة، و60 طفلا، فيما قضى 22 آخرون تحت التعذيب وتم إعدام 72 شخصا ميدانيا. كما وثقت أسماء 592 معتقلا فقط «لصعوبة التواصل مع بعض المناطق وتوثيق أحداثها بسبب قطع الاتصالات»، معلنة أن سوريا «شهدت ما يقارب 4700 نقطة اختراق من قبل جيش النظام وقواته الأمنية بحق المدنيين في جميع المحافظات السورية، حيث استمرت عمليات الاقتحام والقصف وإطلاق النار بشكل يومي».

تجار أوروبيون: سوريا تلتف على العقوبات وتستورد الحبوب عن طريق لبنان

صندوق النقد الدولي: الليرة السورية تفقد 45% من قيمتها في السوق الموازية

لندن: «الشرق الأوسط»

أبلغ تجار أوروبيون «رويترز» أن سوريا تستورد كميات كبيرة من الحبوب عن طريق لبنان للالتفاف على العقوبات الغربية، وتدبير الإمدادات الحيوية.

وهذه العمليات التجارية مشروعة لأن واردات الأغذية ليست ضمن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى على حكومة الرئيس بشار الأسد بسبب حملته العنيفة ضد المعارضين لنظام حكمه.

لكن العقوبات حالت دون حصول سوريا على تمويلات للتجارة مثلما فعلت العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.

ويكافح عدد متزايد من السوريين للحصول على المواد الغذائية مع ارتفاع أسعار الأغذية الرئيسية لأكثر من مثليها بعد أكثر من عام على القمع الذي أسفر عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص.

ويقول بعض سكان العاصمة دمشق التي كانت بعيدة عن أعمال العنف لفترة طويلة لكن تهزها الآن انفجارات خلال الليل، إنهم يحتفظون بمخزونات تكفي لشهر على الأقل.

وقال تاجر: «واردات الحبوب السورية يتم التعاقد عليها بكميات كبيرة من خلال مكاتب في لبنان تنهي الأعمال الورقية وتعمل بصفتها مشتريا مبدئيا»، وأضاف قائلا: «تتم إعادة تسجيل الصفقة بعد ذلك في لبنان ثم تحول السفن إلى الموانئ السورية».

وقالت بعض المصادر التجارية إن الصفقات تقدر بمئات الآلاف من الأطنان بينما تتم صفقات على كميات أقل من خلال وسطاء في دبي.

وبين أحد التجار أن «واردات الغذاء في حد ذاتها لا تمسها العقوبات، لكن تأثير العقوبات المصرفية هو الذي يعوق الاستيراد».

وتتضمن الواردات التي جرت عليها صفقات في الشهرين الماضيين قمحا بالإضافة إلى الشعير والذرة للعلف الحيواني.

وقال تاجر آخر إن بعض شركات التجارة اللبنانية مستعدة للمخاطرة بالحرمان من التمويل الغربي جراء تعاملها مع سوريا، وأضاف: «بالنسبة للبنانيين، سوريا سوق تقليدية، ويبدو أن إمدادات قمح ضخمة تصل بموجب صفقات بين الدولتين».

وفي مارس (آذار) الماضي، قالت أوكرانيا إنها ستورد إلى سوريا 300 ألف طن من القمح بموجب اتفاق بين الحكومتين.

وقال تجار إن تجارة الحبوب المباشرة مع سوريا لم تعد ممكنة نتيجة العقوبات.

وذكر تاجر: «تلقيت طلبات بعشرة آلاف طن من الشعير وعشرة آلاف طن من الذرة من مشترين في سوريا الأسبوع الماضي»، وأوضح أنه لا يمكنه التعامل مع سوريا لأن البنوك في ألمانيا وسويسرا لن تمول الصفقات، وأضاف: «توقفت صفقات الحبوب المنتظمة مع سوريا. إنها إيران أخرى». وقال تاجر آخر: «يصعب القول إن كان السوريون استوردوا كمية كافية لتلبية احتياجاتهم، لكن تم شراء كمية ضخمة من خلال لبنان».

وفي مارس الماضي قدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن سوريا تحتاج استيراد نحو أربعة ملايين طن من الحبوب في الفترة من يوليو (تموز) 2011 إلى يونيو (حزيران) 2012 بزيادة مليون طن عن العام السابق نتيجة ضعف المحصول في صيف 2011.

وفي سياق آخر، أعلنت مساعدة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أمس أن الليرة السورية فقدت 45% من قيمتها في السوق الموازية، وأن البورصة السورية انخفضت بنسبة 40% منذ بدء الاضطرابات في البلاد.

وقالت نعمت شفيق للصحافيين أثناء وجودها في بيروت في زيارة تستغرق ثلاثة أيام: «انخفضت (قيمة) الليرة السورية بنسبة 45% في السوق الموازية، و25% في السوق الرسمية».

وبحسب نعمت شفيق، فإن الاقتصاد السوري يعاني بالتأكيد جراء الأزمة في البلاد، لكن المعطيات المتوافرة عن هذا الأمر قليلة. ولم يتسن لصندوق النقد الدولي إرسال فريق إلى سوريا «لأسباب أمنية»، كما قالت، وأضافت «نعرف أن إجمالي الناتج الداخلي انخفض (..) وأن هناك تكاليف اقتصادية، لكننا لا نملك أرقاما لأنه ليس لدينا أشخاص هناك على الأرض».

وأشارت نعمت شفيق إلى أن البورصة السورية انخفضت بنسبة 40%. ورأت أن «انخفاض الأسهم مؤشر مهم (على تأثير الأزمة) على قطاع الأعمال وآفاقه».

كما أوضحت نعمت شفيق أن «تأثير العقوبات على صادرات النفط الخام السوري سيكون الأكثر سرعة»، مذكرة بأن إجمالي الناتج الداخلي الليبي انخفض بنسبة 60% فور توقف صادرات النفط بسبب النزاع، وقالت: «مع أن النفط أكثر أهمية في الاقتصاد الليبي منه في الاقتصاد السوري، إلا أنه يبقى موردا مهما من موارد الحكومة» والمصدر الأول للنقد الأجنبي.

مكتب أنان يشدد على استمرار عمل بعثة المراقبين رغم حادث الانفجار في درعا

باريس تدين الاعتداء و«الجيش الحر» ينفي علاقته به والمجلس الوطني يتهم نظام الأسد بتدبيره

واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح باريس: ميشال أبو نجم لندن: «الشرق الأوسط»

شدد مكتب مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان على استمرار عمل المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سوريا رغم الانفجار الذي شهدته مدينة درعا صباح أمس، وأدى إلى إصابة ثمانية جنود من الجيش السوري، فيما لم يصب أي من أفراد بعثة المراقبين الدوليين. ولم يلق مكتب أنان مسؤولية الحادث على أي جهة.

وقال مكتب كوفي أنان في بيان صحافي إنه في الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة بتوقيت دمشق صباح الأربعاء وقع انفجار بالقرب من قافلة تابعة لبعثة المراقبين التابعين للأمم المتحدة بعد عبورهم حاجزا عسكريا على الطريق بالقرب من مدينة درعا في جنوب سوريا. وكان فريق المراقبين برئاسة الجنرال روبرت موود في طريقهم من دمشق لزيارة درعا تحت حراسة الجيش السوري وكان عدد من وسائل الإعلام السورية ووسائل الإعلام العالمية ترافق البعثة.

وأوضح البيان أن عددا كبيرا من الجنود السوريون في السيارة التي ترافق سيارة بعثة المراقبين قد أصيبوا بجروح وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج ولم تقع أي إصابات لأعضاء فريق المراقبين. ونقل البيان تصريحات عن الجنرال روبرت موود قال فيها: «هذا الحادث مثال واضح على ما يعاني منه الشعب السوري بشكل يومي ويؤكد حتمية وقف كل أشكال العنف». وأعرب موود عن قلقه على الحالة الصحية للجنود السوريين الذين جرحوا في الانفجار، وقال: «بينما أتحدث، فإن عددا من أعضاء بعثة المراقبين قد ذهبوا إلى مستشفى درعا للاطمئنان على حالة الجنود المصابين، وأتمنى لهم الشفاء العاجل».

وأشار أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان إلى أنه حتى يوم أمس بلغ عدد المراقبين في بعثة للأمم المتحدة 113 شخصا من 38 بلدا؛ بما في ذلك 70 مراقبا عسكريا، و43 موظفا مدنيا، وتعمل البعثة في خمس قواعد في أجزاء مختلفة من سوريا إضافة إلى دمشق، مع ثمانية مراقبين عسكريين وثلاثة موظفين مدنيين تم توزيعهم في حمص، وأربعة مراقبين عسكريين في كل من حماه وإدلب ودرعا وحلب.

وأضاف فوزي أن مهمة إرسال المراقبين مستمرة حتى يصل العدد إلى 300 مراقب عسكري إضافة إلى الموظفين المدنيين المطلوبين. ولا تزال البعثة تتلقي الأعضاء الجدد من المراقبين بشكل يومي بما يسمح بتوسيع عمل البعثة وزيادة انتشار المراقبين في جميع أنحاء البلاد. في حين قال الجنرال موود: «خلال اليومين المقبلين سوف نعبر حاجز المائة مراقب من المراقبين العسكريين في البعثة».

واعتبر رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا روبرت موود تعرض فريقه لانفجار أثناء وجوده في درعا أمس «مثالا حيا على وجود العنف في سوريا»، واصفا رأي المجتمع الدولي بالتقرير الذي قدمه كوفي أنان لمجلس الأمن بـ«المتوازن».

وقال في مؤتمر صحافي عقده في درعا إنه «حتى تخرج سوريا من الأزمة، يجب أن يكون ذلك بناء على قرار السوريين أنفسهم؛ وإنه على مختلف الأطراف فيها أن تتواصل بعضها مع بعض لحل الأزمة»، معلنا تعرض الوفد الذي «يضم مراقبين ورجال الحماية والأمن وصحافيين من مختلف وكالات الأنباء العالمية والصحف يوم أمس لانفجار عبوة ناسفة وضعت في طريق الوفد، وكان هناك جرحى من رجال الحماية وأحد الصحافيين». وأوضح موود أن الوفد اجتمع مع المراقبين المقيمين في درعا، وأنهم أخبروه عن الوضع في المحافظة. وكشف موود عن أن عدد المراقبين الموجودين في سوريا سيصبح 100 عسكري خلال اليومين المقبلين، مع الإشارة إلى أن عددهم حاليا نحو سبعين مراقبا، وقال إنه «مهما كان عدد المراقبين، فسنكون بمثابة شخص واحد وسننقل ما نراه بأعيننا». ورفض موود التعليق على التقرير الذي قدمه كوفي أنان إلى مجلس الأمن، وقال: «لا نستطيع التعليق عليه لأننا نحن من قدم التقرير بناء على مشاهداتنا على أرض الواقع» ووصف رأي المجتمع الدولي حول التقرير بـ«المتوازن».

وانفجرت عبوة ناسفة صباح أمس الأربعاء لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين المؤلف من ست سيارات عند مدخل مدينة درعا ومن بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت موود، وكان ضمن الموكب أيضا المتحدث باسم فريق المراقبين نيراج سينغ، وهو أول حادث من نوعه يتعرض له المراقبون الدوليون في سوريا. وأسفر عن إصابة ستة جنود سوريين.

يأتي هذا التطور غداة تقديم المبعوث الدولي كوفي أنان لمجلس الأمن تقريره حول الأوضاع في سوريا استنادا إلى تقارير المراقبين الدوليين.

من جانبه، اتهم المجلس الوطني السوري السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه «لإبعاد المراقبين عن الساحة» ولتثبيت «مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سوريا». واتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بتدبير تفجير درعا. وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار: «نعتقد أن سياسة النظام من خلال هذه التفجيرات، إبعاد المراقبين عن الساحة، وسط المطالبات الشعبية بزيادة أعدادهم». واعتبر نشار أن هذا الانفجار «يندرج ضمن سياسة النظام التي اعتدناها لتثبيت مزاعمه بأن هناك إرهابا وأصولية في سوريا». وأضاف أن «المتظاهرين هم من يريدون المراقبين، إنهم يشكلون عنصر أمان لهم. وفي وجودهم، يستطيع الشعب أن يعبر من خلال مظاهراته السلمية»، متوقعا أن يقدم المراقبون «شهادات عن الأساليب الدموية التي تنتهجها السلطات في قمع الاحتجاجات».

وبدا مستغربا أن وكالة الأنباء السورية (سانا) غيبت خبر التفجير عن صفحتها على شبكة الإنترنت حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس، في وقت أعلنت فيه لجان التنسيق المحلية أن وفدا من المراقبين زار أمس منطقة زملكا – ريف دمشق وكذلك جامعة حلب.

من جهتها، طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بـ«الضغط على النظام السوري من أجل السماح للجان التحقيق الدولية بممارسة مهامهما بالشكل المنصوص عليه في مبادرة أنان.. والسماح للجان التحقيق الدولية بالتحقيق في هذا العمل الشائن»، كما دعت الأمم المتحدة «لتعديل صفة المراقبين الدوليين ليكونوا مراقبين عسكريين مزودين بكل العتاد اللازم ليكونوا قادرين على حماية أنفسهم»، واتهمت الشبكة النظام السوري بالاستمرار في ارتكاب الجرائم و«بشكل لحظي منذ حط المراقبون الدوليون في سوريا».

من جانبه، نفى الجيش السوري الحر علاقته بالتفجير الذي استهدف سيارة عسكرية مرافقة لقافلة كانت تقل بعثة المراقبين الدوليين في درعا. وأكد نائب قائد «الجيش الحر» العقيد مالك الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه العملية لا تمت لعناصر «الجيش الحر» بصلة، معتبرا أن النظام السوري هو من قام بها لأنها تخدمه بشكل مباشر.

وشدد العقيد الكردي على أن «عملياته لا تستهدف القوات الدولية، وهي تتركز حاليا على العمليات الدفاعية على أن تتسع قريبا لتصبح هجومية، ولكن شبيهة بالعمليات التي كانت تنفذ في الفترة الماضية». وأضاف: «لم يكن لدينا من البداية ثقة بالمراقبين وعملهم لأننا نعي تماما أن النظام لن يسمح لهم بالعمل بجدية ووفق الأصول»، نافيا حدوث أي تواصل بين هؤلاء المراقبين وقيادة «الجيش الحر»، موضحا أنهم يتصلون ببعض الوحدات على الأرض حين يقررون زيارة منطقة ما.

وفي سياق متصل، جدد الجيش السوري الحر أمس دعوته المجتمع الدولي إلى تنفيذ «ضربات نوعية» ضد قوات الرئيس بشار الأسد، على غرار العمليات التي نفذها حلف شمال الأطلسي في ليبيا.

وقال العميد مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية: «نريد ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا».

واعتبر العميد الشيخ، الموجود في تركيا، أن عمليات من هذا النوع «ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية».

وأكد الشيخ في المقابل رفضه «اجتياحا بريا لسوريا»، مضيفا: «نحن مع إسقاط النظام ولسنا مع إسقاط الدولة» السورية. واتهم الشيخ النظام السوري بإنشاء مجموعات مسلحة لضرب عمل المعارضة وتشويه صورتها أمام الرأي العام.

من جهتها، نددت باريس «بشدة» بالهجوم، الأول من نوعه، الذي استهدف أمس موكب الجنرال روبرت موود، رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا وعددا من الضباط المرافقين على مدخل مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا والمحاذية للحدود مع الأردن. وطالبت فرنسا باحترام «كامل» لأمن وسلامة البعثة؛ الأمر الذي «يفرض نفسه» على الجميع وفق نص القرارين الدوليين رقم 2042 و2043.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس، في إطار مؤتمر صحافي إلكتروني، إن «المسؤولية الأولى المترتبة على السلطات السورية هي ضمان سلامة المراقبين مع توفير حرية التحرك التامة لهم». وأضاف برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية أن بلاده تعتبر أن النظام السوري «مسؤول عن سلامة المراقبين» غير أنه لم يحمل القوات الأمنية السورية وتلك التي تعمل لمصلحة النظام مسؤولية الاعتداء الذي أوقع وفق مصادر النظام ثمانية جرحي في صفوف الجنود السوريين الذين كانوا يتبعون الموكب. وبذلك، تكون باريس قد التزمت موقفا متمايزا عن موقف المجلس الوطني السوري الذي اعتبر أن السلطات السورية هي المسؤولة عن الاعتداء بهدف ترهيب المراقبين وإخراجهم.

ويؤكد الاعتداء المخاوف التي تساور المسؤولين في الأمم المتحدة والعواصم الكبرى بصدد أمن البعثة التي تتعرض لهذا النوع من الاعتداءات لأول مرة منذ انتشارها في 15 أبريل (نيسان) الماضي بغرض مراقبة وقف إطلاق النار الذي دعا إليه المبعوث العربي – الدولي كوفي أنان وأيده في ذلك مجلس الأمن الدولي. وهذا الجانب يمثل أحد العوائق التي تؤخر توفير المراقبين الـ300 المفترض أن ينتشروا على كل الأراضي السورية مع نهاية الشهر الحالي، كما أنه يجعل الدول المعنية تتردد كثيرا قبل إرسال عسكريين غير مسلحين للمشاركة في البعثة.

وجاء الاعتداء بعد يوم واحد من التقرير الذي قدمه أنان إلى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء وفيه اعتبر أنه «من الصعب جدا» إقناع نظام الأسد والمعارضة بوضع حد للقمع من جهة، والمعارك من جهة أخرى، فضلا عن تنبيهه بأن مهمته «ليست بلا حدود زمنية» وأنها «الخطة الوحيد القادرة على إعادة الاستقرار». وبحسب أنان، فإن الفشل سيفضي إلى «غرق البلاد في حرب أهلية كاملة».

وفي هذا الصدد، جددت باريس أمس «ثقتها التامة» بالمبعوث الدولي – العربي وبالطريقة التي يعمل بها لتنفيذ مهمته، معتبرة أنه «من الملح تنفيذ الانتشار السريع والكامل للبعثة حتى تكون قادرة على إطلاع مجلس الأمن على مدى الالتزام بتطبيق خطة أنان كاملة خصوصا من جانب السلطات السورية». وتتهم باريس النظام السوري بانتهاك وقف إطلاق النار يوميا وبتجاهل النقاط الأخرى في خطة أنان التي تعتبر أن النظام «لم يطبق أيا منها». وجددت الخارجية تأكيدها أمس أن الخطة يجب أن تفضي إلى «انتقال ديمقراطي»، مما يعني، وفق فهمها، نهاية حكم الأسد.

وبينما شارك وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الذي أدار الملف السوري منذ البداية، في آخر اجتماع لمجلس الوزراء أمس بانتظار تشكيل حكومة الرئيس فرنسوا هولاند الجديدة وتعيين وزير خارجية جديد، قالت مصادر دبلوماسية فرنسية إن باريس «مستمرة في اللعب بورقة أنان» مستبعدة أن تتغير السياسة الفرنسية تجاه سوريا في العهد الجديد. ورغم إشارة جوبيه إلى التوجه إلى «حلول بديلة» في حال فشل مهمة أنان، فإن هذه المصادر أشارت إلى أن الظرف الراهن «لا يساعد» على قرارات غير متوقعة، لأن باريس مشغولة بمرحلتها «الانتقالية»، والإدارة الأميركية «غارقة في حملة أوباما» الرئاسية. ولذا، فإن ما يمكن توقعه هو العودة إلى مجلس الأمن و«محاولة بناء إجماع» داخله يشمل روسيا والصين بوصفهما «وافقتا على مهمة أنان ويتعين، بالتالي، أن يتحملا مسؤولياتهما» عن الفشل الذي قد يلحق بها و«توفير البديل». من هذا المنطلق، فإن الأرجح أن يعود الملف السوري إلى مجلس الأمن، مما سيعني مجددا «التفاوض مع روسيا» التي تقول المصادر الفرنسية إن موقفها «تطور». لكن هذه المصادر ترى أن الطرف الوحيد «المخول التفاوض مع موسكو والاعتراف بمصالحها في المنطقة هو واشنطن» المشغولة بـ«أولويات أخرى» مما يعني أن الملف «مرشح للمراوحة في مكانه». وتؤكد المصادر الفرنسية أنه «لم يعد بالإمكان اليوم الالتفاف على موسكو» التي تعمد حتى الآن إلى «ربح الوقت»، فضلا عن أنه «ليس معروفا إن كانت تفضل التفاوض على الملف السوري اليوم أم الانتظار». ولذا، فإن الجهود الدبلوماسية يمكن أن تركز في المرحلة المقبلة على الحاجة إلى تحقيق «انتقال سياسي» في سوريا لا يمكن أن يتم بمعزل عن الطرف الروسي الذي يملك الأوراق التي تمكن من تحقيقه «شرط دفع الثمن له» الذي قد يكون باهظا.

إلى ذلك، هنأ المجلس الوطني السوري المعارض الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند بالفوز في الانتخابات الرئاسية، داعيا إياه إلى «مساندة الشعب السوري في كفاحه من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة».

أوباما يعتبر الوضع في سوريا تهديدا كبيرا للأمن القومي الأميركي ويشدد العقوبات

السيناتور كيري يطالب بإنشاء مناطق آمنة في سوريا وتسليح المعارضة والاستعداد لفشل خطة أنان

واشنطن: هبة القدسي

أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما تمديدا للإطار القانوني لاستمرار العقوبات ضد سوريا وأرسل خطابا إلى الكونغرس الأميركي صباح الأربعاء، معتبرا سوريا تشكل تهديدا «غير عادي» و«فوق العادة» للأمن القومي الأميركي والأهداف الدبلوماسية الأميركية. وقال أوباما في خطابه للكونغرس: إن الرئيس بشار الأسد استمر في دعم الإرهاب وقتل المدنيين.

وشدد الرئيس الأميركي على حظر تصدير أو إعادة تصدير السلع إلى سوريا، وقال بيان البيت الأبيض: إن الرئيس اتخذ هذه الإجراءات للتعامل مع التهديد غير العادل وفوق العادة الذي تشكله حكومة سوريا – التي تدعم الإرهاب – على الأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة، واستمرار احتلال سوريا للبنان وسعيها لامتلاك أسلحة دمار شامل وبرامج صورايخ وتقويض الجهود الأميركية والدولية فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار العراق، إضافة إلى وحشية النظام السوري وقمعه للمواطنين الذين يطالبون بالحرية.

وقال البيت الأبيض: إن الحكومة السورية لا تشكل خطرا على الشعب السوري فقط، لكنها يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك عرقلة الحكومة اللبنانية عن العمل بشكل فعال. واتهم البيت الأبيض الحكومة السورية بالسعي لامتلاك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية دعم المنظمات الإرهابية بما يشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي.

ويأتي تجديد العقوبات قبل يومين من إنهاء الإعلان الطوارئ الوطنية وهو قانون اتحادي يضفي الطابع الرسمي من الكونغرس لتوفير بعض الضوابط على سلطات الطوارئ المملوكة للرئيس، ويسمح هذا القانون للرئيس الأميركي فرض مجموعة متنوعة من العقوبات والضوابط، وقت الإعلان الطارئ في 11 مايو (أيار) 2004 مشتملا عدة تدابير وعقوبات أصدرها الرئيس السابق جورج بوش ضد سوريا وينتهي في 11 مايو 2012 وقد جدد الرئيس أوباما القانون لمدة سنة.

وقال البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة تدين نظام الأسد واستخدام العنف الوحشي ضد المدنيين وانتهاك حقوق الإنسان ودعا البيت الأبيض نظام الأسد إلى التنحي فورا والبدء في مرحلة انتقالية في سوريا تقود إلى مستقبل أكبر من الحرية والديمقراطية والعدالة. وأضاف البيت الأبيض أن الولايات المتحدة سوف تنظر في التغييرات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتحديد ضرورة استمرار حالة الطوارئ الوطنية أو إنهائها.

من جانبه قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جون كيري إن الولايات المتحدة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في سوريا بما في ذلك النظر في إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا والنظر في احتمال تسليح المعارضة.

وقال كيري في مقابلة صحافية إنه من غير المحتمل أن يتنحى الرئيس بشار الأسد عن منصبه إذا لم يمل ميزان القوة لصالح المعارضة وتحقيق الهدف في القيام بتحول سياسي يؤدي إلى إزاحة الأسد من السلطة، وأكد كيري أنه يجب على الولايات المتحدة أن تكثف جهودها لجعل هذا الهدف حقيقة واقعة وقال: «علينا تغيير الديناميكية الحالية وزيادة الضغط وتغيير حسابات القوة لخلق القدرة على الحركة وقيادة عملية إصلاح عن طريق التفاوض مع التحول الذي يحدث من خلال الانتخابات في اللحظة المناسبة».

وأضاف كيري أن الأسد يمكن أن يكون ذا أهمية لروسيا والمجتمع الدولي ما لم يتم تغيير الحسابات على أرض الواقع». ودعا كيري إلى بذل الجهود لمساعدة المعارضة الداخلية السورية إلى أكثر من المساعدات الإنسانية وأجهزة الاتصالات التي تقدمها الولايات المتحدة حتى الآن.

وشدد كيري على أن مفهوم المنطقة الآمنة هو حقيقة واقعة وتستحق المناقشة خاصة مع الأتراك والأردنيين وأكد أن كلا الدولتين تتفق في هذا التفكير واقترح القيام بتدريبات عسكرية للمعارضة في كل من تركيا والأردن وقال: «يمكننا تعزيز وحدة المعارضة والنظر في تقديم مساعدات قتالية» وشدد على ضرورة أن تطالب الولايات المتحدة بقدر أكبر من الوحدة داخل صفوف المعارضة قبل تقديم الأسلحة القتالية وضرورة الدفاع عن المناطق الآمنة في سوريا من العسكريين الأجانب لكنه أوضح أنه ليس من الضروري أن تكون الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلنطي من ضمن العسكريين الأجانب. وأكد كيري أن أي جهد للتدخل المباشر في سوريا يجب أن تقوده الدول العربية.

وأشار كيري إلى جدل داخل الإدارة الأميركية حول فشل خطة المبعوث الأممي كوفي أنان وقال: «رأيي أنه من الأفضل أن يصدر أنان قرارا بفشل مهمته وأن المهمة لا يمكن أن تصبح وسيلة للتأخير وعلينا أن نكون مستعدين لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين وتحريك العملية السياسية».

محمد بن راشد يبحث مع العربي جهود حل الأزمة السورية

الإمارات: نهتم بترسيخ الاستقرار والعدالة لتحقيق طموحات الشعوب

دبي: محمد نصار

أكدت الإمارات العربية المتحدة أمس أنها مهتمة بما يجري على الساحة العربية، وأنها تتابع بشكل دؤوب تطورات الأحداث والمساعدة في ترسيخ الاستقرار والعدالة الاجتماعية والتنمية بكل مفرداتها في الوطن العربي، من أجل تحقيق طموحات الشعوب العربية وتطلعها إلى التغيير للأفضل على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن «الإمارات قيادة وحكومة تهتم بما يجري على الساحة العربية ومتابعتها الدؤوبة لتطورات الأحداث والمساعدة في ترسيخ الاستقرار والعدالة الاجتماعية والتنمية بكل مفرداتها في الوطن العربي، من أجل تحقيق طموحات الشعوب العربية وتطلعها إلى التغيير للأفضل على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية»، وذلك خلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، حيث تم التطرق إلى الجهود العربية والدولية المبذولة من أجل إيجاد «حلول مناسبة وعاجلة للوضع الداخلي السوري الذي يشهد تطورات متلاحقة على صعيد العنف والقتال المسلح بين المعارضة والنظام السوري»، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

وأشارت الوكالة إلى أن العربي قد استعرض مع الشيخ محمد بن راشد بحضور مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، «الأوضاع العربية الراهنة وما تشهده بعض الدول العربية من مخاض سياسي في ضوء الحراك الشعبي المطالب بالتغيير».

الولايات المتحدة تخصّص 40 مليون دولار لمساعدة اللاّجئين السوريين

أعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد أن الولايات المتحدة ستقدّم 40 مليون دولار كمساعدات إنسانية لمئات آلاف اللاجئين السوريين الذين فرّوا إلى الدول المجاورة هربًا من العنف في بلده،. وأضافت أن بلادها “تبحث كل الوسائل لتقديم المساعدات للمتضررين من العنف في سوريا”.

ريتشارد، وفي حديث إلى الصحافيين في عمان، قالت: “لقد تأثرت جدًا بمحنة عائلات (سورية) التقيتها، وتشجعت وأُعجبت بالجهود المبذولة لمساعدتهم”، مشيرةً إلى أن بلادها خصصت 7 ملايين دولار إضافية لمساعدة السوريين، ولفتت إلى أن “الـ40 مليون دولار هي للمساهمة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وأيضًا المجموعات الأخرى التي تعمل في هذه الأزمة”. وإذ أوضحت أن الولايات المتحدة ليس لديها حاليًا أي خطط “لتسريع هجرة سوريين إلى الولايات المتحدة طالما أنهم بأمان” في البلاد التي لجأوا إليها، أعربت ريتشارد عن أملها بأن “يكون بمقدورهم العودة الى بلدهم في وقت ليس ببعيد”.

(أ.ف.ب.)

الإتحاد الأوروبي دان تفجيري بدمشق: خطة أنان أفضل طريقة للتقدم نحو حلٍّ للأزمة

دان الإتحاد الأوروبي التفجيرين اللذين وقعا في العاصمة السورية دمشق. وقال المتحدث بإسم الدبلوماسية الأوروبية مايكل مان: “إن التصعيد في التفجيرات والانتهاكات المتواصلة لوقف إطلاق النار تجعل من مهمة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان اكثر صعوبة وإنما أيضًا أكثر أهمية”.

وشدد مان على أن خطة أنان “تبقى أفضل طريقة للتقدم” نحو حل للأزمة السورية.

(أ.ف.ب.)

فرنسا تدين تفجيري دمشق بحزم وتحمّل النظام السوري مسؤوليّة الفظاعات في سوريا

دانت فرنسا “بحزم” التفجيرين اللذين وقعا الخميس في دمشق وأسفرا عن سقوط 55 قتيلاً وحمّلت النظام السوري المسؤوليّة عن أعمال العنف منذ أكثر من عام في سوريا. وقال، في هذا الاطار، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنّ “النظام يتحمّل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سوريا”.

فاليرو، وردًا على سؤال بشأن الاعتداء المزدوج جنوب العاصمة السوريّة الذي أدّى إلى سقوط أكثر من 370 جريحًا، أضاف: “من خلال اختياره القمع الأعمى والوحشي، غرق النظام في دائرة عنف لا مخرج منها”.

وإذ شدّد على أنّه “مرة أخرى تظهر هذه الاحداث المأساوية الضرورة الملحّة لتنفيذ قراري مجلس الأمن رقمي 2042 و2043 إضافة إلى خطة (المبعوث الدولي) كوفي انان بهدف إنهاء الازمة من خلال ضمان انتقال سياسي سلمي وديمقراطي” للسلطة، أكد فاليرو أنّ “الخطة التي قدمها انان تمثل الفرصة الاخيرة للخروج من الأزمة وبات ملحًا أكثر من أي وقت مضى أن يغيّر النظام من سلوكه وأن يغتنمها”.

(أ.ف.ب.)

المعارضة اتهمت النظام بتدبير التفجيرات

عشرات القتلى بدمشق ومود يطلب العون

                                            ارتفعت حصيلة ضحايا تفجيرات دمشق إلى العشرات، بينما سارعت المعارضة السورية إلى اتهام السلطات بتدبير هذه الحوادث لتهديد المجتمع الدولي والشعب السوري. ومن جهته أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف.

فقد قتل أكثر من أربعين شخصا وجرح 170 آخرون في الانفجارين اللذين هزا العاصمة السورية صباح الخميس، وفق التلفزيون السوري. وقال التلفزيون في شريطه الإخباري “أكثر من أربعين شهيدا إضافة إلى أشلاء لعدد من الجثامين وأكثر من مائة وسبعين جريحا في حصيلة أولية للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا قرب مفرق القزاز بدمشق”.

من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- في بيان أن “المعلومات الأولية تشير إلى سقوط نحو خمسين سوريا من المدنيين وقوات الأمن وإصابة أكثر من مائة بجراح أثر التفجيرات التي هزت دمشق صباح اليوم”.

استهدافات

وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان بأن أحد الانفجارين -اللذين وقعا بسيارتين مفخختين- استهدف مقرا أمنيا بمنطقة المتحلق الجنوبي، في حين استهدف الآخر مقرا  لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بالقرب من منطقة الطبالة في دمشق، وخلفا دمارا واسع النطاق.

وأظهر التلفزيون الرسمي فجوة كبيرة في الطريق وشاحنة واحدة على الأقل مقلوبة، وقد انهارت جدران مبان على جانبي طريق واسع بالمنطقة وسمع صوت رجل يصرخ في خلفية اللقطات. وقال رجل يسير بين الحطام وهو يشير إلى بقايا سيارات محترقة “هل هذه هي الحرية، هذا عمل السعوديين” مشيرا إلى المملكة التي طالبت بتسليح معارضي الرئيس السوري بشار الأسد والذين يسعون لإسقاطه.

مود يتفقد

وتفقّد رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود مكان الانفجارين. وقال في تصريح “هذا نوع مرعب من العنف الذي لا يحتاجه السوريون، رسالتي واضحة إلى جميع الأطراف وخاصة الخارجية أن هذا النوع من العنف لن يحل المشكلة بل سيزيد في معاناة الأطفال والنساء وعموم السوريين”.

وأضاف “أطالب الجميع بتغيير هذا الاتجاه”. وقال مود “أدعو الجميع في سوريا وخارجها إلى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه”.

المعارضة تتهم

في المقابل، سارعت قوى المعارضة السورية إلى اتهام نظام الأسد بتدبير الانفجارين بهدف “ترهيب” السوريين والمجتمع الدولي وذلك في رسالة استباقية لمرحلة ما بعد خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي أنان.

وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية أسامة الحمصي إن هذه التفجيرات تأتي في سياق اللعبة الأمنية التي طالما مارسها النظام السوري فزرع الموت في سوريا وفي شوارع لبنان والعراق، وأضاف أنه لا يستبعد أن يلجأ نظام الأسد إلى فبركة صور لتنظيم ما يتبنى عملية اليوم.

وأضاف الحمصي في حديث للجزيرة من بيروت أن نظام الأسد أراد بهذه العملية توجيه رسائل متعددة إلى السوريين والمجتمع الدولي بأنه قادر على قلب الطاولة كعمل استباقي لمرحلة ما بعد خطة أنان. ولفت إلى أن نظام الأسد سيزداد جنونه بازدياد أزمته، فهذه هي تصرفات النزع الأخير لأن قوة المعارضة تتصاعد والثورة ستنتصر.

ومن جهته قال عضو الأمانة العليا للمجلس الوطني السوري عماد الدين رشيد إن التفجيرات جزء من ألاعيب نظام الأسد “التي لن تنطلي على أحد” مستبعدا أن تكون المعارضة قد أقدمت على ذلك، ونقل عن خبير عسكري لم يسمه قوله إن نوع السلاح في هذه التفجيرات لا يمتلكه أحد من مناوئي الأسد. كما أكد رشيد أن الجيش السوري الحر لا يمتلك مثل هذه الإمكانات.

وتساءل المعارض السوري في حديث للجزيرة من جنيف “لماذا لم تقع التفجيرات خلال الانتخابات؟” التشريعية التي أجراها النظام قبل أيام. وانتقد تصريحات الجنرال مود ووصفها بأنها ليست على مستوى الحدث.

وجاء تفجيرا اليوم الخميس بعد يوم من انفجار قنبلة بالقرب من مراقبين تابعين للأمم المتحدة يشرفون على تنفيذ وقف لإطلاق النار، وبعد أقل من أسبوعين على إعلان السلطات السورية أن مفجرا “انتحاريا” قتل تسعة أشخاص على الأقل في دمشق.

العنف يتواصل

وفي هذه الأثناء قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن حصيلة “شهداء الثورة” بلغت اليوم عشرة قضوا برصاص الأمن وشبيحة النظام بينهم طفلان وامرأة في حلب، وطفل في كل من إدلب وحماة، كما قتل مواطن في حمص ومجند منشق في درعا.

وفي وقت سابق اليوم قال النشطاء إن الطيران المروحي الحربي حلق في بيت دجن ودوما في ريف دمشق. كما توالت انفجارات عنيفة في منطقة الضمير طوال ساعات وأعقبتها حملة دهم واعتقالات نفذتها القوات النظامية، واتهم الناشطون قوات حكومية بنهب المحلات التجارية.

أما في دير الزور فقال الناشطون إن الجيش والأمن يشنان حملة مداهمات واعتقالات في منطقة الجورة والوادي والطب مدعومة بالآليات الثقيلة.

وفي إدلب، قالت الهيئة العامة إن قوات الجيش النظامي انتشرت بشكل كثيف على الطريق بين كفرومة والحامدية مع إطلاق نار وتجول للعربات والدبابات داخل البلدة، وجرى هدم منزل أحد المواطنين.

وكان قد قتل 18 شخصا أمس معظمهم في حمص، وفق حصيلة للهيئة العامة التي ذكرت أيضا أن قوات النظام السوري اقتحمت حي برزة في دمشق واعتقلت العشرات.

تلويح أممي بمراجعة المراقبة بسوريا

                      قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الوقت بدأ ينفد لمنع وقوع حرب أهلية في سوريا، بعد الانفجار الذي استهدف موكبا لبعثة المراقبين الدوليين. وحذر من أن استمرار العنف قد يؤثر على مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان التي قال إنها تمثل الفرصة الأخيرة.

 وأوضح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه يجب على كل الأطراف أن تغتنم الفرصة الأخيرة قبل الانزلاق إلى حرب شاملة والتوصل إلى حل سياسي للنزاع “بين الحكومة والمطالبين بالتغيير”.

وأضاف أن القنبلة التي انفجرت الأربعاء عند مرور قافلة للمراقبين الدوليين في جنوب سوريا وجرحت عشرة جنود تعد “دليلا على الصعوبات والمخاطر” التي تواجهها بعثة الأمم المتحدة في البلاد.

وكان بان قد شجب بشدة الانفجار قائلا إن مثل هذه الحوادث التي تضاف إلى أعمال العنف المستمرة، تعيد طرح مسألة التزام الأطراف بوقف العنف، وقد يكون لها تأثير مباشر على مستقبل مهمة الأمم المتحدة، بحسب بيان نشره المتحدث باسمه مارتن نيسيركي.

وطالب الأمين العام جميع الأطراف باحترام وقف إطلاق النار والكف عن أعمال العنف والتعاون مع مراقبي الأمم المتحدة.

وجاء في البيان أيضا أن “بعثة مراقبي الأمم المتحدة والوساطة التي يقودها أنان تشكل بدون شك الفرصة الأخيرة لاستقرار الوضع في البلاد وتحاشي الانزلاق إلى حرب أهلية”.

عقوبات أميركية

وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تمديد العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، ودعا الرئيس بشار الأسد إلى التنحي والبدء فورًا في عملية انتقال سياسية تفسح المجال أمام مزيد من الحرية والديمقراطية.

وقال أوباما في إشعار أرسله اليوم إلى الكونغرس، إن وحشية النظام السوري وقمعه لمواطنيه الذين يطالبون بالحرية وبحكومة تمثيلية لا يعرّض الشعب السوري فقط للخطر بل قد يؤدي لمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

ومن جهته وصف وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي الهجوم الذي استهدف موكب المراقبين الدوليين في مدينة درعا السورية بأنه بالغ الخطورة، ودعا السلطات السورية إلى ضمان أمن المراقبين وسلامتهم.

وسبقت ذلك دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الإسراع في نشر ثلاثة آلاف مراقب في سوريا لوقف أعمال العنف.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) عن أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي ماريو مونتي “لا أعرف ما الذي ننتظره، ماذا بوسع خمسين مراقبا القيام به؟ لا يمكن لهذا العدد مراقبة جزء ولو صغير من محافظة سورية”.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن سبعين مراقبا عسكريا غير مسلحين ينتشرون حاليا في سوريا بالإضافة إلى 43 مدنيا في إطار بعثة الأمم المتحدة في سوريا التي شكلها مجلس الأمن في 12 أبريل/نيسان لمراقبة وقف إطلاق النار الذي يتعرض للانتهاك باستمرار، ومن المقرر أن يصل عدد المراقبين إلى ثلاثمائة قبل نهاية مايو/أيار.

وأثار استمرار العنف في سوريا انقساما حادا بين القوى الكبرى، فقد أعلنت مبعوثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة الثلاثاء أن حكومة الأسد لم تنفذ بشكل كامل أي جزء من الالتزام بخطة أنان في حين قال السفير الروسي إن الأمور تتحرك في اتجاه إيجابي.

وتدعو خطة أنان إلى وقف إطلاق النار والمراقبة والسماح بدخول الصحفيين بلا قيود وتوصيل المساعدات الإنسانية وإجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة.

وتقول الأمم المتحدة أن القوات السورية قتلت تسعة آلاف شخص منذ بداية الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد في مارس/آذار 2011 وتنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على جماعات مسلحة مدعومين من الخارج تقول إنهم قتلوا 2600 من قوات الجيش والشرطة.

وأعلنت بعثة للأمم المتحدة زارت البلاد في مارس/آذار أن مليون سوري يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية بسبب الصراع وتجهز المنظمة عملية مساعدات كبرى مدعومة بنحو 180 مليون دولار حصلت عليها من دول مانحة بعد مناشدة للمجتمع الدولي لكنها لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاق مع دمشق بشأن كيفية تسليم هذه المساعدات.

وقال السفير السوري في جنيف فيصل خباز الحموي إن المحادثات مستمرة لكنه احتياجات بلاده ليست ضخمة.

55 قتيلاً و372 جريحاً في تفجيري دمشق

المعارضة السورية تتهم نظام الأسد والجيش الحر ينفي ضلوعه

العربية.نت

أفاد التلفزيون السوري بسقوط 55 قتيلاً و372 جريحاً في تفجيري دمشق، اللذين هزا صباح اليوم الخميس، العاصمة السورية، قرب مفرق القزاز.

وأفاد مراسل “العربية” بأن الانفجارين أحدثا حفرتين بقطر 10 أمتار في المنطقة، وبعد وقوع الانفجارين زار رئيس المراقبين روبرت مود موقع التفجيرين وقدم التعازي لأهالي الضحايا، مضيفاً نقل نحو 30 قتيلاً إلى مشفى دمشق ” مشفى المجتهد “، و11 قتيلا وأشلاء ثمانية قتلى وعشرات الجرحى إلى مشفى المزة ” عسكري ” .

وكتب التلفزيون السوري في شريطه العاجل: “ضحايا مدنيون في تفجيري دمشق الإرهابيين”.

ومن جانبها المعارضة اتهمت النظام بالمسؤولية عن التفجيرين، وقال هيثم المالح لـ”العربية”: “النظام الحاكم يقف وراء هذه العمليات، وحمل المالح روسيا والصين مسؤولية كبيرة في استمرار العنف”.

وصرّح بسام جعارة لـ”العربية”: “الانفجاران هما ردّ من النظام على إدانة كوفي عنان له، فالمعارضة لا تستخدم أسلوب القتل والتفجير”.

ولم يُعرف في الحال مصدر الانفجارين وارتفع عمودا دخان فوق العاصمة السورية التي شهدت في الأشهر الأخيرة سلسلة من التفجيرات الدامية.

77 قتيلا بسوريا..وإدانة دولية للعنف

سامي قاسمي – دمشق – سكاي نيوز عربية

قتل 77 شخصا في أعمال عنف شهدتها سوريا، الخميس، معظمهم في “انفجارين انتحاريين” بالعاصمة السورية دمشق، في وقت اتهمت لجان التنسيق المحلية النظام السوري بقتل 22 شخصا في مناطق عدة بالبلاد.

وقال وزير الصحة السوري،وائل الحلقي، إن 55 شخصا قتلوا وأصيب 372 آخرون في انفجار سيارتين مفخختين كان يقودهما انتحاريان في دمشق.

ونفى وزير الصحة اتهامات المعارضة للسلطات السورية بالوقوف وراء التفجيريين، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية “تتحرى عن الجهات الإرهابية” التي نفذت “الهجومين الانتحاريين”.

وفي حلب ثاني كبرى المدن السورية، أصيب 8 أشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة وقع “قرابة الساعة الثانية والنصف عصرا قرب حي بستان القصر”، وفقا باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي.

وأضاف الحلبي لوكالة الأنباء الفرنسية أن “انفجارات قوية عدة سمعت في المدينة أيضا منذ بعد منتصف الليل، رافقها اطلاق رصاص في ما يبدو أنه اشتباك لم تتضح ملابساته”.

وكانت وزارة الداخلية قدرت زنة المتفجرات في تفجيري دمشق بأكثر من 1000 كيلوغرام، فيما أشار التلفزيون السوري إلى أن الانفجارين وقعا بشكل شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة صباحا بتوقيت دمشق (5.00 بتوقيت غرينتش) على المتحلق الجنوبي في دمشق، أثناء “توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم”.

بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجارين وقعا قرب مقر أمني بدمشق”.

وأفاد شهود عيان مراسلنا أن سحبا كثيفة من الدخان الأسود ارتفعت من موقع الانفجارين.

وأشار إلى أن أحد الانفجارين وقع قرب مفرق القزاز في منطقة الحجر الأسود، والثاني في منطقة الكراجات بالسيدة زينب.

ونقل التلفزيون السوري صورا لفتيات صغيرات تبكين، وقلن إنهن كن في مدرسة حي القزازين الابتدائية عندما وقع الانفجار.

وترك هذان التفجيران حفرتين عند بوابة المجمع العسكري، يصل عمق إحداهما 3 أمتار واتساعها 6 أمتار.

إدانة دولية لتفجيرات دمشق

ودان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، كوفي أنان، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والولايات المتحدة الأميركية التفجيرين، فيما وجه رئيس فريق المراقبين الدوليين نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف في سوريا.

بدورها، دعت الصين وروسيا جميع الأطراف في سوريا إلى “وقف العنف”، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف “دان بشدة الأعمال الإرهابية التي وقعت في سوريا في الأيام الأخيرة”، وذلك خلال لقائه مع السفير السوري في موسكو.

وأكّد أنان في بيان أن “هذه الأعمال المشينة غير مقبولة ويجب أن يتوقف العنف في سوريا”، فيما حذر العربي من “مضاعفات هذا التصعيد الخطير لأعمال العنف واستمرار التفجيرات والأعمال العسكرية في أنحاء مختلفة من سورية”.

من جانبها، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن الولايات المتحدة تواصل دعوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى “التطبيق الكامل والفوري” لخطة لأنان لوقف العنف في سوريا.

وأثناء زيارة إلى موقع الانفجارين، قال رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود “هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من أعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الأعمال في دمشق وفي مدن وقرى أخرى في سوريا”.

من جهته، اتهم المجلس الوطني السوري السلطات السورية بتدبير انفجاري دمشق “ليقول للمراقبين إنهم في خطر.. وليقول للمجتمع الدولي أن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا”.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني المعارض،سمير نشار، قوله إن “إذا كانت القاعدة وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟”.

وجاء الهجومان غداة تفجير وقع لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين من بينهم مود في درعا، أسفر عن إصابة عدد من الجنود السوريين المرافقين بجروح.

سوريا.. تفجيرات على وقع الأزمة

محمد جمعة جبالي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شكل استمرار الانفجارات في سوريا منحى جديدا في واقع الأزمة السورية، حيث تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات بالمسئولية عن التفجيرات التي وقعت في العديد من أحياء دمشق وإدلب وحلب وأودت بحياة مئات القتلى والجرحى.

وهز انفجاران بسيارتين مفخختين دمشق الخميس، وخلفا 55 قتيلا و372 جريحا، قرب مفرق القزاز على المحلق الجنوبي للعاصمة، وفقا لوزارة الداخلية السورية.

ووقعت ثلاثة تفجيرات الاثنين 30 أبريل في محافظة إدلب شمالي غرب سوريا وحي “القدسية” بالعاصمة دمشق، أسفرت عن مقتل 37 شخصا معظمهم عناصر من قوات الأمن وجرح 100 آخرين في انفجارات استهدفت مقرات أمنية.

وكان مسلحون قد استهدفوا في ساعة متأخرة من مساء الأحد 29 أبريل مصرف سوريا المركزي بقذيفة “أر بي جي” مما أوقع أضرارا مادية في المبنى دون أن يخلف ضحايا أو إصابات.

وأسفر انفجار وقع في 27 أبريل، عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 20 بجروح، في حي الميدان وسط العاصمة السورية دمشق.

وكانت دمشق قد شهدت انفجارين وقعا قرب مركزين أمنيين في 18 مارس الماضي، أسفرا عن مقتل 27 شخصا وجرح 140 آخرين.

ووقع انفجار بحلب في 10 فبراير الماضي خلف  28 قتيلا وجرح 175 آخرون في الانفجارين اللذين استهدفا مقرات عسكرية وأمنية.

وأسفر انفجار وقع في 6 يناير الماضي في حي الميدان وسط العاصمة السورية دمشق، عن مقتل 26 شخصا.

سوريا: مقتل 55 على الاقل واصابة المئات في تفجيري دمشق

نقل التلفزيون السوري الحكومي بيانا عن وزارة الداخلية السورية قالت فيه ان التفجيرين الانتحاريين بسيارتين اللذين وقعا في دمشق الخميس اسفرا، حتى الآن، عن مقتل ما لا يقل عن 55 شخصا، واصابة نحو 372 آخرين.

واتهم المجلس الوطني السوري، الذي يعد الجماعة الرئيسية في المعارضة، الحكومة السورية بتدبيرهما، في حين وجهت دمشق اصابع الاتهام الى المعارضة المسلحة.

وأثار الانفجاران حملة ادانات دولية واسعة، فقد اعتبرت واشنطن ان قتل المدنيين بلا تمييز “امر فظيع”.

أما روسيا فقد أدانت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف الهجومين وطالبت كافة الأطراف بوقف العنف فورا.

وقال التلفزيون السوري ان الانفجارين وقعا عند تقاطع “القزاز” في العاصمة السورية، التي يقع فيها فرع كبير للأمن العسكري يُسمى فرع فلسطين، وبجانبه معهد العلوم المصرفية والمالية التابع لجامعة دمشق.

وافاد سكان ان قوات امنية أغلقت حي التضامن بالمدينة، وسمعت صفارات سيارات الاسعاف.

وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني إن “النظام السوري يقف خلف هذه التفجيرات ليقول للمراقبين انهم في خطر، وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا”.

واضاف نشار، في تصريحات لوكالة فرانس برس: “اذا كانت القاعدة وعصابات ارهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها”.

وتوقع نشار ان تستمر التفجيرات “لا سيما في ايام الجمعة او قبل ايام الجمعة للحد من المظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها”.

واضاف “للأسف، فإن تأخر المجتمع الدولي في سوريا يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الاعمال”.

سيارات إسعاف

وشوهدت سيارات الإسعاف متجهة بكثافة إلى منطقة الانفجار، كا ارتفعت سحابة دخان في سماء المنطقة.

وقال شهود من سكان المنطقة إن الانفجار الأول نجم عن سيارة يقودها انتحاري محملة بكمية صغيرة نسبيا من المتفجرات حاولت اختراق بوابة المقر الأمني تبعتها سيارة ثانية يقودها انتحاري ثان محملة بكمية كبيرة من المتفجرات.

وقال مراسل بي بي سي إن الانفجار أسفر عن تحطم نوافذ المقر الأمني والبنايات المحيطة، ولم يؤد الانفجار إلى تحطم بوابة المقر الأمني بشكل كامل لكنه تعرض لأضرار، ولم يسفر الانفجار عن تحطيم سور المقر.

وأدى الانفجار أيضا إلى حرق وتدمير ما بين 30 إلى 40 سيارة تدميرا كاملا بسبب الازدحام في ساعة الذروة.

وكانت دمشق هدفا لعدة تفجيرات خلال الفترة الاخيرة وسط استمرار أحداث العنف في سوريا.

ففي أبريل/ نيسان الماضي قتل عشرة اشخاص في انفجار وقع عند أحد المساجد.

إدانات دولية لتفجيري دمشق

أثار الانفجاران اللذان وقعا في العاصمة السورية دمشق وأسفرا عن مقتل 55 شخصا وإصابة المئات ردود فعل دولية واسعة.

فقد أدان موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان الحادث مؤكدا أن “هذه الاعمال المشينة غير مقبولة” وطالب بضرورة وقف العنف في سوريا.

وأضاف أن “كل عمل يؤدي الى تصعيد التوتر ومستوى العنف سيؤدي الى نتيجة عكسية بالنسبة الى مصالح جميع الاطراف”.

كما ادانت الولايات المتحدة التفجيرين، واعتبرت واشنطن ان قتل المدنيين بلا تمييز “امر فظيع”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند إن “جميع اشكال العنف التي ينجم عنها قتل واصابة المدنيين بشكل عشوائي تستحق الشجب ولا يمكن تبريرها “.

وأضافت أن بلادها تواصل مطالبتها نظام الرئيس السوري بشار الاسد بتطبيق خطة الامم المتحدة للسلام “تطبيقا كاملا وفوريا”.

أما روسيا فطالبت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف “جميع الاطراف بوقف العنف والتعاون مع عنان”.

وأكد لافروف في الوقت نفسه أن موقف بلاده من الوضع في سوريا لن يتغير.

وفي باريس، نددت الخارجية الفرنسية بالهجوم معتبرة أن “النظام يتحمل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سوريا”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن النظام السوري ” من خلال اختياره القمع الاعمى والوحشي غرق في دائرة عنف لا مخرج منها”.

واعتبر فاليرو أن ” خطة عنان الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة”.

سوريا: مشاهدات موفد بي بي سي عند خطوط التماس بحمص

عمر عبدالرازق

بي بي سي

في الثامنة صباحا بتوقيت دمشق، يصطف طابور طويل من المراسلين الأجانب أمام مقر منظمة الأونروا في نهاية حي المزة بدمشق.

المهمة واضحة، سنراقب عمل المراقبين الدوليين المكلفين بمراقبة وقف إطلاق النار على الأرض.

يدوم الانتظار حوالي ساعتين، نستمع إلى قواعد السلوك المتبعة وأولها اننا نتحمل مسؤولية سلامتنا الشخصية، في سياراتنا الشخصية، لن نتحدث إلى المراقبين لكن سيكون بوسعنا مرافقتهم والتحدث إلى سكان المناطق التي يزورونها.

السائقون كلهم سوريون والمترجمون أيضا، البداية لم تكن مبشرة كثيرة، فقد ضل فريق المراقبين طريقه ونحن وراءه في منطقة الغوطة بريف دمشق، واقتصر تفقده للمنطقة هناك على توقف روتيني، ثم انطلقنا إلى حمص في رحلة تستغرق ثلاث ساعات على الطريق الدولي.

وفي حمص، كان لابد من إجراءات تسليم وتسلم في مقر إقامة المراقبين بفندق سفير، استمرت لأكثر من ساعتين، بعدها انطلق الركب مجددا نحو وسط المدينة.

عبرت سيارات المراقبين التي تحمل شارات الأمم المتحدة، وطلبت من سائقنا أن يسير خلفهم، لكنه قال إنه لا يستطيع بعد تلك النقطة. ولم تكن تلك النقطة سوى آخر حاجز للجيش السوري على مدخل ساحة الساعة.

وقرر السائقون والمترجمون في قرار إجماعي عدم التقدم، والتحذيرات من الجيش السوري كانت واضحة تتقدمون على مسؤوليتكم الشخصية، لكن التحذير جاء متأخرا فسيارات المراقبين كانت قد خلفتنا وراءها.

ساحة حرب

لا أحد هنا.. أنت تسير فوق شظايا الزجاج المتكسر، وتشاهد النوافذ المشرعة على لا شيء، نوافذ مبنى الأتاسي الراقي المطلة على الساحة تحطمت تماما لا يوجد لوح زجاجي واحد في مكانه، وسط المدينة الراقي صار مدينة أشباح، الألواح الخشبية السميكة غطت واجهات العرض التي كانت تتزين بالملابس الراقية، ماكينات الصرف الآلي صارت صماء، حتى الساعة التي تحمل اسمها الساحة توقف مؤشراها عن الثانية عشرة ولا أدري لماذا.

لم يتقدم أحد من زملائي، وقررت وزميلي المصور وسام عبدو التقدم على مسؤوليتنا، تعاطف معنا بعض المجندين ودلونا على طريق يسلكونه هم فقط: كوة في جدار مقهى الروضي السياحي، في الداخل كل شيء في مكانه تقريبا، قائمة أسعار المشروبات، صناديق النرد، أجهزة التلفزيون المثبتة في الجدران، ركن الاطفال في الحديقة المفعمة برائحة ورود الجوري، لكنه الخراب حيث لا تسمع سوى وقع أقدامك.

لكن هذا الخراب سيتضاءل عندما يقودني المقهى إلى كوة أخرى في حائط المتحف الوطني لأمر عبره إلى خط التماس بين القوات السورية والمسلحين.

حمص

الكنوز التاريخية كلها ملقاة على الأرض أو محطمة، جداريات قليلة يبدو أن المسؤولين عن المتحف تمكنوا من تغطيتها قبل إغلاقه، وقبل أن يتحول إلى نقطة قتال ومخبأ للعسكريين السوريين، لكن كل التحف والمقتنيات الكبيرة ملقاة في الطريق الذي سأسلكه لاخرج على الشارع الآخر.

نتقدم قليلا على إيقاع زخات رصاص قريبة وأصوات قذائف الآر بي جي والهاون تأتي من أحياء الحميدية المسيحي وجورة الشياح والقصور، تلك هي أسخن أحياء حمص في الوقت الراهن، كثيرة هي معالم السلب والنهب، فقد شاهدت عسكريين ومدنيين يحملون بأيديهم او في عربات يدفعونها بأيديهم ما تمكنوا من اقتناصه، لم أسألهم وسارعوا لإخفاء ما يحملون.

عندما وصلت إلى النقطة التي قال المجندون السوريون إنهم لا يتقدمون بعدها، كانت طلقت القناصة تذكرني أن ما تشهده حمص ربما يكون نسخة أخرى مما شهدته بيروت الحرب الأهلية، وبنفس المصطلحات.

جاء المراقبون ..غادر المراقبون

عندما تمكنا من العودة للساحة كان المراقبون قد غادروا بالفعل، لم نعرف ماذا رأوا أو سمعوا ولم نصل إلى حيث وصلوا، فقررنا التوجه إلى منطقة بابا عمرو على مسؤوليتنا الشخصية.

الدمار الذي لحق بهذه المنطقة أشبه بزلزال، لن تجد مبنى واحدا دون آثار قذيفة أو صاروخ، المساجد والمدارس وشرفات البيوت، كلها نالت ما يكفي من القصف وبعدالة دقيقة.

الذين عادوا إلى منازلهم هنا، قلة ضئيلة، وحين تسألهم لا يقولون كل ما يعرفون، عيونهم الزائغة، تتحدث عن أسى وغضب مكتوم قبل أن تتفجر بالدموع.

لم أطلب من الذين تحدثت إليهم أسماءهم الحقيقية. كلهم غادروا خلال الشهرين الأخيرين من “الحسم العسكري” الذي انتهى باستيلاء الجيش على الحي.

قالت لي امرأة في حدود الستين من عمرها “كانت الصواريخ تأتي من كل اتجاه، لا نعرف من يطلقها، دمرت منزلي وقتلت ابن زوجي، من هرب هرب ومن تبقى “استشهد” لكنني لم أر جنس مسلحين لكنهم يتحدثون عن المسلحين”.

قال لي رجل عجوز وهو يهش الذباب عن صينية الشاي أمام منزله، دون أن يتطلع في وجهي “الجزاء من جنس العمل ” وصمت، بينما قال لي شاب في الثلاثين بغضب مكتوم، “دمار وخراب، منزلنا دٌمر تماما وأنا الآن اعيش مع أصهاري” .

أطفال بابا عمرو

يتحلق الأطفال حول الكاميرا، عبثا أحاول إقناعهم أنني لا يمكنني الحديث إليهم دون موافقة ذويهم، يؤكد لي “حسن” وهو في العاشرة من عمره، أنه تحدث كثيرا إلى الكاميرا.. يقودني إلى مدرسته، التي تصطبغ حوائطها بالسخام والفتحات التي خلفتها القذائف.

يحكي لي أنه وثلاثة من رفاقه في الصف قد عادوا أما البقية فلا يعرف أين ذهبوا، عندما توقفنا لتصوير المدرسة، أصر حسن على أن يساعدني في الاحتفاظ بجهاز التسجيل، قدمته إليه مع تحذير رقيق، ألا يعبث به.

عندما عدت إلى الفندق في دمشق لم أصدق ما سمعته على جهاز التسجيل، تقمص الصبي ورفاقه أدورا يبدو أنهم شاهدوها كثيرا أثناء شهور القتال.

غاب عنا ليجري مقابلات مع رفاقه الصغار ويتباحثون عن كيفية تشغيل هذا الجهاز “عندما تكبس الضوء الأحمر”، جاءت الكلمات والهتافات مشوشة ومثيرة للحزن ، ” الله يحي الجيش الحر” “الله يحيي الرئيس الأسد” ، “نتمنى تكون سورية بخير بس يكون قائدها غير”.

كان يسأل طفلة أصغر منه عن ” الثورة والجيش الحرب” ، فترد مشوشة “الله وسورية وبشار وبس” . وهي ترد بكلمات يبدو انها التقطتها من القنوات الفضائية بوعي طفولي.

قبل وصولي إلى بابا عمرو كنت أتصور أنه حي عشوائي كتلك التي تمثل احزمة الفقر في المدينة الكبيرة، لكن الحقيقة ليست كذلك، فالصورة هنا ليست لمنطقة عشوائية وإن كان سكانها من المستورين أو رقيقي الحال الذين كان تعدادهم قرابة خمسين ألف نسمة.

من عادوا إلى بابا عمرو، ينتظرون المرافق والخدمات ومصدر الرزق، يعيشون على ما يقدمه لهم متطوعون من الهلال الأحمر الدولي، يمرون في قوافل تحمل علمهم الأبيض ويرتدون سترات تمكنهم من دخول مناطق الاشتباكات.

ويرفض المتطوعون على الأرض الحديث عما يشاهدون او يعرفون، تماما كالمراقبين الدوليين.

أحدهم كان يسألني في نبرة تحدي، عن ملاحقتي لهم بدلا من الذهاب إلى الخالدية او الحميدية.

سألته عما يعرف، قال إنه مراقب ولا يمكنه الحديث أمام الكاميرا، اتفقنا على تسجيل المقابلة للراديو، عن مشاهداته.

من يقتل من؟

“لم ينسحب الجيش حتى الآن ولو بنسبة 20 في المئة والقتال لا يزال مستمرا في أحياء كثيرة”.

سألته: ما الفارق بين الجيش والمسلحين؟ فأجاب “إذا سيطر المسلحون على مناطق للجيش، تصير فيها سرقات، وقتل لا يكون عشوائيا ولكن للأشخاص الذين كانوا يتعاونون مع الجيش والمخبرين. أما عندما يستولي الجيش على مناطق للمسلحين، فيحدث نفس الشيء، وتبدأ مطاردة لكل الناس الذين تعاونوا معهم ، وتحدث عمليات قتل ما بتكون عشوائية، بتكون منظمة نوعا ما ممنهجة تجاه عوائل محددة، وفي بابا عمرو هناك أسر كاملة أبيدت”.

سألته: كيف دخل الجيش بابا عمرو؟ فاجاب “لم يدخل بابا عمرو ولكن دخل على أنقاض بابا عمرو بعدما غادر حوالي 80 بالمئة من المدنيين، ونزحوا إلى مناطق بعيدة وحوالي 10 بالمئة نزحوا إلى أقبية المنازل والملاجئ”.

ماذا يجري؟ “هي حرب من طرف واحد، جانب استخدم كافة الأسلحة التي بحوزته، وجانب استخدم الأسحلة الخفيفة”.

لم تتأكد لي دقة ما قاله المتطوع الإنساني خاصة في ظل تأكيدات أخرى عن تسليح الثورة وعسكرتها واستهداف نقاط ومعسكرات للجيش.

لكن ما تأكد لي بعد ما شاهدته في وسط حمص ومنطقة بابا عمرو، أن ما حدث ولا يزال يحدث لم يكن مجرد اشتباكات أو عملية أمنية محدودة، وإنما حرب بين طرفين تركت وسط حمص ومنطقة بابا عمرو مناطق اشباح حتى إشعار آخر.

55 قتيلا و372 جريحا في تفجيري دمشق

بيروت (رويترز) – قالت وسائل اعلام رسمية سورية ان 55 قتيلا و372 جريحا سقطوا في التفجيرين المتزامنين اللذين وقعا في العاصمة دمشق يوم الخميس.

والتفجيران هما الاعنف في دمشق منذ بدء انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد قبل 14 شهرا.

وأضر التفجيران بشكل أكبر بوقف لاطلاق النار أعلنه المبعوث الدولي كوفي عنان يوم 12 ابريل نيسان لكنه فشل في وقف اراقة الدماء حيث مازالت قوات الاسد تواجه متظاهرين سلميين وعددا من المعارضين المسلحين.

وقال زعماء في المعارضة السورية ان خطة عنان للسلام ماتت بينما أصرت قوى غربية على أنها مازالت أفضل طريقة للمضي قدما.

وأدان عنان نفسه التفجيرات “الكريهة” وحث كل الاطراف على وقف العنف وحماية المدنيين. وقال في بيان “عانى الشعب السوري كثيرا بالفعل.”

وقالت وزارة الداخلية السورية ان انتحاريين نفذا التفجيرين اللذين وقعا في ذروة الحركة المرورية بالصباح. وألقى التلفزيون الرسمي باللائمة على “ارهابيين” في الهجمات وعرضت لقطات فيديو عشرات العربات المحترقة والمتفحمة وبعضها الى جواره جثث او به اشلاء بشرية.

وقال سكان ان التفجيرين اللذين وقعا في وقت متزامن تقريبا نفذا في منطقة القزاز قبيل الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش).

وأحدث أحد التفجيرين حفرة عمقها ثلاثة امتار على الطريق الدائري الجنوبي بالمدينة وتناثرت على الطريق جثث القتلى واشلائهم.

وأظهر التلفزيون الرسمي شاحنة واحدة على الاقل مقلوبة. وانهارت جدران مبان على جانبي طريق واسع بالمنطقة.

وقال ساكن لرويترز ان التفجيرين سببا أضرارا محدودة في مجمع المخابرات العسكرية فرع فلسطين. وفرع فلسطين هو أكثر أجهزة الشرطة السرية المرهوبة الجانب في سوريا والتي يصل عددها الى أكثر من 20 جهازا.

وكان فرع فلسطين وهو مجمع ضخم على الطريق الدائري في دمشق هدفا لتفجير وقع في عام 2008 وأسفر عن مقتل 17 شخصا وألقت السلطات باللائمة فيه على اسلاميين متشددين.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن تفجيري يوم الخميس.

وجاء تفجيرا الخميس بعد يوم من انفجار قنبلة بالقرب من مراقبين تابعين للامم المتحدة يشرفون على تنفيذ وقف لاطلاق النار وبعد أقل من أسبوعين على اعلان السلطات السورية أن مفجرا انتحاريا قتل تسعة أشخاص على الاقل في دمشق.

وقال الميجر جنرال روبرت مود رئيس فريق مراقبي الامم المتحدة الذين تفقدوا الموقع “هذا مجددا هو مثال للمعاناة التي يتكبدها الشعب السوري من جراء أعمال العنف.”

وتحولت المعارضة لنظام الاسد والتي بدأت باحتجاجات سلمية في مارس اذار من العام الماضي الى انتفاضة مسلحة بشكل متزايد وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء ان هناك فرصة ضئيلة لتفادي حرب أهلية شاملة في سوريا.

وأضاف بان “ليس هناك مفر من الحقيقة التي نراها كل يوم.. المدنيون الابرياء يموتون والقوات الحكومية والمدرعات الثقيلة في شوارع المدن وهناك أعداد متنامية من الاعتقالات ومزاعم التعذيب الوحشي وارتفاع يبعث على القلق في استخدام العبوات الناسفة وغيرها في جميع أنحاء البلاد.”

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 849 شخصا بينهم 628 مدنيا و221 جنديا منهم 31 جنديا منشقا قتلوا منذ بدء الهدنة يوم 12 ابريل نيسان. ولا يشمل عدد القتلى ضحايا تفجيري يوم الخميس.

ويمكن سماع أصوات اطلاق نار في خلفية اللقطات التي عرضها التلفزيون السوري والتي صورت بعد وقت قليل من التفجيرين. وظهر في اللقطات رجل يشير الى الحطام ويقول “هل هذه هي الحرية.. هذا عمل السعوديين” مشيرا الى المملكة التي طالبت بتسليح معارضي الاسد الذين يسعون لاسقاطه.

وألقت نادين حداد وهي مرشحة في الانتخابات البرلمانية التي قاطعتها معظم شخصيات المعارضة السورية باللائمة على رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي يقول أيضا انه يجب تسليح المعارضين السوريين.

وأدانت قطر التفجيرين في دمشق ودعت كل الاطراف الى وقف اراقة الدماء في سوريا.

وأدان الاتحاد الاوروبي التفجيرين أيضا ووصفهما بأنهما “ارهاب محض” لكنه قال ان خطة عنان للسلام والتي يؤيدها الاتحاد والامم المتحدة والجامعة العربية مازالت قابلة للتطبيق.

وقال مايكل مان المتحدث باسم كاثرين اشتون منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد في بروكسل “انها (خطة عنان) الخيار الافضل لمحاولة ضمان السلام في سوريا.. انها الخيار الافضل للمضي قدما.”

ونبذت قوى غربية أي تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا وأعاقت روسيا والصين أي تحرك في مجلس الامن الدولي ضد دمشق لكنهما أعربتا عن دعمهما لجهود السلام التي يبذلها عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف “أدان بشدة الاعمال الارهابية التي وقعت في سوريا في الايام الاخيرة” وذلك خلال لقائه مع السفير السوري في موسكو.

وقالت فرنسا وهي من أشد منتقدي عنان ان خطته كانت “الفرصة الاخيرة” لانهاء الازمة. وأضافت الخارجية الفرنسية “يتحمل النظام المسؤولية الكاملة عن الفظائع في سوريا.. اختار النظام القمع الوحشي والاعمى لذا دخل في سلسلة من العنف لا سبيل للخلاص منها.”

ووصفت السفارة الامريكية في بيروت التفجيرين بأنهما يستوجبان الشجب وغير مقبولين لكنها قالت انهما لن يغيرا المطالب الامريكية بأن تنفذ الحكومة السورية خطة سلام مدعومة من الامم المتحدة.

وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت أكثر من تسعة الاف شخص في حملة لقمع الاحتجاجات. وتلقي السلطات السورية باللوم في أعمال العنف على اسلاميين متشددين مدعومين من الخارج وتقول انهم قتلوا 2600 من أفراد الجيش والشرطة في سوريا.

وقال سمير نشار وهو عضو في المجلس الوطني السوري المعارض ان الحكومة السورية لم تنفذ أي جزء من خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط.

وأضاف لرويترز أن المجلس توقع أن يقول عنان ان خطته وصلت الى طريق مسدود وان النظام السوري يجب أن يتحمل مسؤولية عدم وقف عمليات القتل التي يقوم بها واستخدامه للاسلحة الثقيلة.

وأضاف أن المجلس يريد تدخلا دوليا لوقف سياسة القتل هذه لكنه لم يفسر شكل هذا التدخل.

وألقى نشار باللائمة في التفجيرين على السلطات السورية وقال انهما يهدفان الى ردع المحتجين والمراقبين الدوليين. وكرر قادة في الجيش السوري الحر المعارض هذا المعنى.

وقال العميد الركن مصطفى الشيخ ان الحكومة السورية تحاول افشال خطة عنان وان التفجيرات ليست من عمل مقاتلي المعارضة مضيفا أن الجيش السوري الحر لا يملك القدرة على شن مثل هذه التفجيرات الكبيرة.

وقال رياض الاسعد قائد العمليات في الجيش السوري الحر ان المعارضين مستعدون لاستئناف الهجمات على القوات الحكومية بمجرد أن يعلن عنان فشل مبادرته.

وقالت مصادر في المعارضة ان عشرة معارضين قتلوا الليلة الماضية عندما قصفت دبابات قرية عين شيب في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا. وقتل مدني أيضا بنيران دبابات في بلدة أخرى بشمال غرب البلاد.

من اوليفر هولمز ومريم قرعوني

(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

العربي: تفجيرا سوريا يهدفان لافشال بعثة الامم المتحدة

القاهرة (رويترز) – قال نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية ان التفجيرين اللذين شهدتهما سوريا يوم الخميس واسفرا عن مقتل 55 شخصا في دمشق يهدفان الى تقويض عمل البعثة التابعة للامم المتحدة التي تراقب الهدنة التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان.

واضاف العربي ان من يقفون وراء الهجمات يحاولون افشال مهمة المراقبين الدوليين الذين ارسلوا الى سوريا للتحقق من وقف اطلاق النار الذي اعلن يوم 12 ابريل نيسان.

وتفجيرا يوم الخميس هما الاشد فتكا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السوري بشار الاسد قبل نحو 14 شهرا.

وتابع العربي في بيان “الأمر لا يجوز السكوت عنه ويحمل تداعيات خطيرة على مستقبل مهمة السيد كوفى عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.”

ويكافح عنان للحفاظ على خطة السلام المؤلفة من ست نقاط في مسارها وتفادي اندلاع حرب اهلية شاملة في سوريا. وقال الامين العام السابق للامم المتحدة ان الحكومة لم تطبق الاتفاق بالصورة الملائمة بعد وان قوات المعارضة خرقت الهدنة ايضا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة حقوقية معارضة اليوم ان 849 شخصا بينهم 628 مدنيا و221 جنديا منهم 31 جنديا منشقا قتلوا منذ بدء الهدنة. ولا يشمل عدد القتلى ضحايا تفجيري يوم الخميس.

وارسلت الجامعة العربية مراقبين تابعين لها الى سوريا في اواخر العام الماضي للتحقق من الالتزام بخطة سلام سابقة لكنها سحبتهم في يناير كانون الثاني عندما تصاعد العنف.

(اعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

سوريا تدعو الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات ضد “الارهاب

بيروت (رويترز) – قالت وزارة الخارجية السورية إن التفجير المزدوج الذي وقع في العاصمة دمشق يوم الخميس يدل على أن سوريا تواجه إرهابا مدعوما من الخارج.

ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التصدي للدول والجماعات الداعمة للعنف.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن الوزارة قولها في رسالة إلى مجلس الامن “سوريا تؤكد على اهمية قيام المجلس باتخاذ اجراءات ضد الدول والأطراف وأجهزة الاعلام التي تمارس الارهاب وتشجع على ارتكابه كما تؤكد سوريا على تعاونها التام مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا لكشف الأطراف التي تمارس الارهاب والعنف وتسعى بكل السبل لافشال خطة المبعوث الدولي (كوفي) عنان.”

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

قائد “الجيش السوري الحر”: المرحلة المقبلة ستشهد “تغييراً منهجياً في عملنا العسكري

هدد قائد ما يعرف بـ”الجيش السوري الحر” العقيد رياض الأسعد الأربعاء 9/5/2012، بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باستئناف العمليات ضد الحكومة السورية وأجهزته العسكرية وبأن المرحلة المقبلة ستشهد “تغييراً منهجياً في عملنا العسكري”.

وأضاف الأسعد في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية ومقرها في لندن، “وصلنا إلى مرحلة الذروة، مهما كان قرار مجلس الأمن، لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لم نعد قادرين على التحمّل والانتظار، في وقت لا تزال فيه عمليات القتل والإعتقال والقصف مستمرة رغم وجود المراقبين الذين تحوّلوا إلى شهود زور”، على حد قوله.

وتابع “كما أنّ شعبنا يطالبنا بالدفاع عنه في ظلّ عدم اتخاذ مجلس الأمن أية خطوات جدية وإعطائه فرصة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم.. ووصلنا اليوم، والحمد لله، إلى مرحلة ممتازة بعدما عمدنا إلى ترتيب الأوراق والصفوف وتقويم جدي للمرحلة السابقة، وعمدنا إلى وضع خطة عمل جديدة للمرحلة القادمة التي ستشهد تغييراً منهجياً في عملنا العسكري”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الخطّة ستعتمد على التفجيرات وستستهدف المراكز الأمنية، أجاب الأسعد “التفجيرات ليست من أخلاقنا ولسنا بحاجة إليها.. هدفنا هو استهداف الآليات العسكرية ونعتمد فقط على العبوات الناسفة”، وفقاً لقوله.

وفي حين نفى الأسعد أن يكون “الجيش الحرّ” تلقى مساعدات مالية أو عسكرية من دول محدّدة وقال “إن ما يحصل عليه حتى اليوم ليس إلاّ مساعدات من مواطنين سوريين، لفت إلى أنّ “هناك تطوراً بإمكانات الجيش الحر العسكرية وذلك من خلال استثمارنا الصحيح للأموال، والقيام بتصنيع بعض أنواع الأسلحة محلياً، وهذا ما سينعكس في عمل الجيش الحر في المرحلة اللاحقة، ورغم أننا لا نملك الإمكانات العسكرية الكبيرة لكن لدينا العناصر القادرة على تنفيذ العمليات النوعية”.

وقال الأسعد إنّ “الجيش الحرّ لا يزال موجوداً على الأرض في معظم المناطق السورية، وخروجه من المدن كان فقط بهدف تجنيب الأهالي العمليات العسكرية وعدم إعطاء ذريعة للنظام السوري للقول إننا لا نتقيّد بوقف إطلاق النار، على حد تعبيره.

وعلّق على الانتخابات النيابية التي شهدتها سورية، واصفا إياها “بالمهزلة التي ستؤدي بالنهاية إلى تكريس الواقع الذي نعيشه منذ أكثر من 40 عاما، وهذه الانتخابات معروفة فيها الأسماء مسبقاً”.

ومن جهة ثانية، نفى الأسعد أي وجود للجيش السوري الحر في لبنان، معتبراً أنّه ليس هناك أي سبب لهذا الوجود، مضيفاً “قضيتنا وعملنا في الداخل السوري.. قد يكون هناك خروج لبعض العناصر غير المسلحّة إلى لبنان ضمن حالات إنسانية بحتة، لكن الأمر لا علاقة له بأية عمليات عسكرية”.

وعن تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، قال “كلنا يعرف من يمسك زمام الأمور في لبنان، هذه الحكومة الموالية لدمشق اتخذت إجراءات أمنية مشدّدة منعت من خلالها أي تهريب، ولا يمكنها اتهامنا بهذا الأمر”، مضيفاً “مع العلم، أنّ هذه الحدود لطالما كانت محطّة لتهريب الأسلحة المحدودة والفردية بين البلدين.. لكن بالنسبة إلينا، هذا النوع من العمليات لا يفي بالغرض المطلوب”.

وتوجه تصريحات رياض الأسعد صفعة أخرى لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، وتبنى مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالاجماع الشهر الماضي مسودة قرار روسي أوروبي يصرح بنشر أولي لنحو 300 مراقب عسكري غير مسلح في سورية لمدة ثلاثة أشهر.

لكن بعد توقف القتال في بادئ الأمر يوم 12 ابريل نيسان لم يتماسك وقف إطلاق النار الموعود ولا توقف العنف الدائر في سورية على الرغم من إجراء انتخابات برلمانية يوم الإثنين الماضي، اعتبرته الحكومة حجر الزاوية على طريق الإصلاح لكن المعارضة رفضتها وقاطعتها.

ودعا الوسيط الدولي كوفي عنان القوات الحكومية السورية والمعارضة المسلحة للتخلي عن السلاح والعمل مع المراقبين غير المسلحين لتدعيم وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في ابريل.

والمعارضة السورية المسلحة متشرذمة بدرجة كبيرة وهناك جماعات نشطة في البلاد تقول أنها لا تتلقى أوامرها من الأسعد، وشهدت البلاد موجة تفجيرات تستهدف قوات الأمن والجيش السوري تبنى بعضها الجيش الحر وسقط خلالها شهداء من المدنيين والعسكريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى