أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 17 حزيران 2015

سقوط تل أبيض يعمق الفجوة بين واشنطن وأردوغان

لندن – ابراهيم حميدي

عمًق سقوط مدينة تل أبيض قرب الحدود السورية التركية في قبضة مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي»، الفجوةَ بين واشنطن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعزز إمكان ربط الإدارات الكردية الثلاث في «غرب كردستان»، وزاد من قلق أنقرة من قيام كيان مماثل في شمال العراق. لكن هذا السقوط طرح أسئلة عن أسباب انسحاب «داعش» من تل أبيض من دون قتال فيما يتقدم في مناطق أخرى بينها تدمر وسط سورية.

وكان مقاتلو «وحدات حماية الشعب» دخلوا بمشاركة رمزية من «الجيش الحر» إلى المدينة من طرفها، وحاصروها وقطعوا الطريق بينها وبين الرقة معقل «داعش» في شمال شرق سورية قرب العراق. وتعتبر استعادة تل أبيض النكسة الثانية للتنظيم منذ إعلان «الخلافة» في حزيران (يونيو) العام الماضي وإزالته الحدود بين سورية والعراق، وذلك بعد خسارته مدينة عين العرب (كوباني) في الخريف الماضي.

واللافت أن «داعش» لم يقاتل بقوة للبقاء في تل أبيض، مع أن خسارته المعبر الحدودي مع تركيا يقطع خط إمداده الرئيس باتجاه مدينة الرقة. وبسيطرة الأكراد على هذا المعبر يزداد تحكمهم بالمناطق الحدودية مع جنوب تركيا، حيث يتمتع «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان بنفوذ كبير.

ويعود القلق التركي إلى أن مقاتلي «الاتحاد الديموقراطي الكردي» برئاسة صالح مسلم المحسوب على «حزب العمال» والمصنف على قائمة الإرهاب الأميركي، يحقق المكاسب بدعم واشنطن، إذ شكلت غارات التحالف الدولي- العربي غطاء جوياً لتقدم المقاتلين في استعادة لمعركة عين العرب. وقتذاك، ترددت أنقرة في دعم الأكراد وضبطت المساعدات العسكرية التي أرسلها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني المقرب من أنقرة، فردت واشنطن بإلقاء الذخيرة من الجو إلى الأكراد لزيادة الضغط على أردوغان.

هذه المرة، لعبت مقاتلات التحالف دور سلاح الجو للأكراد بتنسيق بين الجانبين، ما زاد شكوك أنقرة، خصوصاً أن ذلك حصل وسط ترك «داعش» يتقدم في تدمر ومناطق أخرى، واتهامات من أنقرة وفصائل إسلامية مقربة من تركيا بحصول عمليات «تطهير عرقي» لريف تل أبيض نفذها الأكراد بتهجير العرب السنة ودفع حوالى 23 ألفاً منهم إلى تركيا، والتمسك بـ «وحدة سورية كخط أحمر» ورفض «التقسيم»، مقابل اتهام «وحدات حماية الشعب» هذه الفصائل وأنقرة بـ «تجميل صورة داعش والتهوين من إرهابه وشرعنة بقائه».

وقال مسؤول تركي لـ «رويترز»، إنه «تم إبلاغ الولايات المتحدة في كل من أنقرة وواشنطن بانزعاج تركيا مما حصل في تل أبيض، إذ يجبر التركمان والعرب على الهجرة. هناك محاولة لتعديل الوضع الديموغرافي»، فردت السفارة الأميركية في أنقرة بالقول على حسابها في «تويتر» إن التهجير حصل بسبب المعارك بين «داعش» والأكراد.

ويتقاطع قلق حكومة أردوغان وفصائل إسلامية من أن الهدف إزالة الحواجز التي تربط إقليم الجزيرة شرق سورية بإقليمي عفرين وعين العرب (كوباني) في شمالها، علماً أن «الاتحاد الديموقراطي» أعلن قبل سنة عن قيام ثلاث إدارات ذاتية تمتد في شريط مواز لتركيا. لكن ما رفع حدة القلق أن هذا التطور جاء بعد حديث عن وجود أمر واقع لـ «إقليم النظام» يمتد من قلب مدينة دمشق إلى القلمون وحمص وطرطوس واللاذقية. ويترقب معارضون إذا كان الأكراد سيسمحون بعودة اللاجئين إلى قرى تل أبيض أم أن هذا سيكون رداً على «سياسة التعريب» التي اتبعها حزب «البعث» ضد القرى الكردية قبل عقود.

ويُعتقد أن الدعم الأميركي لتقدم الأكراد في تل أبيض جاء استكمالا لنتائج الانتخابات البرلمانية وعدم فوز «حزب العدالة والتنمية» بأغلبية تسمح له بتشكيل حكومة بمفرده وعدم حصوله على أغلبية الثلثين التي كان يطمح إليها أردوغان، مقابل دخول «حزب الشعوب الديموقراطي» (الكردي) إلى البرلمان.

وتأتي هذه التطورات بعد قلق واشنطن من الانتصارات التي حققتها فصائل إسلامية ضمن تحالف «جيش الفتح»، بينها «جبهة النصرة»، بالسيطرة على محافظة إدلب في شمال غربي البلاد واتهام واشنطن ودول غربية أنقرة بعدم القيام بما يكفي لـ «خنق» تنظيم «داعش» وإغلاق الحدود وتلويح بإمكان إخراج تركيا من «حلف شمال الأطلسي» (ناتو).

 

الأسد ودي ميستورا يتفقان على متابعة التشاور لإيجاد حل سياسي

دمشق ـ أ ف ب

اتفق الرئيس السوري بشار الأسد ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الثلثاء)، على متابعة التشاور لإيجاد “حل سياسي ناجع” للنزاع السوري المستمر منذ أكثر من أربعة أعوام.

وذكرت “وكالة الانباء السورية” (سانا) الرسمية، أن الأسد اتفق مع دي ميستورا “على متابعة التشاور لإيجاد حل سياسي ناجع للأزمة في سورية وإعادة الأمن والاستقرار” إلى هذا البلد.

وتابعت أن دي ميستورا أطلع الأسد “على نتائج مشاوراته في جنيف مع سوريين يمثلون أطيافاً مختلفة من المجتمع السوري”.

وكان المبعوث الأممي أطلق في الخامس من أيار (مايو) محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليميين والمحليين المعنيين بالنزاع السوري، ومن بينهم إيران، في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية حول إنهاء النزاع. وستستمر هذه المشاورات حتى تموز (يوليو) المقبل، وبعدها سيقدم تقييماً عنها الى الأمين العام للامم المتحدة.

وشارك في مشاورات جنيف حتى الآن ممثلون عن النظام السوري و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” وممثلون وسفراء لدول إقليمية وخبراء وممثلون عن المجتمع المدني.

وتطرق الأسد في اجتماعه مع الموفد الدولي، وفق “سانا”، إلى “المجزرة التي ارتكبت أمس في مدينة حلب بحق المدنيين والأطفال الأبرياء”، في إشارة إلى مقتل  34 شخصاً وجرح 190 آخرين في قذائف مصدرها مواقع المعارضة.

ودان دي ميستورا في وقت سابق “الهجوم على المدنيين من جانب المعارضة المسلحة” في حلب، مؤكداً أنه “ليس من المبرر إطلاقاً قيام الحكومة السورية بأي انتقام ضد المناطق الآهلة باستعمالها البراميل المتفجرة”.

وتقصف قوات النظام في شكل متكرر منذ نهاية العام 2013 المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حلب، لا سيما بالبراميل المتفجرة التي تلقى من طائرات مروحية وحصدت آلاف القتلى.

 

الأسد ودو ميستورا “اتفقا على متابعة التشاور” كيري: صبر الجميع ينفد من الهجمات الكيميائية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

بعدما نقل معارضون سوريون عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا قوله إن على الادارة الاميركية أن تضغط على الرئيس السوري بشار الاسد ليرحل، استقبل الأسد الديبلوماسي الزائر في دمشق أمس واتفقا، كما أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، على متابعة التشاور لايجاد حل سياسي “ناجع” للنزاع السوري المستمر منذ أكثر من اربع سنوات. بينما تحدّث وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن “نفاد صبر الجميع” من الهجمات السورية بالاسلحة الكيميائية.

وفي حديث الى الصحافيين، بدا الوزير الاميركي واثقاً من أن حكومة الأسد مسؤولة عن “أكثر” هذه الهجمات، وقال إن “صبر الجميع بدأ ينفد”، وإنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في هذا الشأن وإن الولايات المتحدة “تشارك في عدد من الجهود الديبلوماسية وغيرها” لوقف ذلك.

الاسد ودو ميستورا

واستقبل الرئيس السوري المبعوث الدولي صباح أمس، في اليوم الثاني لزيارته لسوريا. وأوردت الوكالة السورية أنه “تم الاتفاق فى نهاية اللقاء على متابعة التشاور من أجل ايجاد حل سياسي ناجع للازمة في سورية واعادة الامن والاستقرار الى ربوع سوريا”، موضحة أن دو ميستورا أطلع الاسد “على نتائج مشاوراته في جنيف مع سوريين يمثلون اطيافاً مختلفة من المجتمع السوري”.

وكان المبعوث الدولي أطلق في الخامس من ايار مشاورات واسعة في جنيف مع عدد من الاطراف الاقليميين والمحليين المعنيين بالنزاع السوري بينهم ايران، في محاولة لاعادة اطلاق المفاوضات السياسية في شأن إنهاء النزاع. وستستمر هذه المشاورات حتى تموز المقبل، وبعدها يقدم تقويماً عنها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون.

وشارك في مشاورات جنيف حتى الآن ممثلون للنظام السوري و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” وممثلون وسفراء لدول اقليمية وخبراء وممثلون للمجتمع المدني.

كذلك تطرق لقاء الاسد والمبعوث الدولي، استناداً الى “سانا”، الى “المجزرة التي ارتكبها الارهابيون يوم أمس (الاثنين) في مدينة حلب بحق المدنيين والاطفال الابرياء”، في اشارة الى مقتل 34 شخصا وجرح 190 آخرين في سقوط قذائف من مواقع مقاتلي المعارضة على احياء خاضعة لسيطرة النظام في غرب حلب.

وهذا العدد الاكبر من القتلى يسقط في يوم واحد في الاحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب صيف 2012.

ورأى الاسد خلال لقائه دو ميستورا، ان “التزام الصمت حيال الجرائم التي يقوم بها الارهابيون من شأنه ان يشجعهم على الاستمرار في ارهابهم”، وأنه “لا بد للعالم برمته من ان يعي الخطر الذي يشكله هذا الارهاب على أمنه واستقراره، وان يتخذ موقفاً واضحاً وجريئاً ضد كل من يمول ويسلح ويسهل حركة الارهابيين”.

وكان دو ميستورا ندد في وقت سابق في بيان بـ”الهجوم الخطير جداً على المدنيين من قوات المعارضة المسلحة” في حلب، مؤكدا ان “هذا الهجوم لا يبرر في أي حال أية عملية انتقام قد تقوم بها الحكومة السورية على المناطق الآهلة باستعمالها القنابل البرميليّة”.

 

تل أبيض

في غضون ذلك، تلقى تنظيم “الدولة الاسلامية” الضربة الكبرى منذ تصاعد نفوذه في سوريا، بعد سيطرة المقاتلين الاكراد على مدينة تل ابيض الاستراتيجية على الحدود مع تركيا والتي تشكل طريق امداد حيوياً للجهاديين.

الا أن هذا التطور أثار قلق حكومة أنقرة التي أبدت مخاوفها من تغيير ديموغرافي على حدودها، وكررت وجددت اتهاماتها للمقاتلين الاكراد بالقيام بنوع من “التطهير العرقي” في المناطق التي يسيطرون عليها.

وقال مسؤول تركي لـ”رويترز”: “تم إبلاغ الولايات المتحدة في كل من أنقرة وواشنطن انزعاج تركيا في ما يتعلق بتل أبيض”. وأضاف: “يجبر التركمان والعرب في منطقة تل أبيض على الهجرة. هناك محاولة لتعديل الوضع الديموغرافي. نقلت تركيا مخاوفها في شأن هذه القضية إلى الولايات المتحدة”.

 

أنقرة تجدّد اتهامها الأكراد بـ”شكل من التطهير العرقي” تحرير تل أبيض من “داعش” “ضربة لأسطورة النصر الإلهي

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

اتهمت أنقرة مجددا المقاتلين الأكراد في شمال سوريا باضطهاد المدنيين، قائلة إنها ترى مؤشرات لـ”شكل من أشكال التطهير العرقي” ومشبهة ما يحصل بما يفعله متشددو تنظيم “الدولة الإسلامية” والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.

بعدما انتزع مقاتلون سوريون بقيادة الأكراد السيطرة على مدينة تل أبيض على الحدود مع تركيا من تنظيم “الدولة الإسلامية” الاثنين وطردوا مسلحي التنظيم المتشدد بدعم من غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لهيئة الاذاعة والتلفزيون التركية أثناء رحلة إلى السعودية بأن “داعش يهاجم ويقتل من يأسرهم. المقاتلون الأكراد يسيطرون على مناطق معينة ويرغمون من يعيشون هناك على الهجرة… لا يهم من يأتي… النظام… داعش… وحدات حماية الشعب… كلهم يضطهدون المدنيين”. ولفت الى أن القتال الاخير تسبب بتدفق مزيد من اللاجئين على تركيا التي تستضيف فعلاً 1،8 مليون سوري، وإن أكثر من 23 ألفا عبروا الحدود خلال الأسبوع المنصرم.

الى ذلك، نسبت “رويترز” الى مسؤول تركي أنه “تم إبلاغ الاميركيين في كل من أنقرة وواشنطن انزعاج تركيا في ما يتعلق بتل أبيض”. وقال: “يجبر التركمان والعرب في منطقة تل أبيض على الهجرة. هناك محاولة لتعديل الوضع الديموغرافي. نقلت تركيا مخاوفها في شأن هذه القضية إلى الولايات المتحدة”.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج قال في وقت متأخر الاثنين: “نرى أن هناك مؤشرات لشكل من أشكال التطهير العرقي” من كل من الجماعات الكردية والإسلامية في قتالها بشمال سوريا، موضحاً “أننا نرى مؤشرات لعمل يتم في شأن صيغة لجلب عناصر أخرى ودمج الأقاليم”، في إشارة إلى منطقتين يسيطر عليهما المقاتلون الأكراد في شمال سوريا.

ونفت “وحدات حماية الشعب” الكردية الأحد الاتهامات بالاضطهاد أو بـ”حرب عنصرية”، وحضت في بيان المدنيين على العودة إلى مدنهم الواقعة تحت سيطرة الأكراد السوريين مع منحهم ضمانات لسلامتهم.

وبعد انتزاع “وحدات حماية الشعب” وجماعات سورية معارضة أصغر السيطرة على تل أبيض، بات الأكراد السوريون يسيطرون فعلا على نحو 400 كيلومتر من الحدود السورية – التركية التي تمثل قناة عبور المقاتلين الأجانب للانضمام إلى “الدولة الإسلامية”.

 

تل أبيض

وساد الهدوء منطقة الحدود أمس، مع عبور مجموعة صغيرة تضم أقل من مئة شخص الحدود عائدين إلى سوريا، بعدما فر مقاتلو التنظيم من المدينة. وتردد آخرون في العودة بحجة أنهم لا يزالون يخشون “الدولة الإسلامية”. وتمكن المقاتلون الاكراد ومقاتلو المعارضة السورية بعد خمسة أيام من الهجوم المدعوم بغارات التحالف الدولي، من السيطرة فجر الثلثاء تماماً على تل ابيض في محافظة الرقة. وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو الفصائل على مدينة تل ابيض كاملة، بعد طرد اخر عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها… منذ هذا الصباح لم تطلق رصاصة واحدة في تل ابيض”.

وكشف القيادي الكردي أحمد سايكسو ان “مقاتلي التنظيم انسحبوا دون قتال يذكر… كان انتصارا سهلا”.

ورفع المقاتلون الاكراد ومقاتلو المعارضة اعلامهم داخل المدينة.

وقال شرفان درويش، الناطق الرسمي باسم قوات “بركان الفرات” المعارضة التي تقاتل الى جانب الوحدات الكردية: “نستمر في تمشيط المدينة لتهيئة عودة أهاليها”، وتحدث عن “وجود الغام وسيارات مفخخة وجثث مرمية على الارض”.

واعتبر المحلل أيمن جواد التميمي من “منتدى الشرق الاوسط للابحاث” ان سقوط المدينة في ايدي الاكراد يعد “الخسارة الكبرى حتى الان لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا”. وقال ان تل ابيض تعد “طريقا رئيسياً لنقل المقاتلين والاسلحة والسلع من تركيا الى الاراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم”.

وعلق الباحث في شؤون الجهاد في مؤسسة “كويليام” في لندن تشارلي وينتر بأن النجاح الكردي في تل ابيض “اكثر اهمية على المدى الطويل من كوباني”، ذلك أن تفوق الاكراد في هذه المعركة يمثل “ضربة لأسطورة النصر الالهي الثابت” التي يحاول التنظيم ترويجها منذ ظهوره في سوريا عام 2013.

 

حلب ودمشق

في غضون ذلك، تعرضت الاحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب الاثنين لقصف بأكثر من 300 قذيفة وصاروخ مصدرها مواقع المعارضة، مما أوقع 34 قتيلاً، بينهم 12 طفلاً و190 جريحاً، في يوم هو الاكثر دموية في هذه الاحياء منذ اندلاع النزاع.

وفي دمشق، تعرضت احياء عدة لسقوط عشر قذائف الثلثاء، استنادا الى التلفزيون السوري الرسمي الذي اتهم “عصابات الارهاب والاجرام” باطلاقها، مشيرا الى وقوع ثمانية جرحى.

وفي جنيف، نقلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن السلطات التركية أن أكثر من 23 ألف لاجئ فروا من القتال في شمال سوريا وعبروا الحدود إلى تركيا. وقال الناطق باسمها وليم سبيندلر في إفادة مقتضبة في جنيف إن “غالبية الوافدين الجدد سوريون فروا من القتال بين القوى العسكرية المتناحرة في مدينة تل أبيض وما حولها والتي كان المتشددون يسيطرون عليها وتقع على الجانب الآخر من معبر أقجة قلعه”، موضحاً أن 70 في المئة من اللاجئين من النساء والأطفال.

 

«النصرة» تقود «جيش الحرمون»: هجوم للسيطرة على جبل الشيخ

طارق العبد

سلسلة من التطورات الميدانية حفلت بها الساعات القليلة الماضية في الجبهة الجنوبية، على امتداد مناطقها، من السويداء، حيث أقرت المجموعات المسلحة أخيراً بوقف الهجوم على مطار الثعلة العسكري، وصولاً الى جبل الشيخ، حيث شنّ «جيش الحرمون»، الذي تشكل مؤخراً من فصائل عدّة من بينها «جبهة النصرة»، هجوماً جديداً في محاولة للسيطرة على قريتين لربط الريف الحوراني بشبعا.

وتدور معارك وصفت بالعنيفة بين الجيش واللجان الشعبية ضد مقاتلي «جيش الحرمون»، المشكل حديثاً، ضمن محيط قرية حضر على سفوح جبل الشيخ، وسط سقوط قذائف هاون في الجولان المحتل، فيما ذكرت مصادر من الجانب المحتل عن استعدادات لإنشاء مستشفيات ميدانية في مجدل شمس المجاورة.

وكان المسلحون أطلقوا معركة، حملت اسم «نصرة لحرائرنا»، بقيادة «جيش الحرمون»، المشكل من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و «لواء أسامة بن زيد» و «لواء السيد المسيح» و «أجناد الشام»، وذلك بهدف التقدم والسيطرة على ما بقي من المناطق التي تسيطر الدولة السورية عليها في محافظة القنيطرة، وهو ما لاقته بيانات مماثلة حملت توقيع «ألوية سيف الشام»، معلنة تشكيل «تحالف عاصفة الحق» مع «الجيش الأول» و «غرفة أنصار الإسلام».

غير أن مصدراً ميدانياً معارضاً أوضح، لـ «السفير»، أن الهدف الأساسي كان فك الطوق عن بلدتي جباتا الخشب وبيت جن التي تعد ممراً عند سفح جبل الشيخ إلى لبنان عند بلدة شبعا، وهو ما يستدعي السيطرة على التلول الحمر الواقعة بين حضر وبيت جن، بالإضافة إلى تل إضافي شرقي جباتا الخشب، وهو ما يعني وصل الريف الحوراني بالجولان إلى جبل الشيخ وجنوباً إلى الأردن.

وثمة مسألة لافتة في «جيش الحرمون» جاءت ضمن بيانه الأول الموجه إلى أهالي القرى الدرزية المجاورة، محذراً إياهم مما اسماه «الزج بأبنائهم في هذه المعركة»، أو الوقوف في طريق مقاتلي الفصيل المسلح، مطالباً بتحييد القرى وأبنائهم عن الصراع و «إلا فإن حكمهم كحكم النظام».

ولعل النقطة الأخرى تكمن في إطلاق المعركة في هذه المنطقة من الجولان بعد يوم من إعلان قائد «جيش اليرموك» بشار الزعبي إنهاء الهجوم على مطار الثعلة العسكري في محافظة السويداء، بعد سلسلة هجمات لم تحقق الهدف المطلوب. وكان لافتاً في كلام الزعبي حديثه عمن «خذلوا وخانوا دماء الشهداء»، واصفاً المنسحبين بالمتخاذلين، فيما تحدثت معلومات من المعارضة عن أن العملية كانت بمثابة ورقة ضغط من الزعبي للضغط على غرفة العمليات في الأردن لإعادته إلى صفوفه، وهو ما يفسر نسبياً قلة المجموعات التي شاركت، والتي تمثلت بسبعة فصائل، مقارنة بخمسين كياناً عسكرياً شاركت في معركة «اللواء 52» قبل أسبوع تقريباً. وتضيف مصادر المعارضة أن «غرفة عمليات الموك» ما تزال تصر على إبعاد الزعبي و «جيش اليرموك» عن معارك الجبهة الجنوبية.

وفي اتصال مع «السفير»، اوضح المحلل العسكري اللواء ثابت محمد جغرافية المنطقة، على اعتبار أن التل الأحمر الشرقي والغربي هما بيد الفصائل المسلحة، ويقعان على الشريط الحدودي مباشرة، فيما تعد مدينة البعث، الواقعة شرقي القنيطرة، بمثابة عقدة انطلاق، حيث أنها تربط من جهة الريف الشمالي ببلدتي حضر وبيت جن عند جبل الشيخ وتتصل شرقاً بالصمدانية، ويمكن من المدينة الوصول الى تلال مثل تل المال وتل مسحرة وتل الشعار الذي مازال تحت سيطرة الجيش.

وعن أهمية بيت جن، يرى محمد أنها معركة منفصلة، ذلك أنها تفتح طريق إمداد للمجموعات المسلحة إلى لبنان، وهي محاصرة من قبل الجيش، ما يفسر اندلاع المعركة باتجاهها.

 

كيري: أمريكا لا تصر على أن تجيب إيران على استفسارات بشأن أنشطتها النووية

واشنطن- (رويترز): أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إلى أن واشنطن لن تصر على أن تجيب إيران على الأسئلة التي لم تحل حول أنشطتها النووية السابقة لأن الولايات المتحدة تعرف بالفعل ما فعلته طهران بالضبط.

 

وفي وقت سابق قال مسؤولون أمريكيون إن إيران عليها أن تجيب على مجموعة من الاستفسارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بشأن الأنشطة الإيرانية السابقة التي قد تكون مرتبطة بأبحاث الأسلحة النووية وإن بعض تخفيف العقوبات بموجب اتفاق نووي محتمل متوقف على الاجابة على تلك الاستفسارات.

 

وحتى الآن لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الحصول على اجابات لجميع أسئلتها حول ما يسمى بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني في الماضي. وتقول طهران إن أدلة الوكالة عن الأنشطة المتعلقة بالأسلحة في الماضي ملفقة وتصر على أن برنامجها النووي سلمي.

 

وقال كيري في حديث إلى الصحفيين من خلال دائرة فيديو مغلقة إن واشنطن مستعدة لأن تكون مرنة بشأن هذه المسألة.

 

وأضاف كيري “نحن لا نركز على أن توضح إيران على وجه التحديد ما فعلوه في وقت من الأوقات… نعرف ما فعلوه وليس لدينا أي شك. لدينا معرفة مطلقة فيما يتعلق بأنشطة عسكرية معينة قاموا بها.” وتابع كيري “ما يهمنا هو المضي قدما… من المهم جدا لنا أن نعرف اننا نمضي قدما وأن هذه الأنشطة توقفت.”

 

وتلتزم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بمهلة فرضتها على نفسها تنتهي في 30 يونيو حزيران للانتهاء من اتفاق نووي طويل الأجل مع إيران تحد بموجبه من أنشطة برنامجها النووي الحساسة لعشر سنوات على الأقل مقابل رفع العقوبات.

 

ويقول مسؤولون قريبون من المحادثات إن من المرجح أن تستمر حتى أوائل يوليو تموز.

 

وبموجب الاتفاق المؤقت بين إيران والقوى الست يتعين على طهران معالجة بواعث قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار أي اتفاق نهائي.

 

وفي مطلع الأسبوع اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوى الست بزيادة التنازلات لطهران مع اقتراب انتهاء مهلة التوصل لاتفاق.

 

وعلى نحو منفصل رفضت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور تلميحات لجنة تابعة للمنظمة الدولية بأن واشنطن ربما تلتزم الصمت حيال انتهاكات ارتكبتها إيران للعقوبات المفروضة عليها تفاديا لتعطيل المفاوضات النووية.

 

وقالت لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي التي تراقب العقوبات على إيران في أبريل نيسان إنها لم تتلق تقارير جديدة مؤكدة عن انتهاكات إيرانية على الرغم من ظهور عدة تقارير إعلامية عن شحنات أسلحة إيرانية إلى سوريا ولبنان والعراق واليمن وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالمخالفة للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة.

 

وخلال جلسة استماع بالكونغرس قالت باور “بالطبع لا… وأنا شخصيا أشترك كثيرا في إثارة انتهاكات العقوبات التي ارتكبتها ايران. ايضا خلال هذه المرحلة الأخيرة الحساسة من المفاوضات فرضنا المزيد من العقوبات بموجب الإطار الحالي للعقوبات.”

 

هناك تنسيق بين أهل السويداء والمعارضة السورية إسرائيل تتعهد بحماية اللاجئين السوريين الدروز

شيخ العقل وحيد البلعوس لـ«القدس العربي»:

ريف دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد: قال أحد مشايخ الدروز في السويداء وحيد البلعوس، أبو فهد، في حديث خاص لـ»القدس العربي» إن مشيخة الكرامة مع وقف إطلاق النار بين محافظتي درعا والسويداء المتجاورتين، وأرجع السبب إلى ما وصفه بأنهم «نفس واحدة، وتربطنا علاقات متينة عبر التاريخ، ولا نسمح لأيِ كان المساس بأمن الجبل فأمن الوطن وأمن الإقليم من أمن الجبل».

وفي سؤال له حول تنسيق الجهود مع كتائب «الجيش الحر» في محافظة درعا، والتي أعلنت عن مبادرة طمأنة الدروز السويداء في معركتها على مطار الثعلة العسكري، وعدم دخول الأحياء السكنية، قال البلعوس لـ«القدس العربي»: «نعم يوجد تنسيق بيننا وبين الجيش الحر في درعا، ولكنه تنسيق غير مباشر وهو يصب في خدمة الصالح العام».

ويعرف عن البلعوس سوء علاقته مع نظام بشار الأسد، وكان قد أعلن في بيان سابق، ونشر باسم الشبان الدروز المرابطين على خطوط الدفاع ضمن محافظة السويداء، كما أكده خلال لقائه اليوم، ودعا فيه إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والعمليات القتالية من المحافظتين درعا والسويداء، وحمل المسؤولية لما يجري من عمليات وصفها بالإرهابية، للجنة الأمنية في المحافظة التي قال إنها «لم تكن بحجم المسؤولية الوطنية العليا»، وعلى رأسها وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، الذي دعا إلى اعتقاله، وإغلاق منافذ سويداء لمحاصرته، محمّلاً إياه مسؤولية قصف المدينة والأحياء السكنية بقذائف هاون، التي تسبّبت بمقتل مدني وجرح آخرين، لافتعال فتنة بين ثوار درعا ودروز السويداء.

الى ذلك تعهدت إسرائيل، أمس الثلاثاء، بحماية اللاجئين الذين قد يفرون باتجاه أراضيها بعد ازدياد المخاوف بشأن سلامة الأقلية الدرزية في سوريا، مع اقتراب المعارك ألى معقلهم في محافظة القنيطرة على مقربة من الحدود مع إسرائيل.

ويعيش عدد كبير من الدروز في إسرائيل، ودعا عدد من وجهائهم الحكومة الى مساعدة أشقائهم في سوريا.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايسنكوت إن السلطات تستعد لتدفق لاجئين سوريين باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وستحول دون وقوع مجزرة محتملة عند الحدود.

وقال أمام لجنة برلمانية «الواقع في مرتفعات الجولان حيث يدور قتال داخلي قرب الحدود مع اسرائيل، يثير قلقنا البالغ، وكذلك احتمال اضطرارنا للتعامل مع وصول لاجئين من سوريا إلى الحدود».

وأضاف «سنتخذ إجراءات لمنع وقوع مجزرة في صفوف اللاجئين. وسيكون عملنا إنسانيا»، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه.

وقال المتحدث ان ايسنكوت كان يشير إلى المناطق المحاذية لخط وقف إطلاق النار على القسم الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان.

وناشد قادة الدروز في إسرائيل ومن بينهم ايوب كارا، عضو البرلمان عن حزب الليكود اليميني الحاكم، الحكومة تقديم المساعدة للدروز.

 

قصة سقوط الرقة بيد الجهاديين… خيانات وإعدامات ثم ممارسات قاسية

في الموصل الطعام متوفر بكثرة وقيود على الحركة… وفي الرقة الحياة أسهل أما في دير الزور فقيود وضرائب ثقيلة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يمثل سقوط بلدة تل أبيض بيد قوات الحماية الشعبية ضربة قوية لتنظيم «الدولة الإسلامية» حيث تعتبر منطقة إستراتيجية في طريق الإمدادات بين عاصمة الدولة السورية وهي الرقة والحدود التركية التي تعبر منها البضائع والمواد الغذائية ويهرب عبرها النفط والأهم يدخل منها المقاتلون الأجانب الذين يمثلون عصب «التنظيم» وقوته القتالية.

ويظل الوضع مرتبطا بقدرة الأكراد على مواصلة الزحم ومحاصرة الرقة وخنقها تمهيدا للهجوم عليها. إلا أن المهمة هذه صعبة وتحتاج إلى وقت خاصة في ظل اتهامات فصائل للمعارضة السورية وسكان هربوا من تل أبيض الجماعات الكردية بممارسة التطهير العرقي ضد السكان العرب.

ومثلما حدث في بلدة عين العرب/كوباني العام الماضي لم يكن باستطاعة أكراد سوريا السيطرة على تل أبيض بدون مساعدة من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة» وهو ما عبر عنه صحافي كردي سوري قال إن قوات «الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي» كانت تحتاج لعامين كي تستعيد تل أبيض ولكن التحالف المعادي لداعش سرع من عملية تقدمها وبالتالي السيطرة على البلدة.

ومن هنا فيمكن أن تتحول مناطق الأكراد في شمال ـ شرقي سوريا التي خرجت قوات تنظيم «الدولة» من معظمها إلى نقطة إنطلاق نحو الرقة مما يعني أن ما كان مستحيلا تحقيقه قبل أسابيع بات في مدى النظر.

 

كيف سيطر «داعش» على الرقة؟

ويأتي التقدم الكردي في سوريا بعد تعليقات تحدثت في الذكرى الأولى لسقوط الموصل العام الماضي والرمادي قبل شهر بعض المعلقين للقول إن «داعش» وجد ليبقي لكن الدينامية على الأقل في الجانب الكردي تتغير.

واللافت للنظر أن مكاسب الأكراد ستقربهم أكثر من الولايات المتحدة رغم مظاهر القلق التركي الذي يرى في الحماية الشعبية فرعا لـ»حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)» المصنف إرهابيا في كل من تركيا وأمريكا. كما ويثير مخاوف العرب السوريين الذين يتعاملون بخوف مع المشروع الكردي الانفصالي الراغب بالاستقلال مما سيؤثر على وحدة سوريا الطبيعية.

وفي الظرف الحالي أصبحت الرقة عرضة للخطر وهي المدينة التي تعيش حالة من الخوف والرهاب.

ففي تقرير أعدته روث شيرلوك لصحيفة «دايلي تلغراف» نقلت فيه عن مقاتل سابق في الرقة وصف الحياة في المدينة بعد سيطرة مقاتلي تنظيم «الدولة» عليها.

وتقول شيرلوك إن قصة حسن وآثار التعذيب على جسده والصور التي يحملها معه للأصدقاء الذين قتلوا تصلح لأن تكون حبكة لفيلم من أفلام جيمس بوند.

ووصف الطالب البالغ من العمر 20 عاما والذي تحول إلى عامل إسعاف بعد صعود تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وتحدث بتفصيل عن الإرهاب الذي تعيشه مدينة الرقة والتي تحكم عبر الاضطهاد والخوف.

فقد قطع «داعش» خطوط الإنترنت والهواتف ويعاقب من يضبط وهو يلتقط أفلام فيديو أو صور بالموت.

وبعد عام من إعلان أبو بكر البغدادي عن «الخلافة» تمثل شهادة حسن عما يجري داخل المدينة صورة عما فعله «التنظيم» فيها وما استخدمه من أساليب وخيانات عزلت مدينة الرقة عن العالم الخارجي.

وفي المقابلة التي أجرتها الصحيفة البريطانية معه في مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا وصف حسن الظروف التي دخل فيها «التنظيم» الرقة.

 

سيارة مفخخة

ففي آب/أغسطس 2103 كان حسن يعمل سائق سيارة إسعاف في قاعدة تابعة لفصيل معتدل عندما وصل سمير مطيران وهو أمير من أمراء «داعش» في سوريا وزعم أنه يريد «التفاوض لإنهاء القتال» بين تنظيمه والتنظيمات المعتدلة. وفي ذلك الوقت كان «داعش» عبارة عن مجموعة صغيرة انشقت عن «جبهة النصرة» وكان في حرب مع مجموعة مسلحة «أحفاد الرسول» حول أسلحة غنمها المقاتلون من نظام بشار الأسد.

وعندما سمح «فهد» أحد حراس القاعدة لمطيران بالدخول حيث تحدث مع القادة ليعود كي يركب سيارته التي لم تشتغل تركها وقال إنه سيبحث عن ميكانيكي ويعود.

غادرحسن القاعدة كما يقول للعودة إليها في اليوم الثاني لكنه لم يعد في الوقت المناسب عندما انفجرت سيارة أمير «داعش» «صحوت من النوم على رنين الهاتف، وكان على الجانب الآخر شخص من القاعدة وأخبرني أن سيارة الأمير انفجرت ورجاني الحضور للمساعدة في نقل الجرحى».

كان التفجير مقدمة لسلسة من السيارات المفخخة في خطة تنظيم «الدولة» السيطرة على الرقة بشكل كامل.عندما وصل حسن القاعدة وجد مقاتلي تنظيم «الدولة» وقد أغلقوا المدخل إليها ولكنه و 100 من المحتجين استطاعوا الدخول إليها ليجدوا الكثير من الضحايا «كانت جثث الكثير من أصدقائي الذين درست معهم في الجامعة ملقاة على الأرض».

ونقل حسن بمساعدة رفيق له جثث القتلى إلى مشرحة المستشفى أما الجرحى والذين كان فهد واحدا منهم فنقل عدد منهم إلى بيوت آمنة.

ويضيف حسن «عندما عدت إلى المستشفى لاحقا وجدت فهد ميتا على سريره بعد إطلاق النار عليه»، «ربما قام أحد مقاتلي أحفاد الرسول بقتله، لاتهامه بالتعاون مع أمير داعش وتسهيل دخوله، ولكني أعرف أنه رجل طيب».

ولم يكن الشك فقط في صفوف المعارضة بل وفي داخل تنظيم «الدولة». فقد طلب من صديق له اسمه عقيل كيكون علاج أحد مقاتلي «داعش» الذي مات بعد أيام.

واتهم تنظيم «الدولة» عقيل بالتسبب بوفاته «وهذا ليس صحيحا لأن عقيل كان جهاديا يدعم قيام دولة إسلامية. وكان يعمل لـ»داعش» أحسن من البغدادي نفسه».

ويضيف «كان من أفضل أصدقائي داخل تنظيم «الدولة». لكن هذا الولاء لم ينقذ عقيل من الإعدام في الساحة العامة.

ولم يسيطر الجهاديون على الرقة بشكل كامل إلا بعد وصول تعزيزات من المقاتلين الأجانب حيث أكملوا احتلال مدينة الرقة في كانون الثاني/يناير. ويقول حسن «أصدروا إنذارا لـ»جبهة النصرة» وما تبقى من فصائل: انضموا إلينا أو غادروا المدينة».

ويضيف حسن أن ما تبع ذلك كان أكثر الأيام دموية. ويقول إنه نقل في سيارة الإسعاف التي كان يقودها «100 جثة».

وخوفا من الانتقام جاءت عائلات الجرحى للمستشفى ونقلتهم إلى بيوت آمنة. ويقول حسن «وصلت إلى المستشفى بعد يوم طويل في الميدان ووجدته فارغا إلا من جنين في حاضنة» و»في تلك اللحظة شعرت بالخوف وعرفت أن داعش سيطر على الرقة». ومع فرار بقية الفصائل من المدينة حضرت مجموعة من مقاتلي «داعش» إلى مركز الهلال الاحمر وصادروا سيارات الإسعاف وأجبروا 10 من العاملين على خلع زيهم ولبسوه. واستخدموها للدخول إلى المركز حيث كانت «جبهة النصرة» تقيم.

وعندما دخلوه بدأوا بإطلاق النار «وكانت نهاية جبهة النصرة في الرقة». ويشير حسن ان إعلان أبو بكر البغدادي عن الخلافة في حزيران/يونيو 2014 كان مناسبة احتفال حيث وزع الجهاديون النفط مجانا على السكان وأفرجوا عن المعتقلين في السجون.

 

مدينة مغلقة

وبسرعة تحولت مدينة الرقة المعروفة بانفتاحها إلى أكثر المدن انغلاقا وأجبرت النساء على وضع النقاب لا يسمح لهن بمغادرة البيوت.

وجمع الرجال والأولاد حيث نقلوا إلى معسكرات الشريعة التي تلقوا فيها دروسا دينية وتدريبات عسكرية. ومن ثم بدأ المقاتلون الأجانب بالتدفق على الرقة وتمتعوا بمعاملة تمييزية وغنائم الحرب بما في ذلك الرقيق.

ويقول إنه شاهد الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيث استعرضوه داخل المدينة قبل وضعه في قفص حرقوه فيه.

ورواية حسن عن القمع داخل أراضي تنظيم الدولة وإن تتوافق مع عدد من الشهادات القليلة التي خرجت من مناطق التنظيم، خاصة الموصل، حيث يتصل الصحافيون الأجانب مع سكان داخل أراضي «الدولة» وترسم شهاداتهم صورة قاتمة عن الحياة في ظل الدولة الجهادية. ومع ذلك فقد أقام تنظيم «الدولة» شكلا من أشكال الإدارة.

 

نظام يتجذر

وكما يشير تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ففي شمال سوريا أصلح الجهاديون خطوط الكهرباء وأصلحوا أنظمة المجاري وقاموا بطلاء أرصفة الشوارع. وفي الرقة قاموا بتفتيش الأسواق والمسالخ بحثا عن أطعمة فاسدة وحيوانات مريضة.

وفي الجنوب من الرقة بمدينة دير الزور فرضوا ضرائب على المزارعين وأصحاب المحال وغرموا أصحاب اللحى القصيرة. ويضيف التقرير أن تنظيم «الدولة» يسير رحلات منتظمة بالحافلات عبر الحدود إلى مدينة الموصل في العراق حيث يقتل أسرى الحرب هناك ويتلقى الأولاد تدريبات على حرب العصابات. وفي الشهر الماضي افتتح التنظيم فندقا باذخا في الموصل وقدم تنزيلات للمتزوجين حديثا، ثلاث ليال مع الوجبات.

وتعلق الصحيفة أنه «بعد عام من السيطرة على الموصل و 10 أشهر على بدء الولايات المتحدة وحلفائها حملة غارات جوية ضد تنظيم «الدولة» لا يزال هذا يؤكد جذوره في المناطق التي تقع تحت سيطرته.

وتضيف الصحيفة ان الجهاديين قاموا بملء الفراغ الذي تركته الحكومتين السورية والعراقية في المناطق الشاسعة التي خرجت عن سيطرتها. وبحسب مقابلات أجرتها الصحيفة مع سكان يعيشون في مناطق تنظيم «الدولة» كشف في مجملها عن أن «داعش» يقوم بتوفير قدر من الأمن والوظائف في وضع اقتصادي منهار. ويعطي حسا من النظام في منطقة تغمرها النزاعات الكبيرة.

وفي غياب حل سياسي يوقف الحرب التي أعطت التنظيم الفرصة للازدهار فلا شيء على ما يبدو يمنعه من تعزيز وجوده وهو ما سيعقد لاحقا الجهود للإطاحة به.

وتنقل عن عامل من مدينة الرقة يتكسب من تنظيف وطلاء مكاتب قادة وكوادر التنظيم قوله « تعود الناس على أسلوب الحياة»، مضيفا أن من يلتزم بالقواعد يتركه الجهاديون لشأنه مع أن الحياة كانت أفضل في الماضي.

ويقول «هذه ليست حياتنا، العنف والقتال والموت»، و»لكنهم خلصونا من الطغيان والحكام العرب».

 

بيروقراطية

وتقول الصحيفة إن الجانب الإداري توسع لدى تنظيم «الدولة» مما أدى به حسب وثيقة أعدها أيمن جواد التميمي، من منبر الشرق الأوسط لإصدر تعميمات وبيانات يمنع فيها استخدام الديناميت لصيد الأسماك وانتاج التفاح وضغط على المدرسين للعمل في مدارسه وقدم جوائز لقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة ونصح الجرحى بعدم السفر إلى تركيا لتركيب أطراف صناعية لأن «الدولة الإسلامية» تقوم بتصنيعها الآن. وفي الوقت الذي تمتد حدود التنظيم على مناطق شاسعة معظمها ذات كثافة سكانية قليلة إلا أن هناك ملايين من السكان خاضعين لسلطة الجهاديين حيث تمتد مناطقهم من حلب في سوريا إلى وسط العراق وقريبا من بغداد وشمالا إلى الموصل.

ويرى حسن أبو هنية الباحث الأردني في شؤون الجماعات الجهادية أن طريقة تنظيم «الدولة» في السيطرة على الأراضي تقوم على «التطهير الجغرافي» ويتم من خلالها طرد الموظفين التابعين للحكومة، الجنود والشرطة والأقليات وأي عنصر لا يناسب الدولة فإما أن يهرب أو يقتل.

ويضيف إن تنظيم «الدولة» يعمل من خلال «إدارة الفوضى» ويقدم خدمات ليست موجودة في وقت الحرب «فهناك البعض ممن لا يدعمون أيديولوجية التنظيم لكنه قدم لهم استقرارا من خلال عقاب اللصوص وأقام نظاما قضائيا» وهو ما يريده الناس العاديون.

ويقول التميمي إن الكثير من السكان باتوا يعتمدون على الخدمات التي يقدمها تنظيم «الدولة» وهو «ما يجعل التنظيم يتخندق في مناطقه ويعقد من مهمة التخلص منه».

وفي محاولة من الجهاديين لتعزيز وجودهم في مناطقهم ركزوا على الأولاد وعدلوا المناهج الدراسية التي أدخلوا فيها رؤيتهم ومبادئهم.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول كردي قوله إن التهديد الأكبر هو المقرر الدراسي للأطفال الذي يتسم بالتطرف «وهو قنبلة موقوتة للمستقبل». ويقول وكيل عقارات في الرقة إنه وإن كره تنظيم «الدولة الإسلامية» إلا أنه استطاع النجاة والمضي في عمله. وكسر جهاز الستريو في سيارته حتى لا يتهم بالاستماع للموسيقى المحرمة مع أنه يسمعها في بيته.

ويشتري السجائر من المهربين ويدخن بعيدا عن أعين الشرطة الدينية. ويقول إن السجائر هي مثل الهروين بالنسبة لـ»تنظيم الدولة» جريمة.

ولا يقوم بانتقاد الجهاديين في البيت حتى لا يكرر ابنه البالغ من العمر 8 أعوام ما يقوله في المدرسة. ولكن ابنه يستمع أشياء أخرى «وأسمعه أحيانا يدافع عن داعش».

ويقول إن الجهاديين غيروا أفكاره «لو سألتني قبل الثورة ماذا تريد؟ لقلت لك أريد أن أكون أثرى شخص، لكن بعدما جلسنا مع مشايخهم غيروا تفكيرنا».

وتقول الصحيفة إن دينامية حكم «داعش» تختلف من مكان لآخر. ففي الموصل يتوفر الطعام بكثرة لكن الجهاديين يقيدون حركة من يريدون مغادرتها.

وبالمقارنة مع الموصل فالحياة في الرقة أسهل حيث يتنقل الناس بانتظام بينها وبين تركيا، هذا قبل سقوط تل أبيض بيد الأكراد. في دير الزور يعاني السكان كثيرا خاصة أن تنظيم «الدولة» قاتل القبائل فيها وقتل في المعركة أكثر من 1.000 شخص. ولا تزال العلاقات سيئة بين السكان والجهاديين الذين تنصب لهم كمائن بين الفترة والأخرى مما يستدعي ردا قاسيا من التنظيم إما بالإعدامات العامة أو فرض الضرائب.

وفي المجمل لم يصف سكان تنظيم «الدولة الإسلامية» حياة سهلة يعيشونها ولكن البعض يريد بقاء الجهاديين مما يعكس حالة الفشل السياسي التي تعاني منها سوريا والعراق.

 

وحيد البلعوس أحد مشايخ الدروز لـ «القدس العربي»: نحن مع وقف إطلاق النار فأمن الإقليم من أمن الجبل

هبة محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربقي»: قال أحد مشايخ الدروز في السويداء وحيد البلعوس أبو فهد في حديث خاص لـ «القدس العربي» أن مشيخة الكرامة مع وقف إطلاق النار بين محافظتي درعا والسويداء المتجاورتين، وأرجع السبب إلى ما وصفه بأنهم «نفس واحدة، وتربطنا علاقات متينة عبر التاريخ، ولا نسمح لأيِ كان المساس بأمن الجبل فأمن الوطن وأمن الإقليم من أمن الجبل».

وفي سؤال له حول تنسيق الجهود مع كتائب «الجيش الحر» في محافظة درعا، والتي أعلنت عن مبادرة طمأنة الدروز السويداء في معركتها على مطار الثعلة العسكري، وعدم دخول الأحياء السكنية، وقال البلعوس لـ «القدس العربي»: «نعم يوجد تنسيق بيننا وبين الجيش الحر في درعا، ولكنه تنسيق غير مباشر وهو يصب في خدمة الصالح العام».

ويعرف عن البلعوس بسوء علاقته مع نظام بشار الأسد، كان قد أعلن في بيان سابق، ونشر باسم الشبان الدروز المرابطين على خطوط الدفاع ضمن محافظة السويداء، كما أكده خلال لقائه اليوم، ودعا فيه إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والعمليات القتالية من المحافظتين درعا و السويداء، وحمل المسؤولية لما يجري من عمليات وصفها بالإرهابية، للجنة الأمنية في المحافظة التي وقال أنها: «لم تكن بحجم المسؤولية الوطنية العليا»، وعلى رأسها وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، الذي دعا إلى اعتقاله، وإغلاق منافذ سويداء لمحاصرته، محمّلاً إياه مسؤولية قصف المدينة والأحياء السكنية بقذائف هاون، التي تسبّبت بمقتل مدني وجرح آخرين، لافتعال فتنة بين ثوار درعا ودروز السويداء.

وضمن مساع تبذلها مجموعة من الشيوخ الدورز ورجال الدين ووجهاء محافظة السويداء المعارضين للنظام السوري، والذين عرفوا بالفترة الأخيرة باسم «شيوخ الكرامة» للعمل على إيجاد صيغة لتخليص أهل الجبل من ورطة يعمل النظام السوري على استغلالها لمصلحته، وخلق المزيد من التوتر الطائفي والمذهبي، لسلخ جبل العرب الدزري عن محيطه السني، وتضاعفت جهود شيوخ «الكرامة» لإيجاد هذه الصيغة التي يتم تداولها مؤخرا، والتي تقضي بتسلم شبان السويداء المسلحين وراء وحيد البلعوس لمطار الثعلة العسكري والثكنات الأخرى ضمن محافظة السويداء من قوات النظام، مقابل سلامة مقاتلي الأخير، وهي في مضمونها تعتبر إحدى السياسات التي لم تعد غريبة على قوات بشار الأسد، التي تعمد على الإخلاء والانسحاب من أي موقع مهدد بالخروج من سيطرتها، وخاصة أن النظام السوري عمل على إفراغ المصرف المركزي في مدينة السويداء، بالإضافة إلى سحب المحتوى الأثري من مخازن العرض في المتحف، مع التماثيل والتحف والمقتنيات التي بداخله، لتسليم المحافظة إلى تنظيم «الدولة» إبان اقترابه من تخومها، في سيناريو تكرر في كل من مدينة إدلب ومدينة تدمر الشهر الماضي.

وتعتبر محافظة السويداء، المحافظة الوحيدة التي اعتمدت مبدأ النأي بالنفس منذ بداية الحرب التي يشنها بشار الأسد على الشعب السوري، قبل نحو أربع سنوات، رافعة شعار «دم السوري على السوري حرام»، مع استضافتها جميع العوائل النازحة التي قصدتها من جارتها درعا.

 

النظام السوري يطلق حملات تدعو لحمل السلاح… وشبان يدفعون «الرشوة» بدلاً عن الخدمة في الجيش

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: لعلها ليست آخر الأساليب التي يتبعها النظام السوري في دعوة الشبان إلى الانضمام لجيشه، لكن الأسلوب الذي يتبعه هذه المرة وصفه البعض بـ «اللطيف»، وما زالت الحملة الإعلامية مستمرة وتحمل عنوان «إلى السلاح» حيث روج لها النظام السوري عبر وسائل إعلامه وأبرزها التلفزيون الرسمي «الإخبارية السورية»، وعلى صعيد متصل العديد من الشبان يدفعون لقاء عدم ذهابهم للجيش النظامي مبالغ مالية طائلة «رشوة» لكبار الضباط العلويين.

خالد أبو عمر /40 عاما/ مسؤول عن منشأة صناعية صغيرة في دمشق، يدفع شهريا 50 ألف ليرة سورية لمسؤول شعبة الأمن العسكري حتى يسحب اسمه من بين الأسماء المطلوبة للجيش النظامي.

ويقول خالد في حديثه لـ «القدس العربي»، «كان لدي منشأة أخرى في حي التضامن الدمشقي لكن النظام قصف ودمر المنطقة بأكملها، استطعت بعلاقتي القوية أن أبني منشأة أخرى إلا أن شبح التجنيد الاجباري كان يلاحقني طوال أشهر، وتمكنت أيضاً تفادي ذلك بدفع مبلغ شهري أحمي به نفسي ومنشأتي الصناعية».

زيد البالغ من العمر 38 عاماً، هو شاب من اللاذقية، كان يعمل في طرطوس وأجبرته الأحوال المعيشية الصعبة هناك إلى الانتقال إلى اللاذقية لعله يجد سبيلا للعيش مع أسرته الصغيرة، وهو يقطن حاليا في حي الصليبة المعارض للنظام، ويدفع شهريا 30 ألف ليرة سورية مقابل عدم سحبه للجيش النظامي.

وأكد كل من الشابين لـ»القدس العربي»أن النظام يحاول دعوة الشبان بطريقة ما غير الأساليب التي ما زال يتبعها، وأن كل الشبان الحاملين للسلاح في الوقت الراهن يقاتلون دون رغبة أو دافع مما يتسبب في هزائم كبيرة، ومعارك إدلب وأريحا في الشمال واللواء 52 في الجنوب أكبر مثال، على حد وصفهما. في السياق نفسه أكد ناشطون من اللاذقية أن الشوارع تكاد تكون فارغة من أي رجل الا للكبار في العمر فقط، وليس هناك أي تواجد لأي شاب إلا أبـناء المسـؤولين الذيـن عادة ما يركبـون سـيارات ولا يمشـون وسـط البقيـة.

أحمد ذو الـ25 عاماً قتل والده في صفوف جيش النظام، ولم تشفع له الوثائق التي تثبت أنه ابن شهيد على حد وصـفه، مؤكدا انـه يـدفع 34 ألـف لـيرة سورية شـهريا كـي يبقي فـي عمـله، ويسـاعد أخـوته علـى إكمـال الدراسـة.

لم تصدر إحصائية رسمية حتى الآن عن أعداد الشبان الذين تم سحبهم للجيش النظامي، لكن العديد من النشطاء داخل المدينة يؤكدون أن الاعداد تجاوزت السبعة الاف شاب فقط من اللاذقية، عدا الذين اضطروا للخروج من المدينة قسرا خشية الاعتقال، وباتت الأحياء المعارضة أيضاً تعج بعشرات الصور لبعض من الشبان الذي قتلوا في معارك النظام ضد المعارضة المسلحة.

 

سوريا: الدروز يرفعون مستوى الإنخراط مع الجيش و«النصرة» تدخل بثقلها في معركة «الثعلة»

كامل صقر

السويداء ـ الثعلة ـ «القدس العربي»: تبدو القرى المترامية على الطريق المؤدي نحو محافظة السويداء آمنة تماماً. قرى ريف دمشق الجنوبية لا تتقاسم مثيلاتها في الغوطة الشرقية نار المعارك والحرب الطاحنة.

لا يظهر من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة المنتصبة على جانبي حواجز الطريق إلا فوهاتها ولا شي يثير الريبة نحو جبل العرب على الأقل نهاراً، فيما تفسح لك الأراضي المنسبطة الواسعة مساحة غير قليلة لتذكر معطيات تصب في عمق التطورات الحاصلة في محافظة السويداء من قبيل أن المدينة لا تقتصر على الموحدين الدروز.

ثمة مسيحيون وسنة هم من بدو السويداء وعلويون أيضاً استقروا منذ عشرات السنين بحكم وظائفهم هناك وأنشأوا عائلات هناك. المعركة، إذن، معركة جغرافيا وسياسة وليست معركة مع طائفة بعينها.

كغيرها من المدن السورية تترك الحرب الدائرة من أربع سنوات أثرها في مدينة السويداء.. قسم غير قليل من أبناء المدينة هاجر بحثاً عن فرصة عمل في أوروبا ودول أمريكا اللاتينية لا سيما فنزويلا الحاضن الأبرز لأبناء جبل العرب.

امتداد الاشتباكات نحو قرى السويداء الغربية لم يترك أي أثر سوى مزيد من الاستنفار والجاهزية الميدانية تحسبا لأي طارئ قد يحصل. المدينة الهادئة الوادعة ثمة من يسعى لزجها في خضم الاشتباكات.

الوصول إلى قرية الثعلة، 12 كم غرب السويداء، ليس أمراً عسيراً لكن الاقتراب من مطار الثعلة العسكري يحمل في طياته كثيراً من المخاطرة. يمتد المطار طولياً على مسافة عدة كيلومترات بشكل مستطيل تحيط به قرى من ريف السويداء وأخرى من ريف درعا الشرقي.

مع اشتداد الهجوم واحتدام المواجهة بين الجيش السوري من جهة وكتائب تابعة للجبهة الجنوبية في «الجيش الحر» وانخراط «جبهة النصرة» بثقلها من جهة أخرى تصل تعزيزات ومؤازرة عسكرية وشعبية من أبناء محافظة السويداء، تتدفق سيارات «بيك آب» رباعية الدفع تنقل العشرات من الشباب المجهزين بعتادهم الكامل، معظمهم يندرجون ضمن ما سمي بـ «درع الوطن» و»حماة الديار» كتشكيلات شعبية رديفة للقوات الحكومية.

في هذه الأثناء كانت طائرة ميغ واحدة تتصدر سماء الثعلة. كان بالإمكان مشاهدتها وهي تناور تجنباً لاستهدافها بمضادات الطيران التي تملكها «جبهة النصرة» ثم لتغير على مواقع «النصرة» وأرتالها التي تهاجم المطار.

التطمينات التي أطلقتها «جبهة النصرة» وكتائب «الجبهة الجنوبية» لم تؤثر في تخفيف قلق الدروز من أهل السويداء وفزعهم من محاولات «النصرة» السيطرة على مطار الثعلة.

هؤلاء متأكدون من أن «النصرة» لن تتوقف عند المطار العسكري إذا سقط بيد مقاتليها بل ستسرّع الخطى نحو عمق مدينة السويداء وستحاول قضم الـ12 كم الفاصلة بين المطار ومركز السويداء، لا بد إذن من منع سقوط المطار يقول أحد الشباب المقاتلين إلى جانب الجيش السوري وهو من عائلة عامر إحدى العائلات الكبيرة والمشهورة في جبل العرب.

ويُضيف الشاب ذاته «نحن متأكدون من أن هدف «جبهة النصرة» اقتحام مدينة السويداء والسيطرة عليها، نحن نعرف أن مطار الثعلة ليس مطاراً عملياتياً والطائرات المقاتلة لا تنطلق منه بل من مطار خلخلة، وبالتالي فالهدف البعيد ليس السيطرة على المطار بل على السويداء. ويتابع بالقول: نحن لن نسمح بسقوط المطار مهما كان الثمن، لن نكون تحت رحمة النصرة كما هو حال الدروز في قرى جبل السماق بريف إدلب».

وسط ضجيج المعارك يجلس أبو أنور سليم ديب ابن قرية الثعلة والبالغ من العمر ثلاثة وثمانين عاما يتابع عن قرب المعارك الساخنة الجارية في مطار الثعلة العسكري.

بالكاد أسمعه ويسمعني ونحن على تخوم المطار، أرسل سليم ديب ابنه الوحيد أنور لمؤازرة حامية المطار، يقول الرجل لـ»القدس العربي»: لن نغادر منزلنا تحت أي ظرف ولو أن قواي تساعدني لدافعت عن المطار بنفسي.

معلومات «القدس العربي» من مصادر ميدانية تفيد بأن الكفة ترجح لصالح الجيش السوري والقوات المؤازرة له وأن عديد القوات المدافعة عن المطار كاف من الناحية البشرية لصد الهجمات العنيفة التي تشنها «النصرة» و»الجيش الحر» إضافة إلى وجود ما يكفي من الأسلحة الدفاعية والهجومية كماً ونوعاً لتفادي سقوط المطار. يأتي ذلك فيما دعت «كتائب حوران» والتنظيمات المسلحة المهاجمة للمطار، دعت باقي التشكيلات والتنظيمات لتقديم العون في مهاجمة المطار ومحاولة اقتحامه.

 

ما بعد تل أبيض: هاجس إقامة الدويلة الكردية

عدنان علي

أثارت سيطرة القوات المشتركة المكوّنة من “الجيش السوري الحر” ووحدات “الحماية الكردية” المدعومة من طيران التحالف الدولي، على مدينة تل أبيض، في ريف محافظة الرقة، مخاوف أطراف عدة في ضوء عمليات النزوح والتهجير لسكان المنطقة، والاستنفار على الجانب التركي من الحدود بسبب توجس أنقرة من التمدد الكردي الجديد.

وسيطرت عناصر من وحدات “الحماية الكردية” على المعبر الحدودي الواقع بين مدينة أقجه قلعة التركية وتل أبيض السورية بعد انسحاب مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش)، فيما وضعت تركيا قواتها في الجهة المقابلة في حالة استنفار قصوى، وأصدرت أوامر لجنودها بالرد فوراً على أي إطلاق نار باتجاه الجانب التركي، أي كان مصدره، ومن دون الرجوع إلى قيادة الجيش.

وترافقت السيطرة الكردية على المدينة مع حركة نزوح واسعة لسكانها باتجاه الأراضي التركية، وسط اتهامات من جهات عدة للفصائل الكردية باتباع سياسة تهجير ممنهجة للمكونات الأخرى في المنطقة وخصوصاً العرب والتركمان، في إطار سياسة إحلال سكاني لإقامة دويلة كردية في الشمال السوري.

وقد شجبت معظم الفصائل السورية المقاتلة في بيان لها ما سمته “جريمة التطهير العرقي والطائفي بحق العرب”، التي تمارسها المليشيات الكردية، مؤكدةً أنها ستقف ضد مخططات تقسيم سورية. واتهم البيان الذي وقعت عليه فصائل عدة أبرزها، حركة “أحرار الشام”، “جيش الإسلام”، “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”، “فيلق الشام”، “كتائب ثوار الشام”، تجمع “فاستقم كما أمرت”، “الجبهة الشامية”، “جيش المجاهدين”، مليشيا وحدات “الحماية الكردية” وعناصر حزب “الاتحاد الديمقراطي” بـ”تنفيذ حملة تطهير عرقي وطائفي جديدة بحق العرب السنة والتركمان في ريف الحسكة الغربي وتل أبيض، تحت غطاء جوي لقوات التحالف التي ساهمت بالقصف لترويع المدنيين ودفعهم إلى هجرة قراهم”.

ورأى البيان أن هذه الخطوة تأتي استكمالًا لمخطط تقسيم سورية الذي تعمل عليه أطراف محددة، على رأسها “العمال الكردستاني” بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية. وأكدت الفصائل أنها “ستقف في وجه أي مشروع تقسيمي وأن وحدة أراضي سورية خط أحمر، لا نسمح بالمساس به تحت أي ظرف”. وانتقدت الفصائل ازدواجية معايير المجتمع الدولي الذي يغض النظر عن جرائم وحدات “الحماية الكردية”، بينما ينشغل فقط في تصنيف الجماعات السنية العربية.

وتنفي وحدات “الحماية الكردية” اتباعها سياسة تهجير مقصودة للعرب والتركمان في المنطقة، مشيرة إلى مشاركة وحدات عربية في القتال إلى جانبها ضد “داعش”.

وحول هذه المشاركة، يقول المستشار القانوني لـ”الجيش السوري الحر”، أسامة أبو زيد، لـ”العربي الجديد”، أنّه، “بالفعل هناك كتائب من الجيش الحر تقاتل إلى جانب الوحدات الكردية في ضوء توافق الجانبين على ضرورة طرد مقاتلي التنظيم من مناطقهم التي ينتمي معظم المقاتلين العرب إليها”.

ويجدّد أبو زيد التأكيد على موقف الفصائل المقاتلة ضد عمليات التهجير والحرق التي تناولتها تقارير حقوقية وإعلامية، وضد مشاريع التقسيم، مبرراً قتال فصائل من الجيش الحر إلى جانب الوحدات الكردية، في محاولتها منع الوحدات الكردية من الانفراد في عملية التحرير التي ربما تنسبها إلى نفسها، إضافة إلى سعيها بالفعل إلى طرد التنظيم من مناطقها، بعد أن ذاقوا منه الويلات.

وشارك في المعركة ضد “داعش” كل من “جيش الصناديد”، الذي ينتمي أغلب عناصره إلى قبيلة شمر و”لواء ثوار الرقة”، الذي تواجه سابقاً مع التنظيم في الرقة، لكنّه هزم، ولجأ مقاتلوه إلى عين العرب كوباني، إضافة إلى “لواء التحرير”.

ورافقت السيطرة على تل أبيض عملية نزوح واسعة للسكان العرب في المدينة باتجاه تركيا، إذ سجلت السلطات التركية يوم الإثنين دخول نحو 2500 نازح عبر الشريط الحدودي بعد إغلاق المعبر الرسمي، ليصل مجمل العابرين اليوم إلى نحو 15 ألف شخص، وفق تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وعقب الازدحام الكبير الحاصل على الجانب السوري من الحدود، قامت السلطات التركية بفتح ممر آمن وإدخال النازحين إلى الأراضي التركية، إذ قامت الجهات المعنية بإجراء الفحوصات الطبية والإجراءات اللازمة قبل إرسالهم إلى مخيمات اللجوء في الولايات التركية المختلفة.

في غضون ذلك، حذّرت تقارير استخباراتية تركية من وجود مخطط لإنشاء دولة كردية في شمالي سورية على الحدود التركية بمساعدة قوات التحالف الدولي. ونقلت صحيفة “ترك برس” عن مصادر استخباراتية عن عقد اجتماع ضم قادة عسكريين في هيئة الأركان التركية وأجهزة الاستخبارات لبحث آخر التطورات الجارية في المناطق الشمالية لسورية. ورأت المصادر أن الهجوم على منطقة تل أبيض المحاذية للحدود التركية يهدف إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردي، (الرديف السوي لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة كتنظيم إرهابي) ببعضها البعض، تحضيراً لإعلان دولة كردية.

وأوضحت المصادر أن الهدف الأساسي للهجوم على تل أبيض، يكمن في تهجير سكانها الأصليين من عرب وتركمان باتجاه الأراضي التركية لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة، مشيرة إلى أنّ قوات التحالف تركّز في ضرباتها الجوية على المناطق الواقعة بين عين العرب وعفرين، بهدف إجبار التركمان والعرب القاطنين في هذه المناطق على النزوح عن أراضيهم تجاه تركيا، وتسهيل سيطرة المليشيات الكردية عليها وذلك من أجل ربط منطقة عفرين بمنطقة عين العرب. وكشفت المصادر أن حزب “الاتحاد الديمقراطي” سيقوم بجلب آلاف الأكراد من عين العرب وشمال العراق وإسكانهم في منطقة تل أبيض لملء الفراغ الذي سينجم عن نزوح العرب والتركمان وإعلان هذه المناطق، مناطق نفوذ كردية.

في هذا السياق، تقول مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” أن “تنظيم الدولة الاسلامية يقوم بإعداد تجهيزات عسكرية شمالي مدينة الرقة من خنادق وملاجئ وشق طرق داخل الفرقة 17 وسط استنفار كامل للتنظيم داخل المدينة، خشية محاولة الوحدات الكردية والقوى التي تقاتل معها مواصلة التقدم باتجاه مدينة الرقة”. ويتابع، “اضطر مقاتلو التنظيم في تل أبيض للفرار أو الاستسلام للقوات الكردية بسبب حصارهم داخل المدينة وعدم تمكن التنظيم من إرسال تعزيزات إلى عناصرهم، بسبب استهدافهم من جانب طيران التحالف.

ويشير الناشط حمد العيسى في حديثه لـ”العربي الجديد” إلى أنّ “المساندة اللصيقة من جانب طيران التحالف للوحدات الكردية في السيطرة على القرى العربية وتهجير سكانها، إذ يقصف مناطق مدنية تماماً من دون سبب، إلّا إذا كان متواطئاً مع المليشيات الكردية على تهجير العرب أو أن تلك المليشيات تقدم له معلومات خاطئة بشأن الأهداف المطلوب قصفها، وتستغل طيران التحالف لتحقيق أهدافها، في تخويف السكان وايقاع الأذى بهم وبممتلكاتهم، من أجل إجبارهم على النزوح وإخلاء قراهم ومناطقهم”. ويعطي العيسى مثلاً عما حصل الخميس الماضي في ريف تل أبيض، إذ أسفر قصف طيران التحالف عن مقتل 15 مدنياً على الأقل أغلبهم من عائلة يوسف السيد.

 

داعش” – القلمون: الإنشقاقات والتصفيات تحدد مصير التنظيم

لم تعد حرب القلمون حكراً على الصراع الدائر بين “حزب الله” وجبهة “النصرة”، بعد دخول مؤشرات الإغتيالات الداخلية في تنظيم “داعش”، والتي تشير إلى أن المعركة أصبحت داخل التنظيم على خلفية توحيد البندقية مع “النصرة” أم عدمها.

 

ليلة أمس قتل القاضي الشرعي السابق لتنظيم “داعش” في القلمون، أبو الوليد المقدسي، الذي انشق عن جبهة “النصرة” منذ أشهر، وبايع “داعش”، واتهم بالعديد من الأعمال والجرائم التي إرتكبت بحق شخصيات ثورية تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، وأخرى تابعة لجبهة “النصرة” بالإضافة إلى الإشكالات المستمرة بين فصائل مختلفة في التنظيم.

 

انشقاق المقدسي عن التنظيم، أتى نتيجة اتهامه بارتكاب العديد من الجرائم والأنشطة الفاسدة، وبعد تعيين أمير بدلاً منه هو أبو اسامة البانياسي، حينها أول ردة فعل للمقدسي كانت اغتيال سلفه، لأنه منافسه على إمارة التنظيم من جهة، مستفيداً من تقارب البانياسي مع جبهة “النصرة” من جهة أخرى، هنا ألقي القبض على المقدسي من قبل المسؤول العسكري للتنظيم في حينها موفق أبو السوس، وبعد إطلاق سراحه عاد المقدسي إلى نشاطه ومحاولاته لشق الصفوف بين مكونات التنظيم الذي ينتمي إليه.

 

همدت الأمور لفترة، وبقيت الإنقسامات على حالها، وتجذرت أكثر وتوسعت مع انطلاق معارك القلمون، خصوصاً عندما شنت فصائل من التنظيم حرباً على جيش “الفتح”، بموازاة المعارك التي شنها “حزب الله”، وهنا سجلت حالات إنشقاق واسعة في صفوف التنظيم، لا سيما من قبل الذين يرفضون قتال “النصرة، ويعتبرون أن المعركة يجب أن تكون ضد النظام السوري و”حزب الله”، وبعدما نجح جيش “الفتح” في محاصرة “داعش” في القلمون، انتهج المقدسي نهجاً مغايراً، وحاول التقرب مجدداً من جيش “الفتح”، على غرار ما قام به أبو السوس، فزادت الإنقسامات في صفوف التنظيم.

 

المفارقة أنه خلال أقلّ من أربع وعشرين ساعة، قتل أمير تنظيم “داعش” أبو بلقيس العراقي وهو الذي خلف البانياسي في القلمون الغربي بظروف غامضة في منطقة وادي حميد في شرق عرسال، وهنا تشير مصادر “المدن” إلى أن مقتل “أبو بلقيس” يأتي بسبب الخلافات الداخلية في التنظيم، ولا سيما بين من يؤيد توحيد البندقية مع جيش “الفتح” وبين من لا يريد ذلك، وتذهب المصادر أكثر من ذلك، لتقول إن هذه التصفيات تأتي بعد تنسيق بين جيش “الفتح” وعناصر بايعت “داعش” لأسباب مرتبطة بالمصالح، وليست أصيلة في انتمائها للتنظيم، ويهدف هذا التنسيق إلى توحيد الجهود. وتؤكد أن هذه الإشتباكات والتصفيات الداخلية تزداد وتيرتها وتعنف بعد فشل مفاوضات توحيد البندقية بين جبهة “النصرة” و”داعش” ما دفع ببعض الفصائل إلى التمايز عن داعش.

 

وفي هذا الإطار، لم يعد مهماً تضارب المعلومات حول ظروف مقتل أبو بلقيس العراقي، في مركز اقامته في وادي حميد، سواء تمت تصفيته من قبل “النصرة”، أو من قبل افراد من تنظيم “داعش” الذين يريدون تحسين العلاقة مع “النصرة”، وعليه فإن هذه الإشتباكات والإنشقاقات مرشحة للتزايد لا سيما في ظل توحيد مختلف الفصائل في القلمون الشرقي والغربي تحت راية جيش “الفتح”، وبعد وصول مساعدات مالية وعسكرية له وفق ما تؤكد مصادر “المدن”.

 

معركة مطار الثعلة توقفت.. حساسية الأرض وطيران النظام

أعلنت غرفة عمليات معركة “سحق الطغاة”، الإثنين-الثلاثاء، وقف المعارك في محيط مطار الثعلة العسكري الواقع في ريف السويداء الغربي.

 

هذه النهاية للمعركة كانت أحد الاحتمالات، وأسباب ذلك كثيرة؛ أبرزها أنها تجري داخل أراضي محافظة السويداء، التي يحتاج النظام لإثبات حمايته للطائفة الدرزية التي تقطنها، بعدما كثر في الآونة الأخيرة كلام سكانها عن تخليه عنهم في مواجهات جرت مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريفها الشرقي. كما أن النظام كان يستميت في القتال لعدم تحقيق الجيش الحر أي نصر أو تقدم في هذه المعركة، وركّز المواجهة من الجو من خلال عشرات الغارات، وعشرات البراميل، التي كبّلت إلى حد كبير تحرك المقاتلين.

 

قائد “جيش اليرموك” بشار الزعبي قال لـ”المدن” إن المعركة لم تتوقف بشكل نهائي، أي أنه لم يتم الانسحاب من محيط مطار الثعلة. “ما جرى هو وقف للعمليات العسكرية حالياً”، وأوضح أن عدم تحقيق أهداف هذه الجولة لا يعني نهاية الحرب، فالعديد من المواقع العسكرية، ككتيبة الهجانة وتل الجموع، استمرت المعارك عليها لأكثر من شهر، وتكللت بالنجاح في النهاية.

 

وذكر الزعبي أن خسائر النظام في هذه المعركة كبيرة، ولعل أبرزها مقتل رئيس فرع المخابرات الجوية، العقيد لؤي السالم، وهو يترأس الفرع الأمني المسؤول عن مطار الثعلة العسكري. وأضاف “إن الخسائر في العتاد كانت الأكبر (للنظام) حيث تم إسقاط طائرة حربية من نوع سوخوي بأول أيام المعركة، بالإضافة إلى تدمير دبابتين ومضاد 57 في محيط المطار”.

 

من جهة ثانية، قال الناشط الإعلامي عبد الحي الأحمد، لـ”المدن”، وهو من سكان المنطقة الشرقية في درعا بمحاذاة قرى السويداء الغربية حيث يقع المطار، إن “تحرير مطار الثعلة هو مطلب مدني قبل أن يكون هدفاً عسكرياً لإيقاف القصف المستمر على الريف الشرقي لدرعا”. وأضاف “كنّا، ولا زلنا، كغيرنا من أهالي الريف الشرقي لدرعا تحت نيران قذائف المدفعية وصواريخ الراجمات التي يتم إطلاقها من مطار الثعلة على منازلنا وقرانا”. واعتبر أن “إطلاق معركة تحرير مطار الثعلة أعاد لنا بصيص الأمل بإنهاء هذه المأساة الإنسانية، إلا أن النظام السوري، وكعادته، بدأ منذ اليوم الأول للمعركة باللعب على الوتر الطائفي، لأن المطار يقع بين ريف درعا الشرقي وريف السويداء الغربي، وقد نال النظام مبتغاه باستجرار أهالي السويداء للدفاع عن المطار”.

 

في هذا السياق، يكرر الأحمد موقف فصائل الجبهة الجنوبية التي شاركت في معركة المطار، ويؤكد أن “أهالي السويداء لم يكونوا هدفا لنا منذ اليوم الأول للثورة، إلا اننا لا نعطي أي تطمينات لأي شخص قرر الوقوف إلى جانب النظام، من أي طائفة وأي بلدة كانت”. مشدداً على أن الثورة السورية التي انطلقت في 2011 من درعا هي “لتحرير سوريا بالكامل، وليس لتحرير درعا فقط. هذا ما يجب على الجميع استيعابه، فالمطار لن يبقى والنظام سيزول ولن يبقى لأهالي السويداء إلا الوقوف ضد القتل الممنهج على أهالي درعا”.

 

من جهته، رأى عضو الهيئة السورية للإعلام ياسر الرحيل، أن سبب وقف المعركة يأتي لعوامل خارجة عن الإرادة، أبرزها تمسك النظام بالمطار ليحافظ على لعبته الخبيثة بحماية الأقليات، إضافة إلى أنه يقع في مساحة يتقدم فيها مقاتلو الجيش الحر وهم مكشوفون أمام قوات النظام، الأمر الذي “صعّب عليهم التسلل نحو المطار لاقتحامه، بالإضافة إلى مساندة كبيرة كانت من شبيحة النظام في السويداء (..) وهم موجودون في كل سوريا طبعاً وليس في السويداء وحدها”.

 

سيطرة “الوحدات” على تل أبيض: الانعزال الكردي

أثارت سيطرة قوات غرفة عمليات “بركان الفرات” على مدينة تل أبيض الحدودية، تساؤلات ومخاوف لدى الشارع السوري لجهة سعي “وحدات حماية الشعب” الكردية لربط المناطق الكردية ببعضها والعمل ضمن مخطط للتقسيم.

 

رحلة السيطرة على مدينة تل أبيض، لم تستغرق سوى أسبوع واحد، واتسمت بالانسحاب المفاجئ لمقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” من مواقعه دون مقاومة ونقل أسلحته الثقيلة إلى معاقله في الرقة. كما شهدت العملية تقدم قوات “بركان الفرات” و”وحدات حماية الشعب” بشكل عسكري منظم، تحت غطاء جوي من طيران التحالف الدولي. وتمكن مقاتلو “بركان الفرات” من السيطرة على مجمل المناطق الاستراتيجية الفاصلة بين الرقة والحسكة كعين عيسى والطريق الدولي والكنطري، فور انتهاء “وحدات الحماية” من معاركها التي دامت شهوراً، في الريف الغربي والشمالي لمدينة الحسكة بمنطقة تل تمر.

تقدم “بركان الفرات” و”الوحدات”، على جبهتي كوباني-تل أبيض، ورأس العين–تل أبيض، تسارعت وتيرته بعد سيطرتهما على بلدتي المبروكة وسلوك الاستراتيجيتين، لتلتقي القوتان جنوبي تل أبيض، ودخولهما المدينة وسط انسحاب قوات التنظيم إلى مدينة الرقة، وتسليم بعض مقاتلي “الدولة” أنفسهم إلى قوات حرس الحدود التركي.

 

حزب “الاتحاد الديموقراطي” في سوريا، ومن ورائه حزب “الشعوب الديموقراطية” الذراع السياسية لحزب “العمال الكردستاني” في تركيا، كانوا قد تخلوا نظرياً عن شعار “تحرير وتوحيد كردستان”، الذي قاتلوا تحت لوائه ضد الحكومات التركية لأكثر من عقدين؛ حتى أن “الشعوب الديموقراطية” صرح أكثر من مرة على لسان قياداته بأن زمن الدولة القومية قد ولى. كما أن خوض حزب “الشعوب الديموقراطية” للانتخابات التركية، ودخوله البرلمان، جاء بعد تخليه عن أهدافه القومية ورفعه لشعار الأمة الديموقراطية، في ظل إشارات إلى أن تعيين صلاح الدين ديمرطاش رئيساً للحزب، جاء بالتوافق مع السلطات الأمنية التركية. يضاف إلى ذلك، أن بلوغ ديمرطاش مكانة سياسية رفيعة، أخذ فيها الزعامة السياسية لأكراد تركيا وجزء من أكراد سوريا، تأتي ضمن اتجاه للدفع بعملية السلام في تركيا، وخروج ما تبقى من مقاتلي “العمال الكردستاني” في جبال قنديل للقتال في سوريا.

 

ولكن “وحدات حماية الشعب” الذراع العسكرية لـ”الاتحاد الديموقراطي” و”الشعوب الديموقراطية”، قامت بأعمال إرهابية وصفت بالعنصرية، بحق المدنيين العرب السنّة، في مناطق سيطرتها بالحسكة والرقة. الأمر الذي فسره بعض المراقبين، بأن قوات “الاتحاد الديموقراطي” لا تسعى إلى التقسيم الجغرافي، وإنما إلى خلق حالة عداء دائم بين مكونات المنطقة، أسوة بما تفعله القوى العسكرية الفاعلة في سوريا، كقوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”. إلا أن أعمال “وحدات الحماية” الإرهابية، بحق العرب السنّة، تخدم تنظيم “الدولة” بالدرجة الأولى؛ حيث تدفعهم إلى الانتساب للتنظيم بهدف الانتقام منها، فيما يعيد البعض أسباب تلك الأعمال العدائية، إلى التربية القومية المتعصبة لمقاتلي حزب “العمال الكردستاني” ضمن صفوف “وحدات حماية الشعب”.

 

من جهة أخرى، فإن سيطرة “الوحدات” الكردية على مدينة تل أبيض، التي يوجد فيها معبر حدودي دولي، قد تفتح الباب أمام مقايضات بين الحكومة التركية القادمة وحزب “الشعوب الديموقراطية” في إطار عملية السلام التركية. وقد يكون من ضمن المقايضات، اعتراف تركي محدود بإدارة قوات “بركان الفرات المشتركة” ومن خلفها “الوحدات” الكردية للمعبر الحدودي، وبالتالي إقامة منطقة شبه عازلة، تُبعد تركيا عن تطورات الأحداث في سوريا.

 

كما يرى مراقبون أكراد، بأن التحالف الدولي جعل من “وحدات الحماية الشعبية” ومقاتلي حزب “العمال الكردستاني” في سوريا، معادلاً لقوات “الحشد الشعبي” الشيعي في العراق، لأن مسار الأحداث في المنطقة يتجه نحو التجييش الطائفي، ويتطلب خلق حالة عداء دائمة بين المكونات المحلية. يأتي ذلك بعد توارد معلومات غير مؤكدة عن نية “وحدات حماية الشعب” التوجه لقتال تنظيم “الدولة” في الرقة.

 

سيطرة “وحدات حماية الشعب” وكتائب محلية من المعارضة السورية المسلحة على معبر تل أبيض الحدودي، قد يشكل تمهيداً للدخول في مرحلة الصراع الميليشياتي بسوريا. ما يوحي بإن مستقبل الصراع في سوريا سيكون “كانتونات متحاربة ضد بعضها البعض مع الاحتفاظ ببقاء مصالح الدول الإقليمية”، كما قال السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، قبل عامين.

 

الائتلاف يجمد خلافاته ويقر تشكيل القيادة العسكرية الجديدة

اختتمت الهيئة العامة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” مساء الإثنين، دورتها الثانية والعشرين المنعقدة في مدينة اسطنبول التركية، بقرار تجميد “المجلس العسكري الأعلى” الحالي، وتشكيل قيادة عسكرية جديدة. يأتي ذلك في ظل اشتداد حدة المعارك بين المعارضة السورية وقوات النظام السوري شمالي سوريا وجنوبها، وبين قوات “حماية الشعب” الكردية و”بركان الفرات” وبين تنظيم “الدولة الإسلامية” شمالي الرقة.

 

وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد بدأت اجتماعاتها الجمعة، في فندق غونين بمدينة اسطنبول، وناقشت فيها أموراً عديدة، أبرزها قرار سابق لرئيس الائتلاف خالد خوجة، في 3 حزيران/يونيو، قضى بحلِّ “المجلس العسكري الأعلى” والابقاء على عضوية ممثلي المجلس العسكري في الائتلاف. حينها رفض المجلس العسكري قرار خوجة.

 

وبعد أن رفضت الهيئة العامة قرار خوجة بحل المجلس العسكري، بسبب عدم صلاحية رئيس الائتلاف لحل المجلس، توصل أعضاء الهيئة العامة، إلى حل يرضي رئيس الائتلاف والمجلس العسكري، بتجميد المجلس العسكري الحالي والدعوة لتشكيل مجلس جديد خلال مدة شهر من تاريخه. مع الابقاء على عضوية ممثلي المجلس العسكري في الائتلاف، حتى تشكيل القيادة العسكرية الجديدة. مصادر من داخل الائتلاف قالت لـ”المدن” إن الخلاف الحقيقي هو حول بقاء كتلة الأركان “المجلس العسكري”، حيث يريد خوجة بقاء الكتلة في الائتلاف ليضمن تصويت الكتلة له في الانتخابات المقبلة المقررة في الدورة المقبلة للائتلاف. بينما يرفض خصوم خوجة بقاء الكتلة سعياً لمنعه من الحصول على أصواتها في الانتخابات.

 

وأضافت المصادر لـ”المدن” أن الاتفاق الذي توصلت إليه الهيئة العامة، يخالف قرارها السابق برفض حلّ المجلس العسكري؛ بحيث أن الاتفاق جمّد المجلس وجمد معه قرار الهيئة العامة السابق.

 

من جانب أخر، ناقشت الهيئة العامة للائتلاف مشاركة بعض أعضاء الائتلاف بصفة شخصية في اجتماعات المعارضة السورية التي انعقدت في القاهرة، الأسبوع الماضي؛ حيث اتهم بعض أعضاء الائتلاف، المشاركين بمخالفة قرار الهيئة العامة للائتلاف، والمشاركة في المؤتمر. بينما دافع المشاركون عن حضورهم لمؤتمر القاهرة، بأن الهيئة العامة قررت عدم المشاركة، لكنها لم تمنع الاعضاء من حضور الاجتماعات بصفتهم الشخصية. وأكدت مصادر متطابقة من داخل الاجتماعات، أن اتهامات بعض أعضاء الائتلاف للمشاركين في المؤتمر، بلغت حد التخوين، على الرغم من عدم التصريح بذلك. وقالت المصادر لـ”المدن” إن “كلمة خونة وعملاء التي اعتاد السوريون اتهام بعضهم بها، لم تستخدم على الرغم من التلميح اليها”.

 

كما ناقشت الهيئة العامة، ملف الإدارة المدنية في المناطق المحررة، وعرضت تقريراً مفصلاً عن زيارة إلى مدينة إدلب قام بها وفد من الائتلاف، ضم رئيس المجلس الأعلى للإدارة المحلية جلال الدين خانجي، ورئيس اللجنة الصحية جواد أبو حطب، ومدير المعاهد المتوسطة في وزارة التربية للحكومة السورية المؤقتة.

 

وقررت الهيئة العامة تأجيل دورة اجتماعاتها المقبلة إلى 30 تموز/يوليو 2015، ووافقت على أن تستمر الهيئة الرئاسية والسياسية بكامل صلاحياتها إلى تلك الدورة.

 

وكالعادة لم تخلُ اجتماعات الائتلاف من المشاجرات واللكمات، فانتهى اجتماع الهيئة العامة بإسقاط عضوية وليد العمري بعد اعتدائه بالضرب على رئيس الائتلاف خالد خوجة، نتيجة الخلاف حول المجلس العسكري، ما دفع بالسلطات التركية إلى اعتقال العمري لساعات بتهمة الاعتداء على “مواطن تركي”، قبل أن تطلق سراحه. وأقرت الهيئة العامة إسقاط عضوية العمري بأغلبية 95 صوتاً من أصل الـ107 أصوات، للحاضرين في جلسة الهيئة العامة.

 

أبوفاعور في تركيا والسعودية: إتفاق على حماية الدروز وبقائهم

سارع رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط إلى تطويق حادثة قلب لوزة في ريف إدلب، في المواقف السياسية كما في الإتصالات التي أجراها، واللقاءات التي عقدها في سبيل الحفاظ على عروبة الموحدين الدروز، ومواطنيتهم في سوريا من دون التعرّض لهم بأي أذى من قبل أي مجموعات.

 

نجح جنبلاط في المكان الذي فشل غيره فيه. نتيجة إتصالاته بمختلف الدول الإقليمية المحيطة والمؤثرة على الساحة السورية، توصّل إلى إصدار بيان من قبل جبهة “النصرة” تعتذر فيه عمّا حصل، وتؤكد أنها حوّلت المسؤولين عن هذه المجزرة التي راح ضحيتها 24 درزياً إلى المحاكمة لمخالفتهم أوامر أمرائهم.

 

بعيد الحادثة سارع جنبلاط إلى الإتصال بجميع القوى، وأوفد وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى تركيا للقاء السلطات التركية وبعض المعنيين والمؤثرين في المعارضة السورية، من أجل إزالة أي تداعيات لهذه الحادثة وعدم تكرارها، ووفق ما تشير المصادر فإن اللقاءات التي أجراها أبو فاعور في تركيا كانت إيجابية جداً وقد تم الإتفاق خلالها على ضمان حماية الدروز في مناطقهم وعدم تكرار ما حصل، لا سيما أن مختلف القوى المؤثرة على الأرض في تلك المنطقة تكفلت بحماية مواطنيهم أياً كانت انتماءاتهم.

 

وتشير مصادر “المدن” إلى أن أبو فاعور اجتمع عصر الإثنين برئيس “الإئتلاف الوطني لقوى الثورة  والمعارضة السورية” خالد خوجة، وممثلة “الإئتلاف” في لبنان عليا منصور، وممثل عن المجلس المحلي لإدلب، بالإضافة إلى مسؤول عسكري عن “حركة أحرار الشام”، مكلف من قائدها العام أحمد عيسى الشيخ الملقب بـ”أبو عيسى”، ومسؤول عسكري عن “فيلق الرحمن”، وقد أتى الإجتماع بعد الإعتذار الذي أصدرته “النصرة” وتم التوافق عليه بينها وبين الفصائل الأخرى.

 

وتؤكد مصادر “المدن” أنه تم الإتفاق خلال الإجتماع على حماية المناطق الدرزية، من قبل حركة “أحرار الشام”، و”فيلق الرحمن” بالإضافة إلى العناصر السوريين من جبهة “النصرة” الموجودين في مناطق محيطة ومجاورة للقرى الدرزية، كما تم الإتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن “الإئتلاف” و”أحرار الشام”، و”فيلق الرحمن” إلى جانب أبناء تلك القرى من أجل منع حصول أي إشكال مجدداً، وحلّ أي إشكال قد يحصل ومنع تداعياته. وقد بدأت هذه المساعي من خلال توقيف الأمير “التونسي” في “النصرة” المسؤول عن هذه المجزرة وتحويله إلى المحكمة بالإضافة إلى عزله.

 

وبخلاف كل الأجواء التي حاول البعض إشاعتها حول مساع لنقل الدروز إلى خارج أراضيهم، فتؤكد مصادر سورية معارضة لـ”المدن” ان الجميع كان معارضاً لهذا التوجه، إذ أكدت الفصائل أنها هي المسؤولة عن أمن الدروز وحمايتهم كما تتحمل مسؤولية أمن مختلف أبناء الطوائف في سوريا، وفي السياسة كان هناك التقاء في الرؤى في قوى “الإئتلاف”، إذ علم أن عليا منصور قدمت وجهة نظر تفيد بأن أي خلل ديمغرافي يحصل في تلك المناطق يكون ضربة تصيب الثورة السورية وكل المبادئ التي تحرّك على أساسها السوريون للمطالبة بتغيير النظام.

 

وفي السياق الأوسع وفق ما ترى مصادر متابعة لـ”المدن” أن أي تهجير تحت أي ستار أو مسمى يعني مقدمة للتقسيم على أساس مذهبي، وهذا ما لا يريده أحد، وفي السياق فإن جنبلاط يتابع حركة اتصالاته من أجل الحفاظ على وحدة سوريا من خلال الحفاظ على التنوع الديمغرافي فيها والحضور الدرزي، وقد علم أن أبو فاعور توجه إلى جدة للقاء المسؤولين السعوديين من أجل البحث في كيفية تأمين الحماية للدروز كما سيتوجه بعدها إلى الأردن للغاية ذاتها ولبحث وضع دروز السويداء.

 

175 صحافياً سورياً ضد التقسيم

175 صحافياً سورياً ضد التقسيم

أصدرت مجموعة من الصحافيين والكتاب السوريين، “بياناً للرأي العام” رفضاً منهم لأي مشروع مستقبلي لتقسيم سوريا على حد تعبيرهم، مع إشارات مبهمة حول مشروع الدولة الكردية بالتحديد مع إدانة مبطنة لعمليات التهجير بحق العرب التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD في مناطق سوريا الشرقية.

 

وجاء في البيان الذي نشره الصحافيون في صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي نشر موقع “زمان الوصل” أسماءهم، ما يلي: “نحن مجموعة من الصحافيين السوريين نؤمن بالشراكة ونرفض رفضاً قاطعاً أي مشروع لتقسيم سوريا الوطن، ونؤكد التمسك بالوحدة الوطنية التي لا تفرق بين السوريين بمختلف القوميات والطوائف، ونشدد على بناء دولة القانون التي تساوي بين جميع أفراد المجتمع بطريقة عادلة دون التمييز العرفي أو الطائفي، كما نصر على استقلالية القرار السوري ورفض الوصاية من اي دولة كانت”.

 

وعاد البيان للتذكير بأن “الثورة السورية خرجت بهدف التغيير السياسي والتخلص من النظام المستبد الذي أساء لكل السوريين”، موضحاً رفض أصحابه “لجميع القرارات التي صدرت بعد العام 1961 وقرارات النظام الأسدي التي أدت لزرع الكراهية والحقد بين أطياف المجتمع السوري وبدأت تظهر ملامحها في هذه المرحلة الصعبة”.

 

البيان الجديد المزين بعلم الثورة في خلفيته يأتي في وقت ترتفع فيه وتيرة الحديث عن التقسيم في وسائل الإعلام وفي الخطاب السياسي أيضاً، مع ازدياد رقعة المعارك الدائرة في سوريا وفتح جبهات جديدة للقتال كريف حماة والتطورات العسكرية في شمال شرق البلاد بين الأكراد وتنظيم داعش والتي كان آخرها في مدينة تل أبيض قرب الرقة.

 

وأكد البيان الذي وقع عليه 175 صحافياً سورياً أنه “لا يحق لأي حزب أو تكتل الادعاء لوحده أنه يمثل كل الشعب، كما لا يحق لأي حزب السعي لإقامة كانتون أو دويلة مستقلة مستغلاً الأزمة التي تتعرض لها البلاد من قتل وتشريد للشعب السوري بكل أطيافه” مع التأكيد في نهاية على التمسك “بوحدة وسلامة أراضي الدولة السورية ورفض التقسيم بأي شكل وتحت أي شعار” واعتبار “تنظيم الدولة عصابة مجرمة لا تمثل أي قومية سورية مثله مثل أي حزب أو ميليشيا تعمل على التغيير الديموغرافي وتهجير المدنيين العزل”.

 

الأسد يريد لقاءً تشاوريا ثالثا في موسكو

مروان شلالا

روسيا غير راضية عن أداء النظام السوري

قالت مصادر معارضة سورية التقت بمسؤولين روس إن نظام دمشق طلب من روسيا عقد لقاء تشاوري ثالث في موسكو، لكن روسيا تتريث حتى تعرف موقف قوى المعارضة الأساسية.

 

قالت مصادر لوكالة آكي الإيطالية للأنباء إن الخارجية السورية طلبت من روسيا عقد لقاء تشاوري ثالث في موسكو في أقرب فرصة ممكنة، لكن الروس تمهلوا في الاعلان عن عقد لقاء ثالث لسببين يتعلقان بالنظام والمعارضة.

 

أين المبادرات الاستباقية؟

وأضافت المصادر نفسها: “السبب الأول وفق المسؤولين الروس هو أن موسكو غير راضية عن عدم قيام النظام السوري بأية مبادرات استباقية أو خطوات تمهيدية يُمكن أن تمنح بعض الثقة للجانب الآخر، وأعلمت الخارجية السورية بذلك، وهي تخشى ألا يحدث أي تغيير في هذا الصدد”، بحسب قولها. وتابعت: “أما السبب الثاني فيقول المسؤولون الروس إنه قناعة روسيا في أنه ما لم تشارك قوى المعارضة السياسية الأساسية في لقاء جنيف الثالث، فسيكون منقوصًا وغير مجد كسابقه، وهي لذلك ستتواصل مع الائتلاف ومع لجنة مؤتمر القاهرة لمعرفة موقفها من الدعوة للقاء جنيف وإمكانية إقناعها بحضوره”.

 

لقاءان تشاوريان

وشهدت موسكو لقاءين تشاورين بين ممثلين عن الحكومة السورية وبعض المعارضين السوريين دعتهم بصفتهم الشخصية، الأول في كانون الثاني (يناير) والثاني في نيسان (أبريل) الماضيين. وشارك في اللقاء الثاني ثلاثين شخصية مُعارضة أو محسوبة على المعارضة، وشخصيات من المجتمع المدني السوري ليس لها توجّه محدد.

ولم يتفق الطرفان على نتائج واضحة ومحددة، وبقيت الخلافات التي ظهرت بلقاء موسكو الأول موجودة، من دون إمكانية التوصل لاتفاق بين المجتمعين.

 

مقاطعة الائتلاف

وكان الائتلاف السوري المعارض قاطع لقاءات موسكو رغم توجيه الدعوة إليه كمؤسسة وليس كأفراد في اللقاء الثاني، وشدد على أنه لن يتحاور مع النظام إلا على الانتقال السياسي للسلطة، وأن أي حل سياسي يجب أن يستند إلى اتفاق جنيف الذي ينتهي بتنحي الأسد ونظامه الأمني.

وكانت موسكو دعت للقاءات بين معارضين سوريين وممثلين عن النظام ومقربين منه دون أن تحدد جدول أعمال ولا برنامج، ودون أن تكون هناك أسس واضحة لاختيار المدعوين. ووجهت الدعوات لأفراد وليس لمؤسسات المعارضة.

 

نحو خمسين قتيلا مدنيا بقصف النظام ريفي درعا ودمشق  

سقط نحو خمسين قتيلا -أغلبهم أطفال ونساء- وأصيب العشرات بجروح جراء قصف قوات النظام السوري بلدة الغارية الشرقية في ريف درعا ومدينة دوما في ريف دمشق، فيما أعلنت المعارضة السورية المسلحة أمس الثلاثاء سيطرتها على مواقع بمحافظة القنيطرة (جنوبي سوريا).

 

وقالت مراسلة الجزيرة في مدينة دوما بريف دمشق إن 27 شخصا قتلوا، وجرح أكثر من ستين آخرين جراء قصف قوات النظام السوري المدينة بالصواريخ.

 

وأضافت المراسلة أن عددا من المدنيين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض في مدينة دوما التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة منذ نحو ثلاثة أعوام، وتعاني حصارا خانقا وقصفا مستمرا من قبل قوات النظام.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة في درعا جنوبي البلاد بمقتل عشرين شخصا -معظمهم أطفال- وجرح آخرين جراء قصف طائرات النظام السوري بلدة الغارية الشرقية بريف درعا، كما تسبب القصف في دمار لحق بالأبنية ومنازل المدنيين.

 

كما فجرت قوات النظام السوري خلال الـ24 ساعة الماضية خمسمئة منزل بمحاذاة مطار المزة العسكري شمال شرقي داريا في غوطة دمشق الغربية بهدف “تحصين العاصمة من هجوم محتمل لفصائل المعارضة” بحسب ما أفاد به رئيس المكتب الإعلامي في مدينة داريا حسام الأحمد.

 

عملية بالقنيطرة

في غضون ذلك، سيطرت قوات المعارضة أمس الثلاثاء على كامل تلول الحمر بمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا وجبل الشيخ في ريف دمشق بعد معارك عنيفة مع قوات النظام في أول عملية عسكرية لتحالف “جيش الحرمون” الذي أعلنت قوات المعارضة عن تشكيله في القنيطرة وريف دمشق الغربي المتاخم للمحافظة وفقا لمراسل الجزيرة.

 

وردا على ذلك قصفت قوات النظام قرية ومزرعة بيت جن في ريف دمشق الغربي بحسب وكالة سوريا مباشر.

 

كما قصفت قوات المعارضة بالمدفعية وقذائف الهاون مواقع قوات النظام بتل شعار، وتل كروم، ومدينة خان أرنبة مركز محافظة القنيطرة ضمن معركة جديدة في القطاع الأوسط تحت اسم “نصرة الحرائر”، وتهدف للسيطرة على ما تبقى من المحافظة.

 

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن قوات النظام قتلت عددا من عناصر جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، ودمرت عربات مسلحة لهم اليوم وأمس في ريف القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي.

 

وكانت فصائل معارضة -أغلبها منضوية تحت قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش الحر- قد سيطرت مؤخرا على اللواء 52 بريف درعا, كما هاجمت مطار الثعلة العسكري في ريف محافظة السويداء المجاورة, وذلك في إطار معركة تستهدف استكمال السيطرة على ما تبقى للنظام بمحافظة درعا.

 

وفي سياق متصل، بدأت قوات المعارضة السورية أمس الثلاثاء هجوما وصف بالواسع على حواجز جيش النظام في ريف حماة الشمالي الذي يسيطر على مساحات واسعة في تلك المنطقة ذات الطبيعة الوعرة وينشر فيها عددا كبيرا من الحواجز.

 

من جهتها، بدأت غرفة عمليات حلب -التي تضم مجموعة من الفصائل والألوية بينها جيش المجاهدين وحركة نور الدين زنكي- أول أمس الاثنين معركة للسيطرة على أحياء خاضعة للنظام بغرب وشمال حلب.

 

وقالت الغرفة إن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على مواقع لقوات النظام في حيي الراشدية والأشرفية بالجهة الشمالية للمدينة, وقصفت حيي جمعية الزهراء وحلب الجديدة, وتحدثت عن قتل جنود وتدمير آليات بصواريخ “تاو” المضادة للدروع.

 

دي ميستورا يدين الانتهاكات ويطالب #دمشق بحماية المدنيين

دبي – زينب خرفاني

تطارد الاتهامات بالانتهاكات الجميع في سوريا دون استثناء.

وأشار المبعوث الأممي إلى سوريا أن وظيفة الحكومات هي حماية المدنيين وليس قتلهم، في وقت يُتهم النظام وفصائل المعارضة، وأخيرا المقاتلون الأكراد بالتناوب على ارتكاب الجرائم بحق المدنيين العزل.

وأدان دي ميستورا اعتداءات مقاتلي المعارضة “الخطيرة” على المدنيين بالبراميل المتفجرة مقابل قذائف الهاون. هذا هو واقع حال حلب التي تحولت ميدانا لاختبار القوة بين الجهات المتناحرة دون الاكتراث بالمدنيين.

وشهدت حلب بشطريها الغربي التابع للنظام، والشرقي الكائن تحت سيطرة المعارضة المسلحة، يوما ضاريا سقط على إثره عشرات المدنيين في المنطقة الغربية جراء هجمات المعارضة، فضلا عن مقتل العشرات كذلك في الجانب الشرقي جراء قصف البراميل المتفجرة.

في حين تظل أعداد المدنيين مرشحة للارتفاع، خصوصا أن عدد الجرحى قارب الـ200 شخص بينهم أطفال.

وتزامن هذا الوضع مع بدء زيارة الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا إلى سوريا للقاء المسؤولين في دمشق لبحث ملف حماية المدنيين من خلال وقف استخدام البراميل المتفجرة، فضلا عن الأوضاع الإنسانية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

ودان دي ميستورا الهجمات على المدنيين، وشدد على أن الشعب السوري تعب من استهدافه بشكل عشوائي، مذكرا بضرورة تطبيق القانون الدولي الإنساني في جميع الظروف ودون تمييز.

وتستمر الإدانات الدولية لاستهداف المدنيين، سواء بالبراميل المتفجرة أو قذائف الهاون، علما أن البرميل الواحد يحدث مفعولاً أكبر بكثير مما تحدثه قذيفة الهاون، كل ذلك في انتظار ما ستؤول إليه مشاورات دي ميستورا في دمشق.

 

سورية تطلب عقد لقاء جنيف ثلاثة وموسكو تتريث وتخشى الفشل

روما (16 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أفادت مصادر في المعارضة السورية، التقت مؤخراً بمسؤولين روس رفيعي المستوى، بأن النظامفي دمشق طلب من القيادة الروسية عقد لقاء تشاوري ثالث في موسكو في أقرب وقت، بينما تتريث روسيا لتعرف موقف بقية قوى المعارضة السورية الأساسية.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الخارجية السورية طلبت من روسيا عقد لقاء تشاوري ثالث في موسكو في أقرب فرصة ممكنة، لكن الروس تمهلوا في الاعلان عن عقد لقاء ثالث لسببين يتعلقان بالنظام والمعارضة”. وأضافت “السبب الأول وفق المسؤولين الروس، أن موسكو غير راضية عن عدم قيام النظام السوري بأي مبادرات استباقية أو خطوات تمهيدية يُمكن أن تمنح بعض الثقة للجانب الآخر، وأعلمت الخارجية السورية بذلك، وهي تخشى ألا يحدث أي تغيير في هذا الصدد”، حسب قولها.

 

وتابعت “أما السبب الثاني وفق المسؤولين الروس، فهو قناعة روسيا بأنه ما لم تشارك بقية قوى المعارضة السياسية الأساسية في لقاء جنيف الثالث، فإنه سيكون منقوص وغير مجدي كسابقه، وهي لذلك ستتواصل مع الائتلاف ومع لجنة مؤتمر القاهرة لمعرفة موقفها من الدعوة للقاء جنيف وإمكانية إقناعها بحضوره”.

 

وشهدت موسكو لقاءين تشاورين بين ممثلين عن الحكومة السورية وبعض المعارضين السوريين دعتهم بصفتهم الشخصية، الأول في كانون الثاني/يناير والثاني في نيسان/أبريل الماضيين. وشارك في اللقاء الثاني حوالي ثلاثين شخصية مُعارضة أو محسوبة على المعارضة، وشخصيات من المجتمع المدني السوري ليس لها توجّه محدد. ولم يتفق الطرفات على نتائج واضحة ومحددة، وبقيت الخلافات التي ظهرت بلقاء موسكو الأول موجودة، دون إمكانية التوصل لاتفاق بين المجتمعين.

 

وكان الائتلاف قد قرر مقاطعة لقاءات موسكو رغم توجيه الدعوة إليه كمؤسسة وليس كأفراد في اللقاء الثاني، وشدد الائتلاف على أنه لن يتحاور مع النظام إلا على الانتقال السياسي للسلطة، وأكّد على أن أي حل سياسي يجب أن ينطلق ويستند إلى اتفاق جنيف الذي اتفقت عليه الدول الكبرى وينتهي بتنحي الرئيس السوري ونظامه الأمني.

 

وكانت موسكو دعت للقاءات بين معارضين سوريين وممثلين عن النظام ومقربين منه دون أن تحدد جدول أعمال ولا برنامج، ودون أن تكون هناك أسس واضحة لاختيار المدعوين، ووجهت الدعوات لأفراد وليس لمؤسسات المعارضة.

 

مصادر: سقوط أكبر مطار عسكري جنوب سورية قاب قوسين أو أدنى

روما (11 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّدت مصادر من الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر أن كتائب الثوار بدأت اقتحام قاعدة ومطار الثعلة العسكري جنوب سورية على التخوم الشرقية لمحافظة درعا، ورجّحت أن يسقط خلال الساعات المقبلة بيد الثوار على الرغم من محاولة النظام إرسال تعزيزات له من محافظة السويداء

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بعد اشتباكات عنيفة في محيط مطار الثعلة العسكري عند الأطراف الغربية للسويداء والمحاذية لمحافظة درعا تقدّم المقاتلون وسيطروا على أجزاء من المطار والقاعدة الجوية”، مشيراً إلى أن السيطرة الكاملة على المطار “لم تُحسم نهائياً بعد، وسيتمكن المقاتلون بالتأكيد من السيطرة عليه خلال ساعات على الرغم من محاولة النظام إرسال تعزيزات عسكرية للمطار من جهة السويداء، وسقوطه قاب قوسين أو أدنى وينتظر أمر الحسم من قيادة العمليات في الجبهة الجنوبية” وفق قوله

 

وأشار إلى أن الثوار “تريّثوا في اقتحام القاعدة الجوية ليفسحوا المجال لأبناء محافظة السويداء للخروح من القاعدة بعد اتفاق مع مشايخ الطائفة”، وأضاف “لقد فتح الثوار ثغرة في أطراف القاعدة الجوية من أجل انسحاب أبناء الجبل، ولم يستهدفون أي شخص منهم يريد الانسحاب، حقناً لدماء الجيران وتأكيداً من الثوار بأن المستهدف النظام وليس أبناء الجبل، لكن سيكون هناك مراقبة لمن سيخرج بالتعاون مع شخصيات من السويداء، حتى لا يهرب من لا يستحق الإفراج عنه” على حد تعبيره

 

وأضاف أن “الاشتباكات ما تزال مستمرة حتى اللحظة بين قوات النظام والمقاتلين في الجبهة الجنوبية بكتائبها العديدة، واستطاع المهاجمون تأمين تشويش على الاتصالات اللاسلكية للنظام في المطار، وهناك خطة مدروسة يسير عليها الثوار بدقة وانضباط” على حد تعبيره

 

وأضاف “في الغالب لن نجد الكثير من الطائرات في المطار، فالنظام سحب كثير منها عند اقتراب الثوار من محيطه، لكننا بالتأكيد سنوقف واحداً من أهم المطارات التي كانت تنطلق منها المروحيات والطائرات الحربية للنظام لتقصف المدنيين في كل حوران، كما سنوقف قاعدة جوية استراتيجية مهمتها دعم قوات النظام في المنطقة وتأمين غطاء جوي لها” وفق ذكره

 

والمطار المعني يقع في أطراف محافظة السويداء، وقريب من اللواء52 الذي سيطر عليه ثوار الجنوب قبل يومين، ويعتبر من أكبر الألوية في الجيش السوري، وكانت تستخدمه مروحيات النظام نقطة انطلاق لقصف القرى والبلدات في محافظة درعا وريفها، وبسيطرة الثوار على المطار يكون القسم الشرقي من محافظة درعا قد وقع بالكامل تحت سيطرة الكتائب الثورية المعارضة، وسط أنباء عن بدء النظام تفريغ مدينة درعا من القوات العسكرية ومن أهالي الضباط والمقاتلين، وسحب أسلحة ثقيلة، باتجاه مدينة إزرع التي تقع شمال درعا باتجاه العاصمة دمشق

 

وللمطار مدرجان رئيسيان بطول 3كم، ويضم دفاعات جوية ورادارات قصيرة التردد، ويضم مستودعات أسلحة وكتيبة لوجستية، ويعتبر أكبر مطار عسكري في جنوب سورية

 

اسرائيل تقول مستعدة لتدفق اللاجئين السوريين الى خط الهدنة بالجولان

من دان وليامز

القدس (رويترز) – عبرت إسرائيل يوم الثلاثاء عن استعدادها للتدخل اذا تدفق لاجئون سوريون على خط الهدنة بهضبة الجولان بعد أن كثف أبناء الأقلية العربية الدرزية الاسرائيلية حملة شعبية لمساعدة إخوانهم المحاصرين في الحرب الأهلية السورية.

 

وسعت اسرائيل الى الابتعاد عن الأزمة في سوريا التي بدأت قبل أربع سنوات. وسوريا خصم قديم لإسرائيل التي احتلت مرتفعات الجولان في حرب عام 1967 وتخشى من سيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد اذا سقط الرئيس بشار الأسد.

 

وحتى الآن اقتصر دور القوات الاسرائيلية على الرد بإطلاق النار على سوريا عند إطلاق النار على الجانب الذي تسيطر عليه من الجولان وتستقبل مئات اللاجئين لعلاجهم.

 

ولكن في غياب اي مؤشر على قرب انتهاء الحرب التي أدت الى فرار نحو أربعة ملايين سوري الى الأردن ولبنان وتركيا والعراق قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي للبرلمان يوم الثلاثاء إن الاستعدادات تجري لمواجهة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى الجولان.

 

ونقل مصدر حضر اجتماع اللفتنانت جنرال جادي ايزنكوت مع البرلمان عن ايزنكوت قوله “اذا جاءت أعداد كبيرة من اللاجئين الى الحدود من مناطق القتال فإننا سنقوم بما يلزم لتفادي مذبحة.”

 

ولم يذكر ايزنكوت تفاصيل عن الإجراءات الإسرائيلية المزمعة خلال تصوره لسيناريو يستهدف فيه إسلاميون متشددون أو موالون للأسد اللاجئين على الجانب الخاضع لسيطرة سوريا من الجولان.

 

وذكر موقع واللا الاخباري الإسرائيلي على الانترنت يوم الأحد أن اسرائيل تدرس احتمال إنشاء “منطقة مساعدات انسانية” على الجانب الخاضع لسيطرتها من الجولان تحسبا لتدفق دروز سورييين قد يهربون من الإسلاميين المتشددين.

 

وقال المتحدث باسم الجيش البريجادير جنرال موتي الموظ إن كبار قادة الجيش أجروا تقييما خاصا للجولان يوم الثلاثاء “في إطار القضية المشتركة ورابطة الدم بيننا وبين اخوتنا الدروز في دولة إسرائيل.”

 

لكن الموظ ذكر في بيان نشر على فيسبوك أن الجانب الخاضع لسيطرة اسرائيل من الجولان “هادئ ولا يشهد أحداثا غير عادية” وأن ايزنكوت لم يأمر بتغييرات في القوات المنتشرة حاليا هناك.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

 

المرصد السوري: 16 قتيلا في قصف لطائرات سورية في درعا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا بينهم 13 دون سن الثامنة عشر عندما قصفت طائرات سورية بلدة في محافظة درعا بجنوب البلاد يوم الثلاثاء.

 

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين بالحكومة السورية.

 

وقال المرصد السوري الذي مقره بريطانيا ويعتمد على شبكة من النشطاء على الأرض إن القتلى الأطفال كانوا يرتادون مركزا لتحفيظ القرآن في بلدة الغارية الشرقية مضيفا “عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.”

 

ويحقق مقاتلو المعارضة السورية مكاسب في مواجهة القوات الحكومية في محافظة درعا مهد الانتفاضة التي بدأت قبل أربع سنوات ضد الرئيس بشار الأسد.

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

 

نزع الكيماوي السوري: تدبير إسرائيلي أقنع روسيا وأمريكا وأنقذ الأسد

كشف السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن مايكل أورن في مذكراته أن الاتفاق الأمريكي الروسي الذي تم بموجبه إجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التخلي عن ترسانته من السلاح الكيماوي وجنبه ضربة عسكرية أمريكية كانت وشيكة تم باقتراح وتشجيع إسرائيلي.

 

وكان الوزير الإسرائيلي يوفال شتاينتز أكد في مقابلة يوم 15 حزيران 2015 أنه هو الذي اقترح الاتفاق الموقع نهاية عام 2013 وأضر بصورة الرئيس أوباما بعدما هدد الأخير بضرب نظام الرئيس الأسد في حال تجاوزه الخط الأحمر الشهير باستخدام الأسلحة الكيماوية في قمع التحركات الشعبية والمعارضة المسلحة.

 

وأضاف شتاينتز أنه فضّل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو عدم كشف الدور الإسرائيلي في الاتفاق مخافة أن يُرفض باعتباره “مؤامرة إسرائيلية يجب وقفها”، هذا بالإضافة إلى عادة سياسة إسرائيلية متواترة تقوم على عدم الاعتراف بالعمليات التي تقوم بها أو التي تقف خلفها إسرائيل إلا في حال الضرورة.

 

وعبّر السفير السابق أورن في كتابه “حليف: رحلتي عبر الشقاق الأميركي الإسرائيلي”، المقرر صدوره عن دار راندوم هاوس الاسبوع المقبل، عن ذهوله الشديد بتوقيع الاتفاق لأنه اعتقد دوماً أن أوباما كان حاسماً في مسألة منع انتشار الأسلحة غير التقليدية خاصة في الشرق الأوسط والذي كان “يجب أن يترجم على شكل ضربة واحدة قاضية ضد المرافق الحيوية السورية”.

 

اعتبر الاتفاق منذ توقيعه حصيلة جهود دبلوماسية واقتراحات قدمت ونوقشت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري واللورد ديفيد أوين العضو السابق في البرلمان البريطاني بالإضافة لوزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي.

 

ويروي شتاينتز أنه وبعد إعلانه في مقالة إذاعية أن إسرائيل تملك دلائل على أن نظام الأسد هو من يقف خلف الهجوم الكيماوي قرب دمشق في آب-أغسطس 2013، طلب دبلوماسي روسي مقابلته. وقبل دخوله الاجتماع، ناقش شتاينتز ومدير وزارته، يوسف كوبرواسر، تهديد أوباما بضرب نظام الأسد.

 

وأضاف “قلنا لأنفسنا: ما الفائدة المرجوة من استخدام 50 أو 100 صاروخ توماهوك ستسقط في قواعد عسكرية نصف فارغة في سوريا؟ إذا كان الأمر يتعلق بضربة واحدة فهذا لن يشكل رادعاً لاستخدام الأسلحة الكيماوية. إن أفضل شيء ممكن هو أن تقوم روسيا والولايات المتحدة بالتعاون معاً من أجل تفكيك الترسانة الكيماوية السورية.”

 

ولفت الوزير شتاينتز إلى أن الاتفاق مناسب لجميع الأطراف فهو “جيد بالنسبة إلى الروس الذين سخر العالم أجمع منهم بسبب دعمهم لدكتاتور متوحش يستخدم الأسلحة الكيماوية. وهو جيد بالنسبة إلى الأمريكيين لأن هدف أوباما الحقيقي هو ضمان أن لا يستخدم المزيد من الأسلحة الكيماوية وهذا أفضل بكثير من مجرد ضربة عسكرية. لن يكون بمقدور بشار الأسد رفض الاتفاق لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على روسيا”. وتابع شتاينتز أن “الشعب السوري لن يعاني المزيد من الهجمات الكيماوية وإسرائيل ستتخلص من تهديد استراتيجي خطير للغاية موجود منذ عام 1970”.

 

أما الدبلوماسي الروسي فقد طلب في الاجتماع من شتاينتز الاطلاع على الدلائل الإسرائيلية التي ذكرها في مقابلته الإذاعية. لم يوافق شتاينتز وقدم فكرته عن الاتفاق بدل ذلك. وكان الدبلوماسي الروسي يسجل ملاحظاته وانتهى إلى القول: “هذا الأمر خطير للغاية. سأنقل هذا الاقتراح اليوم”. “في غضون يوم أو اثنين كان الأمريكيون والروس قد بدؤوا بتعزيز الفكرة ونحن كنا على الحياد”.

 

عن “نيويورك تايمز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى