أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الثلاثاء 28 شباط 2017

 

موسكو تبحث «سراً» مع دمشق المناطق الآمنة

موسكو، لندن، بيروت – «الحياة»

سُجّل أمس، انهيار كبير في صفوف تنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي بشمال سورية، وسط معلومات عن انسحابه من عشرات القرى والبلدات جنوب شرقي مدينة الباب. واستغلت القوات النظامية السورية هذا الانهيار وشقت طريقها شرقاً، وصولاً إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد في ريف منبج، قاطعةً بذلك الطريق أمام تحرك الجيش التركي وحلفائه في فصائل «درع الفرات» جنوب الباب .

جاء ذلك في وقت واصل المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا مشاوراته مع الأطراف المشاركة في مفاوضات جنيف، وسط تحرك روسي على خط التفاوض. وفيما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن مفاوضات آستانة بين حكومة دمشق وفصائل المعارضة المسلحة وفّرت شروط إطلاق عملية سياسية في جنيف، أكدت موسكو أنها تجري اتصالات مكثفة مع دمشق، للبحث في «كل الملفات بما في ذلك الأفكار حول إنشاء مناطق آمنة». وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس، المداخل التي تعتبرها روسيا صحيحة لدفع المفاوضات، مشيراً إلى «ضرورة تشكيل هياكل حكم تضم ممثلي الحكومة السورية والمعارضة الوطنية». وزاد أن «النظام في سورية يجب أن يكون علمانياً، وليس سنياً أو علوياً أو أي نظام آخر، ويتم اختياره في انتخابات وإجراءات ديموقراطية، تشمل السوريين داخل البلاد، واللاجئين المتمتعين بحق التصويت لاختيار قياداتهم».

وحول مفاوضات جنيف، جدد بوغدانوف تأكيد موقف بلاده الداعي إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة يشمل المكوّن الكردي، معرباً عن أمل بنجاح جهود إجراء اتصالات بين «الهيئة العليا للمفاوضات» و «منصة موسكو». وقال إن موسكو «تبحث يومياً مع دمشق في مسائل ذات خصوصية، وأحياناً تتسم بطابع سري، بما في ذلك إنشاء مناطق آمنة».

وكان نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف الذي وصل أمس إلى جنيف، أعلن أنه ينوي عقد لقاءات مع دي ميستورا للبحث في ملف المفاوضات. وقال رئيس وفد «الهيئة العليا» نصر الحريري إن المعارضة ستجري اليوم الثلثاء اجتماعاً مع الوفد الروسي في جنيف، معتبراً «انفتاح موسكو على فصائل المعارضة مؤشراً إيجابياً»، وفق ما ذكرت قناة «روسيا اليوم».

وعُقد بعد ظهر أمس، اجتماع بين وفد «الهيئة العليا» الذي ضم ممثل فصيل «جيش الإسلام» محمد علوش، وستيفان دي ميستورا الذي كان سلّم المعارضين السوريين قبل أيام ورقة تتضمن اقتراحاته حول شكل المفاوضات وترتيبها.

وفي نيويورك، يستعد مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يهدف إلى منع الحكومة السورية من الحصول على مروحيات، وينشئ لجنة عقوبات على سورية للمرة الأولى في مجلس الأمن، وينص على إدراج لائحة من ١١ ضابطاً من كبار الضباط العسكريين والأمنيين السوريين، ومؤسسات تابعة للصناعات الكيماوية في القوات المسلحة السورية، في لائحة العقوبات التي تتضمن حظر سفر وتجميد أرصدة.

ميدانياً، نجحت القوات الحكومية السورية أمس، في شق طريقها عبر ريف حلب الشرقي، ووصلت إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية»، قاطعة بذلك الطريق أمام القوات التركية وفصائل «درع الفرات» للتقدم جنوب مدينة الباب. وجاء تقدّم القوات الحكومية مدعومةً بـ «حزب الله» اللبناني، وسط معلومات عن سحب «داعش» عناصره من 23 قرية جنوب شرقي الباب، في مؤشر إلى انهيار كبير لقواه في مواجهة «كماشة» الأتراك وحلفائهم من جهة، والجيش النظامي السوري وحلفائه من جهة ثانية، علماً أن التنظيم مُحاصر أيضاً من جهة الشرق على أيدي «قوات سورية الديموقراطية». وبالتزامن مع الضربة التي تلقاها «داعش» في ريف حلب الشرقي، نجحت القوات النظامية أيضاً في توجيه ضربة أخرى للتنظيم في ريف حمص الشرقي، بعدما سيطرت على مواقع مهمة في البادية السورية، وباتت على بُعد كيلومترات قليلة من مدينة تدمر.

وفي بيروت، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل أمس، إن «التخطيط لإقامة المناطق الآمنة (في سورية) والنقاشات حولها لا تزال مستمرة». وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة الجيش اللبناني بعد اجتماعه إلى قائده العماد جان قهوجي، أن «مبدأ المناطق الآمنة هو مبدأ قابل للحياة. وتتعدد الخيارات حول الرؤية لهذه المناطق، إذ يجب أن تتأمن جميع الموارد المطلوبة لها، وذلك استناداً إلى ما نحاول تحقيقه».

أضاف: «إذا أردنا أن نقيم مثل هذه المناطق، يتوجب علينا أن نؤمّن الموارد العسكرية المناسبة من أجل إنشائها ودعمها. هناك بعض النماذج من الدول التي أقيمت فيها مناطق آمنة، وتحصل على المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي تستمر عمليات حفظ الأمن والاستقرار. أعتقد بأنه ما زال لدينا الكثير من العمل المطلوب إنجازه في هذا المجال».

 

موسكو تدعم فكرة إنشاء «هياكل حكم تضم الحكومة والمعارضة»

موسكو – رائد جبر

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مفاوضات آستانة وفّرت شروط إطلاق عملية سياسية في جنيف، بينما أكدت موسكو دعمها فكرة إنشاء «هياكل حكم تضم الحكومة والمعارضة» في سورية، وأكدت أنها تجري اتصالات مكثفة مع دمشق لبحث «كل الملفات بما في ذلك الأفكار حول إنشاء مناطق آمنة».

وكان الملف السوري أحد أبرز محاور البحث خلال لقاء بوتين مع نظيره الكازاخي نور سلطان نزاربايف أمس، واعتبر بوتين أن المفاوضات السورية في آستانة «وضعت أساساً للحوار في جنيف وسمحت بإنشاء آلية للرقابة على نظام وقف النار»، مشدداً على «النتائج المهمة وغير المسبوقة» التي تحققت في لقاءات آستانة، خصوصاً ما يتعلق بإنشاء آلية للرقابة على وقف النار، معتبراً ذلك «القاعدة الأهم التي سمحت بمواصلة مفاوضات جنيف».

في السياق، أكدت رئيسة مجلس الفيديرالية (الشيوخ) الروسي فالنتينا ماتفينينكو أن جولتي المفاوضات في آستانة «أسهمتا بشكل فاعل في دفع عملية المفاوضات السياسية على رغم كل الصعوبات».

وتطرقت ماتفينينكو خلال جلسة افتتاح منتدى «فالداي» للحوار الاستراتيجي أمس في موسكو، إلى المواقف الروسية حيال الوضع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، معتبرة أن «المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد فوراً غير مقبولة»، وشددت على أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره من خلال عملية ديموقراطية. وأكدت أن الوضع بعد مرور عام ونصف العام على التدخل الروسي المباشر في سورية أظهر أنه «تم تحقيق نتائج محددة في هذا البلد. إنها تتمثل في مئات المدن والبلدات التي عاد إليها السلام، وفي عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة المحررة من الإرهابيين، وفي آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية المقدمة إلى السكان».

وزادت أن موسكو «تواصل تقديم الدعم العسكري للحكومة السورية الشرعية في مكافحة الجماعات المسلحة الإرهابية وتركز في الوقت ذاته على تنشيط عملية التسوية السلمية والتوصل إلى الوفاق في هذا البلد».

وأشارت إلى أن روسيا «لا تسعى إلى فرض هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط، والهدف الرئيسي لسياستها يتمثل في تحقيق تنمية مستديمة لهذه المنطقة المهمة في العالم»، موضحة أنه «لا يمكن تحقيق ذلك إلا بالتوصل إلى توافقات بين القوى المشاركة في النزاعات الداخلية والمساهمة من قبل القوى المعنية الإقليمية وغير الإقليمية، مع أهمية الدور المحوري للأمم المتحدة».

وأكدت ماتفيينكو أنه يمكن حل مشكلة الإرهاب في الشرق الأوسط فقط من خلال التعاون السياسي العسكري مع الولايات المتحدة.

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في كلمته أمام المنتدى، المداخل التي تعتبرها روسيا صحيحة لدفع المفاوضات السورية، مشيراً إلى «ضرورة تشكيل هياكل حكم تضم ممثلي الحكومة السورية والمعارضة الوطنية».

وزاد أن «النظام في سورية يجب أن يكون علمانياً، وليس سنياً أو علوياً أو أي نظام آخر، ويقام من خلال الانتخابات والإجراءات الديموقراطية، التي تشمل السوريين داخل البلاد واللاجئين المتمتعين بحق التصويت لاختيار قيادتهم».

ورفض بوغدانوف المخاوف في شأن سعي إيران إلى تعزيز وجود دائم في سورية، مشيراً إلى «النتائج المعترف بها دولياً في إطار فيينا لمجموعة دعم سورية وبمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين وتركيا وإيران وبلدان عربية والتي تم تأكيدها في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254».

وأكد بوغدانوف الذي يشغل منصب المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط، أهمية إقامة حوار حول سورية مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في إطار مجموعة دعم سورية، لكنه استدرك أنه «لا توجد حالياً أي خطط لترتيب اجتماع لهذه المجموعة، لكن لا يمكن استبعاد ذلك كلياً».

وكرر بوغدانوف انتقادات بلاده لما وصفه الثورات التي تسعى إلى «إطاحة أنظمة بدعم خارجي». وقال إن كافة التغيرات في بلدان الشرق الأوسط يجب أن تراعي الدساتير وتجري بالطرق الديموقراطية، وليس من خلال ثورات ملونة وانتفاضات». وقال إن الاحتجاجات تسمح بتقويم مشاعر المواطنين وتتيح الفرصة لتحسين الدستور، إلا أن ذلك لا يعني ضرورة إلغاء الدستور والمطالبة برحيل السلطات الشرعية عن طريق القوة أو الثورات أو الانتفاضات من دون انتظار إجراء انتخابات جديدة.

وحول مفاوضات جنيف جدد بوغدانوف تأكيد موقف بلاده الداعي إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة يشمل المكون الكردي. وقال إن كل الأطراف «جاءت إلى جنيف لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. ولذلك، فإن الهدف المشترك واضح ومفهوم، لكن كما أفهم فإن كل وفد لديه بعض الفروقات الدقيقة بخصوص تفسير هذا القرار»، معرباً عن أمل بنجاح جهود إجراء اتصالات بين الهيئة العليا للمفاوضات و «منصة موسكو». وقال إن موسكو «تبحث يومياً مع دمشق مسائل لها خصوصية وأحياناً تتسم بطابع سري بما في ذلك إنشاء مناطق آمنة».

وكان نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف الذي وصل أمس إلى جنيف، أعلن أنه ينوي عقد لقاءات مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لبحث ملف المفاوضات، ولم يستبعد بعد إعلان الهيئة العليا للمفاوضات أنها ستجري محادثات في جنيف مع ممثلي الخارجية الروسية، أن يلتقي بوفد الهيئة، وقال: «نحن منفتحون على كل الأطراف».

 

غاتيلوف اجتمع مع أطراف جنيف 4 والمعارضة تغازل موسكو

جنيف – موسى عاصي

طغت زيارة مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لجنيف واللقاءات المقررة على جدول أعماله اليوم وغداً على الجولات المستمرة لليوم الخامس ثنائياً ومن دون احراز أي تقدم على مستوى بدء البحث في مضمون ورقة المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا للأطراف السوريين المختلفين.

ومن المقرر أن يلتقي غاتيلوف اليوم وفد الهيئة العليا للمعارضة بطلب من المسؤول الروسي.

وكان وفد الهيئة العليا قد اجتمع مع المبعوث الاممي في جلسة ثالثة كان مقرراً أن يقدم خلالها للمبعوث الاممي رده على الورقة التي وزعها دو ميستورا على الأطراف كافة في مستهل هذه الجولة. وفي المؤتمر الصحافي الذي تلا اللقاء، صرّح رئيس وفد الهيئة العليا نصر الحريري إن الاجتماع كان إيجابيا من غير أن يأتي على ذكر الرد على الورقة الأممية.

وفي حين شنّ هجوماً عنيفاً على الدور الإيراني “الذي يحاول انتزاع القرار في الميدان السوري”، كان الحريري مرناً جدا خلال الحديث عن روسيا التي قال إنها تحاول ان تتخذ موقفاً محايداً وانفتاحها على الفصائل المسلحة في لقاءات أستانا يعتبر اشارة جيدة.

وصرح عضو الهيئة العليا أحمد رمضان لـ”النهار” قبل الاجتماع مع المبعوث الاممي أن وفد المعارضة يرى بأن البداية يجب أن تكون من تشكيل هيئة حكم انتقالي “فهي التي ستتولى إدارة المرحلة الانتقالية”، وتساءل: “في حال اتفاقنا على الدستور الجديد قبل تشكيل هيئة الحكم فمن سيطبق هذا الدستور”. وأفاد أن هذا ما سينقل الى المبعوث الاممي.

ويلتقي دو ميستورا اليوم وفد الحكومة السورية برئاسة السفير بشار الجعفري.

جهاد مقدسي

وقال رئيس وفد منصة القاهرة في المعارضة جهاد مقدسي لـ”النهار”: “النتيجة الوحيدة التي يمكن أن تحققها هذه الجولة هو الحفاظ على الزخم السياسي لهذا المسار لكني لا أتوقع أي اختراقات كبيرة، والسبب أننا لا نزال في المرحلة الاجرائية من المحادثات”.

وعن جدية النظام في المحادثات قال: “لم نجلس مع وفد السلطة، وحديثه ينحصر فقط بمحاربة الارهاب، ولم نلمس تصريحات لها علاقة بالعملية السياسية، فلا جديد على صعيد السلطة”.

وعن انقسام المعارضة وعدم خوضها المحادثات بوفد موحد، شدد مقدسي على أن “هذه ليست معارضة مقسّمة بل متنوعة”، مؤكداً أن “التنوع ليس عائقاً وأوراقنا شبه متشابهة والجميع متفقون على الهدف النهائي ونختلف على السبل. نحن جديون في جنيف 4 ولكن فليحسم المجتمع الدولي أمره ويترجم ارادته عبر الامم المتحدة”.

مجلس الامن

وفي نيويورك (الوكالات)، أعلن ديبلوماسيون أن مجلس الأمن سيصوت اليوم على مشروع قرار قد يفرض عقوبات على النظام السوري لاستخدامه أسلحة كيميائية.

وكانت روسيا توعدت باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار، لتكون المرة السابعة تلجأ موسكو إلى حق النقض لحماية حليفتها دمشق.

ومن المقرر أن تعقد جلسة التصويت الساعة 11:30 صباحاً (16:30 بتوقيت غرينيتش).

ويفرض مشروع القرار حظراً للسفر وتجميداً لأصول 11 سورياً، إلى عشر مؤسسات مرتبطة بهجمات كيميائية خلال الحرب التي تدخل الشهر المقبل سنتها السابعة.

ويحظر مشروع القرار أيضا بيع أو توريد أو نقل مروحيات وغيرها من المعدات للجيش والحكومة السوريين.

وقد أعد مشروع القرار اثر تحقيق مشترك أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، خلص في تشرين الأول إلى أن النظام السوري شن على الأقل ثلاثة هجمات بأسلحة كيميائية عامي 2014 و2015 على ثلاث مناطق هي قميناس وسرمين وتلمنس.

 

“هيئة تحرير الشام”

ميدانياً، قال القائد العسكري لتحالف جماعات جهادية يعرف باسم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، إن التحالف نفذ هجمات انتحارية على موقعين أمنيين في مدينة حمص السبت مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وأضاف الجولاني في تسجيل مصور أن الهجوم الذي نفذه خمسة انتحاريين من التحالف ليس سوى البداية لهجمات عدة بأساليب مختلفة منها تفجيرات انتحارية، قائلاً: “هذا العمل ما هو إلا حلقة من سلسلة تأتي تباعا بإذن الله”.

تقدم سريع للنظام

في غضون ذلك، أحرزت قوات النظام تقدماً سريعاً في شمال سوريا ووسطها على حساب تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له إن قوات النظام “أحرزت تقدماً في المنطقة الواقعة جنوب مدينة الباب وشقها، بعد انسحاب تنظيم الدولة الاسلامية من 23 قرية على الأقل”. وتحدث عن “انهيار سريع في صفوف الجهاديين”.

وأوضح المرصد أنه مع تقدمها الاثنين، تمكنت قوات النظام من الوصول الى خط تماس مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد)، وهي تحالف فصائل كردية عربية، في المنطقة الواقعة جنوب مدينة منبج الخاضعة لسيطرتها.

واستبعد الناطق باسم “قسد” العقيد طلال سلو أي مواجهات بين الطرفين.

وذكر عبد الرحمن، أن هجوم قوات النظام المستمر منذ اسبوعين في ريف حلب الشرقي يهدف الى “قطع الطريق امام تقدم فصائل درع الفرات والقوات التركية الداعمة لها” انطلاقاً من الباب، الى طرد الجهاديين من بلدة الخفسة.

وأكد أن “قوات النظام تقدمت بشكل متسارع في محيط تدمر حيث وصلت الاثنين الى مسافة أربعة كيلومترات من جهة الغرب”.

وفي محافظة ادلب، سجل المرصد ارتفاع حصيلة القتلى جراء الغارات السورية على مدينة أريحا الى 13 مدنياً. وبين القتلى ثلاثة اطفال، قتل اثنان منهم مع والديهما.

 

بوتين: العقوبات المحتملة للأمم المتحدة على سوريا “غير ملائمة

موسكو – رويترز – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، إن مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي طرحته قوى غربية لفرض عقوبات على الحكومة السورية بسبب استخدامها المزعوم للأسلحة الكيماوية غير ملائم.

 

وسيصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع القرار الذي صاغته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لحظر إمداد الحكومة السورية بالطائرات الهليكوبتر ووضع قادة عسكريين سوريين على القائمة السوداء.

 

وقال بوتين في مؤتمر صحافي في بشكك عاصمة قرغيزستان بعد لقاء بنظيره القرغيزي ألمظ بك أتامباييف “أعتقد أنه غير ملائم على الإطلاق.”

 

وأضاف أن مشروع القرار “سيقوض الثقة في عملية التفاوض. روسيا لن تدعم أي عقوبات جديدة على القيادة السورية.”

 

وأبلغ فلاديمير سافرونكوف نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة الصحفيين يوم الجمعة أن موسكو ستستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار.

 

 

——————

 

 

روسيا: تصويت الأمم المتحدة على عقوبات على سوريا يؤثر سلباً على محادثات السلام

جنيف – رويترز – قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الثلاثاء، إن طرح القوى الكبرى لمشروع قرار بمجلس الأمن لفرض عقوبات على الحكومة السورية بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية سيكون له أثر سلبي على محادثات السلام.

 

وأضاف للصحافيين “سيكون له أثر عكسي. المناخ سيكون سلبياً ليس لأننا سنستخدم الفيتو ولكن لطرح هذا المشروع.”

 

وسيصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار صاغته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لحظر إمداد الحكومة السورية بالطائرات الهليكوبتر ووضع قادة عسكريين سوريين على القائمة السوداء.

 

جبهة فتح الشام تدعو قادة المعارضة السورية الى “التنحي جانباً

بيروت- أ ف ب – قال زعيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) ابو محمد الجولاني الاثنين، أن الاعتداءات الانتحارية التي اوقعت عشرات القتلى في مدينة حمص في وسط سوريا السبت هي “درس″ لقادة المعارضة المشاركين في مفاوضات جنيف، داعياً اياهم الى “التنحي جانباً”.

 

وفي بيان تلاه في شريط فيديو، كرر الجولاني تبني تفجيرات حمص، وقال “لعل هذا العمل درس لبعض السياسيين المنهزمين في جنيف ومن قبلها أستانا، درس يمسح شيئاً من العار الذي ألحقه هؤلاء المغامرين بأهل الشام، وقد آن لهؤلاء المغامرين أن يتركوا الحرب لأهلها ويتنحوا جانباً”.

 

وسأل الجولاني الذي يندر ظهوره في اشرطة فيديو، “أما ثبت لهم ان الدول تلعب بهم ويصفق لذلك النظام (السوري) ودي ميستورا (…) أما تبين لهم ان هذا النظام المجرم لا ينفع معه الا لغة القوة والدماء؟”.

 

وفجر انتحاريون أنفسهم السبت، مستهدفين مقرين أمنين محصنين في مدينة حمص، ما تسبب بسقوط 42 قتيلاً بينهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص. وتبنت العملية “هيئة تحرير الشام” المؤلفة من فتح الشام وفصائل متحالفة معها.

 

واتهم الجولاني الذي يشغل منصب القائد العسكري في هيئة تحرير الشام، قادة المعارضة السياسية بأنهم “يدفعون شيئاً لا يملكوه ويهبون النظام نصراً دون ان ينتصر”.

 

وتوعد بتنفيذ تفجيرات اخرى بعد حمص معتبراً أن “هذا العمل ما هو الا حلقة في سلسلة عمليات تأتي تباعاً باذن الله”.

 

وتأتي مواقف الجولاني فيما تستضيف الامم المتحدة في جنيف جولة رابعة من مفاوضات السلام بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق اي تقدم.

 

وينبثق وفد المعارضة الرئيسي الى جنيف عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل اطيافاً واسعة من القوى المعارضة والفصائل، لكنها تستثني جبهة فتح الشام. واستبعدت الاخيرة ايضاً من وفد الفصائل الذي شارك في جولتي محادثات في استانا برعاية روسية تركية ايرانية.

 

وكانت فتح الشام تعرف قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة في تموز/يوليو باسم جبهة النصرة. وادرج محللون اقدامها على ذلك في اطار سعيها لتجنب الغارات الكثيفة التي تستهدف التنظيمات الجهادية في سوريا.

 

وفي كانون الثاني/يناير، وبعد اقتتال داخلي بين الفصائل في شمال غرب سوريا، اعلنت فتح الشام تحالفها مع اربعة فصائل اخرى، تحت مسمى هيئة تحرير الشام.

 

وتتعرض مواقع فتح الشام لغارات كثيفة ينفذها الطيران الروسي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وخسر التنظيم في الاشهر الاخيرة العديد من القادة البارزين في صفوفه.

 

المعارضة السورية تسلم ردا للمندوب الأممي وتلتقي وفدا روسيا اليوم

منع الشتم والضرب والهواتف المحمولة أو تسجيل الجلسات… والحديث بإذن خلال المفاوضات

جنيف ـ «القدس العربي» من احمد المصري: التقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات دي ميستورا أمس الإثنين في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وسلمه رد الوفد على وثيقة المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا. وقال نصر الحريري، رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف في مؤتمر صحافي عقب اللقاء «لم نجد شريكاً حقيقياً باحثاً بجدية عن السلام من النظام السوري المستمر في مجازره، ولم نجد إدانة من أغلب أعضاء المجتمع الدولي للأسف».

وأضاف «أنهينا لقاء إيجابياً ثانياً، ونحن مصممون على المضي قدماً من أجل الحل السياسي».

وطالب كل الدول «التي تتبنى القيم الإنسانية الرفيعة» بأن تتخذ إجراءات للضغط للبدء بالعملية السياسية الحقيقية.

وكشف الحريري خلال المؤتمر أن الوفد المفاوض سيلتقي بوفد من الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء. وقال «سيكون لنا لقاء مع الجانب الروسي غداً (اليوم) غالباً، نتمنى أن تكون روسيا مع الشعب السوري، بعد كل ما حدث في سوريا وأن تتخذ موقفاً إيجابياً».

وأضاف «نتمنى ألا تكون روسيا رهينة ميليشيات إيرانية تعمل على تقويض أي فرصة للسلام الحقيقي في سوريا».

واتهم الحريري النظام السوري بالدفاع عن تنظيم «الدولة» في مدينة الباب. وقال «قدمنا للمبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي_ميستورا شهادات تثبت تنسيق النظام مع التنظيم المتطرف».

ولم يكشف الحريري عن مضمون رد المعارضة، إلا أن مصادر أممية قالت لـ»القدس العربي» إن الوفد سلم دي ميستورا ورقتين واحدة تخص القضايا الإجرائية للمفاوضات وتتضمن تأكيد وفد الهيئة على جديته في المفاوضات، وتصميمه على بحث الانتقال السياسي أولا، وقدم الوفد ورقة أخرى للمبعوث الدولي تتعلق بالأوضاع الإنسانية في سوريا وخروق وقف إطلاق النار.

إلى ذلك تبحث الوثيقة التي وزعها المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا على المتفاوضين السوريين في جنيف والتي تتضمن رؤية الأممِ المتحدة للحل السياسي في سوريا، الإطارَ العام لمقاربة الحلول وإرشاداتٍ للتصرفات خلال الجلسات. وتتألف الورقة والتي حصلت «القدس العربي» على نسخة منها من أربعِ صفحات ترمي إلى تسهيل المحادثات في الجولات المقبلة، وتطرح ثلاثَ مجموعات للنقاش ترتكز على مضمون القرار الدولي 2254.

السلة الأولى للنقاش تتمحور حول مناقشة ترتيبات حكم ذي مصداقية وليس طائفيا، والثانيةُ حول وضعِ جدول زمني لصياغة الدستور، والثالثة تتحدث عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة. واكدتْ الوثيقة أيضاً أنه لن يتمَ الاتفاق على شيء قبل الاتفاق على كل شيء.

ونظمت الوثيقة طريقة التفاوض وتعامل الوفود مع بعظهم البعض ومع المبعوث الدولي كطلب الإذن بالحديث وعدم التعرّض للبعض خلال الجلسات، وعدم تسجيل محضر الجلسة وعدم إدخال الأجهزة الخليوية إلى داخل قاعات المحادثات

وطالب دي ميستورا باحترام توجيهاته فيما يتعلق بسريّة الاجتماعات والوثائق والحوارات والاتصالات. كما أكد على احترام الأطراف الأخرى المشاركة، وقال «لا يحقّ لأي طرف الطعن في شرعية الآخرين. فالكل موجود هنا بموجب دعوات وجهتها الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254».

كما طالب بضمان عدم تسجيل محتوى الاجتماعات أو الحوارات من دون إذن مسبق، وقال في الوثيقة «لن يسمح باصطحاب أجهزة الهاتف المحمول داخل قاعة المفاوضات الأساسية ابتداء من الجلسة المقبلة».

وأكد دي ميستورا على الأطراف المتفاوضة باستخدام لغة وسلوك مقبول والامتناع عن توجيه الإهانات والتقليل من شأن الآخرين، والاعتداء اللفظي أو الشخصي على الآخرين سواء داخل الاجتماعات أو خارجها.

كما شدد على أن طلب الحديث يجب أن يتم عبره واحترام القواعد الإجرائية التي يضعها سواء للجلسات الموسّعة أو الاجتماعات الثنائية.

ولوحظ في جنيف أن الإجراءات الأمنية مشددة على الوفود المفاوضة حيث أن أعضاء الوفود ترافقهم شرطة رسمية وسرية مسلحة أينما ذهبوا. وشاهدت «القدس العربي» أن عنصرا أمنيا واحدا أو أكثر يرافقون رئيس الوفد المعارض حتى أثناء لقاءاته الصحافية، كما شاهدت «القدس العربي» رجلي أمن يرافقان عضوي منصة القاهرة جهاد المقدسي وجمال سليمان حين يذهبان في جولة راجلة في مدينة جنيف.

 

تعزيزات عسكرية تركية للحدود مع سوريا وتنظيم «الدولة» ينسحب من 23 قرية لمصلحة النظام

إسطنبول ـ «القدس العربي»ـ إسماعيل جمال: أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم لقاءات «غامضة» مع وزير الدفاع فكري أشيق ورئيس أركان الجيش خلوصي أكار بالتزامن مع تواصل إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع سوريا واشتباك قوات درع الفرات مع جيش النظام السوري قرب الباب.

وفي ساعات صباح الإثنين، التقى يلدريم بقائد الجيش التركي خلوصي أكار في اسطنبول في لقاء لم يعلن أو يرتب له سابقاً، ولم يتبعه أي تصريحات صحافية، وبعدها بساعات استدعى أردوغان أكار ووزير الدفاع فكري اشيق إلى مقر إقامته في اسطنبول دون الكشف عن أي تفاصيل حول اللقاء.

وأمس الإثنين واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا تشمل جنودا ودبابات ومدرعات عسكرية بعد يوم واحد من اشتباك هو الأوسع جرى بين قوات الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في إطار عملية درع الفرات وقوات النظام السوري في بلدة تادف قرب مدينة الباب.

ووصل، الاثنين، ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، قطار يحمل تعزيزات عسكرية مرسلة من ولايات تركية مختلفة إلى الحدود مع سوريا شملت 22 عربة نقل جنود مصفحة، والأحد وصلت مدرعات ودبابات، بعد أن وصلت السبت والجمعة تعزيزات أخرى متنوعة إلى الحدود.

وقتل الأحد 22 من قوات النظام السوري، في اشتباكات اندلعت بين قوات النظام وعناصر الجيش السوري الحر في بلدة «تادف» الواقعة جنوب مدينة «الباب» شمالي سوريا.

وأحرزت قوات النظام الإثنين تقدماً سريعاً في شمال سوريا ووسطها على حساب تنظيم «الدولة الإسلامية»، تزامناً مع شنها غارات على مدينة اريحا (شمال غرب) تسببت بمقتل 13 مدنيا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية أن قوات النظام «أحرزت تقدماً في المنطقة الواقعة جنوب وجنوب شرق مدينة الباب، بعد انسحاب تنظيم «الدولة» من 23 قرية على الأقل» متحدثا عن «انهيار سريع في صفوف الجهاديين».

ويأتي تقدم قوات النظام بعد سيطرة القوات التركية وفصائل معارضة قريبة منها الخميس على مدينة الباب التي كانت تعد آخر أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب.

ومع تقدمها الاثنين، تمكنت قوات النظام، وفق المرصد، من الوصول الى خط تماس مع مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، وهو تحالف فصائل تقوده «وحدات الحماية الكردية»، موجودة في المنطقة الواقعة جنوب مدينة منبج الخاضعة لسيطرتها.

ويهدف هجوم قوات النظام المستمر منذ أسبوعين في ريف حلب الشرقي وفق عبد الرحمن إلى «قطع الطريق أمام تقدم فصائل درع الفرات والقوات التركية الداعمة لها» انطلاقاً من الباب بالإضافة إلى طرد الجهاديين من بلدة الخفسة.

 

السوريون في تركيا لا يلقون بالاً لمباحثات جنيف ويهتمون بأخبار التجنيس وطرق الهجرة

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لا يولي أكثر من ثلاثة ملايين من اللاجئين السوريين في تركيا اهتماماً يذكر بالمباحثات المتواصلة منذ قرابة الأسبوع في مدينة جنيف السويسرية والتي تسعى إلى إنهاء الأزمة المتواصلة في بلادهم منذ 6 سنوات وتشكيل هيئة حكم انتقالية ضمن حل سياسي شامل.

في المقابل يبدي جزء من هؤلاء اللاجئين الذين سئموا الوعود السياسية اهتماماً بالغاً في مساعيهم للهجرة من تركيا إلى أوروبا عبر البحر أو البر في مسعى للحصول على حياة أفضل، بينما يركز آخرون على متابعة الأنباء المتزايدة في الآونة الأخيرة عن البدء الفعلي في إجراءات تجنيس اللاجئين السوريين في تركيا ويعملون كل ما في وسعهم من أجل الحصول على هذه الجنسية.

فإطالة أمد الحرب في سوريا والدمار الهائل الذي حل في المنازل والشوارع والمرافق أدى إلى تراجع أمل اللاجئين في إمكانية حصول أي حل سياسي يسمح لهم بالعودة وبناء حياتهم من جديد، فمعظمهم دُمرت منازلهم وأخرى سكنتها الميليشيات الشيعية ولم يتبق لهم أي أمل بالعودة لحياة ممكنة خلال السنوات القليلة المقبلة. ومن هذا المنطلق يصب اللاجئون السوريون في تركيا جل اهتمامهم وتركيزهم على إمكانية تحسين ظروف حياتهم داخل الأراضي التركية بالحصول على الجنسية وبعض المميزات الحكومية، أو محاولة الهجرة إلى أوروبا براً أو بحراً للالتحاق بعائلتهم أو أصدقائهم الذين استقروا هناك.

ولليوم السادس على التوالي تتواصل مباحثات بين ممثلين عن المعارضة السورية بكافة أطيافها والنظام برعاية أممية في مدينة جنيف السويسرية، وهي الجولة الرابعة بعد 3 جولات فاشلة في جنيف، وعشرات المحاولات التي جرت على مدى السنوات الماضية وفشلت في تحقيق وقف إطلاق حقيقي للنار ونزيف الدم المتواصل أو التوصل لحل سياسي شامل للأزمة، الأمر الذي أفقد اللاجئين أي أمل في إمكانية حصول تغيير في هذه الجولات الجديدة التي لا يتوقع المشرفون عليها «أي اختراق للأزمة».

ويقول لاجئون سوريون التقتهم «القدس العربي» في اسطنبول إنهم فقدوا الأمل بإمكانية التوصل إلى نتائج حقيقية تؤدي إلى وقف الحرب في بلادهم، معتبرين أن مباحثات جنيف ما هي إلا «حلقـة جـديدة في سلسلة إضاعة الوقت التي لم ولن تـؤدي إلـى تحقـيق أي نتاـئج فعلـية علـى الأرض».

وبينما تُجمع شريحة واسعة من هؤلاء اللاجئين على أن النظام السوري وداعميه الروس والإيرانيين وحزب الله لا يريدون التوصل لأي حل سياسي ويسعون لحل الأزمة عسكرياً على الأرض، صب آخرون جام غضبهم على المعارضة السورية بسبب ما قالوا إنه «فشل عسكري وسياسي تسببت فيه الفرقة والمصالح وعدم التوحد والارتهان للأجندات الخارجية».

ويرى هؤلاء اللاجئون إنه حتى ولو انتهت الحرب في بلادهم فوراً فإنها ستحتاج لسنوات طويلة من أجل الاستقرار وإعادة التأهيل لتصبح قابلة للحياة، ولذلك يسعون بقوة إلى تحسين شروط حياتهم في الخارج وعدم انتظار الآمال المتعلقة بالحلول السياسية. وبالتزامن مع انطلاق مباحثات جنيف قبل أيام، أعلنت تركيا بدء الإجراءات الرسمية لتجنيس اللاجئين السوريين، وهو ما أكده والي اسطنبول واصب شاهين ونائب رئيس الوزراء ويسني كايناك، وهي تصريحات تابعها اللاجئون السوريون بدقة وانشغلوا في جمع المعلومات عن الخطوات المقبلة وطرق التقديم للحصول على الجنـسية.

والي اسطنبول أكد أن الإجراءات في هذا الإطار بدأت بالفعل وأن ملفات 2000 لاجئ سوري تم تجهيزها بشكل نهائي وإرسالها إلى العاصمة أنقرة لمتابعة الإجراءات النهائية حولها، وسبق ذلك تـأكيد «كايـناك» أن هناك قرابة 20 ألف عائلة سورية بواقع 80 ألف شخص مناسبة لشروط المواطنة التي تم تخصيصها من قبل حكومة بلاده.

والاثنين، ضبطت فرق خفر السواحل التركية، خلال الساعات الماضية، 41 مهاجراً سورياً أثناء محاولتهم الوصول من ولاية أنطاليا التركية إلى اليونان، بطرق غير قانونية، كما جرى توقيف عشرات آخرين أغلبهم سوريون خلال محاولتهم الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية من خلال البحري.

ويعيش في تركيا قرابة 3 ملايين سوري، 250 ألفاً منهم في المخيمات الحدودية ويتلقون مساعدات كاملة من الحكومة التركية. أما الباقون فيتوزعون بين المحافظات المختلفة ويتلقون مساعدات محدودة في مجالي التعليم والصحة بالإضافة إلى تسهيلات الإقـامة الإنسـانية والعـمل.

 

طبيب سوري أسعف مئات المصابين ولم يستطع إنقاذ ابنته فاطمة آخر حالة تصله للمستشفى

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: على الرغم من أنه نجح في إنقاذ آلاف الجرحى والمصابين خلال سنوات المأساة السورية، وقام بإجراء المئات من العمليات الجراحية الناجحة في عدد من مشافي ريف حلب، إلا أنه هذه المرة فشل في إنقاذ المصابة الأخيرة، والتي كانت طفلة لم تتجاوز السنة العاشرة من العمر، فقد شاء القدر أن يفقد الطبيب مريضته هذه المرة.

الطبيب والشاعر محمد الحمادة الذي عمل في عدد من المشافي الميدانية في ريف حلب، وكان له دور بارز في معالجة مصابي القصف الذي تعرضت له بلدات الريف الحلبي على مدى ست سنوات، تلقى اتصالاً للالتحاق بأحد المشافي في ريف منبج، بعد قصف جوي نفذته طائرات النظام السوري، ليتفاجأ بأن الطفلة المصابة ابنته «فاطمة».

تقيم أسرة الطبيب الحمادة في بلدة أم كهف جنوب منبج، والتي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقد غادر الطبيب البلدة منذ شهور طويلة، ويبدو أن الأسرة قررت الخروج من البلدة والتوجه إلى المناطق الواقعة خارج سيطرة التنظيم عبر طرق التهريب التي يتبعها الأهالي الراغبون بالمغادرة، وحسب ما نقل أبناء المنطقة، فقد قامت طائرات النظام بتنفيذ قصف جوي بالقرب من بلدة «مقطع حجر» فيما تصادف مرور الأسرة بالقرب من موقع القصف، ما أدى لإصابة الطفلة، ومن ثم استشهادها، بعد فشل محاولات الإنقاذ.

استشهاد الطفلة فاطمة، أثار موجة من التعاطف مع الطبيب محمد الحمادة في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ غدت صورة الطفلة الشهيدة من أكثر الصور تداولاً في موقع «فيسبوك»، كما كتبت نصوص أدبية وشعرية في رثاء الطفلة وتعزية والدها، فأن يفقد والد طفلته في ظروف الحرب التي تعيشها البلاد أمر غدا متكرراً وشائعاً، لكن فقدان طبيب لابنته التي لم يرها منذ تسعة شهور، ليصدم باللقاء بها مصابة ومن ثم شهيدة بعد الفشل في إنقاذها فهو مشهد تراجيدي لا يحتمل هوله، كما وصف.

وقد وصف صلاح ابراهيم الحسن من مدينة منبج ما حدث: «يتصل بك المستشفى لإنقاذ طفلة مصابة، فتهرع كعادتك ملـبياً نداء الواجب والضمير، فتكتشف أن المصابة ابنتك، بقـصف البرابرة، ابنتك التي لم ترها منذ تسعة أشـهر، محـمد الحـمادة كان الله في عونك، تقبلها الله، إني جبان أمام هـول الموقـف».

وكتبت زميلته الطبيبة المخبرية سامية العبد الله عن الطبيب الحمادة: «إنسان بمعنى الكلمة أخ بمعنى الكلمة ولصعوبة الموقف كانت مهنته باختيار منه وتيسير الله لأمره، طبيب وليس كأي طبيب وكما يقول هو صاحب مهنة حرة، الحياة حاولت أن تكسره لكنه لم ينكسر، وفي كل مرة كان أقوى من ذي قبل، لكن الوجع يزيد، إذ فقد أحباء كثر وعاش الفقد ولازال يعيشيه وهذه المرة في طفلته فلذة كبده بسمة حياته وأحلامه التي كان سيحققها بها كانت هي، هو فجع برؤيتها وهي بين يديه يسعفها، لم أكن معه لم أرها ولم أره ولكن التفكير بالأمر يرهق القلب ويدمي العين ولكنه كما عرفناه صبور صبور صبور، سبقتك إلى الجنة فلا تحزن فهي من شدة حبها لك ذهبت روحها للسماء تنتظرك لتمسك بيديك وتدخلك الجنـان».

لم يغادر الطبيب محمد الحمادة ريف حلب إلى أي مكان آخر، رغم أنه كان في إمكانه النجاة بعائلته كما فعل آلاف الأطباء الذين توجهوا إلى الدول المجاورة، ورغم أنه تعرض للكثير من المصاعب والمواقف التي أعاقت عمله الطبي، إلا أنه استمر في معالجة المصابين، وتعرض الطبيب لاعتداءات عدة من قبل فصائل مسلحة، إذ كان الاعتداء الأخير من قبل مجموعة من عسكر الشعيطات الذين قدموا من دير الزور إلى مناطق ريف حلب بعد أن سيطر تنظيم «الدولة» على مناطقهم، ونظمت الكوادر الطبية في ريف حلب الشمالي حينها وقفة للتنديد بالاعتداء عليه واختطافه من قبل المجموعة المسلحة.

 

جنيف: المعارضة تلتقي مسؤولين روسيين وتردّ على دي ميستورا

جنيف ــ العربي الجديد

تنتظر المعارضة السورية، اليوم الثلاثاء، وصول رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الروسية، سيرجي فيرشيمين، إلى مقر إقامتها في فندق “كراون بلازا” في جنيف السويسرية.

ويعتبر هذا اللقاء الأول بين الإدارة الروسية والهيئة العليا للمفاوضات، وذلك تحضيراً للقاء آخر بين بعثة المعارضة ونائب وزير الخارجية الروسية، غينادي غاتيلوف، غدا، والذي يعتقد أنه سيتم في مقر البعثة الروسية في الأمم المتحدة.

وتتخوف المعارضة السورية من أن تستخدم موسكو حق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار الذي سيتم التصويت عليه اليوم داخل مجلس الأمن ضد النظام السوري، وهو ما سيوتر الأجواء على لقاء غد، ويظهر أن الجانب الروسي ما زال داعماً للنظام.

وقال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري وعضو الهيئة العليا، عبد الحكيم بشار، في تصريح سابق لـ”العربي الجديد”، “ليس هناك جدول أعمال للقاء”، مضيفا “سنطلب منهم الضغط على النظام من أجل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والالتزام بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدن والبلدات المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى أن يكون النظام جاداً في العملية التفاوضية وفق الأجندات التي حددتها القرارات الدولية”.

وفي سياق متصل، بيّن مصدر من داخل المعارضة السورية أن دي ميستورا طلب من وفد الهيئة، خلال الاجتماع يوم أمس، أن يتم تشكيل فرق فنية من قبل المعارضة لتبحث مع الفريق الفني في الأمم المتحدة مسائل السلات الثلاث، لافتاً إلى أن الوسيط الدولي ينتظر جواباً من المعارضة السورية اليوم على تلك المقترحات.

وتصر المعارضة السورية على ربط تناول السلات الثلاث مع تحقيق تقدم في عملية الانتقال السياسي. وقال المستشار لوفد المعارضة في جنيف، يحيى العريضي، إن طلب دي ميستورا تشكيل وفود تقنية سوف يعطل عمل الوفد المفاوض، وهو مختلف عن أجندة جنيف. مضيفاً، في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، أن المعارضة السورية تريد تحقيق تقدم في عملية الانتقال السياسي التي جاء على ذكرها القراران 2118 و2254، ومن ثم بحث الدستور والانتخابات والحكم.

وكان هناك تصريح لافت من رئيس منصة القاهرة، جهاد مقدسي، حيث قال نحن نريد تحقيق عملية “الانتقال السياسي”، معتبراً أن تحقيق ذلك الشيء كفيل بمحاربة الإرهاب، وهو التصريح الذي تلقفته الهيئة العليا بإيجابية، خاصة بعد اللقاءات الثنائية التي جمعت الطرفين قبل عدة أيام.

من جهة أخرى، أوضح مصدر موثوق لـ”العربي الجديد” أن رئيس منصة موسكو ألغى اجتماعا مقررا مع أعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات، مرجحاً أن يكون ذلك بسبب تصريحاته الأخيرة التي تشارك رئيس وفد النظام الرأي بوجوب التركيز على بحث مسألة مكافحة الإرهاب.

 

أردوغان: منبج الخطوة التالية لعملية “درع الفرات

أنقرة ــ العربي الجديد

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن قوات “درع الفرات”، المدعومة من تركيا، ستتحرك صوب بلدة منبج في شمال سورية، معرباً عن استعداده للتعاون لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) من الرقة.

وأوضح الرئيس التركي، في مؤتمر صحافي في أنقرة قبل بدء زيارة رسمية لباكستان، أن قوات المعارضة ستتوجه إلى منبج بعد إكمال عمليتها في الباب “مثلما كان مخططا في الأساس”.

 

وجدد أردوغان التأكيد على رفض التعاون مع “وحدات حماية الشعب” الكردية، وقال إنه “يتعين تحريك وحدات حماية الشعب إلى شرق نهر الفرات”.

كما أعرب عن استعداده للتعاون لطرد التنظيم من الرقة، وقال إنه “إذا صدق حلفاؤنا في مكافحة داعش فنحن مستعدون للتعاون معهم في طرد التنظيم من الرقة ثم تسليمها لسكانها، لأن تركيا لا تريد البقاء هناك”.

وكانت القوات التركية أرسلت، قبل ثلاثة أيام، تعزيزاتٍ عسكرية وآليات ثقيلة بينها كاسحتا ألغام، إلى مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، ما أشار إلى التوجّه نحو عملٍ عسكري جديد.

وأعلنت فصائل “الجيش السوري الحر”، المشاركة في عملية “درع الفرات”، الأسبوع الماضي، سيطرتها على مدينة الباب الاستراتيجية بشكل كامل، بعد معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

نساء إدلب مهدّدات بالاعتقال عند مخالفة “اللباس الشرعي

ريان محمد

أفادت مصادر أهلية من مدينة إدلب، يوم الاثنين، لـ”العربي الجديد”، بأن “هيئة الفتح للدعوة والأوقاف”، مكتب “الحسبة”، أعلنت في أسواق المدينة عبر مكبرات الصوت ضرورة التزام النساء بما سمّته “اللباس الشرعي”، محذرة “أولياء أمور النساء” من أن ارتكاب المخالفة يستدعي المساءلة القانونية.

وبحسب المصادر ذاتها، “يشترط باللباس الشرعي أن يكون فضفاضا وأن لا يكون ملونا، أن لا يكون مزخرفا، أن لا تكون العباءة أو (المانطو) قصيرا يكشف الساقين، كما اشترط على النساء عدم رفع العباءة، وعدم التعطر ووضع الكحل على العين والتنمص (رسم الحاجبين)، وعدم إظهار العينين من النقاب متزينتين بزينة الكحل وغيره”.

وبينت المصادر أنه “من المتوقع أن تستمر التحذيرات والتنبيهات عدة أيام، وستشمل الأسواق والمدارس والكليات، ثم سيحال بعدها من لم يلتزم للمساءلة القضائية”، لافتة إلى أن تنظيم “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) يقف خلف الهيئة وهذا القرار.

من جهتها، قالت الناشطة الإعلامية ميرنا الحسن، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “هذا القرار ليس جديدا، فقد كانت الهيئة التابعة لجيش الفتح أصدرت تعميما مماثلا، ولكن في الأشهر الأخيرة مع ازدياد الضغوط وانخفاض عدد الدوريات وانتقال العديد من المقرات خارج المدينة، أصبحت تجد بعض الفتيات يضعن بعض المكياج على وجوههن أو يرتدين ألوانا زاهية، وبعضهن قد يرتدي (جاكيت) يصل طوله إلى الركبة”.

وأضافت: “الحسبة تشدد على النساء، فاليوم يفرض المانطو الطويل وينصحون بلبس الخمار ولا يفرضونه”، ومع ذلك يعرضون النساء اللواتي لا يرتدينه لمضايقات. وبينت الحسن أن “المجتمع في غالبيته ليس مع فرض لباس محدد على النساء بهذا الأسلوب من تهديد وإنذار”.

وعقبت: “في إدلب تمنع المرأة من دخول أي مؤسسة إذا لم تكن ترتدي (لباسا شرعيا)، حتى أن مديرية التربية تضع على بابها عباءات لترتديها النساء في حال الدخول إليها، وهذا ينطبق على المدارس والمعاهد الخاصة”، مبينة أن “هناك مساعي لفصل المدرسين عن المدرسات في المدارس الابتدائية، بعد أن تم الفصل بينهم في المدارس الثانوية، فالمدرسات في مدارس البنات والمدرسين لمدارس الذكور”.

وأضافت أن “التدقيق يطاول محال المكياج والألبسة النسائية، حيث يجب أن تكون البائعة أنثى ولا يجوز أن يتواجد صاحب المحل إلا إذا كانت من محارمه، في حين يمنع عرض المجسمات البشرية الخاصة بعرض ملابس النساء (ملكان) على واجهات المحال، ويشترط أن يغطى رأسها بكيس نايلون أو أن تكون مقصوصة الرأس”.

وذكرت أن “دوريات الحسبة قد توقف أي امرأة في الشارع بسبب عدم التزامها باللباس الشرعي، وكانت سابقا هناك شرطة نسائية ترتدي الخمار أو ما يسمى الدرع مهمتها اعتقال النساء المخالفات، وسوقهم إلى مقر الحسبة، ليأتي ولي أمرها ويتعهد بعدم تكرار المخالفة”.

وأفادت الحسن بأن “هناك صدامات دائمة بسبب موضوع لباس النساء، إذ لا يزال جزء كبير من المجتمع غير مقتنع بفرض لبس (المانطو) الطويل جدا والخمار والعباية على النساء، ما يجعلهم في كثير من الأحيان يتراجعون عن تشددهم ولو لفترة من الزمن”.

يشار إلى أن مواصفات اللباس الشرعي الذي يحاول التنظيم فرضه على النساء في إدلب، تشابه “الدرع الداعشي”، وهو اللباس الذي يفرضه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على النساء في مناطق سيطرته.

 

رائد الصالح: “الخوذ البيضاء” يدحضُ روايات النظام السوري

عمار الحلبي

قال مدير منظمة الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، إنّ فوز فيلم “الخوذ البيضاء” بجائزة “أوسكار”، يدحضُ روايات النظام السوري التي تتّهم الدفاع المدني بأنها منظمة وهميّة. وكان فيلم “الخوذ البيضاء”، الذي يتناول قضيَّة المسعفين في سورية، قد فاز بجائزة الأوسكار عن فئة “أفضل فيلم وثائقي قصير”، وذلك في الدورة 89 من الجائزة التي تتواصل فعالياتها في هوليوود، عاصمة السينما العالمية.

 

وقال الصالح لـ “العربي الجديد”، إن “هذه الجائزة تعطِي دفعاً معنوياً للمتطوّعين. وتؤكّد عدم صحّة روايات النظام السوري وحلفائه بأننا غير موجودين على الأرض”، مشيراً إلى أن الرسالة الأساسية للدفاع المدني هي إيقاف القتل، وإيقاف نزيف الدم السوري.

وأضاف، أنّ الجائزة تمثِّل اعترافاً رمزياً للتضحيات التي يقوم بها أبطال الخوذ البيضاء التي تعطي المتطوّعين مزيداً من الدفع ليكملوا أعمالهم، مُكرِّراً رسالته التي أرسلها مع المخرج، لتتم قراءتها خلال الحفل: “نحن ننطلق بأعمالنا من الآية الكريمة “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”، مشيراً إلى أن إنقاذ الروح البشرية هو العمل الأسمى، وهو الذي يدفع المتطوّعين إلى التضحية والاستمرار، وتعريض حياتهم للخطر بشكل فعلي وحقيقي ومباشر، من أجل إنقاذ الآخرين.

وكان من المفترض أن يسافر مدير “الخوذ البيضاء”، رائد الصالح، مع عنصر من الدفاع المدني، وأحد مصوري الفيلم، وهو خالد الخطيب، للولايات المتحدة الأميركيّة. غير أن الصالح رفض التوجه إلى هناك بسبب انشغاله في تنسيق أعمال الإنقاذ جراء تصاعد وتيرة القصف. في حين لم يتمكّن المصوّر خالد الخطيب من الحضور، لقوله إنّ النظام السوري قام بإلغاء جواز سفره.

وبيَّن الصالح، أن النظام يتعامل مع السوريين بطرقٍ إجرامية من دون أي ضوابط، ويقوم بقتل الشعب السوري منذ حوالي 6 سنوات حتّى الآن، قائلاً: “في كل محفل دولي، طالبنا بوقف القتل ومحاسبة المجرمين. لكننا ناشطون مدنيون، ولا نتمتّع بالقوة لفرض الآراء السياسية”. وتابع “نحن كسوريين وقعنا تحت تجاذبات دولية، وتمَّ تقاسم المصالح على حساب دمائنا”. داعياً الجميع إلى وقفة حقيقيّة وصادقة مع الشعب السوري، للضغط على الحكومات، لمحاسبة المجرمين وإرساء السلام.

ومن جهته، قال المصوِّر والمسعف في الدفاع المدني، خالد الخطيب، لـ”العربي الجديد”، إن “الفوز بالأوسكار يمثِّلُ اعترافاً بمصداقية عمل منظمة الدفاع المدني”، لافتاً إلى أنَّ الفيلم يتحدَّث عن معاناة عناصر الدفاع المدني وحياتهم اليومية تحت القصف. وأضاف أن الكثير من الناس حول العالم سوف يشاهدون الفيلم، وتصلهم رسالة السلام التي يقوم بها المتطوّعون، كونه ينقل حياتهم ومعاناتهم إلى العالم.

وعن كواليس تصوير الفيلم، يُوضِّح الخطيب، أنَّ أهمّ الصعوبات التي واجهتهم هي التصوير ضمن أجواء الحرب الحقيقية، وعدم القدرة على استخدام معدّات احترافية، إضافةً إلى الصعوبة في التعامل مع حالات الإصابات بعد القصف، إذ كانوا يجمعون ما بين إسعاف المصابين من جهة، ونقل معاناتهم من جهةٍ أخرى، ما بين التوثيق والمساعدة.

وختم حديثه بالقول: “نحن عملنا كل ما بوسعنا، ونتمنّى من أي شخص حول العالم، سواء كان من صُنّاع القرار أو من المدنيين، أن يضغطوا بكل الوسائل لإيقاف المجازر التي يتعرّض لها السوريون”.

ويُعتبر حفل توزيع جوائز الأوسكار أو الجائزة الأكاديمية للجدارة، من أهم الأحداث في عالم السينما، ويحصد ملايين المشاهدات كل عام.

 

مجلس الأمن يصوت اليوم لفرض عقوبات على النظام السوري

يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، على مشروع قرار قدمته قوى غربية يحظر تزويد النظام السوري بطائرات هليكوبتر، ويدرج قادة عسكريين سوريين على القائمة السوداء، فيما يتعلق باتهامات بتنفيذ هجمات بالغاز السام.

ويأتي التصويت اليوم، رغم تعهد روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) على مشروع القرار، وبالتزامن مع مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة.

وتتطلب الموافقة على أي قرار تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين، لحق النقض.

 

ودأبت روسيا على حماية النظام السوري في أي قرار إدانة أو معاقبة، حيث استخدمت موسكو حق النقض الفيتو، لمنع صدور ستة قرارات منذ بداية الثورة السورية.

وانضمت الصين إلى موسكو في الاعتراض على خمسة قرارات، فيما لم يتضح حتى الآن موقف بكين من تصويت اليوم.

وكانت بريطانيا وفرنسا وزعتا مسودة القرار على المجلس الذي يضم 15 عضواً في أواخر ديسمبر/ كانون الأول، رداً على نتائج تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وخلص التحقيق الدولي إلى أن قوات النظام السوري مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور، وأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استخدم غاز الخردل.

وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت أمس الإثنين إنه ينبغي لمجلس الأمن توجيه “رسالة قوية وواضحة بأن المجتمع الدولي جاد بشأن منع استخدام هذه الأسلحة البغيضة”.

وكان نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف قال للصحافيين يوم الجمعة إن موسكو ستستخدم حق الفيتو ضد مشروع القرار.

 

ضحايا بقصف للنظام السوري… وبوادر لانسحاب “داعش” من تدمر

جلال بكور

قُتل وجُرح مدنيون بقصف صاروخي وجوي من قوات النظام السوري على ريفي حلب ودمشق، ليلة الاثنين الثلاثاء، في حين تحدثت مصادر محلية عن انسحاب وشيك لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من مدينة تدمر شرق حمص.

وأكدت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين جراء قصف بصواريخ فراغية من قوات النظام السوري استهدف منازل في قريتي الهزاني والخزاعلة، الواقعتين تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الجنوبي.

كما أسفر القصف المدفعي والجوي من قوات النظام السوري عن مقتل ستة مدنيين في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني في ريف دمشق. وتزامن القصف مع اشتباكات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري، في محاولة من الأخيرة لإحراز تقدم على حساب المعارضة.

من جهة أخرى، سيطرت قوات “الجيش السوري الحر”، بدعم تركي، على ثلاث قرى شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وذلك بعد معارك عنيفة مع تنظيم “داعش”.

وكان “الجيش السوري الحر” قد سيطر، في وقت سابق أمس، على أربع قرى في المنطقة ذاتها، بعد معارك عنيفة أوقعت خسائر في صفوف التنظيم، وتمكن الجيش الحر من تدمير عربة مفخخة لتنظيم “داعش” قبل وصولها إلى هدفها.

وفي ريف حمص الشرقي، تحدثت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” عن تواصل المعارك بين “داعش” وقوات النظام في محيط مدينة تدمر من الجهة الغربية، وسط غارات جوية من الطيران الروسي وقصف مدفعي كثيف على المدينة.

وفي السياق نفسه، تحدثت المصادر عن قيام “داعش” بنقل عائلات مقاتليه من مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي إلى محافظة الرقة، وذلك تزامنا مع اقتراب الاشتباكات بين عناصر التنظيم وقوات النظام السوري في المدينة، ما يشير إلى نيّة التنظيم في الانسحاب من المدينة.

وسيطرت قوات النظام، أمس الاثنين، على مناطق الدوّة، والطراف، والمقسم، وقصر الحير الغربي، وباتت على مشارف منطقة المثلث وأبو الفوارس في مدخل المدينة الغربي.

يشار إلى أن تنظيم “داعش” سيطر على مدينة تدمر، نهاية العام الماضي، بعد هجوم مباغت وانسحاب من قوات النظام. كما سيطر على مناطق واسعة في محيط تدمر، إضافة إلى حقول النفظ والغاز في ريف حمص الشرقي.

 

الجولاني يتبنى عملية حمص..صفعة إيرانية لروسيا

تبنى القائد العسكري العام لـ”هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني (أمير “جبهة فتح الشام” سابقاً)، في مقطع مصوّر نُشر الإثنين، التفجيرات التي ضربت فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في مدينة حمص. وحصلت “المدن” على معلومات، تؤكد اختراق “هيئة تحرير الشام” لأجهزة النظام الأمنية، وسط تصاعد النزاع بين موالي روسيا ومشايعي إيران ضمن قيادات النظام الأمنية والعسكرية.

 

الجولاني أكد أن العملية هي “حلقة في سلسلة عمليات تأتي تباعاً ثأراً لأهلنا الذين تعرضوا لألوان العذاب والتنكيل في هذين الفرعين، ومواساة لكل عفيفة طاهرة ولكل مهجر مشرد”.

 

وشرح الجولاني العملية بالقول: “بعد الرصد والتجهيز واختيار الزمان والمكان، قررت وحدات العمل خلف خطوط العدو الإغارة على فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في حمص، فأرسلت لهذا الهدف خمسة من الأبطال الشجعان من هيئة تحرير الشام، وبعد طول تدريب وممارسة تمكن هؤلاء الأبطال من اختراق خطوط العدو شديدة التحصين داخل الأفرع وخارجها”. وأضاف: “بدأ الاشتباك وأوقعوا ما يقارب 50 قتيلاً على رأسهم رئيس فرع الأمن العسكري حسن دعبول، وكذلك رئيس فرع أمن الدولة”.

 

وقال الجولاني إن العملية “درس للسياسيين المنهزمين في جنيف ومن قبلها الأستانة. درس يمسح شيئاً من العار الذي ألحقه هؤلاء المغامرون بأهل الشام”، داعياً إياهم أن “يتركوا الحرب لأهلها ويتنحوا جانباً”. وأضاف: “أما أثبت الزمن لهم انهم يتبعون سرابا، أما ثبت لهم أن الدول تلعب بهم ويصفق لذلك النظام ودي ميستورا. كيف يسعون لحل يتوج النظام ويجعل الروس الذين ولغوا بدماء أهل الشام، يجعلهم دعاة سلام ورعاة له. ألم يتبين لهم أن النظام المجرم لا تنفع معه إلا لغة القوة والدماء والبذل والعطاء في سبيل الله. فإن سنة الحرب في كل الأزمان والأعراف تقول إن المنتصر يفرض شروطه ويدفع المهزوم الثمن، وأما سياسيو هذا الزمان فيدفعون ثمن شيء لا يملكوه، ويهبون النظام نصراً دون أن ينتصر”.

 

الجولاني أكد أن الهجوم “يثبت لكل متابع هشاشة هذا النظام، وأنه لا يقوى على حماية ضباطه ورؤساء أفرعه”، وأضاف: “من وصل إلى هذه الأهداف سيصل إلى أبعد منها”.

 

وكانت عملية أمنية معقدة، خططت لها ونفذتها “هيئة تحرير الشام”، قد ضربت السبت، فرع الأمن العسكري في حي المحطة، وفرع أمن الدولة في حي الغوطة، داخل مدينة حمص. وكلا الفرعين عبارة عن مجموعة من الأبنية الطابقية الكبيرة المحاطة بمساكن المدنيين والمفصولة عنها في الوقت نفسه بمجموعة من الحواجز التي تكتظ بالعناصر وبالأسلحة الخفيفة والثقيلة والتجهيزات الفنية، ومنها كاميرات الرصد والمراقبة الحديثة العادية والحرارية وأجهزة الكشف عن المتفجرات. وتسببت العملية في مقتل 27 عنصراً و17 ضابط أمن من كلا الفرعين، منهم رئيس فرع أمن الدولة العميد إبراهيم درويش، ورئيس فرع الأمن العسكري العميد حسن دعبول.

 

مصادر من حمص أكدت لـ”المدن” أنه قبل العملية بأسبوع، قامت قوة من مليشيا “لواء الرضا” الشيعية الموالية لإيران، بسلب قافلة إغاثة متوجهة إلى حي الوعر الحمصي المحاصر، وخطف عناصر من دورية الأمن المرافقة لها. وتبع ذلك سلب المليشيا لصهاريح محروقات غربي حمص، والاعتداء على الدوريات المكلفة بحراستها. وتوجهت بعد ذلك قوات من الأمن العسكري ومن أمن الدولة مدعومة بالمدرعات، نحو قرية الزرزورية، مركز مليشيا “الرضا”. وفي الوقت ذاته، اشتدت الاشتباكات في الأحياء الموالية للنظام في مدينة حمص، بين عناصر الأمن وعناصر من “لواء الرضا”، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. وقد قامت مليشيا “الرضا” بقتل وتصفية ونهب مؤسسات حكومية، في المدينة. إذ تتصرف المليشيا وكأن حمص منطقة نفوذ خاصة لها.

 

وكلا العميدين، درويش ودعبول، من الضباط المحسوبين على روسيا. ومن فرعيهما الأمنيين، تحركت القوات نحو بلدة الزرزورية. دعبول الملقب بـ”آمر الموت”، كان رئيساً لـ”الفرع 215/أمن عسكري” في دمشق، ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ عمليات تصفية وتعذيب وقتل لأكثر من 3000 معتقل، كشفتها صور “قيصر”. وكان النظام قد استبدل رئيس فرع أمن الدولة في حمص عقاب صقر، نتيجة تدخل روسي، بالعميد إبراهيم درويش، على خلفية المفاوضات مع حي الوعر. عقاب صقر، كان من أنصار إيران في التصعيد العسكري، لإنهاء ملف حي الوعر وتهجير سكانه، في حين أن درويش بدا أكثر ليونة، لحل أزمة الحي المحاصر من خلال المفاوضات، وانجاز “مصالحة” تُخرج رافضي”التسوية” وتعيد “الدولة” إلى الحي. درويش، كان قد تعرض لتهديدات سابقة، من قبل المليشيات الشيعية، في حال لم يُصعّد ضد حي الوعر، لإنهاء أخر معقل سنّي ضمن حمص.

 

الخلافات لم تقف عند هذا الحد، مع تدخل طرف ثالث، وهو المخابرات الجوية في حمص، الموالية كلياً لإيران. وانكشف الموضوع، بعد استدعاء الأمن الجنائي بطلب من الأمن العسكري لعدد من ضباط المخابرات الجوية (كلهم شيعة)، بعد عملية السبت. وأفاد مصدر من النظام، لـ”المدن”، أن ضابطين من “الجوية” اعترفا بوجود معلومات لدى الفرع، عن احتمال تنفيذ عملية أمنية ضد الأمن العسكري وأمن الدولة، منذ أكثر من شهر. فرع المخابرات الجوية ولسبب ما، لم يخبر بقية الأجهزة الأمنية بمعلوماته، مفضلاً بدء تصعيد عسكري ضد حي الوعر، باعتباره مصدر “التهديد”.

 

وتدور أنباء في أوساط النظام، عن اتهام فرع المخابرات الجوية بتسهيل تنفيذ العملية، انطلاقاً من حسابات له، لتصفية قادة الأمن العسكري وأمن الدولة، ما يخدم بسط هيمنته والمليشيات الشيعية بالكامل على حمص.

 

مصادر “المدن” أشارت أيضاً، إلى وجود خلاف بين قادة الأجهزة الأمنية في حمص، حول جدوى المعارك في تدمر. وفي حين رفض درويش ودعبول، مساندة المليشيات الذاهبة إلى تدمر، بالتعلل بعدم وجود تغطية جوية روسية، ولا خطط عملية لمهاجمة “الدولة الإسلامية” هناك، فإن قادة “الجوية” ومليشيا “الرضا” كانوا من أبرز المتحمسين لعملية تدمر. وعلمت “المدن” أن روسيا اشترطت لمشاركتها في استعادة تدمر، الحصول على امتيازات كلّية في حقل الشاعر للغاز، الأمر الذي رفضته المليشيات الإيرانية.

 

مقتل أبو الخير المصري: عودة الاختراقات الأمنية

عقيل حسين

تُشكل العملية التي أدت إلى مقتل أبو الخير المصري، الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” على الأراضي السورية، الإثنين، الضربة الأقوى التي توجهها الولايات المتحدة للتيار الجهادي في سوريا، وخاصة “جبهة فتح الشام”، التي فقدت منذ مطلع العام 2017، عدداً استثنائياً من قادتها وكوادرها في عمليات مشابهة، بينهم العديد من المصريين.

 

وإلى جانب الخسارة الكبيرة التي يمثلها، فإن الوصول إلى شخصية بحجم أحمد حسن أبو الخير، تضع “جبهة فتح الشام” وكما لم يحدث من قبل، في زاوية حرجة طالما سعت إلى التهرب منها، وهي معضلة الاختراق الأمني. كما يشكل استحضار سيرة الراحل إحراجاً متجدداً لـ”القاعدة” حول علاقتها بإيران، الدولة التي قضى فيها أبو الخير المصري، أكثر من عقد ونصف من الزمن، قبل السماح له بالمغادرة إلى سوريا عام 2015.

 

فبعد خروجه من أفغانستان، مع معظم قيادات تنظيم “القاعدة” باتجاه إيران، عام 2003، أمضى المصري، واسمه عبدالله محمد رجب عبدالرحمن، السنوات الثلاث عشرة التالية، في معتقلات خاصة اقامتها السلطات هناك لقادة التنظيم وعائلاتهم. وتُمثل تلك المرحلة واحدة من أكثر المسائل إثارة للجدل، حول طبيعة العلاقة بين الجانبين، خاصة وأن عبدالرحمن، مثله مثل معظم كوادر التنظيم الذين تدفقوا إلى سوريا منذ العام 2013، كانوا محتجزين في إيران، التي سبق لها ورفضت تسليمهم إلى الولايات المتحدة أكثر من مرة.

 

ومنذ وصوله إلى سوريا قبل عامين، لم يسجل أي ظهور علني لأبي الخير، باستثناء تسجيل صوتي لم يشر إلى مكان وجوده عند بثه، وذلك في تموز/يوليو 2016، أعلن المصري فيه منح قيادة تنظيم “القاعدة” الضوء الأخضر لقرار “جبهة النصرة” فك الارتباط بالتنظيم، وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام”.

 

ورغم الكثير من التطورات التي أعقبت هذا القرار، والتي كان أبرزها الحديث عن نية بعض المنشقين عن الجبهة، تشكيل فصيل جديد يتبع لتنظيم “القاعدة” في سوريا، إلى جانب اندماج “فتح الشام” مع فصائل أخرى، وتشكيلها “هيئة تحرير الشام”، وكذلك حوادث الاقتتال المتكررة بينها وبين الفصائل الأخرى، والتي كان آخرها مع “لواء جند الأقصى”، وما أدى إليه ذلك من ردود فعل داخل التيار الجهادي وخارجه، إلا أن قادة وكوادر “القاعدة” الذين حط بهم الرحال في سوريا أخيراً، وعلى رأسهم أبو الخير، إلتزموا الصمت وحافظوا على أنفسهم بعيداً عن الأضواء.

 

لكن العديد من ناشطي التيار الجهادي، وخاصة المصريين منهم، المتواجدين في مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، أكدوا أن موقف أبا الخير، كان صريحاً من قضية الإعلان عن تنظيم جديد يتبع لـ”القاعدة” في سوريا، بعد إعلان “جبهة النصرة” فك ارتباطها به. الجهادي المصري شريف محمود هزاع، أكد في تصريح له، أن عبدالله عبدالرحمن أكد له شخصياً، رفض قيادة “القاعدة” لأي توجه من هذا الشكل، وأنه باعتباره الرجل الثاني في التنظيم، فإنه لن يسمح لأي جهة القيام بذلك.

 

واختفاء أبو الخير طيلة العامين الماضيين بعيداً عن الأضواء بشكل كامل، جعل من اغتياله بالطريقة ذاتها التي تستعملها الولايات المتحدة ضد كوادر “القاعدة” والجماعات الجهادية في سوريا، نقطة فاصلة في قضية الاختراق الأمني التي يفترض أنها تسهل نجاح هذه العمليات، والتي يتم تنفيذها عن طريق هجمات جوية بطائرات من دون طيار. وسبق أن حاول ناشطون في التيار الجهادي ومؤيدون لـ”جبهة فتح الشام”، الترويج لمسؤولية فصائل في الجيش الحر عن ذلك، وهو الأمر الذي أثار استهجاناً كبيراً.

 

لكن مقتل قيادي بهذا الوزن والحجم، لم تكن إلا قلة تعرفه شخصياً في سوريا، وأقل من ذلك من الدائرة الضيقة المحيطة به كانوا يعرفون مكان إقامته وتفاصيل تحركاته، جعل الجميع، بمن فيهم عناصر من “جبهة فتح الشام” ومؤيدين لها، يطالبون من خلال تعليقهم على الحادثة في مواقع التواصل لاجتماعي، بالإقرار بأن الاختراق هو من داخل الجبهة، وعلى مستوى عال.

 

والحقيقة، فإن الملف الأمني يعتبر ثقباً أسود تعاني منه مختلف القوى الجهادية، نتيجة أسباب أصبحت معروفة، خاصة تلك المتعلقة بطبيعة بنائها التنظيمي، إلا أنه بالنسبة لتنظيم “القاعدة”، وخاصة في اليمن وسوريا، فإن القضية تبدو أكبر من ذلك بكثير.

 

فأبو الخير المصري، هو النائب الثاني لزعيم التنظيم أيمن الظواهري الذي يقضي نتيجة غارات لطائرات مسيرة، بعد مقتل نائبه السابق ناصر الوحيشي، في عملية مماثلة في اليمن عام 2015، حيث كشف فرع “القاعدة” هناك، عن خرق أمني كبير أدى الى مقتل الوحيشي وعدد كبير آخر من عناصر وقادة التنظيم في اليمن، عن طريق عميل للمخابرات الأميركية داخل الجماعة.

 

كما أن أبو الخير، الذي يعتبر أحد مؤسسي “جماعة الجهاد المصرية”، التي كان يقودها أيمن الظواهري قبل توحدها مع تنظيم “القاعدة” عام 1998، هو الشخصية المصرية الثالثة الكبيرة، التي تتمكن الولايات المتحدة من القضاء عليها في سوريا خلال أقل من عام، بالإضافة إلى العديد من الجهاديين المصريين أيضاً.

 

ففي 4 شباط/فبراير 2017، قتل القيادي السابق في تنظيم “القاعدة” الشيخ هاني هيكل “أبو هاني المصري”، في غارة جوية استهدف سيارته شمالي محافظة إدلب، وهي المنطقة ذاتها التي قتل فيها أبو الخير المصري وهو يقود سيارته أيضاً.

 

لكن الحدث الأبرز الذي سبق مقتل هيكل في هذا السياق، كان نجاح غارة جوية أخرى استهدفت الشيخ أبو الفرج المصري “أحمد سلامة مبروك”، الذي تمت تسميته كرجل ثانٍ في “جبهة فتح الشام” بعد إعلانها فك الارتباط بتنظيم “القاعدة”، مع زميله أبو الأفغان المصري، وذلك في تشرين الأول/أكتوبر 2016، فيما اعتبر وقتها بأنها الخسارة الأكبر للتنظيم في سوريا.

 

والشخصيات الثلاث، خرجت جميعها من رحم الجماعة الجهادية المصرية نفسها، كما خاضت مسيرة مشابهة، إن كان داخل مصر أو خارجها، وخاصة في أفغانستان، البلد الذي أمضوا فيه جزءاً هاماً من حياتهم، قبل أن يواجهوا مصيرهم على الأراضي السورية.

 

ولد عبدالله عبدالرحمن “أحمد حسن أبو الخير المصري” عام 1957 في بلدة شمالي مصر، وانضم إلى التيار الجهادي أواخر السبيعنيات من القرن الماضي، قبل أن يلتحق بمجموعة أيمن الظواهري في الثمانينيات. وكان أحد المقربين جداً من زعيم الجماعة في مصر وخارجها، إذ اعتمد عليه الظواهري بشكل دائم في مجالي التنقل والدعم اللوجسيتي، وهي المهمة نفسها التي كان يقوم بها في سوريا منذ وصوله إليها، حسب مقربين منه.

 

وفي مطلع التسعينيات، انتقل أبو الخير مع الظواهري إلى السودان، ومنها إلى أفغانستان، حيث انضما إلى أسامة بن لادن وبقيا معه إلى حين خروجهم منها، فتوجه أبو الخير إلى إيران عام 2003، ليتم اعتقاله في معسكر في مدينة شيراز، ثم تنقل في العديد من مراكز الاعتقال حتى إطلاق سراحه عام 2015، تاريخ وصوله إلى سوريا.

 

لم تكشف “جبهة فتح الشام” طيلة السنوات الثلاث الماضية، التي شهدت عدداً كبيراً من الغارات الجوية التي استهدفت قادات وكوادر تابعة لها، أو لتنظيم “القاعدة” الأم في مناطق سيطرتها، عن أي تحقيقات بهذا الخصوص. ويتفق الكثيرون اليوم، أنه ومع تصاعد هذه العمليات منذ مطلع العام 2017، فإن ذلك يعتبر مؤشراً لا يقبل التشكيك على وجود اختراق أمني كبير من الداخل، وهو أمر لم يكن مستبعداً بالأصل في أي وقت مضى، لكن التركيز على استهداف الشخصيات المصرية مؤخراً، ومعظمها ذات اسم كبير، يعتبر مؤشراً آخر لافتاً للانتباه بحد ذاته.

 

زاخاروفا تتساءل ما إذا كانت صور الفيلم حقيقية ؟

انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، فوز فيلم “الخوذ البيضاء” بجائزة أكاديمية الفنون وعلوم السينما (أوسكار) لأفضل فيلم وثائقي قصير، وذلك من خلال منشور على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).

 

وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا: “في الـ30 من شهر نوفمبر، وخلال مؤتمر صحفي رسمي لوزارة الخارجية الروسية، قلنا إن ما يسمى بالـ”القبعات البيض” يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام. هؤلاء الأشخاص ادَّعوا أنهم قاموا بإنقاذ حياة آلاف الأشخاص، ولكنهم كانوا يقومون بتسجيل مقاطع فيديو احترافية صغيرة، ولم يخجلوا من نشر هذه المقاطع على الانترنت.

 

غباء

 

وأضافت: “ماذا نسمي هذا؟ غباء، روتين يومي أم طموحات غير شرعية؟ وكم عدد هذه التمثيليات التي قاموا بتصويرها؟”، وتابعت زاخاروفا: للأسف لن نستطيع معرفة إن كانت هذه المقاطع المصورة حقيقية أم لا. هذه الفيديوهات تعبر عن السلوك الغريب واللاأخلاقي لمن يقوم بتصويرها. ويمكن اعتبار هذه المقاطع نموذجًا لتصوير وتمثيل المعاناة.

 

وقالت المتحدثة الروسية: “لذلك بالتحديد تم ترشيحهم لجائزة “أوسكار” وليس لجائزة نوبل للسلام. و في الـ 27 من شهر فبراير الحالي، قرأنا خبراً مفاده أن جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير كانت من نصيب الفيلم البريطاني “الخوذ البيضاء”.

 

وختمت زاخاروفا: “لقد حذرت سابقاً: كل ما تقوله وزارة الخارجية الروسية ـ يتحقق. تابعوا الأخبار على موقع الوزارة”.

 

وكان الفيلم الوثائقي (الخوذ البيضاء ـ The White Helmets) حصد فوزاً ثميناً بحصوله على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير في الاحتفال الـ89 لجائزة الأوسكار، الذي أقيم في لوس أنجليس يوم الأحد الماضي.

 

مناطق المعارضة

 

وتعرف منظمة الدفاع المدني السورية باسم “الخوذ البيضاء”، وتعمل في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا. ويقدم الفيلم لمحة عن الحياة اليومية للمتطوعين في الخدمة.

 

وكان عناصر ” الخوذ البيضاء “، أو الدفاع المدني السوري الناشط في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا، قد غابوا عن المشاركة في حفل الأوسكار في الولايات المتحدة، جراء ضغط العمل الذي يفرضه تصعيد القصف، وفق ما أكد رئيس المنظمة.

 

وقال رئيس الخوذ البيضاء رائد صالح، في حديث سابق، “لن أسافر بسبب ضغوط العمل جراء تكثيف النظام استهدافه لأحياء في دمشق ودرعا وحمص”.

 

وأضاف “عليّ متابعة أشياء أخرى كثيرة شخصية وعلى الأرض، كإدارة العمليات (الإسعاف) وتأمين الآليات”.

 

حظر دخول المصور

 

يذكر أنه وفقاً لمراسلات إدارة ترامب الداخلية، التي اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، قررت وزارة الأمن الداخلي في اللحظة الأخيرة منع خالد الخطيب، البالغ من العمر 21 عاماً، من السفر إلى مدينة لوس أنجلوس لحضور حفل توزيع جوائز أوسكار، بحسب مجلة تايم ـ Time الأميركية.

 

وكان مخرج العمل البريطاني من أصول هولندية أورنالدو فون أينسدل قد قال في مقابلة مع Europe Newsweek عن سبب سعيه وراء تقديم الفيلم: “نأمل أن يرى الناس العمل ليمنحهم الإلهام، فيتداولوا اسم The White Helmets على مواقع التواصل الاجتماعي، فيتناقل الجمهور الموقع الإلكتروني للمتطوعين، وينشرون الفيلم الدعائي فيشاهده الجميع”.

 

وأضاف: “آمل أن يعمل الفيلم على كسر الصورة النمطية عن الرجال في سوريا، ويكشف حقيقة الموقف على أرض الواقع هناك”.

 

«كيماوي الأسد» يضع النظام المصري تحت اختبار سعودي جديد في مجلس الأمن

بهاء العوفي

موقف لا يحسد عليه، من المرتقب أن يتعرض له النظام المصري مساء اليوم الثلاثاء، مع انطلاق تصويت مجلس الأمن بدوله الـ15 ومن بينها مصر على مشروع قرار جديد بالمجلس حول فرض عقوبات على النظام السوري برئاسة «بشار الأسد» لاستخدامه الأسلحة الكيماوية في قصف المدنيين السوريين.

 

موقف يعد بمثابة اختبار سعودي جديد لمصر وربما يكون مفصليا في العلاقات بين البلدين، والتي تعاني توترا مكتوما، ربما يظهر إلى السطح ويصبح مكشوفا مساء اليوم، عقب التصويت المرتقب على القرار.

 

فالنظام المصري اليوم بين نارين، الأولى محاولته إرضاء روسيا حليفته السياسية والتي يبتاهى بعلاقته معها كقوة عظمى يحاول تصدير المشهد بأنها تعترف به وتدعمه، بصرلف النظر عن أن هذا  الدعم لم يترجم على أرض الواقع حتى اليوم وربما يقتصر على تنازلات مصرية بين الحين والآخر ليس أكثر، وهو ما يقوده للتصويت ضد القرار إرضاء لموسكو التي تدعم النظام السوري وحليفته إيران.

 

كلمة النهاية

وفي هذه الحالة سيكون هذا التصويت بمثابة كلمة «النهاية» في مسلسل المواءمات والتصريحات المائعة للمسؤولين السعوديين والمصريين حول العلاقات بين البلدين، وهي التصريحات التي يستطيع التلميذ المبتدئ أن يقرأ بين سطورها حالة التوتر في العلاقات.

 

والحالة الأخرى هي التصويت للقرار، وهو الأمر المستبعد لعلاقات النظام المصري بنظيره السوري من جهة، وكذلك للعلاقات مع موسكو.

 

أما الاحتمال الثالث فهو الامتناع عن التصويت، وربما يكون خيار يلجأ إليه النظام المصري ليمسك العصا من المنتصف، وهو خيار تتساوى إيجابياته مع سلبياته، فربما يغضب الطرفين وربما يرضيهما.

 

ورغم أن روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، قد لوحت مسبقا باستخدام حق نقض القرار (الفيتو)، ما يعني عدم تمريره، إلا أن تصويت مصر سيكون بالغ الأهمية في نظر المراقبين، خصوصا مع تأييد السعودية القوي للقرار.

 

وقالت الدبلوماسية السعودية في الأمم المتحدة، «منال رضوان» في تصريحات صحفية، إن بلادها تتبنى مشروع قرار مجلس الأمن الذي سيتم التصويت عليه، بشأن معاقبة نظام «الأسد» لاستخدامه الأسلحة الكيمائية في سوريا.

 

فيما لم يصدر أي تعليق رسمي مصري حول موقف القاهرة من القرار وما إذا كانت ستصوت لصالحه أو ضده.

 

وأوقفت المملكة الدعم النفطي الذي تقدمه لمصر منذ أكتوبر/ تشرين أول دون إبداء أية أسباب رغم وجود اتفاقيات تجارية بينهما وفقا لمسؤولين في وزارة البترول المصرية.

 

لكن ذلك جاء بعد تصويت مصر لصالح مشروع قرار تدعمه روسيا في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا في أكتوبر/ تشرين أول استثنى دعوات تطالب بوقف قصف حلب وهو ما عارضته السعودية بشدة.

 

كان المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، «عبد الله المُعلمي»، انتقد تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن.

 

ويختلف موقف مصر مع الموقف السعودي في التعامل مع الثورة السورية التي بدأت قبل خمس سنوات حيث تعطي الأولوية للحل الدبلوماسي ولا تطالب برحيل رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

 

وفي وقت سابق قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن الخلاف الذي وقع بين مصر والسعودية في مجلس الأمن، يشير لإعادة ترتيب مراكز القوى بالشرق الأوسط.

 

وأضافت أن الخلاف هو الأول العلني بين الرياض والقاهرة، منذ الإطاحة بحكم «الإخوان» عام 2013، والتي تبعها تدفق مليارات الدولارات من المساعدات السعودية، والتي «أبقت الاقتصاد المتداعي في مصر واقفا على قدميه».

 

وتابعت الصحيفة أن استمرار التوتر بين مصر والسعودية، يشير إلى إعادة ترتيب مراكز القوى في الشرق الأوسط، وحرمان العالم العربي، السني في أغلبه، من تحالف مهم في مواجهة توسع النفوذ غير العربي، متمثلا في إيران وتركيا.

 

وقبل أيام، قال مسؤولون تنفيذيون في شركات عقارية مصرية إن شركاتهم علقت العمل باتفاقيات في مجال الإسكان مع الحكومة السعودية بنحو 23 مليار دولار، تخوفا من تزايد توتر العلاقات بين البلدين.

 

وكانت أربع شركات عقارية مصرية وقعت مذكرات تفاهم في مجال الإسكان مع وزارة الإسكان السعودية خلال زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى القاهرة في أبريل/ نيسان الماضي.

 

وفي يناير/ كانون ثاني الماضي، أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مصر حكما نهائيا ببطلان توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية تضمنت نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر للمملكة وهو حكم قد يزيد من التوتر القائم بين البلدين.

 

وكانت مصادر سياسية مصرية مقربة من السفير السعودي لدى القاهرة «أحمد قطان»، كشفت في ديسمبر/كانون أول الماضي، عن أن هناك رفضا سعوديا تاما لأي تحسن في العلاقات تجاه النظام المصري، يقوده ولي ولي عهد المملكة الأمير «محمد بن سلمان».

 

وبحسب المصادر، حاول عدد من الشخصيات العربية البارزة تأدية دور الوساطة في تقريب وجهات النظر، إلا أن هذه المحاولات قوبلت بالرفض من جانب «بن سلمان».

المصدر | الخليج الجديد

 

روسيا جاهزة بالفيتو السابع لحماية النظام السوري  

يصوت مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق اليوم الثلاثاء على مشروع قرار يفرض عقوبات على النظام السوري، قدمته دول غربية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. رغم تعهد روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو).

 

ويدعو مشروع القرار إلى حظر تزويد النظام السوري بطائرات مروحية، وإدراج أسماء قادة عسكريين سوريين على القائمة السوداء للاشتباه بأنهم شنوا هجمات بغازات سامة في سوريا.

 

ويفرض مشروع القرار حظرا للسفر وتجميدا لأصول 11 سوريا، بالإضافة إلى عشر مؤسسات مرتبطة بهجمات كيميائية أثناء الحرب التي تدخل عامها السابع الشهر المقبل.

 

وتتطلب الموافقة على أي قرار تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية، الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين، لحق النقض.

 

واستبق نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة تصويت اليوم بالتأكيد على أن بلاده ستستخدم حق الفيتو ضد هذا المشروع، ليصبح بذلك الفيتو السابع الذي لجأت إليه روسيا للحيلولة من دون صدور قرارات لمجلس الأمن بشأن سوريا منذ بدء الصراع في 2011 لحماية النظام السوري حليفها.

 

وانضمت الصين إلى موسكو في الاعتراض على خمسة قرارات، لكن لم  يتضح بعد  موقف بكين بشأن تصويت اليوم.

 

وكانت بريطانيا وفرنسا وزعتا مسودة القرار على المجلس الذي يضم 15 عضوا في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي ردا على نتائج تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

 

وخلص التحقيق إلى أن النظام السوري شن على الأقل ثلاث هجمات بأسلحة كيميائية عامي 2014 و2015 على ثلاث مناطق؛ هي قميناس وسرمين وتلمنس، ولفت المحققون أيضا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية استخدم غاز الخردل عام 2015.

 

وشككت روسيا في نتائج التحقيق، ودأبت على القول إنه لا يوجد دليل كاف كي يتخذ مجلس الأمن أي إجراء.

 

وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت أمس الاثنين إنه ينبغي على مجلس الأمن توجيه “رسالة قوية وواضحة بأن المجتمع الدولي جادّ بشأن منع استخدام هذه الأسلحة البغيضة”.

 

واستخدام الكلور سلاحا يعد أمرا محظورا بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي انضمت إليها سوريا في 2013، وفي حال استنشاقه يتحول غاز الكلور إلى حمض الهيدروكلوريك في الرئتين ويمكن أن يقتل عن طريق حرق الرئتين وإغراق الضحايا في سوائل الجسم الناتجة عن ذلك.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

دي ميستورا يتلقى اليوم رد دمشق على مقترحاته  

قال مراسل الجزيرة في جنيف إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا يلتقي اليوم رئيس وفد النظام السوري إلى محادثات جنيف بشار الجعفري، الذي يتوقع أن يقدم رد النظام على ورقة المقترحات التي قدمها دي ميستورا الجمعة الماضي.

وكان دي ميستورا قدّم الجمعة ورقة مقترحات لكل من وفدي المعارضة والنظام، تتضمن تشكيل ثلاثة فرق عمل خاصة بملفات الإدارة والدستور والانتخابات التي نص عليها القرار رقم 2254. كما تشير إلى أن المبعوث الأممي اقترح ترك مسائل مكافحة “الإرهاب” والالتزام بوقف النار لمفاوضات أستانا، واعتماد معادلة “لا اتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق على جميع الأمور”.

 

وأضاف مراسل الجزيرة أن أجندة اليوم في اجتماعات جنيف تتضمن أيضا اجتماعا بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات ووفد من وزارة الخارجية الروسية.

 

وكان المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية سالم المسلط أكد في تصريح للجزيرة أن وفد المعارضة السوري سيلتقي غـينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في جنيف اليوم الثلاثاء، بينما أوردت وكالة سبوتنيك أن الاجتماع مع الهيئة العليا ومنصتي موسكو والقاهرة سيعقد غدا الأربعاء.

 

في الأثناء، سلّم وفدُ المعارضة المبعوث الدولي ستفان دي مستورا ورقتين؛ تتعلق إحداهما بأوضاع المدنيين في سوريا، وتتعلق الأخرى بوقف إطلاق النار.

 

وكان دي ميستورا استبعد لدى افتتاح الجولة الحالية في جنيف الخميس الماضي تحقيق انفراجة، وقال لاحقا إن وفدي النظام والمعارضة وافقا مبدئيا على التفاوض المباشر في جنيف.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

النظام السوري يسعى لتغيير خريطة المواجهات قرب تركيا  

تكثف قوات النظام السوري مساعيها لإعاقة تقدم عملية درع الفرات وتوسعها في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وأقام النظام منطقة عازلة جنوب مدينة الباب وفتح حلقة وصل جديدة إلى المناطق الكردية بما يعيد رسم خريطة الصراع قرب الحدود التركية.

 

وقالت مصادر ميدانية في مدينة الباب التي سيطر عليها الجيش السوري الحر إن قوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها سيطرت على 22 بلدة سكنية بجنوب المدينة خلال الأسبوع الأخير.

 

ولاحظت المصادر أن تنظيم الدولة لم يظهر أي مقاومة تذكر أثناء عمليات السيطرة على الأحياء السكنية، وبذلك فرضت قوات النظام والمليشيات الأجنبية سيطرتها على الطريق الواصل بين الباب ومحافظة الرقة الشمالية معقل التنظيم في سوريا.

 

ووصفت المصادر اشتباكات تنظيم الدولة مع قوات النظام وحلفائه بـ”الشكلية” وأضافت أن ذلك مكن قوات النظام من الوصول إلى مشارف مدينة منبج الخاضعة لسيطرة عناصر تنظيم “قوات حماية الشعب الكردية” التي تعدها تركيا جناحا سوريا لحزب العمال الكردستاني.

 

وفتح تقدم قوات النظام في تلك المنطقة من شمال سوريا حلقة وصل جديدة بين المناطق الخاضعة لسيطرتها في غرب سوريا والشمال الشرقي الذي يهيمن عليه الأكراد مما يعيد رسم خريطة الصراع قرب الحدود التركية.

 

استبعاد المواجهة

واستبعد المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية” طلال سلو -وهو تحالف من الفصائل المسلحة تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية- احتمال حدوث اشتباك مع قوات النظام، معززا بذلك الاتهامات الموجهة لوحدات حماية الشعب الكردية بالتعاون مع النظام في الحرب السورية.

 

ونقلت وكالة رويترز عن سلو قوله “من ناحية التجارة والناحية المدنية يعد (تقدم الجيش السوري) شيئا جيدا لنا الآن.. حاليا صار هناك رابط مع الريف الشمالي بالكامل”.

 

وقال إنه بات هناك طريق مباشر من بلدة منبج التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وبين مدينة حلب “عبر مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ومناطق تسيطر عليها قوات النظام”.

 

ولم يصدر أي تعليق فوري من قوات النظام على أحدث تقدم له. لكن وسائل إعلام رسمية قالت إنه تمت السيطرة على إحدى القرى مع توسيع الجيش سيطرته على مناطق إلى الجنوب من مدينة الباب.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على منبج بعد أن كانت خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، ولا يزال للنظام السوري موطئ قدم في مدينتي القامشلي والحسكة بشمال شرق سوريا الذي تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

استخدام النظام السوري للأسلحة المحرمة.. أرقام وحوادث  

منذ توقيع النظام السوري على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في أكتوبر/تشرين الأول 2013 وحتى نهاية 2014، استخدمت قواته الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا أكثر من خمسين مرة في 26 منطقة من سوريا، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وكانت أشد الهجمات فتكا بالمدنيين، هجوم غوطة دمشق الذي وقع في أغسطس/آب 2013 وأسفر عن مقتل نحو 1400 شخص.

 

ويقول “مركز توثيق الانتهاكات الكيمياوية في سوريا” إن النظام يمتلك سبع منشآت وستة مخابر قائمة على التصنيع بوتيرة عالية للسلاح الكيميائي. وحتى مايو/أيار 2015 وثق هذا المركز 2376 حالة وفاة و12 ألف إصابة جراء الأسلحة الكيميائية التي أقدمت القوات النظامية على استخدامها، بعد استخراجها من مخابئ سرية خاصة بعضها في جبل قاسيون وفي اللاذقية.

 

أما الجمعية الطبية السورية الأميركية فقد قالت في تقرير أصدرته بتاريخ 14 مارس/آذار 2016، إنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية 161 مرة في سوريا خلال السنوات الخمس السابقة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1500 شخص وإصابة أكثر 14 ألفا و500. ومع أن الجمعية لم تحدد من استخدم هذه الأسلحة وضد من؛ فإن مراقبين يعتقدون أن النظام هو الذي استخدمها لكونه هو الوحيد الذي يمتلك وسائل تصنيعها ونقلها.

 

وقد وافق مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب 2015 على إنشاء آلية تحقيق مشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، مهمتها تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع السوري في مناطق كثيرة من البلاد، خاصة محافظة إدلب التي توسعت قوات النظام في استهدافها بعد سيطرة المعارضة المسلحة عليها.

 

وتتهم الدول الغربية الكبرى النظام السوري بالوقوف خلف أربع هجمات كيميائية من أصل خمسة أثبتها فريق خبراء أممي في تقرير قدمه يوم 13 فبراير/شباط 2016، ثلاث منها وقعت بمحافظة إدلب في بلدات تلمنس (يوم 21 أبريل/نيسان 2014) وقمينس وسرمين (يوم 16 مارس/آذار 2015)، وواحدة في كفرزيتا بمحافظة حماة (أبريل/نيسان 2014).

 

وفي ما يلي ذكر لأهم الأسلحة المحرمة دوليا التي وظفها النظام السوري في مواجهة معارضيه:

1- الغازات السامة

استخدمت قوات النظام الغازات السامة لأول مرة في يوليو/تموز 2012، ومنذ ذلك التاريخ وحتى هجوم الغوطتين الشرقية والغربية في 21 أغسطس/آب 2013 استخدم النظام الغازات السامة 28 مرة وهجوم الغوطتين هو الـ29، وتلا الهجومَ توقيعُ الحكومة السورية على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، ثم استخدم النظام بعد ذلك بسبعة أيام الأسلحة الكيميائية في قصف حي جوبر بدمشق.

 

وفي 13 أبريل/نيسان 2013 نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا لوزارة الدفاع البريطانية يؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بعد أن أجرِي فحص لعينات من التربة أُحضِرت من ريف دمشق إلى المختبر البريطاني “بروتن داون”.

 

وحسب تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان منتصف أبريل/نيسان 2015؛ فإن النظام شن تسع هجمات بالغازات السامة منذ 22 مارس/آذار 2015 وحتى إصدار التقرير، ووقعت ست هجمات منها في محافظة إدلب.

 

ومن أبرز الغازات الكيميائية السامة التي استخدمها النظام السوري ضد معارضيه:

 

– غاز السارين:  من أبرز حالات استخدامه الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري يوم 21 أغسطس/آب 2013 على الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، فقــُتل فيه أكثر من 1400 شخص وأصيب نحو عشرة آلاف معظمهم من النساء والأطفال.

 

– غاز الكلور: وجدت بعثة تقصي الحقائق التي شكلتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في أبريل/نيسان 2014 “تأكيدا دامغا” على أن مادة كيميائية سامة تُرجح أنها غاز الكلور استخدِمت “منهجيا مرارا وتكرارا” كسلاح في قرية شمالي سوريا. ووثقت المنظمة -منذ صدور القرار الدولي رقم 2118 القاضي بنزع السلاح الكيميائي السوري- أكثر من 250 حالة استخدام لغاز الكلور وبشكل ممنهج.

 

ورغم أن المنظمة لم تحدد من استخدم هذا السلاح وضد من؛ فإن مراقبين يعتقدون أن النظام هو الذي استخدمه لكونه توسع في استخدام هذا الغاز بعد صدور القرار الدولي رقم 2118 الذي منع سوريا من الاحتفاظ بالأسلحة الكيميائية، لكنه لم يمنعها من تخزين وتطوير غاز الكلور لأن له استخدامات مدنية.

 

وتقول تقارير إعلامية إن النظام قتل باستخدامه غاز الكلور 13 شخصا على الأقل في هجمات شنها في أبريل/نيسان 2014 وأغسطس/آب 2014.

 

ومن أشهر هجمات النظام بغاز الكلور القصف الذي تعرضت له بلدة سرمين في ريف إدلب بأربعة براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور يوم 16 مارس/آذار 2015، مما أدى إلى مقتل عائلة بأكملها وإصابة آخرين، ودفع ذلك مجلس الأمن للاجتماع لمناقشة استخدام غاز الكلور في سوريا واستعراض حالة سرمين نموذجا له.

وفي 2 أغسطس/آب 2016 قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تدرس تقارير تحدثت عن قصف بغاز الكلور قرب موقع إسقاط مروحية روسية بشمالي سوريا، معتبرة أن ذلك سيكون “خطيرا للغاية” إن كان صحيحا، بينما اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض النظام بتنفيذ الهجوم انتقاما من فصائل المعارضة السورية لإسقاطها مروحية روسية من طراز “أم آي 8” أثناء تحليقها في المنطقة ومقتل طاقمها الروسي.

 

2- القنابل العنقودية

بدأ النظام استخدام القنابل العنقودية أول مرة في تموز/ يوليو 2012 عندما أطلق حملة استهداف الأحياء القديمة في المدن، ثم تصاعد استخدامه لها إثر توقيعه على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمائية 2013 -وبالتحديد من يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2014- حتى وُصف بأنه الأسوأ عالميا في مجال استخدام القنابل العنقودية.

 

وتفيد إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن طيران النظام والطيران الروسي شنا 54 هجمة بالقنابل العنقودية منذ التدخل الروسي أواخر سبتمبر/أيلول 2015 وحتى 27 فبراير/شباط 2016، تاريخ توقيع اتفاقية الهدنة بين النظام وفصائل المعارضة.

 

ووثقت منظمة هيومن رايتس ووتش استخدام النظام والروس 13 نوعا من الذخائر العنقودية بسوريا، وذلك في 47 هجمة بالذخائر العنقودية نفذوها ما بين مايو/أيار 2016 وأوائل أغسطس/آب 2016، وأكدت المنظمة أن هجمات الذخائر العنقودية في سوريا تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بدأت روسيا عمليتها العسكرية في البلاد.

 

3- قنابل النابالم

منذ نهاية 2013 بدأ العشرات من الناشطين السوريين بالمدن التي تسيطر عليها المعارضة في توثيق حالات استخدام النظام لقنابل النابالم الحارقة والمحرم استخدامها دوليا ضد المدنيين؛ وقد أسفر استخدامها ما بين 3-14 أغسطس/آب 2016 في الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الروسية والسورية على أنحاء متفرقة من البلاد عن سقوط عشرات الضحايا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

ارتفاع مقلق لمنسوب المياه قرب سد الطبقة بسوريا  

تظهر صور حصلت عليها الجزيرة الارتفاع الملحوظ في منسوب المياه بنهر الفرات، خاصة في الجزء القريب من سد الطبقة بريف الرقة الغربي شمالي سوريا جراء هطل أمطار غزيرة وتساقط ثلوج كثيفة في الأشهر الماضية.

 

وكانت الأمم المتحدة قد نبهت إلى احتمال حدوث فيضان كارثي قد يشمل المناطق المحيطة بالسد الواقعة على بعد 50 كلم غرب مدينة الرقة، إضافة إلى احتمال انهيار السد جراء القصف الذي يتعرض له سواء من قبل تنظيم الدولة الإسلامية أو من طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

 

ويفيد تقرير للأمم المتحدة أن أوجه الخطر تتمثل في ارتفاع منسوب المياه بعشرة أمتار جراء الثلوج والأمطار، وفتح تنظيم الدولة ثلاث بوابات من السد، ما أدى لغمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب، كما يحذر التقرير من احتمال انهيار السد بالكامل جراء قصف طائرات التحالف أثناء معارك التنظيم مع قوات سوريا الديمقراطية قرب المنشأة.

 

غير أن خبراء عاملين في السد يرون أن التقرير الأممي انطوى على مبالغة في بعض تفاصيله.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

جنيف4.. لقاء مرتقب بين المعارضة و”أصدقاء” سوريا

دبي – العربية.نت

من المتوقع أن يلتقي وفد المعارضة السورية اليوم الثلاثاء، مع سيرغي فيرشينن رئيس إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية، على هامش لقاءات #جنيف4، وهو لقاء سيمهد للقاء سيجري الأربعاء مع غاتيلوف نائب وزير الخارجية.

إلى ذلك، أفادت مصادر “العربية” عن عقد اجتماع لممثلي دول أصدقاء سوريا، بما في ذلك ممثلو الدول العربية (السعودية، الإمارات، قطر الاْردن) مع وفد المعارضة الساعة التاسعة بتوقيت جنيف للتنسيق والوقوف على آخر مستجدات المفاوضات حول سوريا.

إلى ذلك، ورداً على الورقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الجمعة الماضي إلى #المعارضة_السورية، والتي ارتكزت على 3 أسس، الدستور والانتخابات وتشكيل هيئة الحكم، أفادت مصادر لـ”العربية” بأن وفد المعارضة أشار الاثنين إلى عدم إمكانية وضع دستور للبلاد دون وجود جمعية تأسيسية منتخبة، مؤكدين أن أي دستور لسوريا لن يقر دون حصول استفتاء شعبي عليه.

“ليونة روسية”

وقبيل لقاء المعارضة بالدبلوماسي الروسي اليوم، حمل الموقف الروسي الذي صدر الاثنين بعض الليونة. إذ أكدت موسكو أنها تجري اتصالات مكثفة مع النظام السوري في دمشق، للبحث في “كل الملفات بما في ذلك الأفكار حول إنشاء #مناطق_آمنة “. وأوضح بوغدانوف المداخل التي تعتبرها روسيا صحيحة لدفع المفاوضات، مشيراً إلى “ضرورة تشكيل هياكل حكم تضم ممثلي الحكومة السورية (حكومة النظام) والمعارضة الوطنية”. وزاد أن “النظام في سوريا يجب أن يكون علمانياً، وليس سنياً أو علوياً أو أي نظام آخر، ويتم اختياره في انتخابات وإجراءات ديمقراطية، تشمل السوريين داخل البلاد، واللاجئين المتمتعين بحق التصويت لاختيار قياداتهم”.

وحول مفاوضات جنيف4، جدد بوغدانوف تأكيد موقف بلاده الداعي إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة يشمل المكوّن الكردي، معرباً عن أمل بنجاح جهود إجراء اتصالات بين #الهيئة_العليا_للمفاوضات و “منصة موسكو”. وقال إن موسكو “تبحث يومياً مع دمشق في مسائل ذات خصوصية، وأحياناً تتسم بطابع سري، بما في ذلك إنشاء مناطق آمنة”.

ورقة دي ميستورا

وكان وفد المعارضة السورية إلى جنيف، برئاسة نصر الحريري، التقي الاثنين #دي_ميستورا . وأعلن الوفد أنه قدم للمبعوث الأممي ردَّه حول مقترحاته للحل السياسي، إضافة إلى مذكرتين حول الوضع الإنساني الكارثي، وحول الخروقات التي تشوب وقف إطلاق النار.

واعتبر الحريري أن الاجتماع الذي عقده الوفد مع ستيفان دي ميستورا كان أكثر إيجابية من الاجتماع السابق.

وكانت العربية حصلت على النسخة الأصلية التي سلمها دي مستورا لوفدي المعارضة والنظام، والمؤلفة من أربع صفحات، و تقترح البحث في محاور ثلاثة أسمتها الوثيقة السَّلات الثلاث:

١- سلة قضية الحكم

٢- سلة الانتخابات

٣- سلة صياغة دستور

 

السلطات السورية تفرج عن فنانة معارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفرجت السلطات السورية، مؤخرا، عن الفنانة سمر كوكش، بعد قضائها ما يزيد عن ثلاثة أعوام في السجن بسبب مشاركتها في أنشطة إغاثة بالبلاد.

وتم الحكم  على كوكش البالغة من العمر 44 عاما، بـخمس سنوات من السنوات، على إثر ما اعتبرته السلطات تورطا منها في “دعم الإرهابيين”.

 

وتخرجت كوكش من المعهد العالي للفنون المسرحية في 1995، وشاركت في عدد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية، كما خاضت تجربة الدبلجة، لكنها اعتزلت المجال الفني في وقت لاحق.

 

وقسمت الأزمة فناني سوريا إلى موال للسلطات ومعارض لها، لكن عددا محدودا من الممثلين أبدوا معارضتهم لنظام الرئيس بشار لأسد، مثل عبد الحكيم قطيفان ومي سكاف ومكسيم خليل وكندا علوش وأصالة نصري.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى