أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 29 نيسان 2012

هجوم بحري على اللاذقية وانشقاقات في صفوف الجيش

دمشق، بيروت، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – شن عدد من الصحف السورية حملة امس على الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون على خلفية الاتهامات التي وجهها بان الى دمشق بعدم تطبيق التزاماتها بموجب خطة المبعوث الدولي – العربي كوفي انان. وجاءت الحملة في اليوم الذي وصل رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود الى دمشق. وتعتبر هذه الاتهامات الاولى بهذه الحدة منذ إعلان خطة انان التي أقرها مجلس الأمن الدولي بالإجماع وطالب كلاً من الحكومة والمعارضة باحترام بنودها.

وكان يوم أمس شهد سلسلة انشقاقات أعلنها ضباط عن الجيش السوري وهجوماً من البحر قرب شاطئ اللاذقية هو الاول على موقع عسكري سوري قرب الشاطئ منذ بدء الانتفاضة. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان مسلحين كانوا يستقلون زوارق مطاطية هاجموا وحدة عسكرية على شاطئ البحر المتوسط شمال اللاذقية فتصدت الوحدة لهم واشتبكت معهم و «اجبرتهم على الفرار» بعد مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية والمجموعة المسلحة. وقالت «سانا» انه «لم تتم معرفة واحصاء عدد القتلى من المجموعة الارهابية نظراً الى مهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلاً». ولم تذكر الوكالة جنسيات المهاجمين. وتتهم الحكومة السورية باستمرار تركيا التي تستضيف قيادة «الجيش السوري الحر» بالسماح بتدفق الأسلحة والاموال الى المعارضين السوريين.

وأفاد المركز الإعلامي السوري بأن انشقاقات كبيرة حصلت في الوحدات العسكرية القريبة من القصر الجمهوري في اللاذقية، حيث سمع دوي انفجارات كبيرة. وقالت الناطقة باسم المركز سيما ملكي إن نحو ثلاثين عسكرياً انشقوا عن كتيبة الدفاع قرب القصر الجمهوري في اللاذقية، وأضافت أن هؤلاء انشقوا سابقاً، لكن لم يعلن عن ذلك إلا الآن.

ويشير التفجير الانتحاري الذي وقع في وسط دمشق اول امس الجمعة وفق مراقبين الى أن المسلحين المعارضين ربما غيروا تكتيكاتهم وبدأوا حملة تفجيرات موجهة الى مركز سلطة النظام في قلب العاصمة. وقال ناشط في العاصمة يستخدم اسم مار رام «هذا العمل يتسارع ويبدو ان المعارضين وقوات النظام بدأوا يخوضون قتالاً في دمشق أيضاً».

وفي اطار الحملة على الامم المتحدة وامينها العام كتبت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها امس «أن يتجنب مثلاً الأمين العام للأمم المتحدة أخيراً الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سورية كما هي العادة، فهو كمن يشجع هذه المجموعات على الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم والأعمال الارهابية التي يدفع ثمنها في نهاية المطاف المواطن السوري من حياته ودمه وأمنه».

وقالت صحيفة «الثورة»: «يستطيع السيد كوفي انان ان يفاخر بتقارير مراقبيه، وبامكان بان كي مون ان يقول ما يشاء، ان يركّب الاتهامات كيفما طلب منه… لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟». وأضافت «لماذا لم يطلبا سحب هؤلاء الارهابيين؟ لماذا لم يشيرا الى وجودهم… الى دورهم… الى الداعمين لهم… الى مموليهم… والى القتلة الذين صنعوهم وسمحوا لهم بالتسلل الى شوارعنا، وبالوجود بيننا؟».

وردت روسيا بطريقة غير مباشرة على الاتهامات الدولية لدمشق بعد احترام خطة كوفي انان فاعتبرت ان على سورية التصدي لـ «الارهابيين بحزم»، وقالت وزارة الخارجية الروسية «نحن مقتنعون بوجوب التصدي بحزم للارهابيين الذين يتحركون في سورية، وعلى جميع الفاعلين داخل (البلاد) وخارجها ان يمنعوهم من الحصول على الدعم الذي يريدونه». وأضاف البيان «نحن قلقون خصوصاً لمحاولات المعارضة السورية العمل على مزيد من تدهور الوضع في البلاد والحض على العنف الذي يتسبب بقتل مدنيين ابرياء».

ميدانياً أفادت لجان التنسيق عن إطلاق نار من الحواجز الأمنية ومن القناصة المتمركزين على مجمع الخدمات ومستشفى تشرين في برزة بدمشق. كما سُمع دوّي 3 انفجارات ضخمة في المعضمية بريف دمشق، من جهة المزارع تلتها أصوات إطلاق نار، كما وقعت انفجارات عدة في داريا بريف دمشق.

وشهد يوم امس مواجهات واسعة بين عناصر الجيش النظامي ومنشقين في مختلف المناطق السورية. ففي ريف دمشق قتل عشرة منشقين في اشتباكات مع القوات النظامية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضاً الى اشتباكات فجراً بين منشقين والقوات النظامية بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية، واشتباكات اخرى بعد الظهر في الطريق بين بلدتي كنصفرة وكقرعويد في جبل الزاوية في محافظة ادلب. وقال المرصد انه في الليلة السابقة قتل خمسة من قوات الامن في انفجار استهدف عربتين قرب دمشق.

وقالت ناشطة من اللاذقية في بريد الكتروني ان «مجموعة من الضباط والمجندين انشقت عن الجيش في قطعة عسكرية قرب القصر الجمهوري في قرية برج اسلام بعتادها واسلحتها، وان امرها انكشف عند خروجها من القطعة، فحصلت اشتباكات كبيرة بالأسلحة المتوسطة» بين الطرفين.

التحقيقات في قضية سفينة الأسلحة: 11 موقوفاً بينهم 8 سوريين… ولا لبنانيين

بيروت – «الحياة»

أكدت مصادر قضائية لـ«الحياة» أن التحقيقات التي باشرها القضاء العسكري في قضية السفينة «لطف الله -2» التي أوقفتها البحرية اللبنانية، أول من أمس، وعلى متنها 3 مستوعبات فيها أسلحة، كشفت أن لا علاقة لأي لبناني أو جهة لبنانية بهذه الشحنة، التي تردد أنها منقولة لمصلحة جهات في سورية.

وشددت المصادر القضائية على أن التحقيقات مستمرة لتحديد وجهة الأسلحة التي وجدت على متن السفينة التي انطلقت من ليبيا، مروراً بمرفأ الإسكندرية وكانت متوجهة الى مرفأ طرابلس فاعترضتها البحرية اللبنانية عند اقترابها منه، بعدما اشتبهت بها وحولتها الى مرفأ سلعاتا في قضاء البترون وفتشتها وعثرت فيها على أسلحة وذخائر.

وإذ أوضح بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني أن السفينة تحمل علم سيراليون ذكر أن المستوعبات الثلاثة «تحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، إضافة الى كمية من الأعتدة الحربية المتنوعة» كشف عن أن طاقمها المؤلف من 11 شخصاً من جنسيات عربية وأجنبية أوقف من أجل التحقيق.

وعلمت «الحياة» أن الأسلحة التي عثر عليها هي بنادق كلاشنيكوف وقاذفات آر. بي. جي مع ذخائر، إضافة الى مناظير وألبسة عسكرية. وتردد أن زنة الأسلحة تبلغ 150 طناً. وأشارت المصادر الى أن الموقوفين الذين كانوا على متن السفينة هم 8 سوريين، مصريان وآخر من التابعية الهندية. ونفت أنباء عن وجود صواريخ من نوع «لاو»، المضادة للدروع.

وحوّل الجيش السفينة من مرفأ سلعاتا الى القاعدة البحرية في بيروت. وأفادت معلومات شبه رسمية أن أحد أسباب الاشتباه بالسفينة أنها تريثت في الاقتراب من مرفأ طرابلس ثم عادت فاتجهت اليه فتم اعتراضها في المياه الإقليمية.

وحتى مساء أمس لم تكن التحقيقات حسمت وجهة الأسلحة المهربة التي كانت على متنها. لكن أوساطاً رسمية قالت لـ «الحياة» إنها المرة الأولى التي تضع فيها السلطات اللبنانية يدها على حمولة أسلحة مهربة من طريق البحر.

واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن ضبط السفينة «ترجمة لقرار الدولة الحؤول دون جعل لبنان ساحة لصراع الآخرين أو ممراً لتصفية الحسابات…».

على صعيد آخر، أفرزت الخلافات حول تشريع رفع الإنفاق لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي بقيمة 8900 بليون ليرة عن عام 2011 وربطه من قبل المعارضة بتشريع رفع الإنفاق بقيمة 11 بليون دولار في حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة بين العامين 2006 و2009، تنافسا على تشكيل لجان تحقيق برلمانية للتدقيق في حسابات الصرف، فتقدم نواب من 3 كتل في الأكثرية تمثل «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» بزعامة ميشال عون، وكتلة الرئيس نبيه بري بتشكيل لجنة تحقيق نيابية بالحسابات منذ عام 1993 يوم تسلّم رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري رئاسة الحكومة والسنيورة وزارة المال. وكانت المعارضة اقترحت تشكيل لجنة تحقيق بالحسابات منذ عام 1988 يوم ترأس العماد عون الحكومة الانتقالية، وطلبت «القوات اللبنانية» تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في بواخر استجرار الكهرباء.

وتسبب الخلاف حول تشريع رفع الإنفاق بخلاف بين الأكثرية ورئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقال عون أمس في حوار على صفحة تياره على «الفايسبوك» إن «التجربة لا تشجع على القبول برئيس توافقي مرة أخرى، وبدلاً من أن يتسوّل رئيس الجمهورية بعض الوزراء عليه أن يكون صاحب كتلة نيابية تفرض وجودها بالفعل ويكون لها وزراء يمثلونها».

أول هجوم بحري بالزوارق على الجيش السوري

رئيس المراقبين وصل إلى دمشق وموسكو تصعّد

في اليوم الذي يفترض ان يصل رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود الى دمشق، افادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان مسلحين في زوارق مطاط هاجموا وحدة عسكرية سورية على ساحل البحر المتوسط في اول هجوم من البحر تشهده الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وأبرز الهجوم، الى مقتل 15 شخصا على الاقل في اعمال عنف في منطقتين بالقرب من دمشق، مدى تردي الاوضاع في شأن اتفاق وقف النار الذي توسطت فيه الامم المتحدة والذي تحدثت الدول الغربية عن خطوات صارمة لوقف النار في حال فشله.

 وفي الوقت عينه صعدت روسيا، اقوى حلفاء دمشق، انتقاداتها للمعارضة المسلحة المناوئة للاسد، مستنكرة ما وصفته بهجمات “همجية” تستهدف تخريب اتفاق وقف النار الذي صاغه المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “تدين موسكو بشكل حاسم هذه الافعال الهمجية… محاولات المعارضة العنيدة لزيادة حدة التوتر بصورة اكبر والتحريض على العنف تسبب قلقا خاصا”. وأضافت: “الهدف واضح وهو تدمير فرص التوصل إلى حل في سوريا يستند إلى خطة أنان التي بدأ تطبيقها”. وحضت الوزارة كل القوى داخل سوريا وخارجها على “التصدي للارهابيين بشكل حاسم” والتأكد من عدم حصولهم على الدعم.

 وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشينغ غوه بينغ  في موسكو ان مواقف الصين وروسيا متطابقة بالكامل في شأن الازمة في سوريا والبرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وأكد تشينغ الذي كان يرافق نائب رئيس مجلس الدولة لي كي تشيانغ خلال زيارة لروسيا للصحافيين عبر مترجم ان “مواقف الجانبين متطابقة مئة في المئة حول كوريا الشمالية وسوريا”.

قتيلاً في أعمال عنف في سوريا السبت

أ. ف. ب.

بيروت: قتل 32 شخصا بينهم 22 مدنيًا وعشرة منشقين السبت في أعمال عنف في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.

وقتل المدنيون في عمليات اطلاق نار متفرقة، ثمانية منهم في حماة (وسط)، واثنان في حمص (وسط)، وثلاثة في ادلب (شمال غرب) قرب الحدود التركية، واربعة في حلب (شمال)، واربعة في ريف دمشق، وواحد في الرقة (شمال شرق).

وقتل المنشقون في اشتباكات في ريف دمشق. كما افاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في ادلب وفي اللاذقية (غرب).

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، ان “وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر شمال الاذقية تصدت لمحاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من البحر” واشتبكت معها و”اجبرتها على الفرار” بعد مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية والمجموعة السبت.

وذكرت في خبر آخر ان “مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)”، وحصل اشتباك اسفر عن مقتل ثلاثة عناصر و”ارهابيين” اثنين.

رئيس بعثة المراقبين في سوريا غداة اشتباكات مع منشقين

أ. ف. ب.

دمشق: شدد المتحدث باسم طليعة المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا الاحد على اهمية الوقف الكامل لكل اشكال العنف من كل الاطراف في البلاد، مشيرا الى ان هذا الامر يشكل اولوية بالنسبة الى الامم المتحدة.

وأبلغ نيراج سينغ الصحافيين صباح اليوم ان رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود سيصل الى مطار دمشق الساعة 14,30 من بعد الظهر (11,30 ت غ).

وشدد على “اهمية الوقف الكامل لاعمال العنف من كل الاطراف”، مضيفا “هذه هي الاولوية الاولى الملحة التي نسعى الى التحقق منها ودعمها”.

وقال ردا على سؤال حول تقييم عمل المراقبين حتى الآن، ان الفريق “يرسل ملاحظاته الى موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي انان والى الامم المتحدة”، مذكرا بان القرار 2043 الصادر عن مجلس الامن والذي اقر مهمة بعثة المراقبين الثلاثمئة ينص على تقديم تقرير الى مجلس الامن كل 15 يوما لفترة التسعين يوما التي اقرها مجلس الامن للمهمة.

وقال سينغ ان اعضاء طليعة المراقبين في حمص ودرعا وادلب “يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق التي هم موجودون فيها”، مضيفا ان الفريق الموجود في دمشق سيواصل ايضا اليوم “نشاطه من اجل تحضير الارضية للبعثة الموسعة القادمة”.

واشار الى ان مهمة المراقبين لا تزال في بدايتها، و”من المهم جدا ان نركز على احراز التقدم الذي ينص عليه قرار مجلس الامن”.

ونص القرار 2043 الصادر عن مجلس الامن الدولي بنشر بعثة من ثلاثمئة مراقب في سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ابريل، استنادا الى خطة الموفد الدولي الخاص انان لايجاد حل للازمة السورية.

وكان قرار سابق أقر ارسال فريق من ثلاثين مراقبا بدا عمله قبل اسبوعين، الا ان عدده لم يصل بعد الى عشرين مراقبا يتحدرون من دول توافق عليها السلطات السورية.

رغم ذلك، قال سينغ ان “الامور تتحرك باقصى سرعة ممكنة”، مشيرا الى ان الامر يتعلق “باولوية قصوى بالنسبة الى الامم المتحدة، وان كل الجهود تبذل من اجل نشر الاشخاص بالسرعة الممكنة”.

واستقر اثنان من المراقبين في كل من حماة (وسط) وحمص (وسط) وادلب (شمال رغب) ودرعا (جنوب) وكلها مناطق شهدت خلال الاشهر الاخيرة سخونة بالغة في اعمال العنف وعمليات عسكرية واسعة لقوات النظام وتفجيرات مختلفة تنسبها السلطات الى “مجموعات ارهابية مسلحة”.

وقتل 32 شخصا في سوريا السبت في اعمال عنف، هم 22 مدنيا وعشرة منشقين.

ويصل وبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين النروجي الى دمشق اليوم غداة اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في ريف دمشق واللاذقية وادلب السبت. ففي جنيف، اعلن احمد فوزي المتحدث باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان مساء السبت ان روبرت مود “في طريقه الى دمشق وسيصل اليها” الاحد.

في هذا الوقت، اعلن الجيش اللبناني ضبط باخرة سلاح اتية من ليبيا ومخصصة للمعارضة السورية وعلى متنها رشاشات ثقيلة وقاذفات وقذائف ار بي جي وقذائف مدفعية وكمية من المتفجرات وذخائر. وتؤكد السلطات السورية وتقارير امنية لبنانية ان كميات من السلاح تهرب الى المعارضة السورية المسلحة عبر الحدود اللبنانية التي تنتشر عليها معابر غير شرعية.

وغادرت الباخرة صباحا مرفأ سلعاتا في الشمال حيث اقتادتها البحرية اللبنانية وفتشتها وافرغت حمولتها، وتوجهت بمواكبة الجيش الى مرفأ بيروت. وافاد مصور لوكالة فرانس برس بعد الظهر انها رست في القاعدة العسكرية البحرية في المرفأ.

وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر “وضع يده على الباخرة التي كانت تنقل اسلحة الى سوريا وأمر بتوقيف طاقمها البالغ عددهم 11 شخصا على ذمة التحقيق”. كما كلف القاضي “مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية باجراء التحقيقات الاولية باشرافه”.

في سوريا، قتل عشرة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى اشتباكات فجرا بين منشقين والقوات النظامية بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية (غرب)، واخرى بعد الظهر في الطريق بين بلدتي كنصفرة وكقرعويد في جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب).

واوضحت الناشطة سيما نصار من اللاذقية في بريد الكتروني ان “مجموعة من الضباط والمجندين انشقت عن الجيش في قطعة عسكرية قرب القصر الجمهوري في قرية برج اسلام بعتادها واسلحتها، وان امرها انكشف عند خروجها من القطعة، فحصلت اشتباكات كبيرة بالأسلحة المتوسطة” بين الطرفين.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، ان “وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر شمال الاذقية تصدت لمحاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من البحر” واشتبكت معها و”اجبرتها على الفرار” بعد مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية والمجموعة.

من جهة اخرى، افادت الوكالة ان “مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت فجر اليوم قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)”، وحصل اشتباك اسفر عن مقتل ثلاثة عناصر و”ارهابيين” اثنين.

ومساء السبت، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “مواطنين اثنين استشهدا اثر اصابتهما باطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة مسرابا بريف دمشق بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية”.

ولفت ايضا الى ان “اشتباكات عنيفة تدور عند اطراف بلدة مسرابا بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة”. وتحدث المرصد ايضا عن “استشهاد مواطنين اثنين في بلدة بنش في محافظة ادلب اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية”.

ولفت الى “العثور اليوم على جثمان شهيد من قرية افس (في المحافظة نفسها) بعد ايام من اختفائه فيما سلم جثمان شهيد اخر من مدينة معرة النعمان الى ذويه بعد نحو شهرين من الاعتقال، فضلا عن استشهاد مواطن آخر من قرية نحلة متاثرا بجروح اصيب بها قبل ايام”. وبذلك، يرتفع عدد الضحايا السبت الى 14 قتيلا اربعة منهم مدنيون، بحسب المرصد السوري.

وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 19 شخصا في اعمال عنف في سوريا الجمعة، بينهم اثنان في عملية تفجير في حي الميدان في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما قالت السلطات انه من تنفيذ “انتحاري” وتسبب بمقتل 11 شخصا.

وطالب المجلس الوطني السوري المعارض “بفتح تحقيق دولي عاجل لكشف المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي”، مؤكدا ان “أصابع النظام القاتل تقف وراء هذه الجرائم”. وحمل “المجتمع الدولي مسؤولية اتخاذ موقف حاسم يردع النظام”، مشددا على ضرورة اتخاذ “خطوات اضافية من مجلس الأمن الدولي” لفرض احترام خطة انان.

وتنص خطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان على وقف اعمال العنف وسحب الاليات العسكرية من الشوارع واطلاق المعتقلين على خلفية الحركة الاحتجاجية والسماح بالتظاهر ودخول المساعدات الانسانية وبدء حوار حول عملية سياسية.

وقتل 362 شخصا على الاقل في سوريا منذ وصول طليعة بعثة المراقبين الدوليين المكلفة من مجلس الامن مراقبة وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ابريل والذي يشهد خروقات يومية.

ويتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بخرق وقف النار.

ويوجد حاليا 15 مراقبا في دمشق، بينهم اثنان استقرا في حمص (وسط)، واثنان في حماة (وسط)، واثنان في درعا (جنوب). وقد استقر اثنان في ادلب (شمال غرب) اعتبارا من امس الجمعة، بحسب ما ذكر المسؤول في الامم المتحدة نيراج سينغ لوكالة فرانس برس السبت.

واشار سينغ الى ان “المراقبين الآخرين سيتابعون مهمتهم انطلاقا من دمشق”. وذكرت قناة “الاخبارية” السورية التلفزيونية ان فريق المراقبين زار طرطوس على الساحل (غرب) اليوم السبت. ولم تشهد طرطوس اي حوادث تذكر منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011 التي تسببت حتى الآن بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص بحسب المرصد السوري.

وذكرت وكالة انباء “سانا” الرسمية من جهتها ان وفد المراقبين الدوليين قام “بجولات في مدينة حماة وريفها حيث زار منطقة مشاع الطيار التي انفجرت فيها عبوة ناسفة خلال اعدادها من ارهابيين”. كما زار احياء الشيخ عنبر وكارو وبلدة كفربهم.

ويؤكد ناشطون ان القوات النظامية قصفت حي مشاع الطيران في حماة الاربعاء ما تسبب بمقتل وجرح عشرات الاشخاص. ويفترض ان يصل الى دمشق اليوم رئيس بعثة المراقبين التي اقر مجلس الامن الدولي رفع عديدها الى ثلاثمئة سينتشرون تباعا على الاراضي السورية للتحقق من وقف اعمال العنف.

واتهمت صحيفة “تشرين” الحكومية السورية الصادرة السبت الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب”تشجيع الارهابيين”. وقالت “أن يتجنب مثلا الامين العام للامم المتحدة مؤخرا الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سورية كما هي العادة، فهو كمن يشجع هذه المجموعات على الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم والأعمال الارهابية”.

وكتبت صحيفة “الثورة” الرسمية “يستطيع السيد كوفي انان ان يفاخر بتقارير مراقبيه، وبامكان بان كي مون ان يقول ما يشاء، ان يركب الاتهامات كيفما طلب منه.. لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟”.

واضافت “لماذا لم يطلبا سحب هؤلاء الارهابيين؟ لماذا لم يشيرا الى وجودهم.. الى دورهم.. الى الداعمين لهم.. الى مموليهم.. والى القتلة الذين صنعوهم؟”. واعتبرت روسيا السبت ان على دمشق “التصدي بحزم للارهابيين الذين يتحركون في سوريا، وعلى جميع الافرقاء داخل (البلاد) وخارجها ان يمنعوهم من الحصول على الدعم الذي يريدونه”.

ووصفت دمشق السبت تصريحات المسؤولين الاتراك حول مسؤولية حلف شمال الاطلسي في حماية حدودهم والتلويح باقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بانها “استفزازية”. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي ان هذه التصريحات “تتنافى مع خطة” انان.

واعلنت الحكومة المجرية السبت ان اثنين من مواطنيها خطفا بايدي مسلحين مجهولين في سوريا فجر اليوم، من دون اعطاء تفاصيل “لدواع امنية”.

مع عدم وجود حل سياسي للأزمة

نسبة الفقر في سوريا تصل إلى 41 بالمائة

ملهم الحمصي من دمشق

أكد تقرير رسمي إرتفاع معدلات الفقر وأعداد الفقراء في سوريا الذي تصل نسبته إلى 41 بالمائة، في الوقت الذي يؤكد فيه محللين إقتصاديين أن العقوبات الغربية لا تطال سوى المواطن السوري البسيط، وأن هذه المعدلات سترتفع في ظل عدم وجود حل سياسي للأزمة.

دمشق: في الوقت الذي يجاهد فيه النظام السوري ووسائل إعلامه للظهور بمظهر الاقتصاد “القوي” و”المتماسك”، وأن أحداث الاحتجاج التي استمرت لأكثر من عام ونيف، لم توهن من عزيمته أو تضعف من اقتصاده، رغم انهيار العملة المحلية، وعودتها في الأسبوع الماضي لتسجيل مكاسب ضئيلة في مقابل العملات الأجنبية الأخرى، جاء تقرير رسمي عن ارتفاع معدلات الفقر واعداد الفقراء ليبين حجم التقهقهر الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه المواطن السوري، والذي تم نشره، وفق بعض المحللين الاقتصاديين السوريين، لبيان أن العقوبات الاقتصادية التي تفرض على النظام والحكومة السوريا، لا تطال إلى المواطن السوري البسيط!.

فقد أكد تقرير اقتصادي صادر عن الاتحاد المهني لنقابات عمال الكهرباء والصناعات المعدنية أن “نسبة الفقراء وصلت إلى 41 بالمئة من عدد السكان، وأن الخطة الخمسية العاشرة هدفت إلى خلق 625 ألف فرصة عمل جديدة للنصف الأول من عمرها لكنها لم توفر سوى 277 ألف فرصة”.

الحكومة السوريا بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في سوريا، كان قد أعدت مؤخرا تقريراً حمل عنوان (الفقر في سوريا 1996-2004) اظهر ان نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر الاعلى في سوريا تصل الى 30 % (2052 ليرة سوريا شهريا)، في حين تصل نسبة خط الفقر الأدنى الى 11 % (1458 ليرة شهريا)، فيما لم تتمكن الحكومة في خطتها الخمسية العاشرة (2006- 2010) من تخفيض هذه النسبة, بحسب خبراء.

ودعا التقرير إلى “الاهتمام بالشركات الصغيرة والمتوسطة والورشات والحرف والمشاغل التي تشغل الجزء الأكبر من اليد العاملة، وتحفيز ما كان منها في اقتصاد الظل على التحول إلى الاقتصاد الرسمي والقانوني، وحصر نشاطات الشركات الاستثمارية الكبرى والقابضة بالمشاريع الأساسية ذات التكاليف الاستثمارية المرتفعة لا في المطاعم والمنتجعات”.

كما طالب التقرير بضرورة “استعادة دور الدولة الرعائي الداعم للفئات الفقيرة ووضع سياسة ثابتة للأجور تقوم على سلم متحرك يتناسب مع غلاء المعيشة والحفاظ على المكاسب التي حققتها الطبقة العاملة، والحد من تفشي البطالة وخاصة بين الشباب من خلال زيادة استثمارات الحكومة في قطاعها العام والتعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل جديدة”.

وأكد التقرير على “حق المواطن السوري في الحصول على عمل يحقق له دخلا يمكنه من التمتع بحياته والعيش بكرامة وليس بحد الكفاف كما يسعى إليه الكثيرون اليوم”، موضحا أن “معدلات النمو المستهدفة يجب وضعها لهذا الهدف وتحقيقه، وأن تأتي السياسات الاقتصادية والاجتماعية لخدمته وتنفيذه بأقرب وقت ممكن”.

واشترط الاتحاد في تقريره أن “تأخذ هذه السياسات بالحسبان مجموعة من النقاط أهمها، استخلاص الدروس الأولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستفادة من الأزمة التي تشهدها سوريا، وإجراء مراجعة شاملة وشفافة لنتائج السياسات الاقتصادية الانفتاحية التي اتبعت منذ العام 2000 بشكل عام وتلك التي نفذت ابتداء من عام 2005 بشكل خاص، والرجوع إلى المبادئ الأساسية في مفهوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم على شمولية التنمية وعدالة التوزيع”.

كما اشترطت “إعادة النظر بسياسات الانفتاح والتحرير وهذا لا يعني العودة إلى غلق الأبواب بل الانفتاح على الاقتصاد الإقليمي والدولي بقدر ما يحقق الفائدة لصناعتنا الوطنية وإنتاجنا الزراعي، إضافة إلى الحفاظ على ملكية الدولة وإدارتها للمرافق الحيوية والإستراتيجية كالمرافئ والمطارات وقطاعات الكهرباء والمياه وتحديث طاقمها الفني والإداري وإعادة النظر ببعض التشريعات التي تفوح منها رائحة خصخصة هذه المرافق”.

وتشهد الأسواق السوريا موجة من ارتفاع الأسعار وصلت إلى عدة أضعاف في المواد الغذائية، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 30%، بحسب اقتصاديين، ما زاد من الأعباء المعيشية للمواطن السوري.

 وكان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل رضوان الحبيب قال في تصريحات سابقة، إن نسبة البطالة ارتفعت إلى 14.8% في 2012 صعوداً من 8.2 سجلت خلال العام السابق، وأن الارتفاع الأكبر في نسبة العاطلين من العمل سجلت لدى القطاع الخاص، في مقابل زيادة نسبة العمالة في القطاع العام تبعاً لبرامج التشغيل التي أطلقتها الحكومة خلال العام الماضي، وبينت إحصائية لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن عدد الوافدين إلى سوق العمل لهذا العام وصلت إلى 300 ألف.

التقرير وجد فيه خبراء اقتصاديون، استطلعت “إيلاف” رأيهم، محاولة للضغط على المجتمع الدولي لوقف العقوبات المتزايدة ضد النظام، وبيان أنها تؤثر بشكل مباشر على المواطن السوري، خلاف ما تدعيه الدول والهيئات المعاقبة للنظام، وفي نفس الوقت، تبرير تقصير وإهمال الحكومة تجاه مواطنيها بوجود هذه العقوبات التي من المفترض أن تكون ذكية وموجهة ودقيقة، لكنها لم تصب إلا الشعب السوري واقتصاده المترهل والذي يعاني من الفساد والتضخم والمحسوبية أصلاً.

اللحية التي ظهر فيها قائد كتيبة الفاروق في حمص تثير القلق

نشطاء: الحديث عن “أسلمة الثورة السورية” مجرد شائعات

ملهم الحمصي من دمشق

قال نشطاء سوريون إن الحديث عن اسلمة الثورة السورية وسيطرة الإسلاميين عليها مجرد شائعات تهدف إلى تشويه وجه الحراك الشعبي المنضوي فيه كل فئات وشرائح الشعب السوري.

أثارت اللحية التي ظهر بها قائد كتيبة الفاروق في حمص، رغم الإشاعات الكثيرة التي تداولتها المواقع المحسوبة على النظام السوري بمقتله أو اعتقاله، مخاوف بعض العلمانيين والليبراليين وحتى اليساريين الذي أهالهم مشهد طول لحية رجل عسكري انشق عن الجيش السوري المعروف بانضباطيته بخصوص موضوع اللحية بالذات.

بعض المفكرين والنشطاء السوريين علقوا على ذلك بالخوف من انعكاس صورة الإسلاميين المتشددين على المشهد العام للثورة السورية، وشاعت مقولات عن محاولات اختطاف الثورة من قبل المتشددين مع انتشار معلومات عن وصول مقاتلين إسلاميين ومتشددين إلى سوريا ومحاربتهم إلى جانب السوري الحر، رغم قرار وقف إطلاق النار المعلن.

بعض نشطاء الثورة الذين استطلعت “إيلاف” آراءهم، وتتحفظ عن ذكر أسمائهم لدواع أمنية، لم يخفوا ما سموه “الخوف على الثورة السورية من محاولات الاختطاف والتشدد والسرقة” من قبل بعض التيارات الإسلامية المشاركة في الثورة، في ظل هيمنة الإسلاميين على الربيع العربي وشعبيتهم المتصاعدة في أكثر من بلد عربي، وطالبوا الملازم أول عبد الرزاق طلاس بتبديد مخاوفهم ومخاوف العالم المتابع لأحداث الثورة، بتشذيب لحيته وجعلها أقرب إلى لحية المناضل الأممي (تشي غيفارا) لضمان تقبل الرأي العام العالمي والسوري في الداخل لأسباب إطلاقه للحيته، وهو الأمر الذي برروه بانشغاله بالمعارك اليومية، والدفاع عن المتظاهرين عن حلق لحيته والعناية بها.

النشطاء الميدانيون، اعتبروا ما يروج اليوم عن محاولات أسلمة الثورة السورية دعايات مغرضة يبثها النظام السوري وزبانيته وأعوانه، ويحاول من خلالها تشويه وجه الحراك الشعبي المنضوي فيه كل فئات وشرائح الشعب السوري.

ورأى عدد من النشطاء أن “الأسلمة” لو كانت حاصلة كما يروج النظام، لكانت الحرب الأهلية والمذهبية والطائفية قائمة منذ زمن بعيد، ورغم محاولات النظام الانتقام من عائلات المنشقين والمنخرطين في الثورة، ومعظمهم ينتمي إلى المذهب السني الأكبر والأوسع انتشاراً في البلاد، إلا أنه لم تسجل حالة تصفية للعائلات غير السنية وبالذات العلوية، ومن يتم استهدافه يتم فقط لكونه مساهماً في قمع المتظاهرين وتعذيبهم وقتلهم، كالضباط والشبيحة والأمن، دون حتى المس بعائلاتهم.

ويؤكد الناشطون الميدانيون أن حمص بالذات، بوصفها إحدى أهم المدن المختلطة في سوريا، لم تشهد اقتتالاً مذهبياً أو طائفياً أو نزوحاً من قبل الأقليات الدينية والمذهبية والطائفية فيها، ما عدا أحياء السنة في بابا عمرو والخالدية وغيرهما، بسبب عمليات تصفية جسدية أو بتأثير من فتاوى دينية كان النظام يحرص على الترويج لبعضها على قنواته لإيهام السوريين بأن عمليات القتل الجماعي والتصفية العرقية تتم من قبل “المجموعات الإرهابية المسلحة” كما يسميهم إعلامه.

ويرى عدد من النشطاء أن شائعات الأسلمة هي ذرائع المنبتين والمتنطعين والخائفين من تسليح الثورة السلمية والانحراف بها عن سلميتها، وأن ما يعرف عن الشعب السوري من اعتداله وتدينه المنضبط وغير المتشدد كفيل بمعالجة أي مخاوف من قبل التيارات غير الدينية في سوريا، وأن المرحلة حالياً هي للعمل وتكثيفه لإسقاط النظام، لا للانشغال بلحية ضابط ظل لما يقرب من عام طريداً ومطلوباً من قبل النظام؟!

انشقاقات في الأمن الرئاسي السوري.. والمعارضة: التفجيرات آخر أوراق النظام

بيروت: ثائر عباس وليال أبو رحال ونذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»

أكد ناشطون سوريون الأنباء الواردة، أمس، عن انشقاق نحو 30 ضابطا وجنديا من أمن القصر الرئاسي ممن كانوا ينتمون لكتيبة الدفاع المكلفة بحماية القصر الرئاسي في مدينة اللاذقية، شمال سوريا.

كما اتهم معارضون سوريون النظام السوري باللجوء إلى لعبة التفجيرات التي وقع آخرها أول من أمس في حي الميدان بدمشق، واعتبروها لعبته الأخيرة. وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، الدكتور أحمد رمضان، لـ«الشرق الأوسط» إن تفجير حي الميدان الأخير هو «رسالة من النظام السوري للمجتمع الدولي الذي تردد في التعاطي مع جرائم النظام السوري وهو ما يدفع الأخير إلى استخدام آخر الأوراق المتبقية لديه، ومنها إشاعة الفوضى والاقتتال الداخلي».

ميدانيا تزايدت حملات الاقتحام العنيفة والمداهمات والاعتقالات في عدة مناطق بريف دمشق، التي شهدت اشتباكات عنيفة خلفت عشرات القتلى، أمس، إثر إطلاق النار عشوائيا في منطقة بخعة من قبل قوات الأمن والجيش النظامي.

من جهتها نفت تركيا بشدة أمس الاتهامات السورية بتقديمها «تسهيلات» للجيش السوري الحر وتسهيل عمليات تسلل «المجموعات المسلحة» إلى الأراضي السورية، بعد إعلان دمشق إحباط محاولة تسلل إلى أراضيها، ملمحة إلى أن ذلك تم من الأراضي التركية. كما نفى نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، محاولة تسلل مجموعة مسلحة من جهة البحر، مؤكدا أن هذا الكلام الذي يطلقه النظام «هراء».

الى ذلك صادر الجيش اللبناني، أمس، في المياه الإقليمية في الشمال، حمولة ثلاثة مستوعبات من الأسلحة والذخائر كانت على متن الباخرة التجارية «لطف الله 2» المقبلة من ليبيا. وأصدرت قيادة الجيش بيانا أكدت فيه أنه «تم توقيف الباخرة مع طاقمها». وفي حين لم يشر البيان إلى أن العتاد مخصص لتهريبه إلى سوريا، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن الحمولة التي اعترضها الجيش اللبناني «مخصصة للمعارضة السورية».

دبابات الأسد تواصل قصفها.. وتصعيد المداهمات بحثا عن المنشقين

اشتباكات عنيفة في ريف دمشق وحمص واللاذقية.. وإحراق المنازل في ريف دمشق وحماه

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

تزايدت حملات الاقتحام العنيفة والمداهمات والاعتقالات في عدة مناطق بريف دمشق، في حين قتل العشرات، أمس، في ريف دمشق إثر إطلاق النار عشوائيا في منطقة بخعة من قبل قوات الأمن والجيش النظامي، بحسب ما قالته الهيئة العامة للثورة السورية. وأكدت مصادر محلية في منطقة القلمون قيام قوات الجيش النظامي باقتحام بلدة بخعة على خلفية حصول انشقاقات هناك، وقالت المصادر إن قوات الجيش توغلت في البلدة وقامت بمحاصرتها ومن ثم شنت حملة مداهمات واعتقالات وتخريب وتدمير للمنازل كما أحرقت عددا منها، مع ضرب وإهانة المدنيين، بحثا عن الجنود المنشقين، وقالت المصادر إن «أكثر من 10 أشخاص قتلوا بينهم جندي منشق».

من جانب آخر قال ناشطون إن «أكثر من 50 عنصرا من الجيش النظامي قتلوا في اشتباكات جرت بين المنشقين والجيش النظامي، كما تم تدمير دبابة».

من جانبه قال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إن قوات الجيش النظامي قامت إثر حصول انشقاقات في بخعة بمحاصرة «منشقين ومدنيين مع إطلاق رصاص عشوائي، مما أسفر عن سقوط أكثر من 10 شهداء وعدد كبير من الجرحى بعد اشتباكات عنيفة دارت بين المنشقين والجيش النظامي».

لجان التنسيق المحلية أكدت أن «قوات أمن وجيش النظام قامت بقصف بلدة بخعة بالدبابات بعد محاصرتها من جميع الجهات، وأسفر عن ذلك سقوط عدد من الشهداء والكثير من الجرحى»، ولفتت إلى أن سكان البلدة يواجهون «صعوبة في إسعاف الجرحى نتيجة تواصل القصف وحالة من الذعر تسري بين الأهالي والأطفال جراء ذلك».

واستمرت حملات قوات الأمن والجيش النظامي في عدة مناطق من البلاد، ففي ريف دمشق قالت لجان التنسيق المحلية إن «قوات النظام شنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية في بلدة حتيتة التركمان»، في وقت قالت فيه مصادر محلية إن عملية «اقتحام وحملة مداهمات عشوائية شنها الجيش النظامي على بلدة سرغايا»، القريبة من مدينة الزبداني عند الحدود مع لبنان.

وفي دوما اقتحمت 5 دبابات ساحة الجامع الكبير صباح أمس، مع انتشار كثيف لقوات الأمن والجيش النظامي، وقيامهم بسحق السيارات والدراجات النارية التي وجدت في طريقهم، كما تم إغلاق سوق دوما بالكامل، وقال سكان إن «حملات التمشيط والمداهمة تنتقل من حي لآخر وأصوات الانفجارات وأعمدة الدخان تتعالى من منطقة حي العب المغلق من كافة منافذه، ويسمع إطلاق النار بين فترة وأخرى»، كما قالوا إن المدينة لا تزال «مقطعة الأوصال في ظل انتشار حواجز قوات الأمن والجيش النظامي المدعومة بالدبابات في معظم الشوارع مع عزل غرب الكورنيش عن المدينة بإغلاق معظم مداخله بالحواجز الإسمنتية والترابية».

وفي مدينة حرستا القريبة من دوما اقتحمت قوات الجيش النظامي «حي بسطرة والمزارع الممتدة إلى مسرابا وسط إطلاق نار كثيف، وسماع دوي انفجارات قوية يرجح أنها ناجمة عن قصف مدفعي، علما بأن الدبابات تحاصر المدينة»، بحسب ما أفادت به لجان التنسيق المحلية. كما اقتحم يوم أمس حي القابون في العاصمة، دمشق، وتمركزت مصفحة و3 سيارات «زيل» عسكرية وشاحنتان وما يزيد على 6 سيارات «بيك آب» مثبت عليها رشاش «بي كيه سي» خلف مبنى شركة «سيرونيكس»، بحسب شهود عيان.

في غضون ذلك نفذت مجموعة من الشباب اعتصاما لعدة دقائق أمام القصر العدلي وسط العاصمة دمشق، قاموا خلاله برفع لافتات بأسماء بعض المعتقلين وطالبوا بوقف الاعتقال التعسفي، ضمن حملة «نريد أن نبني وطنا لكل السوريين»، ثم انسحبوا قبل وصول الأمن و«الشبيحة» بعد أن علقوا اللافتات في منتصف الطريق أمام باب القصر العدلي.

وفي تطورات الأوضاع الميدانية في مدينة حمص قال ناشطون إن أصوات القصف وإطلاق النار عادت لتقلق مدينة حمص ليلة الجمعة/ فجر السبت، حيث «لم تهدأ أصوات الرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات من جهة بابا عمرو والإنشاءات، وكذلك المحطة وباب هود، في خرق واضح لخطة عنان في ظل وجود المراقبين الذي لا يبتعدون سوى أمتار قليلة عن مكان هذه الانفجارات»، وأضاف الناشطون في مدينة حمص أنه «رغم وجود المراقبين لا تزال هناك أحياء لا يستطيع سكانها العودة إليها بسبب تمركز قوات الجيش النظامي فيها واحتلالهم كثيرا من المنازل، مثل القرابيص ودير بعلبة والبياضة وكرم الزيتون والقصور.. وغيرها»، وفي حي الخالدية قال ناشطون إنه شهد في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس «تحليق طيران استطلاعي على ارتفاع منخفض»، من جانب آخر قالت مصادر محلية إن الأهالي قاموا «بإخراج الجثث من المشفى الوطني الواقع تحت سيطرة (الجيش الحر) حيث مضى عليها أكثر من 3 أشهر محتجزة لدى قوات الأمن السوري»، وبث ناشطون مقاطع فيديو يظهر سكانا يخرجون جثثا في أكياس بلاستيكية سوداء، وهناك من يقول إن «أهالي جورة الشياح والثوار أخرجوا تلك الجثث من المشفى الوطني حيث وضعت في براد معطل، وإن الرائحة كانت خانقة وعانوا كثيرا للتمكن من إخراجها».

وفي مدينة القصير في ريف حمص، والقريبة من الحدود مع لبنان، وقعت اشتباكات عنيفة لدى محاولة قوات الجيش النظامي صباح أمس اقتحام قرية الضبعة القريبة من القصير، وسط إعادة انتشار للدبابات في المنطقة الشمالية من القصير. وفي مدينة الرستن (وسط) جرى إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة منتشرة على الجهة الشمالية لمدينة الرستن قرب كتيبة الهندسة تجاه منازل المدنيين، وسقط عدد من الجرحى جراء هذا الرصاص، بحسب ما أفاد به ناشطون. وفي مدينة حماه (وسط) شنت قوى الأمن حملة مداهمات في حي مشاع جنوب الملعب وضاحية أبي الفداء واعتقلت عددا من الأشخاص، في وقت كان المراقبون الدوليون يقومون بجولة في حماه، كما وصلت تعزيزات عسكرية إلى قرية التويني في سهل الغاب وسمعت أصوات انفجارات متقطعة وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة في ناحية عقيربات صباح أمس.

إلى ذلك، انتقدت صحف سورية رسمية، أمس، السبت، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، واتهمته بـ«تشجيع الإرهابيين»، كما اتهمت الموفد الدولي الخاص، كوفي أنان، بـ«عدم الوفاء بوعوده»، ونددت «بالصمت العربي والدولي حيال التفجيرات في سوريا». وكتبت صحيفة «الثورة» الرسمية: «يستطيع السيد كوفي أنان أن يفاخر بتقارير مراقبيه، وبإمكان بان كي مون أن يقول ما يشاء، أن يركّب الاتهامات كيفما طلب منه.. لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟».

اشتباكات بين القوات النظامية و30 عسكريا انشقوا عن كتيبة بأمن القصر الرئاسي في اللاذقية

ناشط: الانشقاق حصل منذ فترة.. لكن النظام اكتشف وجودهم أمس في بلدة برج السلام

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد ناشطون سوريون الأنباء الواردة، أمس، عن انشقاق نحو 30 ضابطا وجنديا قرب القصر الرئاسي في مدينة اللاذقية، شمال سوريا. وأفاد «المركز الإعلامي السوري» عن اندلاع اشتباكات، فجر أمس، قرب القصر الرئاسي «بين جنود الجيش النظامي الموالي للرئيس بشار الأسد ونحو 30 ضابطا وجنديا أعلنوا انشقاقهم في قرية برج السلام، الواقعة قرب القصر الجمهوري في ريف اللاذقية».

وأوضحت الناطقة باسم المركز، سيما ملكي، إن نحو 30 عسكريا انشقوا عن كتيبة الدفاع قرب القصر الجمهوري في المنطقة المذكورة، لافتة إلى أن «هؤلاء انشقوا سابقا لكن لم يعلن عن ذلك إلا الآن».

وقال أحد الناشطين، من الذين تابعوا عملية الانشقاق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الضباط والجنود الذين انشقوا عن الجيش النظامي كانوا يوجدون في قرية برج سلام التي تبعد عن مدينة اللاذقية نحو 18 كيلومترا»، لافتا إلى أن «جميع العسكريين المنشقين هم من كتيبة الدفاع المكلفة حماية القصر الجمهوري، الذي يبعد عن القرية نحو كيلومترين، وقد لجأوا منذ مدة إلى قرية برج سلام، حيث احتضنهم الأهالي».

ورجح الناشط المعارض أن «تكون قوات الأمن السورية قد اكتشفت مكان وجود المنشقين، فاقتحمت القرية بحثا عنهم، الأمر الذي دفع بالمنشقين إلى الدفاع عن أنفسهم، فدارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين».

وبينما تحفظ الناشط المعارض عن الحديث عن مصير المنشقين وحصيلة الاشتباكات، أكد أن «العناصر المنشقة كبدت قوات النظام خسائر فادحة»، مشيرا إلى أن «معظم أهالي القرية يتحدرون من الأقلية التركمانية، وهم من بقايا العائلات التركية التي تمتد جذورها إلى السلالات التركية التي وجدت في سوريا أثناء الاحتلال العثماني، ويبلغ عددهم في عموم سوريا نحو 3 ملايين نسمة».

وينفي الناشط أن يكون الانشقاق حدث بهدف «تنفيذ عملية ضد القصر الجمهوري الموجود في المنطقة، ذلك أن القصر فارغ ولا يوجد الرئيس فيه إلا في أوقات قليلة، وهو حاليا لا يتردد إليه، وبالتالي فلا معنى للقيام بأي عملية ضده».

وربط الناشط المعارض بين عملية الانشقاق و«القمع الذي تتعرض له المنطقة من قبل القوات النظامية، إذ تم اقتحام عدد من القرى في الفترة الأخيرة، ونفذت حملات اعتقال واسعة بحق ناشطين وشبان معارضين للنظام». ولفت إلى أن «القرى المحيطة بالقصر الجمهوري هي ذات غالبية علوية»، وهي الطائفة التي يؤيد معظم أبنائها نظام الأسد. كما توجد «بعض القرى السنية التي خرج أبناؤها في مظاهرات معارضة لنظام الأسد وتم قمعها بشدة، ليس من قبل قوات الأمن فحسب، وإنما من عناصر «الشبيحة» الذين أتوا من القرى الموالية مدججين بالسلاح».

وكانت قرى ريف اللاذقية قد تعرضت في الفترة الأخيرة لحملة أمنية عنيفة شنتها قوات الأمن و«الشبيحة» ضد السكان المعارضين لنظام الأسد، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وطائرات استطلاعية، وفقا لناشطين. وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها اشتباكات قرب أحد القصور الرئاسية، ففي العشرين من شهر مارس (آذار) الماضي، دارت معارك ضارية قرب القصر الجمهوري في دمشق، وتحديدا داخل شوارع حي المزة المحاذي للقصر، بين كتيبة «شهداء العاصمة» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» والقوات الموالية للنظام السوري، وراح ضحيتها عدد من القتلى وعشرات الجرحى.

معارضون سوريون يتهمون الأسد باللجوء إلى «لعبة التفجيرات» باعتبارها «آخر أوراقه»

رمضان: إعطاء مجلس الأمن مهلا إضافية للنظام يجعل مصير المراقبين الدوليين كالمراقبين العرب

بيروت: ليال أبو رحال

اتهم معارضون سوريون النظام السوري باللجوء إلى لعبة التفجيرات التي وقع آخرها أول من أمس في حي الميدان في دمشق، وأسفرت عن مقتل 11 شخصا وجرح قرابة 30 آخرين. واعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري الدكتور أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» أن تفجير الميدان الأخير هو «رسالة من النظام السوري للمجتمع الدولي بأنه قادر على إثارة الفوضى وتعكير الوضع، وأن بإمكانه بطريقة أو بأخرى أن يقوم بدور يؤذي الأطراف كافة»، فيما أكد المعارض السوري وليد البني أن «تفجيرات يوم الجمعة، في وقت يتظاهر فيه السوريون، هي من صنع النظام السوري، والعالم كله يدرك ذلك، إذ لا يمكن أن يفجر الناس أنفسهم بمن يتظاهر معهم وفي أحياء وشوارع مؤيدة للثورة السورية».

ورأى رمضان أن «تردد المجتمع الدولي ومجلس الأمن في التعاطي مع جرائم النظام السوري هو ما يدفع الأخير إلى استخدام آخر الأوراق المتبقية لديه ومنها إشاعة الفوضى والاقتتال الداخلي»، معربا عن اعتقاد «المجلس الوطني بأنه يترتب على مجلس الأمن الدولي القيام بخطوة عاجلة لإنقاذ وضع المراقبين وسمعتهم، بعد أن وضعهم النظام السوري في خانة حرجة من خلال تصعيده لعمليات القتل وعدم الوفاء بالتزاماته لناحية سحب قواته العسكرية ووقف قتل المدنيين».

وشدد على وجوب أن «يكون مجلس الأمن حاسما في موقفه تجاه خروقات النظام وجرائمه»، مشيرا إلى أنه «في حال استمر مجلس الأمن في إعطاء مهل إضافية للنظام، فسيكون مصير المراقبين الدوليين قريبا من مصير المراقبين العرب». وأكد أن قوى المعارضة السورية تترقب «تقرير المبعوث الأممي كوفي أنان إلى مجلس الأمن، ونتوقع أن يشير بصورة واضحة إلى رفض نظام الأسد التعاون مع المراقبين ووقف إطلاق النار». وأضاف: «بناء على ذلك، نتوقع أن يقرر مجلس الأمن اتخاذ خطوات إضافية وليس الاكتفاء بزيادة عدد المراقبين».

وجدد رمضان الإشارة إلى «أهمية أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات عاجلة ضد سوريا، وأن يضع كل الخيارات على الطاولة من دون أن يستبعد خيار أن تكون قراراته المقبلة تحت الفصل السابع». وعما إذا كان المجلس الوطني يعول على تغيير مرتقب في موقف روسيا في مجلس الأمن، أجاب رمضان: «ثمة حوارات تتم على أكثر من مستوى مع الروس، وهناك تغيير تدريجي في موقف روسيا»، لافتا إلى أن «أي دولة، حتى روسيا، لا تستطيع أن تقوم بالتغطية على النظام السوري أو البقاء صامتة تجاه الجرائم التي يرتكبها، والتي وصلت إلى حد دفن المواطنين وهم أحياء».

من ناحيته، أعرب البني، في تصريح، عن اعتقاده بأنه «لا أهمية لأي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي بحق النظام السوري، لا يصدر تحت الفصل السابع»، مذكرا بأن «القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن لم يلتزم بها الأسد، كما أن الروس لن يوافقوا على أن يصدر أي قرار يتعلق بسوريا تحت البند السابع».

وقال: إن «عصابة الأسد لن تتوقف عن القتل ولن تلتزم بخطة أنان، وهو لن يسمح بخروج أي مظاهرة سلمية لأنه يدرك أن الشعب السوري كله سوف ينزل حينها إلى الشارع». وأضاف: «الأسد سيستمر بالقتل ما لم يشعر بأن هناك قرارا تحت الفصل السابع يلزمه بتطبيق خطة أنان»، مشيرا إلى أن «نظام آل الأسد سيسقط، والشعب حسم أمره وهو مستعد لدفع التكلفة وحده لو تخلى عنه العالم أجمع».

دمشق تتهم وأنقرة تنفي تسلل مسلحين بزوارق مطاطية

مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط»: لا تدريب ولا تسليح.. مقاربتنا إنسانية

بيروت: ثائر عباس

نفت تركيا بشدة أمس الاتهامات السورية بتقديمها «تسهيلات» للجيش السوري الحر وتسهيل عمليات تسلل «المجموعات المسلحة» إلى الأراضي السورية، بعد إعلان دمشق عن إحباط محاولة تسلل إلى أراضيها، ملمحة إلى أن ذلك تم من الأراضي التركية. وأكدت مصادر تركية رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة تقارب الملف السوري «إنسانيا وسياسيا ولا تسلح أو تدرب مجموعات مسلحة وتبعث بهم إلى الأراضي السورية»، بينما أشارت مصادر قريبة من رئيس الوزراء التركي إلى أن «الضيوف» السوريين – وهي الصفة التي تستعملها للاجئين السوريين – هم من غير المسلحين، حتى عناصر الجيش المنشقون الذين يقيمون في الأراضي التركية. ونفت المصادر بشدة «متاجرة» تركيا بهؤلاء، معتبرة أن المسؤول الأول والأخير عن وجود هؤلاء على الأراضي التركية هو النظام الذي قرر استخدام البطش والقتل بديلا عن الحوار للتعامل مع مطالب شعبه المحقة.

من جهته، نفى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي محاولة تسلل مجموعة مسلحة من جهة البحر، مؤكدا أن هذا الكلام الذي يطلقه النظام «هراء». وأعرب الكردي، في اتصال مع «الشرق الأوسط» عن أمنيته «أن تكون لدينا القدرات التي يتحدثون عنها للقيام بهذا العمل وغيره»، وأضاف: «إن شاء الله سنحقق ما يتهموننا به اليوم، في خطوة لاحقة».

وأعلنت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية عن «تصدي إحدى الوحدات العسكرية المتمركزة قبالة البحر شمال اللاذقية لمحاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من البحر». ونقلت عن مصدر رسمي قوله إن «عناصر الوحدة العسكرية اشتبكوا مع المجموعة الإرهابية التي كانت تستقل زوارق مطاطية وتمكنوا من صد محاولة التسلل وإجبار أفراد المجموعة الإرهابية على الفرار»، مشيرا إلى أن «الاشتباك مع المجموعة الإرهابية أسفر عن مقتل وجرح عدد من أفراد الوحدة العسكرية، بينما لم تتم معرفة وإحصاء عدد القتلى من المجموعة الإرهابية نظرا لمهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلا». ولفتت إلى أن «مقر الوحدة العسكرية يبعد عن الحدود مع تركيا مسافة 30 إلى 35 كلم».

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي قال أمس إن «حماية الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا لا تتطلب أكثر من الالتزام ببنود خطة المبعوث الدولي كوفي أنان والتمسك بسياسات حسن الجوار التي ابتعد عنها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بسياسة التأزيم واستضافة المجموعات المسلحة». ولفت المقدسي في بيان أصدره إلى أن «سوريا لم تهدد في أي يوم من الأيام الحدود التركية لأنها تعتبرها حدود صداقة وحسن جوار، وبالتالي فمن المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب قوات حلف الناتو»، مشيرا إلى أنه «بدلا من أن يقوم أردوغان بالمتاجرة في أعداد السوريين المتضررين من الأعمال المسلحة والموجودين على الأرض التركية يمكنه بذل المساعي الحميدة للمساعدة في إعادتهم إلى بلدهم الذي يفتح لهم الأبواب وبكامل الضمانات».

واعتبر أن «أردوغان يمارس سياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة المجموعات المتطرفة التي لا تؤمن بالعملية السياسية». وقال المقدسي «إننا لا نريد لأحد أن يتباكى على مصير أي سوري، فأبواب البلاد مفتوحة لهم للعودة بكامل الضمانات اللازمة وإعادة إعمار الأضرار جارية لإعادة تأهيل مناطقهم». وأعلن أن «سوريا ستبقى متمسكة بأفضل العلاقات مع الشعب التركي الصديق، وأبوابها مفتوحة للأتراك الذين يؤمنون بعلاقات حسن الجوار والتاريخ المشترك للشعبين الصديقين».

وأعادت التداعيات الأخيرة مسألة تصريحات المسؤولين الأتراك حول مسؤولية حلف شمال الأطلسي في حماية حدودهم والتلويح بإقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بأنها «استفزازية» و«منافية» لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه «ما زال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود اوغلو يدليان بتصريحات استفزازية تهدف لتأزيم الوضع في سوريا وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج». وأضاف أن هذه التصريحات «تتنافى في الوقت ذاته مع خطة» أنان.

وقال البيان «من المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سوريا، الأمر الذي لا يتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة انان والتمسك بسياسات حسن الجوار».

وأشار إلى أن أردوغان «ابتعد تماما» عن هذه السياسة، «بممارسته سياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسية».

وكان أردوغان صرح في 12 أبريل (نيسان) أن «من مسؤولية حلف شمال الأطلسي حماية حدود تركيا». وقال ردا على سؤال حول ما تعتزم الحكومة التركية القيام به في حال إطلاق النار باتجاه الأراضي التركية من سوريا «لدينا خيارات عدة»، مضيفا «لدينا حقوق إذا انتهكت حدودنا. هناك أيضا خيار التذرع بالمادة الخامسة في ميثاق الحلف الأطلسي».

واشنطن: استمرار العنف في سوريا يساعد على زيادة نفوذ «القاعدة»

نولاند: لا ننوي إرسال مراقبين أميركيين

واشنطن: محمد علي صالح

مع استمرار القلق الأميركي بسبب استمرار القتال في سوريا رغم وصول المراقبين الدوليين، نفت الخارجية الأميركية أن أميركيين سيرسلون إلى سوريا ضمن فريق المراقبين الدوليين، وقال مسؤولون أميركيون كبار إن استمرار العنف يساعد على زيادة نفوذ منظمة القاعدة. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «صار واضحا أن نظام الأسد أخفق في الوفاء بالتزاماته بموجب خطة الـ6 نقاط (خطة كوفي أنان، موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية)». وأضافت: «إذا فشلنا فشلا كاملا، واتفقنا جميعا، سنعود إلى نيويورك (إلى مجلس الأمن)». وقالت بأن الخطوة التالية هناك هي إعلان عقوبات دولية على سوريا.

وفي إجابة على سؤال إذا كان القلق الأميركي على عدم قدرة المراقبين على وقف القتل، وإذا كانت الولايات المتحدة ستساهم بإرسال مراقبين على أمل أن ذلك سيقوي وجود وأهمية المراقبين، قالت نولاند: «لا ننوي إرسال مراقبين أميركيين. طبعا وكما هو واضح، نحن ندعم هذه البعثة الدولية ماليا، ونحن مستعدون لدعمها لوجستيا حسب تقييمنا للوضع ولاحتياجات البعثة». ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» اعتمادا على 3 مسؤولين في البيت الأبيض، قالت: إنهم طلبوا عدم نشر أسمائهم ووظائفهم، أن الرئيس باراك أوباما قلق من استمرار العنف في سوريا، ولسبب آخر هو الخوف من زيادة نفوذ «القاعدة» فيها. وكان المسؤولون يتحدثون بمناسبة مرور سنة على قتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم منظمة القاعدة. وركزوا على انتصار أوباما الكبير على منظمة القاعدة عندما أمر بقتل بن لادن حسب الخطة التي قدمها له البنتاغون. وقال أحد المسؤولين: «قلت كثيرا فرص هجوم على غرار هجوم 11 سبتمبر (أيلول) نتيجة لعمليات مكافحة الإرهاب التي قامت بها الولايات المتحدة». وقال: إن الهجمات «الإيجابية» التي أمر بها الرئيس أوباما أدت إلى «القضاء على قلب (القاعدة)». لكنه أضاف أن «القاعدة» ربما ستعود على الساحة العربية، وخاصة في سوريا. وأشار إلى «نشاط (القاعدة) المكثف في اليمن». وقال: إن استمرار العنف في سوريا يساعد على انتشار «القاعدة»، خاصة عبر الحدود من العراق. وأضاف: «نحن نتابع التطورات في سوريا من أكثر من زاوية. زاوية وقف العنف، وزاوية تحقيق الديمقراطية والاستقرار، وزاوية انتشار الإرهاب».

وكان مصدر في الخارجية الأميركية قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق بأن استمرار القتل رغم المراقبين الدوليين، يزيد قلق المسؤولين الأميركيين. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، إن الرئيس الأسد نجح في «تخدير المجتمع الدولي بقرارات من مجلس الأمن بالإجماع عن وقف مؤقت لحربه ضد شعبه. لكن، لا تدل هذه القرارات على رحيله، ولا حتى عن الإشارة إلى إمكانية رحيله».

وأضاف: «يجب ألا تشغلنا التفاصيل الدقيقة عن عدد المراقبين وتوقيت إرسالهم عن الصورة الكبيرة، وهي أن سيطرة الأسد على سوريا، لم تقل فقط، ولكنها، أيضا، زادت، بحماية مجلس الأمن الذي يركز على وقف العنف، وليس على السبب الرئيسي للعنف وهو حكم الأسد الديكتاتوري». وكانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، قالت بأنها ما زالت تأمل، رغم الأدلة المضادة، أن مهمة كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، سوف تنمو لها جذور قوية. لكنها قالت: إنها متشائمة. وكانت افتتاحية رئيسية لصحيفة «واشنطن بوست» انتقدت المراقبين الدوليين تحت عنوان: «مراقبو الموت». وقبل ذلك، كانت افتتاحية، عنوانها «خطة بلسوريا»، انتقدت «احتضان إدارة أوباما لخطة سلام الأمم المتحدة غير العملية». وقالت الافتتاحية: «الخبر السعيد الجديد الوحيد هو أن إدارة أوباما تبدو أنها بدأت النظر في البدائل».

وعن خطة أنان، التي كانت افتتاحيات الصحيفة انتقدتها مرات كثيرة خلال الأسابيع الماضية، قالت الافتتاحية: «خطة أنان لم تحترم بأي نوع من أنواع الاحترام من جانب نظام بشار الأسد. هذه نتيجة كان يمكن التنبؤ بها تنبؤا مؤكدا، وهي النتيجة التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص». وأضافت الافتتاحية: «لن تغري أبدا الدبلوماسية الأسد لوضع حد للهجمات على المدن السورية، وللسماح بمظاهرات سلمية، وللإفراج عن السجناء السياسيين. والسبب الرئيسي هو أنه غير راغب في ترك السلطة، وفي السماح لنظامه بأن ينهار. مجرد جهود حسنة النوايا من الأمم المتحدة، وجهود مثل تلك التي كانت جاءت من جامعة الدول العربية فقط توفر غطاء للأسد ليواصل ذبح شعبه».

وأضافت الافتتاحية: «يجب أن تعرف الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو من تجربة بعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية في سوريا في العام الماضي أن المراقبين لن يوقفوا عنف هذا النظام. وأن هؤلاء المراقبين الجدد سوف يعوقون ويرهبون». وكان جون إرنست، مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض، قال أول من أمس للصحافيين المراقبين في طائرة الرئيس أوباما، إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل لأن سوريا فشلت في تنفيذ التزاماتها مع كوفي أنان. وقال: «الولايات المتحدة تعتزم مواصلة الضغط الدولي ضد نظام الأسد، وتشجيعه بأقوى العبارات الممكنة للارتقاء إلى مستوى الالتزامات والتعهدات التي قطعها على نفسه في إطار خطة أنان».

وكان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، رفض الإجابة مباشرة على سؤال إذا كانت الحكومة الأميركية عندها «الخطة ب» التي ستقدمها إلى مجلس الأمن إذا فشلت «الخطة أ»، وهي وقف إطلاق النار، وإرسال مراقبين إلى سوريا للتأكد منه. وقال كارني إنه لن يتحدث عن «الخطة أ» و«الخطة ب»، لكنه قال: «ليست هناك حاجة لإعلان، أو تسمية في الوقت الحاضر… لكن، تأكدوا أننا نناقش الخطوات المقبلة وخيارات المستقبل مع حلفائنا وشركائنا». وأضاف: «إننا نشعر بقلق بالغ إزاء فشل نظام الأسد الصارخ في الوفاء بالتزاماته بموجب خطة أنان. وإننا، إذا لم ننجح في إلزامه، وإذا لم نر تغييرا في سلوك النظام السوري، وإذا لم يحدث التزام بوقف إطلاق النار، وإذا لم يحدث وفاء بالنقاط الأخرى في خطة أنان (مثل إطلاق سراح المعتقلين، والسماح للصحافيين الأجانب بالدخول)، سنواصل التشاور مع حلفائنا والشركاء، فضلا عن أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي حول الخطوات المقبلة».

المراقبون الدوليون أنهوا مهمتهم في إدلب وانتقلوا إلى حماه

عشية انضمام 15 مراقبا أمميا للبعثة الدولية في سوريا

بيروت: نذير رضا

عشية وصول 15 مراقبا إضافيا ينضمون إلى مراقبي الأمم المتحدة الذين يتفقدون المدن السورية الساخنة في إطار تنفيذ خطة المبعوث الأممي إلى سوريا؛ كوفي أنان، زار وفد من المراقبين أمس مدينة حماه وريفها للمرة الثالثة خلال أسبوع، بعد أن أنهى زيارته إلى محافظة طرطوس، حيث التقى محافظها لمدة ساعة.

وقالت مصادر ميدانية من حماه لـ«الشرق الأوسط» أن وفد المراقبين «تفقد وسط حماه في منطقة السوق، وسط مواكبة أمنية وفرتها القوات النظامية له، ثم شوهدت سيارات الوفد تخترق شارع العلمين باتجاه منطقة الحاضر».

وأفادت وكالة «يونايتدس برس إنترناشيونال» بأن فريق المراقبين الدوليين زار محافظة طرطوس والتقى محافظها ثم غادر المدينة، مشيرة إلى أن «خمسة مراقبين وصلوا إلى المدينة والتقوا المحافظ لمدة ساعة وغادروا المكان».

من جهته، أشار الناطق باسم وفد فريق المراقبين الدوليين في سوريا؛ نيراج سينج، إلى أن الزيارة إلى حماه «تأتي للاطلاع على الأوضاع في المدينة واستبدال المراقبين الموجودين هناك، بغية اطلاع جميع المراقبين على كل المواقع». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «وفد المراقبين زار منطقة مشاع الطيار في المدينة، كما زار حيي الشيخ عنبر وكازو بالإضافة إلى بلدة كفربهم في ريف المحافظة».

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن أعضاء الوفد التقوا في وسط حماه بالناس، واستمعوا لشروح حول طبيعة العمليات التي ينفذها النظام، وكيفية استهداف الناشطين، والتي تشير إلى خروقاته المستمرة لهدنة وقف إطلاق النار.

وكانت بعثة المراقبين الدوليين في سوريا قررت، يوم الثلاثاء الماضي، تثبت مراقبين دائمين اثنين في مدينة حماه، وذلك بعد توارد أنباء عن أحداث قصف لأحياء في المدينة، أدت إلى سقوط ضحايا.

وأتت زيارة الوفد إلى المدينة بعد أن بات فريق من المراقبين ليلته في محافظة إدلب، حيث استمع أعضاء البعثة لشروح حول طبيعة العمليات العسكرية المستمرة والقصف الذي استهدف المدينة. والتقى الوفد، يوم أول من أمس، محافظ إدلب ثم قام بجولة في عدد من أحياء المدينة وبعض بلداتها.

من جهة ثانية، توجه الجنرال النرويجي روبرت مود إلى دمشق أمس بعد أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، نبأ توليه قيادة فريق المراقبين الدوليين في سوريا.

وفي السياق نفسه، قال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في سوريا، وليد فارس، إنه كان مقررا أن يعقد المراقبون الدوليون مساء أمس جلسة مع الحكومة السورية يطلبون فيها سحب الجيش من الشوارع والعودة إلى ثكناته والخروج من الأحياء التي قام باحتلالها، وخاصة حي بابا عمرو وكرم الزيتون. وأضاف فارس في تصريح تلفزيوني أن «هناك عددا كبيرا من المواطنين تحدثوا مع بعثة المراقبين، وأخبروهم بالمجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه، وما يعانيه الشعب من نقص في المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية».

وأشار فارس إلى أن مجلس قيادة الثورة طالب المراقبين الدوليين بمساعدتهم في انتشال الجثث المنتشرة على طول عدد كبير من الشوارع السورية، التي يمنعهم النظام السوري من انتشالها رغبة منه في التنكيل بالشعب السوري وإذلاله.

وأوضح فارس أن النظام يحاول أن يوهم المراقبين بأن هناك طرفا آخر يقاتل، وهو من يتسبب في المعارك بين الشعب والجيش النظامي، عن طريق افتعال مشكلات على الحواجز الأمنية وإطلاق النار في الأماكن التي يوجد بها المراقبون لكي يثبت أن الشعب السوري غير مؤهل للديمقراطية.

بعد يوم شهد مقتل 48 سوريا برصاص الجيش

اعتقالات بدير الزور قبل وصول رئيس المراقبين

                                   شنت قوات الأمن والجيش السورية حملة دهم واعتقالات واسعة منذ فجر اليوم في دير الزور، وذلك بعد يوم من مقتل 48 سوريا لمطالبتهم برحيل النظام، وقبل سويعات من وصول رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا.

فقد أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأنه ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت قوات الأمن والجيش السورية حملة دهم واعتقالات في عدة أحياء بدير الزور منها حي العمال والقورية والبوكمال وذلك بحثا عن نشطاء وعناصر من الجيش الحر.

يأتي ذلك فيما يتوقع أن يصل إلى دمشق خلال الساعات القادمة رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود وفق ما أعلن أحمد فوزي، المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان.

48 قتيلا

ولم تختلف حدة العنف في سوريا أمس السبت عن الأيام السابقة، حيث قتل 48 سوريا برصاص قوات النظام، معظمهم سقطوا في ريف دمشق وحماة وحلب.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن القوات النظامية اقتحمت وقصفت مدينتي دوما وحرستا بريف دمشق، وحيان بحلب وأريحا وسراقب في إدلب وأبو حمام في دير الزور.

وذكر ناشطون أن القوات النظامية أطلقت النار لتفريق مظاهرتين مسائيتين خرجتا في حمص وحماة. كما اعتقلت خطيب مسجد بني أمية سابقاً الشيخ أحمد معاذ الخطيب في دمشق، وشنت حملة دهم واعتقال في عدد من المناطق، بحسب الناشطين.

كما وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في ريف دمشق واللاذقية وإدلب أمس السبت.

هجوم بحري

من ناحية أخرى, قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن مسلحين يستقلون زوارق مطاطية، هاجموا وحدة عسكرية سورية على ساحل البحر المتوسط في أول هجوم من البحر منذ اندلاع الثورة والاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وحسب الوكالة فإن عددا من المسلحين والجنود قتلوا في المعركة التي أعقبت الهجوم الساحلي قرب ميناء اللاذقية على بعد 35 كلم جنوب الحدود التركية.

وطبقا لرويترز, فقد أبرز الهجوم -إضافة إلى مقتل 15 شخصا على الأقل في أعمال عنف بمنطقتين قرب دمشق- مدى تردي الأوضاع بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي تحدثت الدول الغربية عن خطوات أشد صرامة في حال فشله.

يشار إلى أن الخطة التي اقترحها المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان تنص على وقف العنف وسحب الآليات العسكرية من الشوارع وإطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهر ودخول المساعدات الإنسانية وبدء حوار بشأن عملية سياسية.

يذكر وحسب تقديرات وكالة الصحافة الفرنسية، أن 362 شخصا على الأقل قتلوا في سوريا منذ وصول طليعة بعثة المراقبين الدوليين المكلفة من مجلس الأمن بمراقبة وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه يوم 12 أبريل/نيسان الجاري مع استمرار الخروق اليومية.

وقد اتهمت صحيفة “تشرين” الحكومية السورية الصادرة أمس السبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشجيع من سمتهم الإرهابيين, وقالت “إنه يتجنب الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سوريا كما هي العادة”.

مود يصل إلى سوريا اليوم

دمشق تنتقد أردوغان بشأن الناتو

                                   انتقدت دمشق تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اعتبر فيها أن مسؤولية حماية حدود بلاده المجاورة لسوريا تقع على حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولوح بإقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بينما يتوقع أن يصل اليوم إلى سوريا الجنرال النرويجي روبرت مود الذي عينه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة على رأس مهمة المراقبة الدولية بسوريا.

فقد قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي في بيان له “ما زال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو يدليان بتصريحات استفزازية تهدف إلى تأزيم الوضع في سوريا وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج”.

وأضاف “من المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سوريا، الأمر الذي لا يتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة أنان والتمسك بسياسات حسن الجوار”.

خيارات عدة

وكان أردوغان قد صرح يوم 12 أبريل/نيسان الجاري أن “من مسؤولية حلف شمال الأطلسي حماية حدود تركيا”. وقال ردا على سؤال حول ما تعتزم الحكومة التركية القيام به في حال إطلاق النار باتجاه الأراضي التركية من سوريا، “لدينا خيارات عدة.. وهناك أيضا خيار التذرع بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف الأطلسي”.

وتنص هذه المادة على أن “تعرض أي بلد من الحلف لهجوم هو عمل موجه ضد الأعضاء كافة، وعلى الدول الأعضاء أن تتخذ التدابير اللازمة” للرد عليه.

وقد صرح الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن الجمعة أثناء مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي بروما، “نعتقد بأن الطريق الصحيح هو المضي قدماً والسعي إلى حل سياسي سلمي بسوريا”.

وأضاف “ليست لدينا أي نية للتدخل مباشرة في القضية السورية.. نعتقد بأن هناك حلولا أخرى أكثر ملاءمة”.

على صعيد آخر، يتوقع أن يصل اليوم إلى دمشق الجنرال النرويجي روبرت مود لتسلم قيادة فريق المراقبين الدوليين هناك، حسب ما أفاد به المتحدث باسم البعثة نيراج سينغ.

وسيقود الجنرال فور توليه مهامه فريقًا من 300 مراقب سمح مجلس الأمن الدولي يوم 21 أبريل/نيسان الجاري بنشرهم لفترة أولية من ثلاثة أشهر، لمراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ رسميا يوم 12 أبريل/نيسان الجاري.

وبخصوص ردود الفعل حول التزام دمشق بخطة أنان، أعلن البيت الأبيض في بيان له الجمعة أنه يشعر بخيبة الأمل لفشل النظام السوري في الوفاء بتعهداته ضمن خطة أنان.

كما جاء في البيان أن الولايات المتحدة ستواصل حشد الضغط الدولي ضد الرئيس الأسد إذا فشلت مهمة المراقبين الدوليين.

قلق أوروبي

من جهته عبر الاتحاد الأوروبي الجمعة عن “قلقه العميق” إزاء استمرار العنف من قبل النظام السوري رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميكائيل مان الناطق باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون “من الواضح أن نظام الأسد لا يحترم تعهداته المنصوص عليها في خطة أنان.. لقد وعدوا بسحب أسلحتهم الثقيلة من المدن ولم يحدث شيء من ذلك.. نتمنى أن يغير حضور المراقبين الدوليين الوضع على الأرض ونحن مستعدون لدعم مهمتهم تقنيا”.

في سياق متصل، دعت جماعة الإخوان المسلمين السورية الأمم المتحدة إلى إعلان فشل خطة أنان، وطالبت بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية في ظل استمرار خروقات اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب بيان للجماعة.

وطالبت الجماعة في بيانها الأمين العام الأممي “أن يقرن إعلانه عن امتناع حكومة الرئيس بشار الأسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي أنان منتهية.. في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على أيدي العصابات المارقة عشرات الأبرياء”.

كما طالب البيان بان “بتجميد عضوية سوريا في الأمم المتحدة إلى حين قيام حكومة معبرة عن إرادة الشعب السوري”، داعيا المجتمع الدولي إلى “إسقاط أي صفة تمثيلية لبشار الأسد وحكومته ومعاملتهم على أنهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا”.

النظام السوري يكشف عن خوفه بتكثيف اعتقاله المثقفين

الأمن العسكري يعتقل الناقد المسرحي عماد حورية من المكتبة العمومية بفندق الشام

دمشق – جفرا بهاء

قامت دورية من الأمن العسكري ظهر أمس السبت باعتقال الناقد المسرحي عماد حورية من مكان عمله في المكتبة العمومية بفندق الشام.

وحورية (الحمصي الأصل) صاحب دار “امسيا” للنشر، وناشر رواية “مديح الكراهية” للروائي خالد خليفة والتي تحدثت عن أحداث الإخوان المسلمين في فترة الثمانينات في سوريا، وهو أب لفتاتين (شام 19 سنة، وحنين 15 عاماً).

وكان الأمن العسكري اعتقل في نفس الفترة الطبيب النفسي جلال نوفل والمفكّر سلامة كيلة. وإن كان اعتقال الأدباء والمفكرين والمثقفين زاد بدرجة كبيرة، فإن الملاحظة الأهم أن اعتقال هؤلاء يتم عن طريق الأمن العسكري وليس السياسي، ما يعني أنهم غالباً يتعرضون للتعذيب أثناء التحقيق، إذ إنه من المعروف في سوريا أن الأمن السياسي عادة يعتقل الصحافيين والمثقفين مستخدماً الطرق الكلامية للتحقيق وليس التعذيب، في محاولة لرسم صورة جيدة عن المخابرات السورية في السنوات القليلة الماضية، أما الأمن العسكري فهو أحد الفروع التي تستخدم التعذيب الشديد في التحقيق.

ويأتي تكثيف حملة اعتقالات المثقفين في الوقت الذي بدأ صوتهم يؤثر في الشارع السوري أكثر من قبل، ما جعل هؤلاء مصدراً لخوف النظام.

ودان المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية هذا الاعتقال، مؤكداً أن حرية الفكر والتعبير هي المقصود المباشر من عمليات اعتقال الأدباء والمفكرين، كما أن القيم الانسانية وتدميرها هو المقصود من اعتقال الأطباء والعاملين في مجال الإغاثة.

ودان أنور البني مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية في تصريح لـ”العربية.نت” بشدة حملة الاعتقالات التي تمت أخيراً وأبدى قلقه على حياة العديد منهم كسلامة كيلة والطبيب جلال نوفل والشيخ أحمد معاذ الخطيب، وهو داعية ديني ناشط ومنفتح جداً ومن مؤسسي وناشطي لجان إحياء المجتمع المدني.

وعلمت “العربية.نت” من نشطاء في حقوق الإنسان أن حياة الطبيب جلال نوفل والداعية أحمد معاذ الخطيب في خطر، كما نقل عن الناشطين أن صحة مازن درويش في تدهور مستمر.

وأكد البني لـ”العربية.نت” أن اعتقال نخبة الأطباء التي تعمل في مجال الإغاثة والمساعدة الإنسانية كجلال نوفل ومحمود الرفاعي ومحمد عرب وجوزيف نخلة وجورج يازجي وغصوب العلي وأحمد وليد دحان ومهند درخباني ومحمد نور عودة، وغيرهم كثيرون من الأطباء والنشطاء مثل دياب سرية وأحمد زريق ومحمد زغلول، وقتل المسعفين حتى في الهلال الأحمر مثل محمد دراق السباعي ومحمد الخضرا، يؤكد “أن السلطات السورية لا تكتفي بانتهاك حقوق الإنسان بكل مستوياته وملاحقة واعتقال كل من يفضح هذه الانتهاكات، بل تلاحق كذلك كل من يعالج آثارها من أطباء ومسعفين وعاملين بإغاثة العائلات المنكوبة والمهجّرة”.

تهم بالجملة

وكان القضاء العسكري السوري وجّه الأحد الماضي تهمة “حيازة منشورات محظورة” بقصد توزيعها بحق ثمانية ناشطين هم: هنادي زحلوط ويارا بدر ورزان غزاوي وثناء الزيتاني وميادة خليل وبسام الأحمد وجوان فرسو وأيهم غزول، كانوا أوقفوا مع الناشط والإعلامي مازن درويش مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في 16 شباط/فبراير.

وقبل أيام قليلة وجّهت للفتاة يارا شماس (21 عاماً) اتهامات تصل عقوبتها الى الإعدام كإثارة الحرب الأهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح السوريين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد البعض الآخر، وعلق أنور البني على التهم التي وجهت ليارا: “إن ما جرى مع زميلنا ميشيل شماس وابنته الهدف منه الضغط على المحامي شماس لنشاطه وصوته الواضح في الدفاع عن المعتقلين السياسيين ورؤيته النقدية لما يجري في سوريا”.

وأضاف البني: “الأمن يستخدم عائلات النشطاء للضغط عليهم”.

العثور على جثة شاب مشوهة من آثار التعذيب في دمشق

وجدوا جثته في نهر وعليها آثار التعذيب بعد اختفائه 14 يوماً

دمشق – جفرا بهاء

عثر أمس في ثلاجة مشفى المجتهد في دمشق على جثة الشاب عبد الكريم المخللاتي مشوهة من آثار تعذيب، وعلم أهله أن الجثة كانت مرمية في نهر بمنطقة عقربا القريبة على منطقة الميدان، بعد 14 يوما من اختفائه في ظروف غامضة.

جثة الشاب مخللاتي ذو 23 عاماً، كانت مع عدد من الجثث المتراكمة في المشفى، وهو من “الميدان” الحي الأكثر نشاطاً في دمشق العاصمة في التظاهرات ومعارضة النظام.

اعتقل مخللاتي في يونيو/حزيران من العام الماضي لمدة تقارب الشهرين، ويبدو أنه وضع تحت المراقبة لنشاطه في المظاهرات إعلامياً وإلكترونياً.

أصرت أمه أن لا تسميه إلا “عريس” وحملت نعوته نفس الصفة، وجرت الدعوة في كلا تنسيقيات دمشق للمشاركة في تشييع الشاب مخللاتي اليوم بعد صلاة الظهر، ويتوقع ناشطون أن يحاول الأمن منع التشييع خوفاً من ضخامة العدد الذي من المتوقع أن يشارك فيه.

صديق مخللاتي وصفه “للعربية نت” بقوله: “عبد الكريم معروف بتسامحه وضحكته الدائمة، حتى في أحلك الظروف، وكان بمثابة الجرعة المستمرة للأمل بانتصار ثورتنا وسقوط النظام”.

الانفجارات تتوالى في دمشق وآخرها في المزة

مود يصل اليوم إلى سوريا لمباشرة مهمته في قيادة عمليات المراقبين

العربية.نت

من المرتقب أن يصل اليوم الأحد إلى سوريا الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة المراقبين العسكريين الدوليين ليباشر مهمته في قيادة عمليات المراقبين في مختلف المدن السورية، ذلك وفق نيراج سنغ المتحدث باسم بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، الذي قال إن طلائع المراقبين زاروا مدن حماة وحمص ودرعا وطرطوس.

من جانبه قال المعارض والكاتب السوري ميشال كيلو في مقابلة سابقة مع “العربية”، إنه يملك معلومات تشير إلى أنه إذا لم ينجح المراقبون الثلاثمئة في مهمتهم فسوف يضاف إليهم سبعمئة مراقب يتمتعون بحراسة من قوات دولية لفرض وقف إطلاق النار في سوريا.

ميدانيا، قالت لجان التنسيق إن صوت انفجار سمع قرب برج تالة في حي المزة في العاصمة دمشق، وأضاف أن اشتباكاتٍ عنيفة وقعت بين قوات النظام ومجموعاتٍ منشقة في ريف دمشق واللاذقية وادلب .

كما أفادت لجان التنسيق بوقوع عدد من الإصابات في حي طريق حلب بحماة نتيجة إطلاق جيش النظام النار على مظاهرات مسائية خرجت من مسجد عثمان بن عفان.

كما شهد حي الكرامة بحماة أيضا انفجارا قويا نتيجة عبوة ناسفة، وفي ادلب استهدفت قوات الأمن حافلة تقل ممرضين متطوعين لإسعاف الجرحى على مدخل سراقب الشمالي، وفي جبل الأربعين في إدلب قال ناشطون إن قصفا عنيفا أدى إلى سقوط إصابات.

مسؤول صيني: تطابق مواقف روسيا والصين بشأن سوريا وكوريا الشمالية

موسكو (رويترز) – قال نائب وزير الخارجية الصيني تشينغ قوه بينغ يوم السبت في موسكو ان مواقف الصين وروسيا متطابقة بالكامل بشأن الازمة في سوريا والبرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وقال تشينغ الذي كان يرافق نائب رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ خلال زيارة الى روسيا للصحفيين عبر مترجم ان “مواقف الجانبين متطابقة مئة بالمئة حول كوريا الشمالية وسوريا”.

وحمت روسيا والصين الرئيس السوري بشار الاسد بأعاقتهما لقرارين لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يدينان الحكومة السورية بسبب حملتها الامنية العنيفة التي تشنها على معارضيها والتي تقول الامم المتحدة ان 9000 شخص قتلوا فيها منذ مارس اذار 2011.

ورغم معارضتهما المعلنة للتدخل الاجنبي لا سيما التدخل العسكري في الازمة وافقت الدولتان على خطة السلام التي طرحها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان عندما طرحت للتصويت في مجلس الامن وحثتا الحكومة والمعارضة المسلحة على الالتزام بوقف اطلاق النار.

وانتقدت روسيا والصين اطلاق كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى هذا الشهر لكنهما دعتا الى ضبط النفس.

وتستخدم الدولتان اللتان تملكان حق النقض في مجلس الامن ثقلهما في مواجهة قوة الولايات المتحدة وتدعوان الى عالم “متعدد القوى” بدلا من عالم تسيطر عليه الولايات المتحدة منفردة.

وفي الوقت نفسه تتنافس الدولتان على النفوذ في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق بوسط اسيا وتجدان صعوبات في حل خلافاتهما بشأن امدادات الطاقة على الرغم من التوافق الظاهري بين روسيا واكبر مستهلكي الطاقة نموا في العالم.

واجتمع لي الذي يتخذ طريقه لخلافة رئيس الوزراء الصيني وين جياو باو في وقت لاحق هذا العام يوم الجمعة مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين.

(اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

سوريا: المراقبون يطالبون كافة الأطراف باحترام وقف إطلاق النار

دعا مراقبو الأمم المتحدة في سوريا كافة الأطراف إلى الالتزام بتعهداتها واحترام اتفاق وقف إطلاق النار وسط مخاوف من تصاعد حدة أعمال العنف.

وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي من المتوقع أن يصل رئيس فريق المراقبين الدوليين الجنرال النرويجي روبرت مود إلى دمشق ظهر الأحد.

وشدد المتحدث باسم بعثة المراقبين نيراج سينغ على ” أهمية الوقف الكامل لاعمال العنف من كل الاطراف” مضيفا أن “هذه هي الاولوية الملحة التي نسعى الى التحقق منها ودعمها”.

وأوضح سينغ أن الفريق المتواجد في سوريا الآن “يرسل ملاحظاته الى موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الى سوريا كوفي عنان والى الامم المتحدة”.

وقال سينغ ان المراقبين في حمص ودرعا وادلب “يواصلون عملياتهم وجولاتهم في المناطق التي هم موجودون فيها” مضيفا أن المراقبين في العاصمة دمشق يمهدون لوصول باقي أعضاء الفريق الطليعي.

ومن المتوقع نشر 15 مراقبا دوليا إضافيا من بين الفريق الطليعي المكون من 30 مراقبا بحلول الاثنين حسبما صرح المتحدث باسم كوفي عنان.

أعمال عنف

من ناحية أخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بمقتل 32 شخصا يوم السبت في أعمال عنف في أنحاء متفرقة من البلاد.

وأوضح المرصد أن عشرة من الجنود المنشقين قتلوا في اشتباكات مع الجيش النظامي في ريف دمشق بينما قتل 22 آخرين في حماة وادلب وحلب.

وفي المقابل ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن ثلاثة جنود قتلوا إضافة إلى ” إرهابيين اثنين في اشتباكات في حلب”.

تحقيقات

في غضون ذلك، أعلن مسؤولون أمنيون لبنانيون أن أجهزة الاستخبارات بدأت في استجواب طاقم السفينة التي عثر على متنها على حاويات تحمل أسحلة وذخيرة وتحمل علم سيراليون.

وكانت البحرية اللبنانية قد اعترضت السفينة منذ يومين واقتادتها إلى أحد الموانئ.

وأعلنت السلطات أنها صادرت كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت على متن السفينة.

مراسل بي بي سي في بيروت جيم موير انه يعتقد أن الأسلحة كانت متوجهة الى المعارضة السورية.

وتقول وكالة رويترز ان بعض الأسلحة كانت تحمل علامات ليبية.

وأكد ميليوش ستروغار المتحدث باسم القوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدةة في لبنان أن السفينة كانت متوجهة إلى ميناء لبناني.

يذكر أن طرابلس هي معقل المؤيدين للمعارضة السورية، وقد اشتكت الحكومة السورية مرارا من تهريب أسلحة من المنطقة الى سوريا.

معارك عنيفة في سوريا وأنباء عن سقوط 44 قتيلاً

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قالت مصادر المعارضة السورية إن 44شخصاً قتلوا السبت برصاص قوات الأمن والجيش، سقط معظمهم في عملية عسكرية جرت بريف دمشق، في وقت استمرت فيه المظاهرات بعدة مناطق، وسط انتقادات وجهها المجلس الوطني، الممثل الأكبر للمعارضة، إلى المجتمع الدولي وخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة تقوم برصد الأوضاع الميدانية في البلاد، إن 15 شخصاً قتلوا في ريف دمشق بقرية بخعة القريبة من الزبداني، مشيرة إلى أن الجيش قام بقصف القرية بالدبابات بعد محاصرتها من جميع الجهات.

كما لفتت إلى سقوط عشرة قتلى في حماه وسبعة في حلب، إلى جانب خمسة في إدلب ومثلهم في حمص، وقتيل في كل من دمشق ودرعا.

من جانبه، علق المجلس الوطني السوري المعارض عبر صفحته على فيسبوك بالقول إن النظام السوري غير مسؤول بمفرده عن إفشال خطة عنان بخرقه المتواصل لكل بنودها، بل إن المجتمع الدولي مسؤول أيضاً لأنه “اختزل الخطة إلى بعثة المراقبين فقط.”

ولفت المجلس إلى سقوط أكثر من 500 قتيل منذ وصول طلائع لجنة المراقبين الدوليين إلى سوريا، وأضاف متسائلاً: “كم سيبلغ عدد الشهداء عند اكتمال تواجد لجان المراقبين في سوريا؟”

كما أكدت مصادر في المعارضة السورية اندلاع معارك عنيفة بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحي “الجيش السوري الحر”، في عدة مناطق السبت، أسفرت عن سقوط 13 قتيلاً على الأقل، حتى اللحظة، في انتهاك جديد لخطة المبعوث الدولي، كوفي عنان، لوقف أعمال العنف التي تشهدها الدولة العربية منذ قرابة 14 شهراً.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مقره في العاصمة البريطانية لندن، إن عشرة جنود منشقين عن الجيش النظامي، لقوا حتفهم خلال اشتباكات اندلعت في إحدى القرى القريبة من العاصمة دمشق، مشيراً إلى سقوط ثلاثة قتلى آخرين من المدنيين، في مدن سورية أخرى، من بينهم رجل تعرض للطعن من قبل “عصابة” موالية لنظام الأسد، في حمص.

كما اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر في مدينة اللاذقية الساحلية، على البحر المتوسط، والتي تضم قصراً رئاسياً، حيث ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن إحدى الوحدات العسكرية المتمركزة قبالة البحر شمال اللاذقية، تصدت “لمحاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من البحر.”

وأضافت، نقلاً عن مصدر أمني، أن “عناصر الوحدة العسكرية اشتبكوا مع المجموعة الإرهابية، التي كانت تستقل زوارق مطاطية، وتمكنوا من صد محاولة التسلل، وإجبار أفراد المجموعة الإرهابية على الفرار.”

وأشار المصدر إلى أن “الاشتباك مع المجموعة الإرهابية، أسفر عن استشهاد وجرح عدد من أفراد الوحدة العسكرية، فيما لم تتم معرفة وإحصاء عدد القتلى من المجموعة الإرهابية، نظراً لمهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلاً”، لافتاً إلى أن مقر الوحدة العسكرية يبعد عن الحدود مع تركيا مسافة 30 إلى 35 كيلومتراً.

كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن “مجموعة إرهابية مسلحة”، وهو الاسم الذي تطلقه على مسلحي المعارضة، هاجمت قوات حفظ النظام بمنطقة “عفرين”، في ريف حلب، فجر السبت، فاشتبكت معها الجهات المختصة، مما أسفر عن “استشهاد ثلاثة عناصر، وإصابة اثنين آخرين، ومقتل اثنين من الإرهابيين.”

تأتي هذه المعارك بعد يوم شهد سلسلة تفجيرات بأنحاء مختلفة من سوريا، أبرزها تفجير قرب أحد المساجد في حي “الميدان” بدمشق، أسفر عن سقوط تسعة قتلى، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن غالبيتهم من عناصر حفظ النظام، ووصفته بأنه “تفجير إرهابي.”

أما المرصد الحقوقي فقد وضع حصيلة الضحايا عند 11 قتيلاً، غالبيتهم من القوات الموالية للنظام، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط 18 قتيلاً آخرين، خلال مواجهات مع قوات الأسد، في مختلف المدن السورية الجمعة.

وتتواصل أعمال العنف في سوريا رغم إعلان نظام الأسد التزامه بوقف العمليات العسكرية في المدن والمناطق السكنية، بموجب خطة “النقاط الست”، التي عرضها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان.

وفيما عبرت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدثة باسمها، فيكتوريا نولاند، عن اعتقادها بأن خطة عنان “فشلت”، فقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن المراقبين العسكريين الدوليين في سوريا يفيدون باستمرار وجود الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية، معرباً عن القلق البالغ بشأن عدم التزام الحكومة السورية بتعهداتها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى