صفحات سورية

أيها الشباب لاتبالوا .. انها الحرب النفسية

 

صلاح بدرالدين

من الطبيعي أن تتردد الأقوال المتناقضة وتتزايد التوقعات المختلفة حول المشهد السوري الراهن وهذا بحد ذاته دليل الاهتمام بحاضر ومستقبل بلادنا واستئثارها بمزيد من الترقب في وضع اقليمي يتسم بالغليان وحالات شعبية منتفضة من حولنا ضد الظلم والاستبداد ومن أجل الحرية والكرامة .

في اليومين الماضيين قرأنا وسمعنا الكثير حول سوريا : فاعلام النظام من وكالة سانا الى الصحف والتلفزة وتسريبات الأجهزة الأمنية تردد أن الوضع الأمني مستتب ولم يحصل أي انتفاض جماهيري سوى محاولات من بعض الرعاع والخونة لزعزعة استقرار البلد وأن ماحصل في درعا أمر محلي يتعلق بخلافات شخصية ومطالب ادارية جرى حلها , مقابل ذلك كتب مثقفون سورييون مقالات تتضمن اجتهادات تصل الى درجة نوع من خيبة الأمل بسبب تأخر اندلاع الانتفاضة السورية التي كانت متوقعة بحسب رؤيتهم حتى قبل الانتفاضة التونسية كما تحمل اشارات الى أن النظام نجح في تحييد الكرد لأنهم لم يهبوا يوم الحادي والعشرين من آذار وهو اليوم الأول من العيد القومي الكردي نوروز كما وردتني رسائل من عدد من الشباب الأكراد وبينهم ناشطون في صفحات الفيسبوك يعربون عن غضبهم لأن السلطة استوعبت الحالة الكردية بل أجبرت قيادات التنظيمات الكردية الى المثول للتعليمات الصادرة والمبلغة بصورة شفوية لكل واحد من تلك القيادات على حدة وجوابا على كل تلك التساؤلات والاجتهادات الفردية أقول :

أولا – أهالي درعا ومن حولها صامدون ولم يستجيبوا لطلب الوفد الحكومي بالتفاوض الا بشروط وأن حالة الغليان مستمرة وأن المطالب المرفوعة والمعلنة هي وطنية سورية عامة تعبر عن الحالة السورية الشعبية العامة مثل رفع حالة الطوارىء والأحكام العرفية واجراء التغيير الديموقراطي واطلاق سراح كافة السجناء السياسيين وخاصة النسوة اللواتي اعتقلن في مظاهرة دمشق ومحاسبة الفاسدين وتحويل القتلة الى القضاء .

ثانيا – ليس للانتفاضة السورية المنشودة أي توقيت ولايستطيع أيا كان تحديد ساعة الصفر وقد تحصل الآن أو غدا أو بعد أشهر والانتفاض عملية تراكمية من صنع الشباب وقد تحصل تحركات على شكل بروفات هنا وهناك لشل قدرات السلطة وارباكها واشغالها الى حين قدوم الساعة التي لاريب فيها المهم أن النظام مستبد ويعجز عن تجديد نفسه ولايستطيع بطبيعته الاقدام على اصلاح أي شيء وليس من مفر سوى التغيير الديموقراطي عبر الانتفاض السلمي الجماهيري الشامل .

ثالثا – الشعب الكردي ليس محايدا بل يشكل بغالبيته الساحقة وشبابه وشاباته الطرف الأكثر مصلحة في التغيير اليوم وليس غدا وهو كمكون يعاني الاضطهاد المزدوج الاجتماعي السياسي مثل سائر السوريين والقومي كشعب محروم من جميع الحقوق ومعرض للعديد من المخططات العنصرية المستمرة حتى الآن واذا ما لوحظ صدور أصوات كردية نشاز فهي لاتمثل الا أصحابها .

رابعا – علينا جميعا أن ندرك أن – غض الطرف – من جانب الأجهزة الأمنية عن مظاهر احتفالات نوروز في عفرين وحلب وكوباني وسري كاني والقامشلي يعود الى تكيك أمني مستجد والفضل في ذلك لمعتقلينا بدمشق ولأهلنا في درعا ودماء شهدائها واذا كان المسؤولون الادارييون الذين زاروا بعض المجمعات النوروزية صادقون فلماذا لم يحملوا معهم مرسوم باعتبار نوروز عيد قومي كردي ومناسبة رسمية للدولة ؟ .

خامسا – مشهد بعض متزعمي التنظيمات الكردية وهم جالسون مع مسؤولي الأجهزة الأمنية يدعو الى الشفقة وكأن لسان حالهم يقول : هانحن نحتفل بالعيد في كنف الطبيعة دون منع وكأن ذلك مكسب قومي أو انجاز حل للقضية الكردية تصوروا أن الدبكة غير ممنوعة وهي أقصى ما ينشدها هؤلاء الدراويش علما أن شعبنا يحتفل بعيده في سوريا سرا وعلنا وبأشكال مختلفة حسب الظروف منذ ثمانين عاما أي بعد تأسيس حركة خويبون .

ياشباب سوريا من درعا الى القامشلي شعبكم بانتظار انتفاضتكم الباسلة الموعودة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى