أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد، 10 شباط 2013

البطريرك الماروني في دمشق: الاصلاح بالحوار ومن الداخل

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

وصل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة بشارة الراعي الى دمشق بعد ظهر امس، لحضور تنصيب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي المقرر صباح اليوم. وهي زيارة وصفت بـ «التاريخية» كونها الأولى التي يقوم بها بطريرك ماروني، لسورية منذ الزيارة التي قام بها البطريرك الراحل انطون بطرس عريضة خلال فترة الانتداب الفرنسي على لبنان وسورية، قبل استقلال لبنان في العام 1943، علماً أن البطريرك السابق نصرالله صفير رفض على الدوام زيارة دمشق «ما دام التدخل السوري مستمراً في شؤون لبنان».

وبثت محطة «الإخبارية» السورية في شريط عاجل «وصول البطريرك الراعي إلى سورية». ودخل الراعي عبر نقطة المصنع الحدودية وواكبته ابتداء من جديدة يابوس على الجانب السوري من الحدود تدابير أمنية مشددة. وكان في انتظاره موكب رئاسي وضعه الرئيس بشار الأسد في تصرفه، أقله إلى كنيسة مار انطونيوس في باب توما حيث ترأس الراعي قداساً احتفالياً بعيد مار مارون.

وقال في عظته: «إننا نصلي أن يلهم الله ضمائر المسؤولين المحليين والإقليميين والدوليين ويدفع بهم إلى العمل على وضع حد فوري لدوامة العنف والحرب في سورية العزيزة وعلى إحلال السلام بالتفاهم والحوار حول المواضيع الخلافية»، لافتاً إلى تأثره الشديد عندما رأى «النازحين السوريين نحو لبنان والطريق إلى دمشق فارغة خاوية».

وسأل الله أن «يجعل آلام المخاض من اجل ولادة مجتمع جديد ودولة جديدة تحمل كل القيم التي يرغبها شعبنا الطيب». وأضاف: «من هنا من دمشق نقول معكم لكل الذين يمارسون هذه المآسي كفى للحرب والعنف والقتل وتدمير البيوت والمعالم الحضارية، وكفى إذكاء للحرب من أي جهة أتى. يقولون من اجل الإصلاحات، الإصلاحات لازمة في كل دولة وكل وطن لكن الإصلاحات لا تفرض فرضاً من الخارج بل تنبع من الداخل وفق حاجات كل بلد ولا احد أدرى في شؤون البيت مثل أهله». وأكد أن الإصلاحات «تتم بالحوار والتعاون وهذا ما ندعو إليه مع محبي السلام العادل والشامل والدائم، وإن كان لا بد من دور للأسرة الدولية فليكن في هذا الاتجاه».

وتمنى الراعي في حديث إلى «الإخبارية» السورية «انتهاء الأزمة السورية»، معرباً عن «تضامنه مع الشعب السوري الذي يواجه النزوح والقتل والتهجير». وأكد أنه «سيشارك الشعب السوري الدعاء من اجل إنهاء الحرب».

وحضرت إلى الكنيسة حشود من المواطنين تقدمها أساقفة ومطارنة والسفير البابوي في دمشق ماريو زيناري الذي اعلن أن هذه الزيارة «مباركة من الفاتيكان». وقال النائب العام الأسقفي رئيس المحكمة الكنسية المارونية في دمشق المونسنيور ميشال فريفر «إنها زيارة مباركة وهي تاريخية بامتياز لأن سورية أول الأوطان المسيحية ودمشق أول مدينة في التاريخ». وأضاف أن الراعي زار أبرشية دمشق المارونية التي تضم عشرين ألف مؤمن العام 2007 عندما كان مطراناً على جبيل.

وأكدت مصادر مواكبة للزيارة أنها تكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة لجهة تأكيد تضامن المسيحيين في المشرق وتحملهم مسؤولياتهم إلى جانب المسلمين وهذا نهج فاتيكاني عبر عنه الراعي خلال جولات سابقة في العراق ومصر.

وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إنه «مع هذه الزيارة». وأضاف، بعد مشاركته في قداس عيد مار مارون، شفيع الطائفة المارونية، في بيروت: «لا يجب أن يكون لكل شيء علاقة بالسياسة. البطريرك هو راعي الموارنة في لبنان وأنطاكيا وسائر المشرق… ويشكل الاستقطاب والطمأنينة لكل مسيحيي المشرق».

وتابع أن مسؤولية أسقف أبرشية أوروبا للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي كذلك «لا تقف عند حدود سورية»، معتبراً أن «هذين الرجلين يعرفان مصلحة المسيحيين وكيفية إبقائهم متجذرين في ارضهم».

وكان مجمع الأساقفة الأنطاكي الأرثوذكسي انتخب في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اليازجي بطريركاً، خلفاً لأغناطيوس الرابع هزيم الذي توفي في الخامس من الشهر نفسه.

ويشكل الأرثوذكس غالبية المسيحيين في سورية البالغ عددهم زهاء 1,8 مليون نسمة.

التيار السلفي في الأردن يعلن مقتل 6 من كوادر “جبهة النصرة” في سورية

الأردن – يو بي أي

قتل 6 كوادر من “جبهة النصرة لأهل الشام” خلال اشتباكات مع الجيش السوري النظامي، بحسب ما اعلن التيار السلفي في الأردن.

وقال مصدر في التيار رفض الكشف عن اسمه ليونايتد برس إنترناشونال، إن “6 أردنيين من كوادر جبهة النصرة لأهل الشام استشهدوا خلال الأيام الماضية خلال مواجهات مع القوات السورية الحكومية في محافظات دمشق ودرعا وحلب وحماة وإدلب”.

الراعي ثاني بطريرك ماروني يزور سوريا

تنصيب يوحنا العاشر يشهد تطوّراً نادراً

فارس سعيد: زيارة البطريرك لدمشق ستعرّض المسيحيين للخطر

فيما كانت الأنظار تواكب الزيارة الراعوية الاولى التي قام بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس لطرابلس حيث رأس قداساً في مناسبة عيد القديس مارون وأحطيت زيارته بحفاوة وسط اجراءات أمنية مشددة، برز تطور مفاجئ تمثل في تأكيد اعتزام البطريرك الراعي زيارة دمشق غداً للمشاركة في احتفال تنصيب بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر.

وعلى رغم التكتم الذي أحيط به برنامج الزيارة وعدم صدور أي تعليق كنسي عليها حتى ليل امس، اكتسب هذا التطور بعداً استثنائياً نظراً الى ان هذه الزيارة هي الاولى لبطريرك ماروني لسوريا منذ الاستقلال، بعد تلك التي قام بها البطريرك الراحل مار انطون بطرس عريضة في زمن الانتداب الفرنسي.

وأدرج مطلعون على احتفال تنصيب البطريرك يوحنا العاشر الذي سيقام غداً في كنيسة الصليب المقدس بدمشق مشاركة البطريرك الراعي كما بطاركة آخرين من الطوائف غير الارثوذكسية في اطار اظهار مشهد تضامني بين الكنائس المسيحية وقت تمرّ سوريا وكذلك مسيحيوها في اخطر محنة.

غير ان السؤال الذي شغل الاوساط المواكبة لهذا التطور تركز على احتمال حصول لقاء لرؤساء الكنائس المسيحية وممثليها والرئيس السوري بشار الاسد بعد التنصيب. وكانت معلومات ترددت عن هذا الاحتمال، غير انه تعذر تأكيدها من اي مصدر او جهة معنيين. ومن شأن هذا اللقاء في حال حصوله، ان يثير جدلاً ومضاعفات ولو ادرج في اطار بروتوكولي.

وصدر ليلاً أول رد فعل سياسي على زيارة الراعي لسوريا على لسان الامين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد الذي قال: “مع احترامي لبكركي أعلن اعتراضي على زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لدمشق لأنها ستعرض المسيحيين للخطر”.

أما على صعيد الملفات الداخلية، فبدت القوى السياسية أمس في مرحلة استعداد لاسبوع يفترض ان يكون حاسماً على صعيد مهمة اللجنة النيابية المصغرة المكلفة البحث في ملف قانون الانتخاب.

ميقاتي: في مواعيدها

وأكد رئيس الوزراء نحيب ميقاتي لـ”النهار” في هذا السياق ان “الحكومة تعمل على اساس اجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة في حزيران المقبل وليس ثمة ما يحول دون اجرائها، أما خلاف ذلك فأمر يقرره مجلس النواب”.

ورداً على سؤال عن المضاعفات المتصاعدة لحادث عرسال، أعرب ميقاتي عن “امله في معالجة جدية وسريعة لتداعيات الحادث المؤلم الذي تعرض له الجيش في منطقة عرسال ونجم عنه استشهاد الرائد بيار بشعلاني والمعاون ابرهيم زهرمان”. واكد ان “الاولوية هي لتوقيف مطلقي النار على الجيش وتثبيت الاسقرار”، مكرراً ما قاله لدى زيارته وزارة الدفاع عن “الحكمة والحزم والتعقل”. ودعا الى تحقيق واسع النطاق لتحديد المسؤوليات، متمنياً على “البعض في الاعلام والسياسة ومواقع التواصل التعامل بمسؤولية مع الوضع والابتعاد عن بث صور وشائعات من هنا وهناك بهدف صب الزيت على النار”.

وامتنع ميقاتي، من جهة اخرى، عن التعليق على السجال الحاصل حول انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى مكتفياً بالقول انه “ضد أي تشرذم أو انقسام في مؤسسات دار الفتوى”. ودعا “الجميع الى المرونة” متمنياً على المفتي الشيخ محمد رشيد قباني أخذ المبادرة لرأب الصدع”.

شربل: التأجيل؟

وفي الملف الانتخابي ايضا، لم يستبعد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل تأجيل الانتخابات “مع اننا انجزنا كل الاجراءات وفق قانون 1960 لان لا قانون غيره الآن لنكون جاهزين في المواعيد الدستورية”. لكنه رأى ان الموضوع “ليس انتخابات بقدر ما هو استقرار البلد بمعنى ان البلد اذا ظل مستقراً تحصل الانتخابات اما اذا حصل شيء يعكر الأمن لا سمح الله أو بدا ان الانتخابات قد تؤدي الى توتير أمني يصار الى تأجيل الموعد وهذا الأمر تقوم به السلطة التنفيذية التي تدعو السلطة التشريعية الى اجراءات قانونية تفضي الى تمديد معين”.

وشدد على ان الانتخابات سائرة حتى الآن وفق قانون 1960 وهذا القانون لا يلغى الا بقانون آخر.

ذكرى 14 شباط

وقبل خمسة أيام من الذكرى الثامنة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري رفاقه في 14 شباط 2005 علمت “النهار” ان المناسبة سترتدي طابعاً خاصاً هذه السنة اذ ستكون محطة اساسية في اظهار عودة اللحمة الى قوى 14 آذار والاعداد لمعركة الاستحقاق النيابي.

وقال مصدر مطلع على التحضيرات الجارية لاحياء الذكرى “إن المهرجان سيؤكد تزخيم ثورة الأرز وحدة وبرنامجاً انطلاقاً من المبادرة الشعبية التي انطلقت قبل ثمانية اعوام”. وفيما تكتمت اوساط 14 آذار على الشخصيات التي ستشارك في المهرجان، علم ان الرئيس سعد الحريري يعد لمداخلة اساسية قد يطور عبرها ما طرحه في مقابلته التلفزيونية الأخيرة ويعرض برنامج “تيار المستقبل” في المرحلة المقبلة ويؤكد ديموقراطية النظام اللبناني وعدم انحرافه نحو هيمنة السلاح داخلياً وخارجياً. وقد تكون اطلالة الحريري مباشرة من الرياض.

ويشار في هذا السياق الى أن اتصالاً هاتفياً جرى ليل الخميس الماضي بين الرئيس الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تبادلا خلاله مجموعة افكار في سبيل توحيد الرؤية بين الحلفاء توصلاً الى مشروع مشترك لقانون الانتخاب.

“ابو ابرهيم”

الى ذلك، عاد امس ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا الى الواجهة مع اعلان وزير الداخلية انه تبلغ من الجانب التركي معلومات عن مقتل خاطف اللبنانيين “ابو ابرهيم”.

وقال شربل مساء لـ”النهار” إن المتابعة جارية لملف المخطوفين “لنرى كيف نعيدهم الى لبنان”. واوضح ان متابعة الملف تحصل “بعيداً من الاعلام ومن خلال مفاوضات مع كل الاطراف توصلاً الى نتيجة مثمرة”.

لكن الناطق باسم “الجيش السوري الحري” لؤي المقداد تساءل عن “الفائدة” من اعلان وزير الداخلية مقتل المدعو ابو ابرهيم الذي يحتجز اللبنانيين في اعزاز. وقال: “هذه ليست المعلومة المناسبة لتعطى”، وأكد ان اللبنانيين المخطوفين” في حال جيدة”. ولم يؤكد مقتل ابو ابرهيم.

سفينة للكهرباء

وبعيداً من الملفات السياسية والأمنية، اعلن امس، وبعد تأخير متكرر استهلك شهوراً طويلة، عن ابحار سفينة الطاقة الكهربائية التركية “فاطمة غول سلطان” في اتجاه السواحل اللبنانية تطبيقاً للاتفاق المعقود مع وزارة الطاقة والحكومة. وهي السفينة الاولى من اثنيتين يتوقع وصولهما الى لبنان.

مهلة الخطيب تنتهي اليوم: إطلاق السجينات أو لا حوار

وكالات

تنتهي اليوم الأحد مهلة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض للنظام لاطلاق سراح السجينات، والا تعتبر مبادرته للحوار لاغية. هذا، وقد تقدم المقاتلون المعارضون من مطار منغ العسكري على الرغم من قصف النظام الجوي.

بيروت: ينتظر السوريون اليوم الأحد حيث تنتهي المهلة التي أعطاها رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب للنظام السوري لاطلاق سراح المعتقلات.

ومساء الجمعة، اعلنت دمشق استعدادها للحوار مع المعارضة لكن “من دون شروط مسبقة”. وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الجمعة “الباب مفتوح (…) لأي سوري يريد أن يأتي الينا ويناقشنا ويحاورنا”، موضحًا أنه “عندما نتحدث عن حوار، نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي احدًا”.

وأبدى معاذ الخطيب في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي استعداده المشروط لمحاورة ممثلين لنظام الرئيس الاسد، مقترحًا في مرحلة لاحقة اسم نائب الرئيس فاروق الشرع كطرف محاور، ومشددًا في الوقت نفسه على أن الحوار سيكون على “رحيل النظام”.

وامهل رئيس الائتلاف النظام حتى اليوم الاحد لاطلاق سراح السجينات، والا يعتبر مبادرته لاغية. وقوبل الخطيب بانتقادات لاذعة داخل الائتلاف لا سيما من المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات المعارضة، الذي رفض أي تفاوض مع النظام.

والسبت، اجرى الرئيس السوري بشار الاسد تعديلًا وزاريًا لا يشمل الوزارات السيادية وقرر استبدال خمسة وزراء وتعيين اربعة جدد، اضافة الى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية (سانا).

وبموجب التعديلات الجديدة، عين اسماعيل اسماعيل وزيراً للمالية، وسليمان العباس وزيرًا للنفط والثروة المعدنية، واحمد القادري وزيرًا للزراعة والاصلاح الزراعي، وحسين عرنوس وزيرًا للاشغال العامة. كما عين الاسد وزير الدولة حسين فرزات وزيرًا للاسكان والتنمية العمرانية، وسمى كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية وحسن حجازي وزيرًا للعمل.

ويأتي التعديل الجديد، وهو الاول منذ تكليف الحلقي برئاسة الحكومة في آب/اغسطس اثر انشقاق سلفه رياض حجاب، وسط نزاع دامٍ منذ اكثر من 22 شهرًا ادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص وتهجير اكثر من 700 الف، بحسب ارقام الامم المتحدة.

ميدانيًا شن الطيران الحربي السوري السبت غارات في محيط مطار عسكري في محافظة حلب (شمال) تقدم المقاتلون المعارضون الى اطرافه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان صدر عصر السبت: “تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف من قبل الطيران الحربي ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط المطار”.

وكان المرصد افاد في وقت سابق عن اقتحام المقاتلين لاجزاء على اطراف المطار إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخله. وسيطر المقاتلون الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب (شمال غرب)، ضمن سعيهم للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو لقصف مناطق عدة.

واشار المرصد الى مقتل شخص واصابة العشرات بجروح جراء قصف بالطيران الحربي على بلدة تل رفعت في ريف حلب. وافاد المرصد عن “ورود انباء عن استشهاد 38 مواطنًا بينهم اطفال، وذلك على ايدي القوات النظامية في قرية الجنيد بالقرب من بلدة السفيرة”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “القوات النظامية استعادت السيطرة على المنطقة في اليومين الماضيين”، مشيرًا الى عدم تمكنه من تأكيد التقارير عن العثور على الجثث “بسبب صعوبة الاتصالات في المنطقة”. وشهد محيط السفيرة اشتباكات عنيفة في الايام الماضية، ادت الى مقتل قرابة مئة مقاتل خلال 72 ساعة، بحسب المرصد.

وفي مدينة حلب التي تشهد معارك يومية منذ تموز/يوليو الماضي، افاد المرصد عن “اشتباكات بين القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردي في حي الشيخ مقصود” ذات الغالبية الكردية في شمال المدينة.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، شن الطيران الحربي غارتين في محيط بلدة حيش، في حين تجددت الاشتباكات في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف معرة النعمان. ويحاصر المقاتلون المعارضون وادي الضيف منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، اثر سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية.

في دمشق، تعرضت الاحياء الجنوبية لا سيما منها الحجر الاسود والعسالي للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى أن الطيران الحربي قصف اطراف حي القدم. وفي ريف العاصمة، استهدف الطيران مناطق عدة منها زملكا (شرق) ودوما (شمال شرق). والى الجنوب الغربي من العاصمة، تتعرض مدينة داريا (جنوب غرب) لقصف من القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.

وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وشهدت مناطق في الريف الاربعاء تصعيدًا في المعارك والقصف هو الاعنف منذ اشهر.

وفي محافظة حمص (وسط)، قتل اربعة مقاتلين معارضين في قرية كفرعايا على اطراف مدينة حمص التي يتعرض حيا جوبر والسلطانية فيها للقصف، بحسب المرصد. وتفرض القوات النظامية حصارًا منذ اشهر على عدد من احياء مدينة حمص التي يعدها الناشطون المعارضون “عاصمة الثورة” ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 27 شخصًا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا. وأودى النزاع المستمر لاكثر من 22 شهراً باكثر من 60 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/792166.html

النصرة توسع نفوذها في سوريا بالخبز والسلاح

أشرف أبو جلالة

بإسهامات إنسانية فعالة، وبعدد كبير من المقاتلين، وبتمويل تتلقاه من الخارج، تبسط جبهة النصرة نفوذها على الكثير من المناطق السورية المحررة، ما يدفع الكثيرين إلى القول إن الجبهة ستستولي على الحكم بعد سقوط الأسد.

 بدأت تنغمس مدينة حلب السورية في حالة من اليأس، نتيجة الحرب، وتزايد صعوبة الأحوال المعيشية بين السكان واشتعال معركة بقاء، حيث يقوم الأقوياء بإلتهام الضعفاء.

وبدأ يختفي تاريخ تلك المدينة المترف، في ظل ما تشهده من تطورات مأساوية على كافة الأصعدة والمستويات، وتجد أطفالاً وحشيين يلعبون إلى جوار مبانٍ تم تحطيمها نتيجة تعرضها لقصف المدفعية والهجمات الجوية، إلى جانب انقطاع الكهرباء وعدم وجود تدفئة وانتشار العناصر المسلحة في الشوارع بمجرد حلول الليل.

وبعضهم يكونون من الثوار ويركزون في بحثهم عن هؤلاء الأشخاص الموالين للحكومة، وبعضهم الآخر مجرمون يسعون الى خطف الأشخاص من أجل طلب فدية، فضلاً عن بدء انتشار أعمال السلب والنهب على نطاق واسع في كافة أرجاء المدينة.

وصراع جديد بدأ يظهر بعيداً عن الحرب القائمة للإطاحة بالأسد، وهو عبارة عن صراع للأيديولوجيات في صورة مسابقة، حيث تتنافس كتائب الثوار على تحديد شكل المرحلة التي ستلي سقوط الأسد في سوريا. وقد بدأت تفرض سيطرتها خلال الأسابيع الأخيرة جبهة النصرة، لتلك الجماعة الجهادية المتشددة التي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، تريد سوريا أن تكون دولة إسلامية تماماً تحكمها الشريعة.

وتحظى الجماعة بتمويل جيد، ربما من خلال شبكات جهادية عالمية مؤسسة، مقارنةً بالجماعات المعتدلة. وفي غضون ذلك، أكد قادة إحدى جماعات الثوار المؤيدة للديمقراطية أن الأموال التي كانت تصلهم من حكومات أجنبية قد جفت، لتخوفهم من أن تصل المساعدات في الأخير إلى هؤلاء الإسلاميين المتطرفين أو المتشددين.

وهو ما أدى إلى تغيير وجه الثورة السورية. فمعروف عن جبهة النصرة ضمها لبعض من أشجع المقاتلين في الخطوط الأمامية. بيد أن الحركة الأصولية بدأت تركز الآن على البرامج الإنسانية شديدة الفعالية التي بدأت تفوز سريعاً بولاء سكان حلب.

ونظراً لاتسامها بالانضباط الناجم عن الدوغمائية الدينية، تتمكن جبهة النصرة من تلبية الاحتياجات الأساسية في مدينة تفتقر لكل شيء، بدءًا من المصانع العاملة وانتهاءً بالمحاكم.

ولفتت في هذا الصدد صحيفة “التلغراف” البريطانية إلى أن من بين أبرز الصعاب هو ضعف المعروض من الخبز، فهو أمر  رئيسي في سوريا، وبدونه سوف يتضور عشرات الآلاف من الفقراء جوعاً. وحين استولى مقاتلو الثوار على مخازن الحبوب في كافة أنحاء المدينة، توقف المعروض من الدقيق. واتهم سكان محليون ثوار الجيش السوري الحر بمداهمة المخازن وسرقة الحبوب بغية بيعها. وقد نشبت تظاهرات مؤيدة للحكومة خارج المخابز، حيث يتجمع الناس من أجل الحصول على الخبز، وهي العملية التي تستمر على مدار أيام في بعض الأحيان، نظراً لعدم توافره.

وقال أشخاص عند أحد المخابز لدى وصول مراسل التلغراف ” الله، سوريا، بشار ! الكل هنا يحب بشار الأسد”. وقد أخرجت جبهة النصرة مؤخراً باقي الجماعات الثورية من المخازن وأسست نظاماً لتوزيع الخبز بالمناطق التي تخضع لهيمنة الثوار.

وفي مكتب صغير متصل بمخبز موجود بأحد أحياء حلب، قال مسؤول هناك يدعى أبو يحيى “قمنا بإحصاء عدد السكان في كل شارع لتقييم مدى حاجة المنطقة. ونوفر 23593 حقيبة من الخبز كل يومين لتلك المنطقة. وهذا فقط في منطقة واحدة. ونحن إذ نقوم بحساب أعداد السكان في مناطق أخرى وسنقوم بنفس الأمر هناك”.

وأكمل أبو يحيى حديثه بالقول: “تقدر التكلفة في المحلات الآن بـ 125 ليرة سورية ( 1.12 إسترليني ) للحزمة الواحدة. ونحن نبيعها هنا مقابل 50 ليرة ( 45 بنس ) للكيسين. كما أننا نقوم بتوزيع بعض الأكياس مجاناً على الأشخاص غير القادرين”.

وقال مدير هذا المخبز ،ويدعى أبو فتاح: “أنا من جبهة النصرة. وينتمي كل مدراء المخابز للجبهة. وهو ما يشكل ضماناً لعدم وجود سرقات”. ورصدت الصحيفة حديث إحدى السيدات مع أبو يحيى، وهي تقول له “لولا هذا الخبز، لاضطررت أن أتسول بالشوارع من أجل إطعام أسرتي. فزوجي مصاب وغير قادر على الخروج للعمل”.

ثم نوهت الصحيفة لإمكانية رؤية هكذا مشاهد في لبنان أو قطاع غزة، حيث نجحت جماعات كحزب الله وحماس في تكوين دعم شعبي بتقديم الخدمات الأساسية للسكان المهملين.

ونجحت التلغراف في مقابلة حاجي رسول، أحد كبار قادة جبهة النصرة أو “الأمير”، كما يطلق عليه، وهو بالمناسبة يشرف على البرنامج المدني للجبهة، ونقلت عنه قوله: “لدينا ما يكفي من خبز لمساعدة كافة المناطق المحررة. وقد قمنا بتخزين قدر كافٍ من الحبوب لآخر ثمانية أشهر في حلب. وقد قمنا بتوفير الدعم للمزارعين لكي يتمكنوا من التحضير لموسم الحصاد وتجديد المخازن بالمحصول”.

وإلى جانب مشروع الخبز، أوضح رسول أن جبهة النصرة تشجع رجال الأعمال على إعادة فتح مصانعهم، التي تعتبر المحرك الاقتصادي للبلاد. وأشار في السياق عينه كذلك إلى أنهم بدأوا للتو مشروعاً يعني في المقام الأول بتنظيف شوارع حلب.

ويرى كثير من السوريين أن جبهة النصرة عبارة عن جماعة مرادفة للقاعدة، وأن كثيراً من مقاتليها عبارة عن جهاديين أجانب، وأن بعضهم يقاتل مع تنظيم القاعدة في العراق. وقد حاول رسول في هذا الصدد أن ينفي ما يتردد عن أنهم عناصر متطرفة. وأضاف: “لسنا القاعدة. وتقاسم بعضنا لأفكار القاعدة لا يعني أننا جزء من التنظيم”.

وقال شخص يدعى أبو عبيدة وهو قائد إحدى الكتائب المحلية في حلب: “حين بدأنا تلك المعركة ضد النظام، كان هدفنا تحويل سوريا إلى دولة حديثة. والجبهة تريد ثورة إسلامية. لكننا هنا في سوريا لسنا إسلاميين متشددين”. وقال أحد السكان ” لا أحب جبهة النصرة. لكن يمكنني أن أؤكد لكم أن هؤلاء الأشخاص سيحكمون لفترة”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/792008.html

«جبهة النصرة» تحتجز 17 درزيا إثر عمليات خطف متبادلة

المعارضة السورية تتهم نظام الأسد بمحاولة افتعال فتنة طائفية

بيروت: «الشرق الأوسط»

لا تزال مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية تنتظر عودة أبنائها الذين جرى اختطافهم منذ شهرين تقريبا، بعد عملية عسكرية فاشلة نفذتها جبهة «النصرة» الإسلامية ضد حاجز للجيش النظامي، اشتبكت خلالها مع مجموعة من «اللجان الشعبية» التي تضم أفرادا من «السويداء». وفي حين تتهم بعض الأطراف جبهة «النصرة» بالوقوف وراء عملية الاختطاف، تؤكد مصادر في «الجيش السوري الحر» ضلوع النظام في هذه الحوادث بهدف خلق فتنة مذهبية بين مدينتي السويداء ودرعا.

ويتهم مصدر في المعارضة السورية النظام بمحاولة افتعال فتنة طائفية في المنطقة، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «طبيعة ما حدث تكشف نية خبيثة لدى النظام السوري لإشعال اقتتال طائفي بين أبناء درعا وإخوتهم في السويداء»، وأضاف «لقد قامت جبهة النصرة بعملية عسكرية ضد حاجز (المجيمر) قرب السويداء، وأثناء عودة رجالها اعترض طريقهم مجموعة من مجموعات النظام وما يسمى بـ(اللجان الشعبية)، ونتيجة للاشتباك الذي وقع بين الطرفين قتل عنصران من (النصرة)، وقامت اللجان باحتجاز الجثتين وتسليمهما إلى الأمن السوري، الأمر الذي استدعى لاحقا ردا من عناصر (النصرة) الذين قاموا بخطف نحو 17 شابا من مدينة السويداء ورفضوا إطلاق سراحهم إلا بعد تسلم جثتي العنصرين اللذين سقطا أثناء اشتباك حاجر (المجيمر)». وبحسب المصدر فإن «النظام السوري هو من يتحمل مسؤولية ما حدث بسبب رفضه تسليم الجثتين ظنا منه أنه يستطيع إشعال فتنة مذهبية بين المدينتين المتجاورتين».

وأفاد ناشطون من مدينة السويداء، «الشرق الأوسط»، بأن «حادثة الخطف أثارت ردود فعل عنيفة في صفوف السكان، مما دفعهم إلى تنفيذ عمليات خطف مضادة بحق 12 شابا من مدينة درعا، لكن سرعان ما تم إطلاق سراح المخطوفين كبادرة حسن نية قام بها شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ أبو وائل حمود الحناوي». وأشار الناشطون إلى أن «الشيخ الحناوي دخل في مفاوضات مع قيادات جبهة النصرة للإفراج عن مخطوفي السويداء لكن مساعيه باءت بالفشل».

في المقابل، نفى العقيد مروان الحمد، رئيس المجلس العسكري في السويداء، لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون جبهة النصرة هي التي تقف وراء عملية الاختطاف»، مؤكدا أن «موقع (المنارة البيضاء) على (الإنترنت) الذي ينطق باسم الجبهة أصدر بيانا نفي فيه مسؤولية (النصرة)». وشدّد الحمد على أن «عملية الخطف جزء من مخطط النظام السوري الذي يسعى منذ بداية الثورة إلى إحداث فتنة طائفية بين السويداء ودرعا».

وكانت جبهة النصرة قد بثت شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر المخطوفين السبعة عشر وهم في صحة جيدة. ولا تعتبر هذه الحادثة هي الأولى من نوعها التي تحصل في المنطقة الواقعة جنوب سوريا، إذ إنه في منتصف مايو (أيار) من العام الماضي وعلى خلفية توقيف مجموعة من «الجيش السوري الحر» نحو 12 شرطيا من محافظة السويداء واحتجازهم، قام أهالي السويداء بخطف 46 شخصا من درعا، وكادت هذه الأحداث تؤدي إلى «فتنة» درزية – سنية لولا الوساطة التي رعاها النائب اللبناني وليد جنبلاط بمشاركة قيادات درزية لبنانية، وانتهت إلى عملية الإفراج المتبادل من الطرفين.

الغارات الجوية على ريف دمشق مستمرة.. والنظام يتحدث عن عمليات «نوعية»

اشتباكات في محيط كلية المدفعية ومطار الكويريس العسكري بحلب

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصل الطيران الحربي السوري غاراته أمس على مناطق عدة في ريف دمشق، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين القوات النظاميّة ومقاتلي «الجيش السوري الحر» على أطراف العاصمة دمشق والأحياء الجنوبية منها، فيما أعلن «الجيش الحر» عن تمكنه من اقتحام سريتين نظاميتين في محيط مطار منغ العسكري بريف حلب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «طائرات حربية نفذت غارات جوية عدة في مدينتي زملكا وسقبا، في حين شهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي في سمائها». وقال ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط» إن «الطيران النظامي الحربي كثف أمس من وتيرة غاراته الجوية واستهدف مناطق المادنية والسبينة ومديرا وحي العسالي في دمشق، كما استهدفت الغارات الجوية أحياء عدة في مدينة دوما، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى المدنيين».

وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «خسائر فادحة» ألحقها الجيش النظامي في «صفوف مجموعات إرهابية مسلحة في سلسلة عمليات نوعية نفذتها أمس ضد تجمعاتهم في ريف دمشق، وأسفرت عن تدمير عدد من سياراتهم وأوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة»، على حد تعبير الوكالة. ونقلت عن «مصدر سوري مسؤول» قوله إنه «تم القضاء على أعداد من الإرهابيين في مزارع دوما وحرستا، بينهم متزعمو مجموعات»، أبرزهم «أحمد طراب متزعم ما يسمى (الكتيبة الاستشهادية في لواء الإسلام)».

في موازاة ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة عند أطراف حي جوبر، شرق العاصمة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف «الجيش الحر»، وفق ناشطين ميدانيين. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «قصف مدفعي تعرض له حيا جوبر والقابون»، في موازاة استمرار القوات النظامية في محاولاتها لفرض سيطرتها الكاملة على مدينة داريا، التي تعرضت بدورها لقصف نظامي.

في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش السوري واصلت أمس «ملاحقتها لمن تبقى من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة في محيط ساحة شريدة ومحطة القطار وشارع الثورة ومحيط مقام السيدة سكينة بمدينة داريا وأوقعت عددا منهم بين قتيل ومصاب». وأشارت إلى أن «من بين الإرهابيين القتلى أحمد عبد القادر وهو متزعم إحدى المجموعات الإرهابية».

وفي العاصمة دمشق، أكد ناشطون سوريون اندلاع اشتباكات في محيط محطة العباسيين في دمشق، والمعروفة باسم «كراجات العباسيين». كما شهدت أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود والقابون اشتباكات عدة. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى حملة اعتقالات شنتها القوات النظامية في حي الميدان الدمشقي، فيما قالت شبكة «شام» الإخبارية إن القوات النظامية «اقتحمت الحي بحشود أمنية ضخمة وشنت حملات دهم واسعة بالحي وسط انتشار أمني كثيف».

أما في حلب، فقد استهدفت الطائرات الحربية أحياء عدة في المدينة، أبرزها حيا الشعار ومساكن هنانو، بالتزامن مع إعلان وحدات «الجيش الحر» في جبهة حي الشيخ سعيد في حلب بدء المرحلة الثانية مما سمتها «معركة الإخلاص» التي تهدف إلى إحكام الحصار على كلية المدفعية ومحيطها في منطقة الراموسة. وأفادت لجان التنسيق المحلية في هذا السياق عن «اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والقوات النظامية في محيط الكلية الجوية ومطار كويريس العسكري بحلب.

كيري يعد بمبادرة لحل الأزمة السورية.. ونظام الأسد يقبل بالجلوس مع المعارضة دون شروط

هولاند: لا تسليح للفصائل قبل استنفاد الفرص السياسية

لندن: «الشرق الأوسط»

تسارعت التطورات عشية انتهاء المهلة الممنوحة لنظام بشار الأسد لقبول مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب التي تنتهي اليوم. ففي حين أعلن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، استعداد دمشق للحوار مع المعارضة «من دون شروط مسبقة»، وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمبادرة «دبلوماسية» لوقف النزاع، بينما استبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رفع حظر السلاح عن المعارضة ما دام باب الحوار لا يزال مفتوحا.

وفي ما قرئ كرد على مبادرة الخطيب، أبدى الزعبي الليلة قبل الماضية استعداد حكومته «لدعوة الجميع في الداخل والخارج بمن فيهم التنسيقيات إلى الحوار من دون أن يضار أحد ممن يستجيب لهذا النداء الوطني». وأشار الزعبي، في لقاء مع التلفزيون السوري الليلة قبل الماضية، إلى أن نظام الأسد يؤمن بـ«قدرة الحوار الوطني السوري» على توصيل البلاد لبر الآن في حال تم الحوار «من دون شروط مسبقة ومن دون إقصاء لأحد». وأضاف أن الجدول الزمني للحوار سيقسم لثلاث مراحل هي مرحلة تحضيرية وأخرى انتقالية، وصولا للمرحلة النهائية، وحسب رأيه فإن هذا التقسيم هو «تقسيم واقعي منطقي يحمل الواقع الحقيقي لسوريا ويحوله إلى قراءة سياسية».

ويأتي كلام الزعبي عشية انتهاء المهلة التي حددها الخطيب كموعد نهائي لنظام الأسد لقبول مبادرته بالجلوس مع «نائب الرئيس فاروق الشرع للتفاوض وفق شرطين هما إطلاق سراح السجناء وبالأخص النساء، وتجديد جوازات سفر السوريين في الخارج». وسبق لوكالات أنباء سورية محلية أن نقلت عن نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل نفيه أن تكون الجهات الرسمية قد تجاهلت مبادرة الخطيب، مشيرا إلى أن الأخير هو الذي تجاهل المبادرة الحكومية السابقة لمبادرته.

أما على الصعيد الدولي، فقد وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، أمس العرض الذي قدمه مؤخرا الخطيب بأنه «انفتاح بسيط» من شأنه فتح باب المفاوضات، ويستحق المحاولة. وقال فيلتمان في مؤتمر صحافي ردا على أسئلة بشأن الخطوات التالية تجاه سوريا «يبدو لي أن الشيء الواعد هو ما سمعناه مؤخرا من عرض الخطيب المشروط والمؤقت للجلوس مع ممثلي حكومة الأسد.. وربما هناك الآن انفتاح بسيط أو ربما أن الباب الموصد للمفاوضات بدأ يفتح».

وفي سياق متصل، قال جون كيري، الليلة قبل الماضية، إن الجميع داخل الإدارة الأميركية وفي كل مكان في العالم مصاب بالذعر نتيجة العنف المستمر في سوريا منذ أكثر من 23 شهرا. وأضاف في أول مؤتمر صحافي له كوزير خارجية «تجري الولايات المتحدة الآن تقييما للوضع حيال الخطوات التي يمكن للدبلوماسية اتخاذها من أجل خفض العنف»، مضيفا «هناك الكثير من القتل والكثير من العنف، ونحن نريد بالطبع أن نسعى لإيجاد طريقة للتقدم».

وتأتي تصريحات كيري بعد موجة من الانتقادات للبيت الأبيض في ما يخص الملف السوري، إذ انتقد مشرعون جمهوريون في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أداء إدارة الرئيس باراك أوباما، متسائلين «كم من الدماء يجب أن تزهق حتى يتحرك البيت الأبيض؟».

وفي رد على سؤال حيال خطة لدعم المعارضة السورية قدمتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ديفيد بترايوس الصيف الماضي، أقر وزير الدفاع ليون بانيتا بأنه والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة أبديا دعمها لخطة لتزويد «حذر» للمعارضة السورية بالسلاح. غير أن البيت الأبيض، بحسبه «قرر في نهاية الأمر رفض الخطة».

لكن أيا من بانيتا أو ديمبسي لم يشرح لماذا لم يأخذ الرئيس الأميركي بتوصياتهما، إلا أن مسؤولين بارزين في الإدارة قالوا لصحيفة «واشنطن بوست» إن الأسباب التي دفعت البيت الأبيض للتريث كانت الخشية من وصول الأسلحة إلى «الأيادي الخاطئة»، إضافة إلى أن أوباما كان في خضم حملته الانتخابية، وهذا ما دفعه لرفض خطة التسليح، وهو قرار يسانده بانيتا الآن.

وكانت خطة باتريوس – كلينتون، بحسب ما نشرته «نيويورك تايمز» في 2 فبراير (شباط) الحالي، تقضي بإجراء فحوصات طبية لكوادر من المقاتلين السوريين ومن ثم تدريبهم وتزويدهم بالسلاح، والهدف من هذه الخطة كان خلق حليف سوري في مرحلة الصراع مع نظام الأسد وما بعده.

إلى ذلك، لم يتفاجأ مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن البروفسور فواز جرجس من رفض البيت الأبيض لمبادرة كلينتون – بترايوس، مضيفا أن الرفض ينبغي أن يوضع ضمن سياق رؤية أوباما للعالم وأجندته في الشرق الأوسط «لا شك أن أوباما لا يزال متأثرا بحرب العراق والدروس المستخلصة منها». وفي ما يخص سوريا أشار جرجس إلى أن أجندة أوباما تقوم على مبدأ أنه «يفضل أن تستمر المعارضة المسلحة في ضغطها على الأسد إلى أن يقبل الأخير بالتنحي من تلقاء نفسه عن الحكم في سوريا».

بدوره، شكك الباحث في جامعة سانت آندروز، منذر الزملكاني، في مصداقية المبادرة في الأساس، مضيفا أن «دولا عربية أعلنت الصيف الفائت استعدادها علانية لتسليح المعارضة، مما دفع كلينتون إلى زيارة لحث هذه الدول على التراجع عن هذه الخطوة»، متسائلا «كيف تستقيم أقاويل مبادرات الدعم بالسلاح مع الأفعال على الأرض؟».

وأشار الزملكاني إلى أن الأزمة في سوريا أصبحت من التعقيد والتشابك بما يجعلها عصية على الحل «ولو حتى تدخلت الولايات المتحدة»، مضيفا أن وضع بعض الفصائل المقاتلة في سوريا ضمن لائحة الإرهاب ينسف أي إمكانية لتزويد المعارض بالسلاح، وهو ما سيؤدي إلى استمرار الصراع إلى ما لا نهاية.

وفي هذا السياق، استبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس رفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن الأسلحة الموجهة إلى معارضين سوريين ما دام فتح حوار سياسي ليس ممكنا.

لكن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الجنوبية الدكتور خطار أبو دياب ينفي أن يكون الموقف الفرنسي الأخير تراجعا عن المسعى الذي تقوم به كل من باريس ولندن في بروكسل من أجل رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية الذي سينتهي مفعوله الشهر القادم، مضيفا أن «الموقف الأخير يصب في خانة تدعيم مبادرة معاذ الخطيب في فتح قنوات دبلوماسية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية».

قتلى بقصف متجدد على بلدات سورية

                                            تجدد قصف القوات النظامية على عدد من المناطق السورية اليوم الأحد، وذكر ناشطون أن عددا من القتلى سقطوا صباح اليوم، وذلك غداة مقتل عشرات كان من بينهم 41 شخصا قضوا في مجزرة بريف حلب.

ووفقا لما نقلته الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن 12 شخصا قتلوا اليوم في سوريا، سقط معظمهم في دير الزور.

وذكرت شبكة شام الإخبارية أن دبابات النظام السوري قصفت صباح اليوم بلدات بريف درعا، كما تعرض شمال منطقة الغارية الشرقية لقصف بالهاون تركز على بلدة خربة غزالة.

وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 145 شخصا في مناطق مختلفة من سوريا، ففي قرية الجُنيد بريف حلب قُتل 41 شخصا بينهم 16 من عائلة واحدة.

وقال ناشطون إن الجيش الحر يواصل التقدم باتجاه معسكر وادي الضيف وحاجزِ الحامدية في إدلب. ويحاصر الثوار وادي الضيف منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إثر سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية.

وتواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي للسيطرة على مطار “منغ” العسكري بريف حلب، وكان الجيش الحر قد أعلن -في وقت سابق السبت- أنه سيطر على سريتين تابعتين للنظام في محيط المطار الذي شهد قصفا جويا من قبل الطيران الحربي السوري.

وسيطرت المعارضة الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في إدلب، ضمن مساع للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو لقصف مناطق عدة.

اشتباكات بحلب

وفي مدينة حلب -التي تشهد معارك يومية منذ يوليو/تموز الماضي- وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردي في حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية شمال المدينة.

وفي دمشق، تعرضت الأحياء الجنوبية -لا سيما الحجر الأسود والعسالي- لقصف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى أن الطيران الحربي قصف أطراف حي القدم.

وفي ريف دمشق، استهدف الطيران مناطق عدة منها زملكا ودوما، فيما تعرضت مدينة داريا لقصف القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.

وانفجرت عبوة ناسفة قرب مطعم في الساحة الرئيسية لمدينة جرمانا، وتسببت في إصابة خمسة أشخاص.

وتشنّ القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على المعاقل التي يتخذها مسلحو المعارضة قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وشهدت مناطق في الريف الأربعاء تصعيدا في المعارك والقصف هو الأعنف منذ أشهر.

وقالت شبكة شام إن أحياء درعا شهدت أيضا معارك بين قوات النظام والجيش الحر، كما تواصلت الاشتباكات في بلدة بصر الحرير ومدينة الحراك اللتين تعرضتا لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية.

ابنة جنرال سوري تخطط وتقود معارك ضد جيش الأسد

تلقت تدريبات عسكرية منذ صغرها على يد والدها بحكم عمله في الأمن العسكري

دبي – قناة العربية

التحقت أميرة العرعور البالغة من العمر ثلاثين سنة بصفوف الجيش الحر، بعدما اكتسبت العديد من خبراتها العسكرية من والدها الجنرال في الأمن العسكري السوري، وأصبحت نائبة لقائد لواء في الجيش الحر في حلب، تصدر الأوامر وتدير العمليات العسكرية.

والد أميرة الذي كان يعمل جنرالا في الأمن العسكري أثر فيها، وجعل منها قائدا عسكريا منذ الصغر، حيث كان يصطحبها كثيرا إلى معسكرات التدريب، وساعدها على تدريب رمي البارود. وهي في سن مبكر من طفولتها.

ومع مخاوف سيطرة الإسلامين على صفوف الجيش الحر، ما قد يؤثر على عمل المرأة في الجيش السوري الحر، اعتلت أميرة نائبة لقائد لواء في الجيش، وسط معارضة الكثير لها في البداية، مشاركة بذلك إياهم حب الوطن.

وعن ذلك، صرحت أميرة بأنها، وجدت صعوبة بالغة، عقب التحاقها بقيادة العمليات، فكيف لامرأة تقود كتيبة من الرجال، ولكن مع مرور الوقت -والكلام على لسان أميرة- أصبح الأمر اعتيادياً لهم بعدما تأكدوا من حبي الجارف لبلادي.

وساعد الوضع الإنساني المتفاقم والمشهد السياسي المعقد في سوريا على إبراز دور المرأة السورية في الحياة السياسية، رغبة منها في الحد من إراقة الدماء.

وسبق وأن التحقت العديد من النساء السوريات بالجيش الحر كمقاتلات، كالمهندسة السورية التي جاءت من كندا خصيصا لقتال قوات الأسد، وتدعى ثويبة كنفاني، حيث أعلنت عن انتسابها عبر فيديو مصور للعناصر المسلحة المناهضة للأسد، ومنهن من قامت أيضاً بتقديم الدعم اللوجستي لمقاتلين ثوار في مناطق متفرقة من سوريا.

11 ألف لاجئ سوري يغادرون الجزائر باتجاه فرنسا وإنجلترا

ظروف الإقامة والعملية التضامنية التي أطلقتها الحكومة لإيواء اللاجئين السوريين لم ترق لهم

العربية.نت

غادر الجزائر غالبية اللاجئين السوريين الذين دخلوها شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، إذ أكد آخر تقرير رسمي وصل الحكومة، مغادرة 11623 لاجئاً سورياً من أصل 12 ألف سوري لاجئ في وقت سابق، فيما تحصي إدارات المراكز التي خصصها الهلال الأحمر، بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني 377 مقيماً بطريقة قانونية.

اختفى السوريون من الساحات العمومية والمساجد بمختلف الولايات الجزائرية الكبرى، بعد أن كانوا قد اكتسحوا غالبية الساحات العمومية والمساجد والأسواق، وأحدثوا ضجيجاً جعل الرأي العام يلتفت إليهم ويفرض على الحكومة ضرورة التحرك لإيوائهم في مراكز معلومة تسهل عمل مختلف الأجهزة الأمنية، كما يسهّل تأطير العمل التضامني معهم.

وحسب مصادر “الشروق” فإن ظروف الإقامة والعملية التضامنية التي أطلقتها الحكومة لإيواء اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم نهاية شهر يوليو/تموز الماضي 12 ألف لاجئ لم ترق لهم، إذ تؤكد تقارير رسمية مغادرة 11623 لاجئاً سورياً الجزائر خلال الخمسة أشهر الأخيرة.

وأشار أصحاب التقرير الذي تم رفعه إلى الحكومة إلى أن التخمينات التي وضعتها السلطات الأمنية لتدفق السوريين على الجزائر الصيف الماضيي صدقت، إذ يؤكد التقرير أن الإنزال السوري بالجزائر كان عبارة عن عملية عبور بعيدة كل البعد عن هدف الاستقرار بها، وهو الأمر الذي جعلهم يرفضون ظروف الإيواء التي وفّرتها لهم الحكومة الجزائرية، في سياق برنامجها التضامني والإنساني، وفضلوا اتخاذ الساحات العمومية ملاذا لهم للتسول وتحويل مداخيلهم من التسول إلى عملة صعبة.

اللاجئون السوريون في الجزائر، الذين وصل عددهم 12 ألف سوري نهاية شهر رمضان، أكد التقرير الرسمي، أنهم رحلوا من الجزائر في اتجاه عدد من الدول الأوروبية منها فرنسا وبريطانيا، بعد أن توفرت لهم الظروف، بسبب ما تعيشه دمشق وباقي محافظات سوريا من ظروف أمنية وسورية تجعل طلب اللجوء السياسي في أي دولة من الدول التي تفاخر باحترامها لحقوق الإنسان ممكنا، ومرحبا به، ويبدو من خلال المؤشرات التي تضمنها التقرير أن السوريين اللاجئين لم يجدوا ظالتهم في الجزائر، خاصة أن السلطات تحركت في اتجاه تخصيص مخيمات لإيوائهم، كما رخصت باستقبال أبنائهم في المدارس الجزائرية، وأسقطت عنهم بعض الشروط منها شرط تقديم الوثائق، ذلك لأن غالبية هؤلاء لا يحملون وثائق رسمية.

تذكرة سفر ذهابا وإيابا

الإنزال السوري في الجزائر، كان قد أثار مجموعة من المشاكل منها مشكلة انتشارهم في الساحات العمومية والمساجد للتسول، الأمر الذي جعل الحكومة تتحرك عبر مجموعة من الإجراءات العملية الكفيلة بتقليص تدفق السوريين على الجزائر، من بين الإجراءات تقليص الشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية، عدد رحلاتها من ثلاث رحلات إلى اثنتين أو أقل في الأسبوع الواحد، مع إلزام السوريين الراغبين في زيارة الجزائر باستظهار تذكرة سفر للذهاب والإياب، مع ضرورة الحصول على وثيقة إيواء.

موازاة لذلك عملت الجزائر على البحث في سبل للتكفل بالسوريين وإيوائهم، لقطع الطريق على أطراف أخرى قد تتدخل للاستثمار في وضعيتهم، من خلال عمليات تضامنية خارج الأطر القانونية تحت غطاء جمع التبرعات لدواع إنسانية.

مغادرة السوريين يبدو أنها خضعت كذلك لروح الاتفاقية الثنائية التي تجمع الجزائر وسوريا، والمتعلقة بتنقل الأشخاص، رغم أنها تسقط التأشيرة على السوريين القادمين إلى الجزائر، إلا أنها واضحة في شطرها المتعلّق بمدة الإقامة، وهو الشطر الذي يفرض على كل سوري دخل الجزائر مغادرتها بعد ثلاثة أشهر إلا في الحالات المتعلقة، بالإقامة من أجل الدراسة أو العمل أو أحد الأسباب الذي أعطاه حق الإقامة الظرفية.

إيواء اللاجئين تعتبر عملية مكلّفة جدا بالنسبة لأية دولة مستقبلة، وهو الأمر الذي جعل الأردن يشكو كلفة استقباله لـ33 ألف سوري وهي الكلفة التي قدرها بمليار دولار.

مجزرة جديدة بتوقيع نظام الأسد في ريف حلب

الجنيد شهدت إعدامات ميدانية وحرق جثث ولجان التنسيق تعلن سقوط 134 قتيلاً

دبي – قناة العربية

شهد ريف حلب السبت مجزرة جديدة ارتكبتها قوات النظام السوري، إثر قصف عنيف واقتحامات وحرق جثث بعد إعدامات ميدانية في الجنيد بريف حلب.

ووثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 134 شخصاً بنيران قوات النظام السبت، معظمهم في حلب ودمشق وريفها. وأفادت الهيئة العامة للثورة بمقتل أكثر من أربعين شخصاً، بينهم ستة عشر شخصاً من عائلة واحدة، في مجزرة نفذتها قوات النظام في الجنيد بريف حلب.

كما أكدت الهيئة أن قوات النظام قصفت البلدة بشكل عنيف، ثم اقتحمتها رفقة عناصر من الشبيحة، وقامت بعمليات إعدام ميدانية، وقد شهدت القرية حركة نزوح إلى بلدة السفيرة المجاورة.

دمشق..الحر “يسيطر” على حاجز العدنان

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على حاجــز العدنان في حي جوبر بدمشق، على الطريق المتحلق الجنوبي للمدينة.

وميدانيا أيضا أفاد ناشطون بأن ما لا يقل عن 29 شخصا قتلوا الأحد، معظمهم في محافظة دير الزور شرقا.

وكان عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق براء الشامي قال لـ”سكاي نيوز عربية” في وقت سابق إن “الجيش الحر يسعى لفرض سيطرته على أحياء عدة من العاصمة السورية دمشق، تمهيدا لما سماها بـ”معركة تحرير دمشق”، على حد تعبيره.

وأوضح أم دمشق “تشهد تصعيدا عسكريا خلال الـ48 ساعة الماضية بسبب محاولة الجيش الحر فرض سيطرته على الطريق الدائري المحيط بالعاصمة”، لافتا إلى أنه “تمكن من تحرير عدة حواجز وضعتها القوات الحكومية، مثل حرملة بن الوليد والكباس وجسر زملكا”.

وأضاف: “خلال الـ24 ساعة الماضية حاول الجيش الحر تحرير نفق القابون الواصل بين زملكا والقابون”، معتبرا أن هذه النقاط أساسية “وفي حال فرض الحر سيطرته عليها ستبدأ مرحلة جديدة تمهد لمعركة تحرير دمشق”.

وأوضح الناشط أن القوات الحكومية قصفت عدة أحياء في العاصمة، منها حي العسالي والحجر الأسود. وكانت شبكة شام ذكرت أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في محيط قسم شرطة مخيم اليرموك بدمشق.

وفي ريف إدلب، أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” عن تراجع أعمال العنف التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.

وقالت شبكة سوريا مباشر، إن الجيش الحر يواصل هجومه على معسكر الحامدية في ريف إدلب، كما وقعت اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية عند المدخل الجنوبي لمدينة قلعة الحصن في ريف حمص الغربي.

أما شمالي البلاد، فقال ناشطون إن الجيش الحر “بدأ عملية عسكرية واسعة بهدف السيطرة على ما تبقى من مواقع للقوات الحكومية”.

وفي محاولة لقطع الإمدادات عن القوات الحكومية في الشمال، هاجم الجيش الحر رتلا عسكريا على الطريق الدولي قرب بلدة حيش معيقا تقدمه، حسب ما قالت لجان التنسيق المحلية.

كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على كتيبة المدفعية قرب الإذاعة بالرقة، حسب ما أوضح ناشطون.

سجينتان سابقتان تتحدثان ل بي بي سي عن مبادرة الخطيب

تعيش ساندرا اليوم في اسطنبول، تحاول ان تجد لها عملا يمكنها من البقاء بانتظار اتضاح صورة الوضع في سوريا حيث كانت تعيش قبل ان تخرج قبل اشهر اثر توقيف دام اربعة وثلاثين يوما.

لم يكن توقيف ساندرا في الصيف الماضي هو التوقيف الوحيد لها منذ انطلاق التظاهرات المطالبة بسقوط النظام في سوريا، فقد سبق ان اوقفت العام الماضي في مطار المزة بعد استدعائها للتحقيق بتهمة عملها في الاغاثة خلال ما شهدته حمص من معارك. “كنا مجموعة تعمل على تامين الاكل والدواء لحمص ، فاستدعيت وابلغت ان التهمة الموجهة الي هي دعم الارهابيين”.

لكن توقيف ساندرا في المرة الاولى بقي اربعا وعشرين ساعة فقط خرجت بعدها وعادت الى نفس النشاط. فجرى استدعاؤها مجددا واحتجازها في ” المخابرات الجوية” حيث وضعت في سجن افرادي.

تقول ساندرا ان ما تعرضت له هو تعذيب نفسي، لكن “هاجس التعرض لاعتداء جسدي اثناء التحقيق يلازم كل سجين كما ان هاجس التعرض لاعتداء جنسي يلازم كل سجينة”. اما ” اصوات التعذيب فلم تكن تتوقف، وعندما كنت اخرج للحمام، كل اثنتي عشرة ساعة حسب قانون السجن، كنت ارى شبابا مرميين ارضا من شدة الضرب، وقد كان المحققون يتقصدون تمريرنا قرب غرف التعذيب كي نقول ما يريدون سماعه في التحقيق عن مهماتنا والناس الذين يعملون معنا”.

وتروي ساندرا ان اكثر ما بقي في ذهنها من ايام السجن صوت رجل مسن يترجى المحققين بعدم تعريته وهو يقول لهم ” انا من عمر ابيكم” لكنه رضخ في النهاية، ثم” سمعتً صراخه وهو يُضرب، فبداتُ وبحركات عصبية ادق على الباب طالبة الذهاب الى الحمام لعلهم يتوقفون عن ضربه، لكنهم لم يجيبوا ولم يتوقفوا، وعندما عادوا واخذوني الى الحمام كان ما يزال ارضا وقد ازرق جلده من كثرة الضرب”.

وعلى الرغم من مرور اشهر على تجربة الاعتقال ما زالت ساندرا تعيش تلك الحالة وهي تقول انها عندما خرجت حاولت ان تظهر انها قوية ومتماسكة.

” لكنني ما زلت حتى اليوم ارى كوابيسا. وعندما أتذكر المكان الذي احتُجزت فيه تنتابني حالة من الهلع ، فلمجرد الشعور انك في غرفة صغيرة تحت الارض اشبه بقبر، و محاطة بصراصير وقمل ينخر ثيابك فهذا شيء يثير الاشمئزاز”.

ولا تبدو ساندرا اليوم جازمة في رفضها لمبادرة الخطيب بالافراج عن المعتقلين كشرط للحوار وتقول ان هذه المبادرة يجب ان تقترن بوقف القصف قبل كل شيء لان الشيئين يجب ان يتلازما.

بالمقابل جاهرت رنا وهي ايضا سجينة سابقة وقد أمضت في السجن ستة اشهر بتأييدها لمبادرة الخطيب وقالت ” اريد ان اضع نفسي مكان هؤلاء القابعين الان في السجون وكل واحد فيهم يشعر ان مصيره مجهول وانه يواجه الموت كل يوم”.

سبق ان أُوقفت رنا بسبب مشاركتها في التظاهرات ضد النظام وبسبب نشاطها الاعلامي من خلال خروجها على وسائل الاعلام للحديث عما يجري داخل سوريا كما تقول، وما تزال رنا تقيم في سوريا لكنها عندما التقيناها كانت بزيارة سريعة لاسطنبول.

تروي رنا انها خضعت لتحقيق متواصل استمر ثمانية عشر ساعة في الايام الاولى على توقيفها، ومنعت من النوم مدة اربعة ايام متواصلة كي تقر باسماء اشخاص تعمل معهم. ” ثم هددوني باعتقال اختي الصغيرة وابي ولما لم ارضخ اخذونا الى غرفة التحقيق حيث كان صديقي يتعرض للتعذيب، كان الوقت ليلا عندما دخلوا علي ، ثم كبلوا يدي وغطوا عيني وبعدها اقتادوني الى خارج الغرفة، فظننت انها ساعة الاخرة ، ثم قالوا لي ان من اسمع صراخه هو فلان (صديقي) . ثم قالوا له في الوقت نفسه، لقد اتينا لك بجمهور، فارفع صوتك كي يسمعك جمهورك، وبقي صديقي يتعرض للضرب لمدة ساعة متواصة، وقد كرروا الامر نفسه مرتين في اسبوع”.

اوقفت رنا في قلب الشام، من البولمان الذي صعدت اليه للتوجه الى منزلها بعد الجامعة، ظنت انها ساعات وسيطلق سراحها ، لكنها عندما اقتيدت الى غرفة الاعتقال، اخذت لها زاوية على الحائط كما يفعل بقية السجناء وبدات تحفر يوميا حفرة لتعداد ايام التوقيف حتى صارت مئة وثمانين.

وعندما تسال عن رأيها بمبادرة الخطيب تسارع للقول ان من يعترض عليها لم يذق طعم التوقيف، “الافراج عن المعتقلات والمعتقلين يستحق المبادرة” ، رغم ان رنا تخشى في الوقت نفسه في حال عدم التجاوب مع الخطيب ان “نكون قد خسرنا امرين: المعتقلين والبند المتعلق برفض محاورة النظام، فيتكرس الاخير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى