أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء، 08 أيار 2013

كيري لم يذلّل الخلافات… وبوتين ينتظر لقاءه أوباما

موسكو – رائد جبر؛ واشنطن – جويس كرم

لندن، دمشق، موسكو، نيويورك- «الحياة»، ا ف ب، رويترز – لم تسفر محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو أمس، عن نتائج تؤشر إلى تذليل الخلاف في وجهات النظر حيال الملف السوري، برغم اشارة الجانبين إلى أن المحادثات جرت في اجواء ايجابية.

ودعا كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «المساعدة» في إيجاد اساس مشترك حول النزاع في سورية، مؤكداً أن موسكو وواشنطن لهما «مصالح مشتركة» في ذلك البلد.

وقال كيري، في بداية محادثاتهما في الكرملين، إن «الولايات المتحدة تؤمن حقاً أن لنا مصالح مشتركة مهمة جداً في سورية»، معرباً عن أمله «في أن نتمكن من مناقشة ذلك قليلاً، ونرى أنه كان في إمكاننا أن نجد أساس مشتركا». وزاد إن بلاده «تشاطر موسكو وجهة نظرها حول ضرورة ان يعم الاستقرار هذه المنطقة وان تكون خالية من التطرف»، وان هذا قد «ثبت في بيان جنيف» .

وأعرب بوتين عن أمله في مواصلة المناقشات مع واشنطن، مشيرا إلى تطلعه للقاء الرئيس باراك اوباما خلال قمة «الثمانية» الكبار التي تنعقد في ايرلندا في 17 من الشهر المقبل.

اللافت أن محادثات كيري في الكرملين وبعد ذلك في الخارجية الروسية مع نظيره سيرغي لافروف طالت أكثر من المحدد بأكثر من ثلاث ساعات. وقالت اوساط الكرملين إن الجانبين ناقشا «مجمل الملفات المتعلقة بالعلاقات الروسية – الأميركية» وأن التركيز انصب على الملفين السوري والنووي الإيراني بالإضافة إلى ملف كوريا الشمالية. بينما أشار لافروف إلى «الأجواء الإيجابية» التي سادت خلال المباحثات.

وكانت توقعات أشارت إلى الاعلان عن تقارب في وجهات النظر حيال سبل الخروج «بأفكار محددة» لتسوية الوضع في سورية، لكن حديث بوتين في بداية اللقاء عن رغبته في مواصلة الحوار مع اوباما دفعت مراقبين إلى توقع ان تكون موسكو تفضل التريث لحين انعقاد القمة الروسية – الأميركية قبل اعلان مبادرة أو خطة عمل متفق عليها.

من جهة اخرى، ذكرت مصادر مطلعة في واشنطن ان الولايات المتحدة تعمل على مساريين متوازيين في تعاملها مع الأزمة السورية، أحدهما عسكري يتمثل بتحضير خطط تسليح المعارضة والطوارئ لاحتواء أي تهديد كيماوي، والثاني سياسي يتمثل في الاجتماعات التي عقدها كيري مع الجانب الروسي وقيادات عربية.

واكد رئيس الأركان الأميركي الجنرال راي أوديرنو، في ايجاز صحافي، رداً على سؤال عن فرص «الجيش الحر» لاطاحة الرئيس بشار الأسد، أنه يعتقد «أن المسألة ليست اذا كانوا سيفعلون ذلك، انما متى سيتم هذا الأمر» واضاف أن المؤشرات الأخيرة مشجعة وأن الثوار «ومما أراه أخيرا أحرزوا مكاسب جدية، وهم يسيطرون على أراض، وهذا ما يجعلك تفكر بأنه سيكون من الصعب على النظام أن ينجو مع الوقت».

وأعلنت وزارة الخارجية أن كيري سيلتقي اليوم في روما نظيره الأردني ناصر جودة، على هامش زيارته لايطاليا بعد روسيا. وستتصدر الازمة السورية هذا اللقاء، اضافة الى دور الأردن في تنسيق الجهود الاقليمية والدولية للدفع بالمرحلة الانتقالية والبحث عن حل سياسي.

وفي دمشق، استقبل الرئيس بشار الاسد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي القادم من عمان حيث التقى الملك عبدالله الثاني. وقال الاسد «ان الاعتداء الاسرائيلي الاخير على سورية يكشف حجم تورط الاحتلال الاسرائيلي والدول الاقليمية والغربية الداعمة له في الاحداث الجارية في سورية». واكد «ان الشعب السوري وجيشه الباسل قادران على مواجهة المغامرات الاسرائيلية التي تشكل احد اوجه هذا الارهاب الذي يستهدف سورية يوميا».

واكد صالحي وقوف ايران مع سورية في وجه المحاولات الاسرائيلية للعبث بأمن المنطقة واضعاف «محور المقاومة» فيها، مشددا على انه «آن الاوان لردع الاحتلال الاسرائيلي عن القيام بمثل هذه الاعتداءات ضد شعوب المنطقة».

الى ذلك قامت مجموعة مسلحة بخطف اربعة من عناصر «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) في مرتفعات الجولان السورية التي تضم 1100 جندي. فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في المناطق الواقعة بين دمشق وهضبة الجولان بما فيها قرى درعا في جنوب سورية.

وقالت المتحدثة باسم القوات الدولية جوزيفين غيريرو ان الجنود الاربعة كانوا يقومون بدورية قرب بلدة جملة الواقعة في منطقة وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسورية التي احتجز فيها معارضون مسلحون سوريون 21 جنديا من القوة الدولية في اذار (مارس) الماضي.

ونقل قال مارتن نسيركي المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان بان دان بقوة احتجاز الجنود الاربعة ودعا كل الاطراف لاحترام حرية الحركة لقوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للامم المتحدة وسلامتها وامنها.

وتبنت «كتيبة شهداء اليرموك» احتجاز المراقبين الدوليين في فيديو، اظهرهم بلباس الامم المتحدة الازرق مع اشارة الى الفيلبين. وقالت في بيان على «فايسبوك» انها قامت بذلك لـ «حمايتهم جراء الاشتباكات والقصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة». وزادت: «عناصر من جيش النظام تمركزت قرب أماكن وجود المراقبين الدوليين، الأمر الذي هدد سلامتهم وشكل خطرا على حياتهم، ما دفع بنا الى التدخل والعمل على اخراجهم وتأمينهم من المنطقة المتواجدين فيها خشية عليهم من الاشتباكات بين الطرفين».

وقتل امس 18 مقاتلا معارضا خلال اشتباكات مع قوات النظام في قرى بين دمشق والجولان. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة سيطروا خلال هذه المعارك «على السرية الثانية والكتيبة 23 والكتيبة 29 ومفرزة الامن في قرية كودنة» في ريف القنيطرة. وأعلنت حركة «أحرار الشام» أنها تصدت لرتل عسكري حاول اقتحام بلدة خان الشيخ من طريق بلدة دروشا جنوب دمشق. ودارت اشتباكات عند مدخل بلدة بيت سحم في الريف الجنوبي وسط قصف مدفعي عنيف على مناطق في البلدة، اضافة الى مواجهات ضارية في بلدات الرفيد وغدير البستان في هضبة الجولان. وأعلنت مصادر مختلفة سقوط قذائف هاون في القسم المحتل من قبل إسرائيل، في هضبة الجولان.

وفي دمشق، اعلنت كتائب مقاتلة انها قصفت منطقتي المزة-86 وضاحية قدسيا في دمشق المواليتين للنظام. وشنت طائرات حربية غارة جوية على حي الشيخ سعيد في حلب، في وقت كانت اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي المعارضة والنظام في محاولة للسيطرة على هذه النقطة الأساسية في التحكم بخط الإمداد لمطاري النيرب العسكري وحلب الدولي. واعلن نشطاء ان انفجارا شديدا وقع امس قرب المصرف التجاري في الحسكة وسط انباء عن قتلى وجرحى.

الخارجية الروسية أبلغت سورية بنتائج المحادثات مع كيري

موسكو – يو بي آي

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها أبلغت سورية بنتائج محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري الأخيرة، بشأن تسوية الأزمة السورية.

ونقلت قناة”روسيا اليوم” عن بيان للوزارة، أن “نائب وزير خارجية روسيا والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، التقى اليوم سفير سورية لدى موسكو رياض حداد، وأبلغه نتائج محادثات لافروف وكيري، بشأن تسوية الأزمة السورية”.

وجاء في البيان أنه “تم إبلاغ الجانب السوري بمضمون الاتفاق الروسي – الأميركي خلال المحادثات التي جرت يوم أمس، بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في موسكو، حول سبل تسوية الأزمة السورية من خلال عقد مؤتمر دولي على قاعدة بيان جنيف”.

واتفق وزيرا الخارجية الأميركي والروسي أمس في موسكو على عقد مؤتمر دولي حول سورية في نهاية الشهر الحالي، وأملا أن “يكون بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية”.

الاتحاد الأوروبي مرتاح للاتفاق الأميركي – الروسي حول سورية

بروكسل – أ ف ب

صرح متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد الأوروبي “مرتاح جداً” للاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية.

وقال الناطق إن “الاتحاد الأوروبي مرتاح جداً لدعوة روسيا والولايات المتحدة إلى مؤتمر من أجل السلام في سورية”، مشيراً إلى أن الاتحاد “كرر مراراً أن حل النزاع يكمن في تسوية سياسية شاملة”.

                      الخوف من انفجار إقليمي أحيا بيان جنيف

واشنطن وموسكو لمؤتمر دولي قريب حول سوريا

واشنطن وموسكو ستعملان على اجلاس الحكومة والمعارضة الى طاولة الحوار

واشنطن – هشام ملحم

 العواصم الاخرى – الوكالات

بعد يومين من الغارة الاسرائيلية على سوريا التي وضعت المنطقة امام انفجار شامل وفي ظل التطورات الميدانية المتسارعة على الارض بين القوات السورية النظامية والمعارضة، اتفقت الولايات المتحدة وروسيا خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو ومحادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين طوال اكثر من ثلاث ساعات، على عقد مؤتمر دولي تحضره الحكومة والمعارضة  في نهاية الشهر الجاري لايجاد حل سياسي للأزمة المستمرة منذ اكثر من سنتين.

 واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري بموسكو ان روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة حض الحكومة السورية والمعارضة على ايجاد حل سياسي للازمة. وقال: “اتفقنا ايضاً على ضرورة ان نحاول عقد مؤتمر دولي حول سوريا في أسرع ما يمكن، وانا اعتقد ان ذلك قد يحصل في نهاية ايار الجاري، وهو سيعقد تطويرا لمؤتمر جنيف الذي انعقد في نهاية حزيران العام الماضي”. واضاف: “اكد بلدانا التمسك بوحدة اراضي سوريا في سياق تنفيذ بنود بيان جنيف كاملة ونحن نعترف بان ذلك يتطلب توافقاً من الاطراف السوريين، ونحن نتعهد استثمار كل الامكانات المتوافرة لدى روسيا والولايات المتحدة من أجل اجلاس الحكومة والمعارضة الى طاولة المفاوضات. وسنعمل بشركة مع الدول الاجنبية المعنية الاخرى في هذا الشأن، والتي يجب ان تظهر تمسكها بمساعدة السوريين في ايجاد حل سياسي في اطار اتفاق جنيف في أسرع ما يمكن”.

 ورأى كيري إن البديل من التوصل الى حل سياسي من طريق التفاوض في شأن سوريا قد يكون تفكك البلاد. وقال: “نعتبر بيان جنيف سبيلاً مهماً بالفعل لانهاء اراقة الدماء في سوريا. وهذا  يجب ألا يكون ورقة بسيطة وديبلوماسية لا معنى لها، بل يجب ان يمهد الطريق نحو سوريا جديدة لا مكان فيها لمجزرة دموية”.

 وكانت محاولة للاتفاق على حل سياسي تعثرت العام الماضي بسبب الخلاف على خروج الرئيس السوري بشار الاسد من السلطة. لكن لافروف أكد أن موسكو ليست معنية بمصير “بعض الأشخاص”.

اوباما

 وفي واشنطن، تمسك الرئيس باراك اوباما بتعامله المتأني والدقيق مع احتمال استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية، وكرر انه يريد الحصول “على افضل تحليل ممكن، لانني اريد ان اتحرك بشكل مترو”. واعطى انطباعاً واضحاً ان الادلة المتوافرة حتى الان عن استخدام نظام الاسد الاسلحة الكيميائية غير كافية لدفعه الى تغيير موقفه جذرياً من النزاع السوري.

 واضاف اوباما خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين – هي: “انا اتفهم وجود رغبة في الاجوبة السهلة”، لكنه رفض التسرع واتخاذ قرارات مهمة تكون مبنية على الانطباعات والاحتمالات ان الاسلحة الكيميائية قد استخدمت في سوريا، كما لا يمكنه تشكيل ائتلاف دولي يكون مبنياً على الاحتمالات.  ولمح الى انه لا يريد ان يبني قراراته على الانطباعات والاحتمالات كما فعلت ادارة الرئيس السابق جورج بوش قبل غزو العراق، “لذلك نريد ان تكون لدينا افضل التحليلات، وعلينا ان نضمن ان يكون تحركنا مبنيا على التروي” وذّكر بانه خلال ولايته تعرض بعض مواقفه للتشكيك، لكنه كان يعلن عن مواقف وعن وعود وقد طبقها لاحقا، وان الذين شككوا في مواقفه وفي عزمه اخطأوا كما يتبين من قتل زعيم تنظيم “القاعدة” اسامة بن لادن او اطاحة معمر القذافي في ليبيا، ورأى ان ذلك كاف لاقناع المجتمع الدولي بانه ينفذ التزاماته ووعوده.

 وفي خطوة مهمة من المتوقع ان تزيد من الضغط على اوباما للتدخل في سوريا، قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي روبرت مينينديز  مشروع قانون يقضي بتوفير الاسلحة وخدمات التدريب لفئات المعارضة المسلحة المنضوية تحت المجلس العسكري السوري الاعلى ووحدات “الجيش السوري الحّر” التي يمكن التحقق من خلفيتها السياسية، وفرض عقوبات على الاطراف الذين يزودون النظام السوري السلاح او النفط. لكن مشروع القانون يستثني الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف من هذه الاسلحة، خوفا من احتمال وقوعها في “الايدي الخطأ” واستخدامها لتهديد الطيران المدني في المنطقة والعالم.

التحرك الايراني

 وقابل التحرك الاميركي المعزز بمناورات واسعة تشارك فيها اكثر من 40 دولة في مياه الخليج، تحرك ايراني تمثل في زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي لسوريا بعد زيارة للاردن، اكد خلالها انه آن الاوان لردع اسرائيل عن شن هجمات في المنطقة.

 وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان  الاسد التقى صالحي وان البحث خلال اللقاء تناول “مستجدات الأوضاع في المنطقة والمخاطر المحدقة بها نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف سوريا”.

 وقالت ان صالحي “عبر عن إدانة بلاده الشديدة للعدوان الإسرائيلي السافر على الأراضي السورية وأكد وقوف الجمهورية الإسلامية مع سوريا في وجه المحاولات الإسرائيلية للعبث بأمن المنطقة وإضعاف محور المقاومة فيها، مشددا على أنه آن الأوان لردع الاحتلال الإسرائيلي عن القيام بمثل هذه الاعتداءات على شعوب المنطقة”.

 ونقلت عن الأسد “إن الاعتداء الإسرائيلي الأخير يكشف حجم تورط الاحتلال الإسرائيلي والدول الإقليمية والغربية الداعمة له في الأحداث الجارية بسوريا وإن الشعب السوري وجيشه الباسل الذي يحقق انجازات مهمة على صعيد مكافحة الإرهاب والمجموعات التكفيرية قادران على مواجهة المغامرات الإسرائيلية التي تشكل أحد أوجه هذا الإرهاب الذى يستهدف سوريا يومياً”.

 وفي تصريح صحافي بعد اللقاء، قال صالحي: “الآن اتضحت الأمور كيف يمكن اسرائيل أن تتضامن مع المرتزقة وكيف للمرتزقة أن يضعوا أيديهم في أيدي الصهاينة…”.

 وسئل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي حضر لقاء بين الاسد وصالحي، عن احتمال تصعيد الوضع في المنطقة بعد الغارة الاسرائيلية فاجاب: “ليس  لدينا قلق، لكننا جاهزون للدفاع عن انفسنا وشعبنا، ولن نسكت على العدوان”.

حمد الى ايران

 وفي تطور لافت، اعلن  صالحي  أن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني سيزور طهران الاسبوع المقبل لعقد لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين. وقال أن هذه الزيارة تأتي ردا   لزيارات مسؤولين إيرانيين الى الدوحة في وقت سابق. وأضاف: “لقد ابدى الجانب القطري الرغبة في ان تكون لهم زيارة لطهران وبدورنا وجهنا اليهم الدعوة ونحن الان في انتظار هذه الزيارة”.

يعالون

■ في القدس، قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون  خلال جولة قرب قطاع غزة: “لن نتورط في الحرب الاهلية في سوريا ولكننا اعلنا ما هي مصالحنا… لقد وضعنا خطوطا حمراً منها نقل الاسلحة المتطورة الى المنظمات الارهابية مثل حزب الله وغيره او اسلحة كيميائية او خرق لسيادتنا على طول الحدود”.

 وصرحت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي أن قذيفة اطلقت من الاراضي السورية انفجرت في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان، ولم توقع   ضحايا أو اضراراً.

الامم المتحدة

* في نيويورك، اعلنت الامم المتحدة انها طلبت من اسرائيل وقف طلعاتها الجوية فوق لبنان بعد زيادتها خلال الايام الاخيرة اثر الغارة الاسرائيلية الاخيرة على سوريا.

 وصرح الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بان القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” احتجت رسميا لدى السلطات الاسرائيلية بعدما لاحظت تحليقاً فوق لبنان لطائرات عسكرية اسرائيلية.

 ولفت الى ان هذه الطلعات الجوية تمثل “انتهاكا لسيادة لبنان وللقرار الدولي 1701″ الصادر اثر الحرب بين اسرائيل و”حزب الله” صيف 2006 والذي ينص على وقف النار. واضاف: “نحن على علم بالمخاوف التي عبرت عنها الحكومة اللبنانية في هذا الصدد”، وان قوات “اليونيفيل” “احتجت بشدة” لدى الجيش الاسرائيلي “وطالبته بوقف هذه الطلعات الجوية”.

المعارضة السورية ترفض محادثات برعاية أميركية-روسية

أعربت المعارضة السورية عن رفضها إجراء محادثات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، رغم الجهود الأميركية-الروسية لإقناع الأطراف السورية بإجراء “مؤتمر سلام”.

وتخوف معارضون من أن يكون مؤتمر السلام ستاراً لمبادرة ديبلوماسية “تضغط عليهم للقبول بالأسد في قيادة حكومة انتقالية مستقبلية”.

وقال عضو “الائتلاف الوطني السوري المعارض” سمير النشار إنه “يجب معرفة دور الأسد قبل اتخاذ أي قرار”، معتبراً أن هذه النقطة “تُرِكت غامضة بشكل متعمّد، في محاولة لجر المعارضة إلى الدخول في محادثات”.

وأكد النشار عدم اتخاذ أي قرار حتى الآن، مشيراً إلى أنه “من المستحيل إجراء محادثات مع حكومة يترأسها الأسد”.

وأبدى أعضاء في المعارضة قلقهم من تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي قال إن “تحديد من سيشارك في الحكومة السورية يجب أن يُترَك للسوريين أنفسهم”، متخوفين من تخلّي واشنطن عن إصرارها على تنحي الرئيس السوري.

بدوره، أعرب عضو الائتلاف أحمد رمضان عن قلقه من أن “تُقدّم الولايات المتحدة مصالحها الخاصة مع روسيا على حساب دم ومعاناة الشعب السوري”، مشيراً إلى أن “المعارضة على اتصال مع الجانب الأميركي، وتحتاج إلى ضمانات تفيد بأنه لم يحدث تغيير في موقف واشنطن من الأسد”.

وأعلن كثيرون من المعارضة المسلحة عن “رفضهم القاطع للتفاوض مع أي شخص ينتمي إلى النظام السوري”، حيث شدد عضو “المجلس العسكري الأعلى” للمعارضة العقيد قاسم سعد الدين على أنه “لا يرى مجالاً للحل السياسي في سوريا، موضحاً أن المجلس العسكري “لن يحاور النظام السوري”. كما قال إن قرار الرئيس السوري لم يعد “بين يدي روسيا”، معتبراً أن الأسد “ينظر الآن إلى إيران فقط”.

(رويترز)

الأسد يؤكّد القدرة على مواجهة مغامرات إسرائيل وإيران تدعو إلى «ردعها»

بداية تسوية سورية تُعلن في موسكو كيري ولافروف: جمع المعارضة والحكومة قريباً

ثلاث ساعات من الانتظار كي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الكرملين، ليخرج بعدها كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف للإعلان عن عقد مؤتمر دولي، ربما في نهاية شهر ايار الحالي، يجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة، لتطبيق «بيان جنيف».

وجاء انتظار الديبلوماسي الاميركي الاول خلال الساعات الثلاث في قصر الكرملين، بعد ثلاثة أيام على الغارات الإسرائيلية على سوريا والتي اثارت مخاوف من انفجار الوضع الاقليمي. كما تزامن الاعلان الاميركي ــ الروسي مع زيارة مفاجئة قام بها وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الى دمشق قادماً من عمان، فيما أكد الرئيس السوري بشار الاسد، ان «الاعتداء الإسرائيلي الأخير يكشف حجم تورط الاحتلال الإسرائيلي والدول الإقليمية والغربية الداعمة له في الأحداث الجارية في سوريا، وإن الشعب السوري وجيشه الباسل الذي يحقق إنجازات مهمة على صعيد مكافحة الإرهاب والمجموعات التكفيرية قادر على مواجهة المغامرات الإسرائيلية التي تشكل أحد أوجه هذا الإرهاب الذي يستهدف سوريا يومياً».

وأكد صالحي «وقوف ايران مع سوريا في وجه المحاولات الإسرائيلية للعبث بأمن المنطقة وإضعاف محور المقاومة فيها»، مشدّداً على أنه «آن الأوان لردع الاحتلال الإسرائيلي عن القيام بمثل هذه الاعتداءات ضد شعوب المنطقة».

كيري ولافروف

وبرز تقارب روسي ــ أميركي لتطبيق «بيان جنيف» الذي يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري، إن «روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة حثّ الحكومة السورية والمعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة. اتفقنا ايضاً على ضرورة أن نحاول عقد مؤتمر دولي حول سوريا بأسرع ما يمكن، وأنا اعتقد ان ذلك قد يحدث في نهاية ايار، وهو سيعقد تطويراً لمؤتمر جنيف الذي عقد نهاية حزيران العام الماضي».

وتابع لافروف، الذي تلقى اتصالاً هاتفياً من المبعوث الأممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي، ان روسيا والولايات المتحدة أكدتا «التمسك بوحدة اراضي سوريا في سياق تنفيذ بنود بيان جنيف بالكامل. ونحن نعترف بأن ذلك يتطلب توافقاً من قبل الاطراف السورية، ونحن نتعهد باستغلال كافةالإمكانيات المتوفرة لدى روسيا والولايات المتحدة من أجل إجلاس الحكومة والمعارضة حول طاولة المفاوضات. وسنعمل بشراكة مع الدول الاجنبية المعنية الاخرى بهذا الشأن، والتي يجب ان تظهر تمسكها بمساعدة السوريين في إيجاد حل سياسي في إطار اتفاقات جنيف بأسرع ما يمكن».

وأعلن لافروف، بطريقة غير مباشرة رفض موسكو وضع أي شروط مسبقة للحوار، مثل ضرورة تنحّي الاسد، موضحاً ان موسكو غير مهتمة بمصير «أشخاص معينين»، لكنها مهتمة بالشعب السوري. واشار لافروف الى ان نظيره السوري وليد المعلم أكد له في المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما أمس الأول تمسك السلطات السورية بالمفاوضات، موضحاً أن المعارضة السورية لم تقم بتعيين مفاوضين عنها.

وأوضح كيري أن الهدف من المؤتمر الدولي هو جمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في المؤتمر، ربما في نهاية ايار. وقال «نعتبر بيان جنيف سبيلاً مهماً بالفعل لإنهاء إراقة الدماء في سوريا. وهذا يجب ألا يكون ورقة بسيطة وديبلوماسية لا معنى لها، بل يجب أن يمهّد الطريق نحو سوريا جديدة لا مكان فيها لمجزرة دموية».

وأعلن ان «البديل عن التوصل الى حل سياسي عن طريق التفاوض سيكون مزيداً من العنف والفوضى وقد يكون تفكك البلاد»، موضحاً ان «هذا الأمر قد يؤثر على القرار الاميركي في ما يتعلق بتسليح المعارضة».

وكان كيري قال، خلال لقائه بوتين الذي كان يلهو بقلم بعد أن جعله ينتظر لمدة 3 ساعات، إن «الولايات المتحدة تؤمن حقاً بأن لنا مصالح مشتركة مهمة جداً في ما يخص سوريا»، موضحاً ان من بين هذه المصالح «الاستقرار في المنطقة وعدم السماح للمتطرفين بخلق مشاكل في المنطقة وغيرها من المناطق». واضاف «لقد وقع بلدانا على بيان جنيف واتخذا بالتالي موقفاً مشتركاً، ولهذا فإنني آمل ان نتمكن اليوم من مناقشة ذلك قليلاً، ونرى إن كان بإمكاننا أن نجد ارضية مشتركة».

ولم يتطرق بوتين بشكل محدّد الى الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا، إلا انه اعلن انه يعد رداً على رسالة حول العلاقات الثنائية بعث بها الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيسان الماضي.

واضاف «اعتقد انه من المهم للغاية أن تتعاون وزاراتنا ومؤسساتنا الرئيسية بما فيها وزارة الخارجية، في ايجاد حلول لأهم قضايا اليوم». وتابع «انا سعيد حقاً لرؤيتك لأن ذلك يوفر فرصة لمناقشة القضايا، التي نعتقد انها صعبة، وجهاً لوجه».

وكان الكرملين أعلن، امس الاول، أن بوتين أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة الوضع في سوريا، وذلك بعد ساعات من إعراب موسكو عن قلقها من الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، معتبرة أنها قد تؤدي الى تصعيد التوتر في المنطقة.

وكانت وزارة الخارجية الروسية ذكرت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ابلغ لافروف، امس الاول، «بملابسات الغارات الجوية التي شنها الطيران الاسرائيلي بالقرب من دمشق يومي 3 و5 أيار الحالي». واضافت «دعا الجانب الروسي الى إبداء أقصى قدر من ضبط النفس. وشدد لافروف على عدم جواز انتهاك سيادة ووحدة اراضي سوريا والدول الاخرى في المنطقة، خاصة في سياق النزاع الداخلي المدمر والخطير المستمر في سوريا».

وذكرت «سانا» ان المعلم قال للافروف إن «العدوان الإسرائيلي الإجرامي على مواقع سورية يظهر طبيعة الأهداف التي تربط إسرائيل والمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا»، مشدداً على «حق سوريا المتأصل في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بالردّ على مثل هذه الاعتداءات».

(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

صالحي اكد للرئيس السوري: لن نسمح أن تقع سورية بيد إسرائيل أو أمريكا أو التكفيريين

الأسد: قادرون على مواجهة اسرائيل.. والجولان سيصبح جبهة مقاومة

كيري: واشنطن وموسكو تريدان سورية مستقرة وخالية من التطرف

لندن ـ دمشق ـ موسكو ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اعلن الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه مع وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي بدمشق الثلاثاء ان الشعب السوري والجيش قادران على مواجهة المغامرات الاسرائيلية، في اشارة منه الى الغارات الجوية الاخيرة التي قامت بها اسرائيل على سورية، فيما قال وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن واشنطن وموسكو تواجهان مهام يتطلب تحقيقها التعاون الذي قام بينهما خلال الحرب العالمية.

وحذر الاسد خلال لقائه بصالحي الثلاثاء من ان ‘الجولان سيصبح جبهة مقاومة’ قائلا ‘كلما تقدمنا في الميدان كلما راجعت الدول الكبرى حساباتها’.

واشار الرئيس السوري الى ان تلك الغارات تظهر مدى تورط اسرائيل والدول الاقليمية والغربية الداعمة لها في الاحداث بسورية. وقال ان الاعتداء الاسرائيلي هو من اوجه الارهاب الذي يستهدف سورية يوميا.

من جانبه شدد صالحي في اعقاب اللقاء على ان ايران تدين الغارات الاسرائيلية على سورية، مشيرا الى انه آن الاوان لردع الاعتداءات الاسرائيلية ضد شعوب المنطقة.

واكد صالحي وقوف ايران الى جانب سورية في وجه المحاولات الاسرائيلية للعبث بأمن المنطقة، قائلا ‘نحن معك ولن نسمح أن تقع سورية في يد إسرائيل أو أمريكا أو التكفيريين’.

وكان صالحي قد وصل الثلاثاء الى دمشق لاجراء مباحثات مع الرئيس السوري. والجدير بالذكر ان الوزير الايراني زار قبل ذلك الاردن، حيث اعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ان ايران ترفض اي تدخل اجنبي في سورية، محذرا من ان تداعيات الازمة السورية ستنعكس على كافة دول المنطقة.

وكان وزير الخارجية الايراني دعا خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الاردني ناصر جودة في ختام زيارته لعمان، الى ايجاد حل سياسي للازمة في سورية محذرا من الفراغ الذي قد تنعكس اثاره السلبية على جميع دول المنطقة.

وقال ‘لو حصل أي فراغ في سورية، فإن هذه التداعيات السلبية ستنعكس على جميع الدول، ولا يدري احد ما الذي سيجري بعدها وما ستكون عليه النتائج’.

الى ذلك نقلت وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية عن كيري الذي وصل الثلاثاء إلى موسكو، قوله خلال لقائه بوتين، ‘إننا نواجه عدداً كاملاً من المهام التي يتطلب تحقيقها التعاون نفسه الذي شهدته الحرب العالمية الثانية’، حيث تعاونت روسيا مع الولايات المتحدة لقتال ألمانيا.

وأضاف كيري أن ليس كل مواطني الولايات المتحدة يعرفون التضحيات التي بذلتها روسيا من أجل إحراز الانتصار في تلك الحرب، بالتعاون مع الحلفاء.

وتابع أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يرى أن التعاون المشترك بين روسيا والولايات المتحدة في المجال الاقتصادي يمكن أن يحقق فائدة كبيرة، مضيفا أن الولايات المتحدة تأمل في التعاون مع روسيا في المسائل الأخرى أيضا.

وكان كيري قال لبوتين، في وقت سابق امس، إن ‘واشنطن تشاطر موسكو وجهة نظرها حول سورية’.

وأضاف أن ‘كلانا نريد أن تستقر أوضاع سورية وتخلو من التطرف والمشاكل التي يمكن أن تمس المنطقة جمعاء’.

وتابع أن ‘بلدينا وقّعا على بيان جنيف (الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سورية في حزيران ـ يونيو 2012) واتخذا بالتالي موقفاً مشتركاً’.

ومن جهته، قال بوتين إنه يكتب رداً للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على الرسالة التي استلمها من مستشاره توماس دونيلون في نيسان (أبريل) الماضي، معرباً عن أمله في لقاء أوباما في أقرب وقت.

مسؤولون إسرائيليون: المصالحة مع تركيا سمحت بشن الغارات ضد سورية

تل أبيب ـ يو بي آي: قال مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون إن إنهاء الأزمة في العلاقات بين إسرائيل وتركيا والمصالحة بين الدولتين كانت من بين الأسباب التي سمحت لإسرائيل بشن غارات ضد أهداف في سورية خلال الأيام الماضية.

ونقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ الثلاثاء عن المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين قولهم إن تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتذار لتركيا على مقتل 9 نشطاء أتراك شاركوا في أسطول الحرية ‘قد أثبت نفسه وسمح لإسرائيل بالعمل بحرية أكبر في الشمال من دون التخوف من حدوث مواجهة مع تركيا’.

وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن المصالحة ستؤدي إلى ‘تعاون مستقبلي في المنطقة ضد إيران والجهات الإرهابية’.

وأشاروا إلى أن هذه المصالحة ‘أسهمت أيضا في حصول إسرائيل على دعم هائل من جانب المجتمع الدولي في ما يتعلق بالغارات المنسوبة لها، وخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا التي صرحت بشكل واضح بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها’.

فتح تؤكد: المقاومة لا تعمل بضغطة زر من سورية

غزة ـ ‘القدس العربي’ ـ من أشرف الهور: قال أحمد عساف الناطق باسم فتح في تصريحات صحافية ‘وهو يرد بعد أنباء أفادت بأن النظام السوري قرر السماح للفصائل الفلسطينية بتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، ردا على غاراتها الأخيرة ضد دمشق، أن المقاومة الفلسطينية ‘لا تعمل بضغطة زر’.

وقال عساف ‘المقاومة الفلسطينية، لا تعمل بضغطة زر من قبل أي دولة أو جهة، مع احترامنا لسورية ومكانتها’.

وأكد أن الشعب الفلسطيني، وفصائله تقدر متى ترد وكيف ترد وأساليب الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدا على أن مقاومة الشعب الفلسطيني ‘ليست ردات فعل، أو ورقة بيد أي جهة مهما كانت’.

محللون في إسرائيل: رد سورية وحزب الله وإيران على الهجوم على دمشق سيشمل إطلاق أكثر من 10 آلاف صاروخ باتجاه عمق الدولة العبرية

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ما زال الإعلام العبري في إسرائيل يُحاول سبر غور الرد السوري على الهجوم الذي شنه سلاح الجو الإسرائيلي على دمشق، مشددا على أن حزب الله اللبناني، ما زال مستمرا في المحافظة على الهدوء، ذلك أن حزب الله امتنع حتى الآن عن إصدار بيان أوْ تصريح يُعلن فيه موقفه من العدوان الإسرائيلي على العاصمة السورية، ويبدو التوتر جليا للعيان في تحليلات الخبراء، مع أنهم يُرجحون عدم قيام سورية بالرد على الهجوم، وفي هذا السياق، وفي أعقاب الهجوم على قوافل الأسلحة المتطورة من سورية لحزب الله اللبناني، وازدياد التوتر على الحدود الشمالية، حاولت القناة الثانية الإسرائيلية فهم ما يدور في المناطق الشمالية من خلال استضافتها لمحللين كبار وهم أيهود يعاري، محلل الشؤون العربية، وروني دانيئيل، محلل الشؤون العسكرية، إضافة إلى قائد سلاح الجو الأسبق، الجنرال في الاحتياط إيتان بن الياهو، والذين أوضحوا من وجهة نظرهم ما هو الوضع على الحدود الشمالية.

ويشير المحللون في بداية حديثهم عن الوضع في سورية إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تؤكد ولا تنفي بشكل رسمي ما إذا كان سلاح الجو الإسرائيلي قد هاجم قافلة صواريخ كانت معدة لإرسالها إلى لبنان، مؤكدين أن نقل سلاح من نوع الفاتح 110 في الوقت الراهن إلى حزب الله لن يخل بالتوازن بعكس ما تم الادعاء به، بل أنه سيمنح حزب الله مستوى إضافي من القدرات.

ورأى المحللون أنه حتى لو كان الجيش الإسرائيلي هو من قام بالهجوم على سورية فإن الحديث لا يدور عن عملية معقدة، إلا أنه يكشف فقط القدرة الاستخبارية الجيدة بما يخص سورية، موضحين أن ما تم قصفه هو صواريخ من طراز (سكاد) يصل مداها ما بين 670 ـ 700 كيلومترا، إلا أن شددوا في الوقت نفسه على أن مسؤولين أمريكيين قدروا أن ما قصف هو صواريخ الفاتح 110 ذات قدرات إصابة دقيقة. من جانبه قال قائد سلاح الجو الأسبق الجنرال احتياط إيتان بن الياهو إن العملية الجوية المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي لم تكن معقدة، على حد تعبيره، لافتا إلى أن الحسابات السياسية أكثر خطورة من الحسابات التكتيكية العسكرية.

وأكد القائد العسكري على أن الدولة العبرية لم تتدخل بما يدور في سورية، إلا أنها تعمل بهدوء وبشكل محدد ضد نقل الصواريخ المضادة للطائرات، وصواريخ الأرض أرض والتي يمكن أن تحمل رؤوس كيميائية، وساق قائلا إن إسرائيل حريصة جدا على متابعة نقل الصواريخ الكيميائية، مشيرا إلى أنه وفي حال اختراق تلك القواعد فإن هناك عمليات تصفية من الجو دون التدخل بشكل مباشر أو رسمي، وهذا هو بمثابة اعتراف ضمني من أن إسرائيل هي من قامت بالقصف مؤخرا على الأراضي السورية.

ولفت الجنرال في الاحتياط إلياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل في محور توجد به محاولات تهريب وسائل قتالية من دمشق إلى الحدود اللبنانية، وبالفعل يغلق المحور المركزي لتهريب الأسلحة، على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته تحدث المحلل للشؤون العربية إيهود يعاري عن الأسباب التي أدت بحزب الله اللبناني والنظام السوري بعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي مرجحا ذلك بأنه في حال أعلن النظام السوري أنه تم قصف بلاده ولم يرد فإنه سيخسر شعبية كبيرة بين جمهوره المتهاوي أصلا بسبب ما يحصل في سورية، كما قال إن هناك قرارا إيرانيا سورية إضافة لحزب الله إلى أن أن الضربة الأولى كرد على إسرائيل ستكون بـ10 آلاف صاروخ الأمر الذي سيضعف جيش الأسد مقابل الجيش السوري الحر.

كما يرجع المحلل السبب في عدم الرد إلى تلك النجاحات التكتيكية التي سجلها نظام الأسد في الفترة الأخيرة ضد الجيش السوري الحر وذلك من خلال حسمه لعدة نقاط كان الثوار مسيطرون عليها، فهو غير مهتم لتحطيم نجاحاته في الفترة الأخيرة ما جعله لا يتسرع في تفكيره بمهاجمة سورية. وعلى الرغم من هذا فإن المحللين الثلاثة أجمعوا في توقعاتهم على أنه من الممكن جدا أن يقوم حزب الله بشن هجوم على أهداف إسرائيلية في الخارج، كتلك التي حدثت في بورغاس، مشيرين إلى أن حزب الله مهتم بمساعدة نظام الأسد، وموضحين أن العمليات ضد سورية ولبنان لا علاقة لها بإيران، على حد تعبيرهم.

أما المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة ‘هآرتس′ عاموس هارئيل فقال إن الحيرة الأمريكية بالنسبة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة ما زالت مستمرة، لافتا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل قال في الأيام الأخيرة فقط إن الولايات المتحدة ستزن بإيجاب أن ترسل لأول مرة أيضا بعثات سلاح إلى المتمردين، وأما الرئيس باراك اوباما فتحدث عن تحفظه من إرسال قوات برية إلى سورية، وتساءل: هل يرمي تسريب النبأ من واشنطن، أيْ نبأ الغارة الإسرائيلية على دمشق، إلى تبرير الانتقال إلى إظهار الصرامة مع الأسد حينما تضطر الولايات المتحدة أيضا إلى العمل في المستقبل؟ هذا سؤال سيتضح الجواب عنه بعد ذلك فقط. وتابع: وتستمر حيرة الإدارة الأمريكية على خلفية قتال قوي بين معسكرات الصقور في سورية نفسها. لافتا إلى أن إن الجهد الرئيسي لمنظمات المعارضة المختلفة والذي يلاحظ فيه مشاركة تزداد لفصائل متطرفة موالية للقاعدة، ينحصر في محاولة عزل العاصمة دمشق وقطع الشارع الرئيس المفضي من هناك إلى الجيب العلوي الكبير في شمال غرب الدولة.

ويحتاج الأسد في معركة الصد المذكورة إلى جميع الوسائل التي ما زالت في حوزته ومنها طائرات سلاحه الجوي مهما تكن قديمة ومصابة. وسيكون هذا كما يبدو سببا عنده للامتناع عن صدام مباشر مع إسرائيل قد يفقد فيه جزءا كبيرا آخر من قدرته العسكرية، على حد تعبيره.

الضربة الاسرائيلية شجعت نواب الكونغرس.. فالدفاعات السورية اضعف مما يتحدث عنه البيت الابيض

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: لم تقبل الادارة الامريكية ما توصلت اليه لجنة مستقلة تابعة للامم المتحدة ان المعارضة قد تكون هي التي استخدمت السلاح الكيماوي في مناطقها وليس النظام.

ويعكس الموقف الامريكي هذا ما يراه المحللون تصلبا في موقف الرئيس باراك اوباما تجاه الازمة السورية التي كانت موضوع بحث بين وزير الخارجية جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف يوم امس في موسكو، حيث التقى مع الرئيس الروسي نفسه فلاديمير بوتين، في محاولة امريكية لاقناع موسكو بالتخلي عن عدم الرئيس بشار الاسد.

وكما تظهر تصريحات المتحدث باسم البيت الابيض من الاتهامات ان الادارة لم تتخل بعد عن ترددها، في ظل التصعيد الذي نتج عن الهجمات الاسرائيلية على مواقع في دمشق خلال الايام الثلاثة الماضية حيث دافعت الادارة عن الهجمات لان من حق اسرائيل تدمير خطوط امداد الاسلحة من ايران الى حزب الله عبر سورية.

ويقول المسؤولون الامريكيون ان كلا التطورين زاد الازمة السورية تعكيرا، واضاف عليها تعقيدات جديدة، لكنهما لم يفعلا شيئا من اجل تغيير موقفه المتردد تجاه الانجرار اكثر نحو التدخل في سورية. وعلى الرغم من هذا التردد فالادارة الامريكية تقوم حسب ‘نيويورك تايمز′ بدراسة القيام بعمل قوي منها تقديم السلاح الى المعارضة السورية، حيث توصلت الادارة الى نتيجة ان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيماوية ضد السكان. لكن منطق الادارة سيقوض حالة ثبت ان المعارضة هي التي استخدمت السلاح الكيماوي، خاصة ان بينها مقاتلين اسلاميين متشددين. وكانت المحققة الدولية كارلا ديل بونتي في لجنة التحقيق المستقلة التابعة للامم المتحدة قد قالت ان التحقيقات التي قامت بها اللجنة لم تعثر على ادلة عن استخدام القوات الحكومية لغاز السارين. وديل بونتي، كانت رئيسة محكمة الجنايات الدولية حيث اشرفت على التحقيق في رواندا وجرائم الحرب في يوغسلافيا.

واعتبر مسؤول بارز في الخارجية ان تصريحات ديل بونتي خطيرة ولكنهم لم يعثروا على معلومات تظهر ان المعارضة تملك الاسلحة او لديها القدرة على نشرها. وشكك مسؤول اخر في قدرات ديل بونتي حيث قال انها لم تكن يوما عضوا في لجان تابعة للامم المتحدة حققت في الاسلحة الكيماوية.

وتشير الصحيفة الى ان الهجمات الاسرائيلية على سورية اعطت النواب في الكونغرس فكرة عن ضعف الدفاعات السورية وليس كما تزعم الادارة. وعليه يدفعون باتجاه التسليح للمعارضة والضغط على الحكومة الامريكية بفرض منطقة حظر جوي. لكن مسؤولين حاليين وسابقين يقللون من اهمية تصريحات جون ماكين النائب عن ولاية اريزونا بهذا الشأن ويقولون ان ‘هناك فرقا بين الحديث عن مجموعة من الاهداف وبين انشاء منطقة عازلة’ كما قال الجنرال ديفيد ديبوتلا، المسؤول الاستخباراتي في سلاح الجو الامريكي والذي خطط للهجمات الجوية على افغانستان عام 2001 وقبلها في حرب الخليج عام 1991. ومع انه لا يملك معلومات عن الهجمات الاسرائيلية الا انه فرق بين الضربات الجوية واقامة منطقة عازلة حيث تعتبر مهمة خطيرة ومعقدة.

وعلق انتوني كوردسمان من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية الى ان النجاح الاسرائيلي يؤشر الى ‘المخاطر العسكرية في اقامة منطقة حظر جوي او منع التجول اقل محدودية مما كان عليه الوضع عند بداية القتال’ لكنه اضاف ان الدفاعات السورية لا تزال اقوى مقارنة من دفاعات ليبيا مشيرا الى ان تدميرها يحتاج الى ‘عملية قصف جوي واطلاق صواريخ كروز′.

لن ترد

ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول اسرائيلي بارز قوله ان هجمات الاسبوع الماضي كان يقصد منها وقف نقل الاسلحة من ايران الى حزب الله، وقال الجنرال يائير غولان ‘لا توجد هناك رياح حرب’. ونقلت الصحيفة عن باحث في مركز الدراسات العالمية للشؤون الدولية في هرتسيليا ان العمليات لم تكن لها علاقة بسورية نفسها، مضيفا الى ان الغرض منها كان تعطيل نقل السلاح الايراني الى حزب الله ولم تكن سورية سوى ممر. ولا ينفي هذا الكلام حالة التأهب القصوى التي اتخذتها اسرائيل في الاشهر الماضية حيث نقلت وحدات مدفعية من المركافا وقوات استخباراتية للحدود مع سورية، ويتم انشاء سياج من الاسلاك على طول 42 ميلا، حيث سيتم تزويده بكاميرات ومن المتوقع اكماله في شهور، وتم تركيب اجهزة رقابة على طول الجبهة مع سورية. وتقول الصحيفة ان اسرائيل قلقة حول مستقبل سورية ومن سيحكمها، الاسلاميون او حكومة علمانية.

وبحسب موشيه موعاز الخبير في الشؤون السورية بالجامعة العبرية ‘البعض يقول انها تقف الى جانب بشار الاسد، والبعض الاخر يقول انها مع المعارضة، ولكن في الحقيقة فاولويات اسرائيل هي منع نقل الصواريخ والاسلحة لحزب الله’. فالقيادة العسكرية الاسرائيلية تقول ان حزب الله عزز من قدراته العسكرية منذ حرب 2006 وكما قال قائد هيئة الاركان الاسرائيلي بيني غانتز فحزب الله ‘اصبح قويا وقدراته العسكرية اصبحت قوية جدا، وكشبه دولة فلديه قدرات عسكرية غير مسبوقة’. وفي هذا السياق حذرت صحيفة ‘اندبندنت’ في افتتاحيتها من الدفاع عن النفس كمبرر للهجوم ومحاولة التأثير على مسار الحرب الاهلية، حيث قالت ان اسرائيل تلعب بالنار في سورية. وجاء فيها ان المخاوف القائمة من انتشار نار الحرب الاهلية السورية الى دول المنطقة كان قريبا من التحقق في الغارات الاسرائيلية على سورية على معهد للبحث العلمي، وحملت سورية اسرائيل المسؤولية عن الهجمات واعتبرتها بمثابة اعلان حرب.

في صالح الاسد

واعتبر تقرير لصحيفة ‘الفايننشال تايمز′ ان هجمات اسرائيل الاخيرة تلعب في صالح الاسد، حيث قال كاتب التقرير ان النظام الذي يقاتل من اجل البقاء ويخوض حربا لكسر الجمود في الميدان يرى في الضربات الاسرائيلية انها تأكيد لرؤيته من انه يخوض حربا ضد الامبريالية والصهيونية ورأس حربتها الجماعات الجهادية الارهابية.

واضاف الكاتب ان نظريات المؤامرة تنتعش في الشرق الاوسط لسبب واحد وهو ان اللاعبين الرئيسيين فيه يتآمرون، وفي الحالة الاخيرة اي الهجمات فليس من الصعب تسويق النظرية. واشار الى حالة جبهة النصرة التي اعلنت الشهر الماضي عن ولائها لتنظيم القاعدة، ويضاف الى هذا تسليح كل من قطر والسعودية للمقاتلين، فيما ترغب القوتان الامبرياليتان السابقتان بتسليح وارسال السلاح للمقاتلين، فيما انشغلت فيه امريكا بالحديث عن الخطوط الحمر، والان جاءت اسرائيل ومنحت من يؤمنون بنظريات المؤامرة الداعي لتأكيد ما يروجونه، مع ان العملية الاسرائيلية الوقائية استهدفت اسلحة (صواريخ الفاتح- 110) التي كانت ستنقل الى حزب الله.

ومن هنا فاسرائيل كانت ترسل رسالة الى طهران ودمشق من ان تدخلا اسرائيليا واسعا سيتبع بعد تدخل حزب الله في سورية وارساله مقاتلين للقتال الى جانب الميليشيات التابعة للنظام من اجل تأمين المعبر للحدود بين حمص والحدود اللبنانية.

اللعب بالكلمات

وسخر المعلق ريتشارد كوهين مما كشفت عنه صحيفة ‘نيويورك تايمز′ ان اوباما لم يقصد الحديث عن خط احمر، قائلا ربما كان يريد تحذير الاسد ان لا يتخطى الخط الاخضر. وتساءل لماذا يعتبر استخدام الغاز السام خطا احمر وذبح المدنيين بالبنادق والدبابات والسكاكين والقذائف والالغام ليس كذلك؟ فالموت هو موت. ومع ان الموت بالغاز امر بشع الا ان استخدامه في الحروب صعب، مشيرا الى ان سمعته جاءت من طريقة استخدام بريطانيا له في الحرب العالمية الاولى، في محاولة منها لتصوير وحشية الالمان ودفع الامريكيين للدخول على خط الحرب. وكما في حالة العراق من قبل وسورية اليوم فالتخويف من السلاح الكيماوي افعل من استخدامه.

ومهما كان الامر من خروج اوباما على النص فانه تسامح مع قصف المناطق السكنية ومع ذبح المدنيين واستخدام الطيران الجوي لضرب المدن والقرى. واتهم الكاتب الادارة بانها لا تملك سياسة حول سورية او حول قضية اخرى، ‘فما تريده هو تجنب المشاكل في الخارج حتى يصفو الجو في الداخل، وهو طموح جميل لكنه ليس سياسة، ففي العراق عولت على الحرب الطويلة لتتركها، والان العراق ينزلق نحو الحرب الاهلية، حيث يقول الاسرائيليون ان المجال الجوي العراقي يستخدم لنقل الاسلحة الى حزب الله، كانت حرب العراق خطأ ولكنها الان اضيفت للجرح’.

وبنفس السياق انتقد الكاتب سياسة اوباما في افغانستان وقال ان لا توجد هناك اي عقيدة لاوباما وان وجدت فهي مجرد ‘القاء خطابات، وتقسيم الاختلافات وتناول العشاء مبكرا.

ويختم بالقول انه بدلا من حديث اوباما عن الخطوط الحمر عليه التعامل مع الكلام المضلل، ومنها التحذير من تحول سورية الى عراق جديدة، ويجب ان لا يحدث هذا، لان الادارة قادرة على تحديد التدخل بتسليح المعارضة او تستخدم قواتها كما في ليبيا. وقال ان الاسرائيليين قاموا بضرب الاهداف في سورية وبدون اية مشاكل، وربما من خارج المجال الجوي السوري. ويتساءل عن موقف البنتاغون ولماذا لا يمكن لامريكا عمل ما عملته اسرائيل، سؤال محير ثمنه تريليون دولار كما يقول. واضاف ان الوضع في سورية يخرج عن السيطرة وكلما انتظر اوباما وتردد في تسليح المعارضة كلما تعقد الحل.

الم نتعلم من الدرس بعد؟

وفي رأي اخر كتب المعلق يوجين روبنسون في نفس الصحيفة متسائلا كل الذين يدعون للتدخل في سورية.

هل المعاناة الانسانية هي السبب الدافع لتدخل امريكا؟ ومع انه هدف نبيل الا ان هناك عددا لا يحصى من المؤشرات التي تحفز على التدخل؟ الم يقتل الملايين في الكونغو ورواندا، وهل يجب على الولايات المتحدة التدخل في كل نزاع بسبب زيادة اعداد القتلى؟ ام علينا ارسال الجنود كلما شاهدنا القتلى على شاشة تلفازنا؟ وقال ان الرئيس وضع خطا احمر حول استخدام السلاح الكيماوي ويقوم نقاده الان بالضغط عليه لمزاوجة القول بالفعل.

وقال روبنسون ان اتفاق الجهات الاستخباراتية حول استخدام نظام مارق اسلحة الدمار الشامل لا يعني ان تقييمهم صحيح مئة بالمئة، وهكذا تعلمنا من العراق قبل عشرة اعوام. وفي حالة استخدام الاسلحة الكيماوية فعلينا التأكد من هو الذي استخدمها ‘ نعرف ان الاسد هو وحش، ولكن الا يجب علينا ان نثبت بالحجة انه المسؤول قبل عقابه’.

وتساءل ان كان موقع سورية الاستراتيجي هو الدافع لتدخل امريكا، وان كان الداعون للتدخل قلقين من تأثير الازمة على المنطقة واستقرارها فما يدعوهم اذا للاعتقاد ان التدخل العسكري الامريكي سيغير الوضع للأحسن؟ وتساءل عن امكانيات التدخل والخيارات المطروحة من ناحية تفكك سورية واستلام الجهاديين الحكم في سورية وعلاقة كل ذلك بالتدخل ويتوصل روبنسون في النهاية للقول ‘نحارب في افغانستان لاكثر من عشرة اعوام وحاربنا في العراق لعقد من الزمان، الم نتعلم منهما اي درس؟’.

داود أوغلو يتهم النظام السوري بتطهير غرب البلاد عرقياً لإنشاء ملاذ آمن للعلويين

أنقرة- (يو بي اي): اتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو “النظام” السوري بتنفيذ عملية تطهير عرقي لغرب البلاد من أجل إنشاء ملاذ آمن للعلويين.

وقال داود أوغلو لصحيفة (حريّت) التركية إنه أبلغ نظيره الأمريكي في اتصال هاتفي بينهما الثلاثاء بأن النظام السوري من خلال عمليات القتل التي وقعت في مدينة بانياس الساحلية، بدأ خطوته “الخامسة” لخلق ملاذ آمن للعلويين في الممر بين حمص ولبنان من خلال “تطهير عرقي” للمناطق السنّية.

وأوضح في تصريحات أدلى بها الثلاثاء على هامش مشاركته في مؤتمر حول الصومال في لندن، ونشرتها الصحيفة اليوم الأربعاء، “كما قلت لكيري، إن المذبحة في بانياس هي مرحلة جديدة. فحتى الآن قام النظام بأربع مراحل، الأولى توجيه القناصة على المتظاهرين السلميين والثانية معاقبة المدن بالمدفعية والدبابات. ومن ثم بدأت المدن تقاوم فانتقل إلى المرحلة الثالثة وهي القصف الجوي قبل أن يبدأ في المرحلة الرابعة استعمال صواريخ سكود”.

وأضاف “نقل الأسد الآن استراتيجيته إلى التطهير العرقي لبعض المناطق في بلاده لأنه غير قادر على السيطرة على كل شيء. هذه الاستراتيجية التي تنطلق عليها اسم الخطة باء المرتبطة بالاشتباكات الطائفية التي تهدف إلى خلق ممر لمذهب واحد”.

وربط الوزير التركي هذه الاستراتيجية بجرائم التطهير العرقي التي حصلت في تسعينيات القرن الماضي في مدينة سريبينيتشا شرق البوسنة لخلق مناطق يسيطر عليها الصرب تكون خالية من البوسنيين.

وأكد داود أوغلو إن تركيا ستكون حامية للعلويين إذا وقعت جرائم مشابهة بحقهم.

وكان ناشطون معارضون قالوا إنه تم العثور على جثة 62 شخصاً على الأقل في نهاية الأسبوع الماضي في بانياس التي تقطنها غالبية سنّية بعد هجوم لقوات النظام.

والثلاثاء شبّه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، “مجزرة” بانياس بمعركة كربلاء التاريخية، قائلاً “المشهد في بانياس مؤلم بقدر ذلك في كربلاء.. والمجرمون حقيرون بقدر يزيد”.

ائتلاف المعارضة السورية ردا على وزير الخارجية الإيراني: تصريحاتك لا تعبر عن الواقع

القاهرة- (د ب أ): استنكر ائتلاف المعارضة السورية الأربعاء تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي التي أكد فيها وقوف الجمهورية الإسلامية إلى جانب الشعب السوري.

وردا على هذه التصريحات، “استهجن الائتلاف الوطني السوري تصريحات المسؤولين الإيرانيين، التي لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن الواقع السياسي والتحركات العسكرية للدولة الإيرانية”.

وأضاف الائتلاف في بيان نشره على موقعه الإلكتروني: “إيران تقف مع نظام (الرئيس بشار) الأسد في سعيه للحفاظ على سلطة الاستبداد وحكم الفرد، ولم تقف إلى جانب الشعب السوري في كفاحه المحق في حصوله على حقوقه، بل وتزود حليفها بالعتاد العسكري والخبرة الاستراتيجية في قمع إرادة الشعوب”.

وجدد التأكيد على أن “أي حل سلمي مقبول (للمعارضة) يقتضي جلاء بشار الأسد والقيادات الأمنية عن البلاد، وأن أي مقترح آخر يشركهم في سورية المستقبل مرفوض على المستوى السياسي والشعبي”.

مقاتلون معارضون: الهجوم الإسرائيلي يكشف ضعف الدفاع الجوي للأسد

عمان- (رويترز): حين دوت صافرات الانذار من الغارات الجوية في واحد من اكثر المجمعات العسكرية السورية تحصينا كان أوان الحذر قد فات بالفعل وهاجمت الطائرات الاسرائيلية مجمع الهامة وتدافع الموظفون المدنيون في المساكن القريبة بحثا عما يحتمون به مع أسرهم.

وقالت مصادر من المعارضة ومن المقاتلين إن الطائرات الحربية شنت سلسلة غارات حول دمشق في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد شملت الدفاعات الجوية للرئيس بشار الاسد. لكن اكثرها تدميرا كان في الهامة وهو موقع محاط بأسوار عالية مرتبط ببرنامج الرئيس السوري للأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وقال شاهد على الهجوم على الهامة الذي أضاء السماء ليلا وهز الأرض على بعد كيلومترات “ركضت الأسر الى الأقبية ومكثت هناك. سمعنا سيارات الاسعاف. كان هناك بضعة عاملين في المجمع حينذاك لكن لابد وأن هجوما بهذا الحجم قد قتل الكثير من الجنود من الحراس ومن أفراد الدوريات”.

وأثارت الغارات مخاوف من احتمال أن تنجر إسرائيل إلى الحرب الأهلية في سوريا التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل 70 الف شخص منذ بدء الانتفاضة على حكم عائلة الاسد قبل عامين. واتهمت دمشق اسرائيل بتقديم مساعدة فعلية لمن تصفهم بأنهم إرهابيون لهم صلات بتنظيم القاعدة.

وقالت مصادر مخابراتية غربية إن الهدف من الهجمات كان منع سوريا من إرسال صواريخ مقدمة من ايران لحزب الله اللبناني لاستخدامها المحتمل ضد اسرائيل. ويوم الاثنين قلل جنرال اسرائيلي من عواقب ما حدث قائلا “لا تلوح الحرب في الأفق”.

وقال الشاهد إن النوافذ انفجرت في شقق العمال على بعد مئات الأمتار من محيط الهامة على الرغم من أن مركز الانفجارات كان أبعد كثيرا داخل الموقع الضخم المحاط بدفاعات جوية.

وقالت مصادر بالمعارضة إن الطائرات الحربية قصفت ايضا منشآت يتمركز بها الحرس الجمهوري التابع للأسد في جبل قاسيون المطل على وسط دمشق وحوض نهر بردى القريب.

ويقول سكان ونشطاء ومصادر عسكرية من المعارضة إنه يعتقد أن المنطقة طريق إمداد لحزب الله. ولا يمكن التحقق من صحة ما يقولونه بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام التي تعمل في سوريا.

وقال قائد للمقاتلين إن قوات الاسد تعزز مواقعها في قاسيون منذ بدء الانتفاضة في مارس 2011 . وأضاف “استطاع الاسرائيليون الوصول الى مخازن الأسلحة. الانفجارات الثانوية تشير الى أنهم وصلوا الى الهدف مباشرة” مضيفا أن الدفاعات الجوية السورية التي أضعفتها الحرب الأهلية بالفعل “لم تستطع أن تفعل شيئا”.

وذكرت مصادر أخرى بالمعارضة أن الأهداف شملت الدفاعات الجوية التي تشمل صواريخ ارض جو روسية الصنع ومدافع ثقيلة مضادة للطائرات في قاسيون مطلة على حي برزة المعارض في دمشق.

وقال ناشط في دمشق طلب عدم نشر اسمه “الدمار بدا هائلا. سمعنا أن الجيش طلب من الجنود المتمركزين في قاسيون وممن هم في عطلات أن يظلوا بعيدا. الجيش يفعل هذا عادة حين تكون هناك فوضى كبيرة يحتاج للسيطرة عليها”.

وأطلقت قوات الأسد النار على مقاتلي المعارضة من قاسيون وهو منطقة عسكرية مغلقة الى حد كبير بعيدا عن شريط من المطاعم وسوت بالأرض مناطق من دمشق أسفله.

ولكن لم يتضح ما اذا كانت اسرائيل تساعد مقاتلي المعارضة بالفعل بمهاجمة مواقع قاسيون مثلما قالت دمشق أو انها هاجمت الدفاعات الجوية لمجرد حماية عملياتها ضد الصواريخ التي تقدمها إيران لحزب الله.

وكانت الحكومة السورية قد قالت إن اسرائيل هاجمت ثلاثة مواقع عسكرية. ونشرت عدة وسائل إعلام ما قالت إنها صورة من وكالة الانباء السورية الرسمية بها كومة من الخرسانة المنهارة في مبنى سوي بالأرض بموقع لم تحدده قالت إن الاسرائيليين استهدفوه. ولم تستطع رويترز التحقق من صحة الصورة.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو من أشد معارضي الاسد الثلاثاء إن الغارات الجوية الاسرائيلية أعطت الحكومة السورية فرصة للتستر على عمليات القتل التي تقوم بها.

وأضاف امام البرلمان في انقرة “الضربة الجوية الاسرائيلية التي نفذت ضد دمشق غير مقبولة على الاطلاق. لا منطق ولا عذر يمكن ان يبرر هذه العملية”.

وقالت مصادر بالمعارضة مطلعة على موقع الهامة إن جزءا كبيرا من المجمع الذي توجد به أنظمة صاروخية قصف فيما يبدو. وأضافت المصادر أن منصات متحركة لإطلاق الصواريخ هي جزء من نظام (اس.ايه-17) للدفاع الجوي الذي أمدت روسيا حليفتها سوريا به موجود في قاسيون دمر ايضا فيما يبدو.

وتشتبه أجهزة مخابرات غربية في أن أنشطة مرتبطة بالأسلحة الكيماوية جرت في الهامة. وتبادلت حكومة الاسد ومقاتلو المعارضة الاتهامات بشن ثلاث هجمات بأسلحة كيماوية أحدها قرب حلب والثاني قرب دمشق في مارس آذار والثالث قرب حمص في ديسمبر كانون الأول.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن 42 جنديا سوريا على الاقل قتلوا وإن 100 آخرين مفقودون.

وذكرت مصادر اخرى بالمعارضة أن عدد القتلى بلغ 300 جندي أغلبهم من الحرس الجمهوري وهي وحدة رفيعة المستوى تمثل خط الدفاع عن دمشق وأغلب اعضائها من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الاسد والتي تسيطر على سوريا منذ الستينات.

وعلى الرغم من أن الخسائر بين قوات الاسد كبيرة فيما يبدو فإن مصادر بالمعارضة قالت إن الغارات استهدفت منشآت التخزين في الأساس. وقال مصدر آخر في دمشق “مهما كان ما قصفوه فإن احتمال أن يكون اي شيء قد بقي سليما ضئيل”.

قوات الأسد تسيطر على بلدة استراتيجية في جنوب سوريا

عمان- (رويترز): انتزع الجيش السوري الأربعاء السيطرة على بلدة جنوبية استراتيجية من مقاتلي المعارضة بعد قصف شرس استمر شهرين في تقدم يرجح ان يؤدي إلى استعادة قوات الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على طريق نقل دولي.

وجاء سقوط بلدة خربة غزالة التي تقع في سهل حوران على الطريق السريع المؤدي إلى الأردن بعدما فشل مجلس عسكري سوري معارض يدعمه الأردن في مد المدافعين عن البلدة بالأسلحة.

وقال قادة المقاتلين والنشطاء في المنطقة إن ذلك أثار استياء مقاتلي المعارضة بسبب ما اعتبروه نقصا في دعم الأردن لجهودهم الرامية إلى هزيمة قوات الأسد بالمنطقة.

ويمتد سهل حوران إلى مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وهو مهد الانتفاضة ضد حكم عائلة الأسد الممتد منذ أربعة عقود والتي اندلعت في مدينة درعا في مارس آذار عام 2011 .

وأفادت مصادر بأن مقاتلي المعارضة التابعين لمظلة الجيش السوري الحر كانوا قد قطعوا الطريق السريع إلى الأردن قبل شهرين لكن الحفاظ على الطريق بعيدا عن أيدي قوات الأسد يتوقف على السيطرة على خربة غزالة التي تقع في مفترق طرق يؤدي غربا إلى مدينة درعا المتنازع عليها.

وقبل الانتفاضة السورية كانت التجارة بين دول الخليج وتركيا وأوروبا في بضائع بمليارات الدولارات تنقل على الطريق السريع الذي يمر من خربة غزالة قبل أن تصل إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

وقال نشطاء ومقاتلون في المعارضة إن نحو ألف مقاتل انسحبوا من خربة غزالة اليوم الاربعاء بعدما فقدوا الأمل في وصول تعزيزات من الأردن الذي يخشى إثارة رد عسكري من الأسد.

وقال أبو يعقوب قائد كتيبة شهداء خربة غزالة لرويترز عبر الهاتف من حوران إن قوات الأسد بدأت تتقدم من الشمال والغرب وإنه لا زال بإمكانه العودة إلى خربة غزالة لكن ليس بوسعه فعل شيء.

وأضاف أن بإمكانه إعادة ألف مقاتل لكن دون جدوى لأنه لا يملك ذخيرة.

وذكر أبو يعقوب أنه اتصل بأحمد النعمة قائد المجلس العسكري المدعوم من الأردن قبل أن يأمر المقاتلين بالانسحاب لكن النعمة أخبره بأنه لا يمكنه أن يفعل شيئا.

وقال أبو يعقوب إنه إذا خسر المقاتلون معركة فلا يعني هذا أنهم انهزموا إلى الأبد “لكن الجميع انقلب على النعمة”.

ولم يتسن الحصول على تعليق من النعمة.

وقال أبو يعقوب إن المأساة الكبرى ستقع غدا عندما يعاد فتح طريق إمداد قوات النظام إلى درعا ويعود الضباط ويعود التزود بالذخيرة ويجرى استئناف القصف. وتابع أن قوات المعارضة خنقت قوات الأسد لمدة 61 يوما بسيطرتها على خربة غزالة.

وأشار إلى أنه فقد 35 مقاتلا في غضون شهرين.

وقال المعتصم بالله وهو ناشط من جماعة شبكة شام الاخبارية المعارضة للمراقبة إن معظم كتائب مقاتلي المعارضة في الجنوب يلومون الأردن والمجلس العسكري في الهزيمة.

وأضاف “يتبع المجلس المخابرات الأردنية المهتمة بتشكيل وحدة تعمل لها بالوكالة أكثر من تشكيل قوة فعالة على الأرض تتفوق على الأسد”.

وأشار أبو بكر وهو ناشط من قرية الغويرية القريبة إلى أن معظم المدنيين فروا من خربة غزالة لكن الخوف يتصاعد من أن يتعرض السكان الباقون لعمليات إعدام دون محاكمة على غرار مذابح ارتكبت في بلدات أخرى تسيطر عليها قوات الأسد.

وأضاف “يفر الناس من المنطقة الان لانهم يخشون أن يكتسح الجيش المنطقة. سيستمر الجيش السوري الحر في الانسحاب ولن يواجه الجيش على الطريق السريع لأنه لم يعد يملك ذخيرة”.

وأصبحت حوران التي تقع على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان ساحة معركة مهمة مع تعرض العاصمة دمشق للضغط وقيام قوات الاسد والميليشيات الموالية له بالرد.

وأدى القتال المحتدم أيضا إلى تدفق مئات الالاف من اللاجئين هذا العام عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة لمسافة 370 كيلومترا.

ويقول المقاتلون إنهم سيطروا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والعربات مما ساعدهم على الاستمرار في الهجوم بعد فترة طويلة من الهدوء النسبي في منطقة الحدود الجنوبية مقارنة بمناطق في شمال وشرق سوريا.

وعزز الأردن الأمن وأرسل المزيد من قواته إلى الحدود.

وذكرت مصادر دبلوماسية ومخابراتية إقليمية أيضا أن عمان كانت تسمح بإمدادات محدودة من الأسلحة الخفيفة للمجلس العسكري وهو معارض لجبهة النصرة المتشددة التي يشتبه بوجود صلات تربطها بتنظيم القاعدة والمدرجة على القائمة السوداء في الولايات المتحدة بصفتها “جماعة إرهابية”.

وقال نشطاء ومصادر عسكرية في المعارضة إن أعضاء جبهة النصرة منخرطون إلى حد كبير في القتال في خربة غزالة.

عبد الحليم خدام: أي مفاوضات مع النظام السوري خيانة وطنية

الجزائر- (د ب أ): اعتبر عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق والمعارض المقيم بالعاصمة الفرنسية باريس إن أي مفاوضات مع النظام أو التفكير في المفاوضات هي “خيانة وطنية”.

وقال خدام في مقابلة مع صحيفة (الشروق اليومي) الجزائرية نشرتها في موقعها الإلكتروني مساء الثلاثاء: “أية مفاوضات مع النظام أو التفكير في المفاوضات يعتبر خيانة وطنية، هذا النظام ارتكب جرائم إبادة وتدمير، وقتل أكثر من مئة ألف سوري، وهدم 40 بالمئة من سورية وقام بمذابح طائفية”.

وأضاف: “لن نجلس إلا على قبر بشار الأسد،الحوار معه مستحيل. سيسقط (بشار). لا يزال في موقع قوة ومن ورائه روسيا والصين. ليذهب إلى روسيا وإلى الصين”.

وتابع: “هذا المجرم رئيس البلد،فهو يستخدم الجيش الذي أسس لحماية الشعب السوري،فتحول إلى أداة لقتل السوريين”.

ورفض خدام مهمة المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سورية الجزائري الأخضر الإبراهيمي وقال عنه إنه “غير كفء وغير مؤهل للقيام بهذا العمل إطلاقا”.

واستطرد :”كل المعارضة السورية ترفض الأخضر الإبراهيمي لأنه جاء محاولا إقامة حوار مع بشار الأسد. بشار الأسد بالنسبة إلى السوريين انتهى، هو عبارة عن قاتل ورئيس عصابة،سيقتل وسيقتلع من سورية”.

كما أكد أن “الضغوط والاضطهاد والجرائم التي كان يرتكبها النظام شكلت قوة ضغط تحت الأرض مهدت لثورة فجرت براكين في الداخل السوري”.

وانتقد خدام موقف الحكومة الجزائرية مما يجري في سورية واتهمها بأنها لم تكن “وفية” للشعب السوري لافتا إلى أن الرئيس الجزائري ارتكب خطأ كبيرا ليس في حق الشعب السوري فقط،لكن في حق الشعب الجزائري، مطالبا الحكومة الجزائرية باتخاذ موقف غالبية الدول العربية “إدانة القتل، قطع علاقاتها مع النظام وغلق السفارة ومساعدة الشعب السوري”.

وأشار خدام إلى أنه يحترم كل أطراف المعارضة،وأنه يركز جهده على مساعدة الداخل، واصفا تشكيل الائتلاف لحكومة بدون أرض بالخطأ.

وزير خارجية إيران والوتر الأردني الحساس: ساعة ونصف بصراحة مع القصر الملكي

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: بعد زيارة العاهل الملك عبدلله الثاني الأخيرة لواشنطن إنحاز مطبخ القرار الأردني مباشرة للبحث عن شروحات تتعلق حصريا بردود فعل إيران وحزب إلله المحتملة على التفاهمات التي شهدتها واشنطن بين نخبة من أهم القادة العرب والرئيس الأمريكي باراك أوباما.

حلقات الإتصال مقطوعة تماما بين المؤسسة الأردنية وحزب إلله ومقتصرة على شخصيات إعلامية وسياسية أردنية تنقل الرسائل بين الحين والأخر فيما يمكن إعتبار السفير الإيراني في عمان الدكتور مصطفى زاده حلقة موصلة بإمتياز لتبادل الرسائل وفي أي توقيت.

السفير زاده وجه عبر مسئول أردني بارز رسالة تقول بأن وزير خارجيته علي أكبر صالحي يفكر بالحضور لعمان لهدفين الأول إيصال رسالة للملك من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, والثاني إفتتاح المقر الجديد للسفارة الإيرانية في عمان والذي يضم عدة أجنحة ويعتبر أضخم من المبنى السابق.

جبهة وزير الخارجية ناصر جوده وبعض المستشارين في القصر الملكي لم تكن متحمسة لإستقبال وزير خارجية إيران لكن الإجابة المرجعية كانت: لنستقبله ونستمع ولنفكر في نقل وجهة نظرنا للإيرانيين بالوقت نفسه.

على هذا الأساس حضر الوزير الإيراني في أول تواصل أو إحتكاك مباشر مع المؤسسة الأردنية منذ التطورات الأخيرة في المشهد السوري في إطار إختبار حساس قليلا بدأ فعلا منذ إعتلى الضيف الإيراني منصة مقر الخارجية الأردنية المخصصة للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير جوده.

بالنسبة للإيرانيين الوزير جوده لا يشكل ثقلا وسط دائرة القرار الأردنية..على الأقل كانت تلك وجهة نظر السفير زاده الذي إقترح على الوزير صالحي التركيز حصريا على لقاء محتمل مع الملك مباشرة في القصر الملكي مع التأكيد على أن هذا اللقاء سيحدد ما إذا كانت طهران تستطيع تحقيق أي إختراق على الجبهة الأردنية دبلوماسيا أم ستعمل على إغلاق صفحة الجهد على الساحة الأردنية التي لا تتمتع طهران فيها بأي نفوذ من أي نوع.

اما بالنسبة للإردنيين فالفرصة مواتية لمناقشة طهران بالتهديدات التي صدرت عن الرجل الثاني في رئاسة الأركان الإيرانية الجنرال فيروز أبادي بعنوان: الأردن سيدفع ثمن تحالفه مع الولايات المتحدة وإسرائيل إذا بدأت الحرب على سوريا.

بعد جولة داخلية صريحة بين الوزيرين صالحي وجوده بدأت وصلة المناكفات أمام الإعلاميين والصحفيين.

مسرح المناكفات كان قضية الجزر الإماراتية والتدخل الإيراني بالبحرين وتهديدات الجنرالات لعمان.

أحد الصحفيين المقربين من الوزير جوده طرح سؤالا مشاكسا عن الأجندة الإيرانية وأطماعها في الخليج العربي ومراسل قناة الجزيرة في عمان طرح إستفسارا عن تدخلات مماثلة وقابل الوزير صالحي هذه التساؤلات المناكفة بإبتسامة تخفي عدم رضاه وفقا لصحفي رصد المشهد وتحدث للقدس العربي.

لاحقا سجل الوزير الإيراني على المؤتمر الصحفي ثلاث ملاحظات قيل أنه لم يتردد في التطرق إليها أو التلميح لها خلال مباحثاته الهامة جدا في القصر الملكي: الوزير جوده قاطعني ثلاث مرات, وأدلى بتعليقات على تعليقاتي ثلاث مرات, وبعض الأسئلة التي طرحت علي مبرمجة وإستفزازية وغالبية الأسئلة والمداخلات لم تناقش العلاقات الأردنية الإيرانية.

لم يكن سرا أن جملة المناكفة التي تعرض لها الوزير الإيراني تم رصدها جيدا حتى من قبل الإعلاميين الموجودين لذلك وخلال نقاش تقييمي مع السفير زاده ألمح صالحي لإن اللقاء مع وزير خارجية الأردن كان سيئا للغاية ومزعجا وخارج السياق معربا عن مخاوفه من عدم ترتيب لقاء له مع الملك لتسليم الرسالة التي يحملها.

برنامج صالحي لليوم الثاني لزيارته لعمان كان يتضمن عدة نشاطات من بينها غداء رسمي تقيمه وزارة الخارجية وإفتتاح رسمي لمقر السفارة الإيرانية في عمان (لم يحضره جوده) وفي أعقابه لقاء مع نحو 40 شخصية أردنية وعربية وأجنبية.

تعايش طاقم السفارة الإيرانية مع لحظات عصيبة بإنتظار الإتصال الهاتفي الذي يحدد موعد اللقاء الملكي ومع مرور الساعات بدأت وصلات القلق لإن موعد اللقاء تغير ولإن صالحي مرتبط بأجندة زمنية في دمشق.

وسط زحمة التأويلات تم تحديد الموعد ظهر الثلاثاء وإلتقى صالحي العاهل الأردني الساعة الثانية عشرة والنصف تقريبا لمدة تقترب من ساعة ونصف حسب مصادر دبلوماسية مطلعة على الحيثيات.

تحديد الموعد في اللحظة الأخيرة نتج عنه إفتتاح سريع لمقر السفارة وقص الشريط (بدون حضور الوزير جوده) وتأجيل اللقاء مع السفراء والدبلوماسيين الذين حضروا للمكان ولم يجدوا المضيف الإيراني بإستقبالهم وتقبلوا بصعوبة إعتذارات السفير زاده وهو يبلغهم بان الوزير صالحي إضطر للمغادرة قبل الوقت المحدد.

..نحو ساعة ونصف للوزير صالحي بضيافة العاهل الأردني كان وقتا أكثر مما توقع الإيرانيون أما الحديث ولغة الحوار والمفاهيم والعبارات ففي الإتجاه المعاكس تماما لأجواء اللقاء مع جوده.

بعد اللقاء مباشرة وفي الطريق إلى مطعم فاخر جدا في منطقة جبل عمان لتناول طعام الغداء أوصل صالحي {لجهة ما} في بلاده رسالة قصيرة تفيد بأن اللقاء مع العاهل الأردني ممتاز وفاق التوقعات وخلال ساعات قليلة كان المجتمع الدبلوماسي ينشغل في البحث عن التفاصيل او التوصل لبعضها ويتداولها.

تردد هنا ان الوزير الإيراني إشتكى من طريقة نظيره الأردني في التعامل معه . اللقاء تجاوز فيما يبدو الإطار البروتوكولي وتخلله حوار سياسي معمق دفع بالوزير صالحي لألغاء إستقبال الضيوف في عمان والمسارعة في المغادرة إلى دمشق مستقلا طائرته الرسمية الخاصة.

إستنادا إلى مصدر أردني ضرب الوزير الإيراني بذكاء على أكثر الأوتار الأردنية حساسية عندما تقدم بالرسالة المحورية لبلاده تجاه الأردنيين والتي تتمثل في أن الإستسلام أردنيا (للمنطق الأمريكي) في مسألة سوريا لم يعد منتجا لإن واشنطن لم تحسم خياراتها بعد وموسكو مصرة على عدم إسقاط نظام الرئيس بشار وإيران لا تملك إلا خيار الوقوف معه.

صالحي لم يكتفي بذلك بل عبر عن قناعته بأن الهدف النهائي لما يحصل في سوريا هو حصريا تصفية القضية الفلسطينية مقدرا بأن يتعرض الأردن لخيارات لا تناسبه وضغوطات عنيفة من الأمريكيين والإسرائيليين إذا ما حسم الملف السوري لصالح سيناريو التصعيد القطري – السعودي.

صالحي تحدث بنعومة عن (لغة تتطور) ويمكن التعاطي معها بالنسبة للسعودية محذرا من أن الأردن قد يكون الحلقة الأضعف عندما ينتقل العمل على ملف القضية الفلسطينية فيما سيتصدر السيناريو القطري وتفرض الحلول والتسويات على الأردن عارضا المساعدة في (تخفيف الضغوط عن الأردن) عبر الحلفاء في روسيا والصين.

عمليا بهذا المعنى لعب الوزير الإيراني بالورقة الفلسطينية لكي يعزز إقصاء الأردن عن سيناريو التغيير في سوريا وهو كلام ينسجم فعلا مع مخاوف عمان من مسلسل تنازلات ستفرض عليها على الواجهة الفلسطينية إذا ما إنتقل الفرقاء إلى طاولة التسوية السياسية في سوريا .

العاهل الأردني سبق ان طالب الرئيس الروسي بوتين بمساعدة بلاده عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

 لذلك فهم الأردنيون بأن الضيف الإيراني على إتصال مع موسكو على الأرجح مما عزز القناعة بضرورة الإستماع له بحرص.

الوزير الإيراني بدوره تلمس تقبلا ملكيا أردنيا لبعض الأفكار وتفاعلا معها خصوصا في إطار الثوابت الأردنية التي ترفض عمليا الضغوط المتعلقة بعملية السلام ولا تتحمس للعمل العسكري ضد سوريا أو إيران …يبقى السؤال ما الذي (أفرح) الإيرانيين بعد لقاء وزير خارجيتهم بالعاهل الأردني؟.

الإجابة ومن زاوية التحليل وبعض معطيات المعلومات لا تبدو صعبة أو معقدة ففكرة التصدر القطري لمشهد عملية السلام تقلق الأردنيين أصلا وعمان تحافظ على مسافة واضحة الملامح تجاه خيارات الحرب وتخشى (الإرهاب والكيماوي السوري) كما قيل لصالحي.

فهم الصالحي عمليا بان عمان مستعدة (للإنفتاح أكثر) على المسار الإيراني وتعارض بشدة أي عمل عسكري ضد إيران.

كما فهم بأن عمان متهيئة للتفاعل وتؤيد خطة إستقرار إنتقالية في سوريا ولا ترغب بالتصعيد العسكري ويقلقها إصرار بشار الأسد على إقفال قنوات الحوار وعدم الإستماع للنصائح وقرارها حتى اللحظة عدم التورط بأي عمل عدائي تجاه النظام السوري وهي منزعجة لإن دمشق تتجاهل (رسائل حسن نية) أرسلت ميدانيا لها من الأردن.

 فوق ذلك قيل للوزير الإيراني بان الأردن يستطيع دعم مباديء المبادرة المصرية بخصوص الملف السوري والتأثير بالسعودية في هذا السياق وقيل له أن المناطق العازلة ليست في وارد التجاوب الأردني ولا مطالبات الحظر الجوي على الطيران لكن النقطة التي تضعف الأردن هي إستمرار تدفق اللاجئين وإحتمالات عبث بعض الأجهزة السورية داخل الأردن ومخاطر السلاح الكيماوي التي تدفع إسرائيل للقفز على الطاولة وبقوة كلما نوقش الملف السوري.

قيل لصالحي بوضوح بان الأردن لا يمكنه أن يجازف بقبول دولة (تكفيرية) متشددة عند حدوده الشمالية ويعارض نمو التيار السلفي الجهادي في سوريا ولا مصلحة له بالإشتباك العسكري ولا بسقوط الدولة السورية ويدعم بكل وضوح تسوية سياسية شاملة تبدأ بالحوار والتوافق توقف شلال الدماء.

…الرسائل الأردنية أشعرت الوزير الإيراني ببعض الإثارة ودفعته للإستئذان فيما إذا كان بإمكانه نقل ما سمعه بخصوص سوريا من وجهة نظر الأردن للرئيس بشار الأسد الذي سيقابله مساء نفس اليوم فجاءه رد الفعل بالإيجاب وبانه يفضل أن ينقل وجهة نظر عمان لدمشق.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد زادت حصيلة سلة الوزير الصالحي عندما سمع ترحيبا مباشرا بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد ضيفا عزيزا على الأردن وفي أي وأسرع وقت.

 لاحقا صدر من إيران ما يشير لإن رئيس إيران تلقى عمليا دعوة لزيارة الأردن هي الأولى من نوعها كما قيل له بأن شخصية أردنية رفيعة المستوى ستزور طهران قريبا جدا.

لذلك أبلغ موظف رفيع في سفارة طهران بعمان الضيوف الذين تجمعوا على بوابة مقر السفارة عند الإفتتاح بأن لقاء صالحي مع العاهل الأردني كان رائعا وأن نتائج طيبة ستظهر في السياق الأسبوع المقبل.

 ساعات فقط بعد مغادرة صالحي لعمان ترددت الأنباء عن إتفاق وزيرا خارجية روسيا وأمريكا على العودة لوثيقة جنيف والتحضير لمؤتمر دولي بخصوص الأزمة السورية ..كذلك عن تفصيلات الموقف الصيني الجديد بالقضية الفلسطينية وتهديدات بشار الأسد بتحويل الجولان لجبهة مقاومة.

خامنئي للأسد: دعمنا شامل… وغير محدود

«الرد على الغارة الإسرائيلية حتمي، وهو مفتوح على جميع الاحتمالات بما لا يهز توازن الرعب القائم في المنطقة». لعلها الجملة التي تختصر موقف طهران التي أكدت دعمها الكامل والمفتوح لسوريا، وهذه المرة برسالة مباشرة من المرشد إلى القيادة السورية

إيلي شلهوب

تدرك طهران لبّ المعادلة: الغارة الإسرائيلية ضربت سوريا، لكن المقصود فيها إيران وحزب الله. كثر تحدثوا من طهران، لكن القرار واحد والموقف واحد: دعم كامل ومفتوح لسوريا التي لن نسمح بسقوطها في أيدي الأعداء. الكلام لمرشد الثورة علي خامنئي، نقله علي أكبر صالحي بصفته موفداً باسمه إلى الرئيس بشار الأسد، في ظل تحرك ميداني، الأولوية فيه لتعزيز التقدم في الداخل السوري، مرفقاً باتجاه لعقد مؤتمرين في طهران: الأول سوري ــ سوري موسع، والثاني دولي لأصدقاء الشعب السوري.

وأبلغ صالحي، باسم السيد خامنئي، «رسالة تضامن ودعم إيران الشامل وغير المحدود، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، لسوريا وقيادتها وشعبها في مواجهة التكفيريين والإرهابيين وإسرائيل وأميركا وكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على هذا البلد». وتصف مصادر إيرانية وثيقة الاطلاع الرسالة بأنها «تتماهى مع ما أعلنه أخيراً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله»، مشيرة إلى أن أهميتها تنبع من كونها «رسالة مباشرة من القائد (علي خامنئي) إلى الرئيس الأسد، وتأتي في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على دمشق».

تحذير للعرش الأردني

وكان صالحي قام في وقت سابق أمس بزيارة خاطفة للأردن أبلغ خلالها الملك عبدالله «رسالة واضحة لا ريب فيها بأن إيران ماضية بقوة لحماية الرئيس بشار الأسد، وسوريا». وتضيف أن «إيران جديّة في الدفاع عن سوريا التي لن نسمح بسقوطها، وعليك أن تنتبه إلى أنه في حال قرر الأميركيون شن حرب على هذا البلد فإن مملكتك ستذهب فرق عملة». وتحذر الرسالة ملك الأردن «من الفخ الأميركي الذي يهدد بإفقادك عرشك وإزالة الأردن نفسه عن الخريطة». وتضيف أن «الجمهورية الإسلامية مستعدة لأن تقدم لك ما يساعدك على الصمود في وجه الضغوط التي تتعرض لها، وعلى وقف عملية نقل الصراع إلى داخل الأردن». وتختم الرسالة بتأكيد «استعداد إيران لنقل الأردن بهدوء إلى معسكرنا، إذا كانت لديكم النيّة للقيام بذلك».

مصادر أردنية مواكبة للزيارة تقول إن الرسالة التي حملها صالحي كانت من المرشد علي خامنئي نفسه، مشيرة إلى أنها كانت «حازمة ولطيفة». وتضيف أن لقاء صالحي مع الملك «كان وديّاً، فيما كان اجتماعه برئيس الوزراء (عبدالله لانسور) عملياً، بينما كانت الجلسة مع وزير الخارجية (ناصر جودة) سيئة جداً». وتوضح المصادر، المقربة من الديوان الملكي الأردني، أن «الملك كان ودوداً وتفهّم الرسالة الإيرانية، وطمأن صالحي إلى أن الأردن لن يتدخل في سوريا». اللقاء مع النسور كان «عادياً وتناول بحث التعاون الاقتصادي، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع للجنة العليا الأردنية الإيرانية المشتركة». وتضيف المصادر أن «جودة لم يكن مهذباً. كان ناشفاً خلال الاجتماع. كلامه كان عدائياً، أثار في خلاله مسألة البحرين والخلاف الإيراني مع الإمارات». وترى هذه المصادر أن «تفاعلات الزيارة ستكون لاحقة»، مشيرة إلى أنها «المرة الأولى التي تقدم فيها إيران عرضاً جدياً للمساعدات، بشكل رسمي ووفق إجراءات بروتوكولية»، مشيرة إلى أن «العروض السابقة كلها كانت عروضاً تلفزيونية». وتلفت هذه المصادر، التي وصفت نتائج الزيارة بأنها «لا سلبية ولا إيجابية، بين بين»، إلى أن «الملك أثار، على هامش اللقاء، قضية اللاجئين السوريين، فما كان من صالحي إلا أن تعهد بتقديم مساعدات خاصة لهم».

أمر العمليات

وتؤكد مصادر إيرانية معنية أن قرار محور المقاومة بالرد على العدوان الإسرائيلي سيكون على نوعين: الأول، «الضرب تحت الحزام في أكثر من مكان»، سواء في داخل سوريا وفق استراتيجية «الحصر والعصر والكسر»، أو في خارجها «بما لا يهز توازن الرعب الذي يقترب من يوم القيامة». وتشير إلى أن «قرار تحويل الجولان إلى فتح لاند جديدة أصبح نهائياً، والجبهة باتت مفتوحة للسوريين والفلسطينيين ولكل من يريد أن يقاتل إسرائيل».

وتكشف المصادر، في هذا السياق، عن أن طهران «تلقت رسالة من الأميركيين والروس تؤكد أن الغارة الإسرائيلية معزولة، وأنه ليس هناك أي توجه لحرب على سوريا»، مشيرة إلى أنه تم «إبلاغ الطرفين، الأميركي والروسي، بأن أمر عمليات صدر إلى ضباط الجيش السوري بالرد التلقائي على أي اعتداء على سوريا».

وفي هذا الإطار، تؤكد المصادر أن ما حصل في سوريا فجر الأحد كان جزءاً «من محاولة لدخول دمشق وإحداث إرباك وتشويش وفوضى وهرج ومرج تسبق لقاء (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري و(نظيره الروسي سيرغي) لافروف في موسكو، لكن السيناريو الانقلابي فشل». وتوضح «معلوماتنا تؤكد أن الإرهابيين، وبقيادة إسرائيلية، أرادوا من وراء الضربة العدوانية وقف زحف الجيش السوري في القصير وحلب»، مشيرة إلى أن «دمشق شهدت بعيد العدوان نحو تسع هجمات على مواقع للجيش السوري على أطراف العاصمة».

أما النوع الثاني من الردود، تتابع المصادر أنه يجري الإعداد لمؤتمر سوري ــــ سوري موسع جداً في طهران، سيتمثل النظام فيه بالوزيرين علي حيدر وقدري جميل، مشيرة إلى أن زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان لسوريا تقع ضمن هذا الإطار. وتضيف أنه «يجري الإعداد أيضاً لعقد مؤتمر دولي لأصدقاء الشعب السوري بعد نحو أسبوعين في طهران، ستدعى إليه نحو 40 دولة، وستعلن الجمهورية الإسلامية في خلاله مبادرة جديدة لحل سوري». ومن بين هذه الدول، الإمارات والأردن والكويت وسلطنة عمان والسعودية ودول من آسيا الوسطى والهند وماليزيا وباكستان، إضافة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.

وفي ما يتعلق بالموقف الروسي، يؤكد المعنيون في طهران أن «الروس ثابتون على موقفهم ولن يغيّروا. يريدون أولاً التأكد من وعود كيري وتعهداته». ولعل أبرز تصريحين، من حيث دلالاتهما، صدرا عن طهران خلال الأيام الماضية كانا إعلان نائب قائد الحرس الثوري حسن سلامي أن طهران وسّعت حدود الأمن القومي الإيراني إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وتأكيد وزير الدفاع أحمد وحيدي استعداد الجمهورية الإسلامية لتدريب الجيش السوري، ما فهم إعلان استعداد إيران لإرسال قوات إلى سوريا تحت هذا العنوان.

اسرائيل تغيّر قواعد اللعبة وتستبعد المواجهة العسكرية

تجاوزت إسرائيل مرحلة التهويل، وقررت الدخول مباشرة على خط الأزمة السورية عبر تنفيذ اعتداءات، وسط تقدير بأن الأمور لن تتدحرج إلى مواجهة عسكرية مفتوحة

علي حيدر

ساهم تبدل الوضع في سوريا من استنزاف لقدرات الجيش السوري في تغيير استراتيجية اسرائيل من التهويل الدائم بضرب حزب الله او سوريا في حال نقل الاسلحة من وعبر سوريا إلى الحزب، وانتقلت إلى مرحلة الاعتداء المباشر ضد اهداف في الاراضي السورية، اتكاء إلى تقدير مفاده بأن سوريا وحلفاءها ليس من مصلحتهم في هذه المرحلة خوض مواجهات على أكثر من جبهة في الوقت نفسه، لكن هذا الاطمئنان الاسرائيلي، لم يخف قلقاً كامناً من أن تكون الوقائع على خلاف الحسابات النظرية.

اما بخصوص اصل القرار باستغلال اسرائيل للوضع الداخلي في سوريا لفرض وقائع ومعادلات جديدة، فقد وصف رئيس الشاباك السابق آفي ديختر، خلال مقابلة مع اذاعة الجيش، الاعتداء في الاراضي السورية بالخطوة المنطقية والجيدة، مؤكداً أن اسرائيل ليست على ابواب حرب رغم أن عليها الاستعداد لسيناريوهات غير متوقعة وتصعيد محتمل، بما فيها الاستعداد لأخطر السيناريوهات بأفضل صورة ممكنة، لكن من دون هيستيرية.

ايضا لجهة استغلال الفرصة، نقلت تقارير اعلامية اسرائيلية عن جهات استخبارية غربية قولها أن اسرائيل استغلت فرصة استراتيجية للمس بشكل نوعي بمخازن السلاح والصواريخ الاساسية لسوريا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة. واكدت هذه الجهات أن نشاطات كهذه هي نتاج تخطيط طويل، وتستلزم استخبارات نوعية وقدرات عملانية، وفي ضوء ذلك من الممكن التقدير بأن التخطيط استمر على الاقل نحو عدة اسابيع، وأن القرار النهائي اتخذ في وقت قريب من موعد التنفيذ. لكن المصادر الاستخبارية عبرت عن املها ألا يكون من اتخذ القرار «شد الحبل أكثر من اللازم» في مقابل سوريا وحزب الله وايران، مشددة على أنه من الممنوع الانزلاق نحو خوض حرب في المنطقة في هذه المرحلة.

وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مصادر سياسية وامنية اسرائيلية رفيعة المستوى قولها، إن المصالحة بين اسرائيل وتركيا، ادت إلى تغيير البيئة الاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط، وأتاحت لاسرائيل إمكان شن هجمات جوية على سورية.

من جهة اخرى، تحدثت تقارير اعلامية اسرائيلية عن أن «الضربات الاسرائيلية لنظام الاسد لاقت ارتياحاً رسمياً عربياً في ظل توحد اقليمي في مواجهة محور الشر فيما تتحرك تل ابيب بالنيابة عن قوى السلام في المنطقة ضد قوى التطرف وعلى رأسها «ايران وسوريا وحزب الله وحماس» والبدء بمرحلة جديدة من العلاقات في ظل الربيع العربي والذي يضع على رأس اولوياته الانتباه للتنمية الداخلية وانهاء الصراع مع اسرائيل».

بموازاة الاعتداء ورفع مستوى الجهوزية، حرصت القيادة الاسرائيلية على توجيه رسائل طمأنة للجمهور الاسرائيلي حول استبعاد نشوب مواجهة عسكرية مع سوريا، وضمن هذا السياق قرر الجيش تأجيل موعد المناورة العسكرية السنوية الكبرى للقيادة الشمالية، التي كان من المفترض أن تتم في الايام المقبلة. كما ذكرت صحيفة «هآرتس» أن المجلس الوزاري المصغر قرر تمرير أكثر من رسالة طمأنة إلى الرئيس السوري للحؤول دون حدوث تصعيد عبر رد سوري يتسبب في نشوب مواجهة واسعة. ولفت المعلق السياسي للصحيفة إلى أن الغاء زيارة نتنياهو المقررة إلى الصين كان من الممكن أن يوجّه رسالة إلى سوريا وحزب الله مفادها بأن اسرائيل تنوي تصعيد الوضع.

في المقابل، رأى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن الحفاظ على الهدوء، بعد الهجوم الاسرائيلي، دليل على الخيارات الضيقة للرئيس الاسد. مضيفاً أنه ما زال هناك امكانية بأن تتلقى اسرائيل رداً في وقت متأخر كما حصل مع التفجير الذي حصل في بلغاريا في تموز 2012، الذي اعتبر رداً متأخراً من قبل حزب الله وايران على سلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين ايرانيين، تم اتهام اسرائيل بها. وبالتالي رأى هرئيل أن هناك امكانية ايضاً بأن يرد المعسكر الايراني السوري بعمليات تسمى «اللهب الخفيف» سواء عبر الحدود مع سوريا او لبنان او ضد احد الاهداف الاسرائيلية في الخارج من الاعلان عن المسؤولية.

وأوضح هرئيل أن المخاطرة بمهاجمة اهداف في سوريا تم بحثها في القيادتين السياسية والامنية بجدية أشهراً كثيرة، لكن الجمهور لم يكد يعرف ذلك الا في نهاية الاسبوع الاخير، موضحاً أن التقدير الاستخباري الاسرائيلي يرى بأن الاسد يفضل الا ينجر إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل خشية توجيه ضربة قاتلة تؤدي إلى هزيمته في الحرب التي يخوضها.

لكن هرئيل تساءل عما سيحصل في المرة التالية، واصفاً ذلك بالمعضلة، في حال توفر معلومات استخبارية عن نقل وسائل قتالية إلى لبنان، وهذا ما ينبغي أن نفترضه، محذراً من أن تواصل الهجمات سيدفع الرئيس الاسد إلى الرد في النهاية. اما عن سبب عزوف نتنياهو عن التوضيح للجمهور حول ما يجري في الحدود الشمالية، فقد لفت هرئيل إلى أن رئيس الوزراء يعتقد أن ذلك لم يحن أوانه بعد، أضف إلى حقيقة أن العدو «يصغي» ايضاً.

دمشق: الشعب يريد دكّ تل أبيب

بعد الغارات الإسرائيلية على دمشق، كان السوريون يرنون إلى رد فعل، لم يروه حتى الآن. بعضهم سئم من التبريرات وآخرون مقتنعون بأن المواجهات مع «الإرهابيين» هي جزء من المعركة، والكل الآن يعوّل على ما قالته المصادر الرسمية عن أن أي عمل عدائي اسرائيلي مقبل سيُردّ عليه من دون العودة إلى القيادة

فراس الشوفي

دمشق | عبثاً تحاول المدينة أن تستر وجومها. يكوّر النادل كلتا يديه على وسطه. عيناه لا تفارقان الإخبارية السورية، يحاول أن يقرأ الخبر العاجل من على شاشة التلفاز البعيد. «المعلّم للافروف:…»، ثمّ «لافروف للمعلّم:…»، وكمّاً من الكلام الدبلوماسي تبادله وزيرا الخارجية السورية والروسيّة مذيّلاً بالأحمر في أسفل الشّاشة. يملّ النادل، ليس هذا ما يريد قراءته. في عُرفه، كل خبر عاجل لا يشير إلى أن سوريا ستمطر فلسطين المحتلّة بالصواريخ، هو خبر وقت ضائع.

لن تسمع كلاماً مختلفاً إن أصررت على استفزاز صاحب كشك الدّخان الصغير، في الناحية الشرقيّة من برزة. ينزع الرجل قبّعته الرمادية ويبدأ بتلقينك درساً: «اسرائيل تجرّأت على سوريا لأننا لم نردّ في المرّة الماضية، صواريخ الجيش السوري تطال صحراء النقب، لازم تدفع اسرائيل ثمن غالي، هاد قاسيون هاد». النادل، صاحب الكشك، سائق سيّارة الأجرة، موظّف الاستقبال في شركة الاتصالات، صاحب محلّ للأحذية عند في شارع الحمرا، الفتاة المحجّبة الجميلة في رحلة الميكروباص من ساحة الأمويين إلى المزّة، كّلهم يريدون الرد، الآن.

يحمل أحمد (اسم مستعار) علّاقة مفاتيح جديدة. دائرة معدنية صغيرة كالنقود، عليها رسمٌ للرئيس السوري بشّار الأسد، وفي الجهة المقابلة رسمٌ للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. لا يقتنع أحمد، النازح مع عائلته قبل عقود من الجولان المحتلّ، كيف بقيت الجبهة السورية الجنوبية طوال هذه المدّة من دون معارك. يفهم الشاب، الذي انخرط في الجيش السوري الشعبي الجديد أي «قوات الدفاع الوطني»، بأن سوريا «كانت تساعد المقاومة في لبنان وفلسطين لضرب اسرائيل»، وأن «سوريا لو لم تفعل ذلك، لما استطعنا أن نبني الدولة ونطوّر الجيش». لكنّ الشاب، الجندي الجديد، يعشق صورته المتشكّلة في مخيّلته: مقاتل مدجّج بالسلاح الفردي والمضاد للدروع على نسق مقاتلي حزب الله، يقفز من حقلٍ إلى حقلٍ في جنوب سوريا، يزرع الرّعب في قلوب ساكني الميركافا، ويزور قريته التي لا يعرفها تحت جنح الليل، ليعدها بأن يعود مع أقرب موعدٍ للشمس.

لا يقلّل أحمد ورفاقه من أهميّة المعركة التي يخوضونها الآن إلى جانب الجيش السوري في محيط دمشق: «المسلّحون هم أدوات اسرائيل أصلاً، والغارات الاسرائيليّة على الشام هدفها فعل ما لا يستطيع المسلّحون فعله، ألم تسمعهم يهلّلون ويكبّرون عبر الفضائيات بعد العدوان بدقائق؟».

من الصعوبة أن تميّز بين شغف المواطن السوري العادي للردّ على العدوان الاسرائيلي الذي استهدف قلب دمشق، وبين شغف مسؤول في الدولة أو ضابط في الجيش. تخيّل أن جيشاً، يشعر بفائض القوّة بعد صموده أمام محاولات مئات الأجهزة الأمنية الغربية والعربية تفكيكه على مدى عامين كاملين، وتقدّمه بشكلٍ كبير في الأشهر الخمسة الماضية في حربه ضدّ مسلّحي المعارضة السورية، تأتيه ضربة عنيفة من حيث يتوقّع، من عدوّه الأول، ولا يردّ عليها. هذه معادلة تكفيك لتدرك حجم الحنق والغضب عند كلّ جندي وضابط في الجيش السوري.

يفنّد مصدر عسكري سوري رفض الكشف عن اسمه، سبب القناعة المترسّخة بأن «العصابات الإرهابية المسلحة تعمل وفق الإيقاع الاسرائيلي تماماً، والدليل الساطع هو ما حصل قبل وبعد العدوان الأخير». يعدّد المصدر ثلاثة عوامل تُثبت صحّة الاعتقاد: السّلوك الميداني الذي مارسه المسلّحون بالتعامل مع كتائب الدفاع الجوي وسلاح الإشارة التابعة للجيش، السّلوك الذي مارسه المسلّحون خلال القصف الإسرائيلي والساعات التي تلته، وتوقيت الهجوم في ظلّ اندفاعة كبيرة للجيش على مختلف محاور القتال في سوريا.

في الشّق الأوّل، ما يقوله المصدر ليس سرّاً، موجود بشكل واسع وكبير على صفحات الإنترنت، فيديوهات للمسلّحين، التابعين بأغلبهم لجبهة النصرة والكتائب التابعة للإخوان المسلمين كلواء التوحيد وكتيبة الفاروق، يحتفلون بسيطرتهم وتدميرهم لمقارّ لكتائب الدفاع الجوّي السوري، وأفواج الإشارة، مع تركيز كبير على المواقع المحيطة بمدينة دمشق وريفها، وتلك الممتدة بين دمشق ودرعا: «استهداف منظومة الدّفاع الجوي كان منظماً ومدروساً، وليس بشكل عشوائي». وتشير مصادر لـ«الأخبار» إلى أن المسلّحين لم يستهدفوا فقط كتائب الدّفاع الجوّي، بل حاولوا ضرب أغلب مراكز «الاستشعار عن بعد»، وهي محطات هدفها رصد حركة الطيران المعادي حتى فوق أجواء فلسطين المحتلّة، ومراقبة إقلاعه وهبوطه، كما رصد حركة الصواريخ البالستية الكبيرة. ويمكن ذكر أكثر من عشرة مواقع، آخرها كتيبة الدفاع الجوي وسرية الإشارة في بدلة النعيمة في درعا، الكتيبة 49 للدفاع الجوي والرادار في خربة غزالة في درعا، كتيبة تل الخضر في بلدة عثمان في ريف درعا، كتيبة الدفاع الجوي قرب خان الشيح في ريف دمشق الغربي في آذار الماضي، كتيبة الدفاع الجوي في البويضة في ريف دمشق في تشرين الثاني الماضي، كتيبة جبعدين في كانون الأول الماضي، كتيبة الحجر الأسود في تشرين الثاني الماضي، الفوج 55 في النشابية تشرين الثاني الماضي، الكتيبة 666 في السيدة زينب تشرين الثاني الماضي، كتيبة أوتايا في كانون الأول الماضي، وقاعدة الافتريس في ريف دمشق في تشرين الثاني الماضي.

في العامل الثاني، يشير المصدر إلى أن 36 حاجزاً للجيش السوري في محيط دمشق والغوطة تعرضت لهجمات كبيرة من قبل مسلّحي المعارضة، بالتزامن مع القصف الاسرائيلي، «هل يقنعونا بأن ما حدث كان بالصدفة؟ تتعرّض لعدوان خارجي ثمّ يساعده المسلّحون هنا؟ لكن الحمد الله، استطاع الجنود الصّمود وتكبيد المسلّحين خسائر فادحة».

أمّا العامل الثالث، فهو التقدّم الكبير الذي استطاع الجيش تحقيقه على مدى الشهور الماضية، من الغوطة الشرقيّة إلى تحصين دمشق بشكل نهائي وإطباق السيطرة على مدينة حمص وريف القصير وقطع طريق المسلّحين من الحدود الأردنية إلى الوسط، وكذلك إعادة السيطرة على أغلب الطرقات الدوليّة، وفكّ الحصار عن معسكر وادي الضيف وتأمين الطريق بين دمشق وحلب. بحسب المصدر، «الضربة جاءت لارباك الجيش ورفع معنويّات المسلّحين».

في السّياسة، يشير أحد المصادر المطّلعة على ملفّ التفاوض بين رئيس «الائتلاف السوري المعارض» معاذ الخطيب، والنظام في سوريا، إلى أن دمشق فهمت الرسالة الأخيرة على أنها رسالة أميركية بحتة، بأيدٍ اسرائيليّة. إذ يشير المصدر، إلى أن «أميركا تريد من وراء الرسالة إجبار سوريا وروسيا على تقديم التنازلات، والجلوس إلى طاولة مفاوضات سريعاً مع المعارضة، بعدما رفضت سوريا التفاوض قبل قصم ظهر المسلّحين».

ويشير المصدر إلى أن «دخول اسرائيل بهذا الشكل على خطّ الأزمة السورية، هدفه جرّ الجيش إلى معركة غير متكافئة الآن مع الجيش الاسرائيلي، في ظلّ تعاون المسلّحين مع العدو»، مع ما يتركه عدم الرّد السوري من تأثير على الحاضنة الشعبية للنظام، وتصوير الأسد والجيش في موقع الضعيف والعاجز.

ولا يخفي كثيرون أيضاً، امتعاضهم مما قاله التلفزيون السوري بأنه «سمح للمنظمات الفلسطينية باستعمال جبهة الجولان لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي» فقط، بدل الإشارة إلى أن من حقّ السوريين كما الفلسطينيين، تشكيل فصائل مقاومة شعبية أو «جبهة المقاومة الوطنية السورية»: «هذا كلام كبير في السّياسة، في الوقت الذي يبيع فيه العرب فلسطين، تقوم سوريا بابلاغ العالم بأنها لن تفرّط بفلسطين، ولا بحقّ عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه واستعادة الأراضي المحتلّة».

دمشق ما قبل العدوان الاسرائيلي الأخير، ليست كما بعده. يعوّل السوريون على ما قالته المصادر الرسمية عن أن أي عمل عدائي اسرائيلي مقبل سيُردّ عليه من دون العودة إلى القيادة. في الجيش السوري، من يكبح جماح مشاعره لتفجير الحرب الكبرى، الحرب المنتظرة.

كيري ــ لافروف: مؤتمر دولي لتطوير اتفاق جنيف

لم يحضر «الكيميائي» أو الغارات الإسرائيلية في لقاءات

جون كيري في موسكو. واشنطن أوصلت للكرملين رسالة تعاون وكلام عن مصالح مشتركة في سوريا

في أوّل زيارة له لموسكو، اتّسم لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالقادة الروس بالإيجابية. الطرفان تكلّما عن «المصالح المشتركة» في سوريا و«أهمية التعاون لإيجاد حلّ سياسي». في وقت كان الميدان السوري يشهد متابعة لتقدم الجيش السوري في ريف القصير وريف دمشق.

ودعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المساعدة في «إيجاد أرضية مشتركة» حول النزاع السوري. وفي زيارته الأولى إلى موسكو، قال كيري للرئيس الروسي إنّ «الولايات المتحدة تؤمن حقاً بأن لنا مصالح مشتركة مهمة جداً في سوريا». وأوضح أنّ من هذه المصالح الاستقرار في المنطقة وعدم السماح للمتطرفين بخلق مشاكل في المنطقة وغيرها من المناطق».

ولم يتطرق بوتين بشكل محدد إلى الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا، متحدثاً عن أهمية التعاون «في إيجاد حلول لأهم قضايا اليوم»، وإنّ اللقاء «يوفّر فرصة لمناقشة القضايا التي نعتقد أنها صعبة وجها لوجه».

في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره جون كيري، أنّ روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة حثّ الحكومة السورية والمعارضة على إيجاد حلّ سياسي للأزمة. وأضاف: «اتفقنا أيضاً على ضرورة أن نحاول عقد مؤتمر دولي حول سوريا بأسرع ما يمكن، وأنا أعتقد أن ذلك قد يحدث في نهاية شهر أيار الجاري، وهو سيعد تطويراً لمؤتمر جنيف الذي عقد نهاية حزيران العام الماضي».

وقبيل مباحثاته مع نظيره الأميركي، قال لافروف «أعتقد ان أحد أهم الاستنتاجات من لقاء (جون كيري) مع الرئيس الروسي هو أن هناك ثمة رغبة مشتركة في بذل كل ما في وسعنا من أجل تجاوز مخلفات الماضي بشكل نهائي، وتعزيز الثقة بين بلدينا، على اعتبار أن ذلك ضمانة للشراكة المثمرة في الشؤون الدولية والثنائية».

بدوره، أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن الولايات المتحدة تعتبر بيان جنيف وثيقة هامة يجب أن تؤدي إلى التسوية السلمية في سورية، وحذر من خطر تفكك سورية في حال عدم وجود حل سلمي. وقال كيري: «نعتبر بيان جنيف سبيلاً هاماً بالفعل لإنهاء اراقة الدماء في سورية. وهذا لا يجب أن يكون ورقة بسيطة ودبلوماسية لا معنى لها، بل يجب أن يمهد الطريق نحو سورية جديدة لا مكان فيها لمجزرة دموية».

وأشار كيري إلى «أننا اتفقنا على عقد مؤتمر دولي نهاية هذا الشهر مواصلة لمؤتمر جنيف يحضره ممثلون عن الحكومة والمعارضة في سوريا، كما توصلنا إلى الاتفاق على الاستفادة من كل الامكانات لنجعل النظام السوري والمعارضة يجلسان إلى طاولة الحوار».

وأوضح كيري «إننا نهدف من الاجتماع المقبل إلى تشكيل هيئة من المعارضة والنظام في سوريا تكون اشبه بحكومة انتقالية». ولفت كيري إلى أن «تسليح المعارضة السورية ستحدده الادلة على استخدام السلاح الكيميائي»، مشيرا الى ان «الكرة الآن في ملعب النظام وعليه عدم استخدام الكيميائي».

في واشنطن، تقدّم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، روبرت مينينديز، أول من أمس، باقتراح قانون يسمح للولايات المتحدة بتسليح مقاتلي المعارضة السورية. ويتيح الاقتراح للحكومة الأميركية «تزويد المعارضة السورية المسلحة بمساعدة قاتلة وغير قاتلة»، على أن يتم اختيار المجموعات التي بامكانها الاستفادة من التسليح الأميركي وفق معايير عدة، بينها احترامها لحقوق الانسان وعدم ارتباطها بالارهاب أو بنشر الأسلحة الكيميائية.

ميدانياً، استمرت وتيرة العنف في التصاعد في ريف دمشق بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة، حيث اشتدّ عنف القصف المدفعي على أحياء برزة والقابون والتضامن. أصوات إطلاق الدوشكا سمعت بوضوح وسط دمشق، أمس، آتية من أحياء الريف القريبة، فيما سجّل وقوع قذيفة هاون في حيّ القصاع ما أدى إلى إصابة فتاة، وسقوط صاروخ محلي الصنع على حي المزة 86، يرجّح إطلاقه من بساتين الرازي القريبة. في حين عادت الاشتباكات العنيفة إلى حيّ جوبر، بينما اقترب الجيش السوري من احكام قبضته على بلدة العبادة، ما يشكّل عاملاً مساعداً في التقدم في الغوطة الشرقية.

أما في بانياس، فقد بدأ الهدوء يعود تدريجياً إلى المدينة، وتم تأمين الأوتوستراد الدولي الذي تم إغلاقه أيام عدة بسبب القنص من قرى شهدت اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة.

وفي حمص، ذكرت وكالة «سانا» أنّ «وحدات من الجيش اعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة السلومية والمزارع المحيطة بها في الريف الشمالي للقصير».

كما نفذت، وفقاً للوكالة السورية، وحدات الجيش «سلسلة عمليات ضد تجمعات الإرهابيين في الدار الكبيرة والحيدرية والحميدية والضبعة والبويضة الشرقية والقصير وتلبيسة وكفرلاها، أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين». في سياق آخر، احتجت قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان لدى إسرائيل بعدما لاحظت انتهاكات متزايدة للمجال الجوي اللبناني من جانب إسرائيل. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نسيركي، أمس، إنّ قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان «تقول إنّه خلال الاسبوع المنصرم لاحظت عدداً أكبر من الانتهاكات الجوية الإسرائيلية فوق المجال الجوي اللبناني». واضاف «قدمت قوة الامم المتحدة الموقتة احتجاجات قوية لدى جيش الدفاع الإسرائيلي بشأن هذه المسألة طالبة منهم انهاء التحليق».

وقالت «كتيبة شهداء اليرموك» السورية المعارضة، في وقت سابق أمس، إنّها احتجزت جنود حفظ السلام الفلبينيين الأربعة «بعدما عرضتهم اشتباكات في المنطقة للخطر».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)

كيري يؤكد تقاطع المصالح في سوريا مع روسيا

موسكو تجدد تمسكها ببيان جنيف كمرجعية.. وحديث عن مسودة قرار أميركي لإرسال قوات أممية

موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»

فيما اعتبر أنه محادثات الفرصة الأخيرة أمام الحل السياسي، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يرافقه وفد يتضمن سفير الولايات المتحدة لدى سوريا روبيرت فورد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة السورية، في ظل تزايد الضغوط الداخلية على الرئيس الأميركي باراك أوباما لتسليح المعارضة السورية الساعية لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي بداية اجتماع الكرملين قال كيري لبوتين إن جهود إنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين في سوريا هي من بين قضايا يمكن للبلدين العمل معا بشأنها. وأضاف «تعتقد الولايات المتحدة أن لنا بعض المصالح المشتركة المهمة جدا فيما يخص سوريا والاستقرار بالمنطقة وعدم وجود متطرفين يثيرون المشكلات بأنحاء المنطقة وأماكن أخرى». وتابع القول إنه يأمل في أن يجد البلدان «أرضية مشتركة» بشأن سوريا. ووفقا لمصادر روسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فلم يفض اللقاء إلى «اختراق» في مواقف أي من الجانبيين، إذ جددت موسكو موقفها المتمسك ببيان جنيف الذي أقرته مجموعة الاتصال حول سوريا في يونيو (حزيران) من العام الماضي.

ويحمل الفريق المرافق لكيري رسالة من أوباما إلى بوتين، الذي أكد استعداده للرد على الرسالة وأنه يأمل أن يلتقي الرئيس أوباما قريبا، وقال بوتين «لقد تسلمت رسالة أوباما التي حملها مستشاره (للأمن القومي) توم دونيلون. ونحن حاليا نعد الرد اللازم. وآمل أن نلتقي قريبا». ووفقا لدبلوماسيين غربيين، تعول الإدارة الأميركية على تغيير طريقة تفكير موسكو، الحليف الأبرز للأسد، تجاه الأزمة السورية وذلك في ظل معطيين فرضا نفسيهما على الأزمة السورية خلال الأيام القليلة الماضية، هما: أولا، إرسال أول شحنة عسكرية «غير فتاكة» أميركية إلى الجيش الحر في الثاني من مايو (أيار) الجاري، وثانيا، اكتشاف مزيد من الدلائل على استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية في صراع بقائه في السلطة، التي تطرق لها أوباما في حديث صحافي في 30 أبريل (نيسان) الماضي.

وتأتي المحادثات الروسية الأميركية في موسكو قبل نحو شهر من القمة المقررة بين الرئيسين أوباما وبوتين، يرجح أن تشكل الأزمة السورية المستمرة منذ عامين، محورها الرئيس.

ومن المفترض أن يلتقي كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم، وقالت مصادر الخارجية الروسية إن لافروف سيتناول مع كيري هذه القضايا بالمزيد من التفاصيل على ضوء ما توصل إليه لافروف من نتائج في اتصالاته التي أجراها مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي إلى سوريا ووليد المعلم وزير الخارجية السورية إلى جانب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس بوتين مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أول من أمس واعتمادا على ما تبدى من بصيص أمل كشفت عنه تصريحات المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية التي كان قد أدلى بها قبيل وصول كيري إلى العاصمة الروسية.

وكانت الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية على مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق، قد أحرجت حلفاء واشنطن في المنطقة، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على الانتقال من موقع الناقد لنظام الأسد وخياراته العسكرية في قصم ظهر الثورة السورية، إلى موقع السائر في «حقل ألغام» التنديد بخروقات تل أبيب المتكررة على سوريا، والمتجنب لتفجير «لغم» التماهي مع الموقف الرسمي لدمشق.

وتتزايد الضغوط الداخلية على أوباما لتسليح المعارضة ولكن بشروط، إذ تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديمقراطي، روبرت مننديز، أول من أمس بمشروع قانون يسمح بـ«إمداد بعض جماعات مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح بعد أن تجتاز عملية تدقيق». ويستثني المشروع الذي ستبدأ اللجنة مناقشته الأسبوع المقبل مبيعات صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف والمعروفة باسم «مانباد».

ووفقا لدبلوماسيين غربيين، يحمل كيري في جعبته مسودة قرار لوقف إطلاق النار في سوريا، وإرسال قوات أممية إلى هذا البلد، والشروع بمرحلة انتقالية تفضي إلى رحيل الأسد عن المشهد السياسي. فإن رفض الروس المقترحات الأميركية فإن واشنطن لن تنتظر الضوء الأخضر من مجلس الأمن بل ستعمد إلى إجراء أحادي الجانب بتعزيز القدرات القتالية للجيش السوري الحر. وتفضل الإدارة الأميركية إنشاء المنطقة العازلة على الحدود السورية الأردنية، وليس السورية التركية، لأن ذلك يضمن أن إسرائيل ستكون بمأمن عن أي خرق من جانب نظام الأسد.

دكان خفي في أنطاكية يزود ثوار سوريا بالملابس والمعدات العسكرية

لافتة «ممنوع دخول الشبيحة» تستقبل الزائر

أنطاكية: هانا لوسيندا سميث

يسهل على العين أن تخطئ متجر محمد، فالمكان مخفي بين متاجر الحلي والملابس في قلب سوق أنطاكية القديم، ومدخله الذي يبلغ اتساع عرضه مترا مغطى بالبضائع التي تمتزج بالظلال خلفها. تتمايل سراويل القتال ذات اللون العسكري وسترات الذخيرة المموهة خلسة على مشاجب الملابس، بجوار الملابس ذات الألوان الصارخة ومتاجر الذهب المجاورة.

بعد ستة أمتار من هذا الظلام يجلس محمد على مكتبه ممسكا سيجارة في إحدى يديه وفي الأخرى هاتف. وعلى الحائط خلفه ثبت علم الثورة السورية وبجواره ملصق مكتوب عليه «ممنوع دخول الشبيحة».

لم يرغب محمد في الحديث مطولا في أكثر ساعات اليوم ازدحاما بالنسبة له. وقال: «ينبغي أن الحضور في الصباح. السوريون لا ينهضون من الفراش قبل الساعة الحادية عشرة ولذا فمتجري خاو حتى ذلك الحين». لكنه رغم ذلك كان مضيافا، أفسح مكانا على أحد الكراسي وأمر بفنجان من القهوة من المقهى المقابل له، وأخذ يتحدث عن تجارته أثناء توافد الزبائن إلى المتجر والذي لم ينقطع.

أنطاكية مدينة صغيرة، تقع جنوب شرق تركيا وتشتهر بتاريخها على صعيد الكنيسة المسيحية، وتجتذب أعدادا من السائحين وزوار المواقع الدينية في فصل الصيف. لكن منذ أن سيطر الجيش السوري الحر على جزء من الحدود السورية التي تبعد نصف ساعة عن المدينة، انضم إلى المصطافين موجة من الصحافيين وعمال المنظمات غير الحكومية والمقاتلين من الثوار، الذين استغلوا المدينة قاعدة لهم للدخول والخروج إلى الدولة التي مزقتها الحرب. تكتظ الفنادق والمقاهي في المدينة وتغص الأكشاك الصغيرة بالصحف وأصحاب الأعمال الصغيرة مثل محمد الذين انضموا إلى الباحثين عن فرص الربح.

ويقول محمد: «كنت أزرع الزيتون في قرية قريبة من الحدود لكني قررت فتح هذا المتجر قبل ثمانية أشهر. أنا سني ولي أقارب ممن يقاتلون النظام، لذا أشعر وأنا أقوم بهذا أنني أساعدهم». عملاء محمد هم مقاتلو كتائب الثوار الذين قدموا إلى أنطاكية لشراء ملابس القتال ومناظير القناصة. ومع بدء الجيش السوري الحر التحول إلى الاحتراف وتبني زيهم الخاص، يأتي القادة إلى محمد لشراء مئات الملابس العسكرية في المرة الواحدة. وفي مؤخرة المتجر جزء صغير من الحائط علقت عليه القلائد وأربطة المعصم بألوان علم الثورة السورية (الأحمر والأسود والأخضر)، ويقول محمد: «لو أحدهم طلب شراء كمية كبيرة أقدم لهم بعضها مجانا».

ازدهار عمل محمد علامة على الحالة المتردية التي تعانيها التجارة في سوريا التي بلغت حد الكساد الكامل، فقد دمرت الحرب عشرات المصانع فيما أغلقت أخرى وانتقل مالكوها إلى تركيا خشية أن يواجهوا نفس المصير. وحتى الذين اضطروا إلى الإبقاء على بعض أعمالهم داخل سوريا ينقلون منتجاتهم عادة إلى تركيا لبيعها هناك.

رد محمد التحية على رجل عجوز أحضر له مجموعة من أحزمة الذخيرة، وقال الرجل: «لا أستطيع بيعها في سوريا لأنها لا تجد سوقا رائجة هناك، ولا يمكنني الإعلان عما أبيعه. لذا أقوم بإحضارها إلى هنا».

في البداية كانت تلك هي الطريقة التي بدأ بها محمد جمع البضائع في متجره، من خلال دمج الإمدادات القادمة من سوريا بالملابس المستوردة من إسطنبول، لكن أنطاكية سوق تنافسية لصانعي الملابس الثورية – فهناك أربع متاجر أخرى لصناعة الملابس العسكرية افتتحت في هذه المدينة الصغيرة.

ولذا قرر محمد في يناير (كانون الثاني) الماضي أن يتخلى عن الوسيط واستعان بخبرات الحياكة لدى أم عمر، أم لخمسة أولاد وجدة لثمانية من اللاذقية التي انضمت إلى الأعداد المتزايدة للاجئين السوريين في المدينة قبل ثمانية أشهر. تهيمن طاولة القص على الغرفة الأمامية في شقتها الصغيرة الواقعة على أطراف المدينة وثلاث ماكينات خياطة وضعت إلى جانب الغرفة. وتقول أم عمر: «اقترضت المال من أقاربي لشراء هذه الأدوات، لكنني أصنع الآن ملابس كثيرة للمتجر لذا أرغب في الاستعانة ببعض العاملين الآخرين لمساعدتي».

عرضت أم عمر نموذجا لسترة ذخيرة على الطاولة وشرحت كيفية دخولها إلى هذا المجال، فقالت: «كنت ربة منزل، لكني تعلمت الخياطة من خلال المجلات وعندما كان أطفالي صغارا كنت أصنع لهم ملابس المدارس، وكنت دائما أرى أن تعليمهم هو الشيء الأكثر أهمية».

لم تتعلم أم عمر صناعة الأقنعة وسترات الذخيرة من المجلات، فقالت: «أخذت سترة صيد وصنعت نسخة منها، ثم أضفت لها جيوبا للذخيرة». والتقطت أحد السترات وعرضت كيف تحيك الحشو في الكتفين لجعلها أكثر راحة. وأضافت: «هذه الملابس تكون ثقيلة للغاية عندما تمتلئ بالذخيرة، ولذا أضيف الحشو إليها لمنعها من الاحتكاك بالجسم. ونحن الآن في فصل الصيف ولذا أصنع هذه السراويل من الأقمشة الخفيفة. أنا أفكر دائما في كيفية صناعة ملابس أكثر راحة للجنود».

يقاتل ابن أم عمر وابن أخيها في سوريا، لكنها لم تلتق على الإطلاق بأي من المقاتلين الذين يرتدون ملابسها، وتقول ضاحكة: «أراهم في بعض الأحيان على شاشة التلفزيون وأتساءل عما إذا كانوا يرتدون الملابس التي أصنعها. أنا فخورة بمساعدتهم وآمل أن ينتصروا قريبا في هذه الحرب. وأود أن ينتهي كل هذا حتى أتمكن من العودة إلى اللاذقية مع عائلتي».

بالعودة إلى المتجر، يقول محمد إنه بفضل أم عمر تمكن من بيع الملابس للثوار بأزهد الأثمان في أنطاكية، وأن «أصحاب المتاجر الأخرى غاضبون منه لأن القادة يعرفون أنني أبيع بأفضل الأسعار». وعبر عن حلمه بالعودة إلى سوريا والزراعة، وقال مبتسما: «عندما تنتهي الحرب سأعود إلى غرس أشجار الزيتون وحياتي العادية، لكن في الوقت الراهن التجارة مزدهرة».

الأمم المتحدة تطالب بإطلاق الجنود الدوليين بالجولان

كتائب شهداء اليرموك السورية أعلنت احتجازهم

بيروت: ليال أبو رحال واشنطن: هبة القدسي

طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالإفراج الفوري عن المحتجزين الأربعة من أفراد الوحدة الفلبينية في القوة الدولية لحفظ السلام في مرتفعات الجولان المحتلة، الذين أعلنت كتائب شهداء اليرموك السورية مسؤوليتها عن احتجازهم، وضمان أمنهم وسلامتهم.

وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحافي: «إن الأمين العام يدعو كل الأطراف في سوريا لاحترام عمل هذه القوة وضمان أمنهم وسلامتهم، وإطلاق سراحهم فورا»، مشيرا إلى أنه يتابع الموقف عن كثب. وحسب المتحدث الأممي فإن الجنود الأربعة كانوا في دورية في المنطقة المنزوعة السلاح بين سوريا ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، عند المنطقة رقم 86، ونقلوا إلى قرية الجملة على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع إسرائيل.

وأكد نيسيركي أن كتائب شهداء اليرموك هي التي احتجزت في مارس (آذار) الماضي 21 جنديا من مراقبي الأمم المتحدة، وأطلقت سراحهم بعد مفاوضات مع مجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة استمرت لثلاثة أيام.

وكانت كتائب شهداء اليرموك قد نشرت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صورة الجنود الأربعة وهم يرتدون السترات الزرقاء المميزة لقوة حفظ السلام الأممية والقمصان الواقية من الرصاص. وقالت إنها تحتجزهم لضمان سلامتهم لأن المنطقة تتعرض لقصف عنيف.

وأعلنت الكتائب، وهي عبارة عن فصيل إسلامي مسلح، تبنيها «عملية تأمين وحماية عناصر الأمم المتحدة العاملين في وادي اليرموك، في المنطقة الفاصلة بين سوريا والجولان المحتل، وذلك جراء الاشتباكات والقصف العنيف الذي تتعرض له المنطقة». وذكرت أن «عناصر من الجيش النظامي تمركزوا قرب مواقع وجود المراقبين الدوليين، ما هدد سلامتهم وشكل خطرا على حياتهم، وهو ما دفع بنا إلى التدخل والعمل على إخراجهم وتأمينهم من المنطقة الموجودين فيها، خشية عليهم من الاشتباكات بين الطرفين، أو تقوم عناصر جيش النظام بقصفهم أو إطلاق النار عليهم».

في موازاة ذلك، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن عدد السوريين النازحين داخل بلادهم جراء النزاع الدائر فيها بلغ 4.25 مليون شخص، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات في مدن وبلدات سورية عدة. وأوضح المتحدث باسم المكتب جينز لايركي أن «حركة تنقل النازحين داخل البلاد لا تزال واسعة النطاق وغير محددة؛ نظرا إلى أن الكثير من السوريين ينزحون عدة مرات، إلا أن غالبيتهم يتركزون في مدينة حلب، وفي مناطق ريف دمشق».

«جبهة تحرير لواء إسكندرون» تحارب إلى جانب النظام

ناشطون سوريون يتهمونها بارتكاب مجازر بانياس الأخيرة

بيروت: «الشرق الأوسط»

ينشط في مناطق الساحل السوري المحاذية للحدود التركية مقاتلون يحاربون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد ضد كتائب الجيش السوري الحر الموجودة في المنطقة. ويطلق هؤلاء المقاتلون على أنفسهم اسم «المقاومة السورية – الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون»، في إشارة إلى الأراضي الواقعة شمال غربي سوريا والتي اقتطعتها فرنسا أواخر ثلاثينات القرن الماضي وأعطتها لتركيا لضمان انضمام الأخيرة إلى صف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. ووفقا لصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فإن الجبهة، التي تأسست في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، تهدف إلى تحرير اللواء السليب من السلطنة العثمانية وعودته إلى الوطن الأم سوريا، فيما يؤكد مكتبها الإعلامي أنها مجموعة فدائية نضالية مقاومة مسلحة من لواء إسكندرون السوري السليب، يقودها المناضل علي الكيالي، وشعارها هو: «لواء الإسكندرون من الأزل إلى الأبد سوري وسيبقى سوري». ويضيف المكتب الإعلامي أن عناصر الجبهة شاركت في عدة عمليات فدائية ضد العصابات الإرهابية المسلحة، كما ساهمت في إحباط الكثير من محاولات التسلل للإرهابيين من تركيا إلى سوريا، ولدى الجبهة الكثير من الأنصار داخل تركيا وأغلب عناصرها هم من أهالي أنطاكية ولواء إسكندرون.

وتشير المعلومات التي يتداولها ناشطو الثورة السورية أن الكيالي على صلة وثيقة مع عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» المحظور في تركيا والمسجون في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة منذ عام 1998، كما يؤكدون أن الاستخبارات التركية عثرت على رسالة موجهة من أوجلان إلى القيادة السورية في بداية اندلاع الثورة السورية، يعرض فيها إرسال 1000 مقاتل لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ويؤكد عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية وريفها عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» أن «الاسم الحقيق لعلي كيالي هو معراج أورال، وهو علوي من لواء إسكندرون»، مضيفا أن «جميع مقاتلي هذه المجموعة هم من العلويين».

وتدعي الجبهة في شريط فيديو بثته في فبراير (شباط) الماضي سيطرتها على ما يقارب من 400 كيلومتر مربع في يوم واحد في ريف اللاذقية، وذلك بفضل اعتمادها على تكتيك حرب العصابات، لكن الناشط الحسن يؤكد أن هذه المعلومات غير دقيقة، مشيرا إلى أن قوة هذه الجبهة تأتي من اعتمادها على الجيش النظامي، إذ إنها تتنقل معه وتقاتل إلى جانبه، مشددا على أن الجيش الحر يتصدى لجميع محاولات الاختراق التي تحاول جبهة تحرير الإسكندرون القيام بها ما دفعها للانتقال إلى مدينة بانياس لارتكاب مجازر في قرية البيضا السنية.

ويظهر شريط فيديو تم تداوله بكثرة بعد الأنباء عن المجازر في مدينة بانياس قائد جبهة تحرير لواء إسكندرون علي الكيالي وهو يتحدث عن مدينة بانياس باعتبارها المهرب الوحيد للإرهابيين ولا بد من تطهيرها. ويقع لواء إسكندرون شمال غربي سوريا، ويطل على البحر المتوسط، وتبلغ مساحته 4800 كيلومتر مربع، ويقطنه أكثر من مليون نسمة، معظمهم من العلويين، وأقلية تركمانية تبلغ 20 في المائة.

وكانت سوريا تطالب بعودة اللواء إليها، ولم تقم بتوقيف الحملات الإعلامية ضد تركيا إلا سنة 1998، بعد توصلها إلى تسوية سياسية مع أنقرة عبر اتفاقية «أضنة» التي تخلت بموجبها سوريا عن دعمها لحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى تخليها عن المطالبة بأراضي اللواء مع المحافظة على عدم الاعتراف بها أراض تركية.

حزب الله المتورّط عميقًا في سوريا يواجه مخاطر جسيمة قد تفرض عليه أثمانًا باهظة

عبدالاله مجيد

حزب الله متورّط حتى أذنيه في سوريا، وهذا ما يضعه في مأزق لا يحسد عليه، يفرض عليه مواجهة مخاطر داخلية وخارجية جسيمة، قد تضطره لدفع أثمان باهظة، إن قررت إسرائيل فتح نار الجنوب اللبناني عليه.

قرب دمشق، ينتشر مقاتلو حزب الله بدعوى الدفاع عن مرقد السيدة زينب. وفي الشمال، تقول المعارضة المسلحة إن مقاتلي الحزب لا يشاركون في محاولات جيش النظام لاستعادة بلدة القصير الاستراتيجية فحسب، بل في الواقع يتصدرون الهجوم لاستعادتها.

ويوم الثلاثاء الماضي، قال ناشطون مناوئون لنظام الأسد إن قوات المعارضة قتلت 15 من عناصر حزب الله في القصير، لكنهم حذروا أيضًا من أن قوات المعارضة محاصرة في البلدة، حيث يواجهون خطر فقدان السيطرة عليها، بعدما أخرجهم عناصر حزب الله ذوو القمصان السود من القرى المحيطة.

وبعدما دأبت قيادة حزب الله على التأكيد أن مقاتلي الحزب أُعدوا ودُرّبوا لمواجهة إسرائيل والدفاع عن لبنان، فإنها الآن تدفعهم أعمق فأعمق في غمار معركة مغايرة تمامًا، يخوضونها في سوريا ضد مسلمين عرب، يحاولون إسقاط ديكتاتور تحكم أسرته سوريا منذ أكثر من 40 عامًا. وجاهرت قيادة الحزب بلا مواربة بأن حرب الأسد هي حربها أيضًا.

ورغم أن حزب الله اليوم أقوى منه في أي وقت مضى بعدما عوّضته إيران كل خسائره في حرب العام 2006 مع إسرائيل، فإنه يجد نفسه في موقف صعب، حيث يعمل جاهدًا للحفاظ على مصداقية متلاشية في الداخل، ويواجه حشدًا من التحديات الجديدة في الخارج، متورّطًا في معركة هدفها الحفاظ على نظام الأسد، على أمل إبقاء القناة التي يتلقى أسلحته من خلالها مفتوحة.

مهمة صعبة

تعاني إيران، راعية حزب الله، من وطأة عقوبات شديدة بسبب برنامجها النووي. وسُجن عناصر من الحزب بتهمة الضلوع في قتل سيّاح إسرائيليين في بلغاريا، وتفكر أوروبا في الانضمام إلى الولايات المتحدة بإدراجه على قائمة المنظمات الإرهابية.

كما يواجه حزب الله احتقانًا طائفيًا في لبنان، يحمِّله خصومه المسؤولية عن إذكائه. وفي هذه الأثناء، عليه أن يثبت صدق دعواه بأن مبرر وجوده هو مقاومة إسرائيل، وهي مهمة لم تعد هينة بكل تأكيد.

تبدت هذه التحديات بأسطع أشكالها بعد الغارات الإسرائيلية على سوريا الأحد الماضي. وقال مسؤولون أميركيون إن الغارات الإسرائيلية استهدفت صواريخ بعيدة المدى متطورة، كانت في طريقها من إيران إلى حزب الله. وكانت إسرائيل تستهدف مثل هذه الشحنات بانتظام في لبنان، واستهدفتها مرتين أخيرًا في سوريا.

لكن محللين اعتبروا أن حجم الضربة الأخيرة يطرح تحديًا على حزب الله إيران والنظام السوري، يمكن أن يعرّض الحزب لخطر لم يعرف بجسامته نظيرًا من قبل، لا سيما أن إسرائيل قد تستغل الوضع في سوريا لتوجيه ضربة قاصمة إلى الحزب بمنأى عن أي رد تقريبًا.

تساعده أو تورّطه؟

سياسيًا، يذهب محللون إلى أن الغارات الإسرائيلية يمكن أن تساعد أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي حاول الدفاع عن تدخل الحزب لمصلحة النظام السوري، بذريعة أن الانتفاضة السورية مؤامرة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل لإسقاط نظام الأسد وضرب حزب الله، بوصفهما ضلعين في ما يُسمّى مثلث الممانعة.

لكن البروفيسور محمود حداد من جامعة البلمند اللبنانية يرى أن الغارات يمكن أن تضعف موقف نصر الله وتفقده مصداقيته إذا لم يرد حزب الله، الذي لا يريد أن يفتح جبهة جديدة. وقال حداد إن حزب الله يطلق أقوالًا لا يشفعها بأفعال.

عسكريًا، قال تيمور غوكسل، المحرر في مجلة المونيتر والمستشار السياسي السابق لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، إن توالي الضربات العسكرية الإسرائيلية، التي تستهدف أسلحة حزب الله، لن تلحق به ضررًا آنيًا، فهو يمتلك نحو 60 ألف صاروخ في لبنان، تكفي لردع أي هجوم إسرائيلي والرد عليه. لكن مع انغمار إسرائيل وحزب الله أعمق في النزاع السوري، تتزايد احتمالات الخطأ في الحساب أو ارتكاب خطأ يمكن أن يفجر مواجهة مباشرة أو يشعل حريقًا إقليميًا، بحسب غوكسل.

أثمان باهظة

قال خبراء إن حزب الله يريد أن يتجنب ذلك، فهو يستطيع توجيه ضربات موجعة إلى إسرائيل، ويصمد أمام قصفها، لكن الأثمان السياسية في لبنان ستكون باهظة عليه. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن العميد أمين حطيط، القريب من حزب الله، قوله: “ماذا يهمّ إذا دمّروا تل أبيب، وفقدوا بيروت؟”.

لكن حزب الله قد يواجه ضغوطًا من قواعده نفسها للرد، كما يقول نيكولاس بلانفورد، الذي نشر كتابًا عن التاريخ العسكري لحزب الله. وقال بلانفورد: “إن عناصر حزب الله لا ينضمون إليه لمقاتلة مسلمين عرب في سوريا، وإعطاء الخد الآخر عندما تدمّر الطائرات الإسرائيلية أسلحتهم”.

وكان حزب الله دفع ثمنًا سياسيًا بسبب موقفه من الأزمة السورية حتى قبل ذلك. فإن دعم الأسد في حملة التنكيل التي شنّها ضد معارضة بدأت سلمية دمّر سمعة الحزب في العالم العربي عمومًا، بوصفه المدافع عن المستضعفين. وهو الآن يستنزل على نفسه غضب أوساط واسعة في لبنان، حيث يتهمه خصومه بالكذب عندما تعهّد بألا يستخدم سلاحه إلا للدفاع عن لبنان.

أولوية عليا

يقيم الحزب مراسم عزاء لقتلاه في سوريا بوصفهم شهداء الواجب الجهادي، مع كل ما يرافق ذلك من تغطية إعلامية كان لا يخص بها في السابق إلا من يسقطون في القتال ضد إسرائيل. ويقول حزب الله الآن إنهم قُتلوا دفاعًا عن مدنيين لبنانيين في سوريا، لكنه لم يعد يدّعي أنهم أفراد يقاتلون بمبادرة شخصية.

وقال عبد الرحيم مراد، عضو تحالف الثامن من آذار (مارس) بقيادة حزب الله، عن عناصرالحزب: “إنهم حسنو التنظيم، لا يتنفسون من دون أوامر”.

ويتولى عناصر حزب الله تنفيذ مهمات كبيرة في سوريا. فقد نقلت نيويورك تايمز عن مراد أن الأسد عندما زاره وفد من قوى الثامن من آذار في دمشق أخيرًا، وصف المعركة الدائرة في محافظة حمص، حيث يقاتل حزب الله في بلدة القصير، باعتبارها أولوية عليا. فهي ممر لإيصال السلاح إلى مقاتلي المعارضة، وتربط العاصمة بالساحل، الذي ما زال معقلًا من معاقل النظام. كما يساعد حزب الله على تدريب شبيحة النظام، ليبني منهم قوة أكثر انضباطًا، بحسب مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

سنة وشيعة

يتسبب نجاح حزب الله على الأرض داخل سوريا في تأجيج غضب الغالبية السنية وإذكاء الاحتقان الطائفي. في نيسان (إبريل) الماضي، أطلق مقاتلون في إحدى فصائل المعارضة السورية قذائف عبر الحدود على بلدة الهرمل الخاضعة لسيطرة حزب الله، ما أسفر عن مقتل صبي ورجل كان يزور خطيبته، كما أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان.

وصوّر مقاتلون سوريون أنفسهم وهم يحرقون مزارات شيعية، بحسب نيويورك تايمز، مشيرة إلى أن هذا عزز قناعة حزب الله بأن الثورة السورية تهدد الشيعة.

ويقاتل سنة لبنان وشيعته على جانبين متعارضين في سوريا، لكنهم امتنعوا حتى الآن عن الاقتتال في لبنان، رغم أن الحدود على امتداد سهل البقاع تعجّ بمسلحي حزب الله والمسلحين السنة المتوجّهين إلى سوريا أو القادمين منها. مع ذلك، ما زال حزب الله في حالة تأهب على الحدود مع إسرائيل، حيث ما زالت لديه قوة كبيرة. فالحزب يخشى أن يفتح سقوط الأسد الطريق أمام إسرائيل للانقضاض عليه، عارفة أنه لن يتمكن من إعادة رفد ترسانته هذه المرة.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810657.html

كمال اللبواني: لا مجال لفشل جديد في المعارضة السورية

بهية مارديني

يؤكد المعارض السوري كمال اللبواني أن الهدف من وراء القطب الديمقراطي الجديد هو جمع السوريين على هدف واحد، هو بناء مؤسسة سياسية تعددية، هدفها صون دستور يحمي الديمقراطية ويرعى قيامها في سوريا ما بعد بشار الأسد.

لندن: عمل كمال اللبواني ضمن إطار الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، إلا أنه لم يستمر بسبب هيمنة الاخوان المسلمين على الائتلاف. وكان من ضمن الأعضاء الذين جمدوا عضويتهم، لكنه لم ييأس من العمل السياسي بل انطلق لتأسيس كيان معارض قوي، ويعمل اليوم مع معارضين سوريين على تنظيم قطب ديمقراطي موحد.

واللبواني معتقل سابق ومعارض بارز، طالب أخيرًا بمحاكمة أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني السابق، بتهمة إضعاف نفسية الأمة في زمن الحرب، عبر دعوته إلى الحوار مع النظام السوري والمناظرة مع بشار الاسد، من أجل تجديد جوازات سفر والافراج عن معتقلين. وعن هذا، يقول لـ”ايلاف”: “اننا نظام يقف بوجه مجرم قاتل، لم يُبقِ سلاحًا الا واستخدمه ضد شعبنا، فكيف نتحدث عن جدوى الحل السياسي وحتمية الحوار؟”.

الهدف هو الدستور

أشار اللبواني إلى أن الظروف استثنائية، والشعب السوري في حالة حرب، “فالنظام منذ اليوم الاول أعلن الحرب على شعبه، وأخشى ما أخشاه أن يهتز البعض لدى صدور مثل هذه التصريحات التي تدعو إلى الحوار وانهاء الثورة من دون شروط ولا أسس، وخصوصًا أنها تخرج من شخص مسؤول في الائتلاف الوطني، رغم أن النظام يؤكد كل يوم أنه لا يريد الحوار، ولا حقن الدماء، وباتت كل العائلات منكوبة في سوريا، وأصبح في كل عائلة شهيد أو معتقل أو مختف قسرًا.

وعن القطب الديمقراطي أو اتحاد الديمقراطيين السوريين، تبدو الصورة واضحة لدى اللبواني، لكنه يأسف لظن البعض أن هذا القطب هو جسد تمثيلي يريد أن يحجز موقعًا في السلطة التي تحكم سوريا في المرحلة الانتقالية، “بينما هو في الواقع محاولة لترحيل قوى المجتمع وشبابه الديمقراطي وبناء مؤسسة حزبية سياسية هدفها الدستور الذي يحمي الديمقراطية ويرعى قيامها”.

يضيف: “إنه مشروع بناء النظام الديمقراطي وليس هدفه الوصول إلى الحكم، وهو يضع نوعًا جديدًا من الاحزاب غير الايديولوجية”.

وثائق للنقاش

اعتبر اللبواني أن القطب ليس مؤسسة بمعنى الحزب التقليدي، بل جامعة للمجتمع المدني على برنامج واحد، “وهو بناء الدولة الديمقراطية المدنية التي تحفظ الحقوق، ومن ثم تعمل على صيانتها، ليكون هذا النظام الديمقراطي وسيلة لحل مشاكل المجتمع، ومكان تنافس الاحزاب وحل الخلافات والتناقضات بأسلوب حضاري”.

وقال اللبواني لـ”إيلاف”: “من الناحية التنظيمية، الذين سيشاركون في هذا اللقاء ليسوا ممن سيقودون العمل، فهذا اللقاء تشاوري من أجل إطلاق وثائق تطرح للنقاش، ليقوم كل من يقتنع بها بتشكيل مجموعات وفق النظام الداخلي، وليعقد مؤتمراته في مناطقه، ولينتخب مندوبيه إلى المؤتمر التأسيسي، لأن المؤتمر التأسيسي هو الجسد الرئيس”.

وشدد اللبواني على أن هذه المؤسسة مفتوحة لكل الشعب السوري، ولكل قواه المؤمنة بالديمقراطية، وهي لا تمانع ازدواجية الانتماء، بمعنى أن العضوية في القطب لا تشترط التخلي عن عضوية في جبهة معارضة أخرى، بشرط أن تكون ديمقراطية.

نتجاوز أمراضنا

ردًا على حملة الانتقادات التي يتعرض لها القطب، قال: “هناك حملة تشويش من أوساط المجلس الوطني ومن المكونات التي تعمل بعقلية الدكاكين، ويظن البعض أن هذا الجسد الديمقراطي منافسًا لهم ويلغيهم، بينما اكبر اساءة للثورة أن يتحول العمل الوطني إلى دكاكين، وأن تصبح الشخصنة والفردية هي المعيار”.

وأضاف: “لا مجال للفشل اليوم، ونحاول أن نتجاوز أمراضنا، وهذا جزء من الثورة على الذات”.

وحول نجاح هذا المشروع وأسبابه رأى اللبواني أن النجاح يعتمد على مدى القدرة في الانتقال إلى الداخل واستيعاب ناشطين جدد غير تقليديين من رحم الثورة، واعادة انتاج القيادات من القاعدة إلى القمة، ومن الداخل إلى الخارج وليس العكس.

وتمنى اللبواني من الشباب والمؤمنين بالديمقراطية من المهمشين أن يقفوا مع الديمقراطية كي لا تبقى المعارضة السورية معارضة المثقفين والنخب والطبقة المسيسة فقط، كسرًا لحاجز الاحتكار.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810647.html

سوريا اختفت عن خارطة الانترنت العالمية

لميس فرحات

انقطع الوصول إلى الانترنت في سوريا مساء الاثنين، وفقًا لعدد من الشركات ومحطات الرصد، الأمر الذي أثار تكهنات بأن يكون التعتيم محاولة من الحكومة السورية لتعطيل أنشطة المعارضة عبر الشبكة الالكترونية، كما حصل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

أعلنت شركة غوغل أيضًا تعذر الوصول إلى خدماتها في سوريا، وقدمت بيانات تفيد بأن حركة استخدام الموقع الالكتروني هناك توقفت الاثنين.

وسجلت شركات الرصد تعتيمًا مماثلًا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في سوريا، حيث سعى النشطاء إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، من خلال تحميل ونشر مقاطع الفيديو التي تكشف الفظائع التي يرتكبها النظام والقوات الحكومية.

اختفت!

الانترنت أصبح الملجأ الأهمّ للنشطاء والمعارضين، فهو وسيلتهم الوحيدة ليظهروا للعالم والمجتمع الدولي ما يحدث في سوريا من جرائم. كما إن الشهود يستخدمون مواقع الاتصال الهاتفي عبرالإنترنت مثل سكايب للإدلاء بشهادتهم حول الهجمات التي تشنها القوات الحكومية على مواقع الثوار والمدنيين.

وجّهت الحكومة السورية أصابع الاتهام إلى المعارضة الإرهابية بسبب انقطاع الانترنت الأخير. من جهتها، ذكرت شركة انترنت أمنية أميركية يوم الاثنين أنها لاحظت في البداية انخفاضًا كبيرًا في الحركة الاكترونية من سوريا، مشيرة إلى أن المزيد من الدراسات أظهر أن “سوريا اختفت إلى حد كبير عن خارطة الانترنت”.

وقال دان هوبارد، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة أوبن دي. ان. اس: “تم قطع سوريا عن الاتصال عبرالإنترنت مع بقية العالم”.

أضاف: “من غير الواضح ما إذا كان الاتصال بالإنترنت داخل سوريا لايزال متاحًا، بالرغم من أنه لا يمكن التعليق حتى الآن على سبب هذا الانقطاع، إلا أن ربط الحوادث الماضية يشير إلى أن قطع الانترنت تم بأمر من الحكومة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية التي شملت انقطاع التيار الكهربائي”.

لم ينفع

وأكدت شركة “رنيسيس” على هذا التعتيم الواضح، وهي خدمة مراقبة الإنترنت التي تدرس هذه المسألة منذ انفصال سوريا عن الشبكة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

حينها، أشارت “رنيسيس” إلى أن بعض مزوّدي الخدمة الالكترونية السورية نجا من الانقطاع، لكنها كانت تقع خارج استخدام العامة، وتتضمن عددًا من المزودات التي استخدمت لاستهداف النشطاء السوريين ببرمجيات خبيثة، تستهدف برنامجح سكايب، بهدف منعهم من التواصل مع العالم الخارجي ووسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإنسانية.

يشار إلى أن هذه الاستراتيجية استخدمت سابقًا في ثورات الربيع العربي الأخرى. ففي مصر، قطعت حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك اتصال البلاد بالإنترنت مع بقية العالم في كانون الثاني (يناير) 2011، عندما استعرت موجة الاحتجاجات في البلاد. واستمر هذا الانقطاع لمدة أسبوع، لكنه لم يمنع الإطاحة بمبارك.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810659.html

عمّال هربوا من موت سوريا… إلى ذل لبنان

هيثم الطبش

الحرب السورية هجّرت السوريين إلى لبنان، حيث يعملون في ظروف قاهرة، فيها الكثير من الذل والهوان، لم يظنوا يومًا أنهم سيلقونه في هذا البلد، الذي قام عمرانه على سواعد العمال السوريين.

 بيروت: عرف لبنان منذ زمن باستقطابه العمّال السوريين، لا سيما في الفترة التي تلت نهاية الحرب الأهلية وبداية مشاريع إعادة الإعمار، فكان العمّال السوريون يأتون إلى لبنان ويتركز عمل معظمهم في البناء والقطاعات المتعلقة به، مثل أعمال الكهرباء والنجارة وتركيب البلاط وغيرها.

لكن الحرب السورية وما انتجته من أعمال عنف دفعت الكثيرين للهرب نحو لبنان، الذي تجمع التقديرات على أنه يستضيف حاليًا نحو مليون نازح سوري، في حين لا تتوافر أرقام رسمية تؤكد أعداد العمّال السوريين، إلا أن تقديرات الاقتصاديين تشير إلى وجود نحو نصف مليون عامل سوري في لبنان لا يتمتعون بأي وضع قانوني.

 اضطهاد واعتداءات

تدل الحال الإنسانية التي يعيشها هؤلاء على إجحاف كبير يلحق بهم. فالكثير من اللبنانيين يرون أن العامل السوري يأخذ لقمة عيشهم من أمامهم، ما يتسبب في الكثير من المشاكل. كما أن العمّال السوريين أصبحوا مضطهدين في بعض المناطق كالضاحية الجنوبية كردٍ على اختطاف تسعة لبنانيين شيعة في منطقة اعزاز في ريف حلب، ومناطق واسعة من المتن الجنوبي تحظر تجوّلهم بعد التاسعة ليلًا.

وتكاد لا تخلو نشرة أخبار من رواية عن حوادث يتعرض لها السوريون، كان آخرها تعرّض ممرض فلسطيني بالضرب لأحد الجرحى السوريين في مستشفى في جب جنبن.

وفي منطقة جسر السلطان ابراهيم، عند مدخل الضاحية الجنوبية، يحتشد عشرات العمّال السوريين الذين يعملون في مهن مختلفة. يصل رجل يبحث عن دهّان فيجتمع حوله أكثر من عشرة. يقدم كل منهم نفسه ويدخلون في مناقصة لا يحكمها دفتر شروط مسبق، فيختار صاحب العمل واحدًا منهم ويأخذه، فيلحق الباقون به على أمل أن يغيّر رأيه.

يقول أنس حمو من الحسكة لـ”إيلاف”: “أجورنا انخفضت كثيرًا، أتقاضى ما بين عشرة دولارات و15 دولارًا يوميًا، بعدما كنت أطلب 30 دولارًا لأحصل على 25 دولارًا”.

يضيف: “أعمل في الدهان، ولي من الخبرة سبع سنوات، أعرف أن أنفذ أي شيء يمكن أن يطلبه الزبون، لكنّ هناك الكثيرين غيري، والوضع في سوريا أتى بنا إلى هنا، فهل نتسوّل؟ نفضل أن نعيش بكرامة، ولو بالقليل من المال”.

 معاناة مستمرة

يقول ابراهيم، شقيق أنس، إنه نجار وعمره 22 سنة، “وأنا وإخوتي خمسة، بيننا اثنان متزوجان، استأجرنا شقة من غرفتين، ندفع إيجارها 400 دولار شهريًا، لذلك علينا أن نعمل أي شيء، وقد عملت عتالًا مرارًا لكن لا بأس”.

يتابع: “نشعر أن اللبنانيين عنصريون نوعًا ما، فهم يسندون إلينا أعمالًا لا يقومون بها، فعمّال جمع القمامة سوريون، وعمّال البناء والسباكة أيضًا، ولم نتعرّض لإعتداء حتى الآن، لكن غيرنا تعرّض”.

عبد الرحمن (26 عامًا) أتى إلى لبنان ولم يكن يعرف شيئًا عن مهنة تركيب المصاعد. اليوم وفي زمن قياسي أصبح من الأكثر كفاءة في الشركة حيث يعمل. ويروي أن زوجته وضعت ولدًا ما لبث أن توفي بعد 36 ساعة، فواجه مشكلة في استلام جثمان ابنه لدفنه لأنه لم يكن يملك المال الكافي لدفع مصاريف المستشفى.

يقول: “طلبوا مني 1.2 مليون ليرة (800 دولار)، ولم أكن أملك إلا مئة دولار، فارتضى صاحب الشركة أن يقرضني راتب شهر، أي 300 دولار، وتكفّلت جمعية بمساعدتي بمبلغ بسيط وحسمت لي إدارة المستشفى جزءًا آخر، ومات ولدي ربما لأنهم أهملوه لأنه سوري”.

أحمد محو (27 سنة) من القامشلي، يعمل في ورشة لدهان السيارات، لا يختلف وضعه كثيرًا عن السوريين من أمثاله.

يقول: “كنا نعمل في ورشتنا مع والدي وأخي، والزمن أتى بنا إلى هنا، حيث أتقاضى 330 دولارًا مع أنني أصحح أخطاء من يعتقدون أنهم يفهمون كل شيء، وصاحب الورشة هنا ينظر إليّ بعين الشك دائمًا، فأنا أبحث عن عمل آخر لكن لا حلول كثيرة لديّ، ومع هذا يبقى وضعي أفضل من الآخرين”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/810579.html

ثوار سوريا يستعيدون خربة غزالة

                                            انقطاع الإنترنت عن معظم المحافظات

أعلنت قوات المعارضة السورية المسلحة أنها استعادت السيطرة على بلدة خربة غزالة في درعا, وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش النظامي اقتحام البلدة والسيطرة عليها أمس. وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر إعادة انتشار قوات المعارضة في البلدة.

وكان الجيش الحر قد سيطر لقرابة شهرين على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا قرب خربة غزالة.

وكان ناشطون قد أكدوا في وقت سابق أمس أن القوات النظامية استعادت السيطرة على خربة غزالة, بالقرب من الحدود الأردنية, وذلك بعد نحو شهرين من القصف والقتال المتواصل, في تطور يحرم قوات المعارضة المسلحة من الحصول على إمدادات ضرورية.

من جهة ثانية, أفادت الهيئة العامة للثورة أن نحو عشرين شخصا قتلوا وجرح أكثر من خمسين آخرين جراء سقوط  قذائف على مدرسة للاجئين اتُخذت ملجأً للأطفال والنساء بمنطقة دير قانون بوادي بردي في ريف دمشق.

كما نفذت القوات النظامية قصفا عنيفا براجمات الصواريخ على مدينة موحسن بريف مدينة دير الزور, بالتزامن مع قصف صاروخي عنيف على حي الشيخ ياسين بالمدينة.

وفي تطور آخر, قال مراسل الجزيرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء إن مقاتلي الجيش السوري الحر أسقطوا طائرة مقاتلة للنظام قرب مطار منغ العسكري بحلب والذي يحاولون استكمال السيطرة عليه منذ أيام.

الجيش الحر نفى التفاوض بشأن مطار منغ (الجزيرة)

مطار منغ

كما قال مراسل الجزيرة إن معظم أرض مطار منغ أصبحت تحت سيطرة الثوار، وإنه لم يبق للنظام إلا مبنى القيادة والبوابة الرئيسية، مؤكدا إسقاط الثوار طائرة مقاتلة قرب المطار مع تواصل الاشتباكات.

ونفى قائد المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار الكعيدي وجود مفاوضات مع قوات النظام بشأن مطار منغ، وذلك عقب أنباء ترددت عن عرض من ضباط المطار لتسليمه للثوار مقابل السماح لجنود النظام بالفرار إلى بلدة نبّل الموالية للنظام.

ويواصل الجيش الحر استهدافه لمطار كويرس العسكري بحلب، كما استهدف مدرسة المدفعية بالراموسة ومعامل الدفاع بالسفيرة وكتائب تتمركز بسجن حلب المركزي وحي كرم الجبل، مع تواصل المعارك في أحياء الشيخ سعيد والصاخور وبستان الباشا وفي محيط الجامع الأموي ومطار حلب الدولي.

وفي إدلب، يواصل الجيش الحر محاولاته لاقتحام مطار أبو الظهور العسكري، بينما يرد جيش النظام بقصف محيط المطار، كما امتد القصف لمدن وبلدات سراقب ودركوش والهبيط وبنش وسرمين وجبل الزاوية.

من جهة أخرى، أفاد ناشطون بوقوع معارك عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي قرب الجولان المحتل. وقال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري لخط وقف النار سقطت صباح الثلاثاء في الجزء المحتل إسرائيليا من الجولان.

انقطاع الإنترنت

في هذه الأثناء أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن خدمة الإنترنت انقطعت عن معظم المحافظات السورية وذلك في الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة مساء أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي.

وقالت مديرة حرية التعبير في غوغل كريستين تشن إن هذا الأمر تكرر مرتين من قبل, مرة في سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي, وفى مصر أثناء الربيع العربي. وفي السابق تبادلت الحكومة السورية وقوات المعارضة الاتهامات.

وقد أظهرت بيانات غوغل أن تعطل خدمة الإنترنت يقتصر هذه المرة على سوريا ويشمل البلد كلها. كما أن تعطيل خدمة الإنترنت عن البلاد بأكملها ممكن لأن عناوين برتوكول الإنترنت محددة جغرافيا حيث تسيطر الحكومة على مقدمي خدمات الإنترنت في البلاد.

الإبراهيمي اعتبرها خطوة هامة

أوروبا تؤيد الاتفاق الأميركي الروسي بشأن سوريا

                                            أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم عن تأييده ورضاه التام عن الاتفاق الامريكي الروسي بشأن سوريا.

 وقال الناطق إن الاتحاد الأوروبي مرتاح جدا لدعوة روسيا والولايات المتحدة إلى مؤتمر من أجل السلام في سوريا، مشيرا إلى أن الاتحاد “كرر مرارا أن حل النزاع يكمن في تسوية سياسية شاملة”.

 في السياق ذاته امتدح موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي التوافق الروسي الأميركي على حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على إيجاد حل سياسي للأزمة، واعتبر أن ذلك يعد خطوة أولى هامة جدا، بينما دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن سياساته حيال سوريا، وقال إنه لا يتخذ قراراته إلا وفقا لتحليلات صلبة.

وقال الإبراهيمي وفق بيان صادر عن مكتبه إنها أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جدا، ورأى أن كل المعطيات تدعو إلى الاعتقاد بأن التوافق الذي تم سيحصل على دعم الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي.

وشدد الموفد الدولي في الوقت ذاته على أهمية أن تحصل تعبئة في المنطقة بمجملها من أجل دعم الحل السياسي للأزمة.

مؤتمر دولي

وكانت روسيا والولايات المتحدة توافقت الثلاثاء في موسكو على حض النظام السوري ومقاتلي المعارضة على التوصل لحل سياسي للنزاع، والتشجيع على تنظيم مؤتمر دولي نهاية الشهر الجاري.

وصدر هذا الإعلان بعدما التقى وزير خارجية أميركا جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتباحث معه لعدة ساعات، واستقبله بعدها وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف بموسكو إن التوصل إلى حل سياسي سيضع نهاية للصراع في سوريا التي تقترب من الفوضى ومن الأزمة الإنسانية وخطر التقسيم، مضيفا أن التوصل إلى هذا الحل قد يؤثر على القرار الأميركي في ما يتعلق بتسليح المعارضة.

ومن ناحيته، قال لافروف إن واشنطن تشاطر موسكو وجهة نظرها بشأن سوريا، مضيفا أن الطرفين يسعيان لاستقرار سوريا بعيدا عن التطرف والمشاكل التي يمكن أن تمس المنطقة.

وأشار إلى أن البلدين وقعا على بيان جنيف -الصادر بوم 30 يونيو/حزيران 2012 ولا ينص على تنحي الرئيس السوري بشار الأسد- وأنهما اتخذا موقفا مشتركا، مضيفا “أؤكد أننا لا ندافع عن شخصيات ولا عن مصيرها وإنما نهتم بمصير الشعب السوري”.

وجدد لافروف الحديث عن أن المعارضة السورية لا تمثل كل الأطياف، وأن عليها توحيد صفوفها قبل المشاركة في المؤتمر المرتقب والإعلان عن ممثليها.

تصريحات أوباما

وفي واشنطن دافع الرئيس الأميركي عن الإستراتيجية التي تبنتها إدارته بالملف السوري، وأكد أنه يقوم بالتحليلات المناسبة ويحرص على التصرف بشكل مناسب في ما يتعلق بهذا الملف.

وشدد باراك أوباما خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الكورية الجنوبية بارك غوين-هي على أن التجارب السابقة، ومن بينها قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وإسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، أكدت أن واشنطن خلال رئاسته تفي بالتزاماتها.

ورد أوباما على الانتقادات التي توجه إليه بشأن التأخر في التحقيق بشأن استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا في ما يعتبره تخطياً لخط أحمر حدده هو، فقال إن لدى أميركا أولاً التزاما أخلاقيا ومصلحة أمنية قومية في إنهاء ما وصفها بالمذبحة الدائرة في سوريا وضمان قيام سوريا تمثل كل الشعب السوري، ولا تخلق الفوضى لجيرانها، لكنه أقر بعدم وجود حلول سهلة لمواجهة هذه الأزمة.

وشدد على أنه لا يمكنه بناء قراراته إلا على تحليلات صلبة، مبررا ذلك بالقول إنه لا يستطيع أن يجمع تحالفات دولية حول تصورات، لافتا إلى أن بلاده حاولت ذلك في الماضي، دون أن يعطي ذلك نتائج جيدة بما فيه الكفاية، في إشارة لغزو العراق قبل عشر سنوات.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد للصحفيين أن بلاده تؤيد حلا سياسيا للنزاع السوري.

وبرر الوزير الكندي تردد بلاده بتسليح مقاتلي المعارضة السورية بوجود من سماهم متطرفين وجهاديين بينهم قدموا من العالم بأسره، على حد تعبيره. وأكد أن بلاده تريد أيضا ضمان عدم تعرض الأقليات في سوريا للقمع في حال سقوط الأسد.

وبالنسبة لاستعمال أسلحة كيمياوية في وسريا، عبر الوزير الكندي عن قلقه حيال ذلك، مع تشديده على التأكد من كل الوقائع قبل التحرك.

وأدلى بيرد بهذه التصريحات قبل أن يبدأ البرلمان الكندي نقاشا عاجلا حول الوضع في سوريا بناء على طلب المعارضة.

غادة عويس: فضحي لنظام الأسد أفقده صوابه

                                            اتهمت مذيعة قناة الجزيرة غادة عويس النظام السوري بالوقوف وراء محاولات النيل منها انتقاما لدورها في نقل حقيقة الجرائم التي يرتكبها ضد شعبه للعالم، واعتبرت أن كشف هذه الجرائم أفقد النظام صوابه ودفعه لترويج شائعات وصفتها بالمثيرة للاشمئزاز ضدها، بينما أعربت قناة الجزيرة عن أسفها الشديد لتداول بعض المواقع الإلكترونية شائعات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة عن الزميلة عويس.

وقالت عويس في حوار مع صحيفة الشرق القطرية إن ذهابها إلى حلب لتغطية المعارك الدائرة هناك ونقل الحقيقة للعالم من على خط النار كجزء من واجبها الصحفي دفع النظام السوري بمهاجمتها عبر “قنابل قذرة، فأبدع أتباعه وأزلامه في قصفها بمختلف الشائعات على مواقع الإنترنت، وصلت إلى حد تلفيق شائعة أنها تعرضت للاغتصاب في حلب” مشيرة إلى أن هذه الشائعات أصابتها بالاشمئزاز من مستوى الانحطاط الأخلاقي والتخلف وحجم الكذب الذي وصل إليه نظام بشار الأسد.

وأشارت إلى أن الجهة التي تروج لهذه الشائعات لا تعدو أكثر من كونها جهة مثيرة للاشمئزاز وأقرب إلى مخلوق مريض مشوه منه إلى إنسان طبيعي، وعبرت عن أسفها لوقوع أصحاب المواقع في فخ ترويج الشائعة من دون أي معايير أخلاقية ومهنية فقط لكسب أكبر عدد من القراء وتضليلهم وإضاعة وقتهم.

واعتبرت عويس أن ترويج هذه الشائعات ضدها يعود إلى “عدم قدرة أنصار النظام السوري على سماع الرأي الآخر وعلى رفعهم شعار من ليس معي فهو ضدي! كل من يجرؤ على نقل رواية الطرف المعارض للنظام حتى بدون أن يتبناها بل ينقلها بأمانة نزولا عند حق المشاهد علينا, يكون خائنا وغيرها من التعابير البذيئة التي غالبا ما يستخدمونها”.

وأكدت بأنها لا تدعي الشجاعة فهي ليست ناشطة ولا بطلة بل هي تقوم بواجبها الصحفي لا أكثر، مشيرة إلى أن الصحافة التي تراها رسالة سامية لا تخضع للمساومة وإلا أصبحت دعاية أو سياسة أو دبلوماسية.

وأوضحت عويس بأن رد فعلها حيال الشائعات التي طالتها تمثل بالاشمئزاز من مستوى الانحطاط الأخلاقي والتخلف وحجم الكذب وكذلك الشفقة على من فقد إنسانيته وكرامته وتحول إلى إناء قبيح ينضح بما فيه ويعكس تربيته البذيئة ويعبر عن ثقافة يسودها الهوس والخلاعة الفكرية, واعتبرت أن من يروج هذه الاشاعات والافتراءات هو بالنهاية مسكين مسلوب الإرادة مشوه ومغسول الدماغ, وهو ضحية الاستبداد والقمع وعبد للشمولية.

ولفتت إلى أنها تعرضت قبل ظهور الشائعات لسيل من التهديد والوعيد وإرسال رسائل إلكترونية تحوي كل أنواع الشتائم والصور المفبركة، مشيرة إلى أن ذلك كان بالأسابيع الأولى من اندلاع الثورة عام 2011، كما اخترق الجيش السوري الإلكتروني التابع لنظام الأسد نظام الجزيرة الإلكتروني وسرب أرقام هواتف الصحفيين وحرض على قتلهم.

بيان الجزيرة

وكانت قناة الجزيرة قد أعربت عن أسفها الشديد لتداول بعض المواقع الإلكترونية شائعات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة عن مذيعة القناة غادة عويس.

وقالت الجزيرة في بيان لها إنه لمن المؤسف أن تواصل بعض المواقع على شبكة الإنترنت نشر أخبار غير صحيحة عن مذيعتها غادة عويس، وتؤكد أن جميع ما نشر عنها من تقارير غير صحيح ولا أساس له من الصحة على الإطلاق.

وأضاف البيان أن المذيعة أنهت مهمتها في حلب منذ شهر ونصف الشهر، ولم تلتق هي ولا أي من أفراد الفريق الذي رافقها بأحدِ من جبهة النصرة على الإطلاق.

وشدد على أنه الأجدر بمن ينشر مثل هذه الأخبار الملفقة والكاذبة في مطبوعات أو مواقع إلكترونية أن يلتزم بالحد الأدنى من المعايير الصحفية والأخلاقية وأن يتحرى الدقة ويعود للمصادر الأصلية قبل نشر أي خبر كهذا، وتؤكد شبكة الجزيرة حقها في مقاضاة كل من ينشر ويروج لمثل هذه الشائعات.

القاشوش.. ملهب حماسة المتظاهرين بسوريا

                                            عبد الرحمن “قاشوش صغير” ينشد للمتظاهرين في منطقة بستان القصر بحلب

لقاء مكي-حلب

للقاشوش في سوريا حكاية بدأت بعد بضعة أشهر من الثورة، وتحولت بسرعة من مبادرة إلى دور، حتى ما عادت مظاهرة في البلاد تخلو من قاشوش يلهب الحماس ويثير المشاعر، ويردد بنمط إنشادي خاص شعارات تجسد ما خرج من أجله المتظاهرون، وأصبح لكل منطقة “قواشيشها”.

ولم يكن للقاشوش قبل الثورة أصل أو أثر، بل إن التسمية ذاتها ليست غير اسم العائلة لإبراهيم القاشوش الناشط الثوري الحموي الذي تقدم المظاهرة الشهيرة بساحة العاصي في حماة الأول من يوليو/تموز 2011، وشارك فيها ما يزيد على نصف مليون شخص، وكانت من مظاهرات الثورة السورية الكبرى.

في تلك المظاهرة التي نظمت في جمعة عرفت بـ”جمعة ارحل” أنشد إبراهيم القاشوش “يلا ارحل يا بشار” ملهبا حماس تلك الجموع الغفيرة، ومؤسسا لنمط تنظيمي ودعائي أصبح جزءا أساسيا من المظاهرات في سوريا.

وبعد تلك المظاهرات -التي سقط فيها عدد من القتلى- قامت أجهزة الأمن بحملة اعتقالات شملت -حسب ناشطين- إبراهيم القاشوش نفسه الذي وجدت جثته في اليوم التالي مرمية في نهر العاصي وقد اقتلعت منها حنجرته.

انتشار بدل الردع

ويعتقد الناشطون أن الطريقة القاسية التي قتل بها القاشوش واقتلاع حنجرته كانت تهدف -حسبما يبدو- إلى ردع معارضي النظام عن تجاوز حدود معينة بحسابات تلك الفترة، كما كانت محاولة لردع انتشار أو استمرار هذا النمط الغنائي الحماسي الموجه مباشرة إلى رئيس البلاد.

لكن الأمور جرت بطريقة معاكسة تماما، فرغم أن قوات الأمن نفت مسؤوليتها عن قتل القاشوش، فإن تلك الجريمة تسببت في حملات تأييد له ولطريقته الإنشادية، وظهر في كل أنحاء سوريا أشخاص من بين الناشطين في المظاهرات يؤدون نفس النمط الغنائي.

وقد أطلق الناس على كل من هؤلاء تسمية “القاشوش”. وخلال فترة وجيزة ظهر في البلاد مئات “القواشيش” يتقدمون المظاهرات ويرددون أغاني وأناشيد وهتافات ضد النظام، بنسق لحني خاص يشبه ما ابتكره إبراهيم.

ويقول الناشط محمد وسام إن كل نقطة تظاهر في سوريا أصبح لها قاشوش أو أكثر، وبدأ هؤلاء يتميزون عن بعضهم بعضا وفق المناطق، فباتت الأناشيد تستلهم نمطيتها الغنائية من التراث اللحني للمنطقة، في حلب أو حماة أو دمشق أو إدلب وغيرها.

بيئة مناسبة

ويضيف وسام أن النصوص التي يؤديها “القاشوش” يكتبها الشباب المعارضون أو القاشوش نفسه، مشيرا إلى أن “القواشيش” لا يتلقون أجرا من أحد، بل هم مجرد ناشطين يؤدون دورا في قيادة المظاهرات.

وقال إن القاشوش يظهر في بيئة مناسبة أبرز ما يميزها أن يكون مكان التظاهر داخل المناطق “المحررة” ففي المناطق الأخرى تكون المظاهرات عادة سريعة التجمع والانفضاض تفاديا لوصول قوات الأمن، وبالتالي فلا يسمح الوقت أو الحالة الأمنية فيها بوجود قاشوش.

ولا يقتصر الأمر على عُمُر محدد، ففي حلب هناك قاشوش هو عبد الرحمن إبراهيم الذي حصل على شهرة واسعة رغم أن عمره لا يتجاوز 13 عاما. وهو يقول إنه يقوم بهذا الدور في مظاهرات بستان القصر بحلب منذ نحو عام.

ويضيف عبد الرحمن أنه يؤلف كلمات الأناشيد بنفسه بصحبة شقيقه الأكبر الناشط الذي يؤدي نفس الدور في المظاهرات. وقال إنه سعيد بقدرته على رفع حماسة المتظاهرين، وعلى استمرار التأكيد على أهداف الثورة.

لكن القاشوش الصغير -الذي يجيد أيضا قرع الطبل الذي يهيئ إيقاع الدبكة الشامية للمتظاهرين- يعود فيؤكد أنه رغم شغفه بدوره، فإنه يتمنى أن تنتهي الحرب ويتوقف القصف والقنص ليعود الناس إلى حياتهم الطبيعية، حيث يستطيع هو أن يواصل الإنشاد وربما الغناء.

 غوغل تحل مشكلة المغردين بسوريا

                                            أعلنت شركة غوغل الأميركية عبر مدونتها باللغة العربية عن تفعيلها لخدمة “سبيك تو تويت” للمواطنين من داخل الأراضي السورية والتي تسمح بإرسال التغريدات إلى شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” صوتيا عبر الهاتف، وذلك لمواجهة انقطاع الإنترنت الشامل الذي تعاني منه سوريا منذ أمس.

وقد أتاحت الشركة مجموعة الأرقام الدولية التي يمكن للمستخدمين من داخل سوريا الاتصال بها من خلال أي هاتف أرضي أو محمول، إذ يستطيع المستخدم بعد إجراء الاتصال الضغط على الرقم 1 لتسجيل رسالته الصوتية ثم رمز # كي يتم تغريد الرسالة على الحساب سبيك تو تويت في تويتر، كما يمكن الاستماع إلى الرسائل المسجلة عبر الإنترنت من خلال نفس الحساب أو هاتفيا عبر الاتصال بالأرقام ذاتها.

وكان تقرير غوغل للشفافية أظهر أمس أن استخدام صفحات خدمات الشركة من سوريا توقف فجأة قبيل الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش، واستمرت تقارير غوغل عن استخدام الخدمة في إظهار عدم وجود أي نشاط بعد حوالي أربع ساعات من انقطاع الخدمة.

وأظهرت بيانات الشركة أن تعطل خدمة الإنترنت يقتصر على سوريا ويشمل البلد كلها، وتعطيل خدمة الإنترنت عن البلاد بأكملها ممكن لأن عناوين برتوكول الإنترنت محددة جغرافيا وتسيطر الحكومة على مقدمي خدمات الإنترنت في البلاد.

ويقول خبراء إن من المستحيل تقريبا تحديد سبب مثل هذا الانقطاع للخدمة ما لم يعلن أحد المسؤولية التي يتبادل الاتهامات بشأنها عادةً الحكومة السورية وقوات المعارضة.

ونقلت وكالة رويترز عن رئيس قسم التكنولوجيا بشركة خدمات البنية التحتية “أبندنس” دان هوبارد قوله إن الحوادث السابقة لانقطاع الإنترنت ارتبطت بإغلاق بأمر من الحكومة أو بأضرار لحقت بالبنية التحتية شملت انقطاعات في كوابل الألياف وانقطاعات للتيار الكهربائي.

في حين ذكرت بعض المواقع الإخبارية المقرّبة من النظام السوري والعاملة من خارج سوريا في تصريح منسوب لوكالة الأبناء السورية الرسمية (سانا) أن سبب انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات هو “عطل في الكابل الضوئي” دون أية توضيحات إضافية.

لكن الناشطين السوريين على شبكات التواصل الاجتماعي يشيرون بإصبع الاتهام إلى قيام النظام السوري بقطع الإنترنت عمدًا حيث يمتلك تحكّما مركزيا في الشبكة داخل البلاد.

وتشير مديرة حرية التعبير في غوغل كريستين تشن إلى أن مثل هذا الانقطاع حدث مرتين من قبل، الأولى في مصر أثناء الربيع العربي، والثانية في سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

واشنطن وموسكو نحو الحل السياسي في سوريا خوفاً من انفجار إقليمي

كيري ولافروف خلال مؤتمرهما الصحافي

اتفقت روسيا والولايات المتحدة على عقد مؤتمر دولي في نهاية الشهر الجاري على الأرجح، في مسعى لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا ولمنع أن تؤدي إراقة الدماء إلى تفكك البلاد، على أن يلتئم هذا المؤتمر على أساس إحياء اتفاق تم التوصل إليه في جنيف في حزيران من العام الماضي، ينص على تشكيل حكومة انتقالية من المعارضة والنظام.

ويتزامن الاتّفاق هذا مع الغارة الإسرائيلية على سوريا التي وقعت منذ ثلاثة أيّام، والتي اثارت مخاوف من انفجار الوضع الاقليمي، في ظل التطورات الميدانية المتسارعة على الارض بين القوات السورية النظامية والمعارضة.

كما يتزامن مع زيارة مفاجئة قام بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الى دمشق أمس قادماً من عمان، مؤكداً “وقوف إيران مع سوريا في وجه المحاولات الإسرائيلية للعبث بأمن المنطقة وإضعاف محور المقاومة فيها”، ومشدّداً على أنه “آن الأوان لردع الاحتلال الإسرائيلي عن القيام بمثل هذه الاعتداءات ضد شعوب المنطقة”.

وفي التفاصيل، أعلن وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو التوصل إلى اتفاق بين البلدين على تطبيق اتفاق جنيف والاستفادة من كل الإمكانيات لجعل “طرفي الأزمة السورية يجلسان إلى طاولة المفاوضات”.

وقد جاء الاعلان بعد محادثات أجراها كيري في الكرملين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي جعل الوزير الاميركي ينتظر ثلاث ساعات قبل أن يستقبله.

وقال كيري إن بيان جنيف “طريق مهم جداً للمساعدة على إحلال السلام في سوريا”، وأنه يجب أن يتحول إلى “أفعالٍ ملموسة” من خلال التعاون مع روسيا، مشدداً على وجوب تشكيل حكومة انتقالية على أساس اتفاق بين الحكومة والمعارضة، وبدعم من المجتمع الدولي.

وكشف كيري عن أنه ولافروف اتفقا على إمكانية عقد مؤتمر دولي نهاية هذا الشهر استكمالاً لمؤتمر جنيف، وعلى أن تتم دعوة ممثلين عن الحكومة السورية وممثلين عن المعارضة، والاستفادة من كل الإمكانات لجعل الطرفين يجلسان إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً أنه “وعلى الرغم من الخلافات، فإن الشركاء بإمكانهم أن يحققوا نجاحات كبيرة عندما يريدون أن يعملوا”.

وأضاف كيري “البديل هو المزيد من العنف. البديل هو اقتراب سوريا بشكل أكبر من هاوية إن لم يكن السقوط في هاوية الفوضى”. وأضاف “البديل هو تصاعد الأزمة الإنسانية. البديل ربما يكون تفكك سوريا”، مشيراً إلى أن “المهمة الآن هي إقناع الحكومة وكل جماعات المعارضة بالجلوس إلى طاولة التفاوض”، ومشدداً على أن المؤتمر يجب أن يعقد “في أسرع وقت ممكن”، وقال: “عملياً نرجو أن يكون في نهاية الشهر”.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تؤكد أن أي حكومة انتقالية في سوريا يجب ألا تضم الرئيس بشار الأسد، إلا أن كيري قال إن القرار بشأن من سيشارك فيها يجب أن يترك للسوريين، فيما أكد لافروف أن الهدف هو “إقناع الحكومة والمعارضة… بتطبيق كامل لإعلان جنيف” بشأن تشكيل حكومة انتقالية.

إلا أن الجانبين أوضحا أنه “جرى تكثيف جهود السلام بسبب المخاوف المتزايدة من أن العنف قد يتجاوز حدود سوريا”، حيث وجهت إسرائيل ضربات جوية لأهداف حول دمشق الأحد الماضي.

ولفت كيري إلى أن “هناك جهوداً متزايدة من الدول التي ترغب في السعي لحل سلمي كبديل عن الفوضى التي تؤدي إلى انهيار البلد”. ورأى أن الحوار يساعد على حل المشكلات الإنسانية والحيلولة دون زيادة عدم الاستقرار، وأن “ما يحصل في سوريا يثير رغبة الإرهابيين في المشاركة في أعمال إرهابية”.

وحذر من أن “سوريا تقترب من الفوضى والأزمة الإنسانية تتفاقم وهناك خطر انقسام سوريا إلى عدة مناطق”. وأضاف ان بلاده تريد المساعدة في إيجاد حلٍ للأزمة السورية، وأن مناقشاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت مهمة ومثمرة، منوهاً بالمصالح الاستراتيجية التي تجمع روسيا والولايات المتحدة.

وحول تسليح المعارضة السورية واستخدام الأسلحة الكيماوية أجاب كيري أن “مصير مشروع قانون أميركي يدعو الولايات المتحدة إلى تسليح مقاتلين بالمعارضة السورية سيعتمد على أي أدلة بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية وكذلك التقدم نحو التوصل إلى حل سياسي”، موضحاً أن “الكثير سيعتمد على ما يحدث على مدى الأسابيع القليلة المقبلة وكذلك ما سيحدث مع ذلك التشريع”.

بدوره أكد لافروف الاتفاق مع نظيره الأميركي على تطوير اتفاق جنيف، والعمل على تشجيع الحكومة السورية والمعارضة لإيجاد الحل السياسي، ووجوب إقناع كافة الأطراف المعنية في سوريا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أن واشنطن وموسكو ستستخدمان كل الإمكانات “لإقناع الطرفين بالحوار وإيجاد الحل السياسي في إطار اتفاق جنيف”.

وأضاف لافروف أن الطرفين (الروسي والأميركي) أكدا ضرورة الحفاظ على سلامة ووحدة سوريا، وأنهما سيتعاملان مع كل الأطراف السورية من أجل الإسراع في عقد مؤتمر دولي، مشدداً على أن مصير الشعب السوري يقرره الشعب السوري بنفسه.

وأكد الوزير الروسي أنه لم يكن هناك تباين كبير بين المواقف الأميركية والروسية حيال الأزمة السورية، وأن لديهما عدداً كبيراً من المهام المتعلقة بالحيلولة دون انتشار مخاطر الإرهاب، وأضاف ان “الشعب السوري يخشى من أن تتحول سوريا إلى بلد يسودها المتطرفون”، لافتاً إلى أن “المعارضة (السورية) لم تنطق حتى الآن بأي كلمات تؤكد تمسكها ببيان جنيف، ولم تعلن من سيشارك في المفاوضات نيابةً عنها”.

وفي هذا السياق، أشار لافروف إلى إن نظيره السوري وليد المعلم أكد له خلال مكالمة هاتفية أول من امس جرت بينهما، تمسك السلطات السورية بالمفاوضات”. وأضاف أنه “بعدما تم الاتفاق على بيان جنيف، اعربت الحكومة السورية عن الاستعداد للعمل على هذا الاساس، وقامت فيما بعد بتشكيل لجنة مسؤولة عن الحوار السوري”. وتابع قائلا: “يوم (أول من) أمس أكد لي وزير الخارجية السوري خلال المكالمة الهاتفية انهم متمسكون بالمفاوضات على أساس بيان جنيف، وأن اللجنة المذكورة مكلفة بإجراء هذه المفاوضات”.

وفي موضوع الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية في سوريا، اعتبر لافروف أن هذا الموضوع حساس ومعقد، وأكد أن بلاده تصر “على ضرورة التأكد من الأدلة” في هذا الموضوع، مشدداً على أنه بحسب التقييمات التي بحوزة الروس من أطراف وأجهزة مختلفة، فإن “عدداً كبيراً من الشعب السوري يخشى من انهيار النظام” بسبب الخطر على تنوع الأديان والأفكار المهدد في حال سيطر المتطرفون، مثمناً أخيراً جهوزية “شركائنا الأميركيين لإزالة التحفظات من أجندة الحوار الروسي الأميركي”، ومؤكداً أن هناك توافقاً على ضرورة بناء العلاقات بين البلدين.

الائتلاف الوطني: أي حل سياسي يبدأ برحيل الأسد

أكد في بيان ترحيبه بكافة الجهود المبذولة لتحقيق تطلعات الشعب السوري

دبي – قناة العربية –

أعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، الأربعاء 8 مايو/أيار، أن أي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهرا يبدأ برحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وذلك غداة الإعلان عن اتفاق أميركي روسي على حث الطرفين المتقاتلين في سوريا على التوصل الى حل سياسي.

وقال الائتلاف في بيان إنه “يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو لحل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية، على أن يبدأ برحيل الأسد وأركان نظامه”.

وإلى ذلك، وصف الوسيط الدولي في سوريا، لخضر الإبراهيمي، التوافق الروسي الأميركي على حضّ النظام السوري ومقاتلي المعارضة على إيجاد حلّ سياسي للأزمة بأنها “خطوة أولى هامة”.

واعتبر الإبراهيمي في بيان صادر عن مكتبه أن هذه المعلومات تدعو إلى التفاؤل لكنها ليست سوى خطوة أولى.

ويأتي ذلك بعد أنباء عن نية الإبراهيمي الاستقالة من منصبه بسبب الجمود الدولي تجاه الأزمة السورية.

وقال الموفد بحسب بيان مكتبه: “كل المعطيات تدعو إلى الاعتقاد” بأن التوافق الذي تم سيحصل على دعم الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي.

وتابع: “من الهام بالقدر نفسه أن تحصل تعبئة في المنطقة بمجملها من أجل دعم هذه العملية”.

وتوافقت روسيا والولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، في موسكو على حضّ النظام السوري ومقاتلي المعارضة على التوصل إلى “حل سياسي” للنزاع والتشجيع على تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا “بأسرع وقت ممكن”.

وصدر هذا الإعلان بعدما التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتباحث معه عدة ساعات، واستقبله بعدها وزير الخارجية سيرغي لافروف.

عودة اتصال سوريا بشبكة الانترنت بعد انقطاعه يوما

جوجل تحايلت على الانقطاع بالتغريد صوتياً.. وناشطون توقعوا تخطيط النظام لمذبحة جديدة

دبي – قناة العربية –

قالت شركتا جوجل ورينيسيس اللتان تراقبان النشاط العالمي للإنترنت إن اتصالات الإنترنت بين سوريا والعالم الخارجي استعيدت، الأربعاء بعد يوم من توقف تلك الاتصالات على نحو مفاجئ.

وكانت شركة جوجل أعلنت في وقت سابق اليوم عبر مدوّنتها باللغة العربية عن تفعيلها لخدمة للمواطنين من داخل الأراضي السورية والتي تسمح بإرسال التغريدات إلى شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” صوتياً عبر الهاتف، وذلك لمواجهة انقطاع الإنترنت الشامل الذي تعاني منه سوريا منذ أمس الثلاثاء.

وأتاحت جوجل مجموعة من الأرقام الدولية التي يمكن للمستخدمين من داخل سوريا الاتصال بها من خلال أي هاتف أرضي أو محمول، حيث يستطيع المستخدم بعد إجراء الاتصال الضغط على الرقم 1 لتسجيل رسالته الصوتية ثم رمز # كي يتم تغريد الرسالة على الحساب twitter.com/speak2tweet. كما يمكن الاستماع إلى الرسائل المسجلة عبر الإنترنت من خلال نفس الحساب أو هاتفياً عبر الاتصال بنفس الأرقام.

وتُعاني سوريا منذ مساء أمس من انقطاع كامل عن شبكة الإنترنت، في حين ذكرت بعض المواقع الإخبارية المقرّبة من النظام السوري والعاملة من خارج سوريا في تصريح منسوب لوكالة “سانا”، أن سبب انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات هو “عطل في الكابل الضوئي” دون أية توضيحات إضافية. إلا أن الناشطين السوريين على شبكات التواصل الاجتماعي يشيرون بإصبع الاتهام إلى قيام النظام السوري بقطع الإنترنت عمداً، حيث يمتلك تحكّماً مركزياً في الشبكة داخل البلاد.

يُذكر أن انقطاع الإنترنت ترافق مع انقطاع في خدمات الاتصالات الأرضية والخليوية بشكل متفاوت في البلاد، في حين أشار ناشطون إلى عودة بعض خدمات الهاتف الأرضي والمحمول للعمل في عدد من المدن صباح هذا اليوم. وكانت شبكة الإنترنت في سوريا قد شهدت عدة انقطاعات منذ بدء الثورة السورية ضد حكم الرئيس بشار الأسد، كان آخرها الانقطاع الذي استمر لأكثر من يومين في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

مذبحة جديدة

ومن جهة اخرى، يخشى ناشطون أن يكون النظام يخطط لارتكاب مذبحة جديدة ويستبقها بمحاولة عزل دمشق عن العالم وقطع وسائل الاتصال. وأظهر تقرير “جوجل” للشفافية أن استخدام صفحات خدمات “جوجل” من سوريا، التي تعاني حرباً أهلية مستمرة منذ أكثر من عامين، توقف فجأة الثلاثاء قبيل الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش. واستمرت تقارير “جوجل” عن استخدام الخدمة في إظهار عدم وجود أي نشاط بعد حوالي أربع ساعات من انقطاع الخدمة.

ومن جهتها، قالت كريستين تشن مديرة حرية التعبير في “جوجل”: “رأينا ذلك مرتين من قبل.. حدث هذا في سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفى مصر أثناء الربيع العربي”، بحسب ما نقلت عنها وكالة “رويترز”. في حين أكد خبراء أنه من المستحيل تقريباً تحديد سبب مثل هذا الانقطاع للخدمة ما لم يعلن أحد المسؤولية. وفي السابق تبادلت الحكومة السورية وقوات المعارضة الاتهامات.

فيديو مسرب يكشف هوية “جزّار” بانياس السورية

شهادات مريعة لأحد الناجين من المجزرة تروي بشاعة ما حصل

دبي – قناة العربية –

جزار بانياس ليس بضابط في جيش النظام السوري وإنما قائد لإحدى ميليشيات الشبيحة في منطقة البسيط شمالي الساحل السوري.

إنه علي الكيالي قائد المقاومة السورية على حد تعبيره، وجزار بانياس كما تتهمه المعارضة.

وظهر الكيالي في فيديو مسرب وهو يشحذ همم مقاتليه ويوجه أنظارهم نحو بانياس، التي أصرّ على أنها المعبر الوحيد لـ”الأعداء” إلى البحر، وشدد الكيالي على فعل المستحيل لمنع عبورهم.

وفعليا وفي وقت لاحق، جرى تطبيق تعليماته، حيث أغارت قواته على بانياس الآمنة وحولت ثلاثة من قراها إلى حمام دم، هي قرى راس النبع والبيضا والبساتين.

ووفقا لمعلومات موثقة في فيديو مسرب، تبين أن جزار بانياس، اسمه الحقيقي معراج أورال، من لواء اسكندرون، قائد ما يسمى بالمقاومة السورية في البسيط، شمالي الساحل. وتضم هذه الميليشيا آلاف الشبيحة بينهم أتراك.

أما اسمه الحركي فهو علي الكيالي، وهو علوي الطائفة، كما أكدت عدة مصادر أنه شخص غير عسكري وليس له رتبة عسكرية، وإنما شبيح من اللجان الشعبية.

وقام الكيالي بمعارك كثيرة منها واحدة في “مشقيطة” على خط التماس بين جبل الأكراد والتركمان، وقد أصيب بمعارك في بيت فارس والسراي في جبل التركمان.

وفي شهادة أحد الناجين من مجزرة بانياس، لقناة “العربية”، قال أبومحمد متحدثاً من إقليم الخرّوب جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، إن “الحياة كانت عادية في بانياس حتى يوم الأربعاء الماضي، وكانت الناس تقضي مصالحها بشكل عادي، لكن الأمور بدأت تسوء عندما تم منع الناس من عبور الحاجز الموجود على الجسر في المنطقة”.

وأضاف أبو محمد قائلا “هناك جسر واحد وحاجز، وبدأنا نخاف من شيء ما عندما توقفت الحركة من وإلى القرية، وعندما تم تهديد الناس بالقتل إذا اقتربوا من الجسر”.

وبالنسبة لهذا الناجي، فقد ساءت الأمور بحلول يوم الجمعة، حيث بدأت العملية العسكرية، ووصل المجرمون إلى راس النبع وبدأوا في إخراج الأهالي وصفهم إلى الحيطان، وقتلهم ببرودة دم”.

وعن حالته، قال المتحدث إنه “لجأ إلى قبو وكان يسمع كلام القتلة وهم يقولون اقتلوهم واحدا واحدا ولا ترحموا أحدا”.

وبقي ابو محمد مدة ساعة ونصف في القبو قبل أن يخرج ويكتشف المجزرة، التي قدر عددها بألف شخص.

نشطاء بريطانيون يرسلون 40 شاحنة قمح لمنكوبي سوريا

عثمان مقبل: الخبز لثلاثة ملايين سوري والحملة مستمرة حتى نهاية المأساة

لندن – محمد عايش –

يواصل عشرات النشطاء في بريطانيا جهودهم المكثفة من أجل إغاثة الشعب السوري وإرسال المزيد من المساعدات للمنكوبين مع اتساع رقعة القتال وارتفاع أعداد المدنيين المتضررين من قمع قوات النظام، في الوقت الذي تزداد فيه الفعاليات الداعمة للثورة السورية في مختلف أنحاء بريطانيا.

وتمكّنت هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا من جمع مليون دولار خلال وقت قياسي ضمن حملتها “خبزنا لسوريا” لترسل الدفعة الثالثة من الخبز للسوريين المنكوبين، وقالت لـ”العربية نت” إنها بدأت الأسبوع الحالي توزيع الطحين على أكثر من ثلاثة ملايين منكوب داخل وخارج الأراضي السورية.

وأوضح مدير عام هيئة الأعمال الخيرية، عثمان مقبل، أن جمعيته تمكّنت من جمع مبلغ مالي قياسي من المحسنين المتضامنين مع الشعب السوري خلال الفترة الماضية، مشيراً الى أنه تم إرسال 40 شاحنة محمّلة بدقيق القمح لإغاثة السوريين عبر الأراضي التركية، وهذه الشاحنات محمّلة بألف طن من الطحين الجاهز لإنتاج الخبز، وتكفي هذه الكمية لإنتاج 625 ألف ربطة خبز، سيستفيد منها نحو ثلاثة ملايين سوري.

وقال مقبل لـ”العربية.نت” إن هذه الكمية من الخبز تكفي من تصلهم لأيام معدودة فقط نتيجة أنها قليلة في النهاية، وكون الخبز مادة استهلاكية يومية، ما يعني أن هذه الحملة يجب أن تستمر حتى انتهاء محنة الشعب السوري، وعودة اللاجئين الى بيوتهم، وانتهاء القتال وتوقف القصف الذي ينتج هذه المآسي والكوارث الانسانية.

ومن جهته، كشف الناطق الإعلامي باسم هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا عدنان حميدان عن حملة جديدة بدأ العمل بها مؤخراً وترمي لتزويد المنكوبين في سوريا بحليب الأطفال، مشيراً الى أنه تم جمع 100 ألف جنيه إسترليني (160 ألف دولار) حتى الآن لشراء حليب الأطفال وإرساله للمحتاجين في سوريا، على أنه سيتم الإعلان قريباً عن تفاصيل هذه الحملة.

وأشار حميدان إلى أن المنكوبين يحتاجون الى أنواع مختلفة من المساعدات مع تدهور الأوضاع الإنسانية بصورة غير مسبوقة في داخل سوريا، حيث تم حتى الآن افتتاح أربعة مستشفيات ميدانية في المناطق المحررة والتي تركتها قوات النظام مدمرة، كما تم تأسيس مدرسة أطفال تحمل اسم “مدرسة أجيال الحرية” على الحدود بين سوريا وتركيا لتقدم خدماتها لأطفال اللاجئين السوريين.

وتمثل جهود هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا جزءاً من جهود كبيرة يقوم عليها العديد من النشطاء البريطانيين والعرب، وبينهم سوريون، يعملون في مجال تقديم الإغاثة وتوزيع المساعدات على الشعب السوري. كما يوجد في بريطانيا العديد من الجمعيات الخيرية التي تفرغ بعضها لجمع التبرعات وتقديم المعونات للشعب السوري.

وفي الوقت الذي ينهمك فيه بعض النشطاء في الجانب الانساني للمعاناة، فإن أعداداً كبيرة من النشطاء الآخرين ينهمكون بتنظيم الاحتجاجات والفعاليات اليومية في مختلف أنحاء بريطانيا من أجل دعم الثورة السورية ورفض المجازر التي يتم ارتكابها في المدن والقرى السورية.

حماس تنأى بنفسها عن الأزمة السورية

لمياء راضي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نأت حركة حماس الإسلامية بنفسها عن الأزمة السورية، وحملت حكومة الرئيس بشار الأسد، حليف ومضيف الأمس، مسؤولية الرد على الغارات الإسرائيلية بدلا من ضرب شعبه.

وأكد عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، أن “اندلاع حرب بين إسرائيل وأي دولة عربية لا يعني أن حماس ستكون طرفا في هذه الحرب”.

وقال أبو مرزوق في مقابلة مع وكالة “معا” الفلسطينية “إن حماس ليست دولة، والاحتلال يشن عدوانه باستمرار على بعض الدول العربية، فهل يعني ذلك تدخل حماس؟”

وعن الغارات الإسرائيلية على سوريا، رأى القيادي أن النظام السوري مطالب برد قوي للجم العدوان. وقال: “ما دام لدى النظام صواريخ فلا بد أن يستخدمها في وجه إسرائيل بدلا من أن يوجهها إلى شعبه”.

وأدت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا فجر الأحد إلى مقتل 42 جنديا سوريا على الأقل، حسب منظمة غير حكومية.

وفي حديث آخر مع موقع “مصراوي” الإلكتروني أكد أبو مرزوق أن “حماس لا تتدخل في أي شأن عربي، وليس لديها فائض سلاح ولا مال لدعم أحد، لأنها هي المحتاجة، كما أنها لا تدرب لا الجيش الحر ولا المر”، على حد تعبيره.

واستطرد “لكن بطبائع الأمور هناك فلسطينيون من حماس يقاتلون ضد أو مع النظام، وهذا بشكل فردي، وللعلم حماس دفعت ثمن عدم تدخلها في الصراع السوري واستقلالية قرارها بالخروج من دمشق، وقد خرجنا لأنه كان المطلوب منا أن نقف بجوار نظام بشار الأسد”.

وأكد أبو مرزوق أن الشعب السوري سينتصر في النهاية، مشيرا إلى ضرورة إنهاء الأزمة، وليس إنهاء الدولة.

وأشار إلى أن الحل السياسي هو الأفضل، على أن يتضمن “الحفاظ على الدولة السورية وليس نظام الأسد، الذي لا يصلح لأن يبقى في إطار مصالحة وطنية لما ارتكبه من جرائم”.

وفي حديثه مع وكالة “معا” اتهم أبو مرزوق إسرائيل التي وصفها بالدولة العدوانية إلى السعي لتحييد قوة سوريا الاستراتيجية، وجعلها دولة ضعيفة منزوعة السلاح.

لكنه عاد ليشدد على أن مواقف حماس “ثابتة ولن تتغير بتغيير الدولة المضيفة لقيادة الحركة”.

ويقيم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في قطر بعد أن غادر في بداية العام الماضي دمشق التي استضافته وقدمت له الدعم بعد خروجه من الأردن عام 1999 إثر صدور مذكرة بتوقيفه.

ورفض أبو مرزوق التقارير الصحفية عن توجيه الدوحة “إنذار” لقيادة حماس، وتضييقها الخناق ماديا ومعنويا على مشعل وتهديده بالطرد حتى تغير الحركة موقفها وتقبل بتعديل المبادرة العربية للسلام، الذي أعلنه وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في واشنطن الأسبوع الماضي.

فقد قال أبو مرزوق “إن هذه المعلومات غير صحيحة إطلاقا، ولا يوجد إنذار ولا ملاحظات قطرية على موقف الحركة بخصوص تبادل الأراضي”.

وتابع “موقف الحركة بخصوص تبادل الأراضي كان قبل تصريحات رئيس وزراء خارجية قطر، موقف حماس ثابت في موضوع تبادل الأراضي منذ تم التوافق عليه في الماضي”.

وفي اعتراف ضمني بعدم تطابق وجهات النظر بين حماس والدوحة أكد أبو مرزوق أن العلاقات التي تقيمها الحركة مع الدول “لا تعني أن تتطابق الرؤية السياسية” بينهما.

 “نحن لم نتعود التشهير بأي دولة يحدث بيننا وبينها خلاف سياسي، فحماس طُردت من الأردن ولم تعترض عليها، نشكر من يساعدنا ونتمنى ممن لا يساعدنا الوقوف معنا”، حسب القيادي.

وفي حديثه لمصراوي قال إنه “بدلا من أن يتقدم وفد الجامعة العربية بسقف جديد في التنازل، قدم تنازلا، لا يملكوه، لا هم ولا أيا من الزعماء العرب أو الفلسطينيين يملك حق التنازل عن شبر من الأراضي الفلسطينية مهما كانت موازين القوة”.

ونفى أن تكون الحركة على علم مسبق بذلك العرض، ونفى مرة أخرى أن تكون قطر تدخلت لدى قيادات حماس للتأثير على موقفها، مؤكدا أن ”قطر مهمتها تسويق المبادرة العربية كحل للنزاع العربي الإسرائيلي”.

وفيما فسرته وسائل الإعلام على أنه تغيير في موقف الحركة تجاه سوريا، فرقت شرطة حماس، الثلاثاء، مظاهرة نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، لإدانة الغارات الإسرائيلية على سوريا، واعتدت بالضرب على عدد من المشاركين فيها، ما أسفر عن إصابة 3 منهم بجروح.

واستنكر أبو مرزوق هذا الاعتداء مؤكدا “أنه لا يجوز الاعتداء على أي مسيرة مهما كان هدفها، وأن من حق المواطنين التظاهر والتعبير عن آرائهم”.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل لسكاي نيوز عربية إن “كل ما تحاول حماس أن تفعله هو أنها تريد من الكل الاعتراف بها كسلطة وحكومة ذات سيادة في غزة، وأن تثبت أن لا شيء يتم دون موافقتها، لذا فمن يريد أن ينظم مظاهرة فعليه أن يذهب إلى الداخلية ويحصل على التصاريح اللازمة”.

وأضاف: “ثم أنها تريد أن تقول للعالم أنها تسيطر على كل شيء، وأنه لا توجد قوة أخرى من القوى السياسية سواها على الأرض، فكان من الطبيعي ألا تقبل مظاهرة للجبهة الشعبية”.

تحليل: من عمق الاقتصاد السوري المحاصر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– خلفت الحرب الأهلية الجارية في سوريا، والتي حصدت أكثر من 70 ألف قتيل حتى اللحظة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، ضحية جديدة الأسبوع الماضي، قد تبقى لفترة من الزمن رمزاً لحجم الدمار الذي لحق بالدولة العربية.

وخلال المعارك المتواصلة بين القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، ومسلحي المعارضة، أصابت قذيفة أطلقتها إحدى الدبابات، مئذنة “المسجد الأموي”، التي ظلت لقرون واحدة من أبرز العلامات المميزة لمدينة حلب، لتسويها بالأرض.

وبينما سُمع صوت سقوط المئذنة الشهيرة على بعد أميال قليلة من وسط مدينة حلب، فإن هذا الأخير يشهد مظاهر مغايرة تماماً لأجواء المعارك وأصوات القذائف، التي تخيم على أطراف المدينة، حيث يحرص سكان المدينة على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي.

ورغم الارتفاع القياسي في أسعار “المزة”، أحد أكثر المشروبات الكحولية اللبنانية شعبية، فإن البارات تكاد تكون ممتلئة عن آخرها، كما يواصل الأطفال ممارسة هواياتهم بشوارع المدينة، وفي حالة إذا ما توافرت الكهرباء، يمكنك أن تشاهد قنوات HBO الترفيهية الشهيرة.

وقال أحد السكان: “إذا بقيت في منزلك بسبب أنك خائف، فإنك ستصاب بالجنون”، وتابع الرجل، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه عندما اندلعت الحرب في العاصمة اللبنانية بيروت، في ثمانينات القرن الماضي، كان السوريون يضحكون عند سماعهم عن ذهاب اللبنانيين إلى الملاهي الليلية، بينما سويت بيوتهم بالأرض.

وأضاف بقوله: “ولكن الآن، هنا في حلب، تقوم النساء بوضع طلاء الأظافر، وتصفيف شعرهن.. ونذهب إلى المقاهي.. ندخن الشيشة.. وعادةً ما تكون المطاعم مزدحمة.. قد يكون هناك شعور بالذنب.. حيث أنه على بعد كيلومترات قليلة يواجه كثيرون الموت.”

وتناسب رغبة السكان في مواصلة حياتهم اليومية بشكل طبيعي المنطق الاقتصادي للمناطق الواقعة تحت الحصار، حيث أنه في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك في حلب، فإن الموارد تواصل تدفقها لسد حاجة السكان داخل المدينة، ولتلبية احتياجات قوات المعارضة، التي تسعى لفرض سيطرتها على حلب.

وتُعد مدينة حلب، التي تقع في أقصى الشمال بالقرب من الحدود التركية، أكبر مدن سوريا، ويعيش فيها نحو أربعة ملايين نسمة، كما أنها العاصمة الاقتصادية للبلاد، وعاشت المدينة لعدة عقود، وقبل اندلاع الحرب الأهلية مطلع العام 2011، طفرة اقتصادية.

وعززت الأسواق التي تنتشر في المدينة من الانتعاش الاقتصادي، وكانت غالبيتها تتبع لمسؤولين في نظام الرئيس بشار الأسد.. حيث تراجعت معدلات البطالة إلى أدنى معدلاتها، فيما ارتفعت أسعار المساكن، وإن كان ذلك يعود جزئياً إلى تزايد الطلب على السكن بعد تدفق اللاجئين العراقيين على المدينة.

ونظراً لأن الأمور كانت تسير على ما يرام، لم تكن حلب من أولى المدن التي سقطت في دوامة الحرب الأهلية، حيث أن غالبية المسيحيين والتركمان من سكان المدينة كانوا حريصين على عدم الانجرار للمعارك بين النظام العلوي، والمعارضة السُنية.. ولذلك لم تشهد حلب احتجاجات مماثلة لتلك التي شهدتها شوارع مدن أخرى مثل حمص ودرعا.

وقد تغير كل ذلك بحلول يوليو/ تموز 2012، عندما بدأ مقاتلو “الجيش الحر”، أحد جماعات المعارضة التي يقودها عسكريون سابقون انشقوا عن الجيش السوري، بشن هجوم واسع على مواقع الجيش النظامي في حلب، التي تُعد بحسب محللين، مركزاً استراتيجياً للنظام السوري، الذي سارع بإرسال آلاف الجنود لاستعادة السيطرة عليها مرة أخرى.

واعتباراً من الصيف الماضي، أصبحت ضواحي حلب ميداناً للمعارك، حيث تنتشر بها عناصر القناصة، كما انتشرت الألغام في شوارعها، وهجرها مئات الآلاف من سكانها، حتى أصبح وسط المدينة مكتظاً باللاجئين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على التبرعات، وسط تحذيرات من تفجر أزمة إنسانية بالغة.

واليوم، بينما يستمر القتال، وتواصل طائرات النظام قصف الضواحي التي تسيطر عليها المعارضة، بدأت بعض الأقليات العرقية، مثل الأكراد، في تشكيل ميليشياتها الخاصة.

ويسعى الثوار إلى تخفيف أثار الحصار على المدينة، وهناك دوافع سياسية واضحة لذلك، أبرزها أنهم يتطلعون إلى كسب دعم السكان.. كما أن هناك فائدة أخرى، حيث أن الحرب والحصار خلقا نوعاً جديداً من الأسواق والفرص التجارية التي يمكن أن توفر دعماً مالياً لمقاتلي المعارضة.

وبينما هناك حاجة ملحة إلى ضمان حصول سكان وسط المدينة على احتياجاتهم من الطعام، فإن حاجتهم إلى الكهرباء والوقود قد تكون أكثر إلحاحاً، وبدأت تظهر جماعات جديدة من المستفيدين، ممن يفرضون رسوماً على دخول هذه المستلزمات إلى المدينة المحاصرة.

وأدى ذلك إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع، خاصة الغذائية منها، حيث أن سعر الطماطم، على سبيل المثال، ارتفع بنسبة تقارب 200 في المائة، بينما ارتفع سعر الوقود بمقدار أربعة أضعاف.. كما تسببت أزمة نقص الطحين، خلال شهري يناير/ كانون الأول وديسمبر/ كانون الثاني الماضيين، في ارتفاع سعر رغيف الخبز، من 25 إلى 500 ليرة.

كاميرون: الدلائل تتزايد على استخدام سوريا أسلحة كيماوية

لندن (رويترز) – قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاربعاء ان هناك أدلة متزايدة على أن الحكومة السورية استخدمت ومازالت تستخدم أسلحة كيماوية مثل غاز السارين.

وقال كاميرون أمام البرلمان “يوجد كم متنام من المعلومات المقنعة وإن كانت محدودة تظهر ان الحكومة السورية استخدمت وتواصل استخدام أسلحة كيماوية مثل غاز السارين. ومساحة الشك في ذلك آخذة في التضاؤل.”

وقال كاميرون انه تحدث مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري صباح يوم الاربعاء بشأن سوريا مشيرا إلى أنه رحب بالمسعى الامريكي الروسي المشترك لاجراء محادثات سلام جديدة.

وأضاف “توجد حاجة ملحة لبدء مفاوضات سليمة لفرض انتقال سياسي وانهاء هذا الصراع.”

وقال انه سيتوجه الى روسيا يوم الجمعة لبحث المسألة مع الرئيس فلاديمير بوتين. وتابع قائلا “الفظائع تتزايد في سوريا.”

لكنه حذر من الاندفاع في اصدار حكم. وقال “فيما يتعلق بالاسلحة الكيماوية من المهم ان نتعلم الدرس من كيفية عرض المعلومات في الماضي.”

(اعداد محمد نبيل للنشرة العربية – تحرير أمل ابو السعود)

امريكا تقدم 100 مليون دولار اخرى للمساعدة الانسانية في سوريا

روما (رويترز) – يعتزم وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاعلان يوم الخميس عن ان الولايات المتحدة ستقدم 100 مليون دولار إضافية مساعدات إنسانية للمتضررين من الحرب الاهلية السورية.

وأظهر تقرير لوزارة الخارجية الامريكية ان ذلك سيرفع اجمالي المساهمة الامريكية في المساعدة الانسانية الى 510 ملايين دولار لمن يعانون من العنف داخل سوريا وايضا من فروا كلاجئين.

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)

روسيا وأمريكا تسعيان لمحادثات عاجلة لوقف المذابح في سوريا

موسكو/بيروت (رويترز) – اتفقت روسيا والولايات المتحدة على دفن خلافاتهما حول سوريا والسعي لإجراء محادثات دولية مع جانبي الصراع لوقف المذابح التي تشعل منطقة الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة لموسكو بعد ان قصفت إسرائيل أهدافا قرب دمشق في وقت يواجه فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوات جديدة لتسليح مقاتلي المعارضة السورية إن روسيا وافقت على السعي لترتيب مؤتمر بنهاية هذا الشهر بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيه.

وكان اختلاف موقفي واشنطن وموسكو إزاء الصراع الدائر في سوريا منذ عامين من العوامل التي عرقلت جهود الأمم المتحدة لتسوية الصراع.. لذا فمن شأن اي تقارب بين الجانبين أن يبني جبهة دولية مشتركة على نحو لم يحدث منذ شهور.

لكن مع تأزم الوضع الطائفي في سوريا بعد مقتل 70 ألف شخص في الصراع فإن مدى استعداد الاطراف المتحاربة للتفاوض غير واضح على الإطلاق. ولم يصدر تعليق على الفور من الحكومة السورية التي عرضت إصلاحات لكنها تصف مقاتلي المعارضة بالارهابيين.

ويصر الكثيرون داخل الائتلاف على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة كشرط للمحادثات.

وتتعدد جماعات المعارضة في سوريا وتتباين آراؤها. وقال عبد الجبار العكيدي وهو قائد عسكري في الشمال لرويترز إنه يود أن يعرف تفاصيل الخطة الأمريكية الروسية قبل أن يكون رأيا لكنه أضاف “إذا حضر النظام فأعتقد أننا لن نرغب في الحضور.”

وخوفا من إمكانية امتداد الصراع في منطقة مضطربة بالفعل ومهمة اقتصاديا قال كيري للرئيس الروسي يوم الثلاثاء إن القوى الكبرى لها “مصالح مشتركة مهمة للغاية” تدفعها للسعي للتوصل لتسوية.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف “البديل هو اقتراب سوريا بشكل اكبر من الهاوية إن لم سقوطها في هاوية الفوضى.”

وأضاف “البديل هو أن تتصاعد الأزمة الإنسانية. بل إن البديل ربما يكون تفكك سوريا.”

وكانت واشنطن وموسكو قد اتفقتا في مؤتمر بجنيف في يونيو حزيران الماضي على الحاجة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا لكنهما لم تحددا مصير الأسد الذي دعا اوباما إلى رحيله لكن روسيا تقول إن هذا أمر يخص السوريين وحدهم.

وفي إشارة إلى رفض ما يردده البعض عن أن موسكو توفر الحماية للأسد قال لافروف إن بلاده ليست معنية بمصير أشخاص “بعينهم”.

وأضاف “المهم الآن هو إقناع الحكومة وكل جماعات المعارضة… بالجلوس إلى طاولة التفاوض.”

وقال كيري إن المؤتمر يجب أن يعقد “في أسرع وقت ممكن من الناحية العملية. نرجو ان يكون في نهاية الشهر.” ولم يذكر أي من الوزيرين أين سيعقد المؤتمر.

وأضاف كيري أنه ستكون هناك “زيادة متنامية في الدول التي ستريد الدفع بحل سلمي بدلا من الفوضى التي تعقب تفكك دولة.”

وأشار إلى أن تحديد الأطراف التي ستشارك في أي حكومة انتقالية يجب ان يترك للسوريين.

وقال لافروف إن الهدف هو “إقناع الحكومة والمعارضة معا… بتطبيق كامل لإعلان جنيف” بشأن تشكيل حكومة انتقالية.

ورفضت روسيا وكذلك الصين نداءات ببحث فرض عقوبات على الأسد واستخدمت حق النقض (الفيتو) لعرقلة ثلاثة قرارات في مجلس الأمن الدولي كانت تدين قمعه لجماعات المعارضة.

وحدثت في الآونة الأخيرة تطورات ركزت الأنظار على مخاطر اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط.

وقال البيت الأبيض الشهر الماضي إن قوات الأسد استخدمت على الأرجح أسلحة كيماوية وهو ما وصفته حكومات غربية بأنه “خط أحمر” سيعطي تفويضا لتحرك أكثر صرامة. وتبادلت الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة الاتهامات باستخدام الغاز السام وهو ما نفاه الجانبان.

وأعلن مقاتلون إسلاميون في سوريا الولاء لتنظيم القاعدة وهو ما أجج مخاوف الغرب من أن يؤدي أي تغيير غير محكم للسلطة في البلاد إلى وصول أعداء له للحكم.

وفي الايام الأخيرة أبرزت غارات جوية إسرائيلية قالت إسرائيل إنها استهدفت أسلحة إيرانية كانت في طريقها لحزب الله حليف إيران في لبنان خطر التصعيد وتحرك الصراع عبر الحدود في قلب الشرق الأوسط.

وأوضحت مصادر دبلوماسية في موسكو أن مسعى السلام الأخير يأتي بدافع القلق بعد الغارات الجوية الإسرائيلية واحتمالات تدفق أسلحة من الخارج على سوريا واستخدام أسلحة كيماوية.

وعبرت موسكو وواشنطن أيضا عن رغبتهما في تعزيز التعاون في القضايا الأمنية بعد تفجيري بوسطن اللذين يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه من تنفيذ اثنين من الشيشان أقاما فترة في روسيا.

وقال مصدر دبلوماسي “على العالم أن يدرك أن دعم التشدد أمر خطير كما اتضح من أحداث بوسطن… والقول بأننا لا نقوم بأنشطة دبلوماسية لمنع تسلح الارهابيين قول غير صحيح.”

وصرح مسؤولون أمريكيون بأن رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر كان في موسكو يوم الثلاثاء لمناقشة التفجيرين لكنهم لم يقدموا تفاصيل.

وفي إشارة أخرى إلى جهود واشنطن لتحسين العلاقات مع روسيا تجنب كيري أي انتقاد علني حاد لسجل موسكو في حقوق الإنسان عندما التقى بنشطاء للحقوق المدنية بالعاصمة الروسية يوم الأربعاء قبل سفره.

وفي دلالة جديدة على ما يبدو على مدى صعوبة الوضع في سوريا أفادت بيانات من جوجل وغيرها من شركات الإنترنت العالمية بأن خدمة الانترنت بين سوريا والعالم الخارجي انقطعت يوم الثلاثاء.

وأظهر تقرير جوجل للشفافية أن استخدام صفحات خدمات جوجل من سوريا توقف فجأة قبيل الساعة 1900 بتوقيت جرينتش. وقال خبراء آخرون إنه يتعذر دخول معظم مواقع الإنترنت في سوريا.

وقبل الاعلان عن الاتفاق الروسي الأمريكي نقلت قناة المنار التلفزيونية اللبنانية عن الأسد قوله إنه سيتحدى إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية التي تعارضه.

ونقل تلفزيون المنار المؤيد لسوريا عن الاسد قوله “إن الاعتداء الإسرائيلي الأخير يكشف حجم تورط الاحتلال الإسرائيلي والدول الإقليمية والغربية الداعمة له في الأحداث الجارية بسوريا.

“وإن الشعب السوري وجيشه الباسل الذي يحقق انجازات مهمة على صعيد مكافحة الإرهاب والمجموعات التكفيرية قادر على مواجهة المغامرات الإسرائيلية التي تشكل أحد أوجه هذا الإرهاب الذى يستهدف سوريا يوميا.”

ولا يبدي اوباما رغبة في تدخل القوات الأمريكية في سوريا بعد سحبها من العراق وأفغانستان لكنه رفض انتقادات بأنه قد يتراجع عن التزام بالتحرك إذا تخطى الأسد “الخط الأحمر” واستخدم أسلحة كيماوية.

وأشار أوبامايوم الثلاثاء إلى أن قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في انتفاضة دعمتها الولايات المتحدة دليلان على “أننا نحافظ على التزاماتنا جيدا.”

وسوريا ليست جزءا من معاهدة دولية تحظر الغاز السام لكنها قالت إنها لن تستخدم أبدا الأسلحة الكيماوية في صراع داخلي. ويقول مقاتلو المعارضة إنهم لا يملكون أسلحة كيماوية. أما أوباما فقال إن أجهزة المخابرات تعتقد أن قوات الأسد استخدمت على الأرجح مواد كيماوية لكن الدليل ليس قاطعا.

وزادت حالة الفوضى في سوريا التي فر خمس سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة بعد ان احتجز مقاتلو المعارضة موظفين في الأمم المتحدة كرهائن على خط وقف إطلاق النار بمرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وأدان الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون الواقعة بشدة ودعا إلى إطلاق سراح الموظفين الفلبينيين الأربعة على الفور.

وذكرت كتائب شهداء اليرموك أنه تم احتجاز أفراد قوات حفظ السلام حرصا على سلامتهم نظرا لوقوع اشتباكات بالمنطقة.

وأجج العنف في سوريا مواجهة بين إيران وحلفائها الشيعة مثل حزب الله من جهة ودول عربية سنية تدعم المعارضة السورية من جهة أخرى.

وحذرت إيران من عواقب لا يمكن التنبؤ بها إذا أطيح بالاسد وقالت إن التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في سوريا هو السبيل الوحيد لتفادي تفجر الوضع في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال زيارة للأردن “إذا حدث أي فراغ في سوريا لا قدر الله فإن هذه العواقب السلبية ستؤثر في كل الدول.”

من ارشد محمد واريكا سولومون

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

خبراء أمريكيون : نستطيع تدمير القوى الجوية لجيش بشار الاسد بساعة واحدة

Tweetترجمة ” أورثوذكسي – كلنا شركاء . فورين بوليسي ….

ترجمة ” أورثوذكسي – كلنا شركاء .Missouri_missile_BGM-109_Tomahawk

فورين بوليسي .

 هناك الكثير من العوامل التي تعتمد عليها تكلفة ” حظر الطيران ” فوق الأراضي السورية و هي :

– عدد صواريخ توماهوك و كروز المستعملة .

– عدد ساعات الطيران

– الطيارات المقاتلة

– المدة الزمنية

 يقول ” كريستوفر هارمر ” محلل خبير لمركز أبحاث الحرب في أمريكا :

إن إنشاء منطقة عازلة و حظر طيران في السماء السورية هو أمر مكلف و مضيعة للوقت , لأن الإطاحة بالقوى الجوية السورية لا تحتاج أكثر من بضعة سفن من قاعدة فرجينيا الحربية , و حوالي 250 صاروخ توماهوك بعيد المدى , و ستنتهي الطائرات السورية خلال ساعة من الزمن .

و يضيف :

التوماهوك يستطيع ببساطة أن يعدم الامكانية الجوية السورية من دون أن نحتاج لوجود طائرة أمريكية واحدة قريبة من الاجواء السورية , نستطيع أن ننشئ منطقة حظر طيران بضرب سلاح الجو السوري و تحطيمه, و ليس بمنعه من التحليق .

و على اعتبار أن كل صاروخ يكلّف حوالي 1.41 مليون دولار , هذا يعني أننا بحاجة 352 مليون دولار فقط كتكلفة سلاح , مع تكلفة الجنود و المعدات الاخرى البسيطة .

و هذا جيد جداً مقارنة باعتراف وزارة الدفاع الأمريكية أن شهراً في أفغانستان كان يكلفها حوالي 10 مليار دولار عام 2012 !!

 و بالعودة الى القدرات الجوية السورية يقول هارمر :

أعتقد أن النظام السوري لا يمتلك حالياً أكثر من 50 طائرة قابلة للطيران .

 أما عن إقامة منطقة عازلة كما فعلنا في ليبيا , يقول ” تود هاريسون ” عضو مركز CSBA الأمريكي للأبحاث الاستراتيجية :

تبلغ مساحة سوريا 71 ألف ميل مربع , و هو ما يكلفنا تقريباً حوالي 9-30 مليون دولار أسبوعياً , مع التذكير بأننا لا نريد تغطية سوريا كاملة , و إنما بعض الأجزاء .

و في النهاية , هي ليست مسألة تكلفة , هي مسألة قرار عسكري .

  رابط المقال :

http://e-ring.foreignpolicy.com/posts/2013/05/07/how_much_would_a_no_fly_zone_over_a_syria_cost

ثلاثة سيناريوهات لإنهاء الأسد

كشف مسؤول تركي رفيع المستوى لـ”السياسة”, أمس, أن هناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة امام الولايات المتحدة والدول الحليفة لها, بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.

وأشار المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته, أن “السيناريو الاول هو قتل الاسد من خلال دائرته الضيقة, أي دون أن يسجل كنصر للمعارضة او دول خارجية”.

اما السيناريو الثاني, بحسب المصدر المطلع, فيتمثل في “التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة مدعومة بقوات بريطانية وفرنسية والمانية وغيرها من الدول الحليفة, وهو سيناريو تؤيده دول الخليج بقوة و”الجيش السوري الحر” فيما تعارضه الاردن وتركيا لخشيتهما من ان تمتد نيران التدخل العسكري الخارجي الى اراضيهما”.

وأضاف أن “السيناريو الثالث فيقضي في إبقاء الامور كما هي عليها الآن وصولا الى الاستحقاق الرئاسي في سورية (العام 2014) حيث انتهاء ولاية الاسد الرئاسية وخروجه بماء الوجه, أي أن يعلن عدم ترشحه للانتخابات ويغادر سورية من دون ملاحقة قانونية دولية”.

وفي معرض تعليقه على أي من تلك السيناريوهات المتوقع تنفيذها, من قبل الولايات المتحدة والدول الحليفة, فتوقع المسؤول التركي ممارسة ضغوطات ديبلوماسية دولية على روسيا ايران من اجل تنحي الاسد وايقاف نزيف دم الشعب السوري قبل نهاية ولايته الرئاسية, والا سوف يتم اللجوء إلى السيناريوهات الاخرى.

وأكد المسؤول التركي ان مسؤولين عرباً سوف يتوافدون على انقرة قريبا للتنسيق بشأن الملف السوري مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان قبل زيارته المرتقبة الى واشنطن.

مارتن انديك: اسرائيل ضربت شحنة الأسلحة بدلاً من الولايات المتحدة , و المنطقة العازلة عاجلاً ام آجلاً

ترجمة أورثوذكسي – كلنا شركاء index

إن بي سي الأمريكية – مداخلة تلفزيونية :

في مداخلته التلفزيونية مع أندريا ميتشل على قناة إن بي سي الأمريكية , قال السفير الامريكي السابق في إسرائيل ” مارتن إيندك ” أن الخطوة التالية الأمريكية بعد الضربات الاسرائيلية , ستضّح تماماً الاسبوع المقبل بعد زيارة وزير الخارجية ” جون كيري ” الى روسيا , و التي سيبحث فيها مع الرئيس بوتين المصالح المشتركة الامريكية الروسية .

و أضاف : يجب علينا اقناع الروس أن استمرارية ما يحصل اليوم سيجلب الضرر لمصالحنا معاً , في مرحلة ما بعد الأسد , و أعتقد أن الخطوة التالية الصحيحة بعد الضربات الاسرائيلية هو إقامة منطقة عازلة لحماية المناطق المحررة من سيطرة النظام , كما أقمناها في شمال العراق من أجل الأكراد سابقاً لمدة عشر سنوات و لم نفقد نتيجتها ولا طائرة واحدة , و لكن يجب الوصول الى ذلك بخطوات سياسية دقيقة تبدأ بجلب الروس معنا الى الطاولة و عندها نستطيع طلب الدعم من الأمم المتحدة لكي تتدخل بقوات تسمح بحماية الأقليات العلوية و المسيحية في الداخل السوري .

و عند سؤاله ” ما رأيك بردة فعل الرئيس أوباما !! إنها المرة الأولى التي يرد فيها رئيس امريكي على قصف اسرائيلي لدولة أخرى بأن اسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها , لم يقل أي كلمة لوم أو عتب !! : أجاب :

اسرائيل ضربت شحنة الأسلحة و أراحتنا من ضربها , وصول السلاح الى أيدي حزب الله أو القاعدة هو تهديد للمصالح الأمريكية أيضاً , و ما قامت به اسرائيل وفّر علينا التدخل العسكري و مشاكله الكبيرة .

قطر ترفع يدها عن الملف السوري بعد ضغوط أميركية

لندن – أبلغت الدوحة الأمين العام لائتلاف المعارضة السورية، مصطفى صباغ، وبعضا ممن يعملون لحسابها في تركيا بأن ملف القضية السورية أصبح في يد السعودية.

وقال مصدر مقرب من المعارضة السورية في إسطنبول لـ “العرب”، إن القطريين قالوا لصباغ إن عليهم ضغوطا ضخمة من الولايات المتحدة وحلفائها وإنهم رفعوا أيديهم عن الملف السوري.

وأشار المصدر إلى أن رئيس الائتلاف المعارض جورج صبرا أدى زيارة إلى السعودية صحبة وفد يضم أسماء بارزة من المجلس التنفيذي للائتلاف مثل محمد فاروق طيفور (نائب المراقب العام لإخوان سوريا، ونائب رئيس المجلس الوطني) وعبد الأحد صطيفو (رئيس كتلة السريان الآشوريين).

وقد نقلت طائرة سعودية خاصة وفد المعارضة السورية من مطار صبيحة التركي إلى الرياض حيث التقى الوفد الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات السعودية في مرحلة أولى ثم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.

وكشف المصدر أن المسؤولين السعوديين أكدوا لصبرا وزملائه استعداد الرياض لدعمهم والتنسيق الكامل معهم.

ونقل المصدر عن عناصر من الوفد أن السعوديين يبدون رغبة كاملة في التنسيق مع المعارضة السورية حتى على المستوى الميداني وأن لديهم مخططا وترتيبا لسيناريو مستقبلي يقوم على حل الأزمة عن طريق التفاوض بالتزامن مع المواجهة الميدانية، لكن دون منح فرص سهلة لتكوين فضاء خصب لتفريخ المجموعات المتشددة التي تهدد أمن سوريا راهنا ومستقبلا.

وأشار المصدر إلى أن السعوديين تحدثوا إلى الوفد بوضوح تام، وقالوا إنهم يفتحون هذا الباب مع المعارضة من أجل غاية واحدة، وهي وقف الحرب الدموية في البلاد عن طريق التفاوض ومن بوابة مبادرة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وهو موقف يلقى دعما أميركيا كاملا وتفهما روسيا.

وقال السعوديون لصبرا وزملائه إن المملكة تحث مختلف الفصائل الوطنية السورية على التوحد من أجل إنجاح خيار الحل التفاوضي دون أية اشتراطات مسبقة، وأن مختلف الأطراف (نظاما ومعارضة) مطالبة بالتنازل من أجل تسريع الحل.

ووفق المصدر، فإن السعوديين طالبوا من الوفد أن يوضح أمره في ما يتعلق بالمجموعات التي ترتبط بالقاعدة أو المقربة منها خاصة جبهة النصرة.

وأكد السعوديون على أن الرياض لا تقبل بأي دور لهذه المجموعات في مرحلة التفاوض أو في المرحلة الانتقالية، لأنها مجموعات عنيفة ولا تقدر على العيش إلا في ظروف التوتر والمواجهات.

وذكر المصدر أن الوفد تعهد بقطع أي صلة للمعارضة الوطنية السورية مع المجموعات الجهادية التي يتشكل أغلب أفرادها من عناصر غير سورية.

يشار إلى أن أطرافا من المعارضة السورية والجيش الحر سبق أن عارضوا القرار الأميركي بوضع جبهة النصرة على القائمة السوداء، ودعوا إلى التعاطي معها كشريك في معركة الإطاحة بالأسد.

لكن قرار “النصرة” الأخير الولاء لتنظيم “القاعدة” سمح للمعارضة السياسية والعسكرية بالتبرؤ منها، ومن ثمة الاستعداد لمقاتلتها استجابة لضغوط خارجية.

وفي سياق متصل، نقل المصدر عن جورج صبرا قوله إن الإخوان المسلمين، ومنذ أن تبلغوا القرار القطري، أصبحوا يعيشون في دوامة كبرى، فهذا يعني أنهم لن يكونوا طرفا مؤثرا في المرحلة القادمة، كما أن الدعم المقدم لهم سيختفي.

يشار إلى أن قطر، وبدعم تركي، عملت طيلة السنتين الماضيتين على فرض الإخوان في كل الهيئات والمؤسسات التي تخص المعارضة، وآخرها كان قرار تنصيب غسان هيتو رئيسا للحكومة، وهو شخصية مقربة من الإخوان.

وقال مراقبون إن القرار الأميركي بتحييد قطر ومنعها من التدخل في الملف السوري مستقبلا هو ضربة موجعة للدوحة التي كانت تقدم نفسها دائما وصيا على الحركات الإخوانية والسلفية وخاصة في “ثورات الربيع العربي”، وأنها قادرة على توظيف هؤلاء في خدمة المصالح الأميركية.

وأكد هؤلاء أن هذا القرار سيسهل الوصول إلى حل في سوريا يقوم على التوافق خاصة أن المبادرة السعودية مدعومة أميركيا.

من جهتها أشارت مصادر خاصة لـ “العرب” في الدوحة مقربة من وزارة الخارجية القطرية

إلى أن اجتماعا تم بين أمير قطر ورئيس وزرائه ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم بحضور ولي العهد القطري تميم بن حمد تخلله تبادل اتهامات حول الإخفاق الذريع الذي أصيبت به الجهود القطرية في سوريا.

وأوضح ولي العهد أنه نصح مرارا بالتعاون مع الجهود الخليجية لتقوية الموقف التفاوضي للمعارضة السورية، لكن الرهان على الإسلاميين وقف حاجزا دون الحصول على الدعم الدولي للمعارضة وتسبب في نجاح النظام السوري بتصويره المعارضة على أنها مجاميع إسلامية متشددة قريبة من القاعدة مما قلل من الدعم الدولي للجيش الحر.

وتتخوف مصادر في الدوحة من أن تتسبب الضغوط الغربية على الدوحة في ردة فعل مرتجلة من قبل جناح رئيس الوزراء خاصة بعد الإعلان عن زيارة مفاجئة سيؤديها إلى طهران حسب ما صرح به وزير الخارجية الإيراني في الأردن، وأن الدبلوماسية القطرية عرفت بتسرعها مما يفتح المجال واسعا أمام تكهنات بأن تعود الدوحة إلى تشنجها وعلاقاتها المثيرة للتحسب خليجيا وخاصة مع إيران.

وذكرت ذات المصادر أن قطر تنتظر فحوى لقاءات وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع المسؤولين في موسكو، وهل ستحصل بينهما خلافات حول طريقة التعاطي مع نظام الأسد، وهذه الخلافات قد تمدد في أنفاس الدور القطري ولو صوريا.

لكن التقارير القادمة من موسكو توحي بتقارب حقيقي في المقاربة الأميركية الروسية بخصوص الدفع باتجاه حل سياسي يلزم الطرفين بتقديم تنازلات مؤلمة، وهو ما يجعل الدور السعودي مقبولا على عكس الدور القطري الذي سينتهي مع خيار التصعيد ومحاولات الإطاحة عسكريا بالأسد.

وقد دعمت تصريحات خاطفة لكيري هذا الخيار حين قال “نشاطر موسكو وجهة نظرها، وكلانا نريد أن يعم الاستقرار هذه المنطقة وأن تكون خالية من التطرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى