أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين، 21 كانون الثاني 2013

الإئتلاف السوري” يخفق في تشكيل حكومة “موقتة”… وحجاب مرشح لرئاستها

اسطنبول – رويترز

لم يستطع “الائتلاف الوطني السوري” المعارض من الاتفاق على “حكومة انتقالية”، لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية.

وجاء يف بيان “الائتلاف” أنه شكل لجنة من خمسة أفراد لوضع مقترحات بخصوص الحكومة، وتقديمها للائتلاف خلال عشرة أيام بعد ان انفضت محادثات في فندق باسطنبول دون الاتفاق على رئيس وزراء “موقت”.

وينظر بعض أعضاء الائتلاف لـ”تشكيل حكومة على أنه مصدر تهديد”، خاصة جماعة “الاخوان المسلمين”، التي ستفقد نفوذها في حال اختيار كيان تنفيذي أصغر.

وقال مسؤول في المعارضة السورية ان هذا الامر يعدّ “ضربة كبيرة” للثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف أن “نصف أعضاء “الائتلاف” يعارضون فكرة تشكيل حكومة انتقالية، حتى بعد أن تخلى الائتلاف عن شرط سابق بالسماح لأعضاء الائتلاف بالعمل في الحكومة”.

وأكدت مصادر في المفاوضات امس إن “معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري توجه إلى قطر للحصول على تعهدات بمساعدات مالية لحكومة انتقالية في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة”.

وكان الاسم الوحيد الذي طرح في اجتماع اسطنبول كرئيس للوزراء بصفة موقتة، هو رياض حجاب، وهو رئيس وزراء سوري سابق وأعلى مسؤول سوري ينشق عن نظام الأسد منذ الانتفاضة التي اندلعت في مارس اذار 2011.

وعلّق المعارض كمال اللبواني، إن “حجاب سيكون رئيساً فاعلاً للحكومة، رغم عمله السابق مع نظام الأسد وأنه لابد من إعطائه فرصة”.

المعارضة السورية ترفض محاورة الأسد

الرياض – خالد العمري

دمشق، طهران، لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – انتقدت المعارضة السورية وزير الخارجية وليد المعلم لقوله إن النقاش بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد غير مقبوله وإنه «من غير المسموح لأحد التطاول على مقام الرئاسة»، داعيا المعارضين إلى الحوار على أساس خطة الرئيس السوري. يأتي ذلك فيما قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ»الحياة» في لندن إن اتصالات تجري لترتيب زيارة لوزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري إلى عدد من دول الشرق الاوسط بينها السعودية وتركيا ومصر والاردن والعراق واسرائيل، لبحث عدد من الملفات بينها الأزمة السورية، التي تتفاقم ميدانيا يوما بعد يوم. إذ واصل الطيران الحربي السوري قصفه العنيف لريف دمشق وحمص وحلب وسط مؤشرات على أن الجيش السوري يستعد لعملية برية في ريف دمشق.

واعتبر المعلم في مقابلة مع التلفزيون الحكومي بثتها أمس الوكالة السورية الرسمية(سانا)، أن البرنامج السياسي الذي أعلنته الحكومة السورية في ضوء خطاب الأسد في 6 الشهر الماضي، «التفسير السوري للمرحلة الانتقالية الغامضة» في اعلان جنيف. ودعا المعارضين إلى الحوار على أساس خطة الرئيس السوري، مشيراً بالاسم لأول مرة إلى «التنسيقيات» المحلية التي تشكل الجناح الميداني على الأرض لقوى المعارضة. وأكد المعلم أن الأسد طرح برنامجه «لقطع الطريق على مبادرات من الخارج بدأت تهبط علينا بالمظلات».

وردا على كلام المعلم، قال منذر ماخوس سفير «الائتلاف الوطني السوري» لدى باريس إن الاقتراح الذي طرحه الأسد بشأن برلمان ودستور جديدين غير واقعي بعد اكثر من عام من اراقة الدماء في سورية. وقال ماخوس ان المعارضة وخاصة في الائتلاف السوري «لن تقدم ابدا على تشكيل حكومة مع السيد وليد المعلم ومع النظام السوري لانه ليس لدينا شيئا نبحثه مع النظام الذي يقتل شعبه ويرفض فعل أي شيئ على الاطلاق لايجاد نوع ما من الحل السياسي»، معتبرا ان الخطاب الاخير للاسد «قضى نهائيا على أي امكانية للبحث عن حل سياسي».

من ناحيته، قال عضو «الائتلاف الوطني» لؤي صافي: «نحن لا نعتقد أن هؤلاء الناس صادقون فهم يلعبون بالسياسة ولا يمارسونها… لن نستمع اليهم. فبينما نحن نتحدث يقومون بقصف المدن وقتل السوريين ومهاجمة المخابز والمستشفيات فكيف نتفاوض مع هؤلاء؟».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في حديث إلى «الحياة» إنه «تم تحذير القادة العرب بأن الصراع السوري سيستمر وقتاً طويلاً عكس ما يعتقده البعض»، مؤكداً صدق توقعات العراق في شأن النظام في دمشق وقوته. وقال إن هذا «لا يعني حب النظام بقدر ما هو معرفة بخباياه».

وأوضح «أن آخر المعلومات الواردة إلى بغداد تفيد بأن سيطرة جيش النظام على محيط دمشق وريفها كبيرة مقارنة بما تقوله بعض وسائل الإعلام، كما أن سيطرة النظام تبدو جلية في دير الزور ودرعا وحلب، وهذا ما يبرر موقف الأسد في عدم الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة أو بمقترحات الأخضر الإبراهيمي».

وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ»الحياة» في لندن إن اتصالات تجري لترتيب زيارة لوزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري الى عدد من دول الشرق الاوسط. واشارت المصادر إلى ان جولته ستسبق لقاءه المرتقب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بحضور الإبراهيمي في جنيف بحدود منتصف الشهر المقبل، علما ان الابراهيمي سيقدم تقريرا ازاء زيارته الاخيرة الى دمشق ولقاءاته مختلف الاطراف المعنية بالازمة السورية، إلى مجلس الامن نهاية الشهر الجاري وان موسكو اقترحت عقد لقاء لممثلي الدول دائمة العضوية على هامش تقديمه التقرير.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن ايران اقترحت على مجموعة 5+1 اضافة الازمة السورية الى جدول الاعمال الخاص بالملف النووي، وان الطلب بانتظار نتائج الجولة المقبلة من المفاوضات الجارية بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ميدانيا، كثف الطيران الحربي السوري غاراته على مدينة داريا ومناطق أخرى في ريف دمشق أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن سبعة مواطنين قتلوا «بينهم خمسة من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وثلاثة من أبنائهما جراء قصف بالطيران الحربي على قرية الباركة بالقرب من بلدة حران العواميد في ريف دمشق». وقالت مصادر مقربة من النظام إن الجيش النظامي يتجه للقيام بعملية برية نوعية «لاجتثاث ما تبقى من إرهابيين في أوكارهم».

وفي حمص، أفاد المرصد عن تعرض منطقتي جوبر والسلطانية لقصف عنيف من القوات النظامية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق نفسها بين «مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة».

وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تصعيد ميداني كبير في المنطقة»، مشيرة إلى أن «أكثر من مئتي صاروخ وقذيفة ضربت مناطق جوبر والسلطانية وكفر عايا»، ما تسبب بسقوط العديد من الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى ميداني.

المعارضة السورية تريد ضمانات قطرية للحكومة

تصعيد في ريف دمشق وبدء المناورات الروسية

    (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

أفادت مصادر مطلعة من المعارضة السورية المجتمعة في مدينة اسطنبول التركية أن رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب توجه إلى قطر للحصول على تعهدات لتقديم مساعدات مالية لحكومة انتقالية تمارس مهماتها في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون.

وقالت إن المحادثات في شأن حكومة انتقالية تعثرت بسبب خلاف على مدى قدرة الحكومة الانتقالية على البقاء عندما غادر الخطيب قبل استكمال البحث.

وعلق عضو في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه: “يبدو أنه لن تكون هناك حكومة ما لم يعد الشيخ معاذ من قطر وفي جعبته ما يقنع عدداً كافياً من أعضاء الائتلاف بأن أي حكومة يشكلونها ستكون قادرة على البقاء”.

والمحادثات التي بدأت السبت هي المحاولة الثانية تقوم بها المعارضة لتأليف حكومة انتقالية، الامر الذي جعل صدقيتها على المحك بعد اكثر من 22 شهراً من الازمة السورية.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإذاعة “أوروبا 1 ” بأن المعارضة السورية ستجري محادثات جديدة في باريس في 28 كانون الثاني.

وقال عضو الائتلاف أحمد رمضان إن ثمة اتفاقا على الحاجة إلى تأليف حكومة انتقالية، غير أن الغالبية تفضل عدم تأليفها الآن من دون ضمان مناطق تمارس فيها مهماتها وحصولها على دعم دولي كاف وضمانات للاعتراف الفوري بها. وأضاف أنه من دون ذلك ستولد الحكومة مشلولة.

وأعربت جماعة “الإخوان المسلمين” عن تفضيلها عدم تأليف حكومة في الوقت الحاضر. لكن مصادر من المعارضة قالت إن الجماعة يمكن أن تغير رأيها إذا قدمت قوى إقليمية دعمها لهذا المشروع خصوصاً تركيا ودول الخليج.

وأفاد مصدر آخر أنه “بين الجهود العسكرية والحاجات الإنسانية والإدارية، تحتاج الحكومة الانتقالية الى ما يصل إلى 40 مليون دولار يوميا لأداء عملها. لا جدوى من تأليف حكومة لا يمكنها تحقيق تطلعات الثورة”.

وظهر عدد قليل من الأسماء التي يحتمل أن تنافس على منصب رئيس الوزراء أبرزها رياض حجاب أرفع المسؤولين المنشقين عن النظام منذ تفجر الانتفاضة والذي لا يتمتع بعلاقة طيبة مع “الإخوان المسلمين”.

وقال عضو في الائتلاف المعارض: “اقترح اسم حجاب اليوم لتولي منصب رئيس الوزراء ولكن سرعان ما انطلقت صيحات غاضبة على الفور تقول إنه بعثي” في إشارة إلى حزب البعث الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس بشار الأسد وعمل فيه حجاب مدى عقود.

غارات وقصف

ميدانياً، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الطائرات الحربية السورية شنت غارات جوية كثيفة على مدينة داريا ومناطق أخرى من ريف دمشق، مما أوقع 25 قتيلا بين المدنيين. وأشار الى ان القصف الجوي والمدفعي تزامن مع اشتباكات عنيفة في منطقة داريا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.

وفي مدينة حمص، تحدث المرصد عن تعرض مناطق جوبر والسلطانية والخالدية لقصف عنيف من القوات النظامية السورية صباحا ثم بعد الظهر، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق عينها بين “مقاتلين من كتائب عدة والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة”.

وفي محافظة ادلب، قال المرصد إن “ما لا يقل عن عشرة مقاتلين من الكتائب بينهم قائد كتيبة قتلوا اثر اشتباكات عنيفة بينهم وبين عناصر حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف”.

وأعلن مصدر عسكري في ادلب ان “المسلحين يشنون هجوما عنيفا بدأ عند الساعة 15:00 (13:00 بتوقيت غرينيتش) تقريبا على الحواجز المحيطة بسجن ادلب المركزي الواقع على طريق ادلب – أريحا”.

صواريخ “باتريوت”

في غضون ذلك، وصلت باخرة آتية من هولندا وعلى متنها أنظمة الصواريخ الدفاعية “باتريوت” الهولندية إلى ميناء اسكندرون جنوب تركيا.

كذلك وصلت قوات ألمانية إلى محافظة أضنة بجنوب تركيا لتولي تشغيل صواريخ “باتريوت”.

مناورات روسية

وكشفت موسكو أنها بدأت مطلع الاسبوع أكبر مناورات بحرية لها منذ سنوات. وقالت وزارة الدفاع الروسية ان ثماني سفن حربية على الاقل من الاساطيل الروسية في بحر الشمال وبحر البلطيق والبحر الاسود تشارك في المناورات التي تجري في البحر المتوسط والبحر الاسود.

ولم تشر روسيا في اعلانها عن المناورات الى سوريا لكن الخبير البحري في جماعة “كاست” البحثية العسكرية في موسكو اندريه فرولوف قال الاسبوع الماضي إن التدريبات هي لتذكير الغرب بصلة روسيا بسوريا. وكانت موسكو رفضت مرارا التدخل الاجنبي في الانتفاضة السورية.

وتستأجر موسكو منشأة بحرية للصيانة والامداد في ميناء طرطوس السوري. وقالت وكالات للأنباء ان سفينتين روسيتين متجهتين للمشاركة في المناورات حمّلتا بالذخيرة وهما في طريقهما الى طرطوس.

وصرح مسؤولون روس بأن المناورات التي تشارك فيها ايضا سفن أخرى معاونة وطائرات بعيدة المدى هي الاكبر من نوعها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 .

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان انها ستستمر حتى 29 كانون الثاني. وتجري المناورات أيضا بينما تحاول موسكو زيادة وجودها البحري. وفي وقت سابق من الشهر دشنت غواصة أولى من طراز جديد ستعتمد عليه موسكو لعقود آتية كقوة نووية استراتيجية.

انطلاق أكبر المناورات الروسية في المتوسط منذ عقود المعلم يستبعد تنحي الأسد: الحوار يشمل «التنسيقيات»

دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس الأول، «من حمل السلاح من اجل الإصلاح أو المال» إلى الحوار، لكنه رفض أي حديث عن تنحي الرئيس بشار الأسد، معتبرا أن من يتمسك بهذا الطرح يريد استمرار العنف في سوريا.

إلى ذلك، انطلقت في مياه البحرين الأسود والأبيض المتوسط، أمس الأول، أكبر مناورات للقوات البحرية الروسية خلال العقود الأخيرة، تحت إشراف هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، «تشارك في أكبر تدريبات قتالية خلال العقود الأخيرة سفن حربية تابعة لأساطيل البحر الأسود والبلطيق والشمال، وهي طراد (موسكفا) الصاروخي، والسفينة الكبيرة المضادة للغواصات (سيفيرومورسك)، وسفينتا الحراسة (سميتليفي) و(ياروسلاف مودري)، وسفن الإنزال الكبيرة (ساراتوف) و(ازوف) و(كالينينغراد) و(الكسندر شابالين)، بالإضافة إلى عدد من السفن الخاصة وسفن التموين والطيران البعيد المدى والقيادة الرابعة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي».

وكان مصدر ديبلوماسي عسكري روسي قال، الجمعة الماضي، ان «سفينة الإنزال (آزوف) تتوجه نحو ميناء طرطوس السوري، بعد أن تزودت بالمعدات الحربية اللازمة ووحدات من مشاة البحرية الروسية. ووصلت السفينة إلى بحر ايجه، حيث ستنضم إلى السفن الحربية الروسية الموجودة هناك».

وقال المعلم، في مقابلة مع التلفزيون السوري بثت أمس الأول، إن «اللجنة الوزارية المصغرة التي شكلتها الحكومة بدأت اتصالاتها مع مختلف مكونات المجتمع السوري تمهيدا للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي يفترض به، بحسب مبادرة الأسد، أن يبحث في وضع ميثاق وطني جديد يطرح على الاستفتاء الشعبي»، متوقعا أن «تستغرق المرحلة التحضيرية للمؤتمر حوالى شهرين أو ثلاثة أشهر».

وقال، ردا على سؤال عن البند الأول في طرح الأسد وهو التزام الدول التي تمول وتسلح «المجموعات الإرهابية» بوقف العنف، «ليست لدينا أوهام أن العنف سيتوقف، لكن إذا لم يتوقف العنف لا يعني انه لن يكون هناك حوار وطني شامل»، مؤكدا أن الحكومة ستقدم «لمن يشاء الاشتراك في الحوار الوطني ضمانات بدخول سوريا ومغادرتها من دون أي مشكلة».

ودعا المعلم إلى الحوار كل «من حمل السلاح من اجل الإصلاح»، قائلا «الإصلاح آت وابعد مما تطالب به. فتعال وشارك». وأضاف «اخص بذلك التنسيقيات، جيل الشباب لان هذا البرنامج لهم. من حمل السلاح من اجل المال أقول له سامحك الله أنت تدمر البلد من اجل حفنة دولارات، تعال شارك في بنائها. أما من حمل السلاح دفاعا عن عقيدة فليس في سوريا لك مكان»، في إشارة إلى الإسلاميين المتشددين.

وأعلن المعلم أن الأميركيين والروس لم يتوصلوا إلى اتفاق خلال لقائهم الأخير في جنيف حول سوريا، بسبب عدم وجود «فهم مشترك للمرحلة الانتقالية الغامضة» التي يبحثون فيها. وقال إن «الجانب الأميركي يتمسك بان المنطلق (في المرحلة الانتقالية في سوريا) هو التغيير في النظام السياسي بمعنى تنحي سيادة الرئيس. إنهم يتجاهلون حقيقة أن قبطان السفينة عندما تهتز لن يكون أول من يغادر». وأضاف «طالما الأميركي وأطراف المؤامرة، ومنهم بعض السوريين، يتمسكون بهذا الشرط، فهذا يعني أنهم يريدون استمرار العنف وتدمير سوريا، والسير بمؤامرة» عليها.

وانتقد المعلم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، قائلا إن «الإبراهيمي لم يأت إلى دمشق بمشروع للحل، وأنا قلت له إن لدينا نية لطرح برنامج سياسي وتشكيل حكومة موسعة فأقترح أن نبدأ الحوار وتأتي الحكومة بعده، ولكنه تبنى موقفا يطابق الموقف الأميركي والموقف الخليجي المتآمر على سوريا، الذي ليس هو موقف كل دول الخليج، وبالتالي خرج عن طبيعة مهمته وانحاز عن مبدأ الموضوعية في الوساطة، لأن الوسيط بين طرفين لا يتبنى طرحا ضد طرح آخر، بل يحاول أن يجمع من دون أن يفرق ويقيم جسرا بين طروحات الطرفين، لا أن يقول إذا لم تفعلوا كذا فلا يوجد حل». وأكد أنه «من غير المسموح لأحد أن يتطاول على مقام الرئاسة، ومع ذلك فسوريا جاهزة لاستمرار التعاون مع الإبراهيمي، ومهمته المقبلة أصبحت الآن أغنى لأن لديها برنامجا سياسيا، يستطيع أن يساعد في إنجازه ولكن ليس بتبني موقف منحاز».

(«سانا»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز)

«جبهة النصرة»: سوريا تحكمها الشريعة

أعلن «قائد في جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة، عرف نفسه باسم «أبي لقمان»، ان «سوريا دولة إسلامية تحكمها الشريعة»، معتبرا أن «المعركة الدائرة حاليا ليست معركة من اجل الديموقراطية».

وقال «أبو لقمان»، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سى» أمس الأول، ان «الشعب السوري متدين بطبعه، والسوريون يحبون الإسلام وقد سئموا من الأنظمة العلمانية والاشتراكية، وهم يتطلعون جميعا إلى قيام دولة إسلامية، ومن المستحيل أن يقوم أي نظام آخر في سوريا».

وحول التفجيرات الانتحارية والتي تؤدي إلى سقوط مدنيين، قال «لسنا نحن فقط من نقوم بمثل هذه التفجيرات، فالعديد من فصائل الجيش السوري الحر تلجأ إلى هذه الطريقة أيضا، كما أن النظام السوري أيضا يرسل السيارات المفخخة بين المدنيين ثم يلقي بالتهمة علينا لتدمير سمعتنا. أرجو ألا نكون سببا في قتل مدنيين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين».

(ا ش ا)

تقرير سياسي حول الحرب الكونية الباردة في سوريا وتأثيرها على لبنان

دمشق مطمئنة: الرياح السياسية والعسكرية تتبدّل

سامي كليب

بعد أقل من شهرين تكمل الأزمة السورية عامها الثاني. الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب للمرة الأولى برحيل نظيره السوري بشار الأسد في 18 آب عام 2011. مر على ذاك الموقف عام و6 أشهر. سبقه إلى ذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 28 أيار 2011. لم يرحل الرئيس السوري، وبينهما تحدث الأتراك وقادة عرب مرات عديدة عن قرب الرحيل. وها هو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد «أن رحيل بشار الأسد مستحيل»، ويتبعه مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي بالقول إن «الأسد خط أحمر»، ثم يخرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم لينفي كل ما قيل سابقاً (بما في ذلك ما قاله نائب الرئيس فاروق الشرع)، ويؤكد أن من يريد رحيل الأسد يتسبب في استمرار الحرب السورية.

يستنتج المرء مما تقدم، أن محور روسيا إيران سوريا قد صمد ولعله يتجه إلى تحقيق انجازات أمنية وسياسية تدفع إلى التساؤل فعلياً عن أسباب ومآل ما حصل، أسباب

قد تنعكس قريباً على مستقبل الوضع اللبناني وما يجري الإعداد له من قوانين انتخابية وغيرها. فمن موسكو وطهران إلى سوريا ولبنان، ثمة قناعة بأن ما يجري في سوريا الآن هو تجليات حرب كونية باردة، وأن دمشق باتت ساحة انتصار أو هزيمة واحد من المشروعين، ما لم تحصل تسوية كبيرة.

الذين زاروا الأسد في الأيام الأخيرة فوجئوا بحجم الاطمئنان عنده. يتحدث الرئيس من قصره (الذي لم يغادره خلافاً لما قيل) عن الوضع الحالي من منطلق أن المعادلة انقلبت. يقول إن الدولة ستستمر بترسيخ أقدامها حتى ولو طالت الحرب. يشرح أن المعركة ما عادت بين سلطة ومعارضة وإنما بين الدولة و «إرهابيين» وان القتال سيستمر حتى القضاء عليهم مهما كلف الأمر.

لم يتخل الرئيس مطلقاً عن ثقته بنظامه وجيشه. لم يشك لحظة واحدة بثبات الحليف الروسي على المستوى الدولي والحليف الإيراني في الإقليم. يبتسم مراراً، يمرر مزحة على طريقته الهادئة المخالفة لاشتعال الجبهات السورية. يقول بلهجة المطمئن: «قلت منذ البداية إن تحالفنا مع الروس إستراتيجي لا يتغير عند المنعطفات، اعتقد كثيرون أننا نبالغ». هذا التحالف انطلق فعلياً منذ العام 2007 وترسخ وقويت دعائمه فصار سداً منيعاً أمام أية محاولات لضرب سوريا عبر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو خارجهما.

لا قلق عند الأسد من تمدد المعارضة المسلحة في الجسد السوري. لديه من القرائن الكثيرة التي تؤكد أن الجيش قادر على حسم عدد من المعارك المؤجلة. جغرافية سوريا سمحت للإعلام المناهض للنظام السوري بتصوير الأمر على انه سقوط حتمي للمنظومة الأمنية. الديموغرافيا السورية لا تسمح للجيش بالبقاء في الكثير من المناطق التي يحسمها. هو يضرب ويقتل الكثير من المسلحين ثم ينسحب. يعود مسلحون آخرون. لكن الأسد واثق من أن «البيئة الحاضنة آخذة بالتغيير الجذري». كثيرون يساعدون الجيش في العثور على مخابئ المسلحين. في الآونة الأخيرة قتل مئات المسلحين بعد مساعدة الأهالي.

تفاؤل الأسد أمام زواره في الأسابيع الماضية يتقاطع مع جملة من المعطيات الدولية والإقليمية أبرزها:

[ قلق أميركي فعلي من تمدد «جبهة النصرة» والجهاديين على حساب المعارضة «المقبولة غربياً». يرافقه شبه يقين من أن الجيش السوري الذي لم ينشق عنه سوى جزء بسيط جداً في خلال نحو عامين ما عاد قابلاً للتفكك. ينسحب الأمر على السلك الديبلوماسي السوري الذي فاجأ، كما الجيش، السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد. هذا الديبلوماسي الأميركي الذي جاهد لإحداث اختراقات كبيرة في المؤسستين الأمنية والديبلوماسية، والذي كان منذ الشهر الثاني للأزمة السورية يمني النفس بإقناع ضباط وشخصيات سياسية علوية بالانشقاق، قال قبل أيام، وهو يرفع يديه صوب السماء أمام احد الضيوف، «لا أدري كيف سيرحل الأسد، هو قد لا يرحل مطلقاً، لا يريد الرحيل». قالها بمرارة الفاشل. الصدى نفسه قد يتردد في دوائر غربية وبينها في الخارجية الفرنسية.

الحركات الجهادية ليست مزحة. «انقلب الكثير من السحر على السحرة»، يقول مسؤول سوري رفيع. فوجئ الأميركيون ومعهم بعض الأوروبيين بأن سماحهم بمرور بعض الجهاديين عبر الحدود الأوروبية ثم التركية فاق التوقعات. من سيناء إلى العراق وسوريا وصولاً إلى الأردن وشمال لبنان يتعمق العامل الجهادي القاعدي في جسد الشرق. لا بد إذاً من غض الطرف عن عمليات الجيش السوري ضد هؤلاء. كلما قتل الجيش من الجهاديين كلما خفف عبئاً عن الغرب.

[ التورط الفرنسي في مالي، وخطف الغربيين في الجزائر، وفشل تحرير الرهينة في الصومال، أيقظ كل ذلك الدول الغربية من سباتها. حصلت اتصالات مكثفة في الأيام القليلة الماضية بين باريس وواشنطن ولندن وبعض الدول العربية لتسريع خطوات تطويق هذا المد الجهادي. صدرت مواقف فرنسية تقول إن بعض الدول العربية مسؤولة عن تعزيز هذا المناخ الجهادي القاعدي. توجهت أصابع الاتهام إلى من دعم تسليح «القاعدة» في ليبيا. سيصدر كتاب خطير في الأيام القليلة المقبلة في باريس يتحدث عن الدور القطري في عدد من الدول العربية وفي التأثير على فرنسا وغيرها. يوقع الكتاب إعلاميان بارزان وخبيران بشؤون المنطقة هما جورج مالبرونو وكريستيان شينو. من الصعب انتظار دور فرنسي مباشر في الأزمة السورية قبل مرور أشهر طويلة على هذا الخطأ الديبلوماسي والأمني في غرب أفريقيا.

[ تغيير في الموقف العربي. ملك الأردن عبدالله الثاني قال صراحة لشخصين على الأقل هما عبد الباري عطوان، صاحب جريدة «القدس العربي»، وناهض حتر، الكاتب الأردني المقبل على دور سياسي يساري في بلاده، إن الأسد باق وإن المعادلة آخذة بالتغيير. الاستخبارات الأردنية قالت أمراً مماثلا للاستخبارات اللبنانية والسورية. ثمة اتصالات بعيدة عن الأضواء تجري مع السعودية ساهمت في تعديل بعض الرياح بين الرياض ودمشق. لم يصل الأمر إلى نتائج كبيرة بعد ولكنها بداية جيدة. الكلام عن السعودية في دمشق لا يشير إلى طرف مركزي، يحكى عن أطراف متعددة في الدولة ويقال إن احد ابرز هذه الأطراف له رأي مخالف للتدخل في سوريا. وحدها قطر لا تزال المتهم الأبرز في دمشق حتى ولو بقي الكلام عن السعودية وتركيا حاضراً في حديث وليد المعلم. نقل مسؤولون جزائريون وعراقيون ولبنانيون ومصريون استياءً فعلياً من «التعنت» القطري حيال تسليح المعارضة.

[ تفاهم روسي أميركي على الكثير من التفاصيل بشأن الأزمة السورية، رافق ذلك تغييرات جوهرية في إدارة أوباما. يستند هذا التفاهم أساساً إلى اتفاق جنيف. لا بد إذاً من تسوية تضم النظام الحالي وأطراف المعارضة. دمشق قابلة بإعادة تفعيل مهمة الأخضر الإبراهيمي ولكن بشروطها. موسكو لن تقبل مطلقاً الضغط على الأسد للتخلي عن السلطة. أكد لافروف صراحة لنظرائه الأوروبيين في الأسابيع الماضية أن الأسد لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في سوريا تسمح له بالترشح وربما النجاح في الانتخابات المقبلة. الإيرانيون قالوا للروس صراحة أن لا مجال للتفكير بإجبار الأسد على الرحيل. ها هو علي اكبر ولايتي، احد أهم الشخصيات المقربة من المرشد السيد علي خامنئي، يقول صراحة إن «الأسد خط أحمر». ومن يزور طهران يسمع كلاماً أقوى بكثير من هذا، لا يوازيه سوى نقمة اكبر على قطر ودورها، ولوم شديد على تركيا. ولايتي تعمد التصريح بذلك قبل يومين لقناة «الميادين».

[ الدور التركي آخذ بالتراجع، رغم ضرورة استمرار التصريحات المناهضة للأسد. يشعر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحجم المأزق. تتردد معلومات في باريس عن احتمال إبعاد وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو في المرحلة المقبلة. يبدو أن النظام السوري نجح كثيراً في تعزيز التفاهم مع الأكراد. بات مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» سداً منيعاً أمام التحرك التركي. المسؤولون الأمنيون السوريون مرتاحون جداً لـ«حزب العمال الكردستاني». يحكى عن مفاجآت مقبلة عند الحدود. يؤكد مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن إرسال «الباتريوت» إلى تركيا هو لحمايتها وليس للهجوم. أنقرة قلقة إذاً على أمنها بعدما كان أردوغان، ولفترة طويلة، سيد «المبشرين» بسقوط قريب للأسد. هل كان اغتيال الناشطات الكرديات الثلاث في باريس من قبيل الصدفة؟

[ ثمة معلومات كثيرة يسمعها زائر سوريا عن تغييرات محتملة في السعودية وقطر. يقال إن المملكة، التي شنت حرباً إعلامية شعواء مع الإمارات والكويت على الإخوان المسلمين في مصر وتونس، تعيش مرحلة التمهيد الفعلي لما بعد الملك عبدالله. واشنطن ترعى حالياً مرحلة استبدال الجيل السابق من قادة السعودية بجيل من الشباب. في صحيفة «واشنطن بوست» قبل فترة مقال مفصل عن ذلك. صحة الرجل ما عادت تساعد. يحكى أيضاً عن استعدادات في الدوحة لمرحلة التغييرات السياسية المقبلة وسط كلام عن صحة الأمير.

قد يسمع زائر دمشق تحليلات حول كل هذه المتغيرات، ولكن الأهم يبقى الخيار العسكري في الوقت الراهن. استئصال الجهاديين والمقربين من «القاعدة» صار أولوية. حتى الكلام عن المعارضة «المعتدلة» ما عاد مسموعاً كثيراً. فهؤلاء برأي القيادات السورية فقدوا الكثير من أهمية حضورهم على الساحة الداخلية، «تركوا الساحة لمقاتلين لا يعرفون عن الإصلاح والحريات والديموقراطية شيئاً»، ولم يتخذوا المواقف في الوقت المناسب. هذا كلام يتردد كثيراً في دمشق من رأس هرم السلطة حتى المفاصل الأساسية.

ومع ذلك فالحل السياسي مطروح. يقول زوار الأسد إنه في كل مرة يتحدث عن الإصلاح إنما يعيد السائل إلى خطابه الأخير. يقول إنه قدم مشروعاً متكاملاً في دار الأوبرا. تحدث عن الدستور والميثاق والاستفتاء والانتخابات. هذه أمور جوهرية متفق عليها أصلاً مع الروس. موسكو ارتاحت لخطابه. شكلت إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سداً منيعاً أمام الهجمات الغربية والعربية على الخطاب. ذهبت الإدارة الروسية ابعد من ذلك، اعتبرت أن خطاب الأسد هو أقصى ما يقدمه النظام وأنه بات على المعارضة تقديم تصورها للحل.

كل ما تقدم مهم، ولكن الأهم أن صورة المعركة على الأرض آخذة في التغيير. دخلت معطيات جديدة وإستراتيجيات عسكرية. تعلم الجيش من بعض الأخطاء السابقة. أحكمت القبضة على المفاصل الأمنية التي كانت تمر عبرها بعض الاختراقات بدواعي الفساد المالي. تم تشكيل لجان شعبية تدربت بشكل مكثف في الأشهر الماضية. وضعت شبكة معلومات وتجهيزات تنصت وغيرها (بمساعدة روسية كبيرة)، نافست كل المساعدات الغربية للمعارضة المسلحة. اتخذت إجراءات لحماية ذاتية في مناطق الأقليات. يقال إن ما حققته اللجان الشعبية في بعض المناطق تخطى ما انتظره الجيش.

ترافق كل ذلك مع إجراءات اقتصادية ساهمت فيها روسيا وإيران والعراق، وصولاً إلى دول أخرى لا مجال لذكرها الآن. يحكى عن صفقة لإعادة الإعمار تم التوافق عليها مع الروس. دخلت عوامل نفطية على الخط. لم يوقف ذلك من استفحال الأزمة الاقتصادية ولكن الوضع كان سيكون أسوأ بكثير لو لم تتخذ هذه الإجراءات. الهم الاقتصادي كبير ولكن الأسد يبدو واثقاً من الخطوات المقبلة. في كل المناطق التي حصلت فيها تسويات، ومنها مثلا حمص، يصار إلى تحسين أوضاع المواطنين. ثمة أمل في تسويات مقبلة في حلب تجنب المدينة حروباً جديدة. أوضاع اللاجئين والنازحين دفعت البعض إلى إعادة مد جسور مع النظام.

كيف يمكن توظيف التقدم السياسي لاحقاً؟

مع استمرار تشديد القبضة الأمنية على الأرض، ستبدأ سلسلة من الاجتماعات للمعارضة في الخارج. ثمة أمل معلق على ما تعده هيئة التنسيق ورئيسها في الخارج الدكتور هيثم مناع في جنيف. هذا المعارض، الأكثر ثباتاً على موقفه الرافض للحلول العسكرية ولعسكرة الثورة وللتدخلات الخارجية، التقى حتى الساعة أكثر من 32 وزير خارجية. الطلبات عليه كثيرة، وخصوصاً من الخليج، هذه الأيام. سيشرف مناع على اجتماع قريب في جنيف (هو نفسه الذي لم يعقد سابقاً في سانت ايجيدو الايطالية). يقال إنه سيكون أهم مما كان منتظراً في الاجتماع السابق. قد تنضم إليه شخصيات من النظام (ربما من مجلس الشعب) وشخصيات أخرى تدور في فلك الإخوان المسلمين. اجتماعات كهذه تعقد برعاية روسية وتعاون أوروبي وترحيب إيراني ومن بعض دول الخليج المناهضة لدور كبير للإخوان المسلمين. من المنتظر أن يتبع ذلك خطوات سياسية بين السلطة والمعارضة. روسيا وإيران والسعودية ومصر على الخط. تركيا مضطرة لأن تتبع ذلك.

تستند موسكو إلى مثل هذه اللقاءات والتحركات لتقول لواشنطن، أن لا سبيل لوقف الحرب في سوريا سوى واحد: تطبيق اتفاق جنيف ونقل الصلاحيات لحكومة مشكلة من كل الأطراف والإعداد للانتخابات المقبلة. وليس مقبولاً منع الأسد من المشاركة في الانتخابات.

الخيارات واضحة، إما القبول بهذه التسوية ووقف الحرب، بما في ذلك وقف دعم المسلحين، وإما حرب تطول، ولا شيء يشير إلى احتمال تغيير المعادلة سوى إذا نجح المسلحون في اغتيال الأسد بمساعدة غربية. لذلك قالت موسكو وبعدها طهران إن الأسد خط احمر. يبدو الأسد بالنسبة للعاصمتين ضمانة بقاء النظام.

في اللقاءات المصرية السعودية الأخيرة، وكذلك في الاتصالات غير المعلنة على الخط المصري الإيراني السعودي التركي، تتقدم القناعة يوماً بعد آخر بأن لا حل سوى بتسوية سياسية يشارك فيها الجميع، بمن فيهم الأسد.

ماذا عن لبنان؟

يحلو لبعض المسؤولين السوريين التذكير بأن اتفاقات دولية، وخصوصاً مع فرنسا، هي التي جاءت بالرئيس ميشال سليمان رئيساً وأن مواقفه ليست مفاجئة، فهو كما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اعتقدا لوهلة باحتمال سقوط قريب للنظام. يقولون إن اللبنانيين يخطئون دائما في تصديق الغرب حين يتحدث عن تغييرات. يبقى ميقاتي في دمشق أفضل موقفاً من سليمان، لكن الأسئلة كبيرة. لا رضى ولا نقمة على المسؤولين اللبنانيين وإنما كثير من العتب، خصوصاً لسماحهم بتهريب السلاح وبهجومهم على السفير السوري. «سمحت لنا الأزمة السورية باكتشاف من هم أصدقاؤنا الفعليون» يقول مسؤول سوري، لن ننسى هذه الدروس مطلقاً.

يحلو للمسؤولين السوريين أيضاً الإشارة إلى أن زيارة رئيس جبهة النضال وليد جنبلاط إلى روسيا تعني الكثير في الوقت الراهن. الرجل بالنسبة لهم بدأ تحولاً كبيراً يريده من عاصمة كبيرة. يقولون إنه فهم أن الرياح في الأزمة السورية سارت بعكس أشرعته. يشيرون بشيء من الابتسام إلى الانقسام اللبناني حول قانون الانتخابات، والى المواعيد التي ضربها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للعودة إلى لبنان ولم تتم. هم واثقون أن عودته ستكون نتيجة تفاهم سوري مع السعودية. هذا ليس قريباً. يقول احدهم إن القوانين السورية لا شك متقدمة كثيراً على قانون الستين وتوابعه. يؤكد بعضهم أن «دمشق لن تنسى من وقف معها، تماماً كما لن تنسى من ساهم في سفك الدماء». هل ثمة ترجمة فعلية لذلك؟ ….الصمت سيد الموقــف يرافقه تســـريب معلومة عن شخصيات لبنانية مناهضة للأســـد حاولـــت فتح خطـــوط في الشهرين الماضيين.

يناقض كل هذا المشهد ما يقوله مسؤول امني لبناني كبير، من أن النظام السوري سيسقط بعد شهرين. تماماً كما كان يقول أوباما وساركوزي وأردوغان.

مرة جديدة يتبين أن مصالح الدول أقوى من عذابات الشعوب. خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بالعرب، وبانتظار التسوية، فإن الحرب لا تبدو قريبة الانتهاء.

تشكيل قوة عسكرية موازية للجيش السوري للمساعدة في خوض حرب الشوارع

بيروت- (ا ف ب): انشأ النظام السوري قوة عسكرية موازية للجيش السوري مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات النظام على خوض حرب تزداد صعوبة على الأرض مع المجموعات المقاتلة المعارضة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “ان الجيش السوري غير مدرب على خوض حرب عصابات، لذلك قرر النظام انشاء جيش الدفاع الوطني”.

واضاف ان جيش الدفاع الوطني سيضم اللجان الشعبية الموالية للنظام والمؤلفة من مدنيين والتي نشات مع تطور النزاع إلى العسكرة بهدف حماية الاحياء من هجمات المقاتلين المعارضين، انما مع توسيعها وفي ظل هيكلية جديدة وتدريب افضل.

واشار عبد الرحمن إلى أن معظم المقاتلين في جيش الدفاع الوطني هم من اعضاء حزب البعث أو مؤيديه، وهم “رجال ونساء من كل الطوائف”.

وكانت قناة “روسيا اليوم” ذكرت على موقعها الالكتروني باللغة العربية الجمعة نقلا عن مصدر سوري مطلع في دمشق “ان السلطات السورية تتجه لانشاء ما يمكن تسميته بـ(جيش الدفاع الوطني) كرديف للقوات النظامية التي تتفرغ للمهام القتالية”.

وقال المصدر إن هذا الجيش سيتشكل “من عناصر مدنية أدت الخدمة العسكرية إلى جانب أفراد اللجان الشعبية التي تشكلت تلقائيا مع تطور النزاع القائم في سورية”.

وأشار المصدر إلى أن افراد “جيش الدفاع الوطني سيتقاضون رواتب شهرية، وسيكون لهم زي موحد”، متوقعا ان يبلغ عددهم حوالى العشرة آلاف من مختلف محافظات البلاد.

وقال عبد الرحمن إن الجيش الجديد “سيضم قوات نخبة دربها الايرانيون”.

وكان قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري اعلن في ايلول/ سبتمبر ان بلاده تقدم “نصائح وآراء” إلى دمشق و”تفيدها من الخبرة الايرانية”.

وعلى الارض، افاد ناشطون أن القوة العسكرية الجديدة بدأت تتحرك على الارض في محافظة حمص (وسط).

وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله الموجود في ريف المحافظة لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان “عدد المقاتلين الموالين للنظام في المحافظة ازداد كثيرا خلال الايام الاخيرة مع بدء عمل جيش الدفاع الوطني”.

غارت جوية في محيط دمشق مع عودة تدريجية للتيار الكهربائي إلى أحيائها

بيروت- (ا ف ب): شن الطيران الحربي السوري الاثنين غارات على مناطق في محيط دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين، في حين بدأت التغذية بالتيار الكهربائي تعود تدريجيا الى العاصمة بعد انقطاع شامل فيها ليل الاحد الاثنين.

وقال المرصد في بريد الكتروني “نفذت طائرات حربية عدة غارات جوية على مدينة عربين وبلدة حمورية في ريف دمشق”، متحدثا عن “سقوط شهداء وجرحى” بحسب المعلومات الاولية.

كما افاد عن تحليق للطيران الحربي في سماء الغوطة الشرقية التي تتعرض مناطق فيها للقصف، تزامنا مع “اشتباكات عنيفة” على اطراف بلدتي عقربا وزملكا.

والى الجنوب الغربي من العاصمة “لا يزال القصف مستمرا من القوات النظامية على مدينة داريا” التي يحاول نظام الرئيس بشار الاسد منذ فترة فرض سيطرته الكاملة عليها، بحسب المرصد الذي اشار الى ارسال “تعزيزات عسكرية مؤلفة من عدد من الاليات والمركبات وناقلات الجند” الاثنين إلى المدينة.

من جهتها، افادت صحيفة (الوطن) السورية المقربة من النظام ان الجيش النظامي “اجهز في الساعات الثماني والاربعين الماضية على عدد من المسلحين في اطراف مدن داريا ومعضمية الشام وفي بساتين دوما وحرستا”، وانه “بصدد الاعلان عن مفاجآت قاسية جدا لكل من لا يزال مصمما على القتال في ريف دمشق ورافضا الاستسلام للجيش”.

وتشن القوات النظامية منذ اسابيع حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.

وشهدت مختلف احياء دمشق انقطاعا شاملا في التيار الكهربائي بدءا من مساء الاحد بعد اصابة محول رئيسي للتوتر العالي في مدينة النبك بريف دمشق، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي.

ونقل عبد الرحمن عن بعض الناشطين ترجيحهم ان يكون المحول اصيب “في غارة جوية”.

من جهتها، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الكهرباء عماد خميس قوله ان انقطاع التيار الكهربائي “ناجم عن اعتداء ارهابي مسلح على خط تغذية رئيسي”، مؤكدا العمل على اعادته “لكن هذا الامر يحتاج الى بعض الوقت”.

وصباح الاثنين، افاد ناشطون في المدينة عن عودة تدريجية للتيار.

وقالت ناشطة معارضة عرفت عن نفسها باسم “لينا” لفرانس برس عبر سكايب، ان “كل المدينة تأثرت. كان الوضع غريبا لانها المرة الاولى تقطع الكهرباء في دمشق طوال هذه المدة”.

وادى النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا الى تقنين في التغذية بالتيار الكهربائي في مختلف المناطق السورية، لا سيما بسبب ازمة المحروقات وصعوبة اصلاح الاعطال في المناطق التي تشهد اشتباكات.

شيخ السلفية محمد سرور زين العابدين لـ القدس العربي: امريكا تريد بقاء النظام السوري وترقيعه بالمعارضة

لا اعترف بالمجلس الوطني والائتلاف والخارج كيان هلامي

اسطنبول ـ ‘القدس العربي’: اكد الشيخ محمد سرور زين العابدين احد ابرز مفكري الفكر السلفي ان الولايات المتحدة الامريكية تريد بقاء النظام السوري و’ترقيعه’ من بعض شخصيات المعارضة السورية، وان امريكا وروسيا واسرائيل لا تريد للثورة السورية ان تنتصر.

وقال الشيخ سرور لـ’القدس العربي’ الذي التقته في اسطنبول يوم امس انه لا يتعاطى مع المجلس الوطني السوري او الائتلاف الوطني الجديد الذي حلّ محله، وانما مع المقاتلين والنشطاء في الداخل السوري، وقال ‘ان ما هو في الخارج هو شيء هلامي’.

واشار الى ان شحنات السلاح الى المقاتلين في الداخل توقفت وبأمر من الولايات المتحدة التي لا تريد وصول السلاح للمقاتلين، وقال ‘ان معركتنا مع ايران وروسيا ولا يمكن ايضا ان ننسى ان معركتنا مع اسرائيل وامريكا’.

وانتقد الشيخ سرور بشدة الانقسامات في صفوف فصائل الداخل، وقال ان جهودا تبذل لتوحيد هؤلاء تحت ‘جبهة تحرير سورية’ و’الجبهة الاسلامية’. واضاف بان هناك مبالغات كبيرة فيما يتعلق بجبهة النصرة وحجمها، ولكنه قال انها موجودة في ريف حلب وليست وحدها. وشدد على ان النصرة لا تقول عن نفسها ‘قاعدة’ وهم لا يكفرون الآخرين ولا يقتلون الآمنين ويسمحون لطلاب العلم ان يلقوا دروسهم. وامريكا تريد وصم الثوار بختم ‘القاعدة’.

وانتقد الشيخ سرور بعض السلفيين وما وصفها بتبعيتهم للرياض، وقال ‘ان بعض الجماعات السلفية ترفع مظلاتها فورا اينما كانت اذا سقط المطر في الرياض’!.

وتطرق الى الخلاف المتفاقم بين ‘اخوان الخليج’ وحكوماتهم، وقال انه يختلف مع الرأي الرسمي الذي يقول ان هؤلاء الاخوان يريدون قلب الانظمة لان اخوان الخليج مرتاحون واوضاعهم المالية والاجتماعية جيدة، ولا يفكرون في قلب الانظمة الحاكمة، وضرب مثلا بإخوان الكويت وقال انهم من اكثر الناس تعصبا للأسرة الحاكمة.

وقسّم دول الخليج الى معسكرين، وقال ان قطر وتركيا مستعدتان للتعامل مع الاسلاميين والعلمانيين معا، وليست لهما مشكلة مع اي من الجانبين، بينما السعودية والامارات والاردن لها مشكلة ضخمة مع الاسلاميين، ولن تقبل هذه الدول بالاخوان ‘حتى لو خرجوا من جلودهم’. وانتقد السعودية بشدة وقال انها لا تثق بالاسلاميين حتى الذين يتعاملون معها.

واعرب الشيخ سرور عن قلقه وعدم ارتياحه لتطور الاوضاع في مصر ووضع الرئيس مرسي على وجه الخصوص، وقال ان هناك حالة من الفوضى، لان اطاحة النظام تمت بشكل مفاجئ وسريع، وما حصل لم يصغه الاخوان والسلفيون وانما الشباب المصري، ثم التحق بهم الاسلاميون. وقال ان ما حصل في مصر وبكل بساطة ان الجيش تخلى عن النظام ورئيسه حسني مبارك.

ووجه نصيحة للرئيس مرسي بان يتعامل اولا مع دائرته الاولى، اي الدائرة الاسلامية، اي الحزب الحاكم، ثم يتفاهم مع الدائرة الثانية اي الدائرة الوطنية وان يلتفت الى الوضع الاقتصادي وان يقدم للشعب ما عجز مبارك عن تقديمه. وغضب الشيخ سرور بشدة عندما استخدمنا مصطلح (التيار السروري)، وقال لا يوجد شيء اسمه ‘السرورية’ او التيار السروري، وقال انه مصطلح سعودي محض. وقال ان هناك تيارا سلفيا، وان هذا التيار اسقط اسطورة ولي الأمر وضرورة احترامه.

واضاف ‘نقلنا السلفية من عالم الى آخر’، ووصف السلفية بانها ‘علمية وجهادية’. واكد ان الجهاد يجب ان يكون شرعيا وان السلفية هي التي تقود الأمة في الملمات، حسب تعبيره.

اردوغان يزور اللاجئين السوريين في غازي عنتاب ويوجه انتقادات لاذعة للأسد

أنقرة ـ يو بي آي: زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مخيماً للاجئين السوريين في ولاية غازي عنتاب حيث وجه انتقادات لاذعة للرئيس السوري بشار الأسد.

وخاطب أردوغان في كلمة ألقاها أمام حشد من اللاجئين السوريين في مخيم ببلدة نيزيب بولاية غازي عنتاب الحدودية مع سورية، الأسد بالقول ‘قتلتَ 60 ألف إنسان لغاية اليوم، هل كان جميعهم إرهابيين؟، وتشرّد 600 ألف لاجئ خارج سورية، هل كانوا إرهابيين؟، الأطفال الذين بعمر 7 و10 أعوام، هل كانوا إرهابيين؟’.

وقال إن ‘متملقي النظام السوري الذي يصف شعبه والمناضلين من أجل حقوقهم ومستقبلهم، بالإرهابيين، يمارسون إرهاب دولة’.

وأضاف أن الأسد الابن ‘فاق أباه في الظلم وارتكاب المجازر’، معتبراً أن ‘الأسد الأب ظلم في حماة وحمص، إلاّ أن الأسد الابن يمارس الظلم في كافة أنحاء سورية’، مشيراً إلى أن ‘الأسد الابن سيحاسب من قبل الشعب السوري عاجلاً أم آجلاً’.

وفي كلمة ألقاها في ساحة عامة بمنطقة نيزيب بعد مشاركته في افتتاح أحد المعامل بمحافظة ‘غازي عنتاب’، قال إن ‘الأسد الأب ظلم حماة وحمص، وقتل 30 آلف شخص. أما الابن فقتل حتى الآن 60 ألفاً من إخواننا السوريين. قتل الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة’.

وأضاف أن ‘الشعب السوري يقاوم الظلم، ويكافح الآن من أجل استرداد حقوقه، التي اغتصبها ديكتاتور. الشعب السوري مشتاق إلى العيش بكرامة، ويحن إلى السلام في كل مكان’.

واعتبر أن ‘معاملة من يشعرون بالحنين إلى العيش بسلام معاملة الإرهابين، وتصنيفهم على أنهم إرهابيون هو تصرّف لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال’.

وتابع بأن ‘الفرج قريب من الشعب السوري، لأن الظالمين لم يبقوا أبداً على كراسيهم’.

وكان من المقرر أن يقوم أردوغان بزيارة إلى مخيم اللاجئين السوريين في منطقة إصلاحية، إلاّ أن الزيارة أُلغيت بسبب سوء الأحوال الجوية، ولكن أردوغان وعد لاجئي إصلاحية بزيارتهم عند عودته مرة أخرى إلى محافظة غازي عنتاب.

مصادر غربية وإسرائيلية: مخابرات تل أبيب تنشط في سورية لجمع أدلة عن امتلاك دمشق أسلحة كيماوية لتمكين الناتو من ضربها كما حدث للعراق

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قالت مصادر غربية وإسرائيلية إن الدولة العبرية تقوم بشن عملية سرية حدودية ضد الحكومة السورية، بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي الناتو ووزارة الدفاع الأمريكية، لافتةً إلى أنه بعد البحث عن أدلة قوية (دليل دامغ) في إيران في وقت سابق من هذا العام، وتتتبع القوات الخاصة الإسرائيلية الآن احتياطي الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، مشيرةً إلى أنه بحسب صحيفة ‘صنداي تايمز’ فإن العملية الحدودية هي جزء من حرب سرية، تهدف إلى تتبع الأسلحة غير التقليدية السورية وعرقلة تطويرها.

ونقلت عن مصدر إسرائيلي، مستندًا إلى معطيات الأقمار التجسسية والطائرات دون طيار في البلد، قوله: إننا نعرف منذ سنوات مكان الذخائر الكيميائية والبيولوجية في سورية بالتحديد، ولكن هناك دلائل هذا الأسبوع تشير لنا إلى أن الذخائر قد نقلت إلى مكان آخر. وأشارت إلى أن الجميع يتذكر التعبئة الإعلامية عن أسلحة الدمار الشامل، قبل شن الحرب على العراق، وقد ثبت أن تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية ليست سوى محض افتراء.

وقالت الصحافية الفرنسية، جولي ليفيسك: أولئك الذين كانوا وراء هذه الأكذوبة يطبقون الآن مهاراتهم في تلفيق براهين تتضمن فكرة أسلحة الدمار الشامل من اجل التدخل في سورية. فحسب تقرير من مركز يافا للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب، فإن الإسرائيليين أساءوا فهم التهديد العراقي.

ونشرت الـBBC عن نتائج هذا التقرير: أساءت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فهم التهديد الذي شكله صدام حسين، وقد ساهم هذا في رسم صورة مغلوطة لدى المخابرات الأمريكية والبريطانية. أما معد التقرير، الضابط شلومو بروم، الذي يعمل باحثًا في مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب فقد قال: كانت المخابرات الإسرائيلية بشكل كامل شريكا لأمريكا وبريطانيا في المساهمة في تصوير إمكانات أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير المعارف الإسرائيلي الأسبق، يوسي ساريد قوله: جديا، أساءت الاستخبارات التهديد العراقي لإسرائيل وعززت اعتقاد الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى بوجود هذه الأسلحة، بعد الآن، إذا قدمنا بيانات هامة عن بلدان أخرى، مثل إيران، على سبيل المثال، من سيأخذها على محمل الجد؟، تساءل ساريد. كما أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن صحيفة ‘صاندي تايمز’ قالت إن إسرائيل تستخدم قاعدة في كردستان العراق بشكل دائم لإطلاق بعثات مخابراتية عبر الحدود، على أمل التوصل غالى أدلة دامغة تؤكد أن إيران تعمل على تطوير رأس نووي، مؤكدةً على أنه لا يوجد أي دليل على أن لإيران أسلحة نووية، وحتى وكالات الاستخبارات الأمريكية تعترف بذلك.

وقالت الصحافية أيضًا إن ما يحدث الآن مع سورية هو استئناف المحاولات السابقة لتمرير أدلة ملفقة في شبكة وسائل الإعلام مشيرةً إلى أن مصادر غربية للتايمز إن إسرائيل تراقب النشاط الإشعاعي ومقدرات اختبارات التفجير وأن قوات خاصة استخدمت مروحيات (بلاك هوك) لنقل رجال كوماندوز متنكرين في زي أفراد الجيش الإيراني واستخدمت سيارات عسكرية إيرانية في ارض الميدان.

وتعتقد المصادر أن الإيرانيين يحاولون إخفاء أدلة من شأنها أن تشي باختبارات رؤوس نووية، احتياطا لزيارة محتملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال موقع (YNET) التابع لصحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبرية: تزايد عدد البعثات المخابراتية الإسرائيلية إلى القاعدة العسكرية بارشين في إيران في الأشهر الأخيرة. وحسب المصادر الأجنبية فإن عملية إسرائيل السرية في سورية هي جزء من برنامج مخابراتي طويل ضد حكومة دمشق، لافتةً إلى أن نشاطات تل أبيب السرية ضد الترسانة الكيميائية والبيولوجية لدى الحكومة السورية انطلقت قبل 30 عاما تقريبًا، ويسود الاعتقاد أن بعض هذه الأنشطة الحديثة قد تستهدف العلماء الروس، وحسب تقارير ظهرت في الصحف الإسرائيلية، فإن الممثل السابق للاستخبارات الروسية كان في طريقه للقاء وكلاء المخابرات السورية عندما فـُقد، وتل أبيب لم تعترف بأنها لعبت دورا في موت إيفانوف، لكنهم كثيرون هؤلاء الذين يشكـون في أن تل أبيب تربصت بالروسيَيْن منذ مدة طويلة جدًا.

ولفت التقرير إلى أنه من المعقول أن عملية إسرائيل السرية في سورية تستهدف العلماء الروس، ولكن الهدف النهائي هو تكثيف الحملة الدعائية على الترسانة الكيميائية السورية. كما جاء في التقرير، الذي تمت ترجمته من قبل موقع عرين للمعلومات، أنه منذ بداية التمرد المسلح في آذار (مارس) 2011، اتهمت أمريكا وحلفاؤها، وكذلك وسائل الإعلام الغربية المهيمنة، الحكومة السورية بارتكاب فظائع ضد المدنيين، وحسب تقارير وسائل الإعلام المستقلة وشهادات حية من مكان الحدث، فإن قوات المعارضة هي التي ارتكبت هذه الأعمال الوحشية.

وتم تشويه صورة الحكومة السورية في الكثير من وسائل الإعلام المركزية إلى حد أن الرأي العام كان سينقاد بسهولة إلى الاعتقاد، بدون أدلة داعمة، بأن الحكومة السورية مسؤولة عن ارتكاب جرائم ضد شعبها. هذه الذريعة مثالية من أجل عملية مزيفة حيث تتضمن الدعاية المكثفة مسألة الأسلحة الكيميائية.

هذه الادعاءات المبنية على أدلة كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل ضد الحكومة السورية يمكن أن تستخدم مرة أخرى للضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كي يمنح حلف شمال الأطلسي، تفويضا قانونيًا للتدخل في سورية تحت مبدأ مسؤولية الحماية.

الطيران الحربي يكثف غاراته على داريا في ريف دمشق.. واستمرار الاشتباكات بين المعارضين والاكراد في راس العين

حملة دهم واعتقالات تطال عددا من السوريين في العاصمة

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: كثف الطيران الحربي السوري صباح الاحد غاراته على مدينة داريا ومناطق اخرى في ريف دمشق، ما اوقع العديد من القتلى والجرحى، لا سيما بين المدنيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان بعد الظهر ان سبعة مواطنين قتلوا ‘بينهم خمسة من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وثلاثة من ابنائهما جراء قصف بالطيران الحربي على قرية الباركة بالقرب من بلدة حران العواميد في ريف دمشق’.

وكان المرصد افاد في بيانات متلاحقة منذ الصباح عن قصف عنيف جوي ومدفعي على مدينة داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية استكمال السيطرة عليها منذ اسابيع، ومناطق اخرى في ريف العاصمة.

واشار الى مقتل خمسة رجال في القصف على داريا ودوما، وسادس في قصف طائرات حربية لمدينة معضمية الشام.

ويتزامن القصف الجوي والمدفعي مع اشتباكات عنيفة في منطقة داريا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني ان القصف على داريا عنيف جدا، وان طائرات ميغ نفذت صباحا خمس غارات على المنطقة في نصف ساعة.

واظهرت اشرطة فيديو نشرها ناشطون على موقع ‘يوتيوب’ للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت اعمدة من الدخان الرمادي تتصاعد من المدينة وسط تحليق كثيف للطيران واصوات انفجارات.

ويقول المصور الذي يلهث في احد الاشرطة مع اقتراب اصوات الانفجارات ‘الله اكبر الله ينتقم منكم، الله ينتقم منك يا بشار’.

في المقابل، كتبت صحيفة ‘الوطن’ السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الاحد ‘استمرت طيلة يوم السبت نداءات الاستغاثة وطلب المؤازرة مما تبقى من ارهابيين على اطراف مدن داريا ومعضمية الشام بعدما تلقوا ضربات نوعية موجعة جدا من الجيش العربي السوري الذي دمر عدة أوكار في مناطق مختلفة كان يتحصن بها من تبقى من ارهابيين’.

وقالت ان ‘الإرهابيين في نداءاتهم طالبوا بدعم المجموعات الموجودة في الغوطة كما طالبوا بالأطباء ومواد الاغاثة نظرا لوجود عدد كبير من الجرحى بينهم’، مشيرا الى ان هذه النداءات نشرت على ‘صفحات ما يسمى +التنسيقيات+ على موقع +فيسبوك+’.

وتوقعت ‘الوطن’ ان ‘يقوم الجيش بعملية برية نوعية لاجتثاث ما تبقى من ارهابيين في اوكارهم’.

في مدينة حمص (وسط)، افاد المرصد عن تعرض منطقتي جوبر والسلطانية لقصف عنيف من القوات النظامية السورية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق نفسها بين ‘مقاتلين من عدة كتائب والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة’.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن ‘تصعيد ميداني كبير في المنطقة’، مشيرة الى ان ‘اكثر من مئتي صاروخ وقذيفة ضربت (منذ الصباح) مناطق جوبر والسلطانية وكفر عايا’، ما تسبب بسقوط العديد من الجرحى الذين نقلوا الى مشفى ميداني.

وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية السبت بمقتل 138 شخصا هم 62 مدنيا و35 عنصرا من قوات النظام و39 مقاتلا معارضا ومقاتلان كرديان.

وبين المقاتلين المعارضين 16 قتلوا السبت، بالاضافة الى الكرديين الاثنين، في اشتباكات في مدينة راس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق) بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي وآخرين من كتائب عدة معارضة.

واندلعت هذه الاشتباكات الخميس. وتحدثت ‘هيئة التنسيق الوطنية’ الذي يشكل حزب الاتحاد احد مكوناتها في بيان اصدرته امس عن ‘هجمة ارهابية تتعرض لها رأس العين’ او سري كانيه بالكردية.

وقال البيان ‘يتعرض أهلنا في رأس العين منذ مدة الى هجمة مسلحة مشبوهة من خارج الحدود السورية ومن داخلها متعددة التفاصيل والأدوات زادت حدتها منذ السادس عشر من الشهر الحالي’.

ودانت الهيئة ‘بشدة ما تقوم به هذه الجماعات الدخيلة على الثورة والتي تمثل أجندات خارجية وعلى الأخص التركية منها’.

وكان المجلس المحلي في راس العين التابع للمجلس الوطني الكردي في سورية (يضم ممثلين عن معظم الاحزاب الكردية باستثناء حزب الاتحاد) وجه نداء السبت الى ‘الائتلاف الوطني (السوري المعارض) والمجلس الوطني السوري والجيش الحر للضغط على المسلحين لوقف هذه الحرب الاجرامية كونها تسيء لمبادىء وأهداف الثورة السورية’.

واكد ناشطون اكراد معارضون للنظام السوري لوكالة فرانس برس ان المجموعات المسلحة التي تقاتل قوات حماية الشعب في راس العين تضم مقاتلين اسلاميين وآخرين من الجيش الحر، وان الاكراد في المدينة موحدون في المعركة ضد هؤلاء.

ويضم المجلس الوطني الكردي الاحزاب الكردية المعارضة للنظام، بينما يتهم حزب الاتحاد الكردي بالتواطؤ مع النظام السوري.

الى ذلك نفذت القوات النظامية السورية الأحد حملة دهم واعتقال طالت عددا من المواطنين في حي الميدان في مدينة دمشق حسبما أفاد نشطاء.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه امس: ‘قتل أربعة رجال جراء القصف الذي تعرضت له مدينتا داريا ودوما بريف دمشق كما تتعرض مدينة دوما للقصف من قبل القوات النظامية ما أدى إلى سقوط جرحى بينما تشهد بلدات ومدن الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي في سمائها بينما تعرضت بلدة عين ترما للقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية في حين سمع أصوات إطلاق نار في محيط بلدة حران العواميد’.

وفي محافظة درعا، قتل مقاتل خلال الاشتباكات الدائرة مع القوات النظامية على أطراف بلدة بصر الحرير فيما تتعرض بلدات الحراك ونامر بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية كما قتل مواطن وسقط عدد من الجرحى إثر إطلاق نار عشوائي من قبل القوات النظامية في بلدة بصر الحرير .

وفي محافظة حمص، تتعرض قرية آبل بريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية ما أدى لسقوط عدد من الجرحى كما قتل رجل مجهول الهوية في مدينة القصير بريف حمص في ظروف غير معلومة حتى اللحظة.

ولقي 160 سورية حتفهم بينهم مدنيون ومسلحون وعسكريون في معارك شهدتها سورية السبت حسب المرصد السوري.

وتمنع السلطات السورية وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة بشأن أعمال العنف من مصدر مستقل.

المعلم يحمل المطالبين بتنحي الاسد مسؤولية استمرار العنف ويدعو التنسيقيات الى الحوار

دمشق ـ ا ف ب: حمل وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت المطالبين بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولية استمرار العنف في سورية، ودعا في الوقت نفسه المعارضين الى الحوار على اساس خطة الرئيس السوري الاخيرة، مشيرا بالاسم لاول مرة الى التنسيقيات.

وقال المعلم ان الامريكيين والروس لم يتوصلوا الى اتفاق خلال لقائهم الاخير في جنيف حول سورية، بسبب عدم وجود ‘فهم مشترك للمرحلة الانتقالية الغامضة’ التي يبحثون فيها.

واضاف ان ‘الجانب الامريكي يتمسك بان المنطلق هو التغيير في النظام السياسي بمعنى تنحي سيادة الرئيس.. انهم يتجاهلون حقيقة ان قبطان السفينة عندما تهتز لن يكون اول من يغادر’.

وتابع ‘طالما الامريكي واطراف المؤامرة ومنهم بعض السوريين يتمسكون بهذا الشرط، فهذا يعني انهم يريدون استمرار العنف وتدمير سورية والسير بمؤامرة’ عليها.

ووجه المعلم انتقادات قاسية الى الى الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي الذي تبنى بنظره خلال زيارته الاخيرة الى دمشق ‘موقفا يطابق الموقف الاميركي والموقف الخليجي – ليس كل دول الخليج – المتآمر على سورية لذلك فهو خرج عن طبيعة مهمته وانحاز عن مهمة الوسيط، لان الوسيط لا يتبنى طرحا ضد اي طرف آخر’.

وتابع ‘لا احد يتطاول على مقام الرئاسة. هذا غير مقبول’.

ودعا المعلم الى الحوار على اساس برنامج الحل السياسي الذي طرحه الرئيس السوري في السادس من كانون الثاني (يناير) والذي يقوم على عقد مؤتمر حوار وطني بدعوة من الحكومة الحالية يتم التوصل خلاله الى ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء. وتشكل في مرحلة ثانية حكومة وصفها المعلم بـ’الانتقالية’ تشرف على انتخابات برلمانية، ويلي هذه الانتخابات تشكيل حكومة جديدة على اساس دستور جديد.

ووجه هذا الطرح برفض من المعارضة السورية ومن الدول الغربية.

وقال المعلم ان الاسد طرح برنامجه ‘لقطع الطريق على مبادرات من الخارج بدأت تهبط علينا بالمظلات’.

واوضح ان الحكومة الحالية مكلفة بـ ‘المرحلة التحضيرية’ التي ستسبق عقد المؤتمر الوطني والتي قدر ان تستغرق حوالي شهرين او ثلاثة.

واشار الى ان الحكومة السورية التي كلفها الاسد بوضع ‘برنامج متكامل’ للعناوين التي طرحها عقدت اجتماعين وشكلت لجنة وزارية مصغرة بدأت اتصالاتها ‘مع كل مكونات المجتمع السوري’.

وقال المعلم ردا على سؤال عن البند الاول في طرح الاسد وهو التزام الدول التي تمول وتسلح ‘المجموعات الارهابية’ بوقف العنف، ‘ليست لدينا اوهام ان العنف سيتوقف (…) لكن اذا لم يتوقف العنف لا يعني انه لن يكون هناك حوار وطني شامل’. واكد ان الحكومة ستقدم ‘لمن يشاء الاشتراك في الحوار الوطني (من الخارج) ضمانات بدخول سورية ومغادرتها من دون اي مشكلة’.

وقال المعلم انه ليس ‘متشائما’ ودعا الى الحوار مع ‘من حمل السلاح من اجل الاصلاح’، قائلا ‘الاصلاح آت وابعد مما تطالب به. فتعال وشارك’.

واضاف ‘اخص بذلك التنسيقيات، جيل الشباب لان هذا البرنامج لهم. من حمل السلاح من اجل المال اقول له سامحك الله انت تدمر البلد من اجل حفنة دولارات تعال شارك في بنائها. اما من حمل السلاح دفاعا عن عقيدة فليس في سوريا لك مكان’، في اشارة الى الاسلاميين المتطرفين.

وهي المرة الاولى التي يسمي فيها مسؤول سوري طرفا معارضا بالاسم ويدعوه الى الحوار. والتنسيقيات من ابرز مكونات ‘الحراك الثوري’ على الارض، وهي تقوم بالتعبئة والترويج الاعلامي ‘للثورة’ وقد نشأت تنسيقية لكل منطقة تقريبا في سورية ولها انشطة كثيرة على الارض.

هيئة التنسيق السورية المعارضة تطالب المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لمنع نقل الإرهاب إلى الأراضي السورية

لندن ـ يو بي آي: طالبت ‘هيئة التنسيق الوطنية في المهجر’ المعارضة المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لمنع نقل الإرهاب إلى الأراضي السورية، وأدانت الهجمات التي تستهدف المدنيين في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة.

وقالت الهيئة في بيان الأحد تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه ‘إن بعض الكتائب والفصائل التي تدعي أنها ذراع للثورة السورية، ككتيبة ما يعرف بأحرار الأمة وأحرار غويران وكتيبة مشعل تمو وغرباء الشام وأحفاد الرسول وأبناء سعد بن أبي وقاص بالإضافة لقوات تابعة للمجلس العسكري للجيش الحر، شنت هجمات متعددة على المدنيين العزل وعلى مؤسسات الدولة الخالية من أي تمثيل للنظام السوري والتي هي أساساً ملك للشعب في المدينة، كما أجبرت غالبية سكانها على النزوح وترك بيوتهم وأملاكهم التي تعرضت للنهب والسرقة من قبل هذه الكتائب’.

وأضافت ‘هذه الجماعات الدخيلة على الثورة تمثل أجندات خارجية وعلى الأخص تركيا، فهي من دعمتها بالسلاح والمقاتلين الأجانب والعتاد والمدرعات التي عبرت الحدود بخرق واضح للسيادة الوطنية وإجرام منقطع النظير يتنافى مع المواثيق الدولية ولا يخدم الشعب السوري وثورته من أجل الحرية والكرامة’.

ودعت الهيئة المعارضة الشعب السوري إلى ‘نبذ هذه الجماعات ورفع الغطاء عنها والتساؤل حول ماهية الهدف وجدوى الهجوم على مكون أساسي من مكونات الشعب السوري في منطقة انتهى فيها أي تمثيل للنظام الديكتاتوري، وتدار عبر مجالس محلية مُشكلة من كل المكونات التي تتعايش بسلام في تلك المنطقة، وكانت رائدة في الإلتزام بقيم وأخلاق الثورة منذ بداياتها عبر مظاهرات أسبوعية تدعو لإسقاط النظام وإلى الآن’.

كما طالبت المجتمع الدولي بأن ‘يمارس أقصى أنواع الضغط على الحكومة التركية، التي تغض النظر بتعمد فاضح وبتأييد مُثبت بالأدلة لنقل الإرهاب وأدواته إلى الأراضي السورية’.

يوم بين سيارات الاسعاف في مدينة حلب

حلب (سورية) ـ ا ف ب: يقود ابو بكر سيارة الاسعاف بسرعة كبيرة ويسير بعكس السير في بعض طرق مدينة حلب في الشمال السوري متجاوزا السيارات، ثم يوقفها فجأة امام باص صغير مشتعل وفيه آثار دماء.. رغم ذلك فقد وصل متأخرا وتم نقل الضحايا الى احد المستشفيات.

قرب الباص، يروي مقاتل معارض انه ‘تم اطلاق قذيفة هاون على الحافلة، وقتل ثلاثة اشخاص فيه، وجرحت امرأة كانت في الطريق عائدة من السوق’.

في الارض، حذاؤها وكيس من البطاطا وقد تناثرت بعض محتوياته، وبقعة كبيرة من الدم.

ويقول ابو بكر ‘في احيان كثيرة، لا نصل في الوقت المناسب. اننا نعمل على مدى اربع وعشرين ساعة، الحرب لا تتوقف، وكذلك نحن’.

ويضيف ‘عندما تكون اصابات الجرحى بليغة جدا، ولا يمكن الانتظار، يعمل اقاربهم او ثوار في المكان على نقلهم الى المستشفى بسياراتهم الخاصة او في سيارات اجرة’.

ويعود ابو بكر الى قسم الطوارىء في المشفى الميداني، من دون اي جريح. ويركن سيارة الاسعاف الصفراء، احدى عشر سيارات اسعاف لا تزال تعمل في المدينة التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ستة اشهر، ثم يقول ‘الوضع صعب جدا. هو هكذا كل يوم’.

الا انه يضيف ‘لكنني احب عملي، لانني اساعد الناس من خلاله. البعض يبرعون في القتال، اما انا فاقود سيارة اسعاف وانقذ حياة الناس’.

قبل ان يبدأ عمله هذا، كان ابو بكر موظفا في مصنع نسيج في حلب، الرئة الاقتصادية لسورية.

ابو محمد، زميله يصل الى المكان في سيارة اسعاف اخرى ويبدا بتنظيفها بالمياه. توجد آثار دماء في ارض السيارة وعلى الحمالة.

ويوضح ابو محمد انه نقل جريحا الى المستشفى ‘كان لا يزال على قيد الحياة، لكنني لست واثقا ان في امكانهم انقاذه. اصيب في قذيفة هاون.. انها كارثة’.

ويضيف ‘احيانا، عندما ننظف سياراتنا، نجد فيها اشلاء بشرية’.

ويتولى سعد الدين (32 عاما) مسؤولية ادارة سيارات الاسعاف، ويتلقى في مكتبه الصغير اتصالات من ‘مستشفيات ومدنيين وثوار على الجبهات…’.

ويقول ‘قبل 45 يوما، اعترض الجيش سيارة اسعاف كانت تتجه لنقل ثوار جرحى الى مطار حلب.. لا نعرف حتى اليوم مصير السائق، وما اذا كان لا يزال على قيد الحياة’.

ويوضح ‘اذا حاولنا المرور على حاجز للجيش النظامي ونحن ننقل جرحى، فان الجنود يصادرون السيارة ويوقفوننا’، مشيرا الى ان الجرحى الذين لا يمكن معالجتهم في المناطق الخاضعة لمسلحي المعارضة ‘ينقلون بسيارات الاجرة الى المستشفيات الواقعة في مناطق يسيطر عليها النظام’.

في هذا الوقت، يتلقى ابو بكر على جهازه اللاسلكي نداء جديدا. يقلع بالسيارة بعد اطلاق صفارتها ويصل الى المكان المطلوب. فتاة صغيرة اصيبت نتيجة سقوط قذيفة هاون قربها.

ويقول ابو بكر ‘علينا ان ننقلها الى تركيا (…)، لا يمكن للاطباء هنا ان يساعدوها’.

يتم لف الفتاة ببطانية، وتوضع ضمادة على راسها، فيما الجروح الصغيرة الناتجة عن الشظايا تملأ وجهها. الى جانبها، والدها يذرف دمعا غزيرا، وقد انضم ممرض اليهما داخل سيارة الاسعاف.

يوقف ابو بكر سيارته قرب الحدود. وينزل منها الممرض ويتحدث الى جنود اتراك على الحدود، قبل ان يعود الى السيارة ويحمل الفتاة بين ذراعيه ويأخذها الى المركز الحدودي.

ويقول الممرض ان ‘عددا كبيرا من الجرحى الذين ننقلهم الى الحدود التركية لا يملكون اوراقا ثبوتية ولا يمكنهم عبور الحدود. لذلك، نوصلهم الى مركز للجيش حيث نعرف ان الجنود الاتراك سيستقبلونهم ويأخذونهم الى المستشفيات.

ويؤكد الملازم اول الذي تحدث اليه الممرض، رافضا الكشف عن اسمه، انه ‘تم استدعاء سيارة اسعاف لنقل الجرحى الى مستشفى قريب’.

ويرفض ان يكشف الاعلام اسم هذا المعبر الذي ينقل عبره الجرحى. ويقول ‘اذا عرف النظام، سيحاول قطع الطرق او قصف المنطقة’.

لم ينته يوم ابو بكر المضني. فور عودته الى حلب، يتلقى نداء جديدا: سقوط قذيفة في حي سيف الدولة في جنوب المدينة، و’مقتل اكثر من عشرة اشخاص، واصابة حوالى خمسين بجروح’.

الجيش يطوّر أداءه… وداعمو المعارضة يضعون خططاً جديدة

سوريا: عودة إلى الميدان

بعد معلومات عن تغييرات جذرية أدخلت على عمل الجيش السوري وأدائه أخيراً، وفيما تلوح في الأفق جولة دبلوماسية جديدة بقيادة الطرف المعادي لسوريا عربياً ودولياً، تدخل سوريا مرحلة جديدة يُخشى أن تزيد من دموية الصراع القائم فيها

تتّجه سوريا صوب مرحلة جديدة، ميدانياً وسياسياً. المناخات الدبلوماسية الخارجية لا تشير أبداً إلى تسوية قريبة، لكنّ هناك مَن يتحرك من مكانه ولو ببطء. الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي حصل على تثبّت لكون أيّ حل سيقوم على أساس نظام جديد. لكنه لم يحصل على التنازلات التي يحتاج إليها من جانبي الحكم والمعارضة. كما يعيش مراوحة في الجدال الدبلوماسي من حوله. وهو يفسّر الأمر بأنه انعكاس للواقع الميداني.

على الأرض، برزت تطورات جديدة على أداء الجيش النظامي بعد فشل «غزوة دمشق»، والواقع، بحسب مصادر متعددة، أن تغييرات جذرية طرأت على آليات العمل والتخطيط وحتى التنفيذ، وإن الجهد الخاص بعمل الاستخبارات العسكرية قد تقدّم وأتاح للجيش تحقيق «نجاحات ميدانية» في مناطق عدّة من ريف دمشق ومنطقة حمص. ودفعت القراءة الجديدة إلى قرارات بالتخلّي عن «جهود لا طائل منها» أي إخلاء نقاط وعدم الدخول في مواجهات عسكرية في مناطق مختلفة، وخصوصاً في مناطق الشمال.

الأوساط الدبلوماسية تشير إلى أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير في دار الأوبرا، وحصيلة محادثات الإبراهيمي في جنيف، كانت ذروة المرحلة الأخيرة، وكانت حصيلة الواقع الميداني المستجدّ. وبالتالي فإنّ النتيجة التي لا تحسم الجدال سوف تفتح الباب أمام أسئلة حول المرحلة التالية، وسط معلومات عن أن الطرف المعادي للنظام في سوريا، من تركيا إلى السعودية إلى قطر عربياً، وفرنسا ودول أوروبية والولايات المتحدة دولياً، يمهّد لجولة دبلوماسية جديدة متوقّعة خلال الأسابيع المقبلة.

وحسب المعلومات، فإن جهود القوى المعادية للحكم السوري تنصبّ مجدداً على الآتي:

أولاً: رفع معنويات الائتلاف السياسي المعارض، والدفع نحو خطوة عملانية جديدة تتمثّل في تشكيل حكومة مؤقتة، موعودة بأن تحظى بدعم من عواصم عربية وإقليمية ودولية وباعترافها.

ثانياً: محاولة توحيد المجموعات العسكرية المقاتلة تحت قيادة واحدة من جديد، واللجوء إلى حصر الإمدادات المالية والعسكرية بقيادة يُتّفق عليها، ما يؤدي بنظر هذه الجهات إلى منع الفوضى القائمة حالياً.

ثالثاً: تجميد البحث في ملف النصرة، والسعي إلى تفاهمات ميدانية تحول دون استمرار المواجهات المتفرقة بين مقاتلين من النصرة ومقاتلين من مجموعات أخرى، وخصوصاً في مناطق إدلب وريف حلب.

رابعاً: السعي إلى التعويض عن فشل «غزوة دمشق» بعملية نوعية، سواء من خلال عمل أمني يستهدف قيادات أساسية في النظام، أو من خلال عمل ميداني يوسّع رقعة سيطرة المسلحين في بعض المناطق، وسط رجحان كفّة اللجوء إلى عمليات القتل العشوائي من خلال تفجيرات في مناطق سيطرة قوات النظام.

على الجبهة المقابلة، يراهن الجانبان الروسي والإيراني على مزيد من «الواقعية» في نظرة دول عربية وإقليمية معنية بالأزمة. وكان لافتاً تخلي إيران عن الدبلوماسية المعهودة إزاء دول الخليج، وشن المستشار الأبرز لمرشد الثورة، الدكتور علي أكبر ولايتي، حملة مباشرة على دولة قطر، وإظهاره في الوقت نفسه مرونة تجاه تركيا والسعودية، بينما يجري الحديث عن دور مصري هدفه احتواء أيّ انقسام داخل الجبهة العربية، من خلال إعادة الملف إلى الجامعة العربية وربطه بمهمة الأخضر الإبراهيمي.

ميدانياً، تشير المعطيات الواردة من دمشق إلى أن قوات النظام تسعى إلى تحقيق خطوات هدفها الإمساك مجدداً بكل منطقة دمشق وريفها، وكذلك منطقة حمص وريفها. ما يعني توقّع عمليات عسكرية من الغوطة الشرقية إلى بعض المناطق المتصلة بالجنوب، إلى منطقة القصير وقرى في ريف حمص. وسوف يكون لنتائج هذه المواجهات انعكاسات أساسية على المرحلة المقبلة…

تبدو سوريا الغارقة في أزمة دموية غير مسبوقة، على موعد مع فصل دموي جديد، في ظل استمرار الانقسام الداخلي، واشتداد المواجهة الخارجية أيضاً.

(الأخبار)

المعلّم يدعو «التنسيقيات» للحوار… و«الائتلاف» يبحث حكــومة انتقالية

في لفتة معبّرة، دعا وليد المعلم «التنسيقيات» إلى الحوار، معتبراً المطالبة بتنحي الرئيس سبب استمرار العنف. ومن اسطنبول إلى باريس، سيحطّ اجتماع المعارضة التي تعمل على تشكيل «حكومة منفى»

دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم المعارضة إلى الحوار، منتقداً الدعوات إلى تنحّي الرئيس بشار الأسد، في وقت تجتمع فيه «معارضة الخارج» في اسطنبول لتشكيل «حكومة منفى» لتنتقل إلى باريس بعد أيام.

وحمّل وليد المعلم المطالبين بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية استمرار العنف في سوريا، ودعا في الوقت نفسه المعارضين إلى الحوار على أساس خطة الأسد الأخيرة.

وقال المعلم، في مقابلة تلفزيونية أول من أمس، إنّ الأميركيين والروس لم يتوصلوا إلى اتفاق، خلال لقائهم الأخير في جنيف، بسبب عدم وجود «فهم مشترك للمرحلة الانتقالية الغامضة» التي يبحثون فيها. وأضاف إنّ «الجانب الأميركي يتمسك بأنّ المنطلق هو التغيير في النظام السياسي بمعنى تنحي سيادة الرئيس… إنهم يتجاهلون حقيقة أنّ قبطان السفينة عندما تهتزّ لن يكون أول من يغادر».

ووجّه المعلم انتقادات قاسية للموفد العربي والدولي الأخضر الابراهيمي، الذي تبنى خلال زيارته الأخيرة لدمشق «موقفاً يطابق الموقف الأميركي والموقف الخليجي ـــ ليس كل دول الخليج ـــ المتآمر على سوريا لذلك فهو خرج عن طبيعة مهمته وانحاز عن مهمة الوسيط، لأنّ الوسيط لا يتبنى طرحاً ضد أيّ طرف آخر». وتابع «لا أحد يتطاول على مقام الرئاسة. هذا غير مقبول».

وقال المعلم إنّه ليس «متشائماً»، ودعا إلى الحوار مع «من حمل السلاح من أجل الإصلاح». وأضاف «أخصّ بذلك التنسيقيات، جيل الشباب لأن هذا البرنامج لهم. من حمل السلاح من أجل المال أقول له سامحك الله. أنت تدمر البلد من أجل حفنة دولارات. تعال شارك في بنائها. أما من حمل السلاح دفاعاً عن عقيدة، فليس في سوريا لك مكان».

في سياق آخر، عقد ائتلاف المعارضة السورية اجتماعاً، أمس، في اسطنبول سعياً لاختيار رئيس وزراء في المنفى، على ما أكد أحد ممثليه لوكالة «فرانس برس». ودارت النقاشات حول مبدأ تشكيل حكومة في المنفى الذي لا يزال موضوع نقاش، وحول اسم الشخص الذي يمكن أن يتسلم رئاسة هذه الحكومة في حال الاتفاق على تشكيلها، حسب ما قال أحد المشاركين في الاجتماع، طالباً عدم الكشف عن اسمه. وأضاف هذا المصدر «تمّ طرح اسم رياض حجاب، لكن ذلك أثار انتقادات كثيرة». ودار الحديث، خلال هذا الاجتماع المغلق، «حول وضع الائتلاف الحالي ومستقبله»، وسيستأنف الاجتماع اليوم الاثنين، حسب المصدر نفسه.

في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنّ اجتماعاً للمعارضة السورية سيعقد الاثنين في 28 كانون الثاني في باريس بحضور أبرز قادتها، معتبراً أنّ الرئيس السوري بشار الأسد «لا يستعيد سلطته على الاطلاق». وأوضح أنّ «أبرز الجهات الداعمة» للائتلاف ستكون حاضرة في هذا الاجتماع. وأكد الوزير الفرنسي، أيضاً، أنّ المعلومات حول احتمال استخدام أسلحة كيميائية في حمص في 23 كانون الأول الماضي لم تتأكد.

وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية قد نقلت عن «مصادر في أجهزة استخبارات غربية»، أنّ سلاحاً كيميائياً غير مميت بمفعول يشلّ الحركة، استخدمه الجيش السوري ضد معارضين في حيّ البيضاء في حمص.

من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أنّ ظلم النظام في سوريا سينتهي آجلاً أو عاجلاً. وأضاف، في كلمة ألقاها أمام حشد من اللاجئين السوريين في مخيم ببلدة «نيزيب» بولاية غازي عنتاب، «إنّ الأسد الابن فاق أباه في الظلم وارتكاب المجازر، مشدّداً على وقوف الشعب التركي إلى جانب السوريين».

من ناحية أخرى، قال السيناتور الجمهوري، جون ماكين، أول من أمس، إنّ واشنطن يجب أن تفعل المزيد لدعم «مسعى» الشعب السوري. وتحدث ماكين، خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، عن زيارته لمخيّم للاجئين السوريين في الأردن. وأضاف ماكين، الذي يرأس وفداًَ من أعضاء مجلس الشيوخ في زيارة للمنطقة، «جميعنا نؤمن بأنّ ذهاب بشار الأسد أمر حتميّ، لكننا قلقون جداً كذلك حول الفترة التي ستستغرقها هذه العملية».

من جهته، حذّر الملك الأردني عبد الله الثاني، خلال استقباله ماكين، من تداعيات الأوضاع الخطيرة في سوريا على المنطقة، و«حالة الفراغ الذي قد تستغله العناصر المتطرفة لتنفيذ أجنداتها». وجدّد «التأكيد على موقف الاردن الداعم لإيجاد حلّ سياسي شامل للأزمة في سوريا، يحافظ على وحدة أراضيها وشعبها، ويضع حداً لإراقة الدماء».

ميدانياً، كثّف الطيران الحربي السوري غاراته على ريف دمشق، وتزامن القصف الجوي مع اشتباكات عنيفة في منطقة داريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي مدينة حمص، أفاد المرصد عن تعرّض مناطق جوبر، والسلطانية، والخالدية لقصف عنيف من القوات النظامية، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق نفسها.

من جهة ثانية، قال مصدر عسكري في ادلب لوكالة «فرانس برس» إنّ «المسلحين يشنون هجوماً عنيفاً على الحواجز المحيطة بسجن ادلب المركزي، الواقع على طريق ادلب ـــ أريحا».

وفي مدينة رأس العين، قتل 16 مقاتلاً معارضاً، ومقاتلان كرديان في اشتباكات بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي وآخرين من كتائب معارضة، بعضها اسلامية. وتحدثت «هيئة التنسيق الوطنية»، التي يشكل حزب الاتحاد أحد مكوناتها، في بيان اصدرته أمس عن «هجمة ارهابية تتعرض لها رأس العين». ودانت الهيئة «بشدة ما تقوم به الجماعات الدخيلة على الثورة، والتي تمثل أجندات خارجية وعلى الأخص التركية منها». وأكد ناشطون أكراد معارضون أنّ المجموعات المسلحة التي تقاتل في رأس العين تضمّ مقاتلين اسلاميين وآخرين من «الجيش الحر»، وأن الأكراد في المدينة موحّدون في المعركة ضد هؤلاء.

إلى ذلك، اغتال مسلحون الشيخ خالد الهلال، عضو لجنة المصالحة الوطنية في محافظة درعا، وثلاثة من مرافقيه على طريق الشهيب ـــ تل أصفر.

(أ ف ب، رويترز، أ ب)

عشرات المعتقلين في تركيا بتهمة التجسّس لصالح سوريا

شنت السلطات التركية حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات، ومن ضمنهم محامون، بتهمة التجسس لصالح سوريا، لكن المحامين يؤكدون أنهم يدعمون حقوق الشعب السوري الذي يواجه إرهاباً تدعمه أنقرة

فاطمة كايابال

أنقرة | اعتقلت السلطات التركية خلال اليومين الماضيين 85 شخصاً، بينهم 15 محامياً، على خلفية اتهامات بالتجسس لصالح سوريا واليونان، إضافة الى انتمائهم إلى منظمة يسارية محظورة، لكن أحد المتهمين قال إنهم قيد الاعتقال بسبب دفاعهم عن حقوق الشعب السوري، وعن كل الأشخاص المقموعين في تركيا.

ويُتهم المحامون «بنقل معدات من قادة المنظمة المعتقلين في السجن الى المسلحين، فيما اتهم 9 من أصل 15 محامياً بأنهم أعضاء في جمعية المحامين التقدمية التي يرأسها سيلسوك كوزاسلي». واعتبرت الجمعية في بيانها أن المداهمات التي جرت يوم الجمعة كانت عبارة عن «إرهاب شرطة ضد محامي الدفاع». وأضافت إن «الدولة في حالة هجوم متكامل ضد الشعب والمؤسسات التي تعارض النظام وتناضل من أجل الديموقراطية والحرية». وقالت إن الترتيبات والإجراءات القانونية المناقضة للديموقراطية تهدف الى «تقويض المجتمع وتدمير المعارضة»، مشددة في الوقت نفسه على أن جمعية المحامين سوف تواصل عملها الحالي من أجل «الدفاع عن الحق، والدفاع حتى النهاية».

ومساء السبت عقب المداهمات، جرت تظاهرة في ساحة «تقسيم» في اسطنبول للاحتجاج على العملية الأمنية، وشارك فيها عدد من نواب حزب «السلام والديموقراطية» الموالي للأكراد، اضافة الى العديد من المحامين وناشطي اليسار.

وعندما انتقد المدافعون عن حقوق الإنسان هذه الاعتقالات، ولا سيما تلك التي استهدفت المحامين، أصدرت الشرطة بياناً قالت فيه إن هؤلاء لم يعتقلوا على خلفية نشاطهم كمحامين، وإنما لأنهم أعضاء في منظمة محظورة تعمل على «نقل معلومات سرية للغاية حول بلادنا والتجسس لصالح دول أخرى، ولهذا السبب أنشأوا مراكز تواصل سرية». وأضافت إن المعتقلين لم يفتحوا الأبواب للقوات الأمنية، وقاموا بتلف وإحراق العديد من الديسكات والوثائق، الى أن تمكنت الشرطة من كسر الأبواب. وذكرت صحيفة «حرييت» أن الدول الأخرى التي أشار إليها بيان الشرطة هي سوريا واليونان.

بدوره، قال رئيس جمعية المحامين التقدمية، سيلسوك كوزاسلي في بيان «لقد برهنا ووثقنا مرافق هؤلاء الأشخاص الذي فتحوا الحدود التركية من أجل تسليح المهاجمين الذي يغتصبون وينهبون الشعب السوري. نحن محامو الشعب السوري».

وكوزاسلي على لائحة المطلوبين للاعتقال في هذه القضية، لكن الشرطة لم تتمكن من العثور عليه إلا يوم أمس، لأنه كان في الخارج. وكانت صحيفة «حرييت» التركية قد ذكرت أنه في سوريا، لكنه قال للطبعة الإنكليزية للصحيفة نفسها إنه في بيروت، وسوف يعود الى تركيا. وفور دخوله الأراضي التركية صباح أمس، أُلقي القبض عليه في مطار اسطنبول.

وأضاف كوزاسلي في بيانه إن اتهامات التجسس سخيفة، وخصوصاً عندما تأتي من قبل اشخاص لا يستطيعون الذهاب الى المراحيض من دون إذن الولايات المتحدة، وغير قادرين على الدخول الى قواعد حلف شمالي الأطلسي الموجودة فوق أراضيهم.

وقبيل اعتقاله، قال لتلفزيون «آي أم سي»، إنهم كانوا في دمشق قبل الانتقال الى بيروت، وإنه تسنى لهم جمع وثائق تثبت الأفعال الخاطئة لتركيا في ما يتعلق بسوريا، لكنه لم يعط تفاصيل حول هذه الإثباتات. وأضاف «كل هذه الادّعاءات غير منطقية. منذ 1974، ونحن كجمعية حقوقية نناضل ضد كل أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان. لم نستسلم حتى إبان الحكم العسكري. ليس بإمكان أحد أن يتدخل في مهمتنا المتعلقة بالدفاع، ولكن يبدو جلياً أنه بالنسبة الى الحكومة مجرد وجود الجمعية غير قابل للاحتمال».

وقال كوزاسلي إنه التقى نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر عندما زار سوريا، إضافة الى مسؤولين آخرين ورؤساء جمعيات التجارة والصناعة. وأوضح «تحدثنا مع الشعب السوري. أخبرونا عن النهب والقتل اللذين يمارسهما المسلحون، وخصوصاً في حلب. ووعدناهم بأن نكون محامي الشعب السوري كي نلاحق الأفعال غير القانونية التي مورست ضدهم. وعدناهم بأن نواصل عملنا كمحامين للأتراك والعرب والأكراد».

ويتمتع كوزاسلي وجمعيته بشهرة واسعة بسبب حساسية دفاعهم عن حقوق الإنسان، ويمثلون الضحايا في العديد من قضايا التعذيب وتلك المتعلقة بالعنف المستخدم من قبل الشرطة، وفي الآونة الأخيرة، أنشأوا خطاً ساخناً يسمى «النجدة، الشرطة». والهدف منه جمع الشكاوى من المواطنين حول وحشية عناصر الشرطة. وهذا المصطلح «النجدة، الشرطة» هو تعبير معاكس للمصطلح المعروف في الخط الساخن «الشرطة، النجدة»، الرقم الطارئ الذي يلجأ من خلاله المواطنون الى القوات الأمنية.

وبدأت الحملة ضد كوزاسلي ورفاقه صباح يوم الجمعة، بحيث أطلقت الشرطة حملات مداهمة في سبع محافظات، وأُعلن أن العملية تستهدف أعضاء في جبهة التحرير الشعبية الثورية المحظورة.

وينتقد اليسار التركي السياسة الحكومية تجاه سوريا، ويتهمون حكومتهم بأن لديها طموحات امبريالية في سوريا وتسمح للجماعات السلفية بأن تستخدم الحدود التركية السورية لنقل السلاح.

الفيصل: الثورات العربية طابعها تنموي

أعرب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن اعتقاده بأنّ الثورات العربية سياسية في ظاهرها، ولكن لا يمكن إغفال جوانبها التنموية أو تجاهل الطموحات الاقتصادية التي تتطلع إليها شعوبنا العربية. وأضاف الفيصل، في كلمته أول من أمس، خلال افتتاح الاجتماع الوزاري للتحضير للقمة العربية الاقتصادية، إنّ «الوطن العربي يزخر بثروات متعدّدة من موارد طبيعية وبشرية، ورؤوس أموال وموقع استراتيجي».

(الأخبار)

هيئة التنسيق تطالب بالضغط على تركيا

طالبت «هيئة التنسيق الوطنية في المهجر» المعارضة المجتمع الدولي بالضغط على تركيا لمنع نقل الإرهاب إلى الأراضي السورية، وأدانت الهجمات التي تستهدف المدنيين في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة، مطالبة المجتمع الدولي بأن «يمارس أقصى أنواع الضغط على الحكومة التركية، التي تغض النظر بتعمد فاضح وبتأييد مُثبت بالأدلة لنقل الإرهاب وأدواته إلى الأراضي السورية».

وقالت الهيئة، في بيان، «إن بعض الكتائب والفصائل التي تدّعي أنها ذراع للثورة السورية شنت هجمات متعددة على المدنيين العزل وعلى مؤسسات الدولة الخالية من أي تمثيل للنظام السوري».

(الأخبار)

البحرية الروسية تستعرض في «المتوسط» و«الأسود»

قالت روسيا إنّها بدأت، في مطلع الأسبوع، أكبر مناورات بحرية لها منذ سنوات. وأفاد محلّلون أنّ موسكو تستعرض عضلاتها العسكرية، وتكشف عن اهتماماً بما يحدث في سوريا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ ثماني سفن حربية من الأساطيل الروسية في الشمال، وبحر البلطيق، والبحر الاسود تشارك في المناورات التي ستجري في البحر المتوسط والبحر الأسود.

(رويترز)

هجوم أميناس سيزيد من تردد الغرب في تسليح ثوار سوريا

لميس فرحات

إلى جانب الضحايا الذين قتلوا في الهجوم الدموي على منشأة الغاز في الجزائر، ربما مات أيضاً أي أمل لثوار سوريا في الحصول على دعم عسكري من الغرب.

لميس فرحات: قال مسؤولون فرنسيون إن الأسلحة المستخدمة في ثورة العام 2011 في ليبيا ساعدت على تعزيز التمرد عبر الحدود في مالي، وظهرت في هجوم الأسبوع الماضي في الجزائر المجاورة، الذي خلف ما لا يقلّ عن مقتل 23 رهينة.

بينما تعمل قطر ودول عربية أخرى على تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح، فقد امتنعت الدول الأميركية والأوروبية عن إرسال الأسلحة الهجومية بسبب خوفها من أنها سوف تقع في أيدي الجماعات المتطرفة.

أما فرنسا، التي كانت في طليعة الدول التي تقترح إرسال أسلحة أكثر فعالية إلى الثوار، قد تعيد النظر في رأيها الآن، وفقاً لما يقوله شاشانك جوشي، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن لموقع “بلومبيرغ”.

أضاف: “كان هناك الكثير من الشكوك حول تسليح الثوار في سوريا. وما حدث في الجزائر سيجعلهم أكثر حذراً، وسيكون محور العديد من النقاشات السياسية”.

السلاح الذي استخدم في ليبيا ظهر حتى الآن في مالي والنيجر ونيجيريا والصومال وسوريا، وربما في قطاع غزة، وفقًا لتقرير صادر في نوفمبر/ تشرين الثاني من مركز فيوجن المدني والعسكري في فيرجينيا، الذي يساعد على تبادل معلومات الأزمات من قبل الجماعات العسكرية والمدنية.

الطوارق في ليبيا

في مالي، تحالف الطوارق الانفصاليون، الذين حصلوا على الأسلحة الثقيلة من ليبيا، مع الجماعات الإسلامية لطرد الجيش المالي في آذار/ مارس، وتمكنوا من الاستيلاء على الكثير من شمال الصحراء في البلاد. في وقت سابق من هذا الشهر، بدأوا حملة باتجاه العاصمة باماكو، مما أدى إلى تدخل فرنسا العسكري. وقد نقلت فرنسا 2000 جنديًا إلى مالي، بهدف منع تقدم المتمردين في انتظار تشكيل قوة افريقية لاستعادة السيطرة على الشمال.

المجموعة التي استولت على مصنع للغاز الطبيعي الجزائري طالبت فرنسا بإنهاء تدخلها العسكري في مالي. وقالت وزارة الداخلية الجزائرية إنه لم يكن هناك سوى ثلاثة جزائريين من بين 32 مسلحاً هاجموا منشأة بالقرب من أميناس، على بعد نحو 1500 كيلومترا (932 ميلا) عن طريق البر من الجزائر العاصمة، و40 كلم عن الحدود مع ليبيا.

وقال الرهائن إنهم سمعوا لهجات ليبية ومصرية وتونسية بين صفوف المسلحين، في حين أن قائد المجموعة من النيجر. واستعاد الجيش الجزائري ستة مدافع رشاشة، و21 بندقية هجومية، وقناصتين، واثنين من مدافع الهاون 60 مم، وستة صواريخ  60 مم، واثنين من قاذفات القنابل، فضلاً عن المتفجرات والذخائر، وفقاً لوزارة الداخلية التي لم توضح من أين أتت هذه الأسلحة.

السوق السوداء

“الأسلحة المنتشرة بدون حراسة أو تنظيم في كل أنحاء ليبيا أظهرت أنها تشكل تهديداً كبيراً، ليس فقط لليبيا نفسها، بل أيضاً للمنطقة ككل”، قال مركز فيوجن المدني والعسكري في تقريره، مضيفاً: “انتشرت الأسلحة بالتالي في العديد ن البلدان المحيطة بها من خلال السوق السوداء، فوصلت إلى أيدي الجماعات الإرهابية، والمتمردين، القراصنة أو الكيانات الإجرامية الأخرى، والتي بدورها تحرّض على اشتباكات عنيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إنه في حين كان هناك مبرر للتدخل إلى جانب الثوار في ليبيا، إلا أنه “كان من المفترض بنا أن نولي اهتماماً أكبر للسلاح المنتشر، وأين يمكن أن ينتهي”.

يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني، قال فابيوس إن فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناقشون تسليم الأسلحة “الدفاعية” لتمكين ثوار سوريا من صد هجمات النظام في المناطق التي يسيطرون عليها.

وقال إريك دينيس، مؤسس المركز الفرنسي للبحوث والاستخبارات، إن “أية أسلحة تصل إلى سوريا قد تؤجّج الصراعات بسهولة في لبنان وتركيا والأراضي الفلسطينية”.

وأضاف: “بالنسبة إلى الفرنسيين، ما حدث في الجزائر سوف يؤثر بالتأكيد على تحركاتهم في سوريا، فما رأيناه في الجزائر كان نتيجة مباشرة لما حدث في ليبيا”.

وقال زوليك إن أحداث الجزائر من غير المرجّح أن تثني الدول العربية عن تسليح الثوار في سوريا، لا سيما وأنها ترتبط بصلات أيديولوجية مع فصائل الإسلاميين المعارضين في البلاد.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/787769.html

3600 لاجئ في يوم واحد والجيش الأردني يسخّر إمكانياته لإغاثتهم

أيمن الزامل

في أكبر موجة نزوح سورية، وصل إلى الأردن نحو 3600 لاجئ في يوم واحد، نقلوا إلى مخيم الزعتري، وتولى الجيش الأردني إغاثتهم وإسعاف المرضى منهم.

للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية قبل نحو عامين، عبر الحدود الأردنية السورية أكثر من 3600 لاجئ ولاجئة خلال يوم واحد، في أكبر موجة لجوء منذ بداية العام الحالي. فوصل عدد الذين اجتازوا الحدود خلال الأسبوعين الماضيين قرابة 20 ألفًا، بمعدل ألف لاجئ يوميًا، وفقًا لما قاله أنمار الحمود، المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن. وقد تم نقلهم إلى مخيم الزعتري في محافظة المفرق شمال العاصمة الأردنية عمان.

ردّ الحمود أسباب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى اشتداد الاقتتال بين الجيشين الحر والنظامي، في ظل تناقص ملحوظ في المؤن داخل سوريا.

وأشار إلى أن الجهات الرسمية الأردنية تعمل في شكل مستمر على تكفيل اللاجئين السوريين للتخفيف عنهم، ضمن الحالات الإنسانية والأسس المعمول بها قانونيًا، موضحًا أن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى الزعتري تجاوز 73 ألفًا، تم تكفيل 14 ألفًا منهم، فيما عاد نحو 12 ألف لاجئ طواعية إلى سوريا.

بين الخميس والاثنين

أكد الجيش الأردني أن قوات حرس الحدود استقبلت خلال الأيام الخمسة الماضية 8221 لاجئًا سوريًا. وقال في بيان أصدره اليوم إن معظم اللاجئين من الاطفال والنساء والشيوخ، عبروا إلى الأردن من نقاط حدودية عدة، خلال الفترة من صباح الخميس الماضي وحتى صباح اليوم الاثنين.

أضاف البيان: “بسبب عمليات تبادل في جنوب سوريا وبالقرب من الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا، فإن عددًا كبيرًا من اللاجئين تطلب جهدا اداريا كبيرا من القوات المسلحة لنقلهم واسعاف العديد من الاصابات والمرضى وحالات الولادة، وتوفير المساعدات الانسانية العاجلة والضرورية من المأكل والمشرب والملابس ووسائل التدفئة وحليب الاطفال ومستلزماتهم”.

خدمات طبية

اشار البيان إلى أن الجيش الأردني استخدم جميع وسائل النقل المتاحة لدى وحداته لإخلاء اللاجئين عند استقبالهم إلى مراكز الايواء المتقدمة التي اعدتها القوات المسلحة، وتم استخدام اكثر من 200 حافلة عسكرية لنقل اللاجئين إلى مخيم الزعتري، اضافة إلى الجهد البشري الكبير لخدمة الأعداد المتزايدة من اللاجئين والجهد الطبي لإسعاف المصابين والمرضى، إذ تطلب ذلك الاستعانة بالعديد من أطباء الخدمات الطبية الملكية وممرضيها وفنييها وسيارات الاسعاف لديها.

يذكر أن الحكومة الأردنية توقعت ارتفاع عدد اللاجئين السوريين خلال العام الحالي من 300 الف إلى اكثر من 600 الف لاجئ، ما يرتب المزيد من الاعباء الاقتصادية على الاقتصاد الاردني الذي يعاني شح الموارد.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/787815.html

خبيران عسكريان لبنانيان: الخيار الأمني للأسد في لبنان مرهون بموافقة إيران وحزب الله

هيثم الطبش

يعلم اللبنانيون أن أمنهم مرهون برغبات الأسد في تبريد البلد أو إشعاله بما يتوافر له من أعوان لبنانيين، هم أشبه بأعواد ثقاب، أكبرها وأفعلها حزب الله، المتروك جانبًا لمهمات استراتيجية كبيرة.

تتعاظم المخاوف اللبنانية من احتمال لجوء النظام السوري إلى استعمال الورقة الأمنية للتخريب في لبنان، إذا ما تيقّن من أنه وصل إلى نقطة اللاعودة في مواجهة الثورة.

 ولهذا القلق مبرراته، فبعد اكتشاف ما بات يعرف بـمخطط سماحة ـ مملوك، الذي كان يهدف إلى زرع عبوات ناسفة في مناطق مختلفة لإحداث فتنة مذهبية وطائفية، تتحسب الأوساط اللبنانية لأن تكون القيادة السوريّة تفكر في ابتداع وسائل جديدة، تسمح لها بإرباك الوضع الأمني اللبناني الهش.

إلا أن أي عمل أمني يبقى مرهونًا بثلاثة عوامل أساسية، أولها اتخاذ القرار والثاني ذراع التنفيذ والثالث توقيته. إذا كان الشعور السائد في لبنان بأن قرار العبث بالأمن لنقل جزء من المعركة في سوريا إلى الأرض اللبنانية متخذ منذ فترة، فإن التساؤلات تتركز حاليًا على الذراع التي ستتولى التنفيذ.

تبدو مروحة الخيارات السورية واسعة. فالمنظمات الموالية لسوريا تنشط في لبنان على أكثر من مستوى، ولا يخفى أن ابرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، التي يتزعمها أحمد جبريل.

الإستقرار مسؤولية الحكومة

يقول المحلل العسكري العميد نزار عبد القادر لـ”إيلاف”: “النوايا تظهر من المؤشرات التي رأيناها، وهي خير دليل على ما يخطط له النظام السوري في لبنان”، لافتًا إلى أن هذه المؤشرات لا تقف عند حدود مخطط سماحة ـ مملوك بل تتعداه إلى جملة عمليات الخطف التي طالت معارضين سوريين على الأراضي اللبنانية، وكذلك الخروقات المتكررة للحدود من القوات السورية النظامية.

ويتابع: “مخطط سماحة ـ مملوك كان دليلًا ساطعًا على ما يفكر به النظام لزرع الفتنة وتوتير الأجواء لإدخال لبنان في دائرة الصراع، وهذا الأمر ليس محصورًا بالساحة اللبنانية لأنّ النظام يحاول دائمًا على محاور أخرى، لا سيما تركيا”.

بدوره، يرى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والخبير الإستراتيجي الياس حنا، في حديث مع “إيلاف” أن عنصر الإستقرار الأمني الداخلي في لبنان “له علاقة بالحكومة القائمة التي تعتمد سياسة النأي بالنفس، وهي حكومة حليفة لسوريا وتتبنى حزب الله ويتبناها”.

أذرع كثيرة

يذكّر عبد القادر بأن الرئيس السوري بشار الأسد سبق له، مع بداية الثورة السورية، التهديد بأن إستمرار الأزمة في بلاده لن يبقى محصورًا فيها، بل من شأنه أن يتنقل إلى كل المنطقة.

أما الوسائل والأذرع الأمنية السورية في لبنان، بحسب عبد القادر، “فكثيرة ومتنوعة من لبنانية وفلسطينية من الجبهة الشعبية القيادة العامة أو فتح الانتفاضة التابعة لأبو موسى وما تبقى من الصاعقة وغيرها”.

لكن حنا يرى أن الاستعانة بتنظيم مثل الجبهة الشعبية – القيادة العامة لا تبدو خيارًا منطقيًا بالنسبة إلى النظام السوري.

يسأل: “ما الذي يدفع النظام السوري إلى الطلب من الجبهة الشعبية للقيام بعمليات بهدف بلبلة الوضع الامني اللبناني؟ فلهذا النظام وجود أمني في لبنان وترتيبات عمل على ترسيخها طيلة 40 عامًا، ونموذج سماحة ـ مملوك قائم ولو استكمل بتفاصيله لكان قلب الوضع الامني بشكل كامل”.

حلفاء مسلحون

يتألف حلفاء النظام السوري في لبنان من أحزاب لا تزال تحتفظ بسلاحها، كحزب الله، وحركة أمل، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وقسم من المرابطون بزعامة مصطفى حمدان، وحزب التيار العربي بزعامة شاكر البرجاوي، وتيار التوحيد العربي الذي يقوده الوزير السابق وئام وهاب، بالاضافة إلى الحزب العربي الديموقراطي وعلى رأسه العلوي رفعت علي عيد في الشمال، وحزب الاتحاد بزعامة الوزير السابق عبد الرحيم مراد في البقاع. وقد ترددت معلومات عن أن أحمد جبريل يقيم في منزل مراد بعد خروجه من سوريا.

ويشير عبد القادر إلى أن هؤلاء الحلفاء ناشطون، مشددًا على أن ما قيل في الفترة الماضية عن خروج مقاتلين من مخيم عين الحلوة للقتال في سوريا، وما تأكد من أن بعضهم قتل هناك، “من شأنه أن يسلط الضوء على المخيمات الفلسطينية، وعلى الدور الذي يمكن أن تؤديه في اتجاهين، الأول تصدير المقاتلين إلى سوريا، والثاني تلقي الردود من النظام السوري، الذي يمكن أن يعمد إلى إشعال فتائل التفجير داخل المخيمات، وبالتالي العبث بأمن لبنان من باب هذه المخيمات”.

ليس ذراعًا

أما حنّا فيرى أن لجوء النظام السوري إلى الخريطة الامنية في الداخل اللبناني مرهون بعوامل مختلفة ومتنوعة، لافتًا إلى أن أي قرار سيتخذه النظام في هذا الاتجاه لا بد أن يراعي الوضع الداخلي لحليفه الأبرز وهو حزب الله، الذي لا يريد أن ينغمس حاليًا في متاهات أمنية أو سياسية إضافية.

يقول: “خطأ كبير وسم حزب بسمة الذراع الأمنية لسوريا في لبنان، فحزب الله منظمة كبيرة جدًا ولها قدرات ضخمة، أظهرت حرب العام 2006 حجمها، وبالتالي حزب الله ليس منظمة توكل اليها مهمات صغيرة، من خطف وضرب، بل مهماتها كبيرة وإستراتيجية، وبالتالي فإن أي شيء قد يقوم به الحزب سيكون له بعد إستراتيجي وسيفرز تغييرًا على مستوى كبير”.

يضيف: “على سبيل المثال، هجوم حزب الله مراكز ومؤسسات تابعة لتيار المستقبل في 7 أيار (مايو) 2008 لم يكن عملًا عاديًا، بل إستراتيجيًا بقرار ايراني، حتى أن بعض فرقاء قوى 14 اذار كان على علم مسبق بما سيجري”.

سيناريوهات محتملة

قد يبدو إستشراف ما يمكن أن يلجأ إليه الأسد في لبنان غامضًا، إلا أن الأمور بالنسبة إلى حنّا ترتبط مباشرة بعناصر التسوية. يقول: “وفق الإبراهيمي، أصبح نظام الأسد جزءًا من المشكلة وليس الحل، وبالتالي الحل الذي يجري البحث عنه في سوريا يتوخى تأمين توافق أميركي روسي أوروبي إيراني سعودي قطري، وهنا تكمن الصعوبة، لذلك فإن أي تحرك من حزب الله في لبنان سيأخذ في الحسبان مدى القبول أو الرفض الإيراني للتسوية النهائية، وفي الحالتين يجب أن نرى كيف سيتصرف الحزب”.

ويذهب عبد القادر أبعد من ذلك، إذ يحذر من أن عمليات الاغتيال والتفجيرات يمكن أن تتكرر وتتطور، منبهًا إلى أن احتمال أن تكون قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) هدفًا للذراع الأمنية للنظام السوري.

يقول: “تهديد أمن اليونيفيل يعرّض تنفيذ القرار 1701 للخطر، وبالتالي قد يدعو الدول المنتشرة في إطار اليونيفيل لاعادة النظر في وجودها، كما علينا أن لا نغفل احتمال تسهيل النظام السوري مرور مجموعات موالية له إلى الحدود اللبنانية الاسرائيلية لقصف المستوطنات في شمال اسرائيل، ما من شأنه أن يشعل المنطقة، لكن هذا لن يكون عملًا يحبذه حزب الله، الذي لا يرغب حاليًا في خوض حرب جديدة ستكلفه الكثير”.

ويختم حنا قائلًا: “سوريا متجهة إلى إنقسامات عمودية داخلية على أسس مذهبية وطائفية ومناطقية، لكن الأسد اليوم هو المقاتل الأقوى داخل سوريا، وما سيفعله في لبنان يرتبط مباشرة بما يرضي إيران وحزب الله”.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/787789.html

سوزان أحمد: حرب إبادة في ريف دمشق والثورة مستمرة سلميًا وعسكريًا حتى النصر

ملهم الحمصي

تتقن سوزان أحمد الانكليزية، فكلفتها الثورة السورية النطق باسمها أمام وسائل الإعلام الغربية، ما وضع على كاهلها مسؤولية كبيرة. وهي تقول إن ما يحصل في دمشق هو حرب إبادة حقيقية.

ملهم الحمصي: لم يخطر ببال سوزان أحمد يومًا أن إتقانها اللغة الانكليزية سيضعها في الصفوف الأمامية في الثورة. فقد تحوّلت من مجرد مراقب أو متابع للحراك الثوري للشعب السوري إلى ناطق باسمه لدى وسائل الإعلام الغربية، ومحطاتها الرئيسة، كأقنية سي أن أن، وبي بي سي، والجزيرة الانكليزية وغيرها، لإيصال صوت شعبها إلى أنحاء العالم، في ظل التعتيم والتضليل الإعلاميين اللذين يقوم بهما النظام السوري.

“إيلاف” التقت أحمد، الناطقة باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، التي أكدت أنها طارئة على الإعلام، وما فرض عليها إتقانها الانكليزية، هو وضعها في خدمة إعلام الثورة. وتصف ما يحصل في ريف دمشق بحرب الإبادة الحقيقية، كما تؤكد إيمانها باستمرار الثورة السورية في حراكها السلمي وكفاحها المسلح حتى النصر.

في ما يأتي نص الحوار:

كناطقة إعلامية باسم مجلس الثورة في ريف دمشق، كيف تصفين لنا هذه التجربة؟

لست إعلامية، لكن الثورة والحاجة إلى نقل أخبار الداخل إلى الخارج فرضتا عليّ العمل كناطقة إعلامية، وأسعفني بهذا إتقاني اللغة الانكليزية، ما سهّل عليّ التواصل مع وسائل الإعلام الأجنبية، إضافة إلى اتباع بعض الدورات التدريبية على أيدي إعلاميين احترافيين، ما مكنني من إتقان مبادئ العمل الإعلامي.

 ماذا أضافت الثورة السورية إلى الشباب السوري، وماذا غيّرت فيهم؟

أستطيع القول إن الثورة أضافت الكثير، إذ حررت العقول والنفوس، وأعطت لشبابنا الفرصة للتعبير عن أفكارهم وأنفسهم، من دون الشعور بالخوف، ما يسمح لهم بالتطور، وما سينعكس على بلدنا إيجابًا في المستقبل، بعد أن تعود سوريا إلى استقرارها.

تحدٍّ للإنسانية

كيف تصفين طبيعة المعارك الدائرة حاليًا في ريف دمشق للقارئ؟

ما يحدث في الحقيقة على أرض الواقع هو حرب إبادة، وكأن بشار الأسد أقسم أن يفني البلد قبل أن يخسر سلطته. لكن لن أتكلم عسكريًا، بل سأتكلم إنسانيًا، فما يحدث الآن على أرض الواقع هو تحدٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هو تحدٍ للإنسانية وتحدٍ للأخلاق. فعندما ترى أوضاع اللاجئين والمناطق المنكوبة، وترى تنافس الناس في مساعدة بعضهم بعضًا وتأمين مستلزماتهم، تدرك أننا شعب كريم عظيم، نغيث الملهوف، ونطعم الجائع. في المقابل، هناك بعض الممارسات السلبية من استغلال واحتكار يقوم بها أصحاب النفوس الضعيفة. ما يحدث هو اختبار يكشف معادن الأشخاص.

ما هي الصعوبات التي تواجهينها في إيصال صوت المعارضة السورية والشعب السوري إلى العالم الغربي؟

كثيرة.. أولها انقطاع الكهرباء ساعات طويلة، وانقطاع وسائل الاتصال والانترنت، التي هي سبيلي الوحيد للتواصل مع العالم الغربي. أما في الشق الذي يتعلق بمشاكل الإعلام الغربي حصرًا، فكما هو معروف، لهذا الإعلام توجهه السياسي الخاص، واهتماماته الخاصة، التي تخدم أجندات دوله، ما يزيد الأعباء عليّ لإيصال الخبر بالطريقة التي تحفزهم لنشره، بالطريقة التي تخدم قضيتنا لا أجنداتهم.

تحفيز العالم

كيف تنظرين إلى حجم التجاوب الغربي مع القضية السورية؟ وما ملاحظاتك عليه؟

للأسف، ما يحدث لنا هو بالنسبة إلى الإعلام الغربي مجرد مادة إعلامية، ويتم التعامل مع قضية بحجم قضيتنا كمجرد خبر أو برنامج إخباري حتى!. نسعى إلى إيصال ما يحدث هنا إلى وسائل الإعلام الغربية المؤثرة، لأنها تصل إلى الرأي العام العالمي، والذي بدوره يمكن أن تكون له القدرة على الضغط على حكوماته.

ما هي رؤيتك لمسار الثورة والحراك الشعبي في سوريا مستقبلًا؟

الثورة مستمرة على الرغم من وسائل القمع والقتل، التي يستعملها النظام لإخمادها. لقد تحملنا الكثير، وقدمنا الكثير، لكننا مؤمنون بما خرجنا من أجله، وأثق تمامًا بأن الثورة ستكمل طريقها بجناحيها السلمي والعسكري حتى النصر.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/787710.html

اللاذقية: انقساماتها الطائفية تمنع انتفاضتها.. والنظام يعتبرها ملاذه الأخير

معلومات عن محطة كهرباء خاصة بها ستبنيها طهران للاكتفاء الذاتي

يزداد التوتر يوما بعد يوم في أحياء محافظة اللاذقية الساحلية، فالمعارك الدائرة في ريف المدينة بين الجيش النظامي وكتائب الجيش السوري الحر ترخي بظلالها على المدينة التي تعيش انقساما طائفيا وسياسيا منذ بداية الانتفاضة. ويرتفع منسوب الاحتقان بين السكان مع ورود أنباء عن سقوط عدد من القتلى في صفوف الطرفين نتيجة المعارك المندلعة في الجبال القريبة.

ووفقا لناشطين معارضين «تؤيد الأحياء العلوية في مدينة اللاذقية نظام الرئيس السوري بشار الأسد وترفع صوره، فيما تتركز الثورة في الأحياء التي تقطنها غالبية سنية». وتعاني هذه الأحياء من «حصار أمني خانق من قبل الأجهزة الأمنية لمنع خروج أي مظاهرة منها». ويشير أحمد، وهو ناشط سوري يتحدر من المدينة، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «اللاذقية انتفضت على نظام الأسد بعد محافظة درعا مباشرة، لكن حجم القمع الذي نالته من مجازر واقتحامات وقصف واعتقالات أجهض الثورة فيها ومنع تمددها». ويؤكد أن «هناك سببا أكثر أهمية منع تجذر الثورة في المدينة، وهو وقوف نصف السكان ضد الانتفاضة وإعلان تأييدهم الكلي للنظام الحاكم»، معتبرا أنه «لو وقف العلويون مع الثورة لكانت المدينة شبه محررة من قوات الأسد».

ويعيش في اللاذقية موزاييك طائفي معقد، فهناك المسلمون السنة والعلويون والمسيحيون وأقليات كردية وتركمانية وإسماعيلية مسلمة، إضافة إلى أقليات أرمنية. ورغم أن المسلمين السنة يتركزون في الأحياء القديمة للمدينة مثل «الصليبة» و«الشحاذين» و«مار تقلا» و«الكورنيش الجنوبي»، والتيتعدّ أحياء في وسط البلاد، فإن العلويين يزيدونهم عددا بسبب انتشارهم في الضواحي الجديدة والمشاريع السكنية المستحدثة كضاحيتي بسنادا وسقوبين، إضافة إلى «المشروع السابع» و«حي الزراعة» المعروف بولائه المطلق للنظام السوري. ويتركز حضور المسيحيين في حي «الأميركان» وسط المدينة إضافة إلى انتشارهم في مختلف أحياء المحافظة التي تبلغ مساحتها 58 كيلومترا مربعا. كما تضم المدينة مخيما للاجئين الفلسطينيين تعرض للقصف من القوات البحرية النظامية بعد انضمامه إلى الثورة المندلعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. أما في الريف، فإن العديد من القرى السنية والتركمانية تقع في مناطق محاذية للحدود التركية، مثل منطقة سلمى وما يحيطها، مما جعلها مكان مثاليا وأحد أهم معاقل الجيش الحر، حيث يوجد مئات المقاتلين المعارضين فيها. ويقول مصدر في «الجيش الحر»، من الموجودين في المنطقة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الريف السني المعارض محاصر بعدد كبير من القرى العلوية الموالية للنظام السوري»، مشيرا إلى أن «التماس الطائفي بين القرى يمنع الجيش الحر من التحرك بسبب التخوف من حدوث صراعات طائفية». ويوضح المصدر أن «الجيش الحر يسيطر على مناطق كبيرة من الريف منها منطقة جبل الأكراد وجبل التركمان ومنطقة سلمى وما يجاورها». وبحسب المصدر فإن «مناطق نفوذ مقاتلي المعارضة غير متصلة، إذ يفصل بينها الكثير من القرى العلوية الموالية التي وزع النظام على سكانها الكثير من الذخيرة والأسلحة ليلعب بالورقة الطائفية ظنا منه أنه يستطيع أن ينقذ نفسه».

وفي حين تشهد بعض مناطق ريف اللاذقية معارك ضارية، تعيش أحياء المدينة استقرارا نسبيا، الأمر الذي دفع العديد من سكان حمص وحلب ودمشق إلى الانتقال إليها. وفي سياق متصل، يقول ناشطون معارضون إن «النظام السوري يمهّد للانسحاب إلى اللاذقية، في حال سقطت العاصمة تحت ضربات الجيش الحر». وتفيد معلومات تتداولها مصادر في المعارضة السورية ومستقاة من مسؤولين نظاميين، بأن «النظام السوري سيعمد إلى إنشاء محطة لتزويد مدينة اللاذقية بالكهرباء بدعم إيراني، إضافة إلى تأسيس مكاتب حكومية لإنجاز المعاملات التي تتعلق بالسفر مثل مكتب وزارة الخارجية، هذا عدا عن الوحدات العسكرية الموجودة في المحافظة». ويستبعد ناشطون علويون هذا الخيار، حيث يقول أحد الناشطين العلويين ويدعى مصعب كينج، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «من المستبعد أن تتحول مدينة اللاذقية إلى ملاذ أخير للنظام السوري»، مؤكدا أن «العلويين هم أكثر المتضررين من هذا النظام ولن يسمحوا له بالتمترس واتخاذهم دروعا بشرية». ويعزو كينج خفوت شرارة الثورة في مدينته إلى «الانقسام الطائفي بالدرجة الأولى إضافة إلى القمع الذي تعرضت له».

المعارضة السورية تفشل في الاتفاق على حكومة انتقالية

«الائتلاف» ينتقد تكليف الأمم المتحدة النظام بإدارة مساعداتها الإنسانية

بيروت: نذير رضا لندن: «الشرق الأوسط»

فشلت المعارضة السورية مرة جديدة في التوصل إلى اتفاق يسمح بإعلان حكومة انتقالية، مما حتم تمديد اجتماعاتها يوما إضافيا، لا يتوقع أن يثمر، نتيجة الاختلاف الكبير في وجهات النظر داخل الائتلاف السوري المعارض الذي بدأت تظهر فيه بوادر تململ من غياب الدعم الدولي حتمت دعوة فرنسية سريعة لاجتماع لبعض أصدقاء سوريا في باريس الاثنين المقبل سيخصص لحشد الدعم «المادي والمعنوي» للائتلاف.

وحال الاختلاف دون التوصل إلى اتفاق على إعلان حكومة انتقالية، في ضوء الرفض الحاسم من قبل «المجلس الوطني السوري» الذي يعتبر المكون الرئيسي للائتلاف. وقال عضو في المجلس، رفض ذكر اسمه، إن المجلس لا يمكن أن يوافق على حكومة انتقالية في سوريا من دون تأمين بقعة أرض آمنة لإنشاء مؤسسات لهذه الحكومة. وأشار إلى أنه في ظل الواقع الحالي يمكن للنظام أن يستهدف أي مقر لهذه الحكومة، سريا كان أم علنيا، لعدم فرض منطقة حظر جوي في سوريا. وأشار أيضا إلى قضية «الغياب شبه الكامل للدعم المادي والإنساني»، معتبرا أن تخصيص الأمم المتحدة مبلغ 519 مليون دولار للدعم الإنساني في سوريا يصرف بإشراف النظام «ضربة كبيرة للائتلاف».

وواصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس، لليوم الثاني على التوالي، البحث في اسطنبول في تشكيل حكومة انتقالية، إلى جانب ملفات أخرى مرتبطة بخطط مستقبلية لأداء المعارضة السورية، وذلك عشية انعقاد قمة الرياض التنموية التي «سيكون لسوريا حظ وافر فيها» كما أعلن عضو الائتلاف أحمد رمضان، وقبيل انعقاد اجتماع المعارضة في باريس في الثامن والعشرين من الشهر الحالي، بحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

وقال عضو الائتلاف والمتحدث باسم المجلس الوطني سالم المسلط، لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع الهيئة العامة الذي يعقد في إسطنبول منذ أول من أمس «خاض فيه المجتمعون نقاشات كثيرة مرتبطة بتقويم بالمعارضة، وجرى خلاله عرض تقارير عن أداء الائتلاف والمواقف الدولية». وأشار إلى أنه «جرى البحث في تشكيل حكومة انتقالية»، لافتا إلى أن هذه المسألة «تمت مناقشتها أول من أمس، وخلال جلسة بعد الظهر أمس، من غير أن نتوصل إلى نتيجة».

ونفى المسلط أن يكون المجتمعون في إسطنبول اختلفوا حول هوية الحكومة أو رئيسها، موضحا أن النقاشات «صبت لمصلحة الثورة السورية». وقال «سنخرج بقرار حول الحكومة الانتقالية يخدم الداخل السوري، إذ ندرس اختيار رئيس للحكومة يتم التوافق عليه من قبل المعارضة، ويرضى عنه الداخل السوري، ويحظى بإجماع من جميع أطياف الشعب». وفي حين نقلت مواقع إلكترونية أنباء عن عزم رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب الاستقالة، نفى المسلط تلك الأنباء «جملة وتفصيلا»، مشددا على أنها «لا أساس لها من الصحة»، مؤكدا أن الخطيب «غادر الاجتماعات أمس متوجها إلى قطر للقاء القيادة القطرية، على أن يعود مساء اليوم (أمس) لمواصلة مشاركته في اجتماع الائتلاف».

والتقى نفي المسلط مع ما كشفه عضو الائتلاف السوري أحمد رمضان، الذي ذكر على حسابه على موقع «فيس بوك» أن الخطيب «غادر على عجل اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني المنعقد في إسطنبول متوجها إلى الدوحة للقاء القيادة القطرية». وقال إن «أهمية الزيارة أنها تسبق قمة الرياض التنموية التي تعقد اليوم وغدا والتي تحضرها 20 دولة وسيكون لسوريا حظ وافر فيها».

إلى ذلك، استهجن «الائتلاف الوطني» منح حكومة النظام السوري دورا في تنفيذ خطة الاستجابة للمساعدات الإنسانية لسوريا، والتي تنص على «دعم جهود الحكومة السورية في توفير المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين»، وعلى أن يرأس لجنة الإشراف على إدارة وتنظيم عملية تقدير وتوصيل المساعدات «نائب وزير الخارجية السوري أو من يفوضه بالنيابة عنه». واعتبر الائتلاف في بيان له حول الخطة أن «هناك تناقضا بديهيا في التعامل مع النظام السوري على أنه حكومة تقوم بعملها كأي حكومة شرعية، في الوقت ذاته الذي تصدر فيه تقارير عديدة عن الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة تلقي المسؤولية عن التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية في سوريا على النظام السوري ومؤسساته». وأكد البيان الانعدام شبه الكامل لوصول المساعدات المقدمة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية إلى المناطق الشمالية في سوريا عبر دمشق، وأن ما يصلها من معونات لا يكاد يغطي 10 في المائة من حاجتها الأصلية، علما بأن ما يزيد على عشرة ملايين مواطن يقطنون هذه المناطق، أي ما يقارب نصف عدد سكان سوريا.

وكانت الأمم المتحدة أطلقت قرار تخصيص مبلغ 519 مليون دولار للداخل السوري ضمن خطة الاستجابة عدات الإنسانية لسوريا التي أطلقتها الأمم المتحدة بتاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2012. وتنص الخطة على «دعم جهود الحكومة السورية في توفير المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين»، على أن يرأس لجنة الإشراف على إدارة وتنظيم عملية تقدير وتوصيل المساعدات «نائب وزير الخارجية السوري (أو من يفوضه بالنيابة عنه)»، وأن تقوم وزارة الخارجية والمغتربين بـ«الإشراف على المشاريع الإنسانية وتنفيذها»، إضافة إلى مهام إدارية ولوجيستية أخرى.

الدمشقيون يحيون حفلات الأعراس نهارا وفي الخفاء

صالات الأفراح في مرمى النار

لندن: «الشرق الأوسط»

أرخى نبأ مقتل ثلاث سيدات وجرح نحو عشر أخريات في صالة أفراح بمنطقة المزرعة التي تعد من المناطق الهادئة وسط العاصمة السورية، بظلال ثقيلة على الأجواء الدمشقية. قذيفة الهاون المجهولة المصدر كانت من بين ثلاث قذائف سقطت واحدة منها على صالة أوسكار بالاس في نادي الوحدة، وأخرى على مبنى الدبس السكني شرقي التجارة أي بموقع قريب من مكان سقوط القذيفة الأولى وثالثة نزلت في حي الشيخ خالد.

وحدث ذلك عند الساعة الثانية والنصف من عصر يوم السبت الماضي. ولم يكن مستغربا في الأوساط الدمشقية أن يكون ذلك التوقيت هو أيضا موعد لحفلة عرس، بعدما تغيرت مواعيد الأعراس من المساء إلى الظهيرة نتيجة الأوضاع الأمنية، ومع ذلك لم تنج حفلات الأعراس التي تقام بصمت وبالخفاء عن الشارع العام من قذائف مجهولة ترمى بعشوائية على نحو مفاجئ في مناطق غير متوقعة.

وعندما سمعت منار. س من جارتها خبر سقوط قذيفة على صالة فيها حفلة عرس نسائية قالت: «منذ أكثر من عام لم ألب دعوة عرس أو أي مناسبة، فالخروج من البيت لم يعد آمنا، كما بات من المخجل الذهاب إلى صالون التجميل لتصفيف الشعر والمكياج، بينما البلد يدمر ونحن نقتل». وبدورها، شاركتها جارتها الرأي، قائلة إن زوجها يمنعها من «الذهاب إلى الحفلات» لأنه يخشى عليها وعلى «بناته الشابات من الخطف، إذا ما ظهرن بالشارع بكامل أناقتهن». وتتابع: «كنا نخشى من الخطف والآن علينا الخوف من القصف على الصالات».

تلك المخاوف وانعدام الأمن في العاصمة دمشق بعد حلول الليل، تغير إيقاع المدينة، فأقلع الدمشقيون عن السهر نهائيا، أما حفلات الأفراح والأعراس التي تقام في الصالات العامة في النوادي والفنادق، فبعد أن كانت تبدأ عند الثامنة مساء لتمتد إلى ما بعد منتصف الليل، وأحيانا كثيرة حتى ساعات الفجر الأولى، باتت تبدأ عند الثانية بعد الظهر لتنتهي عند السادسة مساء. وعدا بعض صالات الفنادق الكبرى لم تعد صالات الأفراح عموما تستقبل أي حفل بعد السادسة مساء بسبب توتر الأوضاع الأمنية. كما لم يعد موكب سيارة العروسين المزينة بالبالونات والورود يجوب شوارع العاصمة بعد انتهاء الحفل مع إطلاق أبواق السيارات، مهما كانت الساعة متأخرة، وباتت السيارات تتسلل بصمت تام إلى حيث الصالة، وتحضر معظم المدعوات بملابس عادية وفي الصالة بعضهن تبدلن ملابسهن بما يتناسب مع حفل صغير يقتصر على المقربين.

وحكت نهلة. ح (45 عاما) وهي من أسرة ثرية، عن زفاف ابنة أخيها، والذي أقيم في فندق وسط العاصمة، بدت نهلة بائسة وحزينة وهي تتحدث عن الحفل، تقول: «هذه ليست أعراسنا.. جاءت العروس إلى الفندق ببنطلون جينز وفي غرفة بالفندق صففت شعرها وارتدت فستانا أبيض بسيطا جدا، ودخلت الصالة من دون زفة وطنة ورنة، وكأنها تقوم بعمل غير مشروع، حتى طوق الألماس الذي جرت العادة أن يهديه العريس لها كان طوقا مقلدا حرصا على مشاعر الآخرين، في ظل الضائقة المالية التي يعاني منها غالبية الناس، وأيضا خوفا من احتمال الخطف والسرقة». وعن أجواء الفرح تقول: «لم يكن هناك أي أثر للفرح حتى المدعوون كانوا يبتسمون مجاملة، ومعظم الأحاديث عن أحوال البلد والقتل والخطف». وتتابع نهلة القول: «أفراحنا مثل أتراحنا باتت تقتصر على المقربين جدا».

إلا أن المسألة الأهم التي أشار إليها أبو خالد هي احتمال تعرض العروس أو العريس للمضايقات أو للاختطاف عند الحواجز، إذ إن مظاهر الفرح باتت تثير أحيانا سخط الآخرين، وبالأخص الشبيحة والجنود المرابطين في مناطق ريف دمشق والمعرضين للخطر بشكل دائم، وكذلك المسلحون من عصابات السلب والنهب، وقد حصلت أكثر من حادثة اختطاف لعرسان شباب أثناء توجههم إلى الصالة، ولم يطلق سراحهم إلا بعد دفع الفدية، كما تعرضت أكثر من عروس كانت بثوب الفرح للمضايقة وتم انزلها عند الحاجز للتفتيش سيارتها تفتيشا دقيقا خشية أن يكون ذلك خدعة لتمرير أسلحة وغيرها بحسب ما يزعم الجنود عند الحاجز. لهذا يقول أبو خالد: «الأسلم للعروسين وأهلهما أن يأتوا إلى الصالة بملابس عادية ومن دون أي مظاهر وفي الصالة يلبسون ملابس الفرح». لكن أبو خالد يرى في ذلك «ترفا» والأفضل أن يتم الزفاف في البيت و«بصمت ودون أي حفل» توفيرا للمال وأيضا مراعاة لمشاعر المحزونين.

وخلال العام الأخير تراجعت بنسبة 70 في المائة حفلات الأعراس في الأماكن العامة، كما غابت بشكل شبه كامل مظاهر الأعراس والاحتفالات عن الشارع العام، جراء توتر الأوضاع وتنامي الخوف من سقوط قذائف عشوائية أو استهداف التجمعات المدنية. بالإضافة إلى انعدام الأمن ليلا، واحتلال الشوارع من قبل قوات الجيش والأمن والشبيحة من جانب، ومقاتلي «الجيش الحر» من جانب آخر، في حين يتحرك بنشاط وحرية عصابات خطف وقتل في مختلف أرجاء العاصمة والريف وفي كل الأوقات.

وقال أبو خالد إنه عقد قران ابنه الوحيد في المحكمة بحضور شاهدين فقط ووالد العروس، ولم يكن على استعداد لعيش حالة قلق كي يقيم له حفل عرس مع أنها الفرحة التي انتظرها طوال عمره. ويضيف: «تخليت عن هذا الحلم كرما لمشاعر أهالي الشهداء وكرما لبلدنا الجريح».

سفيرة. م (50 عاما) لا تتفق مع رأي أبو خالد وقالت إنها ستفعل المستحيل لتحتفل بزفاف ابنتها الصغرى على ابن خالتها الشهر المقبل. تقول: «صحيح، الفرح لن يكون له طعم، ولكن ما ذنب ابنتي لأحرمها من ارتداء فستان عرس، الحياة يجب أن تستمر.. لن نقبل الاستسلام للموت». لكن سفيرة التي تبدي حماسة لإقامة حفل زفاف تؤكد أن كل المظاهر ستكون داخل جدران الصالة. تقول ذلك ثم يتراجع حماسها بعد أن تتذكر حادثة يوم السبت وسقوط قذيفة على المدعوات في صالة الأفراح لتقول: «الله المعين.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».

فابيوس: “جبهة النصرة” أقلية في صفوف الثوار

باريس تستضيف اجتماعاً للمعارضة نهاية الشهر الجاري

ديبلوماسي غربي: موقف روسيا يدفع الغرب لتسليح الثوار

الطيران الحربي يكثف غاراته على داريا في ريف دمشق

                                            باريس ـ مراد مراد ووكالات

خرج وزير الخارجية الفرنسي عن الصورة النمطية التي تتقاذفها أخيرا وسائل إعلام غربية وبعض السياسيين، وتبرز الثوار في سوريا على انهم إرهابيون، وأن “جبهة النصرة” هي أكثرية في صفوف الثوار، لكن فابيوس الذي اعتبر ان “جبهة النصرة” أقلية في صفوف الثوار، لا زال غير مقتنع، مثله مثل المسؤولين الأميركيين، باستخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي في سوريا، على الرغم من تقارير دولية أكدت ذلك.

وبغض النظر عن استخدام الاسد او عدم استخدامه السلاح الكيميائي، فإن حجم القتل اليومي الذي يمارسه، بات يتطلب اعترافا من المجتمع الدولي إما بعدم ارادته وقف سيل الدم السوري، او حتى مشاركته بهذه المجازر عبر غض النظر عنها، وتكرار اسطوانة السلاح الكيميائي المشروخة.

وفي مقابل الموقف المائع للغرب خصوصا والمجتمع الدولي خصوصاً ازاء ما يجري، يبدو معسكر داعمي الأسد أكثر صراحة، وهم لا يخفون مواقفهم، نظريا وعمليا، وفيما تكرر روسيا رفضها الحديث عن ابعاد الاسد عن التسوية، فإن إيران تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا انهار نظام دمشق.

هذان الموقفان يحفزان نظام الأسد على ارتكاب المزيد من العنف، إذ عمد الطيران الحربي أمس إلى غاراته على داريا في ريف دمشق.

فابيوس

وفيما يبدو رسالة مطمئنة للثوار، قلل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في لقاء اذاعي صباح امس مع “اوروبا 1” امس ، من شأن المزاعم التي تقول بتزايد نفوذ المجموعات الارهابية التي تدور في فلك تنظيم “القاعدة” وسط المقاتلين المناهضين للأسد، فاعتبر ان “جبهة النصرة ومقاتليها القادمين من العراق ليسوا سوى اقلية ضئيلة جدا في صفوف الثوار”. كما اشار الى ان “المعلومات الواردة الى باريس والتقارير القادمة من ميدان المعارك تؤكد ان الأسد لا يعاود السيطرة ابدا على مناطق خسرها”.

ويرى مراقبون ان كلام فابيوس الخاص بـ”جبهة النصرة” تحديدا ما هو الا تمهيد يسبق قرارا لبعض العواصم الاوروبية بتزويد الثوار السوريين بالأسلحة كي يمضوا قدما في معركتهم ضد النظام، الذي على ما يبدو ادار ظهره لجميع المبادرات الدولية ويتمسك ببقاء بشار الأسد في الحكم.

في المقابل، نفى فابيوس التقرير التي نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية واكدت من خلاله نقلا عن مصادر رفيعة المستوى في الاستخبارات الغربية ان بشار الأسد استخدم سلاحا كيميائيا في حي البياضة في مدينة حمص في 23 كانون الأول 2012، وقال الوزير الفرنسي في هذا الخصوص “لقد طلبنا اجراء تحقيقات في هذه المزاعم ليس من اجهزتنا فحسب بل ايضا عبر قنوات دول أخرى. فجاء جواب هذه التحقيقات سلبيا، اي انه لم يتم استخدام اسلحة كيميائية”.

المعارضة السورية

وأعلن فابيوس نية باريس باريس استضافة مؤتمر للمعارضة. قوال “ستستضيف باريس في 28 كانون الثاني الجاري اجتماعا لدعم الإئتلاف الوطني السوري سيشارك فيه ابرز قيادات المعارضة السورية وممثلين عن ابرز الدول الداعمة لإئتلاف قوى المعارضة السورية” مذكرا بأن “الإئتلاف قد اعترفت بشرعيته اكثر من مئة دولة”.

يأتي ذلك فيما اجتمع ائتلاف المعارضة السورية الذي اعترفت به دول غربية وعربية امس في اسطنبول سعيا الى تعيين رئيس وزراء في المنفى.

وتدور النقاشات حول مبدأ تشكيل حكومة في المنفى وهو مثير للجدل بين اعضاء الائتلاف الى جانب اسم رئيسها المحتمل على ما اكد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه. وقال “تم طرح اسم رياض حجاب لكن ذلك اثار انتقادات كثيرة”.

وكان حجاب رئيس وزراء في نظام الرئيس السوري بشار الاسد قبل ان ينشق في الصيف ويستقر في الاردن.

في اثناء الاجتماع المغلق امام الصحافيين “يدور الحديث كذلك حول وضع الائتلاف الحالي ومستقبله” ولا سيما الوعود التي نكثتها الدول الداعمة للمعارضة السورية على مستوى المساعدات المالية والتسليح وفتح ممثليات دبلوماسية بحسب المصدر.

في 11 تشرين الثاني وقعت اغلبية مكونات المعارضة اتفاقا في الدوحة ينشئ “ائتلافا” يرمي الى توحيد النضال ضد نظام الاسد.

الى ذلك انتقدت المعارضة السورية وزير الخارجية وليد المعلم بعد ان قال ان النقاش بشأن مستقبل الرئيس غير مقبول.

وكان المعلم يرد على تصريح للمبعوث الدولي للازمة السورية الاخضر الابراهيمي قال فيه إن بشار الأسد يجب ألا يكون جزءا من حكومة انتقالية.

وقال منذر ماخوس سفير الائتلاف الوطني السوري لدى باريس متحدثا في تركيا امس ان الاقتراح الذي طرحه الاسد في وقت سابق الشهر الجاري بشأن برلمان ودستور جديدين غير واقعي بعد اكثر من عام من اراقة الدماء في سوريا.

وقال ماخوس “في الفرنسية هناك مثل يقول – ليس ممنوعا ان يكون لديك حلم – بيان وليد المعلم هو شيء يشبه الحلم. والمعارضة وخاصة في الائتلاف السوري لن تقدم ابدا على تشكيل حكومة مع السيد وليد المعلم ومع النظام السوري لانه ليس لدينا شيء نبحثه مع النظام الذي يقتل شعبه ويرفض فعل اي شيء على الاطلاق لايجاد نوع ما من الحل السياسي”.

واضاف ماخوس “النظام السوري نفسه ليس قادرا على الدخول في اي حل سياسي والخطاب الاخير للسيد بشار الاسد قضى نهائيا على اي امكانية للبحث عن حل سياسي”.

وقال عضو الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي “نحن لا نعتقد ان هؤلاء الناس صادقون فهم يلعبون بالسياسة ولا يمارسونها ويلعبونها بطريقة قذرة جدا. لن نستمع اليهم. فبينما نحن نتحدث يقومون بقصف المدن وقتل السوريين ومهاجمة المخابز والمستشفيات فكيف نتفاوض مع هؤلاء المجرمين”.

في سياق اخر، قال وليد البني، المتحدث الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إنهم “تلقوا 8 ملايين دولار كمساعدة من دولة قطر، قاموا بتوزيعها على المجالس المحلية التابعة للائتلاف، والموازية للمجالس المحلية التابعة لنظام بشار الأسد بعدد من محافظات البلاد”.

وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء في القاهرة، أوضح البني أن “الائتلاف تلقى هذا المبلغ من قطر قبل نحو شهر، وقام بتوزيعه على المجالس المحلية فور تلقيه”.

وأضاف المتحدث باسم الائتلاف أن “الإعلان عن هذه المبالغ حاليًا جاء على خلفية تقارير صحفية بالغت في حجم المساعدات التي يتلقاها الائتلاف”. وأضاف: “ليس لدينا ما نخفيه”.

ونشر الائتلاف السوري على صفحته الرسمية على “فيس بوك” السبت بيانًا أوضح فيه نسبة كل محافظة من مبلغ الثمانية ملايين دولار، والأشخاص الذين تسلموا هذه الأموال.

مهمة الإبراهيمي

ويفترض ان تنتهي بعد عشرين يوما مهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة لدى سوريا، بعد مباحثات استمرت 6 أشهر منذ تعيينه خلفاً لكوفي عنان في العاشر من آب الماضي.

يأتي ذلك وفقاً للنظام المعمول به في منظمة الأمم المتحدة التي تحدد مدة المهمات الدبلوماسية للأشخاص والمؤسسات لستة أشهر قابلة للتجديد، وكان الإبراهيمي قد تم تعيينه في 10 آب الماضي ما يعني أن مهمته تنتهي نظرياً في 10 شباط المقبل، إلا أنها فعلياً تنتهي أوائل الشهر المقبل حيث تعتمد المنظمة الدولية في تحديد مهامها على الشهور وليس على الأيام.

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية عن مصدر دبلوماسي أممي، رفض الكشف عن هويته، قوله إن “المبعوث الأممي يفضل تجديد المدة له والاستمرار في منصبه لاستكمال مهامه في إيجاد حل لإنهاء النزاع المستمر في سوريا، لكنه في الوقت نفسه يؤجل قراره النهائي عقب زيارته إلى نيويورك” حيث يقدم تقريره حول سوريا في 29 من الشهر الجاري.

وبحسب المصدر نفسه، “إذا وجد الإبراهيمي الأزمة في مالي تتصدر المشهد لدى مجلس الأمن الدولي، فربما يفضل عدم الاستمرار”.

وأضاف المصدر أن “استمرار الإبراهيمي في مهمته من عدمه خرج من دائرة عدم اتفاق الجانبين الروسي والأمريكي، إلى ضرورة أخذ مجلس الأمن الدولي ردة فعل على أرض الواقع وإلا سيكون مصير مهمته مثل سابقه كوفي عنان الذي أعلن استقالته بسبب ما وصفه آنذاك “نقص الدعم الدولي لجهوده في سوريا على مدى 17 شهرا”.

ومن المنتظر، أن يقدم الإبراهيمي تقريرًا لأعضاء مجلس الأمن الدولي في 29 من الشهر الحالي لإطلاعهم على المباحثات التي عقدها في 11 كانون الثاني في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على أساس مبادئ بيان جنيف في 30 حزيران الماضي.

لكن الموقف الأميركي ـ الروسي مازال معقدًا بسبب رفض روسيا تنحية رئيس النظام السوري بشار الأسد من أي عملية سياسية.

وسبق أن قدّم المبعوث الأممي لسوريا تقريرًا عن مهمته لمجلس الأمن في تشرين الثاني الماضي، أعقبه بجولة في روسيا وعدد من دول المنطقة في مقدمتها سوريا.

تسليح الثوار

ديبلوماسي غربي قال لـ”المستقبل” امس ان “رفض موسكو احالة الجرائم المرتكبة في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية يؤكد ان الروس لن يغيروا موقفهم الداعم للأسد مطلقا. وهذا لا يترك خيارا للدول الراغبة في مساعدة الثوار السوريين الا بتزويدهم بالأسلحة التي يحتاجونها لتحقيق النصر”. وعن الجدول الزمني لهذا الدعم العسكري توقع الديبلوماسي “ان يتم هذا بشكل تدريجي ابتداء من شهر آذار المقبل وهو الشهر التي كانت بريطانيا طلبت الى الاتحاد الاوروبي فيه تعديل قرار حظر ارسال اسلحة اوروبية الى سوريا بما يتيح لكل دولة حرية تزويد الثوار بما تراه مناسبا في الصراع الدائر ميدانيا”.

لكن الديبلوماسي حذر ايضا “من ان اي اشارة خضراء بشأن التسليح يجب ان ترضى عنها ادارة واشنطن، لذا تبقى الامور مفتوحة على كل الاحتمالات نظرا لعدم رؤية اي تغير جوهري في الموقف الاميركي من الازمة السورية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية”. وختم الديبلوماسي ملمحا الى “ضبابية تلف العلاقة الاميركية الروسية بشأن الملف السوري تشل قدرة الأوروبيين على التحرك، في وقت لا يفهم فيه الاروبيون ما تريده واشنطن تحديدا في سوريا، وفي وقت يعود فيه الكلام الى اتفاق جنيف متزامنا مع تصعيد في اللهجة الكلامية بين نظام الأسد والموفد الدولي ـ العربي الإبراهيمي”.

الحاجات الإنسانية

إنسانياً، تزور بعثة انسانية من الامم المتحدة برئاسة مدير مكتب الامم المتحدة للمساعدات الانسانية جون جينغ سوريا منذ الجمعة الماضي، بهدف تقييم الحاجات الانسانية في البلاد التي تشهد نزاعا مسلحا منذ 22 شهرا.

والتقت البعثة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزراء الشؤون الاجتماعية والصحة والزراعة.

وقال مسؤول في الامم المتحدة في دمشق لوكالة فرانس برس ان جينغ يرغب باجراء “تقييم مباشر لحجم الازمة والمساعدة الانسانية المطلوبة”.

وبحسب الامم المتحدة، يحتاج نحو اربعة ملايين سوري داخل سوريا بينهم مليونا نازح، الى مساعدات ملحة، لا سيما مع فصل الشتاء القارس والامطار الغزيرة. وهم محرومون غالبا من وجبات غذائية متوازنة، ومن الماء والعلاج الطبي.

وفر اكثر من 650 الف سوري من اعمال العنف في سوريا الى دول مجاورة، والى افريقيا الشمالية واوروبا.

تكثيف للغارات

وميدانياً، كثف الطيران الحربي السوري صباح امس غاراته على مدينة داريا ومناطق اخرى في ريف دمشق، ما اوقع العديد من القتلى والجرحى، لا سيما بين المدنيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان بعد الظهر ان سبعة مواطنين قتلوا “بينهم خمسة من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وثلاثة من ابنائهما جراء قصف بالطيران الحربي على قرية الباركة بالقرب من بلدة حران العواميد في ريف دمشق”.

وكان المرصد افاد في بيانات متلاحقة منذ الصباح عن قصف عنيف جوي ومدفعي على مدينة داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية استكمال السيطرة عليها منذ اسابيع، ومناطق اخرى في ريف العاصمة.

واشار الى مقتل خمسة رجال في القصف على داريا ودوما، وسادس في قصف طائرات حربية لمدينة معضمية الشام.

ويتزامن القصف الجوي والمدفعي مع اشتباكات عنيفة في منطقة داريا بين قوات النظام والثوار، بحسب المرصد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني ان القصف على داريا عنيف جدا، وان طائرات ميغ نفذت صباحا خمس غارات على المنطقة في نصف ساعة.

واظهرت اشرطة فيديو نشرها ناشطون على موقع “يوتيوب” للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت اعمدة من الدخان الرمادي تتصاعد من المدينة وسط تحليق كثيف للطيران واصوات انفجارات.

ويقول المصور الذي يلهث في احد الاشرطة مع اقتراب اصوات الانفجارات “الله اكبر الله ينتقم منكم، الله ينتقم منك يا بشار”.

وفي تهيئة لمجزرة في داريا، توقعت صحيفة “الوطن” التابعة لنظام الأسد امس ان “يقوم الجيش (الأسدي) بعملية برية نوعية لاجتثاث ما تبقى من ارهابيين في اوكارهم”.

في مدينة حمص (وسط)، افاد المرصد بتعرض منطقتي جوبر والسلطانية لقصف عنيف من قوات النظام السوري بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المناطق نفسها بين “مقاتلين من عدة كتائب وقوات النظام التي تحاول فرض سيطرتها على المنطقة”.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن “تصعيد ميداني كبير في المنطقة”، مشيرة الى ان “اكثر من مئتي صاروخ وقذيفة ضربت (منذ صباح أمس) مناطق جوبر والسلطانية وكفر عايا”، ما تسبب بسقوط العديد من الجرحى الذين نقلوا الى مشفى ميداني.

وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا السبت بمقتل 138 شخصا هم 62 مدنيا و35 عنصرا من قوات النظام و39 مقاتلا معارضا ومقاتلان كرديان.

وبين المقاتلين المعارضين 16 قتلوا السبت، بالاضافة الى الكرديين الاثنين، في اشتباكات في مدينة راس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق) بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي وآخرين من كتائب عدة معارضة.

واندلعت هذه الاشتباكات الخميس. وتحدثت “هيئة التنسيق الوطنية” الذي يشكل حزب الاتحاد احد مكوناتها في بيان اصدرته اليوم عن “هجمة ارهابية تتعرض لها رأس العين” او سري كانيه بالكردية.

وقال البيان “يتعرض أهلنا في رأس العين منذ مدة الى هجمة مسلحة مشبوهة من خارج الحدود السورية ومن داخلها متعددة التفاصيل والأدوات زادت حدتها منذ السادس عشر من الشهر الحالي”.

ودانت الهيئة “بشدة ما تقوم به هذه الجماعات الدخيلة على الثورة والتي تمثل أجندات خارجية وعلى الأخص التركية منها”.

وكان المجلس المحلي في رأس العين التابع للمجلس الوطني الكردي في سوريا (يضم ممثلين عن معظم الاحزاب الكردية باستثناء حزب الاتحاد) وجه نداء السبت الى “الائتلاف الوطني (السوري المعارض) والمجلس الوطني السوري والجيش الحر للضغط على المسلحين لوقف هذه الحرب الاجرامية كونها تسيء لمبادئ وأهداف الثورة السورية”.

واكد ناشطون اكراد معارضون للنظام السوري ان المجموعات المسلحة التي تقاتل قوات حماية الشعب في راس العين تضم مقاتلين اسلاميين وآخرين من الجيش الحر، وان الاكراد في المدينة موحدون في المعركة ضد هؤلاء.

ويضم المجلس الوطني الكردي الاحزاب الكردية المعارضة للنظام، بينما يتهم حزب الاتحاد الكردي بالتواطؤ مع النظام السوري.

قتلى بسوريا والنظام يشكل “جيشا شعبيا

                                            قال ناشطون إن عشرات المدنيين قتلوا اليوم الاثنين في قصف صاروخي ومدفعي على ريف دمشق ودرعا وحماة، في حين تسبب القتال على أطراف دمشق في قطع الكهرباء عنها. وبالتزامن مع الحملات العسكرية، يعتزم النظام تشكيل “جيش شعبي” بمساعدة من إيران للدفاع عنه.

وأكد ناشطون مقتل خمسة أطفال في غارات جوية وقصف مدفعي على عربين وحمورية بريف دمشق، حيث سجلت غارات أخرى على بيت سحم ومعضمية الشام وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف عربين بقنابل فراغية، مشيرة أيضا إلى مقتل مدني برصاص قناص. كما تجدد القصف على داريا في ريف دمشق -التي تعد أحد أهم معاقل الجيش السوري الحر وتحاول القوات النظامية السورية منذ نحو شهرين استعادتها- مما تسبب في اشتعال حرائق.

وأفاد مراسل الجزيرة في ريف دمشق بيبه ولد امهادي بأن النظام استخدم أيضا طائرات الميغ في قصف مناطق فيه، مشيرا إلى أن صواريخ سقطت على معضمية الشام ودوما.

قصف واشتباكات

وتزامن القصف على بلدات ريف دمشق مع معارك عنيفة بين الجيشين النظامي والحر في عقربا قرب مطار دمشق الدولي وزملكا، وفقا للمرصد السوري. وسُجلت اشتباكات في سيدي مقداد بريف دمشق أيضا، في حين أرسلت القوات السورية مزيدا من الآليات والجنود إلى مشارف داريا في محاولة لاقتحامها.

وتحدثت صحيفة الوطن السورية اليوم عن توجيه ضربات قوية للجيش الحر في داريا ومعضمية الشام ودوما حرستا، وعن “مفاجآت” قادمة قاسية ضد من يرفضون تسليم سلاحهم في ريف دمشق.

وفي دمشق نفسها، تسبب القتال في قطع الكهرباء بصورة شبه كاملة عن معظم أحياء دمشق بما فيها الراقية منها منذ مساء أمس، بحسب تأكيد سكان.

ونسبت السلطات السورية الانقطاع إلى “هجوم إرهابي” استهدف خطًا للضغط العالي، فيما قال وزير الكهرباء السوري إن التيار بدأ يعود تدريجيا منذ صباح اليوم.

وقال سكان إن القتال اقترب أكثر من قلب دمشق حتى أن الاشتباكات تحدث على مسافة 500 متر فقط من الأحياء العتيقة في العاصمة. وفي دمشق أيضا، تعرضت اليوم الأحياء الجنوبية لقصف أسفر عن جرح طفلة في حي الحجر الأسود.

وفي درعا القريبة، أطلقت القوات النظامية اليوم أكثر من 400 قذيفة على ملاجئ للمدنيين في مدينة الحراك مما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم. كما تعرضت بصرى الشام للقصف، وكذلك بلدة بصر الحرير التي سجلت فيها اليوم اشتباكات جديدة وفقا للجان التنسيق وشبكة شام.

وقتل اليوم طفل في قصف مدفعي على اللطامنة بريف حماة، كما قتل مدني في قصف مماثل على كفر زيتا بحسب المصدر نفسه. وفي ريف حلب، قصفت القوات النظامية بلدتي السفيرة ودير حافر، بينما وقعت اشتباكات في خان العسل بحسب شبكة شام التي أشارت إلى مقتل خمسة أشخاص برصاص قناص في حي بستان القصر بحلب المدينة.

وكانت كتائب للثوار بينها جبهة النصرة اقتحمت كتيبة الدفاع الجوي 599 التابعة للواء 80، والمكلفة بحماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة قبل أن تنسحب منها. كما استهدف القصف اليوم بلدات وقرى بريف حمص من بينها البويضة، وأحياء داخل المدينة نفسها، بالإضافة إلى مدينة دير الزور بحسب ناشطين.

جيش شعبي

في الأثناء، قال المرصد السوري اليوم إن النظام السوري قرر تشكيل تنظيم شبه عسكري للدفاع عن المناطق الموالية له، ليعزز بذلك تنظيما آخر قائما متمثلا في مليشيات “الشبيحة”.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن النظام قرر إنشاء “جيش الدفاع الوطني” لأن الجيش النظامي لم يكن مهيأ لحرب العصابات التي يخوضها الثوار، مؤكدا أن إيران تلعب دورا في تدريب هذا الجيش الذي يضم نخبة تدربت في إيران.

وسيضم التشكيل شبه العسكري الجديد ما يسمى باللجان الشعبية ومؤيدين آخرين للنظام من حزب البعث وغيره بحسب عبد الرحمن. وكان موقع قناة روسيا اليوم قال يوم الجمعة الماضي إن التشكيل الجديد سيدافع عن الأحياء ضد المسلحين بما يسمح للجيش النظامي بالتفرغ للقتال.

المعارضة السورية تؤجل تشكيل حكومة

                                            قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة اليوم الاثنين إن قادة المعارضة السورية المجتمعين في إسطنبول بتركيا أرجؤوا تشكيل حكومة انتقالية في ضربة لجهود سد فراغ في السلطة في البلاد.

 وأضاف الائتلاف -الذي اعترفت به دول غربية وعربية- في بيان أنه شكل لجنة من خمسة أفراد لوضع مقترحات بخصوص الحكومة وتقديمها للائتلاف خلال عشرة أيام.

وتتألف اللجنة من رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معاذ الخطيب، ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، إضافة إلى أحمد سيد يوسف وبرهان غليون وأحمد عاصي الجربا ومصطفى الصباغ، بحسب ما ورد في البيان.

ويعد المجلس الوطني واحدا من أبرز مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي تشكل في الدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بهدف توحيد العمل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكرت مصادر مطلعة شاركت في الاجتماع أن المحادثات بشأن حكومة انتقالية تعثرت بسبب خلاف بشأن مدى قدرة الحكومة الانتقالية على البقاء.

في غضون ذلك قالت مصادر مطلعة إن رئيس الائتلاف معاذ الخطيب توجه إلى قطر للحصول على تعهدات بتقديم مساعدات مالية لحكومة انتقالية تمارس مهامها بالمناطق التي يسيطر عليها المعارضون.

وقال عضو الائتلاف أحمد رمضان إن هناك اتفاقا على الحاجة إلى تشكيل حكومة انتقالية غير أن الغالبية يفضلون عدم تشكيلها الآن دون ضمان مناطق تمارس فيها مهامها وحصولها على دعم دولي كاف وضمانات للاعتراف الفوري بها. وأضاف أنه من دون ذلك ستولد الحكومة مشلولة.

وأوضحت جماعة الإخوان المسلمين -وهي القوة المنظمة الوحيدة في المعارضة السورية- أنها لا تفضل تشكيل حكومة في الوقت الراهن، غير أن مصادر من المعارضة قالت إن الجماعة يمكن أن تغير رأيها إذا قدمت قوى إقليمية دعمها لهذا المشروع خاصة تركيا ودول الخليج.

وقال مصدر آخر “بين الجهود العسكرية والاحتياجات الإنسانية والإدارية تحتاج الحكومة الانتقالية ما يصل إلى 40 مليون دولار يوميا لأداء عملها، لا جدوى من تشكيل حكومة لا يمكنها تحقيق تطلعات الثورة”.

والمحادثات التي بدأت أمس السبت هي ثاني محاولة تقوم بها المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية مما وضع مصداقيتها على المحك.

ودارت نقاشات الائتلاف التي انطلقت السبت حول مبدأ تشكيل حكومة بالمنفى الذي لا يزال موضوع نقاش، وحول اسم الشخص الذي يمكن أن يتسلم رئاسة هذه الحكومة في حال الاتفاق على تشكيلها، حسب ما قال أحد المشاركين في الاجتماع طالبا عدم الكشف عن اسمه. وأضاف هذا المصدر “تم طرح اسم رياض حجاب لكن ذلك أثار انتقادات كثيرة”.

وكان حجاب رئيس وزراء في نظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل أن ينشق في الصيف ويستقر في الأردن.

وجرى خلال الاجتماع المغلق أمام الصحفيين “الحديث كذلك حول وضع الائتلاف الحالي ومستقبله”، ولا سيما الوعود التي نكثتها الدول الداعمة للمعارضة السورية على مستوى المساعدات المالية والتسليح وفتح ممثليات دبلوماسية، حسب المصدر نفسه.

كما بحث المجتمعون في الإعداد للاجتماع الموسع للمعارضة السورية المقرر في العاصمة الفرنسية باريس يوم 28 يناير/كانون الثاني الذي سيشارك فيه أيضا ممثلون عن نحو 20 دولة من أصدقاء سوريا.

وكانت غالبية مكونات المعارضة السورية أنشئت يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني في العاصمة القطرية الدوحة في مسعى لتوحيد العمل ضد نظام الأسد.

اجتماع باريس

وفي وقت سابق أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس سوف تستضيف يوم 28 يناير/كانون الثاني الجاري اجتماعا للمعارضة السورية، بالإضافة إلى داعمي الائتلاف المعارض.

ورد الوزير الفرنسي في تصريحات نقلتها إذاعة “أوروبا 1” بالنفي على سؤال عن احتمال أن يكون النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية في حمص يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشيرا إلى أن فرنسا طلبت تحقيقا في الأمر.

كما قلل فابيوس من أهمية وجود مقاتلين “جهاديين” إلى جانب المعارضة السورية، مشيرا إلى أن جبهة النصرة “التي قدمت من العراق تعتبر أقلية”.

من ناحية أخرى، رفض وزير الخارجية السوري أي حديث عن تنحي الرئيس الأسد، معتبرا أن من يتمسك بهذا الطرح يريد استمرار العنف. وقال وليد المعلم في حديث للتلفزيون الرسمي إن الأميركيين والروس لم يتوصلوا لاتفاق خلال لقائهم الأخير في جنيف حول سوريا، لعدم وجود فهم مشترك للمرحلة الانتقالية الغامضة التي يبحثونها.

كاميرا “العربية” تلتقط لحظات هروب سوريين من الموت

قدمنا لها الماء فأمطرتنا بالأدعية والشكر بصوت لاهث مختنق من التعب

الحدود السورية ،الأردنية – ريما مكتبي

حضرت كاميرا “العربية” لحظات تبدو قصيرة للمشاهد، بينما يهرب منها الزمن ليصبح وكأنه لا منتهي بالنسبة لذلك الهارب من موت سوريا، لموت محتمل على الطريق، ريثما يصل إلى بر الأمان على الحدود الأردنية.

أظهر الفيديو، الذي التقط على الحدود السورية الأردنية، هروب العديد من النازحين السورين إلى الأردن تحت قصف نيران الأسد لهم.

ظهر في طرف الصورة لاجئ سوري أوشك على إنهاء رحلته والوصول إلى الأردن، لولا أن الرصاص وصله مع زوجته، ولم يعطه بضع دقائق ليرتاح، فأسعف ابنه إلى جنب الطريق، بينما أصيبت زوجته الحامل بطلق ناري.

هي ممرات غير رسمية تمتد لما يقرب من 378 كم على طول الحدود الأردنية السورية، يستخدمها اللاجئون السوريون للهرب من بطش نظام الأسد.

وعلى عكس الطبيعة البشرية، فإن الليل هنا هو ما يشعر أولئك السوريين براحة أكبر رغم وعورة الطرق، ولا يزيد البرد القاسي إلا احتمالات الموت التي لا يواجه اللاجئون غيرها أينما تحركوا.

امرأة تجاوزت الستين، لم تطلب إلا قطرة من الماء بصوت لاهث يكاد يختنق تحت وطأة التعب، وعندما قدمنا لها الماء أمطرتنا بالأدعية والشكر.

مراسلة قناة “العربية” تحدثت مع فتيات صغيرات لازلن في طور عمر الدراسة، وبدل أن يبكين لتعب أصابهن، قلن بصوت واحد “نهرب من الأمن الذي إن أمسكنا ذبحنا”.

حكايات مؤلمة، وأوضاع إنسانية صعبة الاحتمال، وهروب اللاجئات من الاغتصاب والموت.. هو ما صورته عدسة قناة “العربية” على الحدود الأردنية السورية.

إيران تعتبر الأسد خطاً أحمر والمعارضة ترفض الحوار معه

انفجار ضخم في دمشق والائتلاف الوطني يؤجل تشكيل حكومته المؤقتة

دبي – قناة العربية

أفادت شبكة أخبار الشام بوقوع انفجار ضخم صباح اليوم في العاصمة السورية، ولم تعرف بعد طبيعة الانفجار، وقالت شبكة شام الإخبارية إنه تم تفجير بناء فيه قوات أمن تابعة للنظام في معضمية الشام بريف دمشق، فيما وثقت لجان التنسيق مقتل مئة واثنين وثلاثين شخصا في عموم المدن السورية.

وأرجأ الائتلاف الوطني السوري عملية تشكيل حكومة مؤقتة إلى ما بعد الحصول على ضمانات بدعهما والاعتراف بها، وذلك بعد دراسة اقتراحات ومداولات تقرر بعدها تشكيل لجنة لإجراء المشاورات مع قوى الثورة والمعارضة والجيش الحر والدول الصديقة والشقيقة، لاستكشاف الآراء حول تشكيل الحكومة المؤقتة، وتعد اللجنة تقريرها خلال عشرة أيام وتقدمه للهيئة العامة لمناقشته واتخاذ القرار المناسب، وتتكون اللجنة من ستة أشخاص؛ هم جورج صبرة، ومعاذ الخطيب، وأحمد سيد يوسف، وبرهان غليون، وأحمد عاصي الجربا، ومصطفي الصباغ.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن زعماء المعارضة السورية سيلتقون في باريس هذا الشهر، وجدد فابيوس مطالبته برحيل الأسد في وقتٍ تستمر فيه اجتماعاتُ المعارضة السورية في اسطنبول لاختيار حكومة المنفى.

الصورة تبدو متشابهة بين ميادين القتال في سوريا التي تشهد تصعيدا مستمرا وبين الاتصالات في الأروقة السياسية الباحثة عن حلول تنهي النزاع الدموي.

ائتلاف المعارضة طالب المجتمع الدولي بضرورة توفير الدعم خلال اجتماعاته المنعقدة في اسطنبول لاختيار حكومة سورية في المنفى.

ووسط تصاعد التصريحات بضرورة تنحي الأسد، تدخل طهران بخطها الأحمر لردع المطالبين برحيله وتنذر، بلهجة غير مسبوقة على لسان علي أكبر ولايتي المرشح المحتمل للمنافسة على منصب الرئاسة الإيرانية المقبل، تنذر بأن بشار الأسد خط أحمر بالنسبة لإيران.

89 قتيلا بسوريا.. وروسيا تجلي رعاياها

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قررت روسيا إرسال طائرتين إلى بيروت لإجلاء أكثر من 100 من رعاياها بسوريا، حسبما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية الاثنين، في وقت سقط 89 قتيلا في أعمال عنف بمناطق سوريا عدة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الطوارئ الروسية “بناء على أوامر من قيادة الاتحاد الروسي سترسل وزارة الطوارئ طائرتين إلى بيروت كي يمكن لكل من يرغب من الروس أن يغادر سوريا.”

وأضافت: “من المقرر أن يغادر أكثر من 100 روسي سوريا (على الطائرتين)”.

ميدانيا واصلت القوات الحكومية الحصار على بلدة بيت سحم بريف دمشق لليوم الـ55 على التوالي بالتزامن مع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون استهدف الأحياء السكنية مع انقطاع تام للتيار الكهربائي والماء والاتصالات ونقص شديد بالمستلزمات الطبية والغذائية حسب ناشطين معارضين،

وقام الطيران الحربي بقصف بلدتي حمورية وعربين في ريف دمشق بالقنابل الفراغية، حسب لجان التنسيق المحلية.

كما تعرضت المنطقة المحيطة بإدارة المركبات في مدينة حرستا بريف دمشق للقصف بالهاون والمدفعية من قبل القوات الحكومية.

ووقعت اشتباكات بين الجيشين السوري والحر عند مداخل حي سيدي مقداد في ريف العاصمة.

وقتل في منطقة اللطامنة بريف حماة الشمالي شخص واحد وجرح العشرات جراء إلقاء الحوامات براميلا متفجرة عليها.

وفي حمص سقط عدد من الجرحى جراء القصف العنيف على حيي جوبر والسلطانية وقرية كفرعايا، فيما تستمر محاولات القوات الحكومية السيطرة على كفرعايا.

وتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء درعا البلد جنوبي البلاد.

من جهتها الوكالة السورية للأنباء سانا تحدثت عن تنفيذ “حدات من الجيش عدة عمليات نوعية في مزارع دوما وحرستا وحجيرة والذيابية وعقربا بريف دمشق أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين وتدمير أوكارهم وأدواتهم الإجرامية”.

وأضافت الوكالة أنه تم التصدي “لمجموعة إرهابية حاولت الاعتداء على قلعة بصرى الشام في ريف درعا وأوقعت جميع أفرادها بين قتيل ومصاب”.

إدلب تقتات على العصافير

بسام بونني – ريف إدلب – سكاي نيوز عربية

مثلما حالت نار الحرب بين العديدين من سكان ريف إدلب ومناطق سورية أخرى، وبين بلوغ المتاجر للتزود بحاجياتهم اليومية من المؤن والغذاء، قطع لهيب الأسعار أيضا السبيل على هؤلاء، فخيم شبح الجوع على إدلب وغيرها من مدن الشمال السوري.

فقد أغلقت المتاجر في إدلب كما في غيرها هربا من المعارك تحت سطوة صعوبة التزود بالمواد المطلوبة، وباتت المتاجر التي ظلت صامدة إلى الآن تعاني من معضلة الغلاء الكبير للأسعار، فسعر الكيلوغرام الواحد من الأرز بلغ 85 ليرة سورية، وكذلك السكر، أما سعر الزيت والسمن فقفز إلى ثلاثة أضعاف منذ اندلاع الأزمة السورية.

وأمام هذه الوضعية لم يجد الطالب العشريني ماجد حلا سوى أن يجوب البرارى ليصطاد العصافير، علها تطرد شبح الموت جوعا عن أفراد عائلته.. ورغم أن صوت البندقية المدوي يوحي بأن الغنيمة كبيرة، إلا أن ما يسقط منها من السماء على الأرض أصغر بكثير من فتحة الأفواه الجائعة على مصرعيها.

من جهة أخرى يعيل عدنان المسؤول عن عائلة من خمسة أفراد، ويبارز الجوع في بيته بحبات زيتون وقطرات من الزيت والزعتر.

ويقول برنامج الغذاء العالمي إن مليونين ونصف المليون سوري بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية عاجلة.

ومع دخول الحرب في سوريا شهر الـ23، تطل الأزمة الغذائية في سوريا برأسها وتنشر الجوع فيها هنا وهناك.

روما (21 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أثار قرار الأمم المتحدة تقديم مساعدة إنسانية للسوريين بأكثر من نصف مليار دولار عبر الحكومة السورية ومؤسساتها استياء الكثير من المعارضة السورية والمحتجين، ورأوا في هذه الخطوة دعماً مباشراً للنظام السوري، مؤكدين أن أياً من هذه المساعدات لن تصل لمستحقيها وأن النظام سيجيّرها لدعم حملته العسكرية وميليشياته

وشكّل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في نهاية اجتماعاته الأحد في اسطنبول لجنة طارئة للتحرك الدبلوماسي مهمتها الأولى الضغط على الأمم المتحدة لعدم صرف 519 مليون دولار للمؤسسات الرسمية السورية ضمن خطة تم إقرارها الشهر الماضي، حيث تنوي الأمم المتحدة تقديم هذا المبلغ إلى الحكومة السورية كمساعدات إنسانية توزّع بمعرفة الحكومة وعن طريقها

وأعرب العديد من المعارضين والناشطين السوريين عن استيائهم من الخطوة التي قررتها المنظمة الدولية، حتى أن بعضهم دعا لتسمية يوم الجمعة المقبل باسم “جمعة قتل أسدي بتمويل أممي” حسب قولهم

غسان إبراهيم، الإعلامي السوري المعارض، اختصر كثيراً من شكوك السوريين، وقدّم العديد من الأدلة التي تدين المنظمة الدولية، ففي موضوع تقديم أكثر من نصف مليار دولار مساعدات إنسانية عبر الحكومة الحالية التي لا تعترف بها المعارضة ويشارك فيها عدة مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، أوضح إبراهيم أن هذه المساعدات ستذهب إلى 44 جمعية خيرية تابعة للنظام، واتهم الهلال الأحمر السوري بأنه “الوجه الإغاثي لأجهزة المخابرات والشبيحة” وفق تعبيره

وأشار إبراهيم كذلك إلى استمرار أغلب مؤسسات الأمم المتحدة بالتعامل مع النظام السوري ولازال لديها برامج ومشاريع نظامية مع الحكومة رغم توقف أغلب السفارات عن التعامل من النظام السوري، وأبدى استغرابه من وجود مشاريع بين الحكومة السورية الأمم المتحدة، وخاصة مشاريع مع وزارة الداخلية التي قال إنها “تقتل الشعب”، ومشاريع منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة “لمعالجة جرحى جيش بشار الأسد والشبيحة” وفق ذكره

وأكّد المعارض السوري أن أغلبية العاملين في الأمم المتحدة في داخل سورية “هم أولاد مسؤولين وشبيحة”، وأن كل البرنامج والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة “لم تقدم دعم إلى أية جهة معارضة سواء لأمور الإغاثة أو الطبابة أو أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية”، وأخذ على كل مؤسسات الأمم المتحدة لأنها تعترف بالنظام السوري ولا تعترف بالمعارضة كجهة تمثل الشعب السوري

المعارض السوري رضوان زيادة أوضح حقيقة الموضوع من الناحية القانونية والسياسية وقال إن “مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية الذي أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة ينص على ضرورة أن يجري تنسيق هذه المساعدات بالتنسيق أو التشاور مع الحكومة القائمة”، وذكّر بأن الأمم المتحدة “إنما تتعامل مع الدول الأعضاء فقط ممثلة بالحكومة الحالية”، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تعرف هذا الأمر وتبذل جهدها أسبوعياً مع مكتب التنسيق الإنساني للأمم المتحدة للحصول على هذه المساعدة، وتقدمت بمشروع كامل يتضمن توزيع مبلغ 519 مليون دولار من المساعدات الإنسانية على المناطق المختلفة وعبر وزاراتها

وأضاف زيادة “لما لم يصدر قرار من مجلس الأمن يخول أطرافا أخرى ربما تكون منها المعارضة التنسيق في شؤون صرف المعونات الإنسانية، فإن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يبقى يتعامل مع حكومة الأسد بشأن صرف وتوزيع المعونات الإنسانية”، وتابع “ما نسعى إليه هو تنسيق وتطوير جهود المنظمات السورية العاملة في مجال الإغاثة بحيث تكون قادرة على بناء الشبكة الذاتية الخاصة بها وتستطيع من خلالها الوصول إلى كل المناطق المتضررة أو المنكوبة، وسيعقد اجتماع في 29 الشهر الجاري في استانبول لبحث هذا الشأن” حسب قوله

من جهته، دعا إبراهيم إلى القيام بحملة إعلامية وتظاهرات “لفضح ازدواجية مؤسسات الأمم المتحدة التي تتعامل مع النظام بغرض تقديم مساعدات إنسانية وهي بنفس الوقت تعارض تقارير صادرة عن مجلس حقوق الإنسان ومؤسسات أخرى تابعة لنفس المنظمة التي تقول إن العصابة الأسدية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”، كما دعا الائتلاف الوطني التواصل المباشر مع قيادات مؤسسات الأمم المتحدة وأمينها العام واستيضاح الأمور وإعلامهم أن الشعب السوري “لن يسكت عن نفاقهم وتخاذلهم وتعاملهم غير الأخلاقي” مع النظام السوري تحت مسمى مساعدات إنسانية

تركيا: المعارضة السورية تؤجل تشكيل حكومة انتقالية

الائتلاف الوطني السوري المعارض تشكل بدعم غربي وخليجي في قطر في ديسمبر/كانون الاول

قال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن قادة المعارضة السورية المجتمعين في اسطنبول في تركيا أرجأوا تشكيل حكومة انتقالية.

=وقال مراسل بي بي سي في اسطنبول عبدالناصر سنكي إن التأجيل يرجع إلى رغبة المعارضة في الحصول على ضمانات بدعهما والاعتراف بها أولا.

وقال بيان المعارضة إن الائتلاف شكل لجنة من خمسة أفراد لوضع مقترحات بخصوص الحكومة وتقديمها للائتلاف خلال عشرة أيام.

وتقول وكالة رويترز للأنباء إن التأجيل ضربة لجهود ملء الفراغ السياسي في البلاد حيث إن المحادثات التي بدأت منذ السبت الماضي هي المحاولة الثانية للمعارضة السورية لتشكيل حكومة انتقالية في ظل شكوك بشأن مصداقية المعارضة التي أصبحت على المحك.

وتشكل الائتلاف، الذي يتضمن 70 عضوا معظمهم من الاسلاميين وحلفائهم، بدعم غربي وخليجي في قطر في ديسمبر/كانون الاول.

وأضاف بيان المعارضة “الائتلاف يعتزم استشارة الجيش السوري الحر وقوى المعارضة الاخرى في تشكيل الحكومة المرتقبة، كما سيتم استشارة الدول من أصدقاء سوريا للتأكد من مدى التزامهم بالدعم المادي والسياسي لهذه الحكومة”.

ونقلت رويترز عن مصادر بالمعارضة أن رئيس الائتلاف معاذ الخطيب سافر إلى قطر لتأمين التعهدات المادية التي قطعتها الدولة الخليجية على نفسها لدعم تشكيل حكومة انتقالية في المناطق التي احكمت المعارضة المسلحة السيطرة عليها.

كانت المحادثات شابها الاختلاف حول قدرة الحكومة على تحمل الضغوط والبقاء عندما غادر الخطيب في منتصف المحادثات بحسب مصادر معارضة.

BBC © 2013

الائتلاف ينشر توضيح حول المبالغ التي وزعها وبالاسماء

وزع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مبلغ 8 مليون دولار استلمتها من دولة قطر الشقيقة بعد تشكيل الائتلاف حسب الجدول التالي:

المجلس المحلي في محافظة… درعا، استلمها السيد محمد قداح: 700 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة إدلب، استلمها السيد عدنان رحمون: 800 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة حماة، استلمها السيد صلاح الدين الحموي: 700 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة حمص، استلمها السيد عبد الإله فهد: 800 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة حلب وريفها، استلمها السيد جلال الدين الخانجي: مليون دولار

المجلس المحلي في محافظة ريف دمشق، استلمها السيد جواد أبو حطب: 600 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة دمشق، استلمها السيد محمد يحيى مكتبي: 600 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة طرطوس، استلمها السيد عبد الكريم: 200 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة القنيطرة، استلمها السيد أحمد عوض محمد: 200 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة السويداء، استلمتها السيدة ريما فليحان: 100 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة الرقة، استلمها السيد مصطفى نواف العلي: 200 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة الحسكة، استلمها السيد محمد مصطفى محمد: 200 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة اللاذقية، استلمها السيد زياد الريس: 600 ألف دولار

المجلس المحلي في محافظة دير الزور، استلمها السيد رياض الحسن: 700 ألف دولار

المجلس الأعلى للثورة السورية، استلمها السيد محمد سطلة: 200 ألف دولار

لجان التنسيق المحلية، استلمتها السيدة ريما فليحان: 200 ألف دولار

الهيئة العامة للثورة السورية (لم تسلم بعد): 200 ألف دولار

هام : نص القرار الذي اتخذه الائتلاف بخصوص تشكيل الحكومة

بعد دراسة الاقتراحات وإجراء المداولات حول موضوع تشكيل الحكومة المؤقتة تقرر مايلي : تشكيل لجنة مؤلفة من خمسة أشخاص لإجراء المشاورات مع قوى الثورة والمعارضة والجيش الحر والدول الصديقة والشقيقة لاستكشاف لأراء الاطراف حول تشكيل الحكومة المؤقتة ومدى الوفاء بالالتزامات الضرورية لعملها مادياً وسياسياً

تعد اللجنة تقريرها خلال عشرة أيام من تاريخه وتقدمه للهيئة العامة لمناقشته واتخاذ القرار المناسب في ذلك

وتشكلت اللجنة من السادة :  معاذ الخطيب -جورج صبرة – أحمد سيد يوسف -د. برهان غليون – أحمد عاصي الجربا – مصطفي الصباغ

علماً انه وبعد ضغوط كثيرة من الناشطين تم إعادة المادة التي تمنع تولي أعضاء الائتلاف الوطني مناصب وزارية وذلك بعد ان تم الغاؤها لساعات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى