أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 05 أيلول 2016

 

 

 

فشل المحادثات بين موسكو وواشنطن حول سورية

هانغتشو (الصين) – رويترز، أ ف ب

قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن اجتماعاً بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف انتهى اليوم (الاثنين)، من دون التوصل لاتفاق في شأن سورية وإن الخلافات ما زالت قائمة.

والتقى الوزيران على هامش اجتماع قمة زعماء مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو شرق الصين.

من جانبه، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إنه لا يوجد ما يستدعي التصريحات «الدرامية »، بحسب ما نقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء. ونسبت الوكالة إلى المصدر قوله: «ستستمر العملية. لا توجد أسباب لمثل هذه التصريحات الدرامية مثل تلك الصادرة عن بعض المصادر في وزارة الخارجية (الأميركية) بأن شيئا لم يتحقق».

في موازاة ذلك، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما الأزمة في سورية وأوكرانيا عندما التقى الزعيمان على هامش قمة زعماء دول مجموعة العشرين في الصين اليوم.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله «استمر الاجتماع لفترة أطول من المتوقع». وقال رداً على سؤال عن الأجواء في الاجتماع «سارت الأمور على ما يرام. العمل سيستمر».

وكانت واشنطن أعلنت أمس أنها لم تتوصل الى الاتفاق المرجو مع روسيا في شأن وقف العنف في سورية، ملقية اللوم على موسكو التي قالت عنها انها «تراجعت» في شأن بعض القضايا.

وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما صرح في وقت سابق الأحد أن واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في الحرب المدمرة في سورية، وأكد أن الجانبين «يعملان على مدار الساعة»، مشيراً في الوقت نفسه الى ان «هذه المسألة معقدة للغاية».

وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية لاحقاً أن «الروس تراجعوا عن بعض القضايا التي اعتقدنا اننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود الى عواصمنا للتشاور».

وتدعم كل من موسكو وواشنطن طرفين متضادين في النزاع الذي بدأ بحركة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في آذار (مارس) 2011 قبل قمعها بالقوة وتحولها الى نزاع دام متشعب الأطراف.

وفشلت جولات متتالية من المفاوضات الدولية في انهاء النزاع الذي خلف اكثر من 290 الف قتيل وشرد الملايين داخل البلاد وخارجها ما ادى الى تدفق مئات عشرات الالاف منهم الى اوروبا.

وروسيا هي من اكبر الداعمين للنظام السوري فيما تدعم واشنطن ائتلاف المعارضة الرئيس وبعض الفصائل المسلحة، كما أن دولا وقوى اخرى ضالعة في النزاع.

وفشلت اتفاقات وقف اطلاق نار سابقة، وقال اوباما الاحد ان واشنطن تتعامل مع المحادثات «ببعض التشكيك (..) ولكن الأمر يستحق المحاولة».

وأضاف: «حتى لو اقتصر الامر على حصول الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء على الطعام والامدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فان الامر يستحق العناء».

 

مسودة أميركية للاتفاق السوري: روسيا «تجبر» النظام على وقف القصف والعمليات الهجومية

لندن – ابراهيم حميدي

كشفت مسودة أميركية للاتفاق بين واشنطن وموسكو على التعاون العسكري في سورية، حصلت «الحياة» على نصها، ضمان روسيا «إجبار النظام السوري على امتثاله وقف تحليق طيرانه والعمليات الهجومية في جميع أنحاء البلاد» وعدم قصف مناطق المعارضة بما فيها المناطق المتداخلة مع «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بعد سبعة أيام من تنفيذ هدنة وإقامة منطقة منزوعة السلاح شمال حلب وطريق الكاستيلو وصولاً إلى وقف النار شامل في البلاد. وجدد مسؤول أميركي أمس التأكيد للمعارضة على عدم قبول «سقف أدنى من ذلك».

وقبل لقاء الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في الصين، تضاربت الأنباء عن مدى الاقتراب من توقيع الاتفاق الذي اشتغل عليه عسكريون وديبلوماسيون وأمنيون من الطرفين في جنيف. وقال أوباما الأحد أن الجانبين «يعملان على مدار الساعة»، مؤكداً «أن هذه المسألة معقدة للغاية». وأفادت الخارجية الأميركية أن الاتفاق أصبح قريباً ويمكن أن يعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. كما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: «نوشك على التوصل لاتفاق… لكن فن الديبلوماسية يتطلب وقتاً للتنفيذ. ما من سبب يدعونا أن نتوقع انهيار المحادثات». لكن مسؤولاً أميركياً تحدث لاحقاً عن «تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا أننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور». وأضاف أن كيري ولافروف سيلتقيان مجدداً اليوم على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية.

وصرح كيري «سنراجع بعض الأفكار الليلة (أمس)، بينها مسألتان صعبتان، وسنعود ونرى أين وصلنا»، متحدثاً عن أولويتين لضمان استمرار وقف إطلاق النار إحداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط «جبهة فتح الشام» لأن «النصرة» هي «القاعدة» ولا يمكن أن يخفي تغيير اسمها حقيقتها وما تحاول أن تفعله».

وأبلغ المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني الفصائل أمس أن كيري ولافروف لم يتوصلا في الصين الى اتفاق «لأننا لن نقبل اتفاقاً إلا إذا رعى المطالب الأساسية للمعارضة» الأمر الذي لم يوافق عليه الروس بعد. وأضاف ان واشنطن لن توافق على «سقف ادنى» من مسودة الاتفاق، اضافة الى ان العمليات العسكرية في الراموسة وفرض القوات النظامية الحصار مجدداً على الأحياء الشرقية امس ستؤثر في موقف واشنطن والمفاوضات.

وكان راتني بعث إلى «فصائل المعارضة السورية المسلحة» رسالة في أربع صفحات، تضمنت النقاط الرئيسية في الاتفاق حملت تاريخ الثالث من أيلول (سبتمبر). وبحسب المسودة، التي حصلت «الحياة» على نسخة منها، فان «الاتفاق الذي نقترب التوصل له مع روسيا يمكن أن يتم الإعلان عنه قريباً. وبعد محادثات طويلة مع الجانب الروسي، نعتقد بأن هذه الترتيبات يمكنها، إذا ما نفذت بحسن نية إعادة الهدنة ووقف الهجمات العشوائية من جانب النظام وروسيا على المدنيين والمعارضة، والحد في شكل كبير من العنف في سورية، وتمهيد الطريق لإعادة إطلاق عملية سياسية موثوقة». وتستند هذه المسودة إلى وثيقة سلمها كيري إلى الكرملين قبل أسابيع وخضعت لمفاوضات مكثفة في جنيف.

وإذ أشار إلى رسالة الفصائل المعارضة الأسبوع الماضي التي طالبت بوقف شامل للنار وضم جنوب غربي حلب وطريق الراموسة بالهدنة وعدم اقتصارها على شمال حلب وطريق الكاستيلو، قال راتني: «نحن على وشك التوصل إلى تفاهم مع الروس له القدرة على معالجة هذه المخاوف. تفاوضنا مع روسيا على هذا الاتفاق على أساس الساعات الطويلة من المدخلات التي تلقيناها من المعارضة. هذا الاتفاق يفترض أن يكون أقوى من اتفاق الهدنة الأصلية لأنه من المفترض أن يمنع روسيا والنظام من قصف المعارضة والمدنيين بذريعة ضرب جبهة النصرة»، في إشارة إلى اتفاق «وقف العمليات القتالية» في نهاية شباط (فبراير) الماضي.

 

لماذا الاتفاق؟

أفادت الرسالة أن «الجميع يقر بأنه للتوصل إلى حل في سورية، لا بد لنا من التحدث مع الروس. كان التعامل مع روسيا صعباً للغاية. إذ من الصعب جداً إجراء هذه المحادثات مع الروس حتى وهم يقتلون السوريين في شكل يومي. تسألنا المعارضة باستمرار: كيف يمكن لروسيا أن تظل راعية للعملية السياسية بينما تتصرف في الوقت نفسه كطرف أساسي في الصراع؟ ونحن نسأل أنفسنا هذا السؤال كل يوم. لكن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتظاهر بعدم وجود روسيا ودعمها للنظام. كما لا يمكن لروسيا أن تتظاهر بعدم وجود الولايات المتحدة ودعمنا للمعارضة. وكلانا ليس لديه أي خبار سوى التعامل مع الآخر. وهذا يعني أن الولايات المتحدة وروسيا عليهما أن يعالجا مخاوف بعضهما البعض». وأشار راتني باسم الخارجية الأميركية إلى أن «عناصر قلقنا هي هجمات النظام المتواصلة على المعارضة، وهجماته الوحشية على المدنيين السوريين، وسوء نيته في تنفيذ هدنة شباط 2016، وإهماله للعملية السياسية. أما مصدر قلق روسيا- وقلقنا أيضاً- هو وجود الجماعات المتطرفة، وفرع تنظيم القاعدة في سورية، الذي يعرف الآن باسم جبهة فتح الشام».

 

ماهو الاتفاق الأميركي – الروسي؟

أجاب راتني على ذلك بالقول إن «الملامح الرئيسية للاتفاق هي أن تقوم روسيا بمنع طيران النظام من التحليق، وهذا يعني عدم حدوث قصف من قبل النظام في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بغض النظر من يتواجد فيها، بما في ذلك المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام إلى جانب فصائل المعارضة الأخرى. وفي المقابل، نعرض على روسيا التنسيق من قبلنا في شأن إضعاف القاعدة في سورية، وهذا التنسيق سيتضمن تفاهماً يقضي بأنه لن تكون هناك عمليات قصف من قبل النظام ولا قصف عشوائي روسي». وأشار إلى أن «الشروط» الأميركية قبل تنفيذ هذا الاتفاق، مفادها «أننا قلنا للروس أن عليهم هم والنظام إنهاء الهجمات على المعارضة وإعادة التزام الهدنة. ووضعنا سقفاً عالياً من الشروط، بينها انسحاب النظام من طريق الكاستيلو وإنهاء القتال حول طريق الراموسة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى حلب من خلال كل من طريقي الراموسة والكاستيلو وإنهاء الهجمات والعمليات الهجومية في جميع أنحاء البلاد، وقلنا أن كل هذه الأمور يجب أن تتم قبل أن تنفذ الولايات المتحدة وروسيا أي اتفاق».

في المقابل، أبلغ الروس الأميركيين أنهم «موافقون على القيام بكل هذه الأمور. ونعتقد بأنهم سيجبرون النظام على الامتثال، لكن علينا أن نختبر هذا الأمر، فكما قلنا في العديد من المرات، أن التفاهم مع روسيا لن يكون قائماً على الثقة». وأضافت الرسالة: «كنتيجة لذلك، سنقوم قريباً جداً بالدعوة إلى إعادة الالتزام بالهدنة في جميع أنحاء البلاد وسوف نحتاج تعاونكم معنا».

 

إجراءات هدنة حلب

وحض راتني الفصائل المعارضة على «أن تعيد الالتزام بالهدنة في وقت وتاريخ سيتم تحديدهما قريباً. وهذه الهدنة ستكون في جميع أنحاء البلاد. وستشمل كامل مدينة حلب، بما في ذلك طريق الراموسة، وجميع الجبهات. وهذا يعني أيضاً أننا نحتاج إلى ضمانات من المعارضة بأن لا تكون هناك عقبات أمام الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في (غرب) مدينة حلب»، لافتاً إلى إجراءات أخرى مطلوبة، باعتبار أن الاتفاق يضمن «هدنة ووقفاً كاملاً للعمليات العسكرية من النظام والقوات الموالية للنظام والمعارضة في منطقة طريق الراموسة، وبعد بدء الهدنة، ستدخل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى مدينة حلب».

كما «سيتم إنشاء حاجزي تفتيش على طريق الكاستيلو لضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية والمرور من وإلى مدينة حلب. تفاصيل هذين الحاجزين، ومن هي الجهة التي تتولى إدارتهما، ينبغي الاتفاق في شأنهما بيننا وبين روسيا وبيننا، ونتوقع أن نحتاج إلى تعاون الفصائل المسلحة في المنطقة لإقامة الحاجزين بصورة آمنة» على أن «يقوم النظام والقوات الموالية له بسحب قواتهم من طريق الكاستيلو. وسيصبح طريق الكاستيلو منطقة منزوعة السلاح».

 

المطلوب من النظام

أبلغ راتني المعارضة أن الإجراءات المطلوبة من النظام السوري، شملت «سحب الأسلحة الثقيلة مثل مركبات القتال المدرعة، ومركبات المشاة القتالية، والدبابات، والمدفعية، ومدفعية الهاون إلى مسافة 3500 متر شمال طريق الكاستيلو وسحب الرشاشات التي يحتاج تشغيلها أكثر من عنصر، وناقلات الجنود بي تي آر 60، والمركبات القتالية بي أم بي 1 من دون منصة صواريخ موجهة ضد الدروع، إلى مسافة 2500 متر شمال الطريق» إضافة إلى «سحب جميع الأفراد، ما عدا الأفراد الموجودين في نقطتي الرصد، إلى مسافة ألف متر شمال الطريق، وتقتصر أسلحتهم على الأسلحة الصغيرة أو الرشاشات الخفيفة». وفي الجانب الجنوبي من الطريق «يجب سحب جميع الأفراد، والأسلحة والمعدات إلى مسافة 500 متر من الطريق» قبل «إقامة ما يصل إلى نقطتي رصد على مسافة لا تقل عن 500 متر شمال طريق الكاستيلو مع كادر من الأفراد لا يتجاوز عددهم 15 فرداً مجهزين بأسلحة صغيرة فقط لأغراض الدفاع عن النفس ومعدات مراقبة»، إضافة إلى «عدم إعاقة أي مرور إنساني، أو مدني أو تجاري على طريق الكاستيلو وعدم الدخول إلى المناطق التي تنسب منها فصائل المعارضة أو إقامة مواقع في المنطقة المنزوعة السلاح، غير نقطتي الرصد».

في المقابل، يتعين على المعارضة «احترام المنطقة المنزوعة السلاح على طريق الكاستيلو. الأمر الذي سيتطلب من قوات المعارضة أيضاً الانسحاب من مناطق معينة» سيتم تحديدها وإبلاغ تفاصيل ذلك إلى المعارضة قريباً لذلك «يتوقع من فصائل المعارضة هو عدم إعاقة أي مرور إنساني أو مدني أو تجاري على طريق الكاستيلو، وعدم دخول المناطق التي تنسحب منها قوات النظام والقوات الموالية لها أو إقامة مواقع في المنطقة المنزوعة السلاح، وبذل كل ما في وسعها لمنع قوات جبهة فتح من التقدم إلى المنطقة المنزوعة السلاح من مناطق سيطرة المعارضة المجاورة لها».

 

تزامن تطبيق الاتفاق

سيكون تسلسل الخطوات، بحسب المسودة الأميركية، بدءاً من «عودة جميع الأطراف الالتزام بالهدنة في الوقت والتاريخ اللذين سيتم تحديدهما قريباً. وفي نفس الوقت، ستدخل حيز التنفيذ أيضاً الإجراءات الأربعة الخاصة المشار إليها آنفاً» ثم دخول «المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى مدينة حلب فور عودة الالتزام بالهدنة، وعلى الأرجح لن يكون دخولها من خلال طريق الكاستيلو. لكن شحنات المساعدات الإنسانية الأممية اللاحقة ستدخل حلب من خلال طريق الراموسة».

وبعد 48 ساعة من الهدنة و«في حال نجاحها» سيتم تمديدها و «بعد مرور سبعة أيام متواصلة من الالتزام الموثوق بالهدنة، وإقامة حاجزي التفتيش وسحب القوات تبدأ الولايات المتحدة وروسيا الخطوات لمنع تحليق طيران النظام بشكل كامل والعمل معاً لإضعاف (تنظيم) القاعدة في سورية».

 

العملية السياسية

أكدت الرسالة إلى فصائل المعارضة أن هذا الاتفاق «مهم للعملية السياسية لأننا نعتقد أن تجديد الالتزام بالهدنة يمكن أن يفتح الباب لعملية سياسية منتجة. أما في ظل الظروف الراهنة، حيث الوضع على الأرض في غاية السوء، فإنه ليس من الممكن عودة الأطراف إلى (مفاوضات) جنيف».

وأقرت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة في اجتماعها في الرياض مسودة الإطار التنفيذي للحل السياسي في سورية التي ستطرح في مؤتمر بدعم وزراء خارجية «النواة الصلبة» في «مجموعة أصدقاء سورية» في لندن الأربعاء المقبل. وأفاد بيان لـ «الهيئة» أن «الحل السياسي هو الخيار الاستراتيجي الأول الذي تعتمده، وذلك بما يحقق تطلعات الشعب الطامح لنيل حريته وصون كرامته، ووفق بيان جنيف واحد والقرارات 2118 و 2254، القاضية بإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، لا وجود ولا دور (للرئيس) بشار الأسد ومن اقترف الجرائم بحق الشعب السوري بدءاً من المرحلة الانتقالية».

وأفادت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فايسبوك» أن الأسد استقبل أمس وفداً بريطانياً ضم أعضاء في مجلسي اللوردات والعموم ورجال دين وأكاديميين وأنه قال «إن أخطر ما يواجهه العالم حالياً هو محاولات تغلغل الفكر المتطرّف داخل المجتمعات في المنطقة وخارجها، وهو ما شكّل أساس الإرهاب الذي بدأ يضرب مؤخراً في العديد من المناطق داخل أوروبا والغرب عموماً… والقضاء على الإرهاب لا يستوجب فقط محاربته على الأرض بل مواجهة الأيديولوجيا التي يُبنى عليها، والتي لا تعرف حدوداً أو مجتمعات».

 

النظام يجدد حصاره شرق حلب والهدنة تنتظر قمة أميركية روسية

لندن، أنقرة، واشنطن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تمكنت القوات النظامية السورية و «حزب الله» تحت غطاء من الطيران الروسي من محاصرة الأحياء الشرقية في حلب مجدداً، إثر استعادتها ثلاث كليات عسكرية، كانت سقطت في أيدي الفصائل المقاتلة قبل شهر، وسط مفاوضات مكثّفة لإعلان هدنة حلب، خلال لقاء مرتقب اليوم بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين. وواصلت فصائل «الجيش الحر» بدعم من الجيش التركي التقدُّم لإقامة شريط عمقه 20 كيلومتراً شمال سورية، لا يضم «داعش» والمقاتلين الأكراد، بالتزامن مع زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي بريت ماكغورك شمال شرقي سورية لطمأنة المقاتلين الأكراد.

وبثت وكالة «الأناضول» للأنباء أن مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم أنقرة سيطروا على منطقة شمال سورية، تمتد من أعزاز إلى جرابلس على الحدود التركية، بعدما طردوا مقاتلي «داعش».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» خسر تواصله مع العالم الخارجي بعد فقدانه «ما تبقى من القرى الحدودية الواقعة بين نهر وبحيرة الساجور في ريف جرابلس الغربي وبلدة الراعي الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي الشرقي».

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن حكومته لن تسمح بقيام «دولة مصطنعة» شمال سورية، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

وكان المرصد أكد أن القوات السورية النظامية مدعومةً من «حزب الله» والطيران الروسي «تمكّنت من السيطرة على كلية المدفعية عقب سيطرتها على كلية التسليح والمدرسة الفنية الجوية (…) ومحاصرة أحياء حلب الشرقية مجدداً»، بعد شهر على سيطرة فصائل معارضة على مناطق في جنوب غربي حلب والوصول إلى طريق الراموسة لكسر حصار فرضته القوات النظامية منتصف تموز (يوليو) على الأحياء الشرقية، بعد السيطرة على طريق الكاستيلو.

والطريق كان أحد البنود الرئيسية في الاتفاق الأميركي- الروسي للتعاون العسكري. وكشفت مسودة أميركية للاتفاق، حصلت «الحياة» على نصها، ضمان روسيا «إجبار النظام السوري على وقف تحليق طيرانه والعمليات الهجومية في كل أنحاء البلاد» وعدم قصف مناطق المعارضة، بما فيها المناطق المتداخلة مع «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، بعد سبعة أيام على تنفيذ هدنة وإقامة منطقة منزوعة السلاح شمال حلب وطريق الكاستيلو.

و بعدما أعلن أوباما أن الجانبين الأميركي والروسي «يعملان على مدار الساعة»، مشيراً إلى أن «المسألة معقّدة جداً»، تحدّث مسؤول بارز في الخارجية الأميركية عن «تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا بأننا اتفقنا عليها، لذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور». وأضاف أن وزيري الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف سيلتقيان مجدداً اليوم على هامش قمة مجموعة العشرين. وحدّد كيري أولويتين لضمان استمرار وقف النار، إحداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط «جبهة فتح الشام».

وكان المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني بعث إلى «فصائل المعارضة السورية المسلحة» برسالة من أربع صفحات، تضمّنت النقاط الرئيسية في الاتفاق وحملت تاريخ 3 أيلول (سبتمبر). وورد في المسودة، التي حصلت «الحياة» على نسخة منها، أن «الملامح الرئيسية للاتفاق هي أن تقوم روسيا بمنع طيران النظام من التحليق، وهذا يعني عدم حدوث قصف من قبل النظام في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بصرف النظر عمّن يتواجد فيها، بما في ذلك المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام، إلى جانب فصائل المعارضة الأخرى. في المقابل، نعرض على روسيا التنسيق من قبلنا في شأن إضعاف القاعدة في سورية، وهذا التنسيق سيتضمّن تفاهماً يقضي بألا تكون هناك عمليات قصف من قبل النظام ولا قصف عشوائي روسي».

ميدانياً، وبعدما فتح جبهةً جديدة شمال سورية وأرسل دبابات إلى بلدة الراعي السورية، قصف الجيش التركي ليل السبت – الأحد أربعة مواقع لـ «داعش»، كما جاء في بيان وزّعته وكالات الأنباء الحكومية. وتم تدمير موقع للتنظيم قرب بلدة الراعي، كما قصفت ثلاثة مواقع أخرى قرب مدينة جرابلس التي استعادتها من «داعش» فصائل مسلحة معارضة مدعومة من تركيا. وأشار «المرصد» إلى أنه بعد تقدُّم الفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا «لا يزال هناك نحو 16 كلم تحت سيطرة تنظيم داعش على الحدود مع تركيا. وفي حال أُجبروا على الانسحاب منها سيفقدون آخر اتصال بين المناطق الواقعة تحت سيطرتهم والعالم الخارجي»، وسط أنباء عن خطة بدعم تركي لإنشاء شريط حدودي بعمق 20 كيلومتراً خال من «داعش» والمقاتلين الأكراد، حلفاء الأميركيين.

وأوضح «المرصد» أمس، أن ماكغورك زار في اليومين الماضيين «مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية (العربية – الكردية) في مدينة عين العرب (كوباني) ومحافظة الحسكة، حيث التقى ممثلين من الإدارة الذاتية الديموقراطية في مقاطعتي الجزيرة وكوباني، وممثلين وقيادات عسكرية من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات سورية الديموقراطية». وتابع أن ماكغورك «جدد تأكيده دعم التحالف الدولي لقوات سورية وأن لا صحة للأقاويل والإشاعات عن تخلي التحالف عن دعمها بعد التفاهمات التي جرت مع تركيا».

 

90 دقيقة من المحادثات «المثمرة» بين أوباما وبوتين في شأن سورية

هانغتشو (الصين) – رويترز

قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس باراك أوباما أجرى محادثات مطولة أكثر من المتوقع، امتدت 90 دقيقة، اليوم (الاثنين) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن إمكان وكيفية الاتفاق على وقف لإطلاق النار في سورية، والتي وصفها أوباما بأنها كانت «مثمرة»، فيما اعتبر بوتين ان هناك «بعض التقارب في المواقف».

وأوضح أوباما في ختام لقائه بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين: «اجرينا بعض المحادثات المثمرة بالنسبة لما سيكون عليه الوقف الفعلي للاعمال القتالية».

وصرح المسؤول للصحافيين بأن أوباما وبوتين قضيا 90 دقيقة في اجتماع «بناء» في شأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية وتقليل العنف والتعاون في مواجهة الجماعات المتشددة. وأضاف أن الرئيسين لم يخوضا في التفاصيل الدقيقة في شأن اتفاق، لكنهما أحرزا تقدماً في توضيح «الخلافات المتبقية»، ووجها كيري ولافروف بأن يجتمعا هذا الأسبوع لمواصلة العمل على التوصل لاتفاق.

وقال المسؤول انه «إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، نريد أن نفعل ذلك في صورة عاجلة جداً بسبب الوضع الإنساني، ولكن علينا أن نتأكد من أنه اتفاق فعال. إذا لم نتمكن من التوصل إلى نوع الاتفاق الذي نريد سننسحب من تلك الجهود».

وفي محادثات عقدت في وقت سابق اليوم لم يتمكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف من الاتفاق على وقف لإطلاق النار في سورية للمرة الثانية خلال أسبوعين، مع تشديد المسؤولين الأميركيين على أنهم سينسحبون إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في المدى القريب.

وانهار اتفاق لوقف القتال توسط لافروف وكيري في إبرامه في شباط (فبراير) خلال أسابيع. واتهمت واشنطن القوات الموالية إلى الرئيس السوري بشار الأسد بانتهاك الاتفاق.

ورفض مسؤولون في وزارة الخارجية توضيح النقاط العالقة التي تعوق التوصل إلى اتفاق، لكن المسؤول الأميركي قال إن الخلافات المتبقية تدور حول طريقة تنفيذ الخطة.

من جهته اعلن بوتين أن هناك «بعض التقارب في المواقف» مع واشنطن حول سورية، مشدداً على امكان التوصل إلى اتفاق في وقت قريب.

وقال خلال مؤتمر صحافي إن «على رغم كل شيء هناك بعض التقارب في المواقف (مع الولايات المتحدة)، وتفهم لما يمكننا القيام به لتهدئة الاوضاع والسعي إلى اتفاق مقبول من الطرفين». وأضاف: «اعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح، ويمكن، على الأقل لفترة من الوقت، الموافقة على القيام بمحاولات نشطة لجعل الوضع في سورية أفضل».

واشار بوتين إلى اعتقاده ان اتفاقاً مع واشنطن يمكن تحقيقه في «الايام المقبلة»، لكنه رفض إعطاء تفاصيل محددة، مؤكداً أن المسؤولين الاميركيين والروس «يعملون على بعض الاتفاقات المبدئية».

وتابع: «يمكننا القول أن عملنا المشترك مع الولايات المتحدة في محاربة المنظمات الارهابية، بما في ذلك في سورية، سيشهد تحسناً وتكثيفاً في شكل كبير». وأوضح بوتين ان «الولايات المتحدة وروسيا مهتمتان بمكافحة الإرهاب».

واكد الرئيس الروسي أن «الرئيس الاميركي صادق تماماً في السعي للتوصل إلى حل للنزاع السوري»، واصفاً الولايات المتحدة بأنها «شريك أساس» في القضايا الأمنية.

من جهة ثانية أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انه عرض على الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين إقامة «منطقة حظر جوي في شمال سورية».

واضاف في كلمة نقلها التلفزيون على هامش قمة مجموعة «العشرين»: «نعمل على إعلان حظر جوي في هذه المنطقة»، في إشارة الى المنطقة الحدودية حيث طردت فصائل سورية تدعمها انقرة عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

وتابع ان بلاده تتعاون مع روسيا من أجل وقف لاطلاق النار في منطقة حلب. وقال: «نعمل حالياً مع روسيا من أجل اعلان وقف لاطلاق النار في منطقة حلب»، مؤكداً انه يرغب في التوصل الى ذلك قبل عطلة عيد الاضحى في 12 ايلول (سبتمبر).

من جهته حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم من «مخاطر تدويل النزاع السوري»، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة مجموعة العشرين في هانغتشو في الصين.

وقال هولاند إن «هناك مخاطر كبيرة من احتمال حصول كارثة انسانية في حلب، وايضا من احتمال تدويل النزاع».

وتطرق الرئيس الفرنسي الى تورط دول عدة في النزاع السوري مشيراً «ليس إلى وجود روسيا وحدها الآن، بل إلى إيران أيضاً بشكل او آخر وتركيا». وأضاف: «نرى تماماً أن الحل يجب أن يكون سياسياً»، مشدداً على ضرورة «التفاوض».

واوضح انه بحث في موضوع النزاع السوري خلال وجوده في قمة هانغتشو مع العديد من القادة بينهم الاميركي باراك اوباما وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب اردوغان.

 

«داعش» يتبنى تفجيرات أوقعت 48 قتيلاُ في سورية

دمشق، بيروت – أ ف ب، رويترز

تبنى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) سلسلة التفجيرات التي استهدفت صباح اليوم (الإثنين) مناطق سورية عدة غالبيتها تحت سيطرة قوات النظام، وأسفرت عن مقتل 48 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، وفق ما أفادت وكالة «أعماق» التابعة إلى التنظيم.

وذكرت وكالة «أعماق» أن سلسلة عمليات متزامنة، نفذها مقاتلون من التنظيم اليوم ضربت مناطق تقع تحت سيطرة النظام السوري في كل من دمشق وطرطوس وحمص.

وفي شمال شرقي سورية، قتل ثمانية أشخاص، بينهم ستة من عناصر قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) ومدنيان، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي، جراء تفجير استهدف حاجزاً للقوات عند دوار مرشو في الحسكة.

واستهدف تفجير آخر بسيارة مفخخة مدخل حي الزهراء في حمص، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح سبعة آخرين.

ووقع العدد الأكبر من الضحايا (35 قتيلاً و43 جريحاً) في تفجيرين استهدفا اليوم جسر الارزونة عند أحد مداخل مدينة طرطوس الساحلية، وفق حصيلة للإعلام الرسمي. وذكرت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) الأول كان بسيارة مفخخة، ثم فجر انتحاري نفسه أثناء تجمع الناس لإسعاف المصابين.

وقرب دمشق، نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق وقوع «تفجير ارهابي على طريق الصبورة البجاع» غرب العاصمة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «التفجير استهدف حاجزاً للجيش السوري ما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه «من الواضح ان التفجيرات متزامنة واستهدفت جميعها حواجز امنية».

وتزامنت التفجيرات مع لقاء جمع بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة «مجموعة العشرين» في هانغتشو الصينية، في محاولة للتوصل الى اتفاق في شأن وقف إطلاق النار في سورية.

 

تركيا تخطط لشريط حدودي عمقه 20 كيلومتراً شمال سورية

لندن – «الحياة»

سيطر «الجيش السوري الحر» على مناطق إضافية شمال سورية قرب الحدود التركية، بعد طرد «داعش» من مناطق جنوب وشرق بلدة الراعي وغرب جرابلس بريف حلب الشمالي، وسط أنباء عن خطة بدعم تركي لتأسيس شريط حدودي بعمق 20 كيلومتراً.

وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة: «تمكن «الحر»، في إطار المرحلة الثانية من عملية «درع الفرات»، من بسط سيطرته على قرى باب ليمون وسلسلة والخليلية وحاج والي وتل عصد شرق بلدة الراعي وعلى قرية طويران جنوب البلدة وقرى غنمة وسويدة الشمالية والبورانية غرب جرابلس، بعد معارك أوقعت قتلى وجرحى من داعش».

وأشارت الى أن انقرة «التي تدعم العملية بشكل مباشر تقول أن الهدف منها هو تأمين الشريط الحدودي بين بلدتي الراعي وجرابلس وعلى عمق 20 كيلومتراً، وتطهيره من تنظيم داعش وقوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن: الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية تمكنت من التقدم والسيطرة على قريتين محاذيتين للشريط الحدودي السوري – التركي، كما تمكنت من تحقيق مزيد من التقدم والسيطرة على 3 قرى جديدة اليوم (أمس)، ليرتفع إلى 16 على الأقل عدد القرى والمزارع التي سيطرت عليها الفصائل منذ يوم (أول) أمس، على الشريط الحدودي وفي محيط بحيرة الساجور وبريف بلدة الراعي، وبذلك تبقى للتنظيم قريتان قد يخسرهما في أية لحظة، لمصلحة الفصائل المدعومة بالدبابات التركية، والتي تحاول طرد التنظيم مما تبقى من الشريط الحدودي».

وكان «المرصد السوري» نشر أن «الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالدبابات والطائرات التركية تواصل محاولاتها التقدم وإيصال مقاتليها في ريف جرابلس الغربي وريف الراعي الشرقي ببعضهم، حيث سينتج من هذا التقدم، تلقي تنظيم داعش آخر ضربة تقطع صلته بالعالم الخارجي، وتنهي آخر تواجد له على الشريط الحدود السوري – التركي».

ولا تزال هناك حتى الآن ٤ قرى حدودية، هي: القاضي وتل ميزاب وباب ليمون وخليلية، يتواجد فيها عناصر تنظيم «داعش»، حيث حاول العناصر إيقاف تقدم الفصائل الآتية من جهتي جرابلس والراعي شرقاً وغرباً، والمدعمة بالدبابات التركية التي دخلت إلى ريف جرابلس وبلدة الراعي.

وتستمر الاشتباكات بين مقاتلي الطرفين، في محاولة من الفصائل التقدم أكثر وتحقيق السيطرة على هذه القرى، وإنهاء تواجد التنظيم في آخر قرى حدودية مع تركيا.

 

تركيا تتعهد إعمار مناطق الأكراد

أنقرة – يوسف الشريف

تعهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم لسكان جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية كردية، ومحافظة دياربكر خصوصاً، إعادة إعمار كل ما تهدم من مدن وأحياء أثناء قتال مستمر منذ نحو سنة مع «حزب العمال الكردستاني».

وأعلن استثمارات قيمتها 10 بلايين ليرة تركية (3.4 بليون دولار) في دياربكر، من أجل إنشاء مناطق صناعية فيها، إضافة إلى مشروع لتشييد 67 ألف وحدة سكنية في 23 محافظة، غالبيتها في جنوب الأناضول وشرقه ووسطه.

وقال: «سنجدّد مراكزنا التي تضرّرت بسبب إرهاب حزب العمال الكردستاني، وسنشيّد مدارس ومباني ومتنزهات ودور عبادة». وأضاف أن الحكومة ستستثمر في سبعة مراكز إقليمية، مركّزة في شكل خاص على منطقة سور التاريخية في دياربكر.

وتأتي زيارة يلدرم دياربكر للاستفادة من تأجّج مشاعر غضب في الشارع الكردي ضد «الكردستاني»، بعدما نقل الحزب قتاله مع القوات التركية إلى الأحياء السكنية، علماً بأن الجيش التركي قتل وطرد أكثر من 4 آلاف من مسلحي «الكردستاني» من تلك المناطق.

أتت زيارة يلدرم بعدما أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن مقاتلات تركية قصفت 10 مواقع للمسلحين الأكراد في جنوب شرقي البلاد وشرقها. وأشارت إلى استهداف أربعة أهداف للحزب في منطقة جوكورجا بإقليم هكاري، وستـة مواقع بين إقليمَي أغري وفان.

وكان الجيش التركي أعلن أنه قتل السبت حوالى مئة من مسلحي «الكردستاني»، خلال معارك تلت مقتل 22 جندياً تركياً أثناء صدامات بين الجانبين.

في كولونيا غرب ألمانيا، تظاهر عشرات الآلاف من الأكراد، احتجاجاً على سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد هجوم الجيش التركي على مقاتلين أكراد في شمال سورية.

وأفادت وكالة «دي بي إي» الألمانية للأنباء بأن حوالى 30 الف شخص شاركوا في التظاهرة، وهذا رقم يتطابق مع الرقم الذي قدّمه المنظمون.

وحمل المتظاهرون صوراً لزعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999، مطالبين بإطلاقه. وهتف محتجون بالألمانية «لا للانقلاب العسكري ولا للديكتاتورية المدنية».

 

سوريا تنتظر لقاء أوباما – بوتين اليوم قوات النظام تُحاصر مجدّداً حلب الشرقية

جنيف – موسى عاصي

على السوريين ان ينتظروا نهاية قمة العشرين اليوم في الصين واللقاء المتوقع على هامش القمة للرئيسين الاميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، من أجل معرفة الاتجاه الذي ستذهب فيه مفاوضات الروس والاميركيين حول أزمة بلادهم. لكن التصريحات التي صدرت في اليوم الأول، وان حملت الكثير من الايجابيات من حيث قرب التوصل الى اتفاق بين موسكو وواشنطن يبدأ من مدينة حلب، ترجح كفة استمرار المفاوضات بين الطرفين الى ما بعد انتهاء القمة من أجل حل “عقتين أو ثلاث تبقى عاصية على الحل” على حد قول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يلتقي مجدداً اليوم نظيره الروسي سيرغي لافروف.

ويحاول الطرفان بعد أسابيع من اجتماعات مكثفة بين الفرق العسكرية والفنية الاميركية والروسية في جنيف، التوصل الى اتفاق عام لوقف النار يشمل كل الاراضي السورية وفك الحصار عن المناطق المحاصرة تمهيداً للعودة الى طاولة المفاوضات السورية- السورية. ويركز الطرفان في اتفاقهما المنشود، على البدء أولاً بتفاهم خاص بمدينة حلب.

وجاء في رسالة للمبعوث الاميركي الى سوريا مايكل راتني، بعث بها الى اطراف المعارضة المسلحة أن الاتفاق المتوقع اعلانه في حال تسوية آخر الخلافات بين الروس والاميركيين، “سيلزم روسيا منع الطائرات السورية الحكومية” من قصف المناطق الخاضعة لسيطرة “التيار الرئيسي للمعارضة” وسيطالب بانسحاب قوات الحكومة من طريق إمداد رئيسي شمال حلب، وفي المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا ضد تنظيم “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”).

وينص الاتفاق على ايصال المساعدات الإنسانية، وأن تتجنب القوات السورية والروسية قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة “بما فيها المناطق التي تنشط فيها جماعات معارضة معتدلة قرب جبهة فتح الشام”. وسيضمن الاتفاق انسحاب القوات الحكومية من بعض المناطق، منها المنطقة المحيطة بحلب، للسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين المحاصرين وسط القتال.

ويتطلب الاتفاق أن تقنع روسيا الرئيس السوري بشار الأسد بالموافقة على وقف نشاط سلاح الجو السوري، وهو ما يرفضه الجانب الروسي، اذ قال لافروف “إن هذه الخطوة لا تمثل الهدف”.

 

“الكاستيلو” تحت مراقبة أممية

وعلمت “النهار” ان المقصود بالطريق الذي ستنسحب منه القوات النظامية هو طريق “الكاستيلو”، الذي تصر الامم المتحدة على ايصال المساعدات عبره، وترفض المعارضة المسلحة والمجموعات في حلب الشرقية استخدام هذا الطريق “بسبب سيطرة القوات السورية عليه بالنار”. كما تشير المعلومات الى ان هذه الطريق سيسلّم الى الامم المتحدة وتنسحب القوات النظامية منه، وفي حال تعذر الانسحاب ستتولى الامم المتحدة مراقبة الطريق، بينما يتولى الروس والاميركيون تأمينه.

 

أوباما: خلافات كبيرة

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد أعلن في مستهل قمة مجموعة الـ20 ان الولايات المتحدة وروسيا تعملان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف النار في سوريا، الا انه أوضح “اننا لم نتوصل الى الاتفاق بعد ولدينا خلافات كبيرة مع الروس في ما يتعلق بالطرفين اللذين ندعمهما وأيضاً في شأن العملية اللازمة لإحلال السلام في سوريا”. وقال: “إذا لم نحصل على موافقة الروس على خفض العنف وتخفيف الأزمة الإنسانية سيكون من الصعب توقع كيف يمكننا أن ندخل المرحلة التالية”.

وبعد معلومات ايجابية سبقت لقاء كيري ولافروف على هامش القمة، وكان يتوقع ان يخرج الوزيران لاعلان التوصل الى تفاهم أولي، خرج كيري وحيداً وقال إن اللقاء تناول “مسألتين أو ثلاثاً لا تزال صعبة على الحل” وأن الطرفين سيلتقيان مرة جديدة اليوم.

وعزا مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قرار عودة لافروف وكيري الى الاجتماع اليوم الى “تراجع روسيا عن بعض المسائل التي اتفق عليها الجانبان”.

 

استمرار التفاؤل الروسي

ورأى بوتين لدى لقائه عدداً من رؤساء الدول المشاركين في القمة أن تسوية الصراع السوري ممكنة فقط بالطرق السياسية، وقال ان روسيا ساعدت في بقاء سوريا كدولة، وإن نشاط القوة الجوية الروسية في سوريا سمح بالمحافظة على كيان هذه الدولة وألحق ضرراً جدياً بالجماعات الإرهابية. وشدد على أن الإرهاب العالمي يمكن التعامل معه بنجاح “من خلال تضافر جهود كل الدول”.

وحافظ الجانب الروسي على تفاؤله باقتراب التوصل الى اتفاق، ولكن من غير التكهن بتوقيت الاعلان عنه، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الموجود في الصين أيضاً: “نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف النار، المحادثات المكثفة مستمرة ونوشك أن نتوصّل الى اتفاق، لكن فن الديبلوماسية يتطلب وقتا للتنفيذ، ليس في وسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل الى الاتفاق وإعلانه”.

 

حصار جديد لحلب الشرقية

ميدانياً، أعادت القوات النظامية السورية من جديد محاصرة حلب الشرقية تماماً إثر تمكنه من استعادة الكليات العسكرية جنوب غرب حلب بعد نحو شهر من سيطرة المعارضة عليها.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له لـ”النهار” أن فصائل المعارضة خسرت الكليات العسكرية وأقفلت طريق الراموسة الذي كانت الفصائل تطالب بمرور المساعدات الى حلب الشرقية عبره، ولم يعد هناك أي معبر مفتوح الى الشطر الشرقي من المدينة.

 

الحدود مع تركيا و”داعش”

على صعيد آخر، تمكنت المجموعات العسكرية المعارضة التي تدعمها تركيا من السيطرة على بلدة الراعي على الحدود التركية، والتي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وبذلك تكون الحدود التركية – السورية قد خلت نهائياً من أي سيطرة للتنظيم، وتكون المعارضة قد سيطرت على كامل المنطقة الممتدة من جرابلس الى اعزاز.

 

سوريا: أكثر من 90 قتيلاً وجريحاً في ستّة تفجيرات تبنّاها “داعش

قُتل 38 شخصاً وجُرح أكثر من 57 آخرين في ستّة تفجيرات هزّت سوريا، صباح يوم الاثنين، استهدفت ريفي طرطوس ودمشق ومدينتي حمص والحسكة.

وتبنّى تنظيم “داعش” التّفجيرات السّتّة، بحسب وكالة “أعماق” التّابعة للتّنظيم.

وقُتل 30 شخصاً وأصيب أكثر من 45 آخرين في تفجيرين انتحاريّين وقعا عند جسر أرزونة على الأوتوستراد الدولي في ريف طرطوس، بحسب مدير “مشفى الباسل” في المدينة محمد حسين.

ووقع التّفجير الأوّل بسيّارة مفخخة ثمّ فجّر انتحاري نفسه لدى تجمع الناس لإسعاف المصابين.

وبثت قناة “الإخباريّة السورية” صوراً لمكان الحادث أظهرت عدداً من السيارات والحافلات الصغيرة المتفحمة في وقت كان عناصر من الإطفاء يعملون على إخماد النيران.

إلى ذلك، قُتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في تفجيرين إرهابيين على طريق الصبورة-البجاع في ريف دمشق، بحسب مصدر في قيادة شرطة المحافظة.

كما قُتل خمسة أشخاص وأصيب شخصان، في تفجير بدراجة نارية مفخخة استهدف مدينة الحسكة التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد عند دوار مرشو شمال مركز الحسكة.

وأفاد “المرصد السّوري لحقوق الإنسان” بأنّ تفجير الحسكة استهدف حاجزاً لقوّات الأمن الداخلي الكردية (الأساييش).

وفي حمص، قتل شخصان وأصيب سبعةٌ آخرون في تفجير سيّارة مفخّخة عند مدخل حيّ باب تدمر في مدينة حمص، بحسب ما ذكر مدير صحّة حمص حسّان الجندي لوكالة “سانا”.

(“سانا”، أ ف ب)

 

روايتان عن مقتل العدناني ومصادر تنفي ضلوع والي الرقة في اغتياله

صحيفة بريطانية: البغدادي يجري «مقابلات عمل» لاختيار بديل والمرشحان بحريني وسوري

لندن ـ «القدس العربي»: قال مصدر مقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» تحدث لـ«القدس العربي» من مدينة الرقة، إن هناك روايتين عن مقتل العدناني ما زالتا محور تحقق، الأولى تقول إن العدناني قتل بقصف طائرة دون طيار شمال مدينة الباب بعد عودته من مهمة فك الحصار عن منبج، ومن ثم تأمين انسحاب قيادات التنظيم في جرابلس، وأمضى الأيام الأخيرة في القرى المجاورة لمنبج. وبحسب التقديرات الأمنية فإن طائرات أمريكية رصدت خروج رتل قيادات تنظيم «الدولة» من جرابلس الذي كان آخر المنسحبين، بعد إخراج بقية العناصر والمقاتلين وعائلاتهم، وحينها تم رصد مركبات القياديين، ومنها مركبة العدناني رباعية الدفع، وتم استهداف قيادي عسكري رفيع للتنظيم في جرابلس بعد خروجه بساعات، وبعدها، وفجر اليوم التالي، استهدف العدناني، دون التأكد من هويته، سوى أنه قيادي في التنظيم، وقتل مع العدناني سائق ومرافق، وليس خمسة أشخاص كما أشيع.

أما الرواية الثانية فتقول إنه قتل بالقرب من جبهة مدينة مارع، بقصف لقذائف فصائل سورية موالية لتركيا شمال حلب، على المحور الغربي من مدينة الباب ضمن معارك المنطقة العازلة.

وينظر إلى مقتل العدناني بوصفه خسارة كبيرة لحقت بالتنظيم على أكثر من صعيد.

ويقول عبد الله العمري الصحافي العراقي المطلع على الجماعات الجهادية في العراق وسوريا إن العدناني لم يكن مسؤولا إعلاميا فقط، بل امتلك علاقات وطيدة بشيوخ وعشائر سوريا شرق حلب، وشيوخ وعشائر جنوب الموصل أيضا، وله دور كبير في تأسيس ودعم مكتب العلاقات العامة، وربط عشائر الشام والعراق مع تنظيم «الدولة» وتعضيد العلاقات معها.

ويضيف العمري «يعتبر العدناني الرجل الفعلي الثاني في تنظيم الدولة، والأول في الشام، بالإضافة إلى مهامه في المجلسين العسكري والشوري، ويعتبر فقدانه خسارة إعلامية كبيرة للتنظيم لما يتمتع به من بلاغة وقوة وعمق ومراس ممتد من التجربة العراقية، وكان الوجه القوي للدولة الإسلامية، وسيطر على الشام بقبضة حديدية، وكان أمراء الشام وقياداتها يتبعونه بطاعة كبيرة».

أما ما أثير عن ضلوع والي الرقة السابق أبو لقمان بمقتل العدناني، فقال العمري إن المصادر المقربة من التنظيم نفت تلك الأنباء تماما ووصفتها بـ»الهراء». ووصف ما تناقلته الصحف بأنه «كلام مرسل، ينشره ناشطون وتتناقله كبرى الصحف الغربية من غير تثبت أو تحقق من مصادر مستقلة أو عميقة الاطلاع».

إلى ذلك ذكرت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أمس الأحد أن زعيم تنظيم «الدولة» أبو بكر البغدادي يجري «مقابلات عمل» لاختيار خليفة للمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، الذي قتل في غارة جوية.

وجاء في تقرير الصحيفة، الذي كان بعنوان «داعش يجري مقابلات عمل لتشغيل العقل المدبر للإرهاب» أن أبو بكر البغدادي يجري مقابلات مع المرشحين للمنصب لاختيار من سيحل محل المتحدث باسمه، أبو محمد العدناني، الذي أعلن التنظيم مقتله في غارة جوية الأسبوع الماضي في الريف الشمالي لحلب.

وأشارت الصحيفة إلى أن من بين المرشحين لخلافة العدناني، رجل دين بحريني هو تركي البن علي (32 عاما)، الذي يعتقد أنه مفتي للتنظيم وأفتى سابقا بجواز أسر وتملك الإيزيديات.

وأضافت أن المرشح الآخر هو أبو لقمان (43 عاما) السوري الجنسية، وكان أول من حكم الرقة، كما أنه يشرف على تجارة النفط، الذي يستولي عليه التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

وبحسب التقرير، فإن البغدادي يجري مقابلات مع المرشحين ويناقش قدراتهم مع أعضاء التنظيم البارزين في الرقة على طريقة برنامج الواقع «المتدرب» أو «ذا إبرينتس» الشهير الذي كان يقدمه المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب.

 

قوات النظام السوري و«حزب الله» تعيد فرض الحصار على شرق حلب

الاتفاق الأمريكي الروسي يتعثر بعد «تراجع» موسكو

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأحد، إن قوات النظام السوري و«حزب الله» اللبناني مدعومين بمقاتلين إيرانيين ومسلحين موالين للنظام من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، تمكنت من التقدم والسيطرة على كلية المدفعية عقب سيطرتها على كلية التسليح والمدرسة الفنية الجوية.

وأوضح المرصد أن هذه السيطرة «جاءت عقب هجوم عنيف نفذته قوات النظام والمسلحون الموالون لها على المنطقة بغطاء من قصف الطائرات الروسية وطائرات النظام، وقصف صاروخي استهدف منطقة الكليات ومواقع الفصائل فيها».

وأكد المرصد «ويتيح هذا التقدم لقوات النظام في حال ثبتت سيطرتها في منطقة الكليات، محاصرة أحياء حلب الشرقية من جديد، بعد أن تمكنت الفصائل من فتح ممر يصل منطقة الكليات بأحياء حلب الشرقية، وقضى وقتل خلال هذه الاشتباكات العشرات من الجانبين نتيجة القصف والمعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة منذ فجر أمس».

جاء ذلك فيما أعلنت واشنطن أمس الأحد أنها لم تتوصل إلى الاتفاق المرجو مع روسيا بشأن وقف العنف في سوريا، ملقية اللوم على موسكو التي قالت عنها إنها «تراجعت» بشأن بعض القضايا.

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما صرح في وقت سابق أمس الأحد أن واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، مؤكدا أن الجانبين «يعملان على مدار الساعة»، و«أن هذه المسالة معقدة للغاية».

كما ذكرت وزارة الخارجية سابقا أن التوصل إلى اتفاق أصبح قريبا، ويمكن أن يعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، إلا أنها أقرت بعد ساعات بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية «تراجع الروس عن بعض القضايا التي اعتقدنا أننا اتفقنا عليها، ولذلك سنعود إلى عواصمنا للتشاور».

وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف سيلتقيان مجددا اليوم الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية.

وصرح كيري للصحافيين أمس الأحد «سنراجع بعض الأفكار الليلة، ومن بينها مسألتان صعبتان، وسنعود ونرى أين وصلنا».

وقال اوباما عقب لقائه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قبل قمة مجموعة العشرين «إن محاولة جمع كل هذه القوى المختلفة في هيكل متماسك للتفاوض هو أمر صعب (..) ولكن محادثاتنا مع الروس مهمة».

وحدد كيري أولويتين لضمان استمرار وقف إطلاق النار إحداهما الرد على انتهاكات النظام السوري وضبط «جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقا).

وقال كيري بهذا الصدد إن «النصرة هي القاعدة، ولا يمكن أن يخفي تغيير اسمها حقيقتها وما تحاول أن تفعله».

وفشلت اتفاقات وقف إطلاق نار سابقة، وقال أوباما الأحد إن واشنطن تتعامل مع المحادثات «ببعض التشكيك (..) ولكن الأمر يستحق المحاولة».

وأضاف «حتى لو اقتصر الأمر على حصول الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء على الطعام والإمدادات الطبية التي تعينهم في رعب التفجيرات المستمرة، فإن الأمر يستحق العناء».

 

النظام السوري يستميت في القتال داخل المناطق التي رسمها ضمن حدود دويلته العلوية للوصول إلى «سوريا المفيدة»

ثائر الطحلي

درعا ـ «القدس العربي»: بدأت الثورة السورية في عموم المحافظات بمظاهرات سلمية نادت بالحرية وإسقاط النظام ليواجهها الأخير بالرصاص ويقود هذه الثورة نحو الكفاح المسلّح للدفاع عن النفس.

خرجت بعض الأسلحة الخفيفة من أقبية البيوت في الأرياف وبدأت الانشقاقات الفردية تتوالى مشكّلة ما سمّي حينها بـ»الجيش السوري الحر» والذي افتقد في الفترة الأولى للخبرة والحنكة العسكرية في التعامل مع آلة النظام التي أسسها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد منذ أن كان وزيراً للدفاع عام 1966.

وبدأ مقاتلو المعارضة السورية المسلحة بالسيطرة على المناطق الصغيرة داخل المدن الرئيسية كما حدث في باباعمرو وحمص القديمة في محافظة حمص وفي داريا بريف دمشق وغيرها من المناطق التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة للنظام ليقوم الأخير باستغلال هذا الأمر فيحاصر مقاتلي المعارضة في كلّ مرة و يدمّر المنطقة عن بكرة أبيها ثمّ يقوم بإخلائها من مقاتلي المعارضة والأهالي معاً محققاً هدفه بتغيير ديمغرافي في بعض المناطق التي يريدها لتشكيل ما سماه رأس النظام في سوريا ذات يوم «سوريا المفيدة».

ويقول أحد الضابط المنشقين عن النظام لـ»القدس العربي» وهو برتبة رائد ويدعى أبو حسّان: «من أسس المعارك التي تقام في المناطق المعادية هو عدم الاحتفاظ بالأرض، فالهدف من المعارك تكبيد العدو خسائر وليس التمسك بالأرض وخاصّة إذا كانت هذه المناطق ذات أهمية استراتيجية للعدو والذي سيقوم بحشد واستنزاف قواته من أجل الحصول عليها، وبرأيي إن الاحتفاظ بمناطق صغيرة داخل مدن رئيسية من قبل الثوار السوريين هو عمل خاطئ لأن النتيجة الحتمية ستكون خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات».

ويضيف «في العلم العسكري، حصار أي منطقة يعني استسلامها، وبالأخص في حالة عدم التكافؤ مع العدو وعدم التكافل مع الجهات والفصائل المحيطة، فمن الملاحظ من خلال مناطق عدة تم حصارها أن النظام يستخدم جميع أنواع الاسلحة التي تؤدي عمداً إلى تدمير المنطقة في حين لم تقم الفصائل المجاورة لها بتنفيذ أي عمل لنجدتها فكانت النتيجة الحتمية تدمير المنطقة بالإضافة إلى خسائر في الأرواح والعتاد».

وعن الخطة العسكرية الصحيحة التي يجب على الثوار اتباعها في المناطق القابلة للحصار يقول أبو حسّان: «الطريقة المثلى في هذه الحالات هي تكبيد العدو الخسائر بالضربات النارية السريعة والحازمة وعدم الاحتفاظ بالأرض، بالإضافة إلى المناورة بالنار وضرب الأهداف بشكل خاطف وسريع وتنفيذ الكمائن وبالتالي حرمان العدو من استخدام هذه المنطقة».

من جهة أخرى، لم يعد يخفى على أحد ما يخطط له النظام ومن خلفه إيران وروسيا في إحداث تغيير ديمغرافي في سوريا، بدأ منذ استهداف بناء العقارات العامّة في مدينة حمص عام 2012 والذي يحتوي على وثائق الملكية لأهالي المدينة ولم ينته عند تهجير أهالي داريا، فبعد حصار الثوار في منطقة ضيقة وإغلاق كافة المنافذ وانتهاج سياسة التجويع كوسيلة لإخضاع السكان وتهجيرهم، يقوم النظام بإحضار الباصات الخضراء وترحيل السكان الأصليين إلى مناطق شمال البلاد.

وعن هذا الموضوع يقول الخبير الاستراتيجي والعسكري فايز الدويري في تصريح لـ «القدس العربي»، «العملية التي تتم هي عملية ترانسفير بكل ما في الكلمة من معنى، أي تهجير السكان من مناطق أطلق عليها رأس النظام بشار الأسد اسم سوريا المفيدة».

ويضيف «لا نستطيع تجزئة أفعال النظام في حمص وداريا وغيرهما، لأن عملية التهجير التي يتبعها ممنهجة من أجل تحقيق سوريا المفيدة التي تمتد من اللاذقية ـ طرطوس ـ بانياس – حماه ـ حمص ـ القلمون – دمشق إلى السيدة زينب، فالحديث في الأسبوع المنصرم كان عن داريا وإخراج المقاتلين وذويهم، وبعدها قام جيش النظام بعملية نهب البيوت، اليوم نتحدث عن المعضمية وفي المرحلة المقبلة سنتحدث عن حي الوعر، إذاً نحن هنا أمام مشروع ايراني برعاية روسية من أجل تغيير ديمغرافي حقيقي في سوريا».

وحسب عدة مراكز دراسات عسكرية ومن خلال متابعة سير المعارك في سوريا يظهر جلياً أن النظام يستميت في القتال داخل المناطق التي رسمها ضمن حدود دويلته العلوية، حتى خلال وقف إطلاق النار، بينما لا يكون ذلك في المناطق الشرقية أو البادية أو الجزيرة، على سبيل المثال دير الزور والرقة خارج سيطرته منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم تشن قوات النظام أي معركة تذكر أو محاولة لاستعادة مناطقه.

 

نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض لـ «القدس العربي»: تخاذل المعارضة عن نصرة المناطق المحاصرة أهم أسباب استقالتي

يمنى الدمشقي

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: أعلنت الناشطة السورية ونائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض نورا جيزاوي استقالتها من الائتلاف السوري المعارض الكتلة السياسية الأكبر بين مؤسسات المعارضة، إثر تقاعس الائتلاف عن نصرة المدن المحاصرة وانشغاله بديكتاتورية أخرى داخل هذه المؤسسة.

وجاء في بيان نشرته على صفحتها الشخصية على «فيسبوك»، «أمام تواصل حروب الإبادة و التطهير التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون ضد شعبنا، و مع استمرار مسلسل الحصار والتجويع والتنكيل والتهجير القسري الممنهج؛ وداريا اليوم مثاله الأفظع، ورغم المسؤولية الكبرى التي يتحملها النظام السوري وحلفاؤه عن هذه الجرائم ودون أية تبرئة للمجتمع الدولي وتعاطيه المخزي حيال ما يجري، فإن التقصير الفاضح لقوى المعارضة السورية في مواجهة هذا المسلسل الإجرامي وفشل مؤسسات المعارضة السياسية في حماية حواضن ثورتنا المجيدة والدفاع عن أهلها الشرفاء الأحرار وفشلها حتى في تصدير خطاب سياسي متزن يتناسب مع ما يجري على الأرض، فإنني أعلن انسحابي من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ومن الكيانات كافة التي تمخضت عنه بما فيها مؤتمر الرياض ولجانه الاستشارية».

وفي اتصال خاص لـ»القدس العربي» مع نورا أكدت أن فكرة الخروج من الائتلاف كانت حاضرة أكثر من مرة إلا أن ضغط شباب الداخل عليها باعتبارها كانت جزءاً منهم كان يمنعها من الخروج متأملة أن يكون هناك تغيير حقيقي في موقف المعارضة مما يجري.

وأضافت أن «المعارضة طوال هذه السنوات التي تشكلت فيها لم يكن عندها خطاب حقيقي ومتجدد في مواقفها تجاه النظام، إذ حافظ الأعضاء في الائتلاف بشكل خاص والمعارضة بشكل عام على خطاب تقليدي كلاسيكي بأدوات تقليدية إضافة إلى ممارسة أبويتهم في السلطة، فأي ثائر كان قد اندمج في مؤسسات الائتلاف كان يتم تجاهل آرائه أو توجيهه إلى مشاكل لداخل، فيما ينشغل أعضاء الائتلاف السياسيون بالقرار السياسي والحسم على الأرض».

وقالت «هذه الأمور باتت تراكمية، فهذه العقلية القديمة والتي كانت سبباً في الثورة على النظام لم تتغير، عقلية أن تستأثر بالسلطة بدون أن يكون لديك روح المناقشة مع جيل الشباب الذي خرج أصلاً من رحم الثورة، فتم توجيه الشباب داخل المؤسسة الثورية لأمور الداخل من متابعة ملفات المعتقلين أو ملفات الإغاثة أو التشاور مع الكتائب العسكرية أو تعزيز العلاقات مع المجالس المحلية، بينما يلتفت القائمون على الائتلاف إلى قرارات الحسم السياسي متغافلين حتى مناقشة هؤلاء الشباب فيها، لدرجة باتت الاجتماعات تعقد بدون إخبارهم، فبالنهاية المؤسسات السياسية ليست مفوضة لتتكلم بالقرارات المفصلية بل يجب عليها التشاور، وبما أن هؤلاء الشباب لديهم موكلون لهم في الداخل فيجب على الأقل مشاوراتهم فيما يحدث، لكننا بتنا نلحظ أن هناك إقصاءً متعمداً لنا من قبلهم».

واستنكرت الجيزاوي مواقف الائتلاف المخزية مما باتت تشهده الساحة السورية خاصة من تسليم المناطق المحاصرة واحدة تلو الأخرى، واعتبرت هذه القضية قضية أساسية وكلية في الثورة وليست قضية جزئية يقتصر دور الائتلاف فيها على إصدار بيانات التشجيب فيما يحدث.

أما عن سبب تأخرها في الانسحاب رغم أن هناك الكثير من المناطق المحاصرة سبقت داريا والوعر فقالت «حاولنا كثيراً دفع الائتلاف لاتخاذ قرار حاسم وجعل مشكلة المناطق المحاصرة أولوية عنده إلا أنه انشغل ببسط سلطته الداخلية علينا، ولم يتخذ موقفاً حقيقياً غير إصدار البيانات، أنا على يقين أن قضية المناطق المحاصرة من أشد القضايا الشائكة ولحظة انسحابي جاءت في الوقت الذي يئست فيه من إعلان موقف حقيقي للائتلاف منها، صحيح أن مضايا سبقت المناطق في التهجير لكننا لا نملك حلاً سياسياً في مضايا لأن هناك حسماً عسكرياً على أرض الواقع بين النظام و»أحرار الشام»، في حين كان للائتلاف موقف واضح فيما جرى لحمص القديمة في 2014 عندما هجر أهلها، إذ أعلن وبوضوح أمام المجتمع الدولي أن هناك تهجيراً حقيقياً لأهالي المنطقة مع محاولة محو هويتها وتغيير ديمغرافيتها، إلى أن بات النظام يحاصر المنطقة أكثر حتى بات جل المطالب إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين».

وتابعت الجيزاوي «الائتلاف كمؤسسة سياسية أخذت اعترافاً دولياً بكونها ناطق باسم المعارضة وجسم سياسي يشكل الثورة، طالبتُ مراراً باستبدال الأعضاء الموجودين بأعضاء فاعلين يكونون صدى حقيقياً لثوار الداخل، طالبنا بأن يكون الأعضاء فاعلين أكثر، لكن لم نجد أي نتيجة، في النهاية نحن لم نطالب بهدم المؤسسات بل طالبنا بإصلاحها لأن أي ثورة تحتاج إلى جسم سياسي حقيقي يمثلها، يجب أن يكون هناك أناس عندها خبرات تتلاءم مع المرحلة الجديدة في عمر الثورة، وبما أننا نطالب بالديمقراطية فيجب علينا أن نبدأ بأنفسنا، مطالبنا كانت واضحة أن يكون هناك تعاون شامل لكسر الحصار عن المناطق المحاصرة، إلا أن الأعضاء انشغلوا بالتكتلات الداخلية».

وأكدت أنها ترفض الانضمام مجدداً لأي هيئة سياسية معارضة مفضلة أن تفسح المجال لغيرها فلربما يكون أقدر على إحداث تغيير حقيقي، وختمت حديثها «هناك الكثير ممن يهتم بشكل حقيقي بما يجري على الأرض ويكون من نبض الثورة وهؤلاء أحق باتخاذ قرار سياسي يخص الثورة السورية، لأن كل هذه التضحيات التي قدمتها ثورة عظيمة كالثورة السورية تتعين أن نتخذ موقفاً مسؤولاً أمامها».

 

مغردون أتراك تداولوا صورا لخريطة تركيا تضم حلب وشمال العراق

سوريون غاضبون يحذرون من «أطماع تركية»… وأتراك: جنودنا يحاربون في حلب وشبابهم يصطافون

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: شن مغردون أتراك هجوماً حاداً جديداً على اللاجئين السوريين في بلادهم، معتبرين أن «الجيش التركي يحارب في حلب بينما يقضي الشبان السوريون أوقاتهم على السواحل وفي المنتجعات التركية»، مطالبين بعدم منح الجنسية التركية لمن لا يلتحق بقوات المعارضة التي تقاتل إلى جانب الجيش التركي في إطار عملية «درع الفرات» بشمال سوريا.

في المقابل عبر سوريون عن غضبهم وتخوفهم من أسباب وأهداف إطلاق وسائل الإعلام التركية ووكالة الأنباء الناطقة بالعربية الأسماء التركية على المدن السورية خلال نشر الأخبار المتعلقة بعمليات الجيش التركي المتواصلة منذ قرابة أسبوعين ووصلت إلى عمق قرابة 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، محذرين مما وصفوها بـ «أطماع تركية» بالأراضي السورية.

على هاشتاغ «الجيش التركي في حلب» كتب آلاف الأتراك تغريدات الدعم والمؤازرة لقوات جيشهم العاملة في إطار عملية «درع الفرات» داخل الأراضي السورية، والتي تقول حكومة بلادهم إنها تهدف إلى محاربة المنظمات الإرهابية لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية، لتأمين الحدود ومنع إقامة كيان كردي.

لكن كثيراً من هؤلاء المغردين هاجموا بشكل حاد اللاجئين السوريين في تركيا، معتبرين أن الأولية بالزج بهؤلاء الشباب في المعركة وعدم تعريض حياة الجنود الأتراك لخطر القتال المباشر في سوريا، وذلك على الرغم من أن أهداف العملية تتعلق بالأمن القومي التركي وليس لدعم الثورة السورية بشكل مباشر، كما رد عليهم بعض المغردين السوريين.

أحد المغردين الأتراك نشر رسماً كاريكاتيرياً يُظهر جندياً تركياً يقاتل في سوريا وشاباً سورياً في أحد المنتجعات التركية، وكتب عليها: «جنودنا يحاربون في سوريا، بينما السوريون يصطافون في السواحل التركية»، كما انتشرت العديد من الصور والتصميمات المشابهة.

وكتب تركي على «تويتر»، «جيشنا يشق طريقه إلى سوريا والسوريون مشغولون في المنتجعات التركية»، وكتب آخر: «يتسامرون مع الفتيات التركيات في المنتجعات، أمهاتهم وأخواتهم يقتلن في سوريا، الجيش التركي يحارب في سوريا. هذا هو المشهد الآن»، ورد تركي آخر عليه بالقول «هذه محاولة لإثارة الفتن، الجيش التركي يعمل من أجل حماية أمن بلادنا، ويتعاون معه آلاف من الجيش السوري الحر».

 

خريطة تركيا الجديدة

 

وفي إطار النقاش الذي لا ينتهي على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول نشطاء أتراك وبعض المغردين صورة لخريطة جديدة قالوا إنها تمثل الحل الأنسب لتركيا وتنهي مشاكلها على المدى البعيد، مطالبين الحكومة التركية بالعمل على تطبيقها بكل الطرق.

وتشمل الخريطة التي اقتصر تداولها على عشرات المغردين خريطة تركيا الحالية تُضاف إليها مناطق من شمال سوريا وخاصة محافظة حلب إلى جانب مناطق شمال العراق المتمثلة في إقليم كردستان وجبال قنديل التي يتمركز فيها مسلحو حزب العمال الكردستاني.

وتؤمن شريحة من الشارع التركي بضرورة ضم مناطق من شمالي سوريا والعراق إلى تركيا، في المقابل يتهم نشطاء عرب تركيا بالسعي للتوسع في الدول العربية واستعادة أمجاد الدولة العثمانية، لكن الحكومة التركية نفت مراراً خلال الأيام الماضي وجود أي أطماع لها في الأراضي السورية، وأكدت أن الجيش التركي سوف ينسحب من الأراضي السورية فور إنهاء خطر المنظمات الإرهابية.

 

المدن السورية بأسماء تركية

 

وفي هذا السياق، أثار استخدام وكالات أنباء ووسائل إعلام تركية أسماء تركية للتعبير عن مدن وقرى سورية، غضب وتخوفات نشطاء ومغردين سوريين، بعد أن اعتبروا أنها ربما تكون بمثابة «مؤشر على أن هناك أطماعاً تركية في الأراضي السورية».

وكتب الناشط السوري أحمد حذيفة «لا أدري لماذا تقوم وكالات الأنباء التركية، بما فيها دوغان والأناضول، بتتريك أسماء البلدات السورية الحدودية»، مضيفاً: «لا أفهم هذا إلا في سياق مساعي احتلال»، على حد تعبيره، فيما كتب آخر: «يبدو أن الأتراك عم يحنوا لماضيهم».

وقال أحد السوريين الذين يعيشون في إسطنبول «لقد سمعت من العديد من زملائي الأتراك أن حلب مدينة تركية وسوف تعود إليهم»، ورد آخر «أصلاً الأتراك لا يعترفون بأنها أرض سورية»، بينما رأى ثالث أنها مجرد تخوفات لا محل لها من الواقع.

وتطلق وسائل الإعلام التركية على جبل التركمان في ريف اللاذقية بسوريا اسم «بايربوجاق»، ويطلق اسم «جوبان باي» على بلدة الراعي شمالي سوريا.

وفي حين برر البعض استخدام وسائل الإعلام الناطقة بالتركية لهذه الأسماء لكي يتعرف عليها المواطن التركي، لم يجد آخرون تفسيراً لاستخدام الوكالة الرسمية الناطقة بالعربية لهذه الأسماء بدلاً عن الأسماء العربية الأصلية، فيما استغرب آخرون من تفعيل القضية معتبرين أن هذه الأسماء تركمانية وتطلق على مناطق تعيش فيها أغلبية تركمانية تستخدم هذه الأسماء منذ مئات السنين.

 

المعارضة السورية تتقدّم على “داعش” في محيط بلدة الراعي

عبد الرحمن خضر

سيطرت فصائل عملية “درع الفرات”، التابعة لـ”الجيش السوري الحر”، اليوم الإثنين، على خمس قرى جديدة خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قرب بلدة الراعي شمال شرقي مدينة حلب ضمن المرحلة الثانية من المعركة التي أطلقها الجيش التركي، أواخر أغسطس/ آب الماضي.

وقال مصدر عسكري، مشارك في العملية، لـ”العربي الجديد”: إن “مقاتلي درع الفراع سيطروا على قرى النبغة الكبيرة والنبغة الصغيرة وتل الدم والعلقانة وأم الثدايا، جنوب شرقي بلدة الراعي، بعد انسحاب مسلحي داعش منها”.

وأوضح أن “عناصر التنظيم فرّوا تحت ضربات مقاتلي فصائل الجيش الحر”، مشيراً إلى “مقتل وجرح عدد منهم بضربات المدفعية والرشاشات الثقيلة”.

وأضاف أن “العمليات مستمرة جنوباً حتى تطهير المنطقة من داعش بالكامل”، لافتاً إلى أنّ “الدبابات والمدفعية التركية تشارك في المعارك بشكل مباشر، بالإضافة إلى القصف الجوي من الطائرات”.

وكانت الفصائل سيطرت، أمس الأحد، على كامل الشريط الحدودي مع تركيا بين مدينة جرابلس شرقاً وبلدة الراعي غرباً، بعد طرد تنظيم “داعش” من عشرات القرى والبلدات.

إلى ذلك، أعلنت رئاسة الأركان التركية استهداف مدفعيتها تسعة مواقع لتنظيم “داعش” شمال حلب، بـ99 قذيفة، وتحقيقها إصابات مباشرة فيها.

 

بوتين: هناك تقارب في مواقف موسكو وواشنطن بشأن سورية

موسكو ــ العربي الجديد

أكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، أنّ هناك نوعاً من التقارب بين مواقف روسيا والولايات المتحدة من التسوية السورية، وذلك في مؤتمر صحافي، في ختام قمة مجموعة الدول العشرين بالصين.

وقال بوتين “يبدو لي أننا توصلنا إلى تفاهم بين بعضنا البعض للمشكلات التي نقف أمامها، ولكن يبقى استكمال بعض الأمور الفنية”، لافتاً إلى أنّه “إذا تمكّن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، من ذلك، فسنخطو خطوة إلى الأمام في التسوية السورية”.

وأضاف “لا يمكننا أن نثق في أهداف أحد بنسبة 100 بالمائة وبشكل نهائي، ولكنه يجري حوار بشأن قضايا سورية مع الشركاء الأتراك والأميركيين”، مؤكّداً أنّه “تتم استعادة العلاقات الروسية التركية بشكل تدريجي، ولكن ليس بالسرعة التي كان يتمناها الجانب التركي”.

 

وأضاف أنّه “عندما نهدم شيئاً، فيحدث ذلك بسرعة دائماً، ولكن إعادة البناء أصعب، وتتطلب بعض الإجراءات المتعلقة بقرارات الحكومة”.

وفيما يتعلق بالعملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، اعتبر بوتين أنّها “لم تكن مفاجأة بالنسبة إلى روسيا، إذ لدينا وزارة الخارجية والأجهزة الخاصة حتى تكون المفاجآت أقل”.

 

40 قتيلاً بسلسلة تفجيرات في حمص وطرطوس ودمشق والحسكة

قتل نحو 40 شخصاً، الاثنين، بسلسلة تفجيرات ضربت مدينة حمص، وريفي دمشق وطرطوس، ومدينة الحسكة. وبلغت حصيلة قتلى طرطوس وحدها 30 قتيلاً، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، عن مدير مستشفى الباسل في طرطوس محمد حسين.

 

وقال حسين، إن “عدد الجرحى بلغ 43 بينهم أطفال ونساء”، وأشار إلى أن “إصاباتهم متفاوتة الخطورة حيث يتم تقديم العلاج اللازم لهم”.

 

وقال مصدر في قيادة شرطة طرطوس، إن التفجير كان مزدوجاً، حيث نجم عن سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري، وفجّرها “عند جسر أرزونة على الأوتستراد الدولي بريف طرطوس”، فيما نجم التفجير الثاني عن انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً، استهدف ” تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى”.

 

وفي مدينة حمص، استهدفت سيارة مفخخة مدخل حي باب تدمر، ما أدى إلى سقوط 4 قتلى و10 جرحى. ونقلت “سانا” عن مدير صحة حمص حسان الجندي، إن “عدد شهداء التفجير الإرهابي عند مدخل حي باب تدمر ارتفع إلى 4 بعد أن فارق اثنان من الجرحى الحياة متأثرين بإصابتهما”.

 

ويأتي تفجير حمص على وقع ضغوط يعيشها المدنيون في حي الوعر الذي تحاصره قوات النظام، وترغب في فرض اتفاق هدنة يتم بموجبه ترحيل الرافضين للاتفاق، من قوات المعارضة المسلحة، خارج الحي، بينما يدخل النظام إليه ويعيد تفعيل المؤسسات فيه.

 

وبالتزامن مع تفجير حمص، ضرب تفجير آخر منطقة الصبورة في ريف دمشق الغربي، ونفّذ التفجير المزدوج، انتحاريان مزودان بحزامين ناسفين، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 آخرين.

 

وبحسب ما نقلت “سانا” عن قائد شرطة محافظة ريف دمشق جمال بيطار، فقد تم الاشتباه بسيارة يقودها ثلاثة أشخاص، في منطقة الصبورة، و”تم التعامل معها ومقتل سائقها وفي الأثناء نزل منها انتحاريان وفجرا نفسيهما بحزامين ناسفين”.

 

وفي مدينة الحسكة، فجر انتحاري يقود دراجة نارية مفخخه نفسه، عند دوار مرشو في المدينة، وتبنّى تنظيم “الدولة الإسلامية” المسؤولية عن العملية. وبلغت حصيلة قتلى التفجير 5 أشخاص، ومصابين.

 

قوات النظام والمليشيات تحاصر حلب مجدداً.. بانتظار الجولة المقبلة

خالد الخطيب

سيطرت قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها، بدعم جوي روسي هائل، على تجمع المدارس العسكرية جنوب غربي حلب؛ “التسليح” و”المدفعية” و”الفنية الجوية” وأجزاء من “مشروع 1070 شقة”، وعدد من التلال المجاورة. وفرضت المليشيات حصارها مجدداً على أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وذلك بعد أكثر من عشر محاولات لها، خلال الأيام العشرين الماضية، أعقبت سيطرة المعارضة على المنطقة وفك الحصار عن شرق المدينة.

 

وكان هجوم قوات النظام ومليشيات “حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني و”حركة النجباء” العراقية ومليشيات أفغانية وباكستانية وفلسطينية، فجر الأحد، هو الأعنف على الإطلاق، بعدما شنّت هجوماً متزامناً من ثلاثة محاور؛ من شمال وجنوب تجمع الكليات العسكرية غربي المنطقة الصناعية في الراموسة.

 

ومهدت المليشيات لتقدمها بقصف مركز بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وبمعدل تجاوز 250 قذيفة في الساعة، استهدف مواقع المعارضة وتحصيناتها ودفاعاتها. واستمرت المعارك بين فصائل المعارضة السورية في غرفتي عمليات “فتح حلب” و”جيش الفتح” وقوات النظام والمليشيات، داخل الكليات العسكرية 12 ساعة، خسرت خلالها المليشيات أكثر من خمسين مقاتلاً، وثلاث دبابات وعربة “BMB” وعدداً من السيارات والمدافع الثقيلة والمتوسطة.

 

المليشيات وعلى الرغم من خسائرها نجحت في التقدم وتمشيط المواقع المستهدفة بفعل الدعم الناري الجوي الروسي، ونيران مدفعيتها التي أجبرت المعارضة على الانسحاب من “كلية المدفعية” بعدما بات حصارها وشيكاً، على خلفية سيطرة المليشيات على “الفنية الجوية” شمالاً و”التسليح” جنوباً.

 

وحاولت المعارضة شنّ هجمات عكسية على عدد من المحاور، لتقلب المعادلة، لكنها فشلت بفعل الضغط الناري الكبير الذي تعرضت له. ونفّذ الطيران الروسي أكثر من 200 غارة جوية استهدفت خطوط المعارضة الأمامية وطرق امدادها، ما تسبب بوقوع خسائر كبيرة في صفوفها. وفي الوقت ذاته زجّت المليشيات بأكثر من 5 ألاف مقاتل، بهدف حسم المعركة لصالحها، ونجحت بالفعل.

 

طريق الراموسة كان قد رُصدَ نارياً من قبل قوات النظام والمليشيات منذ أسبوع تقريباً، من مواقعها المتقدمة في تلة القرع، إلا أنه كان صالحاً للعبور مشياً على الأقدام، وكانت تستخدمه الفصائل كطريق عسكري، أما اليوم فقد باتت الأحياء الشرقية محاصرة والطريق مقطوع بشكل كامل، أي أن أكثر من 350 ألف مدني بالإضافة لآلاف المقاتلين أصبحوا محاصرين.

 

المتحدث باسم “حركة نور الدين زنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ”المدن”، أن “حزب الله” و”الحرس الثوري” وباقي حشد المليشيات، وضعوا كامل قوتهم وثقلهم وامكانياتهم؛ من سلاح وعتاد وعناصر على جبهات محيط الراموسة والكليات العسكرية، من أجل تحقيق تقدم طال انتظاره بعد سلسلة من الهجمات الفاشلة التي تسببت بخسائر فادحة في صفوف المليشيات. كذلك تزامنت العمليات البرية التي شنتها المليشيات مع تصعيد روسي عنيف استخدمت المقاتلات الحربية فيه الفوسفور والقنابل العنقودية بكثافة.

 

ولفت النقيب عبدالسلام إلى أن المعارضة كان بإمكانها أن تصر على الثبات في مواقعها، وتصمد أكثر،  فالعدو يفتقد القدرة على التقدم طالما هناك حائط صد دفاعي، ولكن بعد حساب الخسائر والمكاسب كان لا بد للمعارضة في ظل هذا الوضع الصعب والانتحاري من تغيير تكتيكها العسكري في المعركة، وإعادة الانتشار، لمعاودة الكرة لاحقاً عندما تمتلك المعارضة زمام المبادرة.

 

وأوضح النقيب عبد السلام، أنه ينبغي على المعارضة المناورة وتغيير خططها، واختيار مكان وزمان المعركة القادمة، فليس من الضروري العمل على المحاور ذاتها التي دفع إليها النظام والمليشيات كامل ثقلهم، فهناك خيارات مفتوحة لدى المعارضة تحقق غايتها وتعيد من خلالها فكّ الحصار، وتُكبّد المليشيات خسائر تنهكها. وأشار إلى أن فصائل المعارضة تعمل على ذلك الأمر، وأصبح تكتيكها العسكري أكثر مرونة، إذ إن هذه مجرد جولة وسيكون هناك جولات أخرى.

 

ولدى المعارضة جبهات طويلة مع قوات النظام في ريف حلب الجنوبي، وإلى الجنوب من منطقة الراموسة، وهي جبهات أقل تحصيناً من منطقة الكليات العسكرية، ويحقق العمل عليها هدف المعارضة الأبرز وهو فك الحصار. ولكن من المبكر الحديث عن ردّها وهجماتها المتوقعة في الوقت الراهن، إذ تعصف بها كثير من المشاكل البنيوية، كحركة “أحرار الشام الإسلامية” التي انفصل عنها مؤخراً “ألوية صقور الشام”. كما توجه قسم من فصائل المعارضة نحو معارك ريف حماة الشمالي كـ”فيلق الشام” وغيره، بعدما كان جهدها العسكري مركزاً أكثر في معارك حلب.

 

ويبدو أن “حزب الله” و”الحرس الثوري” اللذين يقودان المعركة، يُدركان أهمية تحصين الخواصر الضعيفة، فالمعارضة تعرف كيف تغتنم الفرص. والجبهات الجنوبية في القراصي والحويز وغيرها بالقرب من خان طومان مهمة للغاية، وأي تساهل في تحصينها يحقق للمعارضة الوصول مجدداً إلى الأحياء الشرقية، كأن تسيطر مثلاً على “معمل الاسمنت” و”الاسكان” و”محطة المياه” وصولاً إلى حي الشيخ سعيد. وشهدت تلك المحاور ليل الأحد/الاثنين، معارك عنيفة وسط قصف جوي روسي، في محاولة من المليشيات لتعزيز مواقعها هناك ولتقول للمعارضة “أنا هنا وأضع كامل ثقلي”.

 

وكما في كل مرة تتراجع فيها المعارضة، يثار جدل واسع في أوساط المعارضة السورية حول الأسباب التي تقف وراء الخسارة؛ وهناك كثير من الآراء التي تكاد تتفق على أن هناك اتفاقات من تحت الطاولة وافقت عليها الفصائل، وبضغط من الحلفاء الإقليميين والدوليين، إما بمنع السلاح والذخائر أو أوامر شفهية أدت لامتناع فصائل “فتح حلب” عن العمل بجدية أكثر لصد هجوم المليشيات. ووفق تلك الأقاويل فقد أفضت الضغوط إلى فرض الحصار مجدداً، بهدف إجبار المعارضة على القبول بالهدنة الإنسانية، والتي لم توافق عليها خلال الفترة الماضية. كما اتهمت الفصائل بتوجيه ثقلها العسكري إلى ريف حلب الشمالي لخوض معارك “درع الفرات” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” تاركة وراءها جبهات حلب.

 

لكن الواقع الميداني مغاير تماماً لتلك الإشاعات والأقاويل؛ صحيح أنه تم حرمان المعارضة من الدعم اللوجستي ومنعت عنها أنواع كثيرة من الأسلحة بالتزامن مع معاركها في حلب وهي بأمس الحاجة لها، لكنها لم تستسلم، وظلت تدافع عن مواقعها وطريقها أكثر من عشرين يوماً، كان فيها الطيران الروسي حاضراً بقوة خلال آب/أغسطس، والذي ارتكب فيه وحده أكثر من 25 مجزرة في حلب وريفها، وقتل أكثر من 300 مدني، فضلاً عن الخسائر البشرية التي تكبدتها المعارضة خلال الفترة ذاتها والتي تجاوزت 200 مقاتل. ولم يؤثر توجه عدد من مقاتلي المعارضة الحلبية إلى معارك الشمال في “درع الفرات”، فلم تسحب المعارضة كتائبها من جبهات حلب لتقاتل في الشمال، أي أن المعارضة لا تشكو من قلة العنصر البشري.

 

مدير المكتب السياسي في “تجمع فاستقم كما أمرت” زكريا ملاحفجي، قال لـ”المدن”، إنه لا يعتقد بوجود اتفاقات سرية اشتركت فيها فصائل المعارضة لفرض الحصار مجدداً على حلب، والخسارة التي حصلت منطقية إذا ما نُظرَ لجملة الظروف التي رافقت المرحلة التي تلت فك الحصار. فالمعارضة كانت تعلم أنه لا يمكن تأمين الطريق إلا إذا وسعت نطاق سيطرتها على جانبيه، كالسيطرة على “مشروع 3000 شقة” في الحمدانية شمالاً و”معمل الاسمنت” جنوباً.

وهذه الخطوات لم تنجح بفعل الضغط العسكري المواجه، فالمليشيات وضعت كل قوتها لإيقاف زحف المعارضة واستعادة ما خسرته.

 

 

الاتفاق الأميركي- الروسي: أسئلة حول حزب الله والأسد

منير الربيع

بموازاة التقدم العسكري الذي يسعى حزب الله إلى تحقيقه في حلب، وتحديداً في المناطق التي خسرها قبل فترة، لا تزال المفاوضات جارية بين الدول لإيجاد مخرج للأزمة السورية من البوابة الحلبية. الجميع على قناعة بأنه من غير الممكن الحسم العسكري في حلب. المعارك التي تُخاض فيها أثبتت أنها غير ثابتة ومتحركة، وممنوع على أحد الأطراف أن يسيطر على كامل المدينة. لذلك، لا بد من حلّ سياسي لها على أن ينسحب لحلّ الأزمة السورية ككل.

 

وفق هذه القاعدة كانت تجري المفاوضات الروسية الأميركية لتسوية الوضع الحلبي. الحلّ أو الهدنة أو وقف إطلاق النار الذي سيجري في ثاني أكبر المحافظات السورية سيكون على شاكلة الحلّ الكلّي للأزمة السورية، أي على قاعدة تقاسم النفوذ والمناطق والممرات. ففيما كان حزب الله يتقدّم في حلب وتحديداً عند معبر الراموسة وكلية التسليح، كان الإتفاق الروسي الأميركي برضى إيراني قد أصبح شبه جاهز، وفق ما يقول مصدر قريب من حزب الله لـ”المدن”.

 

الإتفاق الميداني السياسي على مراحل، يبدأ بوقف العمليات العسكرية في المدينة وريفها، على أن تحتفظ تركيا بما حققته في الشمال وينسحب الجيش السوري من ريف حلب الشمالي. ويتم نزع السلاح من بعض المناطق، ولاسيما في حلب المدينة وأحيائها الشرقية والغربية. وفيما تبقى سيطرة الجيش السوري على مداخل المدينة، تحتفظ المعارضة بالمعبر الشمالي، وتسيطر المعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن، على الاحياء الشرقية. أما منطقة الريف الجنوبي الموصول بإدلب فمازالت خارج الإتفاق، مع ضمان عدم توجيه الطائرات الروسية والسورية أي ضربات ضد المعارضة، الامر الذي ترفضه موسكو التي تريد الإحتفاظ بهذا الخيار ضد التنظيمات التي تعتبرها إرهابية.

 

وبموجب الإتفاق، إذا ما طبّق، ستنسحب إيران من حلب وتحتفظ ببعض المستشارين، فيما سيتم سحب قوات حزب الله من هناك في اتجاه القلمون، ويحتفظ الحزب ببعض الوجود العسكري في محيط الراموسة، العامرية وخان طومان، إلى فترة لاحقة وفق المصادر.

 

وتعتبر المصادر أن هذا الإتفاق الميداني يعتبر حاجة لكل القوى المقاتلة والتي أصبحت منهكة، لافتة إلى أن احتمال بروز صعوبات قد تؤخره، منها وجود قوى قد تحاول عرقلته. وفي موازاة ذلك، تستمر “المصالحات” التي تعمل روسيا على إبرامها في مركز حميميم، التي تعتبرها مصادر أخرى عمليات تهجير ممنهج وإعادة فرز، كاشفة عن اتفاقات مشابهة لما حصل في داريا ستُنفّذ في الوعر ووادي بردى والزبداني وإحدى المناطق في اللاذقية. وتلفت المصادر إلى أن ذلك قد يكون قابلاً للتبدّل إذا ما حصل أي طارئ. وفي موازاة ذلك تكشف المصادر عن أن المفاوضات تتجه إلى الإتفاق في شأن الوضع السياسي في سوريا، والذي يتركز عنوانه الأبرز على عدم ترشّح بشار الأسد لولاية ثانية وتشكيل الحكومة وتوزع الوزارات. وتقول المصادر إن الأطراف كافة، بما في ذلك إيران، تبدي موافقة على عدم ترشح الأسد. فيما ستكون المراحل اللاحقة من الإتفاق حول البحث بالدور الميداني لتركيا وإيران وحزب الله، ولاسيما مع توجيه أسئلة أميركية وعربية إلى موسكو عن أماكن وجود الحزب.

 

وتعتبر المصادر أن هناك إصراراً من الجميع على إنجاز الإتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، كي لا تعود الأمور إلى الوراء.

 

في المقابل، ثمة من يعتبر ان هذا الإتفاق وإن تم إعلانه إلا أن هناك قوى قادرة على عرقلته ميدانياً على الأرض ولاسيما المعارضة المسلّحة، التي ترفض أن تكون قد قدّمت كل هذه التضحيات في سبيل هكذا إتفاق تعتبره مجحفاً بحق الشعب السوري، فيما يذهب مصدر مراقب للقول إن الشعب السوري استمر في تحركاته المعترضة على النظام ووجوده لستة أشهر قبل إعلان أي موقف دولي مؤيد للثورة. وبالتالي، لن يتراجع عن حراكه ما لم تتحقق مطالبه حتى ولو بقي وحيداً.

 

معارك أوباما الرابحة في سوريا

فادي الداهوك

سجّلت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تفوقاً على جميع المحللين والخبراء في قراءتهم لسياستها تجاه سوريا، خصوصاً وأنها اتّبعت سياسة شبيهة إلى حد ما بسياسة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، القائمة على المكايدة والابتزاز والمقايضة.

 

مع بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، وفرض شروط وإملاءات في  المسار السياسي في جنيف، تحوّلت الولايات المتحدة من طرف مسيطر وداعم لحلفائه في المعارضة السورية، إلى واحد من جمهور جاء للفرجة على ما يحصل في نادي القتال السوري؛ وأصبحت تنتظر أن تستدعي موسكو وزير الخارجية جون كيري لاستشارته حول قرارات تتخذها في سوريا، وسؤاله عمّا يمكن أن تفعل بلاده لتساعد روسيا في تطبيق تلك القرارات بشكل فعلي على الأرض.

 

ولعل المفاوضات الجارية في جنيف بين فريق الخبراء الروس والأميركيين، شاهد على مدى هشاشة السياسة الأميركية في سوريا. وبصورة أدق، يصحّ وصف تلك المفاوضات بالدردشة بين طرفين متفقين، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحصل عملية تفاوضية بين طرفين بالشكل الحاصل في جنيف بين واشنطن وموسكو، فالعملية التفاوضية تتطلب إجراءات بناء ثقة، وهذا الشرط الجوهري مفقود تماماً، أو مستثنى، أمام الواقعية التي تشير إلى أن الطرفين متفقان على كل شيء، وخصوصاً في الميدان، الذي تتحكم موسكو بهندسته، وتقرر فيه عدد الغارات التي يجب أن يشنّها الطيارون يومياً، وأي المناطق يجب أن يغادر سكّانها اليوم..

 

وخلال الأيام الأخيرة، بلغ التناقض الأميركي حداً غير معقول حيال الاتفاق الذي يبحثه خبراء البلدين في جنيف، فضلاً عن الحالة الموجودة أصلاً من عدم الصراحة مع المعارضة السورية والدول المعنية بالأزمة السورية، الأمر الذي كان يدفع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، إلى توضيح موقف بلاده حيال الاتفاق مع روسيا مراراً.

 

وقبل رسالته الأخيرة لفصائل المعارضة السورية، التي كشف فيها راتني عن قرب التوصل إلى اتفاق مع الروس، كان قد أصدر في 29 اغسطس/آب بياناً نفى فيه “التقارير غير الدقيقة التي يتم تداولها بخصوص تفاهماتنا مع روسيا”، وخصوصاً ما يتعلق بالوضع في حلب. وبحسب راتني، فإن واشنطن تعتبر الوضع في مدينة حلب غير مقبول بالنسبة لها، خصوصاً لناحية المحاولات المستمرة للنظام من أجل محاصرة الجزء الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة.

 

وفي رسالته التي بعث بها للفصائل، الأحد، جدد راتني طمأنة المعارضة بأن واشنطن لن تتنازل لروسيا في حلب، وحدد شروطاً مطلوب من المعارضة الإيفاء بها، من دون ذكر أي التزامات ستقدمها موسكو، سوى أنها ستضغط على النظام من أجل وقف استهداف المعارضة، وفتح طريق الكاستللو لإدخال المساعدات إلى ضواحي حلب بشقيها الغربي والشرقي، وكأنها ليست القائد الفعلي للعمليات العسكرية على تلك الجبهات بل النظام!

 

عدم الوضوح الأميركي يقابله صورة واضحة في الميدان: روسيا أبعدت المعارضة عن المناطق التي سيطرت عليها وسمحت لها بفتح ممر الراموسة؛ حصل ذلك بعد أقل من 24 ساعة على رسالة راتني وعادت أحياء حلب الشرقية إلى الحصار مجدداً.

 

لا تبدو أميركا كما تصوّرها هوليوود كطرف منتصر دوماً على العصابات الروسية. هي مراوغة لدرجة أنها على استعداد لإدانة كل تصرفات الأسد وبوتين في سوريا، من دون أن تتخذ موقفاً جدياً واحداً لوقف تلك التصرفات، ما دامت الإدانة مجانية ولا يتوجب دفع أي شيء مقابلها.

 

بيد أن بوتين، كواحد من زعماء عصابات الحرب الأبرز في سوريا، لا يعمل في الظلام كما تفعل العصابات الروسية في الملحمات الأميركية في هوليوود، لأنه لم يجد نفسه مضطراً إلى ذلك، خصوصاً وأن الولايات المتحدة، التي تتحدث مع فريقه في جنيف، حوّلته من شخص منبوذ في العالم لما فعله في أوكرانيا ولاحتلاله شبه جزيرة القرم، إلى نجم في الإعلام، تغطّي حرائقه التي يشعلها في سوريا بصور عالية الدقة تتصدر صحفها، وشاشاتها، ويتهافت الجميع لعقد الصفقات والتقاط الصور معه.

 

ولا يبدو أن أوباما بعيدٌ عن الانضمام إلى قائمة معجبي الرئيس الروسي، خصوصاً وأنه حرص خلال ولايته الثانية التي شهدت تصاعداً رهيباً في بطش النظام السوري ضد معارضيه، على الوقوف في صف المنتصرين، والبحث الدائم عن معارك رابحة في سوريا؛ لدرجة أن واشنطن تخلّت عن الفصائل التي دعمتها عندما هاجمها مقاتلو “وحدات حماية الشعب” الكردية في حلب، وتخلت عن المقاتلين الأكراد الذين دعمتهم عندما هاجمتهم تركيا، وتخلّت عن “جيش سوريا الجديد” في معركة قاسية ضد “داعش” في الصحراء السورية على الحدود مع العراق، عندما كان الحشد الشعبي يربح معركة ضد “داعش” قرب الفلوجة.

 

في خضمّ كل ذلك، يبدو أن السوريين قد خانهم طموحهم، فماتوا من شدّة الجوع والوحدة بينما موائد المنادين بدعمهم كانت ممتلئة بالطعام والمتفرّجين على موتهم، ووسط كل ذلك حجز أوباما مقعداً في صفوف الرابحين من هذه الحرب، والمسؤولين عن تحويل سوريا إلى بلد غارق بالجوع والجريمة، ومن بلد كان قبيحاً لناحية انتهاكات حقوق الإنسان والقهر مع قليل من الرحمة، إلى بلد أصبح قبيحاً أكثر ولا رحمة فيه أبداً.

 

تركيا تدفع بتعزيزات والجيش الحر يتقدم بشمال سوريا  

دفعت تركيا اليوم الاثنين بتعزيزات عسكرية جديدة إلى شمالي سوريا لمساندة الجيش السوري الحر الذي انتزع من تنظيم الدولة الإسلامية سبع قرى، في وقت اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على روسيا وأميركا إعلان حظر جوي بالمنطقة.

 

وذكرت مصادر أمنية تركية أن تعزيزات عسكرية جديدة مؤلفة من دبابات ومصفحات ومدافع وصواريخ هوك وراجمات صواريخ وصلت إلى القوات التركية المنتشرة على الحدود السورية التركية.

 

وفي غضون ذلك، قال الجيش الحر إنه سيطر بدعم تركي على سبع قرى في المنطقة الفاصلة بين مدينة جرابلس وبلدة الراعي بريف حلب الشرقي، وذلك إثر اشتباكات مع تنظيم الدولة ضمن معركة درع الفرات.

 

يأتي ذلك بعد يوم من إتمام الجيش الحر سيطرته على كامل الشريط الحدودي مع تركيا من منطقة إعزاز إلى جرابلس، مبعدا تنظيم الدولة للمرة الأولى منذ سنتين.

 

ومن داخل مدينة جرابلس، قال مراسل الجزيرة محمد عيسى إن القوات التركية تدعم الجيش الحر لتأمين الطريق الواصل بين جرابلس وبلدة الراعي الخاضعتين للمعارضة، حيث ما زال الطريق خطرا في بعض المناطق، إلا أنه أكد أن جرابلس باتت آمنة حاليا، مما دفع الكثير من النازحين إلى العودة إليها.

 

وبدورها، أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية أن مدفعيتها استهدفت تسعة مواقع “للإرهابيين” بريف حلب وحققت إصابات مباشرة، مضيفة في بيان أن قواتها استهدفت منذ انطلاق عملية “درع الفرات” يوم 24 أغسطس/آب الماضي 392 هدفا.

 

من جهة أخرى، بثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة تسجيلا مرئيا قالت إنه لتدمير دبابة تابعة للجيش التركي في قرية الكلية غرب جرابلس قبل نحو أسبوع.

 

وأفادت مصادر للجزيرة بأن وحدات حماية الشعب الكردية قتلت جنديا تركيا خلال اشتباكات في المنطقة بين مدينتي الدرباسية وعامودا بريف الحسكة.

 

منطقة آمنة

وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أمس أن مسافة 91 كلم على طول المنطقة الحدودية الممتدة بين جرابلس باتت آمنة وخالية من “المنظمات الإرهابية”.

 

وخلال قمة مجموعة العشرين المنعقدة في الصين، قال أردوغان إن قوات تركيا دخلت جرابلس إلى جانب المعارضة المعتدلة من سكان المدينة، وهي خالية حاليا من تنظيم الدولة وعاد إليها سكانها البالغ عددهم مئة ألف نسمة.

 

وأضاف “تم تنظيف الراعي والمنطقة حتى نهر الفرات من تنظيم الدولة الإسلامية. الآن يمكن إسكان المواطنين السوريين في هذه المنطقة.. وذلك من خلال إعلانها منطقة حضر جوي. وهذا ما اقترحته على السيد باراك أوباما والسيد فلاديمير بوتين من خلال قوات التحالف”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

تنظيم الدولة يتبنى تفجيرات بسوريا والغارات مستمرة  

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن سلسلة تفجيرات متزامنة في مناطق عدة يسيطر عليها النظام السوري، أعنفها كان في ريف طرطوس، في وقت تتواصل المعارك في ريف دمشق وحلب واللاذقية وسط غارات عنيفة.

 

وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة “ضربت سلسلة عمليات استشهادية متزامنة، نفذها مقاتلون من الدولة الإسلامية اليوم الاثنين، مناطق سيطرة النظام السوري في كل من دمشق وطرطوس وحمص”.

 

وتبنى تنظيم الدولة في وقت سابق في بيان تفجير مدينة الحسكة، كما أصدر لاحقا بيانا تبنى فيه تفجير أحد مقاتليه نفسه بسيارة مفخخة في حي الزهراء بمدينة حمص، وذكر في بيان ثالث أن عنصرا اسمه “أبو قسورة الشامي” فجّر نفسه في سيارة مفخخة أمام حاجز لجيش النظام على طريق الصبورة-الجباع بريف دمشق.

 

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية للنظام بمقتل 35 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات في تفجيرين عند جسر على الطريق الدولي بريف طرطوس، مضيفة أن تفجير ريف دمشق أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

 

وفي مدينة الحسكة قتل خمسة أشخاص في تفجير بدراجة نارية ملغمة في محطة محروقات بمنطقة “دوار مرشو” التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، في حين أسفر تفجير سيارة ملغمة عند منطقة “دوار تدمر” في حمص عن مقتل أربعة من قوات النظام وإصابة آخرين، وفقا لوكالة سانا الرسمية.

 

غارات وضحايا

من جهة أخرى، قال مراسل الجزيرة إن فصيل “جيش الإسلام” التابع للمعارضة المسلحة أسر عشرة من قوات النظام بعد اشتباكات في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وسط محاولة جيش الإسلام اقتحام مواقع تابعة لقوات النظام في بلدتي ميدعا والبحارية.

 

وأضاف المراسل أن الاشتباكات جاءت عقب استعادة جيش الإسلام مواقع كان قد خسرها في وقت سابق في المنطقة، بينما قال ناشطون إن الطيران شن غارات على بلدات دوما والشيفونية وتل الصوان.

 

وفي حلب، تستمر الاشتباكات جنوب وغرب المدينة بين المعارضة وقوات النظام، حيث سيطرت الأخيرة على قرية المشرفة وسط غارات روسية، مما أدى لسقوط ستة قتلى من عائلة واحدة في حي السكري.

 

أما قوات المعارضة في حماة فتصدت لمحاولة تقدم قوات النظام بالريف الشمالي، حيث حققت المعارضة مكاسب ميدانية في محردة والمطار العسكري، مع تواصل الغارات في اللطامنة وحلفايا وطيبة الإمام.

 

وأكدت شبكة شام أن الغارات شملت بلدات في إدلب مثل خان شيخون وسراقب ومعرة النعمان وخان السبل، وكذلك بلدات الرستن وديرفول وعزالدين في حمص، وبلدات إبطع وداعل وتل محص في درعا، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى مدنيين.

 

وأضافت أن المعارضة قتلت خمسة عناصر لقوات النظام في قرية مشرفة باللاذقية، في وقت تعرضت بلدة كباني لقصف صاروخي من قوات النظام.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

موسكو وأنقرة تكذبان لقاء أردوغان “المحتمل” بالأسد  

نفت موسكو وأنقرة اليوم الاثنين صحة التقارير التي تحدثت عن لقاء محتمل بين رؤساء كل من روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان وسوريا بشار الأسد. ونقل موقع “روسيا اليوم” عن ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي القول “إن هذا خبر مختلق”.

 

ونفى مصدر رسمي تركي رفيع وجود أي وساطة بين الرئاسة التركية ونظام الأسد، بحسب ما نقلت صحيفة القبس الكويتية عن المسؤول الذي أشار إلى عدم صحة الإشاعات التي تروج لذلك بين الحين والآخر.

 

ووصف المصدر ما تردد عن وجود وساطة روسية للجمع بين أردوغان والأسد بأنه “كلام فارغ”، مؤكدا أن تركيا “تتطلع لإيجاد نظام ديمقراطي فيها مغاير للنظام الطائفي الحالي، وترى حتمية رحيل الأسد لانطلاق الانتقال السياسي في سوريا بسرعة والتعاون ضد الإرهاب”.

 

وأشار المصدر إلى أن موقف تركيا في هذا المجال “كان ولا يزال ثابتا وواضحا، وأنه لا يمكن لأي عملية انتقال سياسي أن تنجح في ظل وجود الأسد في السلطة”، لافتا الى أن “بالونات الاختبار التي يتم إطلاقها مؤخرا في هذا المجال لا تغير من قناعات بلاده الراسخة، وأن الإصرار على بقاء الأسد يعد وصفة مثالية للقضاء على أي آمال بحل للقضية السورية”.

 

وبخصوص تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم المتكررة عن سوريا، قال المصدر إن “يلدرم أوضح سابقا المقصود من كلامه، وأنه لا بد من عودة العلاقة مع سوريا بعد رحيل الأسد عن السلطة وليس في ظل وجوده، وأنه لم يطرأ أي تغير في الموقف الرسمي التركي في هذا الخصوص”.

 

وكانت جريدة السفير اللبنانية قد تحدثت عن “معلومات تؤشر على بدء التحضيرات للقاء الثلاثي منذ زيارة أردوغان إلى سان بطرسبورغ الروسية يوم 9 أغسطس/آب الماضي. وربطت بين “اللقاء المحتمل” والزيارة الرسمية لرئيس الأمن القومي السوري علي مملوك إلى موسكو، مضيفة أن جدول اللقاء “سيحدد بعد زيارة رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان إلى دمشق ما بين العاشر والـ15 من الشهر الجاري”.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

بوتين: إذا اتفق كيري ولافروف سنتخذ مواقف بشأن سوريا

العربية.نت

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ختام قمة العشرين المنعقدة حاليا في الصين إن هناك مشاورات مع تركيا وواشنطن حول سوريا، وهناك تقارب بيننا ونتفهم رغبة الوصول إلى حل. وتابع “إذا اتفق كيري ولافروف سوف نتخذ مواقف لحل أزمة سوريا”.

وأكد أنه يمكن اتخاذ قرار في سوريا ولكن بعد مشاورة النظام السوري وإيران.

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه كانت هناك محاولات من بعض الدول لتأزيم العلاقة مع تركيا، لافتا إلى أن تركيا راغبة في استعادة العلاقات مع موسكو.

وقال بوتين إن أوباما يهتم جدياً بمحاربة الإرهاب، ومشاوراتنا مستمرة.

وأضاف بوتين أن الإرهاب والنزاعات الإقليمية أسباب لعرقلة التنمية.

 

أوباما: الاختلافات مع موسكو حول سوريا لا تزال قائمة

العربية.نت

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام قمة مجموعة العشرين في الصين إنه لا تزال هناك اختلافات بيننا وبين روسيا بشأن سوريا، مؤكداً أن وقف النار في سوريا سيمكننا من الوقوف ضد جماعات الإرهاب مثل داعش والنصرة.

وأضاف أوباما “أكدت لبوتين ضرورة إنهاء معاناة السوريين من الأعمال القتالية.. كما بحثت معه طرق التوصل لوقف دائم للنار في سوريا”.

كان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد عقد اليوم الاثنين، لقاء مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، على ما أفاد البيت الأبيض، وذلك بعد ساعات على فشل وزيري خارجية البلدين في التوصل لاتفاق حول سوريا.

 

الائتلاف الوطني: محاولات إعادة حصار حلب تقوض فرص إتفاق لحل أزمة سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 5 سبتمبر 2016

روما-حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أن “محاولات إعادة الحصار على مدينة حلب من قبل نظام الأسد وحلفائه، تقوض فرص التوصل إلى أي اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لإيجاد حل في سورية”.

 

وأشار عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، عبد الأحد اسطيفو إن “هناك طرفاً لا يريد أن يعيد الهدنة ولا الوصول إلى أي اتفاق على شكل الحل، وهذا واضح من خلال استمرار نظام الأسد وشريكته روسيا والميليشيات المقاتلة إلى جانبه في المعارك وحصار أحياء حلب الشرقية من جديد”.

ونقل المكتب الإعلامي للإئتلاف عن اسطيفو قوله إن “نهج النظام في القتل ما زال مستمراً، وهو الذي يعرقل اتفاق التهدئة، ولا شك أن تطبيق القرارات الدولية بشأن سورية بشكل حقيقي يجبره على العودة إلى طاولة المفاوضات التي تفضي إلى تركه للسلطة”.

 

وبدوره، أشار عضو الهيئة السياسية، ياسر الفرحان إلى أن “نظام الأسد يصعد هجماته العسكرية رغم محاولات الدول الإقليمية والدولية عقد اتفاق بشأن سورية، وذلك بهدف تقويض الحلول والفرص”، منوها بأن “تساهل المجتمع الدولي مع نظام الأسد وقواته وميليشياته منذ اليوم الأول هي ما أدت إلى تجاوز الأسد لكل الخطوط الحمراء، وجعل من مهمة ضبط الموازين على الأرض، وإنقاذ المدنيين، ووضع العملية السياسية على السكة الصحيحة، أمراً مستحيلاً”.

 

معارض سوري: إعادة العلاقات بين أردوغان والأسد “أمر وارد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 5 سبتمبر 2016

روما-رأى معارض سوري أن إعادة العلاقات بين الرئيسين التركي والرئيس السوري “أمر وارد”، وقال إنه قد يكون “ثمنا سياسيا” مقابل إبعاد الخطر الكردي عن الحدود الجنوبية لتركيا.

وأشار الناطق باسم تيار الغد، منذر آقبيق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن “موضوع إعادة العلاقات بين أردوغان والأسد أصبح أمراً وارداً الآن، بعد أن كان من المستحيلات، والسبب الوحيد لذلك هو الموضوع الكردي، بعد أن سيطرت قوات سورية الديمقراطية الكردية على مناطق واسعة غرب نهر الفرات، الأمر الذي تعتبره تركيا خطراً بالغاً على أمنها القومي، وهي تحتاج إلى تعاون روسي معها في هذا الملف، وقد يكون الثمن سياسياً تليين موقفها تجاه الأسد”، حسب تقديره.

ولكنه في المقابل، استبعد أن تتخلى تركيا عن المعارضة السورية، السياسية أو المسلّحة، وقال “على العكس، ستستفيد تركيا من علاقاتها القوية مع هذه المعارضة، لأنها ستكون أوراق قوة بيدها”.

ووصف الناطق باسم تيار الغد الدور الإيراني في سورية بأنه “تخريبي، ومعاد للشعب السوري”، واعتبر أنه “من الأفضل أن تجرّ تركيا إيران إلى نهج سياسات مختلفة وتصالحية مع الشعب السوري، عن طريق سحب حرسها الثوري وميليشياتها من البلاد، بدلاً من أن تجر إيران تركيا إلى القبول بدورها السيء في سورية”، حسب قوله.

 

ولقد نفى الكرملين تقارير لوسائل إعلام مقربة من النظام السوري تحدثت عن “تحضيرات لوجستية” للقاء قريب يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، برعاية روسية.

 

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قال الأسبوع الماضي إن بلاده بدأت محاولة جادة لتطبيع العلاقات مع سوريا، دون أن يُعطي أية إيضاحات.

لكن مسؤولين أتراك تواصلوا مع المعارضة السورية، نفوا وجود أي وساطة، روسية أو إيرانية، بين أردوغان والأسد، وشددوا على أنها إشاعات وبالونات اختبار.

وصارت المعارضة السورية أكثر حذراً مما يمكن لتركيا أن تفعله من أجل مصالحها، خاصة وأن القيادة التركية أعلنت عن تحديين، الأول “تصفير” مشاكلها الخارجية، والثاني منع الأكراد السوريين من فرض إقليم مستقل أو فيدرالي على طول الشمال السوري، وتخشى المعارضة أن تتم صفقة بين تريا والنظام لا تحقق لها الحد الأدنى الذي تسعى لتحقيقه.

لكن تركيا، أكّدت مرارا أن موقفها في هذا المجال ثابت وواضح، وشدّدت على أن عملية انتقال سياسي في سورية لن تنجح في ظل وجود الأسد في السلطة، وحتى رئيس الوزراء التركي نفسه قال قبل أسابيع “إن عودة العلاقة مع سورية بعد رحيل الأسد عن السلطة وليس في ظل وجوده”.

 

مقاتلو المعارضة في المعضمية قرب دمشق يستعدون لمغادرتها نهائياً

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 5 سبتمبر 2016

روما-قالت مصادر من مدينة معضمية الشام، جنوب دمشق، إن الفصائل العسكرية المعارضة اجتمعت اليوم مع كامل المقاتلين لتسجيل أسماء من يرغبون بمغادرة المدينة إلى إدلب (شمال) أسوة بما حصل في داريا المحاذية لها، فيما سيتم تسوية أوضاع البقية الراغبين بالبقاء داخل المدينة شرط تسليم أسلحتهم بما فيها الفردية، تمهيداً لدخول قوات النظام للمدينة.

 

وقالت مصادر أهلية في المدينة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أنه “تم الاتفاق مع ضباط مبعوثين للنظام على مغادرة المقاتلين للمدينة، وتسوية أوضاع من يريد أن يبقى فيها، بعد أن هدد الضباط المفاوضون بتدمير المدينة عن بكرة أبيها إن لم يستسلم مسلّحو المعارضة ويوافقوا على الخروج من المدينة”.

وقدّرت المصادر عدد سكان المدينة الموجودين فيها الآن، مدنيين وعسكريين، بنحو 40 ألفاً، رجّحت أن يغادرها نحو نصفهم، في عملية تهجير قسري لهم، لتكون المعضمية ثاني مدينة قرب دمشق يتم تهجير أهلها بعد داريا.

 

وأعدّت الفصائل العسكرية المعارضة اليوم لوائح إسمية بعناصرها الراغبين بالخروج من المدينة باتجاه إدلب، وقوائم للراغبين بالبقاء شرط تسليم أسلحتهم.

وكان وفداً من قوات النظام التقى ممثلين عن الأهالي والمقاتلين، وهدد بحصارها كلياً وقصفها بالصواريخ ما لم يوافقوا على إخلاء المدينة من العسكريين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى