أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 05 تشرين الأول 2015

 

روسيا تكثف الغارات على محيط اللاذقية… لإبعاد النار عن «قاعدتها»

لندن، موسكو، بيروت، إسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

كثفت روسيا أمس غاراتها على مناطق في سورية وركزت في اليوم الخامس على أرياف حمص وإدلب على تخوم معقل النظام في اللاذقية حيث تقع القاعدة العسكرية الروسية وغرفة العمليات، بالتزامن مع تأكيد الرئيس بشار الأسد أن فشل موسكو وحلفائها «سيدمر المنطقة بأكملها». وأيد وزير الخارجية المصري سامح شكري الضربات لأنها «ستحاصر الإرهاب»، في وقت سيطرت المعارضة السورية على تل استراتيجي قرب القنيطرة بين دمشق والجولان.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان انه «خلال الساعات الـ 24 الماضية قامت طائرات سوخوي 34 وسوخوي 24 ام وسوخوي 25 بعشرين طلعة جوية». وأكدت «ضرب عشرة اهداف للبنى التحتية لجماعات داعش»، لافتة الى ان الجيش يوسع حملة القصف الجوي. ووفق وزارة الدفاع الروسية، استهدفت الغارات الأحد معسكر تدريب ومخزن ذخيرة لتنظيم «داعش» في محافظة الرقة، ومعسكر تدريب ومركز قيادة ومرافق اخرى تابعة للتنظيم في محافظة ادلب.

وينفي «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطون اي وجود لـ «داعش» في محافظة ادلب، التي باتت بأكملها تحت سيطرة فصائل اسلامية بعد طرد قوات النظام منها في الأشهر الأخيرة. وقال «المرصد» انه «ارتفع الى 20 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية يُعتقد بأنها روسية على مناطق في ريف حمص الشمالي منذ صباح اليوم (امس)، ما أدى الى استشهاد طفلين اثنين من بلدة غرناطة وإصابة آخرين بجروح». وقال: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة»، لافتاً الى تنفيذ «طائرات روسية ضربات عدة استهدفت مناطق في قريتي الغجر وأم شرشوح في ريف حمص الشمالي، ومعلومات عن استشهاد مواطن وسقوط جرحى». كما طاولت الغارات مدينة جسر الشغور وبلدة معرة النعمان وقرى في ريف ادلب وريف حماة بعد قصف ريف اللاذقية اول امس.

وتجاور حمص وحماة وإدلب معقل النظام حيث أقام الروس قاعدة عسكرية في مطار اللاذقية في الساحل قرب ميناء طرطوس العسكري حيث للروس تسهيلات بحرية.

و شدد الأسد على ضرورة ان «يكتب النجاح» للتحالف القائم بين سورية وروسيا والعراق وإيران ضد «المجموعات الإرهابية» و»إلا فنحن امام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة او دولتين». ورأى الأسد في مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية ان «ثمن الانتصار ضد الإرهاب سيكون غالياً بكل تأكيد».

ودعت المستشارة الألمانية انغيلا مركل الى اجراء محادثات مع جميع اطراف النزاع في سورية مؤكدة ان «الجهود العسكرية» ضرورية في سورية الا انها غير كافية لإنهاء الحرب المستمرة في ذلك البلد منذ اربع سنوات. وقالت لإذاعة دوتشلاند راديو «بالنسبة إلى سوريا قلت اننا نحتاج الى جهود عسكرية، لكن الجهود العسكرية لن تؤمن حلاً».

وأكدت المستشارة الألمانية دعوتها الى الرئيس الأسد للمشاركة في محادثات سلام لإنهاء العنف، مشيرة الى ان ممثليها شاركوا في عدد من جولات المفاوضات التي قادتها الأمم المتحدة في جنيف.

ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان «الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سورية بأنها غير مقبولة بأي شكل من الأشكال»، معتبراً ان روسيا «ترتكب خطأ جسيماً». ودعا رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون روسيا الى «تغيير موقفها». وقال متوجهاً الى الروس: «انضموا الينا لمهاجمة «داعش»، لكن اعترفوا بأنه ان اردنا منطقة مستقرة فإننا في حاجة إلى زعيم آخر غير الأسد». ودعا رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس على هامش زيارة لليابان روسيا الى وجوب «ضرب الأهداف الجيدة وتحديداً داعش».

في المقابل، قال وزير الخارجية المصري في تصريحات إلى قناة «العربية» إن «دخول روسيا بما لديها من إمكانات وقدرات في هذا الجهد هو أمر نرى سيكون له اثر في محاصرة الإرهاب في سورية والقضاء عليه».

وعلى صعيد الصراع بين النظام والمعارضة، قتل «مقاتلان اثنان من الفصائل الإسلامية خلال الاشتباكات المستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين في القطاع الشمالي في ريف القنيطرة» بين دمشق والجولان، وفق «المرصد» الذي اشار الى مقتل «ضابط برتبة عقيد من قوات النظام وهو قائد موقع مدينة البعث وقائد عمليات تل أحمر في الاشتباكات ذاتها، التي تمكنت الفصائل الإسلامية من التقدم والسيطرة على منطقة تل الأحمر».

جاء ذلك قبل ساعات من قيام وفد روسي بزيارة اسرائيل لـ «التنسيق» بعد بدء الغارات الروسية بعد أيام من محادثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع بوتين في موسكو.

 

الأسد: إن لم ينجح تحالف موسكو ودمشق فستدمر المنطقة بأكملها

دمشق، بيروت – أ ف ب، رويترز

حذر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الأحد) من “تدمير المنطقة بأكملها” في حال فشل التحالف بين سورية وروسيا وايران والعراق ضد “المجموعات الارهابية” في بلاده التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أكثر من أربعة اعوام.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة “خبر” الايرانية رداً على سؤال حول فرص نجاح التحالف بين الدول الأربع ضد الإرهاب، “يجب أن يكتب له النجاح، وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة أو دولتين”.

من جهة أخرى، نقلت الرئاسة السورية في حسابها على “تويتر” عن الأسد قوله في مقابلة مع تلفزيون ايراني، إن “السوريين هم فقط أصحاب القرار في شأن تغيير النظام السياسي للبلاد أو قياداتها”.

وذكر أن “الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في سورية هو شأن سوري داخلي”.

ويقول معارضو الأسد إن “أي حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ أكثر من أربع سنوات يجب أن يشمل رحيله”، لكن بعض الدول الغربية خففت من حدة موقفها وقالت إنه “يمكن أن يبقى خلال فترة انتقالية”.

 

تركيا: ضبط 205 لاجئين أثناء محاولتهم التسلل إلى اليونان

جناق قلعة (تركيا) – الأناضول

ضبط خفر السواحل التركي اليوم (الإثنين) 205 لاجئين قبالة ساحل منطقة «آيفاجيك»، التابعة لولاية جناق قلعة، غرب تركيا، وهم يحاولون التسلل إلى جزيرة «ميديلي» اليونانية، ليتمكنوا من دخول أوروبا.

وأوضحت مصادر أمنية تركية أن السلطات ضبطت أربعة قوارب مطاطية كانت تقل اللاجئين وسط بحر إيجة، وأن معظهم من النساء والأطفال.

وأشارت المصادر إلى أن خفر السواحل سلّم اللاجئين إلى مركز الشرطة المسؤول عن المنطقة، إذ تم تأمين الطعام والملابس لهم، مضيفةً أن اللاجئين من جنسيات أفغانية وسورية.

 

«داعش» يدمر قوس النصر الأثري في تدمر بسورية

دمشق – رويترز

قال المدير العام للآثار والمتاحف في سورية مأمون عبد الكريم إن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) نسفوا قوس النصر، وهو من الآثار الرئيسة في مدينة تدمر الأثرية بعدما دمروا معبدين أثريين في ذلك المكان الواقع بوسط سورية في الأشهر الأخيرة.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية دمر معابد في تدمر التي تعود للعصر الروماني وتقع ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة” الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (يونسكو)، والتي سيطر عليها تنظيم “داعش” من القوات الحكومية السورية في أيار (مايو) وقام بتلغيم آثار أخرى ومبان تاريخية. ويعتبر التنظيم تلك الآثار دنسا.

 

موسكو تمهّد بالنار لطرح خطة روسية للحل الأسد يحذر: الفشل يعني تدمير المنطقة بأكملها

باريس – موسى عاصي

تقاطع اعلان موسكو أمس عزمها على تكثيف الغارات الجوية على مواقع المجموعات المسلحة في سوريا مع معلومات حصلت عليها “النهار” عن أبعاد العملية العسكرية وارتباطها بخطة روسية للحل في سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن طائراتها استهدفت مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بعشرين غارة خلال 24 ساعة، وأن هذه الغارات “استطاعت تعطيل هيكل القيادة وخطوط إمداد التنظيم الإرهابي، وألحقنا أيضا ضررا كبيرا بالبنية الأساسية التي تستخدم في الإعداد لأعمال إرهابية”. وحدد البيان المواقع التي استهدفتها طائرات “السوخوي” في محافظة الرقة، معقل “داعش”، ومعسكر تدريب ومركز قيادة ومرافق اخرى تابعة للتنظيم في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.

وصدر الاعلان الروسي وقت تصريح الرئيس السوري بشار الاسد بأن الحملة العسكرية التي تشنها روسيا وسوريا وحلفاؤهما ستحدد مصير الشرق الأوسط. وقال في مقابلة مع قناة “خبر” الايرانية للتلفزيون إنه إذا اتحدت سوريا وروسيا وإيران والعراق في محاربة الإرهاب فإن جهودها ستحقق “نتائج فعلية”، مشيرا الى أن سنة من الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على “داعش” لم تسهم سوى في انتشار الإرهاب، محذرا من أنه في حال عدم نجاح هذه الحملة “فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها”.

خطة روسية

وكشفت أوساط ديبلوماسية أوروبية التقت قيادات روسية رفيعة المستوى مع بدء الحملة العسكرية الروسية لـ”النهار”، أن حدة الضغط العسكري الروسي سترتفع بشكل واسع مع مرور الايام وأن الحملة ستستمر نحو أربعة أشهر، وهي مهلة تنتهي عمليا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية (ايار 2016). وخلال هذه المرحلة تقضي الخطة الروسية، بجزئها السياسي، بالعمل في مختلف الاتجاهات ليكون الاستحقاق الانتخابي محطة فاصلة في الأزمة السورية، تمهد لمرحلة جديدة.

وتقول الاوساط الاوروبية ان موسكو، بالتزامن مع الغارات الجوية، ستضغط على النظام السوري، من أجل تغيير حقيقي في مسار التحضير للانتخابات النيابية، بحيث تعترف دمشق بالاحزاب السياسية السورية ويسمح لها بالمشاركة في الانتخابات بحرية تامة، ترشحا وانتخاباً، وأن تجري الانتخابات تحت مراقبة دولية حقيقية، لضمان اجراء انتخابات توصل الى مجلس الشعب السوري ممثلين لكل الاحزاب والقوى السياسية، على أن تنتج من هذه الانتخابات حكومة تعكس التمثيل الشعبي في مجلس النواب، وتمنح صلاحيات “واسعة” وليس كاملة كما جاء في وثيقة “جنيف 1″، من أجل ادارة المرحلة الانتقالية.

ويُتوقع، تبعا لما يخطط له الروس، تكثيف الاعمال العسكرية عبر الغارات الجوية، وفي مرحلة متقدمة في البر ايضاً. وهنا يصر الروس على البقاء خارج الانخراط في أي عمل بري “حتى الآن” على أن يتولى الجيش السوري وحده مهمات الهجمات البرية، مع تغطية واسعة وكافية من الجو، وصولا الى اضعاف المجموعات العسكرية الى أقصى الحدود ودفعها الى الانسحاب، على الاقل، من المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية كي يتسنى لسكان هذه المناطق المشاركة في الانتخابات المقبلة، “مما يمنح هذه الانتخابات الحد الأقصى من الشرعية الشعبية”.

 

الموقف الغربي

وقالت الاوساط الديبلوماسية ان العواصم الغربية على علم بالخطة الروسية، لكنها “لم تعط أي اشارة بالموافقة او بالرفض” في ما يتعلق بشقها العسكري، في ما عدا الانتقادات العلنية لاحقا لاستهداف المجموعات المسلحة خارج “داعش”. الا أن الموقف الغربي يصير أكثر حدة ووضوحا لدى مقاربة الجزء السياسي مع “رفض تام لما تخطط له موسكو” في هذا الاطار، على أساس أن “بدء الحل بالانتخابات النيابية يتعارض تماما مع وثيقة جنيف 1” التي تحدد الاولويات بتشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة، تمهد للعملية الانتخابية وفقا لما اقترحته خطة العمل التي قدمها المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا اخيراً.

ويستند الغرب، بحسب مصدر اوروبي، الى ما تقوم به موسكو بنفسها في اعمالها العسكرية، وامكان نجاحها في تدمير القوة العسكرية للمجموعات المسلحة لتقول “إن اصرار النظام السوري على البدء بمحاربة الارهاب كأولوية على تشكيل الهيئة الانتقالية ستسقط في ايدي الروس وتالياً “لا حجة للتأخير في تشكيل الهيئة الانتقالية”.

 

تركيز على إدلب وتساؤل روسي عن «المعتدلين»

موسكو تتجاهل الغرب: نكثّف غاراتنا

تجاهلت موسكو انتقادات الدول الغربية لها، معلنة أنها ستكثف غاراتها على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» بعد استهدافها مواقع في الرقة وأرياف إدلب وحمص وحماه، متحدثة عن «خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير»، ومحاولة مئات المسلحين الفرار إلى أوروبا.

وفي حين تكثف الطائرات الروسية من غاراتها في سوريا، شدَّد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية بثت أمس، على ضرورة أن «يكتب النجاح» للتحالف القائم بين سوريا وروسيا والعراق وإيران ضد «المجموعات الإرهابية وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها لا دولة أو دولتين»، معرباً عن اعتقاده بأن «فرص نجاح هذا التحالف كبيرة وليست قليلة».

واعتبر الرئيس السوري أن حملة الضربات الجوية الغربية والعربية على أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا «لم تحقق أهدافها»، موضحاً «بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة، فالإرهاب توسّع برقعته الجغرافية وبزيادة الملتحقين به».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، «خلال الساعات الـ24 الماضية قامت طائرات سوخوي 34 وسوخوي 24 أم وسوخوي 25 بعشرين طلعة جوية»، مؤكدة «ضرب 10 أهداف من بنى تحتية لجماعات داعش».

وأوضحت أن «الطائرات هاجمت معسكرا للتدريب في محافظة إدلب ودمرت مخابئ للإرهابيين، وورشة تصنيع عبوات ناسفة من بينها أحزمة انتحارية ناسفة»، كما «ضربت ثمانية مرافق للدولة الإسلامية في منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب». كما تم قصف مركز قيادة ومخزن ذخيرة قرب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب. وهاجمت الطائرات معسكر تدريب ومخزن ذخيرة للتنظيم في محافظة الرقة مستخدمة قنابل موجهة ودمرت الموقع.

وأعلنت الوزارة أن «المقاتلات استخدمت صواريخ تخترق الخرسانة المسلحة ضد الدولة الإسلامية»، موضحة أنه تم «تدمير أربعة مواقع قيادة لجماعات داعش المسلحة بمساعدة قنابل بيتاب ـ 500» التي تخترق التحصينات.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الروسية العقيد إيغور كليموف إن المقاتلات الروسية «تستخدم في سوريا صواريخ جو ـ أرض من طراز «إكس ـ 29 أل»، موضحاً أن هذه الصواريخ تتميز بالدقة العالية في إصابة الهدف، بفضل تزويدها بالرأس الموجه ذاتيا بواسطة الليزر. وتابع إن «وزن القسم القتالي للصاروخ يبلغ 500 كيلوغرام، وله قدرة تدميرية ضخمة بفضل احتوائه على مواد انشطارية شديدة الانفجار».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان أمس: «نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل السبت الأحد ضربات عدة على مناطق في شمال مدينة الرقة، كما شنت طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات عدة استهدفت قريتَي الغجر وام شرشوح في ريف حمص الشمالي». وتسيطر فصائل مسلحة، بينها «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وفصائل إسلامية متشددة على ريف حمص الشمالي. كما استهدفت الطائرات بلدة القريتين في محافظة حمص. وأشار «المرصد» إلى أن الطائرات الروسية استهدفت منطقة في شرق حماه يسيطر عليها «داعش».

وذكرت «جبهة النصرة»، في بيان، أن مقاتلين في المنطقة بالقرب من تلبيسة في ريف حمص «بدأوا تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنسيق العمليات»، فيما أفاد بيان منفصل باسم عشرات من ضباط «الجيش السوري الحر» أنهم سيشاركون في القيادة المشتركة «للتصدي للاحتلال الروسي والإيراني».

وقال المسؤول في رئاسة الأركان الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف، أمس الأول، إن روسيا لا تستهدف إلا «الإرهابيين» في سوريا. وقال إن «سلاح الطيران الروسي نفذ أكثر من ستين ضربة في سوريا مستهدفا أكثر من خمسين موقعا لبنى تحتية لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، بينها مخازن ذخيرة ومتفجرات ومعسكرات تدريب».

وأضاف: «لقد نجحنا في خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير. لقد بدأ الذعر ينتابهم وسجلت حالات فرار في صفوفهم»، مضيفا أن «حوالى 600 مسلح من الدولة الإسلامية غادروا مواقعهم، ويحاولون الفرار إلى أوروبا».

وتابع كارتابولوف: «لن نواصل الضربات فحسب، ولكننا سنزيد من كثافتها أيضا»، موضحاً أن روسيا حذرت الولايات المتحدة قبل شن غاراتها، ونصحت الأميركيين بوقف طلعاتهم الجوية في المناطق التي يعمل فيها سلاح الجو الروسي. وتابع: «قال لنا الأميركيون خلال المناقشات إنه لا يوجد أحد في تلك المنطقة باستثناء الإرهابيين».

وأبدى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أسفه لعدم تمكن الدول الغربية حتى الآن من أن تشرح لموسكو من هم المعنيون بـ «المعارضة المعتدلة». وقال، للتلفزيون الروسي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الرئيسَين الفرنسي والألماني في باريس «أعرب عن اهتمامه الكبير بهذه المسألة، وسأل عن الفرق بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة. وحتى الآن، لم ينجح أحد في تفسير ما هي المعارضة المعتدلة».

تركيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا

وتشكك تركيا والدول الغربية بنوايا موسكو، منتقدة إستراتيجيتها التي ترى أن هدفها دعم النظام السوري أكثر من استهداف «داعش». ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبيل سفره إلى باريس، «الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سوريا بأنها غير مقبولة بأي شكل من الأشكال»، معتبرا أن روسيا «ترتكب خطأ جسيما»، ومحذرا من أنها «ستؤدي إلى عزل روسيا في المنطقة». وقال: «روسيا وإيران تدافعان عن الأسد الذي ينتهج سياسة تقوم على إرهاب الدولة».

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة مع شبكة «بي بي سي»، موسكو إلى «تغيير موقفها»، متوجها إلى الروس بالقول: «انضموا إلينا لمهاجمة الدولة الإسلامية، لكن اعترفوا بأنه إن أردنا منطقة مستقرة فإننا بحاجة لزعيم آخر غير الأسد».

ودعا رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس روسيا إلى وجوب «ضرب الأهداف الجيدة، وتحديدا داعش». وقال، في طوكيو: «إذا كان داعش هو العدو الذي يهاجم مجتمعاتنا، وهذا صحيح بالنسبة لفرنسا، فإنه يمكن أن يكون صحيحا أيضا بالنسبة لروسيا، وبالتالي يتعين ضرب داعش، وندعو الجميع إلى عدم ارتكاب خطأ في الهدف».

وحدها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شذت عن القاعدة، داعية إلى إجراء محادثات مع جميع أطراف النزاع في سوريا، مؤكدة أن «الجهود العسكرية» ضرورية في سوريا لكنها غير كافية لإنهاء الحرب، مضيفة: «نحتاج إلى عملية سياسية، لكن هذا لا يسير بشكل جيد حتى الآن». وأكدت أنه من الضروري إشراك النظام السوري في المحادثات.

(«روسيا اليوم»، «سبوتنيك»، ا ف ب، رويترز، ا ب)

جريدة السفير 2015©

 

دمشق: «موسكو 3» مرجَّح أكثر بعد رفض المعارضة خطة دي ميستورا

زياد حيدر

رجح مسؤولون سوريون أن يخفق المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جمع مجموعات العمل الأربع الخاصة بمبادرته منتصف تشرين الأول الحالي، كما هو مقرر، بسبب إعلان قوى المعارضة، وعلى رأسها «الائتلاف الوطني»، والفصائل المسلحة رفضها مبادرته.

وقال مسؤول سوري بارز، لـ «السفير»، إن «المشكلة باتت مشكلته»، مشيراً إلى أن «الحكومة السورية فعلت ما عليها، ويبقى من ضمن مسؤوليات دي ميستورا مواجهة العوائق الجديدة».

وفي الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم موافقة «سوريا على المشاركة في لجان الخبراء الأربع» التي اقترحها المبعوث الأممي، رفض «الائتلاف» و70 فصيلاً مسلحاً، بينها «أحرار الشام» المقربة من تنظيم «القاعدة» و «جيش الإسلام» التعاون مع المبادرة، وترشيح مندوبين لحضور الاجتماعات.

وذكر بيان نادر من حيث جمعه للطرفين السياسي والعسكري على رأي واحد أن «الموقعين عليه يعتبرون أن طرح مبادرة مجموعات العمل بهذا الشكل هو تجاوز لمعظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري»، رغم كون المبادرة أممية، وحازت دعم مجلس الأمن الدولي.

كذلك اعتبر الموقعون أن «مجموعات العمل» بصيغتها الحالية، والآليات غير الواضحة التي تمّ طرحها، توفر البيئة المثالية لإعادة إنتاج النظام، وأن «مجموعات العمل» يجب أن تُبنى على مبادئ أساسية واضحة، بما يخص معايير المشاركين فيها والتصور النهائي للحل.

وكان المعلم اعتبر، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة الماضي، أن «مشاورات (اللجان) غير ملزمة، (ولكنها) تفيد ببدء جنيف 3». ووفقاً لفهم الحكومة السورية، بعد اجتماعات مع دي ميستورا وفريقه الأممي، فإن غرض مجموعات العمل تلك هي «العصف الفكري» من دون الوصول إلى استنتاجات ملزمة.

بدوره، رجّح مسؤول سوري، لـ «السفير»، أن يزيد هذا الموقف من مبادرة دي ميستورا من «فرص عقد مؤتمر موسكو 3 بشكل أكبر»، ولا سيما أن المعارضة التي رفضت التعاون مع المبعوث الأممي ترفض الدور الروسي عموماً.

واعتبر مسؤولون في دمشق ربط قرار الرفض بـ «التدخل العسكري الروسي في سوريا بمثابة شماعة تغطي على رغبتهم في عدم المشاركة في أي نشاط تسوية».

ويرى خبراء في دمشق أن تدخل الروس المفاجئ على الجبهة الميدانية جعل «المعارضين وحلفاءهم في موقف دفاعي»، ما سيصعّب «من إمكانية اجتذابهم للحوار»، ولا سيما في ظل غياب أي استجابة لشروطهم المتمثلة «بحصرية التمثيل، واستبعاد رموز الدولة السورية عن أية هيئة مستقبلية للحكم». ويُضاف إلى هذه الأسباب عدم تمكن المعارضة، بجناحيها العسكري والسياسي، من الاتفاق على أسماء المشاركين في اللجان أو اختيار الخبراء الذين سيصاحبونهم.

ووفقاً لرؤية دمشق فإن «موسكو 3 يمكن أن يكون أكثر فعالية» في هذه الظروف، من الصيغة المتوفرة حالياً عبر الأمم المتحدة، «باعتباره يستند إلى الحوار بين طرفين يقبلان بهذه الصيغة من اللقاء».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد بدوره قال، في لقاء مع وسائل إعلام روسية قبل شهر، إن دمشق «تنتظر» عقد لقاء ثالث في موسكو، يمكن أن يكون بمثابة «تمهيد لجنيف 3». ورأى أن لقاء ثالثاً في موسكو يمكن أن يحلّ «خلافات جوهرية»، تتعلق ببند الهيئة الانتقالية، بحيث يصبح هناك «إجماع سوري يهيئ لنجاحه (جنيف)»، معتبراً أن نجاح الثاني يتطلّب نجاح الأول.

واعتبر مسؤول سوري أن التدخل الروسي الأخير سيكون «عاملاً مساعداً في التوصل لأية تسوية سياسية، لأن مفاعيله على الأرض لن تترك خياراً آخر».

جريدة السفير 2015©

 

الكرملين: الضربات الجوية الروسية تهدف لدعم الجيش السوري وتستهدف الإرهابيين

موسكو – (رويترز) – قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين الاثنين إن العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الجيش السوري واستهداف الإرهابيين والمتطرفين هناك.

 

وتابع “هدف عملياتنا هو تقديم الدعم للجيش السوري في صراعه ضد التنظيمات والقوى الإرهابية والمتطرفة.”

 

ومن جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية الاثنين إن سلاح الجو الروسي نفذ 25 طلعة في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة وقصف تسعة أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأضافت أن طائرات من طراز سوخوي-34 وسوخوي-24إم وسوخوي-25 شاركت في الضربات. وقصفت الطائرات ثلاثة مواقع تابعة للدولة الإسلامية في محافظة حمص.

 

كارتر: روسيا تصعد الحرب في سوريا باستهداف المعارضة المعتدلة

مدريد – (رويترز) – قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الاثنين إن روسيا تصعد الحرب الأهلية في سوريا باستهداف المعارضة المعتدلة مضيفا أن جهود موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد أشبه بربط نفسها بسفينة غارقة.

 

وتابع في كلمة أثناء زيارة له إلى اسبانيا “باتخاذ إجراء عسكري في سوريا ضد أهداف لجماعات المعارضة المعتدلة تصعد روسيا الحرب الأهلية.”

 

إخوان سوريا: الجهاد ضد «الاحتلال» الروسي واجب شرعي

الأسد يحذر من «تدمير المنطقة بكاملها»

عواصم ـ وكالات: حذر الرئيس السوري بشار الأسد الأحد من «تدمير المنطقة بأكملها» في حال فشل التحالف بين سوريا وروسيا وإيران والعراق ضد «المجموعات الإرهابية» في بلاده، التي تشهد نزاعا داميا منذ أكثر من أربعة اعوام.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية ردا على سؤال حول فرص نجاح التحالف بين الدول الأربع ضد الإرهاب «يجب أن يكتب له النجاح وإلا فنحن امام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة أو دولتين»، معربا عن اعتقاده بأن «فرص نجاح هذا التحالف كبيرة وليست قليلة».

وذكر الأسد أن «الحديث عن موضوع النظام السياسي أو المسؤولين في سوريا هو شأن سوري داخلي.»

وقال إن «دعم الدول الأخرى للمنظمات الإرهابية (…) سيجعل ثمن الانتصار في المعارك التي تخوضها هذه الدول ضد الإرهاب غاليا بكل تأكيد».

وأضاف «إذا انضمت هذه الدول بشكل جدي وصادق إلى مكافحة الإرهاب، وعلى الأقل من خلال التوقف عن دعم الإرهابيين، فهذا سيؤدي إلى تسارع في تحقيق النتائج التي نتمنى أن نراها جميعا».

لكن الأسد أكد أنه «كدول لدينا رؤية وخبرة» متوقعا أن يحقق هذا التحالف «نتائج فعلية خاصة وأن هناك دعما دوليا بشكل عام من دول قد لا يكون لها دور مباشر في هذه الأزمات وفي هذه المنطقة».

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس الأحد إنه ليس بوسع روسيا التصدي لمقاتلي «تنظيم الدولة» في سوريا ودعم الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت نفسه.

وأضاف هاموند في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مدينة مانشستر «دعم روسيا له سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان الدولة الإسلامية ويعزز قوى الشر التي يقول (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إنه يريد هزيمتها.»

جاء ذلك فيما أكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أن الجهاد ضد ما وصفته بـ»الاحتلال الروسي السافر لسوريا»، واجب شرعي على كل قادر على حمل السلاح.

وقال رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، عمر مشوح، في تصريح للأناضول، «نحن كجماعة الإخوان نؤكد أننا الآن أمام احتلال روسي صريح وواضح، عبر دخول قوات عسكرية روسية وضرب للمدنيين»، مؤكدا أن مبدأ مقاومة المحتل هو «واجب شرعي».

وأضاف مشوح «دخول روسيا على الخط يضعها في خانة نظام الأسد، ومن حقنا كشعب سوري مقاومة هذا الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، سياسيا، وعسكريا، وإعلاميا وغيرها من الوسائل المتاحة».

وحذر مشوح موسكو قائلا «روسيا واهمة إن ظنت أنها تحافظ على مصالحها في سوريا بهذه الطريقة بحمايتها لنظام الأسد، فهي تعيد ذات التجربة في أفغانستان والشيشان، وسنقاومها كما كنا نقاوم منذ 5 سنوات نظام الأسد، وإيران، وحزب الله».

وكانت الجماعة قد أصدرت بيانا السبت قالت فيه «نؤكد أن جهاد الدفع اليوم، فرض عين على كل قادر على حمل السلاح، وعليه فإننا نضع جميع إمكانيات جماعتنا في هذا السبيل» .

ودعت الجماعة «جميع أبناء الشعب السوري بكل فصائله وكتائبه وأعراقه وأديانه للعمل صفاً واحداً لاسقاط المستبد ودحر المحتل» قائلة «فالوطن أولاً ولا مكان للمصالح الضيقة».

وأشار البيان إلى أنه»لم يعد التدخل العسكري الروسي في سوريا عملاً طائشاً أو مغامرة سياسيٍ مراهق، فقد أقره الكرملين بإجماع أعضائه رسمياً».

وتابع، «وبهذ الإقرار الرسمي أصبح غزواً خارجياً واحتلالاً ممنهجاً من دولة عضو دائم في مجلس الأمن لدولة أخرى».

وأعلنت الجماعة رفضها للتبرير الروسي للتدخل قائلة «هذا الغزو لا يمكن تبريره بطلب من رئيس فقد شرعيته المزعومة لحمايته من سقوط محتم في وجه ثورة شعبية عارمة تطالب بحقوق مشروعة في حياة كريمة مثل جميع الشعوب الحرة الأبية، ولا بحجج واهية في محاربة «إرهاب».

وأكد البيان على أن «روسيا لم تكن يوماً وسيطاً محايداً في القضية السورية، بل كانت منذ اليوم الأول ضد ثورة الشعب السوري رغم سلميتها في مراحلها الأولى».

وأشار البيان إلى أن «روسيا بوتين أبت إلا أن تقف مع القتلة مستخدمة «الفيتو الظالم» أربع مرات، وحمت بشار من عقاب دولي لاستخدامه الأسلحة الكيمياوية، حيث قتل آلاف الأطفال في ريف دمشق، وتوسطت للعفو عنه مقابل تخليه عن ترسانته الكيمياوية، لم تكن روسيا بوتين إلا عدواً للشعب السوري في كل مواقفها».

 

بوتين لا يريد تحرير سوريا بل ضرب المعارضة والانتقال إلى جنيف 3 … ودول الخليج تخطط للرد على التصعيد الروسي

عودة الحرب الباردة مفيدة للمنطقة… وغيابها أدى لاندلاع 8 حروب

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: عززت إيران من حملتها على السعودية واستغلت حادث التدافع في منى أثناء موسم الحج الأخير لإيصال رسائل تهديد تحاول الحط من قدر المملكة التي تقيم شرعيتها على حماية الأماكن المقدسة وتوفير الأمن للحجاج.

وتسابق قادة إيران في إصدار تصريحات نارية بدءا من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس حسن روحاني إلى قادة الحرس الثوري.

واستغل الحادث رغم ما قيل فيه لرفع درجة التوتر بين البلدين وهو نتاج للمواجهة الدائرة بينهما على ساحات أخرى من العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وجاء القصف الروسي لمواقع المعارضة السورية ليصب الزيت على النار. وهو ما دفع القوى الإقليمية للرد على ما ينظر إليه تدخلا حاسما إلى جانب نظام بشار الأسد في دمشق. وكما ترى إيما غراهام هاريسون في صحيفة «أوبزيرفر» فقد قامت هذه القوى وبهدوء بنقل معدات نوعية وتمويل للجماعات التي يتعرض بها اليوم للقصف، وهو ما يعني استثمارها في النزاع كما استثمرت إيران ماليا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا لدعم نظام بشار الأسد.

ومن هنا أكدت هذه الدول بعد بدء الهجمات الروسية أنها لا تزال ملتزمة بدعم المعارضة ومواصلة العمل للإطاحة بالنظام السوري. وكانت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير واضحة، حيث قال «لا مستقبل للأسد في سوريا».

وأكد قائلا إن بلاده ستتبنى الخيار العسكري إن لم يتم تغيير النظام ضمن عملية نقل للسلطة وهو «ما سيقود لتنحية الأسد».

 

نكسة

 

ومع ذلك يعتبر التدخل الروسي نكسة قوية لجهود دول الخليج ومعها تركيا التي دعمت المعارضة السورية.

ويعلق جوليين بارنز – ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «يعتبر التدخل الروسي نكسة قوية لتلك الدول التي تدعم المعارضة، خاصة في داخل المنطقة – قطر والسعودية وتركيا، وسيؤدي إلى رد قوي وتصعيد مضاد».

وتضيف الصحيفة أن موقف السعودية واضح منذ بداية الانتفاضة السورية عام 2011 وهو التأكيد على ضرورة رحيل الأسد. ويقول محمد اليحيى من مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية «منذ بداية الانتفاضة في سوريا ظل موقف الرياض يؤكد على رحيل الأسد ولا يوجد ما يشير لتغيير الرياض موقفها».

وأضاف «ما اتضح للرياض وحلفائها الإقليميين أن التصعيد الروسي والإيراني سيؤدي لزعزعة الاستقرار في المنطقة وسفك دماء جديدة». وكانت الرياض قد ركزت دعمها للمقاتلين في الجنوب، فيما تولت قطر وتركيا دعم المقاتلين في الشمال بمن فيهم تنظيم «أحرار الشام» وهو الذي وقع إلى جانب «جبهة النصرة» اتفاقا مع الحكومة السورية رعته تركيا وإيران لوقف العمليات العسكرية في الزبداني ومناطق في إدلب.

ويعتقد أن التقدم الذي حققه هذان التنظيمان في شمال سوريا كان وراء قرار الحكومة السورية التدخل عسكريا. ويقول المحلل السياسي علي باكير «من المحتمل أن تركز الجهود المقبلة على تعزيز فعالية التحالفات والتنسيق والتعاون بين الجماعات المؤثرة والقوية في سوريا».

وأضاف «هناك تنسيق على مستوى عال بين السعودية وقطر وتركيا، وهي متوافقة في الموضوع السوري». ونظرا لخوف الجميع من الفراغ الذي سيتركه انهيار نظام الأسد والذي قد يملؤه الجهاديون، فقد دعم الجميع عملية انتقال سياسي، إلا أن التدخل الروسي قلب كل الحسابات رأسا على عقب.

وفي الوقت الذي تملك فيه تركيا القوة العسكرية للرد على التهديدات في داخل سوريا إلا أن جهودها تعرقلت بسبب المواجهة التي تخوضها مع حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) وتظل كل من السعودية وقطر قادرتين على استخدام التأثير السياسي والدعم المالي للرد على التصعيد الروسي.

ورغم ذلك فالحرب التي تخوضها السعودية مع حلفائها الخليجيين ضد المتمردين الحوثيين في اليمن تعرقل من الجهود العسكرية، كما أن امتناعهما عن تزويد المعارضة السورية بالسلاح النوعي الذي حظر الغرب تزويده بها يحد من جهودهما.

ويتساءل بارنز- ديسي عن مدى الجهود المشتركة التي ترغب هذه الدول بتقديمها «هل سيحاول السعوديون التدخل بحزم وتقديم الأسلحة النوعية التي حرمت المعارضة منها»، وأضاف «أظهر الملك السعودي استعدادا وإظهر الحزم وأخذ الأمور بيده، وفي حالة شعر السعوديون أن الامور تخرج من أيديهم، وأن إيران تعزز من قوتها في سوريا فعندها سترى ردا قويا»، ولن يشمل هذا إرسال قوات برية في ظل انشغال السعودية باليمن.

ويرى حسن حسن، مؤلف كتاب «داعش: داخل جيش الإرهاب» أن دورا عسكريا سعوديا سيكون تصعيدا كبيرا» مشيرا إلى أن سوريا بعيدة عن السعودية وهي ليست كاليمن القريب إليها الذي قبل فيه اليمنيون الدور السعودي في بلادهم، أما سوريا فظلت محلا للسيادة الإيرانية.

ويعتقد أن الطريقة الوحيدة لمواجهة التصعيد الروسي هي دعم المعارضة بشكل أكثر حتى تستطيع مواجهته وخلق توازن على الأرض، وعندها سيكتشف الروس محدودية ما يمكنهم فعله في سوريا.

ولكن التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران سيجعل من الصعوبة على الرياض التخلي عن الملف السوري بسهولة، خاصة بعد الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الكبرى وشعور السعوديين بأن الولايات المتحدة تخفف من دورها في المنطقة. وكما تقول جين كينينمونت من «تشاتام هاوس» في لندن «يتزايد التصعيد في المنطقة بعد الاتفاق النووي» و»يشعر السعوديون بأن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لا يفعلان شيئا ولهذا يحاولون أن يقودوا جهود احتواء إيران».

وعليه يتساءل دانيال ليفي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن كان هناك نوع من المقايضة تعني أنه «كلما جاء الروس قل الدور الإيراني».

وهذا لا يلغي مخاطر التصعيد وهو ما يثير القلق خاصة أن هناك الكثير من القضايا التي تتصادم فيها إيران والسعودية.

والسؤال هو من «من سيقوم بالتحرك وتخفيف التصعيد؟» ويجيب ليفي أن الأمريكيين ليسوا في وضع لفعل هذا ولا الروس ولا يوجد هناك أي حوار بين إيران والسعودية. ولهذا السبب فالمخاطر قائمة والمنطقة ستظل مكانا خطيرا.

 

غزو بري

 

وفي هذا السياق يرى ريتشارد سبنسر في صحيفة «صنداي تلغراف» أن التدخل الروسي لن يؤدي إلا للتصعيد.

فمع انه أدى إلى حالة من الغضب لدى المعارضة السورية وحلفائها الإقليميين لأنه وقف أمام خططهم لنقل السلطة في البلاد وحرف الانتباه عن جهود التخلص من «تنظيم الدولة».

وبعيدا عن مشاعر الغضب فهناك قلة تتساءل عن البعد الاستراتيجي للتدخل السوري الذي يمنح الرئيس السوري حياة جديدة، ولم يتساءل أحد إن كانت استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستنجح في تحقيق أهدافها أم لا؟

وفي الوقت الذي يتميز فيه الطيران الروسي بقوة أفضل من تلك التي يملكها النظام إلا أن القوة الجوية لها حدودها، كما أظهرت التجربة الأمريكية في العراق واليمن.

وعليه يقترح المؤيدون للنظام السوري أن العمليات العسكرية الروسية سيتبعها غزو بري يشنه «حزب الله» مدعوما بقوات إيرانية وستقوم هذه القوات بضرب مواقع الجماعات الجهادية في شمال – غرب سوريا والتي تعتبر تهديدا للنظام.

ويشكك الكاتب بقدرة مئات من الجنود الإيرانيين ومقاتلي «حزب الله» على تأمين مناطق واسعة خرجت عن سيطرة النظام ومواجهة قوة من المعارضة التي يزيد عددها عن 100.000 مقاتل. ويعتقد الكاتب أن هدف الروس ومعهم الإيرانيون هو وقف تقدم المعارضة السورية على أمل زرع الفتنة بين جماعات المعارضة.

وهو ما سيدفع الحلفاء من دول الخليج والولايات المتحدة التخلي عنها أو وقف الدعم عنها والبحث عن حل سياسي يخدم مصالح الروس والإيرانيين، بما في ذلك الحفاظ على النظام السوري والأسد نفسه.

 

كيف سيرد أعداء النظام؟

 

لكن هذا التحليل لا يأخذ بعين الاعتبار رد أعداء النظام. ففي عام 2013 وعندما حاول الجيش السوري، مدفوعا بانتصاراته قرب الحدود اللبنانية، شن هجوم على حلب ردت دول الخليج وتركيا وزودت المقاتلين بصواريخ كونكورز المضادة للدبابات وهو ما أفشل خطط النظام للسيطرة على النصف الباقي من حلب.

وفي ضوء التدخل الروسي يقول سبنسر إن الدول الداعمة للمعارضة ليست في مزاج التنازل عن الثورة السورية، فرغم خلافاتها حول قيادة العالم السني إلا أنها في سوريا اتحدت ونحت خلافاتها جانبا.

وأشار إلى مناسبة مهمة عقدت في الدوحة العاصمة القطرية الأسبوع الماضي ظهر فيها السفير السعودي ووزير الخارجية القطري والشيخ يوسف القرضاوي جنبا إلى جنب. ومجرد ظهور القرضاوي مع السفير السعودي يشير لتقارب مع الإسلام السياسي، بعد قيادة السعودية الحرب عليه حتى العام الماضي. ويفسر الكاتب ما جرى في الدوحة بأنه في الصراع ضد إيران وأنظمة وكيلة عنها مثل النظام العلوي في دمشق يجب وضع الخلافات السنية – السنية جانبا.

وأشار لخطاب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي حمل فيه النظام المسؤولية عن كل الجرائم التي ارتكبت في سوريا. ويضيف الكاتب أن التحالف الخليجي اليوم يخوض حربا ضد إيران في اليمن. وستكتشف روسيا عاجلا أم آجلا أن التصعيد لحماية طرف واحد في المعادلة السورية سيؤدي لدفع الأطراف الأخرى لعمل الشيء نفسه، أي تعقيد الأزمة السورية.

 

فرصة

 

ولكن ألا يمنح التدخل الروسي فرصة من نوع ما؟ يعتقد باتريك كوكبيرن في «إندبندنت أون صاندي»أن العملية الروسية تسهم في تدويل الأزمة السورية، لكنها تمنح في ثناياها فرصا وتعقيدات. فلم يعد هناك حل سهل لهذه الحرب الرهيبة والتي شردت ملايين الناس وزرعت الرعب في قلوب الآخرين.

ويرى أن مخاوف السوريين من «تنظيم الدولة» والأطراف الأخرى في النزاع مبررة لأن الحرب تحولت إلى مجموعة من الأزمات التي يشارك فيها جملة من اللاعبين داخل وخارج البلاد: فهناك حرب بين النظام والمعارضة وحرب سنية – شيعية، سعودية – إيرانية وأخرى عربية – كردية وتركية – كردية وأمريكية – روسية، وفي هذه الحرب يقاتل «تنظيم الدولة» الجميع.

ومن أهم التحديات التي تطرحها هذه الحرب أن كل لاعب قوي بدرجة يتمكن فيها من الدفاع عن منطقته ولا يستطيع الانتصار على منافسه. ولهذا السبب قد يكون التدخل الروسي إيجابيا. فروسيا تستطيع الضرب بقوة ويمكنها تشكيل مسار الحرب والتأثير على حلفائها ووكلائها في البلد.

وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن الحرب في سوريا لن تتحول إلى حرب بالوكالة بين بلاده وروسيا، إلا أن كوكبيرن يرى في الحرب الباردة منفعة للعالم. فكل طرف فيها كان يدعم جماعته لمنع حدوث فراغ في السلطة يملؤه الطرف الآخر.

ويعتقد أن توازن القوة انتهى عام 1991 وهو ما عنى حروبا جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهناك اليوم 8 حروب تمتد من باكستان حتى نيجيريا. فمن دون تنافس القوى العظمى لم تعد الولايات المتحدة والدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا تهتم بما يحدث في هذه المناطق.

وعندما تدخلت في ليبيا والعراق كان الهدف تنصيب وكيل ضعيف لها هناك. فالحماس الذي أظهره كل من الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للإطاحة بنظام معمر القذافي يتناقض مع ذلك الذي أبدياه عندما انهارت ليبيا.

ولهذا السبب يرى كوكبيرن أن تدخل روسيا جيد لأنه يساعد على التحكم في وضع خرج عن الطور. ورغم أن الروس سيساعدون الأسد إلا أنهم سيؤثرون عليه ويعدلون من سلوكه حسب تحليله.

ويضيف أن أمريكا أخطأت عندما حددت الحل بـ»الأسد يبقى، الأسد يخرج» خاصة أن نهاية النظام تعني تفكك الدولة على غرار ما حدث في العراق وليبيا. ويضيف إن التدخل الروسي من جهة أخرى قد يدفع لتخفيف التصعيد في العراق وسوريا.

ويتهم الكاتب هنا أوباما بعدم فهم الوضع في سوريا، فهي جبهة واحدة من الصراع بين السنة والشيعة. مشيرا للتواجد الشيعي المكثف في المنطقة، ويقول إن نسبة السنة للشيعة في العراق وسوريا وإيران ولبنان هي 30 مليون إلى 100 مليون ونسي تركيا التي هي جزء من المعادلة. ويضاف إلى هذا البعد وجود «تنظيم الدولة» الذي طالما بقي فلن يعم السلام. ويقترح كالعادة التعاون مع القوى الأخرى التي تقوم بقتاله مثل الأكراد في سوريا الذين تعارضهم تركيا التي تخشى من قيام كيان على حدودها.

وكما يقترح أيضا دمج إيران وروسيا في أي حوار حول مستقبل سوريا ولكن بشروط: بقاء الأسد سيكون لفترة قصيرة ويجب توقف طيرانه عن رمي البراميل المتفجرة على المدنيين في مناطق المعارضة.

وفي النهاية على الولايات المتحدة وروسيا الانخراط في سوريا بشكل كلي وإلا فالقوى الإقليمية ستملأ الفراغ وتؤكد أجندتها الطائفية. والسؤال المطروح أمريكيا ما هي حدود التأثير الروسية. وهل ستكون موسكو قادرة على حرف ميزان الحرب؟

 

حدود العملية الروسية

 

وهو ما حاولت صحيفة «واشنطن بوست» الإجابة عليه في تقرير أعده أندرو روث وتوماس غيبونز- نيف قالا فيه إن الغطاء الجوي الروسي سيعزز وإن بشكل مؤقت من قدرة النظام ويعطي جيشه الفرصة للقيام بهجمات ضد المعارضة و»تنظيم الدولة».

ويشير المحللون إلى المشاكل التي تواجه موسكو من ناحية القدرات العسكرية الروسية والحليف السوري الضعيف والدعم الشعبي المتردد للحملة العسكرية. فروسيا تعتبر حليفا قويا لسوريا، لكنها تحاول مثلما فعلت أمريكا في العراق إضعاف «تنظيم الدولة» من الجو. ويرى يفجيني بوشكينسي، الجنرال الروسي المتقاعد والباحث في مركز «بي أي أربموسكو إن العملية العسكرية الحالية «لا نظير لها في التاريخ الروسي الحديث». ويقول إن روسيا خاضت حروبا صغيرة في السنوات الماضية «لكنها المرة الأولى التي تتبع فيها الولايات المتحدة»، «فالقصف من الجو لإحداث الدمار، هذا هو أسلوبكم» أي الأمريكيين.

وأكد بوتين إنه لن يرسل قوات برية خشية التورط في سوريا. ويقول رسلان بوخوف، الخبير الدفاعي «نحن هواة جدد على هذا النوع من الحرب» و»عندما تكون هاويا فمن المحتمل ارتكابك أخطاء، وآمل أن لا تكون قاتلة، ولكن من الواضح أن هناك مخاطر لوقوع ضحايا». وبحسب الأرقام الرسمية فقد أرسلت موسكو 12 مقاتلة سوخوي «سو-24» و»سو-25» والمقاتلة الأحدث «سو-34». وستدعم هذه المقاتلات الطيران الروسي القديم الذي تنقصه أجهزة الاستشعار.

ويتوقع محللون أن تدعم الغارات الجوية الجيش السوري الذي قد يقوم بعمليات برية في الريف حسب فلاديمير يوسييف، من معهد اقتصاد العالم والعلاقات الدولية في موسكو، حيث توقع هجمات على ريف حمص وحماة. وفي الوقت الذي يمكن للجيش السوري استعادة مناطق قريبة من معاقله القوية في الساحل إلا أن حملة موسعة لاستعادة مناطق تحت سيطرة «تنظيم الدولة» تقتضي استعدادا طويلا حسب يوسييف الذي يرى أن موسكو ليست معنية بتحقيق أهداف طويلة الأمد واستعادة كل سوريا فـ»روسيا تريد التخلص من بعض هؤلاء الراديكاليين ومن ثم التحرك نحو محادثات سلمية ومنظمة في جنيف».

ويشير محللون لعمر المقاتلات الروسية التي استخدمت في حرب أفغانستان قبل 3 عقود تقريبا مثل سو24 و سو25.

ورغم المليارات التي أنفقتها روسيا على تحديث ترسانتها الجوية، وبدت نتائج هذا في أثناء ضم جزيرة القرم العام الماضي، لكن هذا لا يعني انتهاء المشاكل. كما أن التورط الروسي ليس مقصورا على الطيران فقد نقلت موسكو مئات من جنود البحرية لتأمين القاعدة العسكرية في طرطوس، وعددا آخر في اللاذقية حيث يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن المستشارين الروس يقومون بدور تحديد الأهداف للطيران.

 

وكالات: روسيا عرضت على أمريكا إجراء اتصالات مباشرة بشأن سوريا

موسكو – (رويترز) – نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله الاثنين إن روسيا عرضت على الولايات المتحدة إجراء اتصالات عسكرية مباشرة بشأن عمليتها العسكرية في سوريا في المستقبل القريب.

 

أربع مدارس في ريف اللاذقية وإدلب توزع مناهج دراسية عليها صور بشار الأسد في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: بعد أربع سنوات من عمر الثورة السورية قد يعتقد البعض أن الثورة قد حققت أهدافها في المناطق التي خرجت عن سيطرة الأسد، إلا أن الواقع مغاير تماما فالمؤسسات التي حملت العلم السوري الجديد فشلت حتى الآن في وقف ضياع جيل كامل من الأطفال السوريين، لكن الأمر الأكثر مفاجأة هو أن يقوم النظام السوري بافتتاح أربع مدارس في ريفي اللاذقية وإدلب في كل من قرى أوبين وبداما والناجية وقرية الشغر المتاخمة لمدينة جسر الشغور، وقد أغلقت معظم هذه المدارس في الفترة الماضية، بعد أن رفض مدير المدرسة في قرية بداما مطالب «جبهة النصرة» التي فرضت فصل الذكور عن الإناث، ما أدى إلى انتقال جميع الطلاب إلى المدارس التي تتبع مديرية التربية الحرة، ومع بداية الموسم الدراسي الحالي كان العجز واضحا، مما حدا بأساتذة ومديري مدارس سابقين لدى النظام إعادة فتح هذه المدارس، وقد تلقت جميعها كتبا دراسية عليها صورة بشار الأسد والعلم السوري ذي اللون الأحمر.

الشيخ مرعي شحيدة قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي» ان هناك أناسا استغلوا ضعف العملية التربوية في المناطق المحررة، بحجة أن هناك رواتب للمدرسين الذي يلتحقون بمدارسهم، وهذا الأمر أثار سخطا كبيرا لدى شريحة واسعة من الناس الذي فقدوا العديد من أبنائهم بسبب قصف قوات النظام للقرى التي خرجت عن سيطرته.

في هذا السياق أعلن الدكتور محمد الشيخ، مدير التربية الحرة التابعة للائتلاف المعارض، استقالته من منصبه بسبب العجز الواضح منذ سنتين وأكثر حيال متطلبات العملية التعليمية وفي تصريح خاص قال الدكتور محمد «ان سوء الأوضاع المادية أدت إلى تقليص عدد المدارس والمدرسين إلى أربعة تجمعات، وأضاف: إن المدرس يتقاضى سلة غذائية واحدة شهريا تعتبر بمثابة تعويض له كونه لا يتلقى أي راتب أو منحة كأجر له».

وفي السياق نفسه أشار مهند درويشو مسؤول هيئة «علم» التربوية في تصريح «القدس العربي»: «بلغ عدد المدارس في ريفي اللاذقية وإدلب الغربي 45 مدرسة وتجمعا غير رسمي وعدد الطلاب المسجلون من مختلف المراحل 12 ألف طالب، أصبح لدينا منهاج كامل يحول كل المادة العلمية التي تقدمها مناهج النظام السوري، والائتلاف هو المسؤول عن عرقلة سير العملية التربوية، ليس لديهم أي تمويل أو أي خطة ومعظم القرارات غير منفذة على الأرض ولم يقدموا أي شيء للقطاع التعليمي ومعظم الامتحانات أو الشهادات غير معترف بها، ونحن في الوقت الراهن نتبنى العديد من المدارس مثل مدرسة البرناص ومدرسة عين الحور وسلمى ومرج الزاية ومدرسة البيضاء وثانوية الحرية للإناث ونقدم لهم 140 دولارا أمريكيا للمدرس و170 للمدير ونقدم كافة مصاريف هذه المدارس التي ذكرتها».

في جانب آخر يمكن مشاهدة العديد من الأطفال يعملون على الشريط الحدودي في أماكن الأعمال الشاقة كصيانة السيارات (مكيانيكي) وآخرين يساعدون ذويهم في تحصيل لقمة العيش، هذه التسرب والاستنزاف يتسبب بحرمان جيل كامل من حق التعليم، الأمر الذي قد يحولهم في المستقبل إلى متشددين.

ويرى ناشطون من المنطقة أن النظام عمل طول الفترة الماضية على قصف أي مدرسة أو مكان يتعلم فيه الأطفال، وهو المسؤول الأول عن حرمان هذا الجيل من التعليم.

من ناحية أخرى تعمل حركات وفصائل جهادية على فرض أجندتها على هذا القطاع، عبر ضخ العديد من الأموال وإنشاء معاهد خاصة تقوم بتعليم الأطفال الصغار المناهج الدينية فقط، وتعمل على توزيع هدايا للمنتسبين وجوائز قيمة للفائزين بمسابقاتها كما تفعل «جبة النصرة» في الوقت الحالي.

 

علويون أتراك يهاجمون 30 عنصرا من تنظيم «الدولة» في بلدة حدودية مع سوريا

انقلبت حافلتهم الآتية من سوريا وأنقذتهم الشرطة التركية

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: هاجم علويون أتراك قرابة 30 شخصا للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» «داعش» بعدما تعرضت حافلتهم القادمة من سوريا لحادث طرق أدى إلى انكشاف أمرهم واعتقالهم من قبل الشرطة التركية، وذلك في منطقة «حربية» في قضاء مدينة أنطاكيا، جنوب البلاد. ويقطن البلدة، التي وقع فيها الحادث، أغلبية من العلويين الأتراك الداعمين لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وسبق أن نفذوا هجمات ضد أشخاص قالوا انهم ينتمون للجماعات الجهادية في سوريا، حيث تقع البلدة قرب أحد المعابر الحدودية بين البلدين.

وأوضحت وسائل إعلام تركية أنه في ساعة متأخرة من مساء السبت تعرضت حافلة لحادث طرق أدى إلى انقلابها حيث كانت تقل قرابة 30 شخصا يشتبه بانتمائهم لـ»داعش» حيث بادر السكان لضربهم وملاحقتهم بعد محاولة هروبهم داخل أحياء المنطقة.

وأضافت أن المشتبه بهم هربوا إلى داخل إحـدى المدارس الحـكومية فـي المنطـقة وقـدمت قوات كبيرة من الشرطة التركية وفرضت طوقا أمنيا حول المدرسة واعتقلت جميع الركاب ونقلتهم من مكان الحادث بعربات مصفحة تحت حماية أمنية إلى مكان آخر.

وقالت صحف تركية أخرى إن قوات كبيرة من الأمن والوحدات الخاصة تمكنت بصعوبة من تخليص الأشخاص بعدما تجمهر عدد كبير من السكان محاولين مهاجمتهم بدعوى انتمائهم لـ «داعش»، وردد السكان شعارات معادية لجهاديين وقوات الأمن التركية.

 

تنظيم «الدولة» يهاجم مقرا عسكريا للنظام السوري ويردي خمسة ضباط

عقب الغارات الجوية الروسية على مواقعه…

سلامي محمد

حمص ـ «القدس العربي»: انتقم «تنظيم الدولة» من الهجمات الجوية التي نفذها سلاح الجو الروسي على مواقعه في منطقة «القريتين» بريف حمص الشرقي، فهاجم التنظيم بواسطة عربة مفخخة يقودها أحد عناصره موقعا عسكريا حساسا تابعا للنظام السوري في الريف ذاته، موقعا عددا من ضباط النظام والعناصر قتلى وجرحى.

الناشطة الإعلامية «سما الحمصية» أكدت لـ»القدس العربي» في اتصال خاص معها، قيام تنظيم «الدولة» بمهاجمة أحد المقار العسكرية التابعة للفرقة 11 في جيش النظام السوري، مستهدفا موقع عسكري يقع في منطقة «الغنثر» في الجنوب الشرقي من ريف حمص، وخلف التفجير ما يزيد عن ثمانية قتلى من ضباط الفرقة 11 بينهم عقيدان ورائدان ومقدم، إضافة إلى عدد أخر من العناصر.

وأضاف المصدر، بلدة «الغنثر» التي هاجمها «تنظيم الدولة» تقع بين منطقتي القريتين وحمامات أبو رباح شرق حمص، وتمتد على عمق 15 كيلو مترا من منطقة «القريتين» الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وتعد القريتين من أبرز نقاط الاشتباك مع النظام السوري في ريف حمص الشرقي، ومن جانبه اعترف النظام السوري بالعملية، وأعلن عن أسماء الضباط القتلى، وكيفية مصرعهم في خبر مقتضب للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي.

قوائم الضباط الصرعى في الفرقة 11 ممن قضوا في التفجير شملت، بحسب ما أكدته مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، كلا من «العقيد حسين جورية، العقيد محمد نعيسة، الرائد سامر محمد، المقدم فداء، والرائد تمام رهيجة»، في حين لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من «تنظيم الدولة» حول العملية، واقتصر تبني العملية على عدة حسابات مقربة منه في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشارت الناشطة الإعلامية إلى إن المنطقة المستهدفة ذاتها، من قبل «تنظيم الدولة»، بالعربة المفخخة، شهدت وما تزال اشتباكات متقطعة مع قوات النظام السوري من حين لآخر، وكان سلاح الجو الروسي قد نفذ عدة غارات جوية قبل أيام على منطقة «القريتين» الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة» في ريف حمص الشرقي.

من جانب آخر، ما تزال الغارات الجوية الروسية على المناطق التابعة للمعارضة السورية في ريف حمص الشمالي وسط سوريا على أشدها، حيث كثفت ووسعت الطائرات الروسية من البلدات المستهدفة والتي تعد أحد أهم معاقل «الجيش السوري الحر» في المعارضة، مخلفة عدد كبير من القتلى وضعفهم من الجرحى، بينما طالبت الهيئات الثورية في ريف حمص الأهالي بضرورة تجنب الأسواق والمناطق السكانية المزدحمة، خوفا من ارتفاع أعداد ضحايا الغارات الروسية.

 

عين روسيا على حماة السورية

أنس الكردي

 

تمضي القوات الروسية في “تطوير” وجودها العسكري في سورية، فبعد أن جرى بناء قاعدتين جوية وبرية في مطار حميميم في ريف جبلة، وتحصين القاعدة العسكرية المتواجدة في طرطوس، ونقل طائرات ودبابات وأسلحة وذخائر، وشنّ عشرات الغارات الروسية على المدن السورية، بدأ الروس في توسيع قواعدهم العسكرية في مدينة حماة، وسط البلاد. التدخل الروسي، الذي يأتي وسط قلق عواصم غربية ودول إقليمية وعربية، يتوالى الإعراب عنه يومياً، يشير بوضوح إلى أن روسيا تسعى إلى تحقيق أهدافها المرجوة في سورية، والتي يأتي في مقدمتها حماية مصالحها الحيوية في البحر المتوسط، والتي تتم من خلال حماية النظام السوري، وترسيخ مفهوم “سورية المفيدة” مع إيران، والتي تشمل دمشق وحمص وحماة والساحل.

 

يكشف مدير “مركز حماة الإعلامي” يزن شهداوي لـ”العربي الجديد”، أن “القوات الروسية أنشأت الأسبوع الماضي مركزاً لقواتها العسكرية البرية في معسكر الفروسية، الواقع بين حيي الصابونية وجنوب الملعب في مدينة حماة، وذلك بعد أن كانت تتخذه قوات الفرقة الرابعة مقراً لها داخل المدينة، ليتم تسليمه منذ أيام للقوات الروسية، مع رفع علم روسيا في أعلى المبنى”. ويضيف “يبدو أن الروس بدأوا مدّ سيطرتهم الاستراتيجية وتحقيق الإشراف الإداري والعسكري على المدينة الاستراتيجية، وسط سورية”. ويتابع شهداوي “وضعت روسيا أكثر من 1050 عنصراً روسياً داخل حماة، وفقاً لإحصاءات وردت إلى المركز من داخل أجهزة الاستخبارات السورية، وتمّ وضع 200 عنصر روسي داخل مبنى معسكر الفروسية وسط حماة، و500 عنصر روسي في الفوج 45 الواقع جنوب غربي مطار حماة العسكري، مجهّزين بكامل أسلحتهم وعتادهم. كذلك يتواجد 50 عنصراً في معسكر دير شميّل في منطقة مصياف بريف حماة الغربي، و300 عنصر في منطقة جورين، والقرى المحيطة بها غربي حماة”.

” ويشير المسؤول الإعلامي إلى أن “ناشطي المركز شاهدوا أرتالاً من الآليات العسكرية الروسية في مناطق ريف حماة الغربي، كان قوامها راجمات صواريخ عيار 122 ميليمتراً من نوع غراد، و18 راجمة صاروخية، وعدداً من سيارات نوع قاطرة ومقطورة محملّة بالذخيرة، ثُبّتت على إحداها رشاشات ثقيلة. كذلك تضمّ الآليات عربات عسكرية من طراز دي تي بي 80، وناقلات جند كانت ترفع العلم الروسي علناً”. يكشف شهداوي أن “روسيا تتجه إلى وضع أكثر من عشرة آلاف عنصر روسي مقاتل في سورية قريباً، كما أن هناك خطة روسية لاستجرار 48 ألف مقاتل روسي خلال السنوات المقبلة، لتشكيل لواءين عسكريين من المشاة والمدرعات”.

ويلفت إلى أنه “تم التأكيد من الضباط الروس، بأن مدينة حماة يجب أن تكون لصالح روسيا، كونها موقعاً استراتيجياً مهماً لسورية وتقع في وسط البلاد. لذلك سيحاولون جعلها مركزاً كبيراً لقواتهم ومركزاً لثقلهم العسكري”. وفي السياق، يوضح شهداوي أن “الضباط الروس أوعزوا للقوات الإيرانية بإخلاء اللواء 47، الواقع جنوبي حماة، لتحويله إلى معسكر كبير للقوات الروسية الآتية مستقبلاً إلى حماة. وبالفعل بدأت المليشيات الإيرانية الموجودة داخل اللواء 47 بإخلائه على دفعات، وهذا ما تمّت مشاهدته خلال الأيام الثلاثة الماضية، من أرتال عسكرية تخرج من اللواء محملة بالعناصر والذخيرة إلى أماكن مجهّزة”. واللواء 47، أو ثكنة محمد سلمون، كما هو مكتوب على مدخل الباب، يقع على طريق حماة حمص، على السفح الشمالي لجبل الأربعين، ويمتد حتى تلة قرين الحجل على أطراف زهرة المدائن، مسيطراً على مئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية الخصبة، محولاً إياها إلى أراضٍ بور. وكانت إيران تجهز اللواء الذي يضمّ حقولاً وقاعات للتدريب، وحقول رمي للمشاة ودبابات ومضاد دبابات، وحقول تدريب رياضة ومعسكرات، ليكون مركزاً رئيسياً لها لشن عمليات ضد مقاتلي المعارضة السورية.

 

” ولا يبدو أنه ستكون هناك مشكلة حتى الآن بين روسيا وإيران على مواقع السيطرة في سورية، في ظل التنسيق الإيراني الروسي المتزايد، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجانبين. ويأتي التوسّع الجديد لروسيا مع تدخلها الجوي في ضرب المواقع الواقعة بريفي حماة وحمص بشكل خاص، ما أدى، أمس الأحد، إلى مقتل خمسة مدنيين، ثلاثة منهم في قرية ام شرشوح واثنان في قرية غرناطة، في سلسلة غارات استهدفت الريف الحمصي الشمالي، كما تعرضت مدينة تلبيسة والطريق الذي يصلها ببلدة الغنطو إلى قصف مشابه.

 

وفي السياق، يكشف القيادي في “الجيش السوري الحر”، أبو حمزة، لـ “العربي الجديد” أن “المعلومات التي حصلت عليها المعارضة تفيد بتحضير النظام لخطة عسكرية برية وفق محورين، جنوبي، يهدف إلى فتح طريق حماة الرستن تلبيسة، وذلك باستعادة المناطق المحررة بدءاً من الرستن وصولاً إلى تلبيسة من أيدي قوات المعارضة”. ويفسر هذا الهدف سبب تركيز الغارات الروسية، منذ اليوم الأول، على ريف حمص الشمالي، وتحديداً مدينتي تلبيسة والرستن ومحيطهما، ما يعني فتح الطريق بين حماة وحمص، لرسم “سورية المفيدة” التي تشمل كلاً من دمشق وحمص وحماة والساحل السوري. وبحسب القيادي العسكري نفسه، فإن “المحور الثاني سيكون شمالاً بهدف الوصول إلى تل الحماميات في ريف حماة الشمالي الغربي مروراً بقرية كفرنبودة، حيث سيخرج الرتل المشترك من مدينة حماة ماراً بقرية كفرنبودة، حتى يصل إلى تل الحماميات، والذي سيقوم عندها بإنشاء خط دفاع أول عن سهل الغاب من الجهة الشرقية للغاب؛ وبذلك يكون أنهى قد المرحلة الأولى من خططته”. وأردف أبو حمزة أنه “بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، فإن قوات النظام ستستكمل عملها في بقية مراحل الخطة التي تهدف إلى استعادة كامل سهل الغاب من المعارضة”.

 

التدخل العسكري بسورية يزيد متاعب روسيا

موسكو ــ رامي القليوبي

 

من المتوقع أن تضيف كلف الضربات الجوية المكثفة لروسيا على سورية أعباء جديدة على الاقتصاد الروسي الذي يعاني من الحظر الاقتصادي الغربي المفروض عليه، كما يئن هذا الاقتصاد من تهاوي أسعار النفط أحد الموارد الأساسية للنقد الأجنبي للبلاد، خاصة أن روسيا لا تتوقع أن تقود هذه الضربات إلى زيادة في أسعار النفط التي فقدت نحو 60% من قيمتها منذ يونيو/حزيران 2014، وحسب محللين “تزيد متاعب الاقتصاد الروسي مع تحمل روسيا تكلفة تمويل الضربات العسكرية علي سورية، على عكس الضربات التي يوجهها التحالف الدولي”.

وخفضت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية توقعاتها لأداء الاقتصاد الروسي في عام 2015، مرجحة أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9% بدلا من 3.3% وفق التوقعات السابقة، حسب ما صرح به وزير التنمية الاقتصادية الروسي أليكسي أوليوكايف، والذي توقع، خلال المنتدى الاستثماري “سوتشي-2015″، يوم السبت، أن يبدأ الاقتصاد الروسي يتعافى في عام 2016، ليسجل نمواً نسبته 0.7%، مع تراجع معدل التضخم إلى 6.8%، مقابل 12.2% هذا العام.

وبذلك تقارب توقعات الوزارة للعام الحالي توقعات البنك الدولي، الذي رجح في تقرير أصدره في نهاية سبتمبر/أيلول حول الاقتصاد الروسي انكماشا نسبته 3.8% في عام 2015.

وتوقع البنك أن يتراجع الاقتصاد الروسي بنسبة 0.6% في عام 2016، ويسجل نموا نسبته 1.5% في عام 2017.

ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن النشاط الاقتصادي في روسيا بدأ يستقر، مما قد يدل على أن تراجع الاقتصاد بلغ القاع.

وحذر البنك الدولي في تقريره الأربعاء من ارتفاع نسبة الفقراء في روسيا، من 11.2% في عام 2014 إلى 14.2% في عام 2015، وذلك في أول زيادة ملحوظة لمعدل الفقر منذ أكثر من 15 عاماً. وبذلك قد يفوق عدد الفقراء في روسيا 20 مليوناً، مما يهدد نجاحات روسيا في خفض معدل الفقر وزيادة الرفاه العام في السنوات العشر الماضية، بحسب التقرير.

 

وقال التقرير: “سيؤدي هبوط الدخول الحقيقية، نتيجة للتضخم، وانخفاض قيمة الروبل، والقيود الائتمانية الصارمة، إلى تراجع الاستهلاك وزيادة الفقر”.

وأضاف التقرير أن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية يفوق متوسط نسبة التضخم، مما سيؤثر سلباً على أوضاع الـ40% الأقل دخلاً من السكان، حيث تعتبر حصة الغذاء في نفقات محدودي الدخل أكبر منها لدى الفئات الأخرى من المواطنين”.

وأشار البنك الدولي إلى أن موظفي القطاع العام تضرروا أكثر من غيرهم جراء الأزمة، إذ لم تشمل الميزانية الفيدرالية لعام 2015 رفع أجورهم رغم ارتفاع معدل التضخم.

 

حكومة الأسد تتجه إلى رفع سعر الخبز

إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

 

قالت مصادر سورية إن حكومة النظام السوري شكلت أخيراً لجنة خاصة من وزارتي حماية المستهلك والاقتصاد، لدراسة تكاليف إنتاج رغيف الخبز ووضع دراسة فعلية تبين أثر ارتفاع أسعار المحروقات واستيراد الدقيق والقمح، بهدف رفع سعر الخبز.

وفي حين رفض المصدر إعطاء النسبة التي تنوي بها الحكومة رفع سعر الخبز بدقة، إلا أنه ألمح إلى إحتمال وصول سعر كيلو الخبز لنحو 30 ليرة سورية، ما يعني أن رفع السعر ربما سيكون بنسبة 100%، وهو ما يعني مضاعفة سعر أهم سلعة في سورية.

وقال المصدر لـ”العربي الجديد”: تحاول الحكومة، من خلال اللجنة، الترويج لما يسمى “عقلنة الدعم” والانتقال إلى الدعم الشامل والترشيد في استهلاك مادة الخبز التي تدعي الحكومة بأنها تدعم ها بثلاثة أضعاف.

من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي السوري حسين جميل أن الترويج لرفع سعر الخبز الذي تعتبره حكومة بشار الأسد” خطاً أحمر ” يتناقض مع ما سوقته الحكومة أخيراً عن حجم الموازنة العامة للدولة وتخصيص 1053 مليار ليرة سورية من ميزانية عام 2016 للدعم، وتساءل: إذا كان الدعم عن الخبز سيتم رفعه ، فما هي المواد المدعومة التي ستصرف المليارات لدعمها؟

وقال جميل في تعليقاته لـ”العربي الجديد” متهكماً، تريد حكومة الأسد من المواطن السوري المحاصر والجائع أن يقتصد في أكل الخبز ويرشّد استهلاكه، فهل معنى ذلك سيأكل الكعك. وأضاف: تم رفع سعر كيلو الخبز مرتين خلال الثورة، كان آخرها العام الفائت بنسبة 66%، حينما رفعت وزارة الاقتصاد سعر الكيلوغرام من 9 إلى 15 ليرة، والمقدمات تدلل على رفعه بنسبة كبيرة هذه المرة.

وتقول مصادر وزارة الاقتصاد إن سورية كانت تنتج قبل الثورة نحو 16 مليار رغيف سنوياً، أي مليارا ربطة خبز، وتبيع الخبز مدعوماً للسوريين بأقل من سعر التكلفة، ولكن بعد تراجع إنتاج سورية من القمح من نحو ثلاثة ملايين طن إلى نحو مليون طن موزعة بين المعارضة والنظام وخسارة النظام السوري آبار النفط التي تسيطر عليها المعارضة وتنظيم داعش، سحبت حكومة الأسد الدعم عن مشتقات النفط والخبز، لتحصل موارد لخزينتها العامة، بعد خسارة عائدات الضرائب وصادرات النفط، بحسب ما يقول مختصون.

وكان الباحث الاقتصادي، عمار يوسف، قد ذكر أن أسعار المواد الغذائية والخدمات ارتفعت في سورية بمعدلات تتراوح بين خمسة أضعاف إلى ما يزيد على 12 ضعفا أثناء الأزمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في السنة الأولى للأزمة لم يكن هنالك ارتفاع كبير.

وحمّل الاقتصادي يوسف، خلال دراسة أصدرها أخيراً، التجار القسم الأكبر من مسؤولية ارتفاع الأسعار، وخاصة المستوردين منهم، عبر قيامهم ببداية الأزمة باحتكار العديد من المواد الأساسية وانتظار ارتفاع الدولار، فكان كل ارتفاع للدولار بنسبة 10% يقابله المستورد برفع أسعار سلعه بنسبة 30%.

 

ما هي قصّة المصالحات مع النظام في درعا؟

على هامش حالة الركود العسكري الذي تشهده محافظة درعا في الفترة الأخيرة، دفعت العديد من العوامل الموضوعية المئات من الشبان إلى تسليم أنفسهم للنظام بهدف إجراء تسويات أمنية بحقهم، يعتقد أن من شأنها إبعاد شبح الاعتقال والموت عنهم.

 

المصالحات التي شرع النظام أبوابها في مدينة درعا مؤخراً استطاعت استمالة ألف شاب ورجل، جلهم من البسطاء ومعدمي الدخل، أعلنت قناة “الإخبارية السورية” عن تسوية أوضاعهم بعد أن سلموا أنفسهم  لفرع حزب البعث في درعا المحطة، وسط حضور أمين فرع الحزب وعدد من الشخصيات الأمنية على رأسهم رئيس فرع الأمن العسكري في درعا والسويداء العميد وفيق ناصر، إضافة إلى وجهاء تربطهم مصالح فردية مع النظام.

 

أحد الشبان الذين تمت تسوية أوضاعهم ذكر لـ”المدن” أن إنقطاعه عن دراسته الجامعية كان من أبرز الأسباب التي دفعته لاختيار هذا الطريق المرّ، حسب تعبيره. كما أن جملة من الضغوط الأخرى ساهمت في إقناعه بتسوية وضعه، “فقد بلغت الدرجة ببعض الناس باتهامي باللصوصية والسرقة على خلفية عملي في الشأن الإغاثي”.

 

وكانت حالة الإحباط التي عمت الحاضنة الثورية للمعارضة على خلفية توقف المعارك خلال الفترة الماضية، إضافة إلى تفاقم الوضع الاقتصادي، قد ساهمت في دفع الناس في درعا إلى التسوية التي جرت مؤخراً. وفي مقطع مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت أمّ أحد شبان مدينة الحراك الذي قُتل على يد قوات النظام وهي ذاهبة لتسوية وضعها، بالإضافة إلى مدير المستشفى الميداني في الحراك، حيث قام أحد التشكيلات العسكرية بإيقاف الحافلة التي كانوا يستقلونها وتصويرهم.

 

الناشط الإعلامي عمار الزايد، وهو من مدينة الحراك، قال لـ”المدن” إن على مؤسسات المعارضة بما فيها الإئتلاف والمجالس المحلية وكذلك الفصائل العسكرية الاهتمام بالاهالي وبشكل خاص الفئة الأكثر تضرراً المتمثلة بالموظفين ومحدودي الدخل لمواجهة ظاهرة التسويات مع النظام، ومحاولة إيجاد بديل مادي وإغاثي يعينهم على مواجهة صعوبات الحياة التي تتفاقم أكثر جراء طول أمد الحرب.

 

من جهته، رأى الناشط الإعلامي علي المصري أن سوء الإدارة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام هي من أهم الأسباب التي تدفع الناس إلى المصالحة وتسوية أوضاعهم مع النظام. لكنه في الوقت ذاته يعتبر أن هذا الامر لا يشكل مبرراً للعودة إلى “حضن النظام”. وأشار المصري إلى أن أعداد الذين شملتهم المصالحة الأخيرة لا يتاجوزن 700 شخص، معظمهم من فئة الناس الرماديين الذين آثروا الوقوف على الحياد ولم يلتحقوا بركب الثورة. وحذر المصري من استمرار ظاهرة الإقبال على المصالحات واصفاً إياها أنها من الممكن أن تؤدي لانسلاخ الحاضنة الشعبية عن الجيش الحر.

 

من جهته، قال عضو المكتب الاعلامي لـ”دار العدل” في حوران وليد الرفاعي “يجب علينا قبل مواجهة هذه الظاهرة، النظر لتلك القضية على أنها أحد أساليب النظام لشق صف الثوار والمجتمع، الذي يحاول من خلاله خلق مواجهة بين الثوار وممن سولت له نفسه الإنصياع لمصلحته الشخصية”. ويرى الرفاعي أن “المصالحات حق أريد به باطل.. وفاقد الشيء لا يعطيه”، معتبراً أنه وإلى حين ردم الهوة بين مؤسسات المعارضة وتشكيلاتها العسكرية في درعا، سيبقى السبب الرئيس لتوجه المواطنين لتسوية أوضاعهم قائماً، الا اذا وجدوا أملاً جديداً يصبرون على أساسه.

 

وأضاف لـ”المدن” إنه “إذا نظرنا لتلك القضية من ناحية وطنية، كيف يوافق المواطن الصالح على وضع يده بيد من قتل وشرد أخيه؟”. وتابع: “أما إذا نظرنا من ناحيه شرعية، فتلك المصالحات تجري مع عصابة قتلت الأطفال ودمرت المساجد لذلك يحق للثوار إعتقال وتوقيف كل من يروج للمصالحة، وتقديمه إلى دار العدل للتحقيق معه والحكم عليه بما شرّع الله”.

 

الحلبة السورية.. الضربة القاضية ما زالت في الجنوب

فادي الداهوك

اعترف الاتحاد السوفياتي بقيام الكيان السوري قبل عامين من اعتراف المجتمع الدولي به سنة 1946. ومنذ ذلك الحين، شكّلت سوريا حاجة كبرى له، ولروسيا لاحقاً، وزاد من أهمية هذا الكيان الحديث واستفراده بالعلاقة مع الروس ارتماءة مصر في تحالف مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، إلا أن تلك الحاجة لم تشهد لحظات يمكن الاستفادة منها مثل هذه الفترة.

 

على عكس كل الحيرة الدولية المدعية بعدم معرفة ما تريده روسيا من سوريا، يبدو هدف موسكو واضحاً جداً، ويستمد وضوحه من ثبات العلاقة مع النظام وعدم تعرضها إلى أي انزياح مفصلي خلال السنوات الماضية. فعلاقة الاثنين تشهد حالياً أقصى استفادة في تاريخها، وتبعية النظام السوري لروسيا أصبحت متينة إلى أبعد حد، وأصبح ضامن بقاء النظام وتحسين موقعه في أي مفاوضات هو بقاء الثقل الروسي في منطقة الشرق الأوسط من خلال حماية وتعزيز مصالح موسكو على البحر الأبيض المتوسط، ومن أجل ذلك يبدو أن نظام الأسد مستعد لإبداء أقصى درجات التبعية، وتعبيد مزيد من الطرق أمام الروس في سوريا، مستغلاً في ذلك أنه الجهة الوحيدة في البلاد التي تحظى بشرعية دولية، تسمح له بإلقاء الخطب في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وبالتالي التوقيع على معاهدات واتفاقات ليس من السهل أن تشطبها أي حكومة مقبلة بعد الأسد.

 

البطش الروسي يقابله ضعفٌ في أداء الدول الإقليمية الداعمة للمعارضة، وخصوصاً تركيا، إذ إنه في الوقت الذي بثّت فيه مقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على قناة “الجزيرة” وإعلانه أنه بصدد الطلب من بوتين أن يراجع خطواته الأخيرة في سوريا، قصفت المقاتلات الروسية مناطق الأقلية التركمانية في ريف اللاذقية، وتلك الكتلة البشرية هي التركة العثمانية الحيّة في سوريا، التي كان من المفترض أن لا تسمح تركيا بالمساس بها.

 

يدرك بوتين جيداً أن اللحظة الآن هي لحظة حقيقة؛ أوباما منكفىء وصورة أميركا الحازمة منهارة لدى أنظمة وشعوب المشرق العربي. جرّب جولة في أوكرانيا وكسبها، واليوم هو يضرب ضربته القاضية في الحلبة السورية لواشنطن، بعدما كسب الأتراك والسعوديين والمصريين، حيث وقع اتفاقيات تعاون نووي واقتصادي قبل شهرين مع السعودية بلغت قرابة 10 مليارات دولار، واتفاقيات اقتصادية تسعى لحجم تبادل تجاري مع تركيا يصل إلى 100 مليار دولار حتى العام 2023، كما وافق بوتين على طلب أردوغان جعل اللغة التركية لغة رسمية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وتنحدر نسبة كبيرة من سكانها من أصول تركية، بالإضافة إلى تخفيض أسعار الغاز إلى تركيا بنسبة 6 في المئة. فضلاً عن أن السيسي وبوتين وقّعا على جملة من الاتفاقيات بين البلدين في آب/أغسطس الماضي، من بينها إنشاء أول محطة نووية بتقنية روسية لتوليد الكهرباء في مصر. وهذا تفسير كافٍ للترحيب المصري بالعمليات العسكرية الروسية في سوريا على لسان وزير الخارجية سامح شكري.

 

تستغل روسيا في تحركها الأخيرة جملة من المعطيات، في مقدمتها أن الفترة الحالية تشهد أوان انهيار التحالفات داخل قوى المعارضة العسكرية. فالجبهة الجنوبية تتآكل في الجنوب السوري أمام تغليظ الخطوط الحمراء التي رسمتها الولايات المتحدة لتحركاتها وما مسموح لها أن تحققه في معاركها، كما أن “جيش الفتح” الذي حقق تقدمات واعدة في محافظة إدلب يشهد هو الآخر حالة جمود، أو انتهاء منفعة، تقترب كثيراً من تفكيك التحالف الذي شكّلته حركة “أحرار الشام الإسلامية”، و”جبهة النصرة” مع تنظيمات سلفية جهادية أخرى.

 

حتى الآن، اقتصرت الغارات الروسية على النصف الأعلى من الخريطة السورية، ويظهر أن أهدافها ضرب إمكانات المعارضة من التقدم نحو الساحل ورسم حزامٍ آمن حول الحاضنة الشعبية للأسد والمصالح الروسية في الساحل السوري، لكنها على الرغم من ذلك ليس من الضروري أن تكون حاسمة، فشمال سوريا، وشرقها، منطقة لا قانون فيها، مسموح أن تكون حيّز نشاط للجميع: الأكراد، وتركيا، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، وروسيا، والتحالف الدولي، بعكس الجنوب، الذي يحكمه قانون صارم يسمح لطيران الأسد والطيران الإسرائيلي فقط بشنّ الغارات، وهذا غالباً كان فحوى التفاهم الإسرائيلي-الروسي وما تم تثبيته خلال لقاء بوتين ونتنياهو مؤخراً؛ ما يجري في الشمال لا معنى واسعاً له، أو تأثير طويل الأمد. الضربة القاضية في سوريا هي في الجنوب، وحتى الآن ما تزال بيد إسرائيل، الطرف الوحيد الذي يضرب النظام كلما حاد عن قواعد الاشتباك.

 

سيادة دمشق المنقوصة

نذير رضا

تتحوّل سوريا، منذ اسبوع، الى العصر الروسي. لم يقتصر التمدد على الشؤون العسكرية، التي باتت في رأس المهام في سوريا. تواكبه الآن حملة دعائية، تتولاها وسائل إعلام روسية، وأخرى سورية نظامية، باتت تابعة لغرفة العمليات العسكرية الروسية، وخاضعة لسلطتها.

 

فوكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، الناطقة باسم نظام الرئيس السوري بشار الاسد، باتت ناطقة باسم القوات العسكرية الروسية. إختفت أخبار “الاعلام الحربي” التي صعدت إثر معركة القلمون. احتلت الصور التي تظهر نتائج الضربات العسكرية، أنباء الوكالة، كذلك الصور الجوية للقصف. لم تبقَ، يومي الاربعاء والخميس، أي مساحة لعمليات القوات الحكومية، قبل أن تتغير المعادلة، الجمعة والسبت، لتكون التغطية “تشاركية” بين الاعمال العسكرية السورية، والروسية على حد سواء.

 

تشير تلك الوقائع، الى أن الأنباء الروسية، تسيطر على الاعلام النظامي. وإذا كان وصف الائتلاف السوري للتدخل الروسي بأنه “احتلال لسوريا”، مناسباً لتوصيف الواقع، فإن الأمر ينسحب على الاعلام. الخبر الروسي، يحتل وسائل اعلام النظام، ليس على سبيل التغطية، بل بمعنى التمدد الجغرافي في المساحة الافتراضية. وعليه، تصبح سيادة دمشق منقوصة، ليس في الميدان فحسب، بل كذلك في الخبر الإعلامي (ولو كان في الأصل موجهاً).

 

الإعلام السوري الرسمي، لا يقفز دوره فوق طبيعته كذراع دعائي للنظام. تخضع الانباء لعملية “فلترة” متواصلة. استناداً الى هذا الدور المعروف، بات الإعلام الرسمي الآن، ذراعاً دعائية لروسيا، يتوجه الى الجمهور المحلي، ويتكامل مع وسائل الاعلام الروسية الناطقة بالعربية، التي ما انفكّت تتحدث عن “إنجازات” عسكرية روسية في سوريا، تمر بينها رسائل عسكرية تفيد بـ”تفوق” روسي على السلاح الأميركي.

 

تضخ قناة “روسيا اليوم” الناطقة بالعربية، الى جانب “سبونتيك”، مساحة كبيرة من الانباء والتحليلات العسكرية. الهدف منها، مخاطبة الجمهور العربي، في حين تمارس منصاتها الناطقة بالانكليزية والروسية، الدور الدعائي الموجه الى العالم. تتوالى الانباء العسكرية، وتحتل “اهم الاخبار”، فيما تساهم التقارير في الاضاءة على الصراع العسكري الخفي بين موسكو وواشنطن، بدليل تقرير تحدث عن أن “واشنطن تخشى أن تكشف المقاتلات الروسية في سوريا أسرار إف 22 الأميركية”.

 

ثمانية أخبار من أصل تسعة، في زاوية “أهم الأخبار” في “روسيا اليوم”، وهي أخبار حدثية ومفصلة، تواكب التدخل في سوريا وتداعياته السياسية والعسكرية العالمية. أما “سبونتيك”، فخصصت الواجهة الأولى لموقع أخبارها لرصد العمليات السورية وانعكاساتها، بينما أدرجت الاخبار العسكرية من الميدان السوري في خانة “رصد عسكري”.

 

الحرب بلا دعاية، لا تؤدي أغراضها. هذا ما يُستنتج من الضخّ الاعلامي الروسي المتواصل، الذي يواكب العمليات، من وجهة نظر واحدة، وسط استبعاد لأي نبأ يتحدث عن اصابة مدنيين، بعد تلاشي فرصة الاضاءة على قصف اهداف عائدة للمعتدلين. أما الإعلام الرسمي السوري، فيفقد خصوصيته كمتحدث باسم النظام. فقد بات اعلاماً تابعاً، ما يقرّب فرصة مقارنته بوسائل اعلام رسمية خضعت في السابق لسلطات الانتداب.

 

الإعلام الروسي: “سوريا أرضنا المقدسة

بعد 17 شهراً من التغطية الشاملة للصراع في أوكرانيا، والذي راح ضحيته آلاف الأرواح وهُجّر حوالي مليون شخص، اختفت الأنباء والتقارير عن أوكرانيا تماماً من أجندة الإعلام الروسي، بعدما حوّلت موسكو آلتها الدعائية صوب الشرق الأوسط، لتبرير غزوها الأخير لسوريا وشنها الغارات على مواقع تابعة لتنظيم “داعش”، على ما تزعم.

 

وعلى غرار تغطيتها السابقة من أوكرانيا، تعمل القنوات الإخبارية الروسية على مناشدة الحسّ القومي والتاريخي لدى الروس. ففي أوكرانيا كان التدخل الروسي من أجل “إخواننا ممن يتكلمون بالروسية والذين وقفوا إلى جانب روسيا”. أما في سوريا فالأمريتعلق بـ”أرضنا المقدسة”، على ما تروّج إحدى القنوات الروسية، بعد بثها حلقة حوارية، يقول مقدمها إنه ” لولا سوريا لما وجدت الحضارة الروسية، بالتالي فإن سوريا هي أرضنا المقدسة”.

 

وكان موقع “ماشّبل” قد وثّق ضمن تقرير نشره أمس السبت، أبرز الأساليب الدعائية التي يتبعها الإعلام الروسي، في ما يتعلق بشنّ الضربات الجوية على سوريا. فكما كانت الحال مع أوكرانيا، نفت روسيا التدخل العسكري المباشر في سوريا، حيث تدّعي موسكو أنها تقوم بتدخل محدود، لا يستهدف الإ المتطرفين من تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو ما دأبت وسائل الإعلام الروسية على تكراره في أكثر من مرة، رغم وجود أدلة تظهر عكس ذلك. فبعد فترة وجيزة من بدء موسكو أول غاراتها الجوية، الأربعاء الماضي، أظهرت مقاطع فيديو من نشطاء محليين، تم تداولها في مواقع التواصل أن الهجمات استهدفت المناطق التي تسيطر عليها جماعات متمردة أكثر اعتدالاً، تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فيما قتلت الغارات، وفقاً للفيديوهات، العشرات من المدنيين.

 

وكما فعلوا في أوكرانيا، سارع المسؤولون الروس لمواجهة هذا السرد الإعلامي الذي يشكّل تهديداً لمهتمهم، حيث قامت وسائل الإعلام الرسمية بنشر وبث تصريحاتهم وردودهم على ما أسموها “الشائعات والأكاذيب”. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في تصريح للصحافيين، الأربعاء الماضي، إنّ “المزاعم الغربية التي تقول إن الغارات الجوية الروسية استهدفت مدنيين، ما هي إلا تقارير منحازة وخاطئة، وهذه الاتهامات لا أساس لها”، مضيفة إن “هذه المزاعم هي جزء من الحرب الإعلامية التي شهدناها سابقاً خلال وجودنا في أوكرانيا”. من جهته، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنّ “هناك الكثير من المعلومات المشبوهية والكاذبة في وسائل الإعلام الأجنبية، في ما يتعلق بالأهداف التي أصابتها الغارات الجوية الروسية”.

 

وفي “تويتر” لم يختلف الأمر عن ما تبثه الشاشات، حيث تعمد وزارة الدفاع الروسية، من خلال حسابها الرسمي، إلى التأكيد مراراً على أن “بعض وسائل الإعلام الأجنبية تنشر الشائعات والأكاذيب، وأن ما تبثه هو هراء مطلق ليس له أي أساس واقعي”. وفي تغريدة أخرى، قالت الوزارة إنّ “المواد الإعلامية التي تستند إليها وسائل الإعلام الأجنبية، تم تجهيزها قبل بدء الغارات الجوية، ما يعني أنها ملفقة وليس لها أساس من الصحة”. وعليه أعلنت الوزارة أنها “ستقوم مرتين خلال اليوم، بتقديم معلومات شاملة ودقيقةعن العمليات الجوية الروسية في سوريا، وتدعمها بالحقائق”.

 

وفي مواقع التواصل أيضاً، تعمل الدعاية الروسية على أكثر من صعيد، حيث يقوم المراسلون الحربيون العاملون في القنوات التلفزيونية الموالية للكرملين والمملوكة من الدولة، ممن غطوا الحرب في شرق أوكرانيا، بنشر صورهم في “تويتر” و”انستغرام” من على الأرض في سوريا، حيث قاموا، الإثنين الماضي، بالوقوف أمام الدبابات والتقاط الصور ونشرها في مواقع التواصل، تزامناً مع بث الشاشات خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الأمم المتحدة.

 

ويأتي ذلك في سياق الجهد الإعلامي والدعائي التي تبذله وسائل الإعلام الروسية لحشد وتعزيز التأييد الشعبي للتدخل العسكري في سوريا، منها قناة “روسيا اليوم” التي بثت تقريراً حصرياً، الجمعة الماضي، حول القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية، يقدم استعراضاً “متوهجاً” للاجراءات العسكرية الروسية هناك.

 

وتنشط الدعاية الروسية في هذا الإطار، بعدما خفتت حماسة الجمهور الروسي للحرب في أوكرانيا، كما يظهر من خلال استطلاعات الرأي الأخيرة، فيما كان الدعم الشعبي لشنّ الهجمات الجوية على روسيا أقل من ذلك بكثير، وفقاً لمسح أجراه مركز “ليفادا” المستقل الشهر الماضي، وجد أن 50% من أفراد العينة كانوا إما غير معنيين بساسية روسيا تجاه سوريا أو ليس لديهم رأي بهذا الشأن، فيما قال 14% فقط إنهم سيدعمون التدخل العسكري في سوريا.

 

ويفسر محللون نتائج هذا الاستطلاع، بما يعود إلى الحرب الأوكرانية، إذ يجمع كثيرون على أنه لم يكن يفترض أن تتحول إلى حرب دامية، وأن الصراع هناك طال أمده ولم يسير وفقاً للخطة. كما أدت العقوبات الغربية على تصرفات موسكو في أوكرانيا إلى العزلة والمتاعب الاقتصادية وانخفاض الدخل في روسيا. ويقول أليكس  كوكشاروف، المحلل المتخصص بالشؤون الروسية الأوكرانية، إن السبب الأوضح لتحول بوتين نحو روسيا، هو عدم تحقيقه أهدافه في أوكرانيا، إذ إن إجراءات بوتين في روسيا يمكن أن تستخدم محلياً لتحويل الأنظار عن الأزمة الاقتصادية وانخفاض الدخل والاضطرابات المدنية التي تشهدها روسيا. وهو ما تشير إليه إيضاً تقارير تتحدث عن التعتيم الذي تعتمده وسائل الإعلام الروسية، بشأن نفقات التدخل العسكري في سوريا، وعدد العسكريين والجنود والمستشارين، الذين تواجهوا إلى سوريا، وذلك إلى جانب إخفاءها الآثار السلبية المترتبة سابقاً جراء تدخلها في أوكرانيا.

 

من جانب آخر، اشتعلت الحرب الإعلامية بين روسيا والولايات المتحدة، على خلفية موقف البيت الأبيض من الضربات الجوية الروسية، إذ عبرت الإدارة الأميركية عن قلقها  العميق إزاء استهداف المقاتلات الروسية لقوى المعارضة، التي خضعت لبرنامج تدريب أميركي، بهدف تحسين قدراتها لمواجهة تنظيم “داعش” في سوريا. وتطالب واشنطن بوقف ما تقول إنها “هجمات ضد المعارضة والمدنيين السوريين”، معتبرة أن “الغارات الروسية لم تستهدف داعش حتى الآن”، واصفة الوضع بأنه يأتي ضمن “اجراءات عسكرية تشكل تصعيداً إضافياً وتتسبب بزيادة التطرف”. وهو الأمر الذي ردت عليه وسائل الإعلام الروسية بقولها إن “الغرب يشعر بالغيرة من نجاح روسيا في سوريا”.

 

وضمن مقال نشر في موقع “روسيا اليوم”، تحت عنوان “لماذا يصف الغرب بوتين بالشرير ووسائل الإعلام الروسية بعبدة الشر؟”، يفنّد الموقع أسباب الخطاب الإعلامي المعادي لروسيا، من وجهة نظر موالية ومؤيدة للكرملين. ويخلص المال بعدها إلى أن وسائل الإعلام الغربية طالما تعودت على بث الأكاذيب والشائعات وتقديم المعلومات بدون دعمها بحقائق مثبة، سواء في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا أو سوريا أو العراق، وهي برغم انكشاف أمرها، لم تقدم الاعتذار من جمهورها بتاتاً، ولم تتم معاقبة أو محاسبة الجهات المسؤولة عن بث الأكاذيب، ما ينطبق وفقاً للمقال، على ما يجري اليوم بشأن الضربات الروسية في سوريا.

 

في بيعة الجيش القوقازي لـ”جبهة النصرة”: الأسباب والدلالات

عقيل حسين

ربما بدا للكثيرين، أن انضمام “جيش المهاجرين والأنصار” إلى صفوف “جبهة النصرة”، مؤخراً، خبراً عادياَ لحدث تأخر وكان مجرد تحصيل حاصل، خاصة وأن ما بين الفصيلين من قواسم مشتركة، يجعل من تأخر اندماجهما هو المستغرب، وليس العكس.

 

من حيث المبدأ، فإن هذه الرؤية صحيحة إلى حد كبير، إذ ينبت الفصيلان من أرضية فكرية وإيديولوجية واحدة، ناهيك عن اعتماد كليهما على العنصر البشري غير السوري كمكون رئيسي فيهما، بالإضافة إلى تطابق الأهداف والرؤية السياسية.

 

لكن معرفة التفاصيل التي منعت هذا التوحد على مدار أكثر من ثلاثة أعوام، والتقديرات التي تفسر الأسباب المباشرة لهذه الخطوة، ربما يساعد في فهم استثنائية هذا الحدث.

 

تتبع “جبهة النصرة” لتنظيم “قاعدة الجهاد العالمي”، بينما يتبع “جيش المهاجرين والأنصار” لـ”إمارة القوقاز الإسلامية” التي تأسست في العام 2007. لكن الفصيلين ينتميان إيديولوجياً إلى السلفية الجهادية، ويصدران فكرياً عن مرجعية فكرية واحدة، هي قيادات التيار السلفي الجهادي ومنظريه حول العالم.

 

وفي الوقت الذي لم تنتج “إمارة القوقاز” مُنظّراً شهيراً في التيار السلفي الجهادي، تبدي هذه الإمارة، ومركزها في جمهورية داغستان، الدولة السوفياتية السابقة، في جميع بياناتها السياسية ومطبوعاتها الفكرية والدينية، احتراماً كبيراً لتنظيم القاعدة وقادته، وكذلك لمنظري الحركة السلفية الجهادية بشكل عام، مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني وطارق عبدالحليم وهاني السباعي وغيرهم.

 

ورغم أن “جيش المهاجرين والأنصار”، يقوم بالأساس على العناصر غير السوريين، إلا أنه لم يعتبر في أي يوم، فصيلاً منافساً لـ”جبهة النصرة”، التي كان أحد أسباب وأهداف وجودها المبكر في سوريا، استقطاب المقاتلين الأجانب “المهاجرين”. وهذا يعود إلى وضوح هوية “جيش المهاجرين” الذي كان الهدف من الإعلان عنه في سوريا مطلع العام  2012 كما يبدو، الحفاظ على المقاتلين القوقازيين في فصيل واحد مستقل يتبع مباشرة للإمارة التي تموله وتمده بالمقاتلين.

 

لكن إعلان أبو بكر البغدادي لقيام “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ولاحقاً “دولة الخلافة” عام 2013، وجه ضربة قوية، ليس لـ”جبهة النصرة” وحسب، بل وحتى لـ”جيش المهاجرين والأنصار” الذي انشقق نصف مقاتليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 وانضموا بقيادة أبو عمر الشيشاني إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وليس سبب المفاجأة هنا، إلا في خروج هذا العدد الكبير من العناصر، بحدود 800 مقاتل، من عباءة الإمارة القوقازية، التي لطالما عرفت بتماسكها البنيوي، ومحافظتها على استقلاليتها السياسية والمالية في جميع الأماكن التي ينشط فيها مقاتلوها، وخاصة دول الاتحاد السوفياتي السابق.

 

وكما أجبر هذا التطور “جبهة النصرة” أن تعتمد في عملية إعادة البناء على العنصر السوري، ما دفع قيادة “جيش المهاجرين والأنصار” إلى فتح الباب أمام المقاتلين المحليين، والمهاجرين من جنسيات غير قوقازية، الذين ظل عددهم محدوداً فيه إلى ما قبل ذلك التاريخ، للانضمام إليه على نطاق أوسع، لكن كل ذلك لم يكن كافياً لتوقع اندماج الفصيلين، اللذين تمكنا من إعادة ترميم نفسيهما، وتسجيل حضور قوي في الساحة العسكرية. وإن كان “جيش المهاجرين والأنصار” قد حافظ على موقفه المحايد من الاقتتال بين تنظيم “الدولة” وبقية الفصائل.

 

لكن التطور الأبرز على هذا الصعيد، كان بعد إصدار “جيش المهاجرين” ولأول مرة، بياناً شديد اللهجة ضد تنظيم “الدولة”، في حزيران/يونيو 2015، عقب هجوم الأخير على ريف حلب الشمالي، وسيطرته على بلدة صوران ومناطق أخرى. ووصف البيان تنظيم “الدولة” بـ”الطرف الباغي”.

 

ويسود اعتقاد أن هذا الموقف من تنظيم “الدولة”، كان السبب في ثاني أكبر انقسام في “جيش المهاجرين والأنصار”، حيث قام “مجلس شورى الجيش” بعزل قائده صلاح الدين الشيشاني، بعد خلافات داخلية حول الموقف من تنظيم “الدولة”. حينها رفض الشيشاني إعلان الحرب ضد التنظيم، على عكس رغبة “مجلس الشورى” فيه، ما أدى الى خلافات كبيرة تدخلت كل من “جبهة النصرة” و”دار القضاء” لحلها.

 

ولعل إعادة صلاح الدين الشيشاني، تشكيل جيش مستقل عن “جبهة النصرة” باسم “جيش أمارة القوقاز الإسلامية لنصرة أهل الشام”، عقب إعلان اندماج “جيش المهاجرين والأنصار” مع “جبهة النصرة”، يؤكد وجود تيار في الإمارة يريد النأي بها عن الخلاف مع تنظيم “الدولة”، الذي أثبت قدرته على الوصول إلى جميع المناطق التي تنشط فيها الجماعات الجهادية. وذلك كما حدث مع حركة طالبان في أفغانستان وباكستان، حيث انشق قسم من مقاتليها وأعلنوا بيعتهم لـ”دولة الخلافة”.

 

كما يقول البعض، إن الإعلان عن مقتل زعيم “إمارة القوقاز” محمد سليمانوف، المعروف باسم أبو عثمان الغيمراوي، مع ذراعه اليمنى كميل سعيدوف، في آب/أغسطس 2015، على يد القوات الروسية في داغستان، أدى الى خلل أثر على تماسك الجماعة بشكل عام.

 

لكن ما يعتبره العديدون، سبباً مباشراً لإعلان “جيش المهاجرين والأنصار” الانضمام إلى “جبهة النصرة”، هو التخوف من أي عملية سياسية قادمة في سوريا، تفرض على الطرفين؛ المعارضة والنظام، إخراج المقاتلين الأجانب من البلاد.

 

ويعتبر الكثيرون خطوة الاندماج هذه، بمثابة التأسيس لتكتل كبير، يجعل من المقاتلين غير السوريين في صفوف المعارضة، رقماً صعباً في الحسابات السياسية، وقطعاً للطريق على أي محاولة لتكرار تجربة المقاتلين الأجانب في البوسنة، الذين وجدوا أنفسهم في موقف صعب بعد اتفاقية دايتون، التي أنهت الحرب في تلك الدولة عام 1995، وأجبرت الغالبية العظمى منهم على مغادرة البوسنة، والالتحاق بالجماعات الجهادية في بلدان أخرى، بسبب عدم إمكانية عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.

 

ويقول أصحاب هذا التحليل، إن الأيام القادمة ستشهد اندماج المزيد من التشكيلات المقاتلة، التي تقوم في بنيتها الأساسية على المقاتلين غير السوريين في صفوف المعارضة، تحت الهاجس نفسه، حتى بالنسبة لبعض التشكيلات الصغيرة منها، والتي طالما سعت لكي تنأى بنفسها عن اسم “القاعدة”. وأنه ربما يكون “لواء جند الأقصى” هو الجهة التي سيحتضنها. وإن كان البعض يرشحها جميعاً، بما فيها “جند الأقصى”، للاندماج مع “جبهة النصرة” خاصة وأن جميع هذه القوى تقريباً، تتواجد في الشمال.

 

فابيوس: لضرب كل الجماعات الإرهابية في سوريا

صحّح دعوات فرنسية قيلت بصيغ مختزلة وفهمت خطأ

إيلاف- متابعة

اعتبر وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن الغارات التي تشن في أجواء سوريا يجب أن تستهدف داعش وكل الجماعات التي تصنّف إرهابية، وذكر من بينها جبهة النصرة، وذلك تصويبًا لتصريحات دعا هولاند  خلالها بوتين إلى “ضرب داعش حصرًا”، والتي فهمت على أنها استثناء لبقية الفصائل الإرهابية.

 

إيلاف – متابعة: قال فابيوس متحدثًا لإذاعة أوروبا 1 انه يجب “ضرب داعش (تسمية أخرى لتنظيم الدولة الإسلامية) والجماعات التي تعتبر إرهابية”، مضيفا ردًا على سؤال للصحافي “أنت على حق بإضافة النصرة”.

 

وأقر بان دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرب “داعش حصرًا” كانت “صيغة مختزلة”. وشنت روسيا منذ الأربعاء أكثر من سبعين غارة في سوريا، تحت شعار “مكافحة الإرهاب”، غير أن الغربيين يتهمونها بأنها تستهدف في المقام الأول جماعات المعارضة المعتدلة،، التي تحارب نظام حليفها الرئيس بشار الأسد.

 

وشدد فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة على هامش قمة حول أوكرانيا في باريس على وجوب أن تركز روسيا ضرباتها على تنظيم الدولة الإسلامية، وهما يدعوان على غرار الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى رحيل الأسد، باعتباره المسؤول الأول عن الوضع في بلاده.

 

لندن: يمكن لبشّار البقاء 3 أيام أو أسابيع أو أشهرا

نصر المجالي

هاموند لمّح لاستمراره رئيسًا فخريًا حتى انتهاء الصراع

نقلت مصادر صحفية عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قوله إنه “بإمكان الرئيس السوري بشار الأسد البقاء في السلطة طيلة المدة المطلوبة لانتهاء الصراع”.

 

نصر المجالي: وفقاً لتقرير صحفي نشر يوم الإثنين، قال هاموند إن “بريطانيا يمكنها القبول ببقاء الأسد لثلاثة أشهر أو أكثر اذا كان ذلك يعني إنهاء الصراع، على أن يتعهد الرئيس السوري بعدم الترشح للرئاسة من جديد”.

 

وأكد هاموند: “ممكن أن نقبل أن الأسد سيظل رئيسًا فخريًا للدولة لفترة من الزمن، لا يهمني إذا كان حقا هذا هو ثلاثة أيام، ثلاثة أسابيع وثلاثة أشهر أو حتى لفترة أطول؟”.

 

وقال هاموند أيضا أن أي اتفاق بشأن انتقال سياسي يجب أن يضمن تخلي الأسد عن السلطة والتخلي عن السيطرة على الأجهزة الأمنية السورية.

 

مليون ميل

 

وفي مقابلة مع (رويترز) مضى وزير الخارجية يقول إن بريطانيا في حاجة الى “شفافية مطلقة” بألا يكون الاسد جزءًا من سوريا في المستقبل كما انها نحت جانبًا مقترحات طرحتها روسيا وايران باجراء انتخابات بوصفها سبيلاً لانهاء الصراع.

 

وقال هاموند إن سوريا يفصلها “مليون ميل” عن القدرة على اجراء انتخابات حرة ونزيهة “وفي بلد قُتل فيه 250 ألف شخص ونزح عنه 12 مليون شخص -نصفهم خارج البلاد- كيف يتسنى لك الحديث عن الانتخابات الحرة النزيهة؟”.

 

وقال إن الحل في سوريا هو التوجه نحو انتقال سلمي على أنه لا يوجد اتفاق مع موسكو وطهران بشأن مثل هذا الانتقال، وأضاف “المفتاح هو أنه ينبغي أن يكون هناك انتقال.. في الوقت الراهن لا يوجد اتفاق مع الروس والإيرانيين حتى على وجوب أن يكون هناك انتقال.”

 

وتابع هاموند أيضا أن الروس يشكلون تهديدًا للنظام الدولي الذي يعتمد عليه أمن بريطانيا. وقال إن ذلك يظهر أن روسيا لا تحترم الأعراف الدبلوماسية.

 

إدانة كاميرون

 

وإلى ذلك، فإن تصريحات هاموند جاءت بعد يوم من إدانة رئيس الحكومة ديفيد كاميرون روسيا لـ “دعم جزار الأسد ومساعدته وحقًا جعل الوضع أسوأ”.

 

وأدان كاميرون الغارات الجوية الروسية في سوريا، ووصفها بأنها خطأ فظيع، وأنها مساعدة للرئيس السوري. ووصف قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد بأنه “خطأ فادح”.

 

وقال كاميرون لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، خلال اليوم الأول للمؤتمر السنوي لحزب المحافظين الذي يتزعمه في مدينة مانشستر الشمالية، “إنهم يساندون السفاح الأسد وهو خطأ فادح بالنسبة لهم وبالنسبة للعالم.

 

واضاف: “سيزيد ذلك من عدم الاستقرار في المنطقة ويؤدي لمزيد من التشدد والإرهاب. أقول لهم غيروا اتجاهكم وانضموا لنا في مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية.”

 

وقال كاميرون إن “معظم الضربات الجوية الروسية كما يمكننا أن نرى حتى الآن استهدفت أجزاء من سوريا لا تخضع لسيطرة الدولة الاسلامية لكن تخضع لمعارضين آخرين للنظام.”

 

ضربات بريطانية

 

ويحرص كاميرون على أن تبدأ بريطانيا ضرباتها الجوية في سوريا لتنضم الى أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد. ولم تستهدف الضربات الجوية البريطانية في إطار جهود التحالف حتى الآن سوى متشددي الدولة الإسلامية في العراق.

 

وذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) في عددها الصادر يوم الأحد أن كاميرون أشار الى أنه سيمضي في خطط لإجراء تصويت بالبرلمان للموافقة على العمل العسكري ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

 

ونقل عن كاميرون قوله إن ضربات عسكرية بريطانية في سوريا “قد تصبح ممكنة.” وكان كاميرون صرح في وقت سابق بأنه يرى أسبابًا وجيهة ليتسع نطاق الضربات الجوية البريطانية لتشمل سوريا إضافة الى العراق.

 

وبعد أن أسفر اقتراع برلماني عن رفض استخدام القوة ضد الأسد في سوريا العام 2013، قال كاميرون إنه يريد دعم النواب المعارضين قبل طرح الأمر للتصويت.

 

ويواجه حزب العمال المعارض، الذي انتخب الشهر الماضي الناشط المناهض للحرب جيريمي كوربين زعيمًا له، انقسامات إزاء هذه القضية.

 

إزاء استعراض القوة الروسي والايراني: خيارات محدودة أمام أمريكا وحلفائها في سوريا

يتابع حلفاء الولايات المتحدة التقليديون في مختلف أنحاء الشرق الأوسط غير مصدقين استعراضا للقوة من جانب روسيا وايران في سوريا ويتساءلون كيف سينتهي الأمر.

 

فقد فوجئ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي لتهديد الجهاديين المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق بالمقاتلات الروسية تقصف مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وبتدفق قوات إيرانية.

 

والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو: هل ستتدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الأوروبية والسنية بالمنطقة لمنع الرئيس فلاديمير بوتين من إفساد المكاسب التي حققتها جماعات المعارضة السورية غير الجهادية بعد أكثر من أربع سنوات من بدء الحرب؟

 

ولا أحد تقريبا يحبس أنفاسه.

 

في كثير من الأحيان يأخذ الحماس البعض وهم يؤكدون أن الوضع الحالي هو نتيجة تقاعس الغرب وتقهقر الولايات المتحدة في لحظات حرجة في صراع لا يمكن السيطرة عليه تتحول أبعاده بسرعة من الاقليمية إلى العالمية.

 

وليس هناك في الشرق الأوسط من يعول على الرئيس الأمريكي باراك أوباما. إذ تخيم على الغالبية توقعات قاتمة بأن الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص على الأقل وشردت نصف الشعب السوري على وشك أن تزداد تدهورا.

 

واتخذ الصراع مسارا مدمرا في كل مراحله. بدأ بانتفاضة شعبية على حكم الأسد ضمن موجة انتفاضات “الربيع العربي” ثم تحول الى حرب طائفية لها رعاة إقليميون مثل ايران والسعودية اللتين تدعم كل منهما فصائل محلية.

 

ودفع التدخل العسكري لروسيا وايران الحرب إلى شفا صراع دولي شامل.

 

واستدعى فيصل اليافعي كبير المعلقين بصحيفة (ذا ناشونال) الإماراتية كلمات ديفيد بترايوس الجنرال الأمريكي الذي قاد “زيادة” التعزيزات العسكرية الأمريكية في العراق بين عامي 2007 و2008 وقال “أخبروني كيف سينتهي هذا الأمر.”

 

وأضاف أن بعد “زيادة” الحشد العسكري الروسي في سوريا “تبدو أمريكا وحلفاؤها الآن وكأنهم المجموعة الوحيدة التي ليست لديها خطة.”

 

وهو يعتقد أن التحالف العسكري الصاعد بين روسيا والداعمين الرئيسيين الآخرين للأسد وهما ايران وحزب الله اللبناني لديه تصور عن “كيفية انتهاء هذا الأمر”. ويقول إن هذا ينطبق ايضا على تنظيم الدولة الإسلامية.

 

فهو يرى أن النهاية بالنسبة لعائلة الأسد هي بقاؤها.

 

أما بالنسبة للدولة الإسلامية فإن النهاية المرجوة هي تعزيز دولة الخلافة التي أعلنت قيامها في أجزاء كبيرة سيطرت عليها من سوريا والعراق العام الماضي. لكن بالنسبة لروسيا وايران “فلا أقل من استبدال محورهما الخاص بالمحور الأمريكي الإسرائيلي.”

 

محــور جـديــد

بعد أن أنشأ الكرملين في بغداد مركزا لتبادل المعلومات بين سوريا والعراق وايران وروسيا أصبحت هناك الآن شبكة تدعمها موسكو وتربط بين طهران وبغداد وتمتد إلى دمشق ثم لبنان عن طريق حزب الله.

 

جاء ذلك بعد أن سحبت الولايات المتحدة قواتها البرية من العراق وبدأت تقلص وجودها العسكري في أفغانستان.

 

ورغم استمرار مراقبة الممرات المائية في الخليج من قاعدة في البحرين والاحتفاظ بقوة جوية في قطر وتركيا يبدو أن واشنطن عازمة على تجنب التورط العسكري على نحو أعمق في الشرق الأوسط.

 

ويقول محللون ودبلوماسيون إن نقطة التحول في سوريا حدثت قبل عامين عندما تراجع أوباما وحلفاؤه الأوروبيون عن الرد على ما تردد حينذاك عن استخدام الجيش السوري غاز الاعصاب في مهاجمة مدنيين في جيوب المعارضة شرقي دمشق وذلك رغم أن الرئيس الأمريكي نفسه أعلن مرارا أن ذلك يمثل خطا أحمر.

 

وقال اليافعي “عند هذه النقطة أدرك نظام الأسد والايرانيون في الأساس أن الأمريكيين ليسوا جادين وليسوا مهتمين بدرجة كافية.”

 

ولهذا السبب فهو يشك أن التدخل الروسي سيؤدي إلى حرب بالوكالة مع روسيا في الشرق الأوسط.

 

وقال اليافعي “عليك أن تسأل السؤال بطريقة مختلفة.”

 

وأضاف “ما هو الأمر الذي سيجعل الأمريكيين يتدخلون؟ هل هو ذبح الأطفال والنساء؟ هذا الأمر قد حدث. هل هو تشريد ملايين الناس؟ وهذا قد حدث. هل هو مقتل مئات الالاف من المدنيين؟ هذا أيضا قد حدث.

 

“أمريكا لم تكن مستعدة في أي مرحلة للتدخل فلماذا تتدخل فجأة الآن؟ المجال مفتوح أمام بوتين والروس.”

 

يضاف إلى هذا التمنع الأمريكي أن المشهد على المستوى الاقليمي لا يمكن أن يكون في وضع أفضل لصالح تدخل ايران وروسيا.

 

فالسعودية وحلفاؤها في الخليج الذين يمثلون الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية مستغرقون في حرب في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من ايران في حين أن تركيا مشغولة بالتمرد الكردي.

 

وعلى الأرجح سيتمثل الرد التركي والخليجي على الحشد العسكري الروسي والايراني في زيادة الدعم العسكري لقوى المعارضة الرئيسية في سوريا بدلا من المجازفة بالتدخل المباشر.

 

دون فهــم

لكن بعض المحللين يقولون إن روسيا ربما كانت تتدخل عن غير فهم وإنها تدخل بذلك مستنقعا غادرا في سوريا قبل أن تتمكن من إحكام سيطرتها على الصراع الذي بدأته في أوكرانيا في وقت يعاني فيه اقتصادها من وطأة العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط.

 

وقال مسؤول سابق في الأمم المتحدة له خبرة طويلة كمبعوث في المنطقة “هذه انتهازية محضة. فقد نظروا إلى مدى (سوء) وضعنا ورأوا فرصة.”

 

وأضاف المبعوث السابق الذي طلب عدم نشر اسمه “هي مقامرة حقيقية فهي أول مرة يرسلون فيها قوة الى الخارج بعيدا عن دائرة الدول المجاورة منذ (الغزو السوفيتي عام 1979 لأراضي) أفغانستان. بل إن ذلك حدث على حدودهم … بوتين يحاول استعادة النفوذ الروسي المفقود في الشرق الأوسط.”

 

وحتى اليافعي يقول إن فكرة إمكانية أن تحل روسيا محل الولايات المتحدة في المنطقة فكرة خيالية.

 

ويضيف “ليس لديهم القدرة المالية. وهم ليسوا بحاجة للتورط لأن الأمريكيين راحلون لذلك فإن مجرد الوجود المحدود سيكفي لإحداث أثر كبير.”

 

حـرب مفتوحــة

ويقول مراقبون للوضع في سوريا إن حكومة الأسد محظوظة بأعدائها مثلما هي محظوظة بحلفائها.

 

ويقول بعض المحللين ان ما قد يغير هذه الحسابات هو ما إذا تحرك الروس وايران لاستعادة مناطق في شمال غرب سوريا سيطرت عليها المعارضة في وقت سابق من العام الجاري.

 

ففي تلك المنطقة لم تستهدف الطائرات الروسية تنظيم الدولة الاسلامية بل فصائل اسلامية أخرى تقاتل الجيش السوري وتنظيم الدولة الاسلامية بدعم من تركيا والسعودية وقطر وفي بعض الحالات من الولايات المتحدة.

 

وكما ذكرت رويترز هذا الأسبوع تعتزم قوات ايرانية ومقاتلون من حزب الله اللبناني استخدام الغطاء الجوي الروسي في شن هجوم بري في إدلب وحماة حيث لا وجود يذكر للدولة الاسلامية.

 

وهذه مجازفة بقلب كل الفصائل السنية على روسيا في الوقت الذي مازال بوتين يشعر فيه بالقلق لوجود أعداد كبيرة من الشيشان تشارك في القتال في سوريا ولطموحات الدولة الاسلامية في إقامة وجود لها في شمال القوقاز.

 

وقال المعلق اللبناني البارز سركيس نعوم إنه إذا قررت روسيا شن عملية واسعة النطاق في الشمال فإن هذا قد يؤدي إلى “حرب على نطاق دولي”.

 

أما إذا قصرت ايران دورها العسكري على دعم المنطقة الساحلية في الشمال الغربي الخاضعة لسيطرة الأسد والعاصمة دمشق وتجنبت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة الرئيسية القريبة من الحدود الأردنية والتركية فمن المحتمل ألا يتصاعد الصراع على نطاق أوسع.

 

وقال نعوم عن مهاجمة المعارضة في الشمال “هذه الخطوة تفتح الباب على حرب مفتوحة في المنطقة وحرب مذهبية علنية ممكن أن تتحول على المدى الطويل إلى فيتنام ثانية أو أفغانستان الثانية للروس لن يكونوا قادرين على كسبها.”

 

ويقول منتقدون لموسكو وقوى معارضة في سوريا غير تنظيم الدولة الاسلامية إن التدخل الروسي والايراني سيؤدي إلى جذب المزيد من المقاتلين السنة والجهاديين من الخارج إلى سوريا.

 

وقال نعوم “ماذا سيفعل بوتين؟ هذه الحرب بين الجيوش النظامية والجهاديين لا تنتهي تماما كما حصل في العراق وأفغانستان. لو حصلت هذه المعركة سيكون بوتين قد أدخل نفسه والعالم في مأزق بدايته معروفة لكن لن تعرف نهايته.”

المصدر | سامية نخول، رويترز

 

مقاتلتان تركيتان تعترضان طائرة حربية روسية  

انتهكت طائرة حربية روسية الأجواء التركية فوق ولاية هاتاي جنوب البلاد السبت، وغادرتها باتجاه سوريا بعد أن اعترضتها طائرتان تركيتان من طراز أف 16.

 

وقد استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الروسي للاحتجاج على الحادث، وطالبته بتفادي تكراره مستقبلا وإلا ستحمل موسكو مسؤولية أي حادث غير مرغوب فيه قد يقع.

 

وأجرى وزير الخارجية فريدون سينرلي أوغلو اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ونقل له وجهة النظر ذاتها، بحسب البيان، كما أجرى اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا لتقييم الموقف، ومن المزمع أن يتصل هاتفيا بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووزير الخارجية الألماني.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت الأربعاء الماضي أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، وقالت إن الغارات دمرت “تجهيزات عسكرية” و”مخازن للأسلحة والذخيرة” لتنظيم الدولة الإسلامية، بينما تصر الولايات المتحدة وعدد من حلفائها على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مواقع المعارضة المسلحة السورية.

 

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد أن الضربات الروسية في سوريا “غير مقبولة”، معتبرا أن موسكو ترتكب “خطأ جسيما” بهذا التدخل.

 

وتتواجه روسيا وتركيا بشأن الملف السوري منذ اندلاع النزاع عام 2011، وتدعو أنقرة إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من موسكو.

 

النظام يستعد لاجتياح ريفي حماة وحمص بإسناد روسي  

يزن شهداوي-حماة

 

يجمع عدد من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في حماة على القول إن النظام السوري يسعى إلى استغلال القوات الجوية والبرية الروسية المساندة له لاستعادة المناطق المستعصية في وجهه منذ سنوات في ريفي حماة الشمالي والغربي وريف حمص الشمالي.

 

وقال أبو خالد -القيادي في الجيش الحر بحماة- إنهم “حصلوا على معلومات من داخل النظام تفيد بتحضيره خطة عسكرية برية لفتح طريق حمص حماة، عن طريق استعادة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر كالرستن وتلبيسة العصيتين على النظام منذ ثلاث سنوات، تشارك فيها قوات النظام المدعوم بمليشيات إيرانية وروسية قدمت حديثا إلى حماة وريفها الغربي”.

وذكر أن “الرتل المشترك من مدينة حماة مارا بقرية كفرنبودة حتى يصل إلى تل الحماميات وسيقوم عندها بإنشاء خط دفاع أول عن سهل الغاب من الجهة الشرقية للسهل، وبذلك يكون قد أنهى النظام مرحلته الأولى من خطته العسكرية”.

 

وأضاف أبو خالد أن النظام “تواصل مع شخصيات من قرية كفرنبودة بريف حماة محذرا ومهددا من اعتراض رتله العسكري الذي سيمر داخل منطقتهم من قبل الثوار، وهذا ما تم التأكد منه من أهالي كفرنبودة ذاتهم وما يؤكد صحة المعلومات الواردة”.

من جهته قال أبو حمدي -أحد مسؤولي التخطيط العسكري للمعارضة بحماة- إن هذه المعلومات “تؤكّد خطّة النظام في استعادة سهل الغاب من أيدي الثوار وتثبيته لنقاط عسكرية وإنشاء خطوط دفاع كاملة عن الجهة الغربية عموما بهدف حماية القرى الموالية للنظام والتي تعد أكبر منابع شبيحة النظام في الريف الغربي”.

 

وأوضح أن خطة النظام البرية “ستكون مدعومة بتغطية من الطيران الحربي الروسي واستنفار كافة الحواجز المحيطة بمكان العمل، وأن ما يكشف نية النظام في اقتحام ريفي حمص وحماة هو تركيز الغارات الروسية بشكل مكثف على مناطق الرستن وتلبيسة بريف حمص أولا، وكذلك قرى وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي ثانيا”.

 

وتحدث الناشط الإعلامي حكم أبو ريان عن تحركات عسكرية جرت أمس بالقرب من بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي، وقال إن الطيران الروسي “أغار على بلدة عقرب بقنابل عنقودية وصواريخ فراغية تبعها قصف بأربعين صاروخا فراغيا من قبل راجمات صواريخ روسية كما أكد الراصدون العسكريون على بلدة عقرب”.

 

كما أكد أن “معارك عنيفة دامت لساعات وسط قصف عنيف على أهالي البلدة، ولكنها انتهت بفشل تلك القوات في اقتحامها. حيث كانت تستهدف استكمال الطريق إلى الحولة وما حولها من ريف حمص الواقع تحت سيطرة الثوار بالكامل، ولا وجود لتنظيم الدولة فيها، معتبرا أن هذا الأمر يؤكد “استهداف روسيا للمدنيين بشكل خاص وكذلك مقرات الثوار والمعارضة السورية بدلا من استهداف أماكن ومقرات تنظيم الدولة الإسلامية كما يدعون”.

 

ماكين: أميركا تحارب مع روسيا بالوكالة في سوريا  

نقلت صحيفة غارديان البريطانية عن السيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين قوله إن الولايات المتحدة منخرطة مع روسيا في حرب بالوكالة في سوريا، وإن البيت الأبيض أبعد أميركا من قيادة العالم لتقوم بذلك روسيا، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعامل واشنطن بازدراء واحتقار.

 

وأضافت الصحيفة أن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ماكين قال إن بوتين حشر نفسه في منطقة الشرق الأوسط بشكل لم يحدث منذ أن طرد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الروس عام 1973.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن ماكين كان يرد بسخرية على ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة الماضي من أنه لن ينفذ حربا بالوكالة مع روسيا في سوريا، قائلا “إذا نفى الرئيس ذلك، فإن هذا يعني أننا لا نملك إستراتيجية أصلا”.

 

وقالت الصحيفة إن ماكين أشار إلى أن الأهم من ذلك هو أن وزير الخارجية جون كيري اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف ثلاث مرات حتى يلمّ بما يجري، وإلى أن أوباما اجتمع مع بوتين تسعين دقيقة، وبعد 48 ساعة اتصل ضابط روسي بالسفارة الأميركية في بغداد “ليمهلنا ساعة واحدة قبل بدء القصف الروسي في سوريا”.

 

ونسبت غارديان إلى ماكين أيضا قوله “إن إستراتيجية بوتين تهدف لوضعنا أمام خيارين فقط: إما تنظيم الدولة أو بشار الأسد”.

 

أما عن الإستراتيجية المطلوبة لأميركا في سوريا، فقال ماكين إنها تتلخص في إيقاف القصف بالبراميل المتفجرة، وإقامة منطقة يُحظر فيها الطيران، وتسليح الأكراد، ووجود قليل من القوات الجوية الأميركية هناك، وبناء الجيش السوري الحر مرة ثانية.

 

حسابات القاهرة في تأييد الغارات الروسية بسوريا  

دعاء عبد اللطيف-القاهرة

 

على الرغم من الانتقادات الغربية للتدخل الروسي في سوريا والرفض الخليجي له، فإن مصر أبدت تأييدها الغارات الجوية التي تشنها روسيا هناك، وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هدف موسكو هو توجيه ضربة قاصمة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، و”نرى أن هذا سيكون له أثر في القضاء على الإرهاب”، فاتحا بتصريحه باب التكهنات بشأن تداعيات هذا التأييد، والعلاقة بين القاهرة ودول الخليج التي ترفض تدخل موسكو.

 

ورغم أن هذا التصريح يغرد خارج السرب العربي الرافض التدخل الروسي بالمنطقة، فإنه ليس مفاجئا لمتابعي سعي مصر لاسترضاء روسيا عبر الكثير من تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الت تؤكد توطيد العلاقات، فضلا عن شراكة الطرفين في مشاريع اقتصادية.

 

وقال المحلل السياسي أسامة الهتيمي إن العلاقات المصرية الخليجية “تشهد حالة من التوتر نتيجة تباين المواقف الخاصة ببعض الملفات، ومنها اليمني والسوري، والخلاف بات واضحا رغم حرص كل من مصر والخليج على عدم توسيع الفجوة للحفاظ على المصالح المشتركة”.

 

مستجدات

ويرى الهتيمي أنه “لا يمكن تجاهل المستجدات التي شهدتها المنطقة والتي دفعت دولا خليجية إلى الضغط على النظام المصري لاحتواء الإسلاميين لتحقيق تهدئة تساعد على التفرغ لمواجهة التمدد الإيراني”.

 

وأضاف أن الضغط الخليجي “قوبل باستياء مصري ومحاولات لامتلاك أوراق ضغط مضادة، لعل أهمها هو التأييد المصري للتدخل العسكري بسوريا، والذي يستهدف إنقاذ بشار الأسد بما يتعارض مع الموقف الخليجي، وليس مستبعدا ازدياد توتر العلاقات المصرية-الخليجية ولو سريا، حيث سيواصل الطرفان حرصهما على بقاء العلاقات الظاهرية بشكل جيد”.

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي أحمد القاعود إن الموقف المصري “مرتبط بمساومة مصر للخليج ليدفع مزيدا من الأموال لتأييده في مواقفه، كما حدث في اليمن”. مشيرا إلى وجود خلافات بين دول الخليج و”نظام السيسي، لكنه غير ظاهر بسبب حاجة الخليج له أحيانا، رغم تأكدهم من خيانته كافة الأطراف وعدم قدرته على الخروج عن الخط الإسرائيلي”.

 

وبشأن تأثر شعبية النظام المصري بتأييده الغارات الروسية، أشار القاعود إلى “انعدام شعبيته في الوقت الراهن مقارنة ببدايات الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013 والمؤيدون فقط هم أصحاب المصالح والقطاع الذي اعتاد على تأييد صاحب القوة”.

بين التفاهم والتشكيك

وفي المقابل، قال يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن الدور الروسي “يتماشى مع نظيره المصري في السعي للحفاظ على الدولة السورية ولو كان الأسد جزءا من مرحلة انتقالية، والضربات الروسية موجهة ضد تنظيمات إرهابية مما سيسرع حل الأزمة السورية”.

 

ورجح العزباوي “تفهم دول الخليج الموقف المصري من الضربة الروسية”، متوقعا حدوث توافق على تسوية سياسية بين موسكو والخليج.

 

وكان الكاتب السعودي جمال خاشقجي كتب مقالا -أمس الأول السبت- أبرز فيه التشكك من الموقف المصري تجاه التدخل الروسي، لافتا إلى تحرك دبلوماسي سعودي لتشكيل موقف عربي رافض للتدخل الروسي.

 

وقال “تشكيل موقف عربي سيختبر صدق بعض من تحالفات كانت تتمنى لو لم تضطر إلى اختبارها، مصر مثلا متحمسة للعدوان الروسي، إعلامها لا يخفي ذلك، ولكن لا يمكن صدور قرار من الجامعة العربية دون مصر، ولن تقبل السعودية أن تقف حليفتها بدعم غير مسبوق مع الخصم الروسي”.

 

توسع إيراني بسوريا تزامنا مع التدخل الروسي  

بالتزامن مع التدخل العسكري الروسي في سوريا وبدء المقاتلات الروسية قصفها مواقع للمعارضة المناوئة للنظام السوري، تعتزم إيران توسيع نفوذها في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات، وذلك عبر تعزيز وجودها العسكري فيها.

 

فقد أشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن إيران تعتزم إرسال المزيد من قواتها للقتال في سوريا، وأن طهران اتخذت قرارها لإرسال جنود إيرانيين ومليشيات من جنسيات مختلفة للانضمام إلى جبهات القتال ضد فصائل المعارضة السورية المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وأوضحت أن إيران عازمة على التدخل العسكري في سوريا بشكل أوسع، وذلك رغم خطر استعدائها الولايات المتحدة وحلفاء أميركا في الخليج الساعين لإسقاط نظام الأسد، ونسبت إلى سياسيين مقربين من طهران ومحللين يتابعون الدور الإيراني في سوريا قولهم إن القرار الإيراني اتخذ بالتنسيق مع روسيا ونظام الأسد.

 

وأضافت الصحيفة أن التعزيزات العسكرية الإيرانية الجديدة في سوريا تأتي لتزيد على ما هو موجود من القوات الإيرانية والمليشيات المتحالفة معها، وأن الخطة الجديدة تشمل إرسال المزيد من القادة العسكريين الإيرانيين المستشارين العسكريين والمقاتلين المدربين ليكونوا ضمن هذه الوحدات.

 

الحرس الثوري

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإيرانية الجديدة ستقاتل في مناطق متعددة في سوريا وتنفذ عمليات هجومية على أكثر من جبهة، وأن القوات سيتم اختيارها من ضمن الحرس الثوري لتنضم إلى نحو سبعة آلاف جندي من قوات الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري، والتي تقاتل في سوريا منذ سنوات.

 

وأضافت أن إيران تسعى من وراء زيادة حجم قواتها في سوريا إلى تثبيت الأسد في السلطة، وذلك لأنها تعتبره الضامن الوحيد للنفوذ الإيراني في سوريا والداعم لاستمرار وجود حزب الله وكيل طهران في لبنان.

 

الجيش الحر يرفض أي مبادرة روسية مستقبلا  

أعلنت حركة الضباط الأحرار في حركة تحرير حمص رفضها أي مبادرات مستقبلية ترعاها روسيا، متهمة إياها بالانحياز الكامل للنظام السوري.

 

وأعلنت الحركة -وهي أكبر تشكيلات الجيش الحر- في بيان مصور أن موقفها هذا يأتي ردا على تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي رأى أن “الجيش الحر” ليس منظمة إرهابية، في الوقت الذي تستهدف فيه المقاتلات الروسية مواقع المعارضة المسلحة دون تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وكان لافروف قد قال في وقت سابق “نحن لا نعتبر الجيش السوري الحر جماعة إرهابية”، ولكنه في الوقت نفسه لم ينف تحديدا أن طائرات روسية هاجمت منشآت للجيش السوري الحر.

 

وأضاف لافروف “نعتقد أن الجيش السوري الحر يجب أن يكون جزءا من العملية السياسية مثل بعض الجماعات المسلحة الأخرى على الأرض المكونة من المعارضين الوطنيين السوريين”.

 

وكانت الغارات الروسية على الأراضي السورية قد استهدفت أمس في يومها الخامس مواقع للمعارضة المسلحة في أرياف حمص وحلب واللاذقية وإدلب، موقعة قتلى وجرحى من المدنيين.

 

واشنطن: روسيا تصعد الحرب في سوريا

العربية.نت – وكالات

شدد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر على أن روسيا تصعد الحرب الأهلية في سوريا باستهداف جماعات المعارضة المعتدلة. يأتي هذا بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها نفذت 25 طلعة في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأشارت إلى أن الغارات استهدفت بحسب زعمها 3 مواقع لداعش في حمص. في حين أشار ناشطون إلى أن روسيا كثفت غاراتها في سوريا، لا سيما على أرياف حمص وإدلب على تخوم معقل النظام في اللاذقية حيث تقع القاعدة العسكرية الروسية وغرفة العمليات.

وتتوافق تلك التصريحات الأميركية مع العديد من التصريحات الأوروبية التي أشارت إلى أن التدخل الروسي في سوريا واستهداف الطائرات الروسية لعناصر معارضة لا تتبع لداعش من شأنه أن يدفع المعارضة المسلحة المعتدلة إلى أحضان داعش.

 

تجدد التوتر الأميركي الروسي بسبب سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تبادلت واشنطن وموسكو الاتهامات مجدد بشأن الغارات التي بدأت تنفيذها روسيا على الأراضي السورية مؤخرا، ففي حين تقول موسكو إنها “تستهدف الإرهابيين”، تقول واشنطن إنها الغارات أصابت معاقل للمعارضة السورية المعتدلة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الاثنين، إن العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الجيش السوري، “واستهداف الإرهابيين والمتطرفين هناك”.

 

وتابع: “هدف عملياتنا هو تقديم الدعم للجيش السوري في صراعه ضد التنظيمات والقوى الإرهابية والمتطرفة”. إلا أن هذه التصريحات لم ترق للولايات المتحدة الأميركية.

 

فقد قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن روسيا تصعد الحرب الأهلية في سوريا باستهداف جماعات المعارضة المعتدلة، التي دربت واشنطن جزءا منها في الآونة الأخيرة.

 

وتأتي تصريحات كارتر في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، أن سلاح الجو الروسي نفذ 25 طلعة في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة، وقصف 9 أهداف تابعة لداعش.

 

وأضافت أن طائرات من طراز سوخوي-34 وسوخوي-24إم وسوخوي-25، شاركت في الضربات. وقصفت الطائرات ثلاثة مواقع تابعة للتنظيم في محافظة حمص وسط سوريا.

 

وذكر ناشطون سوريون أن الغارات الروسية على مناطق في سوريا أدت إلى مقتل مدنيين، وتدمير منازل سكنية، وما ما تنفيه موسكو في كل مرة.

 

الأسد يصف السعودية بـ”الأكثر تخلفاً” ويحذر: فشل روسيا في القضاء على الإرهاب بسوريا يعني تدمير المنطقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- شن الرئيس السوري، بشار الأسد، هجوماً ضارياً على المملكة العربية السعودية، واصفاً إياها بـ”النموذج الأكثر تخلفاً في العالم”، محذراً في الوقت نفسه من أن “فشل” روسيا في القضاء على “الإرهاب” في سوريا، يعني تدمير المنطقة بأكملها.

 

وقال الرئيس السوري، في مقابلة مع قناة “خبر” الإيرانية، إن “التحولات في مواقف المسؤولين الغربيين وتصريحاتهم الإعلامية، سواء الإيجابية أو السلبية، لا يمكن أخذها على محمل الجد، لعدم الثقة بهم”، مشيراً إلى أن “مستقبل سوريا ونظامها السياسي، هو بيد الشعب السوري، وليس بيد أي مسؤول أجنبي.”

 

وأضاف الأسد، في المقابلة التي أوردت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” نصها، أن “الجهود السورية الروسية الإيرانية العراقية المشتركة، يجب أن يكتب لها النجاح في مكافحة الإرهاب، وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها”، مبيناً أن “الإرهاب أداة جديدة لإخضاع المنطقة، ولذلك لا خيار أمامها سوى الانتصار عليه.”

 

وعن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف باسم “داعش”، قال الرئيس السوري: “إننا لم نر أي نتائج للتحالف الذي تقوده واشنطن، لأنه ببساطة لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحته، وأن تكون جدية في ذلك.”

 

ورداً على سؤال حول “موقف آل سعود، الذين يصرون على تنحي الرئيس، في الوقت الذي تعلن فيه المحافل الدولية أن حل الأزمة سياسي”، شدد الأسد على أن “الحديث عن موضوع النظام السياسي، أو المسؤولين في هذا البلد، هو شأن سوري داخلي..”

 

وتابع بقوله: “أما اذا كانوا يتحدثون عن الديمقراطية.. فهل هذه الدول التي ذكرتها، وخاصة السعودية، هي نموذج للديمقراطية أو لحقوق الإنسان أو للمشاركة الشعبية في الدولة؟.. هي النموذج الأسوأ والأكثر تخلفاً وتأخرا على مستوى العالم.. فليس لهم الحق في الحديث حول هذه النقطة..”

 

ووصف الرئيس السوري نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بأنه “الشخص الذي خلق فجوات داخل تركيا نفسها.. خلال أحاديثه التقسيمية عن الفتنة وعن التمييز بين المكونات.. هذا الشخص ليس في موقع.. لا هو ولا داوود أوغلو (رئيس الحكومة التركية).. أن يعطي نصائح لأي دولة، أو لأي شعب في العالم.”

 

وفيما يتعلق بمواقف الغرب إزاء الأزمة السورية، قال: “الشيء المؤكد أن المسؤولين الغربيين يعيشون حالة ضياع وضبابية وعدم وضوح في الرؤية.. وبالوقت نفسه شعوراً بالفشل تجاه المخططات التي وضعت، والتي لم تحقق أهدافها”، لافتاً إلى أن “الهدف الوحيد الذي تحقق هو تدمير الكثير من البنى التحتية في سوريا وسفك الكثير من الدماء.”

 

مصادر: إمكانية اتفاق أوروبي تركي حول مشكلة اللاجئين

بروكسل (5 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

في الوقت الذي يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل ليل أمس إلى بروكسل، للشروع بإجراء مباحثات مع كبار قادة الاتحاد الأوروبي، تتزايد التكهنات بشأن الاتفاق الممكن إعلانه اليوم بين الطرفين حول أزمة اللاجئين، العنوان الرئيسي للزيارة التركية الحالية

 

وعلى الرغم من أن زيارة أردوغان تأتي تماماً بعد عشر سنوات من بدء مفاوضات إنضمام بلاده للاتحاد الأوروبي (تشرين الأول/أكتوبر 2005)، إلا أن هذا الأمر لا يحتل مكان الصدارة على جدول أعمال اليوم

 

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن بروكسل وأنقرة توصلتا إلى إتفاق “مبدئي” بشأن أزمة اللاجئين، ينص على أن تعمل أنقرة على ضبط حدودها براً وبحراً مع الدول الأوروبية لمنع استمرار تدفق اللاجئين، “كما يسمح بمشاركة الأتراك في عمليات المراقبة التابعة لوكالة حرس الحدود الأوروبية، فرونتكس، والمشاركة بدوريات مشتركة مع خفر السواحل اليوناني”، وفق كلامها

 

وبالمقابل، فإن الاتحاد الأوروبي يتعهد، حسب المصادر نفسها، بالمشاركة في تمويل إقامة مخيمات لاجئين في تركيا تستوعب حوالي مليوني شخص، ويمكنها استيعاب من تجري إعادته من اللاجئين الذين يحاولون الدخول بشكل غير قانوني لأوروبا عبر تركيا

 

ومن المنتظر أن يتعهد الاتحاد الأوروبي بقبول أعداد إضافية من اللاجئين في حال وافقت تركيا على الاتفاق، “سوف يعرض الاتفاق، في حال إعلانه اليوم، على القمة الأوروبية المقررة منتصف الشهر القادم”، حسب المصادر نفسها

 

ومن أجل “حث” تركيا على قبول هذا الاتفاق، يعرض الاتحاد الأوروبي مبلغ مليار يورو لمساعدة أنقرة، لكن العروض الأوروبية لم تسهم، فيما يبدو، بـ”إغراء” الطرف التركي، ودليل ذلك التصريحات التي صدرت من كبار المسؤولين الأتراك خلال الأيام القليلة الماضية، والذين انتقدوا تصرفات أوروبا، مشيرين إلى أن الأموال المعروضة هي في الواقع أموال كانت مخصصة لسياسة الانضمام والاندماج

 

ويعتقد المسؤولون الأتراك أن أوروبا فقدت الأمل بإمكانية إنضمام بلادهم لها، ولكنهم في المقابل يعرفون جيداً عمق الحاجة الأوروبية لهم

 

وتقدر المصادر نفسها، أن أردوغان سيجري مباحثاته في بروكسل مع كل من رئيس الاتحاد دونالد توسك، ورئيس المفوضية جان كلود يونكر، ورئيس البرلمان مارتن شولتز، إنطلاقاً من موقف قوة

 

ومن المتوقع أن يعيد الرئيس التركي التأكيد على رغبة بلاده إقامة منطقة “آمنة” داخل الأراضي السورية، على طول الشريط الحدودي مع تركيا، وهو أمر سبق وتحدث عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ولكن باقي الدول الأوروبية تنظر له بحذر

 

هذا وسيناقش الأوروبيون مع ضيفهم التركي مواضيع أخرى تتعلق بالحريات والحقوق في بلاده، وكذلك العنف المتجدد بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني

 

مسؤول روسي رفيع يزور باريس للقاء معارضين سوريين

روما (5 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ونائب وزير الخارجية الروسية، سيقوم في السابع من الشهر الجاري بزيارة تستمر ثلاثة أيام إلى لعاصمة الفرنسية باريس، يلتقي خلالها بعدد من المعارضين السوريين السياسيين والعسكريين

 

ومن المفترض أن يجري بوغدانوف مباحثات مع معارضين سوريين من تيارات سياسية مختلفة، ومع ضباط سوريين منشقين عن النظام رفيعي المستوى، بهدف محاولة الوصول إلى صيغة مقبولة للمرحلة المقبلة التي تلي التدخل العسكري الروسي في سورية

 

وتعتبر لقاءات المسؤول الروسي بمعارضين سوريين هي الأولى من نوعها بعد بدء الضربات الجوية الروسية في سورية، وتأتي قبيل اجتماع متوقع نهاية الشهر الجاري لمجموعة الاتصال الدولية بشأن سورية والتي تضم روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا وإيران ومصر

 

جينتيلوني: تلزم عملية انتقالية تقود إلى خروج الأسد

روما (5 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني أنه “لا يكفي بالنسبة لسورية مجرد النجاح بضرب المقاتلات لبعض الأهداف”، بل “يلزم انتقال سياسي يقود إلى خروج الأسد، دون ترك فراغات في السلطة قد يملأها الإرهاب اليوم”، حسب قوله

 

وفي مقابلة مع صحيفة (لا ستامبا) الاثنين، أشار الوزير جينتيلوني إلى أنه “على مدى السنوات الخمس الماضية رأينا أن استخدام القوة في الشرق الأوسط لا يقود إلى حل في غياب أي مشروع للفترة التالية”، وأردف “بالنسبة لسورية، هناك كثيرون يتحدثون الآن عن عملية انتقالية، وفي هذه الأثناء سيكون من الجيد التركيز على أهداف محددة، كالممرات الإنسانية، لا القنابل العنقودية”، أو بالأحرى “طلبات المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي مستورا”، وفق ذكره

 

أما بشأن إمكانية تخلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الأسد مقابل تخفيف العقوبات على روسيا المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، فقد قال رئيس الدبلوماسية الايطالية، إن “الأمر نوقش على مستوى وزراء الخارجية”، وأن “الجانب الأمريكي يرى وبشكل واضح جدا، أنه لا إمكانية لتبادل من هذا النوع”، وإختتم بالقول إن “مشاركة روسيا يمكن أن تكون مفيدة جدا للانتقال السياسي في سورية”، لكن “ليس من خلال

 

لافروف: العراق لم يطلب من موسكو تنفيذ ضربات ضد الدولة الإسلامية على أراضيه

موسكو (رويترز) – نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله يوم الاثنين إن العراق لم يطلب من موسكو تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية على أراضيه.

 

وأضاف أن روسيا مستعدة لاجراء اتصالات مع الجيش السوري الحر.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

 

الكرملين: الضربات الجوية الروسية تهدف لدعم الجيش السوري وتستهدف الإرهابيين

ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في كوبينكا خارج موسكو يوم 16 يونيو حزيران 2015. تصوير: ماكسيم شيميتوف – رويترز

1 / 1تكبير للحجم الكامل

موسكو (رويترز) – قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين يوم الاثنين إن العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الجيش السوري واستهداف الإرهابيين والمتطرفين هناك.

 

وتابع “هدف عملياتنا هو تقديم الدعم للجيش السوري في صراعه ضد التنظيمات والقوى الإرهابية والمتطرفة.”

 

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى