أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 11 كانون الأول 2016

الغارات على إدلب تحصد العشرات والمعارضة ترفض الانسحاب من حلب

لندن، بيروت، حلب، نيويورك – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

قتل عشرات المدنيين نتيجة غارات روسية، على ما رجّح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، استهدفت مناطق عدة في ريف إدلب، ما أدى إلى إغلاق المدارس والأسواق التي أستهدف بعضها بالقصف. جاء ذلك فيما أحرزت القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها تقدماً إضافياً في الأحياء الشرقية من حلب التي رفض مقاتلو المعارضة الانسحاب منها قبل التصويت اليوم على مشروع قرار دولي لوقف النار.

وأفاد «المرصد» بتنفيذ طائرات «يرجح أنها روسية» غارات استهدفت مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل وقرية النقير في ريف إدلب الجنوبي. وتسببت هذه الغارات بمقتل «19 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في معرة النعمان»، وأوضح «المرصد» أن بين القتلى ومعظمهم مدنيون، أربع جثث مجهولة الهوية. وقال مصور لوكالة «فرانس برس» إن الغارات استهدفت سوقاً في المدينة. وأظهرت صور التقطها متطوعون من الدفاع المدني شباناً يعملون على نقل إحدى الضحايا من أمام أحد المحلات.

وفي وقت سابق أمس، استهدفت غارات مماثلة بلدة كفرنبل الواقعة في ريف معرة النعمان وتسببت بمقتل 26 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وفق «المرصد»، فيما قال شهود عيان في كفرنبل لـ «فرانس برس» إن الطائرات الحربية «استهدفت بست غارات منازل المدنيين وسوقاً شعبية مكتظة». وأضافوا أن الأهالي أغلقوا الأسواق والمدارس تخوفاً من غارات إضافية. وعلى جبهة أخرى في إدلب، قتل أمس ستة مدنيين هم امرأتان وأربعة أطفال من عائلة واحدة نتيجة قصف لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على بلدة التمانعة.

في مدينة حلب، واصلت قوات النظام هجومها للسيطرة على كامل الأحياء الشرقية تزامناً مع شنها غارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل مساء الاحد بأن «وحدات من قواتنا تحكم سيطرتها الكاملة على حي كرم الميسر وحي كرم الطحان» وأجزاء من حي قاضي عسكر. وأفاد «المرصد» بمعارك عنيفة دارت خلال النهار في حي كرم الميسر.

وتسعى قوات النظام الى التقدم والسيطرة على حي الشعار والأحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة الى الانسحاب في شكل كامل الى جنوب الأحياء الشرقية.

وأعلنت روسيا، أبرز حلفاء دمشق الأحد إرسالها قافلة تضم أكثر من ثلاثين شاحنة محملة مساعدات إنسانية الى «السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية» في مدينة حلب، وفق ما أعلن الضابط الروسي نيكولاي بونوماريوف للصحافيين ومن بينهم مراسلة «فرانس برس» في غرب المدينة. وتضم قافلة المساعدات التي سيتم توزيعها لاحقاً، ملابس للشتاء وبطانيات ومساعدات غذائية.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة سبعة أيام في حلب يمكن تجديدها بعد ذلك. لكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور هذا القرار.

ويدعو مشروع القرار الى أن «يوقف كل الأطراف في النزاع في سورية، بعد ٢٤ ساعة من تبني القرار، كل الاعتداءات على مدينة حلب بكل أنواع الأسلحة والهجمات البرية والجوية، والسماح العاجل لدخول المساعدات الإنسانية لتلبية الحاجات الملحة لفترة ٧ أيام». كما يطلب أن «يطبق كل الأطراف الوقف الكامل للأعمال القتالية في كل سورية وفق قرار مجلس الأمن ٢٢٦٨ على أن يستثني الوقف الأعمال العسكرية التي تستهدف جبهة النصرة وتنظيم داعش وكل المجموعات الإرهابية وفق تصنيف المجلس»، إضافة الى طلبه «من كل الأطراف وخصوصاً السلطات السورية أن تتقيد فوراً بكل التزاماتها وواجباتها بموجب القانون الدولي، ويؤكد أن الانتهاكات المرتكبة في سورية يجب ألا تمر من دون عقاب».

الى ذلك، أعلنت أربعة من كبرى الفصائل المعارضة في جنوب سورية عن اندماجها في تشكيلٍ جديدٍ أطلقت عليه اسم «جيش الثورة». وقالت في بيان أن هدفها «قتال النظام والتنظيمات الإرهابية التكفيرية».

 

أنقرة تقترح على موسكو «حلب مقابل الباب» وواشنطن وطهران و «النصرة» تعرقل الصفقة

لندن – ابراهيم حميدي

بإعلان موسكو أن واشنطن موافقة على «خروج جميع المسلحين» من شرق حلب ورد بعض الفصائل بتفضيل «الموت في أرض المعركة» وانقضاض «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على مقرات فصائل أخرى بينها «جيش الإسلام»، دخلت عقد إضافية إلى جدول مفاوضات أنقرة بين فصائل حلب والجيش الروسي برعاية تركية التي يمكن أن تسفر عن «صفقة شرق حلب مقابل مدينة الباب».

المفاوضات بين كبريات فصائل «جيش حلب» والجيش الروسي بغياب مباشر لإيران واستبعاد للجانب الأميركي، كانت تتأرجح بين التقدم والمماطلة. وكانت تتناول خروج عناصر «فتح الشام» ومن بايعها مقابل إعلان هدنة وإدخال مساعدات إنسانية بإدارة المجلس المحلي في حلب وتعهد روسي بعدم دخول القوات النظامية والميلشيات الإيرانية تحديداً إلى شرق حلب. وبحسب مسؤول غربي مطلع على المفاوضات، كانت استراتيجية موسكو التفاوضية تقوم على «عدم الاستعجال. مفاوضات ثم ضغط عسكري. هبة ساخنة وهبة باردة لتحقيق هدف خروج جميع المقاتلين من شرق حلب واستعادة السيطرة عليها بأقل كلفة ممكنة رمزياً وسياسياً وعسكرياً وإعلامياً»، إضافة إلى الرهان على انقسامات الفصائل التي بدأت مع بدء الهجوم الأخير على شمال شرقي حلب. وأضاف: «استراتيجية طهران ودمشق مختلفة، وهي دخول حلب بأي ثمن كان وتدمير جميع المؤسسات المدنية والعسكرية والطبية والمحلية التابعة للمعارضة».

في خلفية التفكير التركي، بحسب المسؤول، رغبة في عقد «صفقة: حلب مقابل الباب»، إذ إن فصائل «درع الفرات» المدعومة من أنقرة وصلت إلى أبواب مدينة الباب الخاضعة لسيطرة «داعش» شمال حلب وباتت محاصرة من ثلاثة أطراف، هي: «درع الفرات» المدعوم تركياً، و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية المدعومة أميركياً، والقوات النظامية والميلشيات المدعومة إيرانياً. التفاهم بين موسكو وأنقرة بدعم قيام منطقة خالية من «داعش» بين حلب وتركيا، حاولت أنقرة مد خطه الأحمر بالدخول إلى الباب ليصل إلى مساحة خمسة آلاف كيلومتر مربع. لكن طهران ودمشق ترفضان ذلك لأنهما تعتقدان أن «السيطرة على حلب ستكون هشة وتحت المرمى التركي من مدينة الباب» ذلك جرى ضرب موقع وقتل جنود أتراك. كما أن واشنطن ليست متحمسة لهذا التفاهم باعتبار أنها أبرز الداعمين للأكراد وقتالهم لتنظيم «داعش».

روسيا تراقب هذا التجاذب الإيراني – التركي – الأميركي على حلب- الباب. وكان لافتاً أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أشار إلى أن الجنود الأتراك لم يقصفوا من القوات السورية أو الروسية، ما فسر أنه أشار إلى إيران بالتزامن مع حصول غارات جوية غامضة، أكدت روسيا حصولها، على مواقع لميليشيات مقربة من إيران في ريف حلب.

أنقرة التي تضع عينها على الباب تأمل في تمدد فصائل «درع الفرات» إلى مدينة منبج التي حررتها «قوات سورية» من «داعش». كما تأمل بلعب هذه الفصائل الدور القيادي في تحرير الرقة لطرد «داعش» من عاصمته بدل الاعتماد على «قوات سورية» المدعومة من أميركا. لذلك سهلت الاستخبارات التركية مفاوضات فصائل حلب و «درع الفرات» مع الجيش الروسي، الأمر الذي لم يرق أبداً إلى أميركا علماً أن «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي أي) تدعم بعض فصائل شمال حلب، كما أن واشنطن تدعم عسكرياً واستخباراتياً الأكراد.

الموقف الإيراني الرافض لهذه الصفقة ظهر قبل أيام. لكن المفاجأة، كانت عندما أعلن لافروف أن نظيره الأميركي جون كيري أبلغه الموافقة على «خروج جميع المسلحين» من شرق حلب وليس عناصر «فتح الشام» وحسب كما يجري التفاوض عليه في أنقرة وأن أميركا سترسل خبراء عسكريين إلى جنيف للقاء نظرائهم الروس لبحث هذه الصفقة. وفي حال صح ذلك، مع أن مسؤولين أميركيين نفوا ذلك، هذا تغيير جوهري في موقف واشنطن التي كانت تدعم خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وتضمنت خروج «فتح الشام» فقط بعد الاتفاق على عددهم ضمن آلية «عملية لوزان». وما زاد من التعقيد أن قيادة «حركة نور الدين زنكي» بعثت رسالة إلى مسؤول أميركي، اطلعت «الحياة» على نصها، تضمنت «قرارنا أننا لن نخلي مدينة حلب ولن ننسحب إلى أي منطقة كانت. وشباب (حركة) الزنكي وأهل حلب سيبقون في حلب ولن تخرج وسنموت في حلب». وأضافت: «لم نتلق دعماً منذ قرابة عامين وقبلها كان دعم دول (أصدقاء سورية) مخجلاً وضعيفاً ولن ننتظر منكم دعماً، فقد سمعنا وعودكم كثيراً ولَم نستلم شيئاً… نرجو تبليغ رسالتنا لإدارتكم: نحن في حلب اضطررنا أن نأخذ خيار الموت واقفين».

المفاجأة الثانية التي تطابقت مع نبوءة موسكو التي باتت لاعباً رئيسياً في حلب يوازي أو يتفوق على طهران، كانت لدى قيام عناصر «فتح الشام» بدعم مقرات فصيلي «جيش الإسلام» و «فتح الشام» شرق حلب ومصادرة أسلحة وأموال ومعدات بهدف «أخذ سلاح من قعد عن الرباط». وهو الاتهام الذي كان بعض عناصر «فتح الشام» وجهوه إلى فصائل أخرى خصوصاً تلك التي شاركت في عملية «درع الفرات» وترك معارك حلب، إضافة إلى التوتر القائم بين «فتح الشام» و «جيش الإسلام» في غوطة دمشق.

هذا الاقتحام عزز مقاربة روسيا للتعاطي بالنفس الطويل، ذلك أن «رهانهم هو على الضغط والتفاوض وترك الفصائل تقتل في ما بينها وإبعاد الحاضنة الشعبية عنها»، إضافة إلى إغراء أنقرة بـ «مكسبين» هما منطقة نفوذ شمال حلب وفصل إقليمي الأكراد شمال سورية عن إقليم شمالها لمنع قيام «كردستان سورية» مقابل مزيد من التنازلات في الملف السوري… إضافة إلى الاستمرار في استدراج عروض من واشنطن إلى حين تسلم الرئيس دونالد ترامب.

 

روسيا تتوعد مقاتلي المعارضة الرافضين مغادرة حلب

موسكو، بيروت – رويترز، أ ف ب

توعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الاثنين) مقاتلي المعارضة الرافضين مغادرة المناطق المحاصرة شرق حلب باعتبارهم «إرهابيين»، مؤكداً أن روسيا ستدعم قوات النظام ضدهم، في حين رفضت الفصائل المقاتلة أي اقتراح للمغادرة.

وفيما يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع خلال ساعات يصوت فيه على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في حلب وصفته موسكو بالـ «استفزازي»، تتعرض الأحياء الشرقية لقصف عنيف من قوات النظام، فيما تطلق الفصائل قذائف بكثافة على غرب حلب، تسببت بمقتل طبيبتين روسيتين.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي إن روسيا والولايات المتحدة ستبدآن محادثات في شأن الانسحاب في جنيف مساء يوم غد أو صباح الأربعاء، موضحاً أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري «أرسل مقترحاته في شأن مسارات وتوقيت الانسحاب«.

وأضاف: «نعتقد بأن الأميركيين كانوا يدركون عندما اقترحوا مبادرتهم في شأن انسحاب المسلحين من شرق حلب، الخطوات التي تتعين عليهم وعلى حلفائهم من أصحاب النفوذ على المقاتلين المحاصرين هناك اتخاذها».

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأميركي، لكن كيري أعلن الجمعة الماضي «لقاء سيجري مطلع الأسبوع المقبل في جنيف» لمناقشة سبل إنهاء النزاع في حلب». وأكد الطرفان موافقتهما حصراً على إدخال المساعدات الانسانية والغذائية إلى شرق حلب وإجلاء الجرحى، وفق ما ورد في مبادرة سابقة للأمم المتحدة.

إلى ذلك، هاجم الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشنيكوف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لدعمها الفصائل المسلحة في حلب واعتبر ان «يديها باتت ملطخة بدماء العسكريين الروس»، وذلك بعد مقتل طبيبة عسكرية روسية وأصابة ممرضين بجروح.

وقال كوناشنيكوف: «قتلت طبيبة وأصيب ممرضان بجروح بالغة بعدما استهدف مستشفى ميداني روسي بقذيفة»، وتابع أنه «مما لا شك فيه أن مقاتلين من المعارضة قاموا بهذا القصف. ونعرف من أعطى الإحداثيات الدقيقة للمستشفى».

ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن بعد ساعات مشروع قرار قدمته مصر ونيوزيلندا وإسبانيا، يطالب خصوصاً بإقرار هدنة في حلب لمدة سبعة أيام. لكن لافروف اعتبر أن المشروع «في جزء كبير منه استفزاز ينسف الجهود الروسية الأميركية». وتابع: «مشروع قرار الأمم المتحدة في شأن وقف إطلاق النار سيكون له أثر عكسي، لأنه سيسمح للمسلحين إعادة تنظيم صفوفهم».

وعلى صعيد متصل، رفض فصيلا «نور الدين الزنكي» و«جيش الإسلام» السوريان المعارضان في وقت سابق أي اقتراح لإخراج مقاتليهما من الأحياء الشرقية للمدينة.

وكان قال عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين الزنكي» ياسر اليوسف «أجندة الروس هي القضاء على الثورة في شمال سورية، وهذا لن ينالوه». ودعا «الروس إلى الخروج من حلب وإخراج الميليشيات الطائفية منها ومن سورية، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للسوريين». وشدد أبو عبد الرحمن الحموي من «جيش الإسلام» على أن «الثوار لن يخرجوا من شرق حلب وسيقاومون الاحتلالين الروسي والإيراني حتى آخر نقطة دم».

ميدانياً، يشهد حي الشعار في شرق حلب معارك عنيفة بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام التي تحاصره من ثلاث جهات، بعدما استعادت ليل الاحد – الاثنين السيطرة على حي قاضي عسكر، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ورجح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن تبدأ قوات النظام إذا سيطرت على حي الشعار، «عملية قضم تدريجي» للأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل». وقال  إن قوات النظام تخوض «عملية استنزاف للمقاتلين من الذخيرة عبر فتح أكثر من جبهة في الوقت ذاته» في الأحياء الشرقية.

وعاش سكان شرق حلب ليلة مرعبة تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف. وأمضى كثيرون ليلتهم مختبئين في الطوابق الأرضية ومداخل الأبنية مع زيادة حدة القصف. وسُمع في غرب حلب دوي القصف والغارات على الجزء الشرقي من المدينة بوضوح اليوم، تزامناً مع تصاعد أعمدة الدخان من الأحياء الشرقية.

 

تحطم «سوخوي» روسية قبالة سواحل سورية

موسكو ـ أ ف ب

سقطت طائرة عسكرية روسية من طراز «سوخوي – 33» اليوم (الإثنين) في البحر المتوسط قرب سورية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن الطائرة «تجاوزت مدرج الهبوط على حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف بعدما قامت بمهمة قتالية في سورية»، موضحة أن سبب تحطمها كان «انقطاع الحبل الذي يفترض أن يعلق بالطائرة لتخفيف سرعتها عند هبوطها».

وتابع البيان: «الطيار نجح في قذف نفسه في الوقت المناسب واستخدام المظلة من دون أن يصاب بجروح».

وكانت مقاتلة روسية من نوع «ميغ – 29» تحطمت في البحر المتوسط بينما كانت أيضاً تحاول الهبوط على حاملة الطائرات ذاتها في الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وتشارك حاملة الطائرات الروسية الراسية قبالة الشواطئ السورية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في الضربات الجوية على مواقع المتطرفين والفصائل المسلحة في سورية. وتشن المقاتلات الروسية منذ الثلاثين من أيلول (سبتمبر) الماضي ضربات جوية لدعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

المعارضة السورية رفضت اقتراحاً روسياً للانسحاب من حلب

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أكدت المعارضة السورية في حلب للولايات المتحدة أنها لن تنسحب من المنطقة المحاصرة في المدينة بعدما دعت موسكو الى محادثات مع واشنطن في شأن انسحابها، في مؤشر لمواصلتها القتال حتى بعد إصابة أكبر قادتها.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش يستهدف السيطرة الكاملة على حلب في غضون أسابيع بعدما انتزع السيطرة على مساحات واسعة من شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة في تقدم وجه ضربة كبيرة الى الانتفاضة المسلحة على الرئيس السوري بشار الأسد.

ومع نزوح ما يربو على 30 ألف شخص عن ديارهم بسبب المعارك التي دارت أخيراً، بدأ السكان الذين فروا من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في بداية الحرب، يعودون إلى حي هنانو الذي فقدته المعارضة أخيراً لتفقد منازلهم.

وفي ظل هجوم بلا هوادة قد لا يكون أمام مقاتلي المعارضة أي خيار سوى التفاوض على الانسحاب من شرق حلب المحاصر حيث يعتقد أن هناك عشرات الآلاف من المدنيين.

ويبدو أن دول المنطقة ودول الغرب التي تدعم الانتفاضة لا تعتزم أو لا تستطيع أن تفعل شيئاً لمنع هزيمة رئيسية للمعارضة التي تقاتل لإسقاط الأسد.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة سبعة أيام في حلب يمكن تجديدها بعد ذلك. ولكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور القرار.

والسبت قالت روسيا التي ساعدت قواتها الجوية الحكومة في شرق حلب هذه السنة إنها مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة في شأن الانسحاب الكامل لقوات المعارضة من حلب.

لكن المسؤول الكبير في المعارضة السورية زكريا ملاحفجي الذي يتخذ تركيا مقراً له قال إن جماعات المعارضة التي تقاتل في حلب أبلغت مسؤولين أميركيين السبت أنها لن تترك المدينة. وأضاف أن المسؤولين الأميركيين سألوا مقاتلي المعارضة “هل تريدون الخروج (أم) الصمود؟… نحن رددنا على الاميركيين كالآتي: نحن لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا للميليشيات المرتزقة التي حشدها النظام في حلب… ما ممكن أن نترك بيتنا للأفغاني والعراقي وإلى آخره. هذه أحياؤنا وهذه بيوتنا وهذه مدينتنا ونحن صامدون”.

وأضاف: “سمعوا الجواب وما علقوا بأي شيء”. وأوضح أن مقاتلي المعارضة دعوا “أشقاء وأصدقاء الشعب السوري لأن يقفوا معنا… يصمدوا معنا ما دمنا صابرين وواقفين وفي الوقت نفسه نطالب بشكل عاجل جداً ليس من أجلنا ولكن من أجل المصابين ومن أجل المدنيين بدخول مساعدات طبية وإنسانية من دواء وغداء وإجلاء الجرحى والمصابين”.

ولم تعلق الولايات المتحدة بعد على الاقتراح الذي طرحه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات في شأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة “دون استثناء” من حلب.

 

“اسابيع” للسيطرة على حلب

وتعهد الجيش السوري الذي يدعمه على الأرض مسلحون يضمون جماعات شيعية من العراق وإيران ولبنان سحق المعارضة المسلحة في حلب.

وأفاد المصدر العسكري السوري أن الإطار الزمني للسيطرة على كامل حلب “أسابيع”.

وقال إن الجيش السوري سيواصل تنفيذ العمليات الى حين القضاء على “الإرهابيين” والسيطرة كاملة على الأحياء الشرقية من حلب.

وفي السابق، قالت مصادر موالية لدمشق إن الجيش يستهدف استعادة السيطرة على حلب بالكامل مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 كانون الثاني 2017. والسبب هو تخفيف خطر تحول السياسة الأميركية في شأن سوريا على رغم أن ترامب لمح إلى أنه قد ينهي الدعم الأميركي للمعارضة المسلحة.

وتقدر الأمم المتحدة أن المعارك الأخيرة أدت إلى نزوح نحو 30 ألف شخص توجه منهم 18 ألفاً إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة، بينما ذهب 8500 إلى حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الأكراد ويتنقل الآخرون في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.

وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سوريا ستافان دو ميستورا إن ما يزيد على 100 ألف شخص ربما لا يزالون في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. وأوضح “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن العدد قد يصل إلى 200 ألف شخص.

 

النظام يسيطر على 60 في المئة من حلب الشرقية و46 قتيلاً في غارات يرجّح انها روسية على إدلب

المصدر: (و ص ف، رويترز)

خاضت قوات النظام السوري معارك عنيفة أمس ضد الفصائل المقاتلة في شرق مدينة حلب، مع محاولتها التقدم أكثر في عمق الاحياء الشرقية بعد سيطرتها على أكثر من 60 في المئة منها.

تحدّث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن “معارك عنيفة بين الطرفين تتركز في حي كرم الميسر، تزامناً مع استمرار الاشتباكات على أطراف أحياء الجزماتي وكرم الطراب وطريق الباب” وهي ثلاثة أحياء تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة عليها تماماً السبت.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري ان “وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تواصل تقدمها فى الاحياء الشرقية لمدينة حلب وتعيد الامن والاستقرار الى دوار الجزماتى ودوار الحلوانية”.

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة من حي الجزماتي فيما كان دوي المعارك والغارات يسمع بقوة في الاحياء المجاورة.

وبدأت قوات النظام هجوماً في 15 تشرين الثاني لاستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب، وتمكنت منذ نهاية الاسبوع الماضي من السيطرة على القطاع الشمالي وأحياء أخرى مجاورة. وأفاد المرصد أن القوات النظامية باتت تسيطر على أكثر من 60 في المئة من مساحة الاحياء الشرقية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “قوات النظام تسعى الى التقدم والسيطرة على حي الشعار والاحياء المحيطة بهدف دفع الفصائل المقاتلة الى الانسحاب بشكل كامل الى جنوب الاحياء الشرقية”.

وجددت المعارضة السورية مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الهجوم على شرق المدينة.

ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان “مجلس الأمن وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة الى الاضطلاع بمسؤولياتها والعمل الفوري لإيقاف القصف والمجازر التي تتعرض لها مناطق عدة في سوريا وحلب بشكل خاص”.

وطالبت بـ”السعي الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة” بعدما “أصبحت حلب مدينة منكوبة مهددة بكارثة كبرى”.

وبعد أيام من سيطرتها على القطاع الشمالي في شرق حلب، دعت قيادة الجيش السوري “سكان الأحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة الى منازلهم” بعد اعادة “الامن والاستقرار” الى تلك الأحياء.

وبعد توقف استمر أكثر من أربع سنوات، عاودت السبت أوتوبيسات النقل الحكومية رحلاتها من غرب مدينة حلب الى الاحياء الشرقية. وتوجه مئات الاشخاص لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.

وأعلنت روسيا، أبرز حلفاء دمشق، ارسالها قافلة تضم أكثر من 30 شاحنة محملة مساعدات انسانية الى “السكان الذين عانوا خلال العملية العسكرية” في مدينة حلب.

 

عشرات القتلى في غارات

وأعلن المرصد ان 46 شخصاً غالبيتهم من المدنيين قتلوا من جراء غارات شنّتها طائرات “يرجّح انها روسية” على مناطق عدة في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا.

واستهدفت الغارات مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل وقرية النقير في ادلب.

وتسببت هذه الغارات، استناداً الى المرصد، بمقتل “19 شخصاً على الأقل بينهم أطفال في معرة النعمان” في ريف ادلب الجنوبي.

وأوضح المرصد ان بين القتلى، ومعظمهم مدنيون، أربع جثث مجهولة الهوية. وقال مصور لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان الغارات استهدفت سوقاً في المدينة.

 

دو ميستورا

والسبت، جدّد المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دو ميستورا من روما دعوة “روسيا وايران” الى استخدام “نفوذهما” لاقناع دمشق بالتفاوض جدياً. وقال: “حان الوقت الان للبدء بمفاوضات فعلية”، متوجهاً بالحديث الى الرئيس السوري بشار الاسد: “اتصل بالامم المتحدة للقول: +انا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية+”.

وصرح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” بان تقدم قوات النظام السوري في مناطق شرق حلب لا يمثل “انتصاراً للاسد” أو حليفه الروسي فلاديمير بوتين. وقال: “من المستحيل تصور ان ملايين الشعب السوري ستتصالح مع نظام يقوده الاسد … هناك ملايين السوريين الذين لن يقبلوا هذه النتيجة وسيواصلون القتال، ولذلك فان أفضل نتيجة للرئيس بوتين ودماه الذين يدعمهم هو الجلوس الى طاولة المفاوضات والتوصل الى اتفاق يبعد سوريا عن نظام الاسد”.

 

حلب: خطوط المسلحين تتآكل.. والجيش يطاردهم

محمد بلوط

لا أحد يعرف تماماً أين سيكون الجيش السوري داخل حلب لحظةَ كتابة هذه السطور. فمع السرعة التي تقدمت بها وحداتُه داخل ما تبقى من أحياء وسط وجنوب شرق المدينة، وتآكل خطوط دفاع المجموعات المسلحة، بات من الصعب جداً تثبيت خريطة انتشار المجموعات المسلحة أكثر من ساعات، أو رسم الجبهات الجديدة التي لا يستريحُ الجيش السوري عندها إلا قليلاً، لاستعادة الأنفاس، وإرسال المزيد من التعزيزات، ومواصلة عملية لم تتوقف منذ أن انهارت خطوط دفاع المسلحين في حي هنانو، وسقطت الأحياء الشمالية الشرقية دفعة واحدة في يده.

وخلال الساعات الماضية، وبسبب سرعة انسحاب المسلحين، بدت عمليات الجيش مطاردة للمجموعات المسلحة، أكثر منها اشتباكات، بين وحداته التي استطاعت خلال 24 ساعة انتزاع أحياء كروم الجزماتي والطراب والميسر والقاطرجي، وطريق الباب، واختراق حي الشعار. وخلافاً لكل الحسابات والتحليلات التي رأت أن الجيش السوري سيحتاج الى المزيد من الوقت لتثبيت خطوط الإسناد الجديدة، قبل مواصلة الهجوم، في أحياء حلب الجنوبية الشرقية التي يمكن للمجموعات المسلحة تنظيم الدفاع عنها بطريقة أفضل، لاكتظاظها العمراني، واتساع الكتل الخرسانية فيها، متيحةً للمدافعين عنها إبطاء تقدم الجيش، تسارع إيقاعُ العمليات لليوم الثامن على التوالي، بالاعتماد على تكثيف غارات الطيران، ودخول الطيران المروحي السوري الى سماء المعركة، لاصطياد القناصة، وحماية تقدم أرتال وحدات الاقتحام في كرم الميسر والقاطرجي.

وبخلاف الأيام الماضية التي أتيح فيها لـ «جبهة النصرة»، و «جيش حلب»، استرداد نصف حي الشيخ سعيد، الهضبة المطلة على ما تبقى من أحياء جنوب شرق حلب، لم يُقيّض لها أن تعيد الكرة، وأن تنظم أي هجوم مضاد، لاسترداد الأرض التي فقدتها خلال عمليات أمس. واستطاعت عمليات الجيش السوري التقدم من شرق المدينة عبر كرم الطراب، لتشقّ طريقها وسط المجموعات المسلحة المنتشرة جنوب شرق المدينة، نحو قلعة حلب. وكانت قوات الطليعة في هذه العملية قد تمكنت من قضم مواقع المسلحين، حيث تفصلها بضع مئات من الأمتار عن جدران القلعة المشرفة على أحياء حلب القديمة. واذا ما استطاع الجيش الوصول اليها في الساعات المقبلة، فسيسقط من يد المسلحين خيار تنظيم مقاومة طويلة الأمد، في شبكات أنفاقها وممراتها السفلية. ويقول خبير حلبي لـ «السفير» إن معظم هذه الأنفاق قد دُمّر خلال القتال حول القلعة، ومحاولات المسلحين الفاشلة، للوصول اليها ودخولها خلال أربعة أعوام من القتال.

لا يلوح مخرجٌ سياسي في الأفق، ولا باصات تنتظر المسلحين حتى الآن على معابر حلب لإخراجهم الى ادلب، أسوةً بأكثر من خمسة آلاف مسلح غيرهم هذا العام، جاؤوا من الوعر في حمص، وداريا، وقدسيا، والهامة، وخان الشيح في ريف دمشق.

ويبدو المخرج السياسي الذي يعد له الروس والأتراك بعيداً جداً، خصوصاً أن المفاوضات التي تدور مع ممثلي المجموعات المسلحة، لا تبحث سوى عن تنظيم سحب المسلحين من حلب، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وليست الإطالة، أو التأجيل المستمر لمواعيد المفاوضات التي تجري في أنقرة، بين الروس، والأتراك، وبطلب منهم، وبين المجموعات المسلحة، سوى محاولة روسية – تركية لكسب الوقت، والإعداد لما بعد حلب، وتحديد مستقبل أرياف شمال حلب والأكراد، وبناء تفاهم جديد يستند هذه المرة الى الانتصارات الميدانية التي تحققت، والى الاستعداد الذي يبديه رجب طيب أردوغان للتعاون مع الروس في الرهان على الميدان لفرض خطة انسحاب على المجموعات التي جاءت الى أنقرة. وباستثناء «جبهة النصرة» التي رفضت الانسحاب أو التفاوض، تشارك في مفاوضات أنقرة كل من «الجبهة الشامية»، و «أحرار الشام»، و «نور الدين الزنكي»، و «جيش المجاهدين»، و «استقم كما أمرت»، و «فيلق الشام»، ومجموعات أخرى لا وجود لها على جبهات حلب، كـ «المعتصم» و «فرقة الحمزة»، و «الفرقة 51»، لكن الأتراك الذين يموّلونها، ويديرونها، منحوها مقعداً للتأثير على سير المفاوضات بالاتجاه الذي يسهّل تنفيذ التفاهم مع الروس، ويفتح مرحلة ما بعد حلب.

واذا كان الروس يسعون بقوة الى إخراج المسلحين من حلب، بغض النظر عن الوجهة التي سيذهبون اليها، مع تفضيل إرسالهم الى ادلب، التي ستكون معركتها، الأخيرة على الأرجح في سوريا، محرقة المجموعات «الجهادية»، فإن الأتراك بحسب مصادر عربية يطرحون على المفاوضين وجهة سياسية وميدانية مختلفة. إذ تفضل أنقرة أن يخرج مسلحو حلب من الحصار، للانضمام الى عملية «درع الفرات»، لتطوير عديدها وتوسيع المواجهة مع الأكراد، في منبج وحولها، وتلافي إرسال المزيد من القوات التركية الى المنطقة.

وفي اتصال هاتفي مع «السفير»، قال زكريا ملاحفجي، عضو المكتب السياسي في تجمع «استقم كما أمرت»، «أتصور أن حلب لم تعد أولوية تركية، إن أولوية تركيا اليوم هي درع الفرات وحماية حدودها».

وبديهي أن التحالف حول الجيش السوري، من «حزب الله»، الى المجموعات العراقية المقاتلة، فإيران التي أرسلت قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني الى حلب، فالروس الذي يشرفون على تنسيق العمليات عبر الجنرال سيرغي سيفركوف، وحتى قوات النخبة التي يقودها العقيد سهيل النمر، قد ألقوا جميعاً بثقلهم في هذه المعركة، التي ستحدد الى حد كبير مستقبل سوريا. والوقت هو العامل الذي لا يملك التحالف السوري – الروسي الكثير منه، لطيّ صفحة حلب والإعداد لما بعدها، خصوصاً أن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد وضع تفكيك التحالف السوري – الإيراني على رأس لائحة أهدافه، كما يقول وزير الدفاع الجديد الجنرال جايمس ماتيس، الذي يعتبر الساحة السورية أحد ميادين احتواء إيران.

وكان لافتا تصويت مجلس الشيوخ الأميركي على بندين في ميزانية وزارة الدفاع الأميركية، قبل أربعة أيام، تجيز لها تزويد المجموعات السورية «التي يتم فحصها» بصواريخ وأسلحة مضادة للطائرات، وتمديد برنامج تدريب المجموعات «المعتدلة» لعامين. وكان لافتا أكثر أن التصويت على القانون الذي لا يزال ينتظر تصديقاً نهائياً عليه في الأيام المقبلة في الكونغرس لكي يصبح نافذاً، قد خضع لتصويت في مجلس النواب، في نص مغاير تماما يدعو الى حظر تزويد المعارضين السوريين بتلك الأسلحة، والاكتفاء بعام وحيد من تمديد برنامج «المعارضين». ويقف السناتور جون ماكين وراء التعديلات التي سيكون لها أثر على مستقبل الصراع، وفق الأسلحة التي يمكن للبنتاغون أن يزوّد بها «المعارضة»، وما اذا كانت أسلحة غربية تحتاج لأشهر طويلة من التدريب، قبل إرسالها الى الميادين، أو الاكتفاء بصواريخ روسية الصنع، يعرفها المقاتلون السوريون، ويمكن استخدامها في وقت أقصر، دون الفعالية المرجوة، لقدم الأنواع التي بحوزة الدول المصنعة خارج روسيا.

 

وماذا بعد حلب؟

لا يبدو أن الحسم في حلب سيحسم الأزمة في سوريا، ليس لان ذلك ما قالته وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، بل لان الحسم يصل متأخرا عاماً، مع انخراط الاتراك في الشمال السوري، وهو ما يطيل عمر الازمة، فضلا عن نزول الأميركيين في المنطقة بأكثر من ست قواعد عسكرية على الارض السورية، الى جانب الأكراد.

ولكن الانتصار في حلب يحسم نهائياً النقاش في طبيعة العملية السياسية، والحل السياسي ومستقبل الرئيس بشار الأسد، الذي يخرج من المعارك منتصراً من رهانه على تثبيت سلطة الجيش السوري على المدن الأساسية السورية الكبرى، من الطوق الدمشقي، فحمص، وحماه، وحلب، ودرعا، وأجزاء مهمة من أريافها. كما أن جميع الأطر التي كانت تدعو الى حكومة انتقالية، تضع الرئيس بشار الأسد خارج منصبه خلال سنوات، قد سقطت مع انتصار حلب. ويستدعي ما بعد حلب من الولايات المتحدة وروسيا، التفاهم على إطار جديد يأخذ ميزان القوى الجديد بعين الاعتبار، وصعود عنصر القوة العسكري السوري في المعادلة الداخلية والخارجية، وصوغ إطارٍ جديد في مجلس الأمن. ولم يعد بيان جنيف صالحاً في صيغته الحالية إطاراً للحل، فقد عكس عند كتابته ما كانت عليه موازين القوى في 30 حزيران 2012، عندما كانت المعارضة السورية المسلحة تشن هجمات من داخل أحياء التضامن والميدان، على العاصمة نفسها، وتهدد الدولة السورية بالسقوط، وتطوّق دمشق في الغوطة والقلمون وطرق الإمداد وخطوط مواصلات الجيش السوري نحو جميع المحافظات.

وليس رمزياً فحسب أن قوافل الانسحاب وترحيل المسلحين من ميادين المعارك المختلفة في أرياف دمشق وغوطتها وحمص، اتخذت إدلب مقصدا لها. اذ بعد حلب ستعود المجموعات المسلحة في سوريا من حيث جاءت قبل خمسة أعوام، من الأرياف التي غزت منها المدن السورية الكبرى. وتسلك الأزمة والمجموعات المسلحة ما بعد هزيمتها في حلب مساراً مشابهاً لما شهدته الجزائر في عشريتها السوداء (السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي)، عندما استطاع الجيش الجزائري استئصال المجموعات الجهادية من المدن، وإنزال عبد الرزاق علواش وجيش الإنقاذ من الجبال، عبر مصالحات وتسويات، وتحويل العنف الجهادي، الى عنف رسوبي مقتصر على بعض العمليات التي تقوم بها المجموعات الجهادية المعزولة في الجبال، من دون أي أفق سياسي، وبعيدا عن أي بيئة حاضنة، عاجزة عن تشكيل تهديد جدي لاستقرار الجزائر.

أما التفاهم الروسي مع الأتراك، الذي نجح بإبعادهم عن حلب، فالأرجح أن ما بعد حلب سيعيد صوغ هذا التفاهم الذي لم تلتزم به أنقرة، والذي لم تعارضه دمشق في البداية عندما كان يقتصر على دخول الأتراك 12 كيلومتراً بعد جرابلس، والحصول على منصة قريبة من منبج لمراقبة وحدات حماية الشعب الكردية، والتدخل لمنع تقدمها نحو غرب الفرات، وتشكيل كيان فدرالي. وقد يلجأ الروس الى تجديد هذا التفاهم، على ضوء الانتصار الجديد، وتوسيع منطقة انتشار الأتراك، في الشمال السوري، لضمان عدم تقدم الأكراد مجدداً نحو عفرين، وفتح ممر بين كانتونات عين العرب كوباني وعفرين.

وهناك مؤشرات على أن الجيش السوري، الذي سيضع انتصار حلب في متناوله أكثر من 20 ألف مقاتل إضافي لزجّهم في جبهات اخرى، قد يتجه مجددا الى مدينة الطبقة، بعد تحرير مدينة الباب وتصليب خطوط دفاعه عن عاصمة سوريا الاقتصادية، ومنع المجموعات المسلحة، من «درع الفرات»، من تهديد تخومها الشمالية الشرقية، أو الاقتراب من مطار كويرس.

وهناك مؤشرات كثيرة تفيد أن ما بعد حلب قد يشهد ولادة تحالف عراقي سوري إيراني أوضح، وانخراط «الحشد الشعبي» العراقي بشكل أكبر في المعارك من أجل استعادة هذه المدينة. وكان مجلس النواب العراقي قد صوّت قبل أيام على دمج الحشد في قطعات الجيش العراقي، وهو ما يسهّل، شكلياً على الأقل، استدعاء قوات عراقية لمساندة عمليات الجيش السوري في الرقة. وكان فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني، قد قال إن «قوات الحشد قد تضطر للدخول في مناطق سورية لردع تنظيم داعش الإرهابي»، ولكن سوريا عبّرت عن رغبتها بإشراك «الحشد» في جبهاتها عندما قال القيادي في الحشد هادي العامري، منتصف الشهر الماضي، إن «الحكومة السورية برئاسة بشار الأسد قد وجّهت دعوة لقيادات الحشد لدخول سوريا، بعد تحريرها العراق من داعش».

 

تسجيل مسرّب لميشال كيلو: السّعوديّة تُدير الفوضى في سوريا

انتشر تسجيل صوتي مسرّب نُسب إلى المعارض السّوري ميشال كيلو يهاجم فيه كلّاً من السعودية و”الائتلاف السّوري المعارض”.

وعرض كيلو في التّسجيل معطياتٍ خلال جلسةٍ حواريّة مغلقة مع عددٍ من الشّخصيّات، متحدّثاً عن بعض ما جرى خلال لقائه إحدى الشّخصيّات السّعوديّة البارزة.

واتّهم كيلو، في التّسجيل، “جماعة السّعوديّة” بأنّها “لا تملك “حسّاً تاريخيّاً ولا واقعيّاً ولا وطنيّاً ولا عروبياً ولا إسلاميّاً ولا أي حس أبداً”، موضحاً أنّ الشّخصية السعودية التي التقاها توعّدت بقصف قصر الرئيس السوري بشار الأسد في الشّام، ومشيراً إلى أنّه ردّ على الشّخصية السعودية بالقول “لا تقصفوا من عندكم أو من عند غيركم، إذا كنّا بحاجة إلى الأموال، فاعتبروها ديناً على سوريا المقبلة، وإذا كنّا بحاجة إلى سلاح، فخذوا مقابله أموالاً، لكن اتركونا نحن نعمل، أما أن تجبروننا على رؤية سوريا بعيونكم فهذه كارثة”.

وأضاف كيلو متوجّهاً بالحديث إلى الشّخصية السعوديّة “أنت يجب أن ترى سوريا بعيوني، أنا أعرفها أفضل منك ومن أجهزتك الّتي تكتب لك التّقارير”، موضحاً أنّه أخبر السّعودي في منزله وداخل مكتبه أنّ “الخليج يدمّر أحسن بلد في العالم العربي والإسلامي اسمه سوريا”.

واعتبر المعارض السوري أنّ “هؤلاء الّذين يريدون تحرير سوريا يكرهون الديموقراطية”، مضيفاً “منذ اليوم الأوّل كان واضحاً أنّ الخليج وإسرائيل لا يريدون بلداً ديموقراطيّاً أو بلداً محكوماً إسلاميّاً، هم يريدون بلداً يعيش في الفوضى لأنّهم لا يملكون بديلاً مقبولاً لهم، فلا الديموقراطية أو الحكم الإسلامي يناسبهم، وحتّى الآن يقومون بإدارة الفوضى”.

وتوعّد كيلو بأنّ الفوضى “ستنتهي بتدميرهم إن شاء الله”. كما استهزأ بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قائلاً “هؤلاء جماعة قاصرون عقليًا، وطويل العمر، من هذا طويل العمر تبعهم الملك سلمان، أنا أتحدّى أي شخص أن يتمكّن من الحديث معه لنصف دقيقة لأنّه لا يملك شيئاً”.

وعن نجله محمّد بن سلمان تساءل المعارض السّوري كيف أنّ “كلّ الآمال معلّقة عليه”، معتبراً أنّه “يعيش في الهواء”.

ورأى أنّ السعوديّين لا يستطيعون “رسم خطّة أو قيادة عمليّة”، معتبراً أنّ أغلب الشّعب السعودي “سلفي وجهادي وليس غائباً عن الوعي”.

(“موقع السّفير”)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى