أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 13 كانون الثاني 2017

 

أنقرة تشدد ضغوطها على المعارضة السورية

موسكو، لندن، باريس، نيويورك – «الحياة»

كثّف الكرملين اتصالاته لضمان إجراء مفاوضات آستانة السورية في موعدها المقرر مبدئياً في 23 الشهر الجاري، فيما ترددت معطيات عن احتمال تنظيم لقاء لمعارضين سوريين في موسكو بهدف وضع «لائحة موحدة للمعارضة إلى محادثات جنيف» التي ستُجرى الشهر المقبل برعاية الأمم المتحدة. وكررت روسيا، في شكل أكثر صراحة أمس، أن وادي بردى قرب دمشق ليس مشمولاً بوقف النار، في وقت تقدّمت القوات النظامية السورية في عمق الوادي، وأكدت الأمم المتحدة ابرام الحكومة السورية اتفاقات مصالحة محلية مع بعض القرى، محذّرة من «تصعيد عسكري» في بقية القرى الرافضة الانضمام إلى التسوية.

وتحرّكت أنقرة أمس لمواجهة مساع بدأها أكراد يزورون واشنطن بهدف فتح مكتب للإدارة الذاتية الكردية السورية في العاصمة الأميركية، خلال المرحلة الانتقالية بين إدارتي الرئيس باراك اوباما والرئيس المنتخب دونالد ترامب. وتزامن ذلك مع تشديد مسؤولين أتراك ضغوطهم على فصائل معارضة للموافقة على المشاركة في مفاوضات آستانة وفق الترتيبات المتفق عليها مع الجانب الروسي، وذلك رداً على شروط وضعها قادة فصائل من المعارضة المسلحة.

وفوجئ الجانبان الروسي والتركي، مساء أول من أمس، بتقديم قادة معارضين سوريين ورقة تتضمن «شروطاً» للمشاركة في آستانة، شملت وقف انتهاكات وقف النار في وادي بردى والغوطة الشرقية، ووقف المصالحات التي تفرضها الحكومة في ريف دمشق، وجدولاً زمنياً وبرنامجاً للمفاوضات. وقالت مصادر مطلعة إن أنقرة مارست ضغوطاً شديدة على الرافضين وطلبت منهم الذهاب إلى آستانة «وفق الترتيبات» المقترحة، ومناقشة خروق وقف النار ومطالب الفصائل هناك، إذ أنها «تعتبر الهدنة صامدة رغم الخروق».

وبرز أمس تطور عزز اتفاقات موسكو وأنقرة، تمثل بزيارة وفد كردي ضمن «مجلس سورية الديموقراطي» واشنطن. وقال مسؤول كردي لـ «الحياة» إن الوفد يضم رئيسة المجلس الهام احمد وبسام اسحاق وانهما سيلتقيان المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي روبرت مالي، لافتاً إلى أن الادارة الأميركية «تدرس في شكل ايجابي» طلب الادارة الذاتية فتح مكتب لها في واشنطن. وأثارت زيارة الوفد الكردي غضب أنقرة، إذ قال الرئيس رجب طيب أردوغان الخميس إنه لا يحق لأحد أن يزعم أن «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع العسكرية لحزب «الاتحاد الديموقراطي» ليست لها صلات بالمسلحين الأكراد في تركيا، أي «حزب العمال الكردستاني»، بعدما أعاد الجيش الأميركي نشر بيان على «تويتر» لتحالف «قوات سورية الديموقراطية» نفى وجود صلة بـ «الكردستاني» الذي تعتبره أنقرة «تنظيماً ارهابياً».

وتحدث الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا عن تطورات الوضع في وادي بردى، وقال في جنيف أمس: «المعلومات التي نملكها تفيد بأن خمس قرى في منطقة الوادي توصلت الى اتفاق مع الحكومة وهذا نبأ سار … لكن قريتين، خصوصاً حيث يقع النبع، لم تتوصلا إلى اتفاق. هناك خطر، خطر ممكن، خطر وشيك من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري». وجاء تصريحه في وقت أكد «الإعلام الحربي» لـ «حزب الله»، المشارك في معارك وادي بردى، أن «الجيش السوري تقدم في بسيمة وصولاً إلى جسر وجامع البلدة بوادي بردى»، مشيراً إلى «قتلى وجرحى في صفوف جبهة النصرة والفصائل الأخرى».

في باريس، قال الرئيس فرانسوا هولاند أمام أعضاء السلك الديبلوماسي إن الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يكون هو الحل لسورية لأنه سبب الأزمة في بلده، لكنه أكد ضرورة إشراكه في أي مفاوضات من أجل إنهاء النزاع. وشدد على أن أي مفاوضات يجب أن تقوم على أساس «بيان جنيف» للعام 2012 الذي ينص على إنشاء هيئة حكم انتقالية.

وفي نيويورك أعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور في بيان أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على الجيش السوري والقوات الجوية والبحرية السورية، إضافة الى ١٨ ضابطاً رفيعاً في الجيش والاستخبارات.

وبلغ عدد المدرجين على لائحة العقوبات الأميركية وفق البيان ٢٤ شخصاً ومؤسسة «رداً على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية».

وقالت إن الأشخاص هم: حسن الحسن (كولونيل في الاستخبارات الجوية)، ومحمد بلال (كولونيل في الاستخبارات الجوية)، ومحمد خالد رحمون (قائد الأمن السياسي)، واللواء ياسين أحمد ضاحي، ومدير الاستخبارات العسكرية اللواء محمد محمود محلا، وقائد سلاح الجو والدفاع الجوي اللواء أحمد بلول، واللواء بديع معلا، وسواهم.

وضمت المؤسسات المشمولة بالعقوبات، القوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي، والجيش، والبحرية، والحرس الجمهوري، ومنظمة الصناعات التكنولوجية.

واعتبرت باور أنه «كان على مجلس الأمن الذي شكل لجنة التحقيق» التي توصلت الى تأكيد استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية أن «يتخذ إجراءات لمحاسبة هؤلاء الأفراد والمؤسسات، وإخضاعهم لمحاكمة أمام محكمة مستقلة».

وقالت أنه «الى أن يقوم مجلس الأمن بمحاسبة هؤلاء المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية، فإن الولايات المتحدة وشركاءها «سيتخذون إجراءات للقيام بهذه المهمة والتأكد من إنهاء الحصانة على الذين قصفوا مواطنيهم بالغاز».

ودعت باور روسيا وإيران «اللتين تعملان عن قرب مع الحكومة السورية، الى فعل المزيد لوقف هذه الأعمال الوحشية ودعم إجراء محاسبة على الأعمال التي أجمع العالم على تجريمها». كما دعت الدول التي ترفض استمرار الحصانة على هؤلاء المسؤولين الى «أتخاذ إجراءات لمحاسبة هؤلاء الأفراد والمؤسسات المتورطين في هذه الأعمال النافرة».

 

وفد كردي في واشنطن لـ «فتح» مكتب للإدارة الذاتية

لندن – إبراهيم حميدي

صعّدت أنقرة من ضغوطها على فصائل مسلحة وسياسية لقبول أسس المشاركة في مفاوضات آستانة في موعدها في ٢٣ الشهر الجاري، رداً على سلة شروط خطية تقدمت بها المعارضة إلى تركيا لنقلها إلى الجانب الروسي، في وقت برزت أزمة بين أنقرة وواشنطن على خلفية قيام وفد كردي ضمن «مجلس سورية الديموقراطي» بقيادة الهام أحمد بزيارة العاصمة الأميركية لبحث فتح مكتب للإدارة الذاتية.

وعقدت في أنقرة اليومين الماضيين سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولين روس وأتراك وقادة فصائل مقاتلة وأخرى سياسية واجتماع موسع لحوالى مئة شخصية معارضة تمهيداً لمفاوضات آستانة في ٢٣ الشهر الجاري. وفوجئ الجانبان الروسي والتركي بتقديم قادة معارضين ورقة تتضمن «شروطاً» للمشاركة في آستانة، شملت وقف انتهاكات وقف النار في وادي بردى والغوطة الشرقية لدمشق، ووقف المصالحات التي تفرضها الحكومة السورية في ريف دمشق، وجدولاً زمنياً وبرنامجاً للمفاوضات، إضافة إلى مشاركة «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة التي تجتمع في الرياض وتلقت نصائح من دول حليفة في «مجموعة أصدقاء سورية» بضرورة المشاركة وسط وجود نية لدى المنسق العام رياض حجاب بإرسال وفد قد يكون من خبراء داعمين للفصائل المقاتلة تمهيداً لمفاوضات جنيف التي ينوي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عقدها بعد ٨ الشهر المقبل.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن اجتماع الفصائل كشف وجود كتلتين: الأولى، مستعدة للرهان على الاتفاق الروسي – التركي والذهاب الى آستانة. الثانية، تضع شروطاً للمشاركة في هذه المفاوضات. لكن اللافت أن أنقرة مارست ضغوطاً شديدة على الرافضين وطلبت منهم الذهاب الى آستانة «وفق الترتيبات» المقترحة ومناقشة خروقات وقف النار ومطالب الفصائل هناك إذ انها «تعتبر الهدنة صامدة رغم الخروقات». واستدعت هذه التطورات محادثات اضافية بين موسكو وأنقرة لتذليل بعض العقبات «ما يعني أن المفاوضات ستعقد في آستانة وإن كانت تأخرت بضعة أيام باعتبار أن هناك تمسكاً روسياً – تركياً بانجاح التفاهمات المشتركة».

وبرز أمس تطور عزز اتفاقات موسكو وأنقرة، تمثل بقيام وفد كردي ضمن «مجلس سورية الديموقراطي» بزيارة واشنطن. وقال مسؤول كردي لـ «الحياة» إن الوفد يضم رئيسة المجلس الهام أحمد وبسام اسحاق وأنهما سيلتقيان المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك ومسؤول الشرق الاوسط في مجلس الأمن القومي روبرت مالي، لافتاً إلى أن الادارة الأميركية «تدرس في شكل ايجابي» طلب الادارة الذاتية فتح مكتب لها في واشنطن وان المحادثات ستتناول البعد السياسي في العلاقة الثنائية وتطورات معركة الرقة وطرد «داعش» منها بمشاركة «قوات سورية الديموقراطية» (تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية وقوات عربية) التي من المقرر أن تنتهي مرحلتها الثانية في منتصف الشهر المقبل و «إحكام عزل الرقة عن محيطها» تمهيداً للمرحلة اللاحقة التي تتضمن بحث تحرير الرقة والأطراف المشاركة في المعارك والمشاركة في حكم الرقة في «اليوم التالي» لما بعد تحريرها.

وأثارت زيارة الوفد الكردي غضب أنقرة. إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس أنه لا يحق لأحد أن يزعم أن «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع العسكرية لـ «الاتحاد الديموقراطي» ليست لها صلات بالمسلحين الأكراد في تركيا، أي «حزب العمال الكردستاني»، بعدما أعاد الجيش الأميركي نشر بيان على موقع «تويتر» لتحالف «قوات سورية» نفى وجود صلة بـ «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبرة أنقرة «تنظيماً ارهابياً».

وتزامن هذا مع اقتراب موعد قيام وفد من الادارة الذاتية الكردية السورية بزيارة الى القاعدة الروسية في حميميم غرب سورية لاجراء حوار مع ممثلي الحكومة السورية ازاء قضايا سياسية تتعلق بالدستور والعمليات العسكرية واللامركزية في سورية على أساس وحدات إدارية وليس عرقية أو دينية أو طائفية.

 

مقاربة اوروبية

وأبلغت مصادر أوروبية «الحياة» أن جولة ثانية من الاجتماعات في إطار مبادرة الاتحاد الأوروبي الإقليمية حول مستقبل سورية تعقد في بروكسيل بمشاركة كبار المسؤولين من الاتحاد الأوروبي ودول إقليمية بينها الإمارات ومصر والأردن ولبنان وتركيا وقطر. ونقلت عن مسؤولة الشؤون الخارجية فديريكا موغيريني قولها إن هذه «المبادرة أقرت من رؤساء الدول الاوروبية وتم بحثها مع دول إقليمية» ونصت على ربط إعادة الإعمار في سورية بإجراء انتقال سياسي حقيقي. وأوضحت المصادر: «تجري المبادرة بدعم وتنسيق كاملين مع المفاوضات السورية – السورية التي سيجريها دي ميستورا وفي ضوء مؤتمر بروكسيل حول سورية الذي سيستضيفه الاتحاد الأوروبي الربيع المقبل، على أساس التزام أوروبي بالمساهمة في انتقال سياسي في سورية كما هو متفق عليه في قراريْ مجلس الأمن الرقم 2254 و 2118». وتعمل شخصيات معارضة على عقد ورشة عمل أخرى في بروكسيل بداية الشهر المقبل.

 

دمشق: صواريخ إسرائيلية على مطار المزة العسكري

عمّان، بيروت – رويترز، أ ف ب

قالت قيادة الجيش السوري اليوم (الجمعة)، إن إسرائيل أطلقت صواريخ على مطار المزة وحذرت تل أبيب من تداعيات ما قالت إنه اعتداء «سافر». فيما قتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم انتحاري في حي كفرسوسة جنوب شرقي دمشق، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ونقل التلفزيون السوري عن الجيش قوله إن صواريخ عدة أطلقت من منطقة قرب بحيرة طبرية في شمال إسرائيل بعد منتصف الليل مباشرة سقطت في مجمع المطار وهو منشأة كبيرة لقوات الحرس الجمهوري.

وقالت قيادة الجيش في بيان «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذر العدو الإسرائيلي من تداعيات هذا الاعتداء السافر وتؤكد حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه وبتر الأذرع التي تقف وراءه». ولم يكشف البيان عما إذا كانت هناك إصابات أو خسائر في الأرواح لكنه قال إن الصواريخ تسببت في اشتعال حريق.

وأظهرت لقطات مصورة جرى تحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي وابلاً من النيران يلتهم مناطق عدة في مجمع المطار وشوهدت سحابة هائلة من الدخان في منطقة المطار من على مسافة في أحياء عدة من العاصمة.

وكان التلفزيون الرسمي السوري قال في وقت سابق إن تفجيرات كبيرة عدة أصابت مجمع مطار المزة العسكري القريب من دمشق، وإن سيارات الإسعاف هرعت إلى المنطقة. ولم يذكر أي تفاصيل.

واستخدم المطار الواقع إلى الجنوب الغربي من العاصمة قاعدة لإطلاق الصواريخ على مناطق خضعت في السابق لسيطرة المعارضة المسلحة في ضواحي دمشق.

وفي 7 كانون الأول (ديسمبر) استهدفت صواريخ «أرض – أرض» إسرائيلية محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما أفادت «سانا». وكانت تلك المرة الثانية خلال ثمانية أيام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع بالقرب من دمشق من دون أن تتضح أهدافها تماماً.

من جهة ثانية، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم انتحاري في حي كفرسوسة جنوب شرقي العاصمة دمشق، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». والتفجيرات نادرة في دمشق لكن تستهدفها قذائف يطلقها مسلحو المعارضة من مناطق يسيطرون عليها بالقرب منها.

وقال «المرصد السوري» إنه «سمع دوي انفجار شديد هز منطقة كفرسوسة وسط العاصمة، تبين أنه ناجم عن تفجير انتحاري لنفسه بالقرب من نادي المحافظة في المنطقة، قضى على إثره ما لا يقل عن 8 أشخاص وسقط عدد من الجرحى».

وأكد التلفزيون السوري وقوع «هجوم إرهابي»، مشيراً إلى حصيلة أولية من سبعة قتلى. وأضاف «المرصد» أن «بين القتلى أربعة عسكريين ضمنهم عقيد». ويعيش في قسم من حي كفرسوسة وزراء ومسؤولون أمنيون كباراً وفيه يوجد مقر أجهزة الاستخبارات. لكن الهجوم وقع في قسم آخر من الحي.

 

روسيا وتركيا تنسقان ضد “داعش” وعقوبات أميركية على سوريين

فرضت واشنطن أمس للمرة الأولى عقوبات على 18 مسؤولاً كبيراً في النظام السوري في اطار قضية استخدام قوات الرئيس بشار الأسد اسلحة كيميائية. ووقعت روسيا وتركيا اتفاقاً يحدد آليات تنسيق غاراتهما الجوية في سوريا عندما يقصف البلدان “أهدافاً ارهابية”، فيما بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في توسيع نطاق وقف النار في أنحاء سوريا.

وأفاد الكرملين أن الرئيسين تحادثا هاتفياً وأكدا أن ثمة التزاماً لوقف النار في سوريا بشكل عام، واتفقا على مواصلة التحضير لمحادثات السلام السورية المقرر إجراؤخا في أستانا بقازاقستان.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن وفدين من البلدين تفاوضا الشهر الماضي لاقرار الهدنة في سوريا، التقيا أمس في موسكو واجريا مشاورات في شأن التعاون في مكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية “داعش). وأضافت انهما وقعا اتفاقاً “يحدد آليات التنسيق والتعاون بين الطائرات الروسية والتركية خلال الغارات التي تستهدف أهدافاً ارهابية والتدابير التي يتخذها الجانبان لتفادي احداث تصادم خلال وجود طائرات (مقاتلة) وطائرات مسيرة في الاجواء السورية”.

ونسقت موسكو وأنقرة الهدنة التي بدأ سريانها في 30 كانون الاول 2016 بين الحكومة والسورية والفصائل المسلحة في معظم مناطق البلاد، لكنها شهدت خروقات في منطقة وادي بردى قرب دمشق.

على صعيد آخر، أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن ثمانية اشخاص على الأقل قتلوا في هجوم انتحاري في حي كفرسوسة بدمشق. وقال إن “ثمانية اشخاص قضوا كحصيلة أولية جراء تفجير انتحاري استهدف كفرسوسة وسط العاصمة” التي لا تشهد سوى القليل من التفجيرات الانتحارية، ولكن تستهدفها قذائف يطلقها مسلحو المعارضة من مناطق يسيطرون عليها بالقرب منها.

 

عقوبات

وفي واشنطن، صرح المكلف مكافحة تمويل الارهاب في وزارة الخزانة الاميركية آدم زوبن بأن واشنطن أدرجت 18 مسؤولاً سورياً بارزاً في قائمة سوداء، لأن لهم صلة ببرنامج سوريا لأسلحة الدمار الشامل، بعدما توصل تحقيق دولي إلى أن قوات الحكومة السورية كانت مسؤولة عن هجمات بغاز الكلور على مدنيين.

وقال زوبن إن “استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد شعبه هو عمل شنيع ينتهك الممارسة المتبعة منذ فترة طويلة في العالم بأسره بعدم صنع أو استخدام أسلحة كيميائية”.

واللائحة التي اعدتها وزارة الخزانة تشمل ضباطاً رفيعي المستوى وكذلك مسؤولين من مركز للابحاث.

واعتمدت السلطات الاميركية على تقرير للامم المتحدة يعود الى تشرين الاول 2016، أظهر أن القوات السورية مسؤولة عن ثلاثة هجمات على الاقل بالكلور عامي 2014 و2015 في مدن تل منس وقميناس وسرمين في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا.

وتسمح هذه العقوبات للسلطات الاميركية بتجميد ممتلكات أو ودائع لهؤلاء في الولايات المتحدة ومنعهم من دخول الاراضي الاميركية.

 

الجيش السوري: إسرائيل قصفت مطار مزة

المصدر: “أ ف ب” – “رويترز”

أعلنت قيادة الجيش السوري أن إسرائيل أطلقت صواريخ على مطار مزة العسكري غربي العاصمة دمشق وحذرت تل أبيب من تداعيات ما قالت إنه اعتداء “سافر”.

ونقل التلفزيون السوري عن الجيش قوله إن عدة صواريخ أطلقت من منطقة قرب بحيرة طبرية في شمال إسرائيل بعد منتصف الليل مباشرة سقطت في مجمع المطار وهو منشأة كبيرة لقوات الحرس الجمهوري.

وقالت قيادة الجيش في بيان “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذر العدو الإسرائيلي من تداعيات هذا الاعتداء السافر وتوكد حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه وبتر الأذرع التي تقف وراءه”.

ولم يكشف البيان عما إذا كانت هناك إصابات أو خسائر في الأرواح لكنه قال إن الصواريخ تسببت في اشتعال حريق.

وأظهرت لقطات مصورة جرى تحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي وابلا من النيران يلتهم عدة مناطق في مجمع المطار وشوهدت سحابة هائلة من الدخان في منطقة المطار من على مسافة في عدة أحياء من العاصمة.

 

وكان قد اعلن التلفزيون الرسمي السوري ان سلسلة انفجارات هزت قاعدة المزة العسكرية في ضاحية دمشق ليل الخميس الجمعة، مشيرا الى حصول عمليات قصف.

وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” من جهتها أيضا عن حصول تلك الانفجارات، مشيرة الى ان عددا من سيارات الاسعاف هرع الى المكان.

وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان انه سمع دوي تلك الانفجارات، لافتا الى ان هناك حريقا كبيرا يتصاعد من داخل القاعدة وان بالإمكان رؤيته من العاصمة.

وتحدثت مصادر سورية عدة في السابق عن حصول عمليات قصف اسرائيلي في سوريا منذ بداية النزاع، استهدف خصوصا قاعدة المزة.

وردا على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية حول عمليات القصف الجديدة، رفض الجيش الاسرائيلي الادلاء بأي تعليق.

في 7 كانون الاول استهدفت صواريخ ارض -ارض اسرائيلية محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية.

 

الجيش التركي يعلن مقتل 41 مسلحًا من تنظيم الدولة في إطار “درع الفرات

أنقرة- الأناضول- أعلن الجيش التركي، الجمعة، أن قواته تمكنت من تدمير 187 هدفا تابعًا لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، وقتل 41 مسلحًا من عناصر التنظيم في إطار عملية “درع الفرات” المستمرة من أغسطس/ آب الماضي شمالي سوريا.

 

وفي بيان صادر عنه، قال الجيش التركي إن القوات المشاركة في عملية “درع الفرات” استهدفت 177 هدفًا لـ”داعش” بالأسلحة الثقيلة، بعد تحديدها بواسطة الرادارات العسكرية، وتمكنت من تدميرها بالكامل.

 

ولفت البيان إلى أن مقاتلات تابعة للقوات الجوية التركية استهدفت أيضاً 10 أهداف تابعة للتنظيم الإرهابي في قريتي “سفلانية” و”بزاغة” بريف محافظة حلب، ما أسفر عن تدمير عدد من مباني وآليات التنظيم.

 

وأشار بيان الجيش التركي إلى مقتل 41 مقاتلا من عناصر تنظيم الدولة خلال العمليات البرية والغارات الجوية التي استهدفت مواقع الأخير شمال سوريا خلال اليوم لـ143 من عملية “درع الفرات”.

 

من جهة أخرى، نشرت رئاسة الأركان العامة للجيش التركي تسجيلات تُظهر استهداف مواقع التنظيم في قريتي “سفلانية” و”بزاغة”، ومشاهد تدمير المباني والسيارات المفخخة العائدة للإرهابيين.

 

ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/ آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا).

 

وانطلقت العملية، تحت اسم “درع الفرات”، بهدف تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم الدولة “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.

 

قوات النظام السوري تؤكد: إسرائيل تطلق صواريخ على مطار عسكري قرب دمشق

عمان- رويترز- قالت قيادة الجيش السوري الجمعة إن إسرائيل أطلقت صواريخ على مطار عسكري كبير غربي العاصمة دمشق، وحذرت تل أبيب من تداعيات ما قالت إنه اعتداء “سافر”.

 

ونقل التلفزيون السوري عن الجيش قوله إن عدة صواريخ أطلقت من منطقة قرب بحيرة طبرية في شمال إسرائيل بعد منتصف الليل مباشرة سقطت في مجمع المطار وهو منشأة كبيرة لقوات الحرس الجمهوري.

 

وقالت قيادة الجيش في بيان “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذر العدو الإسرائيلي من تداعيات هذا الاعتداء السافر وتوكد حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه وبتر الأذرع التي تقف وراءه”.

 

ولم يكشف البيان عما إذا كانت هناك إصابات أو خسائر في الأرواح لكنه قال إن الصواريخ تسببت في اشتعال حريق.

 

وأظهرت لقطات مصورة جرى تحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي وابلا من النيران يلتهم عدة مناطق في مجمع المطار وشوهدت سحابة هائلة من الدخان في منطقة المطار من على مسافة في عدة أحياء من العاصمة.

 

وكان التلفزيون الرسمي السوري قال في وقت سابق إن عدة تفجيرات كبيرة أصابت مجمع مطار المزة العسكري القريب من دمشق وإن سيارات الإسعاف هرعت إلى المنطقة. ولم يذكر أي تفاصيل.

 

واستخدم المطار الواقع إلى الجنوب الغربي من العاصمة كقاعدة لإطلاق الصواريخ على مناطق خضعت في السابق لسيطرة المعارضة المسلحة في ضواحي دمشق.

 

واستهدفت إسرائيل في السابق مواقع تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية داخل سوريا حيث تشارك الجماعة المدعومة من إيران في القتال إلى جانب الجيش السوري.

 

وأدت ضربة جوية في سوريا في ديسمبر كانون الأول 2015 إلى مقتل سمير القنطار القيادي البارز في حزب الله. ورحبت إسرائيل بمقتله قائلة إنه كان يجهز لشن هجمات عليها من الأراضي السورية لكنها لم تصل إلى حد تأكيد مسؤوليتها عن مقتله.

 

وفي وقت سابق من ذلك العام قتلت ضربة جوية إسرائيلية في سوريا ستة أعضاء من حزب الله بينهم قيادي وابن القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية قرب مرتفعات الجولان.

 

أنقرة: موسكو توافق على ضرورة حضور واشنطن مفاوضات السلام السورية في استانا

جنيف- أ ف ب- اعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الخميس أن روسيا وافقت على ضرورة أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشأن المستقبل السياسي لسوريا والمزمع عقدها في استانا في وقت لاحق من هذا الشهر.

 

وقال تشاوش اوغلو للصحافيين في جنيف على اثر مؤتمر دولي حول قبرص “يجب بالتأكيد أن تتم دعوة الولايات المتحدة، وهذا ما اتفقنا عليه مع روسيا”.

 

ومفاوضات السلام التي ترعاها كل من روسيا وإيران وتركيا من المفترض اجراؤها في 23 كانون الثاني/ يناير.

 

وأعلنت روسيا وتركيا عن هذه المفاوضات في استانا، بعد توصلهما الى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في سوريا. وهو أول اتفاق يتم برعاية تركية مباشرة، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار لم تصمد.

 

وشدد تشاوش اوغلو على انه “يجب أن نحافظ على وقف اطلاق النار فهذا ضروري من أجل مفاوضات استانا”، مشيرا إلى أن الدعوات إلى المفاوضات يجب توجيهها على الارجح الاسبوع المقبل وان واشنطن يجب بالتالي أن تحضرها.

 

واردف “لا يمكن لأحد أن ينكر دور الولايات المتحدة. وهذا موقف مبدئي بالنسبة إلى تركيا”.

 

واضاف “اولئك الذين ساهموا أو يجب أن يساهموا، من الواجب أن يكونوا هنا، وليس فقط من أجل أن يظهروا في الصورة، أنتم تفهمون ما أريد قوله”، في اشارة إلى أن واشنطن لن تكون موجودة في استانا فقط من اجل تسجيل حضورها.

 

وقال تشاوش اوغلو ان الهدف من هذه المفاوضات “هو التوصل إلى حل سياسي يشكل الحل الافضل”.

 

ويفترض ان تلي محادثات استانا، مفاوضات في جنيف في الثامن من شباط/ فبراير برعاية الامم المتحدة.

 

خطة ترامب في سوريا يشرحها وزير الخارجية الأمريكي الجديد: توفير الأمن للسوريين ودحر تنظيم «الدولة» ومن ثم تقرير مصير ومستقبل الأمة السورية

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: الموقف الأمريكي لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب تجاه سوريا وضحه وفصله وزير الخارجية الجديد ريكس تيريلسون أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي للموافقة على ترشيحه للمنصب.

وشرح خلال النقاش في نهاية شهادته الخطة بقوله «ان على الولايات المتحدة ان تتفاوض وتتواصل مع الحلفاء التقليديين والأصدقاء في منطقة الشرق الأوسط لنؤكد لهم أننا عدنا للقيادة ولدينا خطة للتأثير على الأحداث في سوريا وبعد ان فرضت كل من روسيا وسوريا وتركيا وإيران كيف تسير الأمور في سوريا اليوم بدون مشاركة أمريكية، وعلينا التواصل مع الرئيس التركي حليفنا القديم في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهو الآن متوتر الأعصاب حول الوضع في سوريا ولم يجد سوى روسيا للتحالف معها مع أن روسيا حليف لا يمكن الاعتماد عليه، اذن الخطوة الأولى إعادة التواصل مع الحلفاء وتأكيد التزاماتنا بالاستقرار في هذا الجزء من العالم وإعادة تأكيد أهمية اسرائيل لأمننا القومي بطريقة واضحة لمصلحتها ومصلحتنا ودورها بين الذين يلعبون في هذه المنطقة من العالم».

وأضاف تيريلسون «بعد ذلك ستكون لدينا خطة نطورها مع مجلس الأمن القومي حول تحقيق أمرين اثنين: الأول: حماية الأبرياء على الأرض السورية ووقف تعرض السوريين للقصف العشوائي ووقف تدفق السوريين الهاربين من النزاع إلى الخارج.

الثاني: دحر تنظيم «الدولة»، وان لدى الإدارة الحالية هدفين: الأول انه يجب ذهاب بشار الأسد والثاني دحر تنظيم «الدولة»، ولقد شاهدنا ان تحقيق هذين الهدفين صعب جداً.

وهناك خطوات عديدة في الطريق الطويل لإعادة الاستقرار في سوريا، ولدحر التهديد الكبير بالنسبة لنا وهو تنظيم «الدولة»، يجب دعم الأكراد السوريين للتقدم في الرقة وإزالة التنظيم «الدولة».

اما تقرير مصير ومستقبل الشعب السوري والأمة السورية فإن هذا يتطلب خطوات عدة ولكن لن يبدأ ذلك قبل ان نعود للتواصل مع المنطقة.

وعندما يتكلم الناس عن تغيير النظام في سوريا فإن الأهم معرفة من سيحل مكان النظام، انه من الممكن الضغط على النظام الذي يقمع شعبه لتغيير تصرفاته».

ولكن عندما سئل تيريلسون عما اذا كان استهداف الروس والنظام السوري لحلب ومدارسها واسواقها والبنى التحتية وقتل آلاف المدنيين يعتبر جرائم حرب أجاب «ليس لدي معلومات كافية حتى أتوصل إلى مثل هذا القرارالجدي ولا بد من الحصول على المزيد من الحقائق المحددة حتى يمكن تقرير ذلك».

ورفض الموافقة على وصف بوتين بالقاتل والذي يقتل معارضيه، كما أنه رفض تقديم وعد بعدم رفع العقوبات ضد روسيا بسبب احتلالها لجزيرة القرم وعدوانها ضد اوكرانيا وقال «سنحافظ على الوضع القائم ونراجع القضية وندرسها».

وحتى عن إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران كما هدد ترامب قال تيريلسون «يجب مراجعة الاتفاقية وتلك الملحقة بها لأن الاتفاقية تجمد قدرة إيران لصنع سلاح نووي ولكن لا تلغيها. ولا يمكن لإيران ان تحصل على المواد النووية وتخزنها، ولا يمكن الحفاظ على الوضع الحالي».

 

أطفال يموتون من البرد الشديد عند عبور الحدود السورية ـ التركية

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: مات طفل عراقي لم يتجاوز عمره سن الخمس سنوات نتيجة نوبة برد شديد توقف قلبه على إثرها وفق ما أكده مشفى عين البيضا الحدودي مع تركية، كما استقبل مشفى البرناص القريب عشرات الحالات لأطفال سوريين وعراقيين يعانون من نزلات البرد الشديد.

وأكد الدكتور عبد المنعم أن الأطفال يصلون إلى المشفى بعد محاولات فاشلة تتسبب بمرض هؤلاء الأطفال سيما وان الحدود تكون عبارة عن اراضٍ جبلية تتحول إلى مستنقعات ويصعب اجتيازها الا من اماكن محددة، وهذه الاماكن تكون مغمورة بالمياه الباردة لا يستطيع الأطفال اجتيازها لكنهم مجبرون مع اهاليهم على المشي فيها حيث تتبلل ملابسهم بالطين والوحل.

يؤكد الطبيب ان جميع احالات العبور تفشل ويضطر الاهالي إلى زيارة المشافي والنقاط القريبة لأخذ الدواء اللازم كي لا يصابوا بأمراض مثل الانفلونزا والتهابات البلعوم والصدر، واكد اخيراً ان هناك 100 طفل يومياً يزور المشفى يطلبون ادوية للسعال وباقي الامراض المذكورة وجميع الأطفال تكون ملابسهم مبللة.

تبلغ درجات الحرارة في الايام الاولى من كل شهر كانون الثاني (-5) ولا يستطيع احد الصمود في ساعات الليل المتأخرة حيث تنخفض الحرارة إلى ما دون ذلك حسب ما يؤكده ابو حمزة احد سكان قرية خربة الجوز واكد ابو حمزة ان القرية تحولت في الآونة الاخيرة إلى نقطة انطلاق إلى الاراضي التركية، واشار إلى ان معظم الوافدين هم ممن نزحوا من حلب مؤخراً عدا عن وجود عائلات عراقية فرت من الموصل حسب ابو حمزة.

وتحاول هذه العائلات اجتياز الحدود ليلا على الرغم من خطورة ذلك، والطفل الذي لقي مصرعه كان نتيجة احدى المحـاولات، التي وصفـها بانها «مغامـرة».

التقت «القدس العربي» بإحدى هذه العائلات التي استطاعت الوصول إلى الجانب التركي في قرية غواتشي، حيث كان وضع العائلات سيئاً للغاية، وثياب الأطفال موحلة ويكادون يتجمدون من البرد.

ام محمد من حلب لديها ثلاثة أطفال اكبرهم يبلغ من العمر 10 اعوام، تقول السيدة «حاولت ثلاث مرات اجتياز الجدار الفاصل فشلت فيها في كل مرة تقبض عليّ عناصر الجيش التركي يأخذوني إلى مخيم لا اعرف ما اسمه وبعدها يعيدونني إلى الجانب السوري، في كل مرة امشي عبر الجبال أضع على خاصرتي حبلاً وأجعل أطفالي يتمسكون به جيداً كي لا نفقد بعضنا البعض، في المرة الرابعة استطعت الوصول إلى غواتشي لكنني الآن لا اشعر بأصابع رجلي من شدة البرد فكيف بأطفالي، ارجو ان يصمدوا حتى نصل إلى انطاكية».

ام محمد لا تملك اي اوراق ثبوتية يخولها الوصول إلى انطاكية اي لديها مغامرة جديدة للوصول إلى المدينة خصوصاً مع انتشار حواجز «الجندرما» على طول الطريق.

هناك عشرات الحالات المشابهة تصل إلى تركية تباعا وجميعها تصل بالحالة نفسها وتكون منهكة، لكن الجزء الاكبر ممن يحاول الوصول تلتقطه عناصر الجيش وتعيده إلى سوريا، وتتكرر المحاولة مرات عدة لعل آخرها تنجح كما ام محمد، وأكثر ما يرافق العابرين ادوية الامراض المذكورة لانهم سيضطرون أحياناً البقاء يوم كامل في قبضة الاتراك، دون تقديم اي رعاية صحية او طبية، وتستمر الاخيرة بإطلاق النار تجاه من يحاول العبور خصوصاً اذا كانوا من الشبان الذين يـجرون بـسرعة عكس النسوة والأطـفال.

ام محمد تقول اخيراً «من لم يمت برصاص العسكر سيكون عرضة للموت من البرد الشديد»، قالت هذه الجملة وعيناها اغرورقتا بالدموع وهي تنظر لأطفـالها.

 

إضراب فريق راديو «روزنة» يثير تساؤلات حول مستقبل الإعلام السوري «الثوري»

مصطفى محمد

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: لا تزال قضية إضراب الفريق الصحافي والتقني العامل في راديو روزنة تتفاعل، منذ يوم الثلاثاء الماضي، حين أعلن فريق مكتب الراديو في مدينة غازي عنتاب التركية، عن إضراب داخلي، احتجاجاً على تهديد الإدارة بفصل كل من يعترض على قراراتها.

وفي التفاصيل، نفذ 14 صحافياً وتقنياً عاملاً في الراديو المذكور إضراباً عن العمل، بعد أخذ ورد طويلين بين الفريق وإدارة الراديو، على خلفية القرار الذي كانت الإدارة قد حددت بموجبه منح الأجور للإعلاميين بالليرة التركية، عوضاً عن الدولار الأمريكي وخفضت مرتباتهم بنسب كبيرة، ما دفع بالإعلاميين إلى الاعتراض على ذلك، وللمطالبة أيضاً باعادة النظر في وضعهم القانوني، وذلك في مؤتمر صحافي عقده الفريق المضرب الأربعاء في مدينة غازي عنتاب.

وحسب إعلامي معارض، فإن الخلاف الأخير بدأ مع اتخاذ الإدارة للقرار الذي يقضي بمنح الأجور الشهرية للعاملين التي تقارب الـ1200 دولار أمريكي بالليرة التركية، التي يشهد سعر صرفها تدنياً ملحوظاً.

وبيّن الإعلامي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ»القدس العربي»، أن الإدارة حددت سعر صرف الدولار الواحد بحوالي 2.5 ليرة تركية، علماً بأن السعر الحقيقي لسعر صرف الدولار الواحد في السوق المحلية، تجاوز عتبة الـ3.75 ليرة تركية.

وبالرغم مما وصفه لمطالب الفريق بـ»المحقة»، نوه الإعلامي إلى أن ثمة أموراً أخرى يجب الاعتراض عليها، أهمها «انحراف خط تحرير الراديو عن ثوابت الثورة السورية، تحت مسمى الحياد الإعلامي»، كما قال.

وأضاف «كان حرياً بالإعلاميين، الاعتراض على ترويج الراديو لطروحات النظام، كما كان عليهم أن يسجلوا اعتراضاً على الكثير من الأخبار التي غايتها الطعن بالثورة، وبالدين الإسلامي»، مضيفاً «ليتهم فعلوا ذلك لكنا أعلنا كإعلاميين سوريين عن التضامن معهم، لكن أن يحصروا مطالبهم بالشق المالي، فهذا غير مقبول».

 

ملكية أكثر من الملك

 

وبالعودة إلى بعض الوقائع الأخرى السابقة المشابهة، يتبيّن أنه في العام 2015 كان قد أعلن خمسة من الصحافيين عن استقالتهم من الراديو، احتجاجاً على «انحراف مسار روزنة، وابتعادها عن المهنية»، على حد تعبيرهم.

وتعقيباً على ذلك، قال الصحافي أيهم الخلف، وهو واحد من الصحافيين الخمسة الذين قدموا استقالتهم في ذلك الحين، «لقد بدأنا العمل مع روزنة منذ تأسيسها كوسيلة ثورية معارضة في بداية العام 2013، لكن وبعد أن حظي الراديو بنجاح مقبول بدأ خط التحرير يختلف تحت عناوين الحياد وما شابه».

وأوضح لـ «القدس العربي»، «على سبيل المثال كانت النشرات الإخبارية تتجاهل أخبار المجازرالتي تنفذها قوات النظام بشكل متعمد، مقابل تركيزها على أخبار الإثارة، ما دفع بنا إلى انتقاد ذلك، وتقديم الاستقالة على أثر ذلك».

وأضاف الخلف «أكثر من ذلك صار الراديو يحتضن إعلاميين مؤيدين للنظام على رأس عملهم في قنوات تابعة للنظام، وكل ذلك تحت عناوين الحياد الإعلامي». واستطرد، «لسنا ضد الحياد، ولكن هنالك أمور يجب تسميتها بمسمياتها، وهذا ما تفعله كبرى وسائل الإعلام الغربية، غير أن روزنة كانت تدعي الملكية أكثر من الملوك أنفسهم».

وما يلفت انتباه الخلف، عدم تضامن الصحافيين السوريين فيما بينهم، إذ يشير إلى أنه لم يجد تضامناً معه حين اضطر لتقديم استقالته وأربعة من زملائه حينها.

ويردف، هذه ليست مشكلة «روزنة» لوحدها، وإنما هي مشكلة ما يسمى بـ»الإعلام البديل»، ملقياً باللوم على الصحافيين، معتبراً أن ضياع الحقوق الذي يتعرضون له «نتيجة طبيعية لعدم التكتل، والوقوف صفاً واحداً».

وفي الوقت الذي لم يتسن لنا التواصل مع إدارة «روزنة»، لمعرفة خلفيات هذا القرار، وللوقوف على آخر المستجدات، أكدت مصادر مطلعة، أن قرار إدارة الراديو يعود إلى تناقص حجم الدعم المالي المقدم للراديو، من المؤسسات الأوروبية المهتمة بالعمل الإعلامي.

واعتبرت الصحافية نسرين أنابلي، أن غياب التمويل يعد من أبرز المشاكل التي تواجه الإعلام المعارض عامة، مشيرة في هذا الصدد إلى تخوف غالبية المؤسسات الإعلامية العاملة في تركيا، من تضييق قد يمارس عليها في المستقبل القريب.

وقالت إن «غالبية المؤسسات الإعلامية البديلة تستخف بموظفيها، وتهضم حقوقهم، وتطالبهم بحجم عمل لا يتناسب مع الأجور المالية المحددة». وأضافت: «لم يحقق الإعلام المعارض قفزات نوعية، ولم يكن بحجم المطلوب منه، ولذلك فإن مستقبله ضبابي وغير مبشر».

 

النظام السوري يستهدف وفده في وادي بردى ويتهم المعارضة

عبد الرحمن خضر

استهدفت قوات النظام السوري المتمركزة في محيط منطقة وادي بردى، مساء أمس الخميس، الوفد الذي أرسلته للتفاوض مع المعارضة، قبل أن تتهم فصائل الأخيرة باستهدافه، بهدف إفشال المفاوضات وعرقلتها.

وذكرت “الهيئة الإعلامية في وادي بردى” أنّه “وبعد دخول وفد النظام إلى وادي بردى، والاتفاق على رفع علم النظام على منشأة نبع الفيجة، قامت الحواجز التابعة للحرس الجمهوري باستهداف الوفد، ما أدّى إلى احتراق سيارة رئيسه، وإسقاط العلم من فوق المنشأة”.

وأوضحت أنّ “وفد النظام بقي محاصراً داخل وادي بردى عدّة ساعات، بسبب استمرار القصف”، مشيرةً إلى أنّ “قوات النظام اتهمت الفصائل المعارضة باستهداف الوفد، من أجل إفشال المفاوضات ومواصلة التقدم في المنطقة”.

وكانت الفصائل قد توصلت إلى اتفاق مع النظام، يقضي برفع علمه على نبع الفيجة، وإدخال ورش الصيانة لإصلاح ما خرّبه القصف، ومغادرة المسلّحين الرافضين للمصالحة إلى محافظة إدلب شمالاً.

وقال الناشط الإعلامي أبو محمد الدمشقي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “قوات النظام والمليشيات المساندة لها تقدمت في منطقة المسبح بمحيط قرية بسيمة”، نافياً سيطرتهم عليها بشكل كامل.

ويأتي تقدم النظام في المنطقة في خرق جديد للهدنة التي أعلن عنها في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

دمشق تتهم اسرائيل بقصف مطار المزة..مجدداً

اتهم جيش النظام السوري اسرائيل بقصف مطار المزة العسكري غربي العاصمة دمشق، فجر الخميس بصواريخ أرض-أرض، محذراً اسرائيل من “عواقب هذا الاعتداء”. وهي المرة الثانية خلال شهرين، التي تتهم فيها دمشق اسرائيل بقصف المطار العسكري.

وقال مصدر في قيادة الجيش السوري، لوكالة السورية الرسمية “سانا”، إن “طيران العدو الإسرائيلي أقدم عند الساعة 00.25 بعد منتصف الليل على إطلاق عدة صواريخ من شمال بحيرة طبريا سقطت في محيط مطار المزة ما أدى الى نشوب حريق في المكان”، من دون أن يكشف عما إذا كانت هناك إصابات أو خسائر في الأرواح.

وتابع المصدر إن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذر العدو الإسرائيلي من تداعيات هذا الاعتداء السافر وتؤكد استمرار حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه وبتر الأذرع التي تقف وراءه”.

في المقابل، وكما جرت العادة، رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الاتهام السوري، بحسب ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية. وكانت اسرائيل قد قصفت مطار المزة للمرة الأولى في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقالت تقارير إعلامية إن القصف استهدف مقر قيادة عمليات الفرقة الرابعة ومدرج المطار.

 

وادي بردى: النظام يستهدف وفده

هارون الأسود

بعدما فشلت في تقديم أدلة تثبت ادعاءها بوجود “جبهة فتح الشام” في وادي بردى، قام الحرس الجمهوري و”حزب الله”، بإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، الخميس، على وفد النظام الذي قدم مع وجهاء المنطقة، لرفع العلم الرسمي فوق منشأة “عين الفيجة” تمهيداً لإصلاحها.

 

الوفد المكون من مدير مكتب المحافظ وسائقه والقاضي محمد صبحي الغضبان، كان قد جاء إلى المنطقة بعد اجتماع مطول مع وجهاء وأعيان وادي بردى، حضره قائد شرطة ريف دمشق والعميد قيس فروة من الحرس الجمهوري، ومحافظ ريف دمشق علاء ابراهيم وأمين فرع “حزب البعث” همام حيدر، ومندوب عن “الأمن القومي” ممثلاً للواء علي مملوك. الإجتماع سعى للتوصل إلى “تهدئة”، تفضي إلى “وقف اطلاق النار”، وتبدأ برفع العلم على منشأة النبع، ويتبعها مفاوضات إخلاء المقاتلين إلى الشمال السوري، و”تسوية” أوضاع المدنيين.

 

وفتح الحرس الجمهوري و”حزب الله” رصاص القناصات والرشاشات، بشكل مباشر، على الوفد أثناء محاولته رفع العلم، وتم استهداف مكان تواجدهم بقذائف الهاون الثقيل، ما أدى إلى تعطل الحافلات التي أقلتهم، واحتراق مركبة القاضي بالكامل. العميد قيس فروة، اتصل وأبلغ وجهاء المنطقة أن “المسلحين” هم من أفشلوا “وقف إطلاق النار” واتهمهم بالاعتداء على الوفد ومحاولة قتله. وحاول أحد مرافقي الوفد رفع العلم على أحد الأبنية، آملاً في إيقاف إطلاق النار، الذي يستهدفهم، إلا ان رشاشات من عيار 23 استهدفته بشكل مباشر.

 

وتتواصل المعارك العنيفة في مجمل محاور وادي بردى، وسط ثبات المعارضة وصدها لمحاولات الاقتحام على جبهات مختلفة. وفي إحصائية أولية فقد دمرت مليشيات النظام 60 في المئة من البنية التحتية لقرى الوادي، التي يقطنها نحو 100 ألف مدني يعانون ظروفاً إنسانية مزرية نتيجة الحصار.

 

وشنّت مليشيات النظام هجومها الأعنف على  جبهات بلدة بسيمة، عبر قصف تمهيدي استهدف محاور الاشتباك بأكثر من 100 صاروخ أرض-أرض من نوع “فيل”، وما يزيد عن 50 غارة جوية. وأشار النشطاء إلى إسناد سلاح الجو الروسي للعمليات القتالية، مستدلين على ذلك بأن المروحية الروسية تلقي 6 براميل متفجرة دفعة واحدة، مقابل 4 براميل متفجرة تلقيها مروحيات النظام في الطلعة الجوية الواحدة. وتزامن ذلك مع اشتباكات عالية الوتيرة على محور كفير الزيت، تمكن الثوار خلالها من صدّ محاولة اقتحام لمليشيات “درع القلمون” و”حزب الله” للمنطقة.

 

ويحاول النظام إحراز أي تقدم عسكري يؤثر من خلاله على مجريات سير المفاوضات، وكان قد روّج أخباراً عن سيطرته على قطاعات في بسيمة. وفعلياً فقد تقدمت مليشيا “حزب الله” إلى 6 أبنية في محيط البلدة، إلا أن المعارضة تمكنت من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحزب، بعدما شنّت هجوماً معاكساً لاستعادة تلة الحسينية. المعارضة تمكنت من استعادة نقاط في محيط وادي اللوز، في حين لم تتمكن مليشيات النظام من البقاء في بعض النقاط المتقدمة حول بلدة عين الفيجة.

 

المنسق بين فصائل المعارضة د.عبد المنعم زين الدين، أكد لـ”المدن”، أن ملف مفاوضات وادي بردى، يعود إلى أهالي المنطقة واللجنة المفوضة من قبلهم، فهم من “يبذلون الدماء ويقدمون الشهداء لأرضهم”. وعبّر زين الدين عن أمله بأن ينفّذ “التحالف الدفاعي المشترك” الذي شُكّل مؤخراً بين المناطق المحاصرة، أعمالاً موسعة تضغط على النظام وحلفائه بشكل أكبر، لإيقاف حملته العسكرية على قرى وادى بردى.

 

وأشار زين الدين إلى أن “التحالف” لم يهدف إلى تشكيل جسم جديد، وإنما سعى لتضامن المناطق المحاصرة، وإشعال جبهاتها عند تعرض أي منها للخطر، مشيراً إلى أن مؤازرة قرى وادي بردى، تقع على عاتق كافة القوى والفصائل الثورية، ضمن “التحالف” أو خارجه. ولفت إلى أن بعض المناطق لا تزال تعاني صعوبات في تحول مواقفها إلى حالة الهجوم، بعدما سيطر الهدوء مطولاً على جبهاتها نتيجة “الهدن” السابقة. وشدد على  مخاطر التهجير القسري الذي يحوم حول المناطق المحاصرة، حين يستفرد النظام بها.

 

وتحاول قوات النظام، إحداث شرخ بين أهالي الوادي، عبر تصويرها الفارين من جحيم القصف، على أنهم “مسلحون” يوقعون على “أوراق تسوية”.

 

اجتماعات أنقرة: هل وقعت الفصائل على قرار إعدامها؟

منهل باريش

تستمر اجتماعات ممثلي فصائل المعارضة السورية في العاصمة التركية أنقرة، الجمعة، لليوم الثالث على التوالي. وحصر الضامن التركي اجتماعات اليوم الثاني، بالفصائل الخمسة عشرة الأكبر، في ريف دمشق وحمص والشمال السوري.

 

وعلمت “المدن” أن رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان، تدخل مساء الخميس، شخصياً، ليطلب من الفصائل تسمية وفدها إلى المفاوضات التي ستعقد برعاية روسية تركية في العاصمة الكازخستانية أستانة في 23 كانون الثاني/يناير، من دون شروط. وذلك بعدما فشل المسؤولون عن الملف السوري في الاستخبارات التركية في اقناع الفصائل بالتخلي عن شروطها بخصوص الهجوم على منطقة وادي بردى غربي دمشق.

 

المعلومات الشحيحة التي تخرج من أنقرة، بسبب ترك الهواتف المحمولة خارج قاعة الاجتماع، تدل على رغبة قوية لدى تركيا لإجبار الفصائل على تسمية وفدها إلى أستانة، وعدم السماح لدول إقليمية أخرى وداعمين آخرين، بالتشويش على الإجتماعات التي تنفرد بها أنقرة في غياب كامل لأصدقاء سوريا.

 

واشترط ممثلو 33 فصيلاً، الأربعاء، أربعة شروط لحضور مؤتمر استانة: تحقيق “وقف إطلاق النار شامل”، وخصوا بالذكر “جنوبي دمشق، وادي بردى، محجة في درعا، الغوطة الشرقية، بيت جن، القلمون الشرقي، الوعر في حمص، الرستن، تلبيسة، الساحل”. على أن تقدم المعارضة خرائط لاعتمادها واحترام خطوط التماس بعد ست ساعات من تقديمها، كحد أقصى، ووقف التحشيد والهجوم على المناطق. و”بعد مرور 48 ساعة على التزام نظام الأسد وحلفائه بوقف إطلاق النار والتحشيد على هذه المناطق يقوم الثوار بتسليم أسماء الوفد المفاوض”. واشترطت الفصائل نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس، خلال عشرة أيام، وقبل الذهاب للاستانة”. على أن يذهب وفد المعارضة إلى استانة في حال تم نشر المراقبين.

 

وطالبت الفصائل موافقة الضامنين؛ روسيا وتركيا، على هذه الشروط، والتصريح الرسمي بشمول الهدنة و”وقف اطلاق النار” للمناطق المذكورة.

 

ومن الملاحظ في اجتماع انقرة الموسع، الأربعاء، أن تركيا أبعدت المعارضة الرسمية من جدول دعواتها. فوجهت أنقرة دعوات انتقائية لبعض أعضاء “الإئتلاف” المقربين منها، والذين تحدثوا صراحة عن ضرورة الحضور إلى أستانة. الأمر الذي لاقى استهجاناً من قادة الفصائل وممثليها. ومن اللافت أيضاً حضور نشطاء ومشايخ وشعراء وغياب رئيس “الإئتلاف الوطني” ورئيس “الهيئة العليا للمفاوضات”.

 

ويعني ذلك قطعاً واضحاً لا مع مؤسسات المعارضة وحدها، بل مع ما تحمله من رمزية للتمثيل السياسي. قطع مع المسارات السياسية للقضية السورية، المتمثلة في مقرارات “جنيف” وقرارات الأمم المتحدة السابقة بخصوص سوريا.

 

من ناحية أخرى، بدأت موسكو توجيه دعوات لمنصات معارضة وشخصيات معارضة مقربة منها ومن النظام السوري للحضور إلى أستانة، في ضربة جديدة للإتفاق الذي وقعت عليه الفصائل والذي يعطيها صلاحيات تشكيل وفد المعارضة في أستانة.

 

تلك المؤشرات، إذا ترافقت مع نجاح أنقرة بإجبار الفصائل على سحب ورقة شروطها والموافقة على تسمية وفدها الى أستانة، فذلك يعني أن تركيا ماضية إلى النهاية في اتفاقها مع روسيا حول سوريا. ويبدو أن التفاهم يسير، ولو على حساب المعارضة سياسياً وعسكرياً، حتى لو اقتضى خنقها واغلاق الحدود في وجهها ومنع تذخيرها، في أي هجوم يقوم به النظام على مناطقها.

 

مستعرب روسي:الاستانة إطار جديد لتفاوض..لا يستبعد دستور سوريا

بسام مقداد

نشرت صحيفة “إزفستيا”، الأربعاء، مقابلة مع المستشار الروسي في شؤون التسوية السورية بنيامين بوبوف، الذي يشارك في المحادثات بين النظام السوري والمعارضة في موسكو. وبوبوف، بحسب الصحيفة، هو مدير “مركز شراكة الحضارات” في “معهد الديبلوماسية الروسية” التابع لوزارة الخارجية، ومنسق مجموعة النظرة الإستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي”.

 

يقول بوبوف، إن المفاوضات في الأستانة هي إطار جديد، ولا علاقة لها بمفاوضات جنيف السابقة، وإن كانت لا تناقضها، وهي خطوة كبيرة على طريق التسوية السلمية لـ”النزاع السوري”، فروسيا كانت “تردد دوماً، أن لا حل عسكرياً لهذا النزاع”، والمطلوب هو حوار سوري-سوري إستثنائي. فقد تعبت سوريا من الحرب، وتغيّر الموقف التركي جعل التوقيع على الهدنة ممكناً.

 

الإتصالات التركية-الروسية ناشطة على نحو خاص، ويقود وفد الخبراء الروس، الذي يُجري محادثات الآن في تركيا مع الخبراء الأتراك، رئيس “قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” في الخارجية الروسية سيرغي فرشينين.

 

وعن السؤال ما إن كان سيتم تغيير الدستور السوري، كما افترض الرئيس السوري بشار الأسد، يقول بوبوف إن هذه المسألة سوف تكون واحدة من المسائل الأساسية في المفاوضات. ويجري التداول، تحت طاولة المفاوضات، في عدد من المشاريع في إطار عملية طويلة.

 

وحول مسألة الدستور السوري الجديد، قال الخبير المعروف في شؤون الشرق الأوسط، الأستاذ المحاضر في العلوم السياسية في المدرسة العليا للإقتصاد، المستعرب ليونيد إيساييف، في مقابلة مع وكالة “نوفوستي”، في 9 كانون الثاني/يناير، إن دمشق معنية بوضع دستور في ساحات ضيقة مثل الأستانة، حيث المعارضة الحاضرة هناك، من الصعب، أن تمثل تهديداً. ويقول إيساييف، إن الأسد ليس معنياً كثيراً بوضع دستور مع معارضة “قادرة وطامحة إلى تقسيم السلطة بين المناطق والمجموعات السياسية”. فهو لن يضع الدستور الجديد مع الأكراد، الذين لن يحضروا مفاوضات الأستانة، طالما أنها مبادرة روسية-تركية-إيرانية.

 

ويقول إيساييف، إنه كان بود الأسد لو يناقش المسائل المتعلقة بمستقبل سوريا؛ كالحكومة الإنتقالية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والدستور الجديد، مع “معارضة الجَيَب، وهو ما يسمح بخلق مظهر، ولو شكلي، أنه ينفذ قرارات مجلس الأمن الدولي، ويمنحه الأمر ولو شرعية ما”. أما أن يتم نقاش الدستور في إطار يحتضن تواجداً معارضاً واسعاً، فهو “ما لا يريده الأسد، لأنه سيتعين عليه تقاسم السلطة فعلياً في هذه الحالة”.

 

ومن جانب آخر، يقول إيساييف، إنه لا يمكن وصف اللقاء المقبل في عاصمة كازاخستان، بأنه “تمثيلي، أخذاً بالإعتبار أن عشرة فصائل من المعارضة السورية أعلنت تجميد التحضير للمفاوضات”. ويضيف أن “شمال سوريا كله يسقط حتى الآن من المفاوضات، علماً أنه المنطقة الأكثر تمرداً”. ولهذا يمكن الإتفاق في الأستانة حول “مسائل ظرفية آنية، ومن الصعب، على كلٍ، معالجة مسائل طويلة الأجل في هكذا لقاء”. الأستانة جيدة، على قوله، لأنها تمثل خطوة ثانية معنية في تخفيض “القدرة على توليد النزاع” بعد الإعلان عن نظام الهدنة. فهي، في الحالة الراهنة، “تتيح لنا معالجة المسائل المتعلقة بالتسوية المؤقتة للوضع في الشمال الغربي، لكن أبداً ليس على صعيد سوريا كلها، لأنه في هذه الحالة ينبغي أن ينضم لاعبون آخرون إلى المبادرة الثلاثية لروسيا وإيران وتركيا”.

 

أين ذهب مقاتلو المعارضة الحلبية؟

خالد الخطيب

خرج قرابة 5 آلاف عنصر من مقاتلي المعارضة المسلحة، من الأحياء الشرقية في حلب نهاية العام 2016، ممن كانوا يتحصنون في الأحياء الأربعة الأخيرة التي بقيت في قبضتهم في المرحلة الأخيرة من الحصار، والذي أنهي باتفاق ضَمِنَ خروج المعارضة مع آلاف المدنيين، نحو ريف حلب الغربي وريف إدلب. لكن فصائل المعارضة التي خرجت من المدينة تعرضت لهزات بنيوية، وفقدت الكثير من عناصرها. بعض الفصائل تلاشى، ولم يعد له وجود البتة.

 

وكان عدد مقاتلي المعارضة قبل بدء مليشيات النظام معركة السيطرة على الأحياء الشرقية في حلب يتجاوز 10 آلاف مقاتل، يتوزع معظمهم بين “الجبهة الشامية” و”حركة نور الدين الزنكي” و”الفوج الأول” و”تجمع فاستقم كما أمرت” و”فيلق الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة فتح الشام”. بينما تتوزع أعداد قليلة منهم على فصائل أصغر منها؛ “ألوية صقور الشام” و”جيش الإسلام-قطاع الشمال” و”أشداء”، وكتائب محلية نشأت في شهور الحصار الأخيرة، في الأحياء الطرفية، التي كانت الهدف الأول للعملية العسكرية التي شنتها مليشيات النظام.

 

فعلياً تناقص عدد مقاتلي المعارضة بشكل متسارع، مع بدء المعركة وتصاعد عملياتها، والتي أسفرت عن تقدم سريع للمليشيات، وقضم مناطق واسعة كانت تسيطر عليها المعارضة شرقي المدينة. كثير من عناصر الفصائل تركوا العمل المسلح، وانضم عدد كبير منهم إلى صفوف المدنيين، وعمل آخرون بشكل منفرد بعيداً عن الفصيل العسكري الذي يتبعون له. ناهيك عن الأعداد الكبيرة التي قُتلت وجرحت أثناء المعارك التي استمرت لأكثر من شهر في ظل قصف عنيف من قبل الطيران الروسي والمليشيات، استهدف مواقع ومقار حساسة كانت تتحصن فيها المعارضة.

 

الفصائل الأبرز التي بقيت محافظة على وجودها حتى خروجها، رغم التناقص الكبير في أعداد مقاتليها، هي؛ “الجبهة الشامية” و”حركة أحرار الشام الإٍسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي”، بينما شهدت “جبهة فتح الشام” انشقاق أعداد كبيرة من صفوفها، وكذلك تفكك “تجمع فاستقم كما أمرت” الذي سبق وتعرض لهجوم من “حركة نور الدين الزنكي” و”كتائب أبو عمارة” قبل فترة قصيرة من النهاية المؤلمة لحلب الشرقية.

 

كثر الحديث نهاية العام 2016 عن توجه مقاتلي المعارضة الخارجين من الحصار للقتال في “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي. وبالتزامن مع تنفيذ عمليات التهجير من حلب وفق الاتفاق الروسي-التركي ، فالمقاتلون الذين يتبعون لفصائل الجيش الحر، سيتم الزج بهم في معارك “درع الفرات” في ريفي حلب الشمالي والشرقي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفقاً لرغبة تركيا في حسم المعركة هناك من خلال وضع المزيد من الثقل الحربي والبشري في جبهات القتال. لكن ذلك لم يحصل، فترك القرار للمقاتلين، كما أن “درع الفرات” ليست بحاجة لأعداد إضافية على جبهات تنظيم “الدولة الإسلامية” و”وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

بعض الفصائل المسلحة فضلّت سحب معظم مقاتليها من ريف حلب الغربي باتجاه ريفي حلب الشمالي والشرقي، ومن بينها “الجبهة الشامية” و”الفوج الأول” و”فرقة الصفوة الإٍسلامية”، باعتبارها فصائل رئيسية في معارك “درع الفرات” وينتمي معظم مقاتليها إلى مناطق ريف حلب الشمالي. كما تعتبر المنطقة هناك مناطق نفوذ لها، بعكس الريف الغربي الذي تسيطر عليه “حركة نور الدين الزنكي” بشكل شبه كامل مع عدد من الفصائل الإسلامية الأخرى.

 

ووصلت أعداد كبيرة من مقاتلي المعارضة إلى ريف حلب الشمالي، معظمها ممن تركوا العمل المسلح مع الفصائل، قبل عمليات الإجلاء من حلب، والتحقت بعائلاتهم التي فرت من الأحياء الشرقية عن طريق الأحياء التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب”، وصولاً إلى عفرين، و استقرت أخيراً في جرابلس ومارع وإعزاز وأخترين، في ريف حلب الشمالي. مقاتلو المعارضة وصلوا الى ريف حلب الشمالي مروراً بتركيا، مع دفعات تبديل مقاتلي “درع الفرات” التي عادة ما تحدث شهرياً، من معبر أطمة في ريف إدلب نحو معبري حوار كليس وجرابلس شمالي حلب.

 

وانتسبت أعداد من المقاتلين الذين وصلوا إلى ريف حلب الشمالي إلى صفوف عدد من الفصائل المحلية، كـ”لواء المعتصم” و”فرقة الحمزة” و”فرقة الصفوة”، وغيرها من الفصائل التي يتركز عملها فقط على جبهات تنظيم “الدولة الإسلامية” وتعتبر بطبيعة الحال العمود الفقري لـ”درع الفرات” في المنطقة.

 

مقاتلو “حركة نور الدين الزنكي” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” وجبهة فتح الشام، بقوا في مناطق ريفي حلب الغربي وإدلب، لكنهم إلى الآن لم ينتشروا على جبهات القتال في ظل “وقف إطلاق النار” رغم الخروق المتواصلة، والتي تتركز في ريفي حلب الجنوبي والغربي. الخروق لم تترقَ حتى اللحظة إلى معارك جدية، وتقتصر على عمليات تسلل وقصف متبادل.

 

قائد “غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، أكد لـ”المدن”، أن عدداً قليلاً جداً من المقاتلين الذين خرجوا من الأحياء الشرقية في حلب التحقوا بجبهات القتال “فالجميع في حالة ركود، وإلى الآن يعاني كثيرون منهم من مشاكل تأمين السكن والمعيشة لعائلاتهم بعد خروجهم من مدينة حلب تاركين وراءهم كل ما يملكون”.

 

وإلى الآن، تعوّل المعارضة، وفق النقيب أمين، على استمرار “الهدنة” رغم الخروق المستمرة من قبل مليشيات النظام، وهي تعتمد على دفاعاتها التقليدية، حتى الآن، طالما بقي العمل بـ”وقف إطلاق النار”، فليس هناك حاجة لاستنفار أعداد جديدة من مقاتلي المعارضة، خاصة مقاتلي الفصائل الذين خرجوا من أحياء حلب الشرقية.

 

من جانبها، مليشيات النظام تنتظر الفرصة لوقف العمل بـ”اتفاق وقف إطلاق النار” لتشن هجمات برية جديدة في محيط مدينة حلب وضواحيها الغربية والجنوبية الغربية، بهدف توسيع طوق السيطرة، وتأمين مواقعها من ضربات المعارضة الصاروخية والمدفعية. وكثّفت مليشيات النظام من قصفها لمواقع المعارضة في ريف حلب، بشكل كبير، خلال الساعات الـ48 الماضية، بالمدفعية والصواريخ، كما شنت الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام أكثر من عشرين غارة جوية استهدفت مناطق، الراشدين والمنصورة وسوق الجبس وخان العسل والأتارب ومحيط “الفوج 46” والملاح ومحيط حريتان وكفر حمرة.

 

كما نفذت المليشيات محاولات تسلل في جبهات ريف حلب الجنوبي، مساء الثلاثاء، في محاور العيس وخان طومان، التي شهدت اشتباكات متقطعة بين عناصر المليشيات ومقاتلي المعارضة الذين تصدوا للمحاولات، وأعلنوا أنهم قتلوا عدداً من العناصر المتسللة.

 

مدير “المكتب السياسي” في “تجمع فاستقم كما أمرت” زكريا ملاحفجي، أكد أن اجتماع أنقرة، الأربعاء، والذي جمع المفاوضين عن المعارضة بالمسؤولين الروس، برعاية تركية، سيحدد ما إذا كانت الهدنة ستستمر، أو أنها ستنتهي. فالمعارضة قدمت قائمة بخروق النظام، وعرضت مطالبها على روسيا باعتبارها الطرف الضامن لـ”وقف إطلاق النار” من جهة مليشيات النظام.

 

وأشار ملاحفجي إلى أن المعارضة المسلحة مستعدة لأي تطور ميداني، وهي على أهبة الاستعداد للمواجهة إن تخلت روسيا عن وعودها بضمان الهدنة. فالمليشيات لم تلتزم منذ اليوم الأول بالاتفاق، وعلى الرغم من ذلك بقيت المعارضة متمسكة بها للوصول إلى مفاوضات جدية، كما هو مقرر في وقت لاحق في العاصمة الكازاخستانية أستانة.

 

عدد من المطبات تحول دون عقد مؤتمر أستانة في موعده

دمشق – تتعقّد الأمور أكثر فأكثر في ما يتعلق بانعقاد مؤتمر أستانة، الذي سيجمع فصائل سورية مسلحة مع النظام، لعدة عوامل يتداخل فيها المحلي مع الإقليمي والدولي.

 

ودخل وقف لإطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ في 30 من ديسمبر الماضي بموجب اتفاق روسي تركي يمثل خطوة تمهيدية لمباحثات سورية-سورية في العاصمة الكازاخستانية أستانة.

 

وبدا واضحا أن هناك ارتباكا روسيا في تحديد موعد المباحثات التي يُعلق عليها آمال كبيرة لإنهاء نزاع دموي دام ست سنوات وأدى إلى سقوط مئات الآلاف من القتلى، فضلا عن تشريد الملايين من النازحين.

 

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، أنه لم يتم بعد تحديد أي موعد رسمي للمؤتمر المذكور.

 

وفي المقابل أكدت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، أنه تم تحديد 23 يناير الحالي كموعد للمؤتمر.

 

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي الخميس، إنه لم يطرح أحد أي موعد بديل لهذه المفاوضات حتى الآن، مضيفة أن موسكو تنطلق من أن اللقاء، سيعقد في الـ23 من الشهر الجاري.

 

وأضافت “نأمل في أن يعطي اللقاء دفعة قوية للعمل البناء من قبل كافة الأطراف لاستئناف العملية السياسية بجنيف، 8 فبراير، المقبل تحت رعاية الأمم المتحدة وعلى أساس القرار الدولي رقم 2254”.

 

ومعلوم أن لقاء أستانة مخصص أساسا للجوانب العسكرية خاصة في ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، فيما يعقد بعده اجتماع في جنيف برعاية الأمم المتحدة لتدارس سبل التسوية السياسية.

 

ودعت الدبلوماسية الروسية جميع الشركاء الدوليين إلى المساهمة في إنجاح هذه الجهود، ولكن هذه الدعوات تبدو بعيدة عن الواقع في ظل الخلافات المستجدة على أكثر من محور ونقطة.

 

ففيما يتعلق بأطراف المعارضة المدعوة، التي تنحصر في فصائل مسلحة مدعومة أساسا من تركيا، فإنها ترفض الانخراط في عملية أستانة قبل أن يتم إجبار النظام على وقف الخروقات التي يرتكبها في أكثر من منطقة سورية وبالأخص في ريف دمشق.

 

ويحاول الجانب التركي إقناع الفصائل في اجتماعات جارية على الأراضي التركية بالمشاركة، وسط تسريبات تؤكد وجود ضغوط شديدة يمارسها المسؤولون الأتراك على تلك الفصائل لإعلان انخراطها في العملية السياسية.

 

ومعلوم أن الاتفاق التركي الروسي ينص على أن تكون أنقرة الطرف الضامن لجهة المعارضة، فيما يضمن الجانب الروسي أن يلتزم النظام بالخطوات المعلنة.

 

ومن بين الفصائل المعارضة المدعوة جيش الإسلام، وجيش العزة، وحركة تحرير الوطن، وأجناد الشام، والجبهة الشامية، والفرقتان الساحلية الأولى والثانية، وكتائب أجناد الشام، وحركة أحرار الشام، وجيش التحرير، وجبهة أهل الشام، وغرفة عمليات حلب، وجيش إدلب الحر، وفرقة السلطان مراد، ولواء شهداء الإسلام، وجيش النصر.

 

ويتمسك المدعوون بضرورة إنهاء الخروقات خاصة على جبهة وادي بردى، كما يطالبون بضرورة أن يتم توسيع دائرة وقف إطلاق النار لتشمل كل المناطق المحاصرة وكذلك الجنوب السوري.

 

وأعلن الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الخميس، أنه من المقرر عقد اجتماعين في أنقرة وموسكو على أمل تسوية أزمة المياه في دمشق، معبرا عن خشيته من “تصعيد عسكري”، الأمر الذي قد يؤثر على المباحثات المرتقبة.

 

 

فرنسوا هولاند: المفاوضات يجب أن تشمل كل الأطراف المعنية بالملف السوري

ويزود وادي بردى العاصمة السورية بمياه الشرب، لكن تدمير عدد كبير من الأقنية بسب المعارك حرم الملايين من المياه.

 

وقال دي ميستورا إن “المعلومات التي نملكها تفيد بأن خمس قرى في منطقة الوادي توصلت إلى اتفاق مع الحكومة وهذا نبأ سار”.

 

وأضاف “لكنْ قريتان، وخصوصا حيث يقع النبع، لم تتوصلا إلى اتفاق حاليا. هناك خطر، خطر ممكن، خطر وشيك على أن يؤدي إلى تصعيد عسكري”.

 

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت، الأربعاء، أنها توصلت إلى اتفاق يمهد لدخول الجيش إلى المنطقة المتمردة بالقرب من دمشق، لإصلاح الأعطاب وتزويد العاصمة بالمياه، لكن الاشتباكات سرعان ما تجددت بين الطرفين.

 

ولا ينحصر مطلب الفصائل فقط على مسألة وقف إطلاق النار بل تطالب أيضا بضرورة وجود مشرفين دوليين على خطوط التماس، الأمر الذي يلقى رفضا من قبل النظام وداعمته إيران.

 

وتقول بعض الأوساط إن هناك جهات خارجية تحاول التأثير على بعض الفصائل المدعوة، لجهة عدم الذهاب إلى أستانة، وهو ما كذبه البعض الآخر.

 

المطبات الموجودة على طريق أستانة لا تقف عند هذا الجانب، فهناك أطراف رئيسة في المعارضة محسوبة على جهات دولية وإقليمية مثل فرنسا والسعودية وقطر تمت إزاحتها من المشهد، على غرار الهيئة العليا للمفاوضات التي كانت في أحد الأوقات الممثل الرسمي للمعارضة بشقيها السياسي والعسكري.

 

وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الخميس، عن أمله في أن تشمل المفاوضات حول سوريا “كل الأطراف المعنية” بالملف السوري “برعاية الأمم المتحدة”، وهو يغمز هنا إلى ضرورة عدم حصر الملف في الطرفين التركي والروسي، فهناك أطراف أخرى معنية بدرجة أولى بالملف.

 

وقال الرئيس الفرنسي في لقاء مع السلك الدبلوماسي بمناسبة السنة الجديدة، إن المفاوضات “يجب أن تتم برعاية الأمم المتحدة، في الإطار الذي حدد منذ 2012 في جنيف. ومن الملائم جمع الكل باستثناء المجموعات الأصولية والمتطرفة، والتحرك في إطار جنيف”.

 

وتعكس تصريحات هولاند عدم اعتراف واضح وصريح بمؤتمر أستانة، وهذا بالتأكيد سيعقد من مهمة الطرفين الروسي والتركي.

 

وتفسر أوساط روسية عدم دعوة الهيئة العليا إلى أستانة بأن المفاوضات ستقتصر على الشق العسكري، وليس كما يروج على أنه محاولة لإقصاء طرف بعينه.

 

ويبدو أن الإشكالات حول مؤتمر أستانة لا حدود لها، فهناك مسألة مشاركة وحدات حماية الشعب الكردي، حيت تصر الولايات المتحدة على حضورها باعتبارها مكونا رئيسيا في النسيج السوري، فيما ترفض تركيا بشدة هذا الأمر.

 

وفي محاولة لدحض الذريعة التركية أعلنت الوحدات، العنصر الرئيسي في تحالف قوات سوريا الديمقراطية، في بيان عن عدم ارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا وقد أعادت القيادة المركزية الأميركية نشره، الأمر الذي قوبل باستهزاء تركي حيث قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، “هل هذه مزحة أم أن القيادة المركزية الأميركية فقدت عقلها؟”.

 

ندوة الجزيرة نت: اتفاق تركيا وروسيا يكرس نفوذهما بسوريا  

محمد عيادي-الدوحة

 

في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي توصلت روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار بسوريا والإعلان عن مؤتمر مرتقب عقده هذا الشهر في العاصمة الكزاخية أستانا لبدء مفاوضات سياسية بين الأطراف السورية.

 

ولتسليط الضوء أكثر على هذا الاتفاق واستشراف آفاق مؤتمر أستانا في كزاخستان، نظم موقع الجزيرة نت ندوة شارك فيها كل من مدير وحدة تحليل السياسات بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور مروان قبلان، والدكتورة فاطمة الصمادي باحثة أولى في مركز الجزيرة للدراسات، وعماد قدورة الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وباحث دكتوراه في جامعة سكاريا التركية، وأدارها الصحفي في الجزيرة نت محمد عيادي.

 

وأجمع المشاركون في الندوة على أن اتفاق أنقرة كرّس النفوذ الروسي التركي في سوريا بوصفهما ضامني تطبيق الاتفاق، وأن موسكو لا تتفق مع الأجندة الطائفية لطهران في سوريا، ولأجل ذلك أرسلت الشرطة العسكرية إلى حلب بعد مغادرة فصائل المعارضة منها.

 

وفي الوقت نفسه، أكد المشاركون أن إيران عامل مهم لإيجاد حل سياسي في سوريا، وكذلك الدعم الأميركي للاتفاق الروسي التركي المذكور، لكن موقف واشنطن لن يتضح إلا بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب منصبه رسميا في العشرين من الشهر الجاري.

 

وشدد المشاركون في الندوة على أهمية مشاركة العرب في مؤتمر أستانا لدعم موقف المعارضة، وغيابهم يعني عدم تأثيرهم في الملف السوري لصالح تأثير إيراني كبير.

لماذا جاء الاتفاق التركي الروسي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا سريعا بينما كان النظام السوري يتحدث عن معارك مقبلة، وتحدث مسؤولون إيرانيون عن أن معركة حلب كان معركة الدفاع عن الثورة الإسلامية؟

 

مروان قبلان: لا أعتقد بأن الاتفاق جاء سريعا لأن المفاوضات بين فصائل المعارضة المسلحة وروسيا بدأت قبل ثمانية أسابيع من الخروج من حلب بأنقرة، لأن فكرة المبادرة التركية كانت تسعى لمنع معركة حلب والتوصل لاتفاق خروج فصائل المعارضة المسلحة وعلى الأقل خروج “جبهة النصرة” من حلب.

 

وقبل المعركة كانت الفكرة الرئيسية التي يطرحها الروس ويصرون عليها هي خروج “جبهة النصرة” من الجزء الشرقي من حلب، ويبدو أن الأتراك كانوا مستعدين لمناقشتها، ولهذا السبب حصلت لقاءات روسية مع فصائل المعارضة الكبرى الموجودة في المدينة لكن لم يتم التوصل لذلك الاتفاق لأسباب مختلفة، مما أدى عمليا إلى أن يتخذ الروس قرارهم بإخراج المعارضة السورية من حلب بالقوة لأسباب عديدة، منها الضغط الإيراني وضغط النظام السوري.

 

وأعتقد بأن ذلك راجع لوجود خلاف في الأجندات بين روسيا والنظام في ما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، لأن الإيرانيين تحديدا كانوا يريدون القضاء على المعارضة السورية بالمعنى المادي للكلمة، أي إفناءها وإبادتها، حيث هي محاصرة في مربع خمسة كليومترات تقريبا.

 

لأن الإيرانيين يعتقدون بأنه إذا خرج المعارضون من حلب فسيقاتلونهم في مكان آخر في إدلب وغيرها، فلماذا لا يتم التخلص منهم في حلب ما دامت كفة موازين القوى تميل لمصلحة الإيرانيين، ولماذا نعطيهم ونمنحهم فرصة للخروج، وأعتقد بأن اتفاق أنقرة جاء نتيجة مجموعة من المقدمات مكنت من الوصول إليه.

 

ومن كان متابعا الاتصالات التركية الروسية، ثم المفاوضات التي أجريت في أنقرة بين فصائل المعارضة وبين الروس، ثم اتفاق حلب لإخراج فصائل المعارضة من حلب يخلص إلى أن الاتفاق لم يأت سريعا.

 

ويمكن القول إذا تجاوزنا مسألة السرعة في الاتفاق، إن هناك فعلا خلاف أجندات بين روسيا وإيران، ولهذا السبب لاحظنا أن الإيرانيين عارضوا الاتفاق وحاولوا عرقلته من خلال المليشيات الموجودة على الأرض، وتحديدا مليشيات حزب الله والنجباء العراقية عبر منع اتفاق إخلاء فصائل المعارضة من حلب، ومحاولة فرض أو إدخال موضوع كفريا والفوعة (البلدتان الشيعيتان في إدلب اللتان تحاصرهما المعارضة منذ نحو 18 شهرا) في هذا الاتفاق، والمعارضة وافقت على ذلك لأنها كانت محاولة إيرانية لعرقلة التوصل للاتفاق والمضي في تحقيق الهدف الإيراني بالإجهاز على المعارضة السورية.

 

لماذا سعت إيران لعرقلة الاتفاق التركي الروسي؟ وهل يمكن القول إنها فوجئت به؟

 

فاطمة الصمادي: بالتأكيد لأن إيران لم تشارك بصورة كبيرة في إنجاز الاتفاق وفوجئت بإبرامه، وردة فعلها السياسية تعكس هذه المفاجأة، ولذلك نجد أحد المواقع يتحدث بشكل واضح عن أن إيران جلست في صفوف المتفرجين أثناء عقد وبلورة الاتفاق.

 

وإقصاء إيران راجع للاختلاف التام في الأجندات، فليس في أجندة طهران إنجاز اتفاق سياسي في هذه الفترة، لأنها تعتقد بأن في هذه اللحظة هناك فرصة للقضاء على المعارضة بشكل كامل لأنها لا تضع فروقا وحدودا بين معارضة معتدلة ومعارضة مشددة، بل تسميهم التكفيريين، وتخلط بين الجميع وتنظم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش”، وبالنسبة إليها التقدم في حلب كان مناسبة للانتقال لمناطق أخرى وإفناء المعارضة.

وهناك مسألة أخرى مهمة تكشف الخلاف في الأجندات تتعلق بالطرح الأيديولوجي في الأجندة الإيرانية، في حين لا يوجد لدى الروس هذا البعد في التدخل، نعم لديهم بعد مصلحي واضح من تدخلهم وهي تتحدث عنه ولا تخفيه، وبالتالي إذا تحققت لروسيا مصلحة -واللحظة التاريخية مناسبة لإنجاز اتفاق سياسي- فستدفع باتجاهه وقد فعلت.

 

والتقارب التركي الروسي جاء على عكس رغبة إيران وما تشتهيه، لأنها كانت تريد مشاركة تركية لكن ضمن الحدود التي تقبلها وتراها إيران في هذا الاتفاق على وجه التحديد، لكن تم الالتفاف على الدور الإيراني في سوريا، ولذلك أرى أن الإيرانيين لن يدعموا على المدى البعيد اتفاق أنقرة، وهناك مجموعة من الأسباب تجعلهم يعرقلون الاتفاق، وللأمر علاقة أيضا بمؤتمر أستانا القادم.

 

بعد اتفاق حلب أرسلت روسيا الشرطة العسكرية ووزعتها في المدينة بعد خروج المعارضة، ويقال إن روسيا فعلت ذلك اضطرارا لأنها فوجئت بأن المليشيات الإيرانية والشيعية مهيمنة على الأرض ولا وجود تقريبا للنظام، هل هذا هو المبرر للخطوة الروسية؟

 

فاطمة الصمادي: أعتقد أن الخطوة الروسية تعود لعدة أسباب، منها البعد الأيديولوجي الواضح في الطرح الإيراني في معركة حلب وبعد اتفاق إخلاء المعارضة في حلب، واستعراض القوة الإيرانية من قبيل ما فعله قاسم سليماني في حلب؛ كانت رسائل لم ترض عنها موسكو.

 

وهناك استطلاعات للرأي أنجزت في العالم العربي والعالم الإسلامي عكست نوعا من السخط على روسيا، وأن الأخيرة تدعم الشيعة على حساب السنة وتشارك في القضاء عليهم.

 

وأرى أن الخطوة الروسية بإرسال الشرطة العسكرية فيها رسالة للعالم السني أن موسكو ليست معنية بالبعد الأيديولوجي في المشروع الإيراني، ولذلك دفعت في اتفاق وقف إطلاق النار.

 

مروان قبلان: نحن متفقون على وجود اختلاف أجندات بين روسيا وإيران، فهدف الأخيرة عمليا في حلب تحديدا هو إحداث تغيير ديمغرافي في المدينة المهمة في إستراتيجية طهران، وكانت فكرتها استقدام أهالي كفريا والفوعة وإسكانهم في شرق حلب.

 

وليس للروس مصلحة في حصول هذا للأسباب التي تحدثت عنها الدكتورة الصمادي، وحساسيتها من الموضوع الشيعي السني في المنطقة، لذلك قرروا أن يفوتوا على إيران هذه الفرصة ولم يسمحوا لهم بإسكان أهالي البلدتين المذكورتين بشرق حلب، وجلبوا الشرطة العسكرية لأن المليشيات الشيعية هي من قامت بالتجاوزات، سواء إخراج الناس من بيوتهم وتهجيرهم أو نهب ممتلكاتهم.

 

وجلبت روسيا تلك الشرطة من جمهوريات الشيشان وداغستان وبشكريا وهي جمهوريات سنية، ومن روايات الناس بشرق حلب أن هذه الشرطة تعاملت فعلا مع الناس وكأنهم جزء من الثقافة المحلية.

 

أعتقد أن هذا ترك نوعا من الارتياح حتى لدى السكان لأن معاناتهم الشديدة من المليشيات الطائفية المتشددة جعلتهم يقبلون بأي كان مقابل إبعاد هؤلاء عنهم وحماية ممتلكاتهم.

 

وشرق حلب اليوم في عهدة الشرطة العسكرية الروسية ولم يتمكن الإيرانيون من فعل ما يشتهون حتى بعد إخراج المعارضة. من جهة أخرى، الخطوة الروسية فيها رسالة للعالم الإسلامي والسني أن روسيا لا تدعم الأجندة الإيرانية الطائفية وما يتعلق بالتغيير الديمغرافي.

 

وأعتقد أن هذا لم يبدأ فقط مع الاتفاق أو بعد بل أعتقد أن الروس كانوا من قبل ضد فكرة التبادل السكاني بخلفية طائفية، لذلك لما تدخلوا عام 2015 أول شيء فعلوه أجهضوا الاتفاق الذي جرى في ذلك الوقت بين إيران وأحرار الشام في تركيا وبوساطتها لنقل سكان كفريا والفوعة من إدلب إلى الزبداني ومنعوا حصوله بدليل أنه منذ ذلك الحين وباتفاقية سياسية لم يحصل أي نوع من أنواع التغيير الديمغرافي الطائفي (تبادل الجماعات المختلفة طائفيا) متفق عليه وأنا هنا لا أتحدث عن التهجير وبالعنف فهذا أمر آخر.

 

ماذا عن الدور التركي في اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا؟

 

عماد قدورة: بداية أؤكد سرعة الاتفاق، وتركيا كانت بحاجة لتسريع عقده في سوريا، خاصة مع ظهور الدور الروسي بشكل مكثف داخل سوريا، لأن الخسائر تسارعت داخل المعارضة وداخل تركيا من حيث مشاكل الأمن القومي التي باتت تصيبها في العمق.

 

وأقصد هنا التفجيرات الكبرى التي حصلت في مدن تركية كبيرة، ودخول الحرب مع حزب العمال الكردستاني إلى طريق اللاعودة، خاصة أن للحزب امتدادات داخل سوريا وما يعنيه ذلك من تهديد للكيان التركي، وبات الرئيس رجب طيب أردوغان يتحدث عن معاهدة سيفر بدلا من نتائج اتفاق لوزان وحرب التحرير.

 

فتركيا معنية جدا بإنجاز اتفاق بعيدا عن التدخلات الكبيرة لإيران كما أشارت لذلك الأستاذة الصمادي، ولها مكسب في إبرام اتفاق مع طرف قوي جدا في سوريا أقوى من النفوذ الإيراني، ولذلك أؤكد أن الاتفاق كان سريعا بالنسبة لتركيا لكنه غير سريع بالنسبة للنظام السوري.

 

ما الضمانات التي لدى تركيا لالتزام فصائل المعارضة السورية المسلحة بالاتفاق خاصة بعد خروق النظام المتكررة؟

 

عماد قدورة: ترتبط رهانات تركيا بالأطراف الأخرى، وهي تستطيع الضغط على المعارضة للالتزام بالاتفاق، لكن رهانها الأكبر على روسيا وتعتمد عليها للضغط على الأطراف الأخرى، النظام والمليشيات، وتركيا باتت متورطة في سوريا وتحتاج لاتفاق.

 

في السياق نفسه، العلاقة التركية الإيرانية كانت جيدة، ألا تعتقدون أنها قد تنهار بسبب سوريا لاختلاف رهانات وأجندات الطرفين؟

 

عماد قدورة: لن تنهار العلاقة بين تركيا وإيران سواء بسبب سوريا أو غيرها، لأنها ترتبط بما هو أهم، أولها العلاقات التاريخية بين البلدين التي وصلت لمرحلة التعايش الثنائي الإجباري، وإدراكهما بأنهما دولتان إقليميتان كبيرتان، ولهما مصالح، وجاء هذا بعد صراعات من القرن الـ16 إلى وقت قريب.

 

وهناك أيضا علاقات اقتصادية بين الدولتين لا يمكن لأي منهما التفريط فيها والاستغناء عنها أو حتى التفريط بجزء منها لأن تركيا أصبحت شريانا حيويا بالنسبة لإيران وكانت إحدى القنوات التي تتنفس بها أيام العقوبات الغربية.

 

وقد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما 14 مليار دولار في 2014، وفي اجتماع خلال زيارة أردوغان لإيران عام 2015 تم الاتفاق على زيادة حجم التبادل لثلاثين مليارا في أقرب وقت ممكن.

 

ويضاف لذلك أن سوريا تمثل علاقة صفرية بين تركيا وإيران لأن نفوذ إحداهما يعني إقصاء الأخرى، ومع ذلك العلاقات الاقتصادية تبقى أكبر.

 

ألا يمكن القول إن إيران تعطي الأولوية للجانب الأيديولوجي أكثر من الجانب الاقتصادي، خاصة مع رغبتها في التمدد بالعالم العربي؟

 

عماد قدورة: إيران أيديولوجية لكنها تتعامل بواقعية، ولها في هذا باع طويل من قبيل تعاملها مع الولايات المتحدة الأميركية رغم أنها كانت تصفها بالشيطان الأكبر، وتفاوضت معها في قضية “كونترا غيت” أو “إيران كونترا”.

 

فلا مشكلة لدى إيران في التعامل مع تركيا كما تفعل روسيا التي تتعامل مع أنقرة في أوج الأزمة بواقعية بينهما، بحيث لم تقطع العلاقات التجارية ولم تفرض عقوبات كبيرة لأنها ستضر بروسيا نفسها قبل تركيا، وإيران تدرك أن تركيا دولة كبيرة لا يمكن التفريط في العلاقة معها.

 

فاطمة الصمادي: يشكل ملف الطاقة معطى مهما وكبيرا في موضوع العلاقة بين تركيا وإيران وضاغط على أنقرة لأنه ملف حيوي ومرتبط بكل مناحي حياة تركيا، لأنها بحاجة لمزود بالطاقة بأسعار، وإيران تزودها بأسعار تفضيلية، وتعول أنقرة على مشروع مستقبلي تكون فيه ناقلة للطاقة إلى أوروبا، وهذا رهين بطبيعة العلاقة مع إيران.

 

وللإيرانيين والأتراك قراءة فيها نوع من الوعي لدور كل دول منهم في المنطقة، ولا يحاول أي منهم إنكار هذا الدور على الآخر.

هل يمكن أن نقول نفس الكلام عن العلاقة الإيرانية الروسية من أنها قد تنهار على أرض سوريا أو بسبب الملف السوري؟

 

فاطمة الصمادي: لا لا، العلاقة الروسية الإيرانية مختلفة، فهناك إرث تاريخي من العداء منذ اتفاقية تركمان تشاي عام 1828 و1907عام عندما أنجزت روسيا وبريطانيا ما سميت اتفاقية القرن، احتلت على إثرها إيران، ثم الملف النووي وصفقة S800 التي حصلت عليها إيران بعد تأجيل وتسويف روسي طويل.

 

الإرث في العلاقة الروسية الإيرانية إرث عداء وحروب وغياب ثقة، فضلا عن أن روسيا لا تنظر لإيران كحليف إستراتيجي، ولكن لديها معها مصالح وشراكات إستراتيجية، من ضمنها الملف السوري.

 

وإذا أردنا أن نفهم كيف تنظر روسيا إلى العلاقة مع إيران علينا رصد سلوك روسيا في مناطق الجوار، في آسيا الوسطى بالقوقاز وبحر قزوين، فهو ملف خلافي كبير بينهما، وكذلك ملف الطاقة والوجود في آسيا الوسطى، وأيضا وثيقة الأمن التي وقعها بوتين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وأقرها الكرملين.

 

وتضع الوثيقة خمس أولويات في علاقات روسيا الخارجية، تأتي في مقدمتها الدول ذات المنافع المشتركة الناطقة بالروسية، دول آسيا الوسطى والقوقاز، وفي المرتبة الثانية الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية في المرتبة الثالثة، وشرق آسيا والصين في المرتبة الرابعة، وفي المرتبة الخامسة هناك حديث عن دول الخليج وعلاقات إستراتيجية معها.

 

وفي التفصيل تجد أن روسيا لا تستعمل كلمة إستراتيجية في العلاقة مع إيران، وتتحدث عن تمتين العلاقات معها في تطبيق الاتفاق النووي، وهذا يوضح كيف تنظر روسيا لإيران.

 

مروان قبلان: العلاقة بين تركيا وروسيا وإيران معقدة جدا، فيها نوع من التنافس والتعاون في ملفات مختلفة، وتحدثنا عن تعاون تركي إيراني لوجود منافع مشتركة بينهما ورغبة تركية لتتحول لمعبر رئيس للطاقة من إيران وروسيا إلى أوروبا، وهناك بالتأكيد علاقات تجارية كبيرة.

 

وما أشار إليه الأستاذ عماد بخصوص الميزان التجاري بين تركيا وإيران أكبر من الميزان التجاري بين تركيا ودول الخليج مجتمعة، وهذا أمر ملفت للانتباه لأن دول الخليج لم تتمكن من تطوير علاقاتها مع تركيا.

إن العلاقات الاقتصادية التركية الإيرانية مهمة جدا، لكن هذا لم يمنع البلدين من أن يدخلا في حرب وكالة ضد بعضهما البعض في سوريا، وهي حرب مكشوفة ومفتوحة بكل المعايير، تركيا تدعم بكل قوة فصائل المعارضة السورية المسلحة مقابل دعم إيراني غير محدود للنظام، فهما عمليا تقاتلتا في سوريا.

 

لكن تركيا تعلمت من إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ألا تدخل في صدام مباشر سواء مع روسيا أو إيران، والصراع مع روسيا أصبح من الماضي، لكنه مستمر مع إيران بدليل ما حصل في اتفاق موسكو، فاجتماع وزراء خارجية ودفاع الثلاثي (روسيا وتركيا وإيران) أظهر أن هناك خلافا واضحا بين مولود جاويش أوغلو وجواد ظريف عندما طلب الأول أن يعامل حزب الله معاملة باقي الفصائل وأن يخرج من سوريا فردت إيران بأنها والحزب باقيان.

 

وبغض النظر عن المبررات التي قدمها الإيرانيون من الواضح أن هناك خلافا بين أنقرة وطهران لكنه لم يؤثر بشكل من الأشكال على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهنا لا يجب أن ننسى أن تركيا لعبت دور الوساطة في الملف النووي الإيراني عام 2010 وصوتت ضد قرار 1929 في مجلس الأمن إلى جانب البرازيل في الوقت الذي أيدته روسيا ووقفت إلى جانب الولايات المتحدة في فرض عقوبات على طهران بخصوص ملفها النووي.

 

بخصوص العلاقة الروسية الإيرانية هناك مصالح مشتركة كما أكد الإخوة المتدخلون، لكن هناك شكوك ومخاوف بينهما، فالإيرانيون لا ينسون أن روسيا صوتت لصالح خمس حزم من العقوبات ضدهم في مجلس الأمن منذ أن بدأ الحديث عن الملف النووي الإيراني عام 2002، وهناك تنافس بينهما كذلك في مناطق مختلفة.

 

وباختصار العلاقات بين الثلاثي المذكور معقدة جدا، لكن عندما نتحدث عن علاقة روسيا بإيران وعلاقة تركيا بروسيا وعلاقة تركيا بإيران يحتاج هذا الحديث لضلع رابع ناقص يعتمد على العلاقة مع الولايات المتحدة.

 

وأعتقد أن الخلاف الروسي الإيراني سوف يستمر ويتوسع إذا حصل تقارب روسي أميركي، فالرئيس فلاديمير بوتين لطالما استخدم علاقته بإيران أداة مهمة في علاقته مع الغرب، خاصة مع الولايات المتحدة، سواء في الصراع أو التقارب كذلك، فعندما كان يريد إرسال عربون صداقة للأميركيين كان يستخدم عمليا إيران ولذلك صوتت موسكو في مجلس الأمن لصالح العقوبات ضد طهران، وكانت تستجيب في كل مرة كان الغرب يضغط عليها حتى لا تسلم الإيرانيين أس300 ولا تكمل مفاعل بوشهر.

 

إن علاقة روسيا بإيران تعتمد بشكل كبير جدا على علاقة روسيا بالولايات المتحدة، وأيضا إذا أخذنا علاقة تركيا بروسيا فسنجد أنها لم تتحسن إلا عندما أحس الأتراك أن الولايات المتحدة تخلت عنهم وبدأت تتبنى أجندة معادية للمصالح التركية وتحديدا تبنيها للأكراد.

 

ماذا عن الدور الأميركي في الملف السوري، الناس لم يعودوا يفهمون جيدا هل أميركا لاعب في هذا الملف أم منسحب، أم هناك من يقوم بدورها بالوكالة؟

 

مروان قبلان: من البداية كانت الولايات المتحدة تقول إن سوريا ليست دولة مهمة بالنسبة لها واستخدمت سوريا مرتين، الأولى كعربون صداقة لإيران حتى تساعدها في الانسحاب من العراق عام 2011.

 

والأجندة الأساسية للرئيس أوباما في الشرق الأوسط الانسحاب من العراق لكن ذلك لا يمكن بدون حصول تعاون من طرف إيران، والانسحاب صعب جدا بدون هدوء تضمنه إيران.

 

ولا يمكن لطهران أن تتعاون إذا أزعجها الأميركيون في سوريا، ولذلك كان موقف الأميركيين غامضا جدا من الثورة الروسية، حتى إن هيلاري كلينتون كوزيرة خارجية قالت في شهر مايو/أيار 2011 إن بشار الأسد رجل إصلاحي وله أجندة إصلاحية، في شهادة أمام مجلس الشيوخ.

 

ولما أتم الأميركيون انسحابهم بدأت مفاوضات ملف النووي، وللمرة الثانية تقدم أميركا عربون صداقة بالتراجع عن ضرب نظام بشار الأسد في سبتمبر/أيلول 2013 لأنه بعد شهر من ذلك أعلن عن الاتفاق المؤقت بين إيران والأميركيين في مفاوضات كانت تجرى سرا في عُمان؟

وفي الواقع الراهن هناك إدارة أميركية تريد استبدال تحالف ضمني بين أوباما مع إيران لمواجهة تنظيم الدولة، وما يطرحه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب الآن استبدال إيران بروسيا.

 

ويقول ترمب بدل أن يكون توافق مصالح مع الإيرانيين في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة: لماذا لا نقوم باستبدال إيران بروسيا لأن الأخيرة دولة أكبر وأهم لها تأثيرها وهي لاعب عسكري مهم في سوريا، والهدف بالنسبة لموسكو وواشنطن القضاء على تنظيم الدولة.

 

الأميركيون موجودون بقوة في المشهد السوري، لديهم قاعدة عسكرية في إرميلان ويبنون قاعدة عسكرية أخرى في جنوب عين العرب (كوباني)، بمعنى لهم تواجد عسكري على الأرض.

 

وعندما قصفت الطائرات التركية بعض القواعد التابعة لحزب العمال الكردستاني قصفتها بالقرب من إرميلان، ووجهت بذلك رسالة للأميركيين بأننا لن نصبر على الملف الكردي في انتظار أن يأتي ترمب.

 

وأعتقد أن أي اتفاق اليوم في سوريا لا بد من مشاركة القوى الفاعلة، وبوتين كان واضحا فهو يدعو كل الأطراف بمن فيهم الأميركيون للانضمام للمسار السياسي الذي فتح في سوريا اليوم، وأعتقد أن الجميع بانتظار عودة اللاعب الأميركي لأننا جميعا متفقون على أنه لن يكون هناك اتفاق سياسي قابل للتطبيق في سوريا بدون الولايات المتحدة على الأقل في الجبهة الجنوبية، حيث تتعامل جميع الفصائل مع غرفة الموك الموجودة في الأردن.

 

ومعروف أن المخابرات الأميركية هي التي تشرف عليها، فتأثير الأميركيين بالجبهة المذكورة على الأقل بالإضافة لبعض التأثير في الشمال من خلال الأكراد الذين باتوا اليوم قوة مهمة في شمال سوريا؛ وأبرزها وحدات حماية الشعب الكردية، فالجميع بانتظار عودة اللاعب الأميركي للطاولة ليأخذ دوره في دعم المسيرة السياسية التي بدأها الأتراك والروس من خلال اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا أواخر الشهر الماضي.

 

بالنسبة للأتراك أخذوا قرارا وتدخلوا في سوريا خاصة على حدودها في شمال حلب بجرابلس والباب، ما هي رهاناتهم؟ هل يتعلق الأمر فقط بالأكراد أم لإثبات الحضور وعدم ترك الروس والإيرانيين والأميركيين وحدهم في الميدان؟

 

عماد قدورة: التدخل التركي في الشمال الروسي تم بناء على تقارير استخبارية تركية بضرورة التدخل المبكر لمنع تقدم القوات الكردية، خاصة قوات الحماية الشعبية غرب جرابلس.

 

ولتركيا حسابات دقيقة وأغلبها حسابات عملياتية لأنه إذا دخلت الإمدادات إلى سوريا يصعب استمرارها، وإذا دخلت قوات تركية يصعب التواصل معها باستمرار، وبوجود إيران وروسيا يصعب الدخول للأراضي السورية إلا باتفاق ضمني مع أحد الطرفين، وفيما يستحيل ذلك بالنسبة لإيران فقد تم الاتفاق مع روسيا وتم التدخل، لأنه ما كان ليحصل بدون بغطاء روسي.

 

ومشكلة الأكراد هي المشكلة الأساسية بالنسبة لتركيا في الشمال السوري بالإضافة لـ”داعش” بعد التفجيرات التي حصلت منذ منتصف 2015 حتى الآن، وبالتالي باتت أولوية بالإضافة لمنع قيام كيان كردي والتواصل بين جرابلس وعفرين في غرب سوريا، ويتم التركيز على مدينة الباب لقطع الطريق غرب الفرات والتحكم ومنع أي كيان أو فدرالية كردية، فذلك مضر بالأمن القومي التركي بشكل عميق.

 

وبالمناسبة حزب العمال الكردستاني لا يمثل كل الأكراد، لكن من لم يكن مقتنعا من الأكراد بقيام كيان شبه مستقل أو مستقل بدرجة كبيرة سيقتنع بعد قيام ذلك الكيان في شمال سوريا، وهو ما تحاول أنقرة أن تمنعه.

 

أظن أن هناك اتفاقا مع الأميركيين أو ضوءا أخضر منهم للتدخل التركي في شمال سوريا؟

 

عماد قدورة: بالنسبة للولايات المتحدة هناك توتر بينها وبين تركيا حول التدخل، والقيادة التركية أكثرت من الحديث خلال الأسبوع الماضي عن خذلان إدارة أوباما للأتراك، ووصل الأمر لاتهام مباشر ليس بدعم القوات الكردية فقط بل بدعم “داعش” أيضا، وهو تصريح لأردوغان أو إحدى القيادات التركية.

 

وهذا بطبيعة الحال له أسباب، والولايات المتحدة تسمح لتركيا بدخول الشمال السوري لضرب “داعش” لكنها لا تسمح لها بضرب الأكراد، لذلك فانقطاع الدعم الأميركي عن تركيا كان رسالة لها بأن حدودها في محاربة “داعش”.

 

وللمفارقة هذا مطلب روسي أيضا لأن علاقتها بالأكراد ليست سيئة بل قد تكون ورقة بيدها تجاه تركيا أو حتى سوريا، فالدعم الروسي أو التركي مشروط بحدود معينة، وأغلبها يتعلق بضرب “داعش”.

 

ماذا عن غياب الدور العربي في الاتفاق الروسي التركي المذكور وفي كل الملف السوري؟

 

فاطمة الصمادي: هذا الغياب مرتبط بالخلل الكبير في ميزان القوى بعد احتلال العراق، فمنذ 2003 إلى اليوم ونحن نشهد تراجعا كبيرا لحضور الإقليم العربي وتأثير الدول العربية، ولا يمكن الآن الحديث عن طرف عربي له حضور في المحادثات، ولا يمكن توقع أي ثقل لأي طرف عربي في المحادثات القادمة في أستانا، لأن الأمر مرتبط بالحضور على الأرض، بمعنى ماذا حققت الدول العربية على الأرض؟

 

تركيا لها حضور في سوريا، ولإيران حضور قوي وكذلك روسيا، وهذه الأطراف تستطيع أن تجلس على طاولة المفاوضات، ولديها أوراق قوة تستطيع المناورة بها لكن الطرف العربي لا يملك للأسف الشديد أوراقا.

 

كما أن الغياب مرتبط أيضا بضعف الدور المصري بشكل كبير، وأعتقد أن الخلل تزايد منذ الضربة التي وجهت لمشروع التحرر العربي وما حدث في مصر من دعم الانقلاب العسكري الذي كانت له تبعات كبيرة جدا ليس فقط في القضية السورية بل في مجمل الوجود العربي السياسي في المنطقة.

 

هل يمهد الاتفاق الروسي التركي بشأن وقف إطلاق النار لمفاوضات سياسية نوعية بين الأطراف السورية خاصة بعد المؤتمر المرتقب في أستانا؟

 

مروان قبلان: أعتقد أن الاتفاق الروسي التركي حتى الآن هو أكثر محاولة جدية للذهاب لتسوية سياسية في القضية السورية، وبصراحة فالاتفاق حصل بين الدولتين المذكورتين وفرض على جميع الأطراف، فتركيا فرضت الاتفاق على المعارضة، وروسيا فرضته على النظام السوري باعتبار أنقرة وموسكو ضامني الاتفاق، وهذا لا يعني عدم وجود عقبات وتحديات وكذلك صعوبات.

 

ولكل من تركيا وروسيا ما يكفي من الأوراق للضغط على حلفائهما والأطراف المعنية للمضي في العملية السياسية، لكن في الوقت نفسه لا بد من توفر الشروط اللازمة للحل لأن إيران ستحاول العرقلة وحاولت أكثر من مرة.

 

وحتى النظام يعرقل؟

 

مروان قبلان: في الحقيقة النظام لا يحسب لأن القادرة على التعطيل هي إيران وأدواتها الموجودة على الأرض وهي حزب الله ومليشياتها المختلفة، وهذا كان واضحا في وادي بردى، ولاحظنا أن ذهاب وزير خارجية النظام ومدير مكتب الأمن القومي إلى طهران ليتوسطا لدى الإيرانيين للضغط على حزب الله للالتزام بالاتفاق نتيجة الضغط الروسي على النظام.

 

وإذا أراد الأخير -النظام- إلزام حزب الله بشيء يجب أن يذهب لإيران، ولذلك النظام لا يحسب من وجهة نظري، ومن يحسب هو إيران التي اعترضت خلال الأسبوعين الماضين خمس مرات بشكل علني على المواقف الروسية.

 

اعترضت على اتفاق إجلاء المعارضة الذي تم في ديسمبر/أيلول الماضي، واعترضت في المرة الثانية على شمول المفاوضات الروسية على فصائل تعتبرها إيران إرهابية كجيش الإسلام وأحرار الشام، واعترضت على القرار 2328 الذي سمح بوصول قوات دولية للفصل في سوريا.

 

وبالمناسبة، هناك دول تعد الآن لإرسال كتائب لسوريا بطلب روسي لتقوم بعملية الفصل وحفظ السلام خلال المرحلة الانتقالية وهو ما لا تريده إيران التي اعترضت مؤخرا على اتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار بدليل ما يجري في وادي بردى اليوم.

إذاً هناك عقبات كبيرة سيواجهها الاتفاق الروسي التركي الذي يحتاج برأيي لعامل مهم لنجاحه والوصول لمبتغاه، وهو ألا تقوم أميركا بأي محاولة لعرقلته بل يجب أن يتوفر دعم أميركي للاتفاق، بمعنى أن نجاح الاتفاق بشكل كبير رهين بتحييد العامل الإيراني.

 

وطالما أن الروس والأتراك ضامنون لحلفائهم الموجودين على الأرض وحصل الدعم الأميركي وتحييد إيران فستتوفر شروط أساسية لنجاح الاتفاق.

 

صحيح أن الدور العربي تضاءل كثيرا لكني أعتقد أن المرحلة القادمة سيحتاجون العرب على الأقل لأنهم سيمولون أي عملية لإعادة الإعمار في سوريا، وبدون العرب لن يتحقق هذا؟

 

من هي الأطراف التي ستكون مؤثرة في مؤتمر أستانا المرتقب هذا الشهر؟ وأي طرف سيكون أكثر تأثيرا؟

 

مروان قبلان: الروس والأتراك سيكونون أكثر تأثيرا لأنهم من أنجزوا اتفاق وقف إطلاق النار، لأنه لم يبق للروس هدف عسكري كبير لتحقيقه بعد حلب ولا يريدون الدخول في تفاصيل المشهد السوري، وكذلك الأتراك ولذلك كان لديهم تحفظ أكثر من مرة عندما أعلن بشار الأسد وكذلك المعارضة.

 

والروس يرون أن رغبة بشار في استعادة كل سوريا هدف غير قابل للتحقيق في المستقبل المنظور، وهم وصلوا لغاياتهم من العملية العسكرية، كانوا يريدون أخذ حلب -وهو أكبر هدف عسكري كان يمكن تحقيقه في سوريا- وقد فعلوا، أما الأهداف العسكرية الصغيرة فيمكن أن تقوم بها مليشيات وليس دولة بحجم روسيا.

 

وكأن موسكو تقول بذلك إنها غيرت موازين القوى في سوريا وحققت أهدافها في منع سقوط النظام وحصلت على قواعد عسكرية في سوريا وفرضت نفسها في الساحة الدولية، واستعرضت قوتها لما جاءت بأسطول بحر الشمال قبالة السواحل السورية واستخدمت صواريخ كروز وكاليبر وحاملة الطائرات وغير ذلك، وكل ذلك انتهى تقريبا.

 

الآن تريد روسيا أن تقدم نفسها كصانع سلام، ولأجل تحقيقه رغم فشل الجميع في تحقيقه بمن فيهم الأمم المتحدة والأميركيون، الروس اليوم اللاعب الأهم في ما يتعلق بالمسار السياسي السوري.

 

بخصوص مؤتمر أستانا، حضور الروس والأتراك أساسي، هل ستحضر دول عربية وإيران؟ وفي هذه الحالة ما هي الأوراق التي يحملها كل طرف؟

 

عماد قدورة: من أوراق تركيا علاقتها بروسيا وهي تعول عليها كثيرا، والتأكيد على مرجعيات القرارات الدولية وتطبيقها، خاصة إعلان جنيف 2012، وهذا مهم جدا بالنسبة لتركيا، وقرار مجلس الأمن الذي رحب بالاتفاق التركي الروسي أكد على هذا الأمر.

 

وأهم ورقة بيد تركيا عدم قبولها بوجود الرئيس بشار السد في منصبه بعد المرحلة الانتقالية، وبالنسبة لروسيا فهي معنية بإنهاء التدخل العسكري وتحويله لاستثمار سياسي، وتركيا تدرك هذا الجانب، وبخصوص الولايات المتحدة فالكل ينتظر حتى الآن ما ستقوم به إدارة ترمب.

 

ماذا عن إيران ومؤتمر أستانا؟

 

فاطمة الصمادي: لا يمكن الحديث عن حل في سوريا بدون إيران فقد أصبحت أمرا واقعا، لأننا نتحدث عن أكثر من خمس سنوات من النفوذ الذي بني للإيرانيين داخل سوريا، وباتت إيران ضالعة في مفاصل الحياة السورية بما فيها بناء مليشيات من السوريين أنفسهم.

 

بمعنى نحن نتحدث عن وجود واقعي ومليشيات عابرة تأتمر بأمر إيران ونفوذها القوي والكبير جدا في العراق، ولذلك لا حل في سوريا بدون حضور إيراني، وهذا برأيي سيجعل من مفاوضات أستانا في غاية الصعوبة.

وعلينا أن نتذكر في هذا السياق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه وصف اتفاق إطلاق النار بأنه هش، لأنه يدرك أبعاد الحالة في سوريا ونفوذ إيران داخلها وما تريده منها، وهي التي دفعت حوالي 175 مليار دولار في سوريا -وهو مبلغ خيالي- لا يمكن أن تسمح بإقصائها بسهولة، وتستطيع إجهاض أي اتفاق سياسي في سوريا.

 

البعض يقول إن إيران قد تعرقل الوصول للمؤتمر وتجهضه؟

 

فاطمة الصمادي: لا، هي تعد العدة للمشاركة في المؤتمر لأنها تحتاجه لأجل الاستراحة من جهة ولإقبالها من جهة أخرى على انتخابات رئاسية في مايو/أيار المقبل، بالإضافة لبدء نوع من النقاش الايراني الداخلي حول ملفات الفساد والإنفاق وتراجع الحالة الاقتصادية، خاصة أن الاتفاق النووي لم يأت بالمكاسب التي كانت تريدها إيران.

 

وأعتقد أن إيران ستدخل المحادثات بأستانا في زاويا صعبة لما لها من خبرة في التفاوض، فالملف النووي وفر لها خبرة طويلة، وأظن أن نفس الفريق الذي فاوض في الملف المذكور سيشارك في مفاوضات أستانا الشهر الجاري مع دخول مفاوضين من الحرس الجمهوري ضمن الفريق والوفد الإيراني.

 

عماد قدورة: الاتفاق التركي الروسي عبارة عن إحلال للتأثير التركي والروسي محل التأثير الإيراني، وإذا وصل لغايته وتمت مفاوضات سياسية ووصل لغايته أي حصول الانتقال السياسي فهذا يعني أنه سيسفر عن حكومة ديمقراطية وكتلة سكانية غاضبة من التدخلات الإيرانية في سوريا ويكرس النفوذ الروسي التركي، وهذا كله ليس من مصلحة إيران وما قامت به على مدار خمس سنوات، ولذلك فهي تراهن على تعقيدات المحادثات.

 

هل ستحضر المعارضة السياسية في مؤتمر أستانا أم ستكون تركيا وكيلة عنها؟

 

مروان قبلان: المعارضة ستحضر وكذلك النظام، لكن قبل ذلك أريد التأكيد على نقطة أساسية، وهي أن معركة تحجيم النفوذ الإيراني ليس في سوريا فحسب بل في كل المنطقة بدأت للتو.

 

وأرى أن إيران ستجد نفسها في زاوية جد صعبة مع مجيء ترمب، لأنه كلما زاد الضغط الأميركي على إيران في الفترة القادمة سيتوفر للأتراك والروس مزيد من أدوات الضغط على طهران حتى تقبل بحل في سوريا، وهناك في إيران اليوم ندم شديد لعدم توصلهم لاتفاق حول سوريا مع إدارة أوباما لأنه لن يكون الاتفاق الذي يرغبون فيه مع إدارة ترمب بل قد لا يكون هناك اتفاق أصلا حول النفوذ الإيراني في سوريا تحديدا.

 

الجميع لديهم الإقرار بالنفوذ الإيراني في العراق وليس في كل العراق ولكن الأمر مختلف في سوريا، فمعركة النفوذ الإيراني فيها ستكون قاسية جدا وصعبة على الإيرانيين في ظروف أعتقد أنها تغيرت كثيرا، وسيترحمون على أيام إدارة أوباما لأنه كان معجبا جدا بالثقافة الإيرانية وتغزل بإيران، واليوم الرئيس الأميركي الجديد ليس لديه كل هذه المشاعر تجاه إيران ثقافة وتاريخا وحتى سياستها.

 

وبخصوص مؤتمر أستانا يجب أن نكون صريحين، فالمعارضة السورية في وضع لا تملك فيه أن تقول لا لتركيا، لأن المعارضة السياسية والعسكرية في تركيا وطرق إمداداها ومساعداتها كذلك من تركيا، ولذلك فهي عمليا وإلى حد كبير مرتبطة بالاتفاق الذي ضمنته تركيا.

 

ومن جهة أخرى، بقاء النظام واستمراره كان وما زال يعتمد على الدعم الروسي والغطاء الروسي الجوي وما قدمته موسكو من مساعدات، ونحن اليوم أمام معادلة، إذا اتفقت الأطراف الراعية للصراع وليس الحل على حل هذا الصراع في سوريا فستكون خطوة كبيرة باتجاه الحل.

ستكون هناك عقبات أساسية، خاصة الطرف الإيراني، وإذا تم الضغط عليه باتجاه قبول حل سياسي فسيقبل هذا التوجه، أما الأطراف التي ستحضر المؤتمر فقد شاهدنا اعتراضا إيرانيا شديدا على دعوة روسيا لدول عربية في الحضور، لأنها لا تريد حضور العرب ولهذا السبب عليهم أن يسعوا لأن يحضروا لأنه من لم يحضر لن يكون له تأثير ولن يكون له قول، وحضورهم دعم للمعارضة وغيابهم خذلان لها.

 

وطالما هناك دعوة روسية لانخراط العرب في العملية السياسية فأدعو العرب للمساهمة والانخراط في هذه العملية، وألا يفعلوا كما فعلوا في العراق وتخلوا عنه لإيران.

 

وستحضر المعارضة في المؤتمر، وهناك اجتماع خبراء روس وأتراك في التاسع والعاشر من الشهر الجاري للاتفاق على بعض الأمور التفصيلية المتعلقة بالمفاوضات والأطراف المشاركة والجهات التي ستتم دعوتها، وفي الأيام القادمة ستبدأ الصورة تتضح أكثر.

 

وستحضر فصائل المعارضة الموجودة على الأرض والتي وقعت على الاتفاق، أما حضور هيئة التفاوض فهناك بعض الغموض، وأعتقد أن الروس يريدون حضور من فاوض في أنقرة على الاتفاق أي الفصائل الـ13.

 

وهناك محاولة روسية لاستبعاد الواجهة السياسية للمعارضة، وهذا سيكون صعبا لأسباب عديدة، منها أن هناك قرارات مجلس الأمن في هذا الخصوص، ولا ننسى أن الائتلاف السياسي يحظى بشرعية دول عديدة، وأعتقد أنه من الصعب تجاوز الواجهة السياسية، وحتى لو تم ذلك فالتنسيق سيكون كبيرا بين الفصائل على الأرض وهيئة التفاوض.

 

ماذا عن الأميركيين؟

 

مروان قبلان: لن يحضروا في مفاوضات أستانا.

 

عماد قدورة: بخصوص حضور هيئة التفاوض فالمخرج سيكون من تركيا من أن المؤتمر سيكون مجرد تمهيد وإجراءات بناء ثقة لتهيئة الأجواء للتفاوض فقط، وبالتالي ستحضر الفصائل الموقعة على الاتفاق، وفي مرحلة لاحقة تحضر الواجهة السياسية للمعارضة، خاصة أن قرار مجلس الأمن الذي أقر الاتفاق أكد على المفاوضات بمرجعية جنيف بمعنى إعادة المفاوضات إلى مسارها الأول.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

ضابط بمخابرات النظام ضمن قتلى تفجير كفرسوسة  

ذكرت مواقع موالية للنظام السوري أن ضابطا برتبة عقيد في المخابرات العسكرية التابعة للنظام قتل في تفجير كفرسوسة الانتحاري في دمشق.

 

وأعلن التلفزيون السوري مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين أمس الخميس في التفجير الذي وقع قرب نادي المحافظة الرياضي بهذا الحي، الذي يضم مقرات أمنية رئيسية، ويوصف بأنه شديد التحصين.

 

وقالت وكالة الأنباء والتلفزيون الرسميان إن التفجير تم بواسطة حزام ناسف، بينما أظهرت لقطات بثها التلفزيون السوري سيارات محطمة وبقعا من الدماء، تزامنا مع انتشار قوات الأمن في موقع التفجير.

 

ووفق المعارضة السورية، فإن منطقة كفرسوسة تضم بالإضافة إلى المقرات الأمنية السورية مراكز لمليشيات أجنبية داعمة للنظام السوري.

 

وشهد حي كفرسوسة في يوليو/تموز الماضي انفجار سيارة ملغمة، مما أسفر عن قتلى وجرحى.

 

وكان تنظيم الدولة الإسلامية تبنى منتصف العام الماضي تفجيرين بحزامين ناسفين وثالثا بسيارة ملغمة في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، بينهم أفراد من مليشيات موالية للنظام السوري.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

21 قتيلا من فتح الشام خلال 24 ساعة  

قالت مصادر للجزيرة إن 21 من عناصر جبهة فتح الشام -بينهم قادة ميدانيون- قتلوا خلال الساعات 24 الماضية، إثر استهداف طائرات التحالف الدولي حافلات ودراجات نارية كانوا يستقلونها في مناطق عدة من ريف إدلب.

 

وأضافت المصادر أن عدد قتلى عناصر جبهة فتح الشام خلال نحو ثلاثين يوماً بلغ أربعين قتيلاً جراء استهدافهم من قبل طائرات التحالف الدولي.

وكانت مصادر في المعارضة السورية ذكرت الأربعاء أن طائرات التحالف قتلت 15 عنصرا من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) إثر غارات في ريف محافظة إدلب (شمال غرب سوريا).

 

وكثف التحالف -الذي تقوده الولايات المتحدة- خلال الشهر الجاري غاراته على فتح الشام، واستهدف عددا من قيادييها، ومن بيهم القيادي يونس شعيب، ولقبه أبو الحسن تفتناز، الذي قتل مع ابنه في هجوم وقع الجمعة الماضي.

 

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن جبهة فتح الشام تسيطر مع فصائل إسلامية متحالفة معها على كامل محافظة إدلب.

 

وقبل تحولها إلى جبهة فتح الشام إثر فك ارتباطها بتنظيم القاعدة في يوليو/تموز الماضي، كانت جبهة النصرة تعد ذراع التنظيم في سوريا، علما بأن الولايات المتحدة تصنفها ضمن قائمة المنظمات “الإرهابية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

سوريا.. المعارضة تضع شروطاً للمشاركة في أستانة

العربية.نت

أعلنت فصائل المعارضة السورية شروطا للمشاركة في مفاوضات أستانة، وأهمها نشر مراقبين لوقف النار وشموليته. في الأثناء، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، أن أنقرة وموسكو اتفقتا على ضرورة مشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات التي تستضيفها عاصمة كازاخستان بشأن المستقبل السياسي لسوريا.

وفي سياق الاستعدادات لمحادثات أستانة، أعلنت موسكو أن حوارا مباشرا بين أطراف النزاع يمكن أن ينطلق في المحادثات، فيما نقل مراسل “العربية” عن مصادر مطلعة في موسكو نية الخارجية الروسية دعوة شخصيات معارضة مقربة منها لاجتماع نهاية الشهر الجاري.

بدورها، أكدت الأمم المتحدة دعمها للمفاوضات، واعتبرتها منطلقا لمباحثات جنيف.

وقبل عشرة أيام من محادثات أستانة برعاية روسية تركية، لم تتلق أطراف الصراع أو الأمم المتحدة دعوات رسمية لحضور المؤتمر، في ما نقل مراسل “الحدث” عن مصادر مطلعة في موسكو نية الخارجية الروسية دعوة شخصيات معارضة مقربة منها لاجتماع نهاية الشهر الجاري.

ونقل مراسل “العربية” في موسكو عن مصدر روسي معلومات بشأن نية الخارجية الروسية جمع شخصيات من المعارضة السورية في موسكو في السادس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الجاري، لتكون محطة انتقالية بين اجتماع أستانة ومحادثات جنيف المتوقع عقدها في شهر فبراير المقبل.

 

هذا هو ضابط الاستخبارات الذي لقي مصرعه بتفجير دمشق

العربية.نت – عهد فاضل

قتل العقيد في الاستخبارات العسكرية التابعة لنظام الأسد، منذر صلاح حيدر، في التفجير الذي ضرب منطقة “كفرسوسة” في العاصمة السورية دمشق، الخميس. وذلك حسب مواقع قريبة من النظام السوري كموقع “دمشق الآن” وصفحات فيسبوكية إخبارية موالية لنظام الأسد، تحرر من اللاذقية وحمص وطرطوس ودمشق.

وأدى تفجير قالت مصادر النظام السوري إنه انتحاري، ضرب المنطقة الأمنية والاستخبارية الشهيرة في العاصمة السورية، وهي منطقة “كفرسوسة” التي تضم مقار مختلفة لأجهزة أمنية واستخبارية وشرطية، إلى مقتل عدة عسكريين عرف منهم العقيد منذر حيدر، والعنصر في الدفاع الوطني هيثم إسماعيل الذي اشتهر بصورة التقطها مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكذلك ظهر معه في فيديو قصير لدى زيارته الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث ظهر هيثم إسماعيل الذي قتل أمس الخميس في التفجير، في فيديو متحدثاً فيه عن لقائه بالأسد، وقال إن الأسد منحه معنويات عالية بهذه الزيارة.

أما العقيد في الاستخبارات العسكرية الذي قتل في تفجير كفرسوسة، فهو من قاطني منطقة وادي الدهب في محافظة حمص السورية. ولم يعرف ما إذا كان التفجير استهدفه هو في شكل خاص، كونه يحمل هذه الرتبة في أجهزة استخبارات الأسد. إلا أنه لم يتبن أي طرف عملية التفجير التي أودت بحياة قتلى يتراوح عددهم ما بين 8 و11 بحسب كل مصدر.

ونعت صفحات موالية لنظام الأسد، العقيد القتيل، مشيرة أنه تم منحه رتبة إضافية بعد مقتله، ليصبح العميد منذر حيدر.

 

هل تذكرون صورة هذا الرجل الذي ظهر مع الأسد؟

العربية.نت– عهد فاضل

أدى التفجير الذي ضرب منطقة كفرسوسة، الخميس، في العاصمة السورية دمشق، إلى مقتل عدد من العسكريين، عرف منهم العقيد منذر حيدر، تبعاً لما ذكره موقع “دمشق الآن” القريب من عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وقال الموقع السابق، في خبر له الجمعة، إن من بين قتلى التفجير أحد عناصر الدفاع الوطني ويدعى هيثم إسماعيل، والذي ظهر مع الأسد في صورة شهيرة، لدى زيارة الأخير منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، العام الماضي.

واكتسب هيثم إسماعيل رواجاً على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد ظهوره مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في صورة تظهر فيها شارباه “شواربه” بهذا الشكل الكثيف والغريب. وكان الأسد يقوم في زيارة دعائية، يقوم بمثلها بين الوقت والآخر، للقول لأنصاره إنه لايزال قادراً على التحرك هنا أو هناك، إنما ضمن ضوابط أمنية مشددة وصلت حد إخفاء نبأ الزيارة إلا عن أقرب المقربين، ويضطر فيها الأسد لارتداء قميص بدون “جاكيت” للتخفي والتمويه، وكذلك يفعل مرافقوه.

وترك مقتل صاحب الصورة هيثم إسماعيل، صدمة كبيرة بين أنصار الأسد، حسب تعليقاتهم التي نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ الإعلان عن مقتله في صفحات إلكترونية مختلفة.

 

مصادر: إسرائيل استهدفت مباني للرادار بمطار المزة ومقراً للفرقة الرابعة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 كانون الثاني/يناير 2017

روما – قالت مصادر أهلية في العاصمة السورية دمشق، إن الغارات الجوية التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي على مطار المزة العسكري “استهدفت مباني الرادار والإشارة ومستودعات للذخيرة”، وكذلك “استراحة تابعة لشقيق رأس النظام السوري”.

 

وقالت المصادر  لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إن “الغارات الجوية التي قام بها الطيران الإسرائيلي على مطار المزة العسكري، تسببت بدمار كبير بمبنيي الإشارة والرادار في المطار، كما أدّت لدمار جزئي لمهاجع النوم المخصصة للعناصر الذين يخدمون في المطار، واستهدفت أيضاً مستودعات للذخيرة في المطار، وأكّدت سقوط عدد من القتلى والجرحى”، لم يُعرف عددهم.

 

وتحدثت المصادر عن استهداف مناطق أخرى بالإضافة للمطار العسكري، وقالت إن من بينها “الاستراحة التابعة لشقيق رأس النظام العميد ماهر الأسد، الضابط المسؤول في الحرس الجمهوري”، فضلًا عن “قصف قاعدة دفاع جوي في منطقة يعفور غرب العاصمة السورية، قام الروس بتحديثها قبل عدة أشهر، ما أسفر عن مقتل عدد من ضباط النظام الذين كانوا بداخلها”.

 

وكان سلاح الطيران الإسرائيلي، قد قام بعد منتصف ليل الخميس، بسلسلة غارات جوية استهدفت عدداً من المواقع العسكرية التابعة للنظام السوري في دمشق وحولها. وكعادتها لم تؤكد السلطات في الدولة العبرية رسميا شنها هذه الغارات.

 

وأصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام بياناً قالت فيه إن “الطيران الإسرائيلي قام بإطلاق عدة صواريخ من شمال بحيرة طبريا، سقطت في محيط مطار المزة غرب دمشق ما أدى لنشوب حريق في المكان”، دون ان تذكر تفاصيل الخسائر أو الأماكن التي تم استهدافها، واتهمت إسرائيل بأنها “تُحاول يائسة دعم المجموعات الإرهابية”.

 

ويأتي القصف  الجديد  لأهداف عسكرية تابعة للنظام السوري بعد نحو شهر من قيام الطيران الإسرائيلي بشن غارات مشابهة استهدفت حواجز عسكرية لميليشيات حزب الله اللبناني في محيط مدينة الزبداني بريف دمشق، وقافلة أسلحة كانت في طريقها من سورية إلى مخازن الحزب في لبنان، بالإضافة إلى قصف مخازن أسلحة تابعة للفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري.

 

وتتهم إسرائيل النظام السوري “بتسهيل مرور الأسلحة والصواريخ من إيران عبر سورية إلى حزب الله اللبناني”، عبر مسالك جبلية في منطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية.

 

ووفق مصادر عسكرية، فقد استخدمت إسرائيل هذه المرة ولأول مرة طائرات قتالية من نوع (أف 35)، التي لا يمكن كشفها بالرادارات.

 

المعارضة السورية والنظام يدفعان بتعزيزات كبيرة لجنوب البلاد

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 كانون الثاني/يناير 2017

روما-دفعت فصائل المعارضة السورية المسلحة بتعزيزات كبيرة إلى محاور حوض اليرموك في جنوب سورية في محاولة منها لتضييق الخناق على تنظيم الدولة (داعش)، واستطاعت وفق مصادر محلّية أن تُحاصره بعد اشتباكات مستمرة منذ يومين.

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصائل المعارضة المسلحة و(جيش خالد بن الوليد)، المبايع لتنظيم الدولة في المنطقة، استخدم فيها الطرفان أسلحة خفيفة ومتوسطة.

وكان مجلس محافظة درعا الجنوبية قد أعلن قبل أيام عن تخصيص معبر آمن للمدنيين، داخل المنطقة الخاضعة لسيطرة جيش خالد بن الوليد، وذلك للتخفيف من وطأة الحصار عليهم، وتحييد المدنيين، والسماح لهم بالخروج قبل الإطباق على هذا التنظيم.

إلى ذلك، وفي نفس التوقيت، بدأت قوات النظام السوري والميليشيات الرديفة بالتقدّم لاقتحام مناطق شمال منطقة اللجاة، في أقصى ريف درعا الشمالي جنوب سورية، وتحاول قوات المعارضة التصدي لها، وخاضت معارك مع قوات النظام في قرية الوردات ومعسكرات الكم وتل محجة واللواء 12 وإزرع، أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.

وتشكل (جيش خالد بن الوليد) في أيار/مايو 2016، من اندماج ثلاثة فصائل عسكرية عاملة في الجنوب هي لواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية وجماعة المجاهدين.

ويخشى السكان والمعارضة المسلحة أن تستغل قوات النظام السوري فرصة انشغال مقاتلي المعارضة بقتال تنظيم داعش جنوب المحافظة للهجوم على مناطق اخرى تحت سيطرة المعارضة في شمال المحافظة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى