أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 20 كانون الأول 2012

«النكبة الثانية» تفرغ مخيم اليرموك من أكثرية سكانه

نيويورك – راغدة درغام

بيروت، جنيف، انطاكية (تركيا) – ا ف ب، ا ب – اصبح مخيم اليرموك شبه خال من سكانه امس، فقد فر نحو 100 الف فلسطيني من المخيم، اثر المواجهات الاخيرة بين انصار النظام ومسلحي المعارضة. ووصف مصدر الفلسطيني ما جرى بانه «نكبة ثانية بالنسبة الى الفلسطينيين»، معتبراً ان المخيم يعيش «كارثة انسانية حقيقية».

ونقلت وكالات الانباء عن مقيمين ما زالوا في المخيم ان القتال دفع بالآلاف من سكانه الى اللجوء الى الحدائق العامة والساحات في دمشق من دون سقف يؤويهم في غياب قدرتهم على استئجار منازل للاقامة فيها.

واعلنت ليسا جيليان المسؤولة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ان «الناس لا يزالون يفرون بكثافة»، مشيرة الى ان ثلثي اللاجئين في المخيم الذي كان يقيم فيه نحوالى 150 الف فلسطيني قد فروا.

من جهة اخرى، اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان نهاية نظام الرئيس بشار الاسد هي «مسألة وقت». وقال خلال مؤتمر صحافي، مع نظيره الفنلندي ايركي تيوميوغا في هلسنكي: «من الواضح انه اذا فقد نظام ما شرعيته ودخل في معركة ضد شعبه فان هذا النظام سيخسر هذه المعركة». ودعا المجتمع الدولي الى العمل على ان يتم الانتقال الى نظام جديد في سورية «باسرع ما يمكن». غير انه اوضح انه لا يؤيد فكرة تدخل عسكري اجنبي.

وكان العميد سليم ادريس رئيس الاركان في القيادة العسكرية الموحدة التي تم تشكيلها مؤخراً قال في تصريحات لوكالة «اسوشييتد برس» ان قواته تستطيع اسقاط النظام «خلال شهر اذا تم تزويدها اسلحة مضادة للطائرات، ولكنها ستحتاج الى ثلاثة اشهر اذا لم تحصل على مساعدة عسكرية خارجية»، معربا عن اعتقاده بان النظام سيستخدم الاسلحة الكيماوية الا اذا ارغمه المجتمع الدولي على التخلي عن السلطة. ورفض اعتبار «جبهة النصرة» تنظيماً ارهابياً كما صنفتها الادارة الاميركية. واعتبر ادريس ان الاسد «مجرد صورة على رأس النظام والقرارات المهمة تتخذها مجموعة من القيادات العلوية التي تحيط به… ان هذه المجموعة لن تتخلى عن السلطة وستقوم باحراق كل شيء».

الى ذلك، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن على التحرك في موقف موحد للدفع نحو حل سياسي في سورية، معلناً أنه يعد «لعقد مؤتمر دولي للمانحين لأجل سورية مطلع العام المقبل».

وقال بان، في مؤتمر صحافي لمناسبة انتهاء العام، إنه «حتى الآن لا تقدم في مسار الحل السياسي كما أن العنف يزداد تفاقماً».

وكشف بان أنه وجه رسالتين الى الأسد حذر فيهما من أن «استخدام السلاح الكيماوي يعد جريمة دولية»، مشيراً الى أنه تلقى رداً من وزير الخارجية وليد المعلم في اتصال هاتفي «أكد لي فيه أنهم لن يستخدموا السلاح الكيماوي تحت أي ظرف». وإذ رحب بإعلان «الائتلاف السوري» فقد اعتبر أن هذه الخطوة «تمهد لوجود شريك في أي حوار سياسي يمكن أن يبدأ في سورية»، لكنه دعا المعارضة والحكومة الى «الاقتناع بأن ليس هناك أي حل سوى الحل السياسي الذي يجلب التغيير الديموقراطي ويعبر عن تنوع المجتمع السوري»، معلنا أن «النقاش جار بين العديد من الأطراف حول مستقبل الرئيس بشار الأسد».

وأعرب بان عن القلق البالغ على اللاجئين الفلسطينيين في سورية داعياً «دول الجوار كافة بما فيها إسرائيل الى فتح حدودها أمامهم والسماح لهم بالانتقال الى أراضيها واستقبالهم».

ودعا مساعد الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فلتمان مجلس الأمن الى «التحرك في موقف موحد لتذكير الأطراف في سورية بمسؤولياتهم ووضع عواقب على عدم تقيدهم» باحترام سلامة المدنيين ووقف العنف. وقال في إحاطة أمام المجلس إن «المقاربة العسكرية لكلا الجانبين وغياب الحل السياسي يؤديان الى دمار سورية ويضاعفان الأخطار المترتبة عن الطائفية والتطرف والإرهاب».

وفي شأن عمل قوة فك الاشتباك في الجولان «أندوف» شدد فلتمان على أن «مسؤولية سلامة جنود القوة وأمنهم تقع أولاً على عاتق الحكومة السورية».

وطالب مجلس الأمن الحكومة السورية بوقف كل عملياتها العسكرية في منطقة عمل قوة «أندوف»، معرباً عن القلق على سلامة البعثة وأفرادها، ومديناً الاعتداء على إحدى دورياتها في ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ومدد المجلس في قرار حمل الرقم ٢٠٨٤، وصدر بالإجماع، ولاية «أندوف» ستة أشهر إضافية، طالباً من الأمين العام تقديم تقرير حول عمل القوة «كل ٩٠ يوماً». وعبر قرار المجلس عن «القلق البالغ من انتهاكات اتفاقية فك الاشتباك (بين سورية وإسرائيل) بما فيها وجود القوات السورية وأسلحة غير مخولة داخل منطقة» عمل قوة «أندوف». وطلب القرار من الأمين العام «التأكد من أن للقوة كامل القدرات الضرورية لأداء ولايتها».

وزير الداخلية السوري في بيروت للعلاج وخلاف في مجلس الوزراء على استقبال النازحين

بيروت – «الحياة»

حطت في مطار بيروت رفيق الحريري الدولي بعد السابعة مساء أمس طائرة سورية خاصة على متنها وزير الداخلية السوري محمد الشعار الذي تردد أنه كان أصيب في التفجير الذي استهدف مقر وزارة الداخلية الأسبوع الماضي في دمشق، ونقل الى مستشفى الجامعة الأميركية لمعالجته من الجروح التي نجمت عن الحادث. ورافق الشعار على الطائرة أطباء ومسعفون.

وكانت اتصالات أجريت من دمشق بعد ظهر أمس مع المسؤولين في بيروت وتحديداً ببرج المراقبة من أجل طلب السماح لطائرة تقل حالة طارئة، بالهبوط في المطار، وتبلّغ الرئيس ميقاتي بالأمر فأعطى تعليماته بالسماح للطائرة بالهبوط لأسباب إنسانية وطارئة، كما قالت مصادر حكومية لـ «الحياة»، خصوصاً أن الطلب اقترن مع الرغبة في نقل هذه الحالة الى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. وإذ علم كبار المسؤولين لاحقاً أن المعني بهذا الطلب هو الوزير السوري الشعار، فإن معلومات ترددت عن أن شخص سوري آخر نقل على الطائرة نفسها للمعالجة.

وجرت حركة غير عادية في مستشفى الجامعة الأميركية في منطقة رأس بيروت بعد الظهر حيث شوهد عدد من عناصر الأمن يتحركون في مدخله، فيما اتخذ إجراء بحجب أسماء المرضى الذين يشغلون الأجنحة الخاصة في المستشفى. وطلبت كميات اضافية من الدم. ومساء منع عناصر من الأمن العام اللبناني الصحافيين من التواجد عند مدخل المستشفى بعد أن تجمعوا هناك إثر شيوع الخبر، وقبل نقل الشعار إليه ثم ضربوا طوقاً حوله. ووصلت سيارتا إسعاف، الأولى أنزلت جريحاً على حمالة في قسم الطوارئ، وبعدها بدقيقتين وصلت الثانية التي أقلت الشعار (في الثامنة إلا خمس دقائق) وأُدخل الى المستشفى من باب قسم الطوارئ أيضاً وسط حراسة شديدة من وحدات من الأمن العام. وامتنعت إدارة المستشفى عن تحديد اسم المريض الذي أدخل إليه.

في موازاة ذلك، تفاقمت مشكلة النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان نتيجة محدودية إمكانات الدولة في استيعابهم، ما تسبب بخلاف داخل مجلس الوزراء حولهم. فطالب عدد من وزراء «التيار الوطني الحر» بإقفال الحدود وعدم استقبالهم، ورأى وزراء من 8 آذار أن بينهم ناشطين معارضين يتحركون على الأراضي اللبنانية ضد النظام خلافاً للاتفاقات بين البلدين، بينما رد وزراء «جبهة النضال الوطني» التي يتزعمها النائب وليد جنبلاط رافضين الاستنسابية في التعاطي مع النازحين وضرورة التعاطي معهم بمعيار واحد، مذكرين بأنهم كانوا طالبوا بوضع خطة بعيدة المدى في شأن هذه القضية الإنسانية.

وفي وقت تقر الهيئات الدولية بقصور التمويل الذي وعدت به السلطات اللبنانية لمساعدتها على تحمل تكاليف إيواء النازحين، في ضوء حاجة لبنان الى 300 مليون دولار لتغطية تكاليف إيوائهم، بلغ عدد هؤلاء أكثر من 162 ألفا، وهو الى تزايد مع تدفق النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك في دمشق الذين يشكون من عدم تقديم الخدمات إليهم مثل السوريين من قبل منظمات الإغاثة الدولية التي لم تحسب لهم حساباً فتوزعوا على بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وقال التقرير الأسبوعي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تسجل دخول 1500 لاجئ يومياً من السوريين الى لبنان، فيما هناك 41 ألف لاجئ ينتظرون تسجيلهم.

وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية أن وزير الأشغال غازي العريضي رد على المطالبة بإقفال الحدود أمام اللاجئين السوريين كما فعلت دول عربية أخرى بالقول إن «المشكلة أننا لا نتعاطى بعقل دولة ونفتقد خطة للتعامل مع النازحين»، مشيراً الى أن في الأردن انقساماً سياسياً بين النظام والمعارضة لكن في الوقت نفسه هناك إجماع على التعامل مع قضية النازحين بمنطق الدولة بينما نعاني نحن التحاق هذه المؤسسة أو تلك بزعيم أو حزب والبعض يتعامل بمعايير عدة في هذه القضية». ودعا الى «ألا نبني مواقفنا انطلاقاً من أن البعض مؤيد للنظام والآخر ضده في هذه القضية الإنسانية».

امير ايشل يلمح الى “مسؤولية” اسرائيل بتفجير مخازن “حزب الله” ويتوعد منشآت الكيماوي السورية

القدس المحتلة – آمال شحادة

لم يترك قائد سلاح الجو الاسرائيلي، امير ايشل، أي شك من ان اسرائيل تقف خلف التفجيرات الاخيرة في لبنان ومن ان سلاح جوه سيقصف مخازن الاسلحة الكيماوية في سورية، في حال اتخذت خطوات لنقلها الى جهات معادية لاسرائيل.

وفي تلخيصه لنشاط سلاح الجو للسنة الحالية هدد ايشل من انه يجب القضاء على ما اسماها”الترسانة الصاروخية التي يمتلكها “حزب الله” ووضع حد لتهديدها، معلناً ان من ينام الى جانب الصواريخ فهو ليس بامان.

ولدى تطرقه الى الموضوع السوري، قال ان “سلاح الجو مستعد لكافة السيناريوهات المتعلقة باحتمال انهيار النظام السوري، لاسيما وان هذا النظام يمتلك ترسانة كبيرة من الاسلحة التقليدية وغير التقليدية، مع الاخذ بالاعتبار الحدود المشتركة للبلدين وعلامات الاستفهام حول الفترة ما بعد انهيار نظام الاسد”.

وكان ايشل قد دعا الى اجتماعه لتلخيص السنة الجارية لسلاح الجو، المراسلين العسكريين الاسرائيليين، الذين ركزوا على التفجيرات الاخيرة التي وقعت في لبنان. وفي رده على سؤال اذا كانت اسرائيل نفذت هذه التفجيرات  قال مبتسماً من ينام الى جانب الصواريخ فهو ليس بامان. ليس سراً ان حزب الله  في لبنان، خاصة في الجنوب، وخلافا لكل الاتفاقات وقرارات الامم المتحدة يمتلك ترسانة صاروخية في مستودعات كبيرة ويجب القضاء على هذه المستودعات وتفكيك الاسلحة وانهاء تهديدها  وللاسف المجتمع الدولي لم ينفذ هذا، كيف وقعت التفجيرات، وقعت وهذا هو”، رد ايشل وهو ما اعتبره المراسلون العسكريون الاسرائيليون بمثابة اعلان عن وقوف اسرائيل وراء هذه التفجيرات.

وشدد ايشل ان مهمة المستوى العسكري هي افساح المجال امام الحكومة لاتخاذ الخطوات التي تراها مناسبة لمواجهة أي تهديد تتعرض له اسرائيل، بشكل خاص التهديد الايراني، اذ ان القرار بهذا الشان متروك للمستوى السياسي،

وفيما تفخار ايشل من ان عملية “عامود السحاب” حققت انجازات كبيرة لسلاح الجو قال محذرا:” نعتبر هذه العملية بمثابة ضوء لتحذير من يريد او حتى يفكر ان يوجه ضربة ضدنا. عدونا يتزود بالاسلحة ويستعد ونحن ايضا نستعد للضرب بقوة واحد اهم المجالات التي نستعد لها هو عالم السلاح بما في ذلك السلاح غير التقليدي.

                      الأطلسي شمال سوريا والسفن الروسية غربها

معركة اليرموك تدفع مئة ألف إلى النزوح

    “النهار”، و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ

فيلتمان يحذّر من تدمير سوريا في حال عدم التوصل الى حل سياسي

بدأت القوات السورية النظامية هجوماً واسعاً على مواقع مقاتلي المعارضة السورية في الضواحي الجنوبية لدمشق، وقت سجل نزوح اكثر من مئة الف من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي سيطرت عليه المعارضة والذي يطوقه الجيش النظامي. ومع ارتفاع حدة المعارك في الداخل السوري، حذرت الامم المتحدة اللبنانيين من التدخل في الصراع السوري. في غضون ذلك كانت تركيا تحاول تحصين حدودها بوصول فريق عمل من حلف شمال الاطلسي الى مدينة أضنة على الحدود مع سوريا للقيام بجولة استطلاعية لنشر صواريخ “باتريوت” المضادة للصورايخ والطائرات على الحدود التركية- السورية. وفي المقابل، ستبدأ سفن سلاح البحرية الروسي قبل نهاية كانون الاول الجاري تنفيذ مهمات قتالية مشتركة قرب الساحل السوري.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان خلال احاطة عن الوضع في الشرق الاوسط امام مجلس الأمن، ان أنباء مشاركة مقاتلين لبنانيين في الاشتباكات بين فريقي الصراع المتزايد في سوريا ينتهك سياسة لبنان في عدم التدخل في الحرب الأهلية السورية ويسبب مشاكل للبلاد. وحذر من انه “اذا لم يفعل شيء لتغيير الآلية الراهنة وللاتجاه نحو حل سياسي، فان تدمير سوريا سيكون النتيجة المرجحة”.

وأوضح “العنف والمواجهة العسكرية تصاعدا بصورة خطيرة” في سوريا، أن “أكثر من نصف مليون انسان فروا من العنف ليصيروا لاجئين مسجلين لدى جيران سوريا ودول أخرى”. وأضاف أن “لبنان والأردن وتركيا والعراق تستضيف الآن على التوالي أكثر من 150 ألفاً و145 ألفاً و135 ألفاً و65 ألفاً من اللاجئين السوريين، ليصير لبنان البلد الذي يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين المسجلين في المنطقة”. وأشار الى أن “هناك عدداً متزايداً من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في لبنان، بما في ذلك ما بين ألفين وأربعة آلاف عبروا في الأيام الاخيرة، آتين خصوصاً من مخيم اليرموك”.

وقبل تقديم تقرير فيلتمان الى مجلس الامن، ناشدت الأمم المتحدة دول العالم توفير 1,5 مليار دولار لتقديم مساعدات ضرورية لملايين السوريين الذين يعانون في ظل وضع انساني “يتدهور بشكل مأسوي”.

بان كي – مون

وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون للصحافيين: “يتعيّن على الجانبين (في سوريا) ان يعيا انه ليس ثمة حل عسكري للصراع”. وقال ان “هذه الأزمة يجب ان تحل من طريق حوار سياسي”. واضاف: “انا قلق جداً من تغليب الطابع العسكري على الصراع واحتمال ارتكاب فظائع طائفية”.

ورداً على سؤال لـ”النهار” عن الاسلحة الكيميائية في سوريا، قال إنه وجّه رسالتين الى الرئيس السوري بشار الاسد وتحدث هاتفياً مع وزير الخارجية وليد المعلم عن خطورة استخدام الاسلحة الكيميائية ونقلها، وقد “حذرتهما من ان ذلك سيكون جريمة شائنة، وان من يستخدمها كائناً من كان سيجلب الى العدالة”.

وتحدثت صحيفة “الواشنطن بوست” الاميركية عن ادلة جديدة على ان نظام الرئيس الاسد طوّر مركبات خاصة العام الماضي لنقل وخلط الاسلحة الكيميائية، كما ان هناك ادعاءات غير مؤكدة تفيد ان “حزب الله” اللبناني قد درّب منذ 11 شهراً على كيفية استخدام الاسلحة وفقاً لتقارير صادرة من داخل مرفقين سوريين للأسلحة الكيميائية.

المعارك

ميدانياً، بدأت القوات السورية النظامية هجوماً واسعاً على المعارضة في ضواحي دمشق. وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان قتالاً يدور في الضواحي الجنوبية للعاصمة في داريا وحرستا ودوما والحجر الاسود المجاورة لمخيم اليرموك الذي سيطرت عليه قوات المعارضة.

وأفاد مصدر فلسطيني في دمشق ان “تنظيمات فلسطينية محايدة تجري حاليا مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لابعاد النزاع عن المخيم” من غير ان تتوصل الى نتيجة “حتى الساعة”. وتهدف المحادثات الى اخراج المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على أن يعهد في أمن المخيم الى شخصيات فلسطينية “محايدة” من غير الموالين لنظام الاسد او المعارضين له.

وأعلنت المسؤولة في وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الأونروا” ليسا جيليان في جنيف أن نحو مئة الف لاجئ فروا من المخيم. وقالت ان نحو ثلاثة آلاف عبروا أو هم في صدد عبور الحدود اللبنانية وأنه قد ينضم اليهم نحو ألفي شخص اضافي.

ومعلوم ان المخيم يؤوي 150 الفا من اللاجئين الفلسطينيين.

* في موسكو، صرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عقب اجتماع مع السفير السوري لدى موسكو رياض حداد بأن بلاده تؤيد على نحو ثابت حلا ممكنا في أقرب وقت للأزمة الدائرة فى سوريا على أساس بيان جنيف.

ونقلت عنه وكالة “إيتار – تاس” الروسية الرسمية عقب اجتماع مع السفير السوري في موسكو رياض حداد تأكيده الموقف المبدئي والذي لا يتغير من أجل حل في أقرب وقت للأزمة السورية بناء على بيان جنيف الذي تم تبنيه بالإجماع في اجتماع مجموعة العمل الدولية حول سوريا في جنيف في 30 حزيران الماضي.

وطالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس دوما الدولة الروسي ألكسي بوشكوف بالحفاظ على “القدرة على الحكم” فى سوريا. وأبرز أهمية النظر إلى التهديد الذى سيتسبب به انهيار كيانات الحكومة في سوريا كما حدث في العراق عقب الاحتلال. وخلص إلى أن موقف روسيا هو ضرورة دخول الحكومة السورية الحالية جزءاً من التسوية، ولكن بأي شكل هذا سؤال آخر لأنه لا حكومة أخرى في سوريا حالياً.

“الجيش الحر” أخلى “اليرموك” ودعوات مكثفة لعودة النازحين

أكدت مصادر قيادية فلسطينية داخل مخيم اليرموك لـ”النهار” انسحاب عناصر الجيش السوري الحر من المخيم ليل امس، وان من بقي من المسلحين داخل المخيم هم افراد من ابناء المخيم ويقارب عددهم الاربعين شوهد بعضهم بسلاحه الفردي هذا الصباح عند مفارق عدة داخل المخيم في مهمة قالوا انها تقتصر على التأكد من عدم عودة العناصر التابعة لأحمد جبريل الى داخل المخيم. واذ تحدثت هذه المصادر عن عدم وجود حشود عسكرية للنظام عند تخوم المخيم هذا الصباح، ذكرت ان المئات من ابنائه بدأوا منذ ساعات الصباح الاولى بالعودة اليه في ظل دعوات فلسطينية مكثفة لعودة النازحين الذين توزع اغلبهم على مخيمات دمشق. وقد شهد المخيم هذا الصباح تظاهرة مدنية اكدت على رفض زج المخيم في الصراع العكسري الدائر في سوريا بين النظام والمعارضة. وذكرت المصادر نفسها لـ”النهار” ان السفارة الفلسطينية في دمشق ستشهد اليوم اجتماعا للقوى الفلسطينية لتأمين الآليات اللوجستية لعودة النازحين. كما قالت أن الحياة داخل المخيم بدأت تعود تدريجيا الى طبيعتها “شاهدنا صباحا عدداً من المخابز ومحال الخضار يعمل بشكل طبيعي كما غصت بعض مقاهي الانترنت بالشبان الذين كان من بينهم ناشطون ينقلون مباشرة صور تظاهرة العودة الى المخيم ويحثون النازحين على العودة”.

شيخ منشق عن “افتاء” سوريا: تخطيط لاغتيال الشعار في مكتب الموسوي وشيخان من دار الفتوى متورطان

كشف مدير الاعلام والعلاقات العامة في افتاء سوريا سابقا الشيخ عبد الجليل السعيد عن “معلومات حصل عليها في بداية شهر تشرين الثاني الماضي، تشير إلى حركة جدية داخل مكتب الإفتاء ومكتب مفتي (الرئيس السوري) بشار الأسد أحمد حسون والدوائر الضيقة لجمع معلومات مركزة ودقيقة عن المفتي مالك  الشعار”.(مفتي طرابلس في لبنان)

وأوضح عبد الجليل، في حديث لقناة “المستقبل” أن “النقيب المرفّع حديثا محرز ابراهيم حمد ويعتبر رئيس المفرزة الخاصة بوزارة الأوقاف أي هو المسؤول عن أمن المفتي ووزير الأوقاف، كان اعترف أنه ذهب إلى بيروت مرتين وثلاث واجتمع في مكتب شخصية لبنانية معروفة وكان المطلوب ان تتم عملية اغتيال للمفتي الشعار”.

ولدى سؤاله عن اسم هذا الشخصية اللبناني، قال: “من المعروف أن محرز له زوجة والدتها لبنانية شيعية ولها صلة قرابة بالنائب نواف الموسوي وقد اجتمع أكثر من مرة مع شخصيات في مكتب الموسوي”، مؤكداً أن “قضية الشعار مرتبطة ارتباطا كاملا بملف سماحة – مملوك”، لكنه عاد وأوضح: “أنا لم اؤكد أن الموسوي التقى شخصيا بحمد بل هناك شخصيات في مكتب الموسوي تلتقي معه، ونحن نعلمها بحكم عملنا في دار الإفتاء، إذ كانوا يأتون ويفدون بحكم علاقات نواف الموسوي بالنظام السوري وبحكم علاقات الموسوي بالمؤسسة الدينية الرسمية في سوريا”.

وبشأن علاقة قضية “سماحة – مملوك” بمحاولة اغتيال الشعار، قال: ” النقيب محرز هو من ملاك أمن الدولة في سوريا ويكون بأمرة علي المملوك”، مذكراً بأن “كل الملفات الدينية في سوريا تم تحويلها منذ استلام حسون عام 2005 إلى مكتب المملوك، فهو المسؤول الأمني والمباشر عن عمل المؤسسة الدينية في سوريا، سوى فرع الأمن الخارجي داخل الاستخبارات العسكرية يختص بتقرير دوري وليس نوعي عن أسفار المفتي ووزير الأوقاف”.

مخطط اغتيال الشعار

وروى تسلسل الأحداث التي كان من المفترض أن تحصل لاغتيال المفتي الشعار، قائلاً: “محاولة الاغتيال سيشرف عليها محرز ابراهيم حمد من البقاع لدى دخوله، وسيتم استهداف المفتي لدى وصوله الى منطقة معينة من أزهر البقاع على مقربة من مكتب أو دارة المفتي خليل الميس بطريقة ما، وكان هناك سيناريو خبيث لتشويه صورة المفتي لدى اغتياله ايضا”، مؤكداً أن “هناك شيخين لبنانيين من دار الفتوى في لبنان متورطان أيضا في عملية اغتيال المفتي وكان سيطلب منهما استجرار المفتي إلى تلك المنطقة بداع من الدواعي الرسمية وغير الرسمية ويتم هناك اغتيال المفتي ومعروفان هذين الشيخين بعلاقاتهما بالمؤسسة الدينية”.

ولفت إلى أن “الطريقة التي تم فيها تشويه صورة الشيخ الراحل (عبد الواحد) والاتهامات التي صدرت عن لسان (النائب) ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر، وما قاله عن الشيخ صراحة وعلانية كان أيضا سيفعل في سيارة المفتي الشعار، أن الشيخ كان يحمل في سيارته الكحول أو كان في حالة سكر، كانت هناك أيضا عملية تشويهية ستحصل داخل سيارة المفتي بطريقة ما وأنا هنا أعتذر من شيخنا الشعار ولربما كانت ترتبط بقضية أخرى بإمرأة أو بغير ذلك”.

الجوزو وقباني

ولاحظ ان “النظام السوري كان وراء خلطة الاغتيالات في الصفوف الأمنية والعسكرية التي عصفت بلبنان في الأعوام الماضية”، واضاف: “كان هناك كلمة للمفتي حسون مازلت أتذكرها بحرفيتها حينما تغتال أي شخصية لبنانية كنت أسمع منه كلمة: “يا ريتهم يصفّوا محمد علي الجوزو”، وأؤكد من جديد كان دائما يلفظ اسم مفتي جبل لبنان الذي كان دائما ينحاز إلى الحق”.

وتابع: “وحينما كان يسمع خطبة المفتي محمد قباني وحين كان يطلب منا التواصل مع المفتي قباني أومع مكتبه من أجل بعض القضايا الرسمية المرتبطة بالمؤسسة الدينية في سوريا ولبنان كان دائما يقول نهايته قريبة”.

الجيش ينتظر القرار السياسي لاقتحام اليرموك فرار 100 ألف فلسطيني والإبراهيمي يتدخل

زياد حيدر

دخلت الأمم المتحدة على خط الأزمة السورية في شقها الفلسطيني، وذلك في محاولة لتجنيب اللاجئين إلى مخيم اليرموك عذابا إضافيا، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن 100 ألف فلسطيني، من أصل 150 ألفا، فروا من المخيم.

وقالت مصادر فلسطينية لـ«السفير»، أمس، إن ممثل المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي في سوريا مختار لماني، ومكتب الإبراهيمي في القاهرة يبذلان جهودا في محاولة لمنع دمار المخيم في معركة ستحصل، وإن تأخرت.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن شخصيات فلسطينية بين الفصائل تحاول الوصول لصيغة مع المسلحين تمكن المخيم من تجنب تلك المعركة.

وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن «مفاوضات» تحصل بين الفصائل من جهة ومقاتلي المعارضة والجبهة الشعبية – القيادة العامة من جهة أخرى، لإخراج كل فئات المسلحين من المخيم تمهيدا لعودة السكان. لكن مصادر قيادية في الجبهة الشعبية – القيادة العامة، استبعدت حصول أي نجاح في هذا «النقاش»، وذلك لاعتبارات صاغتها كالتالي: أولا، لأن مقاتلي الجبهة قد انسحبوا تماما من المخيم، الذي بات تحت سيطرة المسلحين، ولا سيما بعد سيطرتهم على مقر القيادة العامة الرئيسي في الخالصة. وثانيا لأن المعارضة تنظر إلى المخيم «باعتباره جسراً في المعركة إلى دمشق» وذلك استنادا لما صرح به رئيس «المجلس الوطني» المعارض جورج صبرا لقناة «العربية» أمس، رافضا أية تسوية، باعتبار المخيم «أرضا سورية تخدم استراتيجيا معركة دمشق»، وثالثا لأنه لم يسبق لقوات المعارضة المسلحة، ولا سيما التكفيرية، أن غادرت أرضا احتلتها إلا تحت تأثير القوة النارية للجيش السوري.

وهي قوة تنتظر حاليا، وفق ما علمت «السفير»، قرار القيادة السياسية بالتحرك. «كل محيط المخيم محاصر. قد يبقى الحصار طويلا قبل أي تحرك عسكري» قالت مصادر ميدانية لـ«السفير»، وذلك «لاعتبارات سياسية، تأخذ بعين الاعتبار رمزية المكان بالنسبة للسوريين والفلسطينيين على حد سواء».

لكن العملية العسكرية مستمرة في مناطق محيطة بالمخيم، ولا سيما في الحجر الأسود حيث تطال أحياءه قذائف الراجمات والمدفعية. أما في المخيم فتجري المعركة عبر مسافات أمان، ويتقدم فيها القناصة على غيرهم، كما تستخدم قذائف الهاون بكثافة، فيما لم يبق من السكان سوى من تعذرت عليه المغادرة أم اتخذ قرارا حازما بالبقاء رغم الظروف القاسية.

وأعربت مصادر فلسطينية معنية بالمفاوضات عن أملها في أن «تتخذ المعارضة قرارا إنسانيا وحكيما بالخروج من المخيم، تجنيبا لما قد يحل به من دمار كبير»، مشيرة إلى أن «معظم العائلات التي قطنته وهجرته الآن قضت حياتها من أجل تأمين مسكنها الحالي، وسيكون مؤسفا جدا أن يذهب تعب عمرها هكذا».

وقالت (ا ف ب، ا ب، رويترز) مساعدة المسؤول عن العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا) ليسا جيليان، في مؤتمر صحافي في جنيف، إن حوالي 100 ألف فلسطيني فروا من مخيم اليرموك على اثر المواجهات بين فلسطينيين ومسلحين، مضيفة أن «الناس لا يزالون يفرون بكثافة».

وأوضحت جيليان أن مخيم اليرموك كان يؤوي 150 ألف فلسطيني، لكن مع «الأحداث في اليرموك، فإن ثلثي (اللاجئين) فروا»، مشيرة إلى أن رقم 100 ألف مجرد تقدير.

وأعلنت أن حوالي ثلاثة آلاف شخص عبروا أو هم في صدد عبور الحدود اللبنانية، وقد ينضم إليهم قرابة ألفي شخص إضافي، وقد لجأ آخرون إلى مدارس أو إلى مكاتب «الاونروا». ودعت أطراف النزاع في سوريا إلى احترام حيادية الفلسطينيين.

وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي، تمكين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا من العودة إلى الأرض الفلسطينية بسبب الصراع الدائر هناك.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات السورية واصلت ملاحقة «الإرهابيين» في مناطق داريا وحرستا والحجر الأسود. وأضافت «لاحقت وحدة من قواتنا المسلحة مجموعة إرهابية في بلدة حيالين في الغاب بريف حماه وكبدتها خسائر في العدة والعتاد، كما قضت وحدة أخرى على عدد من الإرهابيين حاولوا الاعتداء على نقطة لقوات حفظ النظام في بلدة المجيمر في ريف درعا».

وزير الداخلية السوري يعـالـج فـي بـيـروت

نقل وزير الداخلية السوري محمد الشعّار بشكل مفاجئ الى بيروت أمس، حيث أُدخل مستشفى الجامعة الاميركية، بعد إصابته بالانفجار الذي استهدف مقر وزارته في دمشق في الاسبوع الماضي.

وقال مصدر مطّلع لـ«السفير» إن الشعار في حالة صحية «صعبة لكنها مستقرة»، فيما أشارت مصادر الى احتمال ان يكون الشعّار قد خضع لعملية جراحية دقيقة دامت أكثر من 5 ساعات، مشيرة الى وجود شخص جريح آخر نقل الى المستشفى أيضا للعلاج، لكن المصادر لم تحدد أي منهما في وضع صحي حرج، ولم تكشف هوية الشخص الاخر.

ورفضت ادارة المستشفى اصدار أي بيان أو موقف رسمي، معللّة أن «دوامها الرسمي انتهى لليوم»، بينما كانت الحركة الاعلامية خفيفة في محيط المستشفى.

ومع اعتماد أمن المستشفى الخاص سياسة «الصمت المطبق»، دخلت سيارات تحمل لوحات

سورية باحة المستشفى وخرجت، كما جالت سيارات أمنية تابعة للأمن العام اللبناني وتواصل ركابها مع عناصر أمن المستشفى، مشددين على ضرورة «رفض وجود أي كان، أو اطلاع أي أحد على ما يجري». وفي وقت لاحق منع الأمن العام الاعلاميين من التواجد في محيط المستشفى، وضربت القوى الامنية طوقاً حول المستشفى.

وتضاربت المعلومات في البداية حول وجود الشعّار في مستشفى الجامعة الأميركية أو في مستشفى كليمنصو، وأعلن وزير لبناني رفض الكشف عن هويته لفرانس برس أن «الشعار وصل قرابة الساعة 7,30 مساء (أمس) الى مطار بيروت الدولي، وانتقل منه الى مستشفى الجامعة الأميركية».

وقال إن الوزير السوري «في حالة مستقرة، وتحدث بشكل طبيعي الى مستقبليه في المطار»، مؤكدا انه ليس على علم بالمدة التي من المقرر ان يمضيها الشعار في العاصمة اللبنانية. وكان مصدر أمني سوري أبلغ «فرانس برس» الاسبوع الماضي أن الشعار «أُصيب بجروح في كتفه نتيجة سقوط ركام عليه في مكتبه» اثر هجوم استهدف وزارة الداخلية السورية الأسبوع الماضي، مشيرا الى انه «نُقل الى المستشفى، الّا أن حالته لا تدعو الى القلق».

ولاحقاً أفاد أحد الاطباء المعالجين للشعار لـلـ «الوكالة الوطنية للاعلام» أن «وضع وزير الداخلية السوري مستقر وهو مصاب بحروق وشظايا، ولن يحتاج الى اجراء عملية جراحية بل يحتاج الى المراقبة والعلاج».

(«السفير»، أ ف ب)

بوتين: موسكو ليست قلقة على نظام الأسد بل على مستقبل سوريا

موسكو- (يو بي اي): أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس أن موسكو ليست قلقة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بقدر قلقها على مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن تسوية الأزمة السورية يجب أن تتضمن ما يمنع الحرب الأهلية وانهيار الدولة السورية.

وقال بوتين خلال “المؤتمر الصحافي الكبير” الأول الذي يعقده منذ تسلّم ولايته الرئاسية الثانية، “نحن لسنا قلقين على نظام بشار الأسد في سوريا، بل نحن قلقون بسبب ما يجري هناك حالياً، نحن ندرك بأن هذه العائلة في السلطة منذ 40 سنة، وطبعاً فإن التحولات لا بد منها. ما يقلقنا هو مستقبل سوريا”.

وأضاف “نحن بكل بساطة لا نريد أن تقوم المعارضة الحالية بعد استلام السلطة، بمطاردة السلطة الحالية، التي سوف تتحول الى المعارضة، ولكي تصبح هذه عملية بلا نهاية”.

وأشار إلى أن الذي “يهمّنا طبعاً هو موقع روسيا الاتحادية في المنطقة”.

وقال بوتين “نحن ندعو إلى البحث عن خيار لتسوية الأزمة ولمنع استمرار الحرب الأهلية وانهيار الدولة. اعتقد أن الاتفاق على أساس الانتصار الحربي غير صحيح ولن يكون فعالاً”.

وسبق أن أكد مسؤولون روس أن موسكو لا تتفاوض حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد مع أحد، وهي تتمسك باتفاقيات جنيف حول تسوية النزاع في سوريا.

عودة خجولة للاجئين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك في جنوب دمشق

دمشق- (ا ف ب): بدأ مئات اللاجئين الفلسطنيين صباح الخميس العودة إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق، للاقامة في منازلهم أو لاخراج اغراضهم منها، على رغم استمرار اطلاق النار في شكل متقطع، بحسب ما افاد سكان وكالة فرانس برس.

وقال عضو في احدى المنظمات الانسانية التي تقدم مساعدات للاجئين “بدءا من الساعة السادسة (4,00 تغ)، عبر مئات الفلسطينيين سيرا، نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية على مداخل المخيم”.

وأوضح المصدر أن العديد من هؤلاء يريدون العودة “بدلا من النوم في العراء بسبب الامطار المتساقطة بغزارة”، بينما يأخذ آخرون حاجياتهم “لاقتناعهم بأن النزاع سيطول”.

واشار إلى أن الجنود السوريين “لا يسمحون بعبور السيارات، ويحذرون الداخلين إلى المخيم من انهم يقوم بذلك على مسؤوليتهم الشخصية”.

وقال أحد السكان بعيد خروجه إن “مقاتلي الجيش السوري الحر الذين كانوا متواجدين بالآلاف في المخيم، غابوا إلى حد كبير. ثمة عدد منهم في بعض الازقة يشربون الشاي ويدخنون النارجيلة”.

لكن مساعي تحييد المخيم عن النزاع لم تصل بعد الى نتيجة، مع تأكيد احد المقاتلين المعارضين ان هؤلاء لن يغادروا “قبل ان يقوم الجيش النظامي بالمثل”.

وكان مصدر فلسطيني ابلغ فرانس برس الاربعاء عن بدء مفاوضات لاخراج المقاتلين من المخيم لتحييده عن النزاع بين نظام الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه، لا سيما بعدما تعرض لغارات جوية وشهد اشتباكات بين معارضين بينهم فلسطينيون وآخرين موالين ينتمون في غالبيتهم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.

واشارت أرقام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (الاونروا) من جنيف الاربعاء الى مغادرة نحو 100 الف لاجىء من المخيم، ما يشكل ثلثي عدد الفلسطينيين المقيمين فيه.

واضطر بعض هؤلاء الى الاقامة في الساحات العامة والحدائق في دمشق، في حين عبر اكثر من 2200 منهم الى لبنان.

وقال المصدر الفلسطيني ان مخيم اليرموك “يعتبر مأوى للاجئين الفلسطينيين ولا يجب على احد من الاطراف (في النزاع السوري) الدخول اليه”. وتحدث عن مساع لتسليم امن المخيم الى اطراف فلسطينيين “محايدين”.

ونقلت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري الخميس عن مصادر فلسطينية قولها انها تتوقع ان “يحمل المبعوث الاممي الى سوريا الأخضر الابراهيمي خلال زيارته القادمة لدمشق” والتي لم يحدد موعدها بعد “تصورات لابعاد المخيمات الفلسطينية عن الازمة السورية”.

واشارت الصحيفة الى ان التصورات “قد تتضمن انسحاب المسلحين من مخيم اليرموك على الا يدخله الجيش العربي السوري ولا اللجان الشعبية الفلسطينية”.

حمادة وصف الاعتداءات بصبرا وشاتيلا جديدة.. ومفاوضات لاخلاء المخيم من المقاتلين

2800 عائلة فلسطينية دخلت لبنان هربا من ‘اليرموك’ ووزير الداخلية السوري في بيروت للعلاج من تفجير دمشق

دمشق ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر وسعد الياس: علمت ‘القدس العربي’ من قيادي فلسطيني رفيع مقرب من السلطات السورية أن جهوداً مكثفة تبُذل لتجنيب مخيم اليرموك معارك طاحنة بين ميليشيات المعارضة وقوات الجيش السوري، بعدما ادى القصف الجوي والاشتباكات الى نزوح 100 الف شخص طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسماح لهم بدخول الاراضي الفلسطينية.

القيادي كشف لـ’القدس العربي’ ان ‘مختار لماني’ ممثل مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يقود في الوقت الحالي بالتعاون مع مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المقيمة في دمشق وخارج دمشق أيضاً، عمليات اتصال ووساطة بين الميليشيات المعارضة وتحديداً بين قيادات من جبهة النصرة من جهة ومقاتلين فلسطينيين من اللجان الشعبية الموالين للسلطات السورية للانسحاب من كامل مخيم اليرموك في مقابل ضمان عدم اقتحام قوات الجيش السوري للمخيم، وعلى ان يعهد بأمن المخيم الى شخصيات فلسطينية ‘محايدة’ من غير الموالين لنظام الرئيس الاسد او المعارضين له.

وتأتي المفاوضات بعد تقدم مقاتلين معارضين للاسد بينهم فلسطينيون، في احياء المخيم حيث اشتبكوا مع مسلحين فلسطينيين ينتمون في غالبيتهم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، الموالية للنظام.

وقال القيادي بأن الفصائل الفلسطينية الموالية للحكومة السورية أبلغت الطرف الآخر استعدادها لسحب مقاتليها وأسلحتهم من المخيم إذا وافق مقاتلو المعارضة على الانسحاب، ولفت القيادي إلى وجود قرابة 1500 مقاتل معظمهم من منتسبي جيهة النصرة، وقال القيادي ان وفداً من شخصيات فلسطينية التقى أمس الأربعاء عدداً من القادة الميدانيين لمقاتلي جبهة النصرة الموجودين بمخيم اليرموك وعرضوا عليهم الانسحاب من المخيم في مقابل انسحاب اللجان الشعبية وعدم دخول قوات الجيش السوري.

معلومات القيادي الفلسطيني تتقاطع مع معطيات كشفها مصدر عسكري سوري لـ’القدس العربي’ تفيد بأن الجيش السوري ما يزال لليوم الثالث يحشد قواته وووحداته العسكرية المقاتلة في محيط مخيم اليرموك ومن ثلاثة اتجاهات تمهيداً لاقتحامه.

جاء ذلك بينما إنشغل لبنان الرسمي والشعبي امس بمشكلة النزوح الكبيرة عبر الحدود السورية اللبنانية بعد تصاعد أعمال العنف ضد مخيم اليرموك حيث اضطرت عائلات فلسطينية كثيرة الى الهرب من الاحداث في اتجاه الاراضي اللبنانية.

وقد فرضت هذه القضية نفسها على طاولة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال إن لبنان يواجه ‘ملفاً إنسانياً كبيراً يتصل بتدفق أعداد كبيرة من النازحين السوريين الى لبنان، هرباً من الأحداث في سورية، حيث نشهد يومياً تدفق عشرات النازحين، ونتوقع مجيء المزيد بسبب حدة المواجهات في سورية، ولا تزال حكومتنا تقوم بواجباتها في إغاثة هولاء النازحين وإعانتهم بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية المعنية. لكن ارتفاع عدد النازحين، ومن بينهم أعداد كبيرة من الاخوة الفلسطينيين، يستدعي مقاربة جديدة ومتقدمه لهذا الملف، تأخذ في الاعتبار ازدياد اعداد النازحين واحتمال طول مدة اقامتهم في لبنان’.

واضاف ميقاتي ‘من هذا المنطلق، عقدنا قبل يومين إجتماعاً ثانياً مع ممثلي كل الدول المانحة، ناقشنا فيه خطة الحكومة لمواجهة هذه المسألة ومدى استعداد المجتمع الدولي لمؤازرتنا. والاجوبة التي حصلنا عليها حتى الآن مشجعة، وما إتخذ من مبادرات يمثل خطوة مشكورة، ونحن ننتظر استكمالها في الفترة المقبلة، وهي ستدرج في خطة الأمم المتحدة التي ستطلق اليوم في جنيف’.

وجاء موقف ميقاتي رداً على مداخلات لوزراء تكتل التغيير والاصلاح الذين اثاروا هذه المشكلة بعدما تحدث عنها رئيس التكتل النائب ميشال عون مؤكداً ‘ عدم قدرة لبنان على تحمّل أعداد اضافية من النازحين’.

وكانت تدفقت أعداد اضافية من النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك في سورية الى لبنان قبل يومين حيث شهدت نقطة المصنع الحدودية زحمة خانقة لعشرات الحافلات والسيارات التي تنقل فلسطينيين. وأفيد أن عدد النازحين من اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك وحده ارتفع الى 2800 نازح في الايام الاخيرة توزعوا على البقاعين الغربي والاوسط ومخيم الجليل في البقاع ومخيم البداوي في الشمال، اضافة الى دخول ثلاثة آلاف نازح سوري. وفيما اشتكى عدد من الفلسطينيين من اجراءات الدخول المتبعة وطالبوا بمساواتهم بالسوريين من حيث الغاء رسم تأشيرة الدخول وعدم تقييدها بمهلة الاسبوع المتبعة، أوضحت مصادر الامن العام ان تدبيراً اتخذ قبل نحو ثلاثة أشهر ويعمل به بالاتفاق مع السلطات الفلسطينية والسورية المعنية بإعطاء التأشيرات لمدة أسبوع على ان تمدد الاقامة لثلاثة أشهر وتجرى لها تسوية مجانية عند الخروج مراعاة للظروف الانسانية في ظل الاحداث الجارية في سورية.

من ناحيته، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ‘ان لبنان ينتظر ما ستقره الامم المتحدة في اجتماعها في جنيف بالنسبة الى تمويل أعباء اغاثة النازحين كي يحصل لبنان على جزء منه’.

تزامناً، سُجّلت حركة نزوح كثيفة من مخيم اليرموك في سورية الى مخيمي عين الحلوة والمية ومية حيث وصل اليهما اكثر من 250 عائلة نازحة ضمن نحو 600 عائلة وصلت الى لبنان في غضون اليومين الماضيين ليرتفع العدد الى اكثر من 2800 عائلة بينها 800 عائلة في منطقة صيدا ومثلها في منطقة صور.

وفي المواقف دان النائب مروان حمادة بشدّة ‘ما ارتكبته قوى النظام السوري في مخيم اليرموك قرب دمشق’، واصفاً تلك الارتكابات ‘بصبرا وشاتيلا جديدة على يد كتائب الاسد اسوة بكتائب شارون في العام 1982’. وحذّر من ‘استمرار تعاطي الحكومة مع سفير النظام السوري الذي لم يعد يمثل سورية والتي يتهاوى نظامها بينما الممثل الشرعي للشعب السوري هو الإئتلاف الوطني وذراعه العسكرية الجيش السوري الحر’، لافتاً الى ‘أن بشار الاسد واعوانه يجب ان يحالوا الى محكمة الجزاء الدولية بتهمة الجرائم المرتكبة ضد الانسانية’.

وعلى صعيد اخر قالت مصادر أمنية إن وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار وصل الى لبنان الأربعاء للعلاج بعد اسبوع من هجوم استهدف وزارته بوسط دمشق. ولم تقدم المصادر تفاصيل عن حالته لكنها قالت انها ليست خطيرة. وكان بعض مقاتلي المعارضة قالوا الثلاثاء إن الشعار أصيب اصابات خطيرة يوم الأربعاء الماضي عندما انفجرت سيارة ملغومة وعبوتان ناسفتان عند الباب الرئيسي لوزارة الداخلية مما أسفر عن مقتل أحد أعضاء البرلمان.

بعد سقوط الاسد!

صحف عبرية

ان السقوط المحتمل القريب لسيد سوريا بشار الاسد لن يجعلنا نسارع الى الصيدلية القريبة لنشتري مناديل ورقية لمسح الدموع. بل ان من المحتمل جدا ان ننضم في اليوم نفسه الى من يهنئون بقولهم ‘الحمد لله أن خلّصنا’. أما دموعنا فنحتفظ بها لفرص أصوب.

ان السقوط شبه المؤكد للطاغية السوري أثار من المرابض كل اولئك الذين عارضوا في الماضي السلام مع سوريا تقريبا. ‘أنتم ترون’، قالوا في احتفال، ‘ماذا كان سيحدث الآن لو كنا بعد اعادة الجولان الى السوريين؟’.

ماذا كان سيحدث؟ لا يعرف التاريخ كلمة ‘لو’، فلا توجد ‘لو’ في التاريخ. ومع الفرح بسقوط الاسد المتوقع، من يضمن لنا ان يكون ورثته من محبي صهيون؟ لا يوجد شك تقريبا في ان أعداء الغد في سوريا سيكونون أقسى على اسرائيل من الأعداء في الحاضر.

والى ذلك اليكم مادة ساخنة للناس الذين يرون السلام مع العرب مصدر كل شر في هذه المنطقة من العالم: ان دولة اسرائيل اليوم، ونؤكد اليوم، أكثر قلقا مما يجري في دول جارة عقدنا معها سلاما هي مصر والاردن، فالشر قد ينشأ من الجنوب ومن الشرق. وفي مقابل ذلك فان الحدود مع سوريا، وحدود لبنان ايضا في السنوات الستة الأخيرة تقطر هدوءا وسكينة. في نظرة من هضبة الجولان ومن المناطق الشمالية الى ما يجري في سوريا يمكن ان نقول انه قد تنتظرنا مزايا في كل واحدة من الاحوال المحتملة التالية في سوريا:

أ- تحطيم المحور الراديكالي: لو ان اريك شارون استيقظ أمس مثلا من رُقاده العميق، فمن شبه المؤكد انه كان سيقول في استخفاف وتهكم: ان العرب يقتل بعضهم بعضا مرة اخرى، لكنهم هذه المرة لا يتهمون اليهود. ما تزال ذكرى المذبحة التي نفذها المسيحيون في الفلسطينيين في لبنان تسِم ذاكرة كثيرين. ان سقوط سوريا في أيدي جماعات من المتمردين أكثرها أو كلها سنية يتوقع ان ينقض عُرى ‘محور الشر’ الراديكالي. وقد كان هذا حلم أجيال عند دولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي الذي كان مستعدا لأن يقتل ويُقتل من اجل ذلك. هل سينضم السنيون الى محور جديد كهذا؟ يبدو انه لا يوجد حتى أدنى قدر من الاحتمال فلهم حساب طويل مفتوح مع ايران ومع حزب الله، فهذه اذا نقطة متوقعة لمصلحتنا نحن الاسرائيليين.

ب- يبقى الاسد في الحكم: اذا حدث هذا فمن المتوقع ان يصبح الاسد حاكما متعثرا وضعيفا فقد من قوته. وسيضعف الجيش والسلطة كذلك ومن يكون عنده في هذه الحال ‘دماغ’ لتناول شؤون اسرائيل وفلسطين ايضا؟ وهاتان نقطتان لمصلحتنا.

ج- يستمر التعادل: يستمر الطرفان الصقران في سوريا على معاركهما التي لا تنتهي من اجل حشد التأييد ويسفك في الاثناء بعضهما دم بعض. وفي هذه الحال لا يكون عند أحد في سوريا ‘دماغ’ حتى للنظر صوب اسرائيل. وهذه ثلاث لمصلحتنا.

د- تنتقض سوريا باعتبارها دولة: يمكن اليوم ايضا ان نلاحظ عدة دول تحت سقف سوري واحد للسنيين والعلويين والاكراد والدروز فجميعهم يريدون العيش في اطارهم، ويمكن بيقين ان ينشئوا دولا منفصلة. وتكون خمس دول أو ست تكون لها حدود مشتركة بعضها مع بعض. واليكم سيناريو قد يكون خياليا: مع تقسيم سوريا الداخلي الى دول صغيرة وإقرار حدود بينها ينتهي فعل اتفاق سايكس بيكو وتبرز حدود استقر الرأي عليها في مطلع القرن الماضي. وفي هذه الحال ‘تتحطم’ حدود 1967 ايضا التي قدسناها. ويمكن في تفاوض في المستقبل اذا ان نتباحث في حدود جديدة. وهذه أربع لمصلحتنا.

هـ – ادارة سنية في دمشق: قد تُحدث ‘صداعا’ في عداوتها لاسرائيل لكن لما كان يبدو أنها ستقوم على سنيين علمانيين، فيمكن ان يطوروا ابتعادا عن القاعدة وتوابعها. وهذه الادارة مع ‘ذهن مفتوح’ تصرف معظم انتباهها الى الوضع الاقتصادي السيء في سوريا وتبحث عن صلة وعلاقة بالغرب الزاهر. وهنا ينتظرها الاسرائيليون الذين سيعرضون على السوريين مع الولايات المتحدة صيغة نتنياهو التالية: ‘اذا أعطوا فسيأخذون’. وماذا يُعطون؟ وكيف ولمن؟ لننتظر ونرى، وهذه خمس لمصلحتنا.

قد تحترق كل هذه الاحتمالات ويرتفع الدخان الى السماء اذا حدث شيء لا نتوقعه الآن. ونخشى ان نحتاج آنذاك لا سمح الله الى جبال من ‘المناديل الورقية’.

ايتان هابر

روسيا تركز على المهام الانسانية.. وخطة اجلاء رعايا وضعت في الصيف الماضي

في حرب لا غالب فيها ولا مغلوب.. والتدخل الغربي فيها يعني استمرار النزيف وزيادة قتل الابرياء

لندن ـ ‘القدس العربي’: اعدت الحكومة الروسية ومنذ الصيف خططا لاجلاء رعاياها عن سورية، ولكن تم تأجيل الاعلان عنها كي لا ترسل رسالة لحليفها بشار الاسد انها فقدت الثقة فيه وبفرص نجاته من الازمة.

وانتظرت الحالة هذه حتى الثلاثاء حيث اعلنت وزارة الدفاع الروسية عن ارسال بوارج حربية للشواطىء السورية تحضيرا لاجلاء محتمل للرعايا الروس، في وقت صدرت في الاونة الاخيرة تصريحات متناقضة عن الحكومة الروسية كانت اخرها تصريحات نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف التي قال فيها ان نظام بشار الاسد يخسر اكثر مما يستعيد على الارض، حيث سارعت الحكومة الروسية نفي التقارير التي قالت انها تخلت عن حليفها الاسد، وفي الاعلان اشارة الى ان الثقة ببقاء النظام تتلاشى.

ففي الايام الاخيرة بدأت تستفيق موسكو الى حقيقة ان الاسد لن يبقى في السلطة ولهذا بدأت بالتحضير لمرحلة انتقال للسلطة، ويتوقع المحللون ان تكون فوضوية، واهم مشكلة تواجهها الحكومة الروسية هو العدد الكبير للرعايا الروس المقيمين في سورية ـ دبلوماسيون او خبراء او مواطنات روسيات متزوجات من سوريين. وجاء الاعلان عن ارسال اسطول من السفن للسواحل السورية بعد الانباء التي تواردت عن خطف مواطنين روسيين يعملان في مصنع للصلب كانا في طريقهما من حمص الى طرطوس ومن المتوقع ان تصل هذه السفن الى سورية بحلول العام الجديد.

وكانت وكالة انباء انترفاكس قد نقلت عن مسؤول في البحرية قوله ان السفن في طريقها في عملية اجلاء محتملة، مشيرا الى ان المهمة للسفن تم التخطيط لها بسرية وعودتها الى روسيا مرهون بالتطورات والوضع في سورية. ونقل عن اسكندر شوملين الباحث والصحافي قوله ان القادة الروس تجنبوا الحديث عن عملية الاجلاء حتى لا يظهروا للنظام السوري انهم بدأوا يخفضون من دعمهم له، لكنهم سيواجهون غضبا شعبيا حالة اصبح فيها الرعايا الروس هدفا للعنف وتعرضت حياتهم للخطر. وحسبما نقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن شوملين فارسال البوارج يشير الى نوع من التحول ولكن لا يعرف ان كان تغييرا في الموقف الروسي او تعديلا له، واضاف ان المسؤولين الروس يركزون الآن على الموضوع الانساني وهو كيفية اجلاء الرعايا الروس عن سورية. وفي حالة اتخاذ القرار بشكل واضح فهذا يعني خسارة النظام لاهم حليف له، فيما لم تبد ايران الحليف الاقوى لنظام الاسد اية اشارات عن تخليها عن الاسد، فقد اكد نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبدولاهين ان الجيش والدولة السورية يعملان بسلاسة. وكانت طهران قد الغت زيارة مقررة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للعاصمة التركية انقرة وسط توتر في العلاقات بين البلدين بسبب نشر الناتو صواريخ باتريوت على الحدود التركية مع سورية، وهي خطوة شجبها قادة الحرس الثوري الجمهوري.

وتخشى ايران من استخدام الناتو لمنظومة الصواريخ التي يشرف عليها الف جندي الماني وامريكي لانشاء منطقة حظر جوي في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في شمال سورية، وحذر القادة الايرانيون من امكانية اندلاع حرب عالمية بسبب ما يرونه تدخلا في الشأن السوري، واعتبر قادة آخرون ان الرابح الوحيد من الفوضى في سورية هي اسرائيل.

حرب على اليرموك

ومع تقدم المعارضة المسلحة على ابواب دمشق رد الجيش السوري بقصف مدفعي وجوي شرس للمواقع التي يتمترس فيها المقاتلون واستهدفت الطائرات مخيم اليرموك الفلسطيني، حيث اعتبر المسؤولون الفلسطينيون محاولة اقحام النظام اللاجئين في الحرب الاهلية والتي حاولوا تجنب الانخراط فيها لاي طرف تعتبر ‘لحظة تاريخية’. ودفع استهداف الجيش السوري لمخيم اليرموك بالاف اللاجئين للفرار نحو لبنان. ويقول ناجون وصلوا بامان الى اقارب لهم ان القصف يحطم اسطورة النظام الذي ظل يقدم نفسه على انه حامي الفلسطينيين والمدافع عنهم. ووصل حوالي الف لاجىء فلسطيني الى لبنان بعد ان قصفت المقاتلات السورية مدرسة ومسجدا داخل المخيم الواقع في جنوب ـ غرب العاصمة ويعتقد ان القصف ادى الى مقتل 25 شخصا.

وبحسب شهادات نقلتها صحيفة ‘الغارديان’ عن فارين قالوا فيها ‘لا فلسطيني يثق الآن بالنظام بعد فعلته يوم الاحد’، وقال ابو خليل وهو فار من الحرب ان ‘الجميع يعرف الآن ان دما سال بيننا وبين النظام، وهناك دين يجب ان يدفع ولن تكون الامور كما كانت عليه’، حيث غير الهجوم موقف الفلسطينيين من النظام الذي توقع منهم الوقوف بجانبه في الحرب الاهلية الدائرة منذ عامين. ووصف ابو خليل الوضع في المخيم قبل الهجوم حيث قال ان النظام ومنذ الصيف افتتح مكتبين امنيين تابعين للاستخبارات الجوية والسياسية لتجنيد اي راغب بالانضمام لاحمد جبريل، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة المؤيد للنظام، واي شخص وافق على الانضمام اعطي بندقية.

واضاف ابو خليل ان المخيم لم يشهد اي معارك في داخله حيث حدثت مناوشات على مشارفه، ولم يدخل الجيش الحر الى المخيم الا بعد ان تعرض للقصف. ويقول ان المخيم فيه الآن حوالي 3 الاف من مقاتلي الجيش الحر وجبهة النصرة. ويزعم ابو خليل انه لم يبق في المخيم سوى 50 شخصا فيما هرب الباقون الى احياء ومناطق اخرى في العاصمة دمشق. ويضيف ان عدد مقاتلي جبريل الف شخص لكن لم يقاتل الى جانبه سوى 150 مقاتلا فيما فر الاخرون. وعن الجيش الحر ـ قال ان مقاتلين بلهجات غريبة وبعضهم بلحى جاءوا للمخيم واخذوا يطمئنونا . وقالت والدة ابو خليل ان نداءات من مكبرات الصوت في المسجد اعطت السكان ساعتين لمغادرة المخيم، حيث هرب من هرب اما هم فرحلوا الى مخيم صبرا وشاتيلا.

مخاطر التدخل العسكري في سورية

في سياق آخر، حذر المعلق والكاتب في صحيفة ‘الغارديان’ شيموس ميلين من مخاطر التدخل الغربي في سورية، وقال ان محاولات الرغم لوضع الزيت على النار لن تؤدي الا لمزيد من القتل. وتحدث عن ادلة كثيرة تشير الى ان الغرب يحاول تصعيد الحرب في سورية، منها كثرة الحديث عن الترسانة الكيماوية السورية، وتحضير النظام السوري لاستخدامها، ونشر منظومة صواريخ باتريوت على الحدود التركية مع سورية، وقال ان نفس التلاعب بالحقائق ونفس الحملة التي شنها الغرب لتبرير حربه في العراق تتكرر الآن في سورية.

ويقول ان منظومة باتريوت قد تكون مقدمة لانشاء منطقة حظر جوي في شمال سورية، ويضيف الى ذلك التقارير عن زيادة التواجد الامني والاستخباراتي للولايات المتحدة والدعم السري للمقاتلين بالتدريب وزيادة شحنات الاسلحة. وقال ميلين ان حديثا يجري عن زيادة عمل القوات الخاصة ودعم بحري وجوي للمقاتلين حيث يؤكد المسؤولون الامريكيون والبريطانيون ان التدخل المباشر في سورية بات محتوما. وتحدث عن اعتراف لندن بالائتلاف الوطني كممثل لكل السوريين، ولانه ليس كذلك فالاعلان الذي يعتبر سابقة سيرتد عليهم لاحقا. وقال ان الدعم الذي يلقاه المقاتلون ظهر بشكل واضح من الاعدامات وقطع الرؤوس التي ظهرت على اليوتيوب في الاسبوع الماضي، حيث قام بها من يدعمهم الغرب حسب قوله. ومع ان الجيش السوري ارتكب فظائع وغالبية الاطفال والمدنيين قتلوا بسبب القصف العشوائي الذي قام به النظام الا ان الطرفين ارتكبا مذابح على قاعدة واسعة، وزادت بعد ان انضم الجهاديون الى الحرب، حيث زاد الخطف والقتل الطائفي. وقد شجبت منظمات حقوق الانسان الاعدامات الفورية والتعذيب التي يقوم بها النظام وكذا المعارضة، اضافة لتجنيد الاطفال في المعركة، مشيرا الى ما كشفته القناة الرابعة البريطانية عن مذبحة ارتكبتها المعارضة في قرية عقرب العلوية حيث ظن في البداية ان النظام ارتكبها. ومع ان تزايد العامل الجهادي وتوسع عمليات القتل والذبح قد تكون اسبابا لان يتوقف الغرب عن دعم المعارضة وتسليحها لكن العكس هو الذي حدث. فقد قال ديفيد كاميرون، رئيس الحكومة البريطانية للبرلمان ان هناك واجبا للتحرك لان الحرب في سورية تقوي من وجود الجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة.

سيرتد عليهم

ويقول ميلين ان الغرب يقوم ومنذ مدة بدعم المعارضة بالاسلحة التي تشتريها دول الخليج عبر تركيا والاردن والتي تقدم للفصائل المحبذة لهم، وكل هذا من اجل التأثير على المعارضة قبل سقوط النظام وبعده، وهذا يفسر قرار ادارة باراك اوباما اعتبار جبهة النصرة منظمة ارهابية. ويقول ان كل التحركات الغربية مغلفة بلغة ‘حماية المدنيين’. وهذا ما هو الا غطاء للتدخل، حيث تم اعادة تعليب الحرب الكارثية في العراق وافغانستان، ولكن بطريقة مختلفة، فهي بدون ارسال جنود بل بحرب الوكالة، وحملات جوية وطائرات بدون طيار. ويقول ميلين ان الحروب لحماية المدنيين لا تحقق هدفها بل العكس، فهي لا تنهي الحرب بل تصعدها وتخرج مستقبل سورية من يد ابنائها. فما بدأ في سورية كثورة شعبية قمعها النظام بقسوة تحولت الى حرب طائفية وحرب بالوكالة ترى في السعودية وحلفائها الغربيين فرصة لدفن حليف كل من روسيا وايران. لكن التوقعات بنهاية الحرب سابق لاوانها لان ايا من الطرفين ليست لديه القدرة على هزيمة الطرف الاخر، مما يعني استمرار نزيف البلاد وزيادة التدخل الاجنبي في البلاد، وحتى لو انهار النظام او تراجع لمعاقله القوية فالحرب الاهلية ستستمر. لكل هذا فالمخرج من الازمة هو التفاوض بين الطرفين وبدعم من القوى الاقليمية والدولية.

واشار الى دعوة نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع الى تسوية تاريخية ووحدة وحكومة وطنية حيث اعترف ان الجيش السوري لن يكون قادرا على الانتصار في الحرب. ويشير في نهاية المقال الى المحاولات الاقليمية والمبادرة التي تقدم بها محمد مرسي، الرئيس المصري والتي تشرك فيها تركيا وايران والسعودية حيث عطلتها السعودية، ومهما كان الوضع فالمفاوضات وبأي شكل كانت يجب ان تحدث.

وفي النهاية فالتدخل الاجنبي لا يزيد من عدد القتلى فقط بل لا يعطيهم التأثير الذي يرغبونه، خاصة ان الجماعات الاسلامية الرئيسية المقاتلة وبشكل متزايد لا تثق بداعميها الغربيين، وكل هذا سيؤدي الى رد فعل سلبي تماما كما حدث في التدخلين في العراق وافغانستان، مما يعني توسيع دائرة الدمار والكوارث.

الفلسطينيون في سورية ينامون في الشوارع في شتاء دمشق القارس

بيروت ـ رويترز: أسفل عمود إضاءة في الشارع يحتمي طفل بغطاء خفيف لا يغطي قدميه مما يجعلهما عرضة لبرد ديسمبر القارس وهم نائم على جانب رصيف في حي راق بدمشق.

ويقول ناشط المعارضة الذي وضع على الانترنت صورة الطفل – الذي يبدو بالكاد في سن المراهقة – انه من مخيم اليرموك القريب من وسط المدينة والذي اصبح احدث ساحة معارك بالنسبة للمعارضة وهدفا لمدفعية الرئيس بشار الاسد.

وتستضيف سوريا زهاء 500 ألف لاجيء فلسطيني يعيش معظمهم في اليرموك وهم أبناء وأحفاد اللاجئين الذين استقبلتهم سورية عقب قيام إسرائيل عام 1948. ويسكن اغلبهم في المخيم المكتظ بالمباني السكنية.

وبينما استولت قوات المعارضة على المنطقة في وقت متأخر مساء الاثنين ردت القوات الحكومية سريعا بقصف مدفعي مكثف. وقال السكان الفارون انهم فروا في غالبيتهم على الاقدام بعدما دمرت منازلهم جراء القصف.

واستقل عدة الاف سيارات اجرة وحافلات الى الحدود اللبنانية على بعد50 كيلومترا. وكان لاخرين اصدقاء واسر قدمت الدعم لهم. لكن بعد 21 شهرا من الصراع اصبح الكثيرون بلا مال ولا يملكون أي خيار آخر.

ويتحدث سكان دمشق عن وجود مئات الاسر في الشوارع الواسعة بمنطقة وسط دمشق الراقية وهم ينظرون في ذهول بينما يجلسون في الحدائق وعلى الارصفة.

وابلغت امرأة تعيش هناك رويترز ان الفلسطينيين في حالة من الذهول بشأن مصيرهم وقالت ‘كنت احاول ركوب سيارة اجرة عندما شاهدت مسنا في حالة ذهول على الرصيف’ز ورفضت المرأة نشر اسمها خوفا من انتقام المسؤولين.

وكان الرجل الذي يرتدي سترة زرقاء يحاول تغطية جسمه بأوراق صحيفة للاحتماء من البرد. وقالت المرأة ‘لم يتمكن من تغطية قدميه لانه لم يكن لديه أوراق صحف كافية. وضع يداه حول رأسه التماسا للدفء’.

وقالت ساكنة اخرى ان النازحين اقاموا تجمعات فلسطينية حول احياء ومناطق وسط المدينة الواقع تحت سيطرة حكومية شديدة والذي لا تتعرض للقصف خلافا للضواحي الواقعة على اطراف العاصمة المخترقة من جانب قوات المعارضة.

واضافت ‘هذه حديقة في الجهة المقابلة تماما لفندق فور سيزونز اصبحت مأوى للعديد من الاسر’.

وتابعة قائلة ‘كنت امر من هنا وسألني طفل في العاشرة او الحادية عشرة عما اذا كان هناك اي عمل يمكن ان يقوم به’.

واخذها الصبي الى الحديقة الصغيرة حيث كان شقيقة البالغ من العمر 18 شهرا ينام تحت شجرة في صندوق من الورق المقوى.

وقالت ‘ما حدث في اليرموك كان مفاجئا لدرجة ان المواطنين اتخذوا قرار الفرار في جزء من الثانية.

‘لم يأخذوا شيئا معهم.’

وتعرقل الحكومة السورية بشدة عمل وسائل الاعلام المستقلة مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير.

ويصور الاسد ووالده من قبله على مدى 40 عاما سوريا على انها المدافعة عن القضية الفلسطينية. لكن خلال الحملة والحرب التي قتل فيهما 40 الف شخص فقد الاسد اغلب حلفائه الفلسطينيين.

وانتقلت قيادة حركة حماس التي تتوافق دينيا وسياسيا بصورة اكبر مع المعارضة من دمشق الى قطر الخصم الشديد للاسد.

وفر بالفعل نحو 2.5 مليون شخص من منازلهم في سوريا ويبدو انه لم يعد لدى الحكومة اماكن ايواء او ان احدث زيادة مفاجئة في اعداد الفارين فاقت القدرة الاستيعابية للملاجئ.

وقالت ليزا جيليام المسؤولة بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان 100 الف منهم ينتقلون من مكان لاخر. واضافت ان عمال الاغاثة يقدمون الطعام والمأوى ‘لكننا لا نعرف اين يوجد الجزء الاكبر من ذلك العدد’.

وتقيد سوريا وصول جماعات الاغاثة الدولية وتعتمد الامم المتحدة على الهلال الاحمر العربي السوري في توزيع معوناتها. لكن الكثير من النازحين يعتبرون عمال الاغاثة المحليين موالين لحكومة الاسد.

ويتهم بعض السكان المحليين فريق الهلال الاحمر السوري بالعمل كمخبرين وبتقليص المساعدات التي يقدمونها لسكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مثل اليرموك مما يساعد بشكل اساسي الجيش على فرض عقاب جماعي. وينحي آخرون باللائمة على المعارضة في تقييد تحركات الهلال الاحمر السوري قائلين ان المقاتلين يهاجمون قوافله احيانا.

ومع اقتحام قوات المعارضة لمناطق اكثر حول العاصمة اصبح وسط دمشق من اكثر الملاذات امنا في المدينة.

وجاء في تعليق على صورة الصبي النائم في الشارع انها التقطت في حي ابو رمانة الراقي. وتوجد بالقرب منه ساحة الامويين وهي في دمشق مثل ميدان الطرف الاغر في لندن وساحة تايمز سكوير في نيويورك.

وينام هذا الصبي مع الاف آخرين مثله في العراء بالمدينة حيث تهوي درجات الحرارة اثناء الليل لتقترب من درجة التجمد في الشتاء. وكان الجو صحوا اليوم لكن الامطار في طريقها للهطول.

داود اوغلو: نهاية النظام السوري ‘مسألة وقت ليس إلا

هلسنكي ـ ا ف ب: اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء في هلسنكي ان نهاية نظام الرئيس السوري بشار الاسد هي ‘مسألة وقت ليس إلا’، داعيا المجتمع الدولي الى العمل على ان يتم الانتقال الى نظام جديد في هذا البلد ‘بأسرع ما يمكن’.

وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي ايركي تيوميوجا ‘من الواضح انه اذا فقد نظام ما شرعيته ودخل في معركة ضد شعبة فان هذا النظام سيخسر هذه المعركة’.

واضاف ‘في ما يتعلق بالوقت الراهن الان بامكاننا ان نكون واثقين من هذا الامر اكثر من السابق (…) انها مسألة وقت ليس الا. ولكن يجب على المجتمع الدولي ان يجعل العملية الانتقالية تتم باسرع وقت ممكن (…) بغية منع حصول المزيد من الكوارث’.

واوضح الوزير التركي انه لا يؤيد فكرة تدخل عسكري اجنبي في سوريا، مؤكدا انه يشارك نظيره الفنلندي قوله ان هذه الفكرة ‘ليست بتاتا ضمن مخططات المجتمع الدولي’.

وتشهد سوريا منذ آذار (مارس) 2011 انتفاضة شعبية حاول النظام قمعها بالقوة وتحولت شيئا فشيئا الى نزاع مسلح اوقع حتى الان اكثر من 43 الف قتيل.

هيثم منّاع يحذّر من أن التحالف بين الجهاديين الأجانب وبعض السوريين سيطيل أمد الحرب

وفد سوري معارض برئاسته يبحث في بغداد الجهود الانسانية والحل السياسي

لندن ـ بغداد ـ وكالات: حذّر رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منُاع، من أن الحرب في سورية لن تنتهي بسقوط نظامها، بسبب ما اعتبره التحالف القائم بين الجهاديين الأجانب وبعض السوريين.

وكتب منّاع في مقال بصحيفة ‘الغارديان’ الاربعاء، أن ‘الإنهيار الوشيك المفترض للنظام السوري لم يهيمن على الاجتماع الأخير لأصدقاء سورية في مراكش بل موضوع جبهة النصرة، إحدى جماعات المقاومة المسلحة العاملة في سورية والتي صنفتها الولايات المتحدة مؤخراً منظمة إرهابية أجنبية’.

وقال إن ‘رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ أحمد معاذ الخطيب ‘دعا الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرارها، وأدان نائب المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سورية محمد طيفور القرار الأمريكي واعتبره خاطئاً واتخذته على عجل، فيما أصدرت شخصيات غير إسلامية من الائتلاف تصريحات داعمة لجبهة النصرة’.

وتساءل منّاع ‘ما تفسير دعم العديد من الذين حضروا مؤتمر أصدقاء سورية في مراكش لمنظمة تعتقد الولايات المتحدة أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة؟’.

وأضاف أن ‘المجلس الوطني السوري أصدر في شباط (فبراير) الماضي بياناً رفض فيه كل المحاولات لاستغلال الإنتفاضة من قبل الجهاديين الأجانب والمقاتلين الطائفيين، فلماذا طرأ هذ التحوّل الواضح في الرأي داخل جماعات المعارضة السورية؟’.

وقال مناع إن ‘أطرافاً مهتمة عديدة دعمت المعارضة السورية المسلّحة، فدول الخليج تنظر إلى الأسلمة كحماية ضد الديمقراطية الحقيقية في سورية والتي من شأنها أن تشكل خطراً على أنظمتها، وترى الحكومة التركية أن الأسلمة ضرورية لعزل الأكراد السوريين، في حين كان الغرب سعيداً لمجرد مراقبة الأحداث بأمل أن تقوم المعارضة المسلّحة بإسقاط النظام السوري’.

وأضاف أن ‘المجلس الوطني السوري تعاون مالياً وعسكرياً مع جبهة النصرة، وكذلك قادة الجماعات المسلّحة المختلفة في شمال سورية، واستمر هذا التعاون على الرغم من الوعود التي قُطعت لوفد الولايات المتحدة في تونس’.

الى ذلك بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع وفد سوري معارض برئاسة القيادي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي هيثم المناع في بغداد الاربعاء ‘دعم الجهود الانسانية’ في سورية وايجاد ‘حل سياسي’ فيها.

وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء في تصريح لوكالة فرانس برس ان ‘وفدا معارضا سوريا برئاسة هيثم المناع وصل الى بغداد والتقى برئيس الوزراء’.

واضاف ان ‘الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات الوفود التي زارت والتي ستزور بغداد في الايام القادمة’. واشار الموسوي الى ان ‘الوفد الذي سيبقى عدة ايام في بغداد، همه الوحيد التركيز على دعم الجهود الانسانية في سوريا، ودعم ايجاد حل سياسي فيها لان العمل العسكري لا يؤدي الى حل’. واكد المستشار الاعلامي ان ‘الوفد الذي يضم ثلاث شخصيات على ان تنضم اليه في الايام القادمة شخصيات اخرى، دعا الى تنسيق وتعاون وتواصل مستمرة مع العراق نظرا لتشابك العلاقات’.

وبحسب الموسوي، فان الوفد ‘اثنى على موقف العراق في تقديم المساعدات الانسانية، واعتبروها افضل مساعدات انسانية قدمت الى الشعب السوري وليس لها اغراض سياسية’.

وتضم هذه الهيئة عددا من معارضي الداخل، وهناك خلافات كبيرة بينها وبين الائتلاف الوطني السوري المعارض.

كما شهدت الهيئة انشقاقات في صفوفها بسبب الخلاف حول طريقة التعاطي مع النظام.

مفتي سورية يدعو المعارضة الى السعي لتغيير النظام بالحوار وليس بالقوة

دمشق ـ ا ف ب: دعا المفتي العام للجمهورية السورية احمد بدر الدين حسون معارضي نظام الرئيس بشار الاسد الى السعي لتغيير النظام بالحوار وليس بالقوة، بحسب ما جاء في محاضرة القاها في دمشق ونشرت الاربعاء.

وقال حسون في المحاضرة التي ألقاها في ‘مكتبة الاسد الوطنية’ واوردت نصها الاربعاء وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ‘ان الذين يدعون انهم معارضة خارجية سيجبرون في النهاية على الجلوس الى طاولة الحوار’، داعيا هؤلاء ‘للمبادرة الى ذلك قبل ان يجبروا عليه’، وكل من يحملون السلاح الى ‘التوقف عن ممارساتهم (…) لان تغيير النظام لا يكون بالقوة بل بالحوار’.

ودعا المفتي الذي يعد مقربا من الرئيس السوري بشار الاسد، اطياف المعارضة للعودة الى البلاد ‘والاحتكام إلى الشعب في المطالب التي يريدون تحقيقها وعدم اللجوء إلى طلب المساعدة من دول عرفت بعدائها التاريخي للمنطقة وتآمرها عليها’.

وابدى استغرابه ‘من كل من حمل السلاح بوجه الدولة ومؤسساتها وأخوته في الوطن حيث بات من الملح والضروري إسقاط هذا الخيار والعودة عنه عبر انتهاج طريق الحوار وإعادة بناء سورية وتأهيل ما دمر’.

وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع دعا في حديث مع صحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية القريبة من سورية وايران نشر الاثنين، الى ‘تسوية تاريخية’ لان ايا من طرفي النزاع غير قادر على حسم النزاع عسكريا.

وقال الشرع الذي يتولى منصبه منذ العام 2006 ‘ليس في امكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما ان ما تقوم به قوات الامن ووحدات الجيش لن يحقق حسما’.

واشارت ‘سانا’ الى ان المحاضرة اتت في سياق فعالية ‘لعيونك يا شهبا’ في اشارة الى حلب كبرى مدن شمال سوريا، وتهدف الى تأمين المتطلبات الأساسية واليومية لأهالي هذه المدينة التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، عبر إيصال ونقل هذه المواد من مختلف المحافظات إليها.

وكان وفد وزاري برئاسة رئيس الحكومة السوري وائل الحلقي زار حلب الاثنين للاطلاع على الصعوبات التي تواجهها، معلنا تخصيص الحكومة اموالا ‘للمساهمة في الموازنة المستقلة لمحافظة حلب وتامين مساعدات اسبوعية بواسطة الطائرات’.

فايننشال تايمز’: سوريون في الداخل والخارج يضخون ملايين الدولارات لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في بلادهم

لندن ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الأربعاء، أن سوريين في الداخل والخارج يضخون ملايين الدولارات في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في بلادهم، والتي تضع ضغوطاً متزايدة على وكالات الإغاثة وجماعات المعارضة والدول المجاورة.

وقالت الصحيفة إن ‘مانحين سوريين، يتراوحون بين رجال أعمال في دبي وشركات سرية تعمل كوكالات إغاثة في دمشق، يحاولون مساعدة أعداد متزايدة من مواطنيهم على مكافحة البرد والجوع والتشرّد، مع اقتراب الإنتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد من إكمال عامها الثاني’.

وأضافت أن ‘مجلس الأعمال السوري للإغاثة والتنمية’، وهو مجموعة من رجال الأعمال المؤيدين للمعارضة، أعلن هذا الأسبوع بأنه وزع الدفعة الأولى من شحنة وزنها 2000 طن من القمح أرسلها إلى شمال سوريا عبر الحدود التركية بكلفة مليون دولار.

ونسبت إلى رئيس المجلس، رهيف حاكمي، قوله إن مجلس الأعمال السوري للإغاثة والتنمية ‘سيقوم بإنفاق قسم كبير من الأموال التي تبرّع بها أعضاؤه، والبالغة 6 ملايين دولار، لسد نقص الخبز في مناطق القتال، مثل مدينة حلب’.

وأضاف حاكمي أن سورية ‘مقبلة على مجاعة بسبب عدم توفر الدقيق، وقيام النظام بمهاجة الأفران ومخازن المواد الغذائية بصورة منهجية وكجزء من العقاب’.

وقالت ‘فايننشال تايمز’ إن مسؤولاً في الأمم المتحدة حذّر من أن المنظمة الدولية تواجه صعوبات في التعامل مع الوافدين الجدد إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.

ونقلت عن أندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، قوله ‘علينا أن نكون مستعدين لاستقبال نحو 100 ألف لاجئ سوري في المستقبل القريب، لكننا لا نملك المال اللازم لشراء السخانات اللازمة والخيام المجهّزة للشتاء والمنازل المسبقة الصنع’.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولة عمليات الإغاثة الإنسانية في الأمم لمتحدة، فاليري آموس، حثّت الحكومة السورية، الإثنين الماضي، على السماح لوكالات الإغاثة في البلاد بتوزيع الوقود، والمساعدة في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

معادلة الأسد الأخيرة: رؤوس نووية قبالة الأردن وتركيا وإسرائيل

محمد نعيم

أكدت مصادر إسرائيلية أن الرئيس السوري بشار الاسد نشر 22 صاروخاً من طراز “اسكندر” قبالة الاردن وتركيا واسرائيل، بينما حذر ضابط سوري منشق يقيم في دولة عربية من تهريب أسلحة كيميائية سورية لحزب الله في لبنان.

 كشفت دوائر استخباراتية في تل ابيب أن النظام السوري تلقى خلال الايام القليلة الماضية منظومات صاروخية بحرية من طراز اسكندر روسية الصنع، وقام بنشرها على طول حدود بلاده مع الاردن وتركيا واسرائيل، واعتبر مراقبون اسرائيليون أن هذه المنظومات ستغيّر التوازن الاستراتيجي ليس بين الولايات المتحدة وروسيا فقط، وانما بين النظام السوري وايران وحزب الله من جهة، واسرائيل ومستقبل الخيار العسكري مع البرنامج النووي الايراني من جهة أخرى.

وقالت تسريبات استخباراتية نشرها موقع “NFC” الإسرائيلي إنه في اعقاب وصول بطاريات صواريخ باتريوت الاميركية والهولندية والالمانية الى تركيا، ونشرها قبالة الحدود السورية، دخلت ثلاث سفن حربية روسية، فضلاً عن رابعة للامداد والتموين من طراز MB-304 ميناء طرطوس السوري، وحملت كل سفينة ما يربو على 300 عنصر من مشاة البحرية الروسية “المارينز”.

 وافرغت السفن الحربية الروسية شحنتها العسكرية في ميناء طرطوس، وتقدر الشحنة بحسب المعلومات الإسرائيلية بـ 24 صاروخاً بحرياً من طراز اسكندر، وفي الوقت الذي انتشرت بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا، وضعت روسيا ست بطاريات على حدود سوريا الغربية، وتحتوي تلك البطاريات على 12 صاروخاً، كما نشرت روسيا ست بطاريات أخرى بنفس العدد من الصواريخ قبالة الاردن واسرائيل، ووفق التقديرات الاسرائيلية حرصت روسيا على توجيه بطاريات صواريخها في سوريا الى قواعد عسكرية اميركية في تركيا واسرائيل والاردن.

 وفي ما يتعلق بقدرات الصواريخ البحرية الروسية، افادت معطيات الى أنها تمثل تحدياً حقيقياً لمنظومات صواريخ الغرب واسرائيل، إذ أنه بمقدورها الانطلاق لمسافة 2 كيلو متر خلال ثانية واحدة، ويبلغ مداها 500 كيلومتر، وهي تحمل رأسًا متفجرًا يزن 480 كيلوغراماً، كما تتمكن من اصابة الهدف الذي وُجّهت له بشكل استباقي بتحكم بالغ، وبدقة نصف قطر، تتراوح ما بين 30 الى 70 متراً، اما اذا تم تزويدها برأس توجيه بصرية، فتتراوح نسبة دقة اصابة الهدف ما بين 5 الى 7 امتار.

خيبة أمل كبيرة من روسيا

 وفي الوقت الذي ينشغل العالم باطلاق صواريخ سكود السورية، واعتزام نظام الاسد الاعتماد على اسلحته الكيماوية ضد المعارضة المسلحة، يكمن الخطر الاكبر بحسب مراقبين اسرائيليين في صواريخ اسكندر الروسية، القادرة على حمل رؤوس نووية، لن يتمكن الغرب أو اسرائيل من التعامل معها أو تحييدها على الاقل، وابدى المراقبون خيبة امل كبيرة من عدم وفاء روسيا بالتزاماتها السابقة، حينما قطع الرئيس الروسي فلادمير بوتين على نفسه عهداً بعدم امداد سوريا او ايران بمثل هذا النوع من الصواريخ، وكان ذلك في اجتماعات مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، وخلفُه باراك اوباما، وثلاثة رؤساء وزراء اسرائيليين هم ارئيل شارون وايهود اولمرت وبنيامين نتانياهو، الا أن التقديرات تؤكد الآن أن تلك الصواريخ لن تكون بحوذة الرئيس السوري فقط، وانما سيزود بها بوتين النظام الايراني في غضون الايام القليلة المقبلة، وفقاً للمعلومات الإسرائيلية.

 واعتبر المراقبون الاسرائيليون أن تلك التطورات كانت سبباً مباشراً في تصريحات رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروز ابادي، حينما قال في الخامس عشر من كانون الاول/ ديسمبر الجاري: “إن نشر حلف الناتو لصواريخ باتريوت في تركيا قبالة سوريا، سيكون سبباً في اندلاع حرب عالمية، تمتد مخاطرها الكارثية الى اوروبا، فكل صاروخ من تلك الصواريخ يعد نقطة سوداء على الخارطة، وأن هدف المبادرين الى تلك الخطوة هو اشعال حرب عالمية”.

الكيماوي قد يكون بحوزة حزب الله

على صعيد ذي صلة، أقر احد الضباط المنشقين عن النظام السوري، أن قوات الاسد عكفت خلال الاونة الاخيرة على تدريب كوادر من حزب الله على استخدام السلاح الكيماوي ضد المعارضة السورية، وربما ضد اهداف خارج الحدود السورية وتحديداً في اسرائيل، الا أن صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية نقلت عن دوائر عسكرية في واشنطن، أن حاويات نقل اسلحة الاسد غير التقليدية لم تدخل الاراضي اللبنانية حتى الآن، وأن اسرائيل تراقب عن كثب ما يجري من تطورات على هذا المسار.

الضابط السوري المنشق، الذي يقيم حالياً في احدى الدول العربية، كان يعمل في البرنامج العسكري الكيماوي السوري، وقال بحسب الصحيفة: “أرغب في نقل ما يجري في سوريا بدقة متناهية، لأحذر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام من خطورة الوضع الراهن في سوريا، واطالب بمساندة المعارضة السورية المسلحة”.

 وفي تعليقه على تحذيرات الضابط السوري المنشق، قال المحلل السياسي الاميركي البارز “ديفيد اغنيشيوس” خلال لقاء مع صحيفة واشنطن بوست الاميركية: ” ينبغي الالتفات الى أن المعارضة العراقية، كانت تمد الولايات المتحدة بمعلومات غير صحيحة بشكل نسبي حول اسلحة صدام حسين غير التقليدية، لكنّ جزءاً كبيراً من حديث الضابط السوري المنشق يبدو صحيحاً، خاصة بعد تأكيد معلوماته من قبل دوائر استخباراتية مختلفة”.

 معامل كيماوية متنقلة

وقال الضابط السوري المنشق إن ضابطين بارزين في نظام الاسد نقلا في يناير الماضي 100 كيلوغرام من المواد المخصصة لانتاج اسلحة كيماوية من قاعدة سورية سرية، تقع على بُعد 50 كيلومتراً تقريباً من شمال مدينة دمشق الى منطقة في قلب العاصمة السورية، وبعد ايام استقبلت المنطقة المنقول اليها المواد الكيماوية شخصين يتحدثان العربية بلهجة لبنانية، وقامت قيادات في الجيش السوري بتدريب الشخصين على عمليات خلط المواد التي يدور الحديث عنها لإنتاج السلاح الكيماوي.

 بالاضافة الى ذلك، فجّر الخبير “ديفيد اغنيشيوس” قنبلة مدوية، حينما قال في حديثه مع الصحيفة الاميركية إن النظام السوري يمتلك العديد من المعامل المتنقلة لخلط المواد المستخدمة في الاسلحة الكيماوية، وأنه اطلع على تقارير استخباراتية، تؤكد أن سيارات من طراز مرسيدس و BMW، المخصصة لنقل المواد الغذائية، يستغلها نظام الاسد في خلط المواد الكيماوية، والانتقال بها من مكان الى آخر، وهو ما يحول دون استهداف معمل في منطقة معينة لمنع انتاج هذا النوع من الاسلحة غير التقليدية.

 الأسد ضد الفلسطينيين وليس معهم

من جهة أخرى، أفردت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقريراً مطولاً عن الآلاف من اللاجئين السوريين، الذين نزحوا من دمشق الى لبنان بعد قصف النظام السوري لمخيم اليرموك، الذي يعد الأكبر من نوعه في هذا البلد، ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن هؤلاء النازحين قولهم إن قصف مخيم اليرموك يعد اعترافاً من الاسد بأنه لم يقف يوماً الى جانب الفلسطينيين أو القضية الفلسطينية منذ اندلاع الشرارة الاولى للانتفاضة، الا لتحقيق اهداف ومكاسب سياسية خاصة تخدم نظامه.

 وقال ابوخليل احد النازحين الفلسطينيين الى لبنان بحسب الصحيفة: “إن النظام السوري وضع اقدامه على آخر طريق النهاية، وأنه بدأ في السقوط، وأنه لم يعد هناك فلسطيني واحد يدين بالولاء لبشار الاسد، خاصة بعد أن اسفر قصفه لمخيم اليرموك عن مقتل 25 فلسطينياً”.

 كما اوضحت قيادات فلسطينية في لبنان أنها بصدد الاستعداد لاستقبال ما يربو على 50 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا، وأنه سيتم توزيع هؤلاء النازحين على 12 مخيماً جديداً تمت اقامتها على الاراضي اللبنانية، ووفقاً للتقديرات فإن هذا العدد من اللاجئين الفلسطينيين سيحافظ على توازن القوى في لبنان.

 http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/781140.html

القصف المستمر يفرغ مخيم اليرموك من سكانه.. والجيش الحر يتقدم في معركة حماه

انفجار سيارة مفخخة في حلب.. وسوري يقتل زوجته الروسية بسبب تأييدها للأسد

بيروت: كارولين عاكوم

بينما لم تتوقف العملية العسكرية التي يشنها النظام على مخيم اليرموك بعدما نزح منه نحو 100 ألف فلسطيني، بحسب تقديرات «الأنروا»، تواصلت عملية «تحرير حماه» التي بدأها الجيش الحر منذ يومين، معلنا سيطرته على المزيد من الحواجز في الريف. وواصلت قوات النظام قصفها العنيف لأحياء دمشق الجنوبية. ومساء، قتل نحو 40 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة عزيزية عند مدخل حلب الجنوبي، بحسب لجان التنسيق المحلية التي أعلنت أن عدد قتلى أمس وصل إلى 80 قتيلا كحصيلة أولية.

وفي حين استمر القصف والاشتباكات طوال ساعات الليل في المخيم، أكد محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة، لـ«الشرق الأوسط» «أن المخيم كان عرضة طوال يوم أمس للقصف المباشر من طائرات الـ«ميغ» والراجمات، فيما خرج منه أكثر من 90 في المائة من سكانه، إما إلى لبنان أو إلى شوارع العاصمة وأحيائها».

كما ذكر موقع «مخيم اليرموك أون لاين»، بعد الظهر، أنه سجل تحليقا لطائرات الـ«ميغ» في سماء المخيم، حيث لا يزال عناصر اللجان الشعبية – القيادة الحرة المنشقون عن القيادة العامة، موجودين هناك، فيما تقلصت أعداد عناصر الجيش الحر. ولفت الموقع إلى أن هناك بعض الأفران التي تعمل بينما لا تزال المحلات التجارية مقفلة. في موازاة ذلك، أطلق ناشطون على الموقع عينه حملة «العودة إلى المخيم»، داعين الفلسطينيين إلى الرجوع إليه.

مع العلم بأن مصدرا فلسطينيا أعلن أن «تنظيمات فلسطينية محايدة بدأت تتولى المفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم»، وذلك بهدف إخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على أن يعهد بأمن المخيم إلى شخصيات فلسطينية «محايدة»، بحسب ما أشار المصدر وسكان وناشطون على علاقة بعملية التفاوض.

وفي حين قال الجيش السوري الحر إنه سيطر على حي الحجر الأسود بجنوب دمشق وبات على مشارف مركز مدينة حماه بعد سيطرته على عدة بلدات وقرى بريف المدينة، أكدت لجان التنسيق العثور على ست جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا في حي كفرسوسة، في دمشق. كما سجل إطلاق نيران كثيف، مع تواصل القصف العنيف على بلدات عدة في ريف العاصمة أشدها في الزبداني.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية والجيش الحر في منطقة الريحان بريف دمشق رافقها قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة، كما نفذت طائرات حربية تابعة للقوات النظامية غارات جوية على البساتين الواقعة بين مدينة حرستا وحي القابون والأحياء الجنوبية، وتعرضت بلدتا يلدا والبويضة بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في بلدة النبك ترافقت مع أصوات انفجارات.

وذكرت صفحة «الثورة السورية» أن هناك أنباء عن وقوع مجزرة بحق المدنيين في معضمية الشام في ريف دمشق، بعد قصف الأحياء السكنية بالقنابل العنقودية، مع استمرار للقصف براجمات الصواريخ على المنطقة نفسها لمنع السكان من إجلاء الشهداء والجرحى.

ولفت المرصد إلى أن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والمعارضين في المنطقة الواقعة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام بالتزامن مع قصف متقطع على المنطقة، كما تعرضت عدة مناطق في الغوطة الشرقية للقصف المتقطع الذي سمع دويه في العاصمة دمشق، كما سمع دوي انفجارات في محيط بلدة يبرود.

وفي الرقة قالت المعارضة إن الجيش الحر يستعد لإحكام سيطرته على المنطقة الشرقية مع وصول الاشتباكات إلى وسط المدينة، وفي الحسكة شهدت القرى الشمالية قصفا عنيفا.

وفي حماه حيث معركة تحريرها لا تزال مستمرة منذ يومين، تجددت الاشتباكات في عدد من أحياء المدينة والريف، وسط أنباء عن انقطاع تام لوسائل الاتصالات عن المدينة. وذكرت لجان التنسيق أن النظام عمد إلى إدخال تعزيزات عسكرية إلى المدينة، فيما لم يهدأ القصف العنيف الذي استهدف بلدتي حيالين وطيبة الإمام.

وقال الجيش الحر على صفحته إن لواء شهداء كرناز، ولواء بلاد الشام، ولواء الأنصار، قامت باقتحام مدينة السقيلبية التي تعتبر مركز تجمع لقوات النظام وعصابات الشبيحة، ونقطة انطلاق كل الحملات العسكرية والتعزيزات والإمدادات إلى قرى سهل الغاب، ومركزا لقصف قرى وبلدات ريف حماه، كما هاجموا مفرزتي الأمن العسكري وأمن الدولة بمختلف أنواع الأسلحة، واشتبكوا معهم لمدة ساعتين، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.

ولفت المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في محيط حاجز المجدل العسكري بريف حماه الشمالي، وأفيد بوجود خسائر في صفوف الطرفين، كما تعرضت قرية الخالدية للقصف من قبل القوات النظامية.

أما في حلب، حيث قتل تاجر سوري في الأربعينات من العمر زوجته الروسية بإطلاق النار عليها في منزلهما بمدينة حلب (شمال سوريا)، بسبب خلاف حاد على خلفية معارضته الرئيس السوري بشار الأسد وتأييدها له، حسبما أفاد قريب له. وأفاد المرصد بوجود اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط مبنى المخابرات الجوية في حي الزهراء ومنطقة الليرمون وأحياء الصاخور والجديدة والمحافظة بمدينة حلب، بينما تعرض حي مساكن هنانو للقصف من قبل القوات النظامية، في حين نفذت القوات النظامية حملة اعتقالات طالت عددا من المواطنين في حي الخالدية.

وفي إدلب، أفادت لجان التنسيق بسقوط عدد من الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، في جبل الزاوية، جراء القصف العنيف بقذائف «الفوزليكا» على قرى الجبل، وسقوط ثلاث قذائف على قرية بزابو.

وكذلك في حمص، تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على الأحياء القديمة في المدينة، وعلى الرستن في الريف، مما أدى إلى تدمير عدد من المباني، وسقوط عدد من الجرحى. كما تعرضت بلدتا جمرين وأم المياذن بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية، واستهدفت بلدة بصرى الشام بالقصف. أما في دير الزور فقد أفاد المرصد بتعرض أحياء عدة للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول منذ أشهر فرض سيطرتها على كافة أحياء المدينة التي هجرها معظم سكانها.

الناشط الحقوقي والصحافي السوري مازن درويش يفوز خلف القضبان بجائزة «حرية الصحافة»

عضو في رابطة الصحافيين: معتقل تعسفا في قطعة حربية

بيروت: ليال أبو رحال

فاز الصحافي السوري والناشط الحقوقي مازن درويش، الذي واظب على توثيق الانتهاكات بحق الإعلاميين والمدونين والناشطين السوريين حتى لحظة اعتقاله منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي، بجائزة «حرية الصحافة» لعام 2012، التي تمنحها سنويا منظمة «مراسلون بلا حدود»، وذلك تكريما لدوره ولعمله الصحافي الدؤوب للدفاع عن حرية التعبير في سوريا.

وفي حين لا يزال درويش خلف قضبان السجن، شأنه شأن العشرات من زملائه ومعتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين، تسلمت الصحافية الفرنسية آن صوفي شيفر الجائزة عنه، بعد أن كان قد رافقها قبل اعتقاله خلال وجودها في سوريا لتغطية الأحداث. وشكلت الجائزة مناسبة لتسليط الضوء مجددا على معاناة الصحافيين في سوريا وتحديدا درويش، المعروف بنشاطه الحقوقي والصحافي، من خلال ترؤسه لـ«المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير»، المرخص في فرنسا منذ عام 2004 والحاصل على صفة استشارية لدى الأمم المتحدة عام 2011، من دون أن توافق السلطات السورية على ترخيصه.

وكانت لجان معارضة وروابط حقوقية وصحافية قد حذرت مرارا في الأشهر الأخيرة من تدهور الوضع الصحي لدرويش بسبب ظروف اعتقاله السيئة وتعرضه للتعذيب. كما سرت شائعات مؤخرا عن وفاته جراء التعذيب، وهو ما عادت ونفته أسرته التي قالت إنه موجود في أحد سجون دمشق وفقد الكثير من وزنه.

وتعليقا على منح درويش الجائزة، قال عضو الهيئة الإدارية لـ«رابطة الصحافيين السوريين» جابر بكر لـ«الشرق الأوسط» إن «الزميل درويش من أكثر الصحافيين السوريين الذين يستحقون جائزة حرية الصحافة الفرنسية، فهو من أكثر الصحافيين والحقوقيين الذين دافعوا عن حرية التعبير وأصدر من خلال المركز وعلى مدى سنوات عمل المركز في سوريا تقارير عدة عن واقع الإعلام السوري والحريات بمختلف الوسائل الإعلامية التلفزيوينة والمكتوبة والراديو والإعلام الإلكتروني وعملت هذه التقارير على تحليل كافة أشكال العمل الإعلامي وطرح الصعوبات وبحثها». وأوضح أن «ما سبق جعل درويش من أكثر الصحافيين المستهدفين من قبل المخابرات السورية وعلى مدى سنوات عمله كان تحت الرقابة والمتابعة من الأمن السوري بمختلف فروعه وكان آخرها اعتقاله».

وأشار بكر إلى أنه «لا يزال رهن الاعتقال التعسفي ولا يوجد أي معلومات واضحة عن وضعه الصحي، خصوصا أن المعلومات الواردة والتي وصلت إلى رابطة الصحافيين السوريين تفيد بأنه بحالة صحية خطرة وأن مكان اعتقاله خطر جدا، إذ إنه موجود في قطعة حربية وليس في سجن مدني». وشدد على أن «هذا الواقع مخالف لكل القوانين المحلية والدولية ويشكل انتهاكا واضحا وعلنيا لشرعة حقوق الإنسان والقانون الدولي الذي يعطي مازن درويش حماية كونه صحافيا مدافعا عن حقوق الإنسان». ورأى أن «الجائزة هي تعبير معنوي يعني الكثير للصحافة السورية الحرة عموما، والتعبير عن مستقبل الصحافة السورية الوليدة، وهذه مناسبة تجدد فيها الرابطة الدعوة للإفراج عنه وعن زملائه المناضلين السلميين من أجل صحافة حرة مستقلة».

من ناحيتها، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، في بيان أصدرته أمس، إن «حصول درويش على هذه الجائزة فرصة لتذكير منظمات المجتمع المدني العربية والعالمية بمعاناة الاعتقال التعسفي القاسية التي يعيشها مازن ورفاقه الإعلاميون وكل معتقلي الرأي والثوار في معتقلات النظام»، مناشدا الجميع «الضغط بجدية لإطلاق سراحهم فورا». وحيت لجان التنسيق المحلية، التي حصدت الجائزة نفسها العام الماضي تقديرا لجهود ناشطيها «نضال الزميل مازن وكل الإعلاميين السوريين الأحرار الذين انحازوا إلى شعبهم في مواجهة نظام الاستبداد والفساد».

وتجدر الإشارة إلى أن «المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير»، الذي يرأسه درويش، كان قد أصدر منذ بدء الانتفاضة السورية تقارير دورية عن واقع عمل الصحافيين في سوريا وبيانات توثق حالات اعتقال وظروف احتجاز صحافيين وإعلاميين ومخرجين ومبدعين، عدا عن التعرض لهم. كما أصدر المركز تقارير عدة نشرتها «الشرق الأوسط»، منها تقارير دورية عن «تواتر توزيع المطبوعات في سوريا»، و«لانتهاكات الواقعة على صحافيين في سوريا».

وأخلى القضاء السوري في 12 مايو (أيار) الماضي، سبيل 8 ناشطين، بينهم الناشطة والمدونة رزان غزاوي، كانوا قد أوقفوا مع درويش في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بتهمة «حيازة منشورات محظورة» على أن تجرى محاكمتهم طليقين.

«فيس بوك».. الصحيفة الشعبية للنشطاء السوريين في الداخل والخارج

أصبح الأكثر فعالية لنقل الصورة والخبر دون إظهار الهوية الحقيقية

القاهرة: أدهم سيف الدين

أصبح الـ«فيس بوك» من أكثر شبكات التواصل الاجتماعي التي يلجأ إليها النشطاء السوريون للتعبير عن حالة الداخل السوري، خاصة بعد تدهور الحالة الاقتصادية من نقص وشح في المواد الغذائية الأساسية وكذا المحروقات والانقطاع الذي يصل إلى قرابة 15 ساعة يوميا للتيار الكهربائي.

وقال الناشط السوري عمر العرموني لـ«الشرق الأوسط» إن «(فيس بوك) أهم شي في الثورة السورية لأن الكل كان في بداية الثورة وحتى اليوم يحتاج للتواصل بصورة مزيفة دون إظهار هويته الحقيقية لتجنب الاعتقال أو اعتقال ذويهم، وهو الوسيلة الأكثر فعالية لنقل صورة الداخل».

ولجأ الناشطون السوريون إلى صفحات «فيس بوك» لنشر الصور الفوتوغرافية والرسوم الكاريكاتيرية ومقاطع الفيديو التي باتت تصل إلى الملايين في وقت قصير وأسرع من عمل الوكالات الدولية، ويتضمن «فيس بوك» عددا من السمات التي تتيح للمستخدمين إمكانية التواصل مع بعضهم بعضا ومن أشهر التطبيقات على موقع «فيس بوك» تطبيق الصور (Photos)، حيث يمكن المستخدمين من تحميل الألبومات والصور إلى الموقع، كما يوفر لمستخدميه إمكانية تحميل كم هائل من الصور إلى الموقع مقارنة بالمواقع الأخرى.

وذكر بعض المستخدمين أنه يمكن إنشاء ألبومات بحد جديد للصور قد يصل إلى 200 صورة، ومن ثم أسرع الشباب السوريون إلى نقل الواقع المرير من مناطقهم إلى أصدقائهم في الداخل والخارج وعلى صفحات الثورة السورية الكثيرة على الموقع فكانت الصورة أقواها تأثيرا وتعبيرا.

وعلى صفحات «فيس بوك» تم نشر صور الطوابير الطويلة أمام الأفران والمخابز، ونور الشمع في المساء في البيوت والمحلات التجارية بمختلف أنواعها وصور المباني والمنازل المدمرة جراء أعمال القصف الجوي والمدفعي من قبل قوات الرئيس بشار الأسد، وصور القتلى من الأطفال والنساء والشباب الملطخة أجسامهم بدماء وعليها آثار التعذيب، ولم تخل الصفحات من الصورة المحظور نشرها لما تحمله من تشويه أو بتر وتناثر للأعضاء البشرية.

ففي صورة نشرت على «فيس بوك» من قبل أحد الناشطين لفرن حكومي يقف أمامه طابور طويل لم تستطع الكاميرا التقاط نهاية الطابور الممتد إلى جانب الفرن. وعلى جانب الرصيف رجل يخطو بالشارع خارجا من أمام الطابور وبيده الخبز. وكتب النشطاء على الصورة فوق رأس الرجل: «انظروا إلى هذا البطل بعد خروجه من المعركة»، دليلا على صعوبة وقسوة الحصول على الخبز اليومي بالنسبة للمواطن السوري.

ويضيف العرموني: «انتشر (فيس بوك) في سوريا بين المراهقين والشباب على عكس (تويتر) الذي يحتاج إلى أن تكون شخصية معروفة لتحصل على متابعين بعكس (فيس بوك) وهو دليل على أن الثورة السورية ثورة شعبية وليست ثورة نخبوية مقتصرة على المغردين على التوتير».

ومن السمات التي تساعد النشطاء السوريين على «فيس بوك» أو (لوحة الحائط) وهي عبارة عن مساحة مخصصة في صفحة الملف الشخصي لأي مستخدم بحيث تتيح للأصدقاء إرسال الرسائل سواء كانت كتابات أو روابط لتحميل مقاطع الفيديو من موقع «يوتيوب» أو الصور إلى الأصدقاء في الموقع وكما ينشر النشطاء مقاطع الفيديو لمعارك الجيش الحر ضد القوات الحكومية.

ويقول شيار خليل وهو إعلامي سوري: «أصبح (فيس بوك) الصحيفة الشعبية ذات المساحة اللامتناهية في الثورة السورية منذ قرابة 20 شهرا على بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد، فمن خلاله ننشر أكبر كمية من المعلومات والصورة التي هي من واقع الثورة، والوصول إلى عدة جهات عاملة في الثورة وتبادل الخبرات والتحقق من صحة الأخبار، وهو الموقع الإلكتروني الوحيد، الذي نجيد استخدامه من بين مواقع التواصل الاجتماعي كـ(تويتر) أو غيره».

وفي صورة كاريكاتيرية نشرت على «فيس بوك» بإحدى الصفحات الثورية لتعبر عن معاناة الداخل السوري من الانقطاع المزمن الحاد للتيار الكهربائي الذي يصل إلى قرابة 15 ساعة يوميا في جميع المحافظات السورية، نجد مصباح كيروسين ممسكا بيد شمعة ويسيران وهما مبتسمان والشمعة تنظر إلى المصباح الأثري ولسان حالها يقول: «والله رجعت أيامنا».

حلب أجمل المدن التاريخية أصبحت بلا أشجار.. والقمامة تملأ شوارعها

مشاعر متناقضة بين السكان مع معاناة في طوابير الخبز وارتفاع الأسعار وانتشار الأمراض

حلب: سي جيه شيفرز*

تجمع الأطفال داخل الفصول التي كانت مكانا للدرس في وقت سابق كالقطيع، وكان بالإمكان سماع أصوات الضجيج والضوضاء صادرة من المكان.

كان ملعب المدرسة قد تعرض للقصف من قبل الطائرات الحربية السورية التي هدمت جدران المدرسة، ودخل الأطفال ليحطموا الأثاث وينتزعوا منه الأسطح الخشبية والمقاعد وسارعوا بالمغادرة حاملين قدر ما يستطيعون.

كانت مدرسة عصام النادري للبنين تتعرض للتدمير للحصول على الخشب الذي تحتويه للوقود، وبرر أحمد، الطالب بالصف السادس الذي حمل مشعلا صنعه من الخشب حصل عليه من أحد الفصول، سرقة مدرسته بحجة أسكتت الجميع: «أنا أريد الدفء».

بدأ الشتاء يدب في حلب، أضخم المدن السورية والمسرح الأكثر دموية لمعارك المدن التي تدخل الآن شهرها السادس بين الثوار والجيش النظامي التابع للرئيس بشار الأسد.

انخفضت درجات الحرارة وأصوات المدفعية الحكومية الضعيفة لا تزال تهدر، واختفت الإدارة الحكومية من المدينة التي تقف على شفا كارثة. تحولت أحياء المواجهات إلى ركام، وانقطعت الكهرباء عن أغلب من أحياء المدينة وهناك شح في إمدادات المياه منذ أسابيع. والمدينة كلها تعاني من نقص في إمدادات الوقود والغذاء والدواء والأطباء والغاز.

انتشرت الأمراض وقطعت الأشجار في المتنزهات والريف لتستخدم كوقود، وتحولت الشوارع التي كانت تزدان بالأشجار إلى شوارع تملؤها جذوع النخل. وارتفعت أكوام القمامة التي قد تستغرق شهورا لإزالتها، ناهيك بصفوف طويلة من الأشخاص الذين يصل عددهم إلى المئات للحصول على عدد من أرغفة الخبز.

تحولت حلب التي كان واحدة من أجمل وأقدم المدن التاريخية في الشرق الأوسط، بسبب نقص المؤن والعنف، إلى شكل جديد قاتم، يتقدمه مزيج من الإرهاق والشك، المشاعر التي تخالج السكان الذين انقسموا إلى آراء شتى.

حالة الشظف والغضب التي تعتري سكان حلب، والمخاوف الطائفية من وقوع حرب أهلية، جعلت بعض السكان يعبرون عن تطلعات لرؤى متعارضة تماما للمستقبل، حيث فضل بعضهم العودة إلى الاستقرار النسبي لحكومة الأسد، وتمنى البعض الآخر قيام حكم إسلامي.

ويرى آخرون حقيقة مرة، واصفين تمزيق مجتمعهم بالفترة التي ستذكر فيما بعد بأنها الاختبار الأخير لهذه المدينة القديمة.

ويقول الدكتور عمار ديار باكرلي، الذي يدير مركزا للرعاية الصحية في شرق المدينة الذي يسيطر عليه الثوار: «تركنا رواتبنا العالية، ووظائفنا وتنازلنا عن مكانتنا المرموقة في المجتمع. تركنا كل شيء لنحصل على كرامتنا. هذا هو السعر الذي دفعناه. وهذا ثمن رخيص للحصول على حريتنا من الطاغية».

لا يتقاسم الجميع وجهات النظر الثورية هذه. فيقول جهير أيمن مصطفى، نقاش وسائق تاكسي بلا عمل، الذي شاهد زائرا واقترب بغضب: «نحن نحضر هنا كل صباح إلى المستشفى طالبين الدواء، لكنهم لا يقدمون لنا شيئا. ونذهب إلى المخبز ونقف لساعات، ولا نحصل على لقمة واحدة ويطردوننا».

ويقول مصطفى، السني الذي كان يدعم حكومة الأسد التي يقودها العلويون: «قبل الثورة كانت الأوضاع أفضل بكثير».

كانت حلب المركز الحكومي والتجاري الذي بني حول مدينتها القديمة التاريخية، بمنأى طوال 21 شهرا من الثورة عن المعارك التي غرقت فيها البلاد. بيد أن الأوضاع تغيرت في يوليو (تموز) عندما دخل الجيش السوري الحر حلب وفتح جبهة قتالية جديدة في المدينة.

دفعت الحكومة بحشود عسكرية من مناطق أخرى مستخدمة المعدات الثقيلة في محاولة لاستعادة السيطرة على مدينة، إذا خسرتها، فسوف تقلب الموازين بالنسبة للأسد، ودخلت المدينة في أضخم مواجهة عسكرية.

مضت خمسة أشهر وفشلت مناورة الحكومة، وعلى الرغم من الدعم الجوي والقصف المدفعي الذي انهمر بلا هوادة على المدينة تراجع جيش الأسد وترك الأرض، حيث يتحرك بحرية الثوار في نصف المدينة تقريبا.

في البداية علق سكان حلب، الذين انقسم ولاؤهم، بين القوتين. بدأت مجموعات الثوار غير المنظمين معركة لم يكونوا يتوقعون الفوز بها سريعا. رد الجيش بعقاب جماعي. وبدأ المقاتلون الأجانب في التدافع، والالتحام في المقدمة والحديث عن الجهاد.

وأظهر سكان المدينة علامات التناقض، مشاعر مختلطة وغضبا بين السكان الحضر والطبقات الاجتماعية بين العرب والأكراد والموالين والثوريين والمواطنين العلمانيين والإسلاميين والشيوخ والشباب، والتي فاقمها الإحساس بأن الكثير من الثوار كانوا من المناطق الريفية ولم يشاركوا في النسيج الحضري لحلب.

انتهجت تأثيرات المعركة مسارا متوقعا، باختلاف بسيط بين خلفيات ضحاياها. ففي حلب يواجه السكان اقتصادا منهارا وبنية تحتية مدمرة وغياب الخدمات وشكوكا حول إمكانية انتهاء القتال، وارتفعت أسعار السلع الأساسية من 3 إلى 12 ضعفا عما كانت عليه في يوليو. فأسطوانة غاز الطهي التي كانت تباع بـ5 دولارات قبل الحرب تكلف الآن 60 دولارا، وارتفع سعر البنزين من 50 سنتا، قبل الحرب، إلى 3 دولارات الآن. وعادة ما يدفع السكان مقابل 10 أرغفة من الخبز ما كانوا يدفعونه مقابل 30 أو 40 أو 50، وفي بعض الأحيان قد لا يجدون الخبز مطلقا.

ولا يتوقع أحد تراجع الأسعار، بل إن الجميع يتوقعون ارتفاع الأسعار بشكل أكبر، والشعور بمزيد من الضغوط بسبب تراجع الليرة السورية، حيث أضاف انخفاض قيمة العملة السورية مزيدا من الضغوط على العائلات التي لا تملك دخلا، وأفقد القتال والدمار الكثير من السكان عملهم. ثم توالت الأحداث التي جعلت الحياة أكثر صعوبة، ففي أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) توقفت إمدادات الدقيق فجأة عندما استولى الثوار على مخزن الحبوب، وتحول ما بدا انتصارا إلى مصدر لغضب السكان.

وأغلقت المخابز أبوابها وعلى الرغم من محاولة الجيش السوري الحر تنظيم تسليم الدقيق والرواتب، لكن ذلك أدى إلى مظاهرات شعبية. وعندما بدأ الثوار في توزيع الدقيق رفعوا أسعار الدقيق بنسبة 20 في المائة، بحسب السكان.

وبحلول منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) عادت بعض المخابز فقط إلى العمل، وقد تسبب ذلك في حدوث أزمة غذائية قاسية للسكان الذين كانوا يراهنون بعضهم البعض يوميا على أي المخابز التي سيصطفون أمامها ذلك اليوم متسائلين عما إذا كان المخبز الذي اختاروه قد حصل على حصته من الدقيق. ويقول محمد بدور (60 عاما) صاحب مخبز: «اليوم أحضر لنا الجيش السوري الحر الدقيق للمرة الأولى».

وفي الخارج تعالت صيحات وتدافعت الحشود، فقد كان الطابور يتكون مما يقرب من 200 شخص والتفوا حول ناصية الشارع. بالداخل كان عدد من الرجال يعملون من دون توقف للحفاظ على استمرار عمل آلات الخبز.

كان بدور تفوح منه رائحة العرق والتعب، وكان يتفهم الإحباط في النافذة والعيون التي تطل بغض وحزن، وقال: «نحن جوعى».

وفي وقت متأخر من ذلك اليوم وفي مخبز آخر في المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، انتظر الناس لساعات لكنهم لم يحصلوا على لقمة واحدة، فتحول الحشد إلى مظاهرة جابت حارة خلف علم أسود كتبت عليه عبارات إسلامية، وهتفوا مطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية.

وهتف الأفراد: «الجيش السوري الحر لصوص». لم يكن هذا هو الشعور الذي رغب الثوار في أن يشعر به الأفراد عندما تعهدوا بتحرير المدينة. ونظر أحد الرجال إلى صحافيين أجنبيين وسارع بالإشارة بيده إلى حنجرته تهديدا بالقتل.

قلة الأطباء وتفشي الأمراض امتد نقص الغذاء إلى أسرة المستشفيات، حيث تبدو الخدمة الطبية نادرة في كل المناطق التي يسيطر عليها الثوار، والذي تزايد في نوفمبر عندما دمرت الطائرات الحربية مستشفى دار الشفاء، أضخم مستشفى ميداني أقامه الثوار، ويقول باكرلي إنه مع إغلاق المستشفى لم يكن هناك سوى 20 سريرا بالمستشفى فقط في منطقة شرق حلب كلها، والتي يقطنها ما يقرب من مليون نسمة.

ويعمل الأطباء الآن ضمن شبكة مستوصفات ومستشفيات صغيرة سرية إلى حد ما يعالجون فيها نحو 40 مريضا يوميا من الجروح الناتجة عن القصف. وتراجع عدد المرضى في أعقاب دمار المستشفى ويقول الأطباء إن الكثير من الأفراد يعدون لنقل جرحاهم شمالا للعلاج في مراكز العلاج الميدانية في الريف ثم العبور إلى تركيا.

لكن هناك أوضاعا أخرى ينبغي عليهم معالجتها، من بينها التهديد المتزايد للأمراض، فيقول باكرلي، إن الأفراد يتجمعون بكثافة في الأحياء بعيدا عن خطوط المواجهة. وقد خلقت هذه الأوضاع المعيشية الصعبة إضافة إلى نقص المياه النظيفة وانتشار القمامة، أوضاعا مثالية لانتشار الأمراض المعدية.

وأشار هو وأطباء آخرون إلى زيادة الليشمانيات (الإصابة القاتلة التي تنقل إلى الإنسان عن طريقة ذبابة الرمل).

وقال الكثير من الأطباء، إن الحكومة قامت قبل وصول القتال إلى حلب، برش الشوارع والمنطقة، حيث تعيش ذبابة الرمل بالمبيدات الحشرية. لكن هذا لم يحدث لشهور وهو مما أدى إلى ارتفاع حالات الليشمانيات.

وقال محمد الحاج، طبيب آخر يقسم وقته بين المستشفيات: «نحن نشهد ارتفاع أعداد هذه الحالات، والتي تنتشر في الشوارع». وتحدث الدكتور الحاج عن قائمة الموسم الكئيبة، التي شملت المزيد من حالات الليشمانيات وأمراض صعوبة التنفس وعدوى المعدة وانتشار الإسهال كما لم يره من قبل.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 مساعِ لتحييد “اليرموك” وعباس يطالب بدخول لاجئيه إلى الأراضي الفلسطينية

                                            رام الله ـ أحمد رمضان ووكالات

تسعى تنظيمات فلسطينية محايدة، تجري مفاوضات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام، لإبعاد النزاع عن المخيم” الواقع في جنوب دمشق، وقد طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأمم المتحدة التوسط للسماح للاجئين الفلسطينيين في سوريا بدخول الأراضي المحتلة.

وفيما ينتظر أن تدور معركة قاسية إذا عمدت نظام الأسد إلى اقتحام المخيم، خصوصاً وأنه يحشد قواته حوله، فإن معارك تدور في أنحاء سوريا، تحرز فيها المعارضة نجاحات متتالية، دفعت الكثير من قادة الدول والمسؤولين والمحللين الى توقع سقوط النظام قريباً.

مساعي التحييد

فقد ذكرت أنباء صحافية أن تنظيمات فلسطينية بدأت أمس مفاوضات لإخراج المتقاتلين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وتحييده عن النزاع السوري، بعدما شهد غارات جوية واشتباكات بين معارضين وموالين للنظام، بحسب ما أبلغ مصدر فلسطيني وكالة “فرانس برس”.

وقالت المصادر إن “تنظيمات فلسطينية محايدة تخوض حالياً مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم”، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات “لم تصل حتى الساعة إلى نتيجة”.

وتهدف هذه المحادثات إلى إخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على أن يعهد بأمن المخيم الى شخصيات فلسطينية “محايدة”، بحسب ما أشارت المصادر وسكان وناشطون على علاقة بعملية التفاوض.

وقال مصدر الفلسطيني إن مخيم اليرموك “يعتبر مأوى للاجئين الفلسطينيين ولا يجب على أحد من الأطراف (في النزاع السوري) الدخول إليه”، مشيراً إلى أن “الأطراف المحايدة هم ناشطون غير مؤيدين للنظام أو مشاركين في القتال الى جانب المعارضين العاملين على إسقاطه”.

ميدانياً، أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الى أن قوات النظام اشتبكت مع المقاتلين عند أطراف المخيم وحي التضامن، بينما استمر نزوح السكان “في اتجاه المناطق الآمنة وسط مخاوف من عملية عسكرية واسعة واشتباكات عنيفة خلال الأيام القادمة”.

وأدت أعمال العنف الى نزوح الآلاف من المخيم الذي يؤوي نحو 150 ألف لاجئ فلسطيني وعدداً من السوريين لجأوا اليه من الأحياء المجاورة. وبينما أوضح شاهد أن المخيم “بات شبه فارغ من السكان”، اعتبر المصدر الفلسطيني أن ما يجري “كارثة إنسانية حقيقية” توازي “نكبة ثانية”. وانتقل عدد من النازحين الى الحدائق العامة والساحات في دمشق في ظل انعدام قدرتهم على استئجار منازل. كذلك انتقل عدد كبير الى لبنان المجاور، حيث أبلغ مصدر في الأمن العام اللبناني وكالة “فرانس برس” أن نحو 2200 فلسطيني عبروا الحدود منذ السبت وحتى صباح الأربعاء.

“الأونروا”

وفي جنيف أعلنت مساعدة المسؤول عن العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) ليسا جيليان في مؤتمر صحافي خصص للحديث عن حاجات الأمم المتحدة لسوريا للعام 2013، أنه مع “الأحداث في اليرموك”، فإن “ثلثي (اللاجئين) فروا”. وأشارت أيضاً الى أن رقم 100 ألف مجرد تقدير.

ودعت جيليان أطراف النزاع في سوريا الى احترام حيادية الفلسطينيين، وطلبت من جهة أخرى من الدول الأخرى في المنطقة احترام مبدأ “عدم طرد” اللاجئين الفلسطينيين.

ومع استمرار تدفق اللاجئين، أطلقت الأمم المتحدة الأربعاء نداء للحصول على 1,5 مليار دولار حتى حزيران 2013 لمساعدة نحو مليون لاجئ سوري وأربعة ملايين سوري آخرين تضرروا من جراء النزاع من دون أن يغادروا البلاد.

وقالت المنظمة في بيان إن “النزاع يزداد وحشية وعشوائية ويزيد كثيراً من معاناة” السكان المدنيين.

والمبلغ المطلوب هو ما تحتاجه نحو 55 منظمة إنسانية لاتمام عملها في سوريا. وتوضح الأمم المتحدة من جهة ثانية أن مليار دولار من المبلغ المطلوب سيخصص بالتحديد لمساعدة اللاجئين.

وسجلت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، وتتوقع ارتفاع هذا العدد الى نحو مليون في حزيران 2013 أي نحو 4,4 في المئة من السكان السوريين.

كما ترى الأمم المتحدة أن هناك نحو أربعة ملايين شخص في سوريا بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة بينهم مليونان من النازحين.

ومن بين النازحين المليونين هناك 360 ألف فلسطيني (من نحو 525 ألفاً مسجلين لدى الأمم المتحدة في سوريا).

عباس

ومع اشتداد الأزمة، طالب الرئيس الفلسطيني الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون الفرار من القتال في سوريا من دخول الأراضي الفلسطينية.

وقالت “وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية” (وفا) “طلب رئيس دولة فلسطين محمود عباس اليوم (أمس) من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي تمكين أبناء شعبنا في سوريا من دخول الأرض الفلسطينية”.

وبحسب “وفا” فإن ذلك يأتي “نتيجة ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية من ويلات الصراع الدموي في سوريا”.

وقالت “وفا” إن عباس “أكد على الموقف الفلسطيني من عدم التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية”.

وأشارت الى أن الرئيس عباس يجري اتصالات مكثفة من أجل توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في سوريا وتمكينهم من العودة للأراضي الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، “إن الرئيس والقيادة الفلسطينية يجرون اتصالات مكثفة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والدول العربية ودول أخرى من أجل حماية اللاجئين الذين يتعرضون للقتل والتشريد في ظل الصراع القائم بين النظام السوري والمعارضة”.

وأكد أبو ردينة أن “الرئيس عباس طالب الجهات التي اتصل بها تمكين العائلات الفلسطينية التي تتعرض إلى القتل والتهجير في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسوريا لعودتهم الى الأراضي الفلسطينية”.

وشدد أبو ردينة على الموقف الفلسطيني الرافض للتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية.

“فتح”

وفي المواقف الفلسطينية أيضاً، أكدت اللجنة المركزية لحركة (فتح) في بيان صدر عنها “على تاريخ التعايش السوري الفلسطيني الذي سجل مساحات ضوء ساطعة في تاريخ هذه العلاقة منذ العام 1948 عام الهجرة واللجوء الذي احتضنت فيه سوريا الدولة والشعب شعبنا الفلسطيني وبادلها شعبنا المحبة والاحتضان والدعم والمؤازرة”.

وقالت اللجنة المركزية إنه لم تشب علاقتنا مع الأشقاء السوريين أي شائبة نتيجة حرص القيادة وشعبنا في سوريا على ضرب أروع الأمثلة في الاحترام والتقدير والوفاء لسوريا .

وأضافت اللجنة المركزية في بيانها أن “استشهاد أكثر من 800 من أبناء شعبنا في سوريا جاء ضريبة الصراع السوري، ومحاولات يائسة لمنظمات باعت نفسها للشيطان مثل منظمة أحمد جبريل ذات الولاء الخارجي “كما وصفت، والتي استخدمت بندقيتها المأجورة ضد شعبنا وهي إذ كانت تحاول منذ بدء الاقتتال في سوريا أن تدفع شعبنا للدخول في أتون هذه الحرب التي لن تكون نتيجتها إلا خراباً ودماراً لسوريا البطولة، إلا أن حكمة وصبر وبصيرة شعبنا هناك حالت دون ذلك، إلى أن نجحت هذه الجماعة في الافتئات على أهلنا والدسيسة عليهم واتهامهم بالوقوف مع هذا الطرف أو ذاك ما هو عار من الحقيقة” كما وصف البيان.

مزاعم الأسد

صحيفة “الغارديان” البريطانية رأت أمس أن عملية هجوم نظام الأسد على مخيم يمثل لحظة تاريخية كاشفة حطمت مزاعم الأسد بأنه راعي حركات المقاومة ضد إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس على موقعها الالكتروني، أن “هجوم الطائرات والقوات الموالية للنظام السوري على مخيم اليرموك، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق، أجبر آلاف اللاجئين الفلسطينيين على المغادرة واللجوء الى مخيمي صبرا وشاتيلا الآمنين نسبياً في لبنان خوفاً من قصف الطائرات السورية”.

ونقلت الصحيفة عن بعض الهاربين من اليرموك الذين وصلوا إلى بيروت قولهم “إن الهجوم على مخيم اليرموك يعتبر “لحظة تاريخية كاشفة في الحرب السورية لأنها حطمت ادعاء النظام السوري أنه راعي المقاومة ضد إسرائيل”.

وأشارت الصحيفة الى أن “تبعات وتداعيات قصف مخيم اليرموك قد تخطت حدود سوريا إلى لبنان والأردن حيث يتوقعان أزمة لاجئين جديدة”.

ونقلت “الغارديان” أيضاً عن أحد اللاجئين قوله “لن يثق أي فلسطيني بالنظام السوري في المستقبل جراء هجومه الدموي يوم الأحد الماضي”.

توقعات بسقوط سريع للأسد

في هلسنكي رأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن نهاية نظام الأسد هي “مسألة وقت ليس إلا”، داعياً المجتمع الدولي الى العمل على أن يتم الانتقال الى نظام جديد في هذا البلد “بأسرع ما يمكن”.

وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي ايركي تيوميوجا “من الواضح أنه إذا فقد نظام ما شرعيته ودخل في معركة ضد شعبه فإن هذا النظام سيخسر هذه المعركة”.

وأضاف “في ما يتعلق بالوقت الراهن الآن بإمكاننا أن نكون واثقين من هذا الأمر أكثر من السابق(…) إنها مسألة وقت ليس إلا. ولكن يجب على المجتمع الدولي أن يجعل العملية الانتقالية تتم بأسرع وقت ممكن(…) بغية منع حصول المزيد من الكوارث”.

وأوضح الوزير التركي أنه لا يؤيد فكرة تدخل عسكري أجنبي في سوريا، مؤكداً أنه يشارك نظيره الفنلندي قوله إن هذه الفكرة “ليست بتاتاً ضمن مخططات المجتمع الدولي”.

وفي السياق نفسه، توقع النائب عن “ائتلاف الكتل الكردستانية” سيروان أحمد سقوط نظام الأسد خلال الأيام المقبلة.

أوباما وكاميرون قلقان

في المواقف، عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقهما من استمرار العنف في سوريا.

وأصدر البيت الأبيض بياناً أعلن فيه أن أوباما وكاميرون عقدا مؤتمراً عبر الفيديو في إطار مشاوراتهما المستمرة حول مجموعة من المسائل الاستراتيجية. وأضاف البيان أن أوباما وكاميرون عبرا عن قلقهما من استمرار العنف في سوريا، وقال الرئيس الأميركي إن تشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض يشكل خطوة مهمة في التحضير لعملية انتقال سياسي بقيادة سورية، كما كرر موقف أميركا الحازم في ما يتعلق بانتشار الأسلحة الكيميائية.

روسيا

وفي موسكو قال مصدر في الأركان العامة الروسية أمس، إن مجموعة سفن سلاح البحرية الروسية التي تضم سفن أساطيل الشمالي والبلطيق والبحر الأسود ستبدأ قبل نهاية كانون الأول الجاري بتنفيذ مهامها القتالية المشتركة قرب الساحل السوري.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المصدر، قوله إن سفن أسطول البلطيق والأسطول الشمالي تتجه إلى شرق البحر المتوسط، مشيراً إلى أنه من المخطط أن يجري لقاء بينها في أواخر كانون الأول الجاري في منطقة متفق عليها مسبقاً. وأضاف أن السفن ستزور أكثر من مرة مركز التأمين المادي والتقني في طرطوس حيث يمكن أن تنفذ مهمة إجلاء المواطنين الروس من سوريا في حال صدور أمر بذلك.

وتابع المصدر أن سفناً تابعة لأسطول البحر الأسود على استعداد أيضاً للدخول إلى البحر المتوسط. ولفت إلى أن السفن التابعة لمختلف الأساطيل البحرية الروسية ستجتمع في منطقة واحدة في البحر المتوسط لمدة قصيرة، مشيراً إلى أنه بعد تدريب الأطقم على تنفيذ مهام مشتركة ستتجه سفن الأسطول الشمالي إلى المحيط الهندي عبر قناة السويس لضمان أمن الملاحة البحرية المدنية في خليج عدن.

كما أشار إلى أن مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ الروسي تقوم بأداء مهامها الخاصة في المحيط الهندي بالقرب من الخليج العربي، وتضم المجموعة سفينة “المارشال شابوشنيكوف”، وناقلة الوقود “إيركوت”، والقاطرة “ألاتاو”، فيما تضمّ مجموعة سفن أسطول البحر الأسود الروسي الطراد “موسكو” الصاروخي وسفينة الحراسة “سميتليفي”، والناقلة “إيفان بوبنوف”، والقاطرة “أم بي 304” التي ستعود إلى قواعدها في البحر الأسود.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت الثلاثاء، أن مجموعة من 5 سفن تابعة لأسطول البلطيق الروسي توجهت إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث ستحل محل مجموعة من سفن أسطول البحر الأسود التي تقوم بمهام قتالية هناك.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للوزارة أن مجموعة من سفن أسطول البلطيق تضم سفينة الحراسة “ياروسلاف مودري” وسفينتي الإنزال الكبيرتين “كالينينغراد” و”ألكسندر شابالين” وقاطرة الإنقاذ “إس بي 921” والناقلة “لينا”، خرجت من القاعدة الرئيسية للأسطول باتجاه البحر الأبيض المتوسط.

يُذكر أن روسيا تقيم قاعدة عسكرية في مدينة طرطوس الساحلية السورية على البحر المتوسط، تعتبر أساسية لموسكو، وكانت المعارضة السورية اتهمت موسكو في السابق باستخدام القاعدة لتزويد النظام السوري بالسلاح.

مليون لاجئ في دول الجوار وأنقرة ترى سقوط الأسد “مسألة وقت

تحذير روسي من “مجزرة صبرا” سورية في “اليرموك”

                                            رجع القصف الذي تقوم به طائرات بشار الأسد ودباباته ضد مخيم اليرموك في دمشق، بذاكرة الفلسطينيين إلى القصف الذي كان يقوم به الجيش الاسرائيلي ضد مخيمات الفلسطينيين في لبنان، ما دعا موسكو إلى تحذير الرئيس السوري من أن تكرار مجزرة صبرا وشاتيلا ولكن بيد سورية هذه المرة، ستكون له “عواقب وخيمة”.

ورأى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن نظام الأسد في سوريا لن يبقى قائماً ورحيله مسألة وقت، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يقع على عاتقه مهمة الإسراع في إحداث التغيير والانتقال للحد من وقوع مآس في سوريا أكثر مما حدث.

وناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي أمس، توفير 1.5 مليار دولار لتقديم مساعدات ضرورية لأربعة ملايين نازح ومحتاج داخل سوريا وما يصل إلى مليون لاجئ سوري في خمس من دول الجوار مع إدراج مصر لأول مرة.

وبحسب تسريبات من وزارة الخارجية الروسية لقناة “العربية”، فقد وجّهت موسكو إلى حكومة الرئيس السوري رسالة طالبت فيها بإيقاف قصف المخيمات عقب اتصالات روسية – فلسطينية، وحمّلت نظام الأسد مسؤولية الدماء الفلسطينية التي تراق، واعتبرت أن صبرا وشاتيلا جديدة بأيدٍ سورية ستكون عواقبها وخيمة.

وأكد نازحون من المخيم إلى لبنان عبر الحدود أن اليرموك أصبح شبه خالٍ من السكان، وأن من يستطيع الخروج غادر، ولم يتبق إلا من أعيته السبل، ولم يستطع المغادرة. وقالوا إن النظام قصف مستشفى داخل مخيم اليرموك، وإن الخدمات الطبية أصبحت منعدمة، وأضافوا أن بعض المدارس تعرضت أيضاً للقصف.

وكانت القيادة الفلسطينية قد تقدمت بطلب للأمم المتحدة للسماح بوصول لاجئي مخيم اليرموك إلى الأراضي الفلسطينية. وفرّ نحو 100 ألف فلسطيني من مخيم اليرموك في دمشق إثر المواجهات الأخيرة بين أنصار النظام والمعارضين المسلحين، بحسب ما أعلنت مسؤولة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) ليسا جيليان، في جنيف.

يذكر أن نحو ثلاثة آلاف شخص، عبروا أو هم بصدد عبور، الحدود اللبنانية وقد ينضم إليهم قرابة ألفي شخص إضافي، بحسب ما ذكرت المسؤولة.

وجرت مفاوضات أمس لاخراج المقاتلين من مخيم اليرموك، بعدما ادى القصف الجوي والاشتباكات الى نزوح 100 الف شخص طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسماح لهم بدخول الاراضي الفلسطينية.

(التفاصيل ص 16)

وناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي أمس، توفير تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار لتقديم مساعدات ضرورية للسوريين الذين قالت إنهم يواجهون وضعا إنسانيا “يتدهور بشدة”.

والدعوة المزدوجة تستهدف توفير 519.6 مليون دولار لمساعدة أربعة ملايين شخص داخل سوريا ومليار دولار أخرى لتلبية احتياجات ما يصل إلى مليون لاجئ سوري في خمس دول حتى تموز 2013 .

وقالت الأمم المتحدة إن الدعوة تشكل “أكبر مناشدة لتقديم مساعدات إنسانية في المدى القصير على الإطلاق” لكنها لم تصل بعد على نحو ما إلى حد خطة شاملة للإغاثة.

وقال رضوان نويصر المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الذي دعا في جنيف إلى جمع هذه الأموال في مؤتمر صحافي “العنف في سوريا يحتدم في أرجاء البلاد ولا يوجد تقريبا أي مناطق أخرى آمنة يمكن للناس أن تفر إليها وتجد الآمان”، وأضاف “أنها مناشدة واقعية تأخذ في اعتبارها ما التزمنا بتحقيقه. ليست هذه خطة شاملة للاغاثة إنها محدودة بما نستطيع أن نفعله في بيئة عمل صعبة كهذه.”

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول للاستجابة بسخاء إلى المناشدات التي قدمت لحكومات الدول المانحة في جنيف مع حلول فصل الشتاء بالمنطقة.

وقال للصحافيين في نيويورك “أفكر في عقد مؤتمر للمانحين بتنسيق وثيق مع شركاء رئيسيين في أوائل العام القادم.”

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه تم تسجيل أكثر من 525 ألف لاجئ سوري بالفعل وإن أحدث تقدير يشير إلى أن ما يصل إلى مليون لاجئ في خمس دول تشمل مصر للمرة الأولى، سيحتاجون الى المساعدة خلال النصف الأول من عام 2013.

وأضافت أن هناك أكثر من 10400 لاجئ سوري مسجلون في مصر لكن الحكومة تقدر أن هناك عشرات الآلاف الذين لم يطلبوا بعد مساعدت.

وقال بانوس مومتزيس مبعوث مفوضية اللاجئين بالمنطقة “ما لم تتوفر هذه الأموال سريعا لن نتمكن من تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين الذين يفرون من سوريا على مدار الساعة وكثير منهم في حالة بائسة حقاً”.

وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن نظام الأسد في سوريا لن يبقى قائماً ورحيله مسألة وقت، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يقع على عاتقه مهمة الاسراع في إحداث التغيير والانتقال في سوريا، وذلك للحد من وقوع مآس فيها أكثر مما حدث.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الوزير التركي مع نظيره الفنلندي في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

ورداً على سؤال بشأن العناصر الأصولية، التي بدأت تظهر في سوريا لتحقق مكاسب لها، قال أوغلو أمر طبيعي أن يظهر العديد من العناصر في مكان يشهد صراعات مختلفة، إذ تعم الفوضى كافة الأرجاء، وهذه تعد بيئة خصبة وملائمة لكل شيء .

وأوضح أن هناك معارضة سورية منظمة بشكل جيد في سوريا، لافتا إلى أن هناك كثيراً من المناطق الريفية بالعديد من المدن تقع تحت سيطرتهم، بل ومستمرون في السيطرة على المزيد من المدن والنقاط المهمة في البلاد، الأمر الذي يدعمهم على الأرض ضد القوات النظامية ، بحسب قوله.

وأكد أن دول الجوار السوري، والمجتمع الدولي تعمل بشكل مشترك من أجل تحقيق انتقال آمن سلس للسلطة في سوريا، وأن تتم عملية الانتقال بشكل أسرع ، موضحا أنهم لن يسمحوا لعناصر الشبيحة والمتهمين في نظام الأسد الذين تسببوا في مقتل 45 ألف سوري، بالتمادي في أعمالهم الإجرامية، ولن يسمحوا كذلك للجماعات التي تحاول الاستفادة من الوضع الفوضوي في الداخل السوري، بتحقيق ما تصبو إليه من أهداف.

وذكر داود أوغلو، أن مسالة الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا، تمثل موضوعا بالغ الخطورة على الشعب السوري، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنهم لا يرون خطرا ملحا لتلك الأسلحة بالمعنى المفهوم، لكن خطر استخدامها في أي وقت يظل قائما، ومن ثم يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ التدابير اللازمة.

وحصدت اعمال العنف في مناطق عدة 127 شهيداً أمس.

ومع متابعة القوات النظامية حملتها ضد معاقل للمقاتلين في محيط العاصمة، اغارت الطائرات الحربية على البساتين بين حي القابون في شمال شرق دمشق ومدينة حرستا، في حين سجلت اشتباكات وقصف من القوات النظامية في مناطق عدة، منها داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها.

وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريط فيديو يظهر الماء وهو يتسرب من احد خزانات المياه الكبيرة في المدينة. ويسمع المصور وهو يقول “قصف على خزان الماء (في) مدينة داريا (…) الله اكبر خزان الماء يقصف براجمات الصواريخ”.

وكانت صحيفة “الوطن” قالت ان الجيش النظامي يقتحم منذ الاثنين “آخر معقل للارهابيين في داريا”.

في دمشق، افاد المرصد عن تفجير سيارة مفخخة في منطقة الحلبوني “اصيب على اثرها مواطنين عدة بجروح واضرار مادية”.

في حلب (شمال)، قتل “ما لا يقل عن 11 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة واصيب اكثر من 20 بجروح (…) اثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة عزيزية عند مدخل حلب الجنوبي”، بحسب المرصد .

في محافظة حماة (وسط)، افاد المرصد عن اشتباكات فجر الاربعاء “في محيط حاجز المجدل العسكري في ريف حماة الشمالي”، بحسب المرصد. وكان المرصد افاد الثلاثاء ان القوات النظامية انسحبت من عدد من الحواجز في ريف حماة الشمالي بعد بدء المقاتلين الاحد هجوما واسعا على معظم حواجزها.

(ا ف ب، رويترز، العربية، قنا)

معارك في دمشق وجهود لتحييد “اليرموك

قلق أممي من “العسكرة” واحتمال “فظائع مذهبية” في سوريا

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القلق بشأن زيادة عسكرة الصراع في سوريا، واحتمال وقوع فظائع مذهبية، في وقت بدأت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، أمس، جهود لتحييد المخيم عن النزاع السوري، تركزت على إخراج الأطراف المتقاتلة منه، فيما تواصلت حركة النزوح من المخيم إلى مناطق العاصمة، وإلى لبنان المجاور، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السماح للاجئين بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع قصف واشتباكات في العديد من مناطق دمشق وريفها، وإطلاق الأمم المتحدة نداء لإغاثة السوريين، وضعت له هدفاً مالياً بلغ 5 .1 مليار دولار، لسد الحاجة حتى حزيران/يونيو من العام المقبل .

وأشار كي مون في المؤتمر الصحافي الذي يعقده في نهاية العام إلى “إن النزوح من سوريا وصل إلى أكثر من خمسمئة ألف شخص”، وتابع أن “الدول المجاورة تواجه عبئاً مالياً هائلاً بسبب إيواء النازحين ورعايتهم”، وقال “إن المخاطر المتزايدة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا تثير القلق المتزايد” .

ودعا أمين عام الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى الاستجابة بسخاء وبشكل عاجل للنداء الإنساني، وقال “إنني أدرس عقد مؤتمر دولي للمانحين في أوائل العام المقبل”، وحث المجتمع الدولي على الاتحاد وراء جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي، وأكد أن سوريا بحاجة إلى حل سلمي وسياسي يسفر عن تغيير ديمقراطي يحافظ على نسيج المجتمع السوري وسلمية التعايش بين مكوناته .

تلكلـخ شهـدت مكمنـاً سوريـاً قُتـل فيـه 3 لبنانييـن قبـل سنـة

مشتى حسن

لم يكن المكمن الذي نصبه الجيش السوري في تلكلخ أواخر الشهر الماضي، الأول من نوعه. مصطفى الدندشي، مواطنٌ من بلدة مشتى حسن العكارية التي تبعد حوالي 5 كلم عن الحدود السورية، يؤكد في حديث الى موقع “NOW” أنَّ “خالد صالح الدندشي، ومجاهد الدندشي من مشتى حمود، بالإضافة إلى ماهر الدرباس الدندشي من مشتى حسن، قضوا في كمينٍ للجيش السوري في منطقة الزارة القريبة من تلكلخ منذ حوالي سنة”.

وبحسب الدندشي فإنَّ “أعمار هؤلاء الشباب لا تتعدى الأربعين”. وإذ لا ينفي الميول السلفية الموجودة عند هؤلاء، يجزم مصطفى أنه “لم تكن لهم علاقة بتنظيم “فتح الإسلام” مسبقاً”، ويؤكَّد أن “لا وجود لحركة مقاتلين من بلدتَي مشتى حسن أو مشتى حمود باتجاه النظام السوري، فهؤلاء الشبان هم الوحيدون الذين ذهبوا إلى سوريا في تلك الفترة”، ويعتبر أن كل من يذهب إلى سوريا إنما “يذهب لمؤازرة الثورة إمَّا لوجستياً وإمَّا طبياً وإمَّا عسكرياً”.

يلفت مصطفى إلى أن “75% إلى 80% من آل الدندشي موجودون في سوريا، ويحملون الجنسية السورية ويتركزون عند تلكلخ وجوارها، أما من يعيش من آل الدندشي ضمن الأراضي اللبنانية فهم لبنانيون”، ويشير إلى أن هناك روابط عائلية بين المقيمين في سوريا وفي لبنان، و”لذلك في حال ذهب أحدٌ من آل الدندشي للمؤازرة في سوريا، يكون بدافع رابط القرابة القوية التي تربطهم بأولئك في تلكلخ”.

ويرى الدندشي أنَّ “من المنطقي أن يتعاطف آل الدندشي الموجودين في مشتى حسن ومشتى حمود مع أولاد أعمامهم في تلكلخ، وخصوصاً أنَّ هذه المنطقة تعرضت لظلم كبير من قبل النظام السوري”، ويضيف: “بالماضي سمعنا (الأمين العام لـ”حزب الله” السيد) حسن نصرالله يقول إن هؤلاء الأشخاص (التابعين لـ”حزب الله” والذين قضوا في سوريا) يدافعون عن قراهم ويقومون بواجب مقدس، ونحن نقول إن شباب آل الدندشي كذلك”.

الدندشي يلوم الحكومة اللبنانية “التي لم تطالب باستعادة جثث هؤلاء الشباب”، ويقول: “قمنا باعتصام من أجل المطالبة بتسليم الجثث ودخل على الخط أناس مقربون من النظام السوري على أساس العمل “من تحت الطاولة” وبتريث ودون تصعيد لاستعادة الجثث، ومنذ حوالى الخمسة أشهر وُعِدنا بتسلم الجثامين لكن لم يتم الأمر، وللأسف فإنَّ الحكومة اللبنانية لم تهتم في الموضوع، لأنَّ هناك استخفافاً من قبل السوريين، وهذا الاستخفاف يعود لكون الحكومة اللبنانية غير جادة بالمطالبة بالجثامين”.

عضو المجلس البلدي في مشتى حمود حرب الدندشي، وفي اتصال مع موقع “NOW”، أكِّد المعلومات التي أفاد بها مصطفى. ويقول حمود: “لا يمكننا التحرك في هذه المنطقة للمطالبة باستعادة الجثث، لأن مدافع النظام السوري وأسلحته الكاملة موجّهة نحونا”. كما نفى حمود أن يكون هناك حركة مرور لمقاتلين شباب من البلدة باتجاه سوريا غير الشباب الذين ذهبوا منذ عام.

الأرمـن السوريـون فـي لبنـان: تمييـز وتسييـس

لا تختلف حال الأرمن السوريين النازحين إلى لبنان، عن حال غيرهم من النازحين الذين يتعرضون للإنتقاد وسوء المعاملة في بعض الأحيان. كما لا يوجد أي تعداد، لأنّ معظمهم يرفضون تسجيل أسمائهم خوفاً.

النازحون توزّعوا بين أرمينيا ولبنان بحثاً عن الأمان والعمل بسلام، إلاّ أنّ طبيعة لبنان الحزبية والطائفية والسياسية لعبت دوراً أساسياً في كيفية التعاطي معهم. ولأنّ معظم الأرمن يدافعون عن النظام السوري، انقسمت المساعدات بين قوى 8 و14 آذار، في حين نأت الجمعيات الأرمنية بنفسها عن السياسة لتقف إلى جانب كل أرمني بحاجة إليها في وقت عصيب كهذا.

في تفاصيل هذا الملف، تحدّث موقع “NOW” إلى بعض السياسيين والجمعيات الأرمنية، فأكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب شانت جنجنيان أن العمل مع النازحين الأرمن لا يتم على صعيد لبنان ككل، وأضاف: “للأسف الشديد فإنّ الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية ومطرانية الأرمن في لبنان لا تتعاطيان إلاّ مع حزب الطاشناق”، معتبراً أن “المخاوف تكمن في انحياز مطرانية دينية لحزب سياسي، لذلك فإنّ المساعدات التي قدّمناها للنازحين الأرمن حصلت عبر الجمعيات والأحزاب الأرمنية المتحالفة معنا، وهما “الهانشاك” و”رامغفار”، وعبر الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية التي درست الحالات وأوضاع النازحين”.

وتابع جنجنيان: “ساهمنا بدورنا من النواحي المادية، المعنوية والسياسية، وساعدنا العائلات سراً عبر المؤسسات. إنّما للأسف الشديد، عوَّدنا حزب الطاشناق على العمل منفرداً ليبقى في الواجهة، ويعتبر نفسه الممثّل الأرمني الوحيد بالإضافة إلى الكنيسة المنحازة له”.

رئيس المجلس الإقليمي للجمعية الخيرية العمومية الأرمنية “AGBU” في لبنان جيرار تفنكجيان فضّل من جهته “الإنحياز إلى الجوانب الإنسانية” في الملف، مشيراً إلى أنّهم في الجمعية “حريصون على عدم نشر ما لدينا من معلومات حول أعداد النازحين الأرمن وما نقوم به على صعيد المساعدات، لأنّ أي خطوة نقوم بها، نتعرّض فيها لـ”التلطيش” من قبل الأفرقاء السياسيين، الذين يتبنّون المساعدات على عاتقهم ليلعبوا الدور البطولي ولا يمكننا الردّ عليهم”.

وأكّد تفنكجيان أن “الجمعية ركّزت اهتمامها على إدخال الأطفال إلى المدارس وتأمين كل مستلزماتهم مجاناً من كتب ودورات خاصة، لأنّ المناهج تختلف كلياً عمّا هي عليه في لبنان”. وأوضح أنّهم يعملون ضمن نطاق بيروت ويساعدون كل من يلجأ اليهم، أمّا النازحون إلى منطقة زحلة فيلجأون الى أشخاص معنيّين في المنطقة، مؤكّداً أنّ لديهم 110 طلاب ولا يمكنهم استقبال المزيد.

وزير الدولة بانوس مانجيان المنتمي إلى “حزب الطاشناق”، لفت من ناحيته إلى أن “لا عدد رسمياً ولا حتى تقريبيًا للنازحين الأرمن السوريين بشكل خاص، والسوريين بشكل عام” إلى لبنان. وأعاد سبب انتشارهم العشوائي في مختلف المناطق اللبنانية إلى أوضاعهم المادية، معتبراً أن “الميسورين مثلاً، لا يلجأون إلى المطرانية، بل يبحثون بأنفسهم عن مدارس خاصة لأولادهم ومنازل للإيجار، وقسم منهم قصد المناطق حيث التجمّع الأرمني وتم استيعابهم قدر الإمكان”.

وعن تسييس موضوع النازحين الأرمن، قال مانجيان: “في نهاية المطاف فإنّ الأرمن في لبنان هم لبنانيون، لذلك فإنّ التسييس لا بدّ منه، وربّما هناك أناس منتمون إلى أحزاب أرمنية لبنانية في سوريا، وعندما لجأوا إلى لبنان حافظوا على انتمائهم، ما استدعى مساعدتهم من قبل رؤساء الأحزاب المعنية تلقائياً، وهذا خلق فرزاً وواقعاً جغرافياً معيناً”.

وعن إهمال إحصاء عدد النازحين، قال مانجيان: “من يستطيع التمييز بين السوري المقيم الدائم والنازح الحالي وبين من يدخل بطريقة غير شرعية عبر الحدود؟ ومَن يستطيع إجبار النازح السوري الخائف من تسجيل إسمه لأسباب سياسية من إعطاء اسمه فليتفضّل ويعطنا رقماً رسمياً”.

مانجيان وجّه اللوم إلى الجميع في “إهمال هذه المسألة الحساسة”، مؤكداً أنّ الحدود البرية والبحرية والجوية اللبنانية “فلتانة”، و”لا نملك أي حدود ممسوكة”. وأعرب عن اعتراضه على فكرة إقامة “خيم” للنازحين، مبدياً استعداده لقبول كل المساعدات باستثناء الخيم التي ستؤدي إلى قيام مخيمات “فلدينا ما يكفي منها”، مشدداً على ضرورة إيلاء الانتباه ليس للعدد الحالي من النازحين بل للعدد القادم في حال سقط النظام السوري.

مدير جمعية “قره كوزيان” لرعاية الأطفال سيروب أوهانيان تحدث عن “الأعداد الهائلة من الأرمن السوريين الذين لجأوا إلى لبنان منذ خمسة أشهر، وقصدوا مركزهم وقُدِّمت لهم المساعدات اللازمة من لقاحات للأطفال، وللنساء الحوامل. كما فَتحت الجمعية قسماً للدروس الخصوصية من قبل متطوعين ومرشدين اجتماعيين”. وأكد أوهانيان أنّ “النازحين ينتمون الى الطائفتين الارمنية والعلوية إضافة إلى الأكراد، الذين أتوا خائفين لأنّهم يؤيدون النظام، وأهلهم ما زالوا في سوريا”.

وشدد أوهانيان على أنّ “الأرمن الموجودين في لبنان اليوم يعملون في النجارة، والسباكة، كما بالمحلات التجارية، وبراتبٍ متدنٍ جداً، يصل الى خمسمئة الف ليرة شهرياً، ومن دون بدل المواصلات”.

ونفى أوهانيان أي تواصل مع المسؤولين السياسيين في هذا الملف، قائلاً: “منذ 1946 نقدم المساعدات ولسنا بحاجة لتدخل أي سياسي ليفرض شروطه”. إلاّ أنّه لم ينكر جهد بعضهم باستئجار منازل للّاجئين الأرمن بالاتفاق مع بلدية برج حمود. وأشار إلى وجود تواصل مع وزارة الصحة التي تبرّعت بعدد مضاعف من الأدوية، كما هناك اتصال بمنظمة الصحة العالمية التي طلبت تسجيل الأسماء مقابل المساعدات.

وتحدّث موقع “NOW” إلى نارديك باغيكيان (18 عاماً) الذي أتى مع عائلته من حلب إلى لبنان قبل خمسة أشهر، وصف “المعاناة” التي واجهت العائلة قبل وصولها لبنان، عازياً ذلك إلى وجود أرمن سوريين “انضمّوا إلى شبّيحة الأسد، فقام عناصر الجيش السوري الحر باعتقال بعضهم وتعذيبهم وذبحهم، عندها فضّل كثير من الأرمن الاختباء خوفاً من ردود فعل عنيفة”.

أسرة باغيكيان نزلت عند أحد أقاربها الذي ساعدها لاحقاً في الحصول على منزل، وتدبر لنارديك عملاً في إحدى الشركات في برج حمود.

وعن المشاكل التي يواجهونها في لبنان، قال باغيكيان: “أرادت رفيقتي العمل في محل للثياب، إلاّ أنّ صاحب المحل رفض وجودها بالصالة، عارضاً عليها العمل كحارس أمني على المدخل الخارجي تجنّباً للحديث مع الزبائن باللهجة السورية”. وأضاف: “بعضنا يشكو غلاء الإيجارات، وبعضنا يعاني المعاملة الدونية من بعض الأفراد الذين يعتبرون أنّنا إلى جانب النظام الذي أحرق كنائسنا بالماضي، لذلك فإنّهم ينفرون منّا. ومنهم من يُسأل عن الانتماء السياسي أو تغيير اللهجة كشرط لقبولهم في الوظيفة”، واعتبر أنهم في لبنان “بحماية حزب الطاشناق”.

باغيكيان لفت إلى أن أخته الصغيرة أُدخلت للمدرسة ولم يدفعوا سوى رسم التسجيل 300$ ، إلاّ أنّ زملاءها “يشتمونها ويسخرون من لهجتها ويسألونها مثلاً “شو بتاكلو غير فول وحمص بحلب؟””. وختم الشاب الأرمني السوري بالقول: “لم أتوقع يوماً أن نتعرّض لهذه المواقف من قبل الأرمن أنفسهم، فنحن منهم ولا ذنب لنا بكل ما يحصل على صعيد الأزمة السورية”.

“الجيش الحر”: أحمد جبريل في لبنان

نجح الثوار في تحرير 3 آلاف سجين من “فرع الدوريات” في دمشق

كشف العقيد في “المجلس العسكري الثوري لدمشق وريفها” “أبو الوفا” لموقع “NOW” أن زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل فرّ إلى لبنان بعد انشقاق العديد من عناصره وسقوط مراكزه بأيدي مقاتلي “الجيش الحر”. وأوضح أبو الوفا بالقول: “لم تكن لدينا نية في الدخول إلى مخيم اليرموك لكن قنّاصة جبهة جبريل، وعلى رغم محاولتنا التفاوض معهم لدرء الاشتباك، أصرّوا على قنص أفراد “الجيش الحر” المتمركزين على أطراف المخيم، ما اضطرنا إلى اقتحامه متوجهين فقط نحو مراكز القيادة العامة”.

وتابع “أبو الوفا”: “حاولنا التفاوض معهم للخروج من المخيم مع أسلحتهم، لكنهم لم يستمعوا إلينا وبدأت الاشتباكات، ما أدى إلى انشقاق العديد من عناصر الجبهة وانضمامهم إلى الجيش الحر. وجرى تطهير المخيم من ميليشيات أحمد جبريل الذي هرب إلى لبنان”.

ووفقاً لـ”أبو الوفا”، بدأت المرحلة الثانية من العملية العسكرية للجيش الحر، بعد الانشقاق، إذ “تواصلنا مع أطراف فلسطينية مثل قائد الجبهة الديمقراطية نايف حواتمة للتفاوض مع الجبهة الشعبية والنظام وعدم الدخول إلى المخيم مرة أخرى وتحويل المخيمات الفلسطينية إلى منطقة آمنة بحماية الجيش الحر تنظمها لجان شعبية. وهذا ما حدث وقمنا بدعوة الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم، وعاد جزء كبير منهم”. وأكد “أبو الوفا”: “لن نسمح بدخول قوات النظام إلى مخيم اليرموك، فنحن قادرون على حماية المخيم براً، لكن ليس من القصف المدفعي والصاروخي. وتم الاتفاق بين الأطراف الفلسطينية والنظام على عدم قصف مخيم اليرموك بعد الآن”.

من جهة ثانية، أوضح هذا المسؤول العسكري في “الجيش الحر” كيفية تحرير آلاف السجناء، وقال: “وصلَنا نداء استغاثة من السجناء في فرع الدوريات فكان لا بد أن نستجيب لهم، فتواصلنا مع أحد الشرفاء في الداخل وهو برتبة ضابط”، لافتاً الى “تحرير ثلاثة آلاف سجين استطاعوا الاستيلاء على السلاح من داخل الفرع، وحصلت اشتباكات قُتل فيها 65 سجيناً، وضربنا بدورنا حاجز فرع فلسطين على المتحلق الجنوبي”. عندها، وفقاً للمصدر ذاته، اشتبك “الجيش الحر” مع قوات النظام عند حاجز “فرع فلسطين” لـ”إلهائها” عمّا يحدث في فرع الدوريات “وضربناه بقذيفتي هاون لفتح ثغرة يستطيع من خلالها السجناء الهرب، وهذا ما حدث وهم في مكان آمن. أما الاشتباكات امام فرعي الدوريات وفلسطين، فما زالت مستمرة”.

وقال الناطق الاعلامي للمجلس “أبو اياد” إن “العملية العسكرية في دمشق لم تبدأ نظرياً بعد، لكنها بدأت منذ شهر تقريباً ونحن في تقدم. استطعنا السيطرة على الريف الجنوبي تماماً، وقريباً سنحرر دمشق”.

قتلى بسوريا وعودة نازحين لمخيم اليرموك

                                            قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 17 شخصا قتلوا اليوم برصاص قوات النظام معظمهم في درعا ودمشق وريفها، فيما تمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على حاجز رنكوس العسكري وهو الأول الذي يسيطر عليه قرب الحدود اللبنانية، كما استهدف بقذائف الهاون فرعا استخباراتيا في دمشق.

بينما شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين عودة الآلاف إلى منازلهم بعد اتفاق يقضي بخروج الجيشين الحر والنظامي منه.

ويربط حاجز رنكوس العسكري -الذي سيطر عليه الجيش- سوريا ببلدة الطفيل اللبنانية التي تقع داخل الأراضي السورية، ولا يربطها أي طريق رسمي بلبنان سوى الذي يمر بهذا الحاجز.

وقد بث المركز الإعلامي في القلمون صورا لأفراد من الجيش الحر في المركز الحدودي الذي يقع في رنكوس غرب العاصمة دمشق.

وكان الجيش الحر أعلن قبل ذلك أنه سيطر على حواجز عسكرية في مدينة دير الزور شرق البلاد.

من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة في حماة إن الجيش الحر سيطر على مدينة حلفايا بريفها، لتصل عدد المناطق التي تقع تحت سيطرته في المحافظة إلى ست، تشمل أيضا اللطامنة وكفر نبودة وحصرايا وطيبة الإمام وكفر زيتا.

وقال عضو القيادة العسكرية للمعارضة السورية قاسم سعد الدين إن معظم القطاع الغربي الريفي من محافظة حماة يخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.

ويستعد الجيش الحر لخوض معارك للتقدم نحو خطوط الإمداد بين محافظة حماة وسهل الغاب والمنطقة الساحلية. من جهة ثانية، قالت الهيئة العامة للثورة إن عنصرين من الجيش الحر قتلا في اشتباكات مع قوات النظام للسيطرة على حاجز المجدل في المدينة.

استهداف فرع استخباري

وبموازاة ذلك أعلنت كتائب في الجيش السوري الحر أنها استهدفت بقذائف الهاون فرعا استخباريا في دمشق، وهو فرع فلسطين الشهير بفرع الدوريات.

ويقع فرع فلسطين على طريق مطار دمشق الدولي قرب ببيلا. ويأتي استهدافه عقب إعلان الثوار سيطرتهم على عدد من المناطق القريبة من الفرع في دمشق كمخيم فلسطين ومخيم اليرموك والحجر الأسود. ويتبع فرع الدوريات هذا المخابرات العسكرية.

وكان الجيش النظامي السوري قصف أمس مناطق في دمشق وريفها، وانفجرت سيارة ملغمة في ريف حلب مما أسفر عن سقوط 42 قتيلا، ليصل عدد قتلى أمس الأربعاء إلى 132.

وقال ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في غارات شنتها طائرات النظام على عدد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأسفر القصف أيضا عن تدمير عدد من المباني السكنية.

كما قصفت قوات النظام مدن زملكا وعين ترما وببيلا والزبداني وحرستا ومسرابا والريحان ودوما ومناطق أخرى في الريف الدمشقي.

وفي المعضمية الواقعة أيضا بريف دمشق، قال ناشطون إن عشرة أشخاص قتلوا، من بينهم عائلة كاملة، جراء غارة استهدفت الشارع العام وعددا من المباني السكنية.

وبث ناشطون صورا لاستهداف منطقة القابون وحرستا بغارة جوية من طائرة ميغ، مما أدى إلى وقوع إصابات وتدمير منازل سكنية، وقتل أربعة أشخاص في قصف صاروخي على داريا.

وفي دمشق قصف الطيران الحربي حي اليرموك بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مما دفع بسكانه من اللاجئين الفلسطينيين إلى الفرار، وأفاد الأمن العام اللبناني بأن عدد الذين دخلوا لبنان خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ أكثر من ألفي شخص، أغلبهم من مخيم اليرموك.

وشمل القصف أيضا مدن وبلدات جمرين وأم المياذن وبصرى الشام والطيبة في درعا، وأحياء الشيخ ياسين والحميدية والحويقة في دير الزور، ومدن الرستن وقلعة الحصن في حمص.

كما أفادت لجان التنسيق المحلية بأن 42 شخصا قتلوا وأصيب عشرات آخرون في تفجير سيارة ملغمة في قرية العزيزة بريف حلب.

إيران تقترح حكومة انتقالية

بوتين: لا نسعى لإبقاء الأسد في السلطة

                                            نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس سعي بلاده لإبقاء الرئيس السوري بشار الأسد بأي ثمن، وأكد أن موسكو تسعى فقط لتجنب حرب أهلية مستدامة. ويتزامن ذلك مع اقتراح إيراني بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، وتكهنات تركية بقرب انتهاء حقبة النظام السوري الحالي.

وقال بوتين في تصريح صفحي “ما هو موقفنا؟ نحن لا نسعى لإبقاء نظام الأسد في السلطة بأي ثمن، ولكن يتعين على السوريين التوافق فيما بينهم بشأن مستقبلهم، حتى نبدأ حينها بالبحث عن سبل تغيير النظام القائم”.

وأشار إلى أن الهدف من دعوة روسيا للحوار هو “تجنب حرب أهلية لا نهاية لها” بين مسلحي المعارضة والقوات التابعة للنظام السوري، مؤكدا “أننا نريد أن نتجنب تقسيم سوريا”.

وتأتي تصريحات بوتين قبل أقل من أسبوع على ما أدلى به مبعوثه للشرق الأوسط الذي قال إن “الأسد يفقد السيطرة على البلاد أكثر فأكثر”، وهو ما نفته الخارجية السورية لاحقا، مؤكدة أن موسكو لا تزال تعترف بنظام الأسد.

يشار إلى أن روسيا ما زالت الحليف الرئيس للنظام السوري، وهي التي وقفت حائلا ضد صدور أي قرار في مجلس الأمن يدين استخدامه للقوة ضد المعارضة.

حكومة انتقالية

من جانبه قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -الذي كان في زيارة لموسكو الثلاثاء لبحث الوضع في سوريا- إن بلاده تدعم تشكيل حكومة انتقالية في سوريا يجري انتخابها من قبل الشعب بصورة مباشرة، ويستمر فيها بشار الأسد في تحمل مسؤولياته الدستورية رئيسا للبلاد.

وأشار المسؤول الإيراني في حديث تلفزيوني إلى أن الحكومة الانتقالية التي ستأتي عقب الانتخابات ينبغي أن تجمع مسؤولين حكوميين في النظام وممثلي الشعب ومجموعات المعارضة “التي لم تحمل السلاح ضد جماعات المعارضة الأخرى أو الحكومة”.

ومن المهام المناطة بالحكومة الجديدة -حسب المسؤول الإيراني- إدارة البلاد والتمهيد للانتهاء من صياغة الدستور، ومن ثم الإشراف على الترتيبات اللازمة لعقد انتخابات رئاسية.

ويتزامن ذلك أيضا مع تصريحات لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي قال في هلسنكي أمس الأربعاء إن نهاية نظام الأسد “مسألة وقت ليس إلا”، ودعا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل الانتقال إلى نظام جديد “بأسرع وقت ممكن”.

وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنلندي إيركي تيوميوجا “من الواضح أنه إذا فقد نظام ما شرعيته ودخل في معركة ضد شعبة فإن هذا النظام سيخسر هذه المعركة”.

وأوضح أن بلاده لا تؤيد أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، مشيرا إلى أن “هذه الفكرة ليست بتاتا ضمن مخططات المجتمع الدولي”.

يشار إلى أن سوريا تشهد منذ مارس/آذار 2011 انتفاضة شعبية حاول النظام قمعها بالقوة وتحولت شيئا فشيئا إلى نزاع مسلح أوقع حتى الآن أكثر من 43 ألف قتيل.

كيف تعامل الثوار مع المدينة الصناعية بحلب؟

                                            فراس نموس-حلب

مصانع ضخمة ومستودعات كبيرة خلفها أصحابها من تجار مدينة حلب الأثرياء وراءهم بعد سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة الصناعية وانقطاع الكهرباء عن محافظة حلب لأكثر من أسبوعين.

ورغم حنق كثير من الثوار على التجار والصناعيين الذين رأوا فيهم دعامة اعتمد عليها نظام الرئيس بشار الأسد، فإن ذلك لم يمنعهم من حفظ ممتلكاتهم وصونها.

تقع المنطقة الصناعية في ظاهر مدينة حلب ويسيطر عليها الثوار بالكلية، وقد كانت بعض مصانعها تعمل حتى وقت قريب، لكنها توقفت الآن بسبب الغلاء الفاحش في الوقود وانقطاع الكهرباء وظروف الحياة التي تعسرت بفعل المواجهات بين الجيش الحر وجيش النظام.

وتتولى أمن المنطقة الصناعية كتيبة “زيد بن حارثة” التابعة لـ”لواء التوحيد”، وقد سدت مداخل المنطقة ومخارجها سوى طرق تمر على حواجز نصبتها لتفتيش الداخلين والخارجين حفظا للأمن من جهة وللمصانع من النهب من جهة أخرى.

يقول محمود أبو أحمد أحد مسؤولي الكتيبة التي تتولى الأمن في المنطقة إنها أخذت التفويض بحماية المنطقة الصناعية من قيادة لواء التوحيد “وقد حاولنا التواصل مع كثير من أصحاب المصانع لإعادة تشغيلها خدمة لأنفسهم وللعمال الذين كانوا يعملون فيها”.

وأضاف أنه عند استلام الأمن في المنطقة الصناعية كانت المصانع العاملة لا تتجاوز 5% وبعد استلام الجيش الحر ارتفعت النسبة إلى 75% بسبب شعور الناس وأصحاب المصانع بالأمن وإعادة بعض المنهوبات لهم، والمصانع المتوقفة في الغالب متوقفة بسبب عدم توفر المواد الأولية.

حماية

وقد اتخذت بعض الكتائب من المصانع أماكن للراحة بعلم أصحابها، وبهذا يستفيد أصحاب المصانع أيضا من حماية ممتلكاتهم، ووزعت على الملاك أرقاما للتواصل مع المعنيين بالأمر في حال حدوث مخالفات أو سرقة.

وقامت الكتيبة كذلك بإغلاق المصانع التي لا حرس لها وختمت على المخازن رغم أن في بعضها ما يحتاج إليه الناس من سكر وزيت وغيرهما، لكن لعدم وجود أصحابها لم يسمح لأحد حتى من المقاتلين أنفسهم بالوصول إلى هذه المواد أو استخدام الآليات والسيارات التي فيها.

وفي حالات أخرى كان أصحاب المصانع ومن ينوب عنهم موجودين ووافقوا على عروض من الجيش الحر بشراء ما في خزاناتهم من وقود بسعر التكلفة لحل المشاكل الناجمة عن فقده، وهو ما حدث مع عدد منهم.

 ولا يعني هذا عدم وقوع حالات نهب أو تجاوز، بل إن هذه الأفعال وقعت من قبل بعض الأشخاص والكتائب، وفق ما قاله أكثر من مسؤول أمني بحجة أنهم بحاجة لما في هذه المصانع وأنهم يخوضون حربا ضد نظام ساعده بعض هؤلاء الصناعيين واستفادوا هم منه كذلك، وهو منطق لم يقبل به غالبية المقاتلين.

كما وقعت تجاوزات من عصابات رأت في المصانع وما تحويه وسيلة للتكسب، سواء بسرقة هذه المصانع أو ابتزاز أصحابها، عالج بعضها الجيش الحر وبعضها كان فوق طاقته، وبعضها الآخر لا يزال عالقا ينتظر الحل.

حدود السيطرة

الجزيرة نت تجولت في بعضها ومنها مصنع ضخم للخمور أغلقت مخازنه التي تحتوي على سكر وشعير ويانسون، وأوقف العمل فيه وبقيت آلاته على حالتها لم تمس، لكن في الوقت نفسه لم يسمح لصاحبه بالعمل في إنتاج الخمر التي يطلق عليها السكان اسم العرق.

وقد عُرض مصنع الخمر على اللجنة الشرعية في لواء التوحيد -وفق ما قاله أحد المسؤولين الأمنيين في المنطقة- وقررت السماح لصاحب المصنع بنقل آلاته خارج سوريا أو تحويل خط الإنتاج للعصائر وما شاكلها واستلام المصنع على هذا الأساس لاستثماره في ما سوى الخمر.

في هذه المصانع كل ما يغري بالنهب من أثاث فاخر ومواد أولية وسيارات وآلات، لكنها بقيت في معظمها على حالها تنتظر أصحابها، خصوصا بعد التشديد الذي فرض على المنطقة الصناعية ومحاولة الكتائب المقاتلة الارتقاء في تعاطيها مع واقع جديد لم تكن مهيأة له ويختلف عن مجرد مواجهة النظام عسكريا.

ولا يخلو الأمر من بعض الحالات النادرة التي تخرج عن سيطرة الكتيبة، مثل التكسير والتحطيم الذي تعرض له مركز تجميع سكراب حلب العائد لرامي مخلوف، فقد نال مصنعه جزءا من سخط الثوار، كيف لا وهو قريب الرئيس السوري بشار الأسد وذراعه المالية.

محاكمة عسكرية لمصور صحفي بسوريا

                                            أحالت سلطات النظام السوري الثلاثاء الماضي المصور الصحفي باسل خربطلي إلى المحكمة العسكرية بعد أن ظل معتقلا لديها منذ تسعة أشهر، وسط مخاوف من إصدار حكم بإعدامه.

وقام خربطلي بتغطية أحداث الثورة السورية منذ بدايتها من الداخل السوري، وقد استفادت من صوره قناتا الجزيرة الإنجليزية والعربية.

واعتقلت أجهزة الأمن السورية خربطلي -الفلسطيني المولد والذي نشأ وعاش في سوريا- يوم 15 مارس/آذار الماضي في دمشق لأسباب غير معروفة، وأكد المسؤولون في الاستخبارات العسكرية فرع سوسة لأسرته اعتقاله، ولم يذكروا لها أية تفاصيل أخرى أو مكان اعتقاله. ومنذ ذلك التاريخ حاول أهله بشتى السبل إخلاء سبيله من دون جدوى.

 وبعد أسابيع من اعتقاله قال معتقلون أطلق سراحهم في نفس فرع الاستخبارات العسكرية في كفر سوسة إنهم رأوه هناك، وإنه يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، ومنذ شهرين ترددت أنباء عن نقله إلى سجن عدرا شمال شرق العاصمة دمشق.

ونقل زوار سمح لهم بزيارة السجن إلى عائلته أن السلطات تعتزم إحالته إلى محكمة عسكرية، الأمر الذي أثار المخاوف من إمكانية إصدارها حكما بإعدامه خصوصا وأنها ترفض الحق في توكيل محامي أو استدعاء شهود، كما أن موعد جلسات المحاكمة يظل أمرا سريا، علما بأن أحكامها لا تقبل الطعن عليها.

 يذكر أن سلطات النظام السوري قد اعتقلت الآلاف ممن تشتبه في أنهم معارضون وذلك منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام في مارس/آذار 2011، ووثقت منظمة العفو الدولية أسماء 720 شخصا قتلوا في مراكز الاعتقال.

الأسد قلق ولا ينام في بيته.. ونظامه هرب إلى الساحل

معلومات تشير لوجود أركان نظامه إما بطرطوس أو اللاذقية أو القرداحة

دبي – عبطان المجالي

أسئلة كثيرة تثار عن أماكن وجود الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية بعد المعارك الأخيرة على أبواب العاصمة السورية.

وتؤكد روسيا أنه مازال في دمشق، فيما ترى المعارضة السورية أنه في الساحل السوري. فيما تحدثت صحف غربية عن مغادرة جزء كبير من أعوانه دمشق باتجاه المناطق العلوية في الساحل.

ومنذ تقدم الجيش الحر نحو العاصمة دمشق، كثرت الروايات عن مكان تواجد الأسد، خاصة بعد حادثتين، هما الانفجار الذي استهدف مقر مجلس الأمن القومي في دمشق في يوليو/تموز الماضي، وحصار الجيش الحر لمطار دمشق الدولي مؤخراً والمعارك على طريقه.

وتؤكد الرواية الروسية أن الأسد ما زال في دمشق ويدير البلاد من هناك، فيما تؤكد المعارضة أنه لا ينام في بيته ولا في قصره الجمهوري.

وتقول معلومات المعارضة إنه انتقل للساحل السوري خصوصاً بعد تقرير لصحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية عن هروب كبار داعمي النظام مع أسرهم من دمشق إلى المحافظات المطلة على ساحل البحر المتوسط ذات الغالبية العلوية.

وحدد تقرير لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية 3 مواقع على الساحل السوري اتخذ جزءا من الحكومة السورية الموالية للأسد أحدها مقراً له: إما طرطوس التي تسكنها غالبية علوية وفيها قاعدة بحرية روسية، أو في اللاذقية حيث يوجد فيها قصر صيفي للأسد، أو في الجبال المحيطة بمدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد، وتوجد فيها أعلى كثافة سكانية علوية.

ووفقا لـ “صنداي تايمز”، فإن 7 كتائب على الأقل موالية للأسد، ومعها صاروخ باليستي واحد على الأقل، انتقلت إلى منطقة علوية بداية الشهر الحالي، وتم تسليح إحدى هذه الكتائب بالسلاح الكيماوي، ما يرجح المعلومات عن انتقال الأسد للساحل السوري لخوض معركته الأخيرة من قرية علوية هناك.

وإذا صحت الروايات عن انتقال الأسد للساحل السوري، فإنها، وفقا لمحللين، ستكون الخطوة الأولى للرحيل عن سوريا إن استمر جيش النظام في التقهقر أمام الجيش الحر.

المذيع الذي تنكر وتخفى ليفر منشقاً عن نظام الأسد

أحمد فاخوري من الفضائية السورية بقي 6 أشهر متخفياً لتهريب عائلته قبل فراره

لندن – كمال قبيسي

روى أحمد فاخوري، الموصوف للكثيرين بأنه أحد أشهر مذيعي الأخبار في سوريا، أنه انشق عن النظام منذ 9 أشهر تقريباً، أي ترك عمله فجأة في الفضائية السورية ولم يعد يظهر لأحد، فعاش متنكراً في دمشق 6 أشهر، وخلالها قام بتأمين سفر زوجته وابنته ووالديه وشقيقته الطالبة وأحد أشقائه الاثنين من مطار بيروت إلى القاهرة، ومن بعدها لحق بالجميع إلى العاصمة المصرية، حيث هو الآن بلا عمل هناك.

وذكر فاخوري لـ”العربية.نت” عبر الهاتف من العاصمة المصرية أنه تخفى وتنكر إلى درجة أن أحداً لم يكن يتعرف اليه إلا عائلته، فاستأجر شقة قريبة من الحي الذي كان يقيم فيه بدمشق، ثم لجأ إلى حالات متنوعة من التنكر والتخفي كي لا يتعرف إليه رجال الأمن السياسي، “فمرة قصصت شعري بالكامل وأصبحت أصلع تماماً، ومرة ربيت شاربي ولبست نظارة سوداء سميكة، ومرة تركت لحيتي تطول بحيث لم يعد يعرفني أحد”، كما قال.

ويبلغ فاخوري 35 سنة من العمر، وهو متزوج من سورية لا تعمل وهو أب لطفلة عمرها 18 شهراً، أما والده عبدالرحيم فاخوري فكان مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني في حماة ثم تقاعد مع بداية الثورة في العام الماضي، وشقيقه “أغيد” الهارب معه إلى القاهرة يكبره بعامين وكان يعمل في معمل للأدوية البيطرية في حماة، كما أن لديه شقيقاً آخر أصغر منه بعامين ويقيم في أوكرانيا التي يعمل فيها وكيلاً لشركة أدوية بيطرية، “وهو الذي يمدنا ببعض المال لتأمين حاجاتنا في القاهرة”، على حد تعبيره.

وقال فاخوري، الذي زوّد “العربية.نت” ببعض صوره حين كان متنكراً في دمشق، إنه ليس أشهر مذيع في سوريا كما وصفه البعض، إنما أحد أشهر المذيعين ومعروف لكل السوريين، وإنه سافر في بداية 2010 مع الرئيس الأسد لتغطية زيارته إلى النمسا وسلوفاكيا، “ولم أتحدث معه خلال الرحلة، وكانت المرة الوحيدة التي رأيته فيها شخصياً”، وذكر أن ما بقي معه من مال في القاهرة يكفيه وعائلته لمدة 3 أشهر فقط، “واخترنا القاهرة التي استأجرت فيها شقة لنا جميعاً، لا إسطنبول أو بيروت، لرخص الأسعار فيها”، كما قال.

وتمنى فاخوري أن يجد عملاً في إحدى الفضائيات العربية، لكنه يتمنى أيضاً أن يكون حصوله على العمل لكفاءته، “لا لأنني من المنشقين عن النظام.. أريد العمل في محطة ذات مصداقية وتمنحني فرصة للعمل فيها لأثبت عن كفاءتي”.

وأكد أنه أشهر السوريين بإنتاج الوثائق أو التعليق على الأفلام الوثائقية، “فلديّ خبرة 3000 ساعة من التعليق، كما عملت مخرجاً أيضاً وأنتجت بعض الأفلام على حسابي الخاص”، وفق ما ذكر.

وقال إنه ليس من الضروري تكرار السبب الذي حمله، هو وسواه، إلى الانشقاق على النظام، “فالجميع يعرف الميل الإجرامي للأسد على السوريين، وأؤكد أن معظم العاملين في الإعلام السوري يتمنون الانشقاق مثلي ويبحثون عن فرصة للفرار”.

وروى فاخوري الذي بدأ عمله في 2004 بإذاعة دمشق قبل انتقاله بعدها بعامين كمذيع بالفضائية السورية، أن ثواراً من حماة رافقوه من دمشق إلى قرية “حاس” في إدلب، حيث بقي ليلة نقلوه بعدها إلى معبر “باب الهوا” عند الحدود مع تركيا، فدخل الى إسطنبول، “ومنها ركبت الطائرة ولحقت قبل شهرين بعائلتي الهاربة مثلي مما يفعله النظام بشعبنا”، طبقاً لتعبيره.

وذكر أيضاً أن العمل في الإعلام الرسمي السوري استبدادي، “حيث لا أحد يستطيع إعطاء رأيه حتى خلال الاجتماعات التي كانت تجمعنا إلى بثينة شعبان، مستشارة الرئيس، وكنت أدرك دائماً أنه لا يحق لي كمذيع أن أتدخل في أي خبر، وكنت أصبر وأصبر لأنني كنت أعتقد أن الأسد جاد في نيته بالإصلاح، لكنني عندما تأكدت من سوء نواياه قررت الرحيل إلى حيث الأمان”.

مذيع سوري منشق: الأخبار تأتينا جاهزة من الجهات الأمنية

أحمد الفاخوري يصف الحال داخل التلفزيون السوري والخوف من بطش الأسد

دبي – قناة العربية

أعلن أحمد فاخوري، المذيع في التلفزيون السوري، انشقاقه عن النظام السوري بسبب ما وصفها بمضايقات تعرض لها إثر موقفه من الثورة والنظام في دمشق.

فاخوري اعتبر في بيان له أن الحال داخل التلفزيون السوري عكس ما يظهر، فمعظم العاملين والصحافيين معارضون للنظام، لكنهم تحت رقابة كبيرة من قبل جهازي الأمن والمخابرات ويتعرضون لتحقيقات واستجوابات بشكل دائم.

وأكد فاخوري الخبر لقناة “العربية” عبر اتصال هاتفي، حيث أكد أن عمله بالتلفزيون السوري كان مقتصراً على تقديم نشرة الأخبار.

وأشار إلى المضايقات الأمنية التي تعرض لها، حيث تم التحقيق معه في عدة فروع أمنية، وآخر التحقيقات كان شبيهاً بإلقاء القبض عليه، بحسب وصفه، حيث تم أخذه إلى فرع المداهمة، إلا أن وزير الإعلام أمر بإطلاق سراحه آنذاك.

وذكر فاخوري أنه اختفى عن الأنظار بعدها، حيث لجأ إلى تغيير الـ”لوك” الخاص به بحسب قوله.

وأشار فاخوري إلى أنه بالنسبة لمذيع الأخبار في التلفزيون السوري، فإن الأخبار تأتي جاهزة كما يُراد من الجهات الأمنية، ولا يحق للمذيع أن يغير كلمة واحدة في هذه الأخبار.

وأضاف: “أما في مجال البرامج الحوارية، فإما أن يكون المذيع مثلاً مؤيداً إلى درجة كبيرة فيجتهد في سب المتظاهرين ووصفهم بالعصابات الإرهابية المسلحة، أو أن يكون متحفظاً فلا يجب عليه أن يسأل إلا السؤال الذي يأمره به الـ”بروديوسر” (منتج الأخبار)، لذلك لا يوجد أي مساحة من الحرية الإعلامية لأي مذيع وأي محرر، فهناك خط وسياسة موجهة في التلفزيون لا يمكن لأحد أن يخرج عنها” .

قتلى وجرحى في اشتباكات داخل فرع الدوريات في دمشق

الجيش الحر يسلم أمن المخيمات للفلسطينين عقب وساطة لتحييد الصراع بداخلها

العربية.نت

أكد المركز الإعلامي السوري أن اشتباكات عنيفة وقعت داخل فرع الدرويات وفرع فلسطين في القزاز بدمشق. وقال المركز إن عددا من القتلى سقط داخل فرع الدوريات، وذلك فيما بدى أنه تمرد من قبل بعض السجناء دون أن يتم التأكد من عدد القتلى، نقلا عن قناة “العربية”، الخميس.

وأعلنت قيادة المنطقة الجنوبية للجيش السوري الحر تسليم مسؤولية الأمن في مخيم اليرموك إلى الفلسطينيين بعد تحريره، على حد قولهم .

ودعت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الحر الفلسطينيين والسوريين الذين نزحوا بسبب القتال للعودة إلى منازلهم.

ومن جانبه، قال نايف حواتمة, الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن القيادة الفلسطينية تقدمت بمقترحات إلى النظام السوري وكذلك لقيادة الجيش الحر، للتفاوض حول وضع مخيم اليرموك، وجرت محادثات بين ممثلين عن المخيم وبين مسؤولين سوريين وكذلك من الجيش الحر حول وضع المخيمات الفلسطينية على الحياد لتجنب موجة نزوح وكارثة إنسانية جديدة.

أمهات قتلى الجيش السوري يصرخن

لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

عاد علاء، 21 عاما، إلى أهله، في محافظة اللاذقية، جثة هامدة بعد يومين من الانتظار عقب إبلاغهم خبر مقتله في منطقة حرستا بريف العاصمة دمشق.

تبكي والدته، من إحدى قرى مدينة جبلة الساحلية ذات الغالبية العلوية، قائلة لموقع سكاي نيوز عربية “لم يمر عليه شهران منذ سحبه إلى الخدمة الاحتياطية لدى الجيش السوري.. ويل قلبي هو صغير.. قال لي إن من يذهب إلى هناك لايرجع أبدا.. لكني طمأنته ودعيت الله أن يحميه لكنه استشهد هناك..”.

بين بكائها واسترحامها على روح ابنها، تتوقف أم علاء لوهلة تشكر الله أن جسد ابنها عاد إليها في حين جارتها في القرية لم تتمكن من استعادة جثمان ابنها لأنه “أصبح أشلاء” على حد قولها.

وقالت أم علاء “أشكر الله أن جثمان ابني عاد إلي لأدفنه في التراب.. فإكرام الميت دفنه.. الله يكون بعون أم محمد ابنها لم ولن يعيدوه إليها لأنه أصبح أشلاء.. لم يجدوا منه شيء!”.

وقالت الناشطة ندى، علوية من قرى اللاذقية “هناك غضب شديد لدى أغلب العائلات.. يكاد لايخلو منزل في الساحل السوري من قتيل أو جريح أو مشوه.. العائلات بدأت تطالب بترك أبنائها وعدم زجهم في حرب يقتلون فيها كل يوم”.

وأضافت “كثير من العائلات بدأت تقول اتركوا أبناءنا لنا ليدافعوا عنا وعن قرانا”.

من جانبه الناشط عصام، 26 عاما من إحدى قرى جبلة، تحدث عن “سحب بعض الأبناء الوحيدين إلى الخدمة الاحتياطية في الجيش رغم مخالفة ذلك للقانون الذي يقول بعدم تجنيد من وحيد لأمه”.

وأضاف لموقعنا “لدي ابن عمي وبه مس منغولي يبدو واضح من شكل رأسه وعينيه إلا أنه سحب إلى الخدمة الاحتياطية”، ويضيف “يبدو أن النظام بات يسحب الشباب لصفوفه دون الشروط.. والويل لكل من يتخلف أو يفكر بذلك”.

وبث ناشطون على يوتيوب من قالوا إنها أم أحد الضباط العلويين بالجيش السوري، الذين قتلوا في الاشتباكات وهي ترثي ابنها بالمواويل الشعبية وتبكيه.

ومن خلال غنائها الباكي تقول الأم “اتصل بي وكان يبكي فسألته إذا كان مصابا فنفى ذلك وقال باكيا إن السلاح نفذ منهم.. لا تعاودي الاتصال بي”.

ثم تنهار الأم على ضريح ابنها باكية.

وتداول ناشطون على مواقع النواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، صورة من مطار مدينة جبلة الساحلية لطائرة تحمل جثامين قتلى القوات الحكومية، وتبدو الطائرة محاطة بسيارات الإسعاف التي تحمل التوابيت إلى القرى.

كما تداول ناشطون صورة مسربة لما قالوا إنها من داخل أحد المستشفيات العسكرية في سوريا، ويظهر فيها عدد من التوابيت الملتفة بالعلم السوري على جانبي الممر داخل المبنى.

صورة من داخل أحد المستشفيات العسكرية السورية تظهر التوابيت على طرفي الممر لقتلى القوات الحكومية

وقال الناشط شادي، من الطائفة العلوية، لموقعنا إن الرئيس السوري “بشار الأسد عمل جاهدا على إظهار أن ما يحدث في سوريا هو حرب طائفية فيما ما يحدث حقيقة كان ثورة مدنية تحول قسم منها إلى حراك مسلح لمواجهة الهجوم الشرس والدامي على أول حراك سلمي احتجاجي ضد النظام الأسدي”.

وأضاف “نحن لسنا محرقة ليستمر هو بحكمه.. لطالما عانينا من تهميشه وظلمه لنا.. والآن هو يستمر على أرواح قتلانا… أنا علوي وكثر مثلي نرفض أن يتم حسابنا على النظام الساقط.. نحن أحرار وأخوة في الوطن والحرية والثورة”.

يذكر أن علويين شاركوا منذ بداية الاحتجاجات منتصف مارس 2011، في المظاهرات المعارضة للرئيس السوري، كما عملوا كناشطين ميدانيين، إلى جانب العمل في الإغائة، وأطلق قسم منهم صفحات عديدة على فيسبوك مناهضة للأسد، كما وقعوا العديد من البيانات التي تدين ما أسموه “إجرام النظام”، بالإضافة إلى مشاركتهم بعض ألوية الجيش الحر.

وكان أهالي قرية بسيسين، إحدى القرى العلوية في الساحل السوري، اشتبكوا مع قوات الأمن على خلفية رفض الأهالي إرسال أبنائهم إلى خدمة الاحتياط في قوى الجيش أواخر أكتوبر الماضي.

حيث اعتمد النظام السوري سياسة طلب الذكور لخدمة الاحتياط، أو إلى عدم تسريح من أنهى الخدمة العسكرية الإلزامية، لدعم قواته عقب انطلاق الاحتجاجات التي عمت البلاد، حسب ناشطين في الداخل السوري.

وذكرت مصادر متفرقة أن عدد القتلى من الطائفة العلوية بلغ أكثر من 20 ألف شخص.

ومن أهم ناشطي الحراك من الطائفة العلوية، التي ينتمي لها الرئيس السوري، السيناريست فؤاد حميرة، الكاتبة سمر يزبك، الناشطة خولة دنيا، الممثلة لويز عبدالكريم، الفنان جمال سليمان وغيرهم.

51 قتيلا و”الحر” يهاجم فرع فلسطين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر لسكاي نيوز عربية أن الجيش السوري الحر هاجم فرعي المخابرات المعروفين باسم فرع فلسطين وفرع الدوريات، الخميس، عند المتحلق الجنوبي للعاصمة السورية دمشق، وأفادت مصادر المعارضة عن مقتل 51 شخصا في أنحاء البلاد.

وتحدثت المصادر أيضا عن اشتباكات تتركز في المتحلق الجنوبي وعن سيطرة الجيش الحر على ست دوريات تابعة للجيش السوري في المنطقة، بالإضافة إلى اشتباكات بين القوات الحكومية والجيش الحر عند دوار البطيخة.

وأفادت شبكة شام الإخبارية المعارضة بوقوع انفجارات عنيفة هزت مناطق مختلفة في دمشق ومنها حي كفرسوسة، مع استمرار القصف على أحياء العاصمة الجنوبية المتاخمة لمخيم اليرموك وأعنفها في التضامن والحجر الأسود.

وأكدت لجان التنسيق وقوع اشتباكات عنيفة في زملكا وسط محاولات الجيش السوري لاقتحام البلدة.

وفي حلب تحدثت المصادر عن قصف مستمر على ريف حلب، وقصف عنيف مماثل يستهدف بلدات إدلب وأعنفها بلدة ساحم.

وارتفع إجمالي عدد القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا إلى أكثر من 44 ألف شخص، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ليل الأربعاء إن 44 ألفا و63 شخصا قتلوا منذ منتصف مارس 2011، تاريخ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد والتي قمعتها السلطات بقوة وتحولت إلى نزاع عنيف دام.

وبين هؤلاء 30 ألفا و819 مدنيا. ويدرج المرصد بين المدنيين، أولئك الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين عن الجيش السوري. كما قتل 1482 جنديا منشقا و10978 عنصرا من القوات الحكومية.

ويضاف إلى هؤلاء 784 قتيلا مجهول الهوية، بحسب ما يقول المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمندوبين في كل أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية مدنية وعسكرية.

ولا تشمل هذه الأرقام آلاف المفقودين والمعتقلين. وأشار عبد الرحمن إلى وجود عدد كبير من القتلى بين عناصر قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة “لم يتمكن المرصد من توثيق أسمائهم بسبب تكتم الجانبين على الأعداد، حفاظا على المعنويات”.

محللون: القاعدة بعد الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بعد أفول نجم القاعدة في العراق عاود التنظيم الظهور في سوريا المجاورة مما سبب أزمة للمعارضة التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ودفع الغرب إلى رفض تقديم الدعم العسكري للانتفاضة السورية.

فصعود “جبهة النصرة” فرع تنظيم القاعدة في سوريا التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية الأسبوع الماضي يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة ودامية مع الغرب وربما مع إسرائيل.

ويبدو أن جبهة النصرة اكتسبت شعبية في بلد زاد فيه الطابع الديني مع تزايد عنف السلطات في مواجهة الانتفاضة.

وأعلنت الجبهة مسؤوليتها عن تفجيرات كبرى ودامية في دمشق وحلب وانضم مقاتلوها إلى وحدات أخرى من المعارضة في هجمات على قوات الأسد.

وتقول مجموعة سايت إنتليجنس المتخصصة في مراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت إن جبهة النصرة أعلنت مسؤوليتها في يوم واحد فقط الشهر الماضي عن 45 هجوما في محافظات دمشق ودرعا وحماة وحمص أفادت تقارير بأنها أسفرت عن مقتل العشرات منهم 60 في تفجير انتحاري واحد.

وقالت المجموعة: “في 18 بيانا صدرت على منتديات جهادية…معظمها تحتوي على صور للهجمات أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن كمائن واغتيالات وتفجيرات وهجمات على قوات الأمن السورية والشبيحة.”

وقال أعضاء من المجموعة إن جبهة النصرة تهدف إلى إحياء الخلافة الإسلامية.

ويدق ذلك ناقوس الخطر لدى الكثيرين في سوريا من الأقليات المحافظة غير المتشددة التي تخشى أن تسعى الجبهة إلى تطبيق نظام حكم يشبه نظام طالبان.

ودفعت المخاوف من القمع الديني الأكراد بالفعل إلى تحصين منطقتهم في مدينة حلب وكانت وراء اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الأكراد وجبهة النصرة في بلدة رأس العين الحدودية في نوفمبر.

وتتعارض أفكار النصرة أيضا مع ائتلاف جديد للمعارضة السورية اعترفت به عشرات الدول الأسبوع الماضي باعتباره بديلا للأسد ويلتزم بتأسيس حكم ديمقراطي يحل محل حكم الرئيس السوري.

وقال عمر (25 عاما) وهو خريج جامعي ومجند سابق بالجيش إنه انشق وانضم إلى جبهة النصرة بسبب القمع الذي تعرض له على يد الضباط الحكوميين الذين يحتكرون جميع المراتب العليا في الجيش تقريبا.

وقبل الانتفاضة قال عمر إنه كان يؤيد في قرارة نفسه حزب التحرير وهو حزب إسلامي دولي يسعى لاستعادة الخلافة الإسلامية التي ألغاها التركي العلماني مصطفى كمال أتاتورك عام 1924.

وقال عمر وهو من منطقة ريفية قرب مدينة حلب “الصلاة محظورة في الجيش وإذا اشتبهوا في أنك تصلي ينقلونك إلى أبعد أماكن”.

وأضاف “هدفنا هو خلع الأسد والدفاع عن شعبنا من القمع العسكري وإقامة الخلافة. الكثيرون في الجيش السوري الحر يتبنون أفكارا مثل أفكارنا ويريدون دولة إسلامية.”

وتابع قائلا “اشتهرنا نحن وإسلاميون آخرون بأننا قادرون على خوض المعركة. كثيرون يريدون الانضمام إلى النصرة ولكن ليس لدينا أسلحة كافية لإمدادهم بها.”

غير أن معلمة تعيش في منطقة الموكمبو وسط حلب قالت إن طريقة تفكير جبهة النصرة بغيضة.

وأضافت “تعتقد النصرة أن بإمكانها تبرير كل أفعالها بهتافها الله أكبر. لم ننتفض لننتقل من الذل تحت حكم الأسد إلى ذل الخضوع لحكم القاعدة.”

وقالت مصادر من المعارضة إن كثيرا من السوريين الذين قاموا بتسهيل انتقال جهاديين من سوريا إلى تنظيم القاعدة في العراق في ذروة حملته ضد القوات الأميركية هناك يقاتلون الآن مع جبهة النصرة بينما يعمل الجهاديون في العراق على ترتيب نقل الأفراد وتكنولوجيا تصنيع القنابل إلى سوريا.

ولم يتضح بعد مصدر تمويل النصرة رغم أن احتمال قدومه من العراق أيضا قائم.

وقال إبراهيم وهو شاب من أعضاء جبهة النصرة بمحافظة إدلب إنه احتجز في سجن صيدنايا الواقع إلى الشمال من دمشق والذي قتل فيه 170سجينا معظمهم من الإسلاميين بعد أن أخمد الجيش تمردا في عام 2007.وأضاف “نريد الثأر.”

ولدى سؤاله حول بيان أميركي أفاد بأن عمليات النصرة تسفر عن مقتل الكثير من المدنيين قال إبراهيم إن هناك مبالغة.

وقال “تنفجر القنبلة أمام مجمع أمني تحرسه أربع سيارات مليئة بالشبيحة الذين يرتدون ملابس مدنية. يموت الشبيحة وتقول وسائل الإعلام الحكومية إنهم مدنيون. ملابسهم فقط هي المدنية.”

ونشرت عدة مقاطع مصورة على الإنترنت في الأسابيع الماضية يظهر فيها أشخاص يقال إنهم معارضون مرتبطون بجبهة النصرة وهم يطلقون النار وفي بعض الأحيان يقطعون رؤوس جنود الأسد.

غير أن النصرة لا تزال تحظى بشعبية واسعة على ما يبدو. وأظهر مقطع مصور نشر الجمعة حشودا في جنوب سوريا بؤرة اندلاع الانتفاضة وهي تستنكر تصنيف الولايات المتحدة للجبهة كمنظمة إرهابية ويهتفون “جبهة النصرة تحمينا.”

وقال فاروق طيفور نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا والذي قاتل ضد نظام حافظ الأسد والد بشار في ثمانينات القرن العشرين إنه لا يزال من السابق لأوانه للغاية تصنيف مقاتلي المعارضة. وأضاف أن البعض انضموا إلى النصرة للدفاع عن منازلهم دون أن يتبنوا أفكارها.

ولم تتضح هوية قادة جبهة النصرة. ويقول البعض إن زعيمها شخص يدعى محمد الجولاني جنسيته غير معلومة.

غير أن نشطا إسلاميا معارضا جاب شمال ووسط سوريا قبل أيام قليلة والتقى مع قياديي النصرة قال إن الجبهة أشبه بمنتدى ليس بين وحداته تنسيق يذكر.

وقال “ليست جماعة متجانسة. فطبيعة النصرة في دمشق أكثر تسامحا منها في إدلب. لديها قاعدة شعبية حقيقية في إدلب حيث يشكل السوريون معظم أعضاء النصرة على عكس حلب ودمشق.”

وأضاف أن الجماعة لم تبد ما ينم عن أنها تسعى لفرض سيطرة على غرار طالبان. وتابع “الكثير من المعارضين الذين التقيت معهم يقولون إنهم انضموا إلى النصرة لأنها تمتلك أسلحة استولت على معظمها من الهجمات وإنهم سيعودون إلى ديارهم بعد الانتفاضة.”

لكن الكثير من نشطاء المعارضة المنتمين إلى تيار الوسط يخشون أن ترفع النصرة السلاح في وجه أي نظام من خارج التيار الإسلامي يمكن أن يأتي بعد الأسد.

وقال معارض على صلة بالجماعات الجهادية طلب عدم الكشف عن اسمه “السؤال الرئيسي هو كيف يمكن احتواء النصرة في سوريا بعد الأسد.”

وأضاف “النصرة نوع من الجماعات التي يمكن أن تصف أكثر رجال الدين ورعا بأنه ملحد وتقتله داخل أحد المساجد لمجرد أنه لم يتفق معها في الرأي.”

ويقدر عدد أعضاء جبهة النصرة بالآلاف ويتمتعون بقوة خاصة في منطقتي حلب وإدلب الشماليتين حيث انضموا إلى جماعات إسلامية مثل أحرار الشام ولواء التوحيد أو نفذوا عمليات مشتركة معها.

وفي دمشق وحولها يقل عدد أعضاء الجبهة ولكنهم يحتفظون بقوتهم هناك وفي بعض الأماكن يبعدون مسافة 20 كيلو مترا فقط عن جبهة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال أبو منذر وهو مهندس انضم إلى صفوف المعارضة ويعمل على الحدود الجنوبية لدمشق ويذهب إلى الأردن ليلتقي مع معارضين آخرين في عمان إن عدد أفراد النصرة يقدر بالمئات في دمشق مقابل الآلاف في الشمال.

وقال معارض آخر طلب عدم ذكر اسمه إن أجهزة المخابرات الدولية تسعى للحد من نفوذ النصرة في دمشق وسهل حوران الجنوبي القريب من مرتفعات الجولان والحدود الأردنية.

وأضاف “تدرك أجهزة المخابرات العالمية أن النصرة تشكل أكبرتهديد في سوريا ما بعد الأسد وتخصص المزيد من الموارد للتعامل مع هذا التهديد.”

وتابع “للمرة الأولى توجد القاعدة على مقربة من إسرائيل…الكثيرون يدركون أن أفضل ما يمكن القيام به الآن هو احتواؤها في شمال سوريا -حتى وإن كانت المنطقة تواجه خطر التحول لإمارة إسلامية من نوع ما- مع السعي وراء تشكيل حكومة مدنية في دمشق وحولها.”

دعوات لاعتقال وزير الداخلية السوري في بيروت

بيروت، لبنان (CNN) — دعت شخصيات نيابية وسياسية في لبنان إلى وضع وزير الداخلية السوري، محمد الشعار، الموجود في بيروت للعلاج بعد التفجير الذي استهدف مقر وزارته بدمشق قبل أسبوع، قيد الحراسة تمهيدا لتحويله إلى القضاء، وذلك بتهمة “ارتكاب مجازر وعمليات اغتيال” في لبنان.

وجاءت الدعوة بعد اجتماع لتكتل “اللقاء الوطني الإسلامي” بحضور النائبين محمد كبارة وخالد الضاهر، وكلاهما من الكتلة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق، سعدالدين الحريري، إلى جانب ممثلين عن الجماعة الإسلامية وتنظيمات أخرى.

 وأصدر المجتمعون بيانا استنكروا فيه “استقبال وزير داخلية النظام المجرم في سوريا محمد الشعار الذي كان إحدى أدوات النظام السوري في طرابلس، والذي إرتكب المجازر وفي مقدمها مجزرة باب التبانة عام 1986 التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء” على حد تعبيرهم.

واعتبر المجتمعون أن استقبال الشعار يدين الحكومة اللبنانية “في العمالة والخضوع والتبعية للنظام السوري،” وأضافوا أن على الحكومة “أن تبقي الشعار تحت الحراسة القضائية وأن تحوله إلى القضاء المختص بجرم ارتكاب مجازر ضد الإنسانية في طرابلس، وعمليات الاغتيال التي نفذها هذا النظام وأدواته”.

وكان الشعار قد أدخل ليل الأربعاء إلى مستشفى الجامعة الأميركية للمعالجة، جراء إصابته في الانفجار الذي استهدف وزارته قبل أيام، في منطقة كفرسوسة غرب العاصمة، ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن أحد الأطباء قوله إن وضع الشعار “مستقر” وهو مصاب بحروق وشظايا ولن يحتاج الى اجراء عملية جراحية بل الى المراقبة والعلاج.

لجنة أممية بشأن سورية تقرع ناقوس الخطر حيال تزايد طائفية النزاع

بروكسل (20 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

شددت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسورية في تقريرها الأخير الصادر اليوم على تزايد الطابع الطائفي للنزاع الدائر في هذا البلد

وأشارت اللجنة في تقريرها، الذي يغطي الفترة ما بين 28 أيلول/سبتمبر الماضي و16 كانون الأول/ديسمبر الحالي، إلى أن تزايد الهجمات التي تقوم بها القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها على المدنيين السنة، بينما تورطت قوات المعارضة بمهاجمة بعض الفئات التي تعتبر مؤيدة للحكومة خاصة العلويين والمسيحيين والدروز والتركمان والأكراد وغيرهم

وقالت إن “هناك أقليات إضطرات لحمل السلاح للدفاع عن نفسها أو أجبرت ، بمقتضى مجريات الأمور، للإنحياز لأحد الطرفين”، حسبما جاء في نص التقرير

جاء هذا خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده كل رئيس لجنة التحقيق سيرجيو بنهيرو، وكارين أبو زيد وكارلا ديل بونتي وهما من أعضاءها

وسلط التقرير الضوء على وجود محاربين أجانب في صفوف قوات المعارضة ، بعضهم مرتبط بجماعات إسلامية وبعضهم يحمل فكراً متطرفاً، مع التنويه إلى وجود عناصر من حزب الله اللبناني ومحاربين من العراق وإيران بالقتال في صفوف القوات الموالية للحكومة السورية

وتضمن التقرير الذي جاء في عشر صفحات شهادات حول تدهور الوضع الإنساني في كافة المناطق السورية، وعلى التزايد المطرد لأعداد اللاجئين والمشردين

وتضمن التقرير كذلك شهادات وحقائق حول حالات الخطف والإختفاء القسري ، بالإضافة إلى توثيق وقائع سلب ونهب وتدمير

كما ألقى الضوء على الضرر الكبير الذي لحق بالمواقع الأثرية السورية جراء القتال المتبادل بين الطرفين، بينما “لا يزال المدنيون في سورية يدفعون الثمن الأكبر للصراع الدائر بسبب التحرك الدائم لقوات الحكومة والمعارضة على السواء في المناطق الحضرية”، وفق ما جاء في نص التقرير

وفي هذا الإطار، أقرت كارلا ديل بونتي، عضو لجنة التحقيق، بصعوبة العمل خاصة داخل المناطق التي تخضع لسيطرة قوات المعارضة، فـ”لم يكن العمل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أسهل بكثير، خاصة وأننا نعرف أن الطرفين متورطان بإرتكاب أعمال ترقى إلى جرائم الحرب”، وفق كلامها

وأشارت إلى أن اللجنة ستصدر تقريراً جديداً في آذار/مارس القادم، “ولكن حتى ذلك الحين، نأمل التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تتفاقم باستمرار”، حسب تعليقات أدلت بها على هامش المؤتمر

وفي تصريحات مماثلة، أكدت كارين أبو زيد أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد تتحمل “الجزء الأكبر” عما يجري من إنتهاكات، منوهة بضرورة عدم إغفال ما يجري من إنتهاكات على يد قوات المعارضة

ووشددت على أن عمل اللجنة يهدف إلى التحقيق وتحديد المسؤوليات فقط، وليس الدخول إلى الشق السياسي للأزمة

ويذكر أن أعضاء لجنة التحقيق قد إستجوبوا على مدى عملهم الممتد منذ شهر آب/أغسطس 2011، ما يزيد عن 1200 بين ضحية وشاهد

جبريل يجدد دعم نظام الأسد وينفي مغادرة سورية والانشقاق عن الحزب

نفى الأمين العام للجبهة الشعبية –القيادة العامة، احمد جبريل أن يكون غادر إلى لبنان أو إيران، مؤكدا على انه في العاصمة السورية دمشق بعد سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على مخيم اليرموك

وقال جبريل “أنا لم أكن في المخيم أصلا، وكنت احضر اجتماع للقوي الفلسطينية في دمشق ولم أغادر إلي لبنان وما أشيع حول هذا الموضوع غير صحيح، وقد أشاعوا سابقا أنني غادرت إلي طرطوس واصدر ممثلنا في فلسطين حسام عرفات نفيا لهذا الأمر ثم قالوا أنني غادرت إلي إيران، أنكر هذه المعلومات غير صحيحة فانا في دمشق ولم أغادرها”، على حد وصفه

وأكد جبريل، الموالي للنظام السوري، سيطرة مسلحين سوريين على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وقال “ما يجري في مخيم اليرموك هو محاولة ليست جديدة للسيطرة علي المخيم من قبل المجموعات المعارضة المسلحة لتحسين مواقعهم العسكرية والنفاذ إلي دمشق من خاصرة اليرموك، حيث أرادت المجموعات المسلحة من السيطرة علي المخيم إيجاد تواصل بين منطقتي التضامن والحجر الأسود” جنوبي دمشق

وأضاف في مقابلة أجراها ووزعها المكتب الإعلامي للجبهة ووصلت نسخة منها لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء “هذه المجموعات هي مجموعات الجيش الحر وجبهة النصرة التابعة للقاعدة وبعض المتطوعين العرب وكما قلت أرادت هذه المجموعات إيجاد هذا التواصل بين التضامن والحجر الأسود لذلك قامت بالتسلل إلي مخيم اليرموك من جهة حي المغاربة وكان عددهم 400 مقاتل وشنوا هجوما علي المخيم وعلي مواقع القيادة العامة حيث قتل عشرة أشخاص وجرح ما يزيد عن المئة”، على حد وصفه

وعن أسباب سيطرة المسلحين على المخيم بسرعة، قال”لأنه ببساطة أصدرنا تعليماتنا لكافة المقاتلين من القيادة العامة بالانسحاب وعدم إطلاق النار وذلك حقنا للدماء ولتفويت الفرصة علي من يرد إقحام المخيم بالصراع والأزمة السورية”. وأضاف “التزمنا الحياد وقام سكان المخيم بتشكيل اللجان الشعبية لحماية الممتلكات داخل المخيم والتصدي لمحاولات الجيش الحر و جبهة النصر في إقحام الفلسطينيين في الشأن السوري، فنحن كنا وما زلنا نريد البقاء خارج دائرة الصراع فعدونا الذي نعرفه هو من احتل أرضنا وليس من استضافنا أو جاورنا”

ونفى وجود انشقاقات في القيادة العامة، وقال جبريل “هذه الإشاعات ليست الأولي في تاريخنا وتعودنا عليها، والقيادة العامة متماسكة ولا يوجد بها أي انشقاقات وكان لدينا اجتماع هام للمكتب السياسي اتخذنا فيه مجموعة من القرارات الهامة في مقدمتها التمسك بعدم التدخل في الشأن السوري”

وجدد وقوفه إلى جانب النظام السوري، وقال “الخيارات كبيرة وكثيرة ومفتوحة ونحن نعمل علي إسقاط هذه المؤامرة التي تستهدف دور سورية ومكانتها في الإقليم وشطب الحلف المساند لقضيتنا الوطنية من خلال إسقاط سوريا ولن نسمح بذلك بكل الأحوال”، على حد تعبيره

تقرير للأمم المتحدة: الصراع في سوريا أصبح طائفيا

صراع طائفي

قال محققون من الأمم المتحدة إن الصراع في سوريا أصبح يستند إلى أسس طائفية مما يضع الأقلية العلوية الحاكمة على نحو متزايد في مواجهة الأغلبية السنية مع وجود مقاتلين أجانب يساعدون طرفي الصراع.

وأوضح تقرير أعده فريق مستقل من المحققين برئاسة البرازيلي باولو بينيرو أنه “في الوقت الذي تقترب فيه المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من نهاية عامها الثاني باتت طبيعة الصراع طائفية بشكل صريح”.

وقال الخبراء في تقريرهم إن “الأقليات الأخرى مثل الأرمن والمسيحيين والدروز والفلسطينيين والأكراد والتركمان أقحموا في النزاع” مشددين على أن ” أكثر الانقسامات الطائفية وضوحا بين الطائفة العلوية والطائفة السنية”.

وأضاف التقرير أن القوات الحكومية السورية زادت من استخدامها للقصف الجوي بما في ذلك قصف المستشفيات.

واعتبر التقرير أن طبيعة الأعمال القتالية من الجانبين “انتهاك متزايد للقانون الدولي”.

ويغطي تقرير الأمم المتحدة الفترة بين 28 سبتمبر / ايلول و16 ديسمبر كانون / الأول.

آثار القصف الذي تعرضت مدينة حمص

ميدانيا، ذكرت مصادر في المعارضة السورية ان انفجارات ضخمة هزت العاصمة دمشق الخميس نتيجة قصف واشتباكات عند الطريق الدائري الجنوبي قرب بلدة زملكا بين مسلحي المعارضة والقوات الحكومية.

ولم يتسن لبي بي سي التحقق من هذه الانباء من مصادر مستقلة.

في هذه الأثناء أفاد نازحون من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق بأن القتال يدور داخل المخيم بين قوات المعارضة المسلحة ومقاتلين فلسطينيين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

أما في محافظة حماة الواقعة وسط سوريا، شن مسلحو المعارضة الخميس هجمات على حواجز للقوات النظامية في احدى بلدات المحافظة لقطع طريق امداد هذه القوات المتجهة إلى محافظة في الشمال بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا.

وقال المرصد “تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب ينفذون هجوما على حواجز للقوات النظامية في بلدة مورك الواقعة على طريق حلب دمشق الدولي إلى الجنوب من مدينة خان شيخون”.

لا تجاوب

في غضون ذلك، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن النظام السوري رفض التجاوب مع اتصالاته بشأن مخيم اليرموك للفلسطينيين في سوريا.

ونقلت وكالة فرانس برس عن العربي قوله” “بالنسبة لمخيم اليرموك اتصل بي الرئيس محمود عباس وقمنا بكل ما نستطيع من اتصالات، ومنذ تم تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لم يكن هناك اتصالات كما يجب. حاولت الاتصال بوزير الخارجية وليد المعلم وأقولها صراحة لم يرد علي”.

وأضاف العربي عقب لقائه أمين عام منظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو “أعربنا عن وجهة نظرنا بوضوح شديد واتصلنا بالأمم المتحدة وأرجو أن يتحقق شيء حول هذا الموضوع”.

الموقف الروسي

بوتين

من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مبعث القلق الرئيسي لروسيا بشأن القضية السورية هو مستقبل سوريا وليس مصير الرئيس بشار الأسد.

وأوضح بوتين أنه يدرك أن هناك ضغطا من أجل إحداث تغيير، مشددا على أن الهدف ليس إبقاء نظام الأسد في السلطة على حساب أحد.

وأضاف أن أي حل للصراع يجب أن يضمن عدم تبادل الحكومة والمعارضة للأدوار ومواصلة القتال إلى ما لا نهاية.

وقال بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي “لسنا منشغلين بشأن مصير نظام الأسد، إننا ندرك ما يجري هناك وأن عائلته ظلت في الحكومة منذ 40 عاما. بلا شك هناك حاجة للتغيير، إننا قلقون بشأن شيء آخر، (ألا وهو) ماذا بعد ذلك؟ إننا ببساطة لا نريد المعارضة الحالية، بعد أن تصبح في السلطة، أن تبدأ قتال الأشخاص الموجودين في السلطة حاليا بعد أن يتحولوا إلى المعارضة، (ولا نريد) أن يستمر ذلك للأبد”.

يبدو أن الشعار أصيب بجروح في هجوم استهدف مقر وزارة الداخلية

من ناحية أخرى، أفادت تقارير بأن وزير الداخلية السوري محمد الشعار أدخل إلى المستشفى الأمريكي في بيروت علما بأن هناك أنباء تشير إلى أنه كان أصيب بجروح في تفجير طال وزارة الداخلية الأسبوع الماضي.

ويبدو أن الشعار أصيب بجروح في هجوم استهدف مقر وزارة الداخلية الأسبوع الماضي حيث قتل عدة أشخاص.

وليس من الواضح طبيعة الجروح التي أصيب بها لكن لا يبدو أنها خطيرة.

وكان مسؤولون سوريون قالوا آنذاك في أعقاب الهجوم إن وزير الداخلية لم يصب بجروح.

ويقول مراسل بي بي سي في بيروت، جيم مور، إن ليس من الواضح لماذا نقل الشعار إلى لبنان من أجل العلاج.

وأضاف قائلا إن دمشق لا تزال بها مستشفيات عاملة رغم الاكتظاظ الذي تشهده إذ تستقبل يوميا نحو 100 إصابة في المستشفى المركزي.

وقال وزير لبناني رفض الكشف عن هويته في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “وصل الوزير السوري في السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي الموافق الخامسة والنصف بتوقيت غرينتش إلى مطار بيروت ثم نقل إلى المستشفى الأمريكي ببيروت”.

وأضاف قائلا “حالته مستقرة وكان قادرا على الكلام مع الأشخاص الذين استقبلوه في المطار. لا أعرف كم سيبقى الوزير هنا”.

وذكرت بعض التقارير أن الشعار يعاني إصابات خطيرة في الظهر لكن تقارير أخرى تقول إنه أصيب بجروح في الكتف والمعدة.

BBC © 2012

المعارضة السورية تقاتل للسيطرة على بلدة استراتيجية في حماة

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة تقدموا نحو بلدة استراتيجية في محافظة حماة في وسط سوريا يوم الخميس بعد سلسلة مكاسب بهدف قطع خطوط امداد الجيش وتعزيز موطيء قدم لهم في العاصمة دمشق التى تقع الى الجنوب.

وحقق مقاتلو المعارضة سلسلة مكاسب في أنحاء البلاد وسيطروا على العديد من المنشآت العسكرية والمزيد من الاسلحة الثقيلة مما يزيد التهديد لقاعدة سلطة الرئيس بشار الاسد في دمشق بعد 21 شهرا من بدء الانتفاضة ضد حكمه.

وقال معارضون يوم الأربعاء إنهم سيطروا على ست بلدات على الأقل في حماة. واندلع قتال عنيف يوم الخميس في بلدة مورك الواقعة على الطريق الرئيسي الذي يمتد من دمشق شمالا الى حلب أكبر مدن سوريا وهي ساحة معارك أخرى.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي له صلة بالمعارضة ان مقاتلي المعارضة يحاولون السيطرة على نقاط تفتيش في مورك وهي من البلدات التي سيطروا عليها بالفعل ووصف البلدة بأنها موقع حيوي للجيش السوري.

وقال المرصد في رسالة بالبريد الالكتروني ان مورك تقع على طريق دمشق – حلب وبها ثماني نقاط تفتيش ومقرين للامن والجيش. واضاف انه اذا تمكنت المعارضة من السيطرة على البلدة فإنها ستقطع تماما خطوط الامداد بين حماة ودمشق الى محافظة إدلب.

وتقع إدلب في الشمال الذي تهيمن عليه المعارضة على الحدود مع تركيا.

وتتبع المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا شبكة من الناشطين في انحاء البلاد. ومن الصعب التحقق من تقارير الناشطين لان الحكومة تفرض قيودا على دخول وسائل الاعلام الى سوريا.

والقتال في حماة يمكن ان يزيد حدة الصراع الطائفي في سوريا لان بها العديد من الاقليات ومن بينها العلويون والمسيحيون. وتؤيد اقليات خاصة العلوية التي ينتمي اليها الاسد الحكومة السورية. والغالبية السنية هي المحرك الرئيسي للانتفاضة.

وقال الناشط صافي الحموي الذي تحدث عبر موقع سكايب ان المعارضين يحاولون السيطرة على بلدتي محردة والصقيلبية وهما من معاقل النظام ولهما أهمية استراتيجية. وسكان البلدتين من المسيحيين والبلدات المجاورة من العلويين. ويشعر المعارضون بالقلق من ان قوات الامن ربما تقوم بتسليح السكان هناك.

وقال ان المعارضة تخشى أن تتسع المناوشات التي كانت في السابق بين السنة والعلويين الى صراع طائفي أكبر.

وأضاف انه يعتقد ان هذا لا يزال مستبعدا لان السكان حاولوا البقاء على الحياد لكن اذا أصبح الاشتباك طائفيا فانه قد يصبح كارثيا. وقال إن المسيحيين والمسلمين يمكن ان يجدوا أنفسهم فجأة أعداء.

وقال محققون في مجال حقوق الانسان تابعون للامم المتحدة اليوم الخميس ان الصراع في سوريا اصبح “طائفيا بشكل صريح” حيث يسعى مزيد من المدنيين لتسليح انفسهم ويتدفق مقاتلون أجانب أغلبهم سنة من 29 دولة.

وقالت كارين أبوزيد إحدى محققي الامم المتحدة في مؤتمر صحفي في بروكسل “يأتون من جميع الانحاء .. من اوروبا وأمريكا ومن الدول المجاورة بوجه خاص.”

وتزايد الانقسامات الطائفية ربما يقلل احتمالات المصالحة بعد انتهاء الصراع حتى اذا أطيح بالاسد ويثير تدفق الأجانب مخاطر امتداد القتال الى دول مجاورة تعاني من انقسامات طائفية مماثلة.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو حليف رئيسي للاسد يزوده بالاسلحة من ان أي حل للصراع في سوريا يجب أن يضمن عدم حدوث تبادل للأدوار بين قوات الرئيس السوري ومقاتلي المعارضة والا يستمر القتال بينهما الى ما لا نهاية.

وفي أول تصريحات مباشرة له تشير فيما يبدو الى امكانية رحيل الاسد قال بوتين انه لا يعتقد ان اي حل عسكري سيدوم.

وتابع في مؤتمره الصحفي السنوي “لسنا منشغلين بمصير نظام الأسد. نفهم ما يجري هناك وان الاسرة (اسرة الاسد) تحكم منذ 40 عاما.

“نحن قلقون بشأن أمر مختلف هو ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا نريد أن تبدأ المعارضة الحالية بعد أن تتحول الى سلطة في قتال من هم في السلطة حاليا…وأن يستمر هذا الى ما لا نهاية.”

ويتهم الغرب وبعض الدول العربية روسيا بحماية الاسد بعد ان استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات في مجلس الامن التابع للامم المتحدة كان القصد منها زيادة الضغط على دمشق حتى توقف العنف الذي قتل حتى الان أكثر من 40 ألفا.

وترد قوات الاسد على تقدم مقاتلي المعارضة بعمليات قصف عنيف خاصة على الضواحي الشرقية خارج دمشق حيث تهيمن قوات المعارضة.

وقال مصدر امني سوري ان الجيش يخطط لش هجمات شديدة في شمال ووسط سوريا لوقف تقدم المعارضين لكن لا توجد أي علامة واضحة على مثل هذه العمليات حتى الان.

وسيطر معارضون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في وقت سابق هذا الأسبوع مما جعلهم على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من وسط دمشق.

لكنهم قالوا يوم الخميس إنهم يتفاوضون لوضع المخيم تحت سيطرة مقاتلين فلسطينيين مؤيدين للمعارضة السورية.

وفي مناطق أخرى قال سكان محليون لرويترز يوم الخميس إن مقاتلي المعارضة سيطروا على موقع حدودي معزول على الحدود مع لبنان في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأضافوا أن نحو 20 مقاتلا من لواء القادسية سيطروا على الموقع في منطقة رنكوس التي ترتبط بطريق بري بقرية طفيل اللبنانية النائية.

وتهيمن المعارضة بالفعل على كثير من المناطق على حدود سوريا الشمالية والشرقية مع تركيا والعراق على الترتيب.

وقالت مصادر طبية لبنانية إن وزير الداخلية السوري يتلقى العلاج في بيروت يوم الخميس من جروح أصيب بها في الكتف والبطن والساقين عندما تم تفجير وزارة الداخلية في دمشق الأسبوع الماضي.

واضافت المصادر أن حالة الوزير محمد إبراهيم الشعار ليست خطيرة وإن الأطباء يحاولون إزالة شظايا وإجراء جراحة ترميمية لجروحه.

وكان الوزير يتنقل على مقعد متحرك لكنه تحدث مع مسؤولين لدى وصوله الى بيروت مساء الأربعاء.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

من اريكا سولومون

الأمم المتحدة تحذر من تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا

بروكسل/جنيف (رويترز) – قال محققون في مجال حقوق الإنسان تابعون للأمم المتحدة يوم الخميس إن مقاتلين من أنحاء العالم تسللوا إلى سوريا للمشاركة في حرب أهلية قسمت البلاد على أسس طائفية.

وقد يقلص تعميق الانقسامات الطائفية في سوريا احتمالات أي مصالحة بعد الصراع حتى لو تمت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ويزيد تدفق المقاتلين الأجانب احتمال امتداد الحرب إلى بلدان مجاورة تسودها الانقسامات الطائفية ذاتها التي تقسم سوريا.

وقال فريق المحققين المستقلين الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو في أحدث تقرير له مكون من عشر صفحات “فيما تقترب المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من نهاية عامها الثاني باتت طبيعة الصراع طائفية بشكل صريح.”

وأضاف أنه نتيجة لذلك يسعى عدد متزايد من المدنيين لتسليح أنفسهم في الصراع المستمر منذ 21 شهرا.

وقالت كارين أبو زيد عضو فريق التحقيق في مؤتمر صحفي في بروكسل “ما وجدناه في الأشهر القليلة الماضية هو أن الأقليات التي حاولت أن تبقى بمنأى عن الصراع بدأت في التسلح لحماية نفسها.”

وقال التقرير إن القوات الحكومية السورية زادت عمليات القصف الجوي بما في ذلك قصف المستشفيات وإن هناك أدلة تشير الى أن هذه الهجمات “غير متناسبة” مع طبيعة الأهداف التي تتعرض للقصف.

وذكر التقرير أن طبيعة الأعمال القتالية من الجانبين تمثل “انتهاكا متزايدا للقانون الدولي”.

واضاف “لشعورها بالتهديد وتعرضها للهجوم تزايد انضمام جماعات الأقلية العرقية والدينية لطرفي الصراع مما يعمق الانقسامات الطائفية.”

وقال محققو الأمم المتحدة في تقريرهم بشأن ما توصلوا اليه بعد أحدث المقابلات التي أجروها في المنطقة إن أغلب “المقاتلين الأجانب” الذين تسللوا إلى سوريا للانضمام لمجموعات المعارضين أو القتال بشكل مستقل في صفهم من السنة من دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وقالت أبو زيد إن المقاتلين “يأتون من جميع الانحاء .. من اوروبا وأمريكا ومن الدول المجاورة بوجه خاص.” وأضافت أنه جرى تسجيل أسماء من 29 دولة حتى الآن.

ويغطي تقرير الأمم المتحدة الفترة بين 28 سبتمبر ايلول و16 ديسمبر كانون الأول وسيكون جزءا من وثيقة نهائية ستعد في مارس آذار.

وقال التقرير إن جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية أكدت أن أعضاء منها في سوريا وأنهم يقاتلون لصالح الأسد.

ونفى حزب الله في وقت سابق إرسال أعضاء للقتال إلى جانب القوات الحكومية السورية.

لكن حزب الله نظم قبل نحو شهرين سلسلة جنازات لمقاتلين قال إنهم قتلوا أثناء أداء مهام “جهادية” ولمح حسن نصر الله زعيم الجماعة إلى أنهم كانوا يقاتلون في مناطق على طول الحدود اللبنانية السورية غير المحددة بشكل دقيق.

واشار تقرير الأمم المتحدة أيضا إلى تقارير تفيد بأن شيعة عراقيين جاءوا للقتال في سوريا وقال إن إيران أكدت في سبتمبر ايلول أن أفرادا من الحرس الثوري الإيراني موجودون في سوريا لتقديم المساعدة. ونفت طهران المشاركة عسكريا في سوريا.

وقال التقرير “مع طول أمد الصراع أصبح الطرفان أكثر عنفا ويصعب التنبؤ بتصرفاتهما على نحو متزايد مما أدى إلى تزايد انتهاكاتهما للقانون الدولي.”

وأضاف المحققون أن الطرفين يتقاعسون عن “تمييز الأهداف” ويستخدمون منشآت مدنية لأغراض عسكرية.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

من جوستينا بولاك وستيفاني نيبيهاي

القاعدة تزداد نفوذا في سوريا مع اقتراب لحظة الحسم

عمان (رويترز) – بعد أفول نجم القاعدة في العراق عاود التنظيم الظهور في سوريا المجاورة مما سبب أزمة للمعارضة التي تقاتل من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ودفع الغرب إلى رفض تقديم الدعم العسكري للانتفاضة السورية.

فصعود جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية الأسبوع الماضي يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة ودامية مع الغرب وربما مع إسرائيل.

وفي سوريا تستغل الجبهة الانقسام الطائفي المتزايد لتجنيد السنة الذين يرون أن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تهيمن على السلطة والأجهزة الأمنية في البلاد تحرمهم من حقوقهم.

ويبدو أن جبهة النصرة اكتسبت شعبية في بلد زاد فيه الطابع الديني مع تزايد عنف السلطات في مواجهة الانتفاضة التي يقودها السنة.

وأعلنت الجبهة مسؤوليتها عن تفجيرات كبرى ودامية في دمشق وحلب وانضم مقاتلوها إلى وحدات أخرى من المعارضة في هجمات على قوات الأسد.

وتقول مجموعة سايت انتليجنس المتخصصة في مراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت إن جبهة النصرة أعلنت مسؤوليتها في يوم واحد فقط الشهر الماضي عن 45 هجوما في محافظات دمشق ودرعا وحماة وحمص أفادت تقارير بأنها أسفرت عن مقتل العشرات منهم 60 في تفجير انتحاري واحد.

وقالت المجموعة “في 18 بيانا صدرت على منتديات جهادية… معظمها تحتوي على صور للهجمات أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن كمائن واغتيالات وتفجيرات وهجمات على قوات الأمن السورية والشبيحة.”

وقال أعضاء من المجموعة أجرت رويترز مقابلات معهم إن جبهة النصرة تهدف إلى إحياء الخلافة الإسلامية.

ويدق ذلك ناقوس الخطر لدى الكثيرين في سوريا من الأقلية المسيحية والعلوية والشيعية إلى السنة المحافظين غير المتشددين الذين يخشون أن تسعى الجبهة إلى تطبيق نظام حكم يشبه نظام طالبان.

ودفعت المخاوف من القمع الديني الأكراد بالفعل إلى تحصين منطقتهم في مدينة حلب وكانت وراء اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الأكراد وجبهة النصرة في بلدة راس العين الحدودية في نوفمبر تشرين الثاني.

وتتعارض أفكار النصرة أيضا مع ائتلاف جديد للمعارضة السورية اعترفت به عشرات الدول الأسبوع الماضي باعتباره بديلا للأسد ويلتزم بتأسيس حكم ديمقراطي يحل محل حكم الرئيس السوري.

وقال عمر (25 عاما) وهو خريج جامعي ومجند سابق بالجيش إنه انشق وانضم إلى جبهة النصرة بسبب القمع الذي تعرض له لكونه سنيا على يد الضباط العلويين الذين يحتكرون جميع المراتب العليا في الجيش تقريبا.

وقبل الانتفاضة قال عمر إنه كان يؤيد في قرارة نفسه حزب التحرير وهو حزب إسلامي دولي يسعى لاستعادة الخلافة الإسلامية التي ألغاها التركي العلماني مصطفى كمال أتاتورك عام 1924.

وقال عمر عبر الهاتف من منطقة ريفية قرب مدينة حلب “الصلاة محظورة في الجيش وإذا اشتبهوا في أنك تصلي ينقلونك إلى أبعد أماكن.”

وأضاف “هدفنا هو خلع الأسد والدفاع عن شعبنا من القمع العسكري وإقامة الخلافة. الكثيرون في الجيش السوري الحر يتبنون أفكارا مثل أفكارنا ويريدون دولة إسلامية.”

وتابع قائلا “اشتهرنا نحن وإسلاميون آخرون بأننا قادرون على خوض المعركة. كثيرون يريدون الانضمام إلى النصرة ولكن ليس لدينا أسلحة كافية لإمدادهم بها.”

غير أن معلمة تعيش في منطقة الموكمبو وسط حلب قالت إن طريقة تفكير جبهة النصرة بغيضة.

وأضافت “تعتقد النصرة أن بإمكانها تبرير كل أفعالها بهتافها الله أكبر. لم ننتفض لننتقل من الذل تحت حكم الأسد إلى ذل الخضوع لحكم القاعدة.”

وقالت مصادر من المعارضة إن كثيرا من السوريين الذين قاموا بتسهيل انتقال جهاديين من سوريا إلى تنظيم القاعدة في العراق في ذروة حملته ضد القوات الأمريكية هناك يقاتلون الآن مع جبهة النصرة بينما يعمل الجهاديون في العراق على ترتيب نقل الأفراد وتكنولوجيا تصنيع القنابل إلى سوريا.

ولم يتضح بعد مصدر تمويل النصرة رغم أن احتمال قدومه من العراق أيضا قائم.

وقال إبراهيم وهو شاب من أعضاء جبهة النصرة بمحافظة إدلب إنه احتجز في سجن صيدنايا الواقع إلى الشمال من دمشق والذي قتل فيه 170 سجينا معظمهم من الإسلاميين بعد أن أخمد الجيش تمردا في عام 2007. وأضاف “نريد الثأر.”

ولدى سؤاله حول بيان أمريكي أفاد بأن عمليات النصرة تسفر عن مقتل الكثير من المدنيين قال إبراهيم إن هناك مبالغة.

وقال “تنفجر القنبلة أمام مجمع أمني تحرسه أربع سيارات مليئة بالشبيحة الذين يرتدون ملابس مدنية. يموت الشبيحة وتقول وسائل الإعلام الحكومية إنهم مدنيون. ملابسهم فقط هي المدنية.”

ونشرت عدة مقاطع مصورة على الإنترنت في الأسابيع الماضية يظهر فيها أشخاص يقال إنهم معارضون مرتبطون بجبهة النصرة وهم يطلقون النار وفي بعض الأحيان يقطعون رؤوس جنود الأسد.

غير أن النصرة لا تزال تحظى بشعبية واسعة على ما يبدو. وأظهر مقطع مصور نشر يوم الجمعة حشودا في جنوب سوريا بؤرة اندلاع الانتفاضة وهي تستنكر تصنيف الولايات المتحدة للجبهة كمنظمة إرهابية ويهتفون “جبهة النصرة تحمينا.”

وقال فاروق طيفور نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا والذي قاتل ضد نظام حافظ الأسد والد بشار في ثمانينات القرن العشرين إنه لا يزال من السابق لأوانه للغاية تصنيف مقاتلي المعارضة. وأضاف أن البعض انضموا إلى النصرة للدفاع عن منازلهم دون أن يتبنوا أفكارها.

ولم تتضح هوية قادة جبهة النصرة. ويقول البعض إن زعيمها شخص يدعى محمد الجولاني جنسيته غير معلومة.

غير أن نشطا إسلاميا معارضا جاب شمال ووسط سوريا قبل أيام قليلة والتقى مع قياديي النصرة قال إن الجبهة أشبه بمنتدى ليس بين وحداته تنسيق يذكر.

وقال “ليست جماعة متجانسة. فطبيعة النصرة في دمشق أكثر تسامحا منها في إدلب. لديها قاعدة شعبية حقيقية في إدلب حيث يشكل السوريون معظم أعضاء النصرة على عكس حلب ودمشق.”

وأضاف أن الجماعة لم تبد ما ينم عن أنها تسعى لفرض سيطرة على غرار طالبان. وتابع “الكثير من المعارضين الذين التقيت معهم يقولون إنهم انضموا إلى النصرة لأنها تمتلك أسلحة استولت على معظمها من الهجمات وإنهم سيعودون إلى ديارهم بعد الانتفاضة.”

لكن الكثير من نشطاء المعارضة المنتمين إلى تيار الوسط يخشون أن ترفع النصرة السلاح في وجه أي نظام من خارج التيار الإسلامي يمكن أن يأتي بعد الأسد.

وقال معارض على صلة بالجماعات الجهادية طلب عدم الكشف عن اسمه “السؤال الرئيسي هو كيف يمكن احتواء النصرة في سوريا بعد الأسد.”

وأضاف “النصرة نوع من الجماعات التي يمكن أن تصف أكثر رجال الدين ورعا بأنه ملحد وتقتله داخل أحد المساجد لمجرد أنه لم يتفق معها في الرأي.”

ويقدر عدد أعضاء جبهة النصرة بالآلاف ويتمتعون بقوة خاصة في منطقتي حلب وإدلب الشماليتين حيث انضموا إلى جماعات إسلامية مثل أحرار الشام ولواء التوحيد أو نفذوا عمليات مشتركة معها.

وفي دمشق وحولها يقل عدد أعضاء الجبهة ولكنهم يحتفظون بقوتهم هناك وفي بعض الأماكن يبعدون مسافة 20 كيلومترا فقط عن جبهة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال أبو منذر وهو مهندس انضم إلى صفوف المعارضة ويعمل على الحدود الجنوبية لدمشق ويذهب إلى الأردن ليلتقي مع معارضين آخرين في عمان إن عدد أفراد النصرة يقدر بالمئات في دمشق مقابل الآلاف في الشمال.

ولكن هذه الأعداد قد تزيد. وأعلن لواء المجاهدين في حي التضامن بجنوب دمشق تحالفه مع النصرة بعد اختلافه مع جماعات عسكرية تحظى بدعم عربي ويتزعمها ضباط منشقون.

وقال معارض آخر طلب عدم ذكر اسمه إن أجهزة المخابرات الدولية تسعى للحد من نفوذ النصرة في دمشق وسهل حوران الجنوبي القريب من مرتفعات الجولان والحدود الأردنية.

وأضاف “تدرك أجهزة المخابرات العالمية أن النصرة تشكل أكبر تهديد في سوريا ما بعد الأسد وتخصص المزيد من الموارد للتعامل مع هذا التهديد.”

وتابع “للمرة الأولى توجد القاعدة على مقربة من إسرائيل… الكثيرون يدركون أن أفضل ما يمكن القيام به الآن هو احتواؤها في شمال سوريا -حتى وإن كانت المنطقة تواجه خطر التحول لإمارة إسلامية من نوع ما- مع السعي وراء تشكيل حكومة مدنية في دمشق وحولها.”

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

من خالد يعقوب عويس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى