أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 26 نيسان 2018

نتائج متواضعة لمؤتمر بروكسيل وفريق المفتشين يتفقد دوما مجدداً

موسكو، بيروت، بروكسيل – سامر إلياس، «الحياة»، أ ف ب

يجتمع في موسكو غداً وزراء خارجية الدول الثلاث الضامنة لمسار آستانة، روسيا وتركيا وإيران، على وقع إخفاق مؤتمر المانحين في بروكسيل في جمع أكثر من نصف المبلغ الذي طلبته الأمم المتحدة لتأمين حاجات النازحين داخل سورية واللاجئين في دول الجوار. وتعهدت الجهات المانحة، في ختام اجتماعات استمرت يومين، تقديم مساعدات بقيمة 4,4 بليون دولار فقط، وذلك غداة اقرار مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يحظر تقديم المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام وحلفائه.

 

واعلنت بريطانيا تقديم 450 مليون جنيه استرليني (630 مليون دولار) للعام الحالي و300 مليون للعام المقبل، في حين قالت المانيا انها ستقدم اكثر من بليون يورو، والاتحاد الاوروبي 560 مليون يورو. لكن جهات مانحة رئيسة، منها الولايات المتحدة، لم تقطع وعودا.

 

واعتبر مدير منظمة تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة مارك لوفتشوك المبلغ «بداية جيدة»، لكنه حذّر من ان بعض البرامج «قد يتم وقفه ما لم يتم الحصول على التمويل». ودقت تسع منظمات غير حكومية، بينها «أوكسفام» و»سايف ذي شيلدرن» و»نورويجن ريفيوجي كاونسل»، ناقوس الخطر في بيان مشترك أكد ان «المؤتمر لم يجمع مبالغ كافية اطلاقاً لمساعدة ملايين السوريين الذين يحتاجون الى ذلك، ويواجهون مستقبلاً غير واضح». وقالت ان المؤتمر «لم يحقق نصف الأهداف».

 

في المقابل، عوّلت أوروبا على المؤتمر لتحريك عملية السلام المتعثرة برعاية الامم المتحدة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، ان موسكو وطهران «عليهما واجب المساعدة في وقف الحرب التي دخلت عامها الثامن». وحضتهما على «الضغط على دمشق لتقبل الجلوس على الطاولة تحت رعاية اممية».

 

ومثّل موسكو في المؤتمر سفيرها لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير شيزهوف الذي عرض تقدم العملية على المندوبين الآخرين، وقال في بيانه: «اني في حيرة حيال اجتماع اليوم (أمس) الذي لم يشمل ممثلين عن الحكومة السورية». واتهم الدول التي تستمر في فرض العقوبات على دمشق بـ»خنق الشعب السوري».

 

إلى ذلك، كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن مفتشيها زاروا موقعاً ثانياً في مدينة دوما السورية، وجمعوا عينات تساعد في حسم مسألة استخدام مواد سامة محظورة في الهجوم، مضيفة أن «بعثتها ستواصل تنفيذ مهمتها المستقلة والمحايدة». وأبلغ الوفد الروسي في المنظمة أمانتها الفنية بنيته تنظيم موجز صحافي للدول الأعضاء اليوم في مدينة لاهاي، بمشاركة ثلاثة سوريين كانوا في موقع الهجوم الكيماوي.

 

من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أنها لا تزال غير قادرة على الوصول الى دوما رغم انتقالها الى سيطرة النظام، مشددة على الحاجة الى إرسال المساعدات الى ٧٠ ألفاً من سكانها. وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر في جلسة لمجلس الأمن أمس، إن ١٦٠ ألفاً نزحوا عن الغوطة الشرقية بين ٩ آذار (مارس) و١٥ نيسان (إبريل) بعد أسابيع من القتال، بينهم ٩٢ ألفاً لجأوا الى ثمانية مواقع لاستقبال النازحين في ريف دمشق، بقي منهم في هذه المواقع ٤٥ ألفاً، و»هم في حاجة ماسة الى المساعدات الإنسانية». وزادت أن ٧١ ألفاً من سكان الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي نزحوا الى شمال غرب سورية منذ منتصف آذار (مارس)، وهم يعانون ظروفاً قاهرة أيضاً بسبب عدم وصول المساعدات الإنسانية.

 

وحذرت من خطورة الوضع الإنساني في مخيم اليرموك الذي «يعيش فيه نحو ٦٦ ألفا»، وهو يتعرض الى قصف عنيف يستهدف المناطق السكنية فيه. وأشارت الى أن الوضع الإنساني في إدلب سيء جداً أيضاً بعد استقبالها٤٠٠ ألف نازح خلال الأشهر الخمسة الأخيرة. ودعت مجلس الأمن الى الضغط لتأمين الوصول الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية.

 

قمة ترامب – ماكرون: تقدّم «سوري» ومراوحة «إيرانية»

واشنطن – رندة تقي الدين

أظهرت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن، التي انتهت أمس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتبره الزعيم الأوروبي الذي يفضّل مخاطبته لتسوية الخلافات مع القارة العجوز.

 

وأهم ما أظهرته الزيارة في شأن الملف السوري، أن ماكرون حقّق تقدماً في إقناع ترامب بإرجاء سحب القوات الأميركية من سورية، لمنع تمدّد إيران في المتوسط، والتروّي في اتخاذ هذا القرار.

 

هذا ما أكده الرئيس الأميركي خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الفرنسي، بقوله: «تريد الولايات المتحدة الانسحاب من الشرق الأوسط، وعلى الدول الغنية في المنطقة أن تدفع مساهمتها هناك، وستدفعها وتضع جنودها على الأرض. نريد إعادة أبنائنا إلى الولايات المتحدة، لكننا نريد التصدي للتوسع الإيراني في المتوسط».

 

وتحدثت أوساط الرئاسة الفرنسية عن إحراز تقدّم في الملف السوري، إذ اقنع ماكرون ترامب بأن سحب القوات الأميركية يعني إحلال القوى الإيرانية مكانها، مع قوات النظام السوري. وأضافت أن الرئيس الفرنسي ناقش خلال لقائه ترامب على انفراد، ضرورة العمل لإعادة إطلاق مسار حقيقي لتسوية سياسية تضمّ الجميع في سورية.

 

وشرح ماكرون في المؤتمر الصحافي وجوب إحلال السلام في سورية، بمشاركة جميع الأطراف، في عملية ديبلوماسية تستمر في إطار جديد على المدى البعيد. وأضاف: «لم يسبق أن اتخذنا قراراً مشتركاً في شأن تسوية الأزمة السورية، وتم ذلك اليوم من أجل حلّ يتجنّب الهيمنة والإرهاب».

 

أما بالنسبة إلى خلاف الرئيسين في شأن الاتفاق النووي الإيراني، فأعرب ماكرون عن أمله بالعمل مع ترامب لاتفاق جديد، يريد الرئيس الفرنسي أن يتضمّن الاتفاق المُبرم عام 2015، مع إضافة ثلاثة عناصر إليه، بينها البرنامج الصاروخي لطهران وسياستها الإقليمية، بما «يمكّننا من إيجاد حلّ للوضع السوري».

 

وعلى رغم أن ترامب لا يزال يريد إلغاء الاتفاق كلياً، اعلن انه سيعمل مع ماكرون لتمرير اتفاق جديد. لكن مصادر أميركية وفرنسية رجّحت أن ينسحب ترامب من الاتفاق، في 12 أيار (مايو) المقبل ويعيد فرض جزء من العقوبات على ايران.

 

وفيما بدا الانسجام واضحاً بين ترامب وماكرون، يبقى الملف النووي الإيراني موضع خلاف بينهما، ولو أن الموقف السياسي الفرنسي من تدخلات ايران في المنطقة، بما في ذلك اليمن وسورية ولبنان، مشابه للموقف الأميركي. وتطرّق الرئيسان إلى ضرورة حماية استقرار لبنان، بعيداً من التدخلات الإيرانية فيه، عبر «حزب الله».

 

والتقدّم الوحيد الذي قد يكون أحرزه ماكرون، يكمن في دفع ترامب إلى تحرّك فعلي واهتمام بالبحث عن حلّ سياسي في سورية، لأن الفرنسيين كانوا دوماً على قناعة بأن الإدارات الأميركية المتتالية ليست مهتمة بمستقبل سورية ولا تبالي بما يحدث فيها، إذ كانت مهتمة فقط بالحرب على تنظيم «داعش». أما بعد زيارة ماكرون، فبات لدى أوساط الرئاسة الفرنسية انطباع بأن هناك تقدماً فعلياً في المسار السوري.

 

وعلمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية أميركية أن تقويم البيت الأبيض لنتائج لقاء ترامب- ماكرون، مفاده أن موقف الرئيس الأميركي إزاء ايران لم يتغيّر، وأن لا شيء جديداً بالنسبة إلى موقف واشنطن مما تفعله طهران من زعزعة لاستقرار المنطقة ودعمها نظام الأسد. وأضافت أن البيت الأبيض يعتبر أن التطرق إلى الملف السوري بين الرئيسين كان في هذا الإطار، وان الضربة الغربية على سورية عَكَسَت توافقاً في هذا الصدد.

 

لكن خلاصة البيت الأبيض أن كل ما قيل في المؤتمر الصحافي المشترك لا يمثّل أي جديد أو تغيير في ما يتعلّق بسورية، في إطار المحادثات حول الملف النووي الإيراني. ورجّحت أن ينسحب الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، بناءً على مصالح بلاده، إذ يسعى إلى اتفاق يمنع زعزعة طهران استقرار المنطقة.

 

وبقي الخلاف لدى تطرّق ترامب وماكرون إلى النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إذ لا يزال الموقف الأميركي التقليدي متحيّزاً كلياً للدولة العبرية، فيما يختلف الموقف الفرنسي، لا سيّما في ما يتعلق بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

 

20 قتيلاً ومئات العالقين في مخيم اليرموك

موسكو – سامر إلياس

واصل النظام النظام السوري استهداف مناطق جنوب العاصمة دمشق لليوم السابع على التوالي بالطائرات والصواريخ والمدفعية، رغم الدمار الكبير الذي وصل، وفق مصادر، إلى نحو 80 في المئة في جنوب وغرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. ووثق ناشطون مقتل 20 لاجئاً فلسطينياً منذ بداية الحملة. واستهدف النظام بالبراميل المتفجرة مزارع يلدا حي الزين الواقع على خطوط التماس مع تنظيم «داعش» ما أدى إلى قتل عناصر من «جيش الإسلام» في يلدا إضافة إلى مدنيين. ولم يمنع الغبار الكثيف والرياح المحملة بالأتربة طائرات النظام من شن نحو 50 غارة حتى عصر أمس، وبث التلفزيون الرسمي مباشرة استهداف القدم والحجر الأسود بالطائرات والمدفعية. وقالت وسائل إعلام النظام إنه تمت إعادة السيطرة على نحو 30 في المئة من حي الجورة الواقع بين القدم والحجر الأسود. وأكدت مصادر أن قوات النظام «لا تطلق عمليات برية واسعة على رغم الكثافة النارية والدمار الهائل الذي سوى كثيراً من المناطق الأرض.»

 

ومع تأكيدها على «أوركسترا متناغمة» في عمل الطائرات والدبابات والمدفعية، تحاشت وسائل إعلام النظام استهداف مخيم اليرموك، لكن ناشطين بثوا مقاطع فيديو وصوراً للدمار الهائل الذي حل بمعظم أحياء المخيم نتيجة القصف. وسقط ستة قتلى في الساعات الأربعة والعشرين الأخيرة، وقتل رجل وزوجته، بعدما تمكنا من مغادرة بيتهما الذي أصيب، لكنهما لاقيا حتفهما جراء صاروخ استهدف مكان انتقالهما. وأكدت مصادر أن نحو 1200 مدني من اللاجئين الفلسطينيين معظمهم من كبار السن والعجزة ومن معيليهم ما زالوا عالقين تحت نار النظام.

 

وفي جنوب دمشق استمر إغلاق معبر ببيلا- سيدي مقداد لليوم السابع من قبل قوات النظام ما أدى، وفق مصادر تحدثت إليها «الحياة» إلى فقدان مادة الخبز والخضار وشح مياه الشرب وارتفاع أسعار المحروقات بسبب منع قوات النظام إدخال المواد الغذائية والبضائع إلى بلدات يلدا ببيلا بيت سحم.

 

ونعى «جيش الإسلام» إثنين من قادته المدنيين في يلدا جراء استهداف النظام بساتين البلدة ببراميل متفجرة، قضى فيها أيضاً 11 مدنياً.

 

وأعلنت الأمم المتحدة استعدادها لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في جنوب دمشق، لكنها تحتاج إلى ضمانات أمنية لموظفيها.

 

إلى ذلك، أعلن النظام السوري، استعادت منطقة القلمون الشرقي بعد انتهاء عملية إجلاء مقاتلين ومدنيين، في تطور يعزز أحكام نظام الرئيس بشار الأسد سيطرته على محيط العاصمة.

 

وأفاد التلفزيون السوري «انتهاء عمليات إخراج الإرهابيين مع عائلاتهم من بلدات القلمون الشرقي لتصبح المنطقة خالية من الإرهاب». وأعلن أن قوى الأمن الداخلي دخلت الثلثاء والأربعاء إلى الرحيبة وجيرود، حيث رُفع العلم في الساحة الرئيسية.

 

من جهته أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «القافلة الأخيرة» التي انطلقت من القلمون الشرقي ليل الثلثاء وعلى متنها مئات المقاتلين والمدنيين، «وصلت إلى مناطق سيطرة قوات عملية ‘درع الفرات’» في الشمال السوري، فيما قال التلفزيون الرسمي إن الحافلات ستتوجه إلى إدلب وجرابلس الخاضعتين لسيطرة المعارضة في شمال البلاد.

 

وبث التلفزيون لقطات لقوافل سيارات ودراجات نارية تابعة للشرطة تدخل بلدة الرحيبة، وعشرات من المدنيين محتشدين في الشوارع ويرددون الهتافات المرحبة.

 

خمس دول تجتمع اليوم في باريس لـ«إحياء جهود» لحل الأزمة السورية

مسؤولون روس: إرسال قوات قطرية إلى سوريا سيتسبب في ظهور فوضى

عواصم ـ «القدس العربي» ووكالات: بعد يوم واحد من تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه «يجب على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا» إثر تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيه إن بعض دول الشرق الأوسط «لن تصمد أسبوعاً دون الحماية الأمريكية»، وإنه يريد منها ضخ الأموال والجنود لدعم الجهود الأمريكية في سوريا، دون ذكر أي دول معينة بالاسم، جاء الرد الروسي الرافض لوجود عسكري عربي في سوريا على لسان مسؤولين روس، حيث كشف مسؤولان روسيان عن أن موسكو تعارض قطعياً إرسال قوات عربية إلى سوريا.

وقال السيناتور الروسي إيغور موروزوف إن ذلك «انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي». وأكد مسؤولون روس آخرون أن إدخال قوات قطرية إلى سوريا من دون إذن الحكومة السورية سيكون انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ولن يؤدي إلا إلى المزيد من الدماء وتعقيد للأزمة السورية. كما أكد مستشار وزير الخارجية الإيراني رفض بلاده لهذا الأمر.

وقال نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع، يوري شفيتكين، إن إدخال قوات قطرية إلى سوريا من دون إذن الحكومة السورية سيكون «انتهاكاً صارخاً للقانون الدوليّ، وعدواناً قد يؤدّي إلى اشتباكات عسكرية خطيرة».

واعتبر شفيتكين في تصريح صحافي أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير «مجرد هراء، ومحاولة أخيرة للحفاظ على نفوذ الولايات المتحدة في سوريا». وأضاف في تصريح صحافي أن «إرسال قوات من قطر وبلدان خليجية ومصر إلى سوريا هو مبادرة من الولايات المتحدة». من جهته أكد رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، سيرغي رودسكوي، أمس، أن روسيا سترسل منظومات دفاع جوي جديدة إلى سوريا في القريب العاجل.

من جهتها نقلت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأمريكية أمس الأربعاء، عن المحلل والصحافي روبين رايت القول إن تجارب سابقة أرسلت فيها دول عربية لقوات حفظ سلام لم تتكلل بالنجاح.

وأضاف، تعليقاً على دعوات واحتمالات إرسال قوات عربيـــة إلى سوريا: «العالم العربي لم ينجح في الماضي بإدارة أموره، وعندما قاموا بإرسال قوات حفظ السلام إلى لبنان ومناطق أخرى، أصبحت الأوضاع هناك أصعب، وفي بعض الأحيان بسرعة كبيرة». مشيرا إلى أنه يستبعد قيام السعودية والإمارات والبحرين وقطر بإرسال قواتها إلى سوريا.

من جهة أخرى وفي مسعى جديد لإيجاد دينامية للحل في سوريا، يجتمع ممثلون لفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والأردن الخميس في باريس من أجل «إحياء الجهود» الرامية لحل سياسي للازمة السورية، وفق ما اعلنت الخارجية الفرنسية الأربعاء.

ولم ترشح أي معلومات عن مستوى التمثيل الأمريكي، خصوصاً أن وزير الخارجية الجديد، مايك بومبيو، الذي اختاره دونالد ترامب، لا يزال ينتظر موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه.

 

مخاوف من تحركات قادة أجانب في «الدولة الإسلامية» لإعادة ترتيب صفوف التنظيم

مصيرهم مجهول… وأبرزهم الطاجكستاني غول مراد خلموف تدرَّب على العمليات الخاصة في أمريكا وروسيا والعراق

بغداد ـ «القدس العربي»: ما زالت الشكوك تحوم حول مصير أبرز القيادات والشخصيات البارزة في تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد هزيمته في العراق وسوريا، حيث تتضارب الأنباء حولهم، خصوصاً غول مراد خلموف، الذي كان يعمل في القوات الخاصة في الشرطة في طاجكستان، برتبة عقيد، كما هو معروف في الأوساط الإعلامية.

خلموف، من مواليد عام 1975، وهو محترف فنون حرب شوارع ومناورات قتال في المباني. تلقى تدريبات من «سوات» الأمريكية، أو ما يسمى فرقة «أومون» للعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب. كما تمرّن في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2003 إلى عام 2008. وكما هو معروف عن طاجكستان فإنها حليف قوي للولايات المتحدة، إضافة إلى تدريبات في وحدة الكوماندوز الروسية (سبيتسناز)، في روسيا.

وخضع، وفق تقرير أمني، لـ5 دورات تدريبية مكثفة في قاعدة «بلاك ووتر»، الشركة الأمنية سيئة الصيت في العراق.

والمهارات التي تعلـــمها جعلته قائـــدا كبيرا في مكافحة الإرهاب، وهذا ما زاد مـــن خطــورته مع انضمــامه لتنظــيم «الدولة»، إذ بات يعرف كيفــية التخطيط لعمليات القضاء على الإرهاب، وحماية الشخصيات والمباني المهمة، وطرق تفكير رجل الأمن أينما كان موقعه.

وقام خلموف، وفق التقرير، بتهيئة كوادر لكي يقوموا بتدريب عناصر تنظيم «الدولة»، على النهج العسكري الأمني نفسه الذي تدرب عليه في روسيا أو في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويبلغ عدد هذه الكوادر 5 مجموعات، وكل واحدة يبلغ عددها 5 أشخاص، أي أن المجموع الكلي 25 شخصاً من مختلف الجنسيات في تنظيم «الدولة»، ضمنهم 3 عراقيين من أشد المقاتلين.

المجموعات تلك تتواجد حاليا في المناطق الغربية التي تقع ضمن إحداثيات محافظة الأنبار.

ويقع معسكر تأهيل القيادات وحرب الشوارع في تلك المناطق التي غادرها خلموف قبل 8 أشهر قاصداً قضاء البعاج غربي الموصل.

وحسب التقرير، فإن القيادي الطاجكستاني، رشح خلفاً لبنيان رجب السويد، وزيرا للحرب في كافة الأراضي المسماة بـ«الدولة الإسلامية»، خصوصاً عقب قيادته معركة الجانب الأيمن من الموصل، والتي اختلفت من الناحية التكتيكية عن المعارك السابقة.

ولعل أبـــــرز القيادات التي بإمكانها إنعاش قدرات التنظيم وإعادة ترتيب صفوفه، ويعتقد بأنهم لا يزالون أحياء، هم غول مـــراد خلموف، أبو سليمان الأمريكي (مبتور القدم اليسرى من ركبته)، أبو عبد الكردي، من أهالي ديالى وكان ضابطا في الجيش العراقي السابق، إضافة إلى أبو عائشة المهاجر، وهو مسؤول المهاجرين العرب في التنظيم.

 

التايمز: الأسد يصادر عقارات ملايين السوريين

لندن – “القدس العربي”: قالت صحيفة “التايمز″ البريطانية في تقرير لها للصحافيتان كاثرين فيليب وحنا لوسيندا، أن “ملايين اللاجئين السوريين مهددون بخسارة منازلهم التي تركوها وراءهم بصورة نهائية، وفق مرسوم جديد أقره النظام السوري، يصادر بموجبه المنازل الخالية من السكان.”

 

وتحت عنوان “الأسد يصادر عقارات ملايين المواطنين الهاربين من الحرب”، قالت الصحافيتان بأنه وحسب مرسوم جمهوري يحمل الرقم 10، فإن على مالكي المنازل التقدم إلى البلدية بشهادات ملكية العقارات قبل العاشر من شهر أيار/مايو، وإلا ستصادر من قبل الدولة.

 

وبحسب التقرير فإن ما يقارب نصف سكان سوريا، فروا من منازلهم خلال الحرب، حيث يعيش قرابة سبعة ملايين سوري نازحين في بلدهم، فيما فرّ حوالي ستة ملايين آخرين لدول عربية وغربية.

 

وتكمن مشكلة إثبات ملكية العقار للسوريين بحسب التقرير، في ان أصحاب العقارات بحاجة لموافقة من دائرة المخابرات التي يخشاها الناس، وتعمل فقط في مناطق الحكومة، حيث ينأى الكثيرون بأنفسهم من الذهاب إليها خشية الإعتقال.

 

واعتبرت  كريسيتن بيندكيت من منظمة العفو الدولية، إن هذه الخطوة بمثابة “محاولة من حكومة الأسد للاستفادة من تهجير ملايين المواطنين من منازلهم”، مطالبة في الوقت ذاته  بضرورة حماية ممتلكات السوريين.

 

كما يورد التقرير نقلاً عن المعارض السوري الكاتب محمد حيدر، ان هذا الإجراء “ما هو إلا وسيلة لتفريغ سوريا من المعارضين “، لافتاً الى أن عائلته تملك منزلاً من عدة طوابق  في حمص، وكان يعيش فيه نحو 30 شخصاً من أفراد عائلته، قبل أن يغادروها هرباً من القصف الذي تعرضت له المدينة.

 

كما كشف التقرير عن ان الأسد أكد لوفد برلماني روسي مؤخراً، بأنه يريد خلق سوريا “صديقة” في المناطق الخاضعة لسيطرته، وان بلاده بحاجة إلى 400 مليار دولار و15 عاماً لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

 

جنرال أمريكي: لا نقوى على الحرب الإلكترونية في سوريا

لندن – “القدس العربي”: أبدى رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي الجنرال ريموند توماس، تذمره من استخدام سوريا وحلفائها وسائط الحرب الإلكترونية بكثافة في سوريا، ضد الطائرات الأمريكية التي تساند القوة البرية الأمريكية AC – 13.

 

وقال توماس خلال ندوة أقيمت في فلوريدا، “أننا موجودون في الوقت الحالي في سوريا في أكثر بيئات الحرب الإلكترونية عدوانية من قبل خصومنا”، مضيفاً بامتعاض “أنهم يختبرون قدرة تحملنا يومياً، يوقفون اتصالاتنا ويعطلون طائراتنا “.

 

ووفقاً لصحيفة “ميليتاري تايمز″، فإن “توماس قد طلب من الكونغرس تخصيص 13.6 مليار دولار لتغطية أنشطة قيادة العمليات الخاصة في القوات المسلحة الأمريكية، وهو أكبر مبلغ في تاريخ القوات الأمريكية الخاصة”.

 

ويخضع لإمرة الجنرال ريموند توماس 70 ألفاً من أفراد القوات الخاصة، بما في ذلك ما يعرف بـ”جيش القبعات الخضراء” وقوات “دلتا”، وكذلك الوحدات الخاصة البحرية.

 

طائرات مُسيَّرة تهاجم «حميميم» الروسية… وموسكو تُحذَّر

حلب – «القدس العربي»: هاجمت طائرات من دون طيار، مجهولة هوية، قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا مجدداً، فيما قال مسؤولون عسكريون روس، إن الهجمات الجوية للطائرات المسيرة لم تلحق إصابات بشرية بين عناصر حميميم، ولم تنتج عن الهجوم أضرار مادية.

المتحدث العسكري باسم قاعدة حميميم «أليكسندر إيفانوف»: قال رصدت وسائل مراقبة المجال الجوي للقاعدة العسكرية الروسية حميميم أهدافاً جوية صغيرة الحجم على مسافة من القاعدة الجوية، «وقد تم تدمير جميع تلك الأهداف بالأسلحة النارية المضادة للطائرات».

ولا تشكل الطائرت التي قامت بمهاجمة قاعدة حميميم العسكرية خطراً محدقاً على العسكريين أو المعدات العسكرية المتواجدة داخل القاعدة العسكرية، وفقاً لما قاله المسؤولون الروس، إلا أن موسكو اعتبرت، أن الخطر الحقيقي يكمن في انتهاكها لسيادة الأجواء فوق القاعدة الروسية.

أما المسؤول في وزارة الدفاع الروسية «فلاديمير نيتريبوف»، فقال: «الهجمات الجوية على قاعدة حميميم العسكرية تؤكد وجود أفراد يعملون بشكل منتظم في المناطق الحكومية السورية لصالح تنظيمات إرهابية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة».

الفريق أول، في القوات الروسية بسوريا «سيرغي رودسكوي»، عقب على الهجوم الجوي بالقول: إن «زعزعة أمن قاعدة حميميم العسكرية أمر لا تحمد عقباه على الاطلاق».

 

وزير في حكومة الأسد: سنستعيد ريف حمص بـ «المصالحة أو بالحرب»

حمص – «القـدس العربـي»: قال وزير المصالحة في حكومة النظام السوري علي حيدر: إن الخيارات حول ريف حمص الشمالي، وسط سوريا، مفتوحة، سواء بـ «المصالحة الكاملة» أو «العمل العسـكري» إن لـزم.

وأضاف «حيدر» خلال لقاء مع «رويترز»: إن «دمشق تخطط لاستعادة جيب خاضع لسيطرة المعارضة شمالي مدينة حمص قريبا بعدما تكمل اتفاقات استسلام مع «المسلحين» حول العاصمة، منوهاً إلى النظام السوري سيركز في الوقت القادم على استعادة ريف حمص من المعارضة، بعد تأمين المناطق المحيطة بالعاصمة- دمشق.»

تصريحات الوزير في النظام السوري، تأتي بعد فشل عقد جلسة مفاوضات جديدة في ريف حمص الشمالي، مطلع الأسبوع الحالي، بين وفد عسكري يمثل هيئة التفاوض عن ريف حمص الشمالي وحماه الجنوبي، ووفد روسي من قاعدة حميميم، بسبب خلاف على مكان الاجتماع.

وكان من المقرر أن تنعقد الجلسة يوم الأحد الماضي، إلا أن الوفد الروسي رفض دخول خيمة المفاوضات قرب معبر الدار الكبيرة، مطالباً بعقد الجلسة في منطقة تخضع لسيطرة النظام السوري، فيما رفض وفد هيئة التفاوض ذلك.

كما قال الوزير «حيدر»: «المسألة لن تتأخر كثيراً بعد انجاز القلمون بشكل نهائي»، ونوه إلى أن قوات النظام قامت مؤخراً بإلقاء منشورات وتتواصل مع المعارضة في مناطق الرستن وتلبيسة والحولة بشمال محافظة حمص.

 

استقالة ثلاثة شخصيات بارزة من الائتلاف السوري المعارض قبيل أيام من الانتخابات ومطالب بمساءلتهم

دمشق – «القدس العربي»: أعلن ثلاثة أعضاء بارزين لدى الائتلاف السوري امس الاربعاء استقالتهم من الجسم المعارض، وعزوا السبب إلى ان الائتلاف لم يعد ائتلافهم بسبب عدم الالتزام بإرداة الأعضاء والرؤية المستقلة وظهور التناقضات بين مكوناته، إضافة إلى ان المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سوريا اصبح بنظرهم متطابقاً مع المسار الروسي.

وجاءت جملة الاستقالات قبيل أيام من الاجتماع المقرر للهيئة العامة للائتلاف المزمع عقدها في الخامس والسادس من شهر أيار المقبل لاجراء إنتخابات للهيئة الرئاسية والسياسية لدورة رئاسية جديدة، وذلك في الدورة العادية رقم 39 في مدينة إسطنبول.

وفي بيانات منفصلة اعلن كلٌ من أعضاء الائتلاف، المعارض السوري جورج صبرا وخالد خوجة وسهير الاتاسي استقالتهم، وقال صبرا في اعلان استقالته عبر صفحته الشخصية «السيد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، السادة الزملاء أعضاء الهيئة العامة، لأن الائتلاف لم يعد ائتلافنا الذي ولد في الحادي عشر من شهر تشرين الأول عام 2012، وحمل أمانة الإخلاص لمبادئ الثورة وأهداف الشعب.

ولأن طرايق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة، وبسبب التناقضات الجارية بين مكوناته وأعضائه، أعلن انسحابي من الائتلاف، والتخلي عن عضويتي في هيئته العامة.

وقال صبرا في تصريحات صحافية إن الائتلاف «بالنسبة لي ما عاد وعاءً مناسباً مناضلاً في الثورة السورية» مضيفاً انه لا نية لتشكيل جسم جديد بعد انسحابهم من الائتلاف، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة ملء الفراغ لقيادة المرحلة المقبلة «المرهونة بعمل جماعي مشترك بين السوريين».

واعتبر صبرا أن استقالتهم لن تؤثر على الائتلاف ككيان «فهو سيستمر»، مشيراً إلى أن هناك استقالات سبقتها أيضاً ولم تؤد إلى حل الائتلاف.

فيما قالت سهير الأتاسي في سلسلة تغريدات على حسابها على تويتر: «أعلن الانسحاب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد أن أصبح المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سوريا متطابقاً مع المسار الروسي الذي يعيد تأهيل منظومة الأسد ومجرمي الحرب ويقوّض الحل السياسي الفعلي والجوهري، فيحيله إلى تقاسُم سلطات ومنافع لقوى وشخصيات ودول، وبعد أن خسرت بعض المؤسسات الرسمية لقوى الثورة والمعارضة التحدي الذي فرضه عليها المجتمع الدولي حيث وضعها أمام ازدواجية الخضوع أو الزوال، فاختار بعضها أولوية البقاء والتعايش مع أوهام تحقيق الممكن وانتهاج الواقعية السياسية».

وأضافت الاتاسي، وبعد أن تصدّع البعض الآخر فافتقد الكيان المؤسساتي وأصبح عبارة عن مجموعة كيانات تتراشق علناً البيانات السياسية المتضاربة، وتمّ الانقلاب على البعض الآخر، لم أعد أجد عملي ونشاطي ممكناً ضِمن تلك الكيانات القائمة، ولذلك أعلن انسحابي من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».

وأعلنت عبر حسابها الشخصي أنها «ملتزمة بالعمل لأجل الثورة حتى تحقيق أهدافها في تحرُّر بلادنا من الأسد ومنظومة حكمه ومحاسبة المجرمين، وتحريرها من الاحتلال الروسي والإيراني، واستقلالها من دول تقاسمت مناطق النفوذ فيها، وصولاً إلى التأسيس لسوريا دولة الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون».

فيما استند خالد خوجة في قرار انسحابه على توافقه مع «جورج صبرا وسهير أتاسي» في الأسباب التي استندا عليها في قرار انسحابهما، وأعلن انسحابه من عضوية الائتلاف وهيئته العامة.

الممثل والمعارض السوري عبد الحكيم قطيفان عقب على استقالة أعضاء الائتلاف الثلاثة بالقول «جورج صبرا،سهير الاتاسي، وخالد خوجا، ماجاء في بيان استقالاتكم من الإئتلاف والتي تتغنى وترن بمفردات «الثورة والوطن» لن تعفيكم من كشف وقائع مواقفكم وسلوككم الأخرق والمشين والمرتهن على مدى 7 سنوات، لا بد منها».

واعتبر البعض ان انسحابهم متوقع وجاء بسبب فرصهم الضئيلة بالنجاح بالانتخابات المقبلة في الائتلاف، فيما قال آخرون ان انسحابهم يعتبر حالة صحية وطبيعية وضرورية.

 

النظام يواصل غاراته على مخيم اليرموك ويواجه مقاومة عنيفة من «الدولة» وسط وضع كارثي للمدنيين المحاصرين

وسط خسائر كبيرة له وسقوط 16 جندياً من قواته

هبة محمد

دمشق- «القدس العربي»: قال ناشطون في منطقة ريف دمشق الجنوبي المحاصر في تقرير موحد لهم ان احصائية القصف الذي طال احياء جنوبي دمشق خلال يوم امس الأربعاء، تلخصت بـ 85 غارة جوية شنتها المقاتلات الحربية السورية والروسية، استهدفت خلالها احياء «القدم والعسالي ومخيم اليرموك والحجر الأسود»، فيما ألقى الطيران المروحي 30 برميلاً متفجراً على مخيم اليرموك والحجر الاسود واطراف بلدة يلدا وحي القدم. وسجل سقوط 65 صاروخ ارض ارض من نوع فيل بالاضافة إلى عشرات القذائف الصاروخية ما خلف دمارا هائلا في البنية التحتية ومنازل المدنين جراء القصف العنيف بانواع متعددة من الأسلحة، ما اسفر عن نشوب حرائق في التجمعات السكنية، داخل الاحياء التي تتعرض للقصف. كما دارت مواجهات عنيفة على جبهات المادنية بحي القدم ومخيم اليرموك والحجر الاسود والتضامن بين تنظيم الدولة من جهة، وقوات النظام السوري والميليشيات الفلسطينية الموالية له من جهة آخرى.

على الصعيد الإنساني، تحدثت مصادر ميدانية من أهالي مخيم اليرموك للاجئيين الفلسطينين، لـ»القدس العربي»، ان اكثر من 1200 مدني محاصر في الاحياء التي يركز النظام السوري قصفه عليها، وسط أوضاع كارثية وبالغة في السوء بسبب عدم توفر نقاط طبية او مشاف ميدانية وشح في المواد الغذائية ومياه الشرب، واغلاق معظم المحال التجارية والاسوق بعد تعرضها للقصف او الاحتراق، فيما يعتبر الخسارة الأكبر غياب فرق الدفاع المدني عن الساحة. واوضح الناشط الإعلامي «عز الدين الدمشقي» من سكان ريف دمشق الجنوبي ان النظام السوري استهدف أطراف بلدة يلدا وبيت سحم بعشرات القذائف الصاروخية، مع استمرار اغلاق معبر الإنساني «ببيلا – سيدي مقداد» لليوم السابع على التوالي من قبل قوات النظام وفقدان الخبز والخضار وشح مياه الشرب وارتفاع اسعار المحروقات بسبب منع قوات النظام ادخال المواد الغذائية والبضائع إلى بلدات يلدا- ببيلا – بيت – سحم.

وفي الطرف المقابل ذكرت وكالة سانا المتحدثة باسم النظام السوري ان الطيران الحربي زاد من وتيرة غاراته على «مقرات التنظيمات الإرهابية في ريف دمشق الجنوبي حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة كما سمعت أصوات انفجارات متتالية ناجمة عن تدمير العديد من مستودعات الأسلحة والذخيرة للإرهابيين» حسب المصدر. وأكدت سانا، أن العمليات العسكرية لوحدات النظام مستمرة حتى استعادة السيطرة على جنوب دمشق وبالتالي تأمين الأحياء المجاورة التي تتعرض لاعتداءات بالقذائف «من قبل التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة الحجر الأسود ومحيطها».

وأكدت وسائل إعلام موالية اندلاع مواجهات عنيفة مع تنظيم الدولة على المحاور القتالية في منطقة الحجر الأسود، وقالت ان «وحدات الاقتحام حققت تقدماً في منطقة الجورة بحي القدم وسط انهيارات في صفوف الإرهابيين وخاصة بعد السيطرة منذ بداية العملية العسكرية على المزارع المجاورة والتي تفصل بين الحي وشارع الثلاثين» الخبر الذي نفاه اعلاميو تنظيم الدولة حيث قال مراسله في ريف دمشق الجنوبي عبر حسابه الشخصي «6 أيام من القصف الهستيري بكافة أنواع الأسلحة الذي لم يهدأ ولا لدقيقة واحدة، 6 أيام من المعارك ليل نهار على المحاور كافة دون توقف في استماتة من النصيري لإحراز أي تقدم لرفع معنويات جنوده المنهارة، ومع ذلك لم يتقدم ولا متر».. ونشر مراسل آخر لتنيظم الدولة عبر حسابه على فيسبوك، صورا لـ 22 مقاتلاً من «لواء القدس الفلسطيني» وقال ان «جميع من في الصور اصبحوا قتلى على جبهات جنوبي دمشق». وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة قد اكدت أمس مقتل اكثر من 30 مقاتلاً من قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له على جبهات حي القدم، أثناء محاولة القوات المهاجمة اختراق دفاعات تنظيم الدولة في الحي جنوبي دمشق.

 

مخاوف من تكرار ضربة كيميائية جنوبي دمشق

وسط شراسة مقاومة التنظيم والنصرة لقوات النظام المهاجمة

وائل عصام

إنطاكيا – «القدس العربي» : يواصل تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام، خوض معارك شرسة جنوبي دمشق مع قوات النظام، التي تعرضت لخسائر فادحة خلال ايام عدة، تفوق مجمل خسائرها في معارك الغوطة الشرقية التي استمرت لأسابيع، وهو الأمر الذي تسبب بإحراج كبير لدى قادة الفصائل التي انسحبت دون مواجهات عسكرية تتناسب مع إمكانياتها العسكرية، اذ حاول محمد علوش القيادي في جيش الإسلام، تبرير الأداء العسكري الصلب لخصومه في تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام في مخيم اليرموك والحجر والاسود، بأنه «قتال من ابناء الأحياء دفاعاً عن بيوتهم»، وان قيادات التنظيم الاجنبية، حسب علوش قد خرجت من المخيم، على الرغم من ان قيادات وعناصر تنظيم الدولة في الحجر الاسود واليرموك، في معظمها تنتمي لدمشق وريفها وكانت منضوية بفصائل محلية من الجيش الحر، كلواء الحجر الاسود المنتمين بغالبهم لسكان ريف دمشق الجنوبي النازحين من الجولان، وكذلك تحرير الشام المشكلة من بقايا فصيل اليرموك المحلي في حي الريجة.

في المقابل فإن مواصلة تنظيم الدولة تقديم اداء عسكري متماسك، مرهون بقدرته على تجاوز خلافاته الداخلية، التي وصلت ذروتها في الايام السابقة بمقتل القيادي «ابو هشام الخابوري» اضافة إلى «ابو علي نفشة» احد القادة العسكريين للتنظيم، حسب مصادر تشير ايضاً إلى ان الخلافات تتمحور حول قرار الانسحاب من المخيم من عدمه، وهو نزاع ادى لعزل القيادي البارز بالتنظيم «ابو محمود ذيابية».

وبسبب شحة المعلومات حول تنظيم «الدولة» في جنوبي دمشق، فانه بات من الصعب معرفة تطورات هذا الخلاف، لكن مقربين من التنظيم جنوبي دمشق، تحدثت معهم «القدس العربي»، اكدوا ان هذا النزاع ما زال قائماً وانه لم يؤثر للآن، على قوة الاداء العسكري للتنظيم.

وفي ضوء معلومات متداولة عن مواصلة انخراط ممثلين من التنظيم في مفاوضات التسوية من خلال وجهاء اليرموك، لتأمين انسحاب لمقاتليه، فان السيناريو المرتقب هو ان التنظيم سيقبل باتفاق الانسحاب والخروج من جنوبي دمشق نحو البادية السورية، لكن بعد الاستمرار بالقتال لأبعد فترة ممكنة بهدف إيقاع خسائر أكثر بقوات النظام، وينطبق هذا التوقع مع سياسة التنظيم في المعارك السابقة التي حوصر فيها مقاتلوه، كما حدث في منبج والقلمون والرقة، حيث واصل القتال لاطول فترة ممكنة قبل ان ينسحب بتسوية مع النظام.

ويقول الصحافي والناشط الثوري سهيل المصطفى، ان التنظيم قد يحرج النظام ويفقده طعم الانتصار في الغوطة الشرقية، خصوصاً انه تمكن من إمطار دمشق بصواريخ وقذائف بشكل يومي، ويتفق الصحافي السوري، واعتمادًا على مصادره مع الاخبار التي ترجح أن التنظيم سيسحب عناصره لكن بعد «إثخان النظام» بالخسـائر حسـب تعـبيرهم.

وثارت مخاوف من إقدام النظام السوري على تكرار هجوم كيميائي على مناطق الريف الجنوبي لدمشق كاليرموك والحجر الاسود، على اعتبار ان مهمة اقتحام هذه المناطق المتراصة المباني، بوجود مقاتلين جهاديين متمرسين وعنيدين، ستكون عالية الكلفة وستتسبب بخسائر كبيرة لجنوده، ان لم ينجز اتفاق تسوية.

وحسب شخصية فلسطينية بارزة في احد الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام، تحدثت اليه «القدس العربي»، فان عناصر من الميليشيات الفلسطينية التي تهاجم المخيم تتحدث عن هذا الهجوم الكيميائي المحتمل، على انه خيار متاح للنظام. وسيسبب هذا الهجوم ان حصل، خسائر كبيرة بصفوف المدنيين في اليرموك والحجر الأسود، الذين تتراوح تقديرات اعدادهم بين ألفين وأربعة آلاف مدني.

 

هكذا علق الناشطون على استقالة أعضاء بالائتلاف السوري المعارض

مجد أمين

انشغلت حسابات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الـ24 ساعة الماضية بخبر استقالة عدد من أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض البارزين، وهم جورج صبرا وخالد خوجة وسهير الأتاسي.

 

وتنوعت مشاركات السوريين بين مبرر لهذه الاستقالات ومستهزئ بها، وسط تباين وجهات النظر إزاء هذا التكتل السياسي.

 

علاء الدين حسو وهو كاتب وصحافي، وفق تعريفه عن نفسه على “تويتر”، رأى أن هذه الاستقالات جيدة وخاصة أنها من شخصيات مستقلة، مما سيجعل الائتلاف متجانساً أكثر من خلال تواجد كتلة صلبة.

 

أما هشام وهو مهندس معماري من ريف حلب، فكتب ساخراً من توجه كل الجهات لتبرير الفشل عبر شتم الائتلاف الذي بات “دريئة للشتائم”، وفقاً له.

 

من جهته، اعتبر ياسر سعد الدين أن “أمثال هذه المعارضة المصنعة إقليمياً ودولياً، وكان الائتلاف نموذجاً لها، هي أحد أسباب كارثة الثورة وأن الاستقالة لن تعطي صك غفران”.

 

لكن أيمن شربجي علق على الاستقالة أنها أتت بسبب انحسار الحل السياسي إلى ما يتوافق مع الحل الروسي الذي يسعى إلى إعادة تأهيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

 

وبصيغة المثل الشامي “حمام مقطوعة ميته” شبهت المعارضة السورية المقيمة في الولايات المتحدة، مرح البقاعي، حال المعارضة السورية عبر تغريدة نشرتها تعقيباً على خبر الاستقالة.

 

واعترف عبد الباسط سيدا، وهو أحد الأعضاء السابقين في الائتلاف، بوجود أخطاء يجب العمل على إصلاحها داخل جسم الائتلاف.

 

وبقيت حسابات التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي للائتلاف من دون ذكر أي خبر أو تعليق على قضية الاستقالات المتتابعة، واكتفى الحساب الرسمي على “تويتر” بنشر خبر عن تشكيل مجلس بلدي في إحدى قرى عفرين.

 

هدوء في جنوب دمشق… ودوريات للروس بالقلمون

أمين العاصي

هدأت وتيرة القصف الجوي والمدفعي على بلدات وأحياء الجنوب في العاصمة السورية دمشق، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن قرب تسيير دوريات في منطقة القلمون الشرقي شمال شرقي دمشق، بعد خروج مقاتلي المعارضة منها.

 

وأكد الناشط رائد الدمشقي لـ”العربي الجديد”، أن هدوءاً نسبياً يسود الجنوب الدمشقي صباح الخميس، حيث لم يقم الطيران الحربي بعمليات قصف لحيي مخيم اليرموك، والحجر الأسود.

 

وكان الطيران الحربي الروسي ومقاتلات تابعة للنظام قد شنّ، الأربعاء، أكثر من 90 غارة جوية استهدفت أحياء القدم والعسالي ومخيم اليرموك والحجر الأسود، وفق ناشطين أكدوا أن الطيران المروحي ألقى نحو (30) برميلا متفجرا على مخيم اليرموك والحجر الأسود وأطراف بلدة يلدا والقدم، فيما سُجل سقوط (56) صاروخ أرض أرض من نوع فيل.

 

وأشاروا إلى أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا حيث يعيش نحو 1200 مدني محاصرين في الأحياء التي تتعرض للقصف، ولا تتوفر فيها نقاط طبية أو مشاف ميدانية، فضلاً عن شح المواد الغذائية ومياه الشرب، ومعظم المحال التجارية والأسواق تعرضت للقصف أو الاحتراق.

 

وأكد ناشطو جنوب دمشق أن قرابة 100 مدني يعانون من آلام في الصدر والتهابات في القصبات نتيجة استنشاق الغبار وروائح البارود، في ظل غياب الدفاع المدني عن الساحة بسبب إيقاف مركزه في جنوب دمشق.

 

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس تأكيدها أن الشرطة العسكرية الروسية وبالتعاون مع الشرطة السورية، ستبدأ في تسيير دوريات مشتركة في قرى وبلدات القلمون الشرقي شمال شرقي دمشق، التي كانت معقلاً مهماً للمعارضة قبل أن تعلن قوات النظام الأربعاء السيطرة الكاملة عليه.

 

وهُجّر نحو 5500 ما بين مقاتل ومدني من مدن وبلدات القلمون الشرقي إلى الشمال السوري على مدى الأيام الماضية، وفق اتفاق أبرم مع الجانب الروسي الذي أعطى ضمانات بعدم دخول قوات وأجهزة النظام الأمنية إلى المنطقة التي يقطنها عشرات آلاف المدنيين.

 

وفي وسط سورية، أفاد ناشطون محليون بأن هدوءا يسود مناطق ريف حمص الشمالي الخميس، ما خلا محاولة تسلل وحدة من قوات النظام باتجاه قرية الحمرات، إلا أنها فشلت.

 

وفي مدينة القامشلي، في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سورية، دوى انفجار كبير مساء الأربعاء نتيجة احتراق مستودع للأسلحة تابع للوحدات الكردية في منطقة محمقية، شمال المدينة بالقرب من الحدود التركية، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين. ​

 

“جيش الإسلام” والاندماج مع المعارضة في ريف حلب

خالد الخطيب

أجرى قادة من الصف الأول في “جيش الإسلام” جولة تفقدية في المخيمات الدائمة والمؤقتة في منطقة “درع الفرات” في ريف حلب والتي تأوي مُهجّري دوما من الغوطة الشرقية. الهدف من الجولة كان التواصل مع الأهالي المهجرين، وعناصر “جيش الإسلام” وعائلاتهم، والجرحى والمصابين، والاستماع لمطالبهم، كما إلى طمأنة الأنصار، وشرح تفاصيل المرحلة القادمة ومصير “جيش الإسلام” في منطقة “درع الفرات”، وإمكانية الاندماج مع فصائل المعارضة في المنطقة التي تجمعها مظلة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا.

 

قائد “الجيش” عصام البويضاني، زار مخيمات المهجرين قرب مدينة الباب ومخيم زوغرة قرب جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، في حين زار قائد الأركان المقدم علي عبدالباقي، مخيم البل والمخيمات المؤقتة قرب إعزاز في ريف حلب الشمالي.

 

مصدر معارض، أكد لـ”المدن”، أن قادة الجيش وعدوا الأهالي المقيمين في المخيمات المؤقتة بتأمينهم في مخيمات دائمة تقدم خدمات أفصل خلال الفترة القادمة، بالتعاون مع المجالس المحلية والفعاليات في ريف حلب. ووعدوا الجرحى والمصابين بمعونات مالية تمكنهم من إعالة أسرهم، وتقديم العلاج اللازم.

 

القادة أخبروا أنصار الجيش أنهم وصلوا لتفاهمات مبدئية مع فصائل المعارضة في المنطقة، والجيش سيبقى في المرحلة المقبلة ككتلة عسكرية متماسكة.

 

جولة قادة “جيش الإسلام” في مخيمات المهجرين بددت مخاوف مقاتلي الجيش، وأزالت الغموض بشكل جزئي عن وضعهم في المنطقة خلال الفترة القادمة، وتلقى المقاتلون الإجابة عن معظم تساؤلاتهم المتعلقة بمصيرهم. وتتلخص الأحاديث الشائعة بينهم بأنهم سيصبحون منذ مطلع أيار/مايو، جزءاً من “الجيش الوطني” في منطقة “درع الفرات”، إلى جانب فصائل المعارضة. ومن المفترض أن يُشكّل الجيش فيلقاً لوحده يضم ثلاث فرق تنتشر في المنطقة.

 

جولة القادة والرسائل الإيجابية التي حملوها أعادت الثقة لمقاتلي “الجيش” في المخيمات، بعدما فقدوهما في رحلة التهجير الصعبة.

 

نهاية غير متوقعة، هذا ما تقوله ملامح وجوه مقاتلي الجيش في المخيمات. مقاتلو الجيش في المخيمات تحدثوا عن وعود من القادة بتسليمهم رواتبهم نهاية نيسان/أبريل، وقد تصل الرواتب المقدمة إلى 200 دولار لكل مقاتل، و300 دولار للمقاتل المصاب. الشائعات المتناقلة تؤكد بأن الرواتب قد تدفعها تركيا للمقاتلين، أسوة بمقاتلي فصائل المعارضة في “درع الفرات”. ويتسلم مقاتلو المعارضة شهرياً مبلغ 530 ليرة تركية، أي ما يعادل 135 دولار تقريباً، ضمن برنامج الدعم التركي لفصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب، الذي شهد توسعاً كبيراً بعد انطلاق معركة “غصن الزيتون”.

 

نائب رئيس هيئة الأركان في “الجيش الوطني” العقيد أحمد العثمان، أكد لـ”المدن”، أن هناك تفاهمات مع “جيش الإسلام” حول المرحلة القادمة، والحوار مستمر مع قادة الجيش في ريف حلب. وقال العثمان: “من السابق لأوانه القول بأن جيش الإسلام قد انضم إلى صفوف الجيش الوطني. في الأمس اجتمعنا مع قيادات جيش الإسلام في مقر فرقة السلطان مراد في ريف حلب، وتحدثنا مطولاً عن المرحلة القادمة، لكن لم ننتقل حتى الآن إلى الخطوات العملية. مقاتلو الجيش وعائلاتهم وصلوا إلى المنطقة قبل أيام قليلة، وهم بحاجة إلى تأمين عائلاتهم وتأمين مقراتهم، وإيواء من ليس لديه مأوى. فصائل المعارضة تعمل الآن وبالتعاون مع مختلف الفعاليات المدنية في المنطقة لتأمين المتطلبات الأساسية للمهجرين”.

 

وأضاف العثمان: “نحن في الجيش الوطني نرحب بجيش الإسلام، فهم أخوة لنا، وسنكون قوة واحدة في الشمال ونتجاوز الاخطاء التي حصلت سابقاً، ولا يوجد أمامنا سوى التكاتف، والعمل سوية. الجيش الوطني ليس حكراً على فصائل الشمال فهو لكل الفصائل في سوريا”.

 

يبدو أن مقاتلي الجيش منفتحون على المعارضة في ريف حلب، وليس لديهم أي مشكلة في الاندماج معها في صفوف “الجيش الوطني”، وفي الوقت ذاته ليس لديهم الرغبة في الانضمام كمجموعات صغيرة ضمن الفصائل. مقاتلو الجيش المنتشرون في المخيمات أكدوا أنهم تلقوا عروضاً من فصائل متعددة للانضمام إلى صفوفها، لكنهم رفضوا، وكانوا بانتظار التوضيح من قيادتهم حول مستقبل الجيش في ريف حلب.

 

ربما ليس هناك من خيار لمقاتلي الجيش سوى التعاطي بإيجابية مع فصائل المعارضة في ريف حلب، ومع العروض التي تقدمها تركيا لهم. مقاتلو الجيش لا يرغبون بخوض صراعات داخلية جديدة كتلك التي خاضوها في الغوطة الشرقية، في ظل الكثير من المراجعات التي يجريها مقاتلو الجيش في الخيام. المقارنات بين ما كانوا عليه وحالهم الآن، تخيم على أحاديثهم الجماعية.

 

لا يكف مقاتلو الجيش عن الحديث عن تضحياتهم، وعن التنظيم والعمل المؤسساتي الذي تمتع به جيشهم في الغوطة، ويطلقون الوعود بأن يكون لهم بصمة إيجابية في منطقة “درع الفرات” لصالح المعارضة المسلحة.

 

ولا يمكن إنكار مزاعم مقاتلي الجيش بخصوص التنظيم والعمل الجماعي وغيرها من المميزات التي تمتعوا بها بالمقارنة مع بقية الفصائل، وبدا ذلك واضحاً في رغبتهم بأن يظلوا متماسكين حتى في مخيمات التهجير في ريف حلب، ورفضهم عروض الفصائل بالانضمام إلى صفوفها رغم الحاجة المادية. ولدى عناصر الجيش اجماع على تأييد قيادته، وذلك بخلاف مقاتلي حي الوعر الحمصي الذين وصلوا إلى المنطقة في وقت سابق وتوزعوا على فصائل معارضة متعددة. التنظيم والعمل الجماعي لم يقتصر على مقاتلي الجيش بل تعداهم ليشمل عائلاتهم في المخيمات التي تبدو هادئة.

 

قد تلبي المعارضة المدعومة من تركيا في منطقة “درع الفرات” رغبة “جيش الإسلام” في البقاء كتشكيل متماسك وتسهل انضمامه إلى “الجيش الوطني”. فالجيش لم تعد لديه تلك الترسانة الكبيرة من الأسلحة التي قد تقلق جيرانه الجدد، رغم حفاظه على معظم عناصره الذين يشكلون كتلة بشرية لا يستهان بها. فهل سيُعلن قريباً انضمام “جيش الإسلام” إلى صفوف المعارضة في ريف حلب؟

 

مصنع “لافارج”في سوريا:الصندوق الاسود لفرنسا..والممول داعش

كشفت وثائق سرية عن قيام فرنسا بالطلب من الولايات المتحدة عدم استهداف مصنع اسمنت جلابية، بين الرقة ومنبج، الذي سيطر عليه تنظيم “الدولة الإسلامية” وتولى مهمة إدارته بدلاً من شركة “لافارج” الفرنسية، خريف عام 2014.

 

وقالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، الأربعاء، إن الحفاظ على الاستثمارات الفرنسية في سوريا، كان أولوية بالنسبة لوزارة الخارجية الفرنسية، رغم أن قضية المصنع تخضع الآن إلى تحقيق قضائي حول دوره في تمويل الإرهاب وتعريض حياة العاملين فيه للخطر.

 

وفقاً للصحيفة، فإن وزارة الخارجية الفرنسية و”لافارج”، اتفقا على ضرورة الحفاظ على الاستثمار الفرنسي في مصنع جلابية، والبالغ نحو 700 مليون دولار أميركي. ومع سيطرة “داعش” على الرقة ومنبج ومناطق واسعة حول جلابية، أصبح المصنع على قائمة أهداف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما دفع باريس إلى الطلب من واشنطن الامتناع عن قصف المصنع قبل استشارة الجانب الفرنسي مسبقاً. وقد تم تزويد الولايات المتحدة بإحداثيات الموقع لتجنب أي أخطاء. وفي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أرسل عسكريون مسؤولون عن هذا الملف في الجيش الفرنسي، رسالة إلى نظرائهم الأميركيين، لإبلاغهم بتفاصيل موقع المعمل.

 

في أبريل/نيسان 2015، سيطرت القوات الكردية التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” على المنطقة، لكن ذلك لم يهدىء خوف الفرنسيين من فقدان هذا الاستثمار المهم، فالأكراد بدأوا بالتعامل مع المصنع على أنه موقع يخصهم. وقد اشتكى مسؤول أمن لافارج السابق جان كلود فييار، المقرب من معظم أجهزة الاستخبارات الفرنسية وأحد أبرز الشخصيات التي تخضع للمساءلة من قبل القضاء الفرنسي، من أن مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية يعيقون الوصول إلى ممثلي “لافارج”، وكتب في رسالة إلى ال”كي دورسيه”، مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، قائلاً :القوات الأميركية موجودة في الموقع منذ ديسمبر، وانضمت إليها عناصر فرنسية وبريطانية (..) المحتلون (في إشارة إلى المقاتلين الأكراد) يمنعون الوصول إلى ممثلي لافارج. الأكراد يدركون بشكل متزايد أن هذا الموقع أصبح لهم”.

 

وتضيف “لوفيغارو”، أن “لافارج” خططت للمستقبل في سوريا. وعبر فييار، طلبت الشركة من وزارة الخارجية الفرنسية، في آذار/مارس 2015، تقديم العلاج لقائد كردي كان له دور بارز في استعادة معمل جلابية من “داعش”، وبالفعل وافقت الخارجية الفرنسية على الطلب وأصدرت تأشيرة طبية للقيادي المصاب.

 

وتكشف وثائق حول القضية، دفع “لافارج” بين 80 و100 ألف دولار أميركي شهرياً، لتنظيم “داعش” مقابل استمرار إنتاج المصنع، فضلاً عن شراء النفط من التنظيم بعد سيطرته على معظم الحقول. وكانت تلك العملية تتم عبر رجل الأعمال السوري، نجل وزير الدفاع الأسبق فراس طلاس، الذي اعتقل في الإمارات على خلفية التحقيق في تمويل “لافارج” للإرهاب في سوريا، حيث تولى مهمة دفع الرشاوى للتنظيمات المسلحة، ومن بينها “داعش”.

 

وطلاس كان الشريك السوري للشركة الفرنسية عندما بدأت الاستثمار في سوريا عام 2007، بفضل قانون الاستثمار السوري الذي ينص على منح نسبة من أسهم الشركات الأجنبية التي ترغب بالاستثمار في سوريا لمواطن سوري، وغالباً ما يكون مقرباً من الحكومة السورية.

 

وكانت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، قد كشفت، الاثنين الماضي، عن وثائق تدين الاستخبارات الفرنسية بالتواطؤ مع “لافارج” في نشاطها في سوريا. ونقلت الصحيفة عن محضر استجواب مسؤول الأمن السابق للشركة جان كلود فييار، اعترافه بإطلاع المخابرات الفرنسية على كامل ظروف عمل الشركة في سوريا خلال تلك الفترة.

 

وأبلغ فييار المحققين الذين ينظرون في القضية، أنه “التقى مسؤولي الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية 33 مرة ما بين عامي 2012 و2014″، وأن كبار المسؤولين كانوا على اطلاع مباشر على أدق التفاصيل حول التوازنات العسكرية في شمال سوريا.

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن “لافارج” تحولت إلى مصدر معلومات وحيد عن سوريا بالنسبة للاستخبارات الفرنسية، وتساءلت عن أخلاقية السلوك الفرنسي الذي عرّض حياة موظفيها للخطر، وساهم بتمويل “داعش” مستغلاً طمع الشركة بزيادة أرباحها، رغم تبني التنظيم لاعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

 

مؤتمر بروكسل يقدم نصف المطلوب مالياً

أعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أن الدول المشاركة في مؤتمر مانحي سوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل، تعهدت بتخصيص 4.4 مليار دولار لمساعدة سوريا.

 

وقال لوكوك في ختام اليوم الثاني من أعمال المؤتمر الذي شاركت فيه أكثر من 80 دولة، إن الدول المشاركة تعهدت بتقديم الأموال خلال العام 2018، وأضاف: “أود أن أوجه شكراً خاصاً للاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا، الجهات التي تحملت التزامات أكبر”.

 

وشدد المسؤول الدولي على أن الحديث يدور حاليا عن التقدير الأولي، لأن أعمال المؤتمر لم تنته بعد، وهذا المبلغ قد يتغير، معتبراً أن الأموال، التي تم جمعها حتى هذه اللحظة في هذه الفعالية، تمثل “إنطلاقة جيدة”.

 

وكان منظمو المؤتمر يأملون في جمع تسعة مليارات دولار للعام 2018، وقدرت الأمم المتحدة حاجاتها بـ3.5 مليار دولار للمساعدات الإنسانية في سوريا و5.6 مليار دولار لمساعدة اللاجئين في دول الجوار.

 

من جانبها، رأت مفوضة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن النتيجة الأهم في مؤتمر مانحي سوريا تكمن في موافقة جميع الأطراف المشاركة فيه على أنه لا حل عسكرياً للأزمة في هذه البلاد، كما ذكرت أن دول أوروبا ستخصص 3 مليارات دولار إضافية للاجئين في تركيا خلال عامين.

 

وقالت موغيريني إن هناك 3 مبادئ أجمع عليها المشاركون في اجتماعات بروكسل، وهي: “أولا، اتفق الجميع على أنه لا حل عسكريا للنزاع في سوريا، ومن الضروري إعادة إطلاق العملية السياسية”. وأضافت أن “النقطة الثانية، التي لم ألحظ أي خلافات حولها، تتمثل بالدور المحوري للأمم المتحدة في إدارة هذه العملية السياسية”. وتابعت موغيريني أن “النقطة الثالثة، التي شهدت تقاربا في وجهات النظر، تكمن في ضرورة دعم السوريين، إن كانوا في داخل سوريا أو في دول الجوار، بالمساعدات الإنسانية أو بالأموال”. وشددت على ضرورة منع تقسيم سوريا، داعيةً إلى بذل الجهود لتوحيد هذه البلاد.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قد ناشد الدول المانحة زيادة مساعداتها للشعب السوري الذي يعاني منذ حوالي ثماني سنوات من الحرب، وحذر من كارثة إنسانية في إدلب على نحو الخصوص. وقال في كلمته في مؤتمر بروكسل، إن 13 مليون سوري يعيشون ظروفاً مأساوية، ويواجهون إنتهاكات للقانون الدولي.

 

ولفت غوتيريس إلى أن 700 ألف شخص نزحوا خلال هذا العام فقط، بسبب أعمال العنف في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وعفرين وغيرها. وأضاف أن هذا المؤتمر هو تعهد جديد وتأكيد “التزامنا” السياسي والإنساني والمالي بدعم الشعب السوري ودول المنطقة والمجتمعات المتضررة من هذا الصراع المأساوي.

 

من جانبه، طالب مستشار مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا والأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، جميع الدول الداعمة للأطراف المتنازعة إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، مؤكداً الحاجة إلى الدعم المالي والديبلوماسي لوضع حد لهذه الأزمة. وأشار في حديث لـ”الجزيرة”، إلى أن الدعم المالي لهذا العام كان قليلا، داعياً جميع المشاركين في المؤتمر إلى عدم الإكتفاء بالوعود بل بتنفيذها.

 

استقالات جماعية من الإئتلاف: لم يعد ائتلافنا

أعلن جورج صبرة وخالد الخوجة وسهير الأتاسي، الأربعاء، انسحابهم من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، والتخلي عن عضويتهم في “هيئته العامة”، بالتزامن مع اجتماعات للائتلاف لبحث المستجدات وانتخاب رئيس جديد للائتلاف وهيئة رئاسية.

 

وقال جورج صبرة: “الائتلاف لم يعد ائتلافنا الذى ولد في 11/11/2012، وحمل أمانة الإخلاص لمبادئ الثورة وأهداف الشعب ولأن طرائق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات، ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة وبسبب التناقضات الجارية بين مكوناته وأعضائه”. وأضاف: “أعلن انسحابي من الائتلاف والتخلي عن عضويتي فى هيئته العامة”.

 

“الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تأسس في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، في العاصمة القطرية الدوحة، وقدم نفسه كمظلة جامعة للمعارضة السورية ضد نظام الأسد.

 

وقالت الأتاسي، إنها لم تعد تجد عملها ونشاطها ممكناً ضمن الائتلاف “بعدما خسرت المؤسسات الرسمية لقوى الثورة والمعارضة التحدي الذي فرضه عليها المجتمع الدولي، وأصبح الائتلاف عبارة عن مجموعة كيانات تتراشق علناً بالبيانات والتصريحات السياسية المتضاربة”. وأضافت: “المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سوريا أصبح متطابقاً مع المسار الروسي الذي يعيد تأهيل منظومة الأسد ومجرمي الحرب ويقوّض الحل السياسي الفعلي والجوهري، فيحيله إلى تقاسم سلطات ومنافع لقوى وشخصيات ودول”. وأكدت الأتاسي أنها “ستبقى ملتزمة بالعمل لأجل الثورة حتى تحقيق أهدافها في تحرر سوريا من الأسد”.

 

في حين قال خالد خوجة، الرئيس الأسبق لـ”الإئتلاف”، في بيانه: “إيماناً مني بضرورة استقلالية القرار الثوري وضرورة استمرارية العمل الوطني خارج إطار الائتلاف وتوافقي مع الأستاذ جورج صبرة والزميلة سهير اتاسي في الأسباب التي استندا عليها في قرار انسحابهما فأعلن انسحابي من عضوية الائتلاف وهيئته العامة متنمياً للقلّة الإصلاحية فيه التوفيق”.

 

الامم المتحدة تخشى كارثة في إدلب

حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فليبو غراندي، من كارثة جديدة قد تحدث في إدلب، إذا ما قررت قوات النظام شن عملية عسكرية هناك، بعدما أصبحت المنطقة معقلاً لعشرات الفصائل العسكرية المعارضة للنظام.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن غراندي قوله، إن الحدود السورية المشتركة مع دول الجوار أصبحت تخضع لقيود مشددة للغاية، ما تسبب بأشد معاناة للاجئين في التاريخ الحديث، خصوصاً وأن المدنيين لم يعد بمقدورهم الفرار من المناطق التي تشهد قتالاً أو عمليات قصف إلى دول الجوار.

 

وقال غراندي خلال مشاركته في مؤتمر لمانحي سوريا “تتحول الدولة إلى مصيدة، بعض المناطق أصبحت مصيدة موت للمدنيين”. وأضاف “يوجد مجتمع كامل لم يعد قادرا على تحمل لاجئيه، يعاني من أحد أسوأ المحن في التاريخ الحديث”.

 

ويأمل غراندي في جمع 5.6 مليار دولار من المانحين الدوليين لجهود المساعدات الإنسانية الطارئة للاجئين السوريين هذا العام، لكن تلك الأموال ليست لسوريا نفسها، وإنما لمساعدة الدول المستضيفة للاجئين مثل الأردن والعراق ومصر ولبنان.

 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة في الوقت نفسه إلى وجود أكثر من 400 ألف مدني محاصرين في مناطق في أنحاء سوريا. وقد يرتفع هذا العدد بشكل كبير لأن مليوني شخص يعيشون في منطقة إدلب في شمال غرب البلاد، وهي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في سوريا التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

 

وأوضح غراندي “إدلب منطقة انتقل إليها كثيرون من المقاتلين… إذا انتقل القتال بمزيد من الشدة إلى تلك المنطقة، فقد يشكل ذلك خطرا كبيرا على المدنيين”. وأضاف “أعتقد أننا لن نفقد فقط جيلا واحدا بل قطاعا من السكان”.

 

ماذا يحصل في حميميم؟

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت متأخر الثلاثاء، تعرض قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية السورية، إلى هجوم تصدت له وسائل الدفاع الجوي التابعة للقاعدة، وأسقطت أهدافاً جوية صغيرة الحجم مجهولة الهوية.

 

ولم تكشف وزارة الدفاع عن تفاصيل أكثر حول الهجوم، إلا أن وكالة “نوفوستي” الروسية، نقلت عن الخبير العسكري الروسي فيكتور موراخوفسكي قوله، إن القاعدة العسكرية الروسية تعرضت إلى هجوم بطائرات مسيرة عن بعد.

 

وأضاف “حسب معلوماتي فإن الجماعات الإرهابية الأقرب وجودا لقاعدة حميميم تقع على حدود اللاذقية ومحافظة إدلب، في ما تسمى بمنطقة خفض التصعيد، حيث أُطلقت منها طائرات درون مزودة بقنابل صغيرة يدوية الصنع ورمانات، وتم كشفها بوسائل الدفاع الجوي ثم دمرت بمنظومة الصواريخ بانتير”.

 

وتابع “لا أظن أن هذا الهجوم سيكون الأخير، ولذلك وجود منظومات صاروخية بعيدة المدى ومنظومات صاروخية قصيرة المدى، من طراز بانتسير، ضمن مجموعة وسائل الدفاع الجوي في سوريا يعتبر فعالا جدا. وستكون مفيدة في كل النزاعات القادمة، بما في ذلك مكافحة الجماعات الإرهابية”.

 

في السياق، نقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادر قولها، إن الأهداف التي هاجمت قاعدة حميميم، انطلقت من ريف حماة وعبرت فوق الجبال الفاصلة وصولاً إلى الساحل. ورجّحت أن تكون منطقة شمالي المضيق وكرناز، مصدر الهجوم.

 

ريف حماة: 250 ألف مُهجّر يريدون العودة

يُطالب المُهجّرون من ريف حماة الشمالي والغربي، بالعودة إلى قراهم الواقعة تحت سيطرة النظام، إما بالمفاوضات أو بالحرب، في خطوة استباقية لتثبيت نقاط المراقبة التركية والروسية النهائية في المنطقة، بحسب مراسل “المدن” عبيدة الحموي.

 

واجتمع وفد من أهالي القرى المُهجّرة من ريف حماة الغربي وريف حماة الشمالي، الثلاثاء، مع ضباط أتراك في نقطة المراقبة التركية الوحيدة شمالي حماة، بالقرب من مدينة مورك، لبحث مصير سكان هذه المناطق المهجرة. وبحسب أعضاء الوفد من الأهالي، فقد طلب المُهجّرون من الأتراك اقامة نقاط مراقبة تركية في مناطقهم الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، تضمن عودتهم إلى قراهم. وبيّن أعضاء الوفد الأهالي أن الضباط الأتراك أبدوا ترحيباً بتلك المطالب، وقدموا وعوداً بأن ترفع هذه المطالب إلى الحكومة التركية ليتم مناقشتها مع الجانب الروسي.

 

ومن المفترض نشر ثلاث نقاط مراقبة تركية في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماة، مستقبلاً، ضمن “اتفاق خفض التصعيد” الموقع في أستانة.

 

ومثّل وفد أهالي منطقة الطار في ريف حماة الغربي، والتي تضم 28 قرية وبلدة بالإضافة إلى منطقة صوران وطيبة الإمام وخطاب وعطشان وحلفايا ومعردس من ريف حماة الشمالي. ويبلغ عدد الأهالي المُهجّرين من تلك المناطق أكثر من 250 ألف نسمة.

 

وطالب أهالي قرى قبر فضة والكريم والرملية والأشرفية والتمانعة وجسر التوينة والدرابلة والحاكورة، فصائل المعارضة العسكرية، ببدء عمل عسكرية في مناطقهم ضد قوات النظام التي تسيطر على قراهم وتمنعهم من الوصول إليها. ويتخوف الأهالي من بقاء قراهم تحت سيطرة قوات النظام بعد نشر نقاط المراقبة التركية والروسية، والتي تعتبر ترسيماً للحدود الفاصلة بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام.

 

وكانت القوات الروسية قد قامت بجولة استطلاعية في سهل الغاب في ريف حماة الغربي، في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بهدف تثبيت نقاط مراقبة جديدة. ويتوقع إقامة نقطة المراقبة الروسية في منطقة تعرف بـ”شقة الألمان” وتقع بين قريتي شطحة والرصيف في ريف حماة الغربي. وتعتبر هذه الجولة هي الأولى من نوعها للقوات الروسية. وعلى الجانب المقابل، قامت القوات التركية بجولة استطلاعية في سهل الغاب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

متعاقدون روس غادروا دمشق..إلى قاعدة مولكينو العسكرية الروسية؟

نشرت وكالة “رويترز”، الأربعاء، تحقيقاً بعنوان: “مدنيون روس يحاربون في سوريا يستخدمون قاعدة عسكرية في موطنهم”، لمراسليها ماريا تسفيتكوفا وأنطون زفيريف، الذين شاهدوا، في ثلاث مناسبات في الآونة الأخيرة، مجموعات من الرجال القادمين من سوريا إلى روسيا، يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية في مولكينو.

 

ووفقاً لمعلومات في موقع الكرملين الإلكتروني، فإن مولكينو في جنوب غربي روسيا، هي موقع تمركز “الفرقة العاشرة” من القوات الخاصة الروسية.

 

وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا دليلاً نادراً على مهمة روسية سرية بعيداً عن الضربات الجوية وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في 14 شباط/فبراير، إنه ربما يوجد روس في سوريا “لكنهم ليسوا جزءا من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية”. وسُئل ضابط من “الفرقة العاشرة” للقوات الخاصة لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية فأجاب: “على حد علمي لا أحد يدخلها… رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء… ربما يمكنكم ذلك. لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟”.

 

وتقول مصادر بينها متعاقد إن أكثر من 2000 متعاقد روسي يحاربون لمساعدة القوات السورية على استعادة أراض من معارضيها. وذكرت المصادر أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سوريا على متن طائرات شركة “أجنحة الشام” السورية.

 

وشاهد مراسلو “رويترز” طائرة مستأجرة تتبع شركة “أجنحة الشام” وهي تهبط في مطار روستوف أون دون، قادمة من دمشق، في 17 نيسان/أبريل، ورأوا مجموعة من الرجال تغادر المطار، من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون. وركب هؤلاء الرجال ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي. وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.

 

وغادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب. وتوقفت حافلتان قرب مقاه على طول الطريق بينما توقفت الثالثة على جانب الطريق. ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو على بعد 350 كيلومتراً قبل منتصف الليل.

 

وفي القرية توقفت كل حافلة لمدة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها. وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية. وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علنا أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.

 

وشاهد مراسل “رويترز” الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو في 25 آذار و6 نيسان.

 

وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين، “رويترز” أن متعاقدين خصوصيين روساً لديهم معسكر تدريب في مولكينو منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.

 

ويقول موقع وزارة الدفاع على الإنترنت إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.

 

واتصلت “رويترز” بمالكي بعض الحافلات التي تنقل المتعاقدين من المطار. وقالوا إنهم يؤجرون هذه الحافلات لكنهم رفضوا تحديد هوية المستأجرين. وقال أحدهم إن الرحلة لمولكينو ربما تكون “انحرافاً” عن الطريق.

 

وجرى استيراد إحدى الحافلات، وهي من طراز نيوبلان وتحمل شعار شركة سياحية إلى روسيا عام 2007 وسُجلت أول مرة في بلدة بيتشوري. وسبق أن قاد ديمتري أوتكين الذي تقول ثلاثة مصادر إنه زعيم المتعاقدين، وحدة تابعة للقوات الخاصة كانت متمركزة في بيتشوري.

 

بعد إعدامهم..”جيش خالد” يبرئ قادته من الخيانة

بشكل مفاجئ، وزع “جيش خالد بن الوليد” المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” تعميماً مطبوعاً، ضمن مناطق سيطرته في حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، يحمل عنوان “حكم قضائي”، أعلن فيه تبرئة سبعة من قادته السابقين من تهمة “الردة والعمالة”، رغم أنه كان قد نفذ حكم الإعدام بحقهم مطلع حزيران/يونيو 2017، بحسب مراسل “المدن” قتيبة الحاج علي.

 

القضية المعروفة داخل حوض اليرموك باسم “لهيب اليرموك”، بدأت عند اغتيال قائد “جيش خالد” الملقب بـ”أبو هاشم الإدلبي” في تشرين الأول/أكتوبر 2016، ليعقبها بأيام قليلة اعتقال عدد من قياديي “لواء شهداء اليرموك” الذي شكّل نواة “جيش خالد”، أبرزهم قائد اللواء السابق أبو عبيدة، بتهمة “العمالة والخيانة والتورط باغتيال الإدلبي”، ليصار إلى إعدامهم جميعاً في إحدى ساحات بلدة جملة، بعد 7 شهور من الاعتقال.

 

التعميم الجديد الذي أصدره القاضي العام في “جيش خالد” الملقب بـ”عبدالله أبو همام”، قال فيه إن عملية الإعدام تمت بناء على “إقرار المتهمين، من دون ضغط أو إكراه”، وهو ما فنده التعميم في أربع نقاط جاء فيها أن “الإقرارات غير متطابقة بل كثير منها متناقضة” و”ما توافق من الإقرارات كان بسبب التلقين من قبل المحققين والمواجهة بين المدعى عليهم بعضهم ببعض” وفسر التعميم هذا التلقين بـ”وجود الضغط والإكراه بصور متعددة” واختتم التعميم النقاط بالإشارة الى”وجود شهادات بالأصل ترد هذه الدعوى جملة وتفصيلاً في حق المدعى عليهم”.

 

الحكم القضائي الجديد أعطى البراءة للمقتولين السبعة وهم؛ أبو عبيدة قحطان ونضال البريدي وخالد الجمال ونادر وعدي القسيم وأبو تحرير وعصام خالد الصالح، وطالب بـ”رد الأموال التي تمت مصادرتها وبالأخص أعيانها الموجودة الآن تحت تصرف الجماعة”، وأضاف بوجوب إخراج الجثث من المقابر، و”تغسيلهم والصلاة عليهم إن أمكن”، واختتم بتبرئة من لم يتم تنفيذ حكم الإعدام بحقه في القضية ذاتها.

 

وأبو عبيدة قحطان، كان قد غادر سوريا في ثمانينات القرن الماضي، إبان المواجهة بين النظام وجماعة “الإخوان المسلمين”، وشارك في معارك أفغانستان، وكان من مرافقي القيادي الجهادي عبدالله عزام، ثم انتقل بعدها إلى الأردن وأمضى فيها سنوات ضمن صفوف “الإخوان المسلمين” قبل أن يعود إلى سوريا مع اندلاع الثورة السورية. تدرج قحطان ضمن صفوف “لواء شهداء اليرموك” إلى أن تولى قيادته في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وتعرض لمحاولة اغتيال بين بلدتي جملة وعابدين في منتصف آب/أغسطس 2016، أعلنت حينها وكالة “أعماق” التابعة لـ”الدولة الإسلامية” نجاته منها، واصفة إياه بـ”القيادي في جيش خالد”.

 

سجناء الرأي في سجن السويداء المدنيّ: إضراب مفتوح

همام الخطيب

بدأ المعتقلون السياسيّون في سجن السويداء المدنيّ، الاثنين، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، دفعهم إليه ما يعانونه من ابتزاز وتدخّلات الفروع الأمنيّة بشؤونهم داخل السجن، إضافة إلى جلسات المحاكمات الصوريّة والوهميّة التي يخضعون لها أمام “محكمة الإرهاب” و”المحكمة الميدانيّة”، وما يصدر عنها من أحكام جائرة وغير قانونيّة تصدر بحقهم، ويعدّونها باطلةً.

 

ويُصرّ المعتقلون على متابعة إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم بإنشاء لجنة قضائيّة تعيد النظر بهذه الأحكام والممارسات التي يتعرّضون لها. وقد وردت معلومات من داخل السجن عن لقاء السجناء بمدير السجن ومعاون قائد الشرطة اللذين وعدا المساجين بتشكيل لجنة لتلبية مطالبهم. ولا يزال الإضراب مفتوحاً حتى الآن.

 

ولم يكن سجن السويداء المدنيّ قبل العام 2011 مكاناً لاحتجاز المعتقلين السياسيّين، بل كان مخصّصاً لتنفيذ العقوبات المحكوم بها من قبل المحاكم الجزائيّة، وللتوقيفات القضائيّة. إلّا أنّه بعد العام 2011، وبسبب اكتظاظ معتقلات النظام في دمشق وباقي المحافظات، تمَّ ترحيل العديد من المعتقلين السياسيّين والناشطين الثوريّين إلى سجن السويداء المدنيّ. وجزءٌ كبيرٌ من هؤلاء موقوفٌ لصالح “محكمة الإرهاب”، وهذا ما يرتّب عبئاً إضافيّاً على المعتقلين، من حيث صعوبة حصولهم على إخلاءات سبيل وإرسالها إلى دمشق. وهو ما يترافق مع فسادٍ وتراخٍ من قبل إدارة السجن في إرسال تلك الإخلاءات إلى “محكمة الإرهاب”. ومن ناحيةٍ أخرى يواجه المعتقلون صعوبة في التواصل مع محاميهم، باعتبارهم كانوا قد وكّلوهم، وهم في دمشق. لذا حدثت شبه قطيعةٍ بين المحامين وموكليهم من معتقلي سجن السويداء المدنيّ، وذلك بسبب صعوبة التنقّل الناجمة عن ظروف الحرب. هذا ما رتّب أعباءً إضافيّةً أيضاً على المحامين والمعتقلين في آن، وحال دون وقوف المحامين على ما يصادفه المعتقلون من مشكلاتٍ داخل السجن المدنيّ في السويداء.

 

يعاني المعتقلون في سجن السويداء المدنيّ من تباعد مهلة جلسات المحاكمة أمام “محكمة الإرهاب” ما بين 3 و6 شهور. وعند كلّ جلسةٍ تتكرّر معاناة المعتقلين بسبب إجراءات النقل إلى دمشق، وما يقع عليهم من ابتزازٍ من قبل إدارة السجن. ومن ثَمّ يمثلون أمام المحكمة لمدّةٍ لا تتجاوز الدقائق الخمس؛ فالموقوف الذي ينتظر تلك الجلسة بفارغ الصبر كي يحظى بفرصة الدفاع عن نفسه أمام المحكمة، لا يُمنح إلا خمس دقائق كإجراءٍ شكليٍّ وروتينيٍّ لمتابعة القضيّة داخل المحكمة.

 

كما يتعرّض الموقوفون لصالح “محكمة الإرهاب” إلى معاملةٍ سيّئة من قبل بعض ضبّاط السجن وعناصره، ومنها ابتزازهم لقاء اتصالٍ هاتفيٍّ أو موعد زيارةٍ أو نقلٍ من مهجعٍ إلى آخر تكون ظروفه أفضل.

 

وتوجد “مفرزةٌ” تابعةٌ لـ”فرع الأمن السياسيّ” داخل سجن السويداء المدني، وهي تتعسّف في التعامل مع المساجين، وتُمعن في إهانتهم وإذلالهم وابتزازهم، بحسب ما رواه معتقلون سابقون في السجن المدنيّ. إضافة إلى كلّ ذلك، يعاني المساجين من انعدام الرعاية الصحيّة وانعدام النظافة؛ إذ تنتشر في السجن الأمراض الجلديّة والقمل. كما أنّ الطعام الذي يقدّم إليهم يصفونه بأنّه قليلٌ وسيّئٌ جدّاً. ويُعدّ سجن السويداء المدنيّ من الأماكن غير المعدّة للتوقيف للأسباب المذكورة آنفاً.

 

في آب/أغسطس 2016، حاصرت قوّات النظام السجن المدني في السويداء حصاراً مطبقاً؛ وقطعت الاتصالات الأرضيّة والخلويّة عن محيط منطقة السجن، كما قطعت خدمة الإنترنت عن المحافظة كلّها. وقامت بقطع الكهرباء والمياه عن السجن. بعدها دخلت مليشيات “الشبيحة” والقوى الأمنيّة ورمت قنابل مسيلة للدموع، مّا أدّى إلى حالات اختناقٍ داخل السجن، وتمَّ إطلاق الرصاص الحيّ على المساجين، ما أدّى إلى مصرع اثنين من السجناء؛ محمد قاسم رسلان وفادي محمود، وجُرِح عشرةٌ آخرون. ووردت بعض المعلومات آنذاك تفيد بأنّ السبب المباشر هو قيام إدارة السجن بنقل عددٍ من المساجين لتنفيذ حكم الإعدام فيهم، فحصلت المواجهات بين السجناء وعناصر السجن. بينما وردت معلوماتٌ أخرى تقول: إنّ الاستعصاء كان على خلفيّة قيام دوريّةٍ تابعةٍ للأمن الجنائيّ بإهانة وضرب بعض المعتقلين أثناء قيامها بجولةٍ تفتيشيّةٍ على أحد المهاجع.

 

رغيد الططري، عميد المعتقلين السوريّين في سجون النظام، موجودٌ في سجن السويداء المدنيّ منذ العام 2016، وهو الذي اعتقل في العام 1981. وكانت قد شيّعت قرية الكفر، جنوبيّ محافظة السويداء، في 14 نيسان/ أبريل الجاري، أحد أقدم معتقلي الرأي من السويداء، حسن سليمان حديفة، الذي توفي في سجن السويداء المدنيّ، بعد 30 عاماً من اعتقاله تعسّفيّاً وتنقّله بين أكثر من سجن إلى أن استقرّ فيه المطاف في سجن السويداء المدنيّ.

 

روسيا تتهيأ لسيناريوهات دراماتيكية في سوريا

روسيا تستعد لجميع السيناريوهات في سوريا ومن بينها إقدام القوى الغربية على تصعيد جديد يكون هذه المرة بشكل أوسع.

دمشق – تشهد الأزمة السورية مرحلة مفصلية قد تنتهي بمفاوضات جدية للتسوية السياسية، أو تصعيد خطير يهدد بانفجار كامل في المنطقة، على ضوء تقلص المساحات الفاصلة بين القوى الكبرى المتصارعة على الأرض السورية، خاصة مع اقتراب النظام من تأمين محيط العاصمة دمشق، وسيطرته الكاملة الأربعاء على منطقة القلمون الشرقي.

 

وترى أوساط سياسية أن روسيا وحليفيها نظام الرئيس بشار الأسد وإيران يتحضرون للتعاطي مع الاحتمالين وهذا ما يفسر إعلان وزارة الدفاع الروسية عن قرار بتسليم الجيش السوري منظومات دفاع جوية متطورة، وسط رصد مخابرات غربية لحركة جوية مريبة بين سوريا وإيران.

 

وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الأربعاء، أن موسكو ستسلم قريبا لسوريا منظومات دفاع جوي متطورة.

 

وأكد رئيس إدارة العمليات لدى قيادة الأركان العامة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، في أثناء موجز صحافي عقد بوزارة الدفاع الروسية، أن الخبراء العسكريين الروس سوف يستمرون في تدريب زملائهم السوريين في ما يتعلق باستخدام الأسلحة الجديدة.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن بلاده باتت في حل من أي التزام أخلاقي يحول دون تسليم دمشق منظومة إس 300 المتطورة، على خلفية الضربات الفرنسية الأميركية البريطانية لمواقع سورية الشهر الجاري، ردا على هجوم مفترض بالكيمياوي في الغوطة الشرقية المحيطة بدمشق.

 

ويرى مراقبون أن روسيا تبدو جادة هذه المرة في تنفيذ تهديدها بتسليم نظام الأسد هذه المنظومة، في ظل خشية من تكرار الهجوم الغربي بشكل أوسع، ما يهدد المكاسب العسكرية التي حققتها موسكو منذ العام 2015، تاريخ انخراطها المباشر في الأزمة.

 

وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن المستشارين الروس ساهموا في إصلاح وتحديث قوات الدفاع الجوي السورية، مؤكدا أن معظم الصواريخ الغربية عالية الدقة والتي تم اعتراضها خلال الهجوم الثلاثي دُمرت من قبل منظومات الدفاع سوفييتية الصنع “إس-125” و”أو أس إيه” و”كوادرات” والتي يبلغ عمرها 40 عاما.

 

وذكر رودسكوي أن وزارة الدفاع السورية قامت بتحليل مفصل لنتائج الغارات الغربية، وأدخلت على أساس ذلك سلسلة تعديلات في نظام الدفاع الجوي لسوريا بغية رفع فعاليته.

 

وتتعزز فرضية تمكين موسكو نظام الأسد من منظومات عسكرية متطورة، مع رصد أجهزة الاستخبارات الأميركية “شحنات جوية مريبة” بين إيران وسوريا، يشتبه بأنها قد تحتوي على أسلحة أو منظومات عسكرية.

 

ونقلت شبكة “سي.أن.أن” الإخبارية الأميركية الأربعاء عن المصدر القول إن “الولايات المتحدة وإسرائيل تراقبان هذه الشحنات التي يحتمل أنها تحتوي على أسلحة قد تستخدم في تهديد أمن إسرائيل”.

 

وأضاف المصدر أن هذا النوع من الشحنات الجوية، وإن كان ليس بالمستغرب، إلا أن توقيته لفت انتباه أجهزة الاستخبارات باعتبار أنه يأتي بعد الضربات الجوية التي وجهتها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في وقت سابق من الشهر الجاري، وارتفاع وتيرة التهديدات التي وجهها مسؤولون إيرانيون لإسرائيل بعد اتهامها باستهداف مطار التيفور في سوريا وسقوط قتلى إيرانيين فيه.

 

وتهدد إيران بـ”الرد المناسب عاجلا أم آجلا على الاعتداء غير القانوني على سوريا” في مطار التيفور، وأشارت تقارير إيرانية إلى مقتل سبعة إيرانيين جراء قصف المطار الذي تحول خلال السنوات الأخيرة إلى قاعدة لعناصر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له.

 

ويشير مراقبون إلى أن المشهد السوري ينحو نحو المزيد من التأزيم، وأن المسار الحالي يقود نحو غلبة الخيار العسكري على السياسي في ظل الفجوة القائمة بين روسيا والولايات المتحدة حول جملة من المسائل بينها الوجود الإيراني.

 

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد جدد خلال لقائه في البيت الأبيض نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رغبته في الانسحاب من سوريا، ولكن أوضح في الآن ذاته عدم نيته السماح لإيران بالوصول إلى البحر المتوسط.

 

وتسعى إيران إلى إنشاء حزام أمني يربط بين العراق وشرق سوريا وصولا إلى لبنان المطل على المتوسط، ولا تبدي موسكو جدية في التعاطي مع هذه المسألة التي تعتبرها الولايات المتحدة وإسرائيل تهديدا خطيرا لأمنهما القومي ومصالحهما.

 

ويقول خبراء إن الولايات المتحدة لا يمكنها النجاح في ثني إيران عن طموحها، في حال قررت سحب قواتها من شمال شرق سوريا، قبل الاتفاق على تسوية مع روسيا بشأن هذه المعضلة، وأيضا بشأن إدلب والجنوب السوري، في ظل خشية فعلية من إمكانية إقدام موسكو على التوجه صوب إحداهما، بعد الانتهاء من جيوب المعارضة في ريف دمشق وأيضا في حماة وحمص.

 

واستعاد الجيش السوري منطقة القلمون الشرقي قرب دمشق بعد انتهاء عملية إجلاء مقاتلين ومدنيين، حسب ما أعلن الإعلام الرسمي الأربعاء، في تطور يعزز إحكام نظام الرئيس بشار الأسد سيطرته على محيط العاصمة.

 

وبدأت السبت عملية الإجلاء من منطقة القلمون الشرقي الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمال شرق دمشق، استنادا إلى اتفاق يؤمن ممرا آمنا لانسحاب الآلاف من المقاتلين وعائلاتهم من الرحيبة وبلدتي الناصرية وجيرود المجاورتين إلى منطقة سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال السوري.

 

وأعلن التلفزيون السوري عن “انتهاء عمليات إخراج الإرهابيين مع عائلاتهم من بلدات القلمون الشرقي لتصبح المنطقة خالية من الإرهاب”. وأفاد بأن قوى الأمن الداخلي دخلت الثلاثاء والأربعاء إلى الرحيبة وجيرود، حيث رُفع العلم السوري في الساحة الرئيسية.

 

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته أن “القافلة الأخيرة” التي انطلقت من القلمون الشرقي ليل الثلاثاء وعلى متنها المئات من المقاتلين والمدنيين، “وصلت إلى مناطق سيطرة قوات عملية ‘درع الفرات’” في الشمال السوري.

 

ويأتي الإعلان عن استعادة السيطرة على القلمون الشرقي، في وقت تشنّ فيه القوات الحكومية منذ بضعة أيام حملة قصف عنيفة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب دمشق وعلى الأحياء القريبة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب المرصد، هناك حوالي ألف مقاتل جهادي في أحياء اليرموك والحجر الأسود والتضامن والقدم. ويسعى الجيش السوري حاليا إلى ضمان أمن العاصمة دمشق سواء عبر اتفاقات إجلاء جديدة أو عمليات عسكرية، بعد استعادة السيطرة منذ نحو أسبوعين على الغوطة الشرقية التي كانت آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق.

 

وفي 14 أبريل، استعاد النظام السوري السيطرة على الغوطة الشرقية التي بقيت منذ عام 2012 المعقل الأبرز للفصائل قرب دمشق، إثر هجوم عنيف أدى الى مقتل 1700 مدني، بحسب المرصد.

 

ماهر الأسد رسميا قائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري بعد قرار ترفيعه من عميد ركن الى لواء

بهية مارديني

«إيلاف» من لندن: قالت مصادر متطابقة أن الرئيس السوري بشار الأسد عين شقيقه اللواء ماهر رسمياً قائدا للفرقة الرابعة المعروفة ببطشها للسوريين في الداخل.

 

ونقلت عدة مصادر أن الرئيس السوري أصدر في يونيو الماضي قرارا بترقية ماهر الأسد من رتبة عميد ركن الى لواء ركن في الجيش السوري، وأكدت على تولى ماهر الأسد قيادة الفرقة الرابعة في الجيش والتي تعتبر أهم القطاعات في الجيش السوري.

 

وحول تأخير القرار أرجعت مصادر متابعة في حديث مع “ايلاف ” ذلك لأسباب داخلية واقليمية ودولية وخاصة أن ماهر منذ حوالي العام هو من يقود الفرقة فعليا، وزعمت أن بشار الاسد لم يعد بالمطلق سيد قراره بعد دخول روسيا وإيران بكل هذه القوة في سوريا.

 

من هو ماهر الأسد ؟

 

هو ماهر حافظ الأسد مواليد 8 ديسمبر 1967، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق في طريق المطار، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم أول مهندس قيادي، ليخدم لاحقا في الفرقة الرابعة المدرعة وهو الثالث بين أبناء حافظ الأسد الأربعة بعد باسل الذي قُتل عام 1994 وبشار، ويليه مجد الذي توفي عام 2009 وعرف ماهر بعنفه وبطشه بعكس بشار الأسد الذي تم تقديم صورته كرجل سياسي وليس كقائد عسكري دموي رغم مسؤولية الأخوين عن كل ما يحدث في سوريا .

 

ويقال أيضا أن ماهر الأسد كان قائدا للواء 42 في الفرقة الرابعة قبل أن يتم تسلمه قيادة الفرقة الرابعة .

 

وتشتهر الفرقة الرابعة منذ بداية الثورة السورية، ومع اشتداد وتوسع رقعة المعارضة ضد النظام، باقتحاماتها الدموية الخطيرة واتباع سياسة الأرض المحروقة وتعد المسؤولة عن ارتكاب المجازر خاصة في الريف الدمشقي ويقول نشطاء أنها دخلت الى مدينتي داريا ومعضمية الشام لترتكب المجازر البشعة بحق المدنيين أيضا.

 

هذا وبارك الصحفي اللبناني حسين مرتضى مدير مكتب قناة العالم الإيرانية في دمشق لماهر الأسد تسلمه منصبه الجديد.

 

وقالت وكالة أوقات الشام الموالية للنظام إنها علمت من مصدر خاص بتعيين ماهر الأسد قيادة الفرقة الرابعة بعد عام على ترفيعه من رتبة عميد الى رتبة لواء.

 

وقد تم ترفيع ماهر الأسد من رتبة عميد الى رتبة لواء في الشهر السادس من العام الماضي .

 

الوضع في ريف حماة

 

الى ذلك وبحسب المركز الصحافي السوري أثارت الحشود العسكرية لقوات النظام السوري إلى ريف حماة غضب الموالين الذين اتهموا قوات النظام بالسعي لتفجير الوضع في مناطقهم على حساب حياتهم وأرزقهم.

 

وتحدث ناشطون عن خلافات حادة في قرية جدرين والقرى المحيطة بها جنوب حماة من طائفة النظام وقواتها العسكرية من ناحية أخرى بسبب توالي وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى المنطقة والمحطة الحرارية في الزارة تمهيداً لمواجهة عسكرية مع فصائل المعارضة في تلك المنطقة.وهذا ما دفع بسكان تلك القرى للتنديد ومطالبة قوات النظام بإيقاف إرسال التعزيزات باعتبار أنه لا فائدة من تجميع أسلحة ثقيلة وحشد قوات داخل قريتهم جدرين كي لا يكون مصيرها كما حصل في قرية الزارة .

 

ويشهد ريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي, منذ عدة أيام اشتباكات بين قوات النظام وميليشياته من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية، في محاولة من النظام الضغط على الثوار للقبول بشروط التفاوض التي يفرضها النظام وروسيا لتهجيرهم من مناطقهم نحو الشمال السوري، على غرار باقي المناطق في محيط العاصمة دمشق وحي الوعر وأحياء حلب الشرقية.

 

قائد «سوريا الديمقراطية»: شكلنا حرس حدود من 30 ألفاً

قال لـ«الشرق الأوسط» إن «داعش» يسيطر على مساحة تساوي لبنان

عين عيسى (ريف الرقة): كمال شيخو

قال مظلوم عبدي، القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، في حديث إلى «الشرق الأوسط» إن قواته التي تضم 60 ألفا شكلت «قوات حرس حدود» من ثلاثين ألفاً، وانتشرت على الحدود مع تركيا شمالاً، والحدود العراقية المحاذية لمناطق «داعش» شرقاً، وعلى طول الخط الجنوبي لنهر الفرات الخاضع لسيطرة النظام.

 

وقال عبدي، المعروف باسم «مظلوم كوباني»، إن «داعش» لا يزال يسيطر على عشرة آلاف كيلومتر مربع، ما يساوي مساحة لبنان، لافتا إلى أنه عقد اجتماعاً مطولاً مع بريت ماكغورك، ممثل الرئيس الأميركي في غرفة التحالف الدولي، قبل أيام، لمناقشة تصريحات الرئيس دونالد ترمب وعزمه سحب قوات بلاده من سوريا، ونقل له أن الإدارة الأميركية في مرحلة صناعة القرار ودراسة صياغته.

 

وأضاف عبدي أنه من غير الممكن تغيير نظام بشار الأسد عسكرياً، «ويبدو أن جميع الأطراف اقتنعت بذلك بما فيها تركيا، لذا يجب التفاهم معه وإحداث تغير ديمقراطي في بنيته».

 

التحديات واختلاف الولاءات والهجرة.. ثلاثية أسباب طلاق السوريين

درعا – الخليج أونلاين (خاص)

أفرزت الحرب السورية المشتعلة منذ أكثر من سبع سنوات العديد من الظواهر السلبية التي عصفت بمكونات المجتمع السوري، وغيرت الكثير من المفاهيم والسلوكيات والأنماط المعيشية التي كانت، إلى زمن غير بعيد، تعد من الخطوط الحمراء التي لا يسمح بتجاوزها إلا في حالات شديدة الخصوصية.

 

وتعد ظاهرة الطلاق واحدة من أهم الظواهر التي فاقمت الحرب من معدلات حدوثها داخل المجتمع السوري، الذي كان وما يزال يعتبر الأسرة اللبنة الأساسية في بنية المجتمع، ويحرص دائماً على الحفاظ على تماسكها وسلامتها.

 

– ظاهرة خطيرة

 

ويشير المحامي طارق العبد الله إلى أن ظاهرة الطلاق هي واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية التي بدأت تفتك بالأسرة السورية في الوقت الحالي، وتفكك بنيتها، مؤكداً أن منعكساتها السلبية وتداعياتها على الزوجين والأطفال ستمتد على المدى الطويل.

 

ولفت، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن ظاهرة الطلاق كانت موجودة في المجتمع السوري، ولم تكن وليدة الأزمة السورية الحالية، بل كانت تحدث في السابق، في جميع المحافظات السورية، ولكن ليس على نطاق واسع كما هي عليه الآن.

 

وقال: “إن أغلب حالات الطلاق المعروفة بين الأزواج كانت تحدث قبل الأزمة لأسباب تتعلق بالعقم، أو عدم القدرة على الإنجاب، أو لسوء السمعة بعد ارتكاب فعل فاضح من قبل أحد الزوجين، أو بسبب الفقد في ظروف قاهرة، لكن أسباب الطلاق باتت في الوقت الحالي كثيرة جداً”.

 

وأضاف أنه وبسبب الحرب التي تعيشها البلاد تغيرت الكثير من أسباب الطلاق، فدخلت أسباب جديدة، لتحدث شرخاً كبيراً داخل الأسرة السورية، وتعمل على تفكيك بنيتها الداخلية، منها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو سياسي، ومنها ما يتعلق بالتطور، والتقنيات الحديثة، كمواقع التواصل الاجتماعي، “الواتس أب” و”الفيسبوك” وغيرها.

 

وأشار إلى أن المحاكم السورية التابعة للنظام وثقت آلاف حالات الطلاق خلال الأزمة السورية، منها ما يعود لأسباب اقتصادية تتعلق بسوء الأوضاع المعيشية، وعدم القدرة على الإنفاق، وتأمين مستلزمات الحياة اليومية، ومنها ما يعود لخلافات بين الزوجين بسبب الهجرة بين راغب ومعارض.

 

مصادر قضائية تابعة للنظام أشارت إلى أن حالات الطلاق المسجلة في المحاكم الشرعية بدمشق بلغت في العام 2012 (4110) حالات، وفي العام 2013 (5210) حالات، فيما وصلت في العام 2014 إلى (6514) حالة، أما في العام 2015 فقد وصلت إلى (7028) حالة، فيما ارتفعت في العام 2016 إلى (7423) حالة، لافتة إلى أن نسبة الطلاق ارتفعت إلى نحو 28 بالمئة من حالات الزواج الموثقة في المحاكم المذكورة.

 

وأشارت المصادر إلى وجود صعوبات كبيرة في توثيق أرقام دقيقة لحالات الطلاق على مستوى سوريا، وذلك بسبب الأوضاع الراهنة، وتوقف العديد من المحاكم الشرعية عن ممارسة عملها في عدد كبير من المحافظات؛ لخروجها عن سلطة النظام، لكنها قالت إن الأرقام بالآلاف.

 

وذكر العبد الله أن من بين “أسباب الطلاق المستغربة التي حدثت فعلاً هي اختلاف الولاءات بين الزوجين، لأحد طرفي الصراع، بين مؤيد للنظام، ومؤيد للمعارضة، وأغلب هذه الحالات كانت تحدث بين الأزواج، من الطوائف المختلفة”.

 

وقال: إن الكثير من حالات ووقائع الطلاق لا توثق في المحاكم الشرعية التابعة للنظام، وخاصة تلك التي تحدث في مناطق سيطرة المعارضة، وذلك لتعذر وجود مثل هذه المحاكم في المناطق المحررة، لافتاً إلى أن “توثيق هذه الحالات يتم فقط من قبل شيوخ الدين وبعض الشهود، على أن توثق في المحاكم الرسمية لاحقاً”.

 

– أكثر المتضررين هم الأطفال

 

المرشدة النفسية سماهر الأحمد أشارت إلى أن أكثر المتضررين من انفصال الزوجين هم الأطفال، الذين غالباً ما يتحملون تبعات تصرفات الكبار، لافتة إلى أن أبناء المطلقين يعيشون في الغالب ظروفاً نفسية صعبة، تنعكس سلباً في تصرفاتهم وتعاطيهم مع الآخرين.

 

وأضافت، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، أن “غياب الأجواء الأسرية الصحية والسليمة، نتيجة انفراط عقد العلاقة بين الأبوين، يدفع الأطفال إلى السلوك العدواني، والجنوح والانحراف، لا سيما في الحالة السورية، التي تعيش فيها البلاد فوضى عارمة على كل المستويات”.

 

وقالت: “إن الطلاق أيضاً يتسبب بمشكلات نفسية واجتماعية كبيرة للزوجة المطلقة، لا سيما في مجتمع تحكمه عادات وتقاليد صارمة، تنظر إلى المطلقة بعين الشك والريبة”، لافتة إلى أن “المجتمع يحاسب المطلقة على كل تصرفاتها حتى لو كانت في سياقها الطبيعي”.

 

وأشارت إلى أن الحد من ظاهرة الطلاق وآثارها السلبية “يحتاج إلى تحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين، وجهود مؤسساتية كبيرة، ووعي وشعور بالمسؤولية، وتوفر الأمن والأمان، وكبح مسببات ظهورها وتفاقمها، وفي مقدمتها توقف الحرب التي تعصف بالبلاد”.

 

– الهجرة سبب للطلاق

 

من جهتها ذكرت هيام العمر (33 عاماً) أن “زوجها ضياء سافر إلى ألمانيا قبل أربعة أعوام على أمل أن يعمل على لم شملها، هي وطفليها؛ لكن ضياء غابت أخباره منذ أكثر من عامين، ولم يعد يرد على اتصالاتها الهاتفية”.

 

وأضافت، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، أنها بالتواصل مع بعض معارف العائلة في ألمانيا، علمت أن زوجها ارتبط بفتاة أخرى تعرف عليها هناك، لافتة إلى أنها رفعت دعوى طلاق غيابي عليه، لأنها لم تعد ترغب بأن تكون زوجة له بعد ارتباطه بأخرى”.

 

وأشارت إلى أنها “لا تفكر بالارتباط ثانية، وستعيش في منزل والديها المسنين، للاهتمام بهما وبتربية طفليها (محمد 7 سنوات) و(آلاء 6 سنوات)”.

 

وقالت: “ما زلت أعمل معلمة في مدارس النظام ودخلي المادي سيساعدني على تأمين احتياجات الأسرة”.

 

يشار إلى أن الحرب، التي تعصف بسوريا منذ أكثر من سبع سنوات، تسببت بجلب المزيد من الويلات على الشعب السوري، ففضلاً عن الدمار الذي لحق بمعظم مقدرات سوريا، وعمليات القتل والتهجير والاعتقال، تسببت أيضاً في وصول 85% من السكان إلى دون مستوى الفقر، وفق التصنيف العالمي، إضافة إلى تفشي الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية، التي عززتها الفوضى، وغياب الأنظمة والقوانين.

 

إيران لترمب: ستغادرون سوريا والبديل العربي فاشل

 

قال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إن استبدال أميركا وجودها العسكري في سوريا بجيوش عربية من السعودية والإمارات ومصر، هو سيناريو فاشل.

ودلل المسؤول  الإيراني على وجهة نظره بالقول إن هذه الجيوش لم تحقق أي شيء في حربها في اليمن.

 

وخلال مؤتمر صحفي بطهران، اعتبر رضائي أن هذه الفكرة قد تجر وراءها مواجهة خطرة بين هذه الجيوش وتركيا انطلاقا من شمال سوريا، وقال إن “أميركا مضطرة للانسحاب من سوريا وستفعل ذلك إذ لا يمكنها البقاء هناك”.

 

وأضاف أن “القيادة المركزية الأميركية اجتمعت بقادة جيوش عربية مؤخرا لاستبدال وجودها في شمال الفرات بوجود عسكري عربي. وهذا سيناريو فاشل”.

 

واعتبر أن السعودية وحلفاءها فشلوا في اليمن “ولا يمكن لهؤلاء تحمل البقاء في سوريا، فأميركا نفسها تغادر وتنسحب”.

 

وتوقع أن تجر هذه الخطوة لمواجهة مع تركيا، “وقد تتعرض هذه الجيوش لانشقاقات في صفوفها فبعض العسكريين العرب لا يريدون تدخلا وتورطا في سوريا”.

 

وفي السياق ذاته، قال يوري شفيتكين نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الدوما الروسي إن تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشأن إرسال قوات قطرية إلى سوريا “محض هراءٍ، ومحاولة للحفاظ على نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة”.

 

وشدد شفيتكين على أنه ليس من حق السعودية والولايات المتحدة وقطر إرسال قوات إلى سوريا دون إذن من الحكومة السورية, وإلا سيكون ذلك بمثابة عمل عدواني يرتقي لجريمة حرب.

 

وكذلك أكد عضو مجلس الاتحاد الروسي إيغور موروزوف رفض موسكو بشكل قاطع إرسال قوات عربية إلى سوريا، وقال إن ذلك إذا تم فسيكون انتهاكا للقوانين الدولية.

المصدر : الجزيرة

 

فرنسا طلبت من أمريكا عدم قصف مصنع لافارج في سوريا في 2014

– رويترز

من إيمانويل جاري

 

باريس (رويترز) – كشفت رسائل بريد إلكتروني، جزء من تحقيق في عمليات شركة لافارج الفرنسية بسوريا، أن فرنسا طلبت من الولايات المتحدة في عام 2014 عدم قصف مصنع أسمنت تابع للشركة بمنطقة في شمال سوريا كانت خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وفتح الادعاء الفرنسي العام الماضي تحقيقا في الاشتباه في ضلوع مجموعة صناعة الأسمنت في ”تمويل مشروع إرهابي“ في سوريا. كانت الشركة أقرت في العام الماضي بأنها دفعت أموالا لجماعات مسلحة كي يستمر عمل المصنع.

 

وقال المبعوث الفرنسي لسوريا فرانك جيليه المقيم حاليا بباريس في رسالة بريد الكتروني يوم 19 سبتمبر أيلول 2014 إلى مسؤولين كبار بوزارة الخارجية ”إنه ينبغي حماية هذا الاستثمار الفرنسي“ وذلك في إشارة إلى مصنع لافارج الواقع على بعد 87 كيلومترا من الرقة.

 

وقال جيليه في الرسالة التي احتوت على إحداثيات المصنع ”يبدو شرعيا أن نطلب من واشنطن عدم المساس بهذا الموقع دون الرجوع إلينا أولا“.

 

كانت الرسالة ضمن مراسلات اطلعت عليها رويترز بعثها جيليه، ومسؤول الأمن بالشركة آنذاك جان-كلود فيار، وغيرهما من المسؤولين الفرنسيين.

ولم يتسن الاتصال بجيليه للتعليق.

 

يأتي هذا في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الملف السوري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويطالبه بإبقاء القوات الأمريكية في سوريا لضمان عدم تمكن المتشددين من إعادة تجميع صفوفهم.

 

وأظهرت رسالة بريد الكتروني أخرى بتاريخ الثاني من أكتوبر تشرين الأول 2014 وهي أيضا جزء من التحقيق القضائي أنه جرى تحويل الطلب إلى مسؤولين أمريكيين.

 

واندمجت لافارج مع هولسيم السويسرية في عام 2015 وأطلقا معا كيانا جديدا تحت اسم لافارج هولسيم.

 

كان محققون وضعوا عددا من كبار المدراء السابقين في لافارج ولافارج هولسيم قيد تحقيق رسمي العام الماضي.

* معلومات مخابرات

 

وامتنعت لافارج هولسيم يوم الأربعاء عن التعليق على رسائل البريد الإلكتروني.

 

كما امتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعليق عندما سئلت عن الطلب الذي يعود لعام 2014 الموجه للسلطات الأمريكية وما إذا كانت الحكومة على علم بدفع لافارج أموالا لجماعات مسلحة.

 

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إنه يجري استجواب عدد من الدبلوماسيين كشهود بشأن اتصالهم بالشركة في ذلك الوقت.

 

وقال المصدر ”قدمنا للسلطات القضائية كل المعلومات والوثائق التي طلبتها“ مضيفا أنه لم يتم اتهام وزارة الخارجية ولا مسؤوليها بأي مخالفات.

 

وكشفت ملفات التحقيق أن فيار أبلغ قاضيا أنه نقل بانتظام معلومات إلى المخابرات الفرنسية.

 

وقال ”بمجرد أن كانت تصلني معلومات عن هؤلاء الناس كنت أنقلها إلى أجهزة المخابرات… كنت أرسلها كما هي دون تنقيح“.

ورفض محامي فيار التعليق.

 

وعرضت إحدى الوثائق سؤال أحد القضاة لفيار عما إذا كان قد أبلغ المخابرات بشأن مدفوعات مالية قدمت إلى جماعات مسلحة بالمنطقة.

 

وأظهرت الوثيقة أن فيار رد قائلا ”لم أنقح المعلومات التي كنت أمررها إلى أجهزة المخابرات، كنت أبلغهم بكل شيء“.

 

كان محامون معنيون بحقوق الإنسان قالوا في ديسمبر كانون الأول إن لافارج دفعت ما يقارب 13 مليون يورو لجماعات مسلحة منها تنظيم الدولة الإسلامية للحفاظ على عمليات الشركة في سوريا في الفترة من 2011 حتى 2015.

 

واستقال إريك أولسن الرئيس التنفيذي السابق لشركة لافارج هولسيم بعدما أقرت الشركة بأنها دفعت أموالا لجماعات مسلحة لإبقاء مصنعها في سوريا عاملا.

 

إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح

 

إعلام حزب الله: جيب شمال شرقي دمشق بات خاليا من مقاتلي المعارضة

بيروت (رويترز) – قال الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية حليفة الحكومة السورية يوم الأربعاء إن جيبا كان خاضعا لسيطرة المعارضة شمال شرقي دمشق بات خاليا من مقاتلي المعارضة وتحت سيطرة الدولة.

أشخاص يحملون صناديق ذخيرة كانت تخص مقاتلين من المعارضة السورية في القلمون يوم 22 أبريل نيسان 2018. تصوير: عمر صناديقي – رويترز

 

وبموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة يوم الجمعة، غادر نحو 3700 شخص من المقاتلين وأسرهم من جيب القلمون الشرقي الواقع على بعد 40 كيلومترا تقريبا شمال شرقي دمشق خلال الأيام القليلة الماضية.

 

وأفاد الإعلام الحربي لحزب الله أن آخر 38 حافلة غادرت فجر الأربعاء. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الحافلات ستتوجه إلى إدلب وجرابلس الخاضعتين لسيطرة المعارضة في شمال سوريا.

 

ولم يتبق سوى جيب واحد تحت سيطرة المعارضة بالقرب من العاصمة السورية، وهو منطقة جنوبي المدينة تضم جزءا خاضعا لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب جزء آخر تسيطر عليه فصائل معارضة.

 

وتقصف القوات الموالية للحكومة هذا الجيب الذي يضم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود ومناطق مجاورة.

 

وفي مؤشر على سيطرة الدولة على منطقة القلمون، بدأت قوات أمن سورية الانتشار في عدة قرى هناك يوم الأربعاء.

 

وبث التلفزيون الرسمي لقطات لقوافل سيارات ودراجات نارية تابعة للشرطة تدخل بلدة الرحيبة وعشرات من المدنيين محتشدين في الشوارع ويرددون الهتافات المرحبة.

 

وسعى الرئيس السوري بشار الأسد، بدعم من روسيا وإيران، للقضاء على آخر الجيوب القليلة الخاضعة للمعارضة قرب دمشق. وسيطر الأسد في أوائل أبريل نيسان على الغوطة الشرقية التي كانت أكبر منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق.

 

إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى