أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 13 نيسان 2013

احتدام المعارك في حمص… و«الحر» يفتح جبهة القامشلي

واشنطن – جويس كرم ؛ باريس – آرليت خوري

بيروت، لندن، نيويورك – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – في وقت احتدمت المعارك في منطقة حمص إثر هجوم مضاد تشنه القوات النظامية السورية منذ يومين على مواقع المعارضة، وكشفت واشنطن عن انتشار قوات من «حزب الله» و «الحرس الثوري» الايراني في منطقة حلب لإسناد الجيش النظامي، فتح «الجيش السوري الحر» جبهة جديدة في مدينة القامشلي قرب الحدود مع تركيا، في إنهاء للهدنة القائمة في هذه المنطقة ذات الغالبية الكردية والمسيحية.

في هذا الوقت، استمرت ردود الفعل على مبايعة «جبهة النصرة» لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، فاستنكرت «جبهة تحرير سورية الإسلامية» ذلك، رافضة أي وصاية خارجية على الثورة السورية، وأعلنت باريس أنها تدرس إدراج الجبهة على لائحة الإرهاب، بينما أكدت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية أن إيران وحلفاءها في المنطقة «قطعوا على أنفسهم أيّ طريق للقاء في الحاضر والمستقبل»

واعلن المجلس العسكري في «الهيئة العامة للثورة» امس، بدء «معركة تحرير» القامشلي في شمال شرقي البلاد، وقال في بيان إن مقاتلي المعارضة سيطروا على «مواقع استراتيجية قريبة من المطار والفوج 154». وخاطب أهالي المنطقة بالقول: «إننا قادمون لتحريركم من الطغاة، وندعو كل القوى من كرد وعرب ومسيحيين إلى الوقوف إلى جانبنا ومساندتنا ضد الجيش (النظامي) والأمن والشبيحة».

وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن معارك تدور منذ يومين في منطقة حمص القريبة من الحدود مع لبنان هي الأعنف منذ أشهر، وأوضحت أن السبب هجوم مضاد تشنه القوات النظامية لاسترجاع مواقع تسيطر عليها قوات المعارضة. وأشارت الوكالة إلى أن دوي القصف والاشتباكات كان يُسمع واضحاً من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود.

وكان «حزب الله» أقر بأن قوات له تقاتل في منطقة القصير في حمص، لكنه برر ذلك بالدفاع عن «قرى شيعية في الأراضي السورية يقطنها لبنانيون».

وفي واشنطن، وصف السفير الأميركي روبرت فورد في شهادة أمام لجنة شؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، دور إيران في الصراع السوري بـ «الخبيث»، قائلاً إنه ساعد نظام الرئيس بشار الأسد على تشكيل «ميليشيا طائفية ويجذب حزب الله والمسلحين العراقيين إلى سورية».

وأشار فورد إلى أن قائداً عسكرياً ميدانياً في حلب أبلغه بتزايد «دور الميليشيات والإيرانيين وحزب الله على الأرض مع القوات السورية المتبقية في حلب». وزاد: «على رغم مساعدة الإيرانيين للنظام السوري، فإنه لم يقدر على وقف التقدم البطيء للمعارضة المسلحة».

غير أن فورد ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى إليزابيث جونز، أكدا في الجلسة أن الإدارة ما زالت مقتنعة بأن «التسوية المتفاوض عليها هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة» السورية. واعتبر فورد أن النظام يخسر إنما «المسار بطيء ودموي. وإذا لم نتوصل إلى حل تفاوضي فسيحارب مناصرو النظام حتى الموت». وقال إن الإدارة «تخصص جهداً كبيراً للبحث في واقع العلويين وما سيحصل لهم عند سقوط الأسد»، مضيفاً أن «المسؤولين الأميركيين سيلتقون بعلويين لاستكشاف أي نوع من الضمانات يحتاجون للابتعاد عن الأسد»، لكنه لم يوضح أين وكيف ستتم هذه الاتصالات.

وشدد السفير على أهمية تواصل المعارضة مع الأقلية العلوية، ورأى أن هناك «منافسة في المعارضة اليوم بين المعتدلين وتنظيم القاعدة، وأن علينا أن ندعم المعتدلين». أما جونز، فحذرت من تحول سورية إلى «بلد يستخدمه المتطرفون لرسم خطط ضد الولايات المتحدة».

في غضون ذلك، حذرت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية، من أن «نكوصَ المجتمع الدولي عن مسؤولياته في لجم عنف» النظام السوري سيؤدي إلى «ردود فعل متطرفة» في المدى القريب أو البعيد، مشيرة إلى أن إيران وحلفاءها في المنطقة «قطعوا على أنفسهم أي طريق للقاء في الحاضر والمستقبل». ونفت وجود أي تنظيم مسلح لها داخل الثورة السورية.

وأعلنت مجموعة الكتائب والألوية في «جبهة تحرير سورية الإسلامية» التابعة لـ «الجيش الحر»، استهجانها ورفضها إعلان «جبهة النصرة» مبايعتها تنظيم «القاعدة»، داعية «المجاهدين» إلى التوحد وتغليب «الوسطية والاعتدال»، وفق ما جاء في بيان نشر على صفحتها على موقع «فايسبوك».

وفي نيويورك، بدأ مجلس الأمن مناقشة فرض عقوبات دولية على «جبهة النصرة» ضمن عمل لجنة العقوبات على تنظيم «القاعدة»، وفق ما أكد ديبلوماسي رفيع. وتستند المناقشات الى الولاية المنوطة بلجنة العقوبات التي كان المجلس شكلها بموجب القرار 1267 العام 1999 والتي تشمل «كل الأفراد والمجموعات المرتبطين بتنظيم القاعدة».

وكانت الحكومة السورية طلبت عبر بعثتها في الأمم المتحدة من مجلس الأمن إدراج تنظيم «جبهة النصرة» على القائمة. وقالت مصادر المجلس إن «خبراء لجنة العقوبات المؤلفة من 15 عضواً (كامل أعضاء مجلس الأمن) لم يناقشوا الطلب الرسمي السوري في جلسة خاصة بعد»، لكن «ثمة تأييداً سياسياً من أعضاء كبار في المجلس لإدراج النصرة ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية الخاضعة لعقوبات دولية».

وفي باريس، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، إن بلاده تفكر في احتمال إدراج «جبهة النصرة» على لائحة «المنظمات الإرهابية»، وإنها تتشاور حول الموضوع مع شركائها في مجلس الأمن و«الائتلاف الوطني السوري» المعارض، لافتاً إلى أن هذا الموقف تبلور في أعقاب ما أُعلن عن ارتباط «الجبهة» بتنظيم «القاعدة»، وبعدما ميز»الائتلاف» نفسه عن «القاعدة»، مع تمسكه بالمبادئ التي ينبغي أن تقوم عليها سورية المستقبل. لكنه أشار إلى أن أي قرار لم يتخذ بعد، لأن الأمر يتعلق بمجلس الأمن واللجنة الخاصة بموجب القرار الدولي 1267.

في غضون ذلك، خرجت تظاهرات عدة في معظم مناطق البلاد، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التظاهرات جرت تحت عنوان «سورية أقوى من أن تقسم»، في إشارة إلى وحدة الشعب السوري والتأكيد على وحدة المصير لكل طوائف الشعب السوري ومكوناته»، مضيفاً أن المتظاهرين «نادوا بوحدة سورية وحرية شعبها وطالبوا بإسقاط النظام السوري ورحيل الأسد».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية النمسوي مايكل سبيندلغر لدى زيارته قوات بلاده في «القوة الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) في الجولان، إن قوة حفظ السلام النمسوية تخشى على أمنها بسبب القتال في سورية، وإنها ستقوّم على أساس يومي ما إذا كان بوسعها البقاء لمراقبة الهدنة بين إسرائيل وسورية. وقال: «قررنا كنمسويين البقاء لأطول فترة ممكنة بالنسبة إلينا. هذا تفويضنا، لكن علينا أن نقرر يومياً ما إذا كان هذا ممكناً». وعلمت «الحياة» أن فيينا أبلغت حلفاءها الأوروبيين بأنه في حال اتُّخذ قرار جماعي برفع الحظر الأوروبي عن تصدير السلاح لسورية، فإنها ستسحب قواتها من «اندوف»، ما يهدد عمل كامل القوة التي تضم نحو 1100 جندي يشكل النمسويون غالبيتهم، بعد انسحابات مختلفة كان آخرها للقوات الكرواتية.

وفي فرنسا، أفاد مسؤول في «سلسلة الأمل»، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في تقديم العلاج للأطفال المعوزين، بأن المعارك وعمليات القصف في سورية أودت بحياة ما بين 10 آلاف و15 ألف طفل منذ بداية النزاع في هذا البلد في آذار (مارس) 2011.

واشنطن الحذرة تزيد المساعدات «غير القاتلة» ونواب يدعونها الى تسليح المعارضة السورية

واشنطن – جويس كرم

استمرت واشنطن أمس في تعاملها الحذر مع الأزمة السورية رغم اعتبار الرئيس باراك أوباما أنها «وصلت الى منعطف دقيق» و «تزداد تدهوراً»، فيما ضغط نواب في الكونغرس خلال جلسة استماع على الادارة لتسليح المعارضة السورية أو القيام بضربات جوية. وستقدم واشنطن ما قيمته عشرة ملايين دولار من «المساعدات غير القاتلة» للمعارضة.

جاء ذلك في ضوء تصريح أوباما إثر لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في البيت الأبيض ان البحث بينهما تناول مجموعة واسعة من القضايا تصدرتها سورية «حيث من الواضح ان الوضع الإنســــاني يزداد سوءاً».

وأشار إلى انه والأمين العام يتشــــاركان الرأي في ان الوضع في سورية وصل إلى «منعطف دقيق»، معتبراً ان «من المهم بالنسبة إلينا أن نـــــتوصل إلى انتقال سياسي يحترم حقوق جميع السوريين، وإلى حين تحقيق ذلك من المهم بالنسبة إلينا أن نحاول وقف المجازر التي تستهدف المدنيين وغير المقاتلين».

وقال أوباما: «سنضع استراتيجية حول كيفية عمل الأمم المتحدة مع الولايات المتحدة التي تعتبر المانح الأكبر للمساعدات الإنسانية في سورية والداعم القوي للعناصر المعتدلة في المعارضة السورية، للتوصل، إن لم يكن إلى حل كامل للأزمة السورية، فعلى الأقل إلى تحسن بالنسبة الى الشعب السوري ووضع أسس عملية انتقالية ضرورية».

كما أصدر أوباما مرسوماً خاصاً يقضي بتقديم مبلغ يصل «حتى 10 ملايين دولار لتقديم مساعدة طبية وغذائية الى الائتلاف السوري المعارض والى المجلس العسكري الاعلى» الذي يشرف على «الجيش السوري الحر».

وقالت الناطقة باسم مجلس الامن القومي كايتلن هايدن ان هذا المبلغ الذي «قد يصل الى 10 ملايين دولار (…) يضاف الى 117 مليون دولار كمساعدة قدمت للائتلاف السوري المعارض».

ولكن الولايات المتحدة وعلى غرار الدول الغربية الأخرى ترفض تزويد المعارضة السورية السلاح خشية ان يصل الى أيدي تنظيم «القاعدة» أو المجموعات المتطرفة الاخرى.

وكان نواب في الكونغرس ضغطوا في جلسة الاستماع على كل من السفير الأميركي (الحالي) لدى سورية روبرت فورد ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى اليزابيت جونز لدرس الخيارات العسكرية، وبينها انشاء منطقة حظر جوي أو تسليح الجيش الحر أو تنفيذ ضربات جوية، أو كما قال السيناتور جون ماكين اقامة منطقة عازلة في الشمال محاطة بصواريخ باتريوت.

وكشفت مصادر عسكرية مطلعة ان الولايات المتحدة تعمل على تحديث خططها العسكرية لتشمل تدخلاً مباشراً في سورية يشمل توجيه ضربات عسكرية، وقالت لشبكة «سي إن إن» ان ضباط القيادة الأميركية الوسطى وقيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع، عملوا بضغط من النواب الديموقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلاً مباشراً في سورية، تتنوّع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة، مع التشديد على ان الخيارات المطروحة تأتي في إطار تحديث الخطط العسكرية، وانها لا تدل بالتالي الى ان البيت الأبيض على وشك توجيه أوامر بتنفيذها.

واوضح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم ذكر اسمه إن الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة، ولكنه شدد على انها لا تختلف كثيراً عن تلك التي سبق للرئاسة الأميركية أن درستها، مضيفاً: «نقول منذ فترة طويلة إننا ندرس كل الخيارات الممكنة من أجل إنهاء العنف وتسريع الانتقال السياسي في سورية».

وبحسب المصادر، فإن بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ «كروز» لضرب القدرات الجوية السورية، واستخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية، وصولاً إلى إقامة منطقة عازلة داخل سورية، ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق.

هيتو: من يريد العمل في حكومة المعارضة فليزودني بسيرته الذاتية

القاهرة – يو بي أي

دعا رئيس الحكومة السورية المؤقتة المُكلف غسان هيتو كل من يجد في نفسه الكفاءة على العمل ضمن الحكومة المعارضة تزويده سيرته الذاتية بموعد أقصاه الثلاثاء المقبل.

وقال هيتو، في رسالة عبر الموقع الإلكتروني، لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يتخذ من القاهرة مقراً له، “بدأت منذ تكليفي بتشكيل الحكومة السورية المؤقتة في البحث عن أفضل الكفاءات السورية، وأكرِّر من جديد الدعوة التي أطلقتها لكم لتشاركوا في دعم هذه المهمة”.

وأضاف “حرصاً على بناء أفضل فريق عمل يتمتع بكامل الكفاءة والوطنية والإخلاص، سأستمر في استقبال السير الذاتية التي يتم تقديمها لشغل مختلف مناصب الحكومة، بدءً من الحقائب الوزارية، وصولاً إلى المناصب الإدارية المساعدة الأخرى، حتى انقضاء يوم الثلاثاء 17 نيسان 2013”.

وحدَّد هيتو جملة من الشروط يجب توافرها في المتقدم لشغل منصب وزاري أو إداري أهمها أن يكون المرشح سوري الجنسية، ألا يقل عمر المرشح عن 35 سنة للوزراء ونوابهم، وألا يكون أحد أركان النظام أو ممن ارتكب جرائم ضد الشعب السوري أو استولى على أموال الشعب، وأن يكون مناصراً للثورة السورية ويكون مستعداً للعمل في داخل سوريا.

كان “المجلس الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” (أكبر تجمع سوري معارض)، اختار رجل الأعمال السوري غسان هيتو المقيم بالولايات المتحدة الأميركية لتشكيل حكومة تعمل ضمن الأراضي السورية.

وتشهد سوريا منذ 15 آذار/مارس 2011 تظاهرات تطالب بإسقاط النظام، ما لبثت أن تحولت إلى أعمال عنف مسلح راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى ونزوح مئات الآلاف داخل سوريا وخارجها.

روسيا: لن نؤيد قراراً أممياً جديداً حول سورية

موسكو – يو بي أي

قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو لن تؤيد قراراً أممياً جديداً حول سورية، وستصوت ضده.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن الخارجية الروسية ان “موسكو قلقة من احتمال زيادة التوتر والمواجهات في الأزمة السورية”.

وأضافت أن “عدداً من الدول حضرت مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة حول سورية وتخطط للعرضه على التصويت”.

وأوضحت الخارجية أن “الوثيقة شبيهة بالقرارين السابقين للجمعية العامة ومنحازة لجهة واحدة، حيث تُحمل الحكومة السورية كامل المسؤولية عن الاحداث المأساوية التي تقع في الجمهورية العربية السورية وذلك خلافا للحقائق الواضحة، من بينها المؤكدة من قبل المنظمات الدولية، للتصرفات غير القانونية والارهابية للمعارضة المسلحة”.

وأكدت الوزارة أن “روسيا الاتحادية لن تؤيد هذا القرار وستصوت ضده”.

يذكر أن روسيا سبق واستخدمت مع الصين حق النقض (الفيتو) ضد قرارات متعلقة بسورية.

مهمة الإبرهيمي تخضع لـ”مراجعة شاملة

“الجيش الحر” يرفض مبايعة “النصرة” لـ”القاعدة”

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

أفاد ديبلوماسيون دوليون أمس أن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تجريان “مراجعة شاملة” لمهمة ممثلهما الخاص المشترك في سوريا الأخضر الابرهيمي، قبل أيام من الإحاطة التي سيقدمها الى أعضاء مجلس الأمن في 18 نيسان الجاري.

 وأقر ديبلوماسي رفيع المستوى مقرب من الابرهيمي بأن “الأمور معقدة ومتشابكة وهناك نقاشات بين كل المعنيين لم تؤد حتى الآن الى نتائج محددة والى قرارات نهائية”. بيد أنه لم يخف كونه “فوجىء” بالتقارير التي نشرت عن اتجاه الابرهيمي الى الاستقالة، داعياً الى “الانتظار بضعة أيام كي تتضح الأمور”.

وإذ أكد الناطق بإسم الأمم المتحدة فرحان حق أن “الابرهيمي لم يستقل وهو سيتحدث الى الصحافيين بعد جلسة مجلس الأمن الأسبوع المقبل”، قال ديبلوماسي دولي آخر إنه “سمع هذه الشائعات”، لكن “سؤالاً كهذا لا يمكن أحداً غير الابرهيمي نفسه أن يجيب عنه”. ولم يشأ الخوض في تفاصيل المهمات التي لا يزال فريق الممثل الخاص المشترك يقوم بها في سوريا، علماً أن رئيس الفريق مختار لماني زار دمشق حديثاً، ثم عاد الى القاهرة. وفهم أن قرار عودة هذا الفريق الى سوريا مرتبط بالتقويم الذي تجريه الدائرة الأمنية المعنية في الأمم المتحدة.

وفي القاهرة، نفى مصدر مسؤول في الامانة العامة لجامعة الدول العربية تلقي امينها العام نبيل العربي استقالة الابرهيمي. وقال إن الحديث عن استقالة الابرهيمي ليس إلا مجرد اجتهادات. واضاف أنه في حال رغبة الابرهيمي في الاستقالة، لن يكون ذلك قبل اجتماع العربي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في نيويورك في 22 نيسان، ذلك ان العربي سيزور نيويورك اعتباراً من 20 نيسان، على ان يلتقي بان للبحث في آخر تطورات الاوضاع في سوريا ومنها مهمة الابرهيمي وما اذا كانت ستمدد أم لا.

وقلل ديبلوماسي غربي في الامم المتحدة من شأن الاحاطة التي يقدمها “المسكين الابرهيمي” الاسبوع المقبل، متوقعاً “عدم احراز اي تقدم على أثرها لأن روسيا لا تزال عند موقفها”. وكشف أن فرنسا وبريطانيا “قدمتا معلومات موثوقاً بها” عن الادعاءات المتعلقة باستخدام اسلحة كيميائية في منطقة الطيبة بمحافظة حمص، فضلا عن الادعاءات عن استخدام اسلحة كهذه في منطقة خان العسل بمحافظة حلب. واشار الى “أدلة” من ضحايا هذه الهجمات ومن “أفراد يدخلون سوريا ويخرجون منها”. ورأى ان نظام الرئيس بشار الاسد “استخدم هذه الاسلحة بصورة متفرقة حتى الآن كي يختبر رد فعل المجتمع الدولي، على غرار ما فعله باستخدام صواريخ سكود، اولا على نطاق ضيق، ثم على نطاق واسع”.

وتوقع ان ترد الامم المتحدة خلال اليومين المقبلين على الرسالة الاخيرة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم في شأن مهمة تقصي الحقائق عن الادعاءات المتعلقة باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا. وتتضمن الرسالة التي حصلت “النهار” على نسخة منها وعدا بالسماح للبعثة بزيارة حمص “بعد اتمام… عملها والوقوف على نزاهتها” في تحقيقات حلب.

جدل حول “النصرة”

* في باريس، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان محادثات “غير رسمية” بدأت الاربعاء والخميس الماضيين في لندن على هامش اجتماعات مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في شأن ما اذا كانت “جبهة النصرة” الاسلامية السورية ستصنف “منظمة ارهابية”، على ان تعاود هذه المشاورات لاحقا.

وسبق ذلك اعراب مجموعة من الكتائب والالوية الاسلامية التابعة لـ”الجيش السوري الحر” في بيان ورد في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، عن استهجانها ورفضها لاعلان “جبهة النصرة” مبايعتها لتنظيم “القاعدة”، داعية “المجاهدين” الى التوحد وتغليب “الوسطية والاعتدال”.

ميدانيا، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من “جبهة النصرة” وكتائب اخرى قرب مدينة القامشلي في محافظة الحسكة بشمال شرق البلاد. وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان القوات النظامية قصفت بعض القرى المجاورة للقامشلي، في حين قصف مسلحو المعارضة “تجمعا للقوات النظامية في مطار القامشلي الدولي بصواريخ محلية الصنع”.

وشنت القوات النظامية مدعومة بسلاح الطيران سلسلة من الهجمات للسيطرة على قرى تقع قرب مدينة القصير في ريف حمص، في محاذاة الحدود مع لبنان. كما شنت هجوما على مواقع المعارضة في محافظة درعا على الحدود مع الاردن.

وأطلق الجيش الاسرائيلي نيران مدفعيته على الاراضي السورية ليلا بعد تعرض جنوده في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل لطلقات نارية وقذائف. وقال الجيش في بيان: “قبل فترة قصيرة اطلقت قذائف مدفعية وعيارات نارية على الجنود الاسرائيليين على طول السياج الامني بين اسرائيل وسوريا… ولم يصب اي جندي بجروح كما لم تقع اضرار. ورد الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف مدفعية في اتجاه مصدر النيران”. وقد ابلغ الجيش الحادث الى سلطات الامم المتحدة.

الجيش يواصل هجومه في القصير .. ولافروف يحذر من تأخر التفاوض

مسلّحو المعارضة و«النصرة» يفتحون جبهة القامشلي

فتح مسلحو «الجيش الحر» و«النصرة» مساراً جديداً للمعارك في سوريا من خلال الهجوم الذي شنوه على القامشلي، خارقين بذلك الاتفاق مع الأكراد بتحييد المدينة، وذلك فيما كانت القوات السورية تواصل هجومها الواسع على القصير في ريف حمص قرب الحدود اللبنانية، في إطار الهجمات المضادة التي تشنها لاسترداد مناطق تحت سيطرة المقاتلين.

في هذا الوقت، نفت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقي أمينها العام نبيل العربي استقالة المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي سيقدم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي الجمعة المقبل حول مهمته.

وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية إن «الحديث عن استقالة الإبراهيمي، حتى الآن، ليس إلا مجرد اجتهادات». وأوضح «في حال رغبة الإبراهيمي بالاستقالة، فلن يكون ذلك قبل اجتماع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك في 22 نيسان الحالي للبحث في آخر تطورات الأوضاع في سوريا، بينها مهمة الإبراهيمي وعما إذا كان سيتم تمديدها من عدمه».

وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السويسري ديدييه بورخالتر، تحذيره من محاولات تقويض فرص الحل السلمي في سوريا، موضحاً أنها «يمكن أن تمهد الطريق لوصول مجموعات من المتطرفين إلى الحكم في سوريا». وشدد على «ضرورة تسوية النزاع السوري عبر المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة»، موضحاً أنه «كلما تأخرت المفاوضات السلمية في سوريا كان الثمن أكبر من أرواح السوريين».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيانات، أن «المسلحين اشتبكوا مع القوات السورية في مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا» لينهوا بذلك هدنة فعلية في المنطقة ذات الغالبية المسيحية والكردية». وأوضح أن القامشلي ظلت هادئة طوال الأزمة بفضل اتفاق الأكراد مع المعارضين على تجنب خوض الاشتباكات داخل حدود المدينة.

وأظهر مقطع مصور نشر على الإنترنت أمس بعض الشاحنات والعشرات من المسلحين وهم يعدّون لهجوم على مطار القامشلي والدخان يتصاعد من أرض المطار. وأشار المرصد إلى أن المدينة، التي يقطنها نحو 200 ألف نسمة، تؤوي الآلاف من السوريين الفارين من مناطق أخرى بالبلاد.

وأوضح أن «هذا الهجوم تم بمشاركة مقاتلي الجيش السوري الحر وجبهة النصرة». وحذر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن من انهيار الاتفاق بين الأكراد والمسلحين، موضحاً أن «القوات السورية والميليشيات الكردية تسيطر على مناطق شتى من القامشلي».

الى ذلك، ذكر «المرصد» أن القوات السورية تواصل هجومها على القصير في حمص قرب الحدود اللبنانية، في إطار الهجمات المضادة التي تهدف إلى استرداد السيطرة على مناطق حدودية إستراتيجية، يتم عبرها تهريب السلاح والمقاتلين إلى سوريا.

وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن اشتباكات، هي الأعنف منذ أشهر، وقعت بين القوات السورية والمسلحين في ريف حمص قرب الحدود اللبنانية، مشيرة إلى سماع دوي انفجارات متفرقة من الجانب اللبناني. وتعتبر القصير منطقة إستراتيجية مهمة للقوات السورية، حيث أنها تقع على طريق تربط دمشق بحمص. («سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

«النصرة» تحت لواء «القاعدة»: أين ذهب «أخوة السلاح»؟

طارق العبد

برغم كل ما حصل ويحصل في سوريا، لا تزال «جبهة النصرة» الملف الأكثر إثارة للجدل. فالتنظيم السلفي الذي تقدم واجهة الأحداث منذ سنة تقريباً تنصّل بهدوء من قرار إعلان «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» من قبل أمير «دولة العراق الإسلامية» أبي بكر البغدادي، ورد عليها بالمبايعة المباشرة لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي طالب بإعلان دولة الخلافة في سوريا.

كل هذا الكلام الإعلامي تباينت ردات فعله على أرض الواقع السوري، بين من وجده ضربة قاصمة للمعارضة السياسية التي احتفت بـ«النصرة» على أساس أخوة السلاح وبين من حذر منه على اعتبار أنها الأقوى بين تشكيلات المعارضة المسلحة، وبالتالي خطر تحول الكلام إلى فعل.. وبين من اعتبره بداية لمرحلة التقسيم والصراع مع تشكيلات أكثر اعتدالاً في الجيش «الحر».

أما في الموقف الرسمي، فقد طالبت دمشق مجلس الأمن الدولي بإدراج «جبهة النصرة» على لائحته السوداء للتنظيمات والأفراد والكيانات المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وقالت وزارة الخارجية السورية، في رسالتين بعثت بهما إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، ان «سوريا تقدمت بطلب ادراج تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام على القائمة الموحدة للتنظيمات والكيانات المرتبطة بالقاعدة عملا بقرار مجلس الأمن 1267». وينص هذان القراران على عقوبات مشددة على الأفراد أو المؤسسات أو المنظمات التي تقيم علاقات مع «القاعدة»، وبينها تجميد أرصدة ومنع سفر وحظر على الأسلحة. وتضم هذه اللائحة حاليا 64 كيانا و227 فرداً.

وفي السياق، توقفت الوزارة مجددا عند «تقارير إعلامية ودولية» تتحدث عن شحنات أسلحة إلى «المجموعات الإرهابية المسلحة» من خلال تركيا أو شمال لبنان، وتورط قطر وليبيا وتركيا والسعودية في «تمويل وتسهيل عبور شحنات الأسلحة».

«النصرة» وحلم دولة الخلافة

لعلّ المشكلة الأساسية في التنظيم السلفي أنه الأكثر غموضاً، فقد تقدم واجهة «الثورة» السورية مع تبنيه تفجيرا في حيّ الميدان مطلع العام الماضي، تلاه تفجير آخر في منطقة القزاز في دمشق أمام فرع الأمن العسكري، لكنه أصرّ على التخفي الدائم. وهنا يعتبر مروان (24 سنة)، وهو ناشط في حلب، أن عناصر «النصرة» باستثناء حديثهم عن دولة الخلافة لا يظهر الكثير عنهم ويصرون على الغموض المستمر، لكن فعاليتهم وتنظيمهم الشديدين دفعا الكثيرين للدفاع عنهم ورفض إدراجهم على لائحة المنظمات الإرهابية». والمشكلة هنا ليست في ناشطي الثورة بقدر ما هي في المعارضة السياسية وخاصة «الائتلاف» و«المجلس الوطني» الذي اعتبر رئيسه جورج صبرا أن «النصرة» هم أخوة السلاح. وقد حذا رئيس الائتلاف معاذ الخطيب حذوه قبل أن يتراجع بالأمس ويكتب على صفحته على موقع «فايسبوك» أن «فكر «القاعدة» لا يناسبنا»، في محاولة للتنصل من الفكر المتشدد خاصة أن هذا الإعلان تزامن مع زيارة وفد «الائتلاف» لندن وطلب تسليح المعارضة، ما وضعها في موقف حرج للغاية.

بدوره، اعتبر سليم قباني (25 سنة)، وهو ناشط في حمص، أن العملية هي لعبة غربية لعرقلة أي دعم عسكري. وقال «لم أكن أستبعد أن تقوم جبهة النصرة بمبايعة الظواهري والقاعدة وإن كان قد أتى متأخرا قليلاً، فالنصرة هي جزء من القاعدة وتهدف إلى إقامة الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية في أرض الشام كما تدعي»، معلقا «هذا سوف يشكل تحدياً كبيراً للسوريين بكافة أطيافهم وطوائفهم».

ولفت قباني إلى أن «هذا الفكر شبه التكفيري هو شيء جديد على الشعب السوري بشكل عام، فالمجتمع في سوريا هو مجتمع محافظ بكافة طوائفه». وتابع «عندما دخلت النصرة الرقة مثلاً منعت الكثير من الأشياء كالتدخين ورفع راية العقاب وأعتقد أن هذه الخطوة من إعلان التبعية للقاعدة من قبل جبهة النصرة ما هي إلا لتغيير الرأي العام بعدم دعم الثورة السورية عسكرياً مع العلم بأن جبهة النصرة ليست سورية مئة في المئة، فأمير جبهة النصرة يمكن أن يكون غير عربي، إذ لا نستطيع أن نؤكد أن أبا محمد الجولاني هوا أمير جبهة النصرة فمن المعروف أن تنظيم القاعدة لا يظهر القيادات العسكرية على الإعلام ولا يعرفهم أحد إلا قلة قليلة من التنظيم».

ورأى الشاب الحمصي أن دخول «النصرة» سوريا سببه الأول هو النظام والثاني هو كتائب «الجيش الحر»، فلكثرة الخلافات بين الكتائب دخلت الجبهة سوريا وقد حصلت على حاضنة شعبية كبيرة من الداخل لأنها حمت بعض المناطق، وقد قامت بنسف عدد من الحواجز التابعة للنظام إضافة لعملياتها العسكرية. وهنا تساءل «كيف تستطيع الجبهة الوصول إلى حواجز عسكرية محصنة وأماكن يعتبر الوصول لها في غاية الصعوبة إن لم تكن مدعومة من استخبارات غربية؟».

«قاعدة» الشام والعراق: عتب متبادل

يحلل الناشط المهتم بشؤون المجموعات السلفية خطاب البغدادي لأمير «النصرة» أبي محمد الجولاني على اعتبار انه رسالة تؤكد أن الأخير يعمل لمصلحة أمير «دولة العراق الإسلامية» وتبدي استياء من القرار المتفرد للجولاني وصعود اسمه على عكس البغدادي الذي يعيد محاولة إحياء «دولة العراق والشام الإسلامية». وهي فكرة سبق ان تحدث بها أبو مصعب الزرقاوي منذ أن كان في أفغانستان، مؤسساً لأجلها جماعات جهادية في بلاد الشام لكنها بقيت نائمة حتى السنة الفائتة. لكن تراجع نشاط دولة العراق في السنوات الأخيرة، إثر فقدانها الدعم الشعبي وظهور الصحوات، دفعه لإعلان الدولة في العراق والشام. وبهذه الخطوة بدا خائفا من أن يعمد الظواهري لتفضيل «النصرة»، وتعيين الجولاني أميرا بدلاً عنه، لا سيما ان الحديث عن الحاضنة الشعبية لـ«النصرة» يفوق بكثير تلك التي في العراق، خاصة أن جهادييها قد استفادوا من تجارب بلاد الرافدين. لكن الجولاني رد بطريقة ديبلوماسية تظهر عتبه على كلام البغدادي الذي لم يستشره، ثم يزيد على ذلك بمبايعة الظواهري وبالتالي فتح قنوات الاتصال مباشرة مع زعيم «القاعدة» الذي طالب بإعلان دولة الخلافة.

خطر التقسيم

المعارضة السياسية والميدانية انقسمت بين من فضل الصمت وعدم إبداء أي رد فعل على خطوة «النصرة» بمبايعة الظواهري، وبين من رفض الأمر برمته كما فعلت لجان التنسيق المحلية التي رفضت تصريحات الظواهري واعتبرتها تدخلاً بالشأن السوري مؤكدة أن حلم السوريين هو إرساء نظام قائم على الحريات العامة والمساواة الحقوقية والسياسية بين السوريين.

وقالت اللجان في بيان ان «لجان التنسيق ترفض ما ورد على لسان الظواهري ودعوته إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا. وإذ تستنكر اللجان هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية، فانها تؤكد مجددا ان السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل بلدهم».

بدوره، قال الناطق باسم «الجيش الحرّ» لؤي المقداد ان «سوريا المستقبل التي ننشدها هي سوريا جمهورية ودولة مدنية»، رافضاً أيديولوجية «النصرة» مؤكداً أن قيادة «الجيش الحر» لم تتعاون معها بينما بعض الكتائب تقوم بذلك في المعارك الميدانية بحكم امتلاكها السلاح والتمويل.

لكن كلام المقداد عن «الدولة المدنية» قد لا يسري على جميع فصائل «الجيش الحر»، خاصة أن المعارضة المسلحة تضم جبهات عديدة تعلن النهج السلفي وتطمح إلى دولة الخلافة الإسلامية من دون أن يعني ذلك أنها تحت راية «النصرة» كـ«الجبهة الإسلامية السورية» و«لواء الإسلام» وعشرات الألوية والفرق والكتائب التي ترفع رايات الدولة الدينية كما تسميها وتنشئ مجالس وهيئات شرعية باسم الدولة العتيدة وتصدر الأحكام باسمها، ما يضع البلاد أمام خطر التقسيم وتشكيل دويلات تحارب بعضها البعض أكثر من أي وقت مضى.

التايمز: بريطانيا تملك الدليل على استعمال أسلحة كيميائية في سوريا

لندن- واشنطن- (ا ف ب)- (يو بي اي): عثر علماء تابعون للجيش البريطاني ادلة طبية- شرعية بان اسلحة كيميائية قد استعملت في النزاع بسوريا، حسب ما ذكرت صحيفة التايمز السبت.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها إن عينة من التراب اخذت من منطقة قريبة من دمشق ووصلت بشكل سري إلى بريطانيا وقد حملت التأكيد بان “نوعا من الاسلحة الكيميائية” قد استعمل.

واوضح المقال الذي صدر على الصفحة الاولى أن التجارب نقلت إلى قسم الابحاث الكيميائية والبيولوجية في وزارة الدفاع البريطانية في بورتون داون.

ولم تستطع الوحدة البريطانية ان تؤكد ما اذا كانت الاسلحة قد استعملت من قبل نظام الرئيس بشار الاسد او من قبل المعارضة وما اذا كان استعمال هذه الاسلحة منتظما، حسب الصحيفة.

وفي اتصال هاتفي اجرته وكالة فرانس برس مع وزارة الدفاع، رفضت الادلاء باي تعليق في حين اعربت وزارة الخارجية عن “قلقها العميق” من احتمال استعمال اسلحة كيميائية.

وقال متحدث “لقد اعربنا عن قلقنا للامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) ونحن ندعم قراره في اجراء تحقيق”.

ومن جانب آخر، اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن منع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من بدء التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا يظهر “افتقاراً للجدية” في دعوته أساساً لإجراء التحقيق والإيحاء باستخدام المعارضة السورية لمثل هذه الأسلحة.

وقال كارني خلال مؤتمر صحافي “لقد دعمنا وندعم تحقيقاً بقيادة الأمم المتحدة في المزاعم بشأن استخدام أسلحة كيميائية” في سوريا.

لكنه أضاف ان “حقيقة ان نظام الأسد منع حتى الآن بدء هذا التحقيق يعكس افتقاراً للجدية في دعوته الأساسية لإجراء تحقيق والإيحاءات التي قدمها النظام بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيميائية”.

وأكد كارني انه “إذا كان نظام الاسد مهتماً حقاً بالتحقيق فما كان ليصده”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عين العالم السويدي آكي سيلستروم لرئاسة البعثة الفنية المستقلة التي ستتولى مهمة التحقيق حول تقارير عن استخدام سلاح كيميائي في سوريا.

وقرر بان إجراء تحقيق دولي حول تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، بعد أن تلقّى طلباً مكتوباً من السلطات السورية لتشكيل بعثة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في حلب.

واتهمت السلطات السورية مقاتلي المعارضة بإطلاق صاروخ كيميائي ضد المدنيين في حلب، ما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة العشرات بجروح، وهو ما نفته المعارضة.

الافراج عن لبنانيين خطفوا على خلفيات مذهبية قرب الحدود السورية

بعلبك- (ا ف ب): افرج فجر السبت عن لبناني شيعي خطف على يد مسلحين مجهولين الشهر الماضي ونقل إلى سوريا، ولبنانيين وقعوا ضحية عمليات خطف في لبنان على خلفيات مذهبية مرتبطة بالعملية الاولى، بحسب ما افاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر ان “وفدا من اهالي عرسال (في شرق لبنان على الحدود مع سوريا) عاد إلى البلدة فجر السبت من سوريا، بعدما تسلم حسين كامل جعفر” الذي كان قد خطفه مسلحون مجهولون قرب عرسال في 24 آذار/ مارس الماضي، ونقلوه الى بلدة يبرود في ريف دمشق.

واضاف المصدر ان الوفد “دفع فدية قدرها 150 الف دولار للافراج عن جعفر”.

وعرضت قناة (المؤسسة اللبنانية للارسال) لقطات لجعفر بعد وصوله قرابة الساعة الثانية فجر السبت (23,00 ت غ ليل الجمعة) إلى عرسال الواقعة في محافظة البقاع، حيث كان في استقباله مسؤولون محليون وامنيون.

وقال جعفر انه تعرض للخطف “على يد قطاع طرق ولصوص، وليس الجيش السوري الحر” الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

واشار إلى أن المسلحين “ضربوني وعذبوني”.

وعرسال بلدة حدودية مع سوريا تقطنها غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية، وتعرضت اطرافها مرتين خلال الشهر الماضي لقصف من الطيران السوري.

وتفيد تقارير امنية عن تسلل مسلحين من والى سوريا عبر منطقة عرسال وغيرها من النقاط الحدودية في الشرق والشمال. وتسببت حركة التسلل هذه بحوادث امنية بين جانبي الحدود اوقعت قتلى وجرحى.

وفي سياق متصل، افادت قيادة الجيش اللبناني-مديرية التوجيه ان “مديرية المخابرات تسلمت فجر السبت من وجهاء منطقة بعلبك الهرمل وفاعلياتها، المواطنين الذين تم خطفهم في الآونة الاخيرة”، والبالغ عددهم 11 شخصا من الشيعة والسنة.

وكان خطف جعفر ادى الى سلسلة عمليات خطف على خلفيات مذهبية بين عرسال وبلدة اللبوة ذات الغالبية الشيعية المجاورة لها. وعمد افراد عشيرة آل جعفر الشيعية النافذة في البقاع، الى خطف عدد من ابناء عرسال، التي رد اهلها بخطف افراد آخرين من آل جعفر.

وتقطن منطقتا البقاع والهرمل غالبية شيعية وتعتبران حاضنا رئيسيا لحزب الله الداعم للنظام السوري والذي تتهمه المعارضة السورية بارسال مقاتلين الى سوريا لمؤازرة القوات النظامية.

من جهة اخرى، سقطت أربعة قذائف السبت مصدرها الاراضي السورية بالقرب من مدرسة مهنية في منطقة القصر في محافظة الهرمل (اقصى شمال شرق لبنان)، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس.

وتشهد مناطق حدودية لبنانية في شكل مستمر سقوط قذائف من الاراضي السورية مع تواصل المواجهات بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة في النزاع الدائر منذ عامين.

قوات للمعارضة تهاجم القامشلي.. وقصف حي جوبر في دمشق

تبادل للنيران مع اسرائيل ينذر باشعال الجولان وأمريكا تحدث خططا لتدخل عسكري في سورية

الناصرة ـ واشنطن ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: شهدت الجبهة السورية الاسرائيلية تبادلا لاطلاق النار، فيما اعلنت اسرائيل خشيتها من رحيل القوات الدولية المرابطة في الجولان المحتل نتيجة لتسليح قوات المعارضة السورية. واطلق الجيش الاسرائيلي نيران المدفعية على الاراضي السورية مساء الجمعة، بعد تعرض جنوده في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل لطلقات نارية وقذائف.

وفي غضون ذلك كشفت مصادر عسكرية مطلعة ان الولايات المتحدة تعمل على تحديث خططها العسكرية لتشمل تدخلاً مباشراً في سورية، يشمل توجيه ضربات عسكرية .

وقالت المصادر لشبكة ‘سي إن إن’ الأمريكية ان ضباط القيادة الأمريكية الوسطى وقيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع (البنتاغون)، عملوا بضغط من النواب الديمقراطيين والجمهوريين على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلاً مباشراً في سورية، تتنوّع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة.

وبحسب المصادر، فإن بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ ‘كروز’ لضرب القدرات الجوية السورية، وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية، وصولاً إلى إقامة منطقة عازلة داخل سورية، ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق.

وكان الجيش الاسرائيلي قال في بيان ‘قبل فترة قصيرة اطلقت قذائف مدفعية وعيارات نارية على الجنود الاسرائيليين على طول السياج الامني بين اسرائيل وسورية’.

وعبر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، عن مخاوفهم من انهيار قوات الأمم المتحدة في هضبة الجولان ومغادرتها لهذه المنطقة، وذلك على ضوء مطالبة بريطانيا وفرنسا بتسليح المتمردين في سورية وسيطرة تنظيمات ‘جهادية’ على مواقع قريبة من إسرائيل.

وقالت صحيفة ‘معاريف’ الجمعة، إن مسؤولين في حكومة إسرائيل أبدوا تخوفاً من احتمال مغادرة الجنود النمساويين في قوات الأمم المتحدة في هضبة الجولان، الذين يشكلون القوة الأساسية من بينها، ما سيؤدي إلى تفكك القوات الأممية.

وميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع القوات السورية في مدينة القامشلي الحدودية شرق البلاد الجمعة، لينهوا بذلك هدنة فعلية في المنطقة ذات الأغلبية المسيحية والكردية.

وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن القامشلي الواقعة على الحدود مع تركيا وبالقرب من العراق ظلت هادئة طوال الانتفاضة المناوئة للرئيس بشار الأسد التي دخلت عامها الثالث بفضل اتفاق الأكراد المحليين مع المعارضين على تجنب خوض الاشتباكات داخل حدود المدينة.

وأظهر مقطع مصور نشر على الإنترنت الجمعة بعض الشاحنات والعشرات من مقاتلي المعارضة وهم يعدون لهجوم على مطار القامشلي والدخان يتصاعد من أرض المطار.

وقال المرصد إن هذا الهجوم تم بمشاركة مقاتلي الجيش السوري الحر وجبهة النصرة الإسلامية المتشددة، الذين اشتبكوا في الماضي مع مسيحيين وأكراد حاولت المعارضة إقناعهم بالتخلي عن الأسد.

كما قتل سبعة اشخاص بعد ظهر الجمعة في قصف من قوات النظام على حي جوبر في شرق دمشق، في وقت سجل قصف ايضا على احياء اخرى في جنوب وغرب العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

إقامة اللاجئين السوريين قد تطول: إعداد فريق ‘أردني’ متخصص ومشروع أمريكي لتمويل خدمات طويلة الأمد واعتراض مجتمعي على الإساءة للسوريات

بسام البدارين

عمان ـ ‘القدس العربي’: يؤشر التداول الواسع لشريط الفيديو الذي يعترض فيه أحد قادة جماعات المعارضة السورية على مداخلة برلمانية حاولت التشهير باللاجئات السوريات على مستوى تعاطف الشارع الأردني مع اللاجئين السوريين وسخطه على محاولات الإساءة لهم.

وفي الشريط المذكور يطالب قائد كتائب الحق في الجيش السوري الحر عشائر السردية شمالي الأردن بإسكات لسان ممثلته في البرلمان ميسر السردية التي تحدثت في مداخلة مثيرة للجدل لها قبل أسبوعين عن انتشار ظاهرة العاهرات والدعارة في الأوساط المحيطة بمخيم الزعتري للاجئين السوريين.

كلام المقاتل السوري انطوى على تهديد بأن الإساءة لشرف السوريات أمر غير مقبول وبأن الشعب السوري سيتصرف مهما تطلب الأمر حفاظا على كرامته وشرفه إذا لم تتدخل عشائر السردية للرد على ما ورد على لسان ممثلتها في البرلمان وهي صحافية سابقة أصبحت عضوا في البرلمان وأثارت عاصفة من الجدل عندما أطلقت تعميما اتهمت فيه أوساط اللاجئين السوريين بتوريد الدعارة للمجتمع الأردني.

لكن هذا الخلاف يصلح مثالا على مستوى التجاذب الذي يثيره في أوساط الدولة والمجتمع الأردني ملف اللاجئين خصوصا بعدما اعترض الأخوان المسلمون أيضا على مداخلة السردية معتبرين أنها إساءة غير منصفة لإن المواطن السوري يغادر وطنه حرصا على شرفه وكرامته بسبب ممارسات النظام السوري البشعة.

على الأرض رغم كثرة النقاش فرض اللاجئون السوريون إيقاعهم الحقيقي في أعماق المجتمع وبدا أن الشعب الأردني يرحب بهم عموما وأن كانت بعض النخب تخشى من ‘إقامة طويلة’ أشار لها رئيس الوزراء عبد الله النسور في لقاء مغلق عندما تحدث عن توقعات بأن يصل عدد اللاجئين السوريين لنحو ثلاثة ملايين، ملمحا إلى أن الكثير من هؤلاء لن يغادروا حتى وإن استقرت الأحوال في بلادهم.

اللافت أن السلطات الأردنية تكثر من الشكوى المتعلقة بملف اللاجئين والعبء الناتج عن تزايد واضح في أعدادهم لكنها تمتنع عن إغلاق الحدود وتستقبل يوميا الآلاف منهم وبدأت فعلا خطوات عملية لإقامة مخيمات إضافية تحت عنوان اللجوء السوري في عدة أماكن ومحافظات أردنية.

وداخل مخيم الزعتري أقام اللاجئون وسائل الإقامة الطويلة حيث افتتحت صالونات حلاقة وأرصفة لبيع الملابس والمواد الغذائية وبقاليات صغيرة تباع فيها الحلويات والساندويتشات ومطاعم ومقاه متنقلة في خطوة يقول الناشط المدني خليل إسكافي أنها طبيعية في إطار التفاعل التلقائي مع احتياجات ومتطلبات اللجوء والافتقار إلى الإيمان بحتمية العودة المبكرة.

وفقا للإسكافي تستطيع شراء بطانيات وكميات من الأرز والزيت والسكر والمعلبات وحتى بعض خيم الأمم المتحدة في السوق التلقائية التي تشكلت داخل أروقة مخيم الزعتري في الوقت الذي أصبح فيه من شبه المستحيل الحصول على شقة فارغة للإيجار في مدن شمال الأردن مثل المفرق وإربد والرمثا والقرى المحيطة بها.

وعلى الأرض أيضا بدأت السفارة الأمريكية تجري الترتيبات اللازمة لإقامة صندوق مالي متخصص يعتقد أن مقره سيكون في عمان وهدفه جمع المال من المجتمع الدولي لخدمة اللاجئين السوريين فيما بدأت تتخذ خطوات في الأردن لإجراء دراسات ‘رسمية’ نادرة بعنوان اللاجئين وكيفية التعاطي معهم.

وهذه الدراسات فيما يبدو تستهدف ‘تأهيل’ فريق من الخبراء البيروقراطيين لإدارة ملفات اللاجئين بعد تزايد السوريين تحديدا، خصوصا ان مظاهر القناعة الأمنية والسياسية بأن إقامة اللاجئين قد تصبح طويلة نسبيا بدأت الشهر الماضي فعلا في الأردن عبر الإعلان عن تعيين قوة دركية دائمة تحمي مخيم الزعتري برئاسة جنرال في الأمن العام.

ويعتقد على نطاق واسع بأن ملف اللاجئين أصبح بمثابة ورقة سياسية بالنسبة لمؤسسة القرار الأردنية يضمن هامشا لعمان في مستوى الدور الإقليمي ويتيح الحفاظ على المصالح الحيوية الأردنية المتعلقة بالملف السوري عند الجلوس إلى طاولة التسوية الكبرى في أي وقت مستقبلا.

لكن هذا الطموح يصدم في الواقع المتعلق بالخدمات والإعانات وضعف القدرات المحلية في إستضافة كميات كبيرة من اللاجئين الذين يعتبرهم رئيس الحكومة عبد الله النسور التحدي الأهم الذي يواده بلاده.

الازمة السورية لن تنتهي برحيل الاسد

ابراهيم درويش

لندن- ‘القدس العربي’ حذر مسؤولون امريكيون من ان الحرب في سورية ستستمر حتى في حالة انتصار المعارضة المسلحة ونجاحها بالاطاحة بالرئيس بشار الاسد. ووصف جيمس كلابر، مدير الامن القومي الحرب بانها ستكون طائفية، فيما اشار السفير الامريكي في دمشق، روبرت فورد إلى ان الحكومة السورية التي ‘تخشى من الموت ستقاتل حتى الموت’، ويمثل ما قدمه المسؤولان الامريكيان، اضافة لشهادة وزير الدفاع امام الكونغرس تقييما قاتما.

وجاءت التقييمات الامريكية في الوقت الذي فشلت فيه بريطانيا باقناع مجموعة الدول الثماني برفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، حيث نسب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج الامر الى الخلافات داخل المجموعة وعرقلة امكانية حل الازمة السورية التي دخلت عامها الثالث، وقال هيج عقب الاجتماع الذي استضافته لندن ان ‘الانقسام لا يزال مستمرا، هل قمنا بحله، لا، ولا اتوقع ذلك، ولكن العالم فشل في تحمل مسؤولياته ولا يزال’. ولم يجد ممثلو المعارضة السورية الذين حضروا على هامش المؤتمر الا ان يطلبوا مزيدا من الدعم الانساني. وقالت اليزابيث جونز ـ القائمة باعمال المسؤول المساعد لشؤون الشرق الادنى في الخارجية الامريكية التي حضرت الى جانب فورد امام لجنة الشؤون الخارجية ان الوضع في سورية ليس جيدا. وتوقعت ان يتضاعف عدد اللاجئين السوريين، الحالي 1.3، الى ضعفين او ثلاثة اضعاف بنهاية العام الحالي.

المتطرفون في صعود

وفي تقييمهم للوضع الميداني قال المسؤولون الامريكيون ان المقاتلين حققوا تقدما وان كان بطيئا ضد قوات الاسد وسيطروا على مناطق واسعة، وفي الوقت نفسه حذروا من المخاطر النابعة من صعود المتطرفين التي قال فورد ان قوتهم تعززت بتأثير ايراني ‘خبيث’.

وحذر فورد قائلا ان هناك ‘تنافسا يتشكل بين الفصائل المتشددة والمتطرفة في سورية. وكان فورد قد التقى قادة المعارضة في لندن حيث قال: ‘يجب ان نضع ثقلنا نيابة عمن يدعون للحرية والتسامح’. وقال فورد ان الولايات المتحدة تقوم بحث المعارضة على مد اليد للجماعات والاقليات في سورية بمن فيهم المسيحيون والعلويون قائلا: ‘هناك حاجة الى التفاوض على حل سياسي لانه بدون تسوية، فاننا نعتقد ان الموالين للنظام الذي يخشون الموت سيقاتلون حتى الموت’.

فصائلية

وفي نفس السياق قال كلابر، امام لجنة الشؤون الامنية في الكونغرس ان ما ستنجلي عنه الاوضاع هي سورية مقسمة بناء على الخطوط الجغرافية والطائفية واستخدم في هذا السياق كلمة ‘فصائلية’، حيث سيتواصل القتال بين الميليشيات لسنة او سنة ونصف السنة بعد خروج الاسد من السلطة. وقال ان هناك ‘المئات من هذه الميليشيات التي تقاتل في شمال وشرق البلاد’، مضيفا انها تقوم ‘بتحقيق سيطرة على مناطق جديدة’، قائلا انها حاضرة في 13ـ 14 محافظة في سورية. واعترف كلابر ان الاستخبارات الامريكية لا تقوم بالتفكير او التكهن حول مصير الاسد، متى سيرحل والى اين سيرحل، خاصة ان الرئيس السوري لا يزال يؤمن بقدرته على القضاء على الثورة.

وعلق كلابر قائلا ان ‘الاسد يعتقد ان لديه اليد العليا وانه ينتصر’، مشيرا الى ما قاله الاسد انه ولد في سورية وسيموت فيها. وعن الخطر الكيماوي السوري وتأمين المخازن من امريكا وحلفائها في المنطقة اجاب انه غير متأكد من الكيفية لكن الامر سيكون مرهونا بالوضع. وفي سياق اخر اخبر وزير الدفاع تشاك هاجل لجنة الدفاع في الكونغرس ان الادارة لم تلاحظ اي استخدام للسلاح الكيماوي ‘وبالتأكيد فان تم تجاوز هذا الخط فسيكون امامنا وضع مختلف، وعندها سندخل في اتجاهات اخرى، خاصة ان وقعت الاسلحة في الايدي الخطأ’.

سترة واقية لا تحارب سكود

وفي الوقت الذي اكد فيه الرئيس باراك اوباما اهمية الدعم الانساني ووقع على مساعدات جديدة، اضافة الى تدريب سري لجماعات المعارضة في الاردن الا ان المسؤولين في الجلسة كرروا رفض الادارة تسليح المعارضة، وهو القرار التي يقول نقاد الادارة انه عرض المقاتلين لاسلحة النظام الثقيلة وسمح له كما اشار تقرير منظمة ‘هيومان رايتس ووتش’ باستهداف التجمعات المدنية خاصة في حلب. وانتقد جون ماكين، النائب الجمهوري عن ولاية اريزونا والداعي لتسليح المقاتلين الموقف حيث علق في الجلسة انه ‘يتفهم لماذا لا يشعر المقاتل السوري بالراحة لكونه يحصل على سترة واقية من الرصاص خاصة عندما يتم دكه بصواريخ سكود وقصف جوي’. وقال ماكين ‘لقد قابلت القيادة العسكرية للمعارضة، وزرت المخيمات، لا يشعرون بالامتنان لنا بل بالمرارة والغضب’. وكان الرئيس باراك اوباما قد ناقش الوضع في سورية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي دعا الرئيس اوباما لاظهار قيادة قوية في الازمة. وفي الوقت الذي اعترف فيه اوباما بحراجة الوضع الا انه اكد اهمية ‘التوصل الى عملية نقل سياسي فاعلة تحترم حقوق كل السوريين’. وعلى المدى القريب اكد اوباما اهمية ‘ التخلص من جزء من المذبحة’.

يجب ان نكون واقعيين

وفي تعليق على الوضع السوري قالت صحيفة ‘اندبندنت’ ان عدم الاهتمام الاعلامي والدولي بالازمة السورية في الاونة الاخيرة لا يعني ان الوضع اقل دموية واكثر تفاؤلا ولكن لان عددا قليلا من الاشخاص قادرون على الدخول لسورية وتوثيق ما يحدث هناك، مشيرة الى زيارة مراسلها روبرت فيسك الذي وصف الحياة في العاصمة السورية بانها شبه طبيعية وسط سقوط القذائف، وقال ان الحرب وان وصلت دمشق الا انها لم تتحول بعد الى محور حرب.

وتقرير فيسك يقدم صورة قاتمة لانه وبعد عامين من الحرب واكثر من 70 الف قتيل وملايين المهجرين فالاسد لا يزال مصمما والعنف مستمرا، فيما توجد ادلة على استخدام القنابل العنقودية والاتهامات متبادلة بين الطرفين حول استخدام السلاح الكيماوي.

واضافت الصحيفة ان الرد الطبيعي على الفظائع هو الرغبة بوقفها، مشيرة الى ما قاله هيج الذي وصف سورية بأنها تتحول الى كارثة القرن الحادي والعشرين الانسانية. وقالت ان المشاعر العاطفية هذه مفيدة ولكن لو لم توقف روسيا عمليات حل الازمة في الايام الاولى فان حلولا عملية كان يمكن التوصل اليها، فالوضع على الارض غامض، وهناك مخاطر من تفكك البلاد على اسس طائفية، يضاف الى ذلك الخلافات التي تطبع المعارضة وتعدد الولاءات فيها.

وفي النهاية قالت ان ما يمكن للمجتمع الدولي عمله هو فرض العقوبات وحظر تصدير السلاح على سورية واللجوء الى محكمة جرائم الحرب الدولية، اضافة لزيادة الدعم الانساني، اما فيما يتعلق بالدعم العسكري مباشرا كان ام غير مباشر فهو متأخر.

في دمشق

وتساءل فيسك في بداية مقاله ان كانت دمشق محاصرة واجاب بنعم، وان كانت في حالة حرب والاجابة ‘لست متأكدا’. لكن هناك شيئا غير عادي يحدث هو القصف المستمر والقنابل التي تنهمر من جبل قاسيون الى داريا وفوق قصر العظم وقبر صلاح الدين والمسجد الاموي وو.. غيرها من المعالم التاريخية الضاربة في القدم. ويقول ان الحياة تبدو عادية على الاقل مع ان الارض تهتز من القذائف، ففي فندقه كل شيء طازج، وحوله كل الشائعات عن الحرب، فقد اخبره شخص موثوق بان ضريح السيدة زينب دمرته قنابل هاون اطلقها سلفيون عليه. وعندما يزور المكان يرى ان ضررا بسيطا حصل على رخامه ولكن المكان لا يزال كما هو. ويرصد الكاتب وضع السوريين في دمشق والكيفية التي تتضاءل فيها امال الطبقة المتوسطة حيث تركت الحرب اثارها عليهم، ففي محطات الباصات التي كانت تعلن عن رحلاتها باللوحات الالكترونية الان اصبحت تكتب باليد. كما لم يصل الى محطة قطارات دمشق الكبيرة اي قطار منذ ستة اشهر. ويتساءل الكاتب عن طبيعة من هم تحت الحصار، هل هم اصحاب المحلات والطبقة المتوسطة في المزة ‘الموالون’ للرئيس ام سكان داريا الذين تركوا للعيش في الاقبية وبين بيوتهم المدمرة حيث تم محو مجتمع باكمله كما قال له احد الصحافيين في دمشق. وينقل فيسك التناقض في داخل الروايات عن الحرب في سورية، واحياء ذكرى بداية الثورة التي قال ان اول هجوم على القوات السورية بدأ في صيف عام 2011 عندما تعرضت مفرزة للجيش وقتل منها 12 جنديا على جسر بانياس.

ومع ذلك فالرواية التي تقول ان الحكومة السورية التي تريد بناء نظام ديمقراطي لحماية البلاد يتم نقضها كل ساعة بالهجمات التي تقوم بها على من تقول انهم ‘ارهابيون’. ويرى الكاتب ان هناك عاملا من الانتقام يدفع الحرب حيث ينقل عن احد جنود القوات الخاصة الذي تعرضت فرقته لكمين قرب حماة كيف ذهب رفاق من قتلوا في الكمين لقتل من نصبوه. وبنفس السياق نقل عن صحافي اضطر للهرب من بلدته في الشمال عبر لبنان بعد ان قتل الثوار قريبا له فيما اعتبره رسالة موجهة اليه، والاعتداء على شخصية تلفزيونية معروفة اتهم المقاتلين بمحاولة قتله حيث قال انهم كانوا يعرفون مكان سكناه.

وقال انه طلب من جنود الحاجز توفير الحماية له لكن الجنود اخبروه ان واجبهم حماية مركز الاستخبارات في المنطقة. وعلى ذكر المخابرات يبدو ان الجميع يلومونهم على الازمة الحالية في سورية فردهم المجنون على الشعارات التي كتبت على جدران درعا ادت الى اندلاع العنف، وحتى الجنود يلومون المخابرات وغطرستهم على ما يحدث الان. ويكشف فيسك عن الحالة المعقدة لسورية حيث ينقل عن احدهم قوله ‘حقيقة، روبرت، هذا البلد كان معقدا لكن من الصعب فهمه الان’.

خذ مثلا ما قيل عن قائد لقوات المعارضة عرض جائزة 750 الف ليرة سورية للمقاتل الذي يغنم 25 دبابة، مع ان الدبابة وحدها تصل قيمتها الى مليون دولار او اكثر. ويصف زيارته لضريح السيدة زينب ولقائه مع احد العراقيين من النجف وهو لاجئ هرب من الحرب الطائفية هناك ليجد نفسه في وسط حرب اخرى. ويختم فيسك مقاله بالقول ان دمشق ليست لينين غراد في عام 1941 ولا ستالين غراد او تروي او بيروت عام 1982 على الاقل في الوقت الحالي، والوصف الذي سمعه من صديق ان دمشق ذاهبة ولكن ليس بعد.

مأساة اللاجئين العراقيين

ومادام الحديث عن اللاجئين العراقيين، فصحيفة ‘واشنطن بوست’ تحدثت عن مأساة اللاجئ العراقي في سورية. وقالت ان حوالي 480 الف لاجئ عراقي لا يزالون في سوريةـ وامامهم الان خياران احلاهما مر، العودة الى عراق غير مستقر او البقاء في سورية على امل ان تتحسن الاوضاع. وقد اختار البعض العودة، فيما يحاول اخرون البحث عن موطن جديد، وتقول احصائيات الامم المتحدة ان حوالي 70 الف عراقي عادوا للعراق منذ صيف العام الماضي، وبنفس الفترة دخل اكثر من 41 الف عراقي الاراضي السورية. وتظهر حركة المهاجرين وضعا وجد فيه السكان انفسهم وسط حرب طائفية انتشرت على حدود البلدين.

ونقلت عن مسؤولة في مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الهاربين من العراقيين يتشاركون بنفس المشاكل التي يواجهها السوريون، لان هؤلاء يحصلون على دعم من عائلات ممتدة او العشيرة. ومع ان العراقيين يهاجرون لسورية منذ عقود الا ان معدلاتهم ارتفعت في الفترة ما بين 2006-2009 هربا من الحرب الطائفية، ونسبة 60 بالمئة منهم من السنة، وهناك شيعة استقروا قرب ضريح السيدة زينب فيما استقر السنة في المدن خاصة دمشق، وحسب احصائيات الامم المتحدة فلديها 63 الفا مسجلين لديها، وتقول ان احصائيات الحكومة السورية مبالغ فيها ومدفوعة بدافع الحصول على دعم دولي.

وفي الوقت الذي سمح الوضع في سورية للعراقيين بالعيش نظرا لتكلفة المعيشة الرخيصة، والسماح لهم بادخال ابنائهم للمدارس الا ان الحكومة لم تسمح لهم بالعمل مما جعلهم يعتمدون على الدعم الانساني او العمل في الاعمال اليدوية فيما دفع بالكثير من العراقيات للعمل في الدعارة. وعندما اندلعت الحرب في سورية وجدوا انفسهم عالقين في وضع لا يمكنهم مغادرته بسبب عدم توفر كلفة السفر واضطر البعض منهم الى العيش في مناطق تحولت الى محاور حرب. ونقلت عن لاجئ عراقي هرب بعد ان اعتقلته القوات الامريكية وسجنته 4 اعوام، حيث انتقل الى سورية وعاش في دمشق مع عائلته قوله انه هرب من بؤس ليواجه بؤسا اخر. وقال ان واحدة من بناته اصيبت عام 2011 بحروق جراء انفجار في مدرسة، فيما قتل قناص امرأة تعيش في نفس البناية عندما فتحت شباك شقتها. ويتعرض الحي الذي يعيش فيه لقصف مستمر لان الحكومة تعتبره مركزا لنشاطات المعارضة. ويقول اللاجئ ان الحرب في سورية الان تتخذ نفس الطابع الطائفي الذي عايشه في العراق، ولهذا قرر ارسال ولديه الى بيلاروس للدراسة والبنات الى العراق للعيش مع اقاربه. ومع تدهور الوضع قرر السفر الى تركيا بحثا عن عمل مخلفا وراءه زوجته واطفاله الصغار. ويقول ‘الحياة صعبة، ولكنني صابر’. ونفس الوضع واجهه رعد يوسف، مسيحي عراقي، حيث غادر العراق تاركا وراءه بيته ومحل تصليح السيارات الذي يملكه، وسكن في الحي المسيحي في دمشق حيث يقول ان ‘نفس المأساة التي واجهناها في العراق تتكرر في سورية’، نفس ‘القتل العشوائي، الخارجين عن القانون وقتل الابرياء’، وفي الصيف قرر مغادرة سورية وتساءل ان كان بلده العراق آمنا ولكنه قرر الرحيل الى لبنان حيث يعيش هناك الان ويعيش على مساعدات الكنائس والمنظمات غير الحكومية ويأمل بالهجرة الى امريكا ونجاح طلبه الذي تقدم به للسفارة الامريكية ‘وسينهي معاناتنا الطويلة والعيش في خوف’.

على خلفية مواقفه تجاه الاحداث في سورية محتجون لزياد رحباني: عايشة الثورة بلاك

لندن ـ “القدس العربي”ـ من ريما شري ـ فوجئ الفنان اللبناني زياد الرحباني خلال جلسة حوارية في الجامعة الأمركية في بيروت بمرور مجموعة من الطلاب المعترضين على موقفه من الثورة السورية من أمام المنصة رافعين لافتات كتب عليها عبارات ساخرة مثل “موهوب فنيا، ساقط إنسانيا” و”زياد الرحباني مع الشعب الفقير وقاتله”، و”عايشة الثورة بلاك وبلا تنظيرك يا ولد” في إشارة إلى أغنيته “عايشة وحدا بلاك وبلا حبك يا ولد”.

وطالب الحضور بطرد المجموعة من القاعة وعقب خروجهم قالت إحدى الحاضرات بصوت مرتفع “تحية لمواقف زياد الرحباني” فصفق الحضور.

الجدير بالذكر أن زياد قد أعلن مراراً عدم تأييده للثورة السورية ودعمه لحزب الله ، وكان حاضراً في “مهرجان الانتصار” الذي أقامه حزب الله بعد إنتصار حرب تموز 2006 بالإضافة إلى مهرجان نجاح مشروع إعمار الضاحية الجنوبية.

وكان زياد قد صرح في مقابلة تلفزيونية على قناة “الميادين” مع الإعلامي غسان بن جدو عن تأييده للمشروع الروسي في سورية، ولمعارضة هيثم مناع لا معارضة رياض الأسعد وغيره كالمجلس الوطني والمرصد السوري.

كما كانت له تصريحات أخرى على قناة “أون تي في” صرح فيها أنه لا يقف إلى جانب طرف بمواجهة آخر في الحرب القائمة في سورية. مضيفا “عندما أقرأ بيان ما شفت متلو إلا بأفغانستان ..عندها أنا مع المخابرات.. وكل الشعب السوري معها.. وحتى من كانوا مع الثورة غيروا”.

موسكو وواشنطن تتوقعان المزيد من الدماء

«الجيش الحر» يطلب السلاح ويتبرأ من «النصرة»… والإبراهيمي المحبط يقدم تقريره الخميس المقبل

من موسكو إلى واشنطن رؤية متقاربة لمآل الحرب في سوريا: إطالة الأزمة من دون أيّ تسوية، تعني سيلان أنهار من الدماء

التسوية ما زالت بعيدة. موسكو حذرت من محاولات نزع الشرعية عن السلطات السورية الحاكمة، في وقت ترى فيه واشنطن احتمال تواصل الصراع الدموي مع زيادة العسكرة لدى طرفي النزاع.

وذكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ هناك محاولات لإحباط أيّة فرص للتسوية السلمية في سوريا. وأعرب عن اعتقاده بأنّ هذا التوجه لن يؤدي إلى أية نتائج إيجابية.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويسري ديدييه بورخالتر، قال الوزير الروسي إنّ موسكو تلاحظ، أيضاً، «محاولات لفرض نزع الشرعية عن القيادة السورية». وحذّر لافروف من أن مثل هذه المحاولات قد تساعد مختلف المجموعات المتطرفة في الوصول إلى السلطة، مشدّداً على ضرورة تسوية النزاع عبر المفاوضات. وأضاف أنّه كلما تأخرت المفاوضات السلمية، كان الثمن أكبر من أرواح السوريين.

في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ «التوقعات القاتمة بشأن مستقبل سوريا، التي كشف عنها مسؤولون أميركيون في عدة جلسات استماع متفرقة أمام مجلسي النواب والشيوخ، تؤكد الطبيعة الطاحنة للصراع المسلح وتشاؤم الإدارة الأميركية إزاء سبل تجنب تفاقم الأزمة الإنسانية السورية مع التدخل الخارجي». وأشارت الصحيفة إلى أنّه «في الوقت الذي تحشد فيه مساعدات إضافية لمقاتلي المعارضة، كشفت الإدارة الأميركية عن احتمال مواجهة سوريا صراعاً طويلاً ودموياً، حتى في حالة تمكن الثوار من إطاحة الرئيس بشار الأسد».

ولفتت إلى أنّ «السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد وجّه تحذيراً من احتمال مواصلة أنصار النظام القتال حتى الموت لحماية أنفسهم من الموت في حالة غياب فتح باب التفاوض بشأن مرحلة انتقالية سياسية».

في سياق آخر، ذكر مصدر دبلوماسي لوكالة «إيتار – تاس» الروسية أنّ المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، سيقدّم تقريراً لمجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه المكرس للوضع في سوريا والمقرر يوم الخميس المقبل. ويتوقّع المراقبون أنّ يعرب الإبراهيمي في التقرير عن قلقه من الخلافات العميقة مع قيادة جامعة الدول العربية التي نشبت بعد منح مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة. ونقلت الوكالة «إيتار – تاس» عن خبراء روس أنّ هناك احتمالاً كبيراً أن يقدّم الإبراهيمي الاستقالة في أعقاب هذا الاجتماع. في السياق، أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية عدم امتلاكها معلومات عن نية الإبراهيمي تقديم استقالته.

من ناحية أخرى، كشفت السلطات العراقية عن حفر خندق يفصل بين أراضيها وبين الأراضي السورية، بهدف منع تسلل المسلحين بين البلدين. وقالت وزارة الداخلية إنّها تتولى «التصدي لجميع العناصر الإرهابيين الذين يحاولون دخول البلاد من دول الجوار». وأكد الناطق باسم الوزارة، العميد سعد معن، أنّ قوات قيادة حرس الحدود «موجودة ومستعدة للتصدي دائماً لجميع الإرهابيين وكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد». من جهتها، نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية عن مصدر أمني عراقي قوله إنّ «قيادة عمليات الجزيرة أطلقت حملة عسكرية واسعة النطاق، لتأمين الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، ومسح المنطقة الصحراوية الشاسعة بين البلدين وتمشيطها».

من جهتها، أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الاسلامية التابعة لـ«الجيش السوري الحر» استهجانها ورفضها لإعلان «جبهة النصرة» مبايعتها لتنظيم «القاعدة»، داعية «المجاهدين» إلى التوحد وتغليب «الوسطية والاعتدال»، بحسب ما جاء في بيان موقّع من «جبهة تحرير سوريا الاسلامية».

وتضمّ الجبهة نحو عشرين لواءً وكتيبة ومجموعة اسلامية، من أبرزها «لواء التوحيد» و«لواء الاسلام» و«ألوية صقور الشام» و«كتائب الفاروق».

بدوره، دعا رئيس «الحكومة الموقتة» غسان هيتو الغرب إلى تسليح «الجيش الحر» بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات، وقال إنه يستعد للانتقال من مدينة دالاس الأميركية، حيث يقيم، إلى دمشق في غضون أشهر. وقال هيتو، في مقابلة مع صحيفة «التايمز»، إنّه «لا يطالب بريطانيا وشركاءها في منظمة حلف شماليّ الأطلسي بالتدخل عسكرياً في سوريا، لكننا نريد تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية».

وطمأن هيتو المجتمع الدولي إلى أنّ «الأسلحة التي تذهب لقيادة الأركان المشتركة التابعة للائتلاف المعارض لن تقع في الأيدي الخاطئة».

إلى ذلك، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إنّ أعداداً متزايدة من اللاجئين السوريين تختار العودة إلى بلادها من الأردن، حيث يبلغ عدد العائدين يومياً 300 لاجئ، معربة عن قلقها العميق بشأن سلامتهم.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، ميليسا فلمينغ، إنّ اللاجئين يختارون العودة لعدد من الأسباب، من بينها الأنباء عن تحسّن الأمن في عدد من القرى الحدودية، وكذلك لحماية ممتلكاتهم.

ميدانياً، أفادت قناة «روسيا اليوم» بأنّ الجيش السوري يشنّ عمليات عسكرية واسعة في قرى ريف القصير، مستخدماً الأسلحة الثقيلة، مع أنباء عن انسحاب أعداد كبيرة من المسلحين إلى وادي خالد وعرسال في لبنان بعد سيطرة الجيش السوري على موقعين استراتيجيين، أهمها موقع قادش. ولفتت القناة إلى أنّ هذا التطور الميداني يأتي فيما أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش السوري نفذ عملية تقدم برية من مدينة الطبقة في المنطقة الشرقية منها باتجاه مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين. من جانب آخر، تأكد نبأ اسقاط المعارضة المسلحة لمروحية عسكرية كانت تنقل مؤونة ومواد غذائية إلى مراكز تجمّع الجيش النظامي في ريف ادلب، ما أدى إلى مقتل 8 عسكريين.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)

هدف “النصرة” فتح جبهة ضد أميركا في سوريا

(أ.ف.ب.)

ليكن قتالكم في سبيل الله، وفي سبيل إعلاء كلمة الله، وفي سبيل تحكيم شريعة الله، ابذلوا كل ما في وسعكم لتكون ثمرة جهادكم دولةً إسلاميةً مجاهدة”. هذه الكلمات لزعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري عنى بها الجهاديين الذين يقاتلون نظام بشار الأسد في أنحاء سوريا. وقد كان لرسالة الظواهري هذه التي نُشرت على الانترنت الأحد الماضي أصداء فورية في العراق وسوريا.

في السياق عينه أعلن زعيم “القاعدة في العراق” أبو بكر البغدادي أن تنظيم “جبهة النصرة” الجهادي، الذي يقاتل الى جانب المعارضة السورية المسلّحة ضد القوات الموالية لنظام الأسد، هو جزء من شبكته. لكن قائد “جبهة النصرة” بايع في رسالة صوتية الأربعاء زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري، وأبعد مجموعته عن الادعاءات بأنها جزء من”القاعدة في العراق”.

هذه الرسائل، وفق المحللين، تبيّن فقط ما هو واضح، لكنها تسبّبت بضجة ضمن فصائل المعارضة السورية، وخلقت مخاوف جديدة لدى حكومات غربية كانت تفكر بتسليح الثوار السوريين.

شكّل “جبهةَ النصرة” مواطنون سوريون، كانوا يوماً جزءاً من حلقة الجهاديين المحيطة بأبو مصعب الزرقاوي والتي لحقت به الى منفاه في هيرات (أفغانستان)، وثم مجدداً الى العراق بعد اجتياح أفغانستان في 2001. قائد المجموعة أبو محمد الجولاني قدّم نفسه كمخضرم من “القاعدة في العراق”، ولم يُخفِ سراً أنه قاتل من أجل “دولة العراق الاسلامية”، ويوحي اسمه بأن أصوله هي من مرتفعات الجولان المحتلة.

لم تُخفِ المجموعة يوماً علاقاتها بـ”القاعدة”، لكنها لم تكن يوماً صريحة الى هذا الحد بشأنها. وفق د. ألن ميندوزا، المدير التنفيذي للمؤسسة البحثية في الشؤون الدولية The Henry Jackson Society، فإن هذه التصريحات للقادة الثلاثة في “القاعدة” يراد منها “جعل (الغرب) مرتاباً جداً من المعارضة السورية”.

وأوضح أيضاً بأن “السؤال الذي يتبادر الى ذهن المرء هو “من ندعم نحن فعلاً”. بالنسبة لميندوزا، مجموعة الرسائل وأفلام الفيديو هذه هي حيلة علاقات عامة يُراد منها تثبيط عزيمة دول غربية مثل فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة التي أبدت اهتماماً بتسليح الثوار السوريين.

“أعتقد أنهم يريدون التأثير على النقاش الدائر حول التدخل. هم لا يدعمون التدخل الغربي، ولقد عرفنا دائماً هذا. من المرجح أن القوى الليبرالية والديموقراطية في المعارضة ستكون المستفيدة من اي تدخل أجنبي غربي. من المحتمل انهم يريدون التسبب بأكبر قدر ممكن من الارباك في العقول الغربية. الغرب يقاتل “القاعدة” منذ 12 سنة والرسالة هي “نريد أن نقاتلكم لمدة 6 أو 8 سنوات أخرى في سوريا”، قال ميندوزا.

أحدثت هذه التصريحات لقادة “القاعدة” ضجة في صفوف “الائتلاف الوطني السوري”. “لجان التنسيق المحلية” في سوريا ترفض كلياً بيان الظواهري الذي يدعو فيه الى إنشاء دولة إسلامية في سوريا”، قالت “اللجان” التي هي شبكة من الناشطين على الارض.لم تذكر “اللجان” بيان “جبهة النصرة”، فيما يستعر النقاش ضمن الناشطين حول ما إذا كان يجب الاعتراف بالجهاديين الأقوياء كجزء شرعي من القوى الثورية السورية.

بحسب غسان ياسين، عضو “الائتلاف الوطني السوري” مقيم في حلب، فإن البيانات التي أصدرتها كل من قيادة “جبهة النصرة” وتنظيم “القاعدة في العراق” مثيرة للقلق بالنسبة لباقي المعارضة السورية. “توقيت البيان كان سيئاً جداً، قال لـ”ناو”. “لم تحارب “القاعدة” يوماً ضد الانظمة، هي دائماً لديها أجندتها الخاصة بها. “القاعدة” لا تمثل الثورة ولا الشعب السوري. الشعب السوري لا يتعاطف مع “جبهة النصرة”. نحن متدينون ولسنا متعصبين. هذا ليس جزءاً من ثقافتنا”، أشار ياسين.

وقال ياسين أيضاً بأنه ليس هناك اي تعاون رسمي بين “الائتلاف الوطني السوري” و”جبهة النصرة” على المستوى العسكري. “لكن لا يمكننا ان ننفي أن “الجبهة” حققت انتصارات كثيرة ضد النظام. عددهم يشكل 10 بالمئة من “الجيش السوري الحر” وهم لا يتعاونون.طالبناهم بمساعدات على المستوى الانساني (في حلب) فلم يتعاونوا. يبدو انهم يعملون بنحو مستقل”، شرح ياسين.

من جهته، قال عضو “الائتلاف الوطني السوري” باسل حفّار (العضو ايضاً في “الاخوان المسلمين”) بأن تبادل التصريح بين الجولاني والبغدادي “لا يفيد الثورة السورية إطلاقاً”. إنما قال إنه لا يعتقد بأن الجولاني مرتبط بأي طريقة بـ”جبهة النصرة”. “هو فقط ممثل لواحدة من الحركات الجهادية الكثيرة في سوريا. “الائتلاف الوطني” والجولاني لم يتعاونا في الماضي”، شدّد حفار.

يستبعد ياسين حصول اشتباك مسلّح بين “الجيش الحر” والجهاديين المرتبطين بـ”القاعدة”، لكنه يتوقع صداماً سياسياً. “على المجتمع الدولي أن يدعم “الجيش الحر” أكثر الآن، لأنه لدينا معركتان: واحدة ضد النظام وواحدة ضد الأصولية”، ختم ياسين.

هذا المقال هو ترجمة للنص الانكليزي الاصلي

(أ.ف.ب.)

“أحدثت هذه التصريحات لقادة “القاعدة” ضجة في صفوف “الائتلاف الوطني السوري”

“الحر” يحذر من هجوم كيمياوي بريف دمشق

أبدى الجيش السوري الحر قلقه من احتمال شن القوات النظامية هجوما كيمياويا لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرتها في ريف دمشق حيث تجدد القتال اليوم السبت على عدة محاور, بالتزامن مع اشتباكات على جبهات أخرى في درعا وإدلب ومناطق أخرى.

وقال الناشط مراد الشامي للجزيرة إن المجلس العسكري الثوري في ريف دمشق تلقى معلومات بأن الجيش النظامي ربما يستخدم الأسلحة الكيمياوية لاستعادة الغوطتين الشرقية والغربية اللتين يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء كبيرة منهما, وتدور فيهما منذ شهور معارك دامية.

وكان الجيش الحر اتهم القوات النظامية باستخدام مواد كيمياوية سامة في مناسبتين ببلدة العتيبة بريف دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وفي الآونة الأخيرة, اشتدت الهجمات على بلدات الغوطة الشرقية ومنها المليحة وعربين, وأخرى في الغوطة الغربية وبينها داريا, في محاولة من القوات النظامية لاستعادة ما خسرته.

اشتباكات

وقال الشامي للجزيرة أيضا إن القوات النظامية شنت اليوم هجمات على أحياء دمشق الجنوبية, وبينها القدم والعسالي والسبينة في محاولة لاقتحامها.

وأضاف أن اشتباكات جرت عند المتحلق الجنوبي قرب زملكا, مشيرا إلى إرسال تعزيزات لمدينة داريا بالغوطة الغربية, والتي تحاول القوات النظامية منذ شهور استعادتها. وفي الوقت نفسه, تحدثت لجان التنسيق عن اشتباكات عنيفة بحرستا, وقالت إن “الحر” تصدى للتعزيزات النظامية إلى داريا.

من جهتها, أكدت شبكة شام أن “الحر” صد هجوما للقوات النظامية على بلدة العتيبة, وكبدها خسائر بالأرواح والعتاد. وتحدث ناشطون أيضا عن تجدد القتال صباح اليوم في حي جوبر بدمشق بعد قتال ليلي بالأحياء الجنوبية ومنها القدم.

وكان حي جوبر تعرض الليلة الماضية لقصف من ساحة العباسيين أوقع ثمانية قتلى بينهم أربعة من الجيش الحر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي درعا, تدور اشتباكات قرب بلدة خربة غزالة حيث تحاول القوات النظامية استعادة أجزاء من الطريق الدولي “دمشق-درعا” كانت فقدتها مؤخرا, بينما قتل أحد الثوار في اشتباك ببصرى الشام مساء أمس وفقا للجان التنسيق.

وتحدثت شبكة شام أيضا عن قتال عنيف على الطريق الدولي قرب معرة النعمان, وأكدت تدمير دبابة للقوات النظامية التي تحاول بانتظام نقل المدن إلى معسكري الحامدية ووادي الضيف شبه المحاصرين.

ووفق الشبكة أيضا, فإن اشتباكات عنيفة وقعت في محيط مطار حلب الدولي بالساعات الأولى من نهار اليوم. وفي دير الزور, قصف الجيش الحر فرع أمن الدولة بالمدينة وحقق فيه إصابات مباشرة وفق لجان التنسيق.

وكانت جبهة النصرة بدأت أمس عملية في القامشلي بمحافظة الحسكة, واشتبكت مع القوات النظامية هناك مما أوقع خسائر في صفوف الطرفين وفق المرصد السوري.

قصف متواصل

ميدانيا أيضا, عاودت القوات النظامية صباح اليوم قصف أحياء دمشق الجنوبية ومنها القابون الذي سجلت فيه إصابات وفق لجان التنسيق.

وشمل القصف اليوم أيضا معظم بلدات ريف دمشق, ومنها الزبداني والمليحة والمعضمية وحرستا وزملكا التي قصفت براجمات الصواريخ والمدافع وفقا لناشطين. وتسبب قصف حي الكرك بدرعا البلد في سقوط مئذنة الجامع العمري وفق شبكة شام ولجان التنسيق اللتين أشارتا إلى قصف بلدات أخرى بينها خربة غزالة.

وفي حمص التي تتعرض أحياؤها المحاصرة لضربات يومية بالصواريخ والمدافع, استهدف القصف اليوم مدينتي الحولة وتلبيسة, في حين تواصل هجوم القوات النظامية بمساعدة عناصر موالية على منطقة القصير المتاخمة للبنان.

وقالت الشرطة اللبنانية إن قذائف من داخل سوريا سقطت صباح اليوم بمنطقة عكار شمالي لبنان دون أن توقع خسائر. وفي إدلب, سقط جرحى في قصف على معرة النعمان وقتل شخص في قصف على حي بعيدين بحلب وفقا لمركز حلب الإعلامي الذي أشار إلى قصف مناطق أخرى بينها بلدة السفيرة.

آثار “الكيماوي” تظهر في عيّنات من التربة السورية

خبراء بريطانيون فحصوا حفنة من منطقة خان العسل وعثروا على أول دليل قاطع

لندن- كمال قبيسي –

تأكد بالدليل القاطع، ولأول مرة، بأن السلاح الكيماوي تم استخدامه في سوريا عبر العثور على نوع من آثاره في عينات من تربة منطقة خان العسل بريف حلب سبق أن قامت بتهريبها الاستخبارات العسكرية السرية، المعروفة باسم MI6 في بريطانيا، الشهر الماضي لفحصها في “مجمّع بورتون داون” للبحث العلمي العسكري التابع لوزارة الدفاع.

نتائج الفحص تسربت أمس الجمعة الى صحيفة “التايمز” البريطانية، فنقلت اليوم السبت عن مصادر عسكرية، طلبت عدم الكشف عنها، أن خبراء المجمّع المختصين بالسلاح الكيماوي والبيولوجي، اكتشفوا “ما لم يفصحوا عنه علنيا” وسيدفع الولايات المتحدة لاتخاذ اجراءات عقابية ضد الرئيس السوري بشار الأسد تماشيا مع ما حذر منه البيت الأبيض في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأن استخدام الكيماوي في سوريا “خط أحمر” لن تسمح به واشنطن.

وكان جهاز MI6 قام بتهريب العينات بعد انفجار صاروخ في منطقة خان العسل “أدى الى استشهاد 21 مدنيا و10 جنود سوريين كانوا بالقرب، حيث أن المواطنين الذين استنشقوا الغازات أصيبوا باغماء فوري ونقلوا الى مستشفيات حلب” طبقا لما لخصته “العربية.نت” مما قاله فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، في خبر موسع نشرته في 22 مارس/آذار الماضي عن العملية السرية البريطانية لتهريب العينات.

يومها اتهم المقداد “الجماعات المسلحة” بالصاروخ، من دون دليل، ولا قادة المعارضة الذين اتهموا النظام قدموا دليلا أيضا، والاثنان طالبا بتحقيق دولي، أيدت تكليفه بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عبر الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بارساله الى سوريا للتحقيق باتهامات الطرفين. أما روسيا فمالت للرواية الرسمية التي منها جاء أول خبر عن الصاروخ مع صور لمن وصفتهم وكالة “سانا” بضحاياه.

وبعد يومين انتشرت أنباء بامكانية أن لا يكون “الكيماوي” ضمن “حشوة” الصاروخ الذي تم اطلاقه من منطقة كفر داعل باتجاه خان العسل، ولا غاز السارين القاتل أيضا، انما غاز آخر يسمونه “العنصر 15” واستخدمه النظام في حمص بديسمبر/كانون الأول الماضي، بحسب ما قرأت “العربية.نت” عن أعراضه، وهو ليس مميتا ولا مدرجا كسلاح محظور، وأهم أعراضه الشعور بدوار وشلل مؤقت للقوى وارتباك وفقدان للتوازن وضيق بالتنفس.

لكن ما تم العثور عليه في “مجمّع بورتون داون” الواقع في مقاطعة “ويلتشر” بالجنوب الغربي لانجلترا، يؤكد بأنه ليس سلاحا تم استخدامه “للسيطرة على التظاهرات والاحتجاجات” في اشارة ممن نقلوا نتائج الفحص الى “التايمز” بأنه ليس آثار غاز مسيل للدموع مثلا أو مسموح استعماله، بل “شيء آخر” لم يتمكن خبراء المجمّع من معرفة الجهة التي استخدمته، ولا اذا تم على نطاق واسع، علما بأنه ليس غاز السارين القاتل بالضرورة، انما كيماوي من الترسانة السورية، وهي ضخمة ومتنوعة وأكبر ما في دول الشرق الأوسط.

نتيجة الفحص تتطابق مع تأكيدات دبلوماسيي الأمم المتحدة

ويتطابق ما عثر عليه الخبراء البريطانيون مع ما أعلن عنه دبلوماسيون في الأمم المتحدة الخميس الماضي بأن الدول الغربية لديها “أدلة صلبة” على أن أسلحة كيماوية “استعملت مرة على الأقل في النزاع السوري” بحسب ما قال أحدهم طلب من وكالة الصحافة الفرنسية عدم ذكر اسمه حين ذكر أنه وسواه “متأكدون تماماً من أن قنابل كيماوية استعملت بشكل متقطع” فيما أكد آخر وجود أدلة “مقنعة تماماً” تم ارسالها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تدعم الاتهامات ضد نظام بشار الأسد.

وكان بان كي مون عبر خلال لقائه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في واشنطن هذا الأسبوع عن أسفه لرفض الحكومة السورية عرضه اجراء تحقيق ميداني، في معرض اعلانه عن وصول فريق أول من خبراء التحقيق إلى قبرص التي من المقرر أن يغادرها إلى سوريا لبدء المهمة. لكن الحكومة السورية رفضت استقبال الفريق بحجة أن الأمين العام “طلب مهام اضافية بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل الأراضي السورية وهو ما يخالف طلب دمشق من المنظمة الدولية” معتبرة ذلك انتهاكاً للسيادة السورية.

كما ذكرت صحيفة “اللوموند” الفرنسية أمس الجمعة أيضا، أن بان كي مون تسلم ملفا “يزخر بالأدلة المقنعة على تورط دمشق في استخدام سلاح كيماوي” الشهر الماضي في خان العسل، على حد ما نقلت صحيفة “السفير” اللبنانية اليوم السبت في خبر تحليلي، فيما بثت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم السبت أنها أجرت اتصالا بوزارة الدفاع البريطانية حول ما أوردته “التايمز” ولم تتلق منها أي تعليق، في حين أعربت وزارة الخارجية عن “قلقها العميق” من احتمال استخدام الكيماوي، وقال متحدث باسمها “لقد أعربنا عن قلقنا للأمين العام للأمم المتحدة ونحن ندعم قراره في اجراء تحقيق”.

المرصد: قتلى وإصابات بقنبلتي غاز في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أسفر هجوم بقنبلتي غاز أسقطتا من مروحية سورية مقاتلة على بلدة عفرين بريف حلب عن مقتل سيدة وطفلين وإصابة 16 آخرين وفقا لما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت لرويترز.

ونقل رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري المعارض عن أطباء في البلدة التي شهدت الهجوم أن الضحايا كانوا يعانون من “الهلوسة والتقيؤ” مضيفين أنهم كانوا يشتكون من حروق في عيونهم.

وكانت الحكومة السورية رفضت طلبا من الأمم المتحدة بنشر محققين باستخدام أسلحة كيماوية في مناطق مختلفة بالبلاد، مطالبة بقصر التحقيق على منطقة خان العسل التي قالت السلطات السورية إن هجوما كيماويا للمعارضة حدث فيها، وقتل أكثر من 16 شخصا.

من ناحية أخرى ذكرت مصادر المعارضة السورية أن قوات حكومية قصفت بالصواريخ بلدة الكرك في مدينة درعا ودمرت أجزاء كبيرة من المسجد العمري الذي انطلقت منه الاحتجاجات في مارس 2011، واكتسب بعدها أهمية رمزية للمعارضة.

وبث ناشطون على الإنترنت صورا تظهر دمارا كبيرا في بلدة الكرك، وتدمير مأذنة المسجد العمري وأجزاء منه بقصف لمدفعية الجيش النظامي وفقا لما ذكر الناشطون.

في الوقت ذاته، قالت شبكة شام إن قوات سورية قصفت بالمدفعية الثقيلة حي جوبر في العاصمة دمشق، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر في مدينة زملكا بالغوطة الشرقية في ريف العاصمة.

من جانب آخر أعلن الجيش الحر أنه تمكن من الاستيلاء على حاجز زملكا العسكري بعد قصف مركز بقذائف الهاون.

لكن وكالة الأنباء السورية “سانا” قالت إن “وحدات من الجيش أوقعت خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين في سلسلة عمليات نوعية نفذتها السبت ضد تجمعاتهم في العتيبة والعبادة وجربا والأحمدية بالغوطة الشرقية بريف دمشق”.

من جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت قذائف مدفعية باتجاه هضبة الجولان، رداً على إطلاق نار تعرضت له قواته المتمركزة هناك. وجاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن أحداً من أفراد الجيش الإسرائيلي لم يصب بأذى.

إطلاق أربعة صحفيين إيطاليين اختطفوا بسوريا

روما، إيطاليا (CNN) — أكدت وزارة الخارجية الإيطالية السبت الإفراج عن أربعة إيطاليين بعد اختطافهم قبل أكثر من أسبوع، وذلك دون تقديم المزيد من التفاصيل حول ظروف احتجازهم ومن ثم إطلاق سراحهم.

وقالت الوزارة في بيان لها السبت إن الصحفيين الأربعة تعرضوا للاختطاف في شمال سوريا بالخامس من أبريل/نيسان الجاري، وهم بطريقهم حاليا إلى تركيا بعد إطلاق سراحهم.

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها رعايا من إيطاليا للاختطاف في سوريا التي تمزقها المواجهات بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والمقاتلين المعارضين نهاية 2012، وجرى الإفراج عنه بعد ذلك بشهرين.

رزان زيتونة لـ آكي: توثيق انتهاكات النظام السوري لا يؤثر بالمجتمع الدولي ومؤسساته

روما (12 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعربت ناشطة حقوقية وسياسية سورية عن قناعتها بعدم قدرة العمل الحقوقي الإنساني التوثيقي في سورية على التأثير على المجتمع الدولي ومؤسساته التي وصفتها بـ “المكبلة”، وأشارت إلى أن التقارير حول الانتهاكات ستكون مفيدة فقط إن صدر قرار سياسي دولي بضرورة استخدامها

وحول تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش الأخير) الذي يتحدث عن استخدام النظام السوري الطيران الحربي في قصف المناطق المدنية الآهلة بالسكان، قالت المحامية والناشطة السياسية السورية البارزة رزان زيتونة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بعد كل ما ارتُكب من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سورية من قبل النظام السوري، أصبح من السذاجة الاعتقاد أن لعملنا الحقوقي قدرة على التأثير على المجتمع الدولي ومؤسساته المكبلة بوحل السياسة والمصالح”

وكانت المنظمة قد أصدرت تقريراً جديداً حمل عنوان “الموت القادم من السماء”، أكّدت فيه على قيام النظام السوري بقصف المخابز والمستشفيات وأهداف مدنية أخرى بالطيران الحربي بشكل متعمد ومنهجي وبدون تمييز بغض النظر عن وجود مقاتلين أم لا، ونقلت عن ناشطين أن الغارات الجوية قتلت أكثر من 4300 مدني في البلاد منذ تموز/يوليو الماضي، تاريخ بدء هجمات الطيران

وحول أهمية وجدوى عمل التوثيق الذي يقوم به الناشطين الحقوقيين والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية في سورية عموماً، قالت زيتونة “بالنسبة لي كناشطة هذا التوثيق وتلك التقارير هي للسوريين ومستقبلهم، لكتابة تاريخهم وحفظ حقوق ضحاياهم في المستقبل”. وتابعت “هذا التوثيق وتلك التقارير سيتم استخدامهم من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته فقط عندما يصدر القرار السياسي بضرورة استخدامهم، إذا صدر يوماً” على حد تعبيرها

وتحدثت (هيومن رايتس ووتش) في تقريرها الأخير عن استخدام ذخيرة ذات قدرة تفجيرية كبيرة، وأشارت إلى أن القوات الموالية للنظام استخدمت أيضاً أنواعاً أخرى من الذخيرة مثل القنابل العنقودية والصواريخ البالستية والأسلحة الحارقة

http://www.adnkronos.com/AKI/Arabic/Politics/?id=3.2.81679100

المرصد السوري: مقتل ثلاثة في هجوم بالغاز للجيش السوري

بيروت (رويترز) – قتلت امرأة وطفلان واصيب 16 شخصا آخرين في مدينة حلب بشمال سوريا يوم السبت فيما وصفه المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض بانه هجوم بالغاز شنته قوات الحكومة السورية.

ونقل رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري عن شهود قولهم ان طائرة هليكوبتر عسكرية اسقطت قنبلتي غاز.

وقال أطباء في بلدة عفرين التي نقل اليها الجرحى للمرصد السوري ان الضحايا “اصيبوا بنوبات هذيان وقيء ومخاط زائد وشعروا بأن عيونهم تحترق.”

ولا يمكن لرويترز ان تتحقق من مثل هذه التقارير من سوريا بسبب القيود الصارمة المفروضة على التغطية الصحفية.

وينتظر فريق خبراء ترأسه الامم المتحدة في قبرص الاذن لبدء تحقيق في ثلاثة مزاعم سابقة بشأن هجمات بأسلحة كيماوية في سوريا من بينها زعم الحكومة بان مقاتلي المعارضة استخدموا غازا ساما في حلب الشهر الماضي.

ورفضت حكومة الرئيس بشار الاسد مطالب المعارضة بارسال المفتشين للتحقيق في هجومي حمص ودمشق حيث يقول المعارضون ان القوات الحكومية استخدمت ذخائر كيماوية.

ويسيطر المعارضون على حي الشيخ مقصود حيث اسقطت القنبلتان اليوم السبت. ووزع المرصد السوري صورا التقطها ناشطون من المعارضة لبقايا ما قالوا انهما القنبلتين.

كما ارسل المرصد صورا لامرأة مقتولة وطفلين ذكر انهما دون الثانية من العمر. ولا توجد أي اصابات واضحة في الثلاثة.

وقتل نحو 70 الف شخص في الانتفاضة ضد حكم عائلة الاسد الممتد من اربعة عقود والتي تحولت الى أعمال عنف بعد ان قمعت قوات الاسد الاحتجاجات وحمل اعضاء المعارضة السلاح. وتتهم منظمات حقوقية الجانبين بارتكاب جرائم حرب.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

ميشال كيلو لـ”روسيا اليوم”: مستعدون للتفاوض مع من يريد التفاوض معنا على نقل السلطة من النظام السوري

قال عضو المنبر الديمقراطي السوري ميشال كيلو في حديث لقناة “روسيا اليوم” من باريس الجمعة 12 ابريل/نيسان ان الدول العظمى مختلفة على التفاسير مع انها متفقة على القرار، وربما ذلك لاختلاف مصالحها. واضاف كيلو انه “بالنسبة لنا، القرار هو المهم، وله تفسير وطني واضح اذ قيل في جنيف انه يجب نقل السلطة الى الديمقراطية”. وتابع قائلا: “نحن مستعدون للتفاوض مع من يريد التفاوض معنا على نقل السلطة من اهل النظام السوري، اما ان نفاوض النظام الحالي الذي يقتل الناس لانهم طالبوه بالاصلاح، اي ما هو اقل بكثير من نقل السلطة، فلا يمكن ان نضيع وقتنا معه”. ولفت الى انه “كنا قد طالبنا منذ عام 2000 بالاصلاح ولم ترد علينا دمشق، معتبرة ان الشعب لا يريد الاصلاح، على اعتبار انه يملك كل شيء ونحن نريد ان نخرب البلد. واليوم تعين وفدا للتفاوض. ولكن، هل هذا الوفد مفوض بنقل السلطة؟”. وبالنسبة الى المواقف الغربية من تسليح المعارضة السورية، اعتبر كيلو ان “الدول الغربية حائرة ولا تملك سياسة منسجمة ومتماسكة ازاء الازمة السورية، لانها لم تتخذ قرارا بذلك (…) وهم يتعللون بجبهة النصرة وغيرها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى