أحداث الأحد، 12 أيار 2013
«برميل البارود» ينفجر على الحدود السورية – التركية
موسكو- رائد جبر
لندن، بيروت، الدوحة، إسطنبول، أنقرة – «الحياة»، رويترز – أ ف ب، أ ب – بعد ايام من التوتر في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية بين اللاجئين السوريين واهالي المنطقة على خلفية مذهبية وسياسية، انفجر «برميل البارود» في سلسلة من السيارات المفخخة ما ادى الى مقتل 40 وجرح عشرات الاشخاص.
وفيما قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينج ان الحكومة السورية «مشتبه فيه طبيعي» في الانفجارات، أوضح رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان انها قد تكون مرتبطة بالصراع في سورية او بعملية السلام بين انقرة و «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان.
وقال اردوغان، الذي يتوجه بعد ايام الى واشنطن للقاء الرئيس باراك اوباما للبحث في الملف السوري وعملية المصالحة مع الاكراد، للتلفزيون التركي «إننا نمر في أوقات حساسة حيث بدأنا عهداً جديداً لحل القضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد، يمكن أن يقدموا على مثل هذه الأفعال».
وزاد: «هناك قضية حساسة أخرى، وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقعت فيه الانفجارات) يقع على الحدود مع سورية، وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات». وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر ان الهجمات «استفزاز» لتقويض عملية السلام التي بدأتها انقرة قبل شهور عدة مع المتمردين الاكراد.
ودان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، الذي بدأ اجتماعاته في إسطنبول امس، «الهجمات الإرهابية» في الريحانية. وأكد في بيان «وقوفه وأبناء سورية جميعاً إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق». وأضاف ان الهجمات «تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة واستقباله اللاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين».
وأفاد مراسل «الحياة» في أنقرة ان الريحانية بدت اخيراً كـ «برميل بارود» في انتظار الانفجار في اي لحظة مع تزايد التوتر بين أبنائها وغالبيتهم من العلويين، واللاجئين السوريين وغالبيتهم من السنّة. وأطل هذا التوتر برأسه فور حصول التفجيرات، اذ خرج عشرات الاتراك للتظاهر ضد وجود السوريين على أرضهم وتدخل تركيا في الملف السوري وهاجموا بعض المارة من السوريين.
وأشارت الاستخبارات التركية في وقت سابق الى وجود عناصر للاستخبارات السورية بين اللاجئين، يسعون الى توتير الوضع، خصوصاً بعد حرق اشخاص علم تركيا في الريحانية. وحذر عدد من السياسيين في المعارضة من انفلات الوضع في هاتاي (اسكندرون) ذات الغالبية العلوية مع وجود عدد كبير من السوريين هناك وأجهزة المخابرات الدولية او انتقال التوتر الطائفي اليها. وكان موقع «بي بي سي» باللغة التركية نشر تحقيقاً قال فيه ان أحد «الشبيحة» الذين شاركوا في «مجازر» بانياس غرب سورية هو من علويي تركيا.
وفي موسكو استبعد مصدر روسي انعقاد المؤتمر الدولي (جنيف – 2) قبل نهاية الشهر الجاري. وعزا المصدر القريب من الكرملين وشارك في المحادثات الروسية – البريطانية قبل يومين في سوتشي، ذلك إلى «وجود عدد كبير من النقاط الخلافية التي لم يتم تذليلها». وقال ان لقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون مع الرئيس اوباما المقرر في واشنطن غداً «سيحدد بعض الامور. وبعد ذلك، ستجري اتصالات موسعة بين كل الاطراف. وأعتقد ان تحديد اطار زمني امر مبكر جداً. إنه أمر صعب، وليس واقعياً». وأشارت مصادر اخرى الى ان احد الامور التي تشكل تحدياً امام انعقاد المؤتمر هو «عقدة» مشاركة ايران فيه، بسبب رفض «الائتلاف الوطني» ودول عربية ذلك لدورها في الصراع الى جانب النظام.
ونقلت المعارضة السورية عن السفير الاميركي لدى سورية روبرت فورد قوله لرئيس «المجلس العسكري في حلب» العقيد عبدالجبار العكيدي ان النظام السوري لن ينحو باتجاه الحل السياسي ما لم تتغير موازين القوى على الارض، فيما دعا حزب معارض الدول الغربية الى دعم المعارضة بـ «السلاح النوعي» لانجاح المؤتمر الدولي الذي دعت موسكو وواشنطن لعقده في الاسابيع المقبلة.
وفي وسط سورية، شنت القوات النظامية هجوماً على مقاتلين معارضين في محاولة منها لإعادة فتح طريق إمداد استراتيجية بين محافظتي حماة في وسط البلاد وحلب شمالاً، بعدما أعاد المقاتلون قطعها ليل امس باعتبار انها تشكل خط امداد الى مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري شرق حلب.
وفيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وبين عناصر من القوات النظامية واللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من «حزب الله» اللبناني على أطراف مدينة القصير في ريف حمص الغربي قرب الحدود اللبنانية، مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية من قبل القوات النظامية على المدينة، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل سبعة عناصر من القوات النظامية إثر هجوم شنه مقاتلون معارضون على حاجز في قرية آبل في ريف حمص، التي كانت القوات النظامية سيطرت عليها. وتزايدت الكتائب المقاتلة على أجزاء كبيرة من قرية آبل، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.
وفي دمشق، تعرض مخيم اليرموك جنوب العاصمة لقصف جوي من قبل القوات النظامية عند منتصف ليل الجمعة-السبت، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب في سماء المخيم. ودارت اشتباكات في محيط مبنى إدارة المركبات التابعة للجيش النظامي بين مدينتي عربين وحرستا في الغوطة الشرقية.
في غضون ذلك، كان لافتاً اعلان «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» بزعامة احمد جبريل ومنظمة سورية بدء تشكيل وحدات قتالية لـ «تحرير» هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل اسرائيل منذ 1967، بعد اعلان مصادر سورية عن السماح للمنظمات بالعمل في الجولان رداً على غارات اسرائيلية قرب دمشق الاسبوع الماضي. وأفادتا في بيانين منفصلين انهما فتحتا باب التطوع امام كل المواطنين السوريين في تشكيلهما المقاوم وأن كلاً منهما شكلت القيادة العسكرية لتنفيذ هذه المهمة.
ونفى عضو المكتب التنفيذي في « المجلس الوطني السوري» المعارض أن يكون هناك تأجيل لانتخاب رئيس جديد لـ»الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ، وقال إن ما ورد على صفحته في فايسبوك هو «»تأجيل انتخاب رئيس جديد للمجلس الوطني السوري الى الثامن من حزيران (يونيو) المقبل».
وأضاف أن السفير الاميركي السابق في سورية روبرت فورد اجتمع مع الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو في اسطنبول ولم يجتمع مع ممثلي « اعلان دمشق» في الائتلاف، وأكد أن فورد « جاء ليضع ( من اجتمع معهم ) في صورة اجتماع وزير الخارجية الاميركي وليم كيرى ونظيره الروسي سيرغي لافروف واجتماع كييري والرئيس الروسي بوتين، وقال لـ» الحياة» ان فورد «أكد أن الموقف الأميركي لم يتغير «في شأن رؤيته للوضع والنظام السوري.
مسيحيو القصير السورية مرتاحون لتقدم قوات الأسد
الغسانية – ا ف ب
يبدي سكان قرية مسيحية قرب بحيرة قطينة في ريف القصير وسط سورية، ارتياحهم لتقدم القوات النظامية، اذ بات في امكانهم للمرة الاولى منذ ثمانية اشهر، استخدام الطريق المؤيدة اليها، بدلاً من القوارب التي استخدموها لتفادي الطوق المفروض من مقاتلي المعارضة.
وتقع الغسانية على بعد 13 كلم شمال غرب القصير، معقل المقاتلين المعارضين الذي تحاول قوات النظام السوري استعادته، وتربط بينهما طريق وسط حقول القمح تنبت فيها زهور الخشخاش.
ويقيم في القرية نحو ثمانية آلاف مسيحي، اضافة الى اقلية من المرشديين، الطائفة الصغيرة التي ظهرت في سورية مطلع القرن العشرين. وتقع القصير والغسانية في محافظة حمص وسط سورية، والتي تضم مزيجاً متنوعاً من السنة والعلويين والمسيحيين وغيرهم.
ويقول مختار القرية غسان حمدان لوكالة فرانس برس “فرض المسلحون الموجودون في القرى المجاورة، طوقاً على قريتنا لمدة ثمانية اشهر، ومنعونا من استخدام الطريق. لم يتبق لنا سوى البحيرة”.
وعلى بعد كيلومترين من الغسانية، تقع قرية الشومرية التي استحالت خراباً جراء المعارك التي مكنت القوات النظامية من اخراج مقاتلي المعارضة والسماح بفتح الطريق الواصل بالغسانية. وتشهد المنازل المدمرة والجدران التي كساها الكلس على حدة المعارك.
ويقول رئيس بلدية الغسانية احمد العالي “كان يتوجب علينا عبور البحيرة ليلاً لاحضار المازوت والبنزين والطحين والمواد الغذائية الاخرى. كان الامر محنة لان المسلحين كانوا يطلقون النار في حال لمحوا قارباً”.
وعرضت مجموعة مقاتلة تطلق على نفسها اسم “كتائب اهل الاثر”، شريطاً مصوراً على موقع “يوتيوب” في 15 ايلول/سبتمبر 2012، يظهر عددا من عناصرها يطلقون النار على ما قالوا انها “زوارق شبيحة” تحاول عبور البحيرة. وتستخدم عبارة “شبيحة” للاشارة الى عناصر الميليشيات الموالية للنظام.
وتقع البحيرة على مسافة 12 كلم من مدينة حمص، ثالث اكبر المدن السورية والتي يعدها الناشطون المعارضون “عاصمة الثورة”. وتتغذى البحيرة من مياه نهر العاصي، وتبلغ مساحتها نحو 61 كيلومتراً مربعاً.
ويقول حسن بشير المحمود، وهو مالك احد الزوارق “بسبب الحصار الذي فرضه المقاتلون، تحديت الهواء والامواج والعواصف لنقل ما كانت قريتي في حاجة اليه”.
يضيف هذا الشاب الذي كان ينتقل الى دبين على الضفة المجاورة لابتياع الحاجيات “في يوم من الايام، غرق ثلاثة شبان يحملون الخبز بسبب الطقس الرديء”.
واستنجدت هذه القرية التي تعتمد على زراعة البطاطا والملفوف، بصياديها لتوفير ما تحتاج اليه اثناء الحصار. ويشير حسن الى ان هؤلاء اعتمدوا “في الشهر الاول على قواربهم الخشبية القديمة، قبل ان يبتاعوا قوارب صغيرة مزودة بمحركات لتسهيل الانتقال”.
ولا يبدو ان المعارك في المنطقة قد اقتربت من نهايتها، اذ ما زال المقاتلون المعارضون يسيطرون على اربع قرى لجهة الشمال الغربي من مدينة القصير.
ويقول حمدان ان “على الجيش (النظامي) السيطرة على هذه القرى ليفك الطوق في شكل كامل، وما زال يتوجب عليه طرد اربعة آلاف مسلح من المنطقة”.
ويؤكد حمدان ان القوات النظامية هي التي قامت “بتحرير” المنطقة. ويتابع “حزب الله موجود الى جهة الغرب قرب الحدود اللبنانية، وليس هنا”، وذلك ردا على سؤال عن دور الحزب اللبناني الشيعي في القتال الى جانب القوات السورية في القصير.
وحققت هذه القوات في الشهر الماضي تقدما في منطقة القصير التي تعد صلة وصل اساسية بين دمشق والمناطق الساحلية عبر محافظة حمص. واقر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بان عناصر من حزبه يقاتلون في القصير “للدفاع” عن قرى حدودية سورية يقطنها لبنانيون.
على مدخل الغسانية، يحتسي جورج الثلاثيني قدحا من الشاي، وهي يتكىء الى وسادات موضوعة على الارض.
عاد هذا العامل في البناء، من مدينة طرابلس في شمال لبنان الى قريته للمرة الاولى منذ اشهر. ويقول “عندما ابلغتني ابنتي قبل يومين ان الطريق باتت مفتوحة، تركت كل شيء وعدت الى هنا”.
“الاتحاد الأوروبي” يمنح 4 ملايين سوري 65 مليون يورو لمساعدتهم
عمان – ا ف ب
قرر “الاتحاد الاوروبي” تقديم 65 مليون يورو (نحو 84 مليون دولار) لمساعدة اكثر من اربعة ملايين سوري في الداخل اجبروا على ترك منازلهم والهروب بسبب استمرار النزاع الدائر في سورية، وذلك بحسب ما افادت بعثة الاتحاد في عمان.
وقالت البعثة في بيان “نعلن عن تقديم 65 مليون يورو استجابة للازمة الانسانية الناجمة عن مستوى العنف المتنامي بشكل سريع جراء القتال المندلع في سورية”.
واضافت ان “التمويل الاضافي سيتم انفاقه داخل سورية لمساعدة اكثر من اربعة ملايين شخص اجبرهم القتال على الهرب من بيوتهم”.
وقالت كريستالينا جيورجيفا مفوضة المساعدات الانسانية في الاتحاد الاوروبي ان “اوروبا ساعدت وسوف تستمر بمساعدة اولئك المتضررين، وهذا التمويل الجديد ما هو الا قسطا من الراحة لضحايا هذا النزاع المرعب”.
واضافت ان “عدم توقف طرفي النزاع عن القتال وفشل المجتمع الدولي بايجاد حل سياسي لهذا العنف سيضع المجتمع الاغاثي بموقف يصبح عاجزا فيه عن تلبية الاحتياجات غير المسبوقة واسعة النظاق”، مشيرة الى “اننا على شفا الهاوية”.
واوضحت جيورجيفا ان “العنف وعدم الامان والصراع لاجل البقاء سحق حياة ملايين السوريين اليومية حالياً، كما ان الوضع يزداد سوء بشكل يومي، فالعديد من الناس فقدوا منازلهم وعائلاتهم ويتكبدون الكثير من المصاعب النفسية والجسدية ولايبدو وجود نهاية تلوح بالافق”.
وبحسب البيان، فانه وقبل تخصيص هذا التمويل الاضافي، “قامت المفوضية الاوروبية بأنفاق 200 مليون يورو على المساعدات الانسانية لسوريا والدول المجاورة، حيث تم تخصيص ما نسبته 49 بالمائة من التمويل للداخل السوري والباقي تم توزيعه بين الاردن ولبنان وتركيا والعراق”.
كما قام الاتحاد الاوروبي “قبل ثلاثة اشهر بمنح 100 مليون يورو لجهود الاغاثة وذلك في مؤتمر المانحين في الكويت”.
وقدم الاتحاد الاوروبي “193 مليون يورو اخرى عبر آليات الاتحاد الاوروبي الاخرى استجابة للازمة السورية تم انفاقها في مجالات التعليم ودعم التجمعات والمجتمعات المضيفة”.
اوغلو: مقاتلو الأسد فجّروا السيارات.. ودمشق تتهم حكومة اردوغان
أنقرة ، اسطنبول، برلين، الريحانية – “الحياة”، رويترز، أ ب، أ ف ب، يو بي آي
نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ضلوع سورية في تفجيري سيارتين ملغومتين ببلدة حدودية تركية، محملاً الحكومة التركية مسؤولية التفجيرين؟ هذا الاتهام جاء في وقت وجه وزير الخارجية التركي داود اوغلو اصابع الاشتباه الى مقاتلين تاعبني للرئيس السوري بشار الاسد، مؤكداً إنه “يعتقد أن مقاتلين موالين للرئيس السوري بشار الاسد وراء تفجير سيارتين ملغومتين أسفرا عن مقتل اكثر من 40 شخصاً في بلدة ريحانلي الحدودية امس”.
وقال في مقابلة مع قناة (تي.آر.تي) التلفزيونية التركية “لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري”.
وتابع أن من المعتقد أن الضالعين في هجوم السبت هم الذين نفذوا الهجوم على بلدة بانياس السورية الساحلية منذ اسبوع حيث أفادت تقارير بأن مقاتلين يدعمون الاسد في الحرب الاهلية قتلوا 62 شخصا على الأقل.
وقال اوغلو ان “تفجيرات السيارات الملغومة تحمل بصمات من نفذوا الهجوم على بلدة بانياس السورية”، مشيراً الى انه “تم إحراز تقدم كبير” نحو القبض على الضالعين في تفجيرات السيارات الملغومة، واعتبر اوغلو ان مرتكبي التفجيرين”سيدفعون الثمن” من اينما أتوا.
وقال الوزير التركي للصحافيين خلال زيارة الى برلين ان “المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها”.
وكان داود اوغلو اشار في وقت سابق من النهار الى “المصادفة” بين توقيت الاعتداء المزدوج الذي استهدف مقر بلدية الريحانية الواقعة على بعد ثمانية كلم من الحدود مع سوريا، و”تسارع” الجهود الرامية لحل الازمة في سورية، ولا سيما مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى واشنطن الخميس.
وشدد الوزير التركي على ان بلاده “لن تغير في سياستها لناحية ايواء اللاجئين السوريين”، مؤكداً ان “كل من يلجأ الى هنا فهو ضيفنا”.
وتدعم تركيا المعارضة السورية المسلحة وتأوي على اراضيها حوالى 400 الف لاجئ سوري.
وادلى داود اوغلو بتصريحاته هذه قبيل اعلان وزير الداخلية معمر غولر ان “نتائج التحقيق الاولية اظهرت ان التفجيرين نفذهما اشخاص اتوا من داخل تركيا ومرتبطون بتنظيمات موالية للنظام السوري”.
وقال الوزير بحسب ما نقل عنه تلفزيون “تي ار تي” الحكومي ان “الاشخاص والتنظيم الذين نفذوا (الاعتداءين) جرى تحديدهم. لقد تبين انهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري واجهزته الاستخبارية”، مضيفا “بحسب معلوماتنا فان المرتكبين اتوا من الداخل”.
وبحسب آخر حصيلة رسمية موقتة اعلنها وزير الداخلية فقد اسفر الاعتداء المزدوج عن مقتل 43 شخصاً على الاقل واصابة حوالى 100 بجروح، بينهم نحو 30 حالهم حرجة.
وكان نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينج قال رداً على اسئلة الصحافيين حول احتمال وجود علاقة بين هذه الاعتداءات والنزاع السوري، ان “نظام الرئيس السوري بشار الاسد بين المشتبه بهم”.
وصرح ارينج لتلفزيون “ان تي في” التركي ان النظام السوري “باجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتاكيد احد المشتبه بهم المعتادين على التحريض على مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذها”، مشيراً الى ان “التحقيق لا يزال في بدايته”.
واندلعت احتجاجات في بلدة ريحانلي (الريحانية) التركية القريبة من الحدود السورية، بعد ساعات من انفجار سيارتين ملغومتين، بينما يلقي بعض سكان القرية باللائمة على سوريين مقيمين في جلب العنف عبر الحدود، فيما يشكو آخرون من السياسة الخارجية التركية.
وأرسلت الشرطة تعزيزات إلى البلدة بعد انفجار السيارتين في وقت مبكر بعد ظهر اليوم في شارعين مزدحمين، وأسفرا عن تناثر سيارات وكتل خرسانية. وتأوي البلدة الواقعة في إقليم هاتاي في جنوب تركيا آلاف السوريين الذين فروا من الحرب في سورية.
وأظهرت لقطات فيديو وضعت على مواقع إخبارية تركية مجموعة تضم حوالي 100 تركي في مسيرة في وسط ريحانلي، تطالب رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان بالاستقالة، ملقين باللائمة في الهجوم الذي تعرضت له البلدة على سياسة حكومته تجاه سورية.
وعرضت لقطات فيديو أخرى مشاهد لسكان يحطمون زجاج السيارات التي تحمل لوحات معدنية سورية.
وتستضيف تركيا أكثر من 300 ألف لاجئ فارين من الحرب في سورية، أغلبهم في المنطقة الحدودية وهو تدفق ضغط على الموارد المحلية وكان سببا أحيانا في توترات مع السكان.
وقال مسؤول في الحكومة التركية، طلب ألا ينشر اسمه لـ”رويترز” إنه صدرت تعليمات للشرطة ورجال الدرك بالعمل على الحيلولة دون وقوع أي حوادث مماثلة.
وأضاف “سمعنا أن هناك بعض ردود الفعل من السكان الأتراك ضد السيارات السورية والسوريين. تم إرسال تعزيزات الشرطة لمنع هذا النوع من الحوادث”.
وقال شاهد من “رويترز” إن “هناك وجودا أمنيا كثيفا في وسط ريحانلي بالقرب من موقع الانفجارين وإن قوات الأمن أقامت أيضا نقاط تفتيش للتحكم في الدخول إلى البلدة والخروج منها”.
ونظم حوالي 60 شخصاً مسيرة في العاصمة التركية أنقرة رددوا خلالها شعارات ضد وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لكنهم تفرقوا في وقت لاحق.
وكان انفجار ثالث هز في البلدة، وذكرت القناة ان “الانفجار الثالث وقع في حي سكني يبعد مئات الامتار من وسط البلدة”، لافتة الى ان “فرق الاطفاء وسيارات الاسعاف وقوات الامن تتوجه الى المكان”.
وفي اول رد فعل دولي على التفجيرات، نددت الولايات المتحدة بشدة بالتفجير المزدوج، وتعهدت بالتضامن مع تركيا في تحديد الجناة.
وقال السفير الأميركي لدى تركيا فرانسيس ريتشاردوني “الولايات المتحدة تستهجن بشدة الهجوم الوحشي الذي وقع اليوم وتقف الى جانب شعب وحكومة تركيا لتحديد الجناة وتقديمهم للعدالة”.
فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في وقت سابق أن “هجمات السيارات الملغومة التي أسفرت عن مقتل 20 شخصاً في بلدة حدودية جنوب تركيا اليوم السبت قد تكون ذات صلة بالصراع الدائر في سورية، أو بعملية السلام بين أنقرة والمتمردين الأكراد”.
وأوضح اردوغان في تصريحات بثها التلفزيون التركي “إننا نمر بأوقات حساسة حيث بدأنا عهداً جديداً (يشهد) عملية حل القضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد. يمكن أن يقدموا على مثل هذه الأفعال”.
وأضاف “هناك قضية حساسة أخرى وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقعت فيه الانفجارات) يقع على الحدود مع سورية وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات.
وزير الاعلام السوري: حكومة اردوغان هي المسؤولة عن تفجيري الريحانية
سورية – يو بي أي
الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣
حمل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الحكومة التركية مسؤولية التفجيرين، اللذين وقعا أمس في بلدة الريحانية التركية المحاذية للحدود السورية ،واتهمها بتحويل مناطق الحدود إلى “مراكز للإرهاب الدولي”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن الزعبي قوله ان “كل ما حدث في سورية تتحمل مسؤوليته الحكومة التركية وآخرون وما حدث في تركيا أمس تتحمل أيضا مسؤوليته الحكومة التركية وعلى (رئيس الوزراء التركي) رجب طيب أردوغان أن يتنحى وليس من حقه أن يبني أمجاده على دماء الأتراك والسوريين”.
وقال الزعبي في تصريح له إن “الحكومة التركية حولت مناطق الحدود إلى مراكز للإرهاب الدولي وهي التي سهلت وما زالت وصول السلاح والمتفجرات والعبوات الناسفة والسيارات والأموال والقتلة إلى سورية لذلك فإن الحكومة التركية ورئيسها يتحملون مسؤولية مباشرة سياسياً وأخلاقياً تجاه الشعب التركي والشعب السوري وشعوب المنطقة”.
وقدّم تعازيه لذوي الضحايا وكل الشعب التركي وقال إنه “ليس من حق أحد أن يطلق الاتهامات جزافاً”، وأضاف أن “على حكومة العدالة والتنمية (التركية) أن تجيب عن أسئلة كبرى هل يشكل الحزب الجناح السياسي للقاعدة، من يسهّل دخول المقاتلين على سورية؟”.
واعتبر الوزير السوري أنه يجب على تركيا أن تدافع عن نفسها ضد الإرهاب وأن تتحمل المسؤولية عما حدث
كيري يكرّر أن الحكومة الانتقالية السورية لن تشمل الأسد
وموسكو تستبعد انعقاد المؤتمر الدولي هذا الشهر
واشنطن – هشام ملحم
العواصم – الوكالات:
كرر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الحكومة الانتقالية السورية التي يفترض ان تنبثق من المؤتمر الدولي الذي تسعى واشنطن وموسكو الى عقده “لن تشمل الرئيس ( السوري بشار) الاسد لان بنود مؤتمر جنيف الاول تنص على اختيار هذه الحكومة بموافقة الطرفين”، معتبرا انه “من الطبيعي ان المعارضة لن تقبل ابداً بالأسد”.
وقال في مقابلة مع شبكة “أن بي سي” الاميركية للتلفزيون ان نجاح المؤتمر يتطلب وجود ارادة سياسية واستعداد للوصول الى تسوية معقولة لدى عدد من الاطراف. واضاف : “اذا قرروا ان يفعلوا ذلك أم لا، هذه مسألة بالغة الصعوبة، ولا استطيع ان اقول ذلك. ما استطيع قوله هو اننا مدينون للعالم لان نبذل اكبر الجهود من اجل ان نحقق ذلك وان ننهي العنف وسفك الدماء وتفادي انهيار كامل”. واشار الى انه اذا انعقد المؤتمر في جنيف فان العالم سيكتشف من هو الطرف المستعد لان يكون عقلانيا ومن هو الطرف الذي يرفض ذلك. وذكّر بأن “الصراع هو حول الخيارات الرهيبة التي فرضها نظام الاسد الذي قتل ما بين 70 و100 ألف سوري، واستخدم الغاز، ونحن نعتقد بوجود ادلة قوية على انه استخدمه، وذبح شعبه بصواريخ سكود وبالمدفعية، وفي الوقت عينه يدعي ان ما يحدث هو مسألة مفروضة من الخارج، بينما الحقيقة هي ان الشعب السوري يناضل من اجل مستقبل مختلف”.
ورأى كيري انه “اذا ذهب الاطراف المعنيون الى جنيف بروح التسوية واختاروا الافراد الذين سيديرون الحكومة الانتقالية وفعلوا ذلك بحسن نية، عندها يمكنهم ان يطرحوا للشعب السوري خياراً نزيهاً حول هوية القائد، عندها اعتقد انه يمكننا تفادي الحرب وتحقيق التسوية. ولكن ذلك ليس طريقا سهلا”.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعربت عن قلقها العميق من التقارير التي تحدثت “عن القاء نظام الاسد مناشير فوق القصير تطلب من المدنيين الرحيل والا سيتم التعامل معهم وكأنهم محاربون”. وجاء في بيان لها: “نحن ندين بقوة أي قصف للمدنيين الابرياء او أي تهديد من هذا النوع. ان اصدار الاوامر لازاحة السكان المدنيين في ظل هذه الظروف هو آخر تعبير عن ان وحشية النظام مستمرة”.
واضاف البيان: “ان استمرار النظام بقصفه الجوي العشوائي للمناطق المدنية، بما فيها الافران وصفوف المواطنين الذين يريدون شراء الخبز او دخول المستشفيات، يشكل انتهاكا للقانون الانساني… ومع استمرار التقارير التي تتحدث عن ارتكاب النظام للمجازر واعمال القتل، فان نظام الاسد وجميع انصاره الذين يمارسون الاجرام ضد الشعب السوري يجب ان يدركوا ان العالم يراقبهم وانه ستتم معرفتهم ومحاسبتهم”. وكرر ان الولايات المتحدة تعمل مع السوريين والمجتمع الدولي لتوثيق هذه الانتهاكات.
مستبعد في ايار
وفي موسكو، صرح مصدر ديبلوماسي روسي رفيع المستوى بأنه من المستبعد عقد مؤتمر سلام عن سوريا هذا الشهر كما كان مقترحاً بسبب خلافات حول الاطراف الذين سيشاركون فيه.
وقال المصدر الذي شارك في محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة: “من المستبعد ان يتم ذلك قبل نهاية ايار”. ورأى “انها مسألة معقدة جدا. من غير الواقعي وضع جدول زمني محدد”. واشار الى ان بوتين وكاميرون بحثا في “خطوات تحضيرية عدة للتوصل الى برنامج ما”. واعتبر انه “من المبكر القول ما اذا كان سيعقد مؤتمر او شيء آخر”. واكد ان “هناك خلافات عدة منها من يمكنه المشاركة في هذا البرنامج من الاطراف المشروعة ومن الاطراف غير المشروعة”. وشدد على انه “من الواضح ان ذلك لن يتم في غياب ممثلين عن المعارضة، لكن السؤال هو اية معارضة”، مشيرا الى ان المعارضة في سوريا ليست موحدة وتاليا لا تتكلم بصوت واحد.
الوضع الامني
في غضون ذلك، خاضت القوات النظامية السورية اشتباكات مع مقاتلين معارضين في محاولة منها لاعادة فتح طريق امداد استراتيجية بين محافظتي حماه وحلب، بعدما اعاد المقاتلون قطعها ليل اول من امس.
40 قتيلاً و100 جريح في تفجيرات ببلدة تركية حدودية
أنقرة: نظام الأسد “مشتبه فيه طبيعي” وسنتولى المحاسبة
(أ ب، و ص ف، رويترز)
أسفر انفجار سيارتين مفخختين في بلدة ريحانلي التركية القريبة من الحدود مع سوريا عن مقتل أكثر من 40 شخصا وجرح أكثر من مئة آخرين في هجوم يعد الاعنف بين سلسلة هجمات دموية شهدتها المنطقة الحدودية أخيرا. واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء بولنت ارينج ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد “مشتبه فيه طبيعي” في الهجوم، مضيفا ان السلطات لن تستبق التحقيقات.
وتأتي هذه الهجمات على البلدة التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن المعبر الحدودي الرئيسي مع سوريا، وسط تزايد الانتقادات الحادة التي توجهها انقرة الى النظام السوري.
وأكد وزير الداخلية التركي معمر غولر ان حصيلة التفجيرين مرشحة للارتفاع لان 29 مصابا اصيبوا بجروح بالغة، متحدثا عن “استفزاز” يهدف الى تقويض عملية السلام التي بدأتها انقرة قبل اشهر مع زعيم “حزب العمال الكردستاني” السجين عبدالله أوج الان. وفي اطارها، اعلن الحزب في 25 نيسان الماضي ان قواته المقاتلة ستنسحب من تركيا اعتبارا من 8 أيار.
واوضح غولر ان التفجيرات سببها سيارتان مفخختان انفجرتا قرب مبنى البلدية ومكتب البريد في البلدة حيث هرع عدد من سيارات الاسعاف الى مكان الانفجار. ولاحقا، وقع انفجار ثالث في البلدة أكد غولر “انه نتج من انفجار خزان وقود في سيارة، ولا صلة له بالاحداث”.
وسئل ارينج عن صلة محتملة بين التفجيرين والنزاع في سوريا، فأجاب ان النظام السوري والرئيس بشار الاسد هما بين المشتبه فيهم. وقال: “مع اجهزة استخباراتهما ومجموعاتهما المسلحة، فان (النظام السوري والاسد) هما بالتأكيد بين المشتبه فيهم التقليديين في تنفيذ مشروع شيطاني مماثل بل والتخطيط له”. لكنه استدرك ان التحقيق لا يزال في بدايته.
وذكّر بان السلطات التركية سبق لها ان حمّلت الاستخبارات السورية مسؤولية تفجير بواسطة سيارة مفخخة اسفر عن 17 قتيلا و30 جريحا في 11 شباط عند معبر حدودي قريب من ريحانلي. وأكد ايضا انه “مهما يكن المخطط او المنفذ، مهما كانت القوة التي يتمتع بها، سنتولى المحاسبة”.
وفي برلين، لفت وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى “تزامن” الهجومين مع “تسريع” وتيرة الجهود لحل الازمة السورية، وخصوصا مع زيارة مقررة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لواشنطن في 16 ايار.
وقال: “ليست مصادفة ان يحصل هذا في مرحلة تتسارع فيها الجهود في العالم اجمع لحل النزاع” في سوريا. وأضاف محذرا: ” لن نسمح باستفزازات مماثلة في بلادنا … لقد اتخذت قواتنا الامنية تدابير”.
ومن جهته، شدد اردوغان على ان “كل وحدات الاستخبارات” مستنفرة لتحديد المسؤولين عن الهجومين. وقال ان “بعض ممن لا ينظرون بايجابية الى رياح الحرية التي تهب على بلادنا يمكن ان يكونوا ضالعين في هذه الاعمال”، في اشارة الى عملية السلام مع الاكراد.
وندد “الائتلاف الوطني السوري” بـ “الهجمات الإرهابية”، مؤكدا ” وقوفه وأبناء سوريا جميعاً الى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق”. واضاف ان الهجمات “تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واستقباله للاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم، ويعتبرها محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين”.
وفي باريس، استنكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “بشدة” التفجير، مبديا “التضامن مع السلطات والشعب التركيين”.
أكثر من 40 قتيلا و100 جريح في تفجيرين انتحاريين بتركياوتحذيرات من «الحساسيات الإثنية والطائفية»
وقعا في بلدة الريحانية.. وسوريا «مشتبه به طبيعي»
بيروت: ثائر عباس أنقرة: «الشرق الأوسط»
شهدت تركيا أمس «أسوأ كوابيسها» مع استهداف إحدى بلداتها الحدودية بتفجيرين كبيرين، أوقعا أكثر من 40 قتيلا و100 جريح، بينهم 29 في حالة خطر شديد، مما قد يرفع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة.
وعلى الرغم من امتناع المسؤولين الأتراك عن الإشارة إلى النظام السوري بشكل مباشر «بانتظار التحقيقات»، بعث توقيت ومكان التفجير أكثر من رسالة إلى الداخل التركي، أهمها اللعب على «الحساسيات الطائفية»، لأن التفجير وقع في بلدة سكانها عرب سنة من المؤيدين للمعارضة السورية في إقليم تتعدد فيه الانتماءات الطائفية التي تتطابق مع الانتماءات الطائفية السورية، المكونة بشكل أساسي من سنة وعلويين ومسيحيين.
وكشف كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات نقلتها السلطات في «ولاية هاتاي» التي وقع فيها الانفجار عن احتمال كون التفجيرين انتحاريين.
وقال هورموزلو إن المعلومات تحدثت عن اكتشاف جثة مواطن سوري الجنسية في إحدى السيارتين كان صاحبها مربوطا بحزام الأمان، مما يرجح فرضية التفجير الانتحاري. ورفض هورموزلو توجيه الاتهام إلى النظام السوري أو غيره، بانتظار انتهاء التحقيقات، لكنه قال إن تركيا «دولة قوية قادرة على حماية مواطنيها، وهي سوف تلاحق الجناة أينما كانوا، وسينالون عقابهم العادل»، مشددا على أن بلاده «لن تهتز إرادتها بسبب حوادث مفتعلة، هدفها إشاعة الرعب وإثارة الحساسيات الإثنية والحساسيات بين الأطياف (الطوائف) المختلفة في هذه المنطقة».
وتحدث المسؤول التركي عن «خيوط معينة»، تكونت لدى أجهزة الأمن والاستخبارات التركية، موضحا أن هذه الخيوط «تؤشر في اتجاه معين»، رافضا الكشف عن ماهيته. لكنه أكد في المقابل أن مثل هذه الحوادث «لن تخيف تركيا ولن تجعلها تتوانى في التعبير الصريح والواضح عن موقفها من الأحداث (السورية) ولن تتوقف عن دعم ما تراه عادلا من القضايا».
وعلى الرغم من أن الناطق بلسان الخارجية التركي ليفنت جمركجي رفض في اتصال مع «الشرق الأوسط» الحديث عن «مسؤوليات» في موضوع التفجير، لكنه أكد أن بلاده سوف تقوم برد قاسٍ على أي طرف أو دولة تظهر التحقيقات تورطها في الجريمة. وأفادت قناة «سكاي نيوز» بأن تركيا هددت «برد قاسٍ»، إذا ثبت تورط الحكومة السورية في تفجيرات الريحانية بهتاي، بينما قال نائب رئيس الوزراء التركي إن الحكومة السورية مشتبه به طبيعي في هذه التفجيرات. وصرح نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينج لتلفزيون «إن تي في» أن النظام السوري «بأجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتأكيد أحد المشتبه بهم المعتادين على التحريض على مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذها».
وبدوره، تحدث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن هذه «الحساسيات». وقال إن هجمات السيارات الملغومة قد تكون ذات صلة بالصراع الدائر في سوريا أو بعملية السلام بين أنقرة والمتمردين الأكراد. وقال في تصريحات بثها التلفزيون التركي: «إننا نمر بأوقات حساسة، حيث بدأنا عهدا جديدا يشهد عملية حل القضية الكردية. وهؤلاء الذين لا يستطيعون استيعاب هذا العهد الجديد.. يمكن أن يقدموا على مثل هذه الأفعال». وأضاف: «هناك قضية حساسة أخرى، وهي أن إقليم هاتاي (الذي وقعت فيه الانفجارات) يقع على الحدود مع سوريا، وهذه الأفعال ربما نفذت لإثارة تلك الحساسيات».
وكانت سيارتان مفخختان انفجرتا، بعد ظهر أمس، في قلب بلدة «الريحانية» أو ريحانلي، وفقا لاسمها التركي، وهي بلدة حدودية يقع عند طرفها الشرقي معبر يؤدي إلى سوريا، حصل عنده تفجير مشابه في شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث انفجرت سيارة مفخخة عند المعبر نفسه، وألقت تركيا بمسؤولية الهجوم الذي أسفر عن مقتل 17 شخصا، وإصابة 30 آخرين على السلطات السورية.
وأكد وزير الداخلية التركي معمر غولر أن حصيلة التفجيرين مرشحة للارتفاع، لأن 29 مصابا أصيبوا بجروح بالغة، متحدثا عن «استفزاز» يهدف إلى تقويض عملية السلام التي بدأتها أنقرة قبل أشهر عدة مع المتمردين الأكراد.
وقد انفجرت السيارتان أمام مبنى البلدية ومكتب البريد في البلدة، مما أدى إلى وقوع دمار كبير في المنطقتين. وأرسلت السلطات التركية العشرات من سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف إلى المكان لإجلاء المصابين، كما عملت المروحيات على نقل الحالات الصعبة إلى مستشفيات أكثر تجهيزا في داخل تركيا.
وقد أدى الانفجار إلى تضرر مبنى البلدية، بينما أفاد شهود عيان بانهيار مبنى خشبي قديم قريب من البلدية، بينما انقطع التيار الكهربائي بالكامل عن المنطقة المتضررة. وبدأ عدد من أهلي البلدة بمغادرتها خوفا من تفجيرات أخرى. وأفادت وسائل إعلام تركية عن شجارات بين سكان محليين ومواطنين سوريين، متحدثة عن ارتفاع في التوتر بين الجانبين.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن المسؤولية عن الهجوم، لكن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو حذر من «اختبار قدرة تركيا»، وقال إنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال داود أوغلو للصحافيين خلال زيارته لبرلين: «يجب أن لا يحاول أحد اختبار قدرة تركيا. وستتخذ قواتنا الأمنية جميع الإجراءات الضرورية».
وأدان الائتلاف الوطني السوري «الهجمات الإرهابية التي وقعت في مدينة الريحانية جنوب تركيا»، مؤكدا «وقوفه وأبناء سوريا جميعا إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي الصديق».
ورأى الائتلاف أن «هذه الجريمة الإرهابية النكراء تهدف إلى الانتقام من الشعب التركي، ومعاقبته على مواقفه المشرفة في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، واستقباله للاجئين السوريين الذين فروا من جرائم النظام في قراهم ومدنهم»، معتبرا أنها «محاولة يائسة وفاشلة لإيقاع الشقاق بين الشعبين».
وتأتي تفجيرات السبت بعد يومين من تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال فيها إنه يعتقد أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية وتجاوز «الخط الأحمر»، الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعشية زيارة سيقوم بها أردوغان إلى واشنطن، حيث سيكون الملف السوري بندا أول على جدول أعمالها.
ونددت الولايات المتحدة بشدة بالتفجير المزدوج الذي تم بسيارتين ملغومتين وأسفر عن مقتل نحو 40 شخصا في بلدة ريحانلي التركية قرب الحدود مع سوريا، أمس، وتعهدت بالتضامن مع تركيا في تحديد الجناة.
* الريحانية بلدة سنية في محيط علوي
* الريحانية هي إحدى مدن محافظة هاتاي المعروف سابقا باسم لواء إسكندرون الذي فصل عن سوريا في عام 1937 بقرار من عصبة الأمم وضم إلى تركيا في عام 1939، بناء على استفتاء أجري بإشراف سلطات الانتداب الفرنسي. وتقع البلدة في سهل العمق على الطريق الواصلة من حلب إلى أنطاكية، وتبعد 5 كيلومترات عن الحدود بين سوريا وتركيا عند معبر باب الهوى في محافظة إدلب.
تقابلها من الجانب السوري للحدود الحالية مدينتا حارم وكفر تخاريم في محافظة إدلب. غالبية سكان المدينة من العرب السنة، في حين أن معظم مناطق اللواء الأخرى ذات غالبية علوية. وتشتهر منطقة الريحانية بزراعة القطن والحبوب.
نتنياهو إلى روسيا لإفشال صفقة تزويد سوريا بـ«إس 300»
فتح باب التطوع لـ«تحرير الجولان»
رام الله: كفاح زبون موسكو: سامي عمارة بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
في وقت أعلنت فيه عدة جهات في دمشق أنها ستشكل وحدات قتالية لاستعادة القسم المحتل من الجولان، أعلن الكرملين أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيقوم قريبا بزيارة إلى روسيا للقاء رئيسها فلاديمير بوتين، وذلك في أوج الجدل الذي تثيره صفقة تسليم صواريخ روسية مرتقبة لسوريا.
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق أمس أن نتنياهو سيزور موسكو قبل نهاية مايو (أيار) الحالي لبحث مسألة تسليم موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد صواريخ من منظومة «إس 300» الدفاعية. وترى الصحيفة أن نتنياهو «نجح في وقت سابق في إقناع الروس بعدم بيع صواريخ هذه المنظومة لإيران، والآن يريد ضمان عدم تزويد سوريا بها».
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أكد، أول من أمس، من العاصمة البولندية وارسو، أن بلاده لا تنوي بيع سوريا منظومات دفاعية متطورة غير تلك التي تم التوقيع على اتفاق بشأنها. وقال لافروف إن «روسيا لا تخطط لبيع أسلحة جديدة، فقد سبق أن وقعت على صفقات، وأعطت سوريا أسلحة، وهي تستكمل الآن إرسال عتاد ضد الصواريخ»، مضيفا أن «روسيا ستلتزم بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، والتي تتضمن منظومات دفاعية جوية».
وكشفت الغارات الإسرائيلية المتكررة على العمق السوري ضعف الدفاعات الجوية السورية، وعدم قدرتها على مواكبة التطور العسكري الإسرائيلي، فقد أغار الطيران الإسرائيلي في 3 مايو الحالي على مخازن أسلحة في ريف دمشق الشمالي، ثم أغار بعد يومين فقط على مركز البحوث والدراسات العلمية في جمرايا بريف دمشق ومستودعات أسلحة تابعة للفرقة الرابعة واللواءين 104 و105، في أعنف هجوم تشنه إسرائيل على سوريا منذ توقف القتال على جبهة الجولان في 31 مايو 1974.
إلى ذلك، أعلنت «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير»، أمس «اتخاذها قرارا بتشكيل (ألوية الجبهة الشعبية) من أجل العمل على تحرير كل الأراضي المغتصبة وفي مقدمتها الجولان السوري المحتل». وجاء في بيان نشرت وكالة الأنباء السورية «سانا» نسخة منه أن «رئاسة الجبهة الشعبية تفتح باب التطوع أمام كل المواطنين السوريين في تشكيلها المقاوم». وأشارت في بيانها إلى أن «رئاسة الجبهة شكلت القيادة العسكرية لتنفيذ هذه المهمة». وتضم الجبهة التي أعلن عن تأسيسها في شهر يوليو (تموز) 2011 أحزابا سياسية تشارك في الحكومة السورية الحالية، ومنها الحزب السوري القومي الاجتماعي (الانتفاضة) والذي يرأسه علي حيدر وزير المصالحة الوطنية، واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ويتولى رئاستها قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، إضافة إلى مجموعة من الشخصيات المستقلة.
في موازاة ذلك، قالت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» (القيادة العامة) إنها ستشكل وحدات قتالية لمحاولة استعادة أراض تحتلها إسرائيل خاصة مرتفعات الجولان. وتعتبر هذه الجبهة، وهي منظمة فلسطينية مقرها دمشق يرأسها أحمد جبريل، من أبرز حلفاء نظام الأسد، إذ يقاتل عناصرها إلى جانب القوات النظامية في مخيم اليرموك جنوب العاصمة.
وقالت الجبهة في بيان لها صدر أول من أمس إن قيادتها تعلن أنها ستشكل ألوية تعمل على تحرير كل الأراضي التي تحتلها إسرائيل خاصة مرتفعات الجولان. وأضافت أن «زعماءها فتحوا الباب أمام جميع المواطنين السوريين للتطوع في تشكيلات المقاومة».
ويطرح إعلان جهتين حليفتين للنظام السوري تشكيل ألوية تحارب لتحرير الجولان أسئلة حول جدية هذه الخطوة وتأثيرها على الصراع الدائر في البلاد. وفي هذا الصدد، يؤكد الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور سمير التقي أن «هذه التصرفات تندرج في سياق اللعب الإعلامي لتنفيس الضغوط التي نجمت عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق منذ فترة قصيرة»، مشيرا في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه إلى «وجود عبثية في تفكير الرئيس بشار الأسد لأن اللعب في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي من دون مسؤولية قد تكون له تداعيات خطيرة لا تقدر القيادة السورية خطورتها، فحرب 67 اندلعت بعد ضرب أنبوب ماء في إحدى المستوطنات الإسرائيلية». ويوضح التقي أن «إعلان منظمات ليست دولاتية حرب تحرير شعبية، فذلك إقرار من قبل النظام بأنه غير قادر على أن يؤدي دورا وطنيا في تحرير الجولان».
وعن كيفية تعامل إسرائيل مع خطوة تشكيل ألوية لمقاومتها في الجولان أشار التقي إلى أنها «ستقابله بسخرية ومن دون اهتمام». وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد أشارت في أحد تقاريرها العسكرية إلى أن «الأسد حين يقول إنه يريد تحرير الجولان فإنه على المسؤولين الإسرائيليين أن يستقبلوا ذلك بالسخرية».
وتشهد الدوائر السياسية والعسكرية الإسرائيلية انقساما حادا حيال الموقف تجاه ما يجري في سوريا؛ فهناك من يتمسك بالأسد باعتبار أن البديل الذي سيخلفه سيكون الأسوأ، وهناك من يرى ضرورة التخلص منه باعتباره جزءا من محور الشر. أما بالنسبة للتدخل الغربي في سوريا فيدافع بعض الإسرائيليين عن هذا الخيار «لإعادة الاستقرار لسوريا»، بينما يرى الطرف الآخر أن التدخل سيغطي على موضوع التسلح النووي الإيراني. أما النقطة الثالثة التي ينقسم حيالها الإسرائيليون فهي التدخل الإسرائيلي في سوريا، فبينما ترى الأغلبية أنه على تل أبيب أن تقف على الحياد التام، يرى البعض ضرورة ضرب بعض الأهداف، وذلك حفاظا على التوازن القائم حاليا في الشرق الأوسط.
«الحر» يتقدم في مطاري منغ ودمشق الدولي ويفقد السيطرة على ريف القصير
مقاتلون: كثافة القصف على داريا وجوبر اضطرنا للانسحاب حفاظا على المدنيين
بيروت: نذير رضا
تتفاوت التقديرات بشأن تقدم الجيش السوري الحر في معارك تلف أنحاء سوريا منذ 27 شهرا؛ إذ مقابل إعلان نظام الرئيس بشار الأسد استعادة سيطرته على مواقع خسرتها في وقت سابق في محافظات حلب وحماه وحمص وريف دمشق، تؤكد المعارضة أن قواتها تحقق مزيدا من التقدم، خصوصا في جبهات دمشق ودرعا، وأن ما يثبط تقدمها في بقية المناطق هو «قلة السلاح ومواقع المعارك المكتظة بالسكان».
وتشير خارطة التطورات في سوريا إلى تقدم محدود للجيش السوري الحر في دمشق وحلب ودرعا، بعد أن تحقق التطور الأكبر خلال الشهرين الماضيين على جبهتي دير الزور والرقة. وفي المقابل، برز تطور لافت لتقدم الجيش النظامي في ريف القصير، بعد دخول المعركة، التي يشارك فيها حزب الله إلى جانب القوات النظامية شهرها الثاني. وعدا ذلك، تقول المعارضة إن استعادة سيطرة القوات الحكومية على بساتين كفرسوسة وتخوم داريا والمعضمية، وأحياء حلب المتاخمة لمطار النيرب «بسبب انسحاب مقاتلي الحر حفاظا على أرواح المدنيين».
وعلى جبهة حلب، سجل للجيش الحر تقدم ملموس في مطار منغ العسكري، إذ سيطرت قوات المعارضة على المدرج ونقاط الحراسة ومواقع حمايته. ويؤكد عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب ياسر نجار لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات النظامية لم تعد تسيطر في المطار إلا على 3 أبنية متلاصقة؛ هي مبنى الإدارة، ومبنى الحركة، ومضافة الطيارين». ويشير النجار إلى أن «برج المراقبة متوقف عن الحركة، وبات المطار بأكمله معطلا، بعدما ضرب الطيران الحربي النظامي كامل مدرجات المطار، غير آبه لجنوده المحاصرين فيه». وفي الجبهة الشرقية لحلب، التي تدخل منطقة الديرية من ضمنها، إلى جانب مشفى الأمراض العقلية، يقول النجار إن الجيش الحر «نفذ عمليات نوعية». أما الجبهة الشمالية، فشهدت «محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على اللواء الـ80 التي فقدت السيطرة عليه قبل فترة، لكنها فشلت».
ويحصل التقدم الوحيد للقوات النظامية، بحسب النجار، «على الجبهة الجنوبية، إذ استعاد منطقة الشيخ سعيد والنيرب، كونه الممر الوحيد لمطار حلب الدولي في النيرب، وما لبث أن انسحب الجيش النظامي منها، لكن المنطقة لا تزال تحت سيطرته، كما سيطر على مبنى الإسكان في الشيخ سعيد، الذي يتعرض لقصف بقذائف الهاون من قبل الجيش الحر». وفي قلب المدينة، يبدو أن هناك هدنة غير معلنة بين الطرفين المتقاتلين، رغم أن الجيش الحر «يسيطر على نحو 70 في المائة من المدينة»، كما يقول النجار. ويشرح: «غداة كل تقدم للجيش الحر، يضطر للانسحاب بسبب مشكلة الذخيرة، حيث لا يستطيع تعويض ذخيرته التي يفقدها أثناء الهجوم، ما يضطره للانسحاب»، لافتا إلى أن ذلك «وقع فعلا على جبهتي مطار النيرب ومطار كويريس».
وفي دمشق، حققت قوات المعارضة تقدما ملموسا على جبهة المطار، بموازاة انسحابها من بعض المواقع في الغوطة الغربية. ويؤكد القيادي الميداني المعارض في الجبهة الجنوبية النقيب علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الحر «يسيطر على منطقة قصر المؤتمرات في المنطقة القريبة من النزهة، على خط مطار دمشق الدولي، كما أحرز تقدما في عدرا عبر سيطرته على بعض النقاط العسكرية». ويشير إلى تقدم للحر في مخيم اليرموك والمناطق المتاخمة له، من ضمنها السيطرة على شارع 30 بعد مواجهات أفضت لسيطرة المعارضة على المنطقة.
أما على جبهة داريا، فينفي الباشا أن يكون الجيش الحر فقد السيطرة على المنطقة، إذ يؤكد أن «انسحابنا من بساتين كفرسوسة والمعضمية وبساتين داريا، كان تكتيكيا، بعدما كثف الجيش النظامي القصف المدفعي ودفع بتعزيزات إلى المنطقة». وقال إن الانسحاب «كان بهدف الحفاظ على أرواح الثوار». ويشار إلى أن المنطقة «لا تزال تشهد اشتباكات ومعارك كر وفر، وهو ما يحدث على جبهة جوبر وسوق الهال، حيث جرى الانسحاب بهدف حماية أرواح المدنيين». وإلى الجنوب، سجلت سيطرة قوات المعارضة على مرصدين للجيش السوري في القنيطرة، من أصل 4 مراصد لمراقبة الجولان. وفي درعا، جنوب البلاد، أعلنت المعارضة تقدمها على جبهة خربة غزالة. ويقول الباشا إن الجيش الحر «يسيطر على كامل أحياء المدينة، كما يسيطر على الأوتوستراد القديم الذي يربط دمشق بالحدود مع الأردن». لكن المعارضة، وتحديدا مقاتلي لواء اليرموك، «اضطروا للانسحاب من معبري (ناصيف) و(جابر) الحدوديين مع الأردن بعد السيطرة عليها» كي لا تقع مشكلة دبلوماسية بين الأردن وسوريا. ويؤكد الباشا أن الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الأخيرة، تمثلت في تنفيذ عمليات اغتيال بحق ضباط كبار، بينهم «مدير سجن صيدنايا» وقائد لواء أبو العباس المعروف بـ«أبو عجيب».
ومقابل الإنجازات والإخفاقات، لا تزال جبهة إدلب على حالها، رغم الاشتباكات المتفرقة التي تحدث، والقصف الجوي لمواقع المعارضة. وتقول مصادر الجيش الحر في إدلب لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة «تحشد للسيطرة على المدينة». وتشير المصادر إلى أن مقاتلي المعارضة في إدلب وحماه «التحموا في معركة (الجسد الواحد)، ما اضطر الجيش النظامي لتوجيه ضربات عنيفة بالمدفعية وسلاح الجو، وخصوصا على منطقة حمشايا والمنطقة الشرقية في حماه التي أجبر القصف فيها المعارضة على الانكفاء بعد السيطرة عليها».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القوات النظامية سيطرت أمس على بلدات خطاب والقصابية وتل حسن وزور جديد وزور المسالق وزور الناصرية في ريف حماه. وفي حمص، أعلنت المعارضة سيطرتها على قرية ابل بريف حمص، وهي بوابة حمص الجنوبية، مقابل خسارتها مواقع كثيرة في ريف القصير، وسط تحذيرات من سقوط هذه المنطقة بأكملها، ما يسهل سيطرة النظام على حمص بأكملها.
وتواصلت الاشتباكات في القصير والقرى الواقعة شرق المدينة بين الجيشين الحر والنظامي، بعد سيطرة القوات النظامية على القرى الجنوبية المتاخمة للحدود اللبنانية، والغربية والشمالية المتاخمة لأوتوستراد طرطوس – دمشق. وإذ تؤكد مصادر معارضة من المدينة لـ«الشرق الأوسط» أن بعض أحياء القصير «تحولت إلى كتلة من الركام نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له»، تشير إلى وصول تعزيزات من الجيش الحر إلى محيط المدينة للقتال إلى جانب مقاتلي المدينة، لافتة إلى أن التعزيزات «أرسلها لواء الإسلام وكتائب معارضة أخرى».
وتؤكد المصادر أن المنطقة تشهد «معارك كر وفر بين الجيشين النظامي والحر»، مؤكدة أن المعارضة «تستشرس لعدم سيطرة القوات الحكومية على المنطقة وريفها الشرقي، لأنه ذلك من شأنه أن يسهل سقوط مدينة حمص بأيدي النظام»، علما أن ريف القصير يعتبر ممرا آمنا للمسلحين المعارضين الذين يقاتلون في حمص، كون المنطقة ريفية وغير مأهولة، وتتيح لهم الاستراحة وشن الهجمات على القوات النظامية.
الجامعة العربية تكثف جهودها لإنجاح «جنيف 2»
200 معارض يجتمعون في القاهرة لوضع آليات عمل «القطب الديمقراطي»
القاهرة: سوسن أبو حسين وأدهم سيف الدين
يلتقي، صباح اليوم، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، مع المساعد الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط ودول الخليج فيليب غوردون، لبحث أجندة المؤتمر الدولي المزمع عقده، لمحاولة إيجاد حل للأزمة السورية. في الوقت الذي يختتم فيه معارضون سوريون اجتماعهم في القاهرة لصياغة وإصدار وثيقتين تضمنان مستقبل سوريا قبل وبعد إسقاط النظام، ووضع آليات عمل لكيان القطب الديمقراطي.
ومن المنتظر أن يناقش العربي وغوردون توقيت انعقاد المؤتمر، الذي يفترض أن يعقد في أعقاب قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أواخر الشهر المقبل، بعد الاتفاق الأخير بين واشنطن وموسكو على ضرورة حل الأزمة السورية، وفق أجندة سياسية أطلق عليها اسم «جنيف 2». وعلمت «الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية والمبعوث الأممي العربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي يقومان بدورهما باتصالات مكثفة مع الدول الغربية، بشأن المؤتمر الدولي المزمع عقده حول سوريا.
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اتصالا هاتفيا، أمس، بالإبراهيمي، تم خلاله بحث مستجدات الأزمة السورية، وكيفية العمل على التوصل إلى حل لإنهاء الصراع الدموي الدائر على الأرض السورية، بما يضمن تحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة نحو الديمقراطية والحرية.
في غضون ذلك، عقد أعضاء «القطب الديمقراطي»، أمس، أولى جلساته التشاورية والتأسيسية في القاهرة، بحضور شخصيات وكتل وأحزاب سياسية وموفدين من أركان الجيش الحر ومعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لصياغة وإصدار وثيقتين تضمنان مستقبل سوريا قبل وبعد إسقاط النظام، ووضع آليات عمل للكيان الجديد الذي يعد أكبر كيان تعددي.
ويعد هذا اللقاء، الذي يستمر لليوم، بحضور نحو 200 شخصية معارضة سورية، أكبر تجمع سياسي منذ بداية الثورة. وقال المعارض السوري فايز سارة لـ«الشرق الأوسط» إن «احتشاد المعارضين جاء لعمل لجنة منظمة تقوم بتنظيم الأعمال، ووضع التصورات العامة، وتكليف المعارضين لبناء جسم معارض وتنسيق توجهاته السياسية، لتقديم خدمة للمصلحة الوطنية في مواجهة النظام».
وشهد المؤتمر حضورا كرديا موسعا بكل أحزابه وشخصياته الموجودة في داخل وخارج سوريا. وقال عبد الحميد درويش رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي إن «عمل (القطب الديمقراطي) ينصب في الاتجاه المناهض للأفكار المتطرفة، خاصة الدينية، التي تعترض طريق الثورة السورية. وإن أكراد سوريا هم جزء من هذا التوجه الذي يتماشى تماما مع الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية».
وهدف المؤتمر، في يومه الأول، إلى الخروج بتوصيات للقاءات الأولية، وعرضها على الحضور ولإقرارها، لتكون بمثابة ورق عمل لمتابعة تداعيات المجريات على الأرض، ولاستعادة الوحدة لوطنية لبناء قطب ديمقراطي.
وقال العقيد عبد الحميد زكريا، الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «العسكر عبر العصور هم أعداء للديمقراطية، لكن سوريا ستهزم هذا النظرية ليكون السياسيون والعسكر يدا واحدة، للمناداة بالديمقراطية واحترام حقوق الجميع والمحافظة على الحريات العامة، وليس قمعها».
وعن سبب مشاركة الأطراف العسكرية في الاجتماع، أشار العقيد زكريا إلى أن «(الجيش الحر) يقف على مسافة واحدة من جميع التشكيلات السياسية المعارضة للأسد، ونحن في الجيش الحر في خندق واحد مع السياسيين ونعمل على إنهاء مأساة السوريين».
بدأت معركة القصير والجميع خائف من مجازر تطهير جديدة
لوانا خوري
تتخوف جهات دولية من تكرار مجازر البيضة في مدينة القصير، التي بدأت معركتها اليوم، إثر حصار شديد قام به عناصر حزب الله، مدعومين من الجيش السوري النظامي.
بيروت: بدأت ظهر اليوم السبت معركة القصير الحاسمة، بعدما كانت المدينة محاصرة من عناصر حزب الله، قدر عددها بنحو أربعة آلاف، تساندها بعض المجموعات من الشبيحة التابعة للنظام السوري، وبعض عناصر الجيش النظامي الموجودة هناك.
لا بد أنها معركة حاسمة، خصوصًا أن القصير هي العقدة الحقيقية في منشار الدولة العلوية التي يعد بها بشار الأسد نفسه، إن لم تتمكن روسيا أو إيران من اجتراح أعجوبة إنقاذه، وإبقائه في السلطة.
وكان الجيش النظامي السوري ألقى أمس الجمعة منشورات تحذيرية للمقاتلين في القصير لإلقاء أسلحتهم، تضمنت تعريف الأهالي والمدنيين بالمسالك والمعابر التي يمكن من خلالها مغادرة المدينة، لأن ساعة الحسم في القصير اقتربت، كما ورد في المنشورات.
استمرار النزوح
وفي خلال الساعات الأولى لليوم السبت، ازدادت حركة نزوح الأهالي من القصير وريفها، وفاق عدد النازحين مئة ألف، توزعوا على مساجد منطقة وادي خالد اللبنانية، وعلى منازلها إذ استضافتهم عائلات هناك، أو استقروا في العراء طلبًا للأمان وهربًا مما قد يكون مجزرة جديدة، تسجل في سجل ممانعة دمشق وطهران.
وقد ناشدت فاعليات منطقة وادي خالد المؤسسات الرسمية والخاصة اللبنانية، والجمعيات المحلية والعربية والدولية، لتقديم ما في وسعها من أجل إيواء النازحين، خصوصًا أن النزوح مستمر بلا توقف.
وحذرت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من مجزرة وشيكة قد تشهدها القصير، بعد التقارير التي تحدثت عن حشود عسكرية كبرى حول البلدة، ما ينذر بارتكاب القوات الحكومية السورية والميليشيات التابعة لها وميليشيات حزب الله لفظائع جديدة. كما أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها البالغ إزاء إلقاء القوات النظامية السورية منشورات تحذيرية تطالب سكان القصير بمغادرتها، في إطار استعدادها لاقتحام البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
خوف المجازر
وخوف بيلاي وأبناء القصير من وقوع مجازر في المدينة مبررٌ. فهذه المدينة والبلدات الملحقة بها هي حلقة الوصل بين الساحل السوري والعاصمة دمشق، وهي أيضًا المنطقة السنية الوحيدة الفاصلة بين الجيب العلوي الساحلي ومناطق الشيعة في بعلبك والهرمل بلبنان، حيث يتمركز حزب الله. وهذا ما يرفع أسهم مجازر التطهير الطائفي، تماما كما حصل في البيضة ببانياس.
ومن هنا تأتي أهمية القصير كمنطقة استراتيجية بالنسبة إلى نظام الأسد، وإلى حزب الله، لذلك وضع الجانبان كل إمكانياتهما العسكرية الميدانية لتحقيق إنتصار في هذه المنطقة، يرد الروح إلى النظام المهزوم في كل أرجاء سوريا، ويعطي الأسد ورقة تفاوض مستندة إلى خيار أخير هو الدويلة العلوية إن لم يحصل مجددًا على الدولة السورية.
في هذه المناطق، تنتشر عناصر جبهة النصرة السورية، التي بايعت أخيرًا أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة. وهذه العناصر ترفض الخروج من القصير، وتسليم المنطقة، عساها تحقق نجاحًا ولو محدودًا على هذه الجبهة، يتمثل في إلحاق الأضرار البشرية الفادحة بحزب الله، وهو ما كان يتم خلال الشهرين الماضيين، إذ تفيد التقارير تكبد حزب الله هناك نحو 138 قتيلًا، جرى تشييعهم في بلدات بقاعية وجنوبية لبنانية.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/811276.html
اشتباكات بريف دمشق وتقدم للحر بحلب
قالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت مدينة معضمية الشام بريف دمشق براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة في محيط المدينة، وأضافت أن مواجهات اندلعت في محيط فرع المخابرات الجوية في بلدة السبينة بريف دمشق وقرب منطقة المطاحن.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول سوري -رفض ذكر اسمه- أن ست قذائف مورتر سقطت على حي في العاصمة دمشق تسببت في أضرار وخسائر كبيرة، دون مزيد من التفاصيل.
وفي حلب، تحكم قوات المعارضة السورية المسلحة حصارها على جميع مطارات مدينة حلب الأربعة، بالإضافة إلى حصار السجن المركزي ومستشفى الكندي العسكري.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مسلحي المعارضة يتقدمون في محيط مطار كويرس العسكري، في وقت قصفت فيه قوات النظام بالطيران محيط المطار خلال الليل، كما شب حريق في القطاع الجنوبي للمطار بعد إسقاط برميل متفجر عليه ليلا.
وتحدث ناشطون عن استهداف الجيش السوري الحر لقوات النظام في حي الشيخ مقصود وجمعية الزهراء في حلب، بالتزامن مع قصف بالهاون والدبابات على المنطقة، كما قصفت بلدتا السفيرة وعنجارة في ريف حلب بالمدفعية الثقيلة.
وقال المركز الإعلامي السوري إن جيش النظام اضطر أمس السبت للانسحاب من قريتي أم عمود والقبتين في حلب تاركا وراءه الكثير من الأسلحة والذخائر، وأضاف أن كتائب لواء التوحيد كبدته خسائر فادحة خلال الاشتباكات بالمنطقة.
معركة مفتوحة
وفي ريف حمص، باتت قرية “الدار الكبيرة” ساحة معركة مفتوحة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، بحكم قربها الجغرافي من مدينة حمص. وعلى الرغم من استخدام النظام الأسلحة الثقيلة في قصف القرية، فإن الجيش الحر لا يزال يحافظ على مواقع تمركزه على الجبهات.
وقال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على قرية آبل في القصير بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الأمن والشبيحة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 عنصرا من هذه القوات وجرح 60 آخرين.
وتحاول قوات النظام استعادة آبل عبر شن غارات جوية على البلدة بعدما انسحبت منها وتركت فيها الكثير من الأسلحة والآليات، كما واصلت قصف مدينتي القصر والبويضة وعدة أحياء في حمص. لكن مقاتلي المعارضة ما زالوا يسيطرون على قرية آبل بعد نجاحهم في صد محاولة تسلل لعناصر حزب الله اللبناني نحو بساتين المنطقة.
من ناحية أخرى، قال الناطق باسم لواء شهداء اليرموك التابع للجيش الحر إنه سلّم اليوم عناصر الأمم المتحدة الأربعة العاملين في إطار قوات خط الاشتباك في هضبة الجولان إلى الأمم المتحدة. وأضاف أن التسليم جرى عبر النقطة 86 في الجانب الذي تحتله إسرائيل من الهضبة.
وقالت مصادر إن الأربعة كانوا قد خُطفوا من على خط وقف إطلاق النار بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة الأسبوع الماضي، ونقلوا إلى إسرائيل.
الجيش الحر يسلم العناصر الأممية المحتجزة
قال الناطق باسم لواء شهداء اليرموك بسوريا (التابع للجيش الحر) ليث حوران للجزيرة إن اللواء سلم اليوم الأحد عناصر الأمم المتحدة الأربعة العاملين ضمن قوات خط الاشتباك في مرتفعات الجولان المحتلة، الذين كان يحتجزهم منذ الأسبوع الماضي.
وأضاف حوران أن التسليم تم في النقطة 86 في الجانب الذي تحتله إسرائيل من الجولان، موضحا أن الأمم المتحدة هي التي اختارت مكان التسليم.
ونفى الناطق باسم اللواء وجود أي وسطاء لعملية التسليم، مشيرا إلى أن التنسيق كان مباشرا مع الأمم المتحدة، وأن ترتيبات التسليم كانت بإشراف المنظمة الأممية.
وكان لواء شهداء اليرموك -العامل في القطاع الجنوبي الغربي لمحافظة درعا- قد احتجز يوم الثلاثاء الماضي أربعة من عناصر الأمم المتحدة العاملين في وادي اليرموك بالمنطقة الفاصلة بين سوريا والجولان المحتل.
وأعلن اللواء أن عملية الاحتجاز كانت بهدف “تأمين وحماية” العناصر الأممية خوفا من استهدافهم بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات في جنوب درعا بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر.
وتعد هذه المرة الثانية التي يقوم خلالها عناصر الجيش الحر بـ”تأمين وحماية” عناصر أممية، حيث قاموا قبل شهرين باحتجاز 22 من العاملين مع قوات أممية قبل أن يسلموهم للجيش الأردني الذي سلمهم بدوره للمنظمة الدولية.
وتنتشر قوة مراقبة خط الاشتباك الدولية في الجولان منذ 1974 ويبلغ قوامها نحو ألف جندي يحملون أسلحة خفيفة. وقد أرسلت الأمم المتحدة عربات أفراد مدرعة وعربات إسعاف إضافية ومعدات أمنية إلى القوة في مارس/آذار الماضي.
تركيا وسوريا.. عامان من علاقة متوترة
قطعت تركيا، التي كانت حليفا لدمشق في السابق، علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن طلبت منه مرات عدة العمل على تسوية تفاوضية للنزاع الدائر منذ أكثر من سنتين.
ومنذ ذلك الحين دعت تركيا الرئيس بشار الأسد للتنحي عن الحكم، ووقفت إلى جانب المعارضة السورية، وعززت وجودها العسكري على الحدود المشتركة الممتدة على طول 900 كيلومتر. كما استقبلت نحو 400 ألف لاجئ سوري ومنشقين عن الجيش السوري.
وفيما يلي نستعرض أبرز الأحداث التي طرأت ميدانياً خلال الفترة من يونيو/حزيران 2012 حتى مايو/أيار الحالي بتسلسلها التاريخي وألقت بظلالها على تطورات الأوضاع في الحرب التي تدور رحاها وعلى الدولتين الجارتين:
2012
22 يونيو/حزيران: الدفاعات الجوية السورية تدمر طائرة حربية تركية عندما كانت -بحسب أنقرة- في المجال الجوي الدولي.
19 سبتمبر/أيلول: ثلاثة جرحى في بلدة أكتشاكالي التركية (جنوب شرق) برصاص مصدره مركز حدودي سوري حيث يواجه مقاتلو المعارضة السورية القوات النظامية.
3 أكتوبر/تشرين الأول: إطلاق قذائف عدة من سوريا تصيب أكتشاكالي وتسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك. ويرد الجيش التركي بقصف أهداف عدة في الأراضي السورية.
4 أكتوبر/تشرين الأول: موافقة البرلمان التركي على عمليات عسكرية في سوريا إنْ دعت الضرورة.
ومنذ قصف أكتشاكالي يرد الجيش التركي على كل إطلاق نار سوري يصيب الأراضي التركية مستهدفا مواقع للقوات الموالية للنظام.
10 أكتوبر/تشرين الأول: تركيا تعترض طائرة ركاب سورية تقوم برحلة بين موسكو ودمشق، وتقول أنقرة إن الطائرة تنقل “ذخائر” ومعدات عسكرية، لكن روسيا وسوريا تنفيان وجود أسلحة على متنها. وتسبب الحادث في تصعيد كلامي بين أنقرة من جهة وسوريا وروسيا من جهة أخرى.
12 أكتوبر/تشرين الأول: طائرة مطاردة تركية تبعد مروحية للجيش السوري اقتربت من الحدود.
8 نوفمبر/تشرين الثاني: خمسة مدنيين أتراك يصابون بجروح في معارك بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين سوريين عند مركز رأس العين الحدودي.
2013
26 يناير/كانون الثاني: حلف شمال الأطلسي يعلن أن الدفعة الأولى من ست بطاريات صواريخ باتريوت -التي نشرها في تركيا لحماية حدودها من أي هجمات محتملة- باتت جاهزة للعمل.
11 فبراير/شباط: هجوم بسيارة مفخخة نسبته تركيا إلى أجهزة المخابرات السورية يوقع 17 قتيلا و30 جريحا عند مركز جيلفه غوزو (جنوب شرق). وفي مارس/آذار أمرت محكمة تركية بوضع أربعة سوريين مرتبطين بنظام دمشق وتركي في الحبس الوقائي للاشتباه في تنفيذهم الهجوم.
2 مايو/أيار: مقتل شرطي عند مركز أكتشاكالي الحدودي برصاص مصدره الأراضي السورية.
11 مايو/أيار: هجوم مزدوج بسيارة مفخخة في مدينة صغيرة بجنوب تركيا قرب الحدود مع سوريا يوقع 40 قتيلا و100 جريح.
قصص من حلب: عفوا لا تلتقط لي صورة
لقاء مكي-حلب
هنا في حلب لن تصادف دوما من يسمح لك بالتقاط صورته ونشرها، فالجميع يمكن أن يتحدث لك عما يجري ويعطيك رأيا فيه مواربة وخوف أو وضوح وجرأة، لكن في النهاية سيحجب البعض عنك شيئين: اسمه وصورته.
كثيرون التقيناهم في هذه المدينة، موظفون وأرباب عمل، تجار وفلاحون، مقاتلون ومتطوعون للعمل الإغاثي، ورغم أن البعض أبدى حماسة لنشر صورته والحديث باسمه الصريح، فإن كل ما تحصل عليه من الآخرين كنية اعتاد أهل الشام التخاطب بها، أما النساء الناشطات فلكل منهن اسم حركي تقي به نفسها من الخطر المحتمل.
وفي هذا الجو المتوتر المشحون بالمخاطر ليس عليك غير أن تحترم رغبة الناس ومخاوفهم، بل ربما تتطرف بأن تطلب من محدثيك أن لا يتخلوا عن حذرهم لمجرد إكرام الصحافة أو للبرهنة على عدم الخوف.
لكن ما سبب هذه الظاهرة التي قد تعرقل عمل من يبحث عن حقائق وشهود؟ ولماذا يضطر الناس إلى إخفاء هوياتهم في مناطق باتت “محررة” حسب وصفهم؟
تعددت الأسباب
يقول أبو البراء، وهو صاحب متجر في حي شعبي بحلب، إنه يتردد أكثر من مرة في الأسبوع إلى الشطر الآخر من حلب الخاضع لسيطرة النظام لأمور تتعلق بتجارته، ولا يريد أن يتعرض للاعتقال وربما التنكيل، إذا ما نشر له اسم صريح أو صورة قد تغضب قوات النظام، حتى وإن لم يكن فيها رأي سياسي.
أما عمر فهو مقاتل من الجيش الحر فاكتفى بذكر اسمه دون عائلته خوفا عليها من بطش النظام، يقول عمر إنه لا يخاف على نفسه بل على أهله الذين يمكن أن يصيبهم الأذى من عناصر النظام أو الشبيحة.
وتمكنت من لقاء مقاتلين من الجيش الحر في خطوط الجبهة الأمامية لا يفصلهم عن قناصة النظام غير جدار، ومع ذلك فقد كانوا حريصين على البقاء خارج مدى الكاميرا حرصا على سلامة عائلاتهم.
وتقدم الناشطة مريم سببا يتعلق بأمنها الشخصي، فقد تركت أهلها القاطنين في مناطق خاضعة لسيطرة النظام للتطوع في منظمة إغاثية داخل المناطق “المحررة”، وما زالت تتردد عليهم كل أسبوع، لذلك اكتفت باسم مستعار باتت تعرف به بين زملائها الناشطين.
وهناك أيضا موظفون ما زالوا يمارسون عملهم في مناطق النظام ويتلقون رواتبهم منه، لذلك يحرصون على الابتعاد عن أية تصريحات إعلامية قد تؤثر على وضعهم المهني واستمرار صرف مرتباتهم.
مواربة وحذر
لكن حذر الناس ومخاوفهم لا تشمل البعض ممن يقول لك إنه أحرق جسوره مع النظام، واختار أن يقول ما يريد بشكل علني، لا سيما إن لم يكن لظهوره ما يؤثر به على آخرين، وفي كل الأحوال على الصحفي في حلب أن يضع في اعتباره مخاوف أهلها الذين يعيشون وضعا شاذا وغريبا.
ويقول أبو كامل، وهو ناشط إعلامي سوري، إنه كثيرا ما يواجه مشكلات بسبب تحسب الناس وخوفهم، مشيرا إلى أن البعض ما زال يخشى إمكانية عودة قوات النظام إلى حلب، لذلك ترى هؤلاء يحرصون على عدم الظهور في وسائل الإعلام حتى لو كان الحديث عن قضايا بعيدة تماما عن السياسة مثل أزمة الخبز أو شؤون الحياة المختلفة.
ويضيف أبو كامل أن طفلا لم يتجاوز الخمس سنوات طلب منه عدم التقاط صورة له قائلا “بكرة بشار يقتلني”، وأكد أنه احترم بالطبع رغبة ذلك الطفل وحقق له ما يريد، رغم أن ذلك سيجعل تقريره ناقصا بلا صور لشخوص قصته، وكان ذلك جزءا مما يقول صاحبنا إنها من مظاهر معاناته المهنية في حلب.
لكن أبو كامل أبلغني بعد انتهاء حديثه بأدب جم أن ذويه يقيمون في الجزء الحلبي الخاضع لسيطرة النظام وأنه يزورهم بانتظام، ثم أردف “عفوا أرجو أن لا تلتقط لي صورة”.
ثوار سوريا: لا حوار مع نظام الأسد
لقاء مكي-حلب
شكك مصدر مسؤول في أوساط الثوار السوريين بجدوى المشروع الأميركي الروسي الجديد الخاص بعقد مؤتمر دولي حول سوريا تحضره المعارضة والنظام، وقال إن الثوار ينظرون إلى مثل هذه المشاريع على أنها وسيلة لاستنفاد قوتهم وإجبارهم على حلول سياسية غير واقعية.
وأضاف أبو فراس مدير المكتب الإعلامي في لواء التوحيد -وهو من أكبر الفصائل المقاتلة في حلب والعامل ضمن تشكيلات الجيش الحر- للجزيرة نت أن أي مبادرة سياسية دولية لا تأخذ في الاعتبار مواقف الثوار المقاتلين في الداخل السوري ستكون فاشلة حسب اعتقاده، مؤكدا أن هذه المواقف هي الأساس الذي يمكن أن تبنى عليه أي مبادرة، لا مواقف الأطراف الأخرى مهما كانت أهميتها.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد اتفقتا على الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة، للتوصل إلى حل يقوم على اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في يونيو/حزيران 2012، ورحبت دمشق بهذا التقارب الروسي الأميركي، في حين شددت المعارضة على أن أي حل سياسي يجب أن يبدأ برحيل الرئيس بشار الأسد.
لغة القوة
وقال أبو فراس “إن القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهما نظام الأسد”، وإن أي حل يتضمن الجلوس مع هذا النظام مرفوض بشكل كامل، مؤكدا “أن المكان الوحيد الذي يمكن أن نوافق على أن نرى فيه بشار هو قفص المحاكمة”.
وطرح المتحدث الإعلامي رؤية للقبول بحل سياسي برعاية دولية تقوم على ثلاثة أسس: أولها سحب الشرعية من نظام الأسد بقرار أممي، وثانيها تأمين دعم عالمي فاعل وحقيقي للشعب السوري يتضمن فرض مناطق حظر طيران فوق سوريا، وأخيرا دعم “القوة الثورية” لاستلام السلطة في البلاد.
وأكد أن المجتمع الدولي ينبغي أن يفهم أن “نظام الأسد قد سقط بالفعل، وأن حربنا الحالية هي مع إيران” التي قال إنها باتت تقاتل إلى جانب قوات الجيش النظامي، مشيرا إلى أن “قوات الثوار” في منطقة الشيخ سعيد بجنوب حلب رصدت محادثات لاسلكية أطرافها ضباط إيرانيون وروس يتنقلون بعربات قيادة مدرعة لتوجيه المعارك التي بدأت في تلك المنطقة خلال الأيام الأخيرة.
وحول فرص تحقيق المشروع الخاص بتشكيل حكومة انتقالية من قبل المعارضة والحكومة السورية تمهد للانتخابات كما تهدف إليه المبادرة الروسية الأميركية، قال أبو فراس “إن هؤلاء ليسوا شركاء بل قتلة، وينبغي تقديمهم للمحاكمة لا إلى صناديق الاقتراع”.
تعدد الفصائل
وحول تعدد الفصائل المقاتلة في صفوف الثوار وأثره على وحدة الموقف القتالي أو السياسي، قال أبو فراس إن “التنوع مصدر قوة لا ضعف للثورة، وإذا كان ثمة اختلاف فإن سببه سياسيو المعارضة الذين أثرت اختلافاتهم على الوضع الميداني في البلاد”.
وعلّق على إمكانية أن يتعرض الثوار في سوريا إلى مقاطعة وربما استعداء غربي في حال رفضهم المبادرة السياسية الجديدة، قائلا “يمكننا العمل بلا دعم، فقد بدأنا بدون دعم عسكري أو غطاء سياسي، حتى سيطر الثوار على أكثر من نصف سوريا بالأسلحة التي غنموها من قوات الأسد، ودعمنا الحقيقي يأتي من الشعوب العربية والإسلامية وليس من الحكومات”.
وختم بالقول إن المخاوف التي عبرت عنها بعض الدول من إمكانية انتشار الفوضى بسوريا في حال سقوط النظام ليست واقعية ولا مبررة، مشيرا إلى أن “الثوار تمكنوا من إدارة المناطق المحررة بكفاءة، وحافظوا على مصالح الناس والمؤسسات، ولن تكون هناك أي مشكلة في قدرتهم على إدارة البلاد في حال سقوط النظام بطريقة أفضل وأكثر نزاهة وفعالية ومسؤولية”.
رئيس الموساد السابق: بشار الأسد هو رجل إسرائيل بدمشق
أكد أن تل أبيب أبلغت النظام السوري بأنها محايدة ولن تتدخل إلا عند الضرورة
العربية.نت –
قال الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي أفرايم هاليفي إن بشار الأسد هو رجل تل أبيب في دمشق، وإن إسرائيل تضع في اعتبارها منذ بدأت أحداث الثورة السورية أن هذا الرجل ووالده تمكّنا من الحفاظ على الهدوء على جبهة الجولان طيلة 40 سنة، منذ تم توقيع اتفاقية فكّ الاشتباك بين الطرفين في عام 1974.
وقال هاليفي في مقال نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأميركية تحت عنوان “رجل إسرائيل في دمشق” إنه “حتى عندما نشب قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية والسورية على الأراضي اللبنانية في عام 1982 فإن الحدود على جبهة الجولان ظلت هادئة”.
وبحسب المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق فإن تل أبيب سوف تتدخل في الأحداث بسوريا عند الضرورة فقط، لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد أية مؤشرات على أنها قد تتدخل في المستقبل.
لكن هاليفي يقول إن استمرار الفوضى في سوريا لمدة طويلة وتوسع العمليات القتالية سوف يجلب الإسلاميين إلى البلاد من كافة أنحاء المنطقة، وهو ما سيهدد الهدوء في الدول المجاورة لإسرائيل بما فيها لبنان والأردن والعراق، فضلاً عن أن الأسد قد يفقد السيطرة على مخازن الأسلحة الكيماوية، أو أنه قد يقرر أن يفقد السيطرة عليها.
ويؤكد هاليفي أن من بين أسباب حرص الحكومة الإسرائيلية على عدم التدخل في الأحداث بسوريا أنها لا تريد جرّ قوات النظام السوري لتوجيه ضربات بالصواريخ إلى إسرائيل لتحويل المعركة، إضافة إلى أنها لا تريد استعداء الطائفة العلوية التي ستظل في البلاد بغض النظر عن نتائج الأحداث الراهنة.
وبحسب الرئيس السابق للموساد فإنه في الوقت الذي أكدت فيه إسرائيل عبر غارتها الجوية الأخيرة على المواقع السورية بأنها لن تسمح بانتقال الأسلحة من سوريا إلى لبنان، فإنها اتصلت بنظام بشار الأسد عبر قنوات سرية وأخرى علنية أبلغته من خلالها بأن “إسرائيل مصممة على البقاء محايدة في الحرب الأهلية السورية”، مشيراً الى أن هذه الرسائل الإسرائيلية وجدت آذاناً صاغية في دمشق، ولذلك اكتفت باستنكار الغارات الإسرائيلية على لسان مسؤول متوسط المستوى في الخارجية السورية.
وترى إسرائيل – بحسب هاليفي – أن إيران هي الأزمة الدولية العاجلة بشكل أكبر، حيث يسود الاعتقاد في الأوساط الإسرائيلية أن طهران ماضية في برنامجها النووي وأن على الاسرائيليين التحرك والتعامل مع هذا الملف منتصف العام الحالي 2013.
يُشار الى أن أفرايم هاليفي يعتبر أحد أبرز الخبراء الأمنيين في إسرائيل، بعد أن شغل منصب رئيس الموساد الإسرائيلي، وكان الرئيس التاسع لهذا الجهاز منذ تأسيس الدولة العبرية، كما أنه شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وكان هاليفي أحد أبرز مهندسي اتفاق السلام مع إسرائيل الذي تم توقيعه في وادي عربة عام 1994.