أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الاثنين 03 تموز 2017

 

سيارات مفخخة تستهدف «ساحة التحرير» في دمشق

لندن، موسكو، أنقرة – «الحياة»

استهدفت ثلاث سيارات مفخخة، وفي وقت منسق ومتزامن دمشق صباح أمس، ما أسفر عن سقوط 21 قتيلاً بينهم سبعة عناصر أمن ومدنيان وعشرات الجرحى، عندما فجّر انتحاري نفسه في سيارته، فيما قالت القوى الأمنية إنها تمكنت من إحباط اعتداءين آخرين. والهجوم الانتحاري هو الأول من نوعه منذ هجمات انتحارية في آذار (مارس) الماضي. وجاء الهجوم بعد اتفاق تسوية تم بموجبه إجلاء عناصر الفصائل المعارضة من ثلاثة أحياء في شرق العاصمة، ولم يعد لهؤلاء اي تواجد سوى في أجزاء من حي جوبر (شرق) وحي التضامن (جنوب)، فيما تسيطر «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) و «داعش» على أجزاء من مخيم اليرموك (جنوب).

وأفاد الإعلام الرسمي السوري بأن «الجهات المختصة» لاحقت صباح أمس ثلاث سيارات مفخخة، وتمكنت من تفجير اثنتين عند مدخل دمشق، فيما حاصرت الثالثة في «ساحة التحرير» قرب منطقة باب توما في شرق دمشق قبل أن يفجر الانتحاري نفسه.

وفرضت القوات الأمنية طوقاً حول «ساحة التحرير». وشوهدت في الساحة ما لا يقل عن 15 سيارة متضررة بينها اثنتان احترقتا تماماً.

ودُمرت واجهة أحد المباني القريبة وتحطم زجاج شرفات ونوافذ مبان أخرى. وانهارت شرفة منزل بالكامل، وتحولت غرفة الجلوس إلى ركام من الحجارة والصور والستائر المرمية على الأرض.

وسط تعزيزات عسكرية من الطرفين وتصاعد التوتر على الحدود السورية بين الجيش التركي و «وحدات حماية الشعب الكردية»، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في أسطنبول أمس. وأعلنت الرئاسة التركية أن أروغان والوزير الروسي التقيا في «قصر ترابيا» الرئاسي المطل على مضيق البوسفور. وأظهرت لقطات مشاركة رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان في المحادثات التي ركزت على التصعيد الأخير في الحدود السورية- التركية والتحضيرات لاجتماعات «آستانة».

ووفق مصادر متطابقة تريد أنقرة إضافة مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي إلى مناطق «خفض التوتر» وإرسال عسكريين روس وأتراك لضمان الأمن فيها. ومنذ بدأ مسار محادثات آستانة، باتت أنقرة وموسكو تنسقان في شكل أوثق في ساحة الحرب السورية. ومن المقرر أن تبحث اجتماعات آستانة، التي ستعقد غداً وبعد غد توسيع مناطق «خفض التوتر» والقوات التي سيتم نشرها وآليات مراقبة عدم الاشتباك.

وبينما تسعى موسكو وحلفاؤها وقوات «التحالف الدولي» إلى وقف التدهور الأمني بين «وحدات حماية الشعب الكردية» والسلطات التركية من أجل التركيز على محاربة «داعش»، تبادل الجيش التركي و «وحدات حماية الشعب» إطلاق نار خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تقارير بأن أنقرة تتجه لشن هجوم على القوات الكردية في عفرين. وأفادت مصادر عسكرية تركية أمس بأن 20 ألف عنصر من «الجيش الحر» مستعدون للعمليات العسكرية المقبلة ضد «وحدات حماية الشعب» في محيط مدينة عفرين، موضحة أن الحملة ستكون مشابهة لـ «درع الفرات» وستبدأ بالتوجه نحو عفرين تحت اسم «سيف الفرات». ووفق صحيفة «صباح» التركية فإن العملية ستستغرق نحو 70 يوماً.

ووفق ما تتداوله وسائل الإعلام التركية، فإن أنقرة حشدت سبعة آلاف من القوات التركية الخاصة على الحدود السورية. وتهدف القوات التركية وفصائل «الجيش الحر»، إلى الوصول إلى منطقة مريمين، التي تبعد خمسة كيلومترات إلى الشرق من مدينة عفرين. ووفق مصادر مطّلعة فإن المعركة لا تهدف إلى اقتحام مدينة عفرين وريفها الغربي والشمالي، بل ستركز على فتح خط إمداد عسكري بين محافظتي إدلب وريف حلب الشمالي.

تزامناً، استقدمت «قوات سورية الديموقراطية» تعزيزات عسكرية إلى الجبهتين الشرقية والغربية لمدينة الرقة ضمن «حرب الشوارع» التي تخوضها مع عناصر «داعش» في المدينة.

وقالت «قوات سورية الديموقراطية» أمس إن «تعزيزات عسكرية دخلت إلى الجبهتين الشرقية والغربية للرقة قدرت بنحو 1000 عنصر، بعد إحراز تقدم ملحوظ على حساب داعش».

وأشارت إلى أن «هذه القوات أتمّت دوراتها التدريبية في معسكراتها، بالتعاون مع قوات التحالف وذلك بهدف مساندة الحملة وإحراز تقدم جديد على أغلب الجبهات».

وأعلنت «سورية الديموقراطية» أمس السيطرة على سوق الهال شرق الرقة، بالإضافة إلى أبنية إستراتيجية عدة. إلا أن مصادر مطلعة ذكرت أن «داعش» تقدم على حساب «سورية الديموقراطية» داخل حي القادسية في الرقة.

في موازاة ذلك، أعلن «تنظيم داعش» إسقاط مروحية للقوات النظامية في مدينة دير الزور، خلال المواجهات العسكرية التي تدور بين الطرفين منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي.

وأفاد ناشطون بأن عدداً من القوات النظامية قتلوا وجرحوا، إثر إسقاط المروحية قرب اللواء «137» (8 كم جنوب مدينة دير الزور شرق سورية).

وأضافوا أن الطائرة، المقبلة من مدينة القامشلي، كانت رابضة داخل اللواء بعد إفراغ حمولتها، وتم إسقاطها بصاروخ موجه، ما أدى لمقتل أربعة عناصر وجرح آخرين من الأخيرة.

وتسيطر القوات النظامية السورية على أحياء الجورة والقصور وهرابش في دير الزور، إضافة إلى شوارع وأحياء فرعية، بينما يخضع أكثر من 70 في المئة من المحافظة لسيطرة «داعش»

ومع فرار عدد كبير من قيادات «داعش» من الرقة إلى دير الزور، باتت المحافظة محط عمليات عسكرية متزايدة بهدف مواجهة «داعش» هناك وإجبار عناصره على المغادرة.

وقال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري صالح مسلم، إن أكراد سورية ليست لديهم خطط للتقدم باتجاه دير الزور بعد معارك الرقة وذلك في تصريحات إلى ـصحيفة «إزفيستيا» الروسية.

 

فصائل «الجيش الحر» تقصف مطار خلخلة في البادية بصواريخ «غراد»

لندن- «الحياة»

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عناصر قوات «أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» قصفوا بعشرات الصواريخ تمركزات للقوات النظامية في مطار «خلخلة العسكري» بريف السويداء الشمالي الشرقي، ومنطقة تل ضلفع، وأماكن أخرى تسيطر عليها القوات النظامية بريف السويداء. وتحدث «المرصد» عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.

وأفادت مصادر متطابقة في المعارضة بأن فصائل «الجيش الحر» العاملة في البادية السورية، قصفت مطار خلخلة العسكري بريف السويداء الشرقي، ضمن المواجهات العسكرية التي يخوضها الطرفان في المنطقة.

وقال مصدر عسكري من الفصائل أمس أن القصف الصاروخي أدى إلى تدمير مدفع 57، ودبابة تي 72، وذلك ضمن معركة «الأرض لنا» التي أطلقها فصيلا «أسود الشرقية» و «الشهيد أحمد العبدو».

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن «ما يقارب 40 صاروخًا صغير الحجم أطلقت من راجمات متحركة سقطت على محيط مطار خلخلة العسكري وثلاثة صواريخ سقطت على نقطة تل ضلفع شرق المطار، وآخر سقط في قرية أم حارتين».

وأشارت إلى أن «الصواريخ أصابت برج كهرباء ما أدى لانقطاع الكهرباء عن المنطقة المحيطة بشكل كامل، من دون تسجيل إصابات بشرية».

وأحرزت القوات النظامية والميليشيات الموالية لها تقدمًا واسعًا على حساب فصائل «الجيش الحر» في البادية، وسط تغطية روسية مكثفة على خطوط المواجهات.

وأحكمت سيطرتها على بئر القصب، والمناطق المحيطة بها، جنوب شرق مدينة دمشق، في عملية عسكرية على ثلاثة محاور، بدأت في 21 حزيران (يونيو).

ويعتبر مطار خلخلة العسكري في محافظة السويداء جنوب سورية من أكبر المطارات العسكرية من حيث المساحة ويتخذه اللواء 73 مقرًا له، والذي يضم سربين من طائرات «ميغ 23» و «ميغ 21». وتحيط بالمطار تلال صحراوية وعرة أهمها تل أصفر وتلول سلمان وتلول أشيهب.

وكانت القوات النظامية حققت في مطلع حزيران الجاري، تقدمًا على حساب فصائل المعارضة المتمثلة في «أسود الشرقية»، و «قوات أحمد العبدو»، وسيطرت حينها على تل دكوة الاستراتيجي.

ويخوض الفصيلان معارك ضد القوات النظامية والميليشيات الرديفة، في إطار معركة “الأرض لنا”، منذ 31 أيار (مايو) الماضي، بينما نقلت الأخيرة معاركها إلى عمق البادية السورية في الوقت الراهن.

في موازاة ذلك، أفاد «المرصد» بأن ما لا يقل عن 14 شخصاً قتلوا وأصيبوا جراء قصف الطائرات الحربية لمناطق في الحقاف بريف السويداء الشمالي الشرقي، حيث تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، على محاور عند تخوم ريف دمشق الجنوبي الشرقي مع ريف السويداء.

ونفذت الطائرات الحربية غارات عدة على مناطق في محيط مدينة السخنة ومنطقة ارك بريف حمص الشرقي، ترافق مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و «تنظيم داعش» من جهة أخرى، في محيط المنطقة، وسط قصف لقوات النظام على مناطق القتال.

 

ورقة نقدية سورية جديدة من فئة الفي ليرة

بيروت – رويترز

أصدر «البنك السوري المركزي» اليوم (الأحد) ورقة نقدية جديدة من فئة الفي ليرة سورية، تحمل صورة الرئيس بشار الأسد للمرة الأولى منذ تسلمه السلطة في العام الفين.

وقال حاكم المصرف دريد ضرغام، إن «ورقة النقد فئة 2000 ليرة من بين أوراق نقد جديدة طبعت قبل أعوام، لكن قرار طرحها للتداول تأخر نظراً لظروف الحرب وتقلبات سعر الصرف». وتعادل ورقة النقد الجديدة حوالى أربعة دولارات بأسعار الصرف الحالية.

وهبطت قيمة العملة السورية منذ اندلاع الصراع في 2011  من 47 ليرة في مقابل الدولار في 2010 إلى حوالى 500 ليرة للدولار حالياً. وأشار ضرغام إلى زيادة اهتراء أوراق النقد الحالية، مؤكداً أن الوقت بات ملائماً لطرح الورقة الجديدة للتداول، بحسب ما نقلت عنه «وكالة الأنباء السورية» (سانا).

وقال ضرغام إن «المصرف المركزي طرح الورقة فئة الألفي ليرة للتداول بدءاً من اليوم في دمشق وعدد من المحافظات».

وفي الماضي، كانت ورقة النقد فئة الألف ليرة المهيمنة بين أوراق النقد السورية. وظهرت صورة الرئيس السابق حافظ الأسد الذي توفي في العام 2000 على العملات وأوراق النقد القديمة فئة ألف ليرة التي لا تزال قيد التداول.

 

معركة الرقة بين الخشية من سيناريو الموصل وإحباط كردي من غياب المشاركة البرية للقوات الأمريكية

عبد الله العمري

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشف مصدر خاص في «قوات سوريا الديمقراطية» عن إحباط قياداتها من أداء قوات التحالف الدولي في المرحلة الأخيرة من معركة الرقة، حيث قال أحد القيادات في «التحالف العربي السوري» إن: قوات سوريا الديمقراطية تتقدم «خطوة واحدة داخل الأحياء السكنية وتتراجع خطوتين نتيجة خذلان التحالف الدولي لقواتنا، وعدم توفير الإسناد البري الموازي للإسناد المدفعي والجوي كما تم الاتفاق عليه قبل انطلاق المعركة الأخيرة»، حسب قوله.

و»التحالف العربي السوري»، هو أحد مكونات «قوات سوريا الديمقراطية»، ويتشكل من مقاتلين عشائريين عرب تلقوا تدريباتهم على يد مدربين أمريكيين، ويتلقون دعماً تسليحياً من الولايات المتحدة.

وأضاف المصدر أن الأمريكيين وعدونا بالمشاركة في العمليات البرية للسيطرة على الفرقة 17 شمال الرقة، لكنهم تراجعوا عن تعهداتهم، ما أدى إلى تباطؤ في تقدم قواتنا ولمزيد من الخسائر غير المبررة. وبيّن أن «قوات سوريا الديمقراطية» باتت تخشى من تقدم قوات النظام السوري من الجبهة الجنوبية باتجاه المدينة دون أن تتخذ الولايات المتحدة أي إجراءات لوقف تقدم تلك القوات، على حد قوله، مؤكداً «عمق الخلافات الروسية ـ الأمريكية وأثرها على التنسيق مع قوات النظام لضبط إيقاع المعركة»، حسب تعبيره.

وتتزايد مخاوف قيادات قوات سوريا الديمقراطية مع تقدم قوات النظام باتجاه مدينة الرقة واحتمالات مؤكدة عن حصولها على دعم سكان المدينة الذين يفضلون قوات النظام على القوات الكردية، بعد الانتهاء من قتال تنظيم «الدولة» وتحرير المدينة.

وتعاني قوات سوريا الديمقراطية من «هجمات مضادة يشنها مقاتلو التنظيم خاصة على حي الصناعة» وفقاً للمصدر، الذي قال إن: «قطع قوات النظام الطريق من جنوب المدينة وضع تنظيم الدولة أمام خيار واحد هو القتال حتى النهاية بدلا من الانسحاب كما كنا نتوقع، حيث تركنا الطريق جنوب المدينة دون حصار فعلي كما في بقية المحاور».

وقال: إننا لا نملك معلومات مؤكدة حول نية التنظيم الانسحاب جنوباً لكن التحالف الدولي اقترح الإبقاء على هذا المنفذ لإتاحة الفرصة أمام التنظيم للانسحاب، وتجنيب المدينة معركة تؤدي إلى معركة شبيهة بمعركة الموصل الجارية، والتي نقل لنا قيادات في التحالف صوراً منها في المحاضرات النظرية وطرق تجنب كمائن التنظيم لتفادي خسائر منيت بها القوات العراقية.

وأوضح المصدر أن «توقف العمليات لاربعة أيام مكنت التنظيم من استعادة مواقع عدة وفتح ثغرات لدخول الانغماسيين الذين نعاني من صعوبات في التصدي لهم».

وقال إن: «سلوك القوات الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية والحملات التي تشنها في القرى العربية شمال الرقة خلقت حالة من الرفض العربي لهذه القوات والقوات العربية المنضوية تحت قيادتها، خاصة إرغامهم على التجنيد الإلزامي أو دفع مبالغ مالية كبيرة».

ونوه المصدر إلى أن موقف قوات التحالف الدولي بعدم المشاركة البرية «كما وعدونا هو موقف غريب جداً أدى إلى إرباك عملياتنا القتالية وتأخير تحرير المدينة في وقت حرج، قد يشجع التنظيم على تصعيد هجماته المعاكسة وإيقاع المزيد من الخسائر في صفوفنا».

 

شبكات مخدرات ودعارة بأرقام مرعبة في مناطق سيطرة النظام في دمشق

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي» : أدان ناشطون موالون للنظام السوري الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها عناصر الميليشيات المحلية من «الدفاع الوطني» و«اللجان الشعبية»، والتي تستمد نفوذها من الحصانة القوية التي تتمتع بها والامتيازات التي حصل عليها هؤلاء من قبل النظام السوري مقابل انخراطهم في صفوف بقايا مقاتلي جيشه المتهالك. وجاءت تلك الإدانات بعد سلسلة من الجرائم المروعة وانتشار شبكات الدعارة والاتجار بالبشر ضمن مناطق سيطرة النظام، والتي تعتبر تحت غطائه، بزعامة تلك الميليشيات وخاصة في العاصمة السورية دمشق وضواحيها.

وفي هذا الصدد، كشفت وزارة الداخلية في دمشق عن إلقاء القبض على حوالي 900 شخص من مرتكبي جرائم الدعارة ومروجي ومتعاطي المواد المخدرة في حي جرمانا وحده على تخوم العاصمة دمشق، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري. وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الرسمي: إنه «تم إلقاء القبض على العديد من مرتكبي جرائم الدعارة ومروجي ومتعاطي المواد المخدرة، وقد بلغ عدد الأشخاص المقبوض عليهم في منطقة جرمانا منذ بداية عام 2017 وحتى تاريخه».

وأُلقي القبض على خمسة وثلاثين شخصاً بجرائم الدعارة وتسهيلها والاتجار بالأشخاص، وثلاثمئة وثلاثة أشخاص بجرم ترويج وتعاطي المواد المخدرة، وخمسمئة وثلاثة وستين شخصاً بجرائم مختلفة، ليكون مجموع من ذكرتهم الداخلية في بيانها 901 مجرم في حي جرمانا وحده.

وأكدت الوزارة في بيانها مصادرة كميات متنوعة من المواد المخدرة منذ بداية العام وحتى تاريخه، وفق ما يلي: حشيش مخدر 55 كيلوغراماً، هيروئين 4 كيلوغرامات، و368 غراماً، إضافة إلى حبوب مخدرة حيث بلغ عددها 6258 حبة، و963 حبة من الحبوب المخدرة المختلفة. ورصدت «القدس العربي» تعقيبات بعض الموالين في حي جرمانا على البيان حيث علق رامي أبو المجد قائلاً: نطالب الجهات المختصة بالتدخل فوراً ونزع السلاح من أيدي هؤلاء المجرمين، جرمانا ليست بحاجة للدفاع الوطني ولا إلى غيرهم، لا يعقل أن يكون عنصر مسلح يتعاطى المخدرات ويتصرف كمجرم، وبيده السلاح، لا يعقل أن يخرج عنصر مسلح من الملهى الليلي وهو سكران وبيده السلاح ويبدأ بتصرفات ترعب وتخيف الناس، ونرجو أن يتم حل هذه المشكلة قبل أن تقع المصيبة. وعقب رواد الأسدي أيضا قائلاً: «جرمانا مدينة ضمن سوريا بس غير خاضعة لقوانين انضباط لانو كتير ناس فيها مفكرين حالهن القانون بذاتو، ومتزعمين لأكبر العصابات طبعاً تحت حماية ناس كبار من الدفاع الوطني والجيش»، فيما علقت ريم حمشو، «والله جرمانا صح صار فيها مشاكل كتير وجرائم بس يلي مو منتبه ينتبه انو كل الجرائم يلي صارت بجرمانا سببها عناصر من الجيش والدفاع الوطني لي حاملين السلاح .. السلاح ما بصير ينحمل غير عالجبهة دفاعاً عن الوطن مو بشوارع والبيوت وطبعاً هاد الكلام لكل مجرم وازعر بيعرف حالو من قواتنا العتيدة».

وكان المحامي العام بريف دمشق لدى النظام السوري عبد المجيد المصري قد كشف في تصريح صحافي، عن ارتفاع واضح في جرائم القتل في مناطق ريف دمشق نتيجة إهمال النظام السوري لها، وخصوصاً المناطق الكثيفة بالسكان، مؤكداً أن نسبة الجرائم قد ارتفعت بنسبة واضحة مقارنة مع الأعوام السابقة. وقال المحامي العام في تصريحات لصحف موالية للنظام السوري: إن هناك ارتفاعاً واضحاً في نسبة الجرائم معظمها خطرة، لكن ما يميز هذا العام أن نسبة الكشف عنها كان 100 في المئة، وعلّل المصري سبب ارتفاع الجريمة بسبب «الظروف المعيشية الصعبة، إضافة إلى إهمال الحكومة السورية لمناطق الريف من الناحية الخدمية، مؤكداً أن «هناك إهمالاً كبيراً من هذه الناحية ما يؤدي إلى نوع من الفلتان الذي يؤدي بدوره إلى الجريمة»، حسب تعبيره.

وأشار إلى تراخي تعامل الحكومة السورية تجاه المدن والقرى المحيطة بالعاصمة دمشق، حيث قال: «لا توجد بيئة سليمة وذلك نتيجة التراخي الكبير في تلك المناطق»، موضحاً أن حياة الريف تختلف عن المدينة ومن ثم تحتاج إلى الكثير من الاهتمام والرعاية أكثر من المدينة، كمنطقة جرمانا بالقرب من مدينة دمشق، مؤكدا أن «عدد هؤلاء في ارتفاع مستمر، إضافة إلى أن الازدحام والفقر بين المواطنين يؤديان إلى ارتفاع نسبة الجرائم»، معتبراً أن البيئة الواحدة تقلل من الجرائم.

 

حريق أتى على أحد مخيمات النازحين السوريين بالكامل في البقاع وقتل شخصاً… وناشطون رفضوا مشاهد الانتهاكات فيها وآخرون دافعوا عن معنويات الجيش اللبناني

سعد الياس

بيروت ـ «القدس العربي» : بعد يومين على مداهمات الجيش اللبناني لمخيمات النازحين السوريين قرب عرسال، إندلع حريق كبير في مخيم للنازحين السوريين في منطقة المندرة فوق المرج بين قب الياس ومكسة في البقاع الأوسط ما تسبّب بسقوط قتيل والعديد من الجرحى. وذكر مسؤولون إن حريقاً كبيراً اندلع في مخيم للاجئين السوريين في سهل البقاع بلبنان أمس الأحد مما أسفر عن مقتل شخص.

وتصاعدت سحب من الدخان الأسود وألسنة لهب من الموقع قرب بلدة قب إلياس على مسافة نحو ساعة بالسيارة من العاصمة بيروت وأظهرت لقطات بثتها قناة (إم.تي.في) اللبنانية انفجاراً واحداً على الأقل. وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز أن الحريق أتى على المخيم بالكامل تقريباً فيما مرت عربة إطفاء عبره على الأرض التي لا زالت تأكلها النيران. وقال لاجئ سوري إن كثيراً ممن كانوا يعيشون في المخيم فروا إلى لبنان من الرقة السورية.

وقالت دانا سليمان المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين «بدأنا التقييم لنعرف عدد الخيام التي تضررت. وفور انتهاء التقييم سنقدم للعائلات كل المساعدة التي يحتاجونها… على ما يبدو بدأ الحريق بسبب موقد للطهي. ننتظر التأكد من ذلك». ويوجد ما لا يقل عن مليون لاجئ سوري على الأقل مسجلة أسماؤهم في لبنان يعيش كثيرون منهم في مخيمات غير رسمية في مختلف أنحاء البلاد. وتقول الحكومة إن لبنان يستضيف نحو 1.5 مليون سوري. ويأتي هذا الحريق في وقت لم تهدأ عاصفة التعليقات والتعليقات المضادة على ما وصفه البعض «انتهاكات» الجيش لمخيمات اللاجئين. وكان أول من رفض هذه المداهمات المحامي طارق شندب الذي قال «ما يجري في عرسال من انتهاكات لحقوق الإنسان واللاجئين يستدعي تحقيقاً أممياً ومعاقبة المجرمين والمتورطين ».

وأبرز التعليقات على مداهمات الجيش للمخيمات جاء من رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي غرّد «ان التعذيب لا يولّد الا التطرف ويجب التمييز بين الارهاب واللاجئ السوري». لكن جنبلاط أتبع تغريدته السابقة بتغريدة أخرى جاء فيها «سحبت التعليق طوعاً كي لا يُفسّر على غير ما يتحمّل».

فيما رأى الصحافي جيري ماهر «أن الجيش اللبناني أراد أن يحقق انجازاً فبدأ باقتحام مخيمات اللاجئين السوريين والاعتداء عليهم بالضرب والتعذيب وإلقاء القنابل». وتوالت التعليقات الرافضة لما حصل في مخيمات عرسال فكتبت الإعلامية ديانا مقلّد «جرّبت إتخيّل درجة حرارة الحصى والرمل التي تناثر عليها لاجئون سوريون ممددين نصف عراة على وجوههم مقيّدي الأيدي في عرسال».

فأجابها زميلها في قناة «المنار» محمد قازان «بركي تتخايلي حالك ماشية انتي وولادك بشارع الرويس بالضاحية الجنوبية بـ 16 آب/أغسطس 2013 وانفجرت السيارة المفخخة لي حطوها هول لي منيّمهم الجيش عالارض بعرسال متل ما اعترف الارهابي نعيم عباس.. وتخايلي كمان انو نتيجة هالتفجير صرتوا شقف لحم عالحيطان. ساعتها اذا في نت بالآخرة غردي عالتويتر وخبرينا شعورك ..لو في دولة كنتي هلق انتي وهيدي أصالة المعفنة متلك بسجن النسوان عم تفلّوا لبعض شعراتكن من القمل والسيبان ».

وانضمت ريما صفي الدين إلى قازان قائلة «ولازم الجيش مش يخليها تتخايل بس لازم يخليها تحس بالحصى والرمل بركي بتوعا وهي واشكالها وبتحس بالشهداء يلي راحوا بسبب الإرهابيين وتحس بالأطفال يللي فقدوا أهلهم».

وكتب القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي خضر غضبان «على الرغم من الإنجاز الأمني اللافت للجيش اللبناني في اعتقال عدد من الإرهابيين المختبئين في مخيمات النازحين في عرسال، إلا أن المشاهد المسرّبة لبعض الممارسات غير الإنسانية وغير الأخلاقية بحق المدنيين العُزَّل لا تليق أبداً بالمؤسسة العسكرية.. أضعف الإيمان أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذه التصرفات إسوة بالتنويه والتقدير الرسمي والشعبي الذي رافق هذا الحدث».

وردّ صلاح بو فخر الدين « دخل الجيش بقصد التفتيش هاجموه ما يسمى باللاجئين بالانتحاريين، بس يصير فينا هيك نحنا بعتقد منعمل اكثر ما عمل الجيش .الجيش عمل واجباته مش اكثر وكان لازم يقبع المخيم عن بكرة ابيه».

ورأى آصف الصايغ « أن نشر الصور ومقاطع الفيديو بهذا الشكل هو إساءة للجيش أولاً وإساءة للبنان ثانياً وإساءة للإنسانية. لذا المطلوب فتح تحقيق عاجل لمعرفة كيفية تسريب هذا الكم من الصور ومقاطع الفيديو ومعاقبة الفاعل على فعلته المشينة ».

واعتبر غازي المصري أنه « لا يجوز تحطيم معنويات العسكري .. وانت تعرف شعور العسكري أثناء القيام في مهمة على أرض العدو».

وقالت الإعلامية مهى حطيط «فهمنا انكم مع الجيش والجزمة.. بس انه شو اللذة من نشر صور ناس مبطوحة عالارض ومكبّلة وضهرها معلّم من الضرب ومحطوطة فوق بعضها بشكل مستفز؟؟؟ يعني هيك بكون الجيش قوي ومنطمن على مستقبلنا؟!».

وعلّق بشار فارس « هيك بيكون الجيش قوي وبيخافو هني على مصيرن…الصور موجهة لمين وراهن مش للجمهور الغفير… ومش غلط يكون عنا حرب الإعلام والصورة بمواجهة حرب الإرهاب علينا….».

وردّت مهى حطيط «هيك صور بتزيد النقمة واللي ما عندو مشكل يفجّر حاله مش حا يخاف من ضربة ساطور أو كلاشن بالعكس تماماً.. بينما هيك صور بتزعج ناس متلي متمسكة بخيار الدولة والمؤسسات وبتطرح كتير علامات استفهام ».

وردّ علي سليم « يا مهى هودي إرهابيين مسلحين قتلوا الناس وأرعبوهم وفجروا سيارات ،تضايقتوا من مشهد مبطوح عالارض ومكبّل !!!؟؟؟ شو لازم يعملولو مثلاً يجيبولون فرشات فوما ؟؟؟ من الاخر انتو مش من ورا المشهد متضايقين انتو متضايقين كيف توقفوا هودي وما زلتو معتقدين انن منن إرهابيين «.

وكتب المواطن طارق الحجيري « انا ساكن بعرسال وهيدي الصور بتمثل 1% من كمية الظلم الفعلي، بينما مجرم متل معروف حمية أو بارون مخدرات متل نوح زعيتر بيمرق عالحاجز خط عسكري!! ».

ودوّن علي جابر « مش كل يللي بالمخيم كانوا بدون يفجروا حالهم بس كمان هني عم يشكلوا بيئة حاضنة لهؤلاء المجرمين الارهابيين ».

من جهته، رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق « أن المشروع التكفيري وإن سقط وانهزم، فإن خطره لم ينته، وهو ما زال قائماً، لا سيما في ظل احتلال التكفيريين جرود عرسال ورأس بعلبك، وتدفق وتسلل الدواعش من الرقة والموصل إلى لبنان، ولولا تواجد حزب الله في البادية السورية، لكانت داعش جعلت وجهتها البديلة هي لبنان «.وشدّد على أنه «قد آن الأوان لاستئصال البؤر والمقرات الإرهابية التكفيرية لداعش والنصرة التي اتخذت من جرود عرسال ورأس بعلبك منصة لاستهداف كل اللبنانيين جيشاً وشعباً ومقاومة ».

كذلك، أعلن وزير الخارجية جبران باسيل «أن الارهاب يتغطى بالنزوح ويستعملونه غطاء ليمارسوا أفعالهم الإرهابية لذلك علينا مواجهة النزوح بجرأة وقرار حازم من الدولة اللبنانية». وأشار باسيل، من حسينية الإمام موسى الصدر في عرمتى، إلى «ان تسلل الارهاب الى العقول والنفوس أخطر من تسلله الى مناطق جغرافية .

«واعتبر» أن العودة إلى سوريا يجب أن تتم قبل الحل السياسي والعودة ممكنة الآن إلى كثير من المناطق الآمنة في سوريا».

 

أستانة 5 بلا ضمانات: المعارضة السورية متوجسة والنظام يصعّد/ محمد أمين، عدنان علي

على وقع اشتعال أغلب جبهات القتال في سورية، في ظل محاولة النظام تحقيق المزيد من التقدّم الميداني، متمسكاً بالتصعيد العسكري الذي وصل حد استخدامه غازات سامة في الغوطة الشرقية، تنعقد جولة خامسة من محادثات أستانة، سيكون منوطاً بها التوقيع على خرائط نهائية حول مناطق خفض التوتر من قِبل الثلاثي الضامن لاتفاق التهدئة (تركيا، روسيا، إيران).

ويكرر النظام المسلسل نفسه قبل الجولة الخامسة من أستانة التي تبدأ، غداً الثلاثاء، إذ يصعّد من عملياته العسكرية كما قبل كل جولة من المحادثات، وهو ما تجلّى في عملياته في الغوطة الشرقية، والبادية ودير الزور. ويكتسب مؤتمر أستانة 5 أهمية استثنائية عما سبقه، إذ من المفترض أن يعتمد خرائط وضعها خبراء روس وأتراك وإيرانيون على مدى أكثر من شهر، توضح مناطق تخفيف التوتر الأربع التي جرى إقرارها في أستانة 4، بداية مايو/أيار الماضي، وأثارت جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة السورية، التي رأت فيها توطئة لتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ واضحة المعالم، ما يهدد مستقبل سورية. إلا ان الأجواء التي سبقت المؤتمر، دلت على عدم تبلور تفاهمات نهائية بين الثلاثي الضامن حول الخرائط النهائية لمناطق خفض التوتر.

وقضى اتفاق “خفض التصعيد” الذي أبرم بين الثلاثي الضامن لاتفاق التهدئة، على إقامة أربع مناطق آمنة في سورية لمدة ستة أشهر على الأقل “بهدف وضع نهاية فورية للعنف، وتحسين الحالة الإنسانية، وتهيئة الظروف الملائمة للنهوض بالتسوية السياسية للنزاع في سورية”. ويقوم الاتفاق على إنشاء “مناطق تخفيف التصعيد” في محافظة إدلب وبعض أجزاء الجوار (محافظات اللاذقية، وحماة، وحلب)، وأجزاء معينة في شمال محافظة حمص، والغوطة الشرقية، وبعض مناطق جنوب سورية (محافظتا درعا والقنيطرة).

ومن الواضح أن المعارضة غير راضية عن مخرجات اجتماعات أستانة، إذ تبدي توجساً من نتائجه على مستقبل البلاد، خصوصاً أن تفاهمات أبرمت من دون أن يكون لها أي رأي فيها، إذ يتولى الطرف التركي التفاوض عنها، خصوصاً حول ما يتعلق بشمال سورية.

ويغيب عن اجتماعات أستانة غداً، 28 فصيلاً تابعاً لـ”الجبهة الجنوبية” في المعارضة المسلحة، كانت أعلنت، منذ أيام، رفضها حضور مباحثات أستانة، معتبرة هدف هذه المباحثات تقسيم البلاد، وفق بيان صدر عن هذه الفصائل، أشارت فيه إلى أن النظام استغل فترات الهدن ووقف إطلاق النار للتجهيز وتنفيذ عمليات همجية باتجاه مناطق مختلفة من سورية، مؤكدة أن التسريبات التي “تخرج تُظهر أن الغاية من المؤتمر تقسيم سورية”. ولفتت إلى أنه “لا توجد ضمانات واضحة أو أي رؤية لماهية مؤتمر أستانة ومقترحاته المطروحة”، مشيرة في الوقت نفسه “إلى استمرار تدفق المليشيات باتجاه الجنوب السوري على مرأى من الدول الضامنة والمراقبة”.

وقبيل يومين من انطلاق أعمال أستانة 5 التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مدينة إسطنبول، ما يؤكد عدم تبلور تفاهمات نهائية بين الثلاثي الضامن حول الخرائط النهائية لمناطق خفض التوتر، والمرحلة التي تعقبها.

ورأى المستشار الإعلامي لوفد المعارضة السورية إلى جنيف، يحيى العريضي، أن وحدة سورية “آخر اهتمامات روسيا”، مضيفاً في حديث مع “العربي الجديد” أن “سورية بالنسبة للرئيس الروسي ورقة لعب مع الغرب لا أكثر”، مشيراً إلى أن سورية “رهينة لدى الروس بفعل القوة”.

واعتبر العريضي أن روسيا “اخترعت مسار أستانة” رداً على تجاهل الغرب لها بما يتعلق بالتحالف الدولي ضد الإرهاب، واصفاً مسار أستانة بـ”المنجز الباهت”، مضيفاً أن هذه الاجتماعات “لم تحقق شيئاً على المسارين العسكري والإنساني”، مشيراً إلى أن موسكو “تريد تثبيت حكم بشار الأسد من خلال أستانة، لأنه يسبغ الشرعية على احتلالها لسورية”. وأضاف أن مناطق خفض التوتر جاءت لقطع الطريق أمام محاولات أميركية لتكريس مناطق آمنة في سورية، معرباً عن قناعته بأن مناطق خفض التوتر “ستتحول مع الزمن إلى مناطق نفوذ، ما يعني تقسيم البلاد إلى دويلات، أو يقضمها النظام ويعيدها إلى سلطته بمساعدة روسيا”، متوقعاً ألا يصمد هذا الاتفاق “إلا بفعل القوة”.

ويبدو أن أنقرة تنتظر تبلور التفاهمات النهائية حول مناطق خفض التوتر في سورية كي يتسنى لها إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غربي سورية، تحمل عنوان “درع العاصي”، أو “سيف الفرات”، أكدت مصادر مطلعة أنها ستكون واسعة، وتشمل جانباً من ريف حلب الغربي، وكامل محافظة إدلب. كما تهدف أنقرة من وراء العملية إلى وأد أي محاولة من الوحدات الكردية لتوسيع نطاق سيطرتها حول مدينة عفرين في شمال غربي مدينة حلب، خصوصاً باتجاه المنطقة ما بين مدينتي أعزاز وجرابلس في شمال سورية. ومن المرجح أن تدفع العملية التركية الوحدات الكردية للانسحاب من مدينة تل رفعت وقرى في محيطها كانت سيطرت عليها في فبراير/شباط من العام الماضي إبان الخلاف التركي-الروسي.

وفي حال إقرار الخرائط النهائية لمناطق خفض التوتر، يصبح الشمال السوري منطقة نفوذ تركية، كما يترسخ أكثر نفوذ إيران في محيط دمشق، وفي محافظة حمص وسط سورية، فيما يتحوّل الساحل برمته إلى منطقة نفوذ روسية. وتبقى المنطقة الرابعة التي تضم درعا وبعض ريف القنيطرة محل خلاف، إذ يريد الأردن إبعاد مليشيات إيرانية عن حدوده الشمالية نحو 30 كيلومتراً، وفقاً لمصادر مطلعة، فيما يريد النظام السوري وجوداً رمزياً على كامل الحدود السورية الأردنية، خصوصاً على معبر نصيب الحدودي.

وحاولت قوات النظام والمليشيات التي تدعمها، استباق مباحثات أستانة لتغيير وقائع ميدانية في شرقي العاصمة دمشق، وسعت لإخضاع حي جوبر، ومناطق المعارضة في مدينة درعا، ولكن محاولاتها المتلاحقة فشلت أمام تصدي قوات المعارضة لها، على الرغم من أن النظام حاول اقتحام الغوطة 31 مرة خلال 13 يوماً، وفق فصيل سوري معارض.

وقال ناشطون، أمس، إن قوات النظام استهدفت للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، الغوطة الشرقية بغاز الكلور السام، ما أوقع العديد من حالات الاختناق بين المقاتلين والمقاتلين. وأكد الناشط الإعلامي علاء الأحمد الموجود في الغوطة الشرقية لـ”العربي الجديد”، استخدام النظام لغاز الكلور أكثر من مرة ضد بلدات الغوطة خلال الساعات الماضية، خصوصاً في بلدتي زملكا وعين ترما، ما تسبّب في وقوع عشرات الإصابات بين المقاتلين من “فيلق الرحمن” وبين المدنيين أيضاً.

من جهته، قال‏ “فيلق الرحمن” العامل في الغوطة الشرقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن أكثر من 30 شخصاً أصيبوا بحالات اختناق جراء هذا الاستهداف. واعتبر أن ذلك يأتي انتقاماً للخسائر التي تكبّدتها قوات النظام خلال إحباط مقاتلي الفيلق لمحاولة اقتحام بلدتي زملكا وعين ترما ومحاصرة حي جوبر شرق العاصمة دمشق.

وفي السياق، قُتل وجرح 15 مدنياً، أمس، جراء غارة من الطيران الروسي استهدفت تجمعاً في منطقة الحقاف في البادية السورية في ريف محافظة السويداء الشمالي الشرقي. ووقعت الغارة بالتزامن مع هجوم من قوات النظام على مواقع للمعارضة في ريف السويداء الشرقي انطلاقاً من مواقعها في محيط تلول شهاب في البادية الشاميّة، في محاولة من قوات النظام للتقدّم في المنطقة. ودارت أيضاً معارك بين الطرفين في محيط مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء الشرقي. وفي درعا أفاد “تجمع أحرار حوران” الإعلامي أن حصيلة ضحايا القصف الجوي والمدفعي والصاروخي من قوات النظام على مدينة درعا وريفها، يوم السبت، بلغت ستة قتلى.

العربي الجديد

 

داعش” في الرقة بين”عتق السبايا” و”الاصطفاء الطبيعي

عبدالقادر ليلا

شنّت “قوات النخبة”، ليل الأحد/الإثنين، هجوماً على سوق الهال في مدينة الرقة، بعد تمهيد جوي كثيف من طيران “التحالف” كان قد حوّله إلى كومة من الحجار. “وحدات حماية الشعب” الكردية، عبرت نهر الفرات من الضفة الجنوبية، وتمركزت داخل حي الهال في نقطة نيران جديدة لها.

 

وأحكمت “قوات سوريا الديموقراطية” و”قوات النخبة” القبضة على جهات مدينة الرقة الأربع، وعززتا ذلك بالسيطرة على قرية رطلة جنوب شرقي المدينة، فانعدم أمل التنظيم باختراق الجبهات. لذا، يحاول تنظيم “الدولة الإسلامية” شنّ هجمات معاكسة وسريعة، يبرع فيها، لتوسيع رقعته الجغرافية لدفع الخطر عن وسط المدينة التي ستكون تحت مرمى النار في أول هفوة منه، فكان لا بد له من الحفاظ على مسافة أمان. فسقوط مركز الرقة لا يعني فقط سقوط التنظيم في المدينة فحسب، بل سقوط اسطورة “الخلافة”. وبخمس مفخخات استعاد تنظيم “الدولة الإسلامية” حي الصناعة ودوار البتاني، قبل أيام، بعدما خسرهما في معارك استمرت 15 يوماً. السيطرة على الصناعة كانت قد كلّفت “قوات سوريا الديموقراطية” و”قوات النخبة” عشرات القتلى والجرحى، وشاركت فيها طائرات “التحالف الدولي” والصواريخ البالستية، وقوات المارينز والمدفعية الفرنسية، وراح ضحيتها 170 قتيلاً مدنيّاً.

 

فرار بعض عناصر التنظيم واستسلام البعض الآخر، صبّ فعلياً في مصلحة التنظيم، فلم يبقَ من مقاتليه إلا أصحاب العقيدة “النقية” المشبعين بأفكار الجهاد والباحثين عن الشهادة. وهذا “الاصطفاء الطبيعي” أراح التنظيم من المتردد والمُخترق من عناصره، لتبقى في صفوفه الكتلة البشرية الصمّاء.

 

ويبدو أن التنظيم غير مكترث لمسألة الحصار، ولا مقاتليه مهتمون بذلك إذ يعتبرون أنهم على موعد لـ”لقاء ربهم في جنة عرضها السموات والأرض”، وأنهم هنا لتنفيذ “أوامر الله” في “اقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة” أو الهلاك دونها. أبو أحمد الاسترالي، لبناني الأصل، يقول في درسه بعد الصلاة، وهو يشاهد الطائرات تملأ السماء: “يبدو أننا استعجلنا وأن وعد الله لم يحن في معركة دابق بعد. ولكن لنا أجر المبادرة، ونحن نبعث على نيتنا، ويكفينا عند الله أننا زرعنا الافكار الجهادية بعقول وقلوب أطفال المسلمين بعد دهر من الذل والخنوع”.

 

وعمد التنظيم إلى توزيع المواد الغذائية والذخيرة والوقود على جميع أحياء المدينة الـ26، بحيث أن خسارته لحي ما لا تعني سوى خسارة جزء من مستودعاته، وبقاءه في حي واحد مُجهّز بالأغذية والأسلحة والمعدات الطبية، تكفيه للاستمرار في القتال. لذلك، فإن كل حيّ بات منظومة كاملة منفصلة عما يجاوره، وقد سبق أن أحضر التنظيم عشرات الشاحنات المحملة بالحبوب والمعدات من مدينة الباب والطبقة، وزّع قسماً منها في مستودعات ضمن الأحياء ربما تكفيه لشهور، وشحن الباقي نحو مدينة الميادين.

 

إلا أن التنظيم بات عبارة عن دولة محمولة على سيارات “بيك آب” لا تملك إلا بنادق وعبوات دهان، ومجرد خروجه من منطقة ما، تنمحي آثاره مباشرة، بعدما عمل عليها طيلة السنوات الثلاث الماضية، وقطع لأجلها الرؤوس ونفّذ فيها عمليات الصلب والجلد والرجم. الرجال يحلقون لحاهم ويُشهِرون سجائرهم بعد دقيقة واحدة من مغادرتهم مناطق التنظيم، أو انسحاب التنظيم من مناطقهم. كل مدني يُقدّرُ له الخروج من مناطق سيطرة التنظيم، رجلاً كان أو امرأة، سرعان ما يعود إلى حياته السابقة قبل عهد “الدولة الإسلامية”. الأمر الذي أحبط عناصر التنظيم، لدرجة أن يقول مقاتل سعودي، عاتباً: “نحن تركنا أهلنا وبيوتنا وأتينا لتطبيق شرع الله. وبعدما ظننا أننا فعلناها، ما أن نغادرهم أو يغادروننا حتى يعودوا إلى ما كانوا عليه”.

 

التنظيم أصبح عنيفاً وشرساً في قتاله، مثل الضباع الجريحة. أحد مقاتلي “قسد” السابقين، قال لـ”المدن”: “20 مقاتلاً من قسد هاجموا نقطة في منطقة مساكن الادخار فكان بانتظارهم حزام ناسف وسيارة مفخخة، ليعود منهم ثلاثة فقط. لذلك، تركت القتال ولي بذمة الأميركان رواتب شهرين لا أريدها. لا أريد الموت في هذه الحرب. إنهم يخرجون لنا من بين الحجارة، من خلف الاشجار، من أماكن لا يمكن توقعها. تتمنى أن يقتلك مباشرة بطلقة على ألا يأسرك حياً، لتكون بطلاً في احد اصداراته المرعبة”.

 

عناصر التنظيم بدأوا التخلص من الأحمال الزائدة، والاعتماد على ما يوضع في جيوبهم. محمد الذي يعمل بالصرافة وتحويل العملة، وتمكن من مغادرة الرقة قبل يومين، قال لـ”المدن”، إنه سلّم حوالة لامرأة بمبلغ 4 آلاف دولار، وعندما طلب منها اثبات شخصية اخرجت ورقة كُتبَ في ترويستها: “صك عتق”، وتبين أنها كانت “سبيّة” قد “عتقها سيدها” ودفعت ثمن حريتها بحوالة مالية، ربما من أهلها. التخلص من “السبايا” صار منتشراً، فلا مشترين لهنّ في هذه الظروف. على الأقل بات بامكانهنّ الدفع لـ”أسيادهنّ” لقاء “العتق”. المرأة التي اشترت حريتها بـ 4000 دولار، كانت حريصة على ورقة الـ”صك عتق”، تضمها إلى صدرها بحقيبة في يدها، قبل أن تستعجل الرحيل. يتابع محمد: “قالت إنها ستغادر مباشرة بعد صلاة الظهر، وبقي أن تمهر الصك بختم الوالي. وفي تلك الظهيرة قصف الطيران مجموعة من القوارب العابرة، فقتل البعض ونجا أخرون. لا أدري إن كانت تلك المرأة قد لاقت حتفها أم وجدت طريقها إلى الحرية”.

 

أهالي الرقة المحاصرين من الجهات الأربع، يُحاصرهم التنظيم أيضاً، وكلما انسحب من نقطة أخذهم معه كرهائن. أهالي الرقة باتوا في تحدٍ دائم، بين الحياة والموت، أمام عشوائية قذائف “قسد” وعشوائية سواطير التنظيم، وعشوائية القدر.

 

الخروج من المدينة يتطلب من الهاربين ركوب الزوارق نحو قرية رطلة، من جهة الفرات الجنوبية، ومن ثم تسلق جبال الشامية، والانعطاف غرباً نحو مدينة المنصورة. أحد الهاربين الناجين، قال لـ”المدن”، إن الرحلة استغرقت يومين، وتتطلب النجاة فيها أن تكون من المحظوظين والأصحاء، أو تجد من يحملك أن كنت عاجزاً أو كبيراً بالسن، وألا تكون طريداً لـ”داعش” أو فريسة لطيران “التحالف” أو هدفاً لقناصة “قسد”. أغلب كبار السن، ممن بقوا في المدينة، جهّزوا أكفانهم، وكتبوا وصيتهم، بعدما أدركوا أنهم سيهلكون قبل أن تنتهي هذه الحرب، وتفرغوا للدعاء والابتهالات والصلاة، على أمل الفرج والنجاة أو حسن الختام.

 

معركة الرقة تتركز في سوق الهال..وغارات على ريف دمشق

تشهد معركة استعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية” اشتباكات عنيفة، منذ ليل السبت، حيث تحاول “قوات سوريا الديموقراطية” تثبيت مواقعها في سوق الهال، الذي دخلته بعد انسحاب التنظيم من معظم أجزائه.

 

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن الاشتباكات في سوق الهال ترافقت مع ضربات متلاحقة نفذتها طائرات التحالف الدولي مستهدفة مواقع تنظيم “داعش”، كما خلفت الاشتباكات خسائر بشرية من الطرفين. ومن خلال تقدمها الجديد، تصبح “قوات سوريا الديموقراطية” على مشارف حي هشام بن عبدالملك، وهو آخر الأحياء في جنوب مدينة الرقة والمحاذي للضفاف الشمالية لنهر الفرات.

 

من جهة ثانية، قصف النظام السوري منطقة اللطامنة في ريف حماة الشمالي بعشرات القذائف، ما تسبب في أضرار ودمار بممتلكات السكان. وجاء ذلك في أعقاب أنباء عن استعدادات لعمل عسكري ستقوم به المعارضة ضد مواقع النظام في الريف الشمالي، إلا أن المرصد نفى تلك الأنباء.

 

وفي الغوطة الشرقية، سقطت قذائف هاون على مناطق في محيط ضاحية الأسد، قرب مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية والخاضعة لسيطرة قوات النظام، في حين نفّذت الطائرات الحربية 3 غارات على أطراف مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، بحسب المرصد.

 

وتشهد نقطة التقاء ريف دمشق الجنوبي الشرقي مع ريف السويداء الشمالي الشرقي اشتباكات بين قوات النظام والمليشيات المساندة لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة ثانية. وترافقت الاشتباكات مع قصف نفّذته مقاتلات النظام في محيط قرية الحقف في ريف السويداء الشمالي الشرقي، حيث قتل نحو 14 شخصاً.

 

أما في درعا، فواصلت قوات النظام السوري قصف مناطق في درعا البلد، في حين قصفت الطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة، مناطق في قرية الجسري في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، بحسب ما أفاد المرصد.

 

ما خيارات “مغاوير الثورة” بعد قطع النظام طريق ديرالزور؟

اقترحت الولايات المتحدة على حلفائها في “جيش مغاوير الثورة” نقل مجموعة من مقاتليه، تبلغ نحو 100 مقاتل، إلى ناحية الشدادي في الحسكة، وإنشاء قاعدة عسكرية لهم من دون إغلاق قاعدة التنف. وتحاول الولايات المتحدة بذلك الالتفاف على مليشيات النظام بعدما فرضت طوقاً على قوات حليفة لواشنطن في منطقة التنف من البادية السورية، ومنعتها من التقدم نحو المنطقة الشرقية وتحديداً البوكمال، عبر بادية تدمر.

 

مراسل “المدن” سيباستيان الحمدان قال إن الولايات المتحدة، تحاول بذلك البحث عن فرصة جديدة لـ”جيش مغاوير الثورة”، بعدما حوصرت قواته في البادية، وهو الذي يعد النواة العربية لتحرير منطقة ديرالزور. ويلعب “مغاوير الثورة” و”قوات النخبة”، في الوقت الراهن دوراً “عربياً”، في المفهوم الأميركي، في تحرير المنطقة الشرقية من سوريا، بعدما كانت المهمة منوطة بـ”قوات سوريا الديموقراطية” التي لا تصل نسبة المقاتلين العرب فيها إلى 10 في المئة.

 

وتحاول الولايات المتحدة من خلال حلفائها الثلاثة؛ “جيش مغاوير الثورة” و”قوات النخبة” و”قوات سوريا الديموقراطية”، قطع الطريق على قوات النظام التي تحاول التقدم من محاور متعددة إلى محافظة ديرالزور. ويأتي ذلك بعد تفاقم الخلافات بين “قسد” من جهة، والنظام والروس من جهة أخرى. وتأخذ الولايات المتحدة المتزعمة لـ”التحالف الدولي”، بعين الاعتبار، طبيعية المنطقة السكانية، وهي تحاول اعطاء دور للمقاتلين العرب على الرغم من فشل العديد من المشاريع في الشمال السوري

 

وتركز السيناريو الأميركي الأخير، الذي لم يحصل بعد على موافقة نهائية من “جيش مغاوير الثورة”، على نقل جزء من قوات “المغاوير” إلى ناحية الشدادي، مع امكانية نقل جزء آخر منهم إلى نقاط بالقرب من مدينة الطبقة. وسيتم ذلك عبر المملكة الأردنية، بحسب مصادر “المدن”. ورجّحت المصادر، أن طائرات النقل قد لا تُرسلُ مباشرة إلى مطارات تركيا، وإنما تخرج إلى إحدى القواعد الأميركية في الحسكة، في ظل رفض الجانب التركي ادخال أو إخراج المقاتلين مع وجود مساعٍ أميركية مع الجانب التركي.

 

وأكدت المصادر، أن الولايات المتحدة تحاول في هذا السيناريو الحد من تضخم “قوات سوريا الديموقراطية”، على الرغم من العلاقة المتينة والثقة المتبادلة نوعاً ما بين الطرفين. وتابع المصدر، إن مأ أشيع عن نقل “قسد” إلى التنف هو مجرد كلام لا صحة له، وأن الولايات المتحدة تعتبر أن ابتعاد “المغاوير” عن نقاطهم الرئيسية في التنف، هو شيء ثانوي، في ظل البحث عن كيفية تنفيذ الأهداف الرئيسية في المنطقة.

 

لماذا فئة “2000 ليرة سورية” الآن؟

أصدر مصرف سورية المركزي نسخة من فئة 2000 ليرة سورية، وبدأ التداول بها في كل من محافظتي دمشق وطرطوس، على أن تكون العملة الجديدة مطروحة في المحافظات كلها حتى نهاية الأسبوع الحالي، رغم أن العملة الورقية الجديدة طبعت منذ العام 2015.

 

وللعملة الجديدة مزايا أمنية عدة، كما يصفها المصرف المركزي. وهي طباعة نافرة تضفي على الورقة خشونة متميزة منها رقم الفئة- النقوش- التواقيع- علامات للمكفوفين على طرف كل عرض من الورقة النقدية. نجمة في أسفل يسار الورقة تظهر بلون موحد عند النظر إلى الورقة مباشرة، لكن بتحريكها يظهر الرقم 2000 بألوان متعددة. كما يحتفظ مصرف سوريا المركزي بمزايا أمنية إضافية خاصة به لكشف التزوير. وتحمل العملة الجديدة على أحد وجهيها صورة للرئيس بشار الأسد، وفي الجهة المقابلة صورة لمجلس الشعب السوري.

 

ويأتي طرح الفئة الجديدة من العملة السورية في ظل كثافة في التعامل بالأوراق النقدية. ويتداول السوريون منذ فترة عملة بالية ومهترئة، خصوصاً من فئة 50 ليرة سورية.

 

ووفق حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور دريد درغام، فإن السنوات الماضية شهدت ارتفاعاً كبيراً بالأسعار. ما زاد من سرعة تداول النقود الورقية وتلفها. فتطلب الأمر طرح أوراق نقدية مختلفة والعمل على أدوات دفع إلكتروني مناسبة.

 

ويُعتبر طرح فئة 2000 ضرورة لمعالجة ارتفاع في الأسعار حدث في السنوات الماضية، ولن يؤثر على السياسة النقدية الحالية وخير دليل أنه لم تطرح هذه الفئة إلا بعد التأكد من استقرار مستمر منذ عام تقريباً. بالتالي، سيكون طرح هذه الفئة نتيجة طبيعية لامتصاص ارتفاعات سابقة يعاني منها السوريون في كمية نقود كبيرة يضطرون إلى استخدامها في تعاملاتهم اليومية. والأمل من خلال الخطوات التي يقوم بها المصرف المركزي بالتنسيق مع الحكومة ألا يقتصر الاستقرار على سعر الصرف، وإنما أن يكون استقراراً مؤكداً في أسعار السلع والخدمات.

 

وقد طالت خطوة مصرف سورية المركزي انتقادات كثيرة، خصوصاً لناحية توقيت طرح العملة الجديدة، الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التضخم وتراجع في القدرة الشرائية مع انخفاض في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار.

 

الكرملين مُتهم باغتيال مصرفي روسي فضح نظام الأسد

 

كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، الأحد، أن المصرفي الروسي الكسندر بيريبيليشني، والذي يُعتقد أنه اغتيل تسمماً على أيدي روس، كان متورطاً في عملية مالية سرية بين موسكو ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وبيريبيليشني، الذي قُتل في ظروف غامضة بعد كشفه عملية احتيال ضرائبي تورّط بها مسؤولون حكوميون روس، كان يتعامل مع شبكة من شركات “أوفشور”، تقول الولايات المتحدة إنها تقدّم دعماً لنظام الأسد.

 

وكشفت الصحيفة البريطانية عن وثائق تظهر أن شركة سويسرية يديرها بيريبيليشني، قد أرسلت أكثر من مليوني دولار إلى شركة “Balec Ventures” الضرائبية التابعة لعيسى الزيدي، وهو رجل أعمال روسي من أصل سوري. والزيدي وُضع على قائمة عقوبات وزارة الخزنة الأميركية عام 2014، لارتباطه بالبرنامج الكيماوي السوري.

 

وتظهر الوثائق أيضاً معاملات مصرفية وعقوداً مالية بملايين الدولارات بين شركة الزيدي وعدد من المؤسسات والشخصيات السورية، التي جمدت الحكومة الأميركية أرصدتها، بسبب دعمها لنظام الأسد.

 

وهرب بيريبيليشني إلى المملكة المتحدة بعد فضحه لدور شركته “Quartell Trading”، في عمليات غسل أموال لرجال مافيا روس على علاقة وطيدة بالكرملين. وتوفي المصرفي مُسسماً قرب منزله في بريطانيا عام 2012، وعُثر في معدته على بقايا نبتة “Gelsemium elegans”، وهي مادة يستخدمها عادة القتلة الروس في عمليات الاغتيال. لكن الشرطة البريطانية قالت إن وفاة بيريبيليشني “لا شُبهة فيها”، بالرغم من تلقي الأخير تهديدات بالقتل، وسحبه ملايين الجنيهات من حساب التأمين على الحياة في الأشهر التي سبقت وفاته. كما تم العثور على اسمه ضمن “قائمة القتل” في موسكو.

 

لكن اكتشاف تورّط بيريبيليشني في العمليات المالية السرية بين دمشق وموسكو، قبل أن يفجّر فضيحة الاحتيال الضرائبي، سيثير أسئلة جديدة حول ظروف مقتله. وقال النائب العمالي بن برادشاو لـ”ذا تايمز” إن هذا الأمر “يثير من تساؤلاتنا” حول الرواية الأصلية التي تقول إن المصرفي الروسي توفي لأسباب طبيعية، مشيراً إلى أن ارتباطه ببرنامج الأسد الكيماوي “يشكل دافعاً آخر لقتله”. وعبّر برادشاو عن قلقه من عدم تعامل الأجهزة الأمنية البريطانية بجدية مع ظروف مقتل بيريبيليشني.

 

وتابعت الصحيفة، أنه في وقت سابق من حزيران/يونيو الماضي، قدّم جواسيس أميركيون معلومات إلى جهاز المخابرات البريطانية MI6، تفيد بأن بيريبيليشني “ربما اغتيل بناءً على أوامر من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مباشرة، أو أشخاص مقربين منه”، فيما جاء في تقرير صادر عن مدير مكتب المخابرات الوطنية الأميركية أن “هنالك ثقة عالية” بأن عملية قتل بيريبيليشني قد وافق عليها بوتين.

 

وبحسب مصادر استخباراتية غربية، فإن لندن حريصة على عدم إشعال أي توتر مع موسكو، بعد قضية مقتل عميل الـ”KGB” الروسي الكسندر ليتفينينكو بالتسمم الإشعاعي في لندن عام 2006، وتضيف المصادر أن اتهام بريطانيا لأشخاص روس بقتل بيريبيليشني قد يؤذي العلاقات مع الكرملين.

 

وتم انتقاد بريطانيا أيضاً بإعطائها أولوية لتدفق “الأمول الروسية القذرة” إلى لندن. وقال الرئيس السابق لمكتب الأمن الوطني لمكافحة الإرهاب البريطاني كريس فيليبس: “من الواضح جداً أن (مقتل بيريبيليشني) كان اغتيالاً”، وأضاف “على عكس ليتفيننكو، يبدو أن هذا هو الرجل الذي لا يريدون أن يعرف الناس عنه”.

المدن

 

أجندة محادثات أستانة وُضِعت

تتواصل التحضيرات لانطلاق جولة جديدة من محادثات أستانة بشأن سوريا، حيث من المقرر أن تبدأ أولى جلسات هذه الجولة الثلاثاء. ويجتمع ممثلو الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، في العاصمة الكازخستانية عشية انطلاق الجولة الحالية.

 

وكشفت وكالة “تاس” الروسية، أن أجندة الجولة الحالية باتت جاهزة، حيث سيتم بحث “مكافحة الإرهاب، وتنسيق البيانات المتعلقة بمذكرة مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها في 4 مايو/أيار الماضي”.

 

وسيبحث المشاركون في هذه الجولة أيضاً “تشكيل اللجنة السورية للمصالحة الوطنية”، بالإضافة إلى “مسائل متعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار البنية التحتية في سوريا”.

 

وسيشارك في هذه الجولة، إضافة إلى ممثلي الدول الضامنة، المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ومستشار وزير الخارجية الأردني وصفي التل، ومساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ستيوارت جونز.

 

ميدانياً، قالت وكالة “مسار برس”، إن قوات النظام السوري شنّت هجوماً جديداً على أطراف مدينة زملكا وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأُسند الهجوم بغطاء من الطيران الحربي والمدفعية. وتمكّنت قوات المعارضة من صد الهجوم وإعطاب دبابة وتدمير رشاش ثقيل لقوات الأسد على جبهة زملكا.

 

واستهدفت قوات النظام كذلك مدينة دوما وبلدة حزة في الغوطة الشرقية بقذائف المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات من المدنيين، بحسب “مسار برس”.

من جهة ثانية، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا، وقف الأعمال القتالية في المنطقة الجنوبية، وتشمل درعا والقنيطرة والسويداء، وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن وقف الأعمال القتالية سيكون “اعتباراً من الساعة 12,00 يوم 2-7-2017  حتى الساعة 00,00 يوم 6-7-2017″، وأشار البيان إلى أن ذلك “بهدف دعم العملية السلمية والمصالحات الوطنية وفي حال حدث أي خرق سيتم الرد بالشكل المناسب”.

 

نظام الأسد يعلن وقفاً لإطلاق النار جنوبي سوريا

أعلن جيش النظام السوري، الاثنين، وقفاً للعمليات العسكرية جنوبي البلاد، بدأ من ظهيرة يوم الأحد، ويمتد لأربعة أيام.

 

وقال بيان صادر عن الجيش نشر في موقع وزارة الدفاع التابعة للنظام: “بهدف دعم العملية السلمية والمصالحات الوطنية تم وقف الأعمال القتالية في المنطقة الجنوبية: درعا- القنيطرة- السويداء، اعتباراً من منتصف ليلة (الأحد-الاثنين) حتى الساعة 00.00 بالتوقيت المحلي(21:00 ت.غ) يوم الخميس”.

 

وأضاف أنه “وفي حال حدث أي خرق سيتم الرد بالشكل المناسب”.

 

وكان نحو 30 فصيلاً من فصائل المعارضة في درعا جنوبي سوريا أعلنت مقاطعة مؤتمر أستانة المزمع انعقاده الثلاثاء بالعاصمة الكازاخية، بسبب مواصلة قوات النظام استهدافها للمدينة.

 

وبدأت قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية التابعة لإيران مطلع الشهر الماضي هجوماً واسعاً على مدينة درعا بغية استعادة السيطرة على أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة فيها.

 

هجمات متبادلة بين القوات الكردية وتنظيم الدولة بالرقة  

 

تبادلت قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية الهجمات في مدينة الرقة التي تشهد بعض أحيائها اشتباكات عنيفة، في حين قتل المزيد من المدنيين في المدينة وريفها بنيران القناصة أو في غارات للتحالف الدولي.

 

فقد قالت مصادر للجزيرة إن قوات سوريا الديمقراطية -المشكلة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري- صدت هجومين متزامنين لتنظيم الدولة على الجهتين الشرقية والغربية في المدينة.

 

وأضافت أن القوات الكردية شنت هجوما معاكسا بدعم جوي من طائرات التحالف الدولي، وسيطرت على أجزاء من حي هاشم عبد الملك جنوبي الرقة وأجزاء من حي اليرموك غربي المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة.

 

ووفق المصدر، فإن قوات سوريا الديمقراطية قتلت سبعة من عناصر التنظيم واستولت على أسلحة وذخائر، فيما قتل خمسة من عناصرها خلال المواجهات.

 

وكانت تلك القوات تمكنت أمس لأول مرة من عبور نهر الفرات والتوغل داخل الرقة من جهة الجنوب لتسيطر على سوق الهال.

 

كما شنت الوحدات الكردية هجوما مضادا لاستعادة حي الصناعة في القسم الشرقي من المدينة. وكان تنظيم الدولة شن بدوره الجمعة هجوما مضادا تمكن على إثره من استعادة أجزاء كبيرة من هذا الحي المهم الذي خسره قبل أسبوع.

 

ميدانيا أيضا، قال ناشطون إن ثلاثة مدنيين قتلوا في غارة للتحالف الدولي على قرية كسرة سرور جنوب مدينة الرقة، وكان خمسة مدنيين بينهم أمّ وثلاثة من أطفالها قتلوا أمس في قصف جوي مماثل، وقتل مدني سوري اليوم برصاص قناص من قوات سوريا الديمقراطية داخل مدينة الرقة، وقتل قبله مدنيون بينهم طبيب بالطريقة نفسها، وفق الناشطين.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

قتلى بغارات للنظام على تجمع للنازحين بريف السويداء  

 

قالت مصادر محلية إن عشرين مدنيا قتلوا، بينهم نساء وأطفال، وجرح آخرون في غارات شنتها طائرات تابعة للنظام على تجمع للنازحين في منطقة الحقاف بريف السويداء الشرقي.

وأضافت المصادر أن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع بسبب عدم توفر رعاية طبية في المنطقة الواقعة ضمن البادية السورية، حيث تم نقل بعض الجرحى إلى الأردن لتلقي العلاج.

 

كما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على قرية أصفر بريف السويداء، دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا.

 

وفي سياق مواز، أعلن فيلق الرحمن -أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق- إحباطه 31 محاولة لقوات النظام لاقتحام الغوطة الشرقية خلال 13 يوما السابقة.

غارات كثيفة

وقال المتحدث باسم الفيلق وائل علوان إنّ قوات النظام كثّفت غاراتها الجوية والمدفعية على الغوطة الشرقية خلال محاولاتها تلك، مشيرا إلى أن المعارضة واجهت المحاولات بمقاومة عنيفة وكبّدت النظام خسائر كبيرة.

 

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول أن النظام استخدم خلال محاولاته الفاشلة عددا كبيرا من المدرعات، وصل في بعضها إلى ثلاثين مدرعة.

 

وأشار علوان إلى أن محاولات الاقتحام المتواصلة منذ العشرين من الشهر الماضي وحتى أمس تركّزت على محورين: شمال شرق حي جوبر الدمشقي، وجنوب شرق الحي.

 

ولفت علوان إلى أن مقاتلي فيلق الرحمن تصدّوا لجميع هذه المحاولات التي استخدم فيها النظام غاز الكلور السام مرتين، الأولى على شمال جوبر وعلى جبهات عين ترما في 22 من الشهر الماضي، والثانية أمس وكانت على جبهات عين ترما، وأدت إلى أكثر من ثلاثين إصابة في صفوف الفيلق.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

أستانا 5 تبدأ غداً.. وهذه الفصائل غائبة

دبي – قناة العربية

سيكون موضوع تطبيق بنود اتفاقية مناطق تخفيف التوتر في #سوريا هو الأبرز ضمن جولة جديدة وهي الخامسة من مفاوضات #أستانا بشأن الأزمة السورية. كما أن هذا الموضوع يتموضع على رأس جدول أعمال المشاركين في المفاوضات.

واستبقت المباحثات باجتماع تحضيري لممثلي روسيا و#تركيا وإيران .

وتشارك في المفاوضات كما أصبح معروفاً الدول الضامنة الثلاث روسيا وإيران وتركيا، إضافة إلى الأطراف المراقبة وهي الولايات المتحدة والأردن و#الأمم_المتحدة. أما فيما يخص الأطراف السورية المشاركة فهي وفد #النظام، وفصائل المعارضة باستثناء فصائل الجبهة الجنوبية التي أعلنت عدم مشاركتها في المباحثات لأسباب عدة أبرزها عدم قدرة الدول الضامنة على إيقاف آلة القتل واستغلال النظام لفترات الهدن لتنفيذ هجمات.

ووفقا لمبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف توقع أن يتم التوقيع على نقاط عدة بعد انتهاء مباحثات أستانا على رأسها #مناطق_تخفيف_التصعيد.

أما المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا فقد أشار قبل أسبوع إلى أن الفترة المقبلة التي تشهد لقاءات أستانا وجنيف ستكون اختبارا لرغبة الأطراف للوصول لتسوية حقيقية للأزمة.

 

مفاوضات أستانا غداً و”عشرات الفصائل المسلحة تُقاطعها

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 3 يوليو 2017

روما- تنطلق غداً (الثلاثاء) مفاوضات أستانا حول الأزمة السورية بنسختها الخامسة، وسط إعلان عشرات الفصائل المعارضة المسلحة التابعة للجبهة الجنوبية في سورية مقاطعتها للمفاوضات، ووسط “انهيار شبه كامل للهدنة”، حسب تلك الفصائل، والتي يُفترض أن مفاوضات أستانة الماضية قد أرستها في مناطق متعددة في سورية بضمانة روسية إيرانية تركية.

 

وقال وزير الخارجية الكازاخي، خيرت عبد الرحمنوف، اليوم، إن المفاوضات ستستمر يومين، وسيصل وفد النظام اليوم دون أن يُحدد موعد وصول وفد المعارضة. فيما أعلن الروس عن أملهم أن يستطيعوا عبر هذه الجولة من المفاوضات رسم حدود “مناطق تخفيف التصعيد” ووضع آلية لمراقبتها.

 

وأعلن ثلاثون فصيلاً عسكرياً معارضاً تابعاً للجبهة الجنوبية لتحرير سورية، عن مقاطعته للمؤتمر، واعتبرت هذه الفصائل مفاوضات أستانة “مؤامرة كبيرة من أجل تقسيم سورية”، وقالت إن كل من يُشارك به لا يمثل الجنوب السوري، وهو “مبارك لعملية تقسم سورية التي تُعتبر خيانة لدم الشهداء ومطالب الشعب السوري”، وأكّدت على أنها تسعى لـ “تحرير الشعب السوري من الظلم والوصول به إلى الديمقراطية والحرية”.

 

وأوردت أسباباً أخرى لمقاطعة المفاوضات من أبرزها: “عدم قدرة الدول الضامنة على إيقاف آلة القتل، وأوجدت فرصة للنظام لمواصلة القتل، واستغلال النظام لفترات الهدن ووقف إطلاق النار للتجهيز وقيامه بعمليات هجومية باتجاه مناطق مختلفة من سورية، وعدم وجود ضمانات واضحة أو أي رؤية واضحة لماهية المؤتمر ومقترحاته المطروحة”. كما نوهت بأن “التسريبات تُظهر أن الغاية من المؤتمر تقسيم سورية”، وتحدثت عن “استمرار تدفق المليشيات باتجاه الجنوب السوري على مرأى من الدول الضامنة، والمساواة بين الجلاد والضحية بفرض إيران كدولة ضامنة لأي اتفاق، ومساندة الروس علناً للنظام السوري في جنوب سورية، من خلال المستشارين العسكريين ومن خلال سلاح الجو”.

 

وتأتي هذه الجولة من المفاوضات متزامنة مع معارك عنيفة بين المعارضة والنظام، في ريف دمشق وجنوب سورية على وجه الخصوص، في محاولة من النظام لكسب مناطق أكبر قُبيل المفاوضات وتثبيت وقف إطلاق النار.

 

وترى فصائل المعارضة السورية في ريف دمشق أن النظام السوري يسعى لاستراتيجية القضم التدريجي، ويأخذ مفاوضات أستانة وجنيف حجّة للمماطلة في تطبيق الهدنة ووقف إطلاق النار، سعياً منه لتغيير الواقع العسكري الميداني، ليكون موقفه أكثر قوّة في أي مفاوضات، وتستمر في رفضها المبدئي لكون إيران شريكاً وضامناً لمخرجات مفاوضات أستانة.

 

وتقول مصادر من المعارضة السياسية السورية إن تركيا وافقت على رعاي هذه المفاوضات بجميع جولاتها أملاً منها لضمان قطع الطريق على الأكراد في شمال سورية، وتأتي هذه الجولة مع حشد تركيا نحو سبعة آلاف من القوات التركية الخاصة على الحدود مع سورية تمهيداً لما يُعتقد أنه عملية عسكرية تركية كبيرة سيُشارك فيها أيضاً نحو عشرين ألف مقاتل من المعارضة السورية.

 

دمشق تحذر واشنطن من رد فعل مختلف على أي هجوم جديد

حذر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الإثنين من رد فعل مختلف لدمشق وحلفائها في حال شنت الولايات المتحدة هجوما جديدا على مواقع الجيش السوري.

وقال المقداد في مؤتمر صحافي في دمشق “حقيقة نحن لن نستغرب قيام الولايات المتحدة وهذه الإدارة بارتكاب اعتداءات جديدة على سوريا”.

 

وأضاف “لكن يجب أن يحسبوا بشكل دقيق حسابات رد الفعل، وأن ردود الفعل من سوريا وحلفائها لن تكون كما كانت في العدوان الأول”.

 

ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع من اتهام البيت الأبيض لدمشق بالتحضير لهجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا، محذرا إياها من أنها ستدفع “ثمنا باهظا”.

 

لكن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قال لاحقا “يبدو أنهم أخذوا التحذير على محمل الجد”.

 

وكانت وزارة الدفاع شرحت أن سبب تحذير البيت الأبيض يعود إلى نشاط في قاعدة الشعيرات الجوية التي قالت إنها استُخدمت لشن الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون في نيسان/أبريل الماضي.

 

وتتهم واشنطن دمشق بالوقوف خلف الهجوم الكيميائي الذي أودى بحياة 88 شخصا في بلدة خان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة وجهادية.

 

وبادرت واشنطن بعد يومين من الهجوم إلى استهداف قاعدة الشعيرات في أول ضربة أمريكية عسكرية ضد دمشق منذ بدء النزاع في 2011.

 

ودانت دمشق وحليفتاها طهران وموسكو الضربة الأمريكية، ولكن لم يكن هناك أي رد فعل عسكري عليه.

 

واعتبر المقداد أن “الإدارة الأمريكية الجديدة أرادت أن تقول للعالم إنني قوية وإنني أستطيع أن أضرب في كل مكان”، مضيفا “طبعا المجنون يستطيع أن يضرب في كل مكان”.

 

وتنفي دمشق أي استخدام للأسلحة الكيميائية مؤكدة أنها فككت ترسانتها في العام 2013.

 

وقال المقداد “سوريا تخلصت من برنامجها الكيميائي بشكل كامل. لم تعد هناك أسلحة كيميائية في سوريا ولا مواد كيميائية سامة أو غازات قد تستخدم في عمليات حربية”.

 

وأفاد تقرير نشرته بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الجمعة أن “أشخاصا تعرضوا للسارين، وهو سلاح كيميائي”.

 

واعتبرت موسكو، أبرز حلفاء دمشق إلى جانب طهران، أن التقرير يستند “إلى بيانات مشكوك بأمرها” كما أنه “يدفع بشكل غير مباشر كل قارئ يجهل بالكامل ظروف القضية إلى الاستنتاج بأن القوات الحكومية السورية مسؤولة”.

 

ورأى المقداد أن التقرير الأخير يفتقد إلى الصدقية كونه “لا يستند إلى التحقيق المباشر وأرض الواقع”، مضيفا “قلنا إننا لن نعترف بنتائج هذا التحقيق ولن نتعامل معه لأنه يفتقد إلى الشفافية والمصداقية والنزاهة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى