أحداث الأحد 11 أيار 2014
دمشق: «المنافسة الانتخابية» تنطلق اليوم والأسد يستبقها برفع «سوا» شعاراً لحملته
لندن – «الحياة»
أعلنت المحكمة الدستورية العليا في سورية أمس القائمة النهائية للمقبول ترشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، وهم الرئيس الحالي بشار الأسد وماهر عبد الحفيظ حجار والدكتور حسان عبد الله النوري. وقالت إن الحملة الانتخابية للثلاثة ستبدأ اليوم الأحد، على أن يُجرى الاقتراع في 3 حزيران (يونيو) المقبل.
وكان لافتاً أن الأسد، المتوقع أن تؤدي الانتخابات إلى إعادة انتخابه لولاية جديدة، استبق بدء الحملة الانتخابية بإطلاق «موقع رسمي» لحملته على مواقع الإنترنت مثل «فايسبوك» و «إنستغرام» و «تويتر» و «يوتيوب»، وحملت كلها عنوان حملته «سوا». وليس واضحاً ما إذا كان إطلاق موقع الحملة يُعتبر انتهاكاً للقانون الذي يحدد موعد انطلاق حملات المرشحين باليوم الأحد. وحمل موقع «سوا» تعليقات لـ «محبي» الرئيس السوري، لكنه خلا من تفاصيل لبرنامجه الانتخابي.
وإضافة إلى حملة الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي، تفترض حملات الدعاية الانتخابية قيام المرشحين المتنافسين بمهرجانات شعبية للتواصل مع مؤيديهم، وهو أمر من غير الواضح ما إذا كان القيام به ممكناً في ظل الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تعيشها البلاد. كما أن من غير الواضح ما إذا كانت وسائل الإعلام الحكومية يمكن أن تتيح لـ «منافسي» الأسد الحيّز الإعلامي المتاح له ذاته، وإن كان مراقبون يعتبرون إن دخول هذين المرشحين في مواجهة الرئيس السوري ليس سوى «عملية تجميل» لاقتراع يصفه الغرب بأنه «مهزلة».
وبدأ آلاف المواطنين أمس في العودة لتفقد منازلهم المدمرة أو المتضررة في أحياء حمص التي انسحب منها مقاتلو المعارضة، في ظل تقارير عن ضحايا سقطوا بانفجارات خلال تفقدهم بيوتهم. وكان عدد العائدين أول من أمس يقدّر بالمئات، لكنه سجّل ارتفاعاً كبيراً أمس. وأفادت معلومات أن عمليات سرقة واسعة النطاق حصلت في البيوت المهجورة في حمص. وكان لافتاً أن السلطات عممت على المواطنين ضرورة جلب ما يثبت ملكيتهم المنازل التي يعودون إليها، خشية حصول مصادرات لبيوت أخلاها نازحون من حمص، إما اضطراراً وإما بسبب تأييدهم الثوار.
ويمثّل خروج الثوار من حمص انتصاراً معنوياً للأسد مع اقتراب موعد الانتخابات، من دون أن يكون واضحاً ما إذا كان في نيته زيارة المدينة لتفقد جنوده هناك، مثلما فعل عندما دخلت قواته حي بابا عمرو عام 2012. وقام الأسد أيضاً بزيارتين هذا العام والعام الماضي لجنوده عندما حققوا تقدماً ميدانياً في مواجهة الثوار، وكانت الأولى في ضاحية داريا قرب العاصمة دمشق والثانية في معلولا البلدة المسيحية الأثرية التي استولى عليها مقاتلو المعارضة قبل طردهم منها ومن معظم أرجاء منطقة القلمون على الحدود مع لبنان.
ميدانياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تمكنت ليلة أول من أمس من «السيطرة على كامل ريف دير الزور الغربي (خط الجزيرة) عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والجبهة الإسلامية ومسلحين محليين موالين لهما». وأضاف أنه «تأكد مقتل سبعة عناصر من الدولة الإسلامية بينهم قيادي من كازاخستان خلال اشتباكات الريف الغربي، ومقتل 12 من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية والمسلحين المحليين الموالين لهما»، لافتاً إلى أنه بذلك «يرتفع إلى ما لا يقل عن 230 عدد المقاتلين من الطرفين الذين قُتلوا خلال الاشتباكات العنيفة المستمرة منذ 10 أيام، بالإضافة إلى استشهاد عدد من المدنيين». واندلعت الاشتباكات في 30 الشهر الماضي إثر تنفيذ «داعش» هجوماً على مناطق بريفي دير الزور الغربي والشرقي. وأشار «المرصد» إلى أن الاشتباكات أجبرت «أكثر من 100 ألف مواطن من سكان هذه المناطق والنازحين إليها على النزوح إلى مناطق أخرى بحثاً عن ملاذ آمن».
ونقلت «فرانس برس» أمس عن ناشطين أن أهالي حلب، ثاني أكبر المدن السورية، لا يزالون بدون ماء منذ أسبوع لأن مجموعات إسلامية متطرفة تقطع الإمدادات عن مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمعارضة على حد سواء.
وقال «المرصد» في هذا الإطار، إن «جبهة النصرة أوقفت عمل مضخة توزع المياه إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة شرقاً وتلك الخاضعة لسيطرة القوات النظامية غرب حلب». والشهر الماضي قامت قوات المعارضة بقطع الكهرباء عن مناطق خاضعة لسيطرة النظام في حلب وريفها.
غير أن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن قال إن المجموعات الإسلامية لم تتمكن من وقف إمدادات المياه للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام من دون أن يؤثر ذلك أيضاً على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، واصفاً ذلك بـ «الجريمة».
وحلب التي كان عدد سكانها قبل النزاع يبلغ 2.5 مليون نسمة وتعد العاصمة الاقتصادية لسورية، مقسومة بين سيطرة القوات الحكومية وقوات المعارضة بعد وقت قصير على اندلاع القتال فيها منتصف 2012.
قائد “الجيش الحر” في إدلب: لم نتسلّم أسلحة نوعيّة
حاوره ريفان سلمان
كشف رئيس “المجلس العسكري” لـ”الجيش السوري الحر” في إدلب، العقيد الركن عفيف سليمان، عن خطة تقضي بسيطرة كتائب “الحر” على منابع النفط والغاز، للاستفادة منها كمورد اقتصادي دائم للمعارضة السورية المسلحة، ولدعم خطط الحكومة المؤقتة (المعارِضة) ووزارة الدفاع التابعة لها.
وقال سليمان، في حوار مع “العربي الجديد”، إن “هناك نظاماً داخلياً يحكم العلاقة بين وزارة الدفاع والائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سورية والأركان والمجالس العسكرية”. وأشار إلى أن اتفاقاً جرى توقيعه بخصوص الخطة بين هذه الأطراف الثلاثة، وذلك في اجتماع عُقد أخيراً في مدينة أنطاكية التركية، وضم معظم قادة الجبهات والمجالس العسكرية مع قيادة الأركان والحكومة المؤقتة، ممثلة بوزارة الدفاع، و”الائتلاف”.
ونفى سليمان استلام “الجيش الحر” مضادات دروع متطورة. وأوضح أن ما يجري الحديث عنه حول تزويد المعارضة المسلحة “أسلحة نوعية”، “ليس إلا تصريحات إعلامية أو عيّنة تجريبية لأسلحة قديمة لاختبار فعاليتها”، متوعّداً النظام بـ”عمليات ستعكّر صفو انتخاباته الرئاسية” المقررة في الثالث من يونيو/ حزيران المقبل.
وعن التنسيق الجاري بين الجيش الحرّ والحكومة المؤقتة المعارِضة، أشار سليمان، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “المعابر الحدودية ستكون خلال الفترة المقبلة تحت مسؤولية وزارة الداخلية (التابعة للمعارضة)”، لافتاً في هذا السياق إلى وجود خطة لاستلام الوزارة معبر باب الهوى “الذي لا تدخل منه سوى المعونات الغذائية والصحية”، على حد تعبيره.
عمليات عسكرية خلال الانتخابات
وتعليقاً على التسريبات التي تتحدث عن بدء وصول “أسلحة نوعية” إلى “المعارضة المعتدلة”، جزم سليمان بأنه “حتى الآن، لم يستلم الجيش الحر سلاحاً يسهم في إسقاط النظام”. وحذّر المسؤول العسكري من أن “النظام السوري لن يكون مرتاحاً في انتخاباته الرئاسية، حتى في اللاذقية ودمشق، ولن تكون لديه احتفالات، لأننا وضعنا بنك أهداف وسننفّذ عمليات قتالية أثناء هذه الانتخابات”.
وحول اتفاق مدينة حمص الأخير بين النظام والمعارضة، وتأثيرها على الوضع العسكري في سورية، قال سليمان: “نحن لسنا موافقين على الهدنة، لكن بما أن ثوار حمص آثروا إدخال الطعام لأهالي المدينة وأطفالها المحاصرين، الذين كادوا يموتون جوعاً، فنقول لهم نحن معكم”.
أما هدنة إدلب، فيوضح سليمان أنها جاءت “بموجب اتفاق النظام مع أشخاص محددين، ولم تشمل القوى الثورية، إذ عادت بموجبها الكهرباء إلى الريف لمدة 24 ساعة فقط، وقُطِعت بعد ذلك”. وأضاف أنه “لم يتم الالتزام بهذا الاتفاق الذي لا يعنينا كقوى ثورية، لأنه ليس مشروعنا جلب الكهرباء أو قطعها”. وتابع أن “النظام إلى الآن استطاع عقد صفقات لمصلحته، وأية صفقة تحدث تصب في مصلحته المباشرة، وبناءً على ذلك، فإذا رأت القوى الثورية أنّ قطع أي مصدر من مصادر الطاقة سيؤثر على النظام، فلن نمتنع عن فعل ذلك إطلاقاً”.
كما نفى الرجل ما يتردّد من أنباء عن احتمال انسحاب قوات النظام من معسكري وادي الضيف والحامدية، مشدداً على أنه “على العكس من ذلك، فإن التحصينات الهندسية تزداد في وادي الضيف، وهو ما أكده سبعة جنود انشقوا أخيراً عن قوات النظام”.
وتوقف سليمان عند أهمية المعركة القائمة حالياً على قطع طريق الإمداد لقوات النظام من حماة وريفها، وتأثير ذلك على سير المعركة، التي “تختلف حالياً من حيث التنظيم وقيادة المجلس العسكري وغرفة العمليات المسؤولة عنها، والتخطيط الدقيق لها، إذ إن سيطرة الثوار على حاجز السلام والخزانات، سيعقّد مهمة قوات النظام كثيراً لوصول الإمدادات إلى وادي الضيف، وسيجعل الثوار يتفرغون لقتالها”.
إيجابيات وسلبيات
ويستبعد رئيس المجلس العسكري في إدلب القيام بأي عمل عسكري في المدينة، “لكي لا يضطر سكانُها إلى النزوح منها، وذلك إلى حين تأمين إمكانات كافية للسيطرة عليها، لا أن تتم المعركة وتتوقف قبل إنجاز المهمة”.
وحول تقييمه لسير العمليات العسكرية في جبهة إدلب، يرى سليمان أن “أهم الإيجابيات تكمن في التعاون الكبير بين الفصائل العاملة، بغضِّ النظر عن انتمائهم لكتائب معينة، إذ يدخل الجميع تحت اسم غرفة العمليات، وكان هذا وراء حصول نجاحات عسكرية عدة”.
أما النقاط السلبية، برأي العقيد سليمان، فيتصدّرها “التفاوت في إمكانيات الفصائل، إذ يضطر فصيل معيّن للتوقُّف عن القتال، بسبب نفاد ذخيرته، وهو ما يؤدي إلى انسحابه، وهو ما يؤثر على قتال فصيل آخر لا يزال يملك الإمكانيات، ويؤدّي ذلك إلى تراجع في العمليات العسكرية عموماً”. أما السلبية الثانية، برأي سليمان، فتكمن في الإعلام الذي يتسبّب أحياناً في خسارتنا لبعض المعارك، نتيجة القيام بنشر خبر عملية عسكرية قبل حدوثها، وهو ما يؤدي إلى إحباط لدى الحاضنة الشعبية، ويؤثر سلباً في همّة المقاتلين على الأرض”.
وعن هيئة الأركان الجديدة للجيش الحر، يوضح سليمان أن “شرطنا أن نرى قيادة أركان مقامة في الداخل، يراجعها الثوار بدل الذهاب إلى تركيا، ونقوم بإجراءات لعدم تكرار حادثة الاستيلاء عليها. فالجميع وصلوا إلى قناعة، بما فيهم الجبهة الإسلامية، بأنه يجب أن تعود الأركان، وأن تبقى، وتسهم جميع الفصائل فيها، لأن الفصائل التي ساهمت في إلغاء الأركان السابقة تضررت كثيراً، كما أنه ليس شرطاً أن تقام في باب الهوى” على الحدود مع تركيا.
ويختم سليمان حديثه بالقول إنه “قريباً جداً، ستكون لدينا انتصارات، وتحرير نقاط مهمة جداً في إدلب”، داعياً مقاتلي المعارضة إلى التوحُّد تحت راية الأركان الجديدة، “لتكون فعالة وقادرة على تأمين الدعم، ولأن الهدف هو إسقاط النظام، وبناء سورية كدولة”.
طائرات أردنية تقصف سيارتين قادمتين من سوريا
سقوط قتلى في حماة ومعارك في ريف دمشق
وكالات
يتواصل التصعيد الميداني بين قوات النظام والمعارضة في سوريا ودارت معارك عنيفة في ريف دمشق وسقط عدد من القتلى في حماة، في وقت قصفت فيه طائرات أردنية سيارتين قادمتين من سوريا.
بيروت: دارت معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة المسلحة في أنحاء متفرقة من ريف دمشق، بينما قتل عشرات الجنود من الجيش وجرح آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة عند حاجز في بلدة الحمرا بريف محافظة حماة.
وتبنت الجبهة الإسلامية تفجير الحاجز العسكري بريف حماة الشرقي – الواقع على طريق إمداد لحلب- بواسطة شاحنة ملغمة مسيرة عن بعد، وقال ناشطون إن التفجير أسفر عن مقتل 20 جندياً بينهم ضباط.
في الإطار ذاته، ذكر ناشطون أن الجيش الحر اقتحم بلدة العشارنة بريف حماة وقتل عدداً كبيراً من القوات الحكومية.
كما استهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي وقرية تل ملح بريف حماة الغربي.
وفي ريف دمشق، تجدد القتال في محيط بلدة المليحة، وسقط عدد من القتلى في صفوف القوات الحكومية خلال اشتباكات بالبساتين المحيطة بالبلدة.
كما وقعت اشتباكات عنيفة شمالي مدينة داريا، وسقط أيضا صاروخان أرض-أرض على كفر بطنا ما أدى إلى جرح مدنيين، وفقًا لناشطين.
وسقط عدد من الجرحى جراء استهداف القوات الحكومية بثلاثة صواريخ أرض أرض بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي.
وفي حلب، دارت مواجهات عنيفة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في مناطق عدة داخل مدينة حلب، وقالوا إن فصائل المعارضة أحرزت تقدمًا في عدة جبهات داخل المدينة.
وقتل ما لا يقل عن 12 مدنيًا وأصيب آخرون في قصف بالبراميل المتفجرة على قرية أم العمد بريف حلب الجنوبي.
وفي محافظة الرقة، قال ناشطون إن الجيش الحر أحرز تقدمًا بالقرب من مدينة تل أبيض، وأن ما يعرف بلواء ثوار الرقة سيطر على قرية زنوبة غربي تل أبيض، بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم الدول الإسلامية في العراق والشام.
وذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن عدة انفجارات هزت مدينة الرقة وسمع أصوات اشتباكات عنيفة داخلها، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن 68 شخصًا قتلوا، السبت، معظمهم في حلب ودمشق وريفها.
طائرات أردنية تقصف سيارتين
من جهة ثانية، ذكرت وسائل الاعلام الرسمية الاردنية الاحد أن احدى طائرات سلاح الجو الاردني دمرت أمس السبت سيارتين قادمتين من سوريا حاولتا دخول اراضي المملكة وتحملان “كمية كبيرة من المواد المهربة” .
ونقلت صحيفة “الرأي” اليومية الحكومية عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة قوله إن “قوات حرس الحدود احبطت صباح السبت محاولة ادخال عدد من السيارات التي تحمل مواد مهربة من الاراضي السورية الى الاراضي الاردنية”.
واوضح أن “احدى طائرات سلاح الجو العامودية المقاتلة قامت بتدمير سيارتين وُجدت بداخلهما كمية كبيرة من المواد المهربة”.
ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل حول نوع المواد المهربة أو مصير الاشخاص الذين كانوا في السيارتين أو جنسياتهم.
وكانت طائرات سلاح الجو الملكي الاردني دمرت في 14 من نيسان/ابريل الماضي عددًا من الآليات حاولت اجتياز الحدود من سوريا الى الاردن.
وعززت السلطات الاردنية الرقابة على حدود المملكة مع سوريا، والتي تمتد لاكثر من 370 كلم واعتقلت عشرات الاشخاص الذين حاولوا عبورها بشكل غير قانوني وحاكمت عدداً منهم.
واعلن الجيش الاردني غير مرة في الاسابيع الاخيرة الاشتباك مع متسللين واعتقال عدد منهم اضافة الى تدمير عدد من المركبات.
وتستقبل المملكة اكثر من نصف مليون لاجىء سوري لجأوا اليها هربًا من العنف الدائر في بلدهم منذ آذار/ مارس 2011 بينهم ما يزيد على مئة الف لاجىء في مخيم الزعتري في محافظة المفرق شمال المملكة.
عشرات الآلاف يهجرون دير الزور هرباً من معارك «النصرة» و«داعش»
تقدم المعارضة في حلب.. والأسد يبدأ حملته الانتخابية
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
بينما يحتدم القتال في محافظة دير الزور بشرق سوريا، بين مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» ذراع تنظيم القاعدة، فر أكثر من 100 ألف شخص من المحافظة هربا من جحيم تلك المعارك التي انطلقت شرارتها مطلع يناير (كانون الثاني)، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن الاشتباكات بين «النصرة» و«داعش» أدت أيضا إلى مقتل 230 شخصا في الأيام العشرة الأخيرة، وإن من بين القتلى 146 من مقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى، بعضهم أعدمتهم «داعش». وأضاف المرصد أن حصيلة المعارك بين الطرفين أسفرت، منذ انطلاقها في يناير، عن مقتل أربعة آلاف شخص، حتى الآن.
في غضون ذلك، أحكمت فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب سيطرتها على طريق استراتيجية تؤدي إلى جمعية الزهراء في المدينة إثر معارك عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن سيطرة مقاتلي المعارضة على عدد من المباني التي كان يتحصن بها جنود نظاميون.
وبهذا التقدم، باتت كتائب المعارضة على بعد أمتار قليلة من فرع المخابرات الجوية، الذي يعد واحدا من أهم معاقل النظام في حلب.
من جهة أخرى، تبدأ اليوم حملة الانتخابات الرئاسية السورية المزمع إجراؤها في الثالث من يونيو (حزيران) المقبل. وأعلنت المحكمة الدستورية العليا أن القائمة النهائية تضم أسماء ثلاثة مرشحين للانتخابات هم «ماهر عبد الحفيظ حجار وحسان عبد الله النوري والدكتور بشار حافظ الأسد».
معارك «النصرة» و«داعش» تحتدم في دير الزور وتهجر أكثر من مائة ألف شخص
المعارضة تتقدم في حلب وتحذيرات من كارثة إنسانية بعد قطع جهاديين المياه عنها
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
تمكنت فصائل المعارضة السورية في حلب، أمس، من إحكام سيطرتها على طريق استراتيجي يوصل إلى منطقة «جمعية الزهراء» قرب مقر المخابرات الجوية الذي يعد من أهم مواقع النظام في المدينة. وجاء ذلك متزامنا مع تحذيرات من كارثة إنسانية وبيئية في أحياء حلب الشرقية والغربية التي قطع جهاديون المياه عنها لليوم السادس على التوالي. وفي غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من مائة ألف شخص فروا من محافظة دير الزور في شرق سوريا هربا من المواجهات العنيفة بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال المرصد، ومركزه بريطانيا، إن الاشتباكات بين جبهة النصرة و«داعش» أدت إلى مقتل 230 شخصا في الأيام العشرة الأخيرة. ومن بين القتلى 146 من مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى بينهم من أعدمتهم «الدولة الإسلامية».
واندلعت في مطلع يناير (كانون الثاني) مواجهات عنيفة بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وكتائب من المعارضة المسلحة أبرزها النصرة، أدت إلى مقتل أربعة آلاف شخص، بحسب المرصد.
وتتهم فئات واسعة من المعارضة المسلحة «داعش» بأنها تعمل لصالح النظام. كما تأخذ عليها تطرفها في تطبيق الشريعة الإسلامية وإصدار فتاوى تكفير عشوائيا وقيامها بعمليات خطف وإعدام طالت العديد من المقاتلين.
وفي سياق متصل، أفاد ناشطون بأن عناصر من «داعش» فخخوا جثث قتلى من جبهة النصرة وكتائب من الجيش الحر في قرية جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي. وأكدوا «إصابة 10 من عناصر جبهة النصرة والجيش الحر إثر انفجار أربع جثث أثناء سحبها».
وفي حلب، سيطرت كتائب المعارضة على الطريق الرئيس المؤدي إلى جمعية الزهراء في المدينة إثر معارك عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن سيطرة مقاتلي المعارضة على عدد من المباني التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية، وفق ما أفاد ناشطون.
وبعد سيطرتها على هذا الطريق تصبح كتائب المعارضة على بعد أمتار قليلة من فرع المخابرات الجوية التابع للقوات النظامية.
وأعلن المكتب الإعلامي التابع للغرفة المشتركة لـ«أهل الشام» في حلب المكونة من «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة النصرة» عن «أسر مقاتلي المعارضة ثمانية عناصر من القوات النظامية واستهدافها لمبنى المخابرات الجوية بصواريخ محلية الصنع وبقذائف الدبابات».
ورد الطيران الحربي النظامي على تقدم كتائب المعارض بقصف محيط المبنى بالرشاشات الثقيلة، كما أعلنت غرفة «أهل الشام» استخدام قواتها صواريخ «غراد» لقصف مطار النيرب العسكري التابع للنظام.
وجاء ذلك بينما حذر ناشطون من كارثة إنسانية وبيئية في حلب مع استمرار انقطاع المياه ستة أيام على التوالي بعدما قطع جهاديون من مجموعات إسلامية متطرفة إمدادات المياه عن مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمعارضة على حد سواء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «جبهة النصرة» أوقفت عمل المضخة التي توزع المياه. وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن أن المجموعات الإسلامية لم تتمكن من وقف إمدادات المياه للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام من دون أن يؤثر ذلك أيضا على الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، واصفا ذلك «بالجريمة».
وفي حماه، قتل ستة سوريين وأصيب العشرات جراء انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز نظامي في منطقة الحمرا في الريف الشرقي للمدينة. وأشار المرصد السوري إلى أن عدد القتلى مرشح للزيادة بسبب خطورة حالة بعض المصابين، لافتا إلى أنه «لم يعرف إذ كان القتلى من المدنيين أو العسكريين».
من جهتها، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بمقتل وجرح عدد من القوات النظامية جراء تفجير سيارة مفخخة في حاجز نظامي في ناحية الحمرا بريف حماة الشرقي، وأشارت إلى مقتل17 من عناصر النظام بينهم ضابط برتبة مقدم.
وفي ريف دمشق، حاولت القوات النظامية اقتحام بلدة المليحة في الغوطة الشرقية. وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية مدعومة بعناصر من لواء أبو الفضل العباس العراقي حاولت اقتحام البلدة من عدة محاور، إلا أن كتائب المعارضة تصدت لها وأجبرتها على التراجع.
وتتواصل الاشتباكات في بلدة المليحة منذ 39 يوما، حيث تحاول القوات النظامية اقتحام البلدة مدعومة بلواء أبو الفضل العباس العراقي وحزب الله اللبناني.
كما اندلعت اشتباكات في حي جوبر بدمشق، وأفاد ناشطون بشن الطيران الحربي النظامي أربع غارات عنيفة على الحي ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات ودمار هائل. وأشارت شبكة «شام» المعارضة إلى أن «حي جوبر استهدف كذلك من راجمات الصواريخ النظامية المثبتة على جبل قاسيون وفي كلية الزراعة وملعب الفيحاء بحي العدوي، وترافق هذا بغطاء كثيف من الرشاشات الثقيلة استهدفت محيط برج المعلمين والمسافة الممتدة من الحي حتى كراجات العباسيين، وشوهدت أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من الحي».
ويعتبر النظام السوري حي جوبر مصدر قذائف الهاون التي تستهدف العاصمة دمشق لا سيما ساحة العباسين المحاذية للحي، في حين تعتبره المعارضة صلة الربط بين العاصمة والريف.
وفي محافظة حمص وسط البلاد، وقعت اشتباكات في حي الوعر، شمال غربي المدينة، وأفاد ناشطون بأن قوات النظام استهدفت الجزيرة السابعة في الحي بقذائف الهاون والدبابات. وجاء ذلك بينما واصلت قوات النظام تمشيط أحياء حمص القديمة والسماح للمدنيين بالدخول إلى أطرافها، غداة إخلائها من مقاتلي المعارضة.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، عاد آلاف السوريين، أمس، إلى حمص القديمة لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها، سيرا على الأقدام أو على دراجات هوائية ونارية وبعضهم كان يجر عربات على طرق مغطاة بالركام محاولين نقل ما تبقى من أثاث منازلهم. وكانت الصدمة بادية على وجوه الكثيرين لحجم الخسائر في هذه الأحياء.
وقالت ريما بطاح (37 عاما) من أهالي حي الحميدية بحمص القديمة «الدمار مخيف». وأضافت: «جاء زوجي إلى منزلنا أمس (الجمعة) ووجده مدمرا. عدنا اليوم (أمس) سويا لنأخذ مقتنياتنا» مشيرة إلى خمس حقائب كبيرة من المقتنيات بجانبها.
اشتباكات في المليحة وعمليات لـ «الحر» في القلمون ومجزرة في حلب
«الائتلاف»: سنحمي سوريا من «حزب الله» و«القاعدة»
تعهد «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» بحماية سوريا من الوقوع بأيدي المتطرفين مثل «حزب الله» وغيره، . وميدانياً واصل نظام بشار الأسد و«حزب الله» المتحالف معه، ارتكاب المجازر، حيث سقط في ريف حلب أمس عشرات القتلى والجرحى بالبراميل المتفجرة، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة في بلدة المليحة بريف دمشق، ونفذ «الجيش السوري الحر» عمليات جريئة في القلمون الشرقي.
وأكد أحمد الجربا أن الائتلاف مستعد «للانخراط بحوار جدي، والتزامه بمنع وقوع سوريا بين أيدي متطرفي حزب الله والقاعدة». وقال رئيس الائتلاف الوطني: «سنستمر بالعمل مع المجتمع الدولي لوضع حد للعنف، والدفع بإطار جنيف للوصول إلى سوريا ديمقراطية جامعة يعيش فيها السوريون من جميع الخلفيات جنباً إلى جنب بسلام وهناء».
جاء كلام الجربا في أعقاب لقائه أول من أمس مع زعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي التي قالت: «ناقشنا بإسهاب الوضع على الأرض في سوريا والحاجة لإنهاء ما يجري هناك والذي أودى بحياة الآلاف وشرد ملايين السوريين». وأوضحت بيلوسي أن: «الحل السياسي وليد المفاوضات وهو الطريقة الوحيدة لإنهاء القضية».
وأوضح الجربا في كلمة ألقاها بواشنطن أن «شحّ السلاح. والذي يعرقل بدوره، الوصول إلى حلّ سياسي حقيقي، يحقن دماء السوريين». أضاف «لا نريد من الغرب أو الشرق إرسال أبنائهم إلى بلادنا، ولا نطالب ببارجات أميركية. ولكن ما ننتظره هو مساعدتنا في مواجهة طيران الأسد والبراميل الحارقة التي حوّلت الحياة إلى كابوس. نريد سلاحاً فعّالا حتى ولو قل، يوضع في أيدٍ حرفية ومهنية نعرفها». وقال رئيس الائتلاف: «لا بدّ من الولايات المتحدة أن تضغط تجاه تشكيل هيئة حكم انتقالية، تضمن استقرار سوريا بعد رحيل الأسد».
وأكد أنّ الثوار هم الجهة الوحيدة التي تقوم على «حماية الأقليات، وتطهير البلاد من الجماعات الإرهابية». والتي اعتبرها في تصريح سابق له بأنها من صناعة الأسد، الذي يقوم على استيرادها من حلفائه داخل المنطقة، والتي يعتبر النظام الإيراني أحد أهم المصدرين لها. حيث لفت رئيس الائتلاف أثناء خطابه أن «تنظيم القاعدة وجد في سوريا بعد أن أخرج الأسد عناصره من السجون. وقد قمنا بمجابهتهم منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى اليوم، وحررنا حماة وإدلب وجزءا من حلب ودير الزور من هذا التنظيم الإرهابي«. وأشار إلى «أن الائتلاف الوطني السوري طالب مجلس الأمن مراراً بإصدار قرار ملزم بخروج جميع الميليشيات الطائفية والعسكرية من سوريا«، لافتاً إلى أن «ميليشيا حزب الله تنظيم إرهابي ينتحل صفة اللبناني ويقتل السوريين يومياً بدفع إيراني». وانتقد الجربا صمت المجتمع الدولي على إقدام الأسد على الترشح لما وصفها بـ»المهزلة الانتخابية»، وقال: «نحن هنا في واشنطن لنناقش أصدقاءنا كيفية إنعاش الحل السياسي الذي لن يكون بترشح الأسد مرة أخرى، بعد ثلاث سنوات من قتله السوريين وتدميره لبلادهم، وهذه مهزلة والصمت عليها يعطي رخصة دولية للأسد لشروعه بمزيد من القتل والتدمير، فلا بد من موقف حاسم ورادع ضد هذا السفاح». وأردف الجربا في خطابه «إن رفع الرئيس الأميركي باراك أوباما «العصا الغليظة« بوجه الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي أدى إلى تسليمه للكيماوي. فهذا النظام لا يعرف سوى لغة القوة ونحن نريد أن نبني دولة، وبراميل الأسد تجعلنا نعجز عن التقدم، ونريد فتح الباب أمام حل سياسي لا يوجد فيه بشار الأسد، ونريد هيئة انتقالية تدير البلاد لمدة عامين وتشرف على الانتخابات وبمجرد خلاصنا من نظام الأسد ستنتهي 75 في المئة من مشاكل سوريا«.
وكرر الجربا خلال لقائه السيناتور الأميركي روبرت كيسي أنه «لإسقاط مروحيات الأسد وقاذفات القنابل؛ يحتاج الجيش السوري الحر لأسلحة مضادة للطيران، وإن كان في تقدير إدارتكم (الإدارة الأميركية) أن هناك ضمانات كافية متوفرة لتعقب وتعطيل تلك الأسلحة عن بعد، أدعم تقديمها لقادة موثوقين يتم فحصهم من الجيش السوري الحر«.
إلى ذلك، اعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أحمد جقل، صمود ثوار حمص 700 يوم في ظل الحصار الخانق الذي فرضه نظام بشار الأسد ، بأنه «صمود نوعي وتاريخي». وفي تصريح خاص للمكتب الإعلامي في الائتلاف الوطني السوري، أكد جقل أن «حمص هي عاصمة الثورة، والثوار لن يتخلوا عنها أبدا»، معتبراً خروج الثوار من الأحياء المحاصرة «خروجاً مشرفاً يليق بالأبطال، وسيعودون قريبا لتحرير حمص كاملة، والثورة مستمرة ضد الطاغوت، والثوار وافقوا على الهدنة إنقاذاً لمن تبقى من مدنيين في حي الوعر»، والذين يُقدّر عددهم بـ 6000 آلاف مدني.
ميدانياً، استشهد 16 شخصاً وأصيب 19 آخرون جراء مجزرة نفذتها قوات النظام بالبراميل المتفجرة على قرية أم العمد التابعة لبلدة تل الضمان في ريف حلب. كما قصف طيران النظام المروحي بالبراميل المتفجرة قرية تل ملح في حلب ما أدى إلى وقوع جرحى وأضرار مادية.
واستمرت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام تدعمها قوات «حزب الله« ومسلحون من جنسيات عربية ومليشيا «قوات الدفاع الوطني« الموالية لها في بلدة المليحة ومحيطها، كما جددت قوات النظام قصفها على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها، بالتزامن مع سقوط نحو 8 صواريخ من نوع أرض ـ أرض، على مناطق في البلدة ومحيطها، وبلغ عدد الغارات 10.
ميدانياً أيضاً، لم تنته معركة القلمون بعد سقوط يبرود ، فما أن انتهت عمليات القلمون الغربي، حتى بدأ ثوار الشرقي عمليات واسعة أطلقوا عليها تسمية «عواصف الصحراء« ليبدأ بعدها الثوار بقطف ثمار تلك العمليات التي تمّت بعيداً عن الإعلام.
مصادر من ثوار القلمون الشرقي أكدت لـ«سراج برس« أنّ عمليات القلمون الشرقي والتي بدأها «الجيش الحر« في 23 آذار مارس الماضي كانت واسعة النطاق، وقام الثوار بتحرير المنطقة الواقعة بين مطاري السين وضمير الحربيين والمتمثل بكتيبة الستريلا، ومفرزة بئر الجروة، وكتيبة الكيمياء والأوتوستراد الدولي دمشق بغداد واستراحة الصفا.
وبعد تلك النجاحات استمرت بعدها عمليات الثوار وتوجت بتحرير معمل اسمنت البادية وكتيبة البحوث العلمية شرق الأوتستراد الدولي دمشق بغداد وينتهي بتحرير المستودعات 559 دبابات الواقعة في منطقة القلمون.
وأضافت المصادر أنّ السيطرة على تلك المستودعات منذ فترة ليست بعيدة ولكن ما لبث أن استعادها النظام ليستعيد الثوار السيطرة عليها من جديد في خضم العمليات الدائرة هناك، ويسيطر على أثرها على أكثر من 35 دبابة ويحرق ويدمر ويعطب أكثر من 70 قبل الخروج منها بالإضافة إلى اغتنام رشاشات متوسطة وثقيلة وذخائر كبيرة لتلك الرشاشات.
غارات على إدلب ودرعا وقتلى للنظام بحماة وحلب
كثف الطيران الحربي السوري غاراته على عدة مناطق بريف إدلب ودرعا وحلب وأوقع قتلى وجرحى، في حين قتل العشرات من عناصر قوات النظام في اشتباكات جرت مع كتائب المعارضة في حماة وحلب.
وقال مراسل الجزيرة في إدلب إن ثلاثة أشخاص قتلوا، وجرح سبعة نتيجة قصف بالطيران الحربي على مدينة بنش. كما أدى القصف إلى اندلاع حرائق وتدمير منازل في المدينة.
وأكد ناشطون أن القصف الجوي تبعه قصف بقذائف الهاون والمدفعية من بلدة الفوعة المجاورة التي تقطنها أغلبية موالية للنظام السوري.
وفي محافظة درعا، قال ناشطون سوريون إن طيران النظام قصف إحدى عشرة منطقة في سهل حوران جنوبي سوريا، واستهدف القصف مُدن وبلدات طفس ونوى وتسيل وسحم الجولان والمسيفرة وصيدا والمزيريب, وكذلك المنطقة الواقعة بين درعا وعتمان.
وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى وإلحاق أضرار بالمباني، ولا سيما أن البراميل المتفجرة استخدمت في قصف بلدتي طفس ونوى.
قتلى النظام
أما في حلب، فقد ذكر مركز صدى الإعلامي أن أكثر من عشرين عنصرا من قوات النظام قتلوا خلال اشتباكات مع كتائب المعارضة بمحيط المخابرات الجوية في جمعية الزهراء التي استهدفها بثلاث غارات جوية.
كما شن الطيران الحربي غارتين على مدينة حريتان، ومثلهما على مدينة عندان بريف حلب.
وقال ناشطون إن عشرات القتلى من عناصر جيش النظام سقطوا إثر اقتحام مقاتلي المعارضة لحاجز السمان الجديد شمالي مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي.
وأكد مركز حماة الإعلامي سيطرة الجيش الحر على حاجز السمان الجديد ومقتل جميع عناصر الحاجز واغتنام ذخيرة وأسلحة, في حين أفاد المركز بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على قاعدة تل عثمان العسكرية بريف حماة.
وقد تعرضت عدة بلدات بريف حماة لقصف بالطيران الحربي مثل قرية تل ملح وقرية الجبين وتل هواش، في حين استهدف الجيش الحر بصواريخ غراد مطار حماة العسكري.
أما في ريف حمص الشمالي الذي استقبل مقاتلي المعارضة من حمص المحاصرة، فقد تعرضت بلدة الدار الكبيرة لأربعة صواريخ من قبل جيش النظام الذي يتمركز في معسكر الطلائع.
وفي ريف دير الزور، تحدثت شبكة شام عن اشتباكات في قرية جديد عكيدات وعلى عدة محاور بين كتائب من جبهة النصرة والجيش الحر والجبهة الإسلامية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى.
وعلى جبهة أخرى، قال ناشطون إن الجيش الحر تصدى لمحاولات جيش النظام استعادة السيطرة على بلدة القحطانية بريف القنيطرة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
ولادات مشوهة بسوريا يرجح علاقتها بالكيميائي
كشف ناشطون وأطباء سوريون عن حالتين لرضيعتين ولدتا بتشوهات خلقية, ورجحوا أن تكون التشوهات نتيجة استهداف ريف دمشق وحمص بالسلاح الكيميائي.
وفي شريط مصور نشر قبل أيام, تبدو تشوهات كبيرة في كامل جسد الرضيعة فاطمة عبد الغفار التي ولدت حديثا في مدينة دوما بريف دمشق. وظهرت التشوهات حادة في الوجه بما في ذلك الأنف والفم حسب الصور التي ترد في الشريط.
ونقلت شبكة سوريا مباشر عن مسؤول العلاقات الخارجية في مكتب توثيق ملف الكيميائي في الخارج نضال شيخاني أن الجهاز الطبي في المكتب تأكد من أن حالة الطفلة فاطمة سببها استخدام النظام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية.
وأضاف أن الحصار المفروض على الغوطة الشرقية منذ أكثر من عامين، وعدم توفر الأطباء والمعدات الطبية، حالا دون الكشف المبكر عن هذه الحالة. وكانت هذه المنطقة تعرضت في 21 أغسطس/آب الماضي لهجوم كيميائي أوقع ما لا يقل عن 1400 قتيل, واتهمت المعارضة السورية ودول غربية النظام بارتكابه, بينما نفى الأخير مسؤوليته عنه, واتهم بدوره المعارضة بتنفيذه.
وأكد تقرير للأمم المتحدة نشر لاحقا أن مناطق بالغوطة الشرقية تعرضت للقصف بقذائف تحتوي على غازات سامة كغاز السارين.
وأكد مكتب توثيق الملف الكيميائي السوري أن آثار استخدام المواد الكيميائية ومخلفاتها المتبقية تؤدي إلى ولادات مشوهة, قائلا إنه قد تظهر حالات أخرى حتى بعد سنوات من استخدام تلك المواد. وقال أيضا إن التشوهات التي تنتج عن المواد الكيميائية الحربية لا تقتصر على الإنسان بل تؤثر حتى على الحيوان.
وفي السياق نفسه, أورد اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية حالة الرضيعة “آية” (أربعة أشهر) التي ولدت في مدينة حمص بتشوهات خلقية تشمل عدم وجود قدم يسرى, كما تفتقد قدمها اليمنى لعدد من الأصابع, في حين أن أصابع أخرى ملتحمة ببعضها البعض.
ولا يستبعد أطباء في الاتحاد أن تكون هذه التشوهات نتيجة تعرض والدة الرضيعة آية لمواد كيميائية أثناء هجوم تعرضت له العام الماضي بعض أحياء حمص التي كانت تحت سيطرة المعارضة.
وحين حدث الهجوم -الذي يعتقد أنه تم بقذائف تحتوي على غاز السارين- كانت المرأة حاملا في شهرها الثاني، وفقا للمصدر نفسه.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
سوريا تنتحب.. تنتخب بالدم.. رداً على انتخابات النظام
العربية نت
ما بين “سوريا تنتحب” و”سوريا تنتخب بالدم”، أقام نشطاء سوريون حملة واسعة على صفحات الإنترنت رداً على ما سموه “المهزلة الانتخابية في ظل قتل مستمر وبلاد تحترق” تحت عنوان “انتخابات الدم”.
ولاقت الصفحة على الفيسبوك إقبالاً لابأس به، واتخذت صفحة “انتخابات الدم” هاشتاغ #انتخابات_الدم #BloodElections، ليتم نشر الحملة على تويتر، كما قام كثيرون بتغيير صورة بروفايلاتهم على الفيسبوك إلى صورة الحملة المختصرة بوعاء مليء بالدم وورقة تقطر دماً تشير إلى ورقة الانتخاب.
ودأبت الصفحة، بكتابة عن الطفولة التي بدأت تغيب عن سوريا، تذكيراً بأفعال نظام البشار، بذكر آخر إحصائيات عن عدد الأطفال الذين يعيشون في أوضاع إنسانية سيئة خاتمة المعلومة بجملة “أنقذوا ما تبقى من أطفال سوريا”، إلى جملة أخرى تتحدث عن إنجازات بشار الأسد ووعوده الانتخابية “هذا ما يعدكم بشار به في فترته الرئاسية الجديدة.. نعم.. سيتابع تدمير البلد وقتل الأطفال وتشريد الأبرياء..”.
امتلأت الصفحة بالكثير من الصور والتصاميم والكاريكاتيرات التي تعبر عن شعور السوريين المعارضين تجاه الأسد، فنشر كاريكاتير لبشار الأسد وهو يجلس على كرسي من الجماجم، وصورة له وهو يقف فوق الدمار تتطاير من حوله أوراق بأسماء الشهداء، وصور للأطفال وللمدن المدمرة.
سوريا تنتحب
من جهة أخرى نظمت مجموعة من الناشطين السوريين المعارضين لحكومة الأسد حملة اعتمدت على الفيديوهات بكوميديا سوداء، ساخرة من الانتخابات وداعية السوريين لانتخاب بشار الأسد بحملة انتخابية تتحدث عن القهر والظلم الذي تلقاه الشعب السوري تحت حكم الأسد، وتنبه الناس إلى أن مجرد التفكير بانتخابه ما هو إلا استمرار للعنف وسحق الكرامة والقهر والموت.
وتقول الحملة إن هدفها “رفع الوعي العام بمدى بطلان شرعية هذه الانتخابات الهزيلة وأنها لا تتجاوز أن تكون مسرحية جديدة لشرعنة وجود الأسد في السلطة. كما أن الهدف منها هو حشد أكبر عدد ممكن من المقاطعين للانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام. كما أن القائمين عليها يسعون لأن تستمر حتى نهاية الانتخابات التي ستفضي حتماً إلى انتخاب الأسد لولاية جديدة”.
تستخدم هذه الحملة تقنيات الفيديو الرقمي والتصاميم المبتكرة والكاريكاتير. والتي تم استقاء بعضها من المواد التي ينتجها الإعلام الموالي لنظام الأسد والتي تمت تسميتها “سوريا تنتخب” بينما قام الناشطون بتسمية سلسلة الفيديوهات “سوريا تنتحب”.
الثوار يطردون “داعش” من 8 بلدات في الرقة
العربية نت
سيطرت كتائب الثوار اليوم السبت على 8 قرى في ريف تل أبيض بالقرب من منطقة عين عيسى بالرقة، وذلك بعد اشتباكات مع تنظيم دولة العراق والشام أسفرت عن مقتل حوالي 13 عنصرا من التنظيم وأسر 10 آخرين، بالإضافة إلى اغتنام أسلحة خفيفة ومتوسطة من قبل الثوار.
وأعدم تنظيم داعش الإرهابي خلال الأيام الماضية حوالي 15 شخصا في مدينة الرقة بتهم مختلفة، مضيفة أن التنظيم قام بصلب بعضهم ليومين في ساحتي دوار النعيم ودوار الساعة، من بينهم مراسل شبكة شام الإخبارية المعتز بالله إبراهيم.
ومن جانب آخر، أفادت مصادر في الرقة بأن داعش بدأ مؤخرا بفرض ضرائب على الماء والكهرباء والخدمات، وذلك للمحال التجارية وعامة السكان على حد سواء، بالرغم من الظروف المعيشية والمادية الصعبة التي تشهدها المدينة.
يشار إلى أن محافظة الرقة تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة بشكل شبه كامل باستثناء بعض النقاط التي تسيطر عليها قوات الأسد، وعدد من المناطق التي تمكن الثوار من استرجاعها مؤخرا.
وكان التنظيم قد تمكن مطلع العام الحالي من السيطرة على مدينة تل أبيض ومعبرها الحدودي مع تركيا بعد معارك عنيفة مع كتائب الثوار.
معارك بريف دمشق وقتلى في حماة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر للمعارضة السورية أن معارك عنيفة دارت بين القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة المسلحة في أنحاء متفرقة من ريف دمشق، بينما قتل عشرات الجنود من الجيش وجرح أخرين جراء انفجار سيارة مفخخة عند حاجز في بلدة الحمرا بريف محافظة حماة.
وتبنت الجبهة الإسلامية تفجير الحاجز العسكري بريف حماة الشرقي – الواقع على طريق إمداد لحلب- بواسطة شاحنة ملغمة مسيرة عن بعد، وقال ناشطون إن التفجير أسفر عن مقتل 20 جنديا بينهم ضباط.
في الإطار ذاته ذكر ناشطون أن الجيش الحر اقتحم بلدة العشارنة بريف حماة وقتل عددا كبيرا من القوات الحكومية.
كما استهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي وقرية تل ملح بريف حماة الغربي.
وفي ريف دمشق, تجدد القتال في محيط بلدة المليحة, وسقط عدد من القتلى في صفوف القوات الحكومية خلال اشتباكات بالبساتين المحيط بالبلدة.
كما وقعت اشتباكات عنيفة شمالي مدينة داريا، وسقط أيضا صاروخان أرض-أرض على كفر بطنا ما أدى إلى جرح مدنيين، وفقا لناشطين.
وسقط عدد من الجرحى جراء استهداف القوات الحكومية بثلاثة صواريخ أرض أرض بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي.
وفي حلب، دارت مواجهات عنيفة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في مناطق عدة داخل مدينة حلب, وقالوا إن فصائل المعارضة أحرزت تقدما في عدة جبهات داخل المدينة.
وقتل ما لا يقل عن 12 مدنيا وأصيب آخرون في قصف بالبراميل المتفجرة على قرية أم العمد بريف حلب الجنوبي.
وفي محافظة الرقة، قال ناشطون إن الجيش الحر أحرز تقدما بالقرب من مدينة تل أبيض، وأن ما يعرف بلواء ثوار الرقة سيطر على قرية زنوبة غربي تل أبيض، بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم الدول الإسلامية في العراق والشام.
وذكرت مصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن عدة انفجارات هزت مدينة الرقة وسمع أصوات اشتباكات عنيفة داخلها، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن 68 شخصا قتلوا، السبت، معظمهم في حلب ودمشق وريفها.
إلى ذلك، تدفق آلاف السوريين من سكان حمص لليوم الثاني على التوالي إلى أحياء حمص القديمة، وقام السكان بإزالة بعض آثار الدمار التي خلفتها الحرب التي امتدت لأكثر من عامين.
تدمير سيارتين على الحدود
من جهة أخرى دمرت طائرة تابعة لسلاح الجو الأردني، السبت، سيارتين قادمتين من سوريا حاولتا دخول أراضي المملكة، تحملان “كمية كبيرة من المواد المهربة”، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية أردنية، الأحد.
ونقلت صحيفة “الرأي” اليومية الحكومية عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة قوله إن “قوات حرس الحدود أحبطت صباح السبت محاولة إدخال عدد من السيارات التي تحمل مواد مهربة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية”.
وأوضح أن “إحدى طائرات سلاح الجو العامودية المقاتلة قامت بتدمير سيارتين وُجد بداخلهما كمية كبيرة من المواد المهربة”.
ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل بشأن نوع المواد المهربة، أو مصير الأشخاص الذين كانوا في السيارتين، أو جنسياتهم.
وكانت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني دمرت في 14 من أبريل الماضي عددا من الآليات حاولت اجتياز الحدود من سوريا إلى الأردن.
الدولة الإسلامية في العراق والشام تسيطر على أحياء مهمة في دير الزور
بيروت (رويترز) – قال نشطاء يوم الأحد إن جماعة تستلهم نهج القاعدة انتزعت السيطرة على مناطق مهمة في محافظة دير الزور بشرق سوريا من جماعات أخرى لمقاتلي المعارضة مما يؤجج الاقتتال الداخلي في صفوف معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان أكثر من مئة ألف مدني فروا من المحافظة بعد اشتباكات عنيفة استمرت أسابيع بين مقاتلين اسلاميين.
وظل المدنيون في دير الزور يعانون من الصراع بين مقاتلي المعارضة والحكومة أكثر من عامين. ويعاني أهالي المحافظة الآن من موجة ثانية من القتال الشرس الذي دمر أجزاء من البلاد تصفها المعارضة “بالمحررة” من قبضة قوات الأسد.
وقال المرصد إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام انتزعت السيطرة على أحياء في دير الزور من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة مطلع الأسبوع.
وتابع أن نحو 230 متشددا قتلوا خلال الأيام العشرة المنصرمة في الاشتباكات. وعلى الرغم من تحقيق الدولة الإسلامية في العراق والشام تقدما للسيطرة على دير الزور فإن فصائل المعارضة نادرا ما تحتفظ بسيطرتها على المناطق قبل تجدد الاشتباكات.
وقتل أكثر من 150 ألفا منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل ثلاث سنوات بعد ما تحولت احتجاجات سلمية إلى حرب أهلية إثر قمع السلطات السورية للمظاهرات.
وتتباين مواقف القوى الدولية بشأن سبل حل صراع زاد من تعقيده الاقتتال الشرس بين فصائل المعارضة مما أودى بحياة آلاف المقاتلين هذا العام.
ويتركز القتال حول قرى على مشارف دير الزور حيث يدور القتال بين جماعات المعارضة للسيطرة على حقول نفطية ومناطق استراتيجية.
وتفرض الدولة الإسلامية في العراق والشام تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها فيما تفرض جبهة النصرة أحكاما مماثلة لكن الجماعتين تتنازعان السلطة والسيطرة على أراض.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)