أحداث الأحد 16 تموز 2017
طهران تعتبر «آستانة» نموذجاً لحلول إقليمية
باريس – رندة تقي الدين طهران، جنيف – «الحياة»، رويترز
أجرى ألكسندر لافرونتيف الممثل الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثات في طهران أمس مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في شأن الأزمة السورية، وفق ما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية. وفي غضون ذلك، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين في جنيف أمس، أن مطلب إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد تراجع، وهذا يتيح فرصة لتحقيق تقدم لحل الأزمة السورية.
ونقلت وكالة «مهر» عن شمخاني تأكيده أن المبادرة السياسية التي تمثلت بعقد محادثات آستانة برعاية ثلاثية يمكن أن تشكل نموذجاً لإنهاء الأزمات في المنطقة. وأفادت بأن شمخاني ولافرونتيف ناقشا أحدث التطورات في المنطقة، خصوصاً سورية والتعاون لمحاربة الإرهاب.
وأشار شمخاني لدى لقائه مبعوث الرئيس الروسي إلى أن معظم أهداف اجتماع آستانة تحقق، مؤكداً أهمية التعاون بين إيران وروسيا من أجل تثبيت النجاحات الميدانية والخطط والمبادرات السياسية. وشدد على التزام إيران متابعة الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية، قائلاً أن الخيار العسكري سيكون مؤثراً لدى استخدامه ضد الجماعات التي ترفض تسليم السلاح.
وعلق المسؤول الإيراني على القلق الذي أبداه بعض المسؤولين في المنطقة تجاه المبادرة الإيرانية- الروسية- التركية، معتبراً أن «قلقهم لا يعود إلى حرصهم على الشعب السوري، وإنما إلى ضعف الجماعات التي يدعمونها». وأضاف شمخاني أنه «إذا لم تغير هذه الدول سياساتها فلن يكون لها دور بنّاء في الحركة السياسية لمستقبل المنطقة»، واصفاً المبادرة السياسية الثلاثية في اجتماع آستانة بأنها نموذج يمكن تعميمه لإنهاء الأزمات.
وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في حديث إلى «الحياة»، أنه أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بقاء بشار الأسد في منصبه «يعزز الفوضى ويرسخ المنظمات الإرهابية ويجلب المزيد من الميليشيات الطائفية ويؤجج الكراهية، وأن الوسيلة الأنجح هي تقديم الأسد للمحاكمة». وأردف: «الأسد فقد الشرعية بعد أن ثبت تورطه في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري. وجهودنا مستمرة لتوضيح الأخطار الناجمة عن بقائه في الحكم، خصوصاً في ما يتعلق بدعمه الجماعات الإرهابية وإمعانه في إضعاف مؤسسات الدولة عبر الارتهان للميليشيات الطائفية وللقرار الخارجي، إلا أن من المؤسف أن المجتمع الدولي يبدي تراخياً غير معهود إزاء الجرائم التي يرتكبها بشار الأسد ونظامه».
من جهة أخرى، أعرب لافرونتيف عن دعمه الدور البناء الذي تضطلع به إيران لحل الأزمة السورية سلمياً، وشدد على أن التعاون الميداني بين إيران وروسيا وسورية «سيستمر ضد الإرهابيين الذين لا يلتزمون الحل السياسي».
وفي جنيف، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بورودافكين للصحافيين أمس، أن المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة تمثل فرصة لتحقيق تقدم، لأن مطالب إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد تراجعت. ويتضارب الموقف الروسي مع موقف المعارضة السورية.
وزاد أن نجاح وفد موحد ممثل للمعارضة سيعتمد على استعداده للتوصل إلى حلول وسط مع فريق الأسد. وقال: «إذا كانوا مستعدين لإبرام اتفاقات مع وفد الحكومة فهذا أمر أساسي. أما إذا انزلقوا مجدداً… لتحذيرات وشروط مسبقة ليست واقعية فهذا لن ينجح. بل سيقود المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة إلى طريق مسدود».
وكانت هيئة المفاوضات وداعموها الدوليون يطالبون دوماً برحيل الأسد، وهو ما قوبل برفض قاطع من روسيا التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تحافظ على توازن القوى في سورية بسبب تدخلها العسكري وتحالفها مع الرئيس السوري. لكن، على مدى العام الأخير تكبدت المعارضة هزائم عسكرية على يد الجيش السوري وقوات أخرى مؤيدة للأسد، ولا يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو الرئيس الفرنسي ماكرون لإطاحة الأسد على الفور. ولم تنجح مفاوضات جنيف إلا في تحديد الموضوعات التي تجب مناقشتها وهي صوغ دستور جديد وإصلاح نظام الحكم وإجراء انتخابات جديدة ومحاربة الإرهاب.
الجيش السوري يسيطر على حقول نفط في الرقة
بيروت – رويترز
سيطر الجيش السوري مدعوماً بضربات جوية روسية عنيفة على سلسلة من آبار النفط في جنوب غربي محافظة الرقة أمس (السبت)، في حين يخوض مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) معارك للدفاع عن الأراضي المتبقية لهم في البلاد.
ونقلت قناة «الإخبارية» الحكومية عن مصدر عسكري قوله إن «الجيش سيطر على حقول نفط الوهاب والفهد ودبيسان والقصير وأبو القطط وأبو قطاش وعدة قرى أخرى في منطقة الصحراء الواقعة في جنوب غربي الرقة»، وتقع تلك الحقول جنوب بلدة الرصافة وآبارها النفطية، والتي استعادها الجيش الشهر الماضي من المتشددين في أول مكاسب ميدانية داخل المحافظة.
وحقق الجيش والميليشيات المدعومة من إيران تقدماً شرق مدينة حلب في الشهور القليلة الماضية، واستعاد قطاعات من الأراضي غرب نهر الفرات انسحب المتشددون منها للدفاع عن الرقة معقلهم الرئيسي حيث يخوضون الآن معارك ضد قوات تدعمها الولايات المتحدة داخل المدينة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن أحدث المكاسب تعزز من قبضة الجيش على مساحة من الأراضي تمتد من شرق محافظة حماة إلى شرق حمص وأطراف محافظتي الرقة ودير الزور.
وأضاف «المرصد» أن القوات الجوية الروسية كثفت ضرباتها على أهداف عدة وبلدات يسيطر عليها المتشددون في المنطقة التي تضم عقيربات التي استهدفتها صواريخ كروز روسية أطلقت من سفن حربية في البحر المتوسط نهاية أيار (مايو) الماضي.
ويتمثل الهدف التالي للجيش في استعادة بلدة السخنة، بوابة محافظة دير الزور الواقعة بشرق البلاد على الحدود مع العراق، ومن المرجح أن تكون آخر معقل كبير للمتشددين في سورية إذا فقدوا السيطرة على الرقة.
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية أعلن الجيش وحلفاؤه الذين تدعمهم إيران عن تحقيق مكاسب قوية في الشمال الشرقي الصحراوي لمدينة تدمر القديمة عبر السيطرة على حقل غاز الهيل الذي جعلهم على مسافة نحو 18 كيلومتراً جنوب السخنة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومواقع تابعة للمتشددين إن القتال العنيف تواصل في الساعات الـ 48 الماضية قرب الهيل وحقل آراك القريب للغاز الذي استعاده الجيش السوري الشهر الماضي.
ويشارك الجيش والميليشيات المدعومة من إيران في حملة منذ أيار (مايو) الماضي، لملء الفراغ الناجم عن انسحاب المتشددين من المناطق التي سيطروا عليها في الصحراء الشرقية السورية الشاسعة، والتي تمتد من وسط البلاد إلى الحدود الجنوبية الشرقية مع العراق والأردن.
وفي الصحراء الجنوبية الشرقية، تواصل القتال العنيف بين الجيش وحلفائه المدعومين من إيران من جانب، ومسلحي الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب من جانب آخر في الريف الشرقي الوعر لمدينة السويداء في جنوب سورية.
وقال الجيش إنه سيطر عل معظم هذه المناطق الواقعة أيضا بالقرب من الحدود مع الأردن، في حين قال المسلحون إنهم ألحقوا خسائر في صفوف جماعة «حزب الله» اللبنانية والميليشيات العراقية.
سوريا: تفجير شمالي مدينة اللاذقية
(رويترز): قال تلفزيون النظام السوري إن تفجيراً وقع شمالي مدينة اللاذقية الساحلية التي تسيطر عليها الحكومة الأحد ونقل تقارير عن سقوط مصابين.
وأضاف أن التفجير وقع في منطقة رأس شمرا على بعد 12 كيلومتراً شمالي اللاذقية. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
المرصد: أكثر من 330 ألف قتيل حصيلة النزاع السوري منذ اندلاعه
(أ ف ب): قتل أكثر من 330 ألف شخص بينهم نحو مئة ألف مدني، خلال أكثر من ست سنوات من النزاع الذي تشهده سوريا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، “تمكن المرصد من توثيق مقتل 331,765 شخص على الأرض السورية، بينهم 99617 مدنياً في الفترة الممتدة من 15 مارس /آذار 2011 حتى 15 يوليو/تموز″.
وأوضح ان بين القتلى المدنيين “18,243 طفلاً و11,427 امرأة”.
وكانت الحصيلة الاخيرة للمرصد في 13 مارس /آذار أفادت بمقتل أكثر من 320 ألف شخص بينهم أكثر من 96 الف مدني.
وأحصى المرصد مقتل 116,774 من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم 61,808 جنود سوريين و1480 عنصراً من حزب الله اللبناني.
في المقابل، قتل نحو 57 ألفاً من مقاتلي الفصائل المعارضة والاسلامية وقوات سوريا الديموقراطية التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها وتخوض مواجهات ضد الجهاديين.
كما قتل أكثر من 58 ألفاً من مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وتنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلين أجانب من مجموعات أخرى.
وتشهد سوريا منذ مارس /آذار 2011 نزاعاً بدأ باحتجاجات سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سرعان ما تحول الى حرب دامية تسببت الى جانب العدد الكبير من القتلى بدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.
بهدف السيطرة على الحدود وجبل الزاوية: صدام وشيك بين «القاعدة» و«أحرار الشام»
منهل باريش
«القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصدر قيادي في «حركة أحرار الشام» أنه تم الاتفاق مع ممثلين عن «هيئة تحرير الشام» على تشكيل لجنة قضائية للنظر في قضية مقتل اثنين من أعضائها في جبل الزاوية.
وأكد المصدر أن الشرعي البارز في الهيئة، أبو الحارث المصري، يرافقه الداعية السعودي عبد الله المحيسني، اجتمعا بنائب قائد أحرار الشام جابر علي باشا، في معبر باب الهوى، وتوصل المجتمعون إلى اتفاق لتشكيل لجنة لمتابعة قضية مقتل العنصرين. وحصلت «القدس العربي» على نص الاتفاق الذي وقعه علي باشا عن «الأحرار» والمصري عن «الهيئة» ونصّ على «تشكيل لجنة من الطرفين للنظر في القضية والحكم فيها، على ان تبدأ عملها فورا».
وأضاف القيادي في «الحركة»: «تفاجأنا، بعد الاتفاق وخروج الوفد، ببيان للهيئة تتهم فيه صقور الشام بقتل العنصرين».
وأصدرت «الهيئة» بياناً مساء يوم الخميس، بعد الاتفاق، تحمّل فيه «صقور الشام» مسؤولية هذا الفعل، ويستند البيان إلى «كون الجريمة قد ارتكبت في منطقتهم، إضافة إلى قرائن سابقة تدل على تورطهم فيها، وعليه فإننا نطالب هذه المجموعة بتسليم القتلة المجرمين فورا». وأضاف: «نذكر أن الحفاظ على أرواح وأعراض المسلمين من أوجب الواجبات وأولى مقاصد ديننا التي دلنا عليها، ولا يتحصل ذلك إلا بالضرب على أيدي الخوارج المارقين من جهة، وعلى أيدي المفسدين المجرمين وقطاع الطرق من جهة أخرى، سعيا منّا على جهادنا صافيا نقيا، وعلى ثورتنا مستمرة في مسارها الصحيح». ويُعتبر البيان بمثابة إعلان حرب، بعد أن وجّه عناصر التنظيم، على حساباتهم الشخصية، اتهاما إلى «صقور الشام» بقتل العنصرين اللذين يقطنان قريتي منطف وكدورة القريبتين من بلدة سرجة، المعقل الرئيسي لـ«الصقور»، ولقائدها أحمد عيسى الشيخ.
من جهتها، ردت أحرار الشام على لسان ناطقها الرسمي محمد أبو زيد في تصريح رسمي، فاستغربت بيان الهيئة، ووصفته بأنه «تصعيدي اللهجة» و«يحوي مخالفة لما تم الاتفاق عليه مع قيادتهم قبل ساعات، بصدد تشكيل محكمة مشتركة للنظر في قضية مقتل أخوين في جبل الزاوية، لا يُعرف قاتلهما بعد، وللبحث في ملابسات الجريمة ومحاسبة فاعليها». وأضاف ردّ الأحرار: «كما تفاجأنا باستمرار تسيير الحشود وتحرك الآليات الثقيلة من قبل أحد أجنحة الهيئة باتجاه جبل الزاوية، ومما لا شك فيه أن الحركة ستتصدى بكل قوة لأي عمل يستهدف أيا من قطاعاتها».
واعتبر الناطق العسكري في أحرار الشام، عمر خطاب، أن موقف الحركة «ضد البغي» و«لا تبدأ بقتال أحد ولا تعتدي على أحد». وحذر في اتصال مع «القدس العربي» أن «من يعتدي على أي جزء أو مكون من أحرار الشام سنرد عليه بكل قوة وحزم». وطالب هيئة تحرير الشام بـ«الرجوع إلى جادة الصواب والحق» موضحا أن الأمر «يُحل عن طريق المحاكم أو اللجان». وأشار الناطق إلى أن «خيار السلاح مرفوض تماما ولا يستفيد منه إلا النظام والميليشيات الإيرانية، ونتمنى منهم (هيئة تحرير الشام) أن يكونوا على قدر من الوعي والمسؤولية وأن نحافظ على أبناء هذه الثورة».
وشهدت محافظة إدلب استنفارا عسكريا كبيرا بين الجانبين، وانتشرت الحواجز في عدة مناطق في جبل الزاوية، خصوصا القريبة من سرجة في الجانب الشرقي لجبل الزاوية، إضافة إلى خان السبل وشمال سراقب وتفتناز وعدة قرى قرب الأتارب في ريف حلب الغربي والدانا وكللي، وطريق معبر باب الهوى – إدلب. حيث حصل اشتباك بالأسلحة الخفيفة بين الطرفين.
ويدلل تركز الحشود في المنطقتين على استراتيجية قديمة لدى «القاعدة» بالسيطرة على منطقة جبل الزاوية وعرة التضاريس، إضافة إلى رغبتها في السيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا. وكانت قد بدأت العمل على محاولة انتزاع منطقة حارم ودركوش الحدوديتين من يد «ذئاب الغاب» أكبر ألوية «جبهة ثوار سوريا» في المنطقة الحدودية، حيث سيطرت على تجارة تهريب المازوت والبضائع والبشر إلى تركيا منتصف عام 2014.
وانتقلت لتُحكم سيطرتها على جبل الزاوية نهاية 2014 عندما شنت هجوما على جبهة ثوار سوريا، التي كانت تتشارك السيطرة على جبل الزاوية مع «الوية صقور الشام» بعد سيطرتها على أجزاء كبيرة من جبل الزاوية وتمركز مقرات اللواء الأمني في «فتح الشام» (لواء العقاب) في جبل الزاوية، وإقامة عدة سجون موزعة في عموم مناطق بلدة كنصفرة.
وتسعى تحرير الشام إلى محاولة تفكيك أحرار الشام عبر السيطرة على كامل منطقة سرجة ومحيطها، وهي التي بقيت عصية على جيش النصرة، أو القوة المركزية التي تتبع مباشرة لقائد الهيئة العسكري، أبي محمد الجولاني، والتي سُمّيت «جيش النخبة» بعد تشكيل هيئة تحرير الشام.
إلى ذلك، تتجنب أحرار الشام الدخول في صراع مع الهيئة، وترى أن كسب الوقت ودفع الاقتتال بعيدا سيؤدي لاحقا إلى تفكك الهيئة، آخذة بعين الاعتبار عدم تجانس مكوناتها، خصوصا مع التجميد غير المعلن لعضوية حركة نور الدين الزنكي في الهيئة، وغضب القائد العام توفيق شهاب الدين من هيمنة فتح الشام على الأجنحة العسكرية والسياسية والأمنية، إضافة إلى السيطرة على مجلس الشورى.
سياسة شراء الوقت هو ما تتبعه أحرار الشام في الصدام المقبل لامحالة مع هيئة تحرير الشام، لكن الأخيرة تأخذ بعين الاعتبار جيدا أن بقاء الأحرار في الشمال السوري هو الخطر الأبرز عليها، ليس ضمن التجاذبات المحلية فقط، ولكن في ضوء العلاقات الإقليمية والرغبة التركية في التدخل. ومن المعروف أن تركيا، قوات أحرار الشام وفيلق الشام حاملها الأساسي، إلى جانب القوات التركية ذاتها، في حال تدخلت بريا، أو ستكون رأس حربة لمواجهة «النصرة» في إدلب.
اشتبكات في حلب والنظام يسحب “الفرقة الرابعة” من درعا
هاجمت فصائل من المعارضة السورية المسلحة، السبت، أحياء يسيطر عليها النظام في مدينة حلب، حيث وقعت مواجهات هي الأعنف منذ أبريل/نيسان الماضي، وسط أنباء عن سقوط قتلى في صفوف الطرفين، في وقت نقلت فيه مواقع معارضة عن مصادر عسكرية قولها، إن النظام سحب “الفرقة الرابعة” من محافظة درعا ليزج بها على جبهات القتال في مدينة دمشق وريفها.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن مدينة حلب شهدت اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام وميليشياته، وفصائل من المعارضة، على محاور في الأطراف الغربية للمدينة. وبحسب “المرصد”، فقد بدأت الاشتباكات بعدما شنت المعارضة هجوماً على محوري دار الأيتام ومبنى المخابرات الجوية في أطراف حي جمعية الزهراء غربي المدينة.
وذكر “المرصد”، أن الاشتباكات ترافقت مع قصف مكثف لقوات النظام طال مناطق سيطرة الفصائل. واستهدفت الفصائل بعشرات القذائف محاور القتال ومناطق حي جمعية الزهراء والمالية وقرطبة وأماكن في شارع النيل ومحيط حي الشهباء، وسط معلومات عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بينما أفاد شبكة “شام الإخبارية” أن “الجيش الحر (تمكن) من أسر عنصر من قوات الحرس الجمهوري في حي جمعية الزهراء”.
وفي الجنوب السوري، حيث يسود هدوء نسبي بعد سبعة أيام من دخول اتفاقية وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، نقل موقع “عنب بلدي” عن مصدر عسكري قوله، إن “الفرقة الرابعة” بدأت بالانسحاب من درعا إلى جبهات القتال في حي جوبر، شرقي العاصمة دمشق.
وقال المصدر، إن قوات ” الفرقة الرابعة التي استُقدمت نهاية مايو/أيار الماضي إلى درعا، بدأت الانسحاب، منذ ظهر الجمعة، متوجهة نحو العاصمة”، موضحاً أن “الرتل الأول الذي انسحب يضم عدداً من الدبابات وراجمات صواريخ الفيل”. وتوقع المصدر أن يستمر الانسحاب على مدار أيام ليُزج بالعناصر على جبهة حي جوبر، التي تشهد اشتبكاتٍ على ثلاثة محاور بين قوات النظام والمعارضة منذ أسابيع.
في السياق، تتواصل الاشتباكات بين “فيلق الرحمن” التابع لـ”الجيش الحر” وقوات النظام على محاور في وادي عين ترما ومحيط البلدة المحاذية لحي جوبر، وتترافق الاشتباكات مع قصف جوي ومدفعي، بحسب ما أفاد “المرصد السوري”، الذي قال إن مدينة حرستا الواقعة في غوطة دمشق الشرقية تعرضت، السبت، لقصف مدفعي، في وقت قالت فيه شبكة “شام الإخبارية” إن عشرة مدنيين سقطوا السبت بقصف جوي على بلدة عين ترما.
على صعيد آخر، واصلت قوات النظام تضييق الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية” جنوب مدينة الرقة في إطار سعيها للوصول إلى محافظة ديرالزور. وذكرت وسائل إعلام سوريّة رسمية، السبت، أن “الجيش استعاد السيطرة على قرى وحقول وآبار نفطية أهمها الوهاب، الفهد، دبيسان، الكبير، إلى جانب القصير، أبو القطط، أبو قطاش” في محافظة الرقة.
وكانت قوات النظام قد أعلنت، الجمعة، أنها تقدمت على مساحات واسعة في ريف الرقة، وسيطرت على حقل كدير جنوب بئر الزناتي، وخربة الحالول شرق حقل كدير جنوب مدينة الرصافة الأثرية.
وتتواصل الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم “داعش” على محاور في محيط حقل آرك النفطي ومحيط حقل الهيل وبالقرب من بلدة جب الجراح، في بادية تدمر وريف حمص الشرقي. وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف لقوات النظام في محاولة للتقدم بشكل أكبر في ريف حمص الشرقي وتقليص نطاق سيطرة التنظيم، لاسيما لناحية السيطرة على مدينة السخنة التي تعد آخر معقل للتنظيم في محافظة حمص.
جرحى بتفجير شمال مدينة الرقة السورية
أكثر من 330 ألف قتيل حصيلة النزاع السوري منذ اندلاعه
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
قال تلفزيون النظام السوري إن «تفجيرا إرهابيا» وقع شمالي مدينة اللاذقية الساحلية التي يسيطر عليها النظام اليوم (الأحد) ونقل تقارير عن سقوط مصابين.
وأضاف أن التفجير وقع في منطقة رأس شمرا على بعد 12 كيلومترا شمالي اللاذقية. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى، قتل أكثر من 330 ألف شخص بينهم نحو مائة ألف مدني، خلال أكثر من ست سنوات من النزاع الذي تشهده سوريا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد: «تمكن المرصد من توثيق مقتل 331765 شخصاً على الأرض السورية، بينهم 99617 مدنياً في الفترة الممتدة من 15 مارس (آذار) 2011 حتى 15 يوليو (تموز) ».
وأوضح أن بين القتلى المدنيين «18243 طفلاً و11427 امرأة». وكانت الحصيلة الأخيرة للمرصد في 13 مارس أفادت بمقتل أكثر من 320 ألف شخص بينهم أكثر من 96 ألف مدني.
وأحصى المرصد مقتل 116774 من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم 61808 جنود سوريين و1480 عنصراً من حزب الله اللبناني.
في المقابل، قتل نحو 57 ألفاً من مقاتلي الفصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية أبرز مكوناتها وتخوض مواجهات ضد المتطرفين.
كما قتل أكثر من 58 ألفاً من مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وتنظيم داعش ومقاتلين أجانب من مجموعات أخرى.
وتشهد سوريا منذ مارس 2011 نزاعا بدأ باحتجاجات سلمية ضد نظام بشار الأسد، سرعان ما تحول إلى حرب دامية تسببت إلى جانب العدد الكبير من القتلى بدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.
روسيا ترى «تصحيحاً» لموقف المعارضة من الأسد
النظام يخرق هدنة الجنوب… ويصعد هجماته لعزل جوبر عن الغوطة
موسكو: طه عبد الواحد بيروت: يوسف دياب
أعلن أليكسي بورودافكين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف للصحافيين أمس, أن أمام المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة فرصة لتحقيق تقدم لأن مطالب الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد تراجعت.
وقال بورودافكين إن الجولة السابعة من المحادثات التي انتهت أول من أمس تمخضت عن نتائج إيجابية ولا سيما في «تصحيح» نهج وفد الهيئة العليا للمفاوضات وهي تكتل المعارضة الرئيسي. وأضاف: «جوهر هذا التصحيح هو أنه خلال هذه الجولة لم تطالب المعارضة قط باستقالة الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية الشرعية فوراً».
ورأى أن الهيئة العليا للمفاوضات أدركت أن السلام يجب أن يحل أولا وبعدها يمكن التفاوض على إصلاحات سياسية. وأضاف: «إذا كانوا مستعدين لإبرام اتفاقات مع وفد الحكومة هذا أمر أساسي. أما إذا انزلقوا مجددا… لتحذيرات وشروط مسبقة ليست واقعية فهذا لن ينجح. بل ستقود المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة إلى طريق مسدود».
بالتزامن، خرق النظام السوري الهدنة الأميركية – الروسية في الجنوب السوري، حيث استهدف مدينة درعا البلد بقصف مدفعي، لكن رغم الخروقات بقيت الهدنة صامدة. كما سعى النظام الى عزل حي جوبر الدمشقي عن الغوطة الشرقية ونفذت طائراته أمس خمس غارات مستهدفة مناطق في حي جوبر، وبلدة عين ترما ومحيطها في الأطراف الغربية لغوطة دمشق الشرقية، تزامنت مع اشتباكات عنيفة على محور عرفة بجوبر ومحاور أخرى في وادي عين ترما ومحيط البلدة.
تفجير باللاذقية وقتلى مدنيون بدير الزور والغوطة
أفادت مصادر إعلامية وأمنية سورية أن تفجيرا وقع شمالي مدينة اللاذقية الساحلية أوقع قتلى وجرحى، يأتي ذلك في وقت سيطرت فيه قوات سوريا الديمقراطية على مواقع بالجهة الشرقية من مدينة الرقة، وقد تزامن ذلك مع سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال بقصف جوي مجهول في ريف دير الزور وآخر روسي على الغوطة الشرقية.
وقال التلفزيون السوري إن تفجيرا وصفه بالإرهابي وقع شمالي مدينة اللاذقية الساحلية التي تسيطر عليها قوات النظام اليوم الأحد وأفادت تقارير بسقوط مصابين.
وأضاف أن التفجير وقع في منطقة رأس شمرا على بعد 12 كيلومترا شمالي اللاذقية، دون ذكر المزيد من التفاصيل، وفق ما أفادت وكالة رويترز.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية سورية وشهود عيان بسقوط قتلى وجرحى جراء الانفجار، وقال سكان محليون في المدينة إن قتلى وجرحى سقطوا في الانفجار، بحسب الوكالة نفسها.
في الأثناء، قالت مصادر للجزيرة إن ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية سيطرت على أجزاء كبيرة من حي هشام بن عبد الملك داخل السور الأثري في الجهة الشرقية من مدينة الرقة، وذلك بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت المصادر أن معارك عنيفة تدور على أطراف سوق الهال وشارع 23 شباط القريب من وسط الرقة، كما شهدت أحياء في الجهة الغربية للرقة اشتباكات بين الطرفين.
وتعرضت أحياء سكنية يسيطر عليها تنظيم الدولة من الرقة قصفا مدفعيا وجويا من التحالف الدولي الداعم لقوات سوريا الديمقراطية تسبب بسقوط جرحى في صفوف المدنيين ودمار في أبنية سكنية.
ونقلت قناة الإخبارية المملوكة للنظام السوري عن مصدر عسكري قوله إن جيش النظام سيطر على حقول نفط الوهاب والفهد ودبيسان والقصير وأبو القطط وأبو قطاش وقرى أخرى في منطقة الصحراء الواقعة جنوب غرب محافظة الرقة.
قصف جوي
وفي تطور آخر، ذكرت مصادر للجزيرة أن خمسة أشخاص قتلوا بينهم أطفال بقصف جوي مجهول الهوية على مدينة الميادين بريف دير الزور شرقي سوريا.
وفي الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق قال مراسل الجزيرة إن ثلاثة أطفال قتلوا وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، جراء قصف جوي روسي وآخر لطيران النظام استهدف الأحياء السكنية في زملكا وعين ترما وحزة، وأضاف المراسل أن عدد الضحايا مرشح للزيادة في ظل استمرار القصف واستهداف قوات النظام للمكان نفسه أثناء عمليات الدفاع المدني.
وفي سياق آخر، قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام شنت هجوما مدعوما بعدد من المدرعات على بلدة حوش الضواهرة في الغوطة، حيث تتخوف المعارضة المسلحة من هجوم عنيف لقوات النظام بحسب ما نقل المراسل عن مصادر في المعارضة.
وقال مراسل الجزيرة أيضا إن قوات النظام السوري قصفت بقذائف الهاون مخيم درعا في مدينة درعا كما قصفت بالمدفعية أطراف مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي.
وأضاف أن قوات النظام استهدفت أيضا بالرشاشات الثقيلة كل من تلة الحمرية وأطراف بلدتي طرنجة والحميدية في ريف القنيطرة الشمالي.
واقتصرت الأضرار الناجمة عن القصف على المباني فقط دون ورود أنباء عن ضحايا مدنيين في المناطق المستهدفة.
وتأتي هذه الخروقات من جانب قوات النظام مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق جنوب غربي سوريا يومه الثامن.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017