أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 04 أيار 2012

ضحايا في اليوم التأديبي لطلاب جامعة حلب

دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، ا ب، رويترز

تحولت حلب ومدينتها الجامعية الى مركز لحركات الاحتجاج ضد النظام السوري، الذي ظل مطمئناً طوال اشهر الانتفاضة الى ان المدينة الثانية في سورية وعاصمتها الاقتصادية ستحافظ على ولائها بسبب العلاقات الوثيقة التي نسجها النظام مع قطاع رجال الاعمال وكبار التجار والصناعيين فيها. غير ان امس كان يوم حلب بامتياز، بعد أن تحولت الاحتجاجات وتظاهرات الطلاب الجامعيين في اماكن سكنهم في المدينة الجامعية، والتي بدأت ليل الاربعاء -الخميس الى مواجهات في ما بينهم اولاً، استخدم فيها الطلاب الموالون للنظام السكاكين للاعتداء على زملائهم، قبل ان يتدخل رجال امن و»شبيحة» من خارج الجامعة، فاقتحموا غرف نوم الطلاب واخذوا يطلقون النار عليهم ما ادى الى سقوط اربعة قتلى على الاقل وجرح ما لا يقل عن ثلاثين، فيما اعتقلت قوات الامن حوالى مئتين واعلنت تعليق الدروس في الجامعة الى اجل غير مسمى.

وفيما كانت المواجهات دائرة في حلب قام وفد من المراقبين الدوليين بقيادة رئيس الفريق الجنرال روبرت مود بجولة على مدينتي حمص وحماة وقال للصحافيين خلال جولته ان وجود المراقبين يساعد على «تهدئة الوضع» وان «هناك فرصة كبيرة» لكسر حلقة العنف في سورية. وقال احد سكان حي القبة في حماة ان الحياة شبه طبيعية في النهار غير انها تصبح مخيفة مع حلول الظلام حيث يتجول المسلحون الملثمون في الشوارع وتنتشر اعمال الخطف حتى على الطرق الرئيسية.

ونقلت وكالة «رويترز» ان الفريق الصحافي الذي كان يرافق المراقبين في حمص كان يسمع اصوات القذائف بمعدل قذيفة في الدقيقة في حي الخالدية.

وقالت مصادر المعارضة من حلب ان عدد الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات تجاوز 1500 طالب، واستمرت المواجهات بينهم وبين قوات الامن خمس ساعات اسفرت عن تحطيم وتخريب واسع لغرف الطلاب. اذ اقتحم عناصر الامن مساكن الطلاب قبل ظهر امس وطردوهم ورموا ممتلكاتهم واحرقوا بعض الغرف. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان 10 حافلات محملة بأكثر من 300 عنصر أمني مدججين بالأسلحة، اقتحمت المدينة الجامعية واظهرت اشرطة تم وضعها على موقع «يوتيوب» الطلاب وهم يهربون من السكن الجامعي بعد اقتحام الأمن له. ومعظم الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات هم اصلاً من محافظة ادلب التي تشهد اشتباكات يومية بين قوات الامن وعناصر «الجيش السوري الحر» الذين اقاموا مراكز لهم في المحافظة. وكانت جامعة حلب قد شهدت تظاهرات يومية ضد النظام واشتباكات سابقة واقتحامات من قبل قوات الامن غير ان ما حصل امس كان الاوسع والاخطر حتى الآن.

ودعا «المجلس الوطني» السوري المعارض في بيان الطلاب السوريين الى «الاضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب». ودعا اتحادات الطلبة العرب الى «التضامن مع الطلبة السوريين بكل أشكال التضامن والدعم»، مطالبا المؤسسات الدولية «بان تتحرك بشكل عاجل لضمان حرمة الجامعات السورية، والعمل على إعادة فتح جامعة حلب، وإعادة الطلاب المفصولين من الجامعة والطلاب المحرومين من السكن الجامعي الى جامعاتهم وسكنهم، واطلاق سراح المعتقلين منهم».

وطالب بيان المجلس المراقبين الدوليين الموجودين في سورية «بالتحرك لكشف ما يجري في حلب»، ومجلس الامن «بان يصدر قرارات حازمة لاجبار النظام السوري على وقف العبث بأمن واستقرار سورية والمنطقة بالاساليب التي يفهما نظام منفلت العقال».

وخرجت صباح امس تظاهرات في عدد من المناطق السورية تضامنا مع جامعة حلب، لا سيما في مدينة حلب ودرعا ودير الزور ، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.

ميدانياً، قالت مصادر المعارضة السورية ان عدد القتلى امس تجاوز العشرين وأوردت الهيئة العامة للثورة السورية أن انفجارا عنيفا وقع في زملكا البلد في ريف دمشق. وتحدثت عن محاصرة حي مشاع الأربعين في حماة خلال جولة المراقبين، كما قامت قوات الامن بقصف مدينة الرستن في حمص بعشرات من قذائف الهاون كما استمر سقوط القذائف على جبل الزاوية في ادلب.

ونفذت قوات الامن مداهمات منذ الصباح في الاراضي الزراعية المحيطة بحرستا، وفي منطقة الملعب في مدينة دوما بريف دمشق. وافادت لجان التنسيق المحلية بتنفيذ قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في قرية دف الشوك بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق ان قوات الامن اقتحمت صباح امس مدينة يبرود.

وفي ريف حمص قصفت القوات النظامية قرية غرناطة المجاورة لمدينة الرستن التي تعد احد معاقل «الجيش السوري الحر» في حمص. ودارت اشتباكات في بساتين مدينة تدمر اثر انشقاق ستة جنود عن القوات النظامية. كما تعرضت قلعة الحصن وقرية الزارة لقصف الدبابات ومدافع الهاون.

“ليلة الجحيم” في جامعة حلب

واشنطن: الوقت لإجراءات أخرى ضد الأسد

مع تصاعد حركة الاحتجاج الطالبية والنقابية في حلب ثانية كبرى المدن السورية، التي ظلت تتمتع بهدوء نسبي خلال الاحتجاجات المستمرة منذ 14 شهراً ضد الرئيس بشار الاسد، اقتحمت قوى الامن السورية فجر أمس جامعة حلب حيث تحدث ناشطون عن مقتل اربعة طلاب وجرح 20 واعتقال نحو 200 ، واشاعت حال فزع شديد في صفوف طلاب المدينة الجامعية الذين القى بعضهم بنفسه من النوافذ، فيما تعرض آخرون للسباب والضرب بعد الامساك بهم.

وهذه الجامعة، وهي ثانية الجامعات السورية مع عشرات الآلاف من الطلاب الوافدين من  انحاء البلاد، تعد المركز الرئيسي لحركة التعبئة في حلب، المدينة التجارية الكبرى في شمال البلاد التي بقيت طويلاً بمنأى عن حركة الاحتجاج.

وقال طالب الهندسة المدنية حسين (20 سنة) عبر “سكايب”: “كنا 800 طالب نتظاهر من اجل الحرية ومن اجل الافراج عن المعتقلين في سوريا قبل ان يتم تفريقنا بالغازات المسيلة للدموع”. واضاف: “ما كدنا نعود الى مساكننا في المدينة الجامعية حتى وصلت 13 حافلة وثماني سيارات بيك آب لتبدأ قوى الامن باطلاق النار على المبنى”، موضحاً ان “اطلاق النار كان كثيفاً جداً ولم يتوقف من الساعة 22:00 حتى الساعة الرابعة صباحاً”.

وقال الطالب في كلية علوم التربية ابو تيم (22 سنة): طاردوا الطلاب في الممرات، ورأيت الكثير من الغرف تحرق وزجاجها يحطم”.

وصرّح الناطق باسم “الطلبة الناشطين” في الجامعة  ابو عمر :”لقد فضلوا القاء انفسهم من الطابق الثالث والرابع على الوقوع في قبضة قوى الامن. وقد اصيب بعضهم بكسر في الساق او الحوض”.

واظهرت اشرطة فيديو وضعها  الطلاب على الانترنت نوافذ محطمة واسرة مقلوبة ورفوفاً محطمة وملابس مبعثرة.

إلا ان الآتي كان اعظم. وقال ابو تيم :”انزلونا ووضعونا امام مبنى الفتيات وارغمونا على خلع ملابسنا والاستلقاء ارضا على بطوننا… اخذوا يسيرون فوقنا وهم يطلقون الشتائم”.

ونقل ابو عمر عن شهود وقائع “ليلة الجحيم” هذه  قائلاً: “ارغموا العديد من الطلاب على التجرد من الملابس امام عنبر الفتيات وطرحوهم ارضا وداسوهم بالاقدام وهم يصيحون: تريدون الحرية؟ ها هي”.

رئيس المراقبين

في غضون ذلك، رأى رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود  ان على الجيش السوري ان يقوم بالخطوة الاولى لوقف اعمال العنف. وقال للصحافيين في حمص: “عندما يستخدم فردان كل انواع الاسلحة، من هو الاول الذي ينبغي ان يرفع اصبعه عن الزناد؟ من ينبغي ان يقوم بالخطوة الاولى؟ في رأيي، انه الاقوى الذي يتعين عليه القيام بها”.

وسئل هل يتحدث عن القوات النظامية، فأجاب: “كنت اشير الى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح”.

واكد ان اعضاء بعثته التي وصلت طلائعها الى سوريا في 16 نيسان لم يواجهوا اي عقبات في تنقلاتهم من جانب سلطات دمشق. واضاف: “في بعض الاماكن المحددة، لاحظنا مزيداً من الجهود من القوات الحكومية السورية. لقد رأينا تالياً مؤشرات ايجابية على الارض”.

البيت الابيض

* في واشنطن، ندد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بالهجوم على جامعة حلب. وقال:”اذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي ان يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من  نظام الاسد”. وشدد على ان “الانتقال السياسي ضرورة ملحة في سوريا. نأمل بالتأكيد في ان تنجح خطة (المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي) أنان… لا نزال بناء على أدلة متشككين بشدة في استعداد الاسد للوفاء بشروط هذه الخطة لانه فشل بوضوح بالغ في الوفاء بها حتى الآن”. واشار الى انه ربما حان الوقت لاعتماد اجراءات اخرى للضغط على الاسد. واوضح ان ذلك يشمل العودة الى مجلس الامن.

موسكو ترى نضوجاً سورياً للإصلاح .. وواشنطن تستعجل فشل خطة أنان

المراقبون في حمص وحماه: القوات الحكومية تتعاون

أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، بعد جولة له في حماه وحمص، أن هناك «فرصة جيدة» لكسر حلقة العنف، مشيراً إلى أن القوات الحكومية التي حثها على القيام بـ«الخطوة الاولى»، تتعاون في بعض مواقع المواجهات أكثر من المسلحين، مشيراً إلى ان اعضاء بعثته لم يواجهوا أي عقبات في تنقلاتهم من جانب السلطات السورية.

لكن واشنطن واصلت إثارة الشكوك حول تنفيذ النظام السوري لخطة انان، معتبرة انه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد إذا فشلت الخطة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «إذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأضاف «الانتقال السياسي ضرورة ملحّة في سوريا. نأمل بالتأكيد أن تنجح خطة انان»، لكنه أضاف «لا نزال، بناء على أدلة، متشككين بشدة في استعداد الأسد للوفاء بشروط هذه الخطة لأنه فشل بوضوح شديد في الوفاء بها حتى الآن».

وأعلنت موسكو أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه عن طريق الحوار الوطني والانتخابات البرلمانية التي تجري الاثنين المقبل. وأعلن معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي لوكالة «سانا» أن «جميع المحافظات أنهت الاستعدادات والتحضيرات الواجب اتخاذها لإنجاح عملية انتخابات مجلس الشعب المقررة في السابع من أيار الحالي». يشار إلى انه سيتم الاثنين المقبل انتخاب 250 نائباً.

وقال مود، خلال لقائه محافظ حماه انس ناعم، إن «الهدف الرئيس للبعثة مراقبة وقف العنف من قبل جميع الأطراف وإنجاح خطة انان لتسوية الأزمة في سوريا». وأشار إلى أن «زيارته إلى المدينة تأتي في إطار التنسيق مع كل الأطراف، وتحديد أطر المراقبة وتوثيق ما تتم مشاهدته وعدم الاكتفاء بسماع الأخبار والمعلومات».

وأعلن مود، في حمص بعد زيارته إلى حيي بابا عمرو والخالدية، أن المراقبين «لهم تأثير مهدئ» وأن القوات الحكومية تبدو مستعدة للتعاون مع الهدنة، لكنه اعتبر أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف. وقال، في حمص، «عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟ برأيي، انه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها».

وعما إذا كان يتحدث عن القوات النظامية، قال مود «إني أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح». وأعلن انه لا يزال «يرى وجود فرصة جيدة» من أجل كسر حلقة العنف.

واعلن ان اعضاء بعثته، التي وصلت طلائعها الى سوريا في 16 نيسان الماضي، لم يواجهوا اي عقبات في تنقلاتهم من جانب السلطات السورية. وقال إن «نقطة الانطلاق هي أننا تلقينا تعهداً واضحاً وجلياً من جانب (الطرفين) المتحاربين حيال إرادتهما في المضي قدماً نحو تخفيف العنف، لكن هناك الكثير من الارتياب». وأضاف «في بعض الاماكن المحددة، لاحظنا جهوداً اكثر من جانب القوات الحكومية السورية. لقد رأينا بالتالي مؤشرات إيجابية على الأرض». وتابع إن هدفَي بعثته هما: السهر على وقف العنف وتطبيق خطة انان.

اما بالنسبة الى تحرك المراقبين، فلفت مود الى ان كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال «هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟ جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا، وتوجهنا الى حيث أردنا ولم نلق أي عقبة». واعتبر ان نجاح مهمته يمر بوقف العنف. وقال «ادعو كل الاطراف الى وقف العنف، وكل من يعتقد ان العنف هو الحل يخدع نفسه. العنف يولد العنف». واعتبر ان وجود المراقبين له تأثير إيجابي، موضحاً «منذ وصولي، تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاون».

روسيا وميدانيات

وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي المندوب الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، في تصريح لإذاعة «صوت روسيا»، إن «سوريا نضجت لإجراء الإصلاحات والتغييرات الديموقراطية». وأضاف «نرى أن الشكل الأمثل لهذه الإصلاحات والتغييرات هو الحوار الوطني الواسع والانتخابات، بحيث تتوفر لدى الشعب فرصة للتعبير عن رأيه حول مستقبل البلاد».

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مسؤول في مكتب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف قوله إن «روسيا حددت موقفها تجاه الأزمة السورية عندما بدأت اضطرابات هناك، ولم يتغير هذا الموقف، ويظل كما هو حتى الآن».

إلى ذلك، اعتقلت الأجهزة الأمنية نجلي المعارض السياسي فايز سارة، بسام ووسام، في دمشق، واقتادتهما الى جهة مجهولة. وقال سارة لـ«السفير» إنه لا يعرف الأسباب الكامنة وراء توقيف نجليه، مشيراً إلى انه لم يبلغ المراقبين الدوليين بالحادثة. وتابع «ما يحصل في سوريا حالياً هو استمرار للحل الأمني الذي بدأ من 14 شهراً».

واعتبر سارة، رداً على سؤال حول الحوار مع السلطات السورية، انه «لا يوجد حوار من الأصل». وقال إن «السلطات تحاول تنفيذ الحل الأمني والسياسي الذي تريده»، مضيفاً «ليست المرة الأولى الذي توافق فيها السلطات على مبادرة للحل، قبل ان تفشلها، فقد كان هناك المبادرة العربية وخطة انان تسير في الاتجاه ذاته».

وقال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات الأمن السورية وطلبة مسلحين بسكاكين هاجموا احتجاجاً في جامعة حلب، ما أدى إلى مقتل أربعة، وإصابة 28، واعتقال نحو 200 من المتظاهرين». وأعلنت جامعة حلب تعليق الدروس في كلياتها كافة «بسبب الظروف الحالية حتى 13 أيار».

وقال المرصد، في بيانات، «قتل منشق ووالده قرب مدينة الحولة برصاص القوات النظامية، وقتل جندي نظامي إثر إصابته بإطلاق رصاص في القصير. ودارت اشتباكات في بساتين مدينة تدمر إثر انشقاق ستة جنود عن القوات النظامية. وتعرضت قلعة الحصن وقرية الزارة لقصف الدبابات ومدافع الهاون بحسب لجان التنسيق. وقتلت امرأة في ادلب».

وأشارت مراسلة قناة «روسيا اليوم» في سوريا إلى أن احد المباني الذي يقطنه خبراء روس في حي التجارة في دمشق تعرض لهجوم شنته مجموعة مسلحة، ما اسفر عن اصابة احد العناصر الأمنية واعتقال عنصرين من المجموعة التي شنت الهجوم.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن لاعب المنتخب السوري لكرة السلة باسل ريا «استشهد الليلة الماضية متأثراً بإصابته برصاص مجموعة إرهابية مسلحة» استهدفته قبل حوالى الأسبوع في منطقة صحنايا في ريف دمشق.

(«السفير»، «سانا»،

ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

وفد من المعارضة السورية برئاسة غليون سيزور الصين الاثنين

اعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم، ان وفدا من المعارضة السورية برئاسة رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون سيزور الصين يوم الاثنين المقبل.

وقال المتحدث باسم الخارجية ليو وايمين، إن “الزيارة سينظمها معهد الشؤون الخارجية، وسيلتقي مسؤولون من وزارة الخارجية الوفد على حد علمي”.

وأضاف ليو أن “الطرفين سيتبادلان وجهات النظر بشكل معمق حول المسألة السورية”، مؤكدا ان موقف بلاده لم يتغير.

وشار المتحدث إلى أن “الصين أبقت على اتصالاتها مع الحكومة السورية وأبرز مجموعات المعارضة مثل المجلس الوطني، من أجل تشجيع محادثات السلام وتهدئة التوترات في سوريا”.

من جهة أخرى، قال ليو إن “الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي موجود حاليا في شنغهاي وسيزور بكين الاثنين للقاء وزير الخارجية يانغ جيشي ومسؤولين صينيين”.

(أ ف ب)

رئيس بعثة المراقبين: تلقيت التزاماً من جميع الاطراف بوقف العنف وعلى الجيش اخذ الخطوة الاولى

القوات السورية تقتحم جامعة حلب وتقتل وتجرح العشرات

البيت الابيض يطالب العالم الاقرار ‘بهزيمة’خطة عنان

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قال نشطاء إن قوات الأمن السورية وطلبة مسلحين بسكاكين هاجموا احتجاجا في جامعة حلب الخميس مما أدى إلى مقتل أربعة محتجين على الاقل واعتقال نحو 200 من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، فيما قال البيت الابيض انه إذا واصلت الحكومة السورية تعنتها يجب على المجتمع الدولي الاقرار ‘بالهزيمة’ بشأن خطة عنان والبحث عن نهج جديد.

وعندما اقتحمت قوات الامن السورية فجر الخميس جامعة حلب، سادت حالة فزع شديد طلاب المدينة الجامعية الذين القى بعضهم بنفسه من النوافذ فيما تعرض اخرون للسباب والضرب بعد الامساك بهم.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس الخميس ان ‘عناصر من الامن اقتحموا المدينة الجامعية ليلا بأعداد كبيرة واطلقوا النار في حرم الجامعة وذلك عقب خروج تظاهرة طلابية حاشدة تنادي باسقاط النظام’.

وقتل جراء ذلك اربعة طلاب على الاقل، وجرح 28 آخرون، واعتقل نحو 200 طالب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من احياء المدينة نصرة للجامعة، بعدما ترددت انباء ما جرى في الجامعة بين السكان، بحسب تنسيقيات ثاني المدن السورية، والتي تشهد منذ اشهر تصاعدا في الاحتجاجات الشعبية والطلابية والنقابية.

كما خرجت تظاهرات تضامنا مع الجامعة في مناطق عدة، لا سيما في درعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.

وخرجت تظاهرة في ساحة الجامعة احتجاجا على احداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الامن بالقنابل المسيلة للدموع، بحسب المرصد.

اثر ذلك اعلنت ادارة جامعة حلب تعليق الدروس في كافة كلياتها ‘بسبب الظروف الحالية’، بحسب ما جاء في الموقع الالكتروني للجامعة.

وظهرت لقطات من هذه الأحداث على تسجيلات مصورة على الانترنت. وأظهرت اللقطات شبانا يرددون هتافات ضد عائلة الأسد ويتعرضون لإطلاق نار. وبث النشطاء صورا لجثة عليها دماء ومبنى المدينة الجامعية وقد اشتعلت فيه النيران.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ان شبانا يحملون سكاكين انضموا إلى قوات الأمن في الهجوم على زملاء لهم في حرم جامعة حلب. وقال المرصد إنه تم إطلاق الغاز المسيل للدموع على مظاهرة بدأت مثل الاحتجاجات السلمية شبه اليومية للطلاب في سورية. وظهر المتظاهرون الشبان في لقطات فيديو وهم يرددون هتافات ضد الأسد.

وبدا أن أروقة في المدينة الجامعية حطمت وظهر أشخاص في اللقطات يجرون الأثاث لإخراجه وطلاب يصرخون.

والحادث من بين حوادث عديدة لانتهاك وقف إطلاق النار الذي بدأ قبل ثلاثة أسابيع في سورية حيث يجوب 31 من مراقبي الأمم المتحدة البلاد لمتابعة تنفيذ هدنة بين القوات الحكومية والمعارضين. ويتوقع أن يتم نشر نحو 300 مراقب بحلول نهاية أيار (مايو).

وقال رئيس بعثة المراقبين إلى سورية الجنرال النرويجي روبرت مود خلال زيارته الخميس الى محافظتي حمص وحماة وسط سورية انه تلقى التزاماً من جميع الاطراف لوقف العنف وان عدد المراقبين الدوليين بلغ 50 مراقباً وتمت زيادة اعدادهم في المحافظات التي نشر فيها مراقبون سابقاً، وقال انه على الجيش القيام بالخطوة الاولى.

وقال الجنرال مود في مؤتمر صحافي عقده في مدينة حمص الخميس عقب لقائه محافظ حمص وجولة في حيي بابا عمرو والخالدية ان ‘عدد المراقبين الدوليين في سورية وصل حاليا إلى 50 مراقبا موزعين في محافظات دمشق وحمص وحلب وحماة وادلب ودرعا منهم 6 في محافظة حمص و4 في محافظة حماة وادلب ودرعا سيباشرون مهمتهمم اعتبارا من اليوم (امس)’.

ودعا الى وقف العنف من الطرفين مؤكداً انه ‘تلقى التزاما منهم بذلك، وانه لمس خطوات ايجابية من قبل القوات الحكومية، والهدف الرئيسي للبعثة مراقبة وقف العنف من قبل جميع الأطراف وإنجاح خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لتسوية الازمة في سورية’.

واردف ‘يجب ان نعمل جميعاً لذلك لوقف زهق ارواح النساء والاطفال’.

الانتفاضة في سورية تثير مخاوف من انتشار الأسلحة الكيماوية

لاهاي ـ رويترز: بينما تضعف الانتفاضة في سورية قبضة الرئيس بشار الأسد تشعر القوى العالمية بالقلق لأنه قد يفقد السيطرة على مخزون سري من الأسلحة الكيماوية مما يتيح للمتشددين قدرة على الحصول على غازات قاتلة.

وسورية هي واحدة من ثماني دول من بينها إسرائيل ومصر رفضت التوقيع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لعام 1997 مما يعني حرمان الهيئة العالمية المعنية بالرقابة على الأسلحة الكيماوية من الاختصاص بالتدخل هناك.

وتعتقد القوى الغربية أن دمشق لديها أكبر مخزون متبق في العالم من الأسلحة الكيماوية غير المعلن عنها من بينها غاز الخردل وغاز الأعصاب القاتل الذي يحتفظ به الأسد لتحقيق التوازن مع ترسانة إسرائيل النووية غير المعلنة.

والجيش السوري مدرب على استخدام الغاز السام وتفيد المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أنه قادر على نشره من خلال الصواريخ طويلة المدى. وفي علامة على القلق المتزايد قال عضو في الكنيست لرويترز إنه أعيد تمويل مصنع إسرائيلي لتكثيف إنتاجه من الأقنعة الواقية من الغاز استعدادا لهجوم محتمل.

وقال أحمد أزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لرويترز في مقابلة ‘الترسانة استنادا إلى التقارير تثير الانزعاج’.

واضاف ‘إذا كانت هذه التقارير صحيحة فإن تدمير هذه المخزونات وإزالتها سيتطلب قدرا كبيرا من الموارد والجهود’.

ويقوض عدم الاستقرار في سورية قدرة الأسد على تأمين ترسانته في مواجهة جماعات مسلحة مثل حليفه الاقليمي حزب الله الشيعي في لبنان أو المتشددين السنة في صفوف معارضيه.

وفي واشنطن وصف الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة المخزون السوري بأنه أكبر مصدر للقلق بالنسبة للولايات المتحدة التي قال إنها وضعت خططا للطوارئ مع شركاء إقليميين.

وقال ديمبسي للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي الشهر الماضي إن التهديد الرئيسي في سوريا يتمثل في ‘انتشار أو الانتشار المحتمل للأسلحة الكيميائية والبيولوجية -والتي تعرف بأسلحة الدمار الشامل.’

ونظرا لأن سوريا لم توقع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ولأن الأمم المتحدة لا تتدخل لا يوجد على سوريا التزام دولي بإعلان أسلحتها الكيماوية أو بالتخلي عنها أو السماح لمفتشين بمراقبتها.

وقال مسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ‘هناك صمت غريب جدا في أروقة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن سوريا ومع ذلك هناك عدة دول منفردة أبدت مخاوف حذرة.’

وأضاف ‘الصمت لا يعني أنه لا يوجد قلق… فسوريا مصدر طاغ للقلق في العالم في الوقت الحالي بسبب الأسلحة الكيماوية.’

ونظرا لأن يدي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مقيدتان سيكون مجلس الأمن الدولي هو الهيئة الدولية الوحيدة القادرة على بحث قضية الأسلحة الكيماوية السورية وقال مسؤولون في المجلس إن هذه القضية لم تطرح بعد.

واجتمع أزومجو أواخر فبراير شباط الماضي مع بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة. و’أشارا بقلق إلى التقارير بشأن احتمال وجود أسلحة كيماوية’ لكنهما لم يتخذا أي إجراء آخر.

وقال أزومجو إنه يمكن نشر الفرق التابعة لمنظمته في خلال 12 ساعة لتفتيش إذا صدرت لهم أوامر من الأمم المتحدة.

وأضاف ‘من الواضح أن ذلك سيتطلب قدرا من الاستعداد لحالات محددة مثل سوريا… لكن الأسلحة الكيماوية أسلحة كيماوية ومن ثم ستكون معروفة بشكل جيد لخبرائنا.’

وانضمت سوريا إلى بروتوكول جنيف لعام 1925 الذي يحظر الاستخدام الأول للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية ولكنه لا يذكر شيئا عن إنتاجها أو تخزينها أو نقلها.

وتأسست منظمة حظر الأسلحة الكيمائية ومقرها لاهاي للإشراف على حظر انتاج الأسلحة الكيمائية وتخزينها واستخدامها. وانضمت 188 دولة للمنظمة لكن المنظمة تواجه صعوبة في إقناع دول في الشرق الأوسط بالانضمام إليها. واستخدم الغاز السام مرارا في المنطقة منذ الستينات.

وقد يواجه الأسد صعوبة بعد إضعافه في إبقاء الأسلحة الكيماوية بعيدة عن أيدي جماعات أخرى وقد يدفعه يأسه إلى أن يصبح أكثر ميلا لاستخدام هذه الأسلحة أو نقلها لحلفاء.

قال أيهم كامل وهو محلل متخصص في الشرق الأوسط في مجموعة أوراسيا ‘الاحتمال الأكثر خطورة هو أن يقلل عدم الاستقرار في سوريا قدرة الدولة على الحفاظ على الأمن إلى حد لا تكون معه جميع مخزونات الأسلحة الكيماوية مؤمنة.’ وأضاف ‘السيناريو المؤرق هو أن تسقط في أيدي القاعدة.’

وتابع قائلا ‘سوريا قد تسعى لتقويض ميزان القوة الإقليمي بتزويد حزب الله بترسانة قد تهدد المصالح الغربية.’

وأضاف كامل أنه في حالة امتداد الصراع في سوريا عبر الحدود فإن قوات الأسد التقليدية لن تكون في قوة القوات الإسرائيلية أو قوات تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي ‘ومن ثم ستكون هناك حاجة للجوء إلى أساليب الحرب غير المتكافئة وقد تستخدم الأسلحة الكيماوية.’

وتشعر إسرائيل التي خاضت أربع حروب مع سوريا منذ عام 1948 بأنها الأكثر تهديدا. وأعاد معهد دراسات الأمن القومي وهو مركز أبحاث إسرائيلي رئيسي تقييم هذا الخطر في دراسة عن آثار انتفاضات ‘الربيع العربي’ على الأمن الإقليمي.

وقالت الدراسة ‘تعد سوريا قوة عظمى في المجال الكيماوي والبيولوجي… والقوات الموالية للأسد تتولى تخزين الأسلحة الكيماوية وحمايتها السيطرة عليها.’

وتابعت الدراسة تقول إنه إذا حصلت منظمات مثل طالبان أو حزب الله أو القاعدة أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فإن تلك الأسلحة ‘ستستخدم على الأرجح في سيناريو ما في المنطقة.’

ودفع ذلك القلق إسرائيل إلى تقديم 80 مليون شيقل (حوالي 20 مليون دولار) كدعم حكومي لمصنع ينتج الأقنعة الواقية من الغاز لضمان الإنتاج حتى نهاية العام.

وقال زئيف بيلسكي وهو عضو معارض في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في لجنة برلمانية معنية بمراجعة استعداد الجبهة الداخلية للحرب إنه جرى تزويد ما يقرب من 60 في المئة من الإسرائيليين بالعتاد الذي يوفر الحماية قبل أن يعاني المصنع من مشكلات مالية ويوشك على الإغلاق.

وقال أنتوني سكينر محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة مابلكروفت للاستشارات ‘الخطر سيتزايد إذا استمر تصعيد العنف.

‘نحن أكثر قلقا من المتشددين الإسلاميين الانتهازيين الساعين لاستغلال الاضطراب والوصول إلى الأسلحة الكيماوية وتهريبها خارج البلاد.’

السلطات السورية تعتقل نجلي الناشط والمعارض السياسي البارز فايز سارة

دمشق ـ ا ف ب: اعتقلت الاجهزة الامنية السورية صباح الخميس نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة واقتادتهما الى جهة مجهولة دون بيان اسباب الاعتقال، كما افاد والدهما وكالة فرانس برس.

واوضح سارة في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان ‘مجموعة من العناصر الامنية اقتحمت البناء الذي يسكنه الشقيقان عند السادسة صباحا (3.00 تغ) وقاموا بكسر باب شقتهما واقتحموا منزلهما بحثا عن اسلحة واقتادوا بسام (37 عام) ووسام (26) الى جهة مجهولة’.

واضاف سارة ان ‘العناصر الامنية لم تصرح الى اي جهة امنية تنتمي ولم تبرز مذكرة توقيف ولم تفصح عن التهمة التي اقتيد بسببها’ الشقيقان.

واشار الى ان ولديه يعانيان من مشاكل صحية ‘ولم يتركوا لهما الفرصة لاحضار ادويتهما معهما’.

ودان سارة هذا الاعتقال، معتبرا انه تصرف ‘خارج عن القانون’، مضيفا ان ولديه ‘لا يتميزان عن بقية الشبان الذين يعانون من الاعتقال والتهجير والقتل’.

وكان الكاتب والاعلامي المعارض فايز سارة من بين اكثر من 100 صحافي اسسوا في شباط (فبراير) ‘رابطة الصحافيين السوريين’، معربين عن تضامنهم مع ‘الحراك الثوري’ وعن ادانتهم ‘لانحياز’ اتحاد الصحافيين الرسمي الى ‘القمع الذي يمارسه النظام ضد المظاهرات السلمية وتبريره’.

وفايز سارة واحد من بين المثقفين الذين تمت دعوتهم لحوار مع جهات مقربة من السلطة للتعبير من خلاله عن آرائهم حول الاصلاحات السياسية والحريات العامة عند بداية اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية. الا ان السلطات اعتقلته عقب ذلك لشهرين.

فرنسا تعتبر ان سوريا تواصل عدم احترام تعهداتها

أ. ف. ب.

باريس: اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا تعتبر ان سوريا تستمر في عدم احترام تعهداتها وتواصل عمليات القمع في البلاد، ودعت الامم المتحدة الى تسريع الانتشار الكامل للمراقبين.

واكد المتحدث باسم الوزارة فنسان فلورياني ان “فرنسا تدين بشدة قتل اربعة طلاب امس في حلب وكذلك جميع اعمال العنف التي قامت بها قوات الامن السورية ضد طلاب في هذه المدينة اضافة الى الاعتقالات الكثيرة التي رافقتها”.

واضاف “نلاحظ من جديد ان دمشق لا تحترم تعهداتها وتواصل القمع. وتطالب فرنسا من جديد بالتطبيق الفوري والكامل للبنود الواردة في خطة النقاط الست للمبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان”.

وفي اتصال هاتفي الخميس، كرر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه للوسيط الدولي كوفي انان التاكيد على “اهمية الانتشار الكامل للمراقبين على ان لا يعوق اي شيء حرية تحركهم”.

وصرح المتحدث باسم كوفي انان في جنيف الجمعة ان هناك “مؤشرات بسيطة” على احترام خطة انان ميدانيا في سوريا. وقال احمد فوزي “هناك مؤشرات على الارض تفيد عن احراز تقدم، ولو انها بطيئة وبسيطة، وهناك ايضا مؤشرات ميدانية لا ترونها” لان “هذه الوساطة تجري بعيدا عن الاضواء”.

وقال المتحدث ايضا ان انان سيبلغ مجلس الامن الدولي بعملية تطبيق خطته في الثامن من ايار/مايو بواسطة دائرة فيديو مغلقة من جنيف.

واضاف ان “خطة انان تسير على السكة، ولا يمكن حل ازمة بدات قبل اكثر من عام في يوم او اسبوع”. واضاف “في الواقع، الامر سيتطلب مزيدا من الوقت لجمع كل الخيوط، لكن تاكدوا من انه سيتم جمعها”.

أنان: مؤشرات ميدانية طفيفة على احترام دمشق لتعهداتها

السوريون يتظاهرون تحت شعار “اخلاصنا” والنظام يردّ بالرصاص

أ. ف. ب.

خرج آلاف السوريين المناهضين للنظام الجمعة في تظاهرات تحت شعار “اخلاصنا خلاصنا” من أجل تأكيد ولائهم “للثورة”، وسقط 14 قتيلاً بعضهم خلال قمع التظاهرات. في وقت اعلن الموفد الدولي كوفي انان أن هناك مؤشرات ميدانية “طفيفة” على احترام خطته.

دمشق: أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ثلاثة أشخاص فجر الجمعة في محافظة حمص (وسط)، أحدهم اثر اصابته برصاص مصدره القوات النظامية السورية قرب السجن البولوني بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في مدينة حمص، وثانٍ برصاص عشوائي من القوات النظامية في حي القصور في المدينة، وثالث في مدينة الرستن برصاص قناصة.

في محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مواطنين “اثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل الخميس الجمعة من حاجز للقوات النظامية قرب دوار العجزة في مدينة حماة”.

5كما قتل مدني أمام مسجد من بلدة اللطامنة في ريف حماة على أيدي مسلحين، بحسب المرصد الذي أشار الى أن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في بلدة مورك في المحافظة نفسها، ما أدى الى اصابة مقاتلين من المجموعات المنشقة بجروح.

في محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطن في قرية موحسن إثر اطلاق الرصاص عليه من القوات النظامية السورية بعد منتصف الليل الماضي.

كما قتل مواطن في بلدة المليحة في ريف دمشق في رصاص عشوائي، بحسب المرصد.

في مدينة حلب (شمال)، قتل ثلاثة مواطنين هم رجل وزوجته وطفلهما اثر اطلاق الرصاص عليهم في حي السكري بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.

وتوفي فتى بعد ظهر اليوم متاثرًا بجروح أصيب بها في اطلاق نار من القوات النظامية السورية على متظاهرين في حي صلاح الدين في مدينة حلب.

كما قتل مواطن في حي التضامن في دمشق عندما اطلقت القوى الامنية النار لتفريق تظاهرة.

وتعرضت تظاهرات عدة لاطلاق نار من القوى الامنية في مناطق عدة بحسب المرصد السوري وناشطين.

وقال الناشط ابو عمر من دمشق عبر سكايب إن القوى الامنية اطلقت النار على تظاهرة خرجت من المسجد الكبير بعد صلاة الجمعة في حي جوبر في العاصمة.

وقالت لجان التنسيق المحلية في خبر عاجل إن “اطلاق نار كثيف حصل في حيي العسالي والتضامن في دمشق مع مداهمات واعتقالات عشوائية بعد خروج تظاهرة في كلا الحيين”.

كما اشارت الى اطلاق نار من القوات النظامية لتفريق تظاهرات في بلدتي المليحة وبيت سحم في ريف دمشق، وفي انخل في محافظة درعا (جنوب)، وفي اللاذقية (غرب) والحسكة (شرق).

وقال المرصد السوري في بيان له إن “القوات النظامية السورية اطلقت الرصاص لتفريق تظاهرات في حيي الفردوس والاندلس في مدينة حماة، وفي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة”.

وقال الناشط محمد الحلبي من حلب إن تظاهرات عديدة خرجت في المدينة وفي الريف وأن “معظمها جوبه باطلاق الرصاص”.

وقال: “نحن مستمرون في تحركنا. إما نحن وإما النظام”.

وشملت التظاهرات ايضًا بلدات وقرى عدة في جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد.

وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت، بدا متظاهرون في حي الحجر الاسود في دمشق يرفعون “علم الثورة” بقياس ضخم ولافتات كتب عليها “يا ابن بائع الجولان”، و”بعد اكثر من عام من القتل لا يزال العالم بحاجة لمراقبين لمعرفة الحقيقة. كفاكم كذبًا”.

وفي عربين في ريف دمشق، كتب متظاهرون على لافتة “الى المراقبين شكرًا على زيارتكم انتهى”، وعلى أخرى “الجيش الحر حامي الدار والعرض والولد”.

وانطلقت تظاهرات الجمعة تحت شعار “اخلاصنا خلاصنا”.

وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وجود طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا منذ 16 نيسان/ابريل للتثبت من وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان/ابريل.

وقتل اكثر من 600 شخص منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، بينما تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011 الاحد عشر الفًا معظمهم من المدنيين.

ويفترض أن يرتفع عدد المراقبين الموجودين في سوريا للتثبت من وقف النار ليصل الى 300، بموجب قرار مجلس الامن الدولي الداعم لخطة انان.

وتنص خطة انان على وقف اعمال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشارع والسماح بادخال المساعدات الانسانية والاعلام وبالتظاهر السلمي، وبدء حوار حول عملية انتقالية.

واتهم البيت الابيض الجمعة الحكومة السورية بعدم احترام خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إن الرئيس السوري “لم يبذل أي جهد لاتخاذ أي من الاجراءات” التي تشملها الخطة.

في المقابل، تحدث موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي أنان من جنيف عن “مؤشرات طفيفة” على احترام الخطة ميدانيًا.

وقال المتحدث باسمه احمد فوزي “إن هناك مؤشرات على الارض تفيد عن احراز تقدم، ولو أنها بطيئة وطفيفة، وهناك ايضًا مؤشرات ميدانية لا ترونها”، مضيفًا أن “عملية الوساطة هذه تجري بطبيعتها بعيدًا عن الاضواء”.

واضاف أن “خطة انان تسير على السكة، ولا يمكن حل ازمة بدأت قبل اكثر من عام في يوم أو اسبوع”.

ويزور وفد من المعارضة السورية برئاسة برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الاثنين الصين، الدولة التي ترفض، مع روسيا، فرض عقوبات على النظام السوري أو ادانته.

رئيس فريق المراقبين: على الأسد أن يقوم بالخطوة الأولى

وكالات

البيت الأبيض: ربما تكون هناك ضرورة لنهج جديد

قال رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود إن على نظام الرئيس السوري بشار الأسد أن يتحذ القرار بوقف العنف في بلاد، لكونه هو الجهة الأقوى في المعارك الدائرة على الأرض.

حمص: اعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الخميس أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف، وذلك بعد تصاعد العنف مجددًا في حلب (شمال)، حيث قمعت تظاهرات طلابية بشكل دام.

وقتل أربعة طلاب على الأقل، وتم توقيف 200 آخرين فجر الخميس في جامعة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من أحياء المدينة نصرة للجامعة، بعدما ترددت أنباء عمّا جرى في الجامعة بين السكان، بحسب تنسيقيات ثاني المدن السورية، والتي تشهد منذ أشهر تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية والطلابية والنقابية.

كما خرجت تظاهرات تضامنًا مع الجامعة في مناطق عدة، لا سيما في درعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية.

وخرجت تظاهرة في ساحة الجامعة احتجاجًا على أحداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، بحسب المرصد.

واعتبر الجنرال روبرت مود رئيس فريق المراقبين للصحافيين الخميس أنه على الجيش السوري أن يخطو الخطوة الأولى لوقف أعمال العنف.

وقال في مؤتمر صحافي في حمص (وسط) “عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟، من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟، برأيي، إنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها”.

وردًا على سؤال عمّا إذا كان يتحدث عن القوات النظامية، أجاب “كنت أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح”.

وأعلن من جهة أخرى أن أعضاء بعثته، التي وصلت طلائعها إلى سوريا في 16 نيسان/إبريل، لم يواجهوا أية عقبات في تنقلاتهم من جانب سلطات دمشق.

وأضاف “في بعض الأماكن المحددة، لاحظنا جهودًا أكثر من جانب القوات الحكومية السورية. لقد رأينا بالتالي مؤشرات إيجابية على الأرض”.

والجنرال مود، الذي توجّه الخميس إلى حماه (وسط) وحمص، وهما نقطتان ساخنتان في حركة الاحتجاج، حيث التقى المحافظين ومقاتلين من المعارضة، ذكر أن هدفي بعثته هما السهر على وقف العنف وتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان التي تتضمن ست نقاط.

أما بالنسبة إلى تحرك المراقبين، فلفت مود إلى أن كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال “هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟، جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا، وتوجّهنا إلى حيث أردنا، ولم نلق أية عقبة”.

وأعلن الجنرال أنه سيكون هناك ثمانية مراقبين عسكريين غير مسلحين اعتبارًا من الجمعة في درعا (جنوب)، و12 في حمص، وثمانية في حماه، وأربعة في إدلب (شمال غرب). واعتبر أن وجود المراقبين له تأثير إيجابي. وقال “منذ وصولي، تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاون”.

إلى ذلك، اعتقلت الأجهزة الأمنية صباح الخميس نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة بسام ووسام، واقتادتهما إلى جهة مجهولة من دون تبيان سبب الاعتقال، بحسب ما أفاد والدهما.

في سياق متصل، أبدى المرصد السوري لحقوق الإنسان قلقه إزاء الحالة الصحية للمعارض محمود عيسى، مطالبًا السلطات السورية بالإفراج الفوري عنه.

واعتقل محمود عيسى في الأشهر الأولى لاندلاع الاحتجاجات في سوريا من مدينة حمص، ثم انتقل بعد الإفراج عنه إلى السويداء في جنوب البلاد، حيث أعيد اعتقاله في الشهر الماضي.

وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء تقريرًا أشارت فيه إلى مواصلة السلطات السورية احتجاز معتقلين “بشكل تعسفي (..) رغم الوعود التي قدمتها حكومة الرئيس بشار الأسد بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين”.

ومنذ بداية الاحتجاجات في سوريا في آذار/مارس 2011 قتل أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

من جهة أخرى، قالت الولايات المتحدة إن المجتمع الدولي قد يضطر إلى اعتماد نهج جديد للتعامل مع الأزمة السورية، إذا فشلت خطة المبعوث الدولي كوفي عنان، متهمة الرئيس السوري بشار الأسد بعدم بذل أي جهد للالتزام بها.

وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض “إذا واصل النظام تعنته، سيتوجب حينئذ على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة، وأن يبدأ العمل جديًا للتعامل مع التهديد الخطر للسلم والاستقرار، الذي يمثله نظام الأسد.”

وأضاف “إن الحاجة ماسّة في سوريا إلى انتقال سياسي، ونحن نأمل أن تنجح خطة عنان، ولكننا ما زلنا – اعتمادًا على الأدلة المتوافرة – نشك في رغبة الأسد في التجاوب مع شروط الخطة، لأنه فشل في الالتزام بها إلى الآن”.

«ستينغر» وخبراء متفجرات من لبنان إلى سوريا

بعد أكثر من عام على الأحداث في سوريا، يبدو أن المجموعات التابعة لـ«المعارضة السورية المسلحة» ومن يموّلها اتخذت قراراً استراتيجياً بإدخال أسلحة «كاسرة للتوازن» في المعركة. كل المنافذ، ومن بينها اللبنانية، تبدو مشرّعة أمام إدخال أسلحة نوعية الى الاراضي السورية، وبين «القادمين» الجدد صواريخ «ستينغر» و«سام ـ 7» وقذائف مضادة للدروع… وخبراء متفجرات

رضوان مرتضى

«رشاش الكلاشنيكوف لن يُسقط النظام، نحتاج إلى صواريخ». عبارة أطلقها قيادي في المعارضة السورية المسلّحة قبل أسابيع في حديث مع «الأخبار». الكلام حينها كشف عن يقين لدى مقاتلي المعارضة باستحالة إسقاط النظام في سوريا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي في حوزتهم. فالخسائر التي يتكبّدها هؤلاء لم تعد تُحتمل، ومعاقلهم المحاصرة تُعطي الغلبة للجيش السوري الذي يتفوّق عليهم عتاداً وعدة. أما السلاح الذي يحملونه فلن يكون ذا تأثير إلا في المواجهات المباشرة، وهي مواجهات لا تكاد تُذكر في «الحرب» الدائرة في سوريا حالياً. انطلاقاً من ذلك، بدأ البحث عن «سلاح نوعي» يُحدث فرقاً، لا بل بدأ البحث في تغيير استراتيجية القتال بأكملها.

ويؤكد ذلك ما يتناقله قادة ميدانيون لبنانيون وسوريون في الشمال اللبناني وتجّار عن تحوّل الطلب في سوق السلاح عن الخفيف باتجاه المتوسط والثقيل.

هذا التصريح تقاطع مع ضبط الجيش اللبناني الأسبوع الماضي سفينة محمّلة بالسلاح داخل المياه الإقليمية مقابل شواطئ لبنان الشمالية. الشحنة التي ضُبطت وقُدّرت قيمتها بـ«60 مليون دولار» ، أثارت تساؤلات عدة، سواء لجهة طبيعة الأسلحة المضبوطة أو لجهة التكهّن برقم الشحنة وما إذا كانت الأولى أو العاشرة.

قيادي إسلامي ناشط في نقل السلاح إلى سوريا أكّد لـ«الأخبار» أن الشحنة التي ضُبطت كانت في طريقها إلى حمص في سوريا. وتحدث عن «خرق» للاستخبارات اللبنانية والسورية سمح باستقدام الشحنة، مشيراً إلى أنها كانت مُرسلة عبر وسيط لبناني، من دون أن يحدّد مصدر الشحنة المضبوطة.

وفي السياق نفسه، قالت مصادر موثوق بها في المعارضة السورية المسلّحة لـ«الأخبار» إن المجموعات المقاتلة تمكنت قبل ضبط الشحنة الأخيرة من نقل ثلاث شحنات من الصواريخ عبر لبنان. وكشفت عن أن من بين الأسلحة التي تمكّنت من إدخالها الى الأراضي السورية صواريخ «ستينغر» (صاروخ أرض ــــ جو يحمل على الكتف، ويوجه بالأشعة تحت الحمراء ويصل مداه إلى ما بين خمسة وثمانية كيلومترات)، باعتبار أنه يحقق تأمين ما يُشبه نظام الدفاع الجوي ضد الطائرات المحلّقة على علو منخفض وضد الطائرات المروحية. وتتقاطع هذه المعلومات مع ما سبق أن أعلنه مسؤول عسكري في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن فقدان خمسة آلاف صاروخ مضاد للطائرات من مخازن السلاح الليبية، علماً أن ليبيا، بعد انهيار نظام معمّر القذافي، باتت سوقاً ناشطة لبيع السلاح والصواريخ.

المصادر نفسها كشفت أن الشحنة التي ضُبطت في لبنان وقُدّر ثمنها بـ60 مليون دولار بحسب ما تردّد، لا تبلغ هذه القيمة المضخّمة. حالها كحال الشحنات الثلاث السابقة التي تم استلامها بالطريقة نفسها. وأكدت انه تم دفع ثمن الأسلحة مسبقاً، نافية ما أشارت اليه مصادر سورية عن أن كون الشحنة عبارة عن «هبة». لكنها لم تنف وجود مستغلّين لـ«الثورة» ممن قد يحصلون على الأسلحة من بعض الدول مجاناً ثم يبيعونها لـ«المعارضة السورية». وإذ لم تؤكد المصادر أن نقطة التسليم المقررة كانت مرفأ طرابلس، تحدثت عن نقطة غير محددة على طول الشاطئ الشمالي في عكار،

وأكد أحد القادة الميدانيين في «المعارضة السورية المسلّحة» لـ«الأخبار» أن القرار اتُّخذ بتزويد المعارضة صواريخ متطورة مضادة للدروع عبر كل الطرق والمنافذ الممكنة. واشارت الى انه باتت في حوزة المسلحين قذائف «كوبرا» مضادة للدروع وصواريخ أرض ــــ جو من طراز «سام 7». وعن كيفية وصول هذه الأسلحة، قال إن السلاح يتدفق عبر الممرات الحدودية. وأوضح: «على سبيل المثال، تدخل شحنات السلاح عبر الحدود من تركيا بغطاء دولي ومن هناك يُنقل إلى إدلب»، كاشفاً عن وجود اتفاق ضمني بين «المجلس الوطني السوري» المعارض وتركيا يسمح بنقل الأسلحة تحت أعين الاستخبارات التركية. كما يلفت إلى أن سلاحاً يصل أيضاً عبر الأردن، ما يعيد إلى الذاكرة ما نشرته وكالة «أسوشييتد برس» قبل فترة نقلاً عن دبلوماسي عربي لم تذكر اسمه أشار الى وصول شحنات أسلحة من السعودية إلى سوريا عبر الأراضي الأردنية. وذكر القيادي نفسه أن شحنات من الأسلحة تدخل أيضاً من العراق عبر منطقة البوكمال، مشيراً إلى أن أسعار الأسلحة الخفيفة في السوق العراقية أرخص إذ تصل الى نصف الثمن الذي تباع فيه في السوق اللبنانية.

استقدام «المعارضة السورية المسلحة» أسلحة «كاسرة للتوازن» ترافق مع تحوّل في استقدام المقاتلين الأجانب عبر البحث عن النوعية بدل الكمّية. وتُرجم ذلك ببدء انسحاب عدد كبير من المقاتلين اللبنانيين والعرب الذين كانوا قد قصدوا سوريا للمشاركة في القتال، ممن لا يملك القسم الأكبر منهم خبرة قتالية جدية. وفي مقابل ذلك، وصل الى سوريا عدد من خبراء المتفجرات ذوي الميول الإسلامية المتشددة، وكان من بينهم اللبناني عبد الغني جوهر الذي أُعلن مقتله في 20 من الشهر الماضي، نتيجة خطأ أثناء تجهيزه لعبوة ناسفة. وفي الإطار نفسه، بدأت بعض المجموعات المقاتلة التركيز على استراتيجية السيارات المفخخة و«العمليات الاستشهادية» ضد مراكز عسكرية وامنية، وربما مدنية حكومية في سوريا. وكشفت المصادر نفسها أن «أحد منفّذي التفجيرات الاستشهادية الأخيرة كان ليبيّاً». وعلمت «الأخبار» من مصادر إسلامية أن نحو خمسة أشخاص يمتلكون خبرة واسعة في إعداد المتفجرات غادروا أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى سوريا. وقالت المصادر نفسها إن البحث جار عن مزيد من الخبراء الذين قد يرغبون بالالتحاق. يُذكر أن نحو عشرة مقاتلين لبنانيين قُتلوا أثناء المواجهات في سوريا (تتحفظ «الأخبار» عن نشر أسمائهم)، كان آخرهم خالد ع. الذي أُدخلت جثته قبل أيام إلى لبنان ودُفن سرّاً في بلدة عرسال في البقاع الشمالي.

من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن هناك محاولات لتنظيم المجموعات السورية المسلحة عبر إنشاء «مجلس عسكري موحّد». ولهذه الغاية، يتفاوض «الجيش السوري الحر» مع مختلف الكتائب المقاتلة لضمها إلى المجلس المذكور بغرض التنسيق. وكشفت المصادر نفسها أن قيادة «الجيش الحر» أعطت المقاتلين الحرية الكاملة في التصرف في أرض المعركة، متعهدة عدم التدخل ميدانياً، واكتفت بقبول التنسيق معها على مستوى القيادة لتشكيل كتلة واحدة وتنظيم الصفوف.

تشكيكٌ أمني في موت جوهر

قُتل عبد الغني جوهر أم لم يُقتل؟ حقيقة حياته أو موته لا تزال لُغزاً. في العشرين من الشهر الماضي سرى همس حول مقتل «عبقري المتفجرات»، لكنه لم يلبث أن تحوّل إلى ضجيجٍ إعلامي، ولا سيما أن المذكور يُعدّ المطلوب الأول للاستخبارات الأمنية اللبنانية والسورية. ترافق ذلك مع حيرة أمنية حيال حقيقة موت الرجل. مصادر المعارضة السورية التي نفت خبر مقتل جوهر في البداية، ثم عادت لتؤكده، جزمت بحصوله، موضحة أنه قتل إثر ارتكابه خطأً قاتلاً أثناء تفخيخ سيارة نتج منه انفجار عبوة أودت بحياته وحياة شخص آخر كان برفقته. حسم مقتل جوهر جوبه بتشكيك أمني لبناني في الرواية. استند المسؤولون الأمنيون إلى عوامل عدة؛ بداية كانت الصورة التي نُشرت في ورقة نعيه، هي الصورة نفسها التي وزّعها فرع المعلومات منذ ثلاث سنوات، علماً بأن «الجهاديين» عادة يحتفظون بأرشيف صُور تُنشر تباعاً بعد مقتل «المجاهد»، لا سيما تلك الحديثة بينها. أضف إلى ذلك، فإن مخبري الأجهزة الأمنية في مخيم عين الحلوة أكّدوا أنه لم تُقم أي مراسم لتقبّل التعازي بـ«استشهاد » جوهر. تقابل ذلك فرضية تشير إلى أن إعلان مقتله ليس سوى ستار لسحب اسمه من التداول الأمني.

اقتحام جامعة حلب.. والثوار سيعلنون كيانا سياسيا موحدا

الجامعة تغلق أبوابها بعد هجوم للأمن أسقط قتلى وجرحى واعتقل 200 طالب * اعتقالات تتواصل في دمشق وقصف في ريف حماه

لندن: نادية التركي بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال

اقتحمت قوات النظام السوري أمس جامعة حلب إثر خروج الطلاب في مظاهرة ليلية تعرضوا خلالها إلى إطلاق نار وسقط منهم أربعة قتلى وعدد من الجرحى إضافة إلى أكثر من 200 معتقل.

ومن جهته، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طلاب الجامعة منعوا من دخول الجامعة وأبلغوا بهذا القرار كما أبلغوا بقرار إغلاق المدينة الجامعية (سكن الطلاب) إلى أجل غير مسمى».

وأدان البيت الأبيض الهجوم على الجامعة وقال إنه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد اذا فشلت خطة أنان.

ومن جهتهم يعتزم الثوار السوريون في الداخل الاعلان عن كيان سياسي موحد في الايام القليلة القادمة, وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إنه «في مبادرة لاستعادة زمام الأمور إلى داخل سوريا، يعمل الحراك الثوري على إطلاق جسم سياسي يمهد الطريق لإسقاط النظام بطريقة مؤسساتية تقود إلى بناء دولة مدنية.

                      كما يتوقع أن يشمل المشروع كل النشاطات الثورية، بما فيها توحيد العمل العسكري، بمؤسسة وطنية تشجع على زيادة الانشقاقات في صفوف جيش النظام، وبالتالي الانضمام إلى المؤسسة العسكرية الجديدة التي ستكون نواة لجيش وطني يحفظ أمن الوطن والمواطن خلال هذه المرحلة الانتقالية ومرحلة ما بعد سقوط النظام الأسدي».

وميدانيا واصل النظام حملة مداهمات واعتقالات في دمشق وريفها، وتعرض ريف حماه للقصف، وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بقصف بلدة غرناطة القريبة من مدينة الرستن، كما تعرضت منازل قرية العسيلة المطلة على نهر العاصي إلى قصف بالرشاشات.

حملات اعتقال واسعة في دمشق وريفها وقصف في ريف حماه

الجنرال مود: على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف العنف

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

استمرت حملات الدهم والاعتقال في مدينة دوما لليوم التاسع على التوالي في ريف دمشق، من جهة مشفى حرستا العسكري وحملة مداهمات وتفتيش واعتقالات في مناطق خلف البلدية وجامع الشكر وطريق الملعب وشارع جمال عبد الناصر ومدخل الحجارية وخلف المقبرة وطريق مشفى حرستا العسكري، وشوهدت السيارات العسكرية تخرج من المدينة محملة بالمسروقات من أغذية ومفروشات ودراجات نارية.

كما اقتحمت قوة ضخمة من الجيش النظامي مدينة زملكا مدعومة بناقلات جند ومصفحات ومضادات الطيران شيلكا وباصات وسيارات خاصة تقل شبيحة وقوات أمن.

وفي مدينة مضايا التابعة للزبداني، تفاعلت قصة اختطاف حافلة ركاب صغيرة تقل نحو 14 شخصا، ليل أول من أمس من مركز انطلاق الحافلات في بلدة السومرية في ضواحي دمشق وكانت الحافة متوجهة إلى مضايا، وكانت الحافلة تقل تسع شابات وعائلة عراقية من أب وأم وطفل، ورجل آخر والسائق، واتهم ناشطون شبيحة النظام باختطاف الحافلة بهدف المقايضة لتحرير مختطفين من الشبيحة لدى الجيش الحر في مضايا، وقالوا إن الجيش الحر يحاول استرجاع المختطفين الذين كانوا في الحافلة دون أي تفاصيل أخرى.

وفي حماه، قتل الطفل يزن الترك ابن لاعب نادي النواعير السابق بكرة اليد عبد الحكيم الترك متأثرا بجراحه بعد إصابته بتفجير عبوة ناسفة بحي الكرامة (حي البعث سابقا) في حماه.

وفي ريف حماه، قال ناشطون إن قوات النظام قامت بقصف بلدة غرناطة القريبة من مدينة الرستن، كما تعرضت منازل قرية العسيلة المطلة على نهر العاصي إلى قصف بالرشاشات أسفرت عن سقوط قتيل وعدة جرحى، وفي مدينة طيبة الإمام، استمرت حملة المداهمات لليوم الثالث على التوالي، مع اقتحام من عدة محاور مدعومة بأعداد كبيرة من الشبيحة وعناصر الأمن والجيش حيث جرى اعتقال العشرات ونهب وتخريب المنازل.

ومن جهته, اعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود أمس أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف. وقال للصحافيين في حمص (وسط): «عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟ برأيي إنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها».

وردا على سؤال عما إذا كان يتحدث عن القوات النظامية أجاب: «كنت أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة وهما في موقع يتيح لهما ذلك ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح».

وفي مؤتمر صحافي في حمص أعلن من جهة أخرى أن أعضاء بعثته التي وصلت طلائعها إلى سوريا في 16 أبريل لم يواجهوا أي عقبات في تنقلاتهم من جانب سلطات دمشق. وأوضح أن «نقطة الانطلاق هي أننا تلقينا تعهدا واضحا وجليا من جانب (الطرفين) المتحاربين حيال إرادتهما في المضي قدما نحو تخفيف العنف لكن هناك الكثير من الارتياب».

وأضاف: «في بعض الأماكن المحددة لاحظنا جهودا أكثر من جانب القوات الحكومية السورية. لقد رأينا بالتالي مؤشرات إيجابية على الأرض».

والجنرال مود الذي توجه الخميس إلى حماه (وسط) وحمص وهما نقطتان ساخنتان في حركة الاحتجاج حيث التقى المحافظين ومقاتلين من المعارضة ذكر أن هدفي بعثته هما السهر على وقف العنف وتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان التي تتضمن ست نقاط. أما بالنسبة إلى تحرك المراقبين فلفت مود إلى أن كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال: «هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟ جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا وتوجهنا إلى حيث أردنا ولم نلق أي عقبة». واعتبر أن نجاح مهمته يمر بوقف العنف. وقال: «أدعو كل الأطراف إلى وقف العنف! وكل من يعتقد أن العنف هو الحل يخدع نفسه. العنف يولد العنف».

وأوضح الجنرال مود: «لسنا وكالة لتوزيع المساعدات الإنسانية والخدمات. نحن نقوم بجمع المعلومات وننقلها إلى وكالات الأمم المتحدة التي يكمن دورها في التحرك في هذه المجالات».

وأعلن الجنرال أنه سيكون هناك ثمانية مراقبين عسكريين غير مسلحين اعتبارا من الجمعة في درعا (جنوب) و12 في حمص وثمانية في حماه وأربعة في ادلب (شمال غرب). واعتبر أن وجود المراقبين له تأثير إيجابي. وقال: «منذ وصولي تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاون».

ومن جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ قوات النظام نفذت في محافظة ريف دمشق حملة مداهمات منذ الصباح في الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة حرستا، وفي منطقة الملعب بمدينة دوما. وأفاد بقتل ستة مواطنين من مدينة منبج بريف حلب بينهم طفل وامرأة وذلك إثر إطلاق الرصاص على حافلة كانت تقلهم قرب بلدة سراقب على طريف حلب دمشق. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوة ضخمة من عصابات الأسد تقتحم منطقة زملكا في ريف دمشق.

كما لوحظ أمس استنفار أمني كبير في أكثر من حي من أحياء دمشق، حيث شوهد خلال صباح أمس عدد من الآليات عسكرية منتشرة على أوتوستراد العدوي عند المشاتل وكلية الزراعة، كما تم إغلاق طريق كلية الزراعة من جهة العدوي ومن جهة برزة منطقة البساتين، كما انتشرت قوات النظام على طول الطريق من مشفى ابن النفيس حتى الفيحاء في الميسات، وقال ناشطون إن إغلاق تلك المناطق ضمن فرض حصار على حي برزة، في حين قالت مصادر أخرى قريبة من السلطة إن ضابطا في إدارة مشفى تشرين العسكري تعرض لمحاولة اغتيال هناك.

وأضافت المصادر أن «قوات الأمن رصدت ثلاثة (إرهابيين) أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة في حديقة في منطقة أوتوستراد العدوي، وجرى تتبعهم وتم الوصول لخلية إرهابية تضم 12 (مسلحا) وجرى إلقاء القبض عليهم» في حين اقتحمت قوات الأمن حي برزة مدعومة بالمصفحات ومضادات الطيران، وقامت بحملة اعتقالات واسعة، كما تم جمع عدد من المطلوبين في الساحة الرئيسية وتم ضربهم وإهانتهم».

وقال ناشطون إن أكثر من 500 شخص اعتقلوا في أحياء التضامن ودف الشوك وحي الزهور، صباح أمس، بينهم ذكور خمس عائلات بالكامل، وترافقت المداهمات مع سرقة ذهب وأموال وتخريب للمنازل التي جرى اقتحامها.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش النظامي قصف قرى سهل الغاب وجبل شحشبو في ريف حماه. وبثت مواقع الثورة صورا قالت إنها التقطت في حي التضامن بدمشق، تظهر جنديا يطلق النار باتجاه متظاهرين، وصورا أخرى لمظاهرة نسائية خرجت في حي الملعب البلدي بمدينة حمص للمطالبة بإسقاط النظام، وصورا لمظاهرة خرجت في حي الميدان بمدينة دمشق تضامنا مع المدن التي تتعرض لهجمات من قوات النظام.

ونفذت منطقة عين الحمرا في إدلب حملة مداهمة واعتقالات عشوائية وسط إطلاق رصاص نار، وسُمع بعد ذلك دوي انفجارين قويين من الحاجز الموجود في المنطقة. وأفاد الناشطون بأنّه، وبعد الإفراج عن عدد قليل من المعتقلين، مساء أول من أمس، استيقظ أهالي المدينة على حملة مداهمات واعتقالات عشوائية تقوم بها قوات الشبيحة والأمن في منطقة الكورنيش وخلف البلدية، وأنّ عدد المعتقلين وصل إلى 100، بعدما تمت محاصرة هذه المناطق ومنع الدخول إليها والخروج منها.

من جانب آخر، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة «بي إم دبليو» تابعة للجيش النظامي، في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق، دون أن توقع أي خسائر سوى تحطم السيارة المستهدفة، وفي مخيم اليرموك غرب مدينة دمشق سمع صوت تفجير صوتي في شارع 30 عند سوق السيارات استهدف سيارة مرسيدس بيضاء تابعة للجيش النظامي، وكانت السيارة تقل أربعة أشخاص بلباس عسكري ولم يسفر التفجير عنه إصابات تذكر. وذكر الناشطون أن محطة بعثة المراقبين الدوليين كانت يوم أمس في منطقة أريحا في إدلب، لافتين إلى أنهم رفضوا التحدث مع الناشطين، كما ذكرت مواقع الثورة أن الناشط إسماعيل علي الشيخ حيدر، نجل رئيس الحزب القومي السوري المؤيد للنظام السوري، ورفيقه، فادي عطاونة، قتلا في كمين نصبته لهما قوات الأمن على طريق حمص مصياف، أمس. وبث ناشطون صورا لشاب ملثم شارك في مظاهرات سابقة للمطالبة بإسقاط النظام قالوا إنه الشاب إسماعيل علي حيدر.

وبينما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن حيدر ورفيقه اغتيلا على أيدي من سمتهم عصابات إرهابية مسلحة، قال ناشطون إن طريق حمص مصياف لا يوجد فيها إلا حواجز الشبيحة والأمن واللجان الشعبية.

أهل حماه يعيشون بين خوف الاعتقال ورعب القتل رغم وجود المراقبين

أحد المتساكنين: قوات الأمن تأمر الناس كل يومين بجمع الجثث التي يلقى بها خارج الضاحية

لندن: «الشرق الأوسط»

بدا هذا الشارع في مدينة حماه والذي ظهرت عليه آثار القصف الذي استمر لأشهر مهجورا إلى أن خرجت مجموعة صغيرة من الأطفال من منازلهم في حذر لتحية مراقبي الأمم المتحدة الذين يزورون المدينة.

وكتب على أحد جدران حي الأربعين في شمال حماه عبارة «يسقط خائن سوريا» والحي معقل لمعارضي الرئيس بشار الأسد وتعرض لقصف عنيف على يد قواته التي تحاول سحق الانتفاضة التي دخلت الآن شهرها الرابع عشر.

وبدأت الحياة تدب تدريجيا في الشارع الخالي مع انضمام نساء يرتدين عباءات سوداء طويلة إلى الأطفال قبل أن يظهر في نهاية المطاف بضعة رجال انضموا للحشد الصغير شجعهم على ذلك وجود الأمم المتحدة في الضاحية التي باتت منطقة أشباح.

وفي مدينة ما زالت ذكرى قمع والد الأسد الراحل لانتفاضة إسلامية مسلحة قبل نحو 30 عاما حاضرة بالأذهان حيث قتل عدة آلاف قال كل من تحدثوا لـ«رويترز» في حي الأربعين إنهم يعيشون في رعب من الأجهزة الأمنية. وبعد ثلاثة عقود من تلك الأحداث يروي الكثيرون قصصا جديدة من المعاناة.

وقالت طفلة في نحو الثامنة من العمر طلبت عدم ذكر اسمها إن الجيش قتل عشرة من أقاربها قبل بضعة أيام. وقالت إن الجنود أوقفوهم صفا أمام جدار وأطلقوا عليهم النار. وأضافت «الآن الجيش يخيفني». وقالت صديقة لها تقف بجوارها «نسمع كل ليلة إطلاق نار وقصفا ونحن مرعوبون». حسب «رويترز».

وكان زقاق قريب محفورا ومسدودا فيما قال السكان إنه إجراء متعمد من جانب قوات الأمن لمنع المرور عبره.

وخرجت نساء من منازل قريبة يحملن ملابس في حقائب ويمسكن أطفالهن وقلن إنهن يردن المغادرة قبل زيادة القصف ومداهمات قوات الأمن في يومي الخميس والجمعة.

وقالت امرأة إنها أخذت معها ابنتيها وابنا عمره ثماني سنوات وتركت آخر عمره 15 عاما خشية أن يوقفه الجنود عند نقطة تفتيش لأنه يبدو كبيرا بما يكفي ليشتبهوا في كونه من مقاتلي المعارضة. وقالت «لذا تركته هنا مع أمي».

وتحدثت أخريات عن فقد أزواج وأبناء. وقالت إحداهن «لا نعلم إن كانوا أحياء أم أمواتا. كل من لها صبي هنا أرسلته بالفعل إلى خارج المدينة».

وقال رجل يدعى عبد الله إن قوات الأمن تأمر الناس كل يومين بجمع الجثث التي يلقى بها خارج الضاحية. وأضاف «بعض الجثث التي نجمعها تكون بدأت في التحلل».

وعلى الجانب الآخر من الشارع الواسع وقفت مجموعة أخرى من الناس تراقب قائلين إنهم لن يعبروا خوفا من نيران القناصة.

وقال مصطفى (12 عاما) إن سكان المدينة يسمعون إطلاقا متواصلا للنار ويعيشون في خوف. وقال «لا توجد مدارس ونحن خائفون من الجيش.. اعتقلوا شقيقيَّ وأقاربي ولا نعلم لهم مكانا».

وكشف رجل آخر يدعى حمزة عن فخذه للمراقبين ليريهم جرحا يقول إنه نتج عن إصابته برصاصة خلال مظاهرة سلمية قبل بضعة أيام.

وقال «نعاني من هذا النظام منذ الثمانينات. عانى أهل حماه الكثير ونحن.. كل السوريين.. نعلم ما يمكن أن يفعله هذا النظام. إنه مستعد لقتل كل السوريين للبقاء في السلطة». ورغم أنه تم تركيب نوافذ جديدة لكن أجزاء بحوائط المدرسة ما زال يبدو عليه أثر العنف. وكانت بكثير من المباني المحيطة فتحات كبيرة نتيجة القصف أو الإصابة بقذائف صاروخية كما انتشرت ثقوب الرصاص على جدران كثير من المنازل. ووضعت أكياس الرمل حول حفر على الطريق.

لكن ليست كل مناطق حماه تبدو كساحات حرب. فالي الجنوب بوسط المدينة كانت الشوارع مزدحمة بالناس وحركة المرور عادية والمتاجر مفتوحة كما أشاعت اللافتات الانتخابية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الاثنين أجواء بأن الأوضاع طبيعية.

وفي ساحة العاصي التي كانت موقعا للاحتجاجات ضد الأسد في الصيف الماضي شارك فيها عشرات الآلاف جرت تغطية عبارات مناهضة للرئيس السوري بالطلاء ورفعت صورة كبيرة له في وسط الساحة.

واشنطن: الأسد لم يفِ بخطة أنان حتى الآن وربما يجب البحث عن نهج جديد

شبيحة الأسد يقتلون طلاباً في جامعة حلب طعناً

                                            أدخل شبيحة نظام بشار الأسد السلاح الأبيض في حربهم ضد الشعب السوري المصر على نيل الحرية، خصوصا ضد طليعته وعماد مستقبله، طلاب الجامعات، فيما أدان البيت الابيض الهجوم على الطلبة السوريين، لافتاً إلى انه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد، بعدما اتهم الرئيس بشار الاسد بعدم الوفاء حتى الآن بخطة موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.

جامعة حلب استبيحت أمس عندما أقدمت قوات الأمن السورية وشبيحة من الطلبة التابعين للنظام والمسلحين بسكاكين، على مهاجمة احتجاج في حرم الجامعة مما أدى إلى مقتل أربعة من الطلبة الأحرار المحتجين، والعدد مرشح للازدياد بسبب اصابة اخرين بجروح خطرة، واعتقال نحو 200 من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

وظهرت لقطات من هذه الأحداث على تسجيلات مصورة على “الانترنت”. وأظهرت اللقطات شبانا يرددون هتافات ضد عائلة الأسد ويتعرضون لإطلاق نار. وبث النشطاء صورا لجثة عليها دماء ومبنى المدينة الجامعية وقد اشتعلت فيه النيران.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن ما لا يقل عن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 28 طالبا بينهم ثلاثة في حالة حرجة. وأضاف المرصد أن “شبانا يحملون سكاكين انضموا إلى قوات الأمن في الهجوم على زملاء لهم في حرم جامعة حلب (…) وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع على تظاهرة بدأت مثل الاحتجاجات السلمية شبه اليومية للطلاب في سوريا”.

وبدا أن أروقة في المدينة الجامعية حطمت وظهر أشخاص في اللقطات يجرون الأثاث لإخراجه وطلاب يصرخون.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال عبر سكايب مع وكالة “فرانس برس” ان “عناصر من الامن اقتحموا المدينة الجامعية باعداد كبيرة واطلقوا النار في حرم الجامعة وذلك عقب خروج تظاهرة طلابية حاشدة تنادي باسقاط النظام”.

وخرجت تظاهرات عقب ذلك في عدد من احياء المدينة نصرة للجامعة، بعدما ترددت انباء ما جرى في الجامعة بين السكان، بحسب تنسيقيات مدينة حلب ثاني المدن السورية، والتي تشهد منذ اشهر تصاعدا في الاحتجاجات الشعبية والطلابية والنقابية.

كما خرجت تظاهرات تضامنا مع الجامعة في مناطق عدة، لا سيما في درعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية. وخرجت تظاهرة في ساحة الجامعة احتجاجا على احداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الامن بالقنابل المسيلة للدموع، بحسب المرصد.

اثر ذلك، اعلنت ادارة جامعة حلب تعليق الدروس في كافة كلياتها “بسبب الظروف الحالية”، بحسب ما جاء في الموقع الالكتروني للجامعة.

وكتب الموقع الالكتروني للجامعة على الانترنت “نظرا للظروف الحالية تعطل الكليات النظرية حتى موعد الامتحانات، وتعطل الكليات التطبيقية والمعاهد حتى تاريخ 13 ايار (مايو)”.

وقال محمد الحلبي ان “طلاب الجامعة منعوا من دخول الجامعة وابلغوا بهذا القرار كما ابلغوا بقرار اغلاق المدينة الجامعية (سكن الطلاب) حتى اجل غير مسمى”. واضاف ان عناصر الامن “اقتحموا مساكن الطلاب قبل الظهر وطردوا الطلاب ورموا ممتلكاتهم واحرقوا بعض الغرف”.

ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان امس الطلاب السوريين الى “الاضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب”. كما دعا المجلس اتحادات الطلبة العرب الى “التضامن مع الطلبة السوريين بكل أشكال التضامن والدعم”، مطالباً المؤسسات الدولية “بان تتحرك بشكل عاجل لضمان حرمة الجامعات السورية، والعمل على إعادة فتح جامعة حلب، وإعادة الطلاب المفصولين من الجامعة والطلاب المحرومين من السكن الجامعي الى جامعاتهم وسكنهم، واطلاق سراح المعتقلين منهم”.

وطالب بيان المجلس المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا “بالتحرك لكشف ما يجري في حلب”، ومجلس الامن الدولي “بان يصدر قرارات حازمة لاجبار النظام السوري على وقف العبث بأمن واستقرار سوريا والمنطقة بالاساليب التي يفهمها نظام منفلت العقال”.

وأدان البيت الابيض الهجوم على الطلبة السوريين، وقال انه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد اذا فشلت خطة السلام التي تدعمها الامم المتحدة، متهماً الرئيس بشار الأسد بانه لم يبذل أي جهد لتنفيذها حتى الآن.

وقال الناطق باسم البيت الابيض غاي كارني “اذا استمر تعنت النظام، فسيتعين على المجتمع الدولي ان يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام الاسد.”

وأضاف: “الانتقال السياسي ضرورة ملحة في سوريا. نأمل بالتأكيد ان تنجح خطة أنان”. وتابع: “لا نزال بناء على أدلة، مشككين بشدة في استعداد الاسد للوفاء بشروط هذه الخطة لانه فشل بوضوح شديد في الوفاء بها حتى الآن”.

في دمشق، اعتقلت الاجهزة الامنية صباح امس نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة بسام ووسام واقتادتهما الى جهة مجهولة دون بيان سبب الاعتقال، بحسب ما افاد والدهما.

وقال سارة، احد مؤسسي “رابطة الصحافيين السوريين” المتضامنة مع الاحتجاجات، لـ”فرانس برس” ان العناصر الامنية لم تصرح الى اي جهة امنية تنتمي ولم تبرز مذكرة توقيف ولم تفصح عن التهمة التي اقتيد بسببها” الشقيقان. واشار الى ان ولديه يعانيان من مشاكل صحية “ولم يتركوا لهما الفرصة لاحضار ادويتهما معهما”.

ودان سارة هذا الاعتقال معتبرا انه تصرف “خارج عن القانون”، مضيفا ان ولديه “لا يتميزان عن بقية الشبان الذين يعانون من الاعتقال والتهجير والقتل”.

وكان الكاتب والاعلامي المعارض فايز سارة من بين اكثر من 100 صحافي اسسوا في شباط (فبراير) “رابطة الصحافيين السوريين” معربين عن تضامنهم مع “الحراك الثوري” وعن ادانتهم “لانحياز” اتحاد الصحافيين الرسمي الى “القمع الذي يمارسه النظام ضد المظاهرات السلمية وتبريره”.

وفايز سارة واحد من بين المثقفين الذين تمت دعوتهم لحوار مع جهات مقربة من السلطة للتعبير من خلاله عن آرائهم حول الاصلاحات السياسية والحريات العامة عند بداية اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا. الا ان السلطات اعتقلته عقب ذلك لشهرين.

في سياق متصل، ابدى المرصد السوري لحقوق الانسان قلقه ازاء الحالة الصحية للمعارض محمود عيسى مطالبا السلطات السورية بالافراج الفوري عنه.

واعتقل محمود عيسى في الاشهر الاولى لاندلاع الاحتجاجات في سوريا من مدينة حمص، ثم انتقل بعد الافراج عنه الى السويداء جنوب البلاد حيث اعيد اعتقاله الشهر الماضي.

وينتمي محمود عيسى للطائفة العلوية، وهو احد الموقعين على اعلان بيروت دمشق ـ دمشق بيروت في العام 2005، الذي دعا الى تصحيح العلاقات بين سوريا ولبنان وسحب الجيش السوري من لبنان.

وسبق ان اعتقل لسنوات بتهمة الانتماء الى حزب العمل الشيوعي.

ويقدر المرصد السوري عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات في سوريا باكثر من 25 الف شخص، فيما يصل عدد الذين تعرضوا للاعتقال منذ بداية الاحتجاجات الى مئة الف.

قوات الامن السورية نفذت أمس مداهمات في الاراضي الزراعية المحيطة بحرستا، وفي منطقة الملعب في مدينة دوما بريف دمشق.

وافادت “لجان التنسيق المحلية في سوريا” بتنفيذ قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في قرية دف الشوك بريف دمشق.

وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق في بيان ان قوات الامن اقتحمت صباح امس مدينة يبرود.

وفي ريف حمص (وسط) قصفت القوات النظامية قرية غرناطة المجاورة لمدينة الرستن التي تعد احد معاقل الجيش السوري الحر في حمص، بحسب ما افاد ناشطون في الرستن وكالة فرانس برس.

وقتل منشق ووالده قرب مدينة الحولة برصاص القوات النظامية، وقتل جندي نظامي اثر اصابته باطلاق رصاص في القصير، بحسب المرصد.

ودارت اشتباكات في بساتين مدينة تدمر اثر انشقاق ستة جنود عن القوات النظامية، بحسب المرصد.

وتعرضت قلعة الحصن وقرية الزارة لقصف الدبابات ومدافع الهاون بحسب لجان التنسيق.

وفي ادلب (شمال غرب) قتلت سيدة برصاص عشوائي من حاجز امن في قرية صراريف.

وقال المرصد ان قوات الامن اجبرت الطلاب في مدينة احسم بجبل الزاوية على الخروج بمسيرة مؤيدة للنظام صباح اليوم.

وفي دير الزور (شرق) اقتحمت القوات النظامية بلدة موحسن واطلقت النار فيها عشوائيا، وفقا للمرصد.

وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الاربعاء ان لبعثته “تأثيرا مهدئا” للوضع الميداني، الا انه اقر ان وقف اطلاق النار “هش” وليس قويا.

في هذه الاثناء، اعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود امس ان على الجيش السوري ان يقوم بالخطوة الاولى لوقف اعمال العنف.

وقال للصحافيين في حمص “عندما يستخدم فردان كل انواع الاسلحة، من هو الاول الذي ينبغي ان يرفع اصبعه عن الزناد؟ من ينبغي ان يقوم بالخطوة الاولى؟ برايي، انه الاقوى الذي يتعين عليه القيام بها”.

وردا على سؤال عما اذا كان يتحدث عن القوات النظامية، اجاب “اني اشير الى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح”.

واعلن من جهة اخرى ان اعضاء بعثته لم يواجهوا اي عقبات في تنقلاتهم من جانب سلطات دمشق. واوضح ان “نقطة الانطلاق هي اننا تلقينا تعهدا واضحا وجليا من جانب (الطرفين) المتحاربين حيال ارادتهما في المضي قدما نحو تخفيف العنف، لكن هناك الكثير من الارتياب”.

واضاف “في بعض الاماكن المحددة، لاحظنا جهودا اكثر من جانب القوات الحكومية السورية. لقد راينا بالتالي مؤشرات ايجابية على الارض”، مذكّراً ان هدف بعثته هو السهر على وقف العنف وتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي انان التي تتضمن ست نقاط.

اما بالنسبة الى تحرك المراقبين، فلفت مود الى ان كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال “هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟ جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا، وتوجهنا الى حيث اردنا ولم نلق اي عقبة”. واعتبر ان نجاح مهمته يمر بوقف العنف. وقال “ادعو كل الاطراف الى وقف العنف، وكل من يعتقد ان العنف هو الحل يخدع نفسه. العنف يولد العنف”.

واوضح الجنرال مود “لسنا وكالة لتوزيع المساعدات الانسانية والخدمات. نحن نقوم بجمع المعلومات وننقلها الى وكالات الامم المتحدة التي يكمن دورها في التحرك في هذه المجالات”، معلناً انه سيكون هناك ثمانية مراقبين عسكريين غير مسلحين اعتبارا من الجمعة في درعا (جنوب) و12 في حمص وثمانية في حماه واربعة في ادلب (شمال غرب). واعتبر ان وجود المراقبين له تأثير ايجابي. وقال “منذ وصولي، تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاون”.

وقتل في سوريا 600 شخص على الاقل منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قبل ثلاثة اسابيع.

وسقط في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف اذار (مارس) الماضي اكثر من احد عشر الف قتيل معظمهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري.

الى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون ليل الأربعاء ـ الخميس نجل رئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي إسماعيل علي حيدر.

وقال عضو المكتب السياسي للحزب القومي طارق الأحمد ليونايتد برس انترناشونال “أطلق مسلحون الرصاص على سيارة الرفيق إسماعيل حيدر والرفيق فادي عطاونة على مفرق المنحاية على طريق حمص مصياف ، ما أدى الى استشهادهما “. وأوضح ان “إسماعيل حيدر طالب في كلية الطب البشري في السنة الثالثة”.

من جهة اخرى، قررت فرنسا ارسال “كمية كبيرة من الخيم العائلية الكبيرة والاغطية والمعدات الانسانية” مخصصة للاجئين سوريين، كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس.

واوضح الناطق باسم الوزارة فنسان فلوراني ان “الطائرة التي تنقل هذه المعدات غادرت باريس (اليوم الخميس) الى اضنة” التي اقيم فيها مركز لاعمال الاغاثة التركية.

(رويترز، أ ف ب، يو بي أي)

بابا عمرو الذي دمره نظام الأسد.. حي مسكون بالأشباح

                                            حي بابا عمرو في حمص الذي يعتبره النظام السوري “معقلا للارهابيين” فيما يعتبره معارضو بشار الاسد “قلب الثورة” بات اليوم حيا مدمرا تسكنه اشباح تتنقل في صمت بين انقاض المنازل.

لم يعد هذا الحي الواقع في وسط المدينة اكثر من كومة ركام، بعد ان تعرض طوال شهرين للقصف وسقط فيه مئات القتلى بحسب الناشطين. فجدران المنازل اخترقها الرصاص والشظايا وثقبتها قذائف الدبابات او الكوات التي استخدمها القناصة.

وكل يوم منذ استعادة الجيش السيطرة على الحي في الاول من اذار (مارس) يعبر السكان الحواجز لاحضار امتعة تخصهم. وبابا عمرو الذي كان يضم 40 الف نسمة، لم يعد يقطنه اكثر من عشرات الاشخاص الذين بقوا في منازلهم المدمرة.

في شارع مقفر، تجر والدة وابناها حقيبة خضراء. وتقول ام عدنان (55 عاما) “اخذنا بعض الامتعة. المنزل لم يعد قابلا للسكن. انا وزوجي مهندسان لكن لا وظائف في المدينة وبالتالي لا مال لاعادة تأهيلها، اعتقد اننا سنهاجر”.

لم ينج اي منزل، حيث انهارت غالبيتها كبيوت الكرتون بالرغم من بنائها بالاسمنت.

“ليسامحهم الله على ما فعلوه بنا”، تقول ام عبده (35 عاما) التي جاءت مع زوجها لإحضار بعض الامتعة مما كان منزلهما، من دون تحديد من تقصد.

انهار الطابق الثاني في المبنى فسحق السطح الاسمنتي شقتها. وقالت “اطلقت الدبابات النار على المباني واحدثنا فجوة في حائط الحديقة كي نلجأ لدى الجيران”.

ومن منزلهم “اضطررنا ايضا للهروب لان المعارك اقتربت منا كثيرا. لجأنا لمدة ستة ايام لدى اناس لا نعرفهم”، على ما قالت.

وطلب منها زوجها وابنها خفض صوتها بسبب مرور دورية امنية في الشارع، فاستجابت. لكن ما ان عادت الى رواية قصتها ارتفعت نبرتها مجددا.

وقالت “لم يبق شيء من الدار التي كنت اقطنها مع زوجي واولادنا الثلاثة”.

عند سؤالها عن وجود مسلحين اشار المعارضون انهم “يحمون” الحي الممتد على كيلومترين مربعين واكد النظام انهم “اخذوا السكان رهائن” تجنبت الرد. وقالت “كنا نعيش بسلام”.

كان منزلها يقع على خط الجبهة بمواجهة حي الانشاءات الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. وكان شارع الكرامة البالغ عرضه عدة امتار يفصل بين الطرفين.

وفتح المعارضون ممرات بين المنازل. وقال الضابط احمد (37 عاما) “فتحوا ممرا طويلا سمح لهم باطلاق النار على قواتنا ثم الفرار” وهو يشير بيده الى فجوات في المباني.

وقال عسكري اخر “دمروا كل شيء لانهم لا يبالون بالسكان” ووعد بان الحكومة ستعوض على السكان ليعيدوا بناء منازلهم.

على كل تقاطع نصبت قوى الامن حاجزا رفعت عليه العلم السوري وصورة لبشار الاسد. واحيانا يقترب عناصرها عندما يتحدث صحافي فرانس برس مع السكان.

وقال سامر (35 عاما) “غادرت الحي عندما سيطر المسلحون على الحي والان بعد بسط الامن عدت لارى ماذا تبقى” مشيرا ان متجره للمعدات الالكترونية نهب.

وقال ضابط في قوى الامن “قتل 200 من جنودنا وجرح 1000 في هذه المعركة. عثرنا على 100 طن من المتفجرات. كان علينا التقدم بحذر لانهم فخخوا كل شيء. استغرق الامر 28 يوما”.

واضاف “هنا كان مركز فرز الاسلحة الواردة من لبنان. فعبر تخليص هذا الحي وضعنا حدا لتهريب الاسلحة لكننا نعلم انه من المستحيل وقفه كليا”.

(أ ف ب)

أسماء ووجوه الثورة السورية: أبو ويليام الحمصي

                                            فادي الداهوك

على بقايا ما كانَ شرفة في منزله يجلسُ أبو ويليام الحمصي، والحمصي هنا ليست كنيته، هيَ صفة تشير إلى سكّان أهل حمص وكنوعٍ من المزاح أصبح ثوّار سوريا ينادون رفاقهم من حمص بلهجتهم “حومصي”. أبو ويليام ذو الشعر الأبيض الخالص والوجه المُحْمرّ بتفاصيل الغضب والطيبة والتحدي يجلس على “شرفة ” بيته صباحا مع فنجان قهوة وسيجارة “حمراء طويلة” مصنّعة محليّاً ، شقّة أبو ويليام أصابتها قذيفة مدفعيّة لتصبحَ واجهة المنزل كلّه شرفة وسيعة تطل على الشارع .

في حيّ بستان الديوان في حمص، قُصفَ منزلُ أبو ويليام وحي بستان الديوان يعتبرُ من أعرق أحياء حمص القديمة ويشتهرُ بكنائسه ومساجده، ومؤخراً نالت كنيسة أم الزنار وكنيسة الأربعين ما ناله مسجدا كامل المغربي والفضائل من قصفٍ وتدمير .

لم يدّخر إعلام النّظام دقيقة واحدة في نشراته “الإخبارية” إلاّ وتحدّث عن صراعٍ طائفي وتهجير للعائلات المسيحية التي تسكن حمصَ من قبلِ أن يصل الأسد إلى السلطة وكانَ المتظاهرون قد ردّوا على تلك المزاعم بترديد شعار “كلنا بدنا حريّة، إسلام ومسيحية ” في تظاهراتهم التي كانت تمرّ من أمام الكنائس في حي بستان الديوان.

في إجابة أبو ويليام على سؤال الناشط إذا كان سيبقى في بيته أم أنه سيرحل أجاب : “لن أذهب إلا الى القبر. أموت ويحملونني الى القبر وليأخذوا البيت”.

بعد ظهور أبو صبحي في المقطع المصور أنشأ له الناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” جمعت خلال 24 ساعة 1000 معجب تحت عنوان ” أبو ويليام الحمصي يمثلني”. وفي آخر كلمة له يوجه أبو ويليام رسالة للعالم فيقول “يكفي. يكفي قصفا، يكفي دعونا نعيش”.

أبو ويليام، أصبحَ رمزاً من رموز ثورة الشعب السوري وأيقونة الى جانب أيقونة المواطن السوري محمد أحمد عبد الوهاب صاحب المقولة الشهيرة ” أنا إنسان ولست حيوانيا”. وخصصت له الثورة السورية طابعا يحمل صورته. ويعرف القائمون عليه بأنه “أصغر الوثائق التي تُكرّم أشخاصا ومُدنا أثروا بشكل كبير ولافت على مُجريات الثورة السورية”.

طائرة مساعدات فرنسية للاجئين السوريين تصل الى تركيا

باريس ـ مراد مراد

وصلت امس طائرة فرنسية محملة بالمساعدات الانسانية الى اضنة في تركيا وذلك تجاوبا مع النداء الذي وجهته الحكومة التركية من اجل مساعدة اللاجئين السوريين الموجودين في اراضيها.

واصدرت وزارة الخارجية الفرنسية امس في باريس بيانا اكدت فيه ارسال الطائرة، جاء فيه “استجابة لطلب المساعدة الذي تقدمت به السلطات التركية وتأكيدا على تعاون فرنسا وتضامنها، قررت وزارة الخارجية الفرنسية ارسال مجموعة ضخمة من الخيم الكبيرة التي تتسع للعائلات اضافة الى اغطية ومواد انسانية اخرى كي يستفيد منها المواطنون السوريون اللاجئون في تركيا. وتغادر هذه الطائرة اليوم (امس) باريس متجهة الى المركز اللوجستي التركي للنجدة في اضنة”.

وتابع البيان “الوضع الانساني في سوريا مقلق الى حد كبير: اكثر من مليون سوري يتعرضون بشكل مباشر او غير مباشر لتداعيات العنف. اكثر من 230 الف سوري اخرجوا من ديارهم الى اماكن اخرى داخل سوريا ولديهم مشاكل كبيرة جدا منها عدم حصولهم على الطبابة والخدمات الصحية وحتى الغذاء حيث لا تزال السلطات في دمشق مستمرة في فرض قيود غير مقبولة على تحرك المنظمات الانسانية على الاراضي السورية. كما اضطر اكثر من 200 الف سوري الى مغادرة بلادهم واللجوء في البلدان المجاورة تركيا والأردن ولبنان”.

وختمت باريس بيانها مشيرة الى ان “هذه الدفعة من المعونات تكمل ما سبقها من المساعدات الموجهة الى الشعب السوري الموجود في سوريا ولبنان والأردن وذلك في اطار التبرعات الفرنسية الخاصة بالطوارئ الانسانية”.

جامعة حلب تحت النار ودعوات إلى التظاهر

اقتحمت قوات الأمن السورية، فجر الخميس، جامعة حلب شمال البلاد، ما أدى إلى مقتل 4 من طلابها وجرح العشرات، إضافة إلى اعتقالات طالت العشرات وأدانته واشنطن، فيما دعا المجلس الوطني السوري الطلاب السوريين إلى الإضراب تضامناً مع الجامعة التي عُلقت الدراسة فيها . واغتيل إسماعيل حيدر، نجل المعارض علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي المعارض، كما اغتيل لاعب المنتخب السوري باسل ريا . يأتي ذلك فيما أكد رئيس بعثة المراقبين الجنرال النرويجي روبرت مود، خلال زيارته إلى محافظتي حمص وحماة، أنه تلقى التزاماً من جميع الأطراف بوقف العنف .

وخرجت تظاهرات تضامن مع جامعة حلب في مناطق مختلفة من البلاد . ودعا المجلس الوطني السوري، في بيان، الطلاب السوريين إلى “الإضراب تضامناً مع زملائهم في جامعة حلب” . كما دعا اتحادات الطلبة العرب إلى “التضامن مع الطلبة السوريين بكل أشكال التضامن والدعم”، مطالباً المؤسسات الدولية “بأن تتحرك بشكل عاجل لضمان حرمة الجامعات السورية، والعمل على إعادة فتح جامعة حلب” . كما طالب المراقبين الدوليين “بالتحرك لكشف ما يجري في حلب”، ومجلس الأمن الدولي “بأن يصدر قرارات حازمة لإجبار النظام السوري على وقف العبث بأمن واستقرار سوريا والمنطقة” . واعتقلت الأجهزة الأمنية نجلي المعارض السياسي البارز فايز سارة، بسام ووسام واقتادتهما إلى جهة مجهولة .

ودان البيت الأبيض الهجوم على تظاهرة طلاب جامعة حلب، وقال “إنه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد إذا فشلت خطة السلام التي تدعمها الأمم المتحدة، واتهم الرئيس بشار الأسد بأنه لم يبذل أي جهد لتنفيذها حتى الآن .

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض “إذا استمر تعنّت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطر للسلام والاستقرار من جانب نظام الأسد”، وأضاف “الانتقال السياسي ضرورة ملحة في سوريا، نأمل بالتأكيد أن تنجح خطة عنان”، وتابع “لانزال بناء على أدلة، متشكّكين بشدة في استعداد الأسد للوفاء بشروط هذه الخطة، لأنه فشل بوضوح شديد في الوفاء بها حتى الآن” .

ورأى رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود في مؤتمر صحفي في حمص، أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف، وقال للصحافيين في حمص “عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟ برأيي، أنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها” .

ورداً على سؤال عمّا إذا كان يتحدث عن القوات النظامية، أجاب “إني أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش، لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح” .

وقال إنه تلقى التزاماً من جميع الأطراف بوقف العنف وإن عدد المراقبين الدوليين بلغ 50 مراقباً وجرت زيادة أعدادهم في المحافظات التي نشر فيها مراقبون سابقاً . وأضاف عقب لقائه محافظ حمص وجولة في حيي بابا عمرو والخالدية أن “عدد المراقبين الدوليين في سوريا وصل حالياً إلى 50 مراقباً موزعين في محافظات دمشق وحمص وحلب وحماة وإدلب ودرعا، منهم 6 في محافظة حمص و4 في محافظة حماة واثنان في إدلب ودرعا سيباشران مهمتهما اعتباراً من (أمس)” .

ودعا إلى وقف العنف من الطرفين مؤكداً أنه “تلقى التزاما منهم بذلك، وأنه لمس خطوات إيجابية من قبل القوات الحكومية، والهدف الرئيس للبعثة مراقبة وقف العنف من قبل جميع الأطراف وإنجاح خطة المبعوث الدولي كوفي عنان” . وأردف “يجب أن نعمل جميعاً لذلك لوقف زهق أرواح النساء والأطفال” .

وعن عمل فريق المراقبين وملاحظاتهم قال مود “اللجنة ترفع تقارير يومية للأمم المتحدة مبنية على رؤية واطلاع المراقبين بشكل مباشر وميداني” .

وقال مصدر محلي في حمص إن مود زار المدينة والتقى محافظها اللواء غسان عبد العال ثم قام بجولة في حي بابا عمرو ولم يلتق أحداً من السكان بل اكتفى بالمرور بالسيارات فقط، ثم توجه إلى حي الخالدية . وأضاف المصدر “وصل فريق المراقبين عبر 5 سيارات وعددهم نحو 15 مراقباً” .

قتلى واعتقالات بجمعة “خلاصنا” بسوريا

                                            قتل 37 شخصا في سوريا برصاص قوات الجيش والأمن واعتقل المئات اليوم، الذي خرج فيه الآلاف المناهضون للنظام بمناطق متفرقة من البلاد في مظاهرات تحت شعار “إخلاصنا خلاصنا” من أجل تأكيد ولائهم للثورة، بينما أعلن الموفد الدولي الخاص كوفي أنان أن هناك مؤشرات ميدانية “طفيفة” على احترام خطته للحل.

وأدت أعمال العنف الجمعة إلى سقوط 37 قتيلا، في إدلب، ودمشق، وحماة، وحمص -وفق لجان التنسيق المحلية- سقط بعضهم خلال قمع المظاهرات طبقا لما أورده ناشطون.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين ضحايا اليوم ثلاثة سوريين قتلوا في حمص، بينهم سوري من مخيم العائدين. وقال المرصد إن قتيلا من حي دير بعلبة سقط برصاص عشوائي من قبل القوات النظامية في حي القصور.

وأضاف أن شخصا قتل في مدينة الرستن برصاص قناصة، بينما قتل ثلاثة آخرون إثر استهداف سيارتهم من قبل حاجز للقوات النظامية قرب دوار العجزة بمدينة حماة.

وأفاد أن عائلة مكونة من ثلاثة أفراد، هم رجل وزوجته وطفلهما، قتلوا إثر إطلاق الرصاص عليهم في حي السكري بمدينة حلب.

وكشف المرصد عن العثور صباح اليوم في الحقول الواقعة بين قريتي جوزف وأبلين بجبل الزاوية في إدلب، على جثامين ثلاثة مواطنين كانت أجهزة الأمن اعتقلتهم قبل أيام. وأفاد أن شخصا قتل إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات النظامية في محافظة دير الزور.

انفجار بدمشق

وتحدث ناشطون سوريون عن وقوع انفجار ضخم في حي القدم بدمشق، وقامت قوات الأمن بمحاصرة معظم المساجد، واقتحمت حي القابون، في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي العسالي، وأوقعت جرحى إثر تفريقها متظاهرين في حي جوبر.

وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن قوات الأمن “مدججة بالسلاح الناري وبالسلاح الأبيض” قامت بتدنيس حرمة المسجد واعتقال العديد من الشباب، وذلك عقب حملة التكبير داخل المسجد المحاصر.

 وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن هناك أنباء مؤكدة عن سقوط” شهيدين في حي التضامن برصاص الأمن وأنباء عن ثلاثمائة معتقل حتى الآن”.

مظاهرات

وخرجت مظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد اليوم استجابة للدعوات التي أطلقها ناشطون عبر صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” على موقع فيسبوك للتظاهر تحت شعار “إخلاصنا خلاصنا”.

وأظهرت صور بثها ناشطون سوريون على مواقع الإنترنت خروج متظاهرين في حلب بحيي صلاح الدين وسيف الدولة. كما خرج متظاهرون في مدن وبلدات تل رفعت وحيان وحريتان وعندان في ريف حلب. وطالب المتظاهرون برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

كما بث ناشطون صورا على مواقع الإنترنت لمتظاهرين في أحياء من العاصمة دمشق، وأظهرت الصور مظاهرات في أحياء القدم وعسالي وجوبر وكفرسوسة وبرزة، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية وبإزاحة النظام.

وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الإنترنت، بدا متظاهرون في حي الحجر الأسود في دمشق يرفعون”علم الثورة” بقياس ضخم ولافتات كتب عليها “يا ابن بائع الجولان”، و”بعد أكثر من عام من القتل لا يزال العالم بحاجة لمراقبين لمعرفة الحقيقة. كفاكم كذبا”.

وأوضحت صور أخرى متظاهرين في مدينة إدلب خرجوا في كل من كفروما وحاس ومعرة حرمة وبنّش وجبل الزاوية. وردد المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية وبإسقاط النظام السوري. كما طالبوا المجتمع الدولي بحماية المدنيين.

وقال الناشط محمد الحلبي من حلب إن مظاهرات عديدة خرجت في المدينة وفي الريف وإن “معظمها جوبه بإطلاق الرصاص”.

خطة أنان

في المقابل، تحدث موفد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة كوفي أنان من جنيف عن “مؤشرات طفيفة” على احترام الخطة ميدانيا. وقال المتحدث باسمه أحمد فوزي”هناك مؤشرات على الأرض تفيد بإحراز تقدم، ولو أنها بطيئة وطفيفة، وهناك أيضا مؤشرات ميدانية لا ترونها”، مضيفا أن “عملية الوساطة هذه تجري بطبيعتها بعيدا عن الأضواء”.

وذكر أن “خطة أنان تسير على الطريق، ولا يمكن حل أزمة بدأت قبل أكثر من عام في يوم أو أسبوع”.

يذكر أن طليعة بعثة المراقبين الدوليين موجودة في سوريا منذ 16 أبريل/ نيسان الماضي للتثبت من وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 أبريل/ نيسان. واعتبر رئيس بعثة المراقبين الجنرال النرويجي روبرت مود أن على الجيش السوري أن يخطو الخطوة الأولى لوقف أعمال العنف.

موسكو متفائلة وغليون يزور الصين

                                            أبدت روسيا تفاؤلا حذرلا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وقالت اليوم الجمعة إنها لاحظت انخفاضا في مستوى العنف. وبينما أكد المتحدث باسم المبعوث الأممي كوفي أنان وجود “مؤشرات طفيفة” على احترام خطة الأخير بسوريا، أعلنت الصين أن وفدا من المعارضة السورية سيزور بكين الاثنين المقبل. في حين قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إن بلاده لن تكون “قاعدة لتهريب السلاح” لسوريا.

ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله “يبقى الوضع في سوريا متوترا جدا، ولكننا لا نرتئي وضع الأمر في إطار دراماتيكي”.

وأضاف أنه “على الرغم من عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بصورة كاملة وفق ملاحظات مراقبي الأمم المتحدة، إلا أن مستوى العنف في سوريا تدنى إلى حد كبير”، مشيرا إلى قوى لا يرضيها انخفاض العنف بسوريا، وفق وصفه.

من جهة ثانية، قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان للصحفيين من جنيف إن خطة السلام الخاصة بسوريا على المسار على الرغم من التقارير التي تتحدث عن انتهاكات لوقف إطلاق النار.

وأضاف أن الأزمة التي استمرت أكثر من عام لن تحل في يوم أو أسبوع، وتحدث عن مؤشرات على الأرض تفيد بإحراز تقدم، والتزام بالخطة “ولو أنها بطيئة وطفيفة، وهناك أيضا مؤشرات ميدانية لا ترونها” موضحا أن “عملية الوساطة هذه تجري بطبيعتها بعيدا عن الأضواء”.

وختم فوزي بأن هناك بعض الأسلحة سحبت وأخرى بقيت وأن هناك عنفا تقلص وآخر لم يتوقف، مؤكدا أن هذا ليس “مرضيا”.

مود يتحدث

وكان رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النرويجي روبرت مود قال إن على الجيش السوري القيام بالخطوة الأولى لإنهاء العنف.

وكشف مود في مؤتمر صحفي عقده بحمص عقب لقائه محافظ حمص وجولة في حيي بابا عمرو والخالدية، أن عدد المراقبين الدوليين وصل حاليا إلى خمسين مراقبا موزعين في محافظات دمشق وحمص وحلب وحماة وإدلب ودرعا.

وأوضح “عندما يستخدم طرفان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع أصبعه عن الزناد؟ إنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها”.

وأكد أنه يشير إلى الحكومة والجيش اللذين لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من “المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح”.

تحذير أميركي

في الأثناء قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم إنه إذا لم تلتزم الحكومة السورية بوقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة فيجب على المنظمة الدولية التفكير في استصدار قرارات أخرى.

من جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يبذل أي جهد لتطبيق خطة أنان.

وأضاف أنه في حال فشل الخطة ومواصلة دمشق نهجها الحالي, فإن واشنطن ستتحرك مع مجلس الأمن وشركاء الولايات المتحدة لمواجهة ما سماه التهديد الخطير للسلم والاستقرار الذي يمثله نظام الأسد.

غليون إلى الصين

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم الجمعة أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون سيقوم بزيارة إلى بكين بين 6 و9 مايو/ أيار الجاري.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وايمين أن غليون سيزور الصين بدعوة من معهد الشعب الصيني للعلاقات الخارجية، على أن يلتقي خلال الزيارة بمسؤولين في وزارة الخارجية.

وأكد ليو على أن موقف الصين تجاه الوضع في سوريا وتجاه المجلس الوطني لم يتغير، وهي ملتزمة بالحفاظ على أهداف مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمعايير التي تحكم العلاقات الدولية بالإضافة إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والمصالح الأساسية للشعب السوري.

وقال إن الصين حافظت على اتصالات مع الحكومة السورية ومجموعات المعارضة بما فيها المجلس الوطني بهدف دعم الحوار وتخفيف التوتر. وأكد أن بلاده ستستمر في لعب دور إيجابي وبناء بالسعي إلى حلّ الأزمة السورية.

تهريب سلاح

من جهة ثانية، أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان الجمعة أن بلاده لن تكون “قاعدة لتهريب السلاح” إلى سوريا، مشيرا إلى أنه “لا تورط” لدول خليجية في موضوع باخرة السلاح التي ضبطت الأسبوع الماضي قبالة ساحل شمال لبنان.

وقال سليمان خلال لقاء مع الصحفيين المعتمدين في القصر الرئاسي “لبنان ليس قاعدة لتهريب السلاح إلى سوريا”، مضيفا “لا قواعد مسلحة في لبنان ضد سوريا، وليس هناك مسلحون يدخلون لبنان من سوريا، أما من يدخل من الفارين من دون سلاح، فيصبح لاجئا”.

وأكد سليمان أن لا تورط لدول خليجية في موضوع باخرة السلاح التي ذكرت مصادر أمنية أنها قادمة من ليبيا إلى لبنان، ومرسلة إلى المعارضة السورية، وأشار إلى أن “التحقيقات مستمرة” في القضية.

وأكد سليمان أن “لا مصلحة للبنان بالتدخل في سوريا وتغليب فريق على آخر”، معتبرا أن سياسة “النأي بالنفس” التي تعتمدها الحكومة اللبنانية في الموضوع السوري “سياسة صالحة”.

جعارة يصف عنان بالمختلس ويطلب سحب البعثة من سوريا

قوات النظام تصعّد وحصيلة القتلة ترتفع إلى 37 شخصاً معظمهم في حلب

العربية.نت

وصف بسام جعارة، المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية، مبعوثَ الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان “بالرجل المختلس والمتورّط بقضية فساد” فكيف يرسل إلى سوريا لمحاولة حل الأزمة.

وأضاف في اتصال مع قناة “العربية” أن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يؤكد وجود مجازر وجرائم حرب في البلاد، وبعثة المراقبين تقول لوجودها مفعول مهدئ للأوضاع.

وتابع قائلاً:” لا نريد لبعثة المراقبين أن تستمر، طالما المجازر مستمرة”، لافتاً إلى أن المعارضة لم تطالب بالمراقبين إلا لكي يكفل وجودهم حرية التظاهر، وإطلاق المعتقلين، وانسحاب الآليات، لكن شيئاً من هذا لم يحصل”.

إلى ذلك، أشار إلى أن عنان طلب موازنة لمدة عام ما يعني امتداد مهمة المراقبين لسنة بعد.

وكان المتحدث باسم عنان، قال اليوم الجمعة، إن خطة السلام الخاصة بسوريا تمضي على المسار، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن انتهاكات لوقف إطلاق النار.

وقال المتحدث أحمد فوزي: “يمكنني القول إن خطة عنان على المسار، وإن الأزمة التي استمرت أكثر من عام، لن تحل في يوم أو أسبوع”. وأضاف “أن هناك مؤشرات على الالتزام بهذه الخطة على الأرض، وإن كانت بطيئة ومحدودة”.

أما ميدانياً، فقد أفاد ناشطون سوريون، اليوم الجمعة، عن اقتحام قوات النظام حي القابون في العاصمة دمشق، كما قامت هذه القوات بحملة اعتقالات طالت العشرات، إضافة الى مداهمة المنازل.

وبحسب لجان التنسيق المحلية، فقد ارتفع عدد ضحايا اليوم إلى 37 قتيلاً في دير الزور وحمص وحماة ودرعا، وكانت لحلب الحصة الأكبر.

تظاهرات حاشدة تعم حلب رداً على إغلاق جامعتها

حصيلة قتلى الأمس ارتفعت إلى 29 قتيلاً من بينهم 7 أثناء اقتحام الجامعة

العربية.نت

عمت تظاهرات حاشدة ليلاً مختلف مناطق وأحياء مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية، حسبما أفادت لجان تنسيق الثورة.

وأضافت اللجان أن التظاهرات التي خرجت في كل من حي المشهد والمرجة والأشرفية والحمدانية ومساكن هنانو وحلب الجديدة وبستان القصر وصلاح الدين، جاءت ردا على اقتحام قوات الأمن لجامعة حلب الأمر الذي خلف 7 قتلى فيما اعتقل العشرات.

وارتفعت حصيلة القتلى الخميس إلى 29 قتيلاً بحسب لجان التنسيق المحلية، حيث سقط 7 قتلى في اقتحام قوات النظام لجامعة حلب.

وقالت لجان التنسيق ان أصوات انفجارات وإطلاق نار سمعت في قرية الجُبة قرب يبرود في ريف دمشق تزامنا مع انشقاقات على الحواجز الأمنية.

وفي حمص قال شهود عيان إن قوات الأمن شنت هجوما عنيفا بالأسلحة الثقيلة على حي الخالدية بالتزامن مع وصول لجنة المراقبين الدوليين.

كما قامت قوات الأمن باختطاف باص يقِل أحد عشر عاملا من عمال معمل سماد على طريق حمص الحولة.

وفي داعل بدرعا اُطلق النار من قبل حواجز الأمن على المدنيين الذي خرجوا بعد فرض حظر للتجول في المدينة.

مصادر: الاعلان قريباً عن جسمين جامعين سياسي وعسكري في سورية

روما (4 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

كشف مصدر مطلع أن “جسمين جامعين، أحدهما سياسي والآخر عسكري سيتم الاعلان عنهما من جانب الناشطين المسؤولين عن الحراك الثوري في سورية خلال الأيام القليلة القادمة” وفق تعبيره

وأوضح المعارض السوري المستقل غسان ابراهيم في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء أن ” الايام المقبلة سوف تشهد تطورات من شأنها قلب موازين المعادلة من خلال انشاء جسم سياسي يتبع له آخر عسكري داخل البلاد” على حد قوله

وقال أن “السوريين بهذه المبادرة يستعيدون زمام الثورة لكي تصبح بيد القيادات الناشطة الشابة في الداخل” مشيراً إلى “ذيوع مشاعر الاستياء الشعبية للثوار والناشطين داخل سورية من المواقف الدولية بالاضافة إلى ضعف المعارضة التقليدية بشقيها الداخلي والخارجي وتلكؤ الدول الاقليمية والعربية عن ممارسة دورها في حل يرضي متطلبات الثورة والمتظاهرين” على حد قوله

ووفقاً لذلك “ارتأى الناشطون استعادة خيوط المبادرة داخل سورية عبر التفكير في مرحلة ما بعد سقوط النظام وعدم التركيز فقط على اسقاط النظام” وأضاف ابراهيم “إن لدى الثوار قناعة بأن النظام الذي فشل في اسقاط الثورة على مدى 14 شهراً، قد سقط، ولا بد من الانتقال إلى دراسة مرحلة مابعد النظام والتهيئة له بشكل مناسب”حسب تعبيره

مسؤول أمريكي: لا يمكن حل المشكلة السورية عسكريا

القدس (4 أيار/مايو) وكالة (آكي) الايطالية للانباء

رأى مسؤول أمريكي ان الوضع في سوريا “معقد للغاية”، ملفتا إلى أنه لا يمكن حل مشكلتها عسكريا وانما من خلال العمل السياسي

وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في لقاء مع صحافيين في القدس “ان سوريا بمثابة وضع معقد للغاية ونحن ندعم اقتراح جامعة الدول العربية وندعم خطة كوفي أنان ونريد رؤية حل سياسي ولذلك فقد زدنا من العقوبات سواء ثنائيا او متعددة الاطراف”، وأضاف “لقد شجعنا دول الخليج والاتراك على القيام بدور قيادي لأن هذه مشكلة معقدة للغاية ولا يمكن حلها بضربة عسكرية ولا يمكن حلها بقيام الولايات المتحدة بعمل ما ولا يمكن حلها حتى بقيام حلف الناتو بعمل ما فهي مشكلة يتوجب حلها من قبل المجتمع الدولي باكمله”، على حد وصفه

واضاف المسؤول الأمريكي “اعتقد ان علينا ان نكون حذرين، لقد اتخذنا الكثير من الاجراءات المختلفة ومن بينها مساعدة الشعب السوري على توثيق الانتهاكات لحقوق الانسان، ولذا فإنه عندما يسقط بشار الاسد ، ستكون هناك مساءلة ومحاسبة وسنواصل ممارسة الضغط على النظام” السوري

وفي سياق آخر، عبر المسؤول عن دعمه للحوار مع الاخوان المسلمين في مصر وتونس، وقال “لقد قالت وزرة الخارجية هيلاري كلينتون في اكثر من مناسبة ان ما يهمها هو ليس اسم الحزب وانما ما يقوم به وفي اطار ما يحدث في مصر وتونس حيث للاحزاب الاسلامية اغلبية هناك فاننا نعتقد ان من المهم اجراء نقاشات مع الطيف السياسي”

واضاف المسؤول الأمريكي “لذا فإننا نجري هذه النقاشات، فقد جاء ممثلون عن الاخوان المسلمين الى الولايات المتحدة مؤخرا ونعتقد ان هذا امر جيد، ولكن هناك بعض الخطوط الحمراء لنقاشاتنا مع الاحزاب السياسية، فعليك ان تنبذ العنف كأداة في عمليتك السياسية، ولذا فاعتقد اننا سنركز على ما تقوم به الاحزاب وليس ما تسمي به انفسها، وعليه فأنا لن اقوم بالتخمين فيما اذا كنا سنجري مفاوضات مع حماس، ولكن اعتقد انك اذا ما اردت ان تكون وسيطا نزيها للسلام او العمل السياسي، فعليك القيام بذلك بدون بندقية خلف ظهرك، وبقولي ذلك فاننا لن نتفق مع الاخوان المسلمين والسلفيين كل الوقت، واعتقد ان خلافاتنا ستكون اكثر من الاتفاقات معهم، ولكن النقطة الاساسية هي انه يجب ان نتفق بان الحوار مهم”

وعن امكانية توجه القيادة الفلسطينية مجددا الى الامم المتحدة، قال المسؤول الأمريكي “لدينا خلافات حول العملية وحول كيفية تحقيق الدولة الفلسطينية، ولكن لا نختلف على الاطلاق حول الحاجة الملحة لدولة فلسطينية”. وأضاف “لقد قال الرئيس اوباما قبل عامين وكررها مرة اخرى هذا العام بأن هناك خلافات فنحن نعتقد ان الحل الدائم يجب ان يكون متفاوض عليه بين الطرفين وليس في نيويورك ولكن هنا في الارض المقدسة”. وأردف “لا نعتقد ان الخطوة التي تمت في الامم المتحدة العام الماضي كانت ستؤدي الى حل دائم وسلام واستقرار بين اسرائيل والفلسطينيين”

سوريا : تقارير عن عمليات عسكرية والأمم المتحدة تؤكد تراجع العنف

قال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبة الدولية في سوريا إن وجود المراقبين هناك أسهم في تراجع حدة أعمال العنف، لكن مود أكد إن المهمة ليست باليسيرة، وأشار إلى أن وقف إطلاق النار الحالي في سوريا لا يزال هشا.

جاء ذلك بعد أن شهدت مناطق عدة في سوريا تصاعدا في العمليات العسكرية والاشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين، وتكبدت القوات النظامية الخسائر الاكبر منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قبل ثلاثة اسابيع.

وقال ناشطون إن الاشتباكات والعمليات العسكرية أسفرت عن مقتل اكثر من ثلاثين شخصا بينهم جنود نظاميون و عناصر من قوات الامن

ففي ريف حلب نصب مسلحون كمينا لدورية من قوات الامن اسفر عن مقتل خمسة عشر عنصرا من قوات الامن بينهم ضابطان , بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

كما شهدت مدينة حلب ثاني اكبر المدن في سورية تظاهرة طلابية حاشدة طالب فيها المشاركون باسقاط النظام .

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رددوا شعارات تندد بممارسات السلطات السورية…

الأمم المتحدة اكدت هشاشة وقف إطلاق النار

وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في مدينة حرستا، اسفرت عن مقتل عدد من الجنود النظاميين، بحسب المرصد.

وكان ريف حلب شهد عمليات عسكرية واسعة النطاق للقوات النظامية في الأشهر الأخيرة، توقفت، جزئيا، مع دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الشهر الماضي، الا انها تجددت في الايام الماضية.

وفي سياق متصل اتهمت هيومان رايتس ووتش السلطات السورية بارتكاب جرائم حرب في محافظة إدلب بقتل خمسة وتسعين شخصا واحراق وتدمير المنازل في عملية عسكرية سبقت دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. وذكر التقرير ان مقاتلي المقاومة كانوا يغادرون بعض المناطق دون مقاومة لتفادي الحاق الخطر بالمدنيين.

واتهم العقيد عارف الحمود عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحر نائب رئيس الأركان الجيش السوري النظامي بخرق وقف اطلاق النار.

المعارضة السورية: القوات الأمنية تطلق النار على المتظاهرين في جمعة “إخلاصنا خلاصنا

قال ناشطون معارضون إن القوات الأمنية السورية اطلقت النار على المتظاهرين في جمعة “إخلاصنا خلاصنا” في عدد من المدن والبلدات السورية بينها دمشق ودرعا وحماة وحلب، بينما أعرب متحدث باسم المبعوث الدولي كوفي عنان أن خطته تسير “على الطريق الصحيح”.

مظاهرة في سوريا

فرقت قوات الأمن مظاهرات في عدة مدن سورية

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن اطلقت النار لتفريق مظاهرات معارضة خرجت في عدد من المناطق السورية الجمعة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشط سوري من دمشق قوله إن القوى الامنية اطلقت النار على تظاهرة خرجت من المسجد الكبير بعد صلاة الجمعة في حي جوبر في دمشق.

كما أكدت لجان التنسيق المحلية المعارضة وقوع “إطلاق نار كثيف في حي العسالي في دمشق تلته حملة مداهمات واعتقالات عشوائية بعد خروج تظاهرة في الحي”.

درعا وأدلب

وأضافت أن القوات الأمنية اطلقت النار كذلك على مظاهرات في بلدة المليحة بريف دمشق وفي انخل بمحافظة درعا.

قال المرصد السوري في بيان ان “القوات النظامية السورية اطلقت الرصاص لتفريق تظاهرات في حيي الفردوس والاندلس في مدينة حماة، وفي بلدة قلعة المضيق في ريف حماة”.

وأضاف المرصد أن المظاهرات شملت عدة قرى وبلدات في حلب بالإضافة إلى بلدات المدينة وجبال الزاوية في محافظة أدلب.

كما بث ناشطون اشرطة فيديو على شبكة الانترنت لمظاهرة في مدينة الحسكة، حيث هتف المتظاهرون “يلا ارحل يا بشار”.

“على الطريق الصحيح”

في هذه الأثناء، أعرب المتحدث باسم المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي عنان عن اعتقاده بأن خطة عنان تسير “على الطريق الصحيح”، على الرغم من أن وقف إطلاق النار ينفذ بصورة بطيئة.

وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان للصحفيين في جنيف “خطة عنان على الطريق الصحيح، وإن مأساة ظلت مستمرة لأكثر من عام لن تحل في يوم أو اسبوع”.

وأضاف “هناك إشارات في الأرض على التقدم، ولو كانت بطيئة أو صغيرة”.

وتابع قائلا “لقد تم سحب بعض الأسلحة الثقيلة والبعض الآخر لا يزال باقيا، بعض أعمال العنف تراجعت والبعض لا يزال متواصلا. وهذا ليس مرض، أنا لم أقل إنه كذلك”.

وأوضح فوزي أن عنان سيطلع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل على التقدم الذ أحرز في تطبيق خطته، وذلك خلال مؤتمر عبر الفيديو من جنيف.

إتهام

وكان البيت الأبيض اتهم الحكومة السورية في وقت سابق بعدم الالتزام بالهدنة المنصوص عليها في خطة عنان.

وادانت واشنطن الغارة التي شنتها قوات الامن ومليشيات الشبيحة على المدينة الجامعية في حلب، واسفرت عن مقتل اربعة طلاب واصابة نحو 50 آخرين واعتقال العشرات.

وقال جي كارني الناطق باسم البيت الابيض: “نأمل في نجاح خطة عنان، ونحن نعمل على دعم بكل السبل الممكنة”.

لكنه أضاف “في حال استمر النظام (السوري) في اصراره سيكون امام المجتمع الدولي الاعتراف بالهزيمة، والعمل على معالجة التهديد الخطير للسلام والاستقرار الذي يمثله نظام الاسد”.

وقال كارني: “نحن ندين الغارة التي شنت الليلة الماضية على الاحتجاجات السلمية للطلاب بحلب، والتي مورس فيها اطلاق النار والضرب والاعتقالات للعديد من الناس”.

القوات السورية تقتل خمسة أشخاص في احتجاجات بدمشق وحلب

دمشق (رويترز) – قال نشطاء ان القوات السورية قتلت ما لا يقل عن خمسة أشخاص يوم الجمعة عندما أطلقت النار على مظاهرات تدعو الى سقوط الرئيس بشار الاسد في العاصمة دمشق ومدينة حلب الشمالية.

يأتي ذلك على الرغم من اتفاق لوقف اطلاق النار منذ ثلاثة أسابيع يهدف لانهاء 14 شهرا من اراقة الدماء في سوريا في اطار خطة سلام أوسع وصفها المتحدث باسم الوسيط الدولي كوفي عنان بأنها مازالت “على المسار”.

وقالت الولايات المتحدة أمس الخميس انه قد يكون هناك حاجة لنهج دولي جديد اذا فشلت الخطة واتهمت الرئيس السوري بشار الاسد بعدم بذل “أي جهد” حتى الان لتنفيذها.

ومن المقرر أن يقدم عنان افادة أمام مجلس الامن في الاسبوع المقبل.

ويقول الاسد انه يقاتل “ارهابيين” مدعومين من الخارج ويشير أصدقاؤه الدوليون بما في موسكو الى أن المتمردين شنوا هجمات أيضا في خرق لوقف اطلاق النار.

وقال نشطاء ان ثلاثة أشخاص قتلوا عندما أطلقت قوات الامن النار على مظاهرة في حي كفر سوسة بدمشق وقتل مراهق بالرصاص في حي التضامن الفقير.

وقتل شخص اخر بالرصاص في مدينة حلب بعد يوم من هجوم قوات أمن وطلاب مسلحين بالسكاكين على احتجاج مناهض للاسد باحدى الجامعات أسفر عن مقتل أربعة اشخاص على الاقل في ثاني أكبر مدينة بسوريا ومركزها التجاري الذي كان ينعم بالسلام نسبيا.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان ثلاثة أشخاص قتلوا خلال الليل في مدينة حلب وقدر اجمالي القتلى في اعمال العنف بانحاء البلاد خلال 24 ساعة منصرمة بأكثر من 20.

وانتشرت مجموعات صغيرة من مراقبي الامم المتحدة في أنحاء البلاد لتقييم مدى امتثال قوات الاسد والمعارضين لوقف اطلاق النار الذي بدأ في 12 أبريل نيسان.

وقال زعيمهم الميجر جنرال النرويجي روبرت مود ان لهم “تأثيرا مهدئا” في مناطق عملياتهم مضيفا أن من غير المتوقع منهم حل الازمة في سوريا التي قتل فيها الالاف منذ مارس اذار من العام الماضي.

وقتل مئات الاشخاص بما في ذلك مدنيون وقوات امن ومتمردون منذ الاتفاق على الهدنة.

وتشمل خطة عنان المكونة من ست نقاط وقف اطلاق النار ونشر مراقبين والسماح للصحفيين بالعمل بحرية وللمساعدات الانسانية بدخول سوريا.

وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان “يمكنني القول ان خطة عنان على المسار وان الازمة التي استمرت اكثر من عام لن تحل في يوم او اسبوع.”

وأضاف “هناك مؤشرات على تحرك على الارض وان كان بطيئا ومحدودا. هناك أيضا مؤشرات من وراء الستار لا ترونها لان جهود الوساطة تجرى أساسا بعيدا عن شاشات الرادار.”

وشددت الاجراءات الامنية في انحاء العاصمة دمشق يوم الجمعة مع انتشار نقاط التفتيش وحواجز الطرق في انحاء المدينة.

وقطعت الطرق المؤدية الى الميدان وهو الموقع الذي شهد هجوما انتحاريا يوم الجمعة الماضي قتل فيه تسعة أشخاص على الاقل. وتوقفت سبع حافلات مكتظة بقوات الامن عند أحد المداخل المؤدية للميدان.

كما وقف رجال مسلحون بملابس مدنية في نقاط التفتيش بينما جلس جنديان خلف أكياس الرمل باحدى الساحات خلف مدفع رشاش.

وأظهرت لقطات على موقع يوتيوب من حي التضامن جنودا يوجهون بنادق الية نحو شبان يرمون الحجارة في الحي الفقير على المشارف الجنوبية لدمشق. ولم يتسن لرويترز التحقق من اللقطات بشكل مستقل. وقال نشطاء ان محتجا يدعى محمد درويش/17 عاما/ قتل بنيران الجيش.

وقال مود رئيس مراقبي الامم المتحدة في مدينة حمص يوم الخميس ان بعثته تنمو باضطراد حيث يوجد ما مجموعه 50 مراقبا في البلاد وسوف يتضاعف العدد في غضون أسابيع.

وقال من فندق السفير في حمص حيث يتمركز ستة مراقبين بشكل دائم “لقد عززنا فرقنا الدائمة في حماة ودرعا باضافة مراقبين اثنين في كل مدينة”.

وسيتم نشر حوالي 300 مراقب بحلول نهاية مايو ايار.

واندلعت الانتفاضة السورية في مارس اذار من العام الماضي باحتجاجات سلمية استلهمت موجة من انتفاضات الربيع العربي لكنها اصبحت مسلحة بسبب القمع العنيف الذي تمارسه قوات الاسد.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من تسعة الاف شخص قتلوا في القمع بينما تقول الحكومة السورية ان ما لا يقل عن 2600 من قواتها قتلوا على يد “ارهابيين مدعومين من الخارج.”

وعلى الرغم من الاضطرابات تعتزم سوريا اجراء انتخابات برلمانية يوم الاثنين بموجب دستور جديد سمح بتشكيل أحزاب جديدة وأنهى رسميا عقودا من سيطرة حزب البعث الذي يتزعمه الاسد على الساحة السياسية في سوريا.

وتقول السلطات ان الانتخابات جزء من عملية اصلاح لكن المعارضة ترفض ذلك وتصفه بأنه خداع.

(اعداد أيمن مسلم للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

من مريم قرعوني

غضب مقاتلي المعارضة السورية يشتعل وسط الحطام في حمص

حمص (سوريا) (رويترز) – منازل محترقة ومبان منهارة وشوارع تتناثر فيها الانقاض والزجاج المحطم وفوارغ القذائف في أحياء حمص المدمرة التي ظلت لشهور الخط الامامي في الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الاسد.

وخلال رحلة استغرقت عشر دقائق بالسيارة عبر حي بابا عمرو يوم الخميس حين رافق صحفيون مراقبي الهدنة التابعين للامم المتحدة لم نشاهد سوى امرأتين مسنتين. وتهدمت المباني في الشارع الرئيسي والازقة القريبة خلال قصف الجيش.

وتمثل حمص ثالث اكبر مدينة سورية مركزا صناعيا مهما على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب قرب الحدود مع لبنان.

وشهدت المدينة والمحافظة التي توجد بها اكبر خسائر في الارواح خلال الانتفاضة الممتدة منذ 14 شهرا ونزوح عشرات الالاف.

وفي حي الانشاءات قالت امرأة انها عادت الى المنطقة مع اسرتها الاسبوع الماضي لانهم لا يستطيعوا الاعتماد على الاخرين في رعايتهم بلا نهاية.

وأضافت “ماذا بوسعنا ان نفعل غير ذلك.. الدمار هائل لكننا لا نستطيع أن نستمر في العيش في منازل الناس.”

وقال جندي عند نقطة تفتيش على مقربة استدعي من مدينة دير الزور في شرق سوريا للمساعدة في الحملة على المعارضين انه فوجيء حين وصل الى حمص منذ شهر.

واضاف “فوجئت حين رأيت كل هذا الدمار. شعرت بالاسف على بلدي واهلي… لكن كل هذا بسبب المسلحين.”

في بابا عمرو تشيد عبارات على الجدران في الحي المعارض بالرئيس مثل “بنحبك يا بشار” و”بشار الى الابد”.

وعلى غرار مدن أخرى مضطربة في سوريا يسود الهدوء بعض مناطق حمص. ويقول مسلمون ينتمون للطائفة السنية ويمثلون اغلبية مقاتلي المعارضة ان المناطق التي يغلب على سكانها العلويون الذين تنتمي لهم عائلة الاسد تمتعت بحماية الجيش بينما قصفت بقية مناطق المدينة.

وفي حي الحمراء الذي يوجد به مقر اقامة المحافظ لم تمس المنازل وتزين الزهور والاشجار الشارع.

لكن في حي الخالدية الذي مازال مسلحو المعارضة يقاتلون فيه قوات الاسد يمكن سماع دوي اطلاق النيران باستمرار فضلا عن قذائف المورتر وانفجارات قال سكان انها نيران دبابات.

وينطق كل شيء من المراكز التجارية المحترقة الى الاضرار التي لحقت بمسجد خالد بن الوليد الرئيسي بالعنف الذي شهدته حمص وفيما انتظر صحفيون انتهاء مراقبي الامم المتحدة من المحادثات مع ممثلي المعارضة تم نقل جثمان مقاتل لقي حتفه في المحافظة لدفنه وكان ملفوفا ببطانية مخضبة بالدماء.

وساعد عبد الرزاق طلاس زعيم كتيبة الفاروق وهي احدى وحدات مقاتلي المعارضة الرئيسية في نقل الجثمان واقامة الجنازة.

ولم يسهم وجود المراقبين الذين يفترض أنهم يراقبون وقفا لاطلاق النار يؤدي الى محادثات وحل سياسي للازمة السورية بدرجة تذكر في طمأنة الناس في الخالدية ويبدو ان كثيرين منهم من مقاتلي المعارضة.

وقال غانم (24 عاما) “الناس في حمص لا يتوقعون الكثير من المراقبين. الان يتحدثون عن الحوار. من قال اننا نريد حوارا… خرجنا الى الشارع لاسقاط بشار الاسد وليس للحديث معه.”

وتحدث اخرون غاضبين عن منازلهم التي فقدوها وأقاربهم الذين خسروهم.

وقال محمد عز الدين (62 عاما) ان الجيش أحرق منزله في حي البياضة بحمص مما اضطر اسرته الى التوجه الى دمشق او مغادرة البلاد او الانتقال الى منطقة اخرى من حمص. وأضاف “من الذي سيعوضني وكيف ستعيد الموتى..”

وقال محمود (12 عاما) ان أسرا كثيرة تكدست في أحياء صغيرة وأضاف “في منزلي يعيش تسعة اشخاص ومنزلنا صغير جدا.

“لا يوجد طعام ولا مياه نظيفة ولا اي شيء. لا توجد متاجر مفتوحة ولا نتناول الا وجبة واحدة في اليوم. انظر حولك كيف يمكن أن نعيش هكذا..”

(اعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

من مريم قرعوني

طيب تيزيني يؤسس لـ”مجلس حكماء” في سورية

دمشق ـ منذر البوش- انباء موسكو

كشف المفكر السوري طيب تيزيني أنه يعمل حاليا على تأسيس “مجلس حكماء” في دمشق قد يتحول لاحقا إلى حالة سياسية تؤسس لتشكيل منظومة سياسية في سورية، داعيا إلى تنحية السلاح جانبا والإطاحة بالأفكار الإطلاقية التي يراد لها أن تكون حكماً في المسائل السياسية.

وقال طيب تيزيني في حوار صحفي أمس: ” نحن ما زلنا نسير على الدرب ذاته ولم يحدث حتى الآن تحول جديد بالمعنى النوعي، مازال الأمر غير قابل للحسم وهناك إصرار على أن طرفا واحدا هو الذي يضع برنامج العمل ويحدد النتائج ويؤسس لما بعدها، الإشكال هو في الخروج من هذه الدائرة المغلقة المطلقة التي تحاصر كل شيء، فلا بد من التخلي عن هذه الرؤية الذاتية التي تقول “نحن كل شيء!”، ولذلك هناك دعوة لمجلس حكماء وعقلاء وقد دعيت إليه، بل إني كلفت بتأسيسه من أصدقاء كثر ومنهم من له علاقة بالسلطة، فقلت هذا أمر جميل ويجب أن يبدأ أولا في السلاح، فلا أحد يملك الحق برفع السلاح على سورية من كل الأطرف، ويجب في سياق ذلك أن يحاكم من يقود هذا الأمر وأن يحاكم من قتل الناس الذين وصلت أعدادهم إلى 12 ألفا، هناك خطوات تأسيسية لابد من حسمها، وهذا ما يجب أن يحدث إذا ما أريد للأمر أن يسير خطوة واحدة ، وإلا فالموت سيبقى مهيمنا”، حسب تأكيد تيزيني.

وتمنى المفكر السوري على من وصفهم بـ” أصحاب الرؤس الحامية الذين يعتقدون أنهم جاؤوا لكي يبقوا إلى الأبد أن يدركوا أن هذا التفكير هو تفكير إطلاقي، والمطلق مغلق، والمغلق يدمر، وبالتالي نكتشف هنا أن ثمة علاقة طريفة وخطيرة بين الفكر السياسي من هذا النمط المغلق والفكر الأصولي الديني الذي ينطلق من القداسة التي تعني هنا بالنسبة إليهم أن ننطلق من أفكار لا تناقش وإنما تملى على الآخرين، كلاهما يسير بالنسق نفسه.”

ودعا تيزيني إلى” الخروج من دائرة الإطلاق والمُطْلقات والأبديات والاشتغال بالسياسة كما هي، لأنها فن الممكن وهذا ما قصده أرسطو حينما أسس لكتابه “السياسة” لكي يبحث فيما هو متحرك وبالتالي هذا يوصلنا إلى فكرة العلمانية، والحيادة التي تحدث عنها فرح أنطون قبل أكثر من قرن. لابد من الإطاحة بمنظمة الأفكار الإطلاقية هذه التي يراد لها أن تكون حكما في المسائل السياسية”.

وانتقد طيب تيزيني جملة القوانين الإصلاحية التي صدرت في سورية في ظل الأزمة وقال:” الانتخابات البرلمانية والرئاسية والدستور خطوات لا يمكن أن تنجز بمنأى عن تشكيل لجنة وطنية كبرى بمساعدة لجنة دولية موثوقة تؤسس قانونيا لهذه الخطوات”. وأضاف: “هناك خطوة يراد لها أن تتم في السابع من الشهر الحالي فكيف لها أن تتم ؟ من وضع أسسها؟، هل الأطراف المعنية موجودة كلها أم لا؟، لذلك نجد أنفسنا ندور في الحلقة نفسها، لا يجوز ذلك، علينا أن نعترف أن الوطن ليس فريقا واحدا”، حسب قوله.

ولم يستبعد تيزيني أن يحقق “مجلس الحكماء” شروط تكوين حالة سياسية “لأننا إذا وصلنا إلى مثل هذا المجلس الحكيم ستكون المناسبة العظمى للانطلاق منه لتشكيل منظومة سياسية جديدة بعد أن أُخرجت السياسة من المجتمع السوري منذ قيام الوحدة السورية المصرية”، موضحا أن هذه الوحدة قد أسس لها عام 1958 بعد شرط واحد حاسم وهو إلغاء المجتمع السياسي، وإلغاء الحراك السياسي، وإلغاء ما كان عليه أن يحمي الوحدة بين سورية ومصر، هذه مفارقة خطيرة لهذا الحلم العربي العظيم”، على حد تعبيره.

وحول ردود الفعل المحتملة للسلطات السورية من مسألة قيام هذا المجلس أكد تيزيني لـ”أنباء موسكو” أن هذا الأمر يعول على الحكماء الآخرين، أنا أعتقد أن سورية مفعمة بالحكماء ولذلك أنا وأصدقاء حاولنا أن نقطف الثمار اليانعة التي تسمح لنا أن ننطلق باتجاه إيجابي أي أن هذا المجلس سيؤسس لمجالس لن تنتهي إلا بتأسيس عمومي هو التأسيس لمنظومة جديدة في سورية”، وأضاف:” أنا وبعض الأصدقاء فكرنا أن السياسة المحترفة بدأت تسقط وبالتالي بدأنا نفكر بما هو أعلى من السياسة أي الحكمة وكلتاهما، السياسة والحكمة، مارستا دورا كبيرا في التاريخ العالمي منذ العصر اليوناني العريق حتى أيامنا هذه ، إذا غابت السياسة الحكيمة فهناك علماء سيؤسسون لحكمة سياسية مقبولة، حسب المفكر السوري طيب تيزيني.

طلاب جامعة حلب القوا بأنفسهم من النوافذ : رعب و إذلال و حرق غرف .. ارغمونا على خلع ملابسنا واخذوا يسيرون فوقنا

عندما اقتحمت قوات الامن السورية فجر الخميس جامعة حلب، شمال البلاد، سادت حالة فزع شديد لطلاب المدينة الجامعية الذين القى بعضهم بنفسه من النوافذ فيما تعرض اخرون للسباب والضرب بعد الامساك بهم.

وهذه الجامعة وهي ثاني الجامعات السورية مع عشرات الالاف من الطلبة الوافدين من جميع انحاء البلاد تعد المركز الرئيسي لحركة التعبئة في حلب، المدينة التجارية… الكبرى شمال البلاد التي بقيت لوقت طويل بمناى عن حركة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بشار الاسد.

وقتل اربعة من الطلاب فجر اليوم واصيب 28 اخرون عندما اطلقت قوات الشرطة النار اثر تظاهرة احتجاجية في اعنف هجوم يستهدف جامعة. والقي القبض على 200 طالب اخر على الاقل.

وقال حسين (20 سنة) طالب الهندسة المدنية عبر سكايب “كنا 800 طالب نتظاهر من اجل الحرية ومن اجل الافراج عن المعتقلين في سوريا قبل ان يتم تفريقنا بالغازات المسيلة للدموع”.

واضاف “ما كدنا نعود الى مساكننا في المدينة الجامعية حتى وصلت 13 حافلة وثماني سيارات بيك آب لتبدا قوات الامن في اطلاق النار على المبنى” مشيرا الى ان “اطلاق نار كان كثيفا جدا ولم يتوقف من الساعة 22,00 حتى الساعة الرابعة صباحا”.

ومن حظ حسين انه كان في الطابق السادس الذي لم تصل اليه قوات النظام التي قامت بتفتيش الغرف “غرفة غرفة” في الطوابق الاخرى حيث تعرض الطلبة للرعب والاذلال.

من جانبه قال ابو تيم (22 سنة) الطالب في كلية علوم التربية “قاموا بمطاردة الطلاب في الممرات. ورايت العديد من الغرف تحرق وزجاجها يحطم”.

واستنادا الى شهادات مختلفة فان عددا من الطلبة لم يتردد في المخاطرة بحياته للفرار من قوات الامن.

وقال ابو عمر المتحدث باسم “الطلبة الناشطين” في الجامعة “لقد فضلوا الالقاء بانفسهم من الطابق الثالث والرابع عن الوقوع في قبضة قوات الامن. وقد اصيب بعضهم بكسر في الساق او الحوض”.

واكد ان عناصر الامن “حطموا كل شيء واحدثوا خسائر في الغرف. وقاموا حتى باعتقال فتيات”.

واظهرت عدة اشرطة فيديو وضعها الطلبة على الانترنت نوافذ محطمة واسرة مقلوبة وارفف محطمة وملابس مبعثرة.

الا ان الاتي كان اعظم. ويقول ابو تيم “انزلونا ووضونا امام مبنى الفتيات وارغمونا على خلع ملابسنا والاستلقاء ارضا على بطوننا” ويضيف “اخذوا يسيرون فوقنا وهم يطلقون الشتائم”.

ونقل ابو عمر عن شهود وقائع ليلة الجحيم هذه وقال “ارغموا العديد من الطلبة على التجرد من الملابس امام عنبر الفتيات وطرحوهم ارضا وداسوا عليهم بالاقدام وهم يصيحون +تريدون الحرية؟ ها هي+”.

ويقول الطلبة انها اعنف عملية قمع بعد اشهر من التظاهرات والتعبئة في هذه الجامعة. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من هذه الوقائع بسبب القيود الصارمة المفروضة على وسائل الاعلام في تغطية الازمة في سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى