أحداث الأحد 27 أيار 2018
واشنطن تتوعد دمشق بردّ «صارم» إذا هاجمت درعا
بيروت، واشنطن – أ ف ب، رويترز
هدّدت الولايات المتحدة بـ «إجراءات حازمة ومناسبة» ضد دمشق في حال انتهك نظام الرئيس بشار الأسد اتفاقاً لوقف النار في درعا، وذلك غداة إلقاء الجيش السوري منشورات فوق المحافظة الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة. في الوقت ذاته، توصل الجانبان الأميركي والتركي إلى «خريطة طريق» للتعاون في ضمان الأمن في منبج في الشمال السوري.
وكشفت وزارة الخارجية السورية أمس، أنها «سلمت السفيرين الروسي والإيراني في دمشق لائحة بأسماء أعضاء لجنة مناقشة الدستور الحالي، والذين تدعمهم الحكومة السورية». لكن البيان الصادر عن الوزارة ونُشر في وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، اتسم بالغموض، لجهة هل كانت الحكومة تسمي أعضاء لجنة خاصة بها أم أنها ترشح أعضاء للجنة الدولية؟ كما أنها لم تذكر أسماء من اختارتهم.
وتُعتبر مسألة اللجنة الدستورية واحدة من قضايا الخلاف بين نظام الرئيس بشار الأسد والمجتمع الدولي والمعارضة السورية، إذ يرفض النظام تعديل الدستور الحالي، معارضاً بذلك مبادرة الأمم المتحدة لوضع دستور جديد تشارك في صوغه الحكومة والمعارضة والمستقلون. وتلقت هذه الجهود دفعاً بعدما ضغطت روسيا على دمشق قبل أيام.
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً في وقت متقدم من ليل الجمعة- السبت، أعربت فيه عن «قلقها» من هذه الأنباء، مشيرة إلى أن المنطقة المعنية تقع ضمن مناطق خفض التوتر التي اتفقت عليها مع روسيا والأردن العام الماضي.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت: «نحذر النظام السوري كذلك من القيام بأي تحركات تهدد بتوسيع النزاع أو زعزعة وقف النار»، مضيفة أن «الرئيس دونالد ترامب أعاد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأكيد الاتفاق خلال اجتماع في فيتنام عُقد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي». وأوضحت أن الولايات المتحدة «بصفتها ضامنة لمنطقة خفض التصعيد هذه بالاشتراك مع روسيا والأردن، ستتخذ إجراءات صارمة ومناسبة للرد على انتهاكات نظام الأسد».
ووفق مصور لوكالة «فرانس برس»، فإن المنشورات التي أُلقيت على درعا تحمل صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق: «لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح… اترك سلاحك قبل فوات الأوان». وتتوجه هذه المنشورات التي تحمل توقيع «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، إلى أهالي درعا تدعوهم إلى مشاركة الجيش في «طرد الإرهابيين».
ويتوقع أن تكون درعا التي تتشارك حدودها مع إسرائيل والأردن، بين الأهداف المقبلة لعمليات النظام العسكرية، حيث أُرسلت تعزيزات إلى المنطقة بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم «داعش» في دمشق وطرده منها الأسبوع الماضي. إلا أن موقع درعا يجعل من أي عملية واسعة فيها أمراً غاية في الحساسية، إذ تشتبه إسرائيل بأن إيران تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري قرب الحدود.
يذكر أن فصائل معارضة تعمل تحت مظلة النفوذ الأردني والأميركي، تسيطر على 70 في المئة من محافظة درعا وعلى المدينة القديمة في القسم الجنوبي، فيما يسيطر النظام على الأحياء الحديثة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويأتي التحذير الأميركي بعد أسابيع من هجوم مماثل في منطقة خفض التصعيد شمال شرقي سورية التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة. على صلة، اتفقت الولايات المتحدة وتركيا مساء أول من أمس على «خريطة طريق» للتعاون من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج في الشمال السوري، الخاضعة لسيطرة الأكراد، والتي أصبحت مصدر خلاف بين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقالت وزارة الخارجية التركية والسفارة الأميركية في أنقرة في بيان مشترك، إن «الطرفين حددا الخطوط العريضة لخريطة طريق لتعاونهما من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج». وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قال إن تركيا ستشنّ عمليات عسكرية جديدة في سورية «إلى أن نطهّرها من الإرهابيين كافة»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» و «داعش».
وفي الشمال السوري أيضاً، حيث تتصاعد عمليات القتل والاغتيال، وفق «المرصد»، أعلنت منظمة «الخوذ البيضاء» السورية (الدفاع المدني في مناطق المعارضة) على حسابها على «تويتر»، مقتل خمسة من عناصرها في هجوم نفذه مسلحون مجهولون أمس على أحد مراكزها في محافظة حلب، فيما أدى انفجار سيارة مفخخة في إدلب إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات.
مقتل 26 من قوات النظام وتسعة مقاتلين روس بهجوم في شرق سورية
بيروت – أ ف ب
قتل 35 مقاتلاً من قوات النظام والموالين لها، بينهم تسعة مقاتلين روس في هجوم شنه تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، قبل أيام على نقطة تجمع لهم في شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (الأحد).
وذكر المرصد أن «مقاتلين من تنظيم داعش هاجموا الأربعاء الماضي، رتلاً لقوات النظام وقوات روسية حليفة اثناء توقفه في نقطة جنوب غربي مدينة الميادين، ما تسبب بمقتل 26 من قوات النظام، اضافة الى تسعة مقاتلين روس».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القتلى الروس يتوزعون «بين قوات رسمية روسية ومقاتلين مرتزقة».
وتعد روسيا أبرز حلفاء النظام السوري وتقدم له دعماً سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً، وتؤمن الغطاء الجوي لعملياته الميدانية. وتفيد تقارير أيضاً عن مشاركة مرتزقة روس في القتال، الى جانب قوات النظام.
وجاءت حصيلة المرصد، بعد وقت قصير من اعلان وزارة الدفاع الروسية اليوم، مقتل أربعة جنود روس نتيجة هجوم في محافظة دير الزور، من دون أن تحدد تاريخه أو مكانه.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيان للوزارة أن اشتباكا اندلع حين «هاجمت عدة مجموعات ارهابية متنقلة مجموعة مدفعية للقوات السورية الحكومية».
وبحسب الوزارة، فإن اثنين من القتلى الروس قضوا على الفور اثر الهجوم وهم من «المستشارين الروس الذين يديرون المدفعية السورية»، بينما أصيب خمسة آخرون بجروح نقلوا على اثرها الى مستشفى عسكري روسي، توفي اثنان منهما متأثرين بجروحهما في وقت لاحق.
واستمرت المواجهات بين الطرفين قرابة الساعة، قتل خلالها 43 من العناصر المهاجمة وفق وزارة الدفاع الروسية.
خطر «داعش» لم يتبدد رغم إضعافه
باريس – أ ف ب
من القواعد التي يحتفظ بها في الصحراء السورية وفروعه في الكثير من الدول والإيحاء لأنصاره بالتحرك في هجمات معزولة، يرى خبراء أن تنظيم «داعش» الإرهابي ما زال يشكل تهديداً يجب عدم الاستهانة به.
وكانت استعادة تحالف من 71 بلداً في 2017 بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، الجزء الأكبر من الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في سورية والعراق، دفع إلى الاعتقاد بأن الخطر استبعد وأن «الجماعة الجهادية» ستمحى من على وجه الأرض. لكن أنطونيا وارد من المجموعة الفكرية الأميركية «راند كورب» ترى أنه «كما أثبت نموذج (تنظيم) القاعدة، الجماعات الإرهابية تتمتع بتصميم كبير وقدرة هائلة على التكيف، وأن شهدت فترات تراجع». وأضافت أن «إساءة تقدير قوتهم أمر خطير على الغرب».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) دانا وايت الشهر الماضي: «قلنا دائماً إن مهمتنا في سورية هي دحر تنظيم داعش. نكاد نحقق ذلك لكننا لم ننجزه بعد».
ومن الواحات والقواعد التي يسيطر عليها في شمال غرب سورية المنطقة المحاذية للعراق، أثبت عناصر «داعش» أنهم ما زالوا قادرين على شن هجمات منسقة، إذ قتل 26 من أفراد القوات النظامية السورية في واحدة من هجماتهم.
وقال أستاذ العلوم السياسية في باريس جان بيار فيليو لوكالة فرانس برس: «إن مقاتلي تنظيم داعش نقلوا إلى منطقة البادية السورية هذه «بعد إجلائهم أخيراً من ضاحية دمشق بموافقة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».
وأضاف: أن «انهيار ما يسمى بـ «خلافة داعش» تحت ضربات التحالف لم يسمح بتسوية أي من المشكلات التي سمحت لأبو بكر البغدادي بالاستيلاء على الرقة في 2013 وعلى الموصل في 2014».
قال فيليو: إن «السكان السنة الذين يشكلون أقلية في العراق وأكثرية في سورية ما زالوا محرومين من التمثيل السياسي، ليس على المستوى الوطني فحسب، بل على المستوى الإقليمي مع سيطرة الشيعة في العراق والأكراد في سورية على المناطق (المحررة)»، وعبر عن مخاوفه من أن تؤدي الأسباب نفسها إلى النتائج نفسها لكن تحت مسمى آخر في العراق في السنوات المقبلة.
وأبو بكر البغدادي الذي أعلن موته مرات عدة، ما زال على قيد الحياة وأصيب على الأرجح بجروح في غارة جوية ويختبئ في مستشفى ميداني في الصحراء بشمال سورية، كما قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية في شباط(فبراير).
والبغدادي ظهر مرة واحدة أمام كاميرات لكنه تحدث باستمرار عبر تسجيلات صوتية يدعو فيها أنصاره إلى مواصلة العمل. ويعود آخر خطاب له إلى 28 أيلول (سبتمبر) 2017 قبل أسبوعين من سقوط الرقة.
وهذه الدعوات مثل تلك التي يطلقها صانعو الدعاية الإعلامية للتنظيم ولا شيء يحرمها على ما يبدو من الانتشار عبر الإنترنت، على الرغم من تعبئة الشرطة وأجهزة الاستخبارات في العالم، يسمعها «الجهاديون» المؤيدون له الذين يتحركون للقيام بأعمال انتحارية، خارج كل بنى التنظيم وبدون الاتصال معه.
فقبل أن يخرج في 12 أيار (مايو) إلى أحد شوارع باريس ويقوم بطعن مارة، سجل الفرنسي من أصل شيشاني فيديو بايع فيه «خليفة داعش». وفي اليوم التالي نشر التسجيل على تطبيق «تلغرام».
وقالت أنطونيا وارد: «نظراً إلى عدد المؤيدين المستقلين والخلايا الصغيرة التي يحتفظ فيها التنظيم، وكذلك قدرته على تنفيذ هجمات مدمرة بموارد محدودة وقليل من التدريب، يجب على الحكومات الغربية ألا ترى أن تدمير قيادته ومواردها يعني نهاية هذه المجموعة الإرهابية».
وأشار جان بيان فيليو إلى الفرع المصري للتنظيم في شبه جزيرة سيناء «الذي يواصل إفشال كل الحملات التي يطلقها ضده نظام» الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأضاف: «في جنوب ليبيا وفي (منطقة) الساحل وفي أفغانستان، ينتشر أنصار البغدادي في مناطق محيطة بالمراكز ويرسخون نفوذهم مستفيدين من النزاعات المحلية».
عام على ابرام اتفاق «خفض التصعيد» في جنوب سوريا: واشنطن للفصائل: الاتفاق ساري المفعول
منهل باريش: أبلغت واشنطن فصائل الجبهة الجنوبية أن منطقة جنوب سوريا ستبقى منطقة «خفض تصعيد» على ما هي عليه. وعلمت «القدس العربي» من مصادر عسكرية في الجبهة الجنوبية أن واشنطن طلبت منهم عدم الانجرار إلى استفزازات متوقعة من قوات النظام أو الميليشيات الرديفة، وأكدت التزام موسكو بالاتفاق المبرم في 9 حزيران (يونيو) عام 2017 بين الأطراف الثلاثة، روسيا وأمريكا والأردن.
وأشار قيادي في الجبهة الجنوبية، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن الاتفاق الذي انجز في العاصمة الأردنية غير محدود بمدة ستة شهور على غرار مناطق خفض التصعيد التي ضمنتها تركيا، وأنه ساري المفعول مع مضي عام كامل على توقيعه.
والجدير بالذكر أن الاتفاق ما زال صامداً رغم عدم تطبيق أبرز بنوده، وهي المتعلقة بانسحاب إيران و«حزب الله» من كامل محافظتي درعا والقنيطرة إلى مسافة 40 كم عن الحدود مع الجولان السوري المحتل، والحدود الأردنية. هذا إضافة إلى البند المتعلق بفتح معبر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا، الذي كان مقررا أن تديره حكومة النظام بشكل مباشر، بينما تقع الحماية الأمنية في المعبر على عاتق فصائل الجيش الحر المنضوية في الجبهة الجنوبية.
ونفت مصادر عسكرية ميدانية وجود حشود عسكرية للنظام السوري أو ميليشيات إيرانية في المنطقة، ووصفت التحركات العسكرية في الجنوب أنها عودة أحد الألوية العسكرية التابع للفرقة التاسعة (يقوده العقيد نزار فندي) من مهامه القتالية في منطقة الغوطة الشرقية وجنوب دمشق. وأضافت المصادر: «رصدنا خروج مجموعتين من الميليشيات الإيرانية من مدينة درعا وخربة غزالة باتجاه مدينة دمشق شمالاً، ولم نستطع التأكد فيما إذا تمركزا في إزرع أو الصنمين حتى اللحظة».
ووصف القيادي في الجبهة الجنوبية أن هناك نوعين من التحركات، الأول مرتبط بالميليشيات الإيرانية و«حزب الله»، و «هو بمثابة تغيير إحداثيات تمركزه منعا لقصف تلك المقرات من الطيران الإسرائيلي»، ونوع ثان من التحركات الخاصة بقوات النظام وهي مرهونة بعودة بعض الوحدات من الفرقة 15والفرقة التاسعة»، مضيفاً أن «التحركات هي انتهاك لهدنة الجنوب».
وقال الناطق باسم مركز المصالحة في قاعدة حميميم العسكرية الروسية، ألكسندر إيفانوف: «إن انتهاء اتفاق خفض التصعيد في مدينة درعا جنوب البلاد سيكون حتمياً في ظل استمرار وجود متطرفين ينتمون إلى تنظيمي داعش وجبهة النصرة».
في موازاة ذلك، استهدفت فصائل الجبهة الجنوبية فجر الخميس بقذائف المدفعية رتلا من الآليات والدبابات في حي طريق السد، أوقعت المعارضة خلاله عدداً من القتلى والجرحى. ولم يتطور القصف إلى اشتباك طويل بين الطرفين وانتهى برد محدود من قبل قوات النظام.
في سياق متصل، روجت صفحات النظام وخصوصا الناطقة باسم «قوات النمر»، التي يقودها العميد سهيل حسن (النمر)، أن هدفها القادم هو محافظة درعا. ومنذ إعلان هيئة الأركان العامة في جيش النظام السيطرة على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي في الـ16 من أيار (مايو) الجاري، نشرت «قوات النمر» على حساباتها في وسائط التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لعدد من دباباتها المعروفة باسم «دبابات النمر» متجهة إلى محافظة درعا جنوب البلاد.
إلى ذلك، ألقت مروحيات النظام السوري مناشير وقصاصات ورقية خلال عدة أيام، تدعو فيها إلى المصالحة، تحت صفة «عنوان الخلاص وبوابة المستقبل الآمن».
ومع استبعاد عملية عسكرية للنظام في الجنوب، يشن النظام حربا نفسية على المدنيين والعاملين في مجال المجالس المحلية في جنوب سوريا. وسربت مكالمات مسجلة بين ضابط من أمن النظام وعاملين في أحد المجالس المحلية، يسألهم عن استعدادهم لتسوية أمورهم، وما إذا كانوا سيدخلون في المصالحة. ويوضح التسجيل المسرب اهتمام جهاز أمن النظام بمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الإغاثية، ومتابعة نشاطاتها واختصاصها وأسماء العاملين فيها، ومصادر تمويلها.
إن مقاربة تصور للتغيرات العسكرية في جنوب سوريا مختلف عن شمالها، فموضوع الشمال السوري ومناطق «خفض التصعيد» المتعلقة بأستانة مرتبطة بالتوافق مع تركيا فقط، ويأتي الدور الإيراني هناك كتحصيل حاصل لإنجازات الروس والنظام من خلال الاتفاق.
جنوبا، الموضوع مختلف، فهو أولا مرتبط بالموقف الأردني الرافض لاقتراب إيران من الحدود الأردنية بشكل نهائي. وهو الشرط نفسه الذي وضعه كل من الأردن وإسرائيل باتفاقين منفصلين.
ولا تريد روسيا توتير العلاقات مع إسرائيل بعد توتر الأجواء السورية والقصف المستمر لكل مخازن السلاح الإيرانية، وبطاريات الدفاع الجوي السورية الإيرانية وكل المطارات التي تنشط فيها إيران أو يشتبه في وجود نشاط لها داخله، والذي كان آخره مطار الضبعة غرب حمص، بالقرب من الحدود اللبنانية، الذي يعتبر أحد معاقل حزب الله في منطقة القصير.
بعد انتصار الروس في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، واللذين يعتبران منطقتي «خفض التصعيد»، ومع صمت الجانب التركي الذي يعتبر ضامنا عن طرف المعارضة، ستتركز الجهود الروسية على مسار «التسوية السياسية» عبر العمل على تشكيل «لجنة صياغة دستورية» بين المعارضة والنظام، والتي بدأت تأخذ خطوة عملية مع تسمية النظام أسماء مندوبيه إلى اللجنة الدستورية التي من المتوقع أن تعلن في اجتماع سوتشي المقبل.
خيار عمل عسكري من قبل النظام السوري وإيران في الجنوب السوري مكلف للغاية، فأي عمل عسكري للنظام دون تغطية جوية روسية أثبتت التجربة فشله في عدة مناطق، مثل جبل الأكراد في محيط سلمى أو ما حصل مع ميليشيا «صقور الصحراء» في صيف عام 2016 خلال محاولتها التوجه إلى الرقة عبر طريق أثريا، حيث قتل أكثر من 200 من مقاتلي الميليشيا على يد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية». وحصل ذات الشيء في معارك ريف حلب الجنوبي.
محاولة التقدم في محافظة القنيطرة تعني تعزيز قدرة إيران العسكرية والأمنية قرب الحدود مع إسرائيل، وهذا لن تسمح به تل أبيب بطبيعة الحال، وهي التي تشن هجمات جوية رادعة ضد المقدرات العسكرية الإيرانية منذ قرابة الشهرين، دون توقف.
نائب إسرائيلي يؤيد بقاء الأسد في السلطة
لندن- “القدس العربي”: اعتبر نائب في الكنيست الإسرائيلي استمرار حكم رئيس النظام السوري بشار الأسد، “مصلحة إسرائيلية”.
وقالت صحيفة معاريف نقلا عن النائب إيال بن روفين من حزب “المعسكر الصهيوني” “مؤسف قول هذا، ولكن نظرة واقعية إلى الوضع المركب تبين أن استقرار حكم القاتل بشار الأسد هو مصلحة إسرائيلية صرفة”.
كما اعتبر أن “إخراج إيران من سوريا هو مصلحة مشتركة ما بين روسيا والولايات المتحدة وسوريا وإسرائيل”.
مؤكدا أن “المعركة الإسرائيلية، سياسيا وعسكريا يجب أن تستمر لتقييد خطر إيران على المنطقة وإسرائيل تحديدا.
نازحون سوريون يبحثون عن منازلهم بين الركام
ريان محمد
يعيش السوريون الذين تهجّروا من بيوتهم وبيئاتهم على أمل العودة إليها. النازحون من جنوبيّ دمشق من هؤلاء الذين انتظروا خروج “داعش”، وتوجّهوا إلى منطقتهم لتفقّد أملاكهم
على مدى سنوات، انتظر مئات آلاف النازحين من مخيّم اليرموك وشارع فلسطين وحيّ التضامن وحيّ الحجر الأسود، العودة إلى منازلهم التي حُرموا منها من جرّاء العمليات العسكرية. وقبل أيام، سُمح لهم بالدخول إلى مناطقهم للاطمئنان على أحوال منازلهم وجلب ما يجدونه من حاجيات تبقّت لهم.
أم المجد (50 عاماً)، من هؤلاء الذين دخلوا إلى المنطقة. هي كانت قد نزحت من منزلها الواقع في شارع فلسطين في مخيّم اليرموك في عام 2012، وعادت إليه مع ابنتها، إذ لم تستطع انتظار عودة زوجها وابنها من العمل. تخبر “العربي الجديد”: “عندما تجاوزت الحاجز سيراً على الأقدام، كان المشهد مرعباً. كان من الصعب عليّ تمييز ملامح المنطقة التي عشت فيها أكثر من 40 عاماً. كان الركام أكواماً في المنطقة، وكاد قلبي يتوقّف للحظة. هل يكون أمل العودة إلى المنزل قد تبخّر في الهواء؟”. تضيف أم المجد أنّه “بعد عشرات الأمتار، صرت أرى مباني ما زالت ملامحها واضحة، وإن كانت بمعظمها من دون نوافذ ولا أبواب، خصوصاً تلك المطلة على الشوارع. أمّا الطرقات فكانت مغطاة بالركام ودرابزونات الشرفات والنوافذ، كأنّها سقطت من ضغط الانفجارات. كذلك، صادفت تلالاً من الأتربة وحفراً كثيرة، منها ما يبدو أنّه بفعل القذائف”.
وتلفت أم المجد إلى “أشخاص كثيرين في الشوارع، منهم من يرتدي لباساً عسكرياً ومنهم من يرتدي لباساً مدنياً، إلى جانب نساء وشبان. كثر هم الذين كانوا يبحثون عن طرقات توصلهم إلى منازلهم، من خلال الاستدلال بملامح كانوا يعرفونها قبل نزوحهم. إلى هؤلاء، كان آخرون يحملون أدوات مطبخ أو قطع أثاث صغيرة أو حتى ملابس”. وتكمل أم المجد: “عندما وصلت إلى منزلنا، اكتشفت أنّ وضعه أفضل من غيره على الرغم من الخراب واختفاء النوافذ. هو ما زال قائماً وليس كغيره من المباني التي تحوّلت إلى ركام. وكان جزء من الأثاث الخشبي غير موجود، في حين عمّت الفوضى وغطّى الغبار المكان. وجدت بعض الأواني بالإضافة إلى ستارة، فحملت ما استطعت منها. لو خرجت من دونها، لا أظنّ أنّني كنت لأجدها عند العودة من جديد. فالمنطقة مفتوحة أمام الجميع، ولا أحد يتأكد من هوية أصحاب الأغراض التي تُنقَل إلى الخارج”.
من جهته، نزح أبو جواد (38 عاماً)، من حيّ التضامن في عام 2012، وقد عاد قبل أيام ليتفقّد المنطقة. يقول لـ”العربي الجديد”، إنّه “عند الظهيرة تقريباً، فوجئت بأنّ الناس يدخلون إلى المناطق التي خرج منها تنظيم داعش. لم أتردد، ودخلت لتفقّد منزلي، خصوصاً أنّني أسدّد بدل إيجار المنزل الذي أسكنه اليوم 50 ألف ليرة سورية (نحو 100 دولار أميركي)، في حين أنّ منزلي الأساسي لا يبعد عني أكثر من كيلومتر واحد”. يضيف أنّه “في طريقي، كان عناصر قوات النظام السوري ومقاتلو الدفاع الوطني قد فتحوا شارع فلسطين الرئيسي ويقومون بنقل ما يجدونه في المنطقة من أثاث منزلي وأبواب ونوافذ وغيرها عبر سيارات نقل متوسطة الحجم وصغيرة. أمّا المدنيون فيدخلون عبر الحارات وسيراً على الأقدام”. ويشير أبو جواد إلى أنّه “كان في الإمكان، بحسب ما علمت، إحضار سيارة بعد الحصول على إفادة من المختار تثبت أنّني أملك منزلاً في المنطقة. لكنّ أصحاب السيارات التي تدخل كانوا يتقاضون بدلات عالية جداً، في حين أنّ الحاجز كان يستوفي عن كل سيارة 50 ألف ليرة”.
ويتابع أبو جواد: “عندما وصلت إلى الشارع حيث كنت أسكن، لم أتوقّع أن أعثر على منزلي. الدمار الذي أصاب المبنى كان كبيراً، والطبقة الأرضية التي ما زالت قائمة كانت من دون جدران خارجية. صعدت إلى الطبقة الرابعة وأنا أركض. كان منزلي من دون أبواب ولا نوافذ، كذلك لم يبقَ شيء من غرف النوم. وجدت بعض الثياب والأواني المنزلية ومكيّفين، فأخذت ما استطعت من أوان وثياب وأسرعت بالخروج لجلب أحد أصدقائي ليساعدني في إخراج المكيفَين”. لكنّهما لم يتمكنا سوى من حمل الجهازَين الداخليَّين، وقد أملا بأن يحول ذلك دون تعفيش الجهازَين الخارجيَّين. ويشير أبو جواد إلى أنّ “ثمّة عسكريين يعملون في المنطقة بطريقة منظمة، فيجمعون كل ما يمكن بيعه في ساحات رئيسية، مثل ساحة فلسطين، ثمّ تأتي سيارات كبيرة لنقله إلى جهة مجهولة بالنسبة إليّ”.
أمّا أبو عماد وزوجته، النازحان من مخيّم اليرموك مع أبنائهم الخمسة، فلم يحالفهما الحظ، إن صحّ التعبير، أو بالأحرى كانا أسوأ حظاً من الآخرين. ويخبران “العربي الجديد” بأنّهما وجدا منزلهما “كومة من الركام”. وتعجز أم عماد عن حبس دموعها، وتقول “طوال سنوات كنت أدعو ليلاً ونهاراً ألا نخسر منزلنا، فهو جنى 45 عاماً. كنت أتمنى أن أجده سقفاً وجدراناً. كان ليكفيني، وكنت لأتخلص من استئجار منزل تلو آخر. لكن للأسف، خسرنا كلّ شيء”.
في السياق، يعبّر ناشطون عن تخوّفهم من استغلال النظام للدمار الكبير اللاحق بجنوبيّ دمشق، لا سيّما المناطق التي أخلاها “داعش”، لتطبيق القانون رقم 10 لعام 2018 الخاص بتنظيم المناطق السكنية. فهذا الأمر يحوّل مالك منزل ما إلى مالك أسهم على الشيوع، ويحمّله مسؤولية جمع عدد معيّن من الأسهم لتشكيل شركة مساهمة تتيح للمُلّاك بناء برج على نفقتهم الخاصة. وبما أنّ تلك المنطقة هي مناطق عيش للفقراء عموماً، فإنّ المُلّاك بالتالي لن يتمكّنوا من تمويل مثل هذه المشاريع، وهو ما سوف يجبرهم على البيع بأسعار بخسة.
قوات النظام تقتل طفلين اعترضا على سرقة منزليهما باليرموك
عبد الرحمن خضر
قتلت قوات النظام السوري، يوم السبت، طفلين فلسطينيين من أبناء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، لاعتراضهما على سرقة المنازل.
وذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أن قوات النظام قتلت طفلاً اعترض على سرقة منزله في مخيم اليرموك.
وأوضحت على صفحاتها في مواقع التواصل أن هذا الطفل هو الثاني الذي تقتله قوات النظام لاعتراضه على السرقات، بعد أن قتلت طفلاً أمس الجمعة.
وكان ناشطون قد أكدوا دخول أكثر من 50 شاحنة إلى أحياء التضامن والحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق بعد خروج آخر حافلة تقل مقاتلي “داعش” وعوائلهم نحو بادية الشام والشمال السوري، وذلك بهدف تحميل المسروقات التي تقاسمتها مليشيات النظام من الأحياء الجنوبية.
وسيطرت قوات النظام الإثنين الماضي، على مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود المجاور، بعد اتفاق مع تنظيم “داعش” قضى بإخراجه من المنطقة.
تسريح”الدورة 102″ من الجيش السوري: “ما بصدّق ليشلحوني البارودة“
“كفيتوا ووفيتوا” هي العبارة التي يرددها الموالون للنظام السوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقاً على قرار النظام السوري تسريح “الدورة 102” الأقدم في جيشه على الإطلاق.
وبعد ثماني سنوات من الخدمة في جيش النظام، أصدرت قوات الأسد أمراً إدارياً يقضي بتسريح “الدورة 102″، وتشمل الاحتياطيين والمجندين إجبارياً، حسبما نقلت إذاعة “شام إف إم” شبه الرسمية، السبت، علماً أن وزارة الدفاع أو القيادة العامة لا تعلن مثل هذه القرارات رسمياً، وتكتفي بتوزيعها على الجهات المختصة.
وينهي القرار الاحتفاظ بصف الضباط والاحتياطيين في “الدورة 102″، بعد قضاء ثمانية سنوات في الخدمة، ويعتبر الأمر سارياً في 1 حزيران/يونيو المقبل، من دون الحديث عن “الدورة 104” أو الاحتياطين القدامى، الذين يعيشون أوضاعاً مماثلة من التجنيد الإجباري الطويل، حسبما أشار بعض المعلقين على القرار.
وتساءل مغردون معارضون وموالون عن العدد المتبقي من أفراد “الدورة 102” بعد 8 سنوات من الحرب، فيما كتب أحدهم في “تويتر”: “شفت قرار التسريح بعيني… وموقع من القيادة.. و مع هيك ما بصدق لحتى يجو يشلحوني البارودة و يقلولي انقلع بقا.. استويت من الكذب”. فيما قالت صفحات إخبارية موالية في “فايسبوك”: “من جديد تتناقل صفحات الفيسبوك صدور قرار تسريح الدورة ١٠٢ قبل قليل انشاء الله يطلع صحيح ونقول مبروك لجميع الأبطال من الدورة ١٠٢ و إذا مو صحيح فال منيح”.
وكان موضوع “الدورة 102” الخادمة في جيش النظام منذ العام 2010، جدلياً في الأوساط الموالية للنظام، وشهدت الأعوام الماضية حملات متكررة تحت شعار “#بدنا_نتسرح” أو “#سرحونا”، طالبت بتعديل قوانين الاحتفاظ وخدمة الاحتياط في جيش النظام، مع استياء كبير بسبب طول مدة الحرب وعدد القتلى والخسائر البشرية، خصوصاً أن التدخل العسكري الروسي والإيراني لم يساعد في تخفيف قيود التجنيد الإجباري الذي يفرضها النظام في مناطق سيطرته.
وطوال سنوات كان موضوع “الدورة 102” رائجاً في الصفحات الموالية، للحديث بشكل خاص عن المحسوبيات والفساد في جيش النظام، حيث تفرض قوانين التجنيد الإجباري بشكل صارم على الفقراء والعائلات العادية من دون تطبيقها على الأغنياء وأولاد المسؤولين.
والحال أن النظام يحاول خلق وهم بإنهاء مظاهر الحرب في البلاد، بعد إعلانه العاصمة دمشق وريفها “منطقة خالية من الإرهاب” مؤخراً، فيما تتجه البلاد إلى نوع من النزاع المتجمد حسب تعبير مجلة “فورين بوليسي” عن مسار العنف الأهلية في البلاد خلال العام الجاري. كما يحاول تخفيف الضغط والاستياء في الأوساط الموالية له، وخصوصاً بعد الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مع تحول الحرب في البلاد إلى حروب مباشرة بين القوة الفاعلة في البلاد، وتحديداً الصراع بين إسرائيل وإيران.
الجنوب السوري..بين تهديد النظام وتحذير واشنطن
تتجه الأنظار إلى الجنوب السوري، مع حسم قوات النظام والمليشيات الداعمة لها المعارك على جبهات محيط دمشق، واستعادة المناطق التي كانت خارج سيطرتها، ضمن اتفاقات ترحيل لمقاتلي المعارضة إلى الشمال، وتهجير للسكان.
وأظهرت لقطات مصورة بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حشوداً عسكرية للنظام تتجه إلى درعا، التي تخضع لاتفاق تهدئة خاص، تم التوصل إليه بعد تفاهم أميركي-روسي أعلن عنه خلال اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في يوليو/تموز عام 2017.
صحيفة “الوطن” السورية، قالت ان الحشود “شملت آليات ومدرعات وحاملات جنود”، كما أنها توزعت إلى درعا والقنيطرة، فيما ألقت المروحيات الحربية منشورات فوق محافظة درعا “تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المسلحين إلى إلقاء السلاح، كما دعت المنشورات أهالي المحافظة إلى مشاركة الجيش في طرد الإرهابيين”، وفقاً للصحيفة.
ولفتت “الوطن” إلى أن اجتماعات جرت بين ممثلين عن الفصائل المسلحة ومسؤولين روس من أجل تجنيب المنطقة أي تصعيد عسكري، إلا أن الاجتماعات لم تسفر عن أي نتائج بعد، حيث يفضّل النظام، وفقاً للصحيفة، تطبيق سيناريو ريف حمص الشمالي، وريف حماة الجنوبي، لتفادي معركة طاحنة على غرار ما حصل في غوطة دمشق الشرقية.
التهديدات السورية، والتحركات العسكرية للنظام على الجبهة الجنوبية، دفعت واشنطن لتحذير دمشق من أي تصعيد قد تفتعله في منطقة مشمولة باتفاق تهدئة، تم إعلانه بشكل مشترك بين روسيا والولايات المتحدة، وهددت بـ”إجراءات حازمة ومناسبة” ضد أي انتهاك للنظام.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، إن “الولايات المتحدة تعبر عن قلقها إزاء تقارير عن العملية القادمة لنظام الأسد في جنوب غرب سوريا داخل منطقة التهدئة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة والأردن وروسيا العام الماضي”.
وأضافت نويرت “واشنطن ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة في حال تم خرق وقف النار فيها.. نحذر الأسد من أي أعمال يمكن أن توسع نطاق الصراع أو تهدد الهدنة”.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “القدس العربي” عن نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد المحاميد قوله، إنه “شخصياً مع إعادة مؤسسات الدولة وبسط سيادتها على تراب سوريا وفتح المعبر بوجود قوات روسية وعدم السماح لإيران والميليشيات المرتبطة بها وحزب الله من التواجد في الجنوب”. وأضاف “وكذلك التخلص من النصرة وداعش، وعودة المهجرين والعمل على إعادة إعمار البنية التحتية، وهذا يعني بداية الحل السياسي القائم على القرار 2254”.
وكانت فصائل معارضة في درعا، قد أعلنت توحدها في تشكيل أطلقت عليه تسمية “جيش الإنقاذ”، لصد أي هجوم محتمل قد يشنه النظام والمليشيات على مناطق سيطرتها في الجنوب السورية.
ووفقاً لمقطع مصور بثه التشكيل الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن أبرز الفصائل المنضمة إليه هي “فرقة أحرار نوى وفرقة الشهيد جميل أبو الزين وفرقة المغاوير الخاصة، وتحالف أبناء الجولان”، بالإضافة إلى فصائل أخرى صغيرة.
جنوبي دمشق:التعفيش وخلفياته يغضب الشرطة الروسية
رائد الصالحاني
يتفاقم التوتر بين الشرطة العسكرية الروسية من جهة، والمكونات الأمنية العسكرية التابعة للنظام من جهة أخرى، في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي العاصمة دمشق، على خلفية عمليات تعفيش تقوم بها قوات النظام.
مليشيات النظام كانت قد عفّشت مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، بعد خروج “داعش” منها، إلا أنها عجزت عن فعل ذلك في مدن ببيلا ويلدا وبيت سحم التي انتشرت فيها الشرطة العسكرية الروسية. وخضعت البلدات الثلاث لاتفاق “تسوية شاملة” خرجت بموجبه فصائل المُعارضة المُسلحة نحو الشمال السوري، وانتشرت عوضاً عنها مجموعات من الشرطة العسكرية الروسية في نقاط التماس مع المليشيات الشيعية المتمركزة في السيدة زينب.
أربعة حوادث في أقل من أسبوع، رفعت سقف الصراع بين الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام، وبين الشرطة العسكرية الروسية، بعد إهانات كبيرة وجهها الجانب الروسي لعناصر النظام. واعتدت الشرطة العسكرية الروسية على ضباط من قوات النظام وعناصرهم، مرتين خلال “تعفيش” قوات النظام لبلدة ببيلا. وانتشر مقطع مصور، في مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهرُ بشكل واضح تعرّض ضباط وعناصر من “الحرس الجمهوري” للإهانة، وإجبارهم على الاستلقاء على الأرض.
وأثارت تلك الحوادث موجة غضب على مستوى القيادات العسكرية والأمنية للنظام، لما اعتبروه “تعدياً على جنود الجيش العربي السوري، من قبل قوات يُفترض أن تكون صديقة”.
الصفحة “غير الرسمية” لقاعدة حميميم العسكرية الروسية في “فيسبوك”، ردت على الانتقادات الموجهة للروس في ما يخص إهانة الجنود السوريين، مؤكدة أنهم لن يسمحوا لأحد بالتمرد ضمن مناطق انتشارهم، والخروج عن القانون خلال تلك الأفعال وعمليات السرقة.
وقالت مصادر محلية لـ”المدن” إن دوريات تابعة لـ”الأمن العسكري”، المسؤول سابقاً عن جنوبي دمشق، دخلت بلدات الجنوب الدمشقي قبيل إخراج تنظيم “داعش” من مخيم اليرموك المجاور، لنقل بضع عائلات لذوي التنظيم من تلك البلدات. الدخول كان من دون تنسيق سابق مع الشرطة الروسية المنتشرة في المنطقة، ما أثار غضب عناصرها، الذين وجّهوا شتائم إلى عناصر “الأمن العسكري” طالت بشار الأسد، وطالبوهم بالخروج مُباشرة تجنباً للاشتباك معهم، وخرجت الدوريات قبل أن تتمكن من تنفيذ مهمتها.
وشهدت نقاط التماس بين ببيلا والسيدة زينب حالة من الاستنفار للشرطة العسكرية الروسية بعد اعتقال مليشيات شيعية في السيدة زينب لشابين من أبناء ببيلا بعد دخولهما بدراجة نارية على طريق ببيلا–السيدة زينب، التي افُتتح مؤخراً برعاية روسية. الشرطة الروسية هددت باقتحام نقاط المليشيات الشيعية في حال لم يتم إطلاق سراح الشابين. وقد تم فعلاً إطلاق سراحهما بعد ساعات من اعتقالهما.
الحوادث الأربعة المُتتالية، والتدخل الروسي بعمل الأجهزة الأمنية والمليشيات الموالية، شكل حالة من الغضب لدى القيادة العسكرية لقوات النظام، وسط تحريض من “الأمن العسكري” والمليشيات الشيعية ودعاة “المُصالحة” في بلدات الجنوب الدمشقي، للتقدم بشكوى رسمية لـ”القيادة السورية”، بغرض وضع حد لتصرفات الشرطة الروسية.
مصدر أمني رفيع المستوى، أكد لـ”المدن”، أن قيادة “المخابرات العسكرية”، مُمثلة لتشكيلات عسكرية وأمنية متعددة، تقدمت بشكوى إلى “القصر الجمهوري” مُباشرة، من دون الرجوع إلى هرمية القيادة العسكرية والأمنية، وطالبت فيها الأسد “بوضع حد للتمادي الروسي والتدخل بالقرارات الأمنية الداخلية، والاكتفاء بالمهام الموكلة إليهم وترك الشأن الداخلي لمن يعمل به منذ 7 سنوات.
قيادة أركان الجيش والقوات المسلحة طلبت اجتماعاً عاجلاً لمجموعة من ضباط المخابرات وقيادات في “الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة” ومليشيات شيعية عاملة في المنطقة، وفقاً لمصدر خاص بـ”المدن”. وبحث الاجتماع آليات التنسيق بين المليشيات الشيعية والسورية من جهة، وبين الشرطة العسكرية الروسية من جهة أخرى، وسط إصرار روسي على أنهم السلطة الأعلى في المنطقة ولا كلمة تعلو فوق كلمتهم.
إثارة المشاكل في الجنوب الدمشقي، ونشر الصور الأخيرة لإهانة المُعفشين من قوات النظام، تمّت من قبل تيار مقرّب من وجوه “المُصالحة” المقربين من المليشيات الإيرانية، ما يُرجّح التصعيد من الجانب الإيراني لإجبار الروس على الخروج من المنطقة، بعد تقديم شكاوى بحقهم.
مصدر خاص قال لـ”المدن” إن عرقلة عمل الشرطة العسكرية الروسية واستفزازها، يأتي على خلفية صدور قرار روسي بضرورة انسحاب كافة القوات المقاتلة التي دخلت بلدات الجنوب الدمشقي بحجة قتال “داعش” وتسلمت نقاط التماس من فصائل المُعارضة. كما منعت الشرطة الروسية المليشيات الشيعية من استخدام طريق ببيلا–السيدة زينب، بعد اكتمال فتحه رسمياً أمام السيارات والمواصلات العامة، وقصره على المدنيين، والزوار الشيعة القادمين من خارج سوريا.
المشروع الروسي جنوبي دمشق الذي يتضمن “تسوية” مختلفة عما سبقها، لفترة مؤقتة، لم يُعجب الكثير من الجهات العاملة على الملف خاصة “الأمن العسكري” و”الدفاع الوطني”، أصحاب الصولة في ملف الجنوب الدمشقي منذ “المُصالحة” الأولى في العام 2014. وجود الشرطة الروسية أوقف الاعتقالات وعمليات الانتقام وفرض الأتاوات والضرائب على البضائع، وأوقف التعفيش واحتلال المنازل وعمليات التجنيد الإجباري، كما حصل في معظم مناطق “التسويات” السابقة.
ولا تخفي المليشيات الإيرانية المتمركزة في السيدة زينب، رغبتها بالتمدد إلى البلدات الثلاث المجاورة، ضمن مشروع يُعرف باسم “ضاحية دمشق الجنوبية”، والذي تسعى فيها لإقامة مركز دائم لها فيه على غرار “ضاحية بيروت الجنوبية”. مصدر مقرب من الجانب الروسي، قال لـ”المدن”، إن ما تسعى إليه مليشيات إيران في الوقت الحالي “لن يتم تحت أي ظرف، ولن تخرج الشرطة الروسية مهما مُورس عليها من ضغط”، مُشيراً إلى سعي الروس لتشكيل مليشيا محلية من أبناء البلدات وعناصر “التسويات” لحمايتها خلال الفترة المقبلة. وأكد المصدر إمكانية إجراء “صلح” سني–شيعي في المنطقة، على الصعيد المدني والوجهاء من دون السماح للمليشيات الإيرانية المسلحة بالإقتراب من البلدات الثلاث.
35 قتيلا من قوات الأسد وحلفائه في هجوم لداعش على دير الزور
بيروت- قتل 35 مقاتلاً من قوات النظام والموالين لها بينهم تسعة مقاتلين روس في هجوم شنه تنظيم الدولة الاسلامية قبل أيام على نقطة تجمع لهم في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد.
وذكر المرصد أن “مقاتلين من تنظيم داعش هاجموا الأربعاء رتلاً لقوات النظام وقوات روسية حليفة اثناء توقفه في نقطة جنوب غرب مدينة الميادين، ما تسبب بمقتل 26 من قوات النظام بالاضافة الى تسعة مقاتلين روس”.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن القتلى الروس يتوزعون “بين قوات رسمية روسية ومقاتلين مرتزقة”. وتعد روسيا أبرز حلفاء النظام السوري وتقدم له دعماً سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، وتؤمن الغطاء الجوي لعملياته الميدانية. وتفيد تقارير كذلك عن مشاركة مرتزقة روس في القتال الى جانب قوات النظام.
وجاءت حصيلة المرصد السوري بعد وقت قصير من اعلان وزارة الدفاع الروسية الاحد مقتل أربعة جنود روس جراء هجوم في محافظة دير الزور، من دون أن تحدد تاريخه أو مكانه. ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيان للوزارة ان اشتباكا اندلع حين “هاجمت عدة مجموعات ارهابية متنقلة مجموعة مدفعية للقوات السورية الحكومية”.
وبحسب الوزارة، فإن اثنين من القتلى الروس قضوا على الفور اثر الهجوم وهم من “المستشارين الروس الذين يديرون المدفعية السورية” بينما أصيب خمسة آخرون بجروح نقلوا على اثرها الى مستشفى عسكري روسي، توفي اثنان منهما متأثرين بجروحهما في وقت لاحق.
واستمرت المواجهات بين الطرفين قرابة الساعة، قتل خلالها 43 من العناصر المهاجمة وفق وزارة الدفاع الروسية. وكان مصدر في مجلس دير الزور المدني قد ذكر في وقت سابق، أن 24 عنصرا من القوات الحكومية السورية والقوات الروسية قتلوا، السبت، عندما شن مقاتلو تنظيم داعش هجومين على مواقع للقوتين في ريف دير الزور الشرقي.
وقال المصدر “قتل مسلحو داعش 16 عنصراً من القوات الحكومية السورية والروسية في هجوم على رتل عسكري جنوب غرب مدينة الميادين 50 كم شرق مدينة دير الزور، إضافة إلى تدمير 3 شاحنات وآليات عسكرية للقوات الحكومية السورية”.
وأضاف “هاجم مسلحو داعش مواقع للقوات الحكومية السورية والقوات الموالية لها شرق مدينة الميادين وعلى أطراف مدينة البوكمال، مما أدى إلى مقتل 8 منهم وأسر 5 آخرين”.
وكثف مسلحو تنظيم داعش عملياتهم العسكرية ضد القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها حيث سقط أكثر من 50 عنصراً خلال الأيام الثلاثة الماضية بينهم 30 عنصراً في انفجار سيارة مفخخة شمال شرق مدينة تدمر السورية.
وقد تمكن التنظيم من أسر عشرات العناصر من القوات الحكومية، الأربعاء، في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وقال مصدر “أسر تنظيم داعش مساء الأربعاء حوالي 50 عنصراً من الدفاع الوطني الموالي للقوات الحكومية بقيادة نزار الخرفان في بادية دير الزور الشرقي”.
لأول مرة.. محيط دمشق بلا معارضة مسلحة رغم ضعف النظام
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
لأول مرة منذ سبعة أعوام بات محيط العاصمة السورية دمشق خالياً تماماً من أي وجود للمعارضة المسلحة، وذلك بعد أن دخل جيش النظام السوري آخر الجيوب التي كانت تتحصن بها المعارضة، وهو مخيم اليرموك الفلسطيني، حيث كان تنظيم الدولة يتمركز هناك، ولكن رغم ذلك لا يبدو أن الحرب قد وصلت إلى نهايتها، بحسب صحيفة الواشنطن بوست.
المقاتلون الذين خرجوا من مخيم اليرموك جنوب العاصمة، توجهوا إلى إدلب في الشمال قرب الحدود التركية، في حين اختار آخرون التوجه إلى الجنوب، وتحديداً إلى درعا، قرب الحدود مع الأردن.
تقدّم قوات النظام الأخير يبدو أنه انعكس إيجاباً على دورة الحياة الاقتصادية في العاصمة دمشق التي كانت تعاني ركوداً كبيراً، كما تحاول قوات الأسد إعادة بناء الطرق السريعة التي تضررت من جراء الحرب، وهو ما سيكون طريقاً آمناً لمقاتليها المتجهين نحو الجبهات الأمامية.
يقول يزيد صايغ، زميل معهد كارنيجي للشرق الأوسط: “برغم ما تحقق في جنوب دمشق فإن النظام ليس قوياً، ولكن لا يمكن أن يكون هناك شك في أنه سيسيطر على بقية المناطق بسوريا، حتى يصل خط المواجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الآخرون”.
وعلى الرغم من أن حرب سوريا بدت حرباً داخلية، فإنه تم تقسيم البلاد بين مختلف القوى الخارجية، فتركيا مثلاً تسيطر على جيب للمسلحين في الشمال، والولايات المتحدة تشترك مع القوات الكردية للسيطرة على أجزاء من شمال شرقي سوريا، في حين أن إيران وروسيا يعززان قواعدهما العسكرية ونفوذهما أيضاً.
تقول إيما بيلز، المحللة المستقلة المعنية بالشؤون السورية، إنها تسخر كثيراً ممن يقولون إن هناك محادثات سلام خاصة بسوريا، “إلى الآن لا يوجد أي حل سوى الحل العسكري، وهذا لن يوفر سلاماً دائماً للبلاد، ولا يبنى السلام على استراتيجية عسكرية، نعم ممكن أن يحقق السيطرة ولكن لا يحقق السلام”.
وأضافت: “على الحكومة توخي الحذر من تهميش أشخاص أو حرمانهم من المناطق التي دخلتها القوات النظامية”.
يرجع الفضل في الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات النظام السوري للحلفاء، إيران وروسيا، اللذين يوفران الأموال والأسلحة والقوى العاملة، بحسب ما تشير الصحيفة الأمريكية.
العديد من العوائل السورية التي عادت إلى مناطقها بعد مغادرة المسلحين تعرضت لعمليات اعتقال من قبل قوات النظام، ورفضت التحدث للصحيفة خشية من اعتقالات قد تطال أبناءها.
وتقول سيدة سورية من مناطق محيط دمشق، رفضت فكرة مغادرة بيتها رغم الحرب، إنها كانت تخشى تعرض أبنائها للاعتقال، بقيت طيلة سنوات الحرب، والآن هي تخاف أن تنتقل بين المناطق خشية اعتقالها، وتبين: “لقد انتشرت قوات النظام بكثافة، إنهم يكثفون من نقاط التفتيش، العديد من الرجال تم اعتقالهم”.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن قوات النظام نفذت موجة اعتقالات كبيرة في المناطق التي دخلتها، في ردة فعل منتقمة من الأهالي الذين كانوا هناك.
شرطة روسية تعتقل جنود الأسد بسبب “التعفيش“
وأجبرت الشرطة الروسية عناصر النظام على الاستلقاء أرضا، وقامت بتفتيشهم وسياراتهم، كما صادرت منقولات وأثاث منازل كانت بحوزتهم، ويرجح أنهم قاموا “بتعفيشها” (سرقوها) من منازل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الحجر الأسود، بعد السيطرة عليهما.
وكانت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر قيام عناصر قوات النظام ومليشيات تابعة له بالاستيلاء على أثاث المنازل في أحياء جنوب دمشق بهدف بيعها لاحقا في أسواق تنتشر في مناطق سيطرتها.
يذكر أن الشرطة العسكرية الروسية انتشرت في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بموجب اتفاق أبرمته مع المعارضة المسلحة بعد إجلاء الأخيرة مع المدنيين الراغبين في الخروج نحو مناطق الشمال السوري.
وأصبحت روسيا صاحبة النفوذ الأول في سوريا منذ أن استعان بها نظام بشار الأسد لمواجهة الثائرين عليه، حيث أقامت قاعدتين عسكريتين في كل من حميميم وطرطوس، علما بأن الأسد يستعين أيضا بأطراف أخرى منها إيران وحزب الله.
المصدر : الجزيرة