أحداث الأربعاء، 29 حزيران 2011
سورية: اعتقالات وتظاهرات في مدن رئيسية احتجاجاً على اجتماع المعارضة في دمشق
دمشق، عمان، لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب ، رويتزر
تظاهر آلالاف من السوريين في مدن عدة، بينها حمص وحماه وإدلب واللاذقية ودير الزور، بعد انتهاء اجتماع المعارضة في دمشق، وقال ناشطون إنه «رفْضٌ ضمني لاجتماع معارضين في دمشق قد يفتح الباب امام حوار مع السلطات». واعتقل الأمن العشرات في ريف دمشق وإدلب وقرى حدودية مع تركيا، في وقت عزز الجيش السوري تواجده في المنطقة أمس، ونشر مئات من الجنود الإضافيين.
وبعد يوم من اجتماع دمشق، الذي رحبت به بريطانيا بحذر، واعتبرته اميركا وفرنسا «خطوة في الاتجاه الصحيح» و «ايجابية»، ظهرت بوادر انقسامات في اوساط معارضين سوريين، بين مؤيد للاجتماع بوصفه مدخلاً لـ «حل سياسي للأزمة في الاطار الوطني»، وبين معارضين انتقدوا عقده «تحت مظلة النظام».
واعتبر «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، مجموعة الناشطين الذين اطلقوا في 15 آذار (مارس) الحركة الاحتجاجية، أنه «ما كان لأي شخص أن يعطي للنظام ذرة من الشرعية على حساب دماء الشهداء وآلام المعتقلين». وشدد الاتحاد في بيان امس على «التزامه بالشارع السوري».
وأضاف: «إذا أراد أيٌّ من الثوار الاجتماع، فهناك عشرات الإجراءات الأمنية والاحترازية التي نقوم بها كي نتجنب الاعتقال والتعذيب أو التصفية… ومن الطبيعي جداً التساؤل عن كيفية عقد اجتماع يدَّعي الانتماء الى الشارع السوري في حين نرى النظام السوري يؤمن له الحماية والتغطية الإعلامية ويعوِّل عليه في بناء صورة حضارية حوارية وشرعية هو الاكثر افتقاداً لها».
إلا ان المؤيدين للاجتماع أبدوا تفاؤلاً بنتائجه. وقال الحقوقي والناشط انور البني، إن «المؤتمر نجح في ترسيخ حقيقتين: حق جميع السوريين في ان يلتقوا في الوطن بشكل مشروع وعلني، وحق جميع السوريين في ان يعربوا عن رأيهم بوضوح وصراحة مهما كانت هذه الآراء مناهِضة للسلطة، ودون ان يتم اعتقالهم او تهديدهم».
وفيما قالت وزارة الخارجية الاميركية إن مؤتمر المعارضة «خطوة في الاتجاه الصحيح» ولو ان «المطلوب القيام بالمزيد»، مؤكدة من جهة اخرى، أن عدداً من المعارضين على اتصال بالسفارة الاميركية في سورية، أوضح ناطق باسم الخارجية البريطانية لـ «الحياة»، ان لندن «ترحِّب بحذر» بالاجتماع. وتابع: «حرية التجمع وحرية التعبير أساسية في اي حوار سياسي. وقد دعونا السلطات السورية بشكل حثيث لاحترام هذه الحريات». ومع إعلان فرنسا إن الاجتماع «خطوة إيجابية»، أعربت عن الامل في ان يشكل «نقطة انطلاق لحوار وطني» يفتح المجال امام حل الأزمة، في وقت استدعت لندن السفير السوري سامي الخيمي لديها احتجاجاً على أنباء عن تهديد ناشطين سوريين في بريطانيا بسبب دعمهم للاحتجاجات.
إلى ذلك، حض معارضون سوريون روسيا على الضغط على النظام السوري لوقف أعمال العنف وإقناع الرئيس بشار الاسد بالتنحي وسحب دعم موسكو له.
وخلال لقاء مع ميخائيل مارغيلوف موفد الكرملين إلى أفريقيا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، هو الأول من نوعه، دعا المعارضون موسكو إلى «الوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ»، في رسالة ضمنية الى روسيا تشير الى ان موقفها الحالي، الرافض لأي قرار إدانة للضغط على دمشق، قد يعطي الإشارة الخاطئة للنظام السوري.
وشددت موسكو خلال اللقاء مع المعارضين السوريين، على أن «روسيا ليس لها صديق سوى الشعب السوري»، وقالت ان «الزعماء يأتون ويذهبون». ولم يُعرف ما إذا كان هذا الموقف سيؤثر في السياسات العملية لموسكو.
ودعا مارغيلوف إلى وقف «كل أشكال العنف» في سورية وإجراء مفاوضات سياسية.
وفي الجانب الميداني، تظاهر الآلاف من السوريين امس في غالبية المدن، احتجاجاً على اجتماع المعارضة في دمشق واستمرار الحملة الامنية ضد المتظاهرين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: «نُظمت تظاهرات ليلية في اماكن عدة، دعت الى إسقاط النظام وانتقدت اجتماع المعارضين» في إشارة إلى اجتماع دمشق.
وأوضح المرصد أن «آلاف المحتجين تظاهروا في حمص، وذكر شهود ان الآلاف شاركوا في جنازة المحتج عبيدة أكرم، الذي اعتقل خلال تظاهرة وأرسل جثمانه الى عائلته بعدها بعشرة ايام.
كما تظاهر من سبعة إلى عشرة آلاف في حماه، المئات منهم من النساء، بسبب عنف قوى الامن، ومن خمسة إلى سبعة آلاف في دير الزور، وكذلك سار متظاهرون رفعوا شعارات مناهضة للنظام في مدينتي جبلة واللاذقية الساحليتين، وفي حيّي القابون وبرزة في دمشق، رافضين الحوار مع السلطات.
إلى ذلك، دعا ناطق باسم المعارضة السورية قال إنه يتحدث نيابة عن 16 جندياً بالجيش السوري هربوا إلى تركيا، و33 آخرين ما زالوا في الخدمة، قادةَ الجيش السوري إلى الانضمام إلى الاحتجاجات الشعبية، وذلك في مؤتمر صحفي في غوفيتشي في إقليم هاتاى التركي.
نائب أميركي بعد محادثات في دمشق: «إرادة قوية» لدى القيادة السورية للحوار الوطني
دمشق – إبراهيم حميدي
دعا عضو الكونغرس الأميركي دينس كوسينيتش المجتمع الدولي الى «دعم الخطوات الإيجابية التي تحصل في سورية» ذلك بعد تأكيده وجود «إرادة قوية» لدى القيادة السورية للحوار الوطني والانتقال الى «دولة ديموقراطية مدنية»، فيما أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان استعداد الحكومة السورية للمضي قدماً في مسيرة الإصلاح.
وتسلم الرئيس بشار الأسد أمس رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز «تؤكد وقوف بلاده إلى جانب سورية لتجاوز الظروف التي تمر بها» نقلها الوزير الأول مولاي ولد محمد لقظف. وأفاد بيان رئاسي أن اللقاء «تناول التطورات في المنطقة وبخاصة الأحداث في سورية وخطوات الإصلاح التي تقوم بها الدولة، حيث أعرب الوزير لقظف عن ثقته بقدرة سورية على الخروج أقوى بعد تخطي هذه المرحلة».
في غضون ذلك، قالت الدكتورة شعبان في تصريحات صحافية الى شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس إن «التغيير أمر جيد لأن البلد سيكون خلاف ذلك في خطر. والجميع الآن في المعارضة أو الحكومة، يدرك ذلك وحقيقة أنه ليست هناك من طريق أخرى سوى المضي قدماً الى الأمام». وزادت: «ستكون المسيرة نحو الديموقراطية أمراً جيداً بالنسبة لبلدنا وشعبنا، حيث ستتنافس الأحزاب السياسية والرجال والشباب والنساء على المشاركة في الحياة السياسية. ونحن نتطلع إلى مرحلة مزدهرة للمستقبل السوري».
وأنهى كوسينيتش أمس زيارة الى دمشق بهدف التعرف الى حقائق الوضع في سورية، حيث التقى مسؤولين رسميين وشخصيات معارضة. وقال: «لاحظت مناقشات حرة وإرادة جدية لإجراء حوار وطني، وهذا أمر إيجابي». وزاد: «كل شخص تكلمت معه تحدث عن أهمية وقف العنف وأهمية الانتقال… ومن المهم أن يعبر الناس عن مطالبهم وآرائهم بطرق سلمية وبعيداً من العنف».
وقال في لقاء مع عدد من الصحافيين على «المجتمع الدولي أن يدعم سورية والخطوات الإيجابية الحاصلة في سورية والانتقال الى دولة ديموقراطية وحرة. يمكن ذلك عبر إلغاء العقوبات على سورية والحوار معها ودعم الاقتصاد السوري».
ونوه بحصول لقاء شخصيات معارضة ومستقلة أول من أمس في أحد فنادق دمشق، حيث «تحدث الناس بحرية عما يريدون وكيفية الانتقال الى دولة ديموقراطية ومدنية».
وأشار عضو الكونغرس الأميركي الى أنه سينقل نتائج زيارته الى زملائه في الكونغرس ومسؤولين في الإدارة، قائلاً:»رسالتي، هي أن ما يحصل في سورية يؤثر في المنطقة والعالم، وهناك انعكاسات كبيرة لما يحصل في هذه البلد».
وفي موازاة ذلك، أكدت نائب الرئيس الدكتورة نجاح العطار خلال لقائها وفد جمعية الصداقة الروسية- السورية برئاسة ألكسندر دزاسوخوف «عمق العلاقات بين البلدين، التي تجذّرت على مدى عقود وأثبتت اليوم كما في الماضي أنها ستبقى عصية على الاختراق وتستمر في دعم قضايا الحق والعدالة ومواجهة قوى الطغيان». وقالت: «زيارة الوفد الروسي تأتي في ظروف معقدة وصعبة تعيشها سورية وفي وقت يتأكد يوماً بعد يوم أهمية موقف الأصدقاء الروس القوي على المستويين الشعبي والحكومي في الدفاع عن سورية باعتباره دفاعاً عن الحقيقة الإنسانية بعيداً عن حملات التضليل والتشويه التي تتعرض لها بلادنا»، منوهة بـ «موقف روسيا والصين في إعادة التوازن إلى السياسة الدولية التي تستند إلى منطلقات استعمارية ولو تلونت بأشكال جديدة وتخفت تحت ستار جديد».
وأكد دزاسوخوف وقوف روسيا «حكومة وشعباً إلى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له من ضغوط وفي دعم الخطوات الإصلاحية التي طرحتها القيادة بما يضمن الأمن والاستقرار فيها وكي تتمكن سورية من التغلب على الصعوبات والخروج من هذه الأزمة أكثر قوة. وأن روسيا ستواصل العمل على المستوى الشعبي والرسمي لمنع استصدار أي قرارات دولية ضد سورية مؤكداً أن الإصلاحات لا يمكن أن تتم عبر الضغوط أو التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول بل تعرقلها».
الكرملين لمعارضين: صديق روسيا الشعب السوري
ارتياح أميركي وفرنسي إلى اللقاء الدمشقي
* دبابات تدخل قرية الرامي على الحدود مع تركيا
* لندن تستدعي السفير السوري لاستيضاحه معلومات عن ترهيب
في ما بدا تحولاً لافتاً في الموقف الاميركي من النظام السوري، رأت واشنطن امس ان لقاء المعارضة السورية الذي انعقد في دمشق الاثنين كان “خطوة في الاتجاه الصحيح” وان يكن “المطلوب القيام بالمزيد”.
وفيما لقي اللقاء ترحيباً اكثر حذراً من باريس، كان وفد من المعارضة السورية يلتقي للمرة الاولى مسؤولاً روسياً لحض الكرملين على سحب دعمه للرئيس السوري بشار الاسد.
وفي ظل الزخم الديبلوماسي، بقي الوضع الميداني غير مستقر، اذ افاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان عشرات الدبابات دخلت قرية الرامي القريبة من الطريق السريع المؤدي الى حلب.
كما قال ناشطون آخرون معارضون ان قوات الجيش السوري اطلقت النار وقنابل مضيئة، وسمع اطلاق نار من قرية ارم الجوز المجاورة في محافظة ادلب على الحدود مع تركيا.
واشنطن
■ في واشنطن، علّقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند على لقاء المعارضة السورية في دمشق: “اننا مرتاحون الى السماح للمعارضة بالتنفّس بعض الشيء”.
ولاحظت ان السماح بعقد الاجتماع في دمشق “خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن المطلوب القيام بالكثير ايضاً… يجب ان يتوقف العنف في كل البلاد وان تبدأ عملية عامة اكثر اتساعاً”. ولفتت الى انه اذا كان سمح بعقد اجتماعات اخرى لمنشقين في مدن سورية، فإن المسألة لا تشكل في شيء ظاهرة قائمة في كل البلاد.
وسئلت عن تأثير واشنطن في تطور موقف النظام السوري، فأجابت الناطقة بأن السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد تمكن من اجراء محادثات في الايام الاخيرة مع بعض “المستشارين المقربين” من الاسد.
فرنسا
■ في باريس صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بأن اجتماع معارضين ومثقفين مؤيدين للديموقراطية الاثنين في دمشق “أمر ايجابي” ونأمل في ان يشكل نقطة انطلاق لحوار سياسي وطني حقيقي يتيح التوصل الى مخرج للأزمة في سوريا”. وشدد على “أن العملية الانتقالية الديموقراطية تعني أولا أن يتوقف العنف”. وقال: “تمر الديموقراطية بالحوار وليس باطلاق النار على الناس الذين يشاركون في مسيرات في الشارع… ان الاصلاح والقمع لا يتطابقان. لا نحتاج الى انتظار خطاب رابع للأسد. ان ما أعلنه الاسد عن الاصلاحات لا يبدو أنه وضع موضع التنفيذ اليوم”.
ولاحقا، أعلن فاليرو أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه سيزور روسيا اعتبارا من الخميس للبحث في الوضع السوري. وقال: “سنتحدث عن سوريا ومواضيع أخرى، ولا سيما عن قلقنا من المخاطر على الاستقرار والامن الاقليميين بسبب الوضع الحالي في سوريا”.
موسكو التقت المعارضة
■في موسكو، أجرى وفد من المعارضة السورية في الخارج محادثات مع المبعوث الروسي الخاص الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف الذي يتولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد.
وصرح عضو الوفد القيادي في “الاخوان المسلمين” ملحم الدروبي للصحافيين بعد اللقاء بأنه ينبغي ان تساعد روسيا سوريا في الوصول الى الحرية والديموقراطية بممارسة مزيد من الضغوط على الرئيس السوري ليتنحى. وقال مارغيلوف في مؤتمر صحافي بعد المحادثات: “روسيا لها صديق واحد هو الشعب السوري”. وأضاف ان روسيا تريد حوارا سياسيا لمنع سوريا من السير في طريق ليبيا التي تشهد حربا أهلية.
ونقلت صحيفة “كومرسانت” الروسية عن رئيس الوفد رضوان زيادة انه “يجب ان تكون روسيا في الجانب الصحيح من التاريخ والا سيكون من الصعب عليها كثيرا اقامة علاقات (مع سوريا في المستقبل). ورأى انه “من خلال معارضة قرار مجلس الامن في شأن سوريا تدعم روسيا نظاما اجراميا”.
وتجمع عشرات من أنصار الرئيس بشار الاسد وهم يرفعون لافتات ويرتدون قمصانا عليها صور للرئيس السوري، عند مدخل المبنى الذي عقد فيه المؤتمر الصحافي احتجاجا عليه. وأوقفت الشرطة الروسية عددا منهم.
لندن
■في لندن، استدعى السفير السوري في بريطانيا الى وزارة الخارجية لتوضيح “حالات ترهيب من ديبلوماسي لسوريين مقيمين في بريطانيا أوردتها الصحافة”.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية: “دعي السفير السوري سامي خيامي الى لقاء مدير الشرق الاوسط كريستيان تيرنر”. وقد أبلغه الاخير “بوضوح قلقنا العميق من المزاعم التي ظهرت في الصحافة ومفادها أن ديبلوماسيا في السفارة أرهب سوريين في بريطانيا”. وأضاف ان “كل نشاط من هذا النوع يساوي انتهاكا واضحا للتصرف المقبول”. وختم: “اذا ما تأكدت صحة هذه المزاعم، فان وزارة الخارجية سترد بسرعة وبالطريقة المناسبة”.
(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ )
مشـاركون فـي لقـاء المعارضـة السـورية فـي دمشـق: أشــبه بمنــام ولحظــة تاريخيــة يجــب تطويرهــا
زياد حيدر
لقاء الاثنين الاستشاري في دمشق بين معارضين ومستقلين سوريين كان بالنسبة الى الشاعر منذر المصري مثل «منام»، ويمكن «لمنام خلف آخر أن ينتهي إلى واقع»، يمتد وفق ما يأمل المصري إلى تحقيق «الدولة المدنية الديموقراطية التي تحقق للمواطن حريته وكرامته»، حيث يبدي رأيه بأن «الدولة أمام مساءلة في أولوياتها الآن، فهل هي مطالب الشعب نحو تحقيق الحرية والكرامة؟».
وهي حرية يقول المصري إن «الشعب السوري عاشها لمدة ثماني ساعات بين جدران تلك القاعة» التي ضمّت 150 شخصية معارضة ومستقلة من الأطياف السورية لمناقشة سبل الخروج من الأزمة الراهنة وتحقيق الدولة الديموقراطية المدنية.
من جهته ينظر الكاتب المعارض فايز سارة للقاء أمس الأول باعتباره «شيئاً إيجابياً» ذلك أنه للمرة الأولى «يحصل اجتماع للمعارضين في دمشق من دون التقليد الاعتيادي من ضرب واعتقال أو ملاحقة»، على حد تعبيره، وإن أضاف أنه في نهاية الاجتماع «جاء (شبيحة) في نهاية المؤتمر الصحافي وهتفوا خونة، لكن لا أعطيها أهمية، لأنها تعكس موقف جهة» وإن لم يسمّها.
لكن هذا لا يمنع برأي سارة ضرورة «أن يتكرر ويتطور» هذا المؤتمر لتكريس «أن البلد يحتمل أكثر من رأي أو حضور واتجاه واحد وثقافة واحدة».
ولكن حتى لو حقق ذلك فائدة ما للسلطة؟ تسأل «السفير»، فيوافق سارة على أن المؤتمر حقق فائدة للسلطة كما للمعارضة، موضحاً «من الجيد وجود الناس في بيئة تتفاعل خارج الإطار التقليدي، بوصفه معارضة تسبّ السلطة والسلطة تحاصرهم». ويضيف «وإذا تمكنا من تكرار التجارب فإن ذلك يعني إدخال المزيد من الناس في الحراك الثقافي والسياسي»، معتبراً أن «هذا يغير مزاج الناس التي تصبح أكثر قدرة على المبادرة وتعكس روحاً افتقدتها البلد منذ زمن».
وهي نقطة يتفق معها المصري، الذي يقول إنه جاء إلى المؤتمر «بكثير من التردد، ولكني بعد حضوري لم أندم وأحسست أنه كان لديّ واجب وأديته باتجاه شعبي وبلدي». ويرى المصري أن «هذه اللحظة لا تفوّت للوصول إلى سوريا حرة. سوريا ملك لشعبها، وتواجدنا (في اللقاء) نابع من كوننا جزءاً من الشعب، ولكي لا يذهب الدم هدراً بحيث ينال هذا الشعب حقوقه وكرامته»، لذا المهم الآن «أن نخطو خطوة إلى الأمام، فلقاء 150 شخصاً ضمن دمشق، والخطاب الناري الذي قيل، يمنعنا من التفكير في حسابات أخرى. وأرى أنه على بقية المعارضة أن تعمل على ألا يحدث انشقاق بينها»، وذلك في إشارة الى مهاجمة بعض شخصيات المعارضة المؤتمر، الأمر الذي يؤسف سارة أيضاً، معتبراً «أنه ليس لهذا تفسير إلا أن هناك عقلاً قديماً من المرحلة السابقة يتحدّث».
وفيما بدا كتعبير عن رغبة في تغيير هذا الموقف، قال سارة إن البيان الذي هاجم اللقاء «صدر قبله، ولا أدري إن تغير موقفهم»، وإن كان يختم «لست مع الهجمات والهجمات المضادة وإنما مع فكرة البحث عن حلول».
وهو أمر تدعو إليه كاتبة السيناريو ريما فليحان التي تقول بدورها إن «المرحلة التي تمر بها البلاد مرحلة حاسمة جداً، وتحتاج لتعبير كل الأطراف عن آرائها بصراحة، وأن يسمع كل طرف الطرف الآخر، لأنه بلد الجميع ولا يحق لأي جهة كانت أن تستحوذ على الإعلام أو اتجاهات التعبير».
وتنظر فليحان إلى المؤتمر على أنه «مؤتمر تاريخي، ولحظة تاريخية عشناها، وشعرنا خلالها للمرة الأولى بأننا نستطيع الاجتماع والتعبير عن رأينا في العلن في بلدنا، وفي ضوء الشمس، وأن نحكي آراء مغايرة لآراء النظام والسياسة الإعلامية الموجودة في البلد»، وإن كانت فليحان تركز على الجانب الإعلامي فلأنها تعتبر نفسها «متأذية» من الطريقة التي تداول بها الإعلام الرسمي والخاص، كما الافتراضي، دعوتها لـ«دعم أهالي درعا» بما عرف لاحقاً «ببيان الحليب» وهو بيان لاقى احتجاجاً عنيفاً من شخصيات مختلفة، وأشعل جدلاً كبيراً في الأوساط السورية، ولا سيما بين الفنانين، ما دفع بعض الموقعين عليه إلى التراجع عنه.
لذا تستخلص ريما «أننا كسوريين نستطيع أن نقبل بعضنا البعض في ظل الخلاف، لأن هدفنا هو دولة ديموقراطية مدنية كفيلة مستقبلاً بإيجاد الحلول لكل المشكلات التي أدت إلى هذه الأزمة». وهي وإن كانت تعتبر المؤتمر «تاريخياً» إلا أنها تؤكد أنه ليس كل ما قيل فيه يمثل رأيها، ولكن رأيها يتجسد في البيان الذي أصدره اللقاء ويحدد أطر حل الأزمة.
وهو بيان لم يلق تأييد كل الموجودين، يقول المصري، وإنما جرى التوافق عليه، مصراً على ضرورة أن يبتعد الجميع عن التخوين ولغته التي «لا توصل إلى مكان»، فيما يقول سارة إن «الناس التي وجدت تمثل نفسها، وهي جزء من حضور في سوريا له طبيعة ثقافية واجتماعية».
وما جرى كان «خطوة أولى للوصول لتلك المرحلة (الديموقراطية المدنية) ولم نكن لنراه لولا التضحيات التي بذلها الناس»، تجزم ريما مضيفة إن «حساسية المرحلة وخطورتها تتطلب مثل هذه اللقاءات».
دبابات سورية تقصف قرى في منطقة ادلب والأسد يعرض الحوار
عمان- (رويترز): قال سكان ونشطاء إن الدبابات السورية قصفت منطقة تلال في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد الثلاثاء فيما يأتي في إطار حملة عسكرية يتسع نطاقها لقمع الاحتجاجات في المناطق الريفية تسببت في تدفق آلاف اللاجئين على تركيا.
جاءت هذه الحملة خلال الليل بعد أن أعلنت السلطات انها ستدعو المعارضة إلى محادثات في العاشر من يوليو لوضع إطار للحوار وعد به الرئيس بشار الأسد الذي تعرض لانتقادات من الحكومات الغربية على الحملة العسكرية لسحق الانتفاضة على حكمه التي مضى عليها ثلاثة اشهر.
وهون زعماء المعارضة من شأن هذا العرض قائلين انه غير جدير بالتصديق مع استمرار أعمال القتل والاعتقالات.
وقال أحد سكان قرية كنصفرة في منطقة جبل الزاوية غربي الطريق السريع الرئيسي الذي يربط مدينتي حماة وحلب “اسمع أصوات انفجارات قوية على بعد 20 كيلومترا إلى الشمال .. حول قريتي راما واورم الجوز. اقاربي هناك يقولون إن القصف عشوائي”.
وقال ساكن آخر إن 30 دبابة نقلت يوم الاثنين من قرية بادما على الحدود التركية حيث اقتحمت القوات المنازل واحرقت المحاصيل في جبل الزاوية.
ويقول نشطاء حقوقيون ان الجنود وقوات الأمن ومسلحين موالين للاسد قتلوا اكثر من 1300 مدني منذ تفجرت الانتفاضة للمطالبة باصلاحات سياسية في سهل حوران الجنوبي في مارس آذار بينهم 150 قتلوا في عمليات الارض المحروقة في ادلب.
وهم يقولون إن عشرات من الجنود والشرطة قتلوا ايضا لرفضهم اطلاق النار على المدنيين. وتقول السلطات السورية ان اكثر من 250 من الجنود والشرطة قتلوا في اشتباكات مع “جماعات ارهابية مسلحة” يلقون عليها اللوم في مقتل معظم المدنيين.
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد لشبكة تلفزيون سكاي نيوز “نأمل باجراء الحوار الوطني والتعجيل به أن نتمكن من عزل أي جماعة متشددة أو عنيفة وأن نعمل مع المجتمع الدولي للتغلب على هذه المشكلة الكبيرة”.
وفر اكثر من عشرة آلاف لاجئ سوري إلى تركيا منذ بدأت الحملة العسكرية في أدلب في مناطق أقرب إلى الحدود مع تركيا قبل ثلاثة اسابيع.
وقال المعارض عمار القربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان إنه يبدو أن القصف الأخير يبدو انه تحضير لاقتحام منطقة جبل الزاوية التي تضم عدة قرى على بعد 35 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود مع تركيا والتي شهدت انتشارا للاحتجاجات على حكم الرئيس بشار الأسد الذي بدأ قبل 11 عاما.
وقال القربي وهو من ادلب “جبل الزاوية كان من أول المناطق في سوريا التي نزل فيها الناس الى الشوارع مطالبين بسقوط النظام. وهجمات الجيش الآن وصلت إليهم وسوف تؤدي على الأرجح الى مزيد من اعمال القتل ومزيد من اللاجئين الى تركيا”.
وقالت منظمة سواسية التي تدافع عن حقوق الانسان ويرأسها المحامي محمد الحساني ان الحملة الامنية التي ادت الى اعتقال اكثر من 12 الف شخص في شتى انحاء سوريا منذ اندلاع الانتفاضة في مارس آذار اشتدت في الايام القليلة الماضية.
وقال بيان من سواسية ان قوات الامن اعتقلت اليوم الثلاثاء فرهاد خضر أيو المسؤول في حزب المستقبل الكردي في محافظة الحسكة الشرقية.
واضاف البيان ان 17 شخصا اعتقلوا في محافظة الرقة الى الغرب خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية مضيفة ان مئات من الناس اعتقلوا بشكل تعسفي في انحاء البلاد هذا الاسبوع.
ومن ناحية اخرى قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن باريس تشعر بقلق بالغ لاستمرار العنف في سوريا قائلة “الاصلاحات والقمع لا يتفقان”.
واضاف فاليرو قوله إن السلطات السورية اتخذت خطوة ايجابية بسماحها بعقد اجتماع يوم الاثنين في دمشق لمثقفين بينهم بعض شخصيات المعارضة.
وقال “عقد مثل هذا الاجتماع امر ايجابي ونأمل أن يكون نقطة الانطلاق نحو حوار سياسي وطني حق يساعد على ايجاد مخرج من الأزمة”.
القوات السورية تنشر مضادات دبابات على الحدود مع تركيا بريطانيا تستدعي سفير دمشق على خلفية ‘ترهيب سوريين‘
حملة اعتقالات للمتظاهرين.. وناشطون ينددون باجتماع معارضين في دمشق
دمشق ـ نيقوسيا ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر ووكالات: نظم الناشطون من اجل الديمقراطية في سورية بضع تظاهرات ليل الاثنين الثلاثاء ودعوا الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد الذي تابع من جهته عمليات اعتقال المتظاهرين.
وانتقد هؤلاء الناشطون الذين اطلقوا في 15 اذار (مارس) ثورة ضد النظام، اجتماع دمشق، في بيان على موقع ‘فيسبوك’، معتبرين انه عقد ‘تحت مظلة النظام’ المستبد وتساءلوا عن جدوى تلميع صورته.
واعتبر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية انه ‘ما كان لأي شخص أن يعطي للنظام ذرة من الشرعية على حساب دماء الشهداء وآلام المعتقلين’. وكرر الاتحاد ‘التزامه بالشارع السوري الثائر لإسقاط نظام الشبيحة الأسدي ويضع نفسه في خدمة كافة الثوار السوريين الأحرار’.
من جانبه ابدى الحقوقي والناشط السوري انور البني الذي خرج قبل فترة من السجن، تفاؤلا. وقال ان ‘المؤتمر نجح في ترسيخ حقيقتين، حق جميع السوريين في ان يلتقوا في الوطن بشكل مشروع وعلني، وحق جميع السوريين في ان يعربوا عن رأيهم بوضوح وصراحة مهما كانت هذه الاراء مناهضة للسلطة ودون ان يتم اعتقالهم او تهديدهم’.
ورأى آخرون في المؤتمر ‘دليلا على تراجع النظام عن ثوابته التي تعتمد على خنق كل صوت معارض’، مشيرين الى ان ‘النظام اهتز’. واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في لندن، ‘نظمت تظاهرات ليلية في اماكن عدة ودعت الى اسقاط النظام وانتقدت اجتماعا للمعارضين’ عقد الاثنين في دمشق.
من جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن التقارير الصحافية التي تحدثت عن اختراق جهاديين مسلحين للاحتجاجات في سورية لا تبرر فتح النار على المتظاهرين.
وقال هيغ في ايجاز الثلاثاء أمام صحافيين عرب وأجانب ‘من الصعب معرفة حقيقة ما يحدث في سورية من قبل العالم الخارجي، لكن مستوى العنف الذي استخدمه النظام السوري ضد المتظاهرين في مناطق عديدة من البلاد لا يبرر فتح النار على الاحتجاجات المشروعة وقتل الكثير من المتظاهرين’.
واضاف ‘أن وجود متسللين لا يمكن أن يُستخدم كمبرر لفتح النار ضد المتظاهرين وانتشرت الكثير من الروايات عن العنف الذي تعرضوا له، ومن الصعب الوقوف على حقيقة ما يحدث من العالم الخارجي لعدم وجود مداخل إلى سورية لتمرير المساعدات الانسانية، باستثناء مجموعة من الصحافيين الأجانب سُمح لها بزيارة مناطق مختارة’.
من جهة اخرى استدعي السفير السوري في لندن الثلاثاء الى وزارة الخارجية لتوضيح ‘حالات ترهيب من جانب دبلوماسي لسوريين مقيمين في بريطانيا اوردتها الصحافة’، على ما اعلنت الوزارة البريطانية.
وقال بيان وزارة الخارجية ‘في 28 حزيران (يونيو)، دعي السفير السوري سامي خيمي الى لقاء مدير الشرق الاوسط كريستيان تيرنر’. وقد ابلغه هذا الاخير ‘بوضوح بقلقنا العميق بالنسبة الى المزاعم التي ظهرت في الصحافة ومفادها ان دبلوماسيا في السفارة ارهب سوريين في بريطانيا’.
واضاف البيان ان ‘كل نشاط من هذا النوع يساوي انتهاكا واضحا للتصرف المقبول’. وتابع ‘اذا ما تأكدت صحة هذه المزاعم، فان وزارة الخارجية سترد بسرعة وبالطريقة المناسبة’.
وتحدثت الصحافة البريطانية الاسبوع الماضي عن ضغوط يمارسها دبلوماسي في السفارة السورية على مواطنين سوريين يقيمون في بريطانيا. لكنه لم يتم تقديم اي شكوى لدى الشرطة.
الى ذلك وفيما تطغى لغة السياسة في التعاطي الثنائي بين أنقرة ودمشق وتبرز المواقف الدبلوماسية الرطبة بين المؤسستين السياسيتين التركية والسورية لا سيما من الجانب السوري تبدو الملفات العسكرية والأمنية حامية بشكل أو بآخر مع إشارات دمشقية ذات مغزى لوجستي عميق، تقول مصادر مطلعة أن القيادة التركية فهمتها بكليتها وأبدت إشارات مقابِلة.
وحسب تلك المصادر التي تحدثت لـ ‘القدس العربي’ فإن التحركات والعمليات
العسكرية والانتشارات الميدانية التي نفذتها قوات الجيش السوري بمحاذاة الحدود التركية السورية شمالاً قد فرضت إيقاعها في سلسلة المواقف التركية التي تصدر من قبل المسؤولين الأتراك، وتفيد ذات المصادر بأن وحدات الجيش السوري أحكمت انتشارها على محاذاة الحدود التركية لا سيما كامل الحدود من جهة مدينة إدلب بكافة قراها وأن القوات السورية نشرت مئات القواعد لمضادات الدبابات (م . د) والتي تقول المصادر انها رسالة دمشقية واضحة مفادها أن على تركيا عدم التفكير نهائياً بفكرة إقامة منطقة عازلة لحماية حدود الأمن القومي التركية الذي قد يتهدد بسبب الأحداث في جسر الشغور وذلك في موازاة لغة سياسية هادئة أبدتها السلطات السورية تجاه نظيرتها التركية لا سيما عندما طلبت منها عبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن تكون تركيا صديقاً صدوقاً لسورية.
وتزيد المصادر بأن اختيار العماد حسن تركماني مبعوثاً من قبل الرئيس السوري بشار الأسد لنقل رسائل للطرف التركي منذ فترة قصير تؤكد أن الشق الاستراتيجي والأمني والعسكري كان أبرز محاور المضمون الذي انطوت عليه رسائل القيادة السورية إلى نظيرتها التركية.
وكان وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو أكد في تصريحات صحافية أن انعدام الاستقرار في سورية يؤثر سلباً على بلاده، وأن أي تطور في سورية يؤثر في تركيا مباشرة، وقال: إن تركيا سعت إلى دعم سورية لإنجاح مسيرة الإصلاح فيها، لا سيما بعد إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن المنطقة بحاجة إلى الإصلاح.
وفي موقف لافت بعد سلسلة تصريحات وُصفت بالنارية، أضاف وزير الخارجية التركي أن بلاده تريد أن تخرج سورية قوية من الأزمة التي تمر بها من خلال إصلاحات شاملة وجادة، وتلبية تطلعات الشعب السوري نظراً لمكانتها التي تؤثر على ثلاثة بلدان مجاورة لها في الشرق الأوسط هي فلسطين ولبنان والعراق.
إنشقاق عناصر من الجيش السوري ووصولهم إلى الأردن
بهية مارديني
القاهرة: أعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا عمار قربي في تصريح خاص لـ”ايلاف”عن انشقاقات جديدة في الجيش السوري، وقال “عدد عناصر الجيش الذين وصلوا إلى الأردن أربع عساكر وضابط”.
من جانب آخر أكد قربي “مقتل أربعة أشخاص في القرية الرامي في محافظة أدلب (شمال غرب) أثناء دخول الجيش السوري”، في حين لم يذكر الاعلام السوري الرسمي عن دخول الجيش الى المناطق الريفية بمحافظة إدلب.
وقال قربي “أنه تردد أن دمشق طلبت من عمّان تسليم المنشقين من الجيش السوري الا أن السلطات الأردنية رفضت القيام بذلك.
في غضون ذلك أشار قربي الى “أن أهالي بلدة منغ (التابعة لمحافظة حلب) أبلغوه مخاوفهم من دخول الجيش السوري لاجراء عمليات انتقامية بسبب قيامهم بتظاهرات يومية “، وقال الانترنت والاتصالات مقطوعة تماما بينما التواصل يتم عبر الهواتف التركية .
ونقل الأهالي لقربي “أنه جاء تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني ليصور في بلدة منغ، وجلب معه أشخاصا ليقوم باجراء لقاءات معهم ليقولوا ان كل شيء هادىء في البلدة الا أن الأهالي طردوا فريق المنار، الذي ذهب باتجاه تل رفعت”.
ولم يذكر الاعلام الرسمي أو التابع للسلطات السورية أي اعلان أو تصريح عن دخول الجيش لقرى أدلب بينما قالت جريدة الوطن السورية أنه “لا تزال مناطق أريحا في جبل الزاوية ومعرة النعمان وخان شيخون في محافظة إدلب، تشهد حالة فراغ أمني بعد أن تمكنت مجموعات مسلحة من حرق وتدمير مؤسسات حكومية وأمنية فيها فغابت السلطة والأمن والأمان فيها”.
وبررت الصحيفة كل ما يحدث عبر الحديث عن تصاعد التساؤلات الشعبية عن “الحل والخلاص” من سطوة “العناصر المسلحة”، في وقت لفتت فيه الى عدم دخول الجيش تاركاً الفرصة لمبادرات الحوار، وهو ما يخالف ما ذكره الاهالي وأكدته التقارير.
واعتبرت أنه “لا يزال الجيش المرابط على مداخل المنطقة ملتزماً بالفرصة التي منحتها القيادة لجهود الحوار والحل السلمي، حيث تجري على الأرض مبادرات حوارية على مستوى المحافظة بين القيادة السياسية وبعض الفعاليات الاجتماعية الثقافية والدينية المعارضة والحيادية، على حين لم يفتح الحوار بعد في المناطق الساخنة”.
وأشارت الوطن الى أنه “بحسب الأهالي فإن المناطق السابقة باتت تعيش على نار تحت الرماد تلتهب تارة وتخمد نفسها تارة أخرى، ومعها سكان آمنون يعيشون حالة من الخوف والقلق، فلا قانون ولا سلطة سوى سلطة مجموعات مسلحة وغير مسلحة تنصب الحواجز وتبحث عن مطلوبين وتراقب مخالفات البناء العشوائية طالبة “حصة الدولة مقابل توفير الظرف الذي سمح بهذه المخالفات، في حين تنفتح أبواب الحقد والثأر بين العائلات والعشائر في ظل غياب الأمن وسيادة القانون”.
سوريا: 1000 معتقل جديد.. ومظاهرات ليلية لإسقاط النظام
لندن تستدعي سفير دمشق وتحذره من ترهيب سوريين * مسؤول روسي: لا صديق لنا في سوريا إلا شعبها
لندن: راغدة بهنام واشنطن: هبة القدسي دمشق: «الشرق الأوسط»
خرج آلاف السوريين في مظاهرات ليلية بمختلف المناطق السورية ليل أول من أمس، يطالبون بإسقاط النظام، ورفض الحوار معه.
وقال نشطاء أمس إن أكثر من ألف شخص اعتقلوا في سوريا خلال الأسبوع الماضي، وأن من بين المعتقلين 400 طالب تم اعتقالهم من مساكن الجامعة بمدينة حلب.
في غضون ذلك قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، خلال لقائه وفد المعارضة السورية في موسكو أمس إنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها». من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن ادعاء السلطات السورية بوجود عناصر مسلحة اخترقت المتظاهرين في سوريا، «لا يبرر العنف» الذي تمارسه ضد المحتجين. وأضاف هيغ في لقاء أمس، شاركت فيه «الشرق الأوسط»: «من الواضح أن هناك احتجاجات مشروعة وشكاوى مشروعة من قبل عدد كبير جدا من الشعب». جاء ذلك، في وقت استدعت فيه الخارجية البريطانية السفير السوري في لندن سامي خيامي، وحذرته من ترهيب سفارته لسوريين في بريطانيا.
إلى ذلك، طالب عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي باستدعاء السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد.
مسؤول روسي: لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها.. والسياسيون يأتون ويذهبون
خلال استقباله وفدا سوريا من المعارضة في الخارج
موسكو: سامي عمارة
قال مسؤول روسي، أمس، إنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها»، وذلك خلال استقباله وفدا للمعارضة السورية في الخارج بموسكو. ورغم وصول وفد المعارضة السورية لزيارة العاصمة الروسية بدعوة من مسؤوليها، وإعلان وزير الخارجية سيرغي لافروف في مكالمته الهاتفية مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، أن الاتصالات التي سوف يجريها الجانب الروسي معها تعكس موقف موسكو الذي يتلخص في استحالة عزل أي من الأطراف، وترك الأبواب مفتوحة معها جميعا، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس، إن موسكو لن تعقد أي لقاءات رسمية مع هذا الوفد.
وقال لوكاشيفيتش إنه يجب تناول الزيارة على أنها زيارة خاصة جاءت بدعوة من اتحاد جمعيات التضامن والصداقة مع البلدان الأجنبية. وقد جرت أمس في هذا الإطار مباحثات الوفد السوري مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، وهو أيضا رئيس هذا الاتحاد، الذي أوجز نتائج اللقاء بقوله، إن حوارا مفيدا جرى بين الجانبين أوضح مواقف القوى السياسية المختلفة في سوريا. ومارغيلوف هو أيضا المبعوث الشخصي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي سبق وأوفده إلى السودان والشرق وليبيا.
وكان الوفد السوري يضم رئيس الوفد رضوان زيادة، مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية في واشنطن، وعددا من الناشطين السياسيين والحقوقيين ممن يمثلون كل ألوان الطيف السياسي السوري في الخارج، بما فيهم الأكراد و«الإخوان المسلمون» واثنان من المقيمين في روسيا.
وكشف مارغيلوف عن أن موسكو تدعو إلى تحويل المواجهة الراهنة في سوريا إلى عملية سياسية في أسرع وقت ممكن مع الوقف الفوري لاستخدام العنف في البلاد، مشيرا إلى أنه «لا صديق لروسيا في سوريا إلا شعبها». وتابع قائلا، إن «السياسيين والزعماء يأتون ويذهبون، وإن الأنظمة الاجتماعية تتغير، لكن الشعب باق دائما كما هو». وكان وفد المعارضة السورية حرص على استباق مباحثاته مع المسؤولين في موسكو بعدد من اللقاءات الصحافية ومع وسائل إعلام روسية وعربية، أكد خلالها امتنانه لدعوة الجانب الروسي ورغبته في توضيح موقفه وشرح وجهة نظر المعارضة وكشف جرائم النظام التي يرتكبها بحق الشعب السوري، على حد قول نجيب الغضبان، عضو الوفد وأستاذ العلوم السياسية في جامعة أركنساس الأميركية لقناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية. وقال الغضبان إن الوفد جاء إلى موسكو لإبلاغها برغبته في أن تتخذ موقفا في مجلس الأمن يدين القمع والعنف والقتل ولإطلاعها على رؤية المعارضة تجاه ما يجري على أرض الوطن والتأكيد على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين.
وقال إن إجماعا يتبدى بين فصائل المعارضة السورية في الداخل والخارج حول رفض التدخل العسكري وإحالة بعض جرائم النظام إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومنها جرائم ضد الإنسانية في ظل وجود إثباتات لجرائم التعذيب والقناصة، وما قامت به الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد من جرائم وانتهاكات.
وأعلن الغضبان عن تأييد المعارضة السورية للعقوبات التي فرضتها بلدان الاتحاد الأوروبي ضد عدد من رموز النظام في دمشق، بينما أوجز رؤية المعارضة تجاه روسيا في شكر موقفها الذي يدين القتل والقمع وإبلاغها بأن القرار المطروح في مجلس الأمن مبني على الحد الأدنى من الإدانة وتأكيد رأي الشارع السوري في أن الموقف الروسي الذي قد يبدو أحيانا متشككا ومترددا ويهدد أحيانا باستخدام الفيتو قد يعطي غطاء للنظام السوري للاستمرار في القمع وهذا واقع وحقيقة على حد تعبيره. وقال إنه يرفض مظاهر إحراق العلم الروسي في شوارع سوريا ويريد أن يتحول ذلك إلى شعارات تخاطب الشعب والحكومة في روسيا لاتخاذ موقف ينسجم مع المجتمع الدولي في إدانة القمع، معربا عن أمله في أن تقف روسيا في نهاية المطاف مع حق الشعب السوري في التغيير.
ناشطون سوريون ينددون باجتماع معارضين في دمشق
نيقوسيا – دان الناشطون من اجل الديموقراطية الذين اطلقوا حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الثلاثاء الاجتماع العلني غير المسبوق الذي عقده معارضون سوريون امس في دمشق.
وفي بيان نشر على الفيسبوك دان “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أي مؤتمر أو لقاء من ناحية المبدأ والنتيجة عندما يتم عقده تحت مظلة النظام، وذلك دون تخوين لأي من الأشخاص الحضور فيه”.
واضاف البيان “إذا أراد أي من الثوار الاجتماع، فهناك عشرات الإجراءات الأمنية والاحترازية التي نقوم بها كي نتجنب الاعتقال والتعذيب أو التصفية”.
وتابع “ومن الطبيعي جداً التساؤل عن كيفية عقد اجتماع يدعي الانتماء للشارع السوري في حين نرى أن النظام السوري يؤمن له الحماية والتغطية الإعلامية ويعول عليه في بناء صورة حضارية حوارية وشرعية هو الاكثر افتقادا له”.
وقال البيان “ما كان لأي شخص أن يعطي للنظام ذرة من الشرعية على حساب دماء الشهداء وآلام المعتقلين. والاتحاد في هذا السياق يجدد التزامه بالشارع السوري الثائر لإسقاط نظام الشبيحة الأسدي ويضع نفسه في خدمة كافة الثوار السوريين الأحرار”.
واكد المعارضون السوريون الذين التقوا الاثنين في دمشق في ختام اجتماع هو الاول من نوعه في العاصمة السورية “دعم الانتفاضة الشعبية السلمية” مطالبين في الوقت نفسه ب”انهاء الخيار الامني”.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين ان هيئة الحوار الوطني “قررت بعد مناقشة معمقة تحديد يوم الأحد الواقع في العاشر من تموز/يوليو 2011 موعدا لانعقاد اللقاء التشاوري، وتوجيه الدعوة الى جميع القوى والشخصيات الفكرية والسياسية الوطنية لحضور هذا اللقاء”.
وتشهد سوريا منذ ثلاثة اشهر احتجاجات غير مسبوقة. وتتهم السلطات “ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى” بالوقوف وراء ذلك ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان 1342 مدنيا قتلوا في الحملة الحكومية على المعارضين، كما قتل 342 من قوات الامن.
الثلاثاء 28 يونيو 2011
ا ف ب
ترحيب دولي بمؤتمر المعارضة بدمشق
أثنت الولايات المتحدة وفرنسا على سماح السلطات السورية للمعارضة بعقد أول مؤتمر لها في الداخل الاثنين الماضي، بينما استدعت بريطانيا السفير السوري بعد أنباء عن حملة مضايقات من دبلوماسي سوري للمعارضة في لندن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن السماح لأعضاء المعارضة بعقد اجتماع في سوريا للمرة الأولى منذ عقود هو أمر جديد ومهم للعملية الديمقراطية “التي نود جميعا أن نراها في سوريا”.
وأضافت “لكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ينبغي أن يتوقف العنف في أنحاء سوريا وأن تبدأ عملية عامة أوسع نطاقا”.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن السلطات السورية اتخذت خطوة إيجابية بسماحها بعقد اجتماع يوم الاثنين في دمشق لمثقفين بينهم بعض شخصيات المعارضة.
وأضاف أن باريس تشعر بقلق بالغ لاستمرار العنف في سوريا، مؤكدا أن الإصلاحات والقمع لا يتفقان.
وتأتي هذه التصريحات قبل أيام من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إلى روسيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع حيث يلتقي نظيره الروسي لمناقشة الأزمة السورية، ويتوقع مراقبون أن جوبيه سيحاول إقناع موسكو بتغيير موقفها من قرار يدين سوريا في الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، قالت الحكومة البريطانية إنها استدعت السفير السوري في لندن سامي خيمي أمس الثلاثاء للتعبير عن قلقها بعد أن نشرت صحيفة التايمز تقريرا يزعم أن دبلوماسيا كبيرا في السفارة السورية بلندن دبر حملة مضايقات للنشطاء السوريين المقيمين هناك.
وقالت وزارة الخارجية في بيان “من شأن أي نشاط من هذا القبيل أن يعد خروجا واضحا على السلوك المقبول، وإذا تأكدت مثل هذه المزاعم فسترد وزارة الخارجية على وجه السرعة وبالشكل المناسب”.
رامي نخلة
دعوات حوار
من جهة أخرى، التقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق عضو الكونغرس الأميركي النائب دينس كوسينيتش الذي يزور البلاد ضمن بعثة لتقصي الحقائق.
وعرض التلفزيون السوري مقتطفات من مقابلة أجراها مع النائب الأميركي قال فيها إنه قدم للحديث عن تطلع الشعب للحرية والحاجة لحماية المتظاهرين.
ومن جانبه، شكك عضو اللجنة التنسيقية السورية رامي نخلة -في اتصال مع قناة الجزيرة- في جدوى مؤتمر المعارضة الذي عقد الاثنين الماضي بدمشق، واعتبر أن المعارضة بالداخل لا يمكنها التعبير بصراحة في ظل نظام أمني، مما جعل مطالبها في المؤتمر دون المستوى الذي ينادي به المحتجون في الشارع وهو إسقاط النظام.
وأضاف عضو اللجنة التنسيقية السورية الذي يقيم في بيروت أن النظام يحاول خلق معارضة والتحاور معها، وأن هناك لاعبين أساسيين لم تتم دعوتهم.
وقال نخلة إن الحوار مع النظام مرفوض طالما ظلت الاعتقالات مستمرة، مضيفا أن النظام السوري يحاول الدعوة إلى الحوار بدون أي نية حسنة على الأرض.
ويذكر أن دمشق أعلنت انطلاق مشاورات مع المعارضة في العاشر من الشهر القادم لإعداد إطار لحوار وطني وعد به الأسد، وهو حوار تشرف عليه هيئة يترأسها فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري.
الجيش يدخل قرية جديدة في محافظة أدلب
أنباء عن انتشار كثيف للأمن السوري وإطلاق نار غزير في حي “درعا البلد”
دبي – العربية.نت
تحدثت مصادر إلى قناة “العربية” عن انتشار كثيف لعناصر من الأمن السوري في حي درعا البلد بمدينة درعا، وإطلاق نار غزير، وأشارت تلك المصادر إلى قطع التيار الكهربائي عن المدينة.
وفي سياق متصل، أرسل الجيش السوري دباباته الى قرية جديدة في محافظة ادلب التي تشهد تظاهرات، غداة اجتماع غير مسبوق لمعارضين في دمشق انتقده معارضون في الخارج ورحبت به واشنطن وباريس.
ودخلت عشرات الدبابات والمدرعات تابعة للجيش السوري الى قرية الرامي في محافظة ادلب (شمال غرب)، كما اكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”.
وبحسب ناشطين آخرين مناهضين للنظام، فان قوات الجيش اطلقت النيران والقنابل المضيئة، وسمع اطلاق نار من قرية ارم الجوز المجاورة. وكان الجيش دخل عددا من بلدات محافظة ادلب لقمع تظاهرات احتجاج.
والجيش المدعوم بدبابات ومدرعات دخل قرية الرامي القريبة من الطريق السريع المؤدي الى حلب، ثاني اكبر المدن في سوريا، والقلب الاقتصادي للبلاد، كما اوضح عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” من نيقوسيا.
وكان الجيش دخل الى بلدات عدة في محافظة ادلب لقمع تظاهرات احتجاج التي شهدت مدينتها بحسب نشطاء حقوقيين حملة اعتقالات.
والأحد الماضي، وسّع الجيش هجومه في جنوب سوريا عبر الدخول الى القصير القريبة من لبنان دافعا بمئات الاشخاص الى اللجوء الى الجانب الاخر من الحدود.
ومنذ بدء حركة الاحتجاج، يتحدث النظام الذي لا يعترف علنا بحجم الاحتجاج، عن وجود “ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضى” لتبرير تدخل الجيش.
وقتل 1342 مدنيا و343 شرطيا وجنديا منذ بدء حركة الاحتجاج في 15مارس/ آذار بحسب اخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
ناشط سوري: القوات السورية قتلت أربعة مدنيين في ادلب
عمان (رويترز) – قال ناشط سوري بارز ان القوات السورية قتلت أربعة مدنيين يوم الاربعاء في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد في الوقت الذي استمر فيه توغل الدبابات بمنطقة جبلية قرب تركيا.
وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا لرويترز ان الاربعة قتلوا من اطلاق الدبابات العشوائي للنار في احدى القرى مضيفا أن مثل هذه الممارسات أصبحت معتادة في تلك الهجمات التي قال انه ليس لها ما يبررها. وأضاف أن الدبابات بدأت في اطلاق النار على الاحراج المحيطة بالقرية ثم صوبت النار نحوها.
ومضى القربي وهو من محافظة ادلب يقول انه استند في معلوماته الى أقوال عدد من الشهود. وتحظر سوريا تغطية أغلب وسائل الاعلام الاجنبية مما يجعل من الصعب التحقق من الروايات المختلفة خلال الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أشهر للمطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد.
دبابات الجيش تدخل قرى جديدة قرب إدلب ولندن تستدعي السفير السوري
إعداد أ ف ب
دخلت دبابات ومدرعات تابعة للجيش السوري ليل الثلاثاء الأربعاء قرى جديدة في محافظة إدلب وقامت باعتقال العديد من الناس. وتزامن ذلك مع استدعاء لندن للسفير السوري لديها لتوضيح “حالات ترهيب من جانب دبلوماسي سوري لسوريين مقيمين في بريطانيا”.
ارسل الجيش السوري الثلاثاء دباباته الى قرية جديدة في محافظة ادلب التي تشهد تظاهرات وذلك غداة اجتماع غير مسبوق لمعارضين في دمشق انتقده معارضون في الخارج ورحبت به واشنطن وباريس.
ودخلت عشرات الدبابات والمدرعات للجيش السوري الثلاثاء الى قرية الرامي في محافظة ادلب (شمال غرب)، كما اكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس.
وبحسب ناشطين اخرين مناهضين للنظام، فان قوات الجيش اطلقت النيران والقنابل المضيئة، وسمع اطلاق نار من قرية ارم الجوز المجاورة. وكان الجيش دخل عددا من بلدات محافظة ادلب لقمع تظاهرات احتجاج.
والجيش المدعوم بدبابات ومدرعات دخل قرية الرامي القريبة من الطريق السريع المؤدي الى حلب، ثاني اكبر المدن في سوريا والقلب الاقتصادي للبلاد، كما اوضح عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من نيقوسيا.
والتظاهرات المناهضة للنظام في حلب لا تزال حتى اليوم محدودة.
وكان الجيش دخل الى بلدات عدة في محافظة ادلب لقمع تظاهرات احتجاج.
والجمعة تظاهر عشرة الاف شخص في منطقة ادلب بحسب عبد الرحمن الذي اوضح ان اكثر من الفي شخص ساروا في تظاهرة ليل الاثنين الثلاثاء.
وتحدث الناشط عن توقيفات في هذه المدينة وكذلك في دمشق وفي قرية الناجية الحدودية مع تركيا.
والاحد، وسع الجيش هجومه في جنوب سوريا عبر الدخول الى القصير القريبة من لبنان دافعا بمئات الاشخاص الى اللجوء الى الجانب الاخر من الحدود.
ومنذ بدء حركة الاحتجاج، يتحدث النظام الذي لا يعترف علنا بحجم الاحتجاج، عن وجود “ارهابيين مسلحين يزرعون الفوضى” لتبرير تدخل الجيش.
وقتل 1342 مدنيا و343 شرطيا وجنديا منذ بدء حركة الاحتجاج في 15 اذار/مارس بحسب اخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وتاتي هذه العملية العسكرية الجديدة غداة اجتماع غير مسبوق في دمشق لنحو مئة معارض دعوا الى استمرار “الانتفاضة السلمية” حتى بسط الديموقراطية في سوريا التي يحكمها حزب البعث منذ حوالى النصف قرن.
وابدى الحقوقي والناشط السوري انور البني الذي خرج قبل فترة من السجن، تفاؤلا. وقال ان “المؤتمر نجح في ترسيخ حقيقتين، حق جميع السوريين في ان يلتقوا في الوطن بشكل مشروع وعلني، وحق جميع السوريين في ان يعربوا عن رأيهم بوضوح وصراحة مهما كانت هذه الاراء مناهضة للسلطة ودون ان يتم اعتقالهم او تهديدهم”.
لكن الناشطين الذين اطلقوا في 15 اذار/مارس ثورة ضد النظام، انتقدوا اجتماع دمشق، في بيان على موقع فيسبوك، معتبرين انه عقد “تحت مظلة النظام” المستبد وتساءلوا عن جدوى تلميع صورته.
ورأى آخرون في المؤتمر “دليلا على تراجع النظام عن ثوابته التي تعتمد على خنق كل صوت معارض”، مشيرين الى ان “النظام اهتز”.
في المقابل، اعتبرت الخارجية الاميركية ان الاجتماع يشكل “خطوة في الاتجاه الصحيح” من جانب النظام، ولو ان “المطلوب القيام بالمزيد”.
وقالت الخارجية الفرنسية الثلاثاء ان باريس تعتبر اجتماع معارضين ومثقفين مؤيدين للديموقراطية الاثنين في دمشق “ايجابيا”، وتامل ان يشكل نقطة انطلاق لحوار وطني يفتح المجال امام حل الازمة السورية.
واثر الاجتماع، نظم الناشطون من اجل الديموقراطية في سوريا، بضع تظاهرات ليل الاثنين الثلاثاء، ودعوا الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد الذي تابع من جهته عمليات اعتقال المتظاهرين، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
دوليا، طلب معارضون سوريون من روسيا الضغط على دمشق لوقف اعمال القمع وذلك خلال لقاء في موسكو مع مسؤول روسي كبير، كما اعلن احدهم رضوان زيادة خلال مؤتمر صحافي.
وروسيا الحليف التقليدي للنظام السوري، اوقفت حتى الان في مجلس الامن الدولي كل مشروع قرار يدعو الى ادانة القمع في سوريا، معتبرة خصوصا ان مثل هذا النص يمكن ان يؤدي الى تدخل عسكري غربي كما حصل في ليبيا.
وفي لندن، استدعي السفير السوري الثلاثاء الى وزارة الخارجية لتوضيح “حالات ترهيب من جانب دبلوماسي لسوريين مقيمين في بريطانيا اوردتها الصحافة”، على ما اعلنت وزارة الخارجية البريطانية.
سليمان الشاذلي: وقصة الضحك على قناة سكاي نيوز ؟؟
يبدو أن ما تم تداوله ونشره حتى اللحظة ليس إلا مقدمات بسيطة لما أرتكبته الأجهزة الأمنية والشبيحة بحق الشعب السوري، فالنظام يعول كثيراُ على عامل الزمن للسيطرة على الأوضاع من كافة النواحي وخاصة التظاهرات والاحتجاجات، لكنه لا يعلم إنه كلما مر الوقت يتصاعد دور التنسيقيات ويتطور عملها على مستوى الوطن أجمع، ليس هذا فقط بل أسست التنسيقيات أقسام خاصة للأخبار وتوزيعها ونشرها، فما أرسله لنا تنسيقية مدينة دوما – قسم تحرير الأخبار تؤكد أن العمل جار على قدم وساق لتأسيس دائرة إعلام خاصة بشباب الثورة ترفع معنويات المتظاهرين وتمدهم بكل ما هو جديد.
لقد كتبت هذه التنسيقية عن الصمود البطولي لعائلة «الشاذلي» التي كانت حاضرة في كل مكان وزمان فقالت: مع إشراقة كل يوم جديد، تجدد سوريا العهد بمواصلة الصمود في وجه طغيان النظام وظلمه، واليوم تحكي لنا قصة بطولة عائلة.. أو عائلة الأبطال.. وهي عائلة محي الدين (الشاذلي).. حيث تعرض رجالهم للاعتقال، وأبناءهم ونساءهم للترويع.. ولكي لا يكون لأحد أي كلام في صحة …تقريرنا، فإننا نؤكد بأن المعلومات التي وصلتنا من العائلة ذاتها.
وبدأت القصة حين قام نظام الأسد المجرم… بإزالة آثار جريمته من حواجز أمنية قد وضعها في أرجاء مدينة دوما، وجلب عدداً من أزلامه وأبواقه ليكونوا في الواجهة الإعلامية.. ويعبروا عن شكرهم للنظام المجرم بجيشه وفرقه الأمنية على دخوله المدينة، وإصلاحه لما أفسده المندسون!!
فقامت قناة سكاي نيوز SKY-NEWS بزيارة مدينة دوما، برفقة النظام، حيث قام النظام بالتجهيز لإخراج مسرحية كالمسرحيات التي كان يبثها عبر وسائله… ولكن حمية ابن دوما البطل سليمان محي الدين الشاذلي لم تسمح له بالصمت على الباطل.. فتدخل وأعلنها لمراسل سكاي نيوز.. ولكن بطولته لم تمر مرور الكرام.. فقام النظام المجرم باعتقاله.
وفي ذات السياق فإن هذا الاعتقال لم يكن هو الأول لأبناء الشاذلي، حيث كان للبطل سليمان قصة اعتقال سابقة كانت في بداية الأحداث، فتم اعتقاله مع أخيه المحامي حسن محي الدين الشاذلي الذي اعتقل من منزله بعد كسر الأبواب، وترويع الأطفال والنساء، كما تم اعتقال الشاب علاء محي الدين الشاذلي وهو طالب في كلية الطب، وعمره لا يتجاوز 21 سنة… وكانت تهمة الشاب التظاهر من أجل الحرية، وتم الإفراج عنه بعد تعذيبه..
ولم تنته القصة.. فعاود أزلام النظام بمداهمة منزل ياسين محي الدين والد الشاب علاء، وقاموا باعتقال علاء مرة أخرى وعاودوا الكرة في تعذيبه ومن ثم أفرجوا عنه..
وفي هذه الفترة كانت لوالدة الأبطال أزمة صحية، إلا أن الحصار واعتقال أبنائها الشباب لم تسمح بوضعها في المستشفى.. مما اضطر إحدى بناتها – أي إحدى أخوات الأبطال – أن تأخذ أم الابطال إلى المستشفى على الكرسي المتحرك، ولكن لم يسعفها الوقت، مما أدى إلى مفارقتها للحياة.
فهذه قصة أبناء الشاذلي الأبطال.. اعتقالات.. وتعذيب.. ووفاة لوالدتهم بسبب ظلم النظام.. ومع كل ذلك لم يستطع البطل سليمان أن يبقى صامتاً وأعلنها على قناة سكاي نيوز كما ذكرنا..
ونحن بدورنا نطالب كل صاحب ضمير حي أن يأخذ قصة الأبطال بعين الاعتبار، وأن تكون تلك القصة قضية رأي عام… فلا نقبل أن يضيع حق الأبطال مع هذا النظام المجرم.. كلنا سليمان.. وكل أبناء سوريا هم أبناء محي الدين الشاذلي.
تنسيقية مدينة دوما – قسم تحرير الأخبار