أحداث الأربعاء 06 تشرين الثاني 2013
«عقدتان» تؤخران موعد «جنيف 2»: مصير الأسد ومشاركة إيران
لندن، نيويورك، جنيف – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
لم تسفر المحادثات الأميركية – الروسية في جنيف امس، في حضور الموفد الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، عن تجاوز «عقدتي» مصير الرئيس السوري بشار الأسد ومشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2»، ما أدى إلى عدم الاتفاق على موعد المؤتمر وإجراء مزيد من اللقاءات التشاورية في غضون أسبوعين.
وأعلن الابراهيمي أن المحادثات لم تتح «للأسف» تحديد موعد المؤتمر، لكنه أعرب «عن الأمل» بالتوصل إلى عقده «قبل نهاية العام الحالي»، معتبراً أن «عملاً مكثفاً قد أنجز». وأعلن أن اجتماعاً ثلاثياً ثانياً بينه وبين الأميركيين والروس سيعقد في 25 الشهر الحالي، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين والروس يواصلون بحث إمكان عقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري.
وكان الإبراهيمي أجرى صباح امس محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان. وأعقب ذلك اجتماع موسع انضم إليه ممثلو الدول الثلاث الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي الصين وفرنسا وبريطانيا. وأعلنت الأمم المتحدة أنه تقرر دعوة ممثلين عن اربع دول مجاورة لسورية أيضاً هي العراق والأردن ولبنان وتركيا وممثل عن الجامعة العربية وآخر عن الأمم المتحدة.
وبقي مصير الأسد في الفترة الانتقالية نقطة خلاف رئيسية، إذ طرحت مجموعات معارضة رحيله شرطاً مسبقاً للمشاركة. كما شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد. وأضاف: «لا أعرف كيف يمكن أحداً الاعتقاد أن المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الأسد». لكن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أعلن أن نظام الأسد لن يذهب إلى المؤتمر لـ «تسليم السلطة»، وهو ما تطالب به المعارضة والدول الداعمة لها. وقال: «سيكون رئيساً لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيساً فيها».
ونقطة الخلاف الأخرى بين الروس والأميركيين أيضاً هي مشاركة إيران، إذ كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تجب دعوتها إلى «جنيف 2». وقال: «كل الذين لديهم تأثير على الوضع يجب أن تتم دعوتهم بالتأكيد إلى المؤتمر. وهذا يشمل كل الدول المجاورة لسورية وكل دول الخليج تقريباً، ليس فقط الدول العربية وإنما إيران أيضاً».
ومن المقرر أن يبحث «الائتلاف» السوري المعارض في اجتماع هيئته العامة في إسطنبول يومي السبت والأحد المقبلين، الموقف من المؤتمر الدولي، وتشكيل حكومة موقتة وضم «المجلس الوطني الكردي» إليه. وكان رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بعث برسالة إلى الأمين العام للجامعة العربية تحدد أسس المشاركة في «جنيف 2» تضمنت إعلان النظام «قبوله أن هدف المؤتمر هو نقل السلطة كاملاً إلى هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات والسلطات، بما فيها السلطات الرئاسية التي نصّ عليها الدستور السوري، وتشمل أجهزة الجيش والأمن والشرطة والاستخبارات»، واعتماد الأطراف اعلان «جنيف 1»، الذي «يؤكد أن هيئة الحكم الانتقالية هي المصدر الوحيد للشرعية والقانون، وأي انتخابات يجب أن تنظم من قبلها في إطار عملية الانتقال السياسي للسلطة». وتضمنت الرسالة وجوب أن يكون الاتفاق «ملزماً وواجب التنفيذ يصدر بقرار ضامن من مجلس الأمن» مع وجود «إطار زمني محدد لا يتجاوز الربع الأول من العام 2014 لتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة السلطات والصلاحيات».
وجاء في الرسالة: «ليس لبشار الأسد ولا يمكن أن يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية، مع استبعاد جميع مسؤولي النظام المتورطين في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتحويلهم إلى الجهات القضائية»، إضافة إلى «انسحاب القوات الأجنبية الغازية، وعلى رأسها الحرس الثوري الإيراني وميليشات حزب الله وأبو الفضل العباس» من سورية. وأضافت: «لا يمكن إيران أن تكون ضالعة في القتل وشريكة في السلام في آن».
من جهته، أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى أن طهران قد تستخدم نفوذها لتشجيع المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سورية على الانسحاب من هناك. وكان ظريف يرد على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لاستخدام نفوذها على جماعة «حزب الله» اللبنانية الشيعية التي تحارب إلى جانب قوات الأسد في سورية. وقال ظريف لتلفزيون «فرانس 24» أمس: «إيران مستعدة لمطالبة جميع القوى الأجنبية بالانسحاب من سورية. نحن مستعدون للضغط من أجل انسحاب غير السوريين جميعاً من الأراضي السورية».
وفي نيويورك، أبلغت رئيسة لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية في سورية سيغرد القاق، أنها ستقر الخطة العملية لتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية بحلول منتصف الشهر الجاري، التي ستشمل موازنة اللجنة للأشهر المقبلة حتى نهاية حزيران (يونيو) ٢٠١٤، «وستحسم الخيارات حول اختيار مواقع تدمير هذه الأسلحة، إما داخل سورية أو خارجها»، وفق ديبلوماسيين في مجلس الأمن. وشددت القاق في إحاطة أمام مجلس الأمن في جلسة مغلقة أمس، على أن «المرحلة المقبلة المتعلقة بتدمير المواد والأسلحة الكيماوية ستكون صعبة ومعقدة تقنياً، وأيضاً في ما يتعلق بأمن خبراء لجنة التفتيش في سورية وسلامتهم». ونقل ديبلوماسيون في مجلس الأمن عن القاق قولها إن «على المجلس أن يدعم تامين التمويل اللازم للجنة التفتيش، بناء على الخطة» التي ستعلن منتصف الشهر الحالي. وأشارت إلى أن لدى «الأمم المتحدة الآن مليوني دولار مخصصة لعمل اللجنة، فيما رصدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لعمل اللجنة عشرة ملايين دولار. لكن مسألة التمويل لا تزال مطلوبة وستتم الإجابة عنها في لاهاي منتصف الشهر الحالي». وأكدت أن تعاون الحكومة السورية جيد حتى الآن «رغم عدم التمكن من زيارة موقعين من أصل ٢٣ موقعاً لأسباب أمنية»، مشيرة إلى عزم اللجنة زيارتهما «في المستقبل».
وأكدت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور، أن أي تقدم في ملف الأسلحة الكيماوية لن يلغي حقيقة أن «الأسد لا يمكنه أن يحكم شعبه بعدما استخدم ضده الأسلحة الكيماوية وصواريخ سكود».
من جهته، قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن مسؤولية التعاون الكامل مع لجنة التفتيش عن الأسلحة الكيماوية «تقع أيضاً على المجموعات المسلحة» في سورية.
روسيا مستعدة لاستضافة لقاء بين النظام السوري والمعارضة
موسكو – أ ف ب
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا مستعدة لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن المعارضة، قبل مؤتمر السلام حول سورية المرتقب عقده في جنيف في موعد لم يحدد بعد.
وقال بوغدانوف، وفق ما نقلت عنه وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء، إن “اقتراحنا بإجراء اتصالات غير رسمية في موسكو، في إطار الإعداد لجنيف-2 مهم، لخلق أجواء ملائمة وإتاحة مناقشة المشاكل القائمة”.
مقتل 8 أشخاص بانفجار عبوة ناسفة وسط دمشق
دمشق – أ ف ب
قتل ثمانية أشخاص بينهم امرأتان وجرح العشرات، بانفجار عبوة ناسفة وسط دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.
وقالت الوكالة إن “ثمانية مواطنين استشهدوا بينهم امرأتان، وأصيب آخرون بجروح خطيرة جراء تفجير إرهابي بعبوة ناسفة في ساحة الحجاز في دمشق”، مشيرةً إلى أن “التفجير وقع على مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي”.
“داعش ” تفقد آخر معاقلها في “رأس العين” السورية
دمشق – أ ش أ
أكدت مصادر فى المعارضة السورية أن “مقاتلين تابعين للجان حماية الشعب سيطروا اليوم على منطقة “المناجير” في “رأس العين” شمال سورية بعد طردهم لعناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) وجبهة النصرة”.
ونقلت قناة “روسيا اليوم ” عن المصادر قولها “إن اشتباكات عنيفة دارت بين وحدات حماية الشعب، التابعة للأكراد، وبين “داعش” وانتهت بالسيطرة الكاملة على “المناجير” بعد سيطرتها على منطقة “تل حلف “ومنطقة “أصفر نجار” في ريف راس العين في وقت سابق”، مشيرة الى ان “داعش” و”النصرة” خسرت بذلك آخر معقل لها في “رأس العين”.
ويأتي هذا التطور بعد سيطرة الأكراد على 19 بلدة وقرية شمال شرقي سورية، وبعد اسبوع من تمكنهم من السيطرة على معبر “اليعربية” الحدودي مع العراق.
من جانبها، أعلنت فصائل مقاتلة في المعارضة السورية بدء عملية تحرير البحوث العلمية وما تبقى من حي الراشدين في حلب، استكمالا لمعركة القادسية المعلن عنها سابقا، موضحة أن “هذه العملية تأتي تزامناً مع انشغال القوات السورية بجبهات الليرمون والخالدية في ريف حلب”.
في سياق متصل، أفادت وكالة “سانا” الوكالة السورية الرسمية بتقدم الجيش السوري في بلدات بمحيط ريف حمص الشرقي ومنها منطقة” الحزم الوسطاني” في محيط بلدتي “صدد” و”مهين” وقرية “حوارين”.
“صعوبات” أميركية – روسية تحول دون جنيف – 2 والابرهيمي يريد مصير الأسد لنهاية المفاوضات
العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
أخفق لقاء جنيف الثلاثي للممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي وممثلين للولايات المتحدة وروسيا في جنيف في الاتفاق على موعد لعقد مؤتمر السلام حول سوريا المعروف بجنيف – 2، مع الاعراب عن الامل في عقده قبل نهاية السنة الجارية.
واجرى الابرهيمي محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان. وتلا هذا الاجتماع بعد الظهر اجتماع موسع انضم اليه ممثلو الدول الثلاث الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الصين وفرنسا وبريطانيا. واعلنت الامم المتحدة انه تقرر ايضا دعوة ممثلين لأربع دول مجاورة لسوريا هي العراق والاردن ولبنان وتركيا وممثل للجامعة العربية وآخر للامم المتحدة.
واعرب الابرهيمي في مؤتمر صحافي عقده في جنيف عن “الامل” في التوصل الى عقد هذا المؤتمر “قبل نهاية السنة الجارية”، معتبرا ان “عملا مكثفا قد انجز” في هذا الاطار. واعلن ان اجتماعا ثلاثيا ثانيا بينه وبين الاميركيين والروس سيعقد في 25 تشرين الثاني الجاري. وقال ان المعارضة السورية مدعوة “للقدوم عبر وفد مقنع”، مضيفاً: “ان مختلف مكونات المعارضة تتواصل بعضها مع البعض، وهذا واحد من الامور التي يتوجب عليهم اتخاذ قرار في شأنها”، في اشارة الى مشاركتهم او عدم مشاركتهم في المؤتمر واختيار الوفد الذي سيمثلهم. وشدد على ان “المؤتمر يجب ان يعقد من دون شروط مسبقة”.
وسئل عن مشاركة ايران في المؤتمر، فأجاب: “ان المحادثات لم تنته بعد”.
وكان مصدر روسي استبق اعلان الابرهيمي بابلاغه وكالة “ايتار- تاس” الروسية الرسمية ان مؤتمر جنيف – 2 الذي كان مرتقبا اساسا في تشرين الثاني لن يعقد قبل كانون الاول .
الصعوبات
وعلمت “النهار” من مصدر دولي مطلع على المشاورات التي أجراها الابرهيمي في جنيف وقبله في عواصم المنطقة أن “الصعوبات” بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن طريقة التعامل مع الأزمة السورية و”التفاصيل” المتعلقة بما إذا كان الأسد سيكون جزءاً من العملية الإنتقالية وتمثيل المعارضة، حالت دون تحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف – 2.
وظهرت “الصعوبات الموجودة أصلاً” بين الوفدين الأميركي والروسي “على رغم أنهما يتفهمان طلبات بعضهما البعض، ويستعجلان عقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن قبل نهاية السنة الجارية”. غير أن “العقدة الأساس لا تزال الوفد الذي يمكن أن يمثل المعارضة” التي ستعقد اجتماعاً في 9 تشرين الثاني الجاري في اسطنبول، واجتماعاً موسعاً آخر في 23 منه في محاولة جديدة للتفاهم على “وفد يمثل غالبية المعارضة إذا لم يكن كلها”.
وأوضح المصدر أن الابرهيمي اقترح أن يعقد اجتماع تحضيري جديد في 25 تشرين الثاني “تأمل روسيا في أن يكون الأخير في اطار التحضيرات” لعقد المؤتمر بمشاركة كل الأطراف المعنيين. ولم تتضح على الفور المواقف من اقتراح آخر قدمه الابرهيمي ليتفاوض السوريون على مشاكلهم وفق مبدأ “من الأسهل الى الأصعب”، الأمر الذي يعني أنه يريد ترك البحث في مصير الرئيس بشار الأسد الى نهاية المفاوضات.
ولفت المصدر الى أن الابرهيمي يعتقد أن “الأمور بدأت تتحلحل”، غير أنه “لا يزال يصحو كل يوم ويفكر في الإستقالة من مهمته” التي تنتهي بنهاية السنة الجارية. وأكد بوغدانوف أن الوفد الروسي سيلتقي اليوم عدداً من ممثلي المعارضة السورية. وقال انه ستكون هناك لقاءات منفردة مع كل من رفعت الأسد نائب الرئيس السوري سابقاً، ومنسق هيئة التنسيق السورية في الخارج هيثم مناع ، والقيادي في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير قدري جميل، ورئيس الاتحاد الوطني الديموقراطي الكردي صالح مسلم.
الوضعان الكيميائي والانساني
وبينما كانت المشاورات هذه جارية في جنيف، قدمت المنسقة الخاصة للمهمة المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سوريا سيغريد القاق إفادة هي الأولى لها أمام مجلس الأمن، فعرضت لتقريري الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية في نهاية الشهر الأول من عمل البعثة في سوريا.
وأبلغت القاق الصحافيين أن أعضاء مجلس الأمن “أثاروا مسألة سلامة أفراد البعثة وأمنهم، والدور المتوقع للمهمة في مواصلة التحقق، وأيضاً في دعم تطبيق المرحلة الثالثة من خطة التخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا، عندما تتم الموافقة المتوقعة عليها” في المجلس التنفيذي لمنظمة الحظر في 15 تشرين الثاني.
وتحدث المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين، فقال إن “هناك تعاوناً جيداً” من الحكومة السورية، مذكراً بأن “المسؤولية لا تقع فقط على عاتق الحكومة السورية بل يتحملها كل الأطراف ومن يتمتعون بنفوذ لديهم. كما أن مسؤولية الدول المجاورة، في بعض الأحيان، تحتم احترام وتنفيذ القرار” 2118.
وسئل عن الوضع الإنساني، فأجاب بأن مجلس الأمن ليس في حاجة الى وثائق جديدة، بل الى تنفيذ المقررات المتخذة سابقاً.
وشددت نظيرته الأميركية سامانتا باور على أن “اتفاق الأسلحة الكيميائية وتطبيقه لم يغيرا موقف الولايات المتحدة من الأسد، الرجل الذي يستخدم الغاز ضد شعبه وصواريخ السكود وكل أشكال الإرهاب الأخرى لا يصلح لحكم هذا الشعب”. وقالت إن “القضاء على الأسلحة الكيميائية في سوريا ليس بديلاً من إنهاء العنف”. وأشارت الى الإفادة التي قدمتها وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس عن الوضع الإنساني في سوريا، معتبرة أن على مجلس الأمن أن “يعمل بالشعور نفسه بالإلحاح الذي أثارته قضية الأسلحة الكيميائية، لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور على الأرض في سوريا”.
وحصلت “النهار” على رسالة دمغت بعبارة “سريّة للغاية” وجهتها آموس الى أعضاء المجلس طالبتهم فيها بالعمل “فوراً” على توفير “ايصال آمن وغير معرقل للمساعدة الإنسانية” الى المناطق المحاصرة في سوريا و”توسيع عمليات الإغاثة الإنسانية… عبر لبنان والأردن والعراق” وتوفير “حماية” للمنشآت الطبية وسيارات الإسعاف وغيرها، الى تأمين “ممر آمن للعاملين والمساعدات في المجال الطبي”.
واعلن الناطق باسم مكتب الامم المتحدة تنسيق المساعدات الانسانية يانس لاريكي ان نحو 40 في المئة من الشعب السوري (9 ملايين نسمة) هم في حاجة الى مساعدات انسانية.
ظريف
في باريس، أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع قناة “فرانس 24” استعداد بلاده لاستخدام نفوذها لتشجيع المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا على الانسحاب منها.
وقال إن “إيران مستعدّة لمطالبة جميع القوى الأجنبية بالانسحاب من سوريا… نحن مستعدون… للضغط من أجل انسحاب غير السوريين من الأراضي السورية”. وكان ظريف يرد على سؤال عمّا إذا كانت ايران مستعدّة لاستخدام نفوذها لدى “حزب الله” اللبناني.
جنيف 2 في موعد لاحق
جنيف 2 لن ينعقد الشهر الحالي. هذا ما خلص إليه الاجتماع التشاوري بين مسؤولين روس وأميركيين بحضور المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، في جنيف. أما السبب فعزاه الابراهيمي إلى المعارضة ومشاكلها.
وبعد التسريبات الروسية التي مهدت لخبر التأجيل، خرج المبعوث الدولي، بعد اجتماع عقده مع نائبة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان والسفير الاميركي لدى سوريا وروبرت فورد، إلى جانب نائبي وزير الخارجية الروسي بالمقر الاوروبي للأمم المتحدة في جنيف ميخائيل بوغدانوف، وغينادي غاتيلوف، ليؤكد عدم الاتفاق على موعد جنيف 2، قائلاً “لا نستطيع القول إننا بتنا قادرين على تحديد موعد جنيف 2، وان كنا نأمل أن يعقد قبل نهاية العام الحالي”.
وأضاف”ليس سراً على أحد أن المعارضة لديها مشاكل كثيرة تعمل جدياً من أجل التغلب عليها وتعيين وفد مقنع”، مضيفاً هذا هو السبب “الذي أخرنا عن عقد المؤتمر”.
كما أشار إلى أنه اتفق على اللقاء مع أطراف في المعارضة في نهاية الشهر الحالي على أمل أن تنجح الأخيرة في “تشكيل وفد قابل للمصداقية وجيد”، مؤكداً أن هذا الأمر “يقربنا من عقد المؤتمر”، مقراً في الوقت نفسه أن هناك الكثير من العمل من أجل الاعداد للمؤتمر، حيث ستعقد الأطراف الدولية اجتماعاً جديداً في الـ25 من الشهر الحالي.
وقبيل المؤتمر الصحافي للإبراهيمي، كانت قناة “روسيا اليوم” سبقت اي بيان رسمي حول اللقاء ونقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن “الأطراف الراعية لمؤتمر “جنيف 2″ لا تتوقع انعقاده هذا الشهر ولكنها تأمل في عقده قبل انتهاء العام 2013 الحالي”. وفي ما يتعلق بأسباب عدم انعقاد المؤتمر في هذا الشهر، أشارت المصادر إلى أن التأجيل “جاء وسط انطباع عام بأن نتائج المعارك في سوريا تفرض أجندة المؤتمر وتحديد موعده”.
بدوره، قال مصدر في الامم المتحدة لوكالة “رويترز” انه حتى اذا لم يتسن تحديد موعد للمؤتمر على الفور فإن الهدف هو “ان تصبح كل الاطراف والجماعات مستعدة للموعد على الاقل.، من دون أن يكون الأمر مؤكداً.
وفيما يتوقع أن تتزايد الضغوط على المعارضة خلال الأيام القليلة المقبلة، لم يغير الائتلاف من موقفه. الشروط بالنسبة إليه لا تزال كما هي، ولا سيّما التي أطلقها رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الاثنين. اذ ترفض المعارضة مشاركة إيران، ولا تريد التورط بالتزامات قد تصدر عن المؤتمر ولا تتناسب مع مطالبها والشروط التي وضعتها، وأبرزها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وهي الشروط التي قال عنها وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، إنها تثير استغرابه.
من جهته، رأى المتحدث الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي، في حديث لـ”المدن” أن “النظام لن يحضر إلى جنيف، والدليل هو تصريحات وزير الاعلام السوري”.
ولفت صافي إلى أن رحيل النظام مسألة أساسية ويجب أن تكون فحوى جنيف 2، معتبراً أن هذا الأمر يتطلب موقفاً دولياً موحداً، ويتطلب من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن توافقاً ضمن هذا الإطار. وأضاف “بغير ذلك النظام سيستمر التعامل مع الموضوع بالطريقة نفسها”.
وفيما يتمسك الائتلاف بموقفه السياسي، يبقى استمرار نفوذه العسكري على الكتائب المقاتلة داخل الأراضي السورية موضع شك. وفي السياق، شهدت مدينة الريحانية التركية اجتماعاً بين هيئة أركان الجيش الحر، وفصائل إسلامية في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين في ظل الخلافات المتزايدة. ونقلت قناة “سكاي نيوز” عن مصادر معارضة، إن الفصائل الإسلامية هددت بإعلان قيادة موازية لهيئة الأركان إن لم تقم الأخيرة بإعادة هيكلية جذرية.
في المقابل، لم يعد النظام يتردد في القول إنه لن يحضر جنيف 2 اذا كان يهدف إلى بحث تنحية الأسد، وهو ما كان واضحاً في تصريحات وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي. فبعد أن رد على كلام وزير الخارجية السعودية، سعود الفيصل، في ما يتعلق بمصير الأسد، استرسل في الحديث عن جنيف 2.
الزعبي، على شاشة التلفزيون السوري، توجه إلى من وصفهم “بعض معارضي الخارج” والفيصل، قائلاً أن سوريا لن تذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة، وعلل بالقول ” لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة”.
أما نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية المقال حديثاً، قدري جميل، فكشف عن رغبته في المشاركة بجنيف 2، وذلك في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، أكد خلالها أنه فشل في إقناع السفير الأميركي في سوريا سابقاً، روبرت فورد، قبول حضوره جنيف 2 قائلاً “حاولت إفهامه أنني كنت معارضاً للنظام قبل أن أنضم إلى الحكومة، وأنني بقيت معارضاً حين أصبحت وزيراً وأنني سأبقى معارضاً بعد خروجي من الحكومة”.
ميدانياً، نقلت وكالة “رويترز” عن متحدث باسم الفاتيكان، قوله “إن قذيفة مورتر سقطت على سفارة بلاده في دمشق” والواقعة في حي المالكي الذي يقطنه الأسد وتقع فيه سفارتا روسيا وإيران.
أما في حمص، فبرغم الانتكاسات التي شهدتها المدينة في الفترة الأخيرة، أعلن لواء “مغاوير بابا عمرو” السيطرة على واحد من أكبر مستودعات الأسلحة التابعة للنظام السوري، وذلك في بلدة مهين، في ريف حمص، إضافة إلى إسقاطه طائرة “ميغ” فوق البلدة، أثناء قيامها برمي البراميل المتفجرة.
الفرنسية الأولى..في الدلهمية
“الدلهمية 2” قد لا يكون، على رغم اتساع حجمه، التجمع الاكبر لخيم اللاجئين السوريين الى البقاع، ولكنه بالتأكيد المخيم الاكثر استقطابا لوسائل الاعلام المواكبة لزيارات الوفود الاجنبية والبعثات الاوروبية التي اغدقت على سكانه، بوعود، لم تأت ترجمتها على الارض سوى مزيد من الشوادر وبعض البنى التحتية، والقليل من المساعدات الغذائية والعينية التي يشكك سكان الخيم في مصداقية موزعيها، فيما الدولة اللبنانية باعتراف وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور “جالسة في المقاعد الخلفية بالنسبة لتوزيع هذه المساعدات” تنتظر اعترافا من المجتمع الدولي “بأن الدولة اللبنانية جديرة بان تكون شريكة في عملية اغاثة النازحين”، لا يقل عن ثقتها بالهيئات التي ائتمنتها على توزيع مساعداتها.
لم ينشأ مخيم الدلهمية كما معظم تجمعات اللاجئين السوريين على أرض البقاع، بإرادة الدولة اللبنانية. فالاخيرة نفضت يدها من مسؤولية ايواء ما لا يقل عن مليون لاجئ أصبح مقيما على ارضها.
ومن هنا بدأ وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور وفاليري تريفيلير صديقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، جولتهما الإستطلاعية الثلاثاء ترافقهما نورا جنبلاط على “شكاوي وتذمر النازحين”. وبدا كمن يكتشف مأساة اللجوء السوري الى لبنان من دون “ان يكون لدينا الجواب على الشكاوى” كما قال، بل ابدى تفهما لقلق هؤلاء خصوصا من قدوم فصل الشتاء، ليس خوفا من برد قارس اختبر بعضهم قساوته خلال الشتاء الماضي، انما ايضا بسبب نشوء المخيم في منطقة فيضانات قد لا تتمكن شبكة الاقنية التي تم تجهيزها بها، او تلك التي لا تزال تنتظر انشاءها، من ان تنقذ المخيم واهله من الغرق، فبات على هؤلاء ان يجدوا لهم مأوى بديلا، اذا وجد.
لكن، حتى ولو لم ينظر اللبنانيون بالتقدير نفسه إلى زيارة أبو فاعور للنازحين السوريين، كما يهتم الفرنسيون بالنشاط الانساني لصديقة رئيسهم الآتي من خلفية اشتراكية، الا ان اطلالة وزير الشؤون الاجتماعية صباح الثلاثاء من مخيم الدلهيمة، وامام وسائل الاعلام العالمية التي واكبت الزيارة، كانت ضرورية لـ”تحريك بعض المياه الراكدة على المستوى الدولي” وتذكير المجتمع الدولي والعالمي ب”مسؤوليته الاخلاقية”، وهي مسؤولية اكبر من مسؤولية الدولة التي احال ابو فاعور على رئيس جمهوريتها ورئيس حكومتها مشكلة عبور الكثيرين الى الاراضي اللبنانية عن طريق المعابر غير الشرعية من دون اوراق ثبوتية، ما فرض عليهم اقامة جبرية داخل المخيمات خوفا من الملاحقة القانونية، متحدثا ايضا عن “الظروف المعيشية والصحية الصعبة التي يعانيها هؤلاء” من دون ان يتطرق الى ازمة جيل واسع من الاطفال الذين ولدوا من دون هوية، ولهؤلاء ووالداتهم كرست تريفيلير الجزء الاكبر من زيارتها.
عادت الفرنسية الاولى خلال اقل من ساعة ثلاثة اطفال حديثي الولادة، مسلطة بذلك الضوء على ما ذكره التقرير الاخير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن 8000 طفل ولدوا في لبنان منذ اذار 2011. هؤلاء اضيفوا الى اطفال آخرين لاحظت تريفيلير انهم “يشكلون غالبية سكان المخيمات، وكثر منهم لا يذهبون الى المدارس، وسيكونون جيلا يذهب ضحية ان لم نتحرك الآن حيال هذا الامر”.
ومن موقع الواثق بـ”رمزية وجودي هنا”، باسم فرنسا التي قالت انها “تحمل هذه القضية، وكانت قائدة فيها”، لم تسقط الفرنسية الاولى الازمة التي يخلقها التدفق السوري المستمر الى لبنان الذي رأت “انه يدفع ضريبة ثقيلة كبيرة باستضافته اللاجئين السوريين، بما ان ربع سكانه اليوم هم من اللاجئين. واعتقد بان على المجتمع الدولي ان يعنى بهذه المشكلة”. مضيفة: “ان الصعوبة في لبنان هي ايضا للبنانيين ان اعداداً كبيرة منهم هم فقراء ايضا. مليون لاجئ او اكثر هذا رقم ضخم، تخيلوا كأنه على فرنسا ان تستقبل 20 مليون لاجىء هذا امر لا يمكن تصوره. نحن نرى انهم معدمون الى جانب يأسهم لانهم لا يعرفون متى سيعودون الى بيوتهم، فهم لا يرون حتى نهاية النفق المظلم”.
بالمقابل، قال ابو فاعور:” فرنسا كانت صاحبة مبادرة اساسية في مساعدة لبنان، والمؤتمر الذي انعقد في الامم المتحدة كان بدفع اساسي من الدولة الفرنسية وتحديدا من الرئيس هولاند الذي ساهم بشكل اساسي في عقد هذا المؤتمر”، فهل يقتنع هولاند من صديقته بما خلصت من الزيارة بأن “ما قامت به فرنسا والمجتمع الدولي فيما يتعلق بازمة اللاجئين السوريين ليس كافياً”؟
رهان خليجي على «جيش محمد» السلفي بديلاً لـ«الحر»
«جنيف 2» في مهب خلافات «الائتلاف السوري»
محمد بلوط
لا أفق سياسياً للحرب السورية، والعملية السياسية التي كان ينبغي أن يحدد لها الثلاثي الروسي – الأميركي – الأممي موعدا وأجندة، لم تقلع بسبب إخفاق «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في التوصل إلى قرار بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وعجز المعارضة الخارجية عن تقديم وفد ذي مصداقية إلى المؤتمر كما يأمل الوسيط الأخضر الإبراهيمي من قرار التأجيل.
وجرت تغطية الفشل بحصيلة ضئيلة، كانجاز نص الدعوة إلى مؤتمر، لم يحدد له لا مدعوون ولا تاريخ للانعقاد، ويهيمن تردد كبير على طرفه الأميركي من مجرد الخوض في تحديده خشية أن يفجر «الائتلاف» أو يسقط الهدنة التي أنجزها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زيارته للرياض مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل.
كذلك جرت تغطية الفشل، بعودة مقررة إلى اجتماع الثلاثي الدولي في 25 تشرين الثاني الحالي، بعد أن يكون «الائتلاف السوري»، قد عبر محنة تقرير المشاركة في اجتماعه المقرر في اسطنبول السبت المقبل.
وعبر الإبراهيمي عن مأزق استيلاد جنيف ومسؤولية «الائتلاف» بالقول إن «المعارضة السورية تواجه أوقاتا صعبة، وهي تحاول التغلب عليها، وهناك خلافات داخلية بين أطرافها، وعليهم أن يتجهزوا، وهم غير جاهزين حتى الآن». وشدد على أن «المؤتمر يجب أن يعقد من دون شروط مسبقة».
وفي ضوء الفشل في مجرد تحديد موعد للمؤتمر، يربح أعداء منح السوريين طاولة للتفاوض حول «جنيف 1»، جولة مهمة في الحرب على أي محاولة لفك الحصار عن الفرصة الأولى لاختبار الحل السياسي، بعد عامين ونصف العام من الحرب. وتكسب السعودية ومعها قطر وتركيا التي هاجم مندوبها «جنيف 1» خلال الاجتماع المسائي الذي ضم الثلاثي الدولي إلى سفراء دول الجوار السوري، لبنان والأردن وتركيا والعراق.
وقال المندوب التركي، في ما يعبر عن الاتجاه السائد لدى حلفاء «الائتلاف» السوري، ان لا جدوى من «جنيف 2»، داعيا إلى الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار دولي حول سوريا. ولا يبدو أن إعادة تجهيز الائتلافيين سياسيا وتوحيدهم هو هدف السعودية، فالأغلب أن الرهان الراجح، هو العمل على توحيد الفصائل السلفية الأكثر تجانسا إيديولوجياً، وخضوعا لقيادة مدير الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان.
وتشهد الريحانية في الاسكندرون، اجتماعات يديرها وزير الخارجية القطري خالد العطية، لتهيئة بدائل أكثر فعالية عن قيادة سليم إدريس، وتأليف «جيش محمد» من الكتل «الجهادية» التي تضم «أحرار الشام وصقورها»، و«جيش الإسلام» الذي يقوده زهران علوش، وفصائل سلفية أخرى، لا تهدف بالضرورة إلى تحسين شروط التفاوض في جنيف، الذي رفضته هذه الفصائل. (تفاصيل ص 12)
وتلقى النظام السوري، بشكل متفاوت، هدية غير منتظرة، من خلال تحميل المعارضة مسؤولية الفشل في إطلاق العملية السياسية. ويمنح فشل الأمس النظام السوري المزيد من الوقت لتعزيز تقدم الجيش السوري على جبهات عدة.
وكان واضحا أن تقدم موعد الاجتماع الدولي بالأمس، لتثبيت موعد نهائي لـ«جنيف 2» على اجتماع «الائتلاف» الاسطنبولي السبت المقبل، والمكرس لاتخاذ موقف نهائي من الاجتماع، قد أدى إلى وضع الأميركيين والروس والأخضر الإبراهيمي أمام خيارات صعبة، إذ ان تحديد موعد ثابت قبل اجتماع الائتلافيين الذين يقودهم رفض سعودي لمؤتمر جنيف، كان سيؤدي إلى وضع الثلاثي الدولي في مواجهة مع «الائتلاف» والسعودية التي تحاول أميركا التوصل إلى هدنة في التوتر الديبلوماسي معها. كما كان تثبيت موعد، من دون القدرة على فرض حضوره على «الائتلاف»، سيفضي إلى انكشاف عجز الأميركيين عن الوفاء بالتزاماتهم في ما يسمى الاتفاق الأميركي – الروسي، وتسهيل الحل السياسي في سوريا. وقال مسؤول روسي رفيع المستوى في جنيف «إننا لا نعلم ما يجري بالفعل لدى الأميركيين، وما إذا كانوا سيلتزمون بتعهداتهم».
وكانت المداولات الصباحية قد قادت الروس والأميركيين والوسيط الدولي إلى خلاصة ترى أن «الائتلاف» ليس جاهزا بعد لدخول المفاوضات مع النظام. وبحسب مصدر ديبلوماسي فقد دافعت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان عن ضرورة إعطاء المزيد من الوقت للائتلافيين «لأنهم لا يملكون الخبرة السياسية الكافية لخوض المفاوضات، وانه ينبغي انتظار اجتماعهم، وأنهم ليسوا مستعدين لذلك». وقالت مصادر انه طلب من المندوبين العودة إلى الوزيرين الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للتوافق على موعد تسمح به أجنداتهم، لتحديد موعد للمؤتمر.
وقالت شيرمان خلال الاجتماع، بحسب مصدر ديبلوماسي روسي، إن عقد الاجتماع في 23 و24 تشرين الثاني الحالي، كما كان مقترحا، يعد تسرعا، ويشكل مكسبا مجانيا للنظام السوري، الذي سيحاور معارضة منقسمة ومشرذمة وغير جاهزة، وانه ينبغي منحهم المزيد من الوقت لتحضير أنفسهم، وتشكيل وفدهم، وتوحيد صفوفهم. ودافعت شيرمان عن عجز «الائتلافيين» في الاجتماع، قائلة «لا ينبغي أن نتسرع، وينبغي أن ندعم اجتماع المعارضة في اسطنبول، كي يصلوا جنيف موحدين».
وقال المصدر الديبلوماسي الروسي إن المعارضة الخارجية، التي فشلت خلال عام بتوحيد صفوفها، لن تكون قادرة خلال أيام على حل مشكلاتها. وقال المندوب الروسي، نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف إن «المعارضة لا تملك موقفا موحدا، وان مواقفها مخيبة للآمال، لكن المؤتمر سيعقد قبل نهاية العام».
ولا يبدو انه من الممكن المخاطرة بموعد جديد لجنيف قبل نهاية العام، بغض النظر عن نتائج اجتماع اسطنبول. إذ صارحت الديبلوماسية الأميركية ويندي شيرمان، من التقتهم في الجلسة المسائية التي ضمت ممثلين عن الدول الثلاث الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الصين وفرنسا وبريطانيا، بان نافذة أي اجتماع في كانون الأول المقبل ستكون ضيقة جدا، والأرجح أن أعياد الميلاد الغربية لن تترك الوقت الكافي لعقد جنيف، كما انه من غير الممكن عقده، قبل انقضاء الميلاد الشرقي، في روسيا، في نهاية الأسبوع الأول من كانون الثاني.
أحد الضالعين في تفجيري ‘الريحانية’ التقى الأسد قبل الهجوم
أضنة- الأناضول: أشارت لائحة الاتهام في قضية تفجيري قضاء ريحانلي (الريحانية)، في ولاية هطاي، جنوب تركيا، إلى لقاء “يوسف نازيك”، الذي لعب دور وسيط في التخطيط للهجوم، بالرئيس السوري، بشار الأسد، لمدة ساعة و45 دقيقة، قبل الهجوم.
وذكرت اللائحة التي قدمت لمحكمة الجزاء الثامنة في ولاية “أضنة”، أن “نازيك” اتصل هاتفيا مع “مهراج أورال”، زعيم أحد المجموعات المنبثقة عن منظمة (جبهة التحرير الشعبية التركية) اليسارية الإرهابية، لطلب موعد للقاء الأسد، الأمر الذي تحقق بعد 3-4 أيام “وهو ما يظهر التحرك المشترك بشكل مباشر بين المنظمة الإرهابية، وقوات الأمن السورية في التخطيط للهجوم” وفق نص اللائحة.
وكان الانفجاران اللذان حدثا في 11 أيار/ مايو الماضي، قد أوديا بحياة 52 شخصا، وجرح 100 آخرين، وتتكون لائحة الاتهام من 115 صفحة، ويبلغ عدد المدعين 359، ويحاكم في القضية 33 مشتبها بهم.
ويشار إلى أن مهراج أورال، والذي يعرف في سوريا باسم (علي كيالي)، يتزعم منظمة مقربة من النظام السوري، تقاتل إلى جانبه في منطقة الساحل السوري، وتعرف باسم “الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون”، وتشارك مع قوات النظام السوري في العديد من العمليات ضد قوات المعارضة السورية بدافع من خلفيات طائفية. ويتهم بالتحريض والضلوع في مجازر ارتكبتها قوات النظام.
مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 50 آخرين بجروح بتفجير عبوة ناسفة وسط دمشق
دمشق- (يو بي اي): قتل ثمانية أشخاص وأصيب 50 آخرون بجروح، الأربعاء، بتفجير عبوة ناسفة في ساحة الحجاز وسط دمشق.
ونقلت وكالة أنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في الشرطة قوله، إن “عدداً من الإرهابيين فجّروا عبوة ناسفة على مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي في وسط ساحة الحجاز، ما أدّى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين في المكان، بينهم عدد من العمّال كانوا يقومون بأعمال صيانة للمبنى”.
كما نقلت عن مصدر في مستشفى دمشق قوله “وصل إلى المشفى ثمانية قتلى و50 جريحاً بينهم أطفال ونساء، جرّاء التفجير في ساحة الحجاز″.
تعيين قائد مؤقت للمجلس العسكري الثوري بحلب
القاهرة- الأناضول: اختار المجلس العسكري الثوري (تابع للمعارضة السورية) في حلب، شمالي سوريا، يوم الثلاثاء، العقيد عبد السلام حميدي قائدا مؤقتا للمجلس، خلفاً للعقيد عبد الجبار العكيدي، بحسب مسؤول بالجيش السوري الحر.
وأعلن العقيد العكيدي استقالته من منصبه يوم الأحد الماضي احتجاجاً على ما وصفه بتخاذل المجتمع الدولي، وممارسات ممثلي المعارضة وهيئاتها في الخارج.
وقال لؤي مقداد، المستشار السياسي لهيئة قيادة الأركان المشتركة للجيش السوري الحر، إن “العقيد العكيدي شخصية ثورية هامة في الحراك الثوري في سوريا، وكنا لا نتمنى إقدامه على هذه الخطوة، غير أننا نحترم قراره”.
وأوضح مقداد في تصريحات عبر الهاتف لمراسل الأناضول، أن العقيد العكيدي وإن كان قد ترك المنصب، إلا أنه سيظل باقيا في العمل الثوري داخل سوريا.
وكان العكيدي قد قال في تصريحات سابقة إن “السبب الرئيسي لقراره يكمن في تراجع فصائل الجيش الحر بمدينة السفيرة (شرقي حلب) والواقعة في منطقة استراتيجية تفتح طرق الإمداد لقوات النظام، التي سيطرت على طريق الإمداد إلى معامل الدفاع هناك، معتبرا أن هذا التراجع سببه “رفض بعض القادة التوحد، وكذلك التقاعس عن مواجهة قوات النظام في مناطق الاشتباكات”.
من ناحية أخرى، استبعد مقداد أن يعقد مؤتمر ” جنيف 2 ” الشهر الجاري، كما تسعى قوى دولية وإقليمية.
ومؤتمر “جنيف 2″ دعا إليه لأول مرة وزيرا خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، وروسيا، سيرغي لافروف، في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء الأزمة السورية سياسياً، ولا زال موعد انعقاده غير محدد، إلا أن مصادر في الأمم المتحدة، رجحت أن يعقد نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وقال مقداد: ” الظرف الحالي وما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتدمير يومي لا يهيء بيئة مناسبة لأي حل سياسي “.
ووصف مقداد في هذا الإطار موقف الجيش الحر من ” جنيف 2 ” بأنه الأوضح بين كل المواقف الدولية والإقليمية، وكذلك داخل سوريا.
وأضاف: ” نحن قلنا بوضوح أننا لن نذهب لجنيف 2، إلا إذا كانت هناك ضمانات واضحة برحيل الأسد، فنحن منفتحون على الحل، ولا نقاتل من أجل القتال، ولكن يجب أن يلاءم هذا الحل التضحيات التي قدمها الشعب السوري”.
وناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم، الذي عقد بناء على طلب المعارضة السورية، الأحد الماضي، تطورات الأوضاع في سوريا في ضوء المساعي التي يبذلها الإبراهيمي، من أجل تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر “جنيف 2″ لحل الأزمة السورية، خاصة في ظل تزايد التكهنات باحتمال تأجيله، بحسب تصريحات سابقة للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
واتفق وزراء الخارجية العرب على دعوة جميع أطراف المعارضة السورية، بقيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2.
ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد السوري.
سلفيون من غزة يقاتلون نظام الأسد في سوريا
غزة- (ا ف ب): غادر الشاب محمد الزعانين قطاع غزة لاداء العمرة في السعودية الا ان أسرته فجعت بنبأ مقتله بعد ثلاثة شهور اثر “عملية استشهادية” نفذها ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
واقامت العائلة الشهر الماضي بيت عزاء لابنها محمد (23 عاما) في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بعد ان اعلن التيار السلفي الجهادي في بيت المقدس انه “يحتسب الاستشهادي محمد الزعانين (ابو انس المقدسي) شهيد الدولة الاسلامية في العراق والشام والذي ارتقى شهيدا بإذن الله في عملية استشهادية على ارض الشام المباركة”.
والزعانين واحد من “عشرات المجاهدين الذين نفروا من قطاع غزة طلبا للجهاد في سبيل الله في بلاد الشام” بحسب ما يقول مصدر سلفي فضل عدم الكشف عن هويته.
وتقول ام محمد الزعانين “سافر في 13 حزيران/ يونيو الماضي دون ان يخبرنا، لكنه اتصل في اليوم التالي واخبرنا انه في السعودية لاداء العمرة وسيعود بعد عشرين يوما”.
وتتابع “اتصل بنا من السعودية ثم انقطع الاتصال به فترة طويلة، ثم اتصل في الثاني من ايلول/ سبتمبر وبعد اصرار اخبرني انه في سوريا للجهاد في سبيل الله”.
وتضيف “تحدث معنا جميعا في ال 16 من الشهر نفسه، وفي اليوم التالي اتصل بي صديقه يخبرني انه استشهد في عملية استشهادية”.
ويظهر الزعانين بلحيته الكثيفة ولباسه السلفي وراية الجهاديين السوداء خلفه في تسجيل فيديو يتلو فيه وصيته نشر على مركز ابن تيمية للسلفيين وعلى موقع يوتيوب.
وقال في الفيديو “اسألك ربي اعلى رتب الشهادة، انما هو جهاد لاعادة خلافة المسلمين على الارض وتحكيم شرع الله عز وجل”.
ويقدر ابو عبد الله المقدسي القيادي البارز في المجموعات السلفية في قطاع غزة عدد المقاتلين الذين خرجوا من غزة الى سوريا ب”نحو 27 مجاهدا منهم من عاد ومنهم من استشهد ومنهم من أصيب ولا زال هناك يتلقى العلاج أو غادر من سوريا الى بلاد أخرى”.
وحول سبب خروجهم للقتال في سوريا يقول “حالة الخلط القائمة في غزة ما بين هدنة وركود للعمل المقاوم وخاصة ملاحقة كل من يحاول القيام بعمل جهادي واتهامه بالخيانة ومحاولة إفشال التهدئة لصالح أهداف مشبوهة كما يدعون، أحدثت لدى إخواننا حالة من السخط والغضب الكبير دفع بهم إلى البحث عن خيارات أخرى من بينها الذهاب للقتال في سوريا”.
ويشير إلى ان “من بين هؤلاء محمد الزعانين الذي كان ملاحقا باستمرار من قبل امن حكومة حماس بسبب اطلاقه المتكرر للصواريخ تجاه الكيان الصهيوني”.
وتؤكد والدة الزعانين ان ابنها محمد “اعتقل اكثر من ثلاث مرات من قبل حكومة حماس ،كما كانوا يستدعونه شهريا للتحقيق”.
بدوره يرد ايهاب الغصين المتحدث باسم حكومة حماس في غزة بان “المقاومة لم تتوقف في غزة، المقاومة لا تعني المواجهة المستمرة مع الاحتلال وما يتم الان من اعداد وتحضير لاي مواجهة مقبلة للدفاع عن شعبنا هو جزء من المقاومة”.
ويضيف القيادي السلفي ان “سفر المجاهدين لسوريا جاء بشكل فردي، بناء على طلبهم وبمالهم الشخصي ولم يكن هناك أي أوامر عليا لإرسال المقاتلين”.
واكد اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس التي تسيطر على غزة السبت عدم تدخل حركته بالاحداث الجارية في سوريا.
ولطالما اعتبر الاسد حليفا لحماس التي استضاف مقارها في بلاده، الا انها غادرتها بعد قيام الثورة السورية قبل ان تعلن تأييدها لها لاحقا.
محمد قنيطة (32 عاما) مقاتل اخر غادر غزة في ايلول/سبتمبر من العام الماضي وقتل في مدينة حلب السورية في 28 كانون الاول/ديسمبر 2012 حسب شقيقه بكر.
ورغم ان شقيقه يقول “كان لاخي بصمة جهادية قوية في غزة، فهو من ابرز قادة كتائب القسام في الشاطئ التي انتسب اليها في العام 2004″، الا انه يؤكد ان ذهابه لسوريا “ليس له اي انتماء تنظيمي فقد خرج بشكل فردي”.
ويضيف ” كان يدرب على الحدود السورية التركية في انطاكيا وقد خرج الكثير من الدورات حسب ما اخبرنا اصدقاؤه”.
وتنتشر على موقع يوتيوب فيديوهات مسجلة يظهر فيها قنيطة وهو يدرب مجموعة من الشبان على استخدام السلاح واقتحام المباني.
وتلقت العائلة نبأ مقتل ابنها من خلال اصدقائه في سوريا بحسب شقيقه الذي يقول ايضا” تاكدنا تماما بعد رؤية صوره وفيديو جنازته”.
ويظهر وجه “الشهيد” قنيطة بوضوح بلحية كثيفة في جنازته التي شيعها عشرات من اصدقائه في سوريا وقد وضعوا على جثمانه شعار حركة المقاومة الاسلامية حماس كما يظهر في الفيديو الموجود على يوتيوب.
وفي غزة نعت حركة حماس وكتائب القسام قنيطة حينها كما تكفلت باقامة بيت العزاء له في منزله غرب مدينة غزة بحسب نفس المصدر.
لكن في فيديو اعده مركز ابن تيمية عن سيرته ياتي فيه ان قنيطة “ترك القسام (..) وتاثر بالمنهج السلفي الجهادي ثم اثبت صدق انتمائه في العمل”، مشيرا الى انه”اعتقل من قبل جهاز الامن الداخلي البغيض” التابع لحماس.
كما ينتشر على يوتيوب فيديو مسجل لقنيطة يتلو فيه وصيته لاهله واصدقائه يقول فيه انه خرج “لنصرة اخواننا ضد الطاغية بشار الاسد واعوانه الشيعة”.
اما الشاب فهد الهباش (28 عاما) المتزوج والاب لطفلتين لم ير اصغرهما والذي كان يعمل في جهاز حفظ النظام والتدخل في شرطة حماس ، فقد قتل هو الاخر في سوريا في 19 تموز/يوليو الماضي.
ويقول والده نزار “اخبرنا انه يريد السفر الى السويد للهجرة ولهذا سافر الى تركيا في الخامس من ايار/مايو الماضي”.
وتقول والدته “لقد كان استشهاده اكبر صدمة تلقيتها في حياتي فلم يكن ينتمي لاي فصيل”.
لكن ابنهما الملقب ب “ابو مصعب المقدسي” يقول في وصيته وهو يحمل سلاحه في فيديو اعده المكتب الاعلامي لمجلس شورى المجاهدين في بيت المقدس “رسالتي الى الاهل اذا سمعتم خبر مقتلي او رحيلي من هذه الدنيا الفانية فافرحوا واستبشروا واعلموا اني نلت ما اتمناه”.
كما نعى مركز ابن تيمية نضال العشي وسعد الشعلان من قطاع غزة و هما ايضا “من شهداء التيار السلفي في بلاد الشام” كما ذكر على موقعه الا ان عائلتيهما رفضتا الحديث.
مقاتلون معارضون يسيطرون على أقسام من مستودعات للاسلحة وسط سوريا
بيروت- (ا ف ب): سيطر مقاتلون معارضون على أجزاء من مستودعات ضخمة للاسلحة تابعة للقوات النظامية في محافظة حمص وسط سوريا بعد معارك مستمرة منذ أكثر من اسبوعين، واستولوا على كميات من الاسلحة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء.
واشار المرصد إلى سقوط ما لا يقل عن خمسين قتيلا في معارك عنيفة دارت امس الثلاثاء واستمرت حتى فجر الاربعاء، وانتهت بسيطرة المقاتلين وبينهم جهاديون، على المستودعات التي تعد من الاكبر في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سيطر مقاتلون من جبهة النصرة مدعومين بمقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام (المرتبطتان بتنظيم القاعدة) ومقاتلي الكتيبة الخضراء التي تعرف باسم (كتيبة الاستشهاديين)، ومقاتلي كتيبة مغاوير بابا عمرو وكتائب مقاتلة، على مبان ومخازن في مستودعات الاسلحة التابعة للقوات النظامية قرب بلدة مهين في ريف حمص”.
واشار إلى أن المقاتلين “استولوا على كميات كبيرة من الاسلحة من المستودعات التي تتألف من نحو 30 مبنى ومخزنا”، وتقع الى الجنوب من مهين في الريف الجنوبي الشرقي لحمص.
واضاف عبد الرحمن ان “ثمة معلومات ان القوات النظامية عمدت قبل اسابيع الى افراغ بعض المستودعات ونقل الاسلحة الى اماكن اخرى”.
ويحاول المقاتلون منذ اكثر من اسبوعين السيطرة على هذه المستودعات، في معارك ادت الى مقتل المئات من الطرفين، بحسب المرصد.
واوضح عبد الرحمن ان “ما لا يقل عن 50 شخصا قتلوا في المعارك التي دارت أمس (الثلاثاء) حتى فجر اليوم (الأربعاء)، بينهم 21 مقاتلا سوريا، اضافة الى مقاتلين غير سوريين”. كما قتل “20 عنصرا على الاقل من القوات النظامية”.
واوضح ان معارك عنيفة اندلعت بعد منتصف الليل “اثر تفجير رجل من جبهة النصرة عربة مدرعة مفخخة داخل مستودعات الاسلحة”، وان القوات النظامية تستخدم سلاح الطيران وصواريخ ارض ارض في محاولة صد هجوم المقاتلين.
ويأتي هذا التقدم بعد اسابيع من سيطرة مقاتلين معارضين وجهاديين على قاعدة عسكرية تعرف باسم “اللواء 66″ في شرق محافظة حماة، واستحواذهم على كميات من الاسلحة والذخيرة.
ويشكو المقاتلون من ضعف تسليحهم وعدم ايفاء الدول الداعمة للمعارضة بوعودها لتزويدهم بالسلاح النوعي لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية، لا سيما سلاح الطيران الذي يعد نقطة تفوقها الابرز.
معلومات استخباراتية سرية تشير إلى أن سوريا تخفي بعض الأسلحة الكيميائية
واشنطن- (يو بي اي): تدقق الولايات المتحدة في تقارير استخباراتية سرية لديها تشير إلى ان الحكومة السورية لم تصرح بالكامل عن مخزونها من الأسلحة الكيميائية بل هي تخفي بعضاً من هذه الأسلحة.
ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن معلومات استخباراتية تشير إلى أن الحكومة السورية تخفي بعض أسلحتها الكيميائية، ما يعني انه ما زال لديها مخبأ سري.
وأضاف المسؤول ان المعلومات الاستخباراتية ليس جازمة، ولكن “ثمة معلومات متنوعة تزعزع ثقتنا، فقد قاموا مؤخراً بأمور تشير إلى ان سوريا ليس مستعدة للتخلص من كل أسلحتها الكيميائية”.
وتحدثت (سي إن إن) مع عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين اطلعوا على المعلومات الاستخباراتية الأخيرة حول سوريا، وأكدوا الأمر.
وطلب كل المسؤولين عدم الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية البيانات.
ولفتت إلى ان وكالات الاستخبارات الأمريكية ووزارتي الدفاع والخارجية والبيت الأبيض يراجعون المعلومات الاستخباراتية.
وحذر أحد المسؤولين الأمريكيين من ان أميركا لم تتوصل إلى خلاصة حازمة بشأن النوايا السورية بناء على هذه المعلومات الاستخباراتية، لكنه ذكر ان ثمة جهداً يبذل لفهم ما يخطط له النظام السوري.
وأوضح المسؤولون ان المعلومات الاستخباراتية الجديدة تتحدث عن مخزونات أسلحة وأنظمة إطلاق مثل رؤوس حربية وقذائف، أي أشياء يمكنها أن تحافظ على قدرة سوريا على استخدام أسلحة كيميائية إذا اختارت القيام بذلك.
واعتبروا ان السبب الرئيسي وراء احتمال تمسك الرئيس السوري بشار الأسد ببعض الأسلحة الكيميائية قد يكون ما يعتبره تهديدات صادرة من إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين ان استعداد الأسد للتخلي عن كل برنامج الأسلحة الكيميائية لديه يفوق حدود التصديق.
ولم يذكر المسؤولون كيف تم جمع هذه المعلومات الجديدة.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أعلنت في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن تدمير كافة معدات إنتاج ومزج الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أوصى بتشكيل بعثة مشتركة قوامها 100 خبير من المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لتفكيك الأسلحة الكيميائية السورية بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بالتخلص من الأسلحة الكيميائية في البلاد.
وهذا القرار الذي وافق عليه أعضاء مجلس الأمن بالإجماع بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت عدة أسابيع بين روسيا والولايات المتحدة، واستند إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن، توصل إليه وزيرا الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأمريكي جون كيري، في جنيف في أيلول/ سبتمبر، إثر هجوم بغاز السارين في ريف دمشق في 21 آب/ أغسطس الماضي، أسفر عن سقوط مئات الضحايا، واتهمت المعارضة السورية النظام بالوقوف خلفه فيما نفت ذلك الحكومة.
ويذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية حظر السلاح الكيميائي عام 1993 ودخلت حيز التنفيذ عام 1997.
روسيا مصممة على دعوة ايران.. ووزير الاعلام السوري: لن نسلّم السلطة
تأجيل جنيف 2.. إخوان سورية يؤسسون حزب ‘وعد’.. وترحيل ‘الكيماوي’ الى البانيا
عواصم ـ وكالات: بدأت امس اجتماعات تحضيرية لمؤتمر جنيف 2 في سويسرا حيث يلتقي المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي بدبلوماسيين يمثلون الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والجامعة العربية دول الجوار السوري تركيا والعراق والاردن ولبنان، فيما تواردت انباء عن تأجيل موعد الاجتماع الذي كان من المقرر ان يعقد منتصف الشهر الحالي.
وقد وردت أنباء ان اجتماع الهيئة العامة للائتلاف لمناقشة مشاركته في جنيف 2 قد يتأجل أيضا بعد أن كان تحديده سابقاً يوم السبت القادم.
وأكد مصدر روسي مسؤول مساء امس الثلاثاء، إن مؤتمر ‘جنيف 2′ لتسوية الأزمة السورية لن يعقد هذا الشهر. وقالت مصادر بالمعارضة السورية ــ طلبت عدم ذكر إسمها – إنه رغم أن الموقف النهائي للمعارضة السورية بشأن المشاركة فى مؤتمر جنيف 2 خلال إجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري إلا أن المعارضة قررت المشاركة في لقاءات تشهدها جنيف في إطار الإعداد لمؤتمر جنيف 2 .
وحسب المصادر، فان المعارضة السورية لم تضع شروطا للمشاركة في المؤتمر إذا كان سيؤدي لوقف العنف والإرهاب ويصل بالبلاد إلى نظام ديمقراطي.
ونقلت مصادر مطلعة ل’القدس العربي’ ان جماعة الإخوان المسلمين في سورية أسست حزبا باسم ‘الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)’.
وأكدت المصادر أن الجماعة ستعلن عن الحزب خلال ايام، واضافت المصادر ان شخصيات بالجماعة رفضت الإعلان عن الحزب في هذا التوقيت، مشيرة إلى أن الحزب مازال ضمن ‘التنظيم السري’.
وبحسب المصادر فان الإخوان سشكلون نسبة من الحزب لكنهم لن يكونوا غالبية، وسيضم تشكيلات إسلامية اخرى. جاء ذلك فيما اعتبر القيادي الكردي صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا) أن قضية مشاركة النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد في المرحلة الانتقالية بسورية أو مؤتمر ‘جنيف -2 ‘ ليست هي القضية التي يكترث لها.
وقالت روسيا امس الثلاثاء انه يجب دعوة ايران لمؤتمر السلام المقترح بشأن سورية في تأكيد لموقفها بعدما قال احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الائتلاف لن يشارك اذا حضرت ايران.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طلب الجربا، رئيس الائتلاف، وضع اطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الاسد قائلا انه يجب عدم وضع شروط مسبقة لمؤتمر ‘جنيف 2′ للسلام. وقال لافروف في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عن بيان الجربا ‘يجب دعوة كل اصحاب التأثير على الوضع… وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب بل ايضا ايران.’
ونقلت صحيفة ‘كومرسانت’ الروسية عن مصدر دبلوماسي روسي لم تكشف اسمه قوله ان القوى الكبرى قد تتفق في وقت قصير على نقل الاسلحة لكي تدمر في البانيا.
وقال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، مساء الاثنين الماضي، إن ‘ما سيحصل في جنيف 2 هو عملية سياسية وليس تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية، ومَنْ يتصور غير ذلك فهو واهِم’.
وشنّ وزير الإعلام السوري، خلال حديثه، هجوما لاذعا ضد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل،’قائلاً: ‘نحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة كما يتمنى (الفيصل) وبعض معارضي الخارج لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ‘.
على الصعيد العسكري فقد قصفت قوات النظام السوري امس بقصف القرى التركمانية بمنطقة ‘باير بوجاق’ شمال محافظة اللاذقية، بواسطة الصواريخ وقذائف الهاون. وأسفر القصف عن مقتل شخص واحد وجرح خمسة آخرين تم نقل ثلاثة منهم إلى مستشفى ميداني، كما تم نقل اثنين من الجرحى إلى ‘مستشفى يايلاداغي’ في ولاية هاطاي جنوب تركيا. كما وقعت قذيفة هاون على مبنى سفارة الفاتيكان في حي المالكي الراقي في دمشق ما أدى الى وقوع اضرار مادية. كما تابع المقاتلون الاكراد طرد المتشددين الاسلاميين من مناطق جديدة بشمال شرق سوريا.
‘الجهاديون’ يستخدمون ‘تويتر’ لتأبين ‘الشهداء’ والتجنيد.. ومؤيدو الإنتفاضة يجمعون التبرعات عبر ‘سكايب’ ويديرون مزادات على منتجعات سياحية وسيارات
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يرى مقاتلون نقلت عنهم صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان التقدم الذي حققته القوات الحكومية في مناطق الشمال يهدف لتحسين الموقع التفاوضي للحكومة السورية في مؤتمر جنيف-2 الذي يتوقع انعقاده في نهاية الشهر الحالي، مع ان كلا الطرفين يصدر تصريحات تؤكد على مقاطعته للمؤتمر ومتمسكا بشروطه، فالحكومة السورية لن تشارك في مؤتمر يناقش مسألة رحيل الرئيس بشار الأسد، حسب عمران الزعبي، وزير الإعلام السوري.
فيما تتمسك المعارضة على لسان أحمد الجربا، رئيس الإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة بشروطها تنحي الأسد ورفض مشاركة إيران في المؤتمر. وفي الوقت الذي تتهم فصائل مقاتلة المجلس العسكري الأعلى بحجز الأسلحة عن الفصائل المقاتلة لإجبارها على المشاركة في الذهاب لجنيف حسب متحدث باسم ‘كتائب التوحيد’ نقلت عنه الصحيفة.
ويتزامن التقدم لقوات الحكومة مع الشائعات عن عملية القلمون التي يقال أن النظام يعد لها وهي مهمة له حيث يقارن البعض بينها وبين المعركة على القصير.
وفي خضم هذه المعارك الكلامية وعدم اهتمام أي طرف بجنيف والمشاركة فيه إلا ان هناك شخصا واحدا ألا وهو الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة لسورية يواصل الحديث عن ‘المحادثات’.
فقد أشارت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إلى أسلوبه التفاوضي وهو النظر والبحث أثناء المحادثات مع الأطراف المعنية عن مخرج للأزمة.
وقد نتج عن هذا الأسلوب توصل الإبراهيمي لتسويات في العراق وهاييتي ولبنان ولكن مهمته الأخيرة في سورية تبدو الأعقد.
إتهامات ونقد
الذين يقاتلون في ساحة الحرب ليسوا معنيين بالسلام ولا حتى الدول التي تدعمهم. ومشكلة الإبراهيمي أن الاطراف المعنية في النزاع سواء كانت روسيا وأمريكا أم الدول الإقليمية التي لها مصلحة في الصراع ليست متفقة على ما تريد تحقيقه في جنيف علاوة على كيفية الوصول إليها.
وعندما سئل الإبراهيمي الإسبوع الماضي عن موعد المؤتمر أجاب ‘ربما في عام 2016 أليس هذا أفضل؟’ مضيفا إلى أنه يأمل بانعقاده في الأسابيع القادمة وليس العام المقبل. وترى الصحيفة أن مشكلة المبعوث الأممي أنه لم يتوقف الحديث عن المحادثات، فقد التقى يوم أمس في جنيف مع مسؤولين روسيين وأمريكيين لمناقشة الوسائل التي يمكن من خلالها اقناع الاطراف المتصارعة للتفاوض والحديث، وبعد هذا اللقاء ستعقد الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن جلسة لمناقشة المؤتمر، يتبعها اجتماع تحضره الدول الجارة الأربع لسورية.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه المبعوث الأممي على حضور كافة الأطراف أي الحكومة السورية والمعارضة إلا أنه يتعرض لانتقاد من الطرفين، فقد وصفته صحيفة حكومية بأنه ‘ذو العين الواحدة بأكثر من لسان’، فيما تتهمه المعارضة بتجاوز دوره عندما أكد الشهر الماضي على أهمية مشاركة حكومة الأسد ولعبه دور في المحادثات.
وفاقمت المعارضة من مهمة الإبراهيمي عندما أكدت أنها لن تذهب لجنيف إلا في حالة حدد الأسد مواعيد زمنية لتنحيه عن السلطة.
فيما رفضت السعودية، الدولة الراعية الرئيسية للمعارضة المسلحة، لقاء المبعوث الأممي أثناء جولته في المنطقة. وبالنسبة للولايات المتحدة فقد أكدت على دعمها لمهمته لكنها لم تقف وتدافع عنه ضد الهجمات التي يتعرض لها.
مزيدا من الموتى
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله ‘تنظيم مؤتمر سلام لا أحد يريد الطرف الأخر ليس عملية سهلة’.
وتضيف إن المتابعين للشأن السوري يقولون أن الظروف لم تنضج بعد لعقد مؤتمر جنيف-2 ويعنون بهذا أنه حتى تنضج يجب ان يموت مزيدا من السوريين.
مع أن عدد القتلى قد تجاوز المئة ألف، اضافة لملايين المشردين داخل وخارج سورية.
وتنقل الصحيفة عن ديفيد مالون، مدير جامعة الأمم المتحدة والذي يعرف الإبراهيمي منذ سنوات ‘لأن الإبراهيمي واقعي، فأشك في أنه يعتقد أن الأمور ستتحسن قريبا’، مضيفا أن المبعوث الدولي ‘ليس عاطفيا’.
ولم يكن الإبراهيمي يريد هذه المهمة، فقد أجبر عليها بعد استقالة كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة حيث عمل مدة 15 شهرا مليئة بالإحباط.
ويقول مساعد سابق للإبراهيمي أنه قرر قبولها لمعرفته أن أحدا لن يقبل بها. ويقول آخر ان ما دفعه لها هو قلقه على تمزق سورية العلمانية المتعددة عرقيا.
وفي النهاية فتحقيق السلام يظل أرثا للإبراهيمي كما هو للأمم المتحدة. ويرى مالون أن الإبراهيمي هو ‘رجل مبادىء’ ويتمتع باحترام كل من واشنطن وموسكو ولا يوجد مبعوث دولي يتمتع بالمكانة التي يتمتع بها في هاتين العاصمتين.
لكن جوشوا لانديز مدير دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما أنه أصبح أسير مدخل ذي مسارين للأزمة السورية، فهو فعل ما أراده الأمريكيون، أي الدفع باتجاه الحل السياسي، ويبدو أن هذا الحل لا يجد دعما سواء من المعارضة او الدول الغربية.
المقاتلون الإسلاميون ووسائل التواصل
وكتبت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن ظاهرة تأبين المقاتلين الذين يقتلون في ساحات المعارك ونشر صورهم على الإنترنت و’تويتر’، وأشارت إلى عدد من السعوديين الذين نشرت صور جثثهم حيث تظهر مدمية وتركز على الوجوه التي تبدو هادئة ومبتسمة في معظم الأحيان.
وتقول الصحيفة أن هذه الطقوس قد تبدو للمشاهد الغربي على أنها مشاهد مروعة لكنها بالنسبة للجهاديين أصبحت جزءا من طقوس الاستشهاد. وتنقل ستفين ستالينسكي مدير معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن قوله ‘يتم الإحتفال بهؤلاء الرجال ويعتبرون أبطالا بالنسبة للشباب في الأحياء، حيث ينظرون الى صورهم ويقولون لأنفسهم قد نكون مثلهم’.
وتشير إلى أن تأبين الشهداء يعتبر واحدا من الصور التي يستخدم من خلالها الجهاديون وسائل التواصل الإجتماعي منذ بداية الحرب في سورية عام 2011.
ومع أن استخدام الإنترنت ليس جديدا على الجهاديين إلا ان جهاديي سورية خاصة الأجانب منهم يتدافعون على الميديا الجديدة، ‘تويتر’، ‘انستاغرام’ و’فليكر’ كوسيلة للإعلام والتجنيد.
ويرى المقاتلون في سورية في ‘تويتر’ وسيلة ليس للتواصل بل من أجل التمويل وجمع التبرعات، بل وعقد مزادات لبيع سيارات ومجوهرات.
فيما تستخدم بعض الجماعات ‘سكايب’ لمقابلة من يرونهم متطوعين محتملين او للتشارك في الخبرة القتالية. ويرى البعض في ‘يوتيوب’ و’فيسبوك’ وسيلة لنشر بطولاتهم وانتصاراتهم في ساحات القتال.
ويرى البعض أن انتشار شعبية وسائل الإتصال الإجتماعي يدعو لاتخاذ سياسات أكثر شدة اجراءات رقابية تقوم بها الشركات الأمريكية المزودة لهذه الخدمات.
ويرى ويليام ماكنتس، الباحث في معهد بروكينغز أن ما يثير في عصر التويتر هو أن المواد المتعلقة بالثقافة الجهادية لم تعد حكرا على الإستخدام الخاص بل أصبحت متاحة للجميع كي يراها، مضيفا أن ‘المجتمع الجهادي المغلق يخرج من عزلته ويدعو الأخرين للانضمام’.
صور الشهداء
فمن أهم ملامح الحرب في سورية هي الشهادات والتأبين التي يوضع على مواقع التواصل الإجتماعي للموتى والأحياء.
ومع تزايد أعداد المقاتلين الأجانب فقد اعتمد هؤلاء على ‘فيسبوك’ من أجل التواصل مع أهلهم واصدقائهم بنشر قصص عن تجربتهم وصور أحيانا مريعة، تماما كما يفعل الجنود الأمريكيون في محاور الحرب. وقد لفتت التحيات والشهادات هذه انتباه ستالينسكي الذي اعد وفريق عمله كاتالوجا للصور والشهادات، ولكنه لم يكن قادرا على متابعة العمل بسبب كثرة الشهادات.
وتحمل هذه الشهادات صورا لمقاتلين استشهدوا وفي بعض الأحيان يبتسمون أو يؤشرون بأصابعهم للسماء.
وتكون هذه الصور مثار تعليقات مثل ‘ما الذي رأوه وجعلهم يبتسمون، أللهم ارزقنا الشهادة’.
وهناك تعليقات أخرى عن رائحة الأجساد المعطرة فقد ‘انبعثت رائحة المسك من هذا الجسد الطاهر وشمها المجاهدون’.
وتشير الصحيفة إلى أن الوسائل الاجتماعية الأخرى تستخدم لجمع التبرعات حيث تقوم الجماعات المؤيدة لسورية في الكويت بحملات تبرع ومزادات لصالح الإنتفاضة السورية، يتم فيها عرض سيارات من نوع لاند روفر، ومجوهرات ومنتجعات سياحية. كما ولا تستخدم وسائل التواصل الإجتماعي لتوزيع الصور بل ولنشر الأفكار كما تفعل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وبحسب ريتا كاتز، المديرة التنفيذية لموقع ‘سايت’ الذي يقوم بمراقبة المواقع الجهادية فوسائل التواصل الإجتماعي لا تمنح الجماعات هذه وسيلة لنشر الأفكار بل وتستخدم من أجل تصحيح صورة الجماعات الجهادية وعلاقاتها العامة.
فقد اعتمدت الحركة على اليوتيوب لتقديم صورة جيدة عن نفسها غير الصورة ‘الإرهابية’ التي ربطتها الإدارة الأمريكية فيها.
وعلى العموم تسهم صور وقصص الجهاديين في جذب الشباب المسلم من كل أنحاء العالم للساحة السورية التي يرى باحثون أنها تحولت لمركز جذب للجهاديين بطريقة تفوقت على العراق وأفغانستان.
والقصة التالية لم تأت نتاجا للدعاية الجهادية ولكنها جاءت بسبب العلاقة والإنتماء، ولكنها تقدم صورة عن آثار الحرب.
رأيت الأهوال
فقد روى طالب بريطاني من أصل سوري تجربته القتالية في سورية، ووصف كيف وجد نفسه وسط مناخ لا يعرفه، حيث جاء الى سورية بدون تجربة في القتال ولا حمل السلاح.
وقال أن تجربته هناك أفقدته الشعور، ويشعر بالإرتياح أنه عاد إلى بريطانيا حيا يرزق ولكنني ‘ لم أصب إلا بجراح طفيفة ولكني أشعر بالذنب لتركي أقاربي وأهلي من السوريين، ولا تزال الندوب النفسية معي فأنا لا أستطيع النوم في الليل وأصرخ، والكثير من السوريين ليس لديهم خيار الهروب مثلما فعلت’.
وكانت عائلة الشاب قد هاجرت من سورية إلى بريطانيا في السبعينات من القرن الماضي، ويعمل والده طبيبا أما والدته فتعمل مدرسة. ويقول الشاب انه ولد عام 1993. وعلى الرغم من هجرة والديه لبريطانيا إلا أنها ظلت على علاقة مع الأهل والأقارب هناك، وكان هو نفسه يقضي العطل الصيفية معهم في دمشق. ومثل بقية السوريين الذين ولدوا في ظل البعث وهربوا من قمعه تجنب والداه الحديث في السياسة حتى بعد وصولهما لبريطانيا، خشية أن تسبب تعليقاتهما السياسية مشاكل للأقارب في سورية، فقد تداول السوريون في بريطانيا فيما بينهم قصصا عن الطريقة التي تقوم فيها السفارة السورية في لندن بمراقبة الناشطين السياسيين والناقدين للنظام في دمشق حيث كانت عائلاتهم تتعرض للمضايقة.
وعندما اندلعت الإنتفاضة في سورية شعر بالفرحة لان تغيرا سيحدث، ولكن الأحداث في سورية ظلت بعيدة عن بيته في لندن خاصة أنه كان منشغلا بالدراسة والتحضير لامتحانات دخول الجامعة. وفي أثناء هذا اختفى ابن عم له اسمه ظافر(24 عاما) كان يمشي قريبا من تظاهرة حيث اعتقل وسجن. ولم يكن عمه بقادر على تحديد مكان اعتقاله مع أنه كان متفائلا من أن شيئا لن يحدث له. وبعد اسبوع أفرج عنه ظافر ولكن كل شيء تحدث به بعد ذلك كان مختلفا. ومع استمرار الإنتفاضة وتطورها بدأت الامور تتغير، فقد بدأ المقاتلون المسلحون يظهرون في المنطقة التي تعيش فيها عائلة عمه في جنوب- شرق دمشق.
وفي أيلول (سبتمبر) من العام الماضي قتل عمه، وأصبح ظافر وشقيقه محمد أكثر غضبا حيث قالا أنهما يجدان صعوبة في الإنتقال إلى مكان أكثر أمنا في العاصمة، ومع مرور الوقت سمع الشاب أن ابني عمه انضما للمعارضة المسلحة، مع أنهما لم يكونا من النوع الذي يقبل على القتال أو المشاركة فيه ولكن لم يكن أمامهم أي خيار.
بيروت- دمشق
كما بدأت رحلة الشاب مع القتال في سورية، فبعد مقتل عمه الذي كان يحبه فقد الشاب الإهتمام بالدراسة حيث كان يدرس التصميم، حيث واعتقد أن الدراسة لم تعد مهمة، وأخذ يفكر بالإنضمام لابناء عمه اللذين حذراه من الوضع، ولكنهما وعدا برعايته إن وصل لسورية.
ولم يفلح والداه في منعه من السفر لكنه قرر وسافر إلى بيروت. وقد ساعده ابني عمه للسفر برا إلى دمشق والتي يقول أنها كانت رحلة رهيبة خاصة ما شاهده عندما وصل إلى بيت عمه الذي كان لا يزال في مكانه لكن الشارع تغير ولم يعد كما كان من كثرة من تعرض له من قصف. ومثلما تغير المكان تغير إبن عمه محمد الذي أصبح سلطويا وأخبره أن والدته واخواته قد انتقلوا إلى جنوب- غرب دمشق والتي تقع تحت سيطرة الحكومة.
ويقول الشاب أنه لم يكن يتوقع ما رأه في سورية ، ويجد صعوبة في الحديث عنه. ويبدو أنه كان يشعر أن جوازه البريطاني سيوفر له حماية في سورية، ليكتشف ان تفكيره هذا ساذج. ولم يكن وجوده في وضع الحرب هذا مفيدا بأي حال، فهو لم يخدم في الجيش الخدمة الإجبارية وفوق هذا لم يحمل بندقية في حياته.
ولهذا قضى معظم وقته في معسكر للمقاتلين كانت مدرسة في السابق. وكل ما عمله هو تعبئة وجبات الغذاء للمقاتلين ومساعدة الجرحى، والحديث مع أصدقائه الذين عرفهم من الطفولة وأصبحوا مقاتلين. وقد علمه ابن عمه كيفية استخدام البندقية لحماية نفسه أن تعرض المعسكر للهجوم، وكان يشعر بالإحباط لعدم سماح ابن عمه له بالمشاركة في القتال.
اجتماعات الريحانية تنتهي بتشكيل لجنة لحل الخلافات بين الكتائب المقاتلة ورئاسة أركان «الحر»
أبو طلحة قائد «أحرار الشام» لـ «الشرق الأوسط»: هيئة الأركان لا ترقى إلى طموحاتنا
أنطاكيا: وائل عصام
بعد لقاءات استمرت يومين مع وزير الخارجية القطري خالد العطية، التقى قادة الفصائل الإسلامية السورية المسلحة قيادة هيئة أركان «الجيش الحر» التي يرأسها اللواء سليم إدريس في اجتماع مهم بالريحانية، أمس، على الحدود التركية – السورية، لإيجاد صيغة تفاهمات بين الطرفين بعد تهديد عدد من تلك الفصائل بسحب اعترافها بهيئة أركان «الجيش الحر» والهيئة السياسية المتمثلة بالائتلاف السوري.
وانتهى الاجتماع بلا نتائج حاسمة، إذ قرر الطرفان تشكيل لجنة للحوار تضم ممثلين عن كل طرف. وقال موسى حمدو، القيادي في كتائب «شهداء سوريا»، لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة ستجتمع في الأيام القليلة المقبلة لحسم الخلافات. وأضاف: «تريد الكتائب الإسلامية فرض بعض الشروط أو الانسحاب من الأركان، هذا غير مقبول، نحن (الجيش الحر) أيضا لنا شروطنا».
وبحث اجتماع الريحانية مصير انضواء تلك الفصائل تحت مظلة هيئة الأركان أم انفصالهم عنها لتشكيل قيادة عسكرية جديدة تمثل نحو عشرين من الفصائل الإسلامية الأكثر نفوذا على الأرض.
في وقت أعلن فيه عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري التابع لهيئة الأركان في حلب، استقالته، بعد سقوط بلدة السفيرة في أيدي النظام السوري أخيرا، يعتقد أن علاقة الأخير المميزة بالكتائب الإسلامية، وخصوصا الحاج مارع (عبد القادر صالح)، ستدفعه إلى الانضمام للتشكيل الجديد المزمع في حال لم تحل الإشكالات بين الجانبين.
وتعتقد هذه الفصائل أنها تستحق دورا عسكريا وسياسيا أكبر في المرحلة المقبلة في سوريا استنادا إلى وزنها في الداخل، حسبما يقول قادتها. كما تدور الخلافات حول التمويل وتنسيق العمليات العسكرية على الأرض واتخاذ القرار السياسي والتمثيل الدولي، مما دفع تلك الكتائب إلى توحيد موقفها بالضد من هيئة الأركان وائتلاف المعارضة بقيادة الشيخ أحمد الجربا.
ويقود تحركات هذه الفصائل أربعة زعماء بارزين لكتائب الثوار في دمشق وحلب وإدلب والرقة، وهم: زهران علوش قائد «لواء الإسلام» في ريف دمشق، وحاج مارع (عبد القادر صالح) قائد «لواء التوحيد» في حلب، وعيسى الشيخ قائد «صقور الشام»، وأبو طلحة القائد العسكري لـ«أحرار الشام» كبرى فصائل الإسلاميين المسلحة، الذي التقته «الشرق الأوسط» قبل ساعات من الاجتماع الحاسم مع قيادة هيئة أركان «الجيش الحر» في الريحانية.
وينظر إلى «أحرار الشام» على أنه أكبر فصيل عسكري معارض عدة وعددا في سوريا، يشمل فصيلا عسكريا وهيئة إغاثة هي الأكبر. علاوة على وحدات هندسية، يطلق عليها «مؤسسة الأحرار». كما يتولى التنظيم تسليم الموظفين الحكوميين رواتبهم في مدينة الرقة، حسب قادته.
كما ينظر البعض إلى قادته السياسيين مثل حسان عبود، والعسكريين كابو طلحة، بأن لهم «مصداقية كبيرة» في أوساط الحراك الثوري في الداخل منذ بدايته، إذ يحتفظون بتاريخ من المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول أبو طلحة لـ«الشرق الأوسط» حول الخلافات مع هيئة الأركان إن «هيئة الأركان بنيت في ظروف غير طبيعية وغير صحية وأنتجت هيئة لا ترقى لطموحاتنا».
والخلافات مع الأركان ليست جديدة، لكن الجديد هو التوجه المعلن لهذه الفصائل بالانفصال عن هيئة الأركان بشكل كلي. وأمضى قادة الفصائل العشرين الأيام الأخيرة في تركيا للتجهيز لهذا الكيان العسكري الجديد إن لم تفلح محاولاتهم في تعديل بنية مجلس قيادة الأركان بقيادة اللواء سليم إدريس.
ولا يتوقف الأمر فقط عند الكيان العسكري المزمع، بل يتعداه لتشكيل كيان سياسي يراد له تمثيل الثورة السورية في الخارج، بحسب أبو طلحة الذي قال: «إن لم تحل خلافاتنا مع (الأركان) و(الائتلاف)، فإننا سنشكل جسما عسكريا جديدا وجسما سياسيا جديدا. وسيكون الجسم السياسي الممثل الحقيقي لأهلنا في الداخل».
وقد تبدو هذه التصريحات صادمة فيما يتعلق برفض الهيئة السياسية؛ أي الائتلاف السوري المعارض الذي يمثل الثورة السورية في الخارج، لكنها في الواقع تستند إلى قوة وتأثير هذه الفصائل، كما أنها تستفيد من أجواء الإحباط المتنامي في المناطق المحررة الناتج عن عجز السياسيين في الخارج عن تحقيق أي إنجازات للثورة السورية.
ويقول أبو طلحة: «(الائتلاف) لا يمثل إلا نفسه والدول الداعمة له. نحن نعتبر أنفسنا الممثل الحقيقي للثوار».
ومع أن «أحرار الشام» فصيل مقرب من الدول الداعمة كقطر وتركيا لنفوذه الكبير داخل المناطق المحررة، إلا أنه يرفض «أن يكون محسوبا على أي دولة»، كما يقول أبو طلحة.
كما أن فصيل «أحرار الشام» كغيره من الفصائل ذات التوجه السلفي ترفض حتى أن تعتبر ضمن تشكيلات الجيش السوري الحر.
وتشير الوقائع على الأرض إلى وجود ثلاثة تقسيمات للفصائل السورية المعارضة:
الأولى: الموالية لقيادة الأركان في «الجيش الحر»، كلواء «أحرار سوريا» في حلب، و«كتائب شهداء سوريا» و«الفاروق» (الفصيل الثاني) ومعظم فصائل حمص وريفها ودرعا. وهي فصائل إسلامية في لونها العام، ولكنها أقل راديكالية ولا تطالب بالضرورة بإقامة دولة إسلامية.
الثانية: الفصائل الإسلامية التي يغلب عليها التوجه السلفي وتطالب بإقامة دولة إسلامية، وهي تمثل القوة الأكبر على الأرض؛ مثل: «أحرار الشام»، و«لواء التوحيد»، و«صقور الشام»، و«لواء الإسلام»، و«أحفاد الرسول».
وقادة هذه الفصائل الإسلامية، ومعظمهم من السلفية الجهادية، تربطهم أواصر مشتركة (من أيام سجن صيدنايا الشهير وباقي سجون ومعتقلات الأفرع الأمنية)، وباتوا فعليا يشكلون حالة مستقلة عن هيئة الأركان التي يرأسها اللواء سليم إدريس. ويقودون أهم الفصائل العسكرية ذات التوجه الإسلامي التي تشكل اللون الغالب لفصائل المعارضة المسلحة في سوريا، ولهم قياداتهم العسكرية التي تعمل على الأرض دون التنسيق بالضرورة مع المجالس العسكرية التابعة لهيئة الأركان المرتبطة بالائتلاف السوري المعارض (رغم أن عددا من هذه الفصائل لها ممثل في مجلس قيادة الأركان كـ«لواء التوحيد» و«أحرار الشام» و«صقور الشام»). كما أن هذه الفصائل تتلقى التمويل الداخلي والخارجي في معظم الأحيان بمعزل عن هيئة الأركان.
ومحليا، تحكم تلك الفصائل الإسلامية سيطرتها على معظم المناطق المحررة في ريف دمشق وحلب وإدلب والرقة وريف حماه. وتتولى إدارة تلك المناطق ضمن مجلس مشترك هو (الهيئة الشرعية). إذ تقوم تلك الهيئات بدور السلطة القضائية العليا التي تدير شؤون المدن المحررة، ويمثل كل فصيل بقاض شرعي.
وترى تلك الفصائل أنها نجحت إلى درجة ما في تجربة الهيئات الشرعية في حلب وإدلب، إذ تكفلت بالسيطرة على تجاوزات بعض مجموعات المعارضة المسلحة غير المنضبطة التي ضاق بها الناس في المناطق المحررة وباتت تسيء إلى الثورة السورية جراء ارتكابها بعض الانتهاكات بحق المواطنين من اعتداءات وسرقة للمال العام.
الثالثة: الكتائب الإسلامية المتطرفة كـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، و«جبهة النصرة». و(داعش) في خلاف كبير مع باقي الفصائل، وعلى رأسها السلفية الجهادية، ووصلت الخلافات مع الفصائل الإسلامية وتنظيم «داعش»، وأغلب مقاتليه من الأجانب، إلى حد الاقتتال. إذ قتل تنظيم «داعش» أبو عبيدة المسؤول الإغاثي لـ«أحرار الشام» وما زالت الأزمة تتفاقم بين تلك الفصائل.
بل إن الخلافات بين السلفية الجهادية في سوريا وبعض القادة السوريين في «داعش» بدأت من أيام سجن صيدنايا في التمرد الشهير عندما عد التكفيريون كل من يسلم نفسه للنظام من عناصر السلفية الجهادية «كافرا».
ويعلق أبو طلحة على هذه الخلافات بين الفصائل بالقول: «المشكلة الأساسية ما زالت هي التقاتل على السيادة الذاتية للفصائل»، مشيرا إلى أن النزاعات أنهكت الثوار وسمحت للنظام بالتقدم على أكثر من جبهة، خصوصا في حلب.
ولكن أبو طلحة يبدو واثقا بقدرة الثوار على مواجهة التقدم الملحوظ لقوات النظام. ويقول: «مع أننا نقاتل ست دول على الأرض إلا أن النظام لا يستطيع الحسم، ولا يستطيع استرجاع ما فقده، فقط يحاول استرجاع طرق إمداد وتحقيق انتصارات رمزية. النظام بحاجة لجيش آخر جديد لاستعادة ما فقده».
ويحاول قادة الفصائل تقديم خطاب أكثر اعتدالا فيما يتعلق بالعلاقة مع القوى الدولية. ففي اجتماعهم الأخير مع وزير الخارجية القطري العطية، تركوا الباب مفتوحا لإمكانية إجراء حوارات مع القوى الدولية، مع أنهم لم يتراجعوا عن قرارهم برفض مؤتمر جنيف وتخوين من يشارك فيه من الساسة. ويصر أبو طلحة على أنه «لا حل سياسيا سلميا إلا برحيل بشار الأسد».
ويضيف مبررا إصراره على رفض مؤتمر «جنيف 2» ما لم يتضمن رحيل الأسد قائلا: «نحن من يملك الأرض ونحن من يملك القرار السياسي».
مؤيدو النظام يطلقون حملات تأييد ترشيح الأسد للانتخابات الرئاسية المقبلة
حملة على «فيس بوك» لحشد دعم 10 ملايين سوري
لندن: «الشرق الأوسط»
مع بدء العد التنازلي لانتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد في يونيو (حزيران) 2014، وتزايد الجدل الدبلوماسي الدولي حول مصيره، راحت أصوات من مؤيدي النظام السوري ترتفع لتؤكد دعمها ترشيح الأسد لولاية ثالثة. وتنطلق أغان شعبية في دمشق تنادي بـ«حب الأسد»، بينما خصصت صفحة في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لإطلاق حملة تؤيد ترشيحه.
وتصدح عاليا أغان في أنحاء دمشق تنادي برئاسة الأسد وذلك في أحياء العاصمة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، لا سيما الراقية منها المحيطة بقصر الروضة الرئاسي، وفي أوتوستراد المزة والأحياء الموالية. وتصدح عاليا تلك الأغاني من سيارات تجوب ليل نهار وسط دمشق المثقل بعشرات الحواجز. ولعل أكثرها رواجا، بعد أغنية «نحنا رجالك يا بشار» التي احتلت إذاعات «إف إم» لأكثر من عامين، أغنية المطرب الشعبي عمار الديك، قريب المطرب الشعبي ابن منطقة الساحل علي الديك. وتتكرر لازمة الأغنية «يا سوري من قلبك عيد.. بدنا الأسد بالتحديد».
وعادة لا تبث هذه الأغاني في الإذاعات والتلفزيونات الرسمية، ويقتصر حضورها على الإذاعات الخاصة الصغيرة، وحافلات النقل العام وسيارات ميليشيات النظام والأجهزة الأمنية، بحيث يملأ صداها الشوارع، حتى ساعة متأخرة من الليل. في حين أن أغاني أخرى مثل أوبريت «إيد بإيد» والتي تبدو كلماتها أقل مبالغة في تمجيد الأسد تجد طريقها إلى التلفزيون الرسمي. وتقول كلمات الأوبريت، التي يؤيدها أكثر من مطرب ومطربة من جيل الفنانين الشعبيين الجدد «سوريا كلها بحالها من جنوبها لشمالها.. تنادي بشار راعيها.. تنادي بشار خيالها».
وكذلك فيديو كليب للفنان الدمشقي الشهير رفيق سبيعي (أبو صياح) الذي يظهر في الفيديو باللباس العسكري وهو يشيد بالجيش والرئيس بشار قائلا: «نحنا جنودك نحنا رجالك أنت أملنا يا بشار».
وبالتزامن مع إطلاق هذه الأغنية، خصصت مجموعة «بصمة شبابك يا أسد» صفحة في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لإطلاق حملة (صفحة 10 ملايين مؤيد لترشيح بشار الأسد للانتخابات الرئاسية عام 2014). ونالت الصفحة التي أنشئت في العاشر من الشهر الماضي إعجاب نحو 1040 شخصا، وذلك بعد تزايد الحديث عن مصير الأسد وعما إذا كان ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014.
وجاءت الدعوات لتأييد ترشيح الأسد للانتخابات بعد تصريحاته في عدد من اللقاءات والمقابلات التلفزيونية والصحافية الشهر الماضي، أن الترشح للانتخابات سيكون بناء على رغبة الشعب.
وتنشر الصفحة صورا وتصاميم لشعارات الحملة الانتخابية للرئيس: «حلو عنا غير بشار الأسد ما عنا» و«من كان له قائد كبشار الأسد لن يهزم أبدا» و«بشار الأسد أو نحرق العالم»، وهو الشعار الذي سبق ورفعه المؤيدون ببداية الاحتجاجات وتحول في بعض المناطق إلى «الأسد وسنحرق البلد».
هذه الشعارات من جملة شعارات راحت تنتشر أخيرا عند الحواجز إما مكتوبة على الجدران أو مطبوعة على صور الرئيس الأسد كالصورة التي تظهرها عابسا وقد كتب عليها «لا تعبس بدك عسكر لـنلبس»، وأخرى يظهر فيها مبتسما ورافعا الإبهام في إشارة إلى أنه يسير بالطريق الصحيح ومكتوب عليه كلمة واحدة «يا قاهرهم»، وثالثة وعليها صورة الأسد محاط بجمهوره ومكتوب عليها «غير تلاتي ما منختار الله وسوريا وبشار».
ويتخوف غالبية السوريين من المعارضين أو الصامتين من سيناريو دولي يهدف لبقاء الأسد في السلطة، ويقول الطبيب نضال.ع: «إن أسوأ ما يمكن حصوله هو بقاء الأسد في السلطة». ونضال من الأطباء الذين رفضوا مغادرة البلاد، رغم تعرضه للمضايقات إلا أنه حرص على البقاء على الحياد محافظا على صمته، لكنه الآن وبعد تنامي المخاوف من بقاء النظام وتصريح الأسد في لقاءات الإعلامية الكثيفة خلال الشهر الماضي عن إمكانية ترشحه للانتخابات راح يفكر بالهجرة. ويقول: «إذا بقي هذا النظام لن أبقى بالبلد».
من جانب آخر، لا يستبعد السوريون الذين خبروا نظام عائلة الأسد أربعة عقود تأجيل النظام موعد إجراء الانتخابات بحجة الوضع الأمني المضطرب، لكسب مزيد من الوقت وخلط الأوراق، بحسب الإشاعات التي تروج كثيرا في دمشق.
«داعش» تواصل معاركها ضد الأكراد في «رأس العين» وتعتقل قائدا معارضا بحماه
اشتباكات عنيفة في حلب.. وسقوط قذيفة «هاون» قرب السفارة البابوية بدمشق
بيروت: «الشرق الأوسط»
تواصلت المواجهات العسكرية أمس بين القوات النظامية وكتائب «الجيش السوري الحر» في مختلف المدن السورية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» (داعش) في محافظة الحسكة.
وتواصلت المواجهات بين «وحدات حماية الشعب الكردي» وعناصر «تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية» غرب مدينة تل أبيض في الحسكة، التي تبعد عن الحدود التركية نحو 8 كيلومترات. وأوضح القيادي الكردي إبراهيم مسلم لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المعارك تدور على أطراف المدينة حيث يسعى المقاتلون الأكراد إلى استعادة رأس العين بعد أن سيطر عليها عناصر (داعش)». وأكد أن «أكثر من ثمانية مقاتلين إسلاميين قتلوا إثر الاشتباكات في حين سقط اثنان من الجانب الكردي». واتهم المسلم تنظيم «داعش» بتهجير العائلات الكردية من رأس العين، مشيرا إلى أن «المدينة كانت تضم 5 آلاف عائلة كردية هربت جميعها بعد دخول الجماعات المتطرفة إلى المدينة لتبقى 100 عائلة فقط».
وفي موازاة معارك «داعش» ضد الأكراد في الحسكة، اعتقل عناصر من التنظيم المقرب من «القاعدة» قائد لواء مقاتل في صفوف الجيش الحر، في ريف حماه الشرقي، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى أن «المقاتلين الإسلاميين اقتحموا مقر اللواء وصادروا كل الأسلحة الموجودة فيه».
وفي حلب، اندلعت اشتباكات بين كتائب الجيش الحر والقوات النظامية في بلدة تلعرن في السفيرة بريف المدينة الجنوبي، بحسب ما ذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية». وكان الطيران النظامي شن غارات جوية عدة على بلدة تلعرن. وبث التلفزيون الرسمي صورا لوفد أمني وعسكري وهو يزور مدينة السفيرة في ريف حلب بعد سيطرة القوات النظامية عليها.
وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «اشتباكات عنيفة دارت فجر أمس بين الجيشين الحر والنظامي في حي بني زيد في حلب، عقب محاولة الجيش النظامي اقتحام المنطقة». وأوضحت أن «هذه الاشتباكات تدور في جهة دوار الليرمون»، مشيرة إلى أن «القوات النظامية تحاول اقتحام المنطقة وسط قصف مدفعي يستهدف حي بني زيد وحي الأشرفية بحلب».
وكان أكثر من ثلاثين جنديا نظاميا قد قتلوا على يد الجيش الحر في حلب القديمة أثناء محاولتهم اقتحام الجامع الأموي الكبير حيث دارت بين الطرفين معارك عنيفة داخل المسجد، بحسب ما أفاد ناشطون.
وفي حمص، أفاد ناشطون بسقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين جراء قصف القوات النظامية بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدينة الرستن في حمص. وأوضح ناشطون أن «القصف جاء من كتيبة الهندسة شمال المدينة».
كما تعرضت بلدة الحصن في ريف حمص الغربي الواقعة تحت سيطرة المعارضة لقصف نظامي بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من بلدة رأس النبع القريبة منها. واستهدفت كتائب المعارضة بصواريخ محلية الصنع حاجز القياسات في جبل الزاوية موقعة قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
في موازاة ذلك، سقطت قذيفة هاون على السفارة البابوية في العاصمة دمشق، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي في السفارة الواقعة في حي المالكي الراقي وسط العاصمة السورية. وأوضح المستشار المونسنيور جورجيو أن «أحدا من موظفي السفارة لم يصب بجروح بسبب وجودهم داخل المبنى».
وشهدت مدينة داريا في ريف دمشق الغربي قصفا متقطعا من قبل القوات النظامية باستخدام المدفعية الثقيلة، وأفاد ناشطون بـ«تركز القصف على الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية من المدينة». كما استهدفت القوات النظامية بنيران رشاشات «دوشكا» شارع اليرموك الرئيسي بمخيم اليرموك جنوب دمشق. في حين أعلنت «شبكة شام» عن «رصد إطلاق صاروخ سكود من اللواء 155 في منطقة جبال القلمون بريف دمشق باتجاه الشمال السوري»، مشيرة إلى أن «هذا الصاروخ يعد الثاني الذي تم إطلاقه أمس من قبل القوات النظامية».
وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون بوقوع صاروخي «أرض – أرض» على منازل المدنيين في بلدة سبينة بريف دمشق، وسط اشتباكات بين الجيش الحر وميليشيات حزب الله اللبناني ولواء «أبو الفضل العباس».
عقبات ترجئ موعد «جنيف 2».. والنظام يرفض المشاركة لـ«تسليم السلطة»
اجتماع ثلاثي آخر في 25 الحالي.. ولافروف يتمسك بحضور إيران
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
بينما كانت الاجتماعات تعقد في سويسرا بين المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وممثلين من روسيا والولايات المتحدة، تحضيرا لعقد «جنيف 2»، نقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن مصدر قريب من المحادثات، أن المؤتمر لن يعقد قبل شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وجاء الإعلان عن هذا الإرجاء بعد تأجيله مرات عدة، كان آخرها 23 الجاري، الموعد الذي لمح إليه عدد من المسؤولين، وإن لم يعلن عنه بشكل رسمي.
وأكدت مصادر دبلوماسية غربية مطلعة على الملف السوري لـ«الشرق الأوسط» أمس أنه بات من الواضح عدم إمكانية عقد مؤتمر «جنيف 2» هذا الشهر، وأن التوجه هو لعقده خلال «أسابيع»، أي قبل نهاية العام. ولكن لم تتضح بعد آلية لحل المشاكل العالقة حول عقد المؤتمر، بما فيها الوفد المفاوض من النظام السوري والوفد المقابل من المعارضة السورية، بالإضافة إلى الدول التي ستشارك فيه.
ويصطدم عقد المؤتمر بعقبات، منها إصرار الائتلاف السوري المعارض على شرط تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه وعدم حضور إيران اجتماعات جنيف، بينما صعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال إعلانه رفض حضور جلسات المؤتمر لتسليم السلطة.
وفشل الدبلوماسيون من روسيا وأميركا ودول الجوار السوري في الاتفاق على موعد عقد المؤتمر. وقال الإبراهيمي أمس بعد الاجتماع إن المحادثات في جنيف مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة لم تتح «للأسف» تحديد موعد «جنيف 2». وأعرب «عن الأمل» بالتوصل إلى عقد هذا المؤتمر «قبل نهاية العام الحالي»، معتبرا أن «عملا مكثفا قد أنجز»، وأعلن أن اجتماعا ثلاثيا ثانيا بينه وبين الأميركيين والروس سيعقد في الخامس والعشرين من الشهر الحالي. وأشار إلى «مشاكل كثيرة» تعتري صفوف المعارضة السورية.
وكان الإبراهيمي أكد الأسبوع الماضي إثر انتهاء زيارته إلى دمشق ولقائه الرئيس الأسد، أن الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في المؤتمر، مستبعدا في الوقت عينه انعقاد «جنيف 2» ما لم تحضره المعارضة. غير أن مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان أعلنت أمس أن دمشق ستذهب إلى «جنيف 2» من أجل وقف العنف والإرهاب و«من دون وصاية».
وبدوره أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن النظام لن يذهب إلى مؤتمر «جنيف 2» لتسليم السلطة، مشيرا إلى أن ما سيحصل في المؤتمر هو «عملية سياسية وليس تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية». وقال الزعبي: «نحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة.. لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة». وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض لؤي صافي إن موعد «جنيف 2» لم يحدد كي يؤجل، مشيرا إلى أن ما تردد قبل ذلك عن إمكانية انعقاده في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي كان ينم عن رغبة الأخضر الإبراهيمي وبعض الأفرقاء الدوليين، لكن الوقائع على الأرض تدل بشكل واضح على استحالة عقده في ظل عدم اكتمال التحضيرات وعدم وجود موقف دولي موحد وتهرب النظام من مسؤوليته بعدما كان قد أعلن استعداده للذهاب إلى المؤتمر من دون شروط، ليعود أول من أمس الزعبي ويعلن عكس ذلك، بقوله إنه «إذا بقي الوضع على حاله فلن يكون هناك مؤتمر لا هذا الشهر ولا الشهر المقبل».
وكرر صافي لـ«الشرق الأوسط» تأكيده رفض الائتلاف الذهاب إلى «جنيف 2» ما لم يكن ينطلق من شروط المعارضة التي ذكر بها رئيس الائتلاف أحمد الجربا في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد الماضي، وهي وضع جدول زمني لرحيل الأسد وعدم حضور إيران.
وبعدما كانت المعارضة السورية رفضت المشاركة في الاجتماع الثلاثي في جنيف، انطلاقا من كونها قامت بمهمتها لجهة تحديد مطالبها وشروطها، أعلن قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري المقال أنه يريد المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» كأحد ممثلي المعارضة.
وشارك في مؤتمر جنيف التحضيري أمس الممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، والنائب الآخر لوزير الخارجية غينادي غاتيلوف، فيما ترأس الوفد الأميركي نائبة وزير الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان. وكان من المقرر أن ينضم إلى المشاورات الثلاثية في النصف الثاني من النهار باقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومن ثم وفود من الدول المجاورة لسوريا وهي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، لبحث الجانب الإنساني للأزمة السورية.
وفي غضون ذلك، تمسكت روسيا بحضور إيران المؤتمر. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شروط المعارضة. وقال في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عن بيان الجربا: «يجب بكل تأكيد دعوة كل أصحاب التأثير على الوضع.. وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب، بل أيضا إيران».
وذكرت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية نقلا عن مصدر قريب من محادثات جنيف قوله أمس إن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستواصل بحث إمكانية مشاركة إيران في محادثات السلام السورية.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن طهران قد تستخدم نفوذها لتشجيع المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في سوريا على الانسحاب من هناك. وقال ظريف لتلفزيون «فرانس 24»: «إيران مستعدة لمطالبة جميع القوى الأجنبية بالانسحاب من سوريا.. نحن مستعدون للضغط من أجل انسحاب غير السوريين كافة من الأراضي السورية». وكان ظريف يرد على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لاستخدام نفوذها على جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية التي تحارب إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا.
منظمة «حظر الكيماوي» تتعثر في جمع الأموال لتغطية مهام بعثتها في سوريا
ما لديها يكفي هذا الشهر فقط.. وأميركا أكبر المساهمين
أمستردام – لندن: «الشرق الأوسط»
لم تجمع الهيئة الدولية المكلفة بالتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية من الأموال حتى الآن إلا ما يكفي لتمويل بعثتها خلال هذا الشهر، وسيتعين تدبير المزيد من الأموال سريعا لدفع تكاليف تدمير مخزونات الغاز السام العام المقبل.
وتشرف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي فازت بجائزة نوبل للسلام، الشهر الماضي، على تدمير المخزونات السورية من غاز الأعصاب، في إطار اتفاق أميركي – روسي، توصل إليه البلدان في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وجمعت المنظمة حتى الآن نحو عشرة ملايين يورو (13.5 مليون دولار) لهذه المهمة.
وجاء في وثيقة للمنظمة بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول): «تقييم الأمانة أن مواردها البشرية الحالية تكفي لإجراء العمليات في أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) 2013»، وفي ذلك الوقت كان في حسابها أربعة ملايين يورو فقط، بحسب وكالة «رويترز».
ويقول الرئيس السوري بشار الأسد إن التكلفة الإجمالية قد تكون مليار دولار، على الرغم من أن الخبراء يقولون إنه من المرجح أن تكون أقل، لتصل إلى عشرات أو مئات الملايين من الدولارات، اعتمادا على مكان وكيفية تدمير الأسلحة الكيماوية.
والولايات المتحدة هي أكبر مساهم حتى الآن في تمويل مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا، كما تساهم أيضا بريطانيا وكندا وألمانيا وهولندا وسويسرا.
وذكرت وثيقة المنظمة أن واشنطن ساهمت بما قيمته ستة ملايين دولار قيمة المعدات والتدريب والنقد مقسمة بين أموال للمنظمة وللأمم المتحدة.
وبمقتضى المقترح الروسي – الأميركي، وافقت سوريا في سبتمبر (أيلول) على تدمير برنامجها بالكامل من الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014. وحالت تلك الخطوة دون ضربات صاروخية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها لسوريا، في أعقاب هجوم بغاز السارين في 21 أغسطس (آب) على مشارف دمشق أودى بحياة مئات الأشخاص.
وكانت سوريا حتى سبتمبر واحدة من بضع دول غير منضمة لمعاهدة دولية تحظر تخزين الأسلحة الكيماوية. وانضمام دمشق لمعاهدة الأسلحة الكيماوية يوجد مشكلة فريدة من نوعها، هي التدمير الأمن لمخزونات ضخمة من الغازات السامة، في خضم حرب أهلية أودت بحياة 100 ألف شخص، وشردت ما يصل إلى ثلث السوريين.
وسيجري تغطية نفقات الطواقم إلى حد بعيد من الميزانية العادية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تقل عن 100 مليون دولار سنويا، لكن المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها ستحتاج إلى موارد إضافية كبيرة.
وبنهاية الأسبوع المقبل سيتعين على المنظمة وسوريا أن تتفقا على خطة مفصلة للتدمير، تشرح بالتفصيل مكان وكيفية تدمير هذه الغازات السامة، ومنها الخردل والسارين وربما غاز الأعصاب (في إكس).
وقالت المنظمة الأسبوع الماضي إن فريقها تفقد 21 من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في أنحاء البلاد موفيا بموعد نهائي رئيس في أول نوفمبر. وأضافت المنظمة أن موقعين كانا خطيرين بدرجة تعذر معها الوصول إليهما للتفتيش.
وكشفت سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن 30 منشأة للإنتاج والتعبئة والتخزين، وثماني وحدات متنقلة للتعبئة، وثلاث منشآت متعلقة بالأسلحة الكيماوية. وأظهرت وثيقة المنظمة أن هذه المنشآت احتوت على قرابة ألف طن متري من الأسلحة الكيماوية.
وأضافت الوثيقة أن أربع دول أخرى تعهدت بتقديم 2.7 مليون يورو إضافية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وتابعت الوثيقة أن ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرت النقل الجوي لفريق المنظمة إلى سوريا في حين وفرت دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة مركبات مدرعة قامت كندا بشحنها.
وتعهدت بريطانيا بتقديم ثلاثة ملايين دولار، بينما قالت روسيا وفرنسا والصين إنها ستتبرع بالخبراء والطاقم الفني الذي يتعين أن يشهد عملية التدمير كلها، التي تستغرق وقتا.
ومن التكاليف الضخمة المنتظرة على الأرجح شحن المواد الكيماوية الخام إلى خارج سوريا لتدميرها بصورة آمنة، بعيدا عن منطقة الحرب. وذكر مصدران أن النقاشات دائرة مع الدول المستعدة لاستضافة المنشآت لإحراق الغازات السامة أو تحييدها كيميائيا، ومنها ألبانيا وبلجيكا ودولة إسكندنافية لم تحدد.
الحر يقصف وسط دمشق والنظام يستهدف حماة
قال ناشطون إن الجيش السوري الحر قصف نادي الضباط وقيادة الأركان في ساحة الأمويين بوسط دمشق، فيما أدى قصف ريف دمشق إلى سقوط قتلى، في ظل استهداف قوات النظام عدة مناطق في ريف حماة، وسط احتدام المعارك والاشتباكات في عدة مدن أخرى.
في الأثناء قالت شبكة شام إن قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدف اليوم الأربعاء أحياء العسالي والقدم وبرزة بدمشق، كما سقطت عدة صواريخ أرض أرض على حي العسالي، وسط اشتباكات عنيفة في حي برزة بين الجيش الحر وقوات النظام.
في حين قال مجلس قيادة ثورة دمشق إن عددا من الأطفال أصيبوا جراء سقوط قذيفة هاون على سطح بناء مدرسة عائشة الصديقة في الزاهرة القديمة خلف جامع زين العابدين، وأدت إلى أضرار مادية، أعقب ذلك انتشار “للشبيحة” في المكان.
وبريف دمشق تركز قصف قوات النظام على مدن وبلدات السبينة ويبرود ومعضمية الشام وداريا، كما استهدف عدة مناطق بالغوطة الشرقية، في حين دارت اشتباكات عنيفة في بلدة السبينة بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس.
من جهته قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن عدداً من المنازل والمعامل احترقت جراء القصف الصاروخي على بلدة سبينة بريف دمشق، في حين أفاد ناشطون بأن 12 شخصا قـُتلوا وجُرح عشرون آخرون بنيران الجيش السوري في بلدة عرنة قرب جبل الشيخ بريف دمشق.
وأعلنت ألوية أحفاد الرسول التابعة للجيش الحر سيطرتها على أعلى نقطة في سوريا وهي تلة حربون في جبل الشيخ.
اشتباكات عنيفة
وكانت المنطقة شهدت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام قبل أن يتمكن الجيش الحر من السيطرة على التلة وعلى قرية دربل المجاورة في جبل الشيخ.
وفي حماة، أفاد ناشطون بأن النظام السوري قصف من مطار حماة العسكري، عدة مناطق في ريف حماة صباح اليوم، وأضافوا أن القصف أصاب بلدة عقرب مما أدى إلى تهدم عشرات المنازل.
وقالت شبكة سوريا مباشر إن اشتباكات دارت بين الجيش الحر وقوات النظام عند حاجز الكفر غربي طيبة الإمام بريف حماة الشمالي.
وفي حلب قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن اشتباكات عنيفة دارت في محيط الجامع الأموي.
من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر استهدف بالدبابات مبنى الكرتون الواقع في الريف الغربي لمدينة حلب والذي تتخذ منه قوات النظام مقرا لها.
يأتي ذلك بينما قصفت قوات النظام محيط المحطة الحرارية في السفيرة بريف حلب، في حين ذكرت شبكة شام أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف المدفعي والصاروخي على بلدة بيانون بريف حلب.
للمزيد زوروا صفحة الثورة السورية
قصف بحمص
كما قصف راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدة مهين بريف حمص، وذلك عقب إعلان كتائب المعارضة سيطرتها على معظم مستودعات الذخيرة في جبل بلدة مْهين في ريف المدينة الشرقي.
وتنبع أهمية هذه المستودعات من كونها تضم كميات ضخمة من الذخيرة، فضلا عن وقوعها على الطريق إلى منطقة القلمون بريف دمشق. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مخافر لقوات النظام في منطقة “المحسا”.
من جانبها قالت الهيئة العامة للثورة إن عشرين من عناصر الجيش الحر قتلوا خلال الاشتباكات، كما قتل عدد من المدنيين جراء قصف الطيران بلدتي مْهين وحَوَارين.
وبريف درعا قصفت المدفعية الثقيلة بلدات علما والغارية الشرقية وعتمان، وسط اشتباكات على الجبهة الشرقية لمدينة إنخل بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي دير الزور استهدف القصف معظم الأحياء “المحررة” بالمدينة، في حين تم قصف قرية الغنيمية وعدة قرى أخرى بجبل الأكراد بريف اللاذقية.
من جهتها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم -في حصيلة أولية- مقتل 11 شخصا، بينهم طفل وخمسة من مقاتلي الجيش الحر.
اجتماعات للمعارضة ولا توافق دوليا بشأن جنيف
أعلن الموفد العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن الفشل في تحديد موعد لمؤتمر جنيف 2 الهادف لبحث الأزمة السورية، وأعرب عن أمله في انعقاده قبل نهاية العام الجاري، في وقت تتواصل في تركيا اجتماعات لكتائب المعارضة المسلحة السورية بغية الخروج بموقف موحد حيال التطورات الميدانية والسياسية وأبرزها مؤتمر جنيف 2.
وفي مؤتمر صحفي بعد لقاء جمعه يوم الثلاثاء في جنيف بمسؤولين من روسيا والولايات المتحدة، أوضح الإبراهيمي أن الأطراف الثلاثة لا تزال تأمل في إجراء المفاوضات قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف أنه تم الاتفاق على إجراء لقاء مع أطراف معارضة سورية بنهاية الشهر الجاري للمزيد من التشاور، وحثهم على تشكيل وفد مقنع.
ودعا الإبراهيمي جميع الأطراف المعنية إلى ضرورة الإسراع في التفاهم على عقد المؤتمر لوقف الحرب في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب، مشيرا بذلك إلى تقرير للأمم المتحدة صدر أمس يفيد بأن أكثر من 9.3 ملايين من السوريين باتوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.
واعتبر أن الحل الوحيد للأزمة الإنسانية في سوريا هو الشروع الفوري في الحل السياسي.
وعن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2، قال الإبراهيمي إن النقاشات لم تكتمل بشأن الدول المدعوة للمؤتمر.
وعندما سئل عن مطالبة المعارضة بإبعاد الرئيس بشار الأسد عن السلطة قبل جنيف 2، بيّن المسؤول الدولي أن المؤتمر يقوم على أساس لا شروط مسبقة.
موقف روسيا
وفي سياق متصل، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة دعوة إيران إلى جنيف 2.
كما انتقد لافروف طلب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا وضعَ إطار زمني واضح لرحيل الرئيس الأسد، قائلا إنه يجب عدم وضع شروط مسبقة لمؤتمر جنيف 2.
يأتي تصريح الوزير الروسي تأكيدا لموقف بلاده ردا على موقف الجربا الذي أعلن في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ على المستوى الوزاري الأحد الماضي أن الائتلاف لن يشارك إذا حضرت إيران.
وفي اجتماع الجامعة العربية، كان الوزراء العرب قد أكدوا الأحد الماضي في الاجتماع الذي خصص لبحث تطورات الأزمة السورية والإعداد لجنيف 2، على ضرورة مشاركة المعارضة السورية في المؤتمر.
وشدد وزراء الخارجية العرب على أربعة عناصر باعتبارها تشكل الهدف النهائي للعملية التفاوضية، وهي تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، وإقامة نظام سياسي ديمقراطي، وعدم التمييز بين المواطنين بسبب انتماءاتهم، والتداول على السلطة بشكل سلمي.
موقف دمشق
وكان آخر موقف لدمشق جاء مساء الاثنين على لسان وزير إعلامها عمران الزعبي الذي قال إن نظام الأسد لن يذهب إلى مؤتمر جنيف 2 “لتسليم السلطة”، وهو ما تطالب به المعارضة والدول الداعمة لها.
وأشار الوزير السوري إلى أن ما سيحصل في المؤتمر هو “عملية سياسية وليس تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية”، مستندا إلى بيان جنيف 1.
يشار إلى أن بيان مؤتمر جنيف 1 -الذي صدر يوم 30 يونيو/حزيران 2012- نص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، دون التطرق إلى مصير الأسد الذي تنتهي ولايته عام 2014.
في هذه الأثناء تتواصل في تركيا اجتماعات لكتائب المعارضة المسلحة السورية بغية توحيد الجهود ضمن إطار هيئة الأركان، والخروج بموقف موحد حيال التطورات الميدانية والسياسية وأبرزها مؤتمر جنيف 2.
وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد في حديث للجزيرة إن الاجتماعات التي تعقدها هيئة الأركان في تركيا تضم فصائل تابعة للأركان وأخرى لا تتبع لها.
وأضاف المقداد أن ذلك يهدف لإعادة هيكلة وتفعيل آليات العمل في الهيئة، إضافة إلى توحيد الصفوف وإيجاد الحلول بما يرضي الداخل السوري، حسب تعبيره.
روسيا مستعدة لاستضافة لقاء بين نظام الأسد والمعارضة
تمهيداً لمؤتمر السلام حول سوريا المرتقب عقده في جنيف في موعد لم يحدد بعد
موسكو – فرانس برس
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الأربعاء، أن روسيا مستعدة لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن المعارضة قبل مؤتمر السلام حول سوريا المرتقب عقده في جنيف في موعد لم يحدد بعد.
وقال بوغدانوف، حسب ما نقلت عنه وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء، إن “اقتراحنا بإجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في إطار الإعداد لجنيف2 مهم، لخلق أجواء ملائمة وإتاحة مناقشة المشاكل القائمة”.
وبدا المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي نصف متفائل ونصف متشائم حيال الجهود التي يقوم بها لعقد مؤتمر جنيف2 في موعده المحدد، لكنه عاد ليستدرك ويقول في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، في جنيف إنه “يأمل في عقد المؤتمر قبل نهاية السنة الحالية”.
وقال إنه “لا يوجد تاريخ محدد لعقد المؤتمر، لكنه يأمل أيضاً أن تنتهي المعارضة السورية من تنظيم صفوفها بتاريخ 25 نوفمبر الجاري، تاريخ عقد المؤتمر المفترض”.
وأوضح الإبراهيمي أنه “كانت هناك آمال لعقد المؤتمر لكن كنا نعلم أيضاً بوجود عثرات لعقده منها عثرة المعارضة”، مضيفاً “لكن هناك مشاكل كثيرة في صفوف المعارضة السورية، وهي تعمل بشكل جاد للاتفاق على فريق يمثلها في مؤتمر جنيف2”.
الجيش الحر يسيطر على ثاني أكبر مخازن سلاح النظام
الناشط الميداني هادي العبدالله كان واحداً من المصابين أثناء قصف الطيران بلدة مهين
دبي- قناة العربية
تمكن الجيش الحر من إحراز تقدم لافت في المعارك الدائرة بحمص بسيطرته على مستودعات للذخيرة في بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي والتي تعد ثاني أكبر مستودعات للأسلحة في سوريا، وذلك بعد اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام استمرت أكثر من أسبوعين.
بعد تقدم جيش النظام على جبهات عدة، سجل الجيش الحر خرقاً واضحاً حسب مصادره، التي أفادت بسيطرة الثوار على مستودعات للأسلحة والذخيرة في بلدة مهين في ريف حمص الشرقي.
مخازن الأسلحة في مهين تعد وفقاً للناشطين من أضخم مخازن الأسلحة في سوريا، وبالسيطرة عليها يتمكن الجيش الحر من إيصال دعم عسكري إلى الغوطة الشرقية في ريف دمشق كما يقولون.
تقدم الجيش الحر على جبهة مهين جاء بعد اشتباكات ومعارك كر وفر دامت أكثر من أسبوعين خسر فيها الجيش الحر بعض مقاتليه وأصيب آخرون.
الناشط الميداني هادي العبدالله كان واحداً من المصابين، إذ بث ناشطون كانوا برفقته لحظة إصابته أثناء قصف الطيران لبلدة مهين.
على الطرف الآخر من حمص تشهد أحياء المدينة تصعيداً عسكرياً تنفذه قوات النظام بقصف الحميدية والوعر والغنطو وبستان الديوان.
التصعيد نفسه شهدته أيضاً في الرستن والحولة وتلبيسة في الريف الحمصي، بحسب معلومات نشرتها الهيئة العامة للثورة.
أحداث مهين وتقدم الجيش الحر فيها تأتي بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من صدد وإعلان قوات النظام استعادة السيطرة عليها، كما ويأتي في وقت يسجل فيه النظام تقدماً في نقاط يعتبرها استراتيجية كالعاصمة وريفها وبلدات محددة في ريف حلب كالسفيرة الواقعة قرب معامل الدفاع.
قتلى بعبوة ناسفة بدمشق وانفجار بالسويداء
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن 8 أشخاص قتلوا بانفجار عبوة ناسفة وسط دمشق، الأربعاء، في حين سقط قتلى وجرحى بانفجار قرب مقر المخابرات الجوية في السويداء جنوبي البلاد.
وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن عبوة ناسفة انفجرت في ساحة الحجاز بقلب العاصمة دمشق “ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 50 آخرين بينهم نساء وأطفال”.
وكانت مصادر معارضة في سوريا قالت إن مقاتلين معارضين سيطروا، الأربعاء، على أجزاء من مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للقوات النظامية في محافظة حمص وسط سوريا بعد معارك مستمرة منذ أكثر من أسبوعين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 50 شخصا قتلوا في معارك عنيفة دارت الثلاثاء واستمرت حتى فجر الأربعاء، وانتهت بسيطرة المقاتلين وبينهم إسلاميون، على المستودعات التي تعد من الأكبر في سوريا في بلدة مهين بريف حمص.
وتعرضت مدينة يبرود في ريف دمشق إلى قصف وصف بالمكثف من قبل القوات الحكومية، حيث قالت مصادر المعارضة إن المدينة تعرضت لأكثر من 200 قذيفة دفعت أغلب الأهالي إلى الملاجئ.
من جهة أخرى قال “مجلس قيادة الثورة” المعارض في ريف دمشق، إن القوات الحكومية أطلقت صاروخ “أرض-أرض” من جبال القلمون، شمال دمشق، باتجاه الشمال السوري.
وفي جنوب العاصمة تستمر القوات الحكومية في قصف السبينة والحجر الأسود والقدم واليرموك.
كما دارت اشتباكات بين الجيشين السوري والحر في حي تشرين القريب من برزة شمالي دمشق.
وفي حمص قال ناشطون إن القوات الحكومية مستمرة في قصف حي الوعر ذي الكثافة السكانية العالية التي يغلب عليها النازحون.
وفي ريف المدينة، أعلن مقاتلو المعارضة سيطرتهم على مستودعات الذخيرة، في مهين شرقي حمص، بعد اشتباكات مع القوات الحكومية، أدت إلى أسر ومقتل العشرات من الجنود الحكوميين حسب الناشطين.
من جهتها قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن “الجيش السوري حقق تقدما في حلب وقضى على مجموعات إرهابية بكامل أفرادها في ريف دمشق”.
سوريا: الإبراهيمي يحذر من خطر “الصوملة“
يواصل المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الاخضر الإبراهيمي مباحثاته اليوم الثلاثاء في دمشق، حول تحضيرات عقد المؤتمر الدولي المزمع بشأن الأزمة السورية، والمعروف باسم (جنيف اثنين).
وقد التقى الإبراهيمي أمس الاثنين فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري، في وقت قالت فيه مصادر بالأمم المتحدة لـبي بي سي إن المبعوث الدولي سيلتقي الرئيس بشار الأسد خلال الزيارة.
وقد استبق الإبراهيمي زيارته الحالية، وهي الأولى لدمشق منذ نحو عام، بتصريحات قال فيها إن بوسع الأسد لعب دور في أي مرحلة انتقالية مقبلة في سوريا، دون أن يقودها بنفسه.
ولكن لؤي مقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر أكد تمسك المعارضة المسلحة برفضها بقاء الأسد في السلطة.
“صوملة”
وحذر الابراهيمي في تصريحات ادلى بها الثلاثاء من “صوملة” سوريا.
وقال في مقابلة اجرتها معه صحيفة فرنسية “إن الخطر الحقيقي هو تدهور الوضع في سوريا الى شكل من اشكال الصوملة، ولكن بصيغة اعمق واطول امدا مما شهدناه في الصومال.”
“خيانة”
وجاء في بيان اصدره 19 تنظيما اسلاميا سوريا معارضا يوم الاحد الماضي ان كل معارض يحضر مؤتمر جنيف اثنين يرتكب “خيانة سيحاسب عليها امام محاكمنا” في اشارة الى ان هؤلاء قد يعدمون.
واستهجنت روسيا هذه التهديدات قائلة إنه “من الشائن ان تشرع بعض من هذه التنظيمات المتطرفة والارهابية في سوريا في اصدار التهديدات.”
BBC © 2013
أمريكا وروسيا تفشلان في الاتفاق على موعد لمحادثات السلام السورية
جنيف (رويترز) – اخفقت الولايات المتحدة وروسيا يوم الثلاثاء في التوصل لاتفاق على موعد لعقد مؤتمر السلام الخاص بسوريا واختلفتا حول الدور الذي يمكن ان تقوم به إيران في المحادثات الرامية لانهاء الحرب الأهلية وحول من يمثل المعارضة السورية.
وقال الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي رأس الاجتماع في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف “كنا نأمل ان نكون في وضع يتيح لنا الاعلان عن موعد اليوم. للاسف لم يتحقق ذلك.”
وأضاف “لكننا ما زلنا نسعى جاهدين لنرى ان كان بوسعنا عقد المؤتمر قبل نهاية العام.”
وتشاور الإبراهيمي مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين والروس قبل توسيع نطاق المحادثات لتشمل ممثلين عن بريطانيا وفرنسا والصين والعراق والأردن ولبنان وتركيا والجامعة العربية.
وقال الإبراهيمي انه سيعاود الاجتماع مع مسؤولين روس وأمريكيين في 25 نوفمبر تشرين الثاني وعبر عن امله في ان يتفق معارضو الرئيس السوري بشار الأسد على مندوبين لتمثيلهم قبل ذلك ببضعة أيام.
وقال “أمام المعارضة وقت صعب جدا جدا ..انهم منقسمون وهذا ليس سرا يخفى أحد. انهم يواجهون مشكلات من كل صوب وحدب وليسوا مستعدين.”
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الذي اجتمع هو وزميله النائب الثاني ميخائيل بوجدانوف مع الإبراهيمي ان الولايات المتحدة التي تدعم الانتفاضة ضد الأسد لا تملك النفوذ اللازم لتجميع وفد معارض يتحلى بالمصداقية لتمثيل فصائل المعارضة المختلفة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله “ليس المطلوب هو تمثيل المعارضة فحسب بل مشاركة وفد معارض يضم مجموعة واسعة من قوى المعارضة. وهذا ما يعجز الأمريكيون عن تحقيقه.”
وشاركت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي وروبرت فورد السفير الأمريكي لدى سوريا كمندوبين عن الولايات المتحدة في المحادثات مع الإبراهيمي.
وقال مسؤول أمريكي رفيع ان المحادثات كانت “بناءة للغاية ومفيدة جدا..نحن متفائلون بأن هذا المؤتمر سينعقد قبل نهاية العام.”
وأضاف المسؤول “اذا استغرق الأمر من الائتلاف المعارضة بضعة اسابيع اخرى لتجهيز انفسهم بالطريقة التي يشعرون انهم بحاجة اليها وان يكونوا شركاء كاملين بايفاد وفد شامل إلى المؤتمر فاننا سندعمهم على القيام بذلك.”
ويهدف مؤتمر السلام المقترح الى العمل على أساس الاتفاق الذي تحقق في يونيو حزيران 2012 بين القوى الدولية في جنيف والذي دعا إلى سلطة انتقالية تملك كل الصلاحيات التنفيذية لكنه لم يذكر صراحة ان الأسد سيتخلى عن منصبه.
وقالت دمشق مجددا يوم الاثنين إن الأسد سيظل في السلطة وهو ما يلقي بظلال من الشك على عملية التحول السياسي وهي المحور الرئيسي لمؤتمر (جنيف 2) المقترح.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية عن عمران الزعبي وزير الاعلام السوري قوله الليلة الماضية ان “سوريا الدولة والوطن والشعب باقون والرئيس بشار الأسد سيكون رئيسا لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيسا فيها.”
وتعثرت الجهود الدولية لانهاء الصراع الدائر في سوريا الذي اسفر عن مقتل اكثر من 100 الف شخص وشرد الملايين وقوض الاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وارسو يوم الثلاثاء “شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا” مشددا مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد.
واضاف “لا اعرف كيف يمكن لاحد الاعتقاد ان المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الأسد.”
وقالت روسيا انه يجب دعوة إيران لمؤتمر السلام المقترح بعدما قال احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف لن يشارك اذا حضرت إيران.
وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن تدرك ان إيران ستقوم بدور في المنطقة وتريد التأكد من انه لن يكون دورا سلبيا. وتابع “لكن… الولايات المتحدة تعتقد ان على كل من يشارك في مؤتمر جنيف ان يؤيد بيان جنيف وان يتعهد بذلك قبل حضوره. إيران لم تختر عمل ذلك.”
واشار المسؤول ايضا إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا.
وتابع “من المؤكد ان لدينا بعض بواعث القلق الكبيرة ازاء اشتراك إيران في الصراع وتمويل إيران لحزب الله.”
ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا بوضع اطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد مستبعدا وضع أي شروط مسبقة لمؤتمر (جنيف 2).
ودافعت موسكو عن الأسد في مواجهة مساعي غربية وعربية لفرض عقوبات دولية على النظام السوري.
وأوضحت موسكو وهي المورد الرئيسي للسلاح للحكومة السورية ان المحاولات الرامية لانهاء حكم عائلة الأسد المستمر منذ اربعة عقود حول اجزاء من سوريا إلى جماعات مسلحة يسيطر عليها متشددون إسلاميون.
وكرس الصراع في سوريا الانقسام الطائفي في الشرق الأوسط. ويشكل السنة الأغلبية في سوريا والجزء الأكبر من مقاتلي المعارضة ويتلقون الدعم من دول بالخليج العربي في حين تدعم إيران غير العربية الأسد.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو “يجب بكل تأكيد دعوة كل اصحاب التأثير على الوضع… وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب بل ايضا ايران.”
وتعارض السعودية والولايات المتحدة توجيه أي دعوة لإيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان طهران قد تساهم في التوصل إلى حل سلمي وانها مستعدة لتوجيه نداء لانسحاب جميع القوى الاجنبية من سوريا.
وقال لتلفزيون فرانس 24 “نعتقد ان على الجميع ان يساعد الاطراف السورية على الجلوس إلى مائدة التفاوض للتوصل إلى حل..اولئك الذين يدعمون الجماعات المسلحة عليهم ان يقوموا بدورهم لانهاء هذا الوهم بان هناك حلا عسكريا (للصراع) في سوريا.”
وايدت الجامعة العربية يوم الأحد محادثات السلام المقترحة وحثت المعارضة على تشكيل وفد تحت قيادة الائتلاف الوطني.
لكن حتى في ظل الغطاء الدبلوماسي العربي فمن غير الواضح هل ستشارك المعارضة التي تملك تأثيرا محدودا على المقاتلين المعارضين في سوريا وبعضهم على صلة بتنظيم القاعدة.
وقال دبلوماسي عربي في جنيف “يحاول القطريون التوصل الى موقف موحد بين المعارضة لكن لا اعتقد انهم سينجحون.”
واضاف “الموقف السعودي يعقد الامور فهم ليسوا متحمسين جدا بشأن جنيف 2 بعد الان بعدما بعثوا بهذه الرسالة شديدة الغضب” مشيرا الى رفض السعودية لشغل مقعد في مجلس الامن الدولي.
وتشعر الرياض بالغضب ازاء ما تراه ضعفا في الالتزام الامريكي بالاطاحة بالاسد خاصة بعد تخلي الرئيس الامريكي باراك اوباما عن فكرة شن هجمات جوية بعد وقوع هجوم بغاز سام قرب دمشق في اغسطس اب.
وانتقد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل إيران يوم الاثنين قائلا انها تساعد الأسد على ضرب شعبه.
وردا على ذلك قال الزعبي “إننا نعد الدبلوماسية السعودية بأنها ستفشل سواء حصل جنيف أم لم يحصل ونحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة كما يتمنى الفيصل وبعض معارضي الخارج.”
واضاف “لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة.”
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
من ستيفاني نيبهاي وتوم مايلز