أحداث الأربعاء 06 كانون الأول 2017
المعارضة تتمسك برحيل الأسد خلال المرحلة الانتقالية
لندن – «الحياة»
في غياب وفد الحكومة السورية، استأنفت الأمم المتحدة أمس الجولة الثامنة من محادثات السلام في جنيف. ولا يزال الوفد الحكومي في دمشق ولم يحسم قراره بالمشاركة بعد، منتظراً سحب وفد المعارضة الموحد بيان الرياض الذي أشار إلى تنحي الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية. وعلى رغم محاولات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تأكيد أن الهوة بين الطرفين يمكن تجاوزها، وإعرابه عن الأمل في قدوم الوفد الحكومي «قريباً جداً»، شدد الناطق باسم وفد المعارضة يحيي العريضي أمس، على ضرورة مغادرة الأسد خلال المرحلة الانتقالية.
وقال العريضي في تصريحات للصحافيين، إن وفد المعارضة «لا يزال ملتزماً بانتقال سياسي لا يكون للأسد أي دور فيه». كما دعا الأمم المتحدة وحلفاء الرئيس السوري إلى وقف حملة القصف الجوي على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، التي أدت إلى سقوط مئات بين قتيل وجريح.
وتبحث الجولة الحالية سلتي الدستور والانتخابات. وقالت أليساندرا فيلوتشي، الناطقة باسم الأمم المتحدة للصحافيين، إن المبعوث الأممي لا يزال يأمل بعودة الوفد الرسمي. وزادت: «ننتظر وصول أعضائه، ونأمل بأن يكونوا هنا قريباً جداً».
ويفترض أن تستمر جولة المحادثات الحالية حتى منتصف الشهر الجاري. وهذه هي المرة الثانية التي تنطلق فيها المحادثات في غياب الوفد الحكومي.
وقال مصدر سوري في دمشق لوكالة «فرانس برس» أمس: «الوفد لن يغادر اليوم أو غداً إلى جنيف»، لافتاً إلى أن «القرار النهائي لم يتخذ بعد»، وأن دعوة المشاركة «لا تزال قيد الدراسة لدى القيادة السورية».
وكانت الأمم المتحدة تأمل بإطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة.
إلى ذلك، أعلنت السفيرة الفرنسية لدى موسكو سيلفي بيرمان، أن فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين اتفقت على أن هذه الدول فقط ستدخل في مجموعة الاتصال حول سورية في المرحلة الحالية.
وقالت بيرمان، في حديث إلى وكالة «تاس» الروسية أول من أمس: «قررنا أن نعمل حالياً في إطار هذه التشكيلة»، مشددة على «أننا متمسكون بعملية جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة».
وأشارت السفيرة الفرنسية إلى أن بلادها عرضت توسيع قائمة المشاركين في مجموعة الاتصال لتضم كلاً من السعودية وإيران وتركيا ومصر، «لكن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لم تتوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر».
يذكر أن المبادرة بإنشاء مجموعة اتصال دولية حول سورية تم طرحها من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أواسط تموز (يوليو) الماضي خلال لقائه نظيره الأميركي دونالد ترامب.
في غضون ذلك، أعلنت نسرين عبد الله، الناطقة باسم «وحدات حماية المرأة» في «قوات سورية الديموقراطية»، أن «سورية الديموقراطية» تنسق مع الجيش الروسي شرق الفرات من خلال «غرفة عمليات مشتركة» تمت إقامتها مع روسيا.
وأشارت الناطقة إلى أن «هناك تنسيقاً بيننا وبين القوات الروسية بغرفة مشتركة، والقوات الروسية تتكفل بالقوات السورية كي لا تقوم بأي عمل ضد قواتنا، وهي أي (القوات الروسية) تحفظ خطوط التماس».
ميدانياً، قتل ثمانية أشخاص وجرح 16 آخرون في انفجار قنبلة في حافلة بمدينة حمص أمس، في هجوم أعلن «داعش» مسؤوليته عنه. وقال طلال البرازي محافظ حمص لقناة «الإخبارية» التلفزيونية الرسمية، إن كثيراً من الركاب كانوا طلاباً جامعيين. ووقع الانفجار في حي عكرمة قرب «جامعة البعث».
وأظهرت لقطات أناساً متجمعين حول مركبة محترقة وسط الشارع. وقال التلفزيون الحكومي إن قنبلة زرعها «إرهابيون» في حافلة ركاب انفجرت.
في موازاة ذلك، أعلن مصدر عسكري سوري تصدي الدفاعات الجوية السورية لهجوم إسرائيلي بالصواريخ على أحد المواقع العسكرية بريف دمشق، متحدثاً عن إسقاط ثلاثة صواريخ إسرائيلية.
وأفاد المصدر المطلع لـوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن إسرائيل قامت عند الساعة الحادية عشرة والنصف ليلة الاثنين باستهداف أحد المواقع العسكرية بريف دمشق بالصواريخ، وقامت الدفاعات الجوية السورية بالتصدي لها وأسقطت ثلاثة أهداف منها.
أميركا وفرنسا تطالبان موسكو بإعادة دمشق إلى محادثات جنيف
جنيف، بيروت، بروكسيل، باريس – رويترز
قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم (الأربعاء)، إن واشنطن ترى أن من مسؤولية موسكو التأكد من مشاركة حليفتها سورية في محادثات السلام السورية بقيادة الأمم المتحدة، فيما اتهمت فرنسا الحكومة السورية بعرقلة المفاوضات ودعت روسيا إلى تحمل مسؤولياتها وإعادة الوفد الحكومي إلى طاولة التفاوض.
وتسلط هذه التصريحات الضوء على مدى اعتماد الغرب على روسيا في مساعي التعامل مع الصراعات المتعددة في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار تيلرسون أيضاً خلال اجتماع لوزراء خارجية دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في بروكسيل إلى أن الحلفاء الغربيين اتفقوا على عدم تطبيع العلاقات مع روسيا.
وفي باريس، اتهمت فرنسا الحكومة السورية اليوم بعرقلة محادثات السلام برفضها العودة إلى جنيف، ودعت روسيا لعدم التملص من مسؤولياتها في إعادة دمشق لطاولة التفاوض.
وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ألكسندر غورغيني للصحافيين: «تدين فرنسا غياب وفد النظام ورفضه الانخراط في المفاوضات بحسن نية للتوصل لحل سياسي».
وأضاف: «هذا الرفض يظهر استراتيجية التعطيل لعرقلة العملية السياسية التي يتبعها نظام دمشق المسؤول عن عدم إحراز تقدم في المفاوضات».
وقال غورغيني إن على روسيا تحمل مسؤولياتها باعتبارها أحد الداعمين الرئيسين للأسد، حتى تشارك الحكومة السورية في المفاوضات.
واستؤنفت المحادثات اليوم من دون أن تظهر دلائل على عودة وفد الحكومة السورية إلى جنيف بعدما انسحب منها الأسبوع الماضي. وقال مصدر مقرب من فريق التفاوض الحكومي إن الوفد ما زال في دمشق اليوم. وبدأت المحادثات الأسبوع الماضي وبعد بضعة أيام لم يتحقق فيها تقدم يذكر، قال وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إن وفد الحكومة بقيادة بشار الجعفري عاد إلى دمشق لـ«التشاور». وكان دي ميستورا يتوقع أن تستأنف المحادثات أمس، لكن الجعفري غادر جنيف السبت الماضي وقال إنه قد لا يعود لأن المعارضة أعلنت أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكنه القيام بدور في حكومة انتقالية مستقبلية. ولم يوضح مسؤولون سوريون بعد ما إذا كان الجعفري سيعود للمحادثات، لكن الناطق باسم المعارضة يحيى العريضي قال أول من أمس إن مقاطعة الحكومة تمثل إحراجاً لروسيا التي تحرص على إنهاء الحرب من طريق التفاوض. ووصل فريق المعارضة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف صباح اليوم لاستئناف المحادثات مع دي ميستورا الذي رفض التعليق مساء أمس عندما سئل عن غياب وفد الجعفري. وقام دي ميستورا بجولات مكوكية خلال جلسات الأسبوع الماضي بين ممثلي الطرفين الذين لم يجتمعوا وجها لوجه. ويعتزم مواصلة الجولة حتى 15 كانون الثاني (ديسمبر) الجاري.
مقتل قائد فرقة اقتحام نظامية سورية شمال حماة
دبي – «الحياة»
قتل أمس الثلثاء المقدم في القوات النظامية السورية عباس مصطفى صالح أثناء قيادته عملية اقتحام لأحد مواقع المعارضة في ريف حماة الشمالي، وفق ما ذكر موقع «عنب بلدي» اليوم (الأربعاء).
وسقط مع صالح 19 من عناصره أثناء محاولتهم اقتحام موقع عند محور قريتي بليل وربدة، شمال حماة.
ونعت صفحات موالية للنظام السوري عبر «فايسبوك» صالح، وقالت انه كان قائد كتيبة اقتحام في «اللواء 131 مدرعات» من الفرقة 18، مفيدة بأنه يتحدر من بلدة القمصية في منطقة الشيخ بدر بمحافظة طرطوس الساحلية.
وأفادت «وكالة إباء» الناطقة باسم «هيئة تحرير الشام» بأن مقاتلي الهيئة استطاعوا قتل أكثر من 20 عنصراً بينهم ضابط برتبة مقدم أثناء صد محاولة تقدم أمس.
وقال القائد العسكري في غرفة عمليات ريف حماة الشمالي «أبو الحسن فاروق» للوكالة، إن معركة جرت بين القوات النظامية ومقاتلي الهيئة استمرت خمس ساعات متواصلة في المنطقة وانتهت بانسحاب قوات النظام إلى مواقعها.
وبدأت قوات الرئيس بشار الأسد منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي هجوماً ضد مواقع المعارضة في ريف حماة الشرقي، بهدف الوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الجنوبي – الشرقي.
وتحاول قوات الأسد والميليشيات المساندة لها ايضاً، التوغل في عمق المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريف إدلب الشرقي، وصولاً إلى مطار أبو الضهور.
أردوغان: واشنطن تتحرك ضدنا بإقامة ممر إرهابي شمال سورية
لندن – «الحياة»
كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيراته من أن أنقرة لن تسمح للولايات المتحدة بإقامة «دولة إرهابية» للأكراد في شمال سورية.
وقال أردوغان خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمس: «نحن نرى خطة للولايات المتحدة موجهة ضدنا. وتُقام هناك ممر إرهابي بشمال سورية. ولماذا تصل أسلحة أميركية إلى هناك في الوقت الذي لم يبق فيه «داعش» هناك؟ وضد من ستستخدم؟ ضد إيران أو تركيا أو روسيا؟». وتابع قائلاً: «نحن لن نتابع بصمت محاولات البعض في الولايات المتحدة لإقامة دولة إرهابية بجانبنا».
وأضاف أن تركيا «كانت تعمل بحذر لكي لا تتضرر القوى التي كانت تعتبرها أصدقاء لها في سورية، ولكن في وقت قريب هي ستقضي بالكامل على الفروع السورية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن الأسبوع الماضي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد للرئيس التركي في مكالمة هاتفية بينهما، أنه أمر بوقف توريدات السلاح إلى «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعتبرها أنقرة فرعاً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
لكن تصريحات أردوغان أمس كشفت أن تركيا غير مقتنعة بالوعود الأميركية. وقال الرئيس التركي إن اعترافات العقيد طلال سلو الناطق السابق باسم «قوات سورية الديموقراطية» الذي انشق مؤخراً وتوجه إلى تركيا، توضح استمرار الدعم الأميركي لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري وذراعه العسكري «وحدات حماية الشعب الكردية».
وأضاف أردوغان أن اعترافات سلو توضح بما لا يدع مجالاً للشك ما قامت به الولايات المتحدة لحماية «وحدات الحماية» و «حزب الاتحاد الديموقراطي».
وهدد بأن تركيا ستقضي على امتدادات «حزب العمال الكردستاني» في سورية بشكل نهائي، مضيفاً: «إن لم يكن اليوم فغداً».
وانشق سلو من منصبه، في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، متوجهاً إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل «الجيش الحر» شمال حلب المتحالفة مع تركيا.
وتضاربت الأنباء حول نقله إلى تركيا، والتنسيق مع «الجيش الحر» للانشقاق.
وتحدث العقيد سلو، السبت الماضي، عمن وصفها بـ «الشخصيات الحقيقية» التي ترأس «قوات سورية الديموقراطية» في سورية.
وقال في مقابلة مع وكالة «الأناضول» التركية الرسمية إن الولايات المتحدة الأميركية هي من تدير «سورية الديموقراطية» عن طريق القيادي شاهين جيلو، الذي يرأسها، إلى جانب مساعده قهرمان، وهو أحد قيادات «حزب العمال الكردستاني».
إلا أن «سورية الديموقراطية» ردّت على تصريحات سلو، وقالت في بيان إن التصريحات المنسوبة له تشير إلى أن تركيا «تبتز» الرجل وتأخذه رهينة لإعادة اجترار ما كانت تحاول «تلفيقه» في السابق.
واعتبرت أن تركيا تحاول «الإساءة إلى قوات سورية الديموقراطية ومن خلالها قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، والتي استطاعت دحر وطرد الإرهاب من مدن شمال سورية».
في موازاة ذلك، أفادت «وحدات حماية الشعب الكردية» بتعرض مواقعها في محيط عفرين بشمال سورية إلى 44 هجوما شنها الجيش التركي وفصائل مرتبطة به خلال الشهر الماضي وحده.
وأوضح بيان إعلامي لـ «وحدات حماية الشعب» أن الهجمات المذكورة أسفرت عن مصرع عنصر من الوحدات الكردية، إضافة إلى مقتل جندي تركي، و7 من أعضاء الفصائل المرتبطة بالأتراك.
وأكد البيان تدمير «وحدات الحماية» لطائرة استطلاع تركية بلا طيار، وآلية عسكرية، وشاحنتين.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ، أعلن في وقت سابق أن بلاده تبحث مع روسيا والولايات المتحدة وإيران عملية تركية محتملة في عفرين السورية.
يشار إلى أن تركيا بدأت في الصيف الماضي بنشر قواتها في المناطق الحدودية مع سورية الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب الكردية».
وفد المعارضة السورية يستأنف مشاركته في «جنيف-8» وسط ضبابية المشهد السياسي وغياب ممثلي النظام
وثيقة إلى رئيس مجلس الأمن للضغط على النظام ولوقف إطلاق النار في ريف دمشق
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: ركّز الوفد الموحد لقوى الثورة والمعارضة مساء أمس في جلسته الرسمية الرابعة مع المبعوث الاممي ستيفان دي مستورا على طرح أولي جديد حول تصاعد الاحداث في ريف دمشق المحاصر، ومحاولة إيجاد آلية ضغط على النظام السوري وحليفه الروسي، كقضية محورية على طاولة المفاوضات في المرحلة الثانية من الجولة الثامنة لمحادثات السلام في جنيف.
وقالت أليساندرا فيلوتشي، المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف للصحافيين «سنبدأ مجدداً اليوم» مخادثات جنيف-8 موضحة أن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا «يلتقي وفد المعارضة السورية». ولم تشأ التعليق حيال امكانية مشاركة أعضاء وفد الاسد. وقالت «ننتظر وصولهم ونأمل أن يكونوا هنا قريباً جداً». وقال مصدر سوري في دمشق لوكالة فرانس برس الثلاثاء «الوفد لن يغادر اليوم أو غداً إلى جنيف»، لافتاً إلى أن «القرار النهائي لم يتخذ بعد».
وأوردت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام الثلاثاء أن الوفد موجود في دمشق، لافتة إلى أن الدعوة التي تلقتها دمشق من الأمم المتحدة لاسئتاف المحادثات «لا تزال قيد الدراسة لدى القيادة السورية». وغادر وفد النظام جنيف صباح السبت، غداة توجيه رئيسه، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، انتقادات حادة إلى وفد المعارضة على خلفية تمسكه بمطلب تنحي بشار الأسد عن الرئاسة. وكان الوفد الحكومي قد وصل إلى جنيف الأسبوع الماضي غداة انطلاق الجولة الثلاثاء، احتجاجاً على الأمر ذاته. وتركز جولة المحادثات الراهنة بشكل خاص على سلتي الدستور والانتخابات. واصطدمت المرحلة الأولى منها، على غرار الجولات السابقة، بتمسك المعارضة بشرط تنحي الأسد، الأمر الذي اعتبره وفد النظام «استفزازياً» وبمثابة «شرط مسبق».
وكانت الأمم المتحدة تأمل بإطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة. ونشر مكتب دي ميستورا الجمعة ورقة من 12 بنداً، قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة الخميس. وطلب منهما تزويده بردودهما عليها بعد عودتـهما، تزامنـاً مـع اسـتكمال نقـاش جـدول الأعمـال.
السلات السياسية
وقال رئيس الدائرة الإعلامية لوفد المعارضة احمد رمضان في اتصال مع «القدس العربي» ان اجتماع الوفد الموحد مع «دي مستورا» تناول السلات السياسية وقضاياها المعتادة، وما يتعلق بها من العملية الانتخابية والدستورية، بيد ان القضية الأولية التي يحاول الوفد معالجتها هي التصعيد المتعمد من قبل النظام السوري وارتكابه المجازر في الغوطة الشرقية واعتماده على الحل العسكري في هذا التوقيت الزمني في محاولة منه لتقويض العملية التفاوضية، والهروب من إيجاد حل حقيقي ينهي المأساة. وأضاف عضو الوفد المفاوض في جنيف ان اتصالات هامة مع أطراف دولية فاعلة في الملف السوري يجريها رئيس الوفد المفاوض نصر الحريري إضافة إلى اجتماعات ومشاورات أممية بشأن إيجاد حل سريع لوقف الانتهاكات وارتكاب المجازر في ريف دمشق.
وعلى هامش الاجتماعات الرسمية، عقد وفد المعارضة يوم الثلاثاء اجتماعاً موسعاً مع قيادات وممثلي فصائل المعارضة المسلحة العاملة على ارض الغوطة الشرقية، بحث خلاله المجتمعون الوضع الميداني في ريف دمشق المحاصر، ووثقوا خروقات اتفاق خفض التصعيد المعلن في المنطقة بضمانة موسكو، ونتائج العمليات العسكرية والتصعيد المتواصل ضد 400 ألف مدني محاصر في الريف الشرقي من العاصمة، وذلك بعد اجتماع طارئ عقده الوفد في سبيل الضغط على النظام لوقف عملياته العسكرية.
وأشار احمد رمضان لـ «القدس العربي» إلى ان الوفد الموحد أرسل رسالة إلى رئيس مجلس الامن لدى الأمم المتحدة، وأصدر مذكرة إلى الأمم المتحدة، فضلاً عن اتصالات مع مختلف الأطراف من اجل التوصل إلى وقف فوري لاطلاق النار، موضحاً ان وفد المعارضة سيبقى في جنيف ضمن اطار عمله التفاوضي، في ظل ضبابية موقف وفد النظام السوري، الذي لا يزال يتكتم على موقفه الرسمي حيال المرحلة التفاوضية الثانية.
العريضي: من أجل انتقال سلمي
وقال الدكتور يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة في جنيف ان الوفد «ناقش في جلسته التفاوضية مع المبعوث الاممي الحل السياسي لاحداث تقدم، لان القرارات الدولية تعنينا والمجتمع الدولي يعنينا، والذي يعنينا أكثر من أي شيء آخر هو الشعب السوري»، وأشار بالمقابل إلى النظام السوري الذي «لا يعنى بالقرارات الدولية ولا بالمجتمع الدولي ولا حتى بالسوريين الذين غالباً ما يتحدث باسمهم».
وقال العريضي خلال مؤتمر صحافي في جنيف ان «الغوطة تستصرخ ضمير البشرية الآن» مضيفًا: أتينا للتو من حديث مع أناس هناك، أطفال يموتون جوعاً، لا يسعفون إلى مشاف لا تبعد عن مكان اقامتهم سوى كيلومترات قليلة، وهؤلاء ليسوا من داعش وليسوا من النصرة وليسوا إرهابيين». وأضاف المتحدث الرسمي في جنيف: «نحن هنا لايجاد حل سياسي واحداث عملية الانتقال السياسي من هذه الحالة المأساوية، ومن هذا الكابوس إلى حالة أمان وسلام، لان الإنسان السوري يستحق ان يكون له مستقبل».
وفي سؤال للدكتور العريضي عن إمكانية سحب بيان «الرياض 2» من اجل مفاوضات مباشرة مع وفد النظام، حسب شرط الأخير، رد المتحدث الرسمي «كيف تسحب بيان الرياض 2 وهو منسجم مع قرارات الشرعية الدولية، وبيان جنيف 2254 وهي قرارات دولية، فهل نصنع قرارات دولية بأنفسنا، فالبيان منسجم مع تلك الشرعية ونصوصه واضحة المعالم، لكن هناك من يبحث عن ذريعة للتهرب من إيجاد سلام لسوريا لانه عاش على حالة الحرب».
وحتى نهاية اليوم الأول من المرحلة الثانية للمفاوضات، لم يوضح وفد النظام السوري، موقفه ما إذا كان سيعاود الخوض في محادثات السلام، سيما وان النظام السوري كان قد اعلن مغادرة وفده جنيف بسبب اعتراضه على الحديث عن ازاحة بشار الأسد مع بداية العملية الانتقالية، وذلك عبر بيان مؤتمر «الرياض -2»، الذي اصر على ضرورة تنحي رأس النظام، على اعتباره المسؤول عن المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري، وتمسك المعارضين بهذا البند. فيما أفادت وكالة «نوفوستي» الروسية نقلاً عن مصادر لها، بأن الوفد الحكومي سيعود إلى جنيف، استجابة لطلب دي ميستورا بالعودة إلى المناقشات اليوم.
تصعيد عسكري متواصل
وفي المقابل وثق فريق الدفاع المدني في الغوطة الشرقية، مقتل ثلاثة مدنيين، وجرح آخرين، في قصف مدفعي لقوات النظام، على مدن وبلدات ريف دمشق الشرقي، حيث أفاد المصدر بسقوط رجل وطفل في مدينة عربين وجرح آخرين بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف الكتل السكنية بقذائف الهاون، إضافة إلى مقتل مدني في قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة عين ترما، فضلاً عن استهداف بلدات بيت نايم وحوش الضواهرة وحي جوبر في دمشق.
ووفقاً لمصادر أهلية فإن القصف تزامن مع مواجهات عنيفة بين قوات المعارضة المسلحة «فيلق الرحمن» وقوات النظام على جبهة عين ترما، في محاولة من الأخير التقدم وانتزاع السيطرة على نقاط ومواقع الفيلق. وذكر الدفاع المدني ان إثني عشر قتيلاً من متطوعي الدفاع المدني السوري في محافظة ريف دمشق سقطوا منذ بداية عام 2017 وحتى اليوم، أثناء تلبيتهم لنداء الواجب الإنساني المترتب عليهم كمنقذين، فضلاً عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين خلال 22 يوماً من التصعيد المتواصل.
باحث يكشف لـ «القدس العربي»: خطة سابقة للتحالف الدولي للسيطرة على شرقي دير الزور قبيل تحرك سليماني
وائل عصام
إدلب – «القدس العربي»: كشف الباحث الدولي حسن حسن، ان مدينتي البوكمال والميادين شرقي دير الزور، كانتا ضمن خطة التحالف الدولي للسيطرة عليهما قبل تقدم قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية بقيادة سليماني.
وقال حسن لـ «القدس العربي»، انه اطلع من خلال مسؤولين امريكيين، على تلك الخطة للادارة الأمريكية، التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا، وذلك قبيل بدء معركة الرقة بعدة أسابيع، وأكد حسن «كان لديهم تصور ان محافظة ديرالزور، ما عدا مدينة دير الزور، ستكون ضمن النفوذ الأمريكي، وكانوا مصرين ان الميادين من ضمن اختصاصهم، وليس من اختصاص النظام» وتضيف هذه المعلومات، دليلاً جديداً على إخفاق الولايات المتحدة بمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، وتراجعها عن خطة الفصل الحدودي التي كانت تنوي الشروع فيها انطلاقاً من نقطة التنف الحدودي بين العراق وسوريا، بالاعتماد على فصائل عشائرية، دعمتها وزارة الدفاع الأمريكية، تنتمي لقرى دير الزور كأسود الشرقية ومغاوير الثورة، وهو ما أشارت اليه «القدس العربي» في مواضيع عديدة سـابقة.
الكاتب والمحلل حسن حسن، والذي سبق ان ألف كتاباً بعنوان «من داخل جيش الإرهاب» المدرج ضمن اعلى الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة، يضيف موضحاً ما قام به النظام السوري في سباق السيطرة على هذه المنطقة شرقي دير الزور وصولاً للبوكمال الحدودية، ويقول ان «استراتيجية النظام السوري في مناطق دير الزور، اعتمدت على اسلوب اعلان السيطرة على منطقة قبل حصول السيطرة عليها فعلياً، وذلك بسبب التفاهم الروسي الأمريكي فيما يتعلق بقتال تنظيم «الدولة»، والذي يقضي بان من يسيطر على منطقة من مناطق التنظيم، لا يحق للآخر ان يدخلها او يهاجم الطرف الاخر، لذلك لجأ النظام وحلفاؤه لسياسة «زرع العلم» على مناطق مثل الميادين والبوكمال، بمجرد دخول حدودها الإدارية، وبهذا لا يحق لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا ان تدخلها، ولم تحصل معارك عنيفة داخل المدن «الديرية» (دير الزور) مقارنة مع المعارك التي حصلت في الرقة والموصل، هذا طبعاً لا يعني ان النظام وحلفاؤه لم يبذلوا جهد لدخول هذا المناطق، على العكس، قتل الكثير من كبار الضباط الروس والإيرانيين في هذه المعارك، ولكنها لم تكن معارك من شارع لشارع، كما رأينا في مناطق او مدن أخرى، وتبقى ديرالزور، محطة مهمة في السباق بين التحالف الدولي ومعسكر النظام، واعتمدت الجهتان على سياسة «إزرع علم واكمل»، بينما تصبح السيطرة الكاملة على المناطق مرحلة تالية لمرحلة تلوين الخريطة بلون قواتهم وهذا ينطبق على البوكمال».
وبعد هذا التنافس الشرس على منطقة استراتيجية كحوض الفرات شرقي دير الزور، فان قاسم سليماني، اعتبر ان السيطرة على الحدود العراقية السورية، مكسب رمزي بالنسبة لإيران، خصوصاً ان التحالف الدولي، حاول ان تكون تلك المناطق من ضمن نفوذه، لكن التحركات الإيرانية كانت سريعة بالتقدم لدير الزور من السخنة، قبل ان تتقدم لها القوات العشائرية المدعومة من «البنتاغون» من التنف جنوباً، او قوات سوريا الديمقراطية،الخاضعة لهيمنة القوى الكردية، من الشدادي شمالاً.
النظام السوري مفلس وغير قادر على الانتصار الدائم
يفتقد للقدرات البشرية ويعتمد على الحلفاء
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: كتبت ميسي رايان في صحيفة «واشنطن بوست» عن قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على الحكم، مشيرة إلى تقدير أمريكي يرى أنه لا يستطيع المواصلة في الحكم برغم الدعم الروسي والإيراني له.
ووصف المسؤولون الأمريكيون البارزون النظام السوري بأنه ومفلس بدرجة كبيرة وهو ما يجعله غير قادر تحقيق النصر الكامل في الحرب الأهلية السورية.
ويرى المسؤولون أن وقف زخم الانتصارات الروسية والإيرانية هي مسألة وقت. وتشير الصحافية إلى أن المسؤولين الأمريكيين وصفوا ملامح ضعف شديدة في داخل النظام السوري الذي خسر موارد النفط والدمار الذي حل بالبنية التحتية والاعتماد المتزايد على القوى الخارجية لتوفير الطعام والمقاتلين وجيش غير قادر على مواجهة مجموعات من المقاتلين. وقال مسؤول أمريكي «عندما تنظر إلى ما يحتاجه المنتصر لتحقيق انتصار دائم في أي بلد فإن النظام السوري لا يملك هذا».
وأضاف المسؤول الذي امتنع عن ذكر اسمه «إنهم (في النظام) ليسوا أثرياء ولا قوة بشرية لديهم ولا في الكفاءات الأخرى والمظالم اليوم هي أكثر حدة مما كانت عليه في بداية النزاع». وفي وصف مسؤولي إدارة ترامب الرسمي للقدرات السورية أشاروا لعملية السيطرة على مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية، فالقوات التي سيطرت عليها لم تضم وحدة واحدة من الجيش السوري.
وتعتقد إدارة ترامب أن 80% من القوات العسكرية التي تقاتل في سوريا تتشكل من قوات أجنبية مثل مقاتلي حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والحرس الثوري الإيراني. وأضاف المـسؤول الـبارز إن الوحدات التابعة للحكومة عادة ما تخـلف وراءهـا جـنودا بـتدريب فقـير وعتـاد عسـكري أقـل وعرضـة للهجـمات في المنـاطق التي تمـت اسـتعادتهـا من مقاتـلي المعارضـة.
وتعلق رايان أن الصورة مختلفة تماماً عن تلك التي حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصويرها حيث أكد للرئيس السوري بشار الأسد أن الحرب الطويلة تقترب من نهايتها.
وتأمل روسيا التي غير تدخلها في عام 2015 ميزان الحرب بتحقيق اتفاقية سياسية تعمل لمصلحتها وحلفائها، إلا أن رؤية روسيا لا تتضمن رحيلاً مباشراً للأسد عن السلطة وهو المطلب الرئيسي للمعارضة. وتعلق الصحيفة على أن إدارة ترامب تفكر الآن بالاستراتيجية الأوسع في سـوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة ويتبنى المسؤولون هنا التـعاون مـع الـروس لتحـقيق سـلام محتـمل.
وبرغم المحادثات التي أجراها الرئيس ترامب مع بوتين في الفترة الماضية إلا أن المسؤولين يخشون من استخدام موسكو والنظام القوة التي حققاها على الأرض ويحاولان تحقيق سلام يلعب في مصلحتهما. ولهذا تأمل الإدارة في إفراغ المصادر التي تعتمد عليها الحكومة في دمشق خاصة المال والقمح الذي يأتي من إيران وروسيا وحسب رؤية المسؤولين فالقوات السورية لا تستطيع الحفاظ على المناطق التي استعادتها من المعارضة والأكراد السوريين.
وقال المسؤول إن النظام هو «ظل نفسه». وتحدث بعد الجولة الأخيرة في جنيف حيث غادر الوفد التابع للحكومة بعدما طالبت المعارضة برحيل الأسد. وقال المسؤول إن الأسد:»يريد عملية سياسية تعطيه نتيجة سريعة». وتأمل إدارة ترامب أن تؤمن حلاً سياسياً للتخفيف من الأعباء التي تتكلفها الدول الغربية لمساعدة ملايين اللاجئين السوريين. ومن غير المحتمل أن تلتزم الإدارة وضع عدد من المصادر لكي تحرف مسار المعركة بشكل تراجيدي على الأرض في وقت لا تزال فيه المعارضة ممزقة وغير قادرةعلى تأمين النصر بنفسها.
وتحدث المسؤول في الوقت الذي أعلن فيه المسؤولون الأمريكيون تمديد الوجود العسكري القليل في شمالي سوريا حيث يأملون بترجمة هذا الحضور إلى تأثير حول طاولة المفاوضات. وتجنب المسؤول الحديث عن تفاصيل حول تطور الحضور العسكري داخل سوريا.
تسارع إجراءات منح الجنسية التركية للاجئين السوريين وسط تكتم رسمي خشية إثارة المعارضة
ترجيحات بحصول آلاف وربما «عشرات آلاف» السوريين على الجنسية
إسماعيل جمال
إسطنبول – «القدس العربي» : «أخبار الجنسية التركية للسوريين»، هو اسم إحدى الصفحات على (الفيسبوك) المختصة بمتابعة أخبار وتطورات منح الجنسية التركية للاجئين السوريين والتي يتابعها عشرات الآلاف الذين يسعون للحصول عليها مستفيدين من تجارب آلاف وربما عشرات الآلاف الذين حصلوا على الجنسية بالفعل خلال الأشهر الماضية.
وفي مقابل عشرات الصفحات المختصة وعشرات آلاف المتابعين والمهتمين وتركيز المواقع الإخبارية السورية على الملف بشكل يومي، تلتزم الحكومة التركية الصمت التام حيال هذا الملف منذ أشهر طويلة وتتجنب أي تصريحات إعلامية تتعلق بالموضوع، وذلك خشية إثارة المعارضة التي تقف بقوة أمام قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منح الجنسية التركية لشريحة من اللاجئين السوريين في تركيا.
آخر تصريحات رسمية تركية حول الموضوع كانت قبل أشهر طويلة، وأشار فيها نائب رئيس الوزراء ووالي اسطنبول وغيرهم إلى وجود نية لتجنيس «آلاف عدة» وعن إتمام ملفات ما بين آلفين إلى 5 آلاف شخص، ولم يتحدث أي من المسؤولين عن أي أرقام لعدد من جرى بالفعل منحهم الجنسية التركية.
في المقابل، وحسب ما يظهر على الصفحات المختصة ومداولات اللاجئين عن أقاربهم وأصدقائهم الذين حصلوا على الجنسية بالفعل يتوقع متابعون أن يكون الرقم قد وصل إلى آلاف عدة من العائلات، بينما يتحدث آخرون عن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين حصلوا عليها وباتوا بمثابة مواطنين أتراك.
ويعيش في تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري يتوزع أغلبهم في المحافظات الكبرى ومنها إسطنبول وأنقرة وهاتاي وغازي عنتاب، فيما ما زالت نسبة قليلة تعيش في مخيمات رسمية أقامتها الحكومة التركية للاجئين على الحدود مع سوريا.
وكباقي دول العالم، توجد في القانون التركي بنود واضحة تحدد آلية منح الجنسية التركية للأجانب في حالات عدة، أبرزها التقديم القانوني لمن حصل على إقامة وإذن عمل في البلاد لأكثر من 5 سنوات، والزواج من مواطنة تركية، والاستثناءات التي تتعلق بالكفاءات والحالات الخاصة والإنسانية وغيرها.
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين في تركيا، يجري التعامل مع ملفات تجنيسهم تحت بند «الاستثناءات» حيث ركز كبار المسؤولين الأتراك في السابق على أن منح الجنسية للسوريين سيكون بالدرجة الأولى للكفاءات والمتعلمين والحاصلين على إذن عمل رسمي في البلاد.
وحسب ما استمعت «القدس العربي» للعديد من تجارب اللاجئين السوريين فإن ما جرى خلال الأشهر الماضية كان بآليتين مختلفتين، بحيث تم جزء مهم من عمليات التجنيس ضمن آلية واضحة ومعايير مشتركة، وجزء آخر وصفوه بـ»العشوائي» ودون معايير واضحة.
وبينما تقوم «دائرة الهجرة» الجهة المختصة بمنح الجنسيات في الحكومة التركية بالمبادرة في إصدار كشوفات والاتصال بالأشخاص من أجل الحضور للمقابلة وتسليم الأوراق اللازمة لإتمام إجراءات الجنسية، لجأ آخرون إلى المبادرة والذهاب لفروع الدائرة لتقديم طلب الحصول على الجنسية.
وبشكل عام تصدر المجنسون من يطلق عليهم الكفاءات في المجالات كافة ومنهم رجال الأعمال وأصحاب الأموال والحاصلون على شهادات دراسية عليا والمتفوقون في مجالات الطب والتكنولوجيا وغيرها من التخصصات بالإضافة إلى آخرين متميزين في مجالات رياضية وفنية.
وبدرجة ثانية، حصل على الجنسية أو سُمح له بالتقديم كل من حصل على إذن عمل رسمي في تركيا وتقدم أعدادهم بالآلاف حيث سهلت الحكومة التركية إجراءاتهم في السابق ومنحتهم إمكانية الحصول على إذن العمل على الدرجة نفسها مع المواطن التركي لتشـجيع الشـركات على تشغيـلهم.
وبعد ذلك، يجري تسهيل إجراءات من يحمل بطاقة الحماية المؤقتة أو ما يطلق عليها السوريون «الكيمليك» والتي حصل عليها عدد كبير من اللاجئين السوريين في بدايات قدومهم إلى تركيا، ولكن جرى تشديد إجراءات منحها في العامين الأخيرين.
في المقابل، استفادت شريحة أخرى من إجراءات منح الجنسية دون أي معايير واضحة حسب الكثير من الحالات التي تحدث عنها السوريون لـ «القدس العربي»، ومنهم أشخاص ليسوا ضمن الكفاءات ولا يمتلكون إذن عمل أو بطاقة الحماية المؤقتة ولم يحملوا أي شهادات دراسية.
وترغب أغلبية ساحقة من أصل أكثر من 3 ملايين سوري في الحصول على الجنسية التركية لتسهيل أمور إقامتهم في البلاد والتخلص من إجراءات الحصول على الإقامات وإذن العمل وحركة السفر خارج البلاد وداخلها والاستفادة من التسهيلات الحكومية وقانون التقاعد وغيرها، والاندماج في المجتمع بشكل أفضل.
لكن في المقابل أيضاً، تخشى شريحة من اللاجئين ولا سيما من الأشد فقراً من فقدان المميزات التي يتمتع بها اللاجئ عقب حصوله على الجنسية، ومنها الخدمات الصحية والتعليمية المجانية والمنح التعليمية المخصصة للاجئين، وعدم الاستفادة من مساعدات المنظمات الدولية المخصصة لحاملي بطاقة الحماية المؤقتة، وفقدان حق اللجوء إلى أوروبا لاحقاً.
ولجأت الحكومة التركية خلال الأشهر الأخيرة إلى ما يمكن وصفه «العمل بصمت» في ملف تجنيس السوريين بعدما كانت تعيشه البلاد مع كل تصريح عن إمكانية تجنيس اللاجئين، من تصاعد في النقاش الداخلي بين أنصار الحكومة التركية والمؤيدين للقرار وأتباع المعارضة الذين يعارضون خطط منح الجنسية للاجئين بقوة، ونظموا حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وطالبوا بطرد اللاجئين.
استئناف جنيف8 السوري: تمرير وقت بانتظار “استرضاء” النظام/ محمد أمين
بدأت المرحلة الثانية من الجولة الثامنة لمفاوضات جنيف السورية، أمس الثلاثاء، بعد توقف لثلاثة أيام، بحضور وفد المعارضة وغياب وفد النظام السوري الذي يستمر في تعنته ضمن مساعيه الهادفة لإجهاض أي تحرك قد يفضي إلى حل سياسي يقود إلى تغيير وانتقال سياسي يضع حداً لاستبداد يحكم البلاد منذ عقود. وهو ما دفع عضو وفد المعارضة السورية، أحمد العسراوي، إلى الإعراب عن اعتقاده بأن النظام يحاول القيام بـ “حرب أعصاب” من وراء عدم عودة وفده إلى المفاوضات في الوقت المقرر، مشيراً في حديث مع “العربي الجديد” إلى أن النظام يحاول وضع الحق على الآخرين لجهة عدم تحقيق تقدم في المفاوضات.
وفيما أكد مصدر سوري في دمشق لوكالة “فرانس برس” أن وفد النظام السوري كان حتى يوم أمس الثلاثاء موجودا في دمشق، وأن القرار النهائي بشأن المشاركة في المحادثات “لم يتخذ بعد وأن دمشق لا تزال تدرس جدوى المشاركة وعندما يُتخذ القرار، سيبلغ وفق الطرق الدبلوماسية المعتادة”، نقلت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام عن مصادر قولها إن اتصالات مكثفة بدأها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لتوضيح موقفه من ورقة المبادئ الجديدة التي تقدم بها، من دون استشارة وفد النظام الذي وصف ما قام به الموفد الأممي بـ”الخروج عن مهامه”. كما أشارت إلى أن دي ميستورا “يعمل على تبرير موقفه من المشاركة في مؤتمر الرياض2 للمعارضة السورية، وثنائه على السعودية”. وزعمت الصحيفة، التي تعد لسان حال النظام، “أن البيان الصادر عن الرياض2، كان مخالفاً للقرار 2254 من جهة عدم تمثيل أوسع أطياف المعارضة”. كما زعمت أن البيان “تضمن شروطاً مسبقة أعادت المفاوضات إلى المربع الأول، الأمر الذي اعتبرته دمشق محاولة سعودية متجددة لعرقلة مسار جنيف التفاوضي، وعدم الأخذ في عين الاعتبار الانتصارات السياسية والعسكرية التي تحققت خلال السنوات الماضية”، وفق الصحيفة.
في غضون ذلك، أكدت مصادر مواكبة للجولة الثامنة من مفاوضات جنيف أن موسكو مارست ضغوطاً على النظام من أجل العودة الى جنيف، لكن صحيفة “الوطن” نقلت عن مصادر وصفتها بـ “السورية” أن موسكو “ليست بوارد ممارسة أي ضغوط على دمشق”، وأن العلاقة بين العاصمتين “هي علاقة احترام متبادل وحوار ونقاش”.
وبانتظار حسم موقف النظام السوري، استأنف المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، المرحلة الثانية من الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، بلقاء في مبنى الأمم المتحدة مع وفد المعارضة الذي لم يغادر مدينة جنيف، “ما يؤكد جديته” وفق المتحدث باسمه يحيى العريضي. ومن المقرر وفق مصادر في وفد المعارضة، أن تتم مناقشة أجوبة المعارضة السورية على أسئلة المبعوث الأممي التي قدمها للوفدين وتتعلق بمستقبل البلاد السياسي. من جهته، قال نائب رئيس وفد المعارضة السورية، جمال سليمان، في تصريح لـ “العربي الجديد” إن “معركتنا اليوم ليس أمام النظام، بل أمام العالم الذي صاغ القرار 2254″، مضيفاً “جبهة جنيف على مساوئها أفضل لنا من جبهات أخرى”.
وكان وفد النظام تسلّم أسئلة المبعوث الأممي إلا أنه اعتبرها تجاوزاً لمهام دي ميستورا، إذ قال رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، يوم الجمعة الماضي، إنه جاء للتفاوض عبر المبعوث الأممي وليس معه. وأكدت المصادر نفسها التي تحدثت مع “العربي الجديد” أنها لا تملك معلومات حيال عودة وفد النظام من عدمها الى المفاوضات. وأشارت إلى أن موقف النظام الحاد من بيان الرياض2 “غير مبرر”، ووضعته في سياق “محاولة يائسة للتهرب من استحقاقات التفاوض”. وقالت المصادر إن بيان الرياض “هو مشروع المعارضة تسعى لتحقيقه، مثلما يخطط النظام ويعلن بقاءه في السلطة إلى الأبد”. وشددت المصادر على أن الضغط السياسي والعسكري الذي يمارسه النظام، خصوصاً على المدنيين في الغوطة الشرقية لن يدفع المعارضة لتوقيع وثيقة استسلام، وعلى النظام أن يدرك ذلك جيداً.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الانتصارات التي يتبجح النظام بها كثيراً هذه الأيام “ما كانت لتتحقق لولا الروس والإيرانيون، ونعلم جيداً أن قواته لم يكن لها دور مؤثر فيها”. وتساءلت “هل الواقعية السياسية التي يطالب بها النظام تعني التسليم باحتلال الروس والإيرانيين للبلاد كما يرغب النظام من أجل تثبيته في السلطة”.
ويخطط المبعوث الأممي إلى سورية لبدء تفاوض مباشر بين وفدي المعارضة والنظام، بدل تفاوض “الغرف المنفصلة” التي ظلت متبعة طيلة جولات جنيف التفاوضية. وأكدت مصادر في وفد المعارضة السورية أن المبعوث الأممي “جاد هذه المرة في عقد مفاوضات مباشرة، وأنه لن يقبل عذرا من أي طرف على هذا الصعيد”. وتطالب المعارضة السورية منذ الجولة السابعة بمفاوضات مباشرة ومكثفة من أجل التوصل لحل سياسي وفق بيان جنيف1، والقرارين 2218، و2254 اللذين يدعوان إلى انتقال سياسي. في المقابل يرفض النظام المفاوضات المباشرة في محاولة منه لعدم اعتبار المعارضة نداً. ولا يزال النظام يتعامل مع “جنيف” على أنها مجرد “حوار سوري سوري”. كما لا يزال يرى في المعارضة مجرد “عصابات إرهابية مسلحة”. ومن المقرر أن تتناول المفاوضات في المرحلة الثانية من جنيف8 قضية الانتقال السياسي الذي يرفضه النظام، مصرّاً على أن مصير بشار الأسد “فوق التفاوض”، طارحاً فكرة تأسيس “حكومة وحدة وطنية موسعة”، تنضم لها المعارضة، مع إمكانية إجراء تعديلات دستورية تجري على أساسها انتخابات يشترك فيها الأسد، وهو ما ترفضه المعارضة جملة وتفصيلاً. كما من المفترض أن يتناول التفاوض قضيتي الدستور والانتخابات، إذ لا تمانع المعارضة في مناقشة هذين الملفين، لكن ضمن سياق الانتقال السياسي الذي تصر على إنجازه أولاً قبل الانتقال إلى ملفات أخرى.
العربي الجديد
الوجود العسكري الاميركي باقٍ..والدولة السورية”مجرد ظل“
اكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أريك باهون، لـ”وكالة فرانس برس”، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري لها في سوريا “طالما كان ذلك ضرورياً” وأضاف: “سنحتفظ بالتزاماتنا طالما دعت الضرورة، لدعم شركائنا ومنع عودة الجماعات الإرهابية”.
وتنشر الولايات المتحدة حالياً قرابة 2000 جندي على الأرض في سوريا، بينهم قوات خاصة، يدعمون “قوات سوريا الديموقراطية”، وأوضح باهون: “إلتزامات القوات الأميركية في سوريا ستكون بموجب شروط”، أي “أنه لا يوجد جدول زمني يحدد ما إذا كانت ستنسحب أم لا”. وأشار إلى أن الانسحاب العسكري للولايات المتحدة “مرتبط بالوضع” على الأرض في سوريا. وقال: “من أجل ضمان هزيمة داعش، يجب على التحالف التأكد من عدم عودتها، أو استعادتها المناطق التي خسرتها أو التآمر لشن اعتداءات في الخارج”. وتابع: “هذا أمر ضروري لحماية وطننا والدفاع عن حلفائنا وشركائنا”.
وقال: “لا يجب الاعتقاد بأنه بمجرد مقتل آخر مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية سنتخلى عن قوات سوريا الديموقراطية حليفتنا”. وأردف ان الولايات المتحدة “ستواصل بذل الجهود الضرورية من أجل مكافحة الارهاب وتحقيق الاستقرار” على الارض في سوريا. وأوضح أن تحقيق الاستقرار يعني “استعادة الخدمات العامة الاساسية، و(تنفيذ) عمليات ازالة الالغام وتوزيع مساعدات انسانية”. ولفت إلى أن الولايات المتحدة تريد ايضا مساعدة “قسد”على أن تصبح “قوات أمن محلية دائمة ومكتفية ذاتياً ومتنوعة عرقياً”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إنّ روسيا “لم تقُم سوى بجزء من عمليات مكافحة الإرهاب” في الأراضي السورية، معتبراً أن مكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” لم “يُشكل أولوية” لموسكو في سوريا. وأضاف باهون أن روسيا “ليس لديها على ما يبدو اي خطة” لانهاء الحرب الأهلية في سوريا “أو لحل المشاكل الأساسية التي أدت إلى ظهور تنظيم الدولة الاسلامية”. كذلك شدد باهون على أن روسيا “لا تسعى بجدية إلى التوصل لانسحاب المقاتلين الموالين لايران” من سوريا، بمن فيهم “حزب الله”.
من جهتها، “قناة حميميم” في “تلغرام” قالت: “التصريحات الصادرة عن البنتاغون الأميركي حول نية واشنطن إبقاء قواتها في سوريا هي أمر غير شرعي، وينافي القوانين الدولية التي تقر باحترام الدول لسيادة الدول الاخرى”.
صحيفة “واشنطن بوست”، كانت قد نقلت الإثنين، عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قوله إن حكومة بشار الأسد باتت عاجزة عن تحقيق نصر عسكري في الحرب الأهلية، بسبب افتقادها للقوة البشرية، واعتمادها على الحلفاء وتقريباً إفلاسها. ويُعتقد أن هذه التصريحات جاءت رداً على تأكيدات روسيا وسوريا أن النصر في سوريا هو مسألة وقت فقط.
المسؤول الأميركي الرفيع وصف دولة سورية ضعيفة بشدة، تعاني من تحديات تتضمن خسارتها العائدات النفطية، ودماراً كبيراً للبنى التحتية، وازدياد الاعتماد على القوى الخارجية لتأمين النقد، الطعام والمقاتلين، وجيشاً بالكاد قادراً على إبعاد بضع جماعات مسلحة.
وأضاف المسؤول: “عندما ننظر إلى ما يمكن أن يجعل من سلام المنتصر دائماً في أي بلد، فإن النظام السوري يفتقده”. وأضاف: “إنهم ليسوا أثرياء، لا قوة بشرية لديهم، وليسوا أغنياء في قدرات أخرى، والمظالم أشد حدة مما كانت عليه وقت اندلاع النزاع”.
وتؤمن إدارة ترامب، بأن 80 في المائة من القوة البشرية العسكرية التي تقاتل لدعم الحكومة السورية، مؤلفة من مقاتلين أجانب من “حزب الله” اللبناني والمليشيات العراقية و”الحرس الثوري الإيراني”.
وعندما تتعهد الوحدات الحكومية بهجوم ضد قوات المعارضة، فإنها تترك خلفها حتماً جنوداً ضعيفي التدريب والتسليح للدفاع عن تلك المناطق المستعادة، ما يجعلها عرضة لهجمات عسكرية.
وهذه الصورة مختلفة عما تلك التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد للأسد خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا بأن الصراع السوري الطويل “قد شارف على الانتهاء”.
المسؤول قال: “الدولة السورية هي مجرد ظل لذاتها”.
حديث المسؤول الأميركي جاء بعد هجران وفد النظام السوري مباحثات “جنيف-8″، فقال: الأسد يريد عملية سياسية تعطيه نتيجة سياسية بسرعة”.
وترغب إدارة ترامب بتأمين حلّ سياسي، جزئياً لتخفيف ضغط ملايين السوريين اللاجئين على الدول الغربية. ولا يزال مستبعداً أن تقدم الإدارة الأميركية على فعل يغير مجرى الأحداث، في الوقت الذي ما زالت فيه مجموعات المعارضة متشرذمة وغير قادرة على احراز نصر من تلقاء نفسها.
المسؤول تحدث عن خطط قدمها قادة عسكريون أميركيون لتمديد حضور أميركا العسكري في الشمال السوري، والذي يأمل المسؤولون الأميركيون في تحويله إلى تنازلات سورية على طاولة المفاوضات.
هل قصفت إسرائيل قاعدة جبل عزان الإيرانية في حلب؟
أكد مصدر عسكري معارض لـ”المدن” أن منطقة جبل عزان في ريف حلب الجنوبي قد تعرضت لغارات جوية، ليل الثلاثاء/الأربعاء، ما تسبب بوقوع انفجارات ضخمة في القاعدة العسكرية الإيرانية فيها. وتبع ذلك استنفار كبير في صفوف المليشيات التي تنتشر في ثكنات قريبة من القاعدة، وتتوزع على مواقع بين القاعدة العسكرية الإيرانية وبلدة الحاضر جنوبي حلب، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
ورجّح مصدر “المدن” أن تكون طائرة إسرائيلية هي من نفذت الغارات، وذلك بسبب خلو الأجواء حينها من أي تحليق للطيران الروسي أو ذلك التابع للنظام، في المنطقة الشمالية. وذلك ما أكدته تعميمات المراصد المحلية التي ترصد حركة الطيران في الشمال. وأوضح المصدر أن المليشيات قد بدأت فعلياً منذ أيام قليلة بعمليات تمويه عسكري لمواقع وثكنات عسكرية التي تنتشر في المحيط القريب من القاعدة الإيرانية جنوب حلب، وبالقرب من خطوط القتال في الحاضر وأبو رويل جنوباً.
وتقع القاعدة العسكرية الإيرانية في منطقة جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، على مسافة قريبة من جبهات القتال بين مليشيات النظام والمعارضة المسلحة، ويمكن لمقاتلي المعارضة المرابطين في المنطقة رصد تحركات المليشيات في المناطق المحيطة بها. وأقرب نقاط المعارضة التي تفصلها عن منطقة جبل عزان تبعد عنها مسافة 10 كيلومترات. وتعتبر القاعدة العسكرية الإيرانية مقراً لمستودعات الأسلحة، وغرفة عمليات مركزية يدير من خلالها “الحرس الثوري الإيراني” عدداً كبيراً من المليشيات الشيعية الأجنبية والمحلية في الشمال السوري.
وكان للقاعدة العسكرية الإيرانية في منطقة جبل عزان، التي أنشأتها أوائل العام 2015، دور كبير في تقدم مليشيات النظام وسيطرتها على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي أواخر العام 2015. وحوت القاعدة الإيرانية على مرابض مدفعية وقواعد صواريخ غطى مداها منطقة واسعة من العمليات العسكرية التي خاضتها المليشيات في ذلك الوقت، بدعم جوي روسي. وما أن تمكنت مليشيات النظام من فرض سيطرتها على قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي المحيطة بقاعدة جبل عزان وصولاً إلى بلدة الحاضر حتى بدأت في بناء ثكنات عسكرية كطوق حماية تنتشر فيها مليشيات عراقية وأفغانية وباكستانية.
كذلك كان للقاعدة الإيرانية دور كبير في معركة السيطرة على أحياء حلب الشرقية التي تمكنت من السيطرة عليها أواخر العام 2016. واعتبرت قاعدة جبل عزان الإيرانية غرفة العمليات المركزية التي أديرت من خلالها المعارك في المدينة وكانت منطلقاً لآلاف القذائف المدفعية والصاروخية التي انهالت على الأحياء الشرقية.
ويحاول “الحرس الثوري الإيراني” السيطرة على مطار أبو الضهور في ريف إدلب، ليتحول إلى قاعدة جوية لإمداد قواته ومليشياته في قاعدة جبل عزان والمناطق المحيطة بها، كما يُحققُ التقدم نحو أبو ضهور حماية جيدة للقاعدة التي ما تزال عرضة لنيران المعارضة الصاروخية. وقد أصبحت قاعدة جبل عزان مزاراً لعدد كبير من الشخصيات العسكرية الإيرانية البارزة، خلال الفترة الماضية، ما يشير إلى الاهتمام الكبير بالقاعدة ونية “الحرس الثوري” بتطويرها، باعتبارها أقل عرضة للأخطار من القواعد الإيرانية جنوبي سوريا القريبة من اسرائيل.
النظام في دمشق والمعارضة في جنيف.. ومصير المفاوضات مجهول
استؤنفت محادثات السلام السورية بنسختها الثامنة في جنيف، الثلاثاء، بتغيّب وفد الحكومة السورية، الذي كان قد أعلن الأسبوع الماضي انسحابه من المفاوضات، وأبلغ الأمم المتحدة باحتمال عدم عودته لاستكمال الجولة الحالية.
والتقى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مع وفد المعارضة السورية، الذي بقي في جنيف لاستئناف الجولة الحالية.
وفي أعقاب محادثاته مع دي ميستورا، قال رئيس “هيئة التفاوض السورية” نصر الحريري للصحافيين “تعرفون أن النظام لم يأت للاستمرار في هذه الجولة من المفاوضات” معرباً عن اعتقاده بأن “النظام لن يتوقف عن اختلاق الذرائع” لعرقلة الحل السياسي.
واعتبر الحريري أنه يقع على عاتق “المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوث الخاص أن يعلنوا أمام العالم من هو الطرف الذي يرفض المفاوضات”.
ولم تصدر أي تعليقات من قبل الأمم المتحدة، كما قالت وكالة “فرانس برس”، إن المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي، امتنعت عن إعطاء أي تصريحات حيال امكانية مشاركة وفد النظام السوري. واكتفت بالقول “ننتظر وصولهم ونأمل أن يكونوا هنا قريباً جداً”.
وكانت صحيفة “الوطن” السورية، قد قالت في وقت سابق، الثلاثاء، إن وفد دمشق لم يغادر إلى جنيف، الثلاثاء، ولن يفعل ذلك الأربعاء أيضاً. وأشارت إلى أن العودة إلى المفاوضات “لا تزال قيد الدراسة لدى القيادة السورية”.
وتركز الجولة الحالية على سلتي الدستور والانتخابات. ويرفض وفد النظام التطرق إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد، على غرار الجولات السابقة، معتبراً أن ذلك خطوة استفزازية وشروط مسبقة تضعها المعارضة والدول الداعمة لها.
وفي محاولة لملء جدول الأعمال على ما يبدو، عقد وفد المعارضة اجتماعاً عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع قياديين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وتم بحث الوضع الميداني في منطقة الغوطة، و”ما يقوم به نظام الأسد من جرائم حرب هناك”.
وقال المتحدث باسم الوفد المعارض يحيى العريضي، إن “النظام يقوم بهذا التصعيد العسكري بالتزامن مع كل جولة أو محاولة لإيجاد حل سياسي في سوريا، والهيئة مصممة على الالتزام بالمسار السياسي لكي نحق الحق والانتصار على هذا النظام المجرم”.
وأضاف “سكان الغوطة في قلوبنا ولا تغيب عن ذاكرتنا أو جلساتنا مع المسؤولين والدبلوماسيين الدوليين، النظام يريد أن يقتص من كل الشعب السوري كلما اقتربنا خطوة أخرى نحو السلام”.
جولة جنيف تستأنف في غياب وفد النظام السوري
المفاوضات السورية تستأنف في جنيف دون حضور وفد النظام الذي ربط عودته بتراجع المعارضة عن بيان الرياض2.
جنيف – استأنفت الجولة الثامنة من مفاوضات السلام السورية في جنيف أعمالها الثلاثاء، في غياب الوفد الحكومي الذي مازال موجودا في دمشق ولم يحسم قراره بالمشاركة.
وقالت أليساندرا فيلوتشي، متحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف للصحافيين، “نبدأ مجددا الثلاثاء”، موضحة أن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيجري لقاءات مع وفد المعارضة.
ولم تشأ فيلوتشي التعليق حيال إمكانية مشاركة الوفد الحكومي. وقالت “ننتظر وصولهم ونأمل بأن يكونوا هنا قريبا جدا”.
ويأتي استئناف المحادثات الثلاثاء بعد توقف لثلاثة أيام، على أن تستمر الجولة الراهنة حتى منتصف الشهر الحالي، وفق ما أعلن دي ميستورا الخميس.
وللمرة الثانية خلال هذه الجولة، تنطلق المحادثات بغياب الوفد الحكومي، الذي ربط عودته بتراجع المعارضة عن بيان الرياض 2 الذي ينص على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد مع انطلاقة المرحلة الانتقالية.
وقال مصدر سوري في دمشق الثلاثاء “الوفد لن يغادر اليوم أو غدا إلى جنيف”، لافتا إلى أن “القرار النهائي لم يتخذ بعد”.
وغادر الوفد الحكومي جنيف صباح السبت، بعد توجيه رئيسه، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، انتقادات حادة إلى وفد المعارضة على خلفية تمسكه بمطلب تنحي الرئيس الأسد.
وكان الوفد الحكومي وصل إلى جنيف الأسبوع الماضي غداة انطلاق الجولة الثلاثاء، احتجاجا على الأمر ذاته.
وتركز جولة المحادثات الراهنة بشكل خاص على سلتي الدستور والانتخابات. واصطدمت المرحلة الأولى منها، على غرار الجولات السابقة، بتمسك المعارضة بشرط تنحي الأسد، الأمر الذي اعتبره الوفد الحكومي “استفزازيا” وبمثابة “شرط مسبق”.
وكانت الأمم المتحدة تأمل بإطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة، بيد أن النظام لا يبدي استعدادا للقيام بهذه الخطوة، ويحاول من خلال تعاطيه الباهت مع المفاوضات الضغط على المعارضة للتنازل عن مسألة رحيل الأسد.
ونشر مكتب دي ميستورا الجمعة ورقة من 12 بندا، قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة الخميس. وطلب منهما تزويده بردودهما عليها بعد عودتهما، تزامنا مع استكمال نقاش جدول الأعمال.
وتتضمن الورقة مبادئ أساسية أبرزها “الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سوريا”، وأن “يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع” بالإضافة إلى “بناء جيش قوي وموحد”.
ناشينال إنترست: سوريا هي الثقب الأسود لمنطقة الشرق الأوسط
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
قال الكاتب دانيال ديبيتريس، في مقال له إن الأزمة السورية وما يتعلق بها من جهود دبلوماسية ومحادثات ومؤتمرات أصبحت بمنزلة “الثقب الأسود” لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وأوضح الكاتب في المقال الذي نشرته مجلة “ناشينال إنترست” الأمريكية، أن المبعوث الدولي الخاص للأمم المتحدة، دي مستورا يحاول عبثاً الوصول إلى حل للأزمة من خلال إعطاء فرصة للطرفين لمناقشة الانتقال السياسي للبلاد ما دام أن كلا الطرفين ملتزمان بمطالبهما المطلقة ويتبادلان الاتهامات بما لا يمكن معه التوصل إلى حل وسط معتدل بشأن مستقبل سوريا السياسي.
ويشير الكاتب إلى أنه وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية كان لدى هيئة الأمم المتحدة واحدة من “أصعب الوظائف على كوكب الأرض”، حيث ضغط دي مستورا كثيراً على لجنة المفاوضات العليا المعارضة للاعتراف بموقفها الضعيف على الأرض، محاولاً إقناعهم بأنه مع قوة أقل في الحرب سيكون لهم نفوذ أقل على طاولة المفاوضات، إلا أنه لقي آذاناً صماء، كما أن وفد المعارضة لم يستمع لأي من الاقتراحات التي عرضت عليهم التخفيف من مطالبهم في ضرورة رحيل الأسد خلال مرحلة انتقالية.
ويرى الكاتب أنه وبعد مقتل أربعمئة ألف سوري، وقصف لا هوادة فيه على أهداف مدنية، وتدمير النسيج الاجتماعي السوري، وانهيار اقتصاده، وانتهاك النظام السوري لكل القوانين الدولية لحقوق الإنسان، لا يمكن للمعارضة أن تعتمد على استمرار الأسد في العمل كرئيس للبلاد.
لكنه اعتبر أن عملية التفكير هذه “مليئة بكميات كبيرة من العاطفة”، حتى لو كانت مفهومة تماماً، إلا أنها ستكون عائقاً أمام التوصل إلى حل يرضي الطرفين.
من جهة أخرى يواصل المفاوضون في النظام السوري إصرارهم على أن “يكون الأسد هو الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية”، وأن المطالبة بإزالته قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا في 2021 ليست ذات مصداقية.
وتوقع الكاتب فشل الجولة الثامنة من المفاوضات التي من المقرر أن تستمر حتى منتصف ديسمبر الجاري، مشيراً إلى أن دي مستورا سيصاب بخيبة أمل كبيرة إذا كان يتوقع نتيجة أفضل في الجولة الثامنة، إذ إن نظام الأسد لم يقدم أي تنازلات دستورية سياسية كبرى عندما كان في أكبر مراحل ضعفه، وإنه لن يقدمها وقد أصبحت كفة الحرب تميل إلى جانبه منذ عامين.
واختتم الكاتب بقوله: “في هذه المرحلة من الصراع، من الصعب أن نعتقد أن الحرب ستنتهي من خلال ترتيب سياسي، وإذا انتهى الأمر من خلال مثل هذا الترتيب، فإن الرئيس القادم لن يكون أحداً ممن يحبه خصوم الأسد”.
المعارضة السورية تناقش 4 ملفات بـ”جنيف 8″ وغياب وفد النظام
ناقشت المعارضة السورية، المشاركة في مفاوضات مؤتمر “جنيف 8″، الأربعاء، مع فريق الأمم المتحدة قضايا الانتقال السياسي والدستور والانتخابات.
وانطلقت الجولة الأولى من “جنيف 8″، في 28 نوفمبر الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام، قبل أن تستأنف الثلاثاء والأربعاء، بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.
وقال المتحدث باسم المعارضة يحيى العريضي، في تصريحات عقب اللقاء: “جئنا لمناقشة تطبيق قرارات الشرعية الدولية، حيث تمت مناقشة عملية الانتقال السياسي بعمق (خلال اجتماعات اليوم)، وبشكل واضح، وبطرح أفكار جوهرية”.
وأوضح أن ذلك تم “في إطار علاقة الانتقال السياسي بالسلة الثانية، وهي العملية الانتخابية والدستورية، وما يحتاج البنية الأساسية للانتقال السياسي، عبر المهمات، والعلاقات، والأهداف، إضافة إلى النقاط المتعلقة بالعملية الدستورية والانتخابية”.
وعلق على لقاءات المعارضة بفريق الأمم المتحدة، التي تخلف عنها وفد النظام، وقال: “نحن في حالة جادة تجاه العملية السياسية، بدليل الانخراط مع الأمم المتحدة في إطار تطبيق قرارتها”.
وتابع العريضي: “دليل الجدية هذا يقابله انشغال الجانب الآخر (نظام الأسد) بأمور لا تتعلق بالسياسية، وإنما استمرار استراتيجية نهجها في سوريا دون اكتراث بالإنسان السوري”.
وشدد على أن “وفد المعارضة مستمر في المفاوضات، ولكن يجب أن يقابله جدية من الطرف الآخر”، معرباً عن اعتقاده بأن “وفد النظام سيأتي إلى المفاوضات لاحقاً”، دون تحديد موعد لذلك.
ورداً على سؤال بشأن إصرار المعارضة على رحيل الأسد، ومسألة عدم وضع شروط مسبقة للمفاوضات، أجاب: “المسألة أن هذه القرارت تستند إلى بيان جنيف، ولا أعتقد أن أحداً (قراراً ) يلغي الآخر”.
وتابع أن القرارت “تتحدث عن عملية انتقالية، وعن ما سمي هيئة حكم انتقالي، وتنظم الفترة إعلان دستوري، ومسألة الانتخابات موجودة بتسلسلية، وهناك أربع سلال طرحت هنا (في جنيف وهي الحكم الانتقالي، الدستور، الانتخابات، ومكافحة الإرهاب)، وهي متراتطبة تؤدي إلى ورقة المبادئ لمستقبل سوريا”.
وتواصلت اليوم الجولة الثانية من مؤتمر “جنيف 8″، مع استمرار غياب وفد النظام، وتضاربت معلومات بشأن موعد وصوله ما بين الخميس، والأسبوع المقبل.
سوريا.. 21 قتيلاً مدنياً بقصف روسي في دير الزور
بيروت – فرانس برس
قتل 21 مدنياً بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء في قصف جوي روسي استهدف إحدى بلدات محافظة #دير_الزور التي لم يعد تنظيم #داعش يسيطر سوى على جيوب محدودة فيها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن تسعة أطفال قتلوا في القصف الجوي الروسي، الذي أصاب أبنية سكنية في بلدة الجرذي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور إلى جزأين.
ولا يزال تنظيم داعش يسيطر وفق المرصد على البلدة.
وتشكل محافظة دير الزور منذ أشهر مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقود قوات #النظام_السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات، والثاني تقوده قوات سوريا الديمقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، على الضفة الشرقية للنهر.
وأعلنت #روسيا، الداعمة لقوات النظام السوري، الاثنين، أن طائراتها نفذت غارات جوية أيضاً دعماً للفصائل الكردية في دير الزور.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، أعلنت قبل ثلاثة أيام طرد تنظيم داعش من الضفة الشرقية للفرات.
إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان يقول إن تنظيم داعش لا يزال يسيطر على ثمانية في المئة من المحافظة.
ضابط سوري يُحرَق حياً في فيديو والنظام لا يقرّ بموته
العربية.نت – عهد فاضل
على الرغم من كل صرخات الألم والعذاب، التي أطلقها الضابط الطيار السوري #عزام_عيد، والذي يحمل رتبة رائد في جيش النظام، وكان أسيراً لدى ” #داعش”، جرّاء قيام الأخير بحرقه بالكامل، حياً، بعدما أضرم فيه النيران، في فيديو نشر الخميس الماضي، إلا أن نظام الأسد يعتبر أنه لا شيء مؤكداً بخصوص مقتله.
وظهر #علي_حيدر، الوزير في حكومة النظام السوري ومسؤول عن ملف ما يسميه النظام المصالحة، الثلاثاء، على فضائيته الرسمية، ليقول إنه لا شيء مؤكدا مما ظهر في الفيديو، مشيرا إلى أن النظام لم يقرر بعد، ما إذا كان الطيار عزام عيد، قد قتل.
وقال حيدر إن “الفيلم الذي عرض لا يزال في إطار التحليل للتأكيد على أنه فيلم حقيقي أم مفبرك”، بحسب كلامه، ودون أن يوضح هدف “داعش” من فبركة فيلم كهذا، مشيراً إلى أن النظام لم يصدر قرارا بعد باعتبار ذلك الطيار قتيلاً، علماً أن المذيعة كانت طرحت السؤال على الوزير مستخدمة صفة “شهيد” على الطيار باعتباره قد قتل، لحظة عرض فيلم الفيديو الذي يظهر تعرضه للحرق وإطلاقه صرخات التوجع والعذاب.
وكانت عائلة الطيار الذي حرقه “داعش”، في الفيديو المشار إليه، قد اتّهمت النظام بعدم العمل على إطلاقه من أسر التنظيم.
ومرّ أسبوع كامل على عرض الفيلم الذي نشره “داعش” عن حرق الطيار السوري الأسير لديه منذ أكثر من عام، وبحسب كلام الوزير السالف، فإن نظام الأسد لا يزال “يحلّل” الفيديو للتأكد من أنه مفبرك أم غير مفبرك.
داعش يحرق طيار تابع للنظام
وظهر الطيار السوري الذي أحرقه “داعش” مرتدياً زياً بلون أحمر ومقيد اليدين والعنق، وهو يتلوى ويتقلب من شدة العذاب إثر تعرض جسده لحرق كامل، حيث بدأ يطلق صرخات التوجع والإحساس بالألم الناتج من احتراق الجسد.
يشار إلى أن كل الفيديوهات التي سبق ونشرها “داعش” عن عمليات حرق قام بها، بحق شخص أو مجموعة أشخاص، لم يثبت أن أيا منها كان مفبركاً، بل تم التعامل معها، كدليل قطعي على إعلان موت الضحايا الذين ارتكبت بحقهم عملية القتل حرقاً أو ذبحاً.
والطيار السوري الذي قتل حرقاً في الفيديو، وقع في الأسر لدى عناصر من “داعش” عام 2016، بعدما تم إسقاط طائرته، شرق العاصمة #دمشق.
مفاوضات جنيف السورية ستُستأنف وليست مباشرة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 6 ديسمبر 2017
روما- تواصلت اليوم مجددا مفاوضات الجولة الثامنة من مؤتمر جنيف المعني بالأزمة السوريية، وعاد وفد المعارضة السورية للاجتماع بالمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، ضمن سياق المفوضات غير المباشرة.
ومن المفترض أن يصل وفد النظام السوري إلى جنيف غداً بأبعد تقدير بعد أن كان قد تغيّب عن المدينة السويسرية وعاد إلى دمشق، ورغم تلويحه بأن قرار مواصلته الاجتماعات لم يُتخذ بعد.
ووفق مصادر في المعارضة السورية مرافقة للوفد المفاوض، فإن المبعوث الأممي لم يطرح حتى الآن أي ملف له علاقة مباشرة بالحل السياسي، ومازالت كل النقاشات والنقاط تتمحور حول التهدئة، والوضع الإنساني، وما يجري من خروقات من قبل النظام السوري في مناطق متفرقة في سورية وخاصة ما يجري في الغوطة في ريف دمشق الشرقي.
وقالت المصادر إن الوفد السوري هدد بالانسحاب من المؤتمر إن طرح عليه المبعوث الأممي فكرة اللقاء المباشر مع المعارضة السورية في قاعة واحدة. وأشارت إلى أن المبعوث الأممي أخبر الجميع أن هذه الجولة لن تشهد مفاوضات مباشرة، حالها كحال الجولات السابقة من مؤتمر جنيف، على عكس ما قال قبيل انعقاد هذه الجولة.
ووفق المصادر، فإن دي ميستورا لم يتلق من النظام السور ورقة مبادئ كتلك التي قدّمتها المعارضة، كما لم يتلق رداً على ورقة مبادئه من النظام، بينما أعدّت المعارضة وجهة نظرها بهذه المبادئ، التي قال إنها متقاربة مع مبادئ المعارضة بشكل معقول.