أحداث الأربعاء 20 نيسان 2016
تعثر مفاوضات جنيف وتحذير من «تفسخ» سورية
موسكو، لندن، جنيف، بيروت – رائد جبر، «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قررت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة أمس الانسحاب تدرجاً من مفاوضات جنيف، في وقت قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات شنها الطيران السوري على غوطة دمشق وريف ادلب، بالتزامن مع تحذير الرئيس الأميركي باراك اوباما من تعرض سورية الى «التفسخ السريع» اذا استمر التصعيد العسكري والجمود السياسي.
وقال أوباما إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الاثنين أن سورية «تتفسخ بسرعة أكبر» وأنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف في مقابلة بثتها قناة «سي بي اس» امس: «لن يخدم هذا مصالح أي منا».
وكان المنسق العام لـ «الهيئة» المعارضة رياض حجاب قال أمس: «سأسافر اليوم (أمس)، قسم من الإخوة سافروا أول من أمس، وقسم آخر سيسافر تباعاً حتى الجمعة»، موضحاً ان بعض أعضاء «الهيئة «والوفد سيبقون في جنيف للمشاركة في نشاطات «مبرمجة» مسبقاً.
وأضاف أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا «عرض ان يأتي خبير شارك في (صياغة) تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في بيان جنيف الى الفندق وقلنا له أهلاً وسهلاً، وهو سيقابل كفنيّ زملاءنا القانونيين في الوفد».
وإذ جدد الإشارة الى أن الوفد جاء الى جنيف «من أجل انتقال سياسي مبني على القرارت الدولية التي تقول جميعها بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للمجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد»، أعلن رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري انه مخول بحث تشكيل حكومة موسعة وليس مستقبل الأسد، متهماً وفد «الهيئة» المعارض بـ «المراهقة» في العمل السياسي. وشدد حجاب على «اننا لم نأتِ الى جنيف لننتج نظام بشار الأسد بل جئنا لننهي هذا النظام».
في موسكو، أكد الكرملين انه «لا يمكن السماح للارهابيين» بالسيطرة على مناطق في سورية، ودعا الى مواصلة المفاوضات في جنيف، بينما حملت موسكو المعارضة مسؤولية تعثر جولة المفاوضات بسبب «غلبة متطرفين على الهيئة العليا للتفاوض». وحذر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أن موسكو تأخذ في الاعتبار أن الوضع ليس سهلاً في المسار التفاوضي، لكن «لا يمكن ايضاً تجاهل صعوبة الوضع على الأرض او التوقف عن محاربة الارهابيين الذين يسعون للتمدد في مناطق عدة». ودعا إلى متابعة المفاوضات لأن «الحوار هو الشرط الأساسي للتسوية». لافتاً الى ان «التركيز على ضرورة متابعة الحوار والحفاظ على نظام وقف إطلاق النار، كان جوهر الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بوتين وأوباما».
ميدانياً، ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في قصف جوي الثلثاء على سوقين شعبيتين في محافظة ادلب في شمال غربي سورية، الى 44 وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان». وقتل 37 شخصاً، بينهم طفلان، في قصف طاول سوقاً للخضار في مدينة معرة النعمان وحدها، وسبعة آخرون في غارات استهدفت سوقاً للسمك في كفرنبل. وأشار «المرصد» الى ان عدد القتلى مرشح للازدياد نتيجة وجود جرحى. كما قتل وجرح آخرون في قصف على الغوطة الشرقية لدمشق. واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، المتحالف مع «الهيئة»، هذه الغارات «تصعيداً خطراً».
اجتماع «غير رسمي» بين أوباما وهولاند ومركل وكامرون ورينزي الإثنين
باريس – أ ف ب
أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم (الأربعاء) أن «اجتماعاً غير رسمي» سيعقد في هانوفر الإثنين المقبل، بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا مركل ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كامرون والإيطالي ماتيو رينزي.
وقال قصر الاليزيه في بيان أن «القادة سيبحثون في القضايا الدولية الكبرى»، من دون أن يضيف أي تفاصيل.
وصرحت الناطقة باسم الحكومة الألمانية كريستيانه فيرتس بأن «هذا اللقاء نظم بدعوة من المستشارة، لمناقشة قضايا سياسية دولية عدة»، من دون وضع جدول أعمال محدد. لكن ستناقش سورية وليبيا وقضية الهجرة بالتأكيد. وأضافت أن صيغة هذا اللقاء «ليست سابقة».
وتستضيف هانوفر معرضاً صناعياً كبيراً سيحضره أوباما الأحد. وكانت مركل صرحت الشهر الماضي بأنها تأمل في هذه المناسبة بدفع المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الجارية منذ 2013 حول اتفاق للتبادل الحر، قدماً.
اليونان تسمح لطالبي اللجوء بمغادرة مخيمات الاحتجاز
أثينا، نيروبي – أ ف ب، رويترز
أعلنت الهيئة اليونانية لتنسيق الهجرة أمس، أن السلطات اليونانية بدأت تسمح بخروج طالبي اللجوء الذين يمكن أن يُعادوا إلى تركيا بموجب الاتفاق بين أنقرة والإتحاد الأوروبي، أي حوالي 7500 شخص، من مخيمات احتجازهم في الجزر.
وقال ناطق باسم الهيئة إنه بعد احتجازهم لـ 25 يوماً «يُسمَح بمغادرة المخيم لمن طلبوا اللجوء»، أي «الغالبية الساحقة» من هؤلاء الأشخاص الذين وصلوا بعد دخول الاتفاق الموقع في 20 آذار (مارس) الماضي، حيّز التنفيذ. لكنه أوضح أنهم لا يستطيعون مغادرة الجزر وعليهم البقاء بتصرف السلطات.
ويُفترض أن يسمح هذا الإجراء بالتخفيف عن مراكز الاحتجاز، بما فيها مركز موريا في ليسبوس الذي زاره البابا فرنسيس السبت الماضي، وتعتبر منظمات غير حكومية ظروف الحياة فيه مهينة. وما زال حوالى 3 آلاف شخص محتجزين في هذا المخيم.
وبفضل وصول حوالى مئة خبير أوروبي في مجال الهجرة، أي ربع التعزيزات التي وعد بها الاتحاد الأوروبي، بدأت السلطات اليونانية الأسبوع الماضي درس مئات الطلبات، وفق الهيئة. وأضافت أن عمليات الإبعاد ستتم «عندما يكون هناك عدد كاف من الأشخاص الذين لم يطلبوا اللجوء أو رفِضت طلباتهم».
ونظراً إلى الوقت الذي تحتاجه الإجراءات، نبّهت أثينا من قبل إلى هذا «التوقف» في عمليات الإبعاد التي بدأت بطرد 325 شخصاً، معظمهم باكستانيون أُعلن رسمياً أنهم ليسوا من طالبي اللجوء في الأسبوع الرابع من نيسان (أبريل) الجاري.
ويؤكد عدد الذين يصلون يومياً عبر بحر إيجه ويبلغ حالياً حوالى مئة، انخفاض نسبة المهاجرين الذين يغادرون تركيا منذ بدء تطبيق الاتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
وقالت الهيئة اليونانية إنه بهذه الوتيرة «يصل أكثر من 3000 شخص شهرياً» ما يجعل «إدارة الوضع أكثر صعوبة بالنسبة إلى اليونان إذا لم تتسارع في الوقت ذاته الخطة الأوروبية إلى توزيع اللاجئين الذين وصلوا قبل 20 آذار على دول الاتحاد».
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة الصومالية أول من أمس، أن ما بين 200 و300 من مواطنيها قد غرقوا في البحر الأبيض المتوسط، بينما كانوا يحاولون العبور في شكل غير شرعي إلى أوروبا، وذلك بناءً على معلومات جمعتها الحكومة في اليومين الماضيين من صوماليين في الخارج وسفارتها في القاهرة.
وقال وزير الإعلام الصومالي محمد عبدي حير، في معرض رده على سؤال في شأن الوفيات الصومالية المحتملة في الحادث الذي كشف عنه أولاً الرئيس الإيطالي سيرجــيو ماتــاريلا: «ليس لدينا رقم محدد، لكنه بين 200 و300 صومالي». وأضاف حير: «لا يوجد رقم واضح لأنهم لا يسافرون في شكل قانوني».
المعارضة تقاطع جنيف ومجزرة في إدلب أوباما يدعو إلى “تناغم” أميركي – روسي
جنيف – موسى عاصي
ذهب وفد الهيئة العليا للمعارضة السورية الى الحد الاقصى في رفض الانضمام الى جلسات جنيف الحوارية، ولكن من دون كسر الحاجز الأخير الفاصل عن اعلان الانسحاب النهائي من هذه الجولة، في انتظار جلاء الصورة الجمعة، وهي المهلة التي حددها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا لاعلان حصيلة الجولة وبرنامج عمله للايام المتبقية منها حتى 27 نيسان الجاري.
وأفادت أوساط أممية أن دو ميستورا ينتظر خلال اليومين الفاصلين تحركاً على المستوى الدولي، وخصوصاً على خط موسكو – واشنطن من أجل قطع الطريق على انهيار هذه الجولة وتالياً “صعوبة اعادة الاطراف مجدداً الى جنيف”.
وقالت الاوساط الديبلوماسية الغربية في جنيف، إن التفاهم الروسي – الاميركي في الشأن السوري يمر في فترة تراجع كبير، وإن “هناك مآخذ لكل من الطرفين على سياسة الآخر في الملف السوري خلال الفترة السابقة”، إذ تتهم واشنطن موسكو بعدم التزام “وعود قطعتها بعدم المشاركة في أي معركة يخوضها النظام ضد قوى تشارك في العملية السياسية”. واستفحل الخلاف بين الطرفين بعد الهجوم الأخير الذي شنته القوات الحكومية على شمال حلب حيث أحرزت القوات النظامية تقدماً واضحاً.
وفي المقابل، يتهم الروس الاميركيين بنقل كميات ضخمة من السلاح الى المجموعات المسلحة خلال فترة الهدنة، ومع هذا تحاول موسكو تجنب الخوض مباشرة في سجال مع شريكتها في رعاية الحوار السوري. وحصر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهاماته بعرقلة المحادثات بأطراف “يحاولون إخراج محادثات السلام السورية عن مسارها”، وقال بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي جان -مارك أيرولت في موسكو: “هناك بعض الأطراف – في الخارج – يحلمون باطاحة النظام السوري بالقوة وبشتى الطرق”. وأضاف: “أعتقد أن فرنسا والولايات المتحدة لا تتفقان مع تلك المحاولات بتاتاً”. ولفت الى ان محادثات السلام في شأن سوريا في جنيف “ليست مجمدة” على رغم انسحاب ممثلي المعارضة.
حجاب
وكان منسق الهيئة العليا للمعارضة رياض حجاب قد اعلن تعليق المشاركة في حوار جنيف الى حين تحقيق عدد من الشروط، في مقدمها وقف الخروقات وايصال المساعدات الى المحاصرين واطلاق المعتقلين ووضع جدول زمني واضح لعملية الانتقال السياسي، ودعا القوى الكبرى إلى الاجتماع سريعاً لإعادة تقويم هدنة “لم تعد قائمة”. لكنه اشار الى ان الوفد لن يغادر جنيف. وفي وقت لاحق، علم أن معظم أعضاء الوفد غادروا جنيف وبقي أقل من عشرة أعضاء بينهم مستشارون تقنيون وخبراء في الدستور.
الجعفري
أما رئيس الوفد الحكومي السوري السفير بشار الجعفري فقال إن المحادثات في جنيف يمكن أن تستمر مع فصائل معارضة أخرى. واعتبر في حديث الى “رويترز” أن المعارضة ليست حكراً على الهيئة العليا للمفاوضات ، و”إذا كانوا يريدون المقاطعة يمكنهم ذلك، لن يكون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة الينا لأنهم ليسوا الممثلين الوحيدين للمعارضة السورية”.
الى ذلك، واصل فريق الامم المتحدة لقاءاته في مقر المنظمة الدولية، فاجتمع ظهر أمس الوفد الذي يمثل إجتماعي موسكو والقاهرة، وقال ممثلو هذا الوفد ان المحادثات يجب أن تستمر “حتى لو اعلن وفد المعارضة المنبثق من الهيئة العليا المقاطعة”. ومساء استقبل الفريق الاممي وفد “المعارضة الداخلية” المنبثق من مصالحات حميميم.
أوباما
وفي ظل التعثر الذي يواجه المحادثات (الوكالات)، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية الاثنين أن الوضع في سوريا يتدهور بسرعة وتالياً يتعين على دولتيهما العمل معاً كي يتحرك الوضع هناك إلى الأمام.
وقال في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الاميركية للتلفزيون: “بدأنا برؤيتها (سوريا) تتهالك بسرعة أكبر وإذا لم تكن الولايات المتحدة وروسيا متناغمتين حيال الحفاظ عليها وتحريك مسار (الحل) السياسي و(المرحلة) الانتقالية سنعود إلى الوضع الذي كنا عليه قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع… لن يخدم هذا مصالح أي منا”.
وذكر ان الولايات المتحدة لا تعترض نظرياً على إصرار روسيا على أن تحتفظ الدولة السورية بهيكليتها. و”ما كنا نتناطح في شأنه باستمرار – وهذا كان صحيحا طوال ست سنوات – هو إصراره (بوتين) على انه لا يمكنه أن يدعم (قراراً) أحادي الجانب بإزاحة الأسد لأن هذا القرار يتعين على الأسد والسوريين أن يتخذوه”.
ميدانياً، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له انه “ارتفع إلى 44 بينهم ثلاثة أطفال على الأقل عدد القتلى المدنيين جراء مجزرتين نفذتهما طائرات حربية باستهدافها مدينة معرة النعمان وبلدة كفرنبل” في ريف ادلب الجنوبي.
ويسيطر “جيش الفتح”، وهو تحالف فصائل اسلامية في مقدمها “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” و”احرار الشام”، على كامل محافظة ادلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
من جهة اخرى، تحدث المرصد عن مقتل “ثلاثة أطفال جراء سقوط قذائف صاروخية اطلقتها الفصائل الاسلامية على بلدة كفريا” ذات الغالبية الشيعية في ريف ادلب الشمالي الشرقي.
وتدور اشتباكات عنيفة، ترافقها غارات جوية، بين قوات النظام السوري والفصائل الاسلامية والمقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي.
وأوضح المرصد ان قوات النظام السوري في هذه المنطقة، أحرزت تقدماً في تلال ومرتفعات بلدة كباني الاستراتيجية التي تتميز بارتفاعها، مما يجعل الفصائل الموجودة فيها تشرف على مناطق واسعة في محيطها وعلى سهل الغاب في محافظة ادلب التي لا تبعد سوى كيلومترات شرق البلدة.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بأن القوات الحكومية السورية هي التي شنت على الأرجح غارات جوية على معرة النعمان وكفرنبل. وعلى رغم ذلك، قال كيربي إن الولايات المتحدة تعتقد أن اتفاق وقف الأعمال العدائية لا يزال صامداً إلى حد بعيد، لكنه هش.
أوباما يجتمع مع العاهل السعودي وبحث إيران على جدول الأعمال قبيل حضور قمة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي
الرياض- رويترز- وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الرياض الأربعاء للقاء العاهل السعودي الملك سلمان وقبيل حضور قمة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الخميس ومن المرجح أن يتصدر جدول الأعمال تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران.
ويأتي أوباما للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم للمرة الرابعة وعلى الأرجح الأخيرة أثناء توليه الرئاسة بأمل طمأنتها وحلفاء خليجيين آخرين بالتزام واشنطن بأمنهم والسعي لإيجاد سبل لتخفيف التوترات الطائفية في المنطقة.
لكن اجتماعاته تأتي على خلفية خلافات زادت فتور المناخ المتوتر بالفعل بين الحلفاء القدامى قبيل المحادثات. فعلى عكس الزيارات السابقة لم ينقل وصول أوباما على الهواء مباشرة على قنوات التلفزيون.
ويضم مجلس التعاون لدول الخليج العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمان وهي دول تحكم أغلبها ملكيات سنية باستثناء عمان.
وتنظر هذه الدول إلى إيران الشيعية باعتبارها تشكل تهديدا لأمنها وتقول إن تدخل الجمهورية الإسلامية في العراق وسوريا ولبنان واليمن أجج الصراع وعمق الانقسامات الطائفية.
وظهرت هذه التوترات على السطح الأربعاء عندما هاجم الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي مساعي الرياض لعزل جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معها في سلسلة من التغريدات النارية على حسابه على تويتر.
وكتب يقول “حزب الله سطع نجمه في العالم الإسلامي. لا يهم إذا كانت حكومة فاسدة تابعة وخاوية أدانته في بيان باستخدام عائدات النفط. فلتذهب إلى الجحيم.”
ويتفق البيت الأبيض ودول الخليج العربية على أن طهران تلعب دورا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار لكنه قال إنه يأمل في حمل إيران والدول الخليجية العربية على تطوير “سلام بارد” يضمن ألا تؤجج الخلافات بينهم التوترات المحتدمة في الشرق الأوسط.
وقال الملك سلمان لدى استقباله أوباما في قاعة فخمة في قصر بالرياض إنه سعيد بزيارة الرئيس الأمريكي وشكره أوباما على استضافة القمة.
*تطمينات
وقبل أن يلتقي أوباما مع الملك سلمان أجرى وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر محادثات مع نظرائه في دول الخليج العربية بشأن سبل تحجيم نفوذ إيران ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية قبل بضع ساعات من وصول أوباما إلى السعودية.
واتفقوا على تعاون مشترك لتحسين الدفاعات الصاروخية والقوات الخاصة وأمن الملاحة البحرية في الخليج لكن لم يعلن عن إبرام اتفاقات جديدة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن المجلس والولايات المتحدة سيبدآن دوريات بحرية مشتركة لوقف تهريب السلاح إلى إيران. وقال مسؤولون أمريكيون إن هذه الدوريات تجرى بالفعل لا تمثل خطوة جديدة.
لكن دول الخليج العربية كانت قد نظرت إلى الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي بين إيران وقوى غربية منها الولايات المتحدة باعتباره انفتاح على إيران. وتخشى دول الخليج من أن يكون أوباما يرغب كذلك في خفض مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي الفترة الأخيرة نقلت مجلة أمريكية عن أوباما وصفه لبعض دول الخليج والدول الأوروبية بأنها “مستفيدة دون عناء” إذ تطلب عملا أمريكيا في حين لا تقوم هي بما يكفي من عمل.
ونقل عنه كذلك في تصريحات انتقدت على نطاق واسع في الخليج لكن لم يرد عليها بشكل رسمي مباشر قوله ردا على سؤال عما إذا كانت السعودية دولة صديقة لأمريكا “هذه مسألة معقدة.”
ونقل التلفزيون السعودي في وقت سابق وصول حكام الخليج إلى قاعدة جوية في الرياض حيث كان الملك سلمان في استقبالهم على المدرج برفقة عدد من المسؤولين.
جولة أوباما في الرياض ولندن وبرلين تهدف إلى إدإرة أزمة علاقات واشنطن مع حلفاء غاضبين
لوبي سعودي قوي لمقاومة مشروع قرار الكونغرس… فهل يكشف الرئيس عن محتوى الصفحات المحظورة؟
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: سيحل الرئيس الأمريكي ضيفاً على ثلاث دول حليفة ومهمة للولايات المتحدة وسياستها الخارجية.
وينظر لزيارة باراك أوباما على أنها الأخيرة في ولايته الثانية التي تقترب من نهايتها ومحاولة لتقليل الأضرار الناجمة عن تصريحاته الناقدة لها جميعاً.
ولهذا فهو كما يقول مايكل كرولي في مجلة «بوليتكو» لا يتوقع استقبالاً حميماً. فالعلاقات بين أمريكا وهذه الدولة متوترة وكل ما سيقوم به الرئيس هو تقليل حجم الأضرار.
ففي الرياض اليوم سيحاول تخفيف مخاوف السعوديين من آثار الاتفاق النووي الذي عقدته الولايات المتحدة مع إيران.
وفي لندن سيحاول إصلاح العلاقات مع ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء جراء تعليقاته في مجلة « أتلانتك» عن فشل لندن وباريس في التعامل مع الوضع في ليبيا بعد الإطاحة بالزعيم معمر القذافي.
واعتبر أوباما لندن وباريس والرياض من الدول التي تريد الإستفادة من القوة الأمريكية (الركوب بالمجان) بدون أن تتحمل مسؤولياتها، وهي تعليقات أثارت جدلاً في 10 داونينغ ستريت.
وينتظر منه أن يقدم تصريحات تؤيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي والتحذير من مخاطر الخروج منه على اقتصاد البلد والإقتصاد العالمي.
ومن المقرر أن تعقد البلاد استفتاءً حول الموضوع في شهر حزيران (يونيو) المقبل. وفي برلين سيحاول تجاوز الأضرار التي سببها تجسس وكالة الأمن القومي على هاتف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وهو موضوع أثار مشاعر المرارة والحساسية. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن أوباما لن ينسى في غمرة عمليات الإصلاح وتعزيز العلاقات التأكيد على أهمية قتال تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا. بالإضافة لمناقشة السبل التي يمكن للولايات المتحدة دعم الدول الأوروبية التصدي لأزمة اللاجئين القادمين مناطق الحرب إليها بما في ذلك التركيز على دعم حلف «الناتو».
ووصف مستشار الأمن القومي بن رودس الزيارة بأنها «سلسلة من اللقاءات المترابطة».
في وضع الدفاع
ويعتقد كرولي أن أوباما سيظل في موقع الدفاع عن النفس طوال كل هذا. فالتوتر سيكون بادياً في محطة الرئيس الأولى وهي السعودية.
فعلاقته مع المملكة ظلت معقدة منذ زيارته الأولى لها عام 2009 وظلت تتدهور نتيجة لسلسلة من القرارات والمواقف التي عبرت عنها إدارة الرئيس في سوريا وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
ويتعامل السعوديون مع الإتفاق النووي كخطوة أولى نحو تطبيع العلاقات مع عدوتها اللدودة- إيران.
وزاد سخط السعوديين من أوباما الشهر الماضي عندما نشرت مجلة «أتلانتك» مقابلة مطولة مع الرئيس تحدث فيها لجيفري غولدبيرغ عن «عقيدته في السياسة الخارجية» ووصف الكاتب ما يشعر به أوباما من ضيق لأنه «مجبر على معاملة السعودية كدولة حليفة».
وقال أوباما إن على السعوديين تعلم كيفية «مشاركة» الشرق الأوسط مع منافستهم إيران. ونقل كرولي عن ديفيد أوتاوي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد ويلسون بواشنطن قوله إن «هذه الزيارة المحرجة لأوباما تأتي في ظل اعترافاته في مجلة أتلانتك».
وأضاف «هذه كلمات للمواجهة في الرياض وأنا متأكد أنهم سيسألونه عما عناه بهذه الكلمات وسيدافعون عن أنفسهم».
ضجة في لندن
كما أثارت مقابلة المجلة الصخب نفسه في لندن. وكشف اللقاء عن تأكيد أوباما لكاميرون ضرورة دفع بريطانيا حصتها من ميزانية الناتو (2% من الدخل القومي العام) وإلا تأثرت «العلاقة الخاصة» بين البلدين.
كما حمل أوباما كاميرون مسؤولية الفوضى في ليبيا وأشار إلى فشل رئيس الوزراء في إقناع البرلمان لدعم الخطط العسكرية التي كانت واشنطن تعدها لضرب النظام السوري لبشار الأسد ومعاقبته على تجاوزه الخط الأحمر، عندما استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين في آب/أغسطس 2013.
ورغم محاولة المسؤولين الأمريكيين التخفيف من حدة التعليقات والتأكيد على أهمية العلاقات الخاصة إلا أن الصحافة البريطانية لم «تشتر» كلامهم.
بل تعرض أوباما للهجوم حيث تم تذكيره بأنه ترك العراق في حالة من الفوضى ووقف متفرجاً في سوريا ولم يفعل أي شيء في ليبيا وفلسطين ومع ذلك «يلومنا» نحن البريطانيين.
وقال بن رودس إن النقاشات الصريحة التي جرت بين أوباما وكاميرون أدت لزيادة بريطانيا النفقات على الدفاع بنسبة 2% من الدخل القومي العام.
وأضاف أن بريطانيا لا ينطبق عليها وصف الدولة التي تمتطي ظهر الجواد الأمريكي وهو الوصف الذي استخدمه أوباما في المقابلة.
ويتوقع أن يقدم الرئيس آراءه عندما يعقد مؤتمراً صحافياً يوم الجمعة مع كاميرون في 10 داونينغ ستريت ويتناول طعام الغداء مع الملكة إليزابيث الثانية.
وسيلقي أوباما بثقله في النقاش الدائر حول الخروج من الإتحاد الأوروبي عندما يلتقي يوم السبت شباباً بريطانيين في «تاون هول».
ورغم معارضة الرئيس للخطوة إلا أن رسالة وقعها 100 نائب برلماني طالبوه فيها صراحة بأن لا يتدخل. وذكره الموقعون بالعرف العام «عدم التدخل في الشؤون السياسية لحلفائنا ونأمل أن يستمر هذا».
هانوفر
وستكون المحطة الأهم في جولة أوباما هي هانوفر الألمانية حيث العلاقة بينه والمستشارة الألمانية ميركل قوية. وفي مقابلة «أتلانتك» وصفها غولدبيرغ بأنها «واحدة من القيادات الأوروبية القليلة التي تحظى باحترام أوباما».
ويقول رودس إن أوباما سيحاول معالجة التوترات في العلاقات الأمريكية ـ الألمانية في خطاب له خاصة بعد الكشف عن تجسس وكالة الأمن القومي على ألمانيا ومتابعتها هاتف ميركل الشخصي وسيعالج الموقف الألماني تجاه الميول العسكرية الأمريكية.
حيث كشف استطلاع أجراه معهد «بيو» عن مواقف غير محببة من الألمان تجاه أمريكا. وقالت نسبة 50% إن لديها مواقف إيجابية من الأمريكيين وقالت نسبة 45% إن لديها مواقف غير إيجابية من أمريكا.
ويعلق كرولي أن نتائج الإستطلاع تشير إلى خذلان الألمان لأوباما الذي تحدث في عام 2008 أمام 100 ألف شخص اجتمعوا عند بوابة براندينبرغ وذلك عندما كان مرشحاً للرئاسة.
ويتوقع أن يعود الرئيس للموضوع نفسه الذي طرحه في خطابه ذاك «أعرف أن بلدي ليس تاماً. فقد كافحنا في بعض الأحيان للحفاظ على وعود الحرية والمساواة بين كل الناس. وارتكبنا حصتنا من الأخطاء. وفي بعض الأوقات لم تعبر أفعالنا حول العالم عن أفضل ما لدينا من نوايا».
معقدة
وتظل رحلة أوباما اليوم للسعودية هي أهم امتحان لسياسته الخارجية التي تقوم على تشجيع الدول الحليفة لأمريكا على تحمل مسؤولياتها واتخاذ المبادرة.
وسيجد أوباما أن هذه السياسة قد تقود إلى نتائج لا تناسب الولايات المتحدة حسب هاوارد لافرنتشي بـ «كريستيان ساينس مونيتور».
ويرى الكاتب أن اليمن يمثل حالة في هذا الاتجاه. فقد تدخلت السعودية في هذا البلد قبل عام ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. ويقول إن التدخل ورط السعوديين في حرب لم تنته وأدت لمعاناة كبيرة وتوسع لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتزايد التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران. وبحسب فردريك ويهري، من وقفية كارنيغي فإن نتيجة سياسة أوباما تشجيع الحلفاء الإعتماد على أنفسهم هي «خسارة على الجهتين» «فنحن نريد منهم تحمل المسؤولية» و»عندما يفعلون يخلقون مشاكل تؤثر على الإستقرار».
ويشير لافرنتشي إلى أن زيارة أوباما للرياض هي تنفيذ لوعده الذي قطعه لقادة مجلس التعاون الخليجي الذين استقبلهم العام الماضي في منتجع كامب ديفيد.
ويرى الكاتب أنه منذ بداية تركيز الرئيس على تأمين اتفاق مع إيران سياسة مستقلة. والنقاش الدائر في السعودية حول الطريق الذي يجب أن تسيره السعودية بعيداً عن أمريكا.
ويعلق أنتوني كوردسمان من معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن قوله «أجد صعوبة في فهم اتهام الرئيس السعوديين بأنهم لا يلقون بثقلهم» خلف القضايا الإقليمية. ويشير للدور العسكري السعودي في سوريا والعراق واليمن.
ويعتقد كوردسمان أن التوترات لها علاقة بتباين الأولويات خاصة فيما يتعلق بإيران.
ويضيف إن نسبة النفقات العسكرية السعودية تشكل 14% من الدخل القومي العام. وهذا يشير إلى أن البلد لا يقف متفرجاً.
ويرى ويهري أن لقاء الرياض سيكون مناسبة لتمتين العلاقات والتحرك باتجاه مختلف. وقد يشمل تطمينات للتخفيف من تداعيات مقابلة «أتلانتك».
وسيؤكد أوباما أن الولايات المتحدة مثل السعودية قلقة من محاولات إيران تطوير وفحص منظومات صاروخية وتدخلها في اليمن وسوريا. وقد يقترح أوباما على السعوديين زيادة دعم الحملة ضد تنظيم الدولة والتحرك نحو إجراء إصلاحات داخلية.
وترى «كريستيان ساينس مونيتور» أن قادة الخليج والسعودية يعرفون أن الرئيس في طريقه للخروج من البيت الأبيض.
وبحسب بيري كاماك من وقفية كارنيغي «فهؤلاء القادة متعجلون لرؤية نهاية إدارة أوباما» لكنهم ليسوا متأكدين إن كان الرئيس القادم سيعطيهم ما يريدون. إلا أن كاماك ليس متأكداً من عودة الأمور إلى ما كانت عليه. وفي الوقت الذي يعتقد فيه المحللون أن أمريكا ستظل منخرطة في الحرب ضد تنظيم «الدولة» في سوريا والعراق إلا أن عوامل أخرى مثل انخفاض اعتماد الولايات المتحدة على نفط الخليج وبداية تطبيق الإتفاق النووي تعني أن الأيام الجميلة السعيدة قد ولت بلا عودة.
علاقات صعبة
ويعلق في هذا السياق ديفيد غراهام في مجلة «أتلانتك» بالقول إن طموح استمرار التعاون المشترك بين البلدين لستين عاماً قادمة والذي ورد في بيان مشترك لكل من الملك عبدالله والرئيس جورج دبليو بوش عندما اجتمعا قبل 11 عاماً في «منتجع كروفورد» لن يتحقق في زيارة أوباما اليوم، خاصة في ظل الخلافات بين البلدين حول عدد من القضايا التي تتراوح من التدخل في اليمن والملف النووي الإيراني إلى سوريا.
ولكن الملف الأهم والمثير للجدل هو هجمات 11 أيلول/سبتمبر. ففي الوقت الذي كان الرئيس يهيئ نفسه للرحلة كان الكونغرس يدرس مشروع قرار يحمل السعودية مسؤولية الهجمات مما سيعرض مصالحها في أمريكا للخطر.
ومن هنا كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تهديد السعوديين ببيع أصول مالية بقيمة تريليون دولار أمريكي مودعة في الولايات المتحدة حالة مرر الكونغرس القرار.
ويقول غراهام إن عائلات ضحايا 9/11 حاولت تقديم السعودية للمحكمة بسبب ما تراه دوراً لعبته في هذه الهجمات إلا أن قانون 1976 يحصن الحكومات الأجنبية من المحاكمات في أمريكا.
ومن هنا فمشروع القرار الجديد سيقوم بتعديل القانون ويجعل الدول الأجنبية التي ثبت تورطها في هجمات على التراب الأمريكي عرضة للمحاكمات.
ويشير غراهام إلى أن المشروع تقدم به نواب من الحزبين مثل النائب الديمقراطي عن نيويورك تشاك شومير والنائب الجمهوري عن تكساس جون كورنين.
ويحظى المشروع بدعم كل من تيد كروز المرشح المحتمل للرئاسة وتشاك غراسلي وكريس كون. وفي الأيام الماضية أعربت كل من هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز عن استعدادهما لدعم مشروع القرار الذي وافقت عليه اللجنة القانونية في الكونغرس بالإجماع.
ويعارض أوباما القرار وحاول البيت الأبيض إقناع الكونغرس العدول عنه. وهدد المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض جوش إرينست بالفيتو.
وقال إنه من الصعب تصور قيام الرئيس بالتوقيع عليه في صيغته الحالية. وكان جون كيري، وزير الخارجية قد حذر النواب من أن تمرير القانون سيفتح المجال لسابقة قد تقود إلى قيام دول أخرى بفتح ملفات تحقيق ضد الولايات المتحدة.
وحذر المسؤولون في وزارة الدفاع ونواب بارزون المشرعون من تداعيات القرار على الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين في الخارج.
السعودية تهدد
ويقول غراهام إن التهديد السعودي حظي باهتمام أكبر من تحذيرات المسؤولين. فالأرصدة السعودية تضم 750 مليار دولار كأصول مالية بالإضافة إلى استثمارات تخشى الحكومة من قيام المحاكم بتجميدها.
وقام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بنقل التهديد شخصياً للمسؤولين في واشنطن. وهناك قدر كبير من الشكوك لدى الإقتصاديين والنواب من أثر التهديد على الإقتصاد الأمريكي بقدر ما سيؤثر على اقتصاد السعودية الذي ضرب بسبب تراجع أسعار النفط. ويقول غراهام إن تقرير لجنة التحقيق في الهجمات لم يتوصل إلى أدلة تشير لتورط السعودية كدولة ومؤسسات أو قيام أفراد بارزين في الحكومة بتمويل تنظيم القاعدة.
ويقول الكاتب إن هناك تفاصيل أخرى تتعلق بالسعودية وردت في تحقيق مشترك حول الفشل الأمني في منع الهجمات تم إجراؤه عام 2002 ولا تزال نتائجه سرية.
ويعتقد أن الصفحات الممنوعة تلقي ضوءا على الدور السعودي- مسؤولين أو عناصر من الحكومة ولكن ليس الدولة. وحاول السناتور عن فلوريدا، بوب غراهام الدفع باتجاه الكشف عن هذه الصفحات.
ويشير الكاتب لما قاله بن رودس، مستشار الأمن القومي لأوباما والذي عمل في تحقيق هجمات 9/11 «بدون الدخول بتفاصيل لأنها لا تزال سرية، أعتقد أن الأمر معقد من هذه الناحية.
ولم تكن لدى السعودية سياسة لدعم القاعدة. ولكن كان هناك عدد من الأثرياء السعوديين الذين قدموا شيئاً، مباشرة لجماعات متطرفة أو جمعيات خيرية قامت بتبييض الأموال لهذه الجماعات. وكان هناك تمويل كبير. وتعرف أن أسامة بن لادن نفسه كان ثرياً سعودياً. ولهذا كان هناك مال كثير. وعليه فأصل الأموال التي وصلت لما أطلق عليها القاعدة خرجت من السعودية».
هل يكشف عنها؟
ويرى كاتب المقال غراهام أن الجدل الحالي حول مشروع القرار، يزيد من الضغوط للكشف عن محتويات هذه الصفحات.
بل طالب السعوديون سابقاً بالكشف عنها، ففي عام 2003 قال وزير الخارجية في حينه سعود الفيصل لشبكة أنباء «سي أن أن» «نريد رؤيتها لسببين: فإذا كانت هناك اتهامات للسعودية نريد الرد عليها، ولأننا نريد معرفة طبيعة الإتهامات.
ولكن إن كانت هناك معلومات عن دعم محتمل للإرهابيين نريد معرفته حتى نعالج الوضع». وهناك إشارات عن إمكانية قيام أوباما للكشف عن الصفحات.
فقد قال السناتور غراهام لصحيفة «تاما بي تايمز» الأسبوع الماضي إن البيت الأبيض أبلغه عن قرار سيعلن بشأنها في شهر أو شهرين. ومن هنا تفترض «أتلانتك» إمكانية قيام الرئيس في رحلته إلى السعودية الكشف عنها.
لوبي سعودي
وتعلق ميغان ويلسون في صحيفة «ذهيل» المتخصصة في شؤون الكابيتال هيل ـ الكونغرس أن السعودية لديها «لوبي» قوياً في واشنطن يمكنها من مقاومة مشروع الكونغرس.
وتعتمد المملكة على 8 شركات ضغط تقوم بالدفاع عن المصالح السعودية والإستشارة والعلاقات العامة والقيام بمهام قانونية.
وتعمل خمس شركات مع السفارة السعودية، أما مجموعة بوديستا ومجموعة بي جي أر فمسجلتان لتمثيل مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في البلاط الملكي السعودي والذي يعتبر مؤسسة حكومية.
وتعمل مجموعة علاقات عامة «إلدمان» مع هيئة الإستثمار السعودية العامة التي تعمل لتشجيع الإستثمار الدولي في السعودية. وتقول ويلسون إن السعودية زادت من جهودها العام الماضي عندما استأجرت ست مؤسسات.
ويقدر ما أنفقته السعودية على جهود اللوبي حوالي 9.4 مليون دولار. ومع أن الكشوف المالية عن نشاطات اللوبي السعودي لا تتحدث عن مكافحة مشروع القرار في الكونغرس أو العدالة ضد تمويل الإرهاب إلا أن هذا قد يتغير.
وتقول ويلسون إن السعودية لديها ممثلين كبار في واشنطن. فبوديستا تحصل 140.000 دولار عن خدماتها في مجال العلاقات العامة. وفي عام 2015 اتصلت مع مشرعين وصحافيين ومسؤولين ومنظمات بما فيها «هيومان رايتس ووتش».
أما مجموعة بيلسبري ويثروب والتي حصلت على عقد بقيمة 15.000 دولار في الشهر فقد قدمت نصائح للمملكة حول طريقة التعامل مع الإتفاق النووي الإيراني.
وتستشيرها المملكة في قضايا قانونية تتعلق بالعلاقات الأمريكية مع دول الشرق الأوسط. وتحصل شركة دي أل إي على 50.000 دولار في الشهر وقامت بإرسال مئات الرسائل الألكترونية للمسؤولين والنواب تطلب فيها لقاءات تتعلق بموضوعات تؤثر على المصالح القومية الأمريكية- السعودية.
وأمنت شركة اللوبي والقانون هوغان لوفيلز لقاء مع السناتور بوب كروكر (تينيسي) وريتشارد بير (نورث كارولينا) وجون ماكين (أريزونا) وديك ديربن (إلينويز).
وتحصل على 60.00 في الشهر لقاء خدماتها. ولم تكشف الشركة عن محتوى ما جرى في اللقاءات سوى مناقشة أمن الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والعقوبات على إيران.
وتعتبر مجموعة «أم أس أل» وهي شركة استشارات من أكبر المستفيدين من جهود اللوبي السعودي وحصلت في العام الماضي على 7.9 مليون دولار. وعملت الشركة التي تقدم خدماتها للمملكة منذ عام 2002 على خلق صورة جيدة حول الحملة العسكرية في اليمن.
الأمم المتحدة قلقة بشدة من زيادة تدفق الفارين من حلب
جنيف- رويترز- عبرت الأمم المتحدة الأربعاء عن قلقها الشديد على مصير أكثر من 40 ألف سوري فروا من القتال قرب مدينة حلب في شمال سوريا مع زيادة تدفقهم في الأيام القليلة الماضية بسبب هجوم للقوات الحكومية رغم الهدنة.
وأصبح القتال حول حلب يمثل أكبر تهديد لاتفاق هش على وقف العمليات القتالية دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير شباط وساهم في اتخاذ وفد المعارضة الرئيسية قرارا بتعليق مشاركته الرسمية في محادثات السلام.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة الليلة الماضية إن القتال أسفر عن تشريد أكثر من 40 ألف شخص في مخيمات ومناطق سكنية خلال الأيام القليلة الماضية وإن معظمهم انتقلوا شرقا باتجاه بلدة أعزاز الحدودية الاستراتيجية بالإضافة إلى مخيمات للنازحين في باب السلام وسيجو.
وأضاف “مع الوضع في الاعتبار التدفق السابق لأكثر من 75 ألف نازح على أعزاز في يناير وفبراير فمن المتوقع أن تزيد الاحتياجات الإنسانية أضعافا مضاعفة.”
وجعلت الخسائر السابقة لمقاتلي المعارضة في المنطقة القريبة من الحدود التركية من الصعب على وكالات المساعدة الدولية الوصول للمدنيين لتصبح المنطقة بذلك مثار القلق الأكبر لدى من يحاولون حماية المدنيين من الأذى في سوريا.
وتتهم المعارضة الحكومة بانتهاك اتفاق وقف العمليات القتالية لبدء هجوم جديد بهدف انتزاع السيطرة على حلب المنقسمة منذ سنوات إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى خاضعة لسيطرة المعارضة.
وتقول الحكومة وحلفاؤها الروس إنها لا تقاتل سوى الإسلاميين المتشددين الذين لا تشملهم الهدنة وتتهم المعارضة بانتهاك وقف إطلاق النار في أجزاء أخرى من سوريا.
وقالت أريان رامري من المكتب “نحن قلقون للغاية من تصاعد القتال في شمال سوريا وتأثيره على المدنيين وكذلك توصيل المواد الإنسانية إلى المنطقة ونواصل مراقبة الموقف عن كثب.”
وأضافت أن وكالات المساعدة توزع سلال الغذاء والأغطية وصفائح البنزين والحشيات والأغطية البلاستيكية على آلاف النازحين وأنها تستعد لتعزيز ردها.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن هناك أكثر من مئة ألف شخص محاصرون على الجانب السوري من الحدود التركية وإن 35 ألفا فروا خلال الأسبوع الماضي من مخيمات سيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية أو اقتربوا للغاية من جبهة القتال.
وأغلقت تركيا الحدود أمام الجميع باستثناء المصابين بأمراض خطيرة أو الجرحى.
وقالت موسكيلدا زانكادا رئيسة بعثة المنظمة في سوريا في بيان “لكننا نرى عشرات الآلاف يجبرون على الفرار دون أن يكون هناك مكان آمن يذهبون إليه… إنهم محاصرون في هذا الصراع الوحشي الدموي.”
وقال رياض حجاب كبير منسقي الهيئة العليا للمفاوضات في مؤتمر صحفي بجنيف أمس الثلاثاء إن الحكومة السورية وحلفاءها يعملون على انتزاع حلب التي يقطنها 650 ألف مواطن وإن الحكومة والروس يستخدمون كل أنواع الأسلحة.
الجعفري: الحكومة جادة في المحادثات ورحيل وفد المعارضة قد يسهل الوصول لحل
جنيف- رويترز- تمسكت الحكومة السورية بموقفها في محادثات جنيف الأربعاء قائلة إن مشاركتها في المحادثات جادة وإن قرار الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة بتعليق مشاركتها في جنيف قد يساعد في التوصل لحل لأنها لا تمثل الشعب السوري.
وأضاف بعد اجتماع مع رمزي عز الدين رمزي نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أنه بحث معه تعديلات على وثيقة مبادئ استرشادية قدمتها الأمم المتحدة وفكرة تشكيل حكومة موسعة والاستفزازات الإسرائيلية فيما يتعلق بمرتفعات الجولان.
وقال للصحفيين “أجرينا حتى الآن ثلاث جلسات… وهذا يؤكد انخراطنا الجاد والإيجابي في عملية الحوار السوري السوري دون تدخل خارجي وبدون شروط مسبقة.”
وأضاف للصحفيين “أنهم (الهيئة العليا للمفاوضات) أصلا لا يمثلون الشعب السوري بل العكس تماما ربما بذهابهم تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل.”
المرصد السوري: مقتل 62 مواطناً جراء غارات حربية في سوريا خلال 24 ساعة
القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء، بمقتل 62 مواطناً بينهم 10 أطفال، جراء عدة غارات نفذتها طائرات حربية في عدة محافظات سورية، خلال الـ 24 ساعة الماضية .
وقال المرصد في بيان، إن هذه تعد أعلى حصيلة يومية لضحايا القصف الجوي، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية “الهدنة” في سوريا، في 27 شباط / فبراير الماضي.
وأشار المرصد إلى أن اعلى حصيلة قتلى تم توثيقها كانت في محافظة إدلب، حيث قتل 39 مواطناً بينهم طفلان جراء غارة جوية نفذتها طائرات حربية في مدينة معرة النعمان، وسبعة مواطنين بينهم طفل قتلوا جراء استهداف طائرات حربية لمناطق في بلدة كفرنبل .
ولفت المرصد إلى أن الضربات الجوية أسفرت ايضاً عن أضرار مادية ودمار في ممتلكات مواطنين، بالإضافة لسقوط عشرات الجرحى، بعضهم أصيب بإعاقات وعاهات دائمة، والبعض الآخر لا يزال في حالات خطرة.
سوريا: غارات عنيفة للنظام تقتل 61 مدنيا وتدفع المفاوضات إلى شفا الانهيار
حجاب يهاجم الأسد: لن يفلت من العقاب… والزعبي لـ«القدس العربي»: إنهاء المباحثات مطروح
جنيف ـ «القدس العربي» من حسين الزعبي ووكالات: جاء رد النظام السوريّ على المباحثات «المكثفة» التي ذكر كل من البيت الأبيض والكرملين أن الرئيسين الأمريكي والروسي أجرياها حول سوريا، وما لحقها من «تعليق» المعارضة للمفاوضات، بقصف عنيف على سوق للخضراوات في شمال غرب البلاد، ما أدى إلى مقتل نحو 61 شخصا وجرح العشرات أمس، وهو ما رفع احتمالات انهيار المفاوضات الجارية في فيينا بين النظام ومعارضيه.
وقال عامل إغاثة وقائد في المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات جوية على سوق للخضراوات في مدينة معرّة النعمان بمحافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. ولم يتضح ما إذا كانت الغارات قد شنتها طائرات حربية سورية أو روسية.
وقال عامل الإغاثة إن 38 شخصا قتلوا في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، وقتل عشرة آخرون في غارة على بلدة كفر نبل القريبة.
وقال أحمد شيخو المسعف الذي يعمل في هيئة إغاثة تنشط في مناطق المعارضة «عندنا أكثر من 20 سيارة تنقل الجرحى والقتلى لمشافي (مستشفيات) في المنطقة.»
وأضاف «الضربة الجوية استهدفت سوق الخضار (في معرة النعمان) في حوالى الظهر. وفي الوقت نفسه قصفوا بالطيران سوق خضار كفر نبل.»
وقال أحمد السعود قائد الفرقة 13 وهي فصيل مدعوم من الخارج يقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر لرويترز إن الضربات الجوية أصابت سوق الخضراوات الرئيسية وقتلت نحو 40 شخصا وأصابت حوالى 80.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 37 شخصا قتلوا في معرة النعمان وقتل سبعة آخرون في كفر نبل.
وأضاف أن كثيرا من الجرحى في حالة خطيرة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.
وهاجم منسّق الهيئة العامة للمفاوضات رياض حجاب في بيان إلى «القدس العربي» النظام بعنف قائلا إن لا حل في سوريا مع وجود بشار الأسد مؤكدا أن الهدف من مفاوضات جنيف هو تشكيل هيئة حكم انتقالي «لا مكان فيها للمجرمين وعلى رأسهم الأسد»، على حد قوله، وأن الأسد «لن يبقى في الحكم ولن يفلت من العقاب».
وأضاف إن أي حديث عن حكومة وحدة وطنية أو حكومة موسعة هو «كلام فارغ» يحلم به الأسد.
واعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات أن الضربات الجوية التي شنتها القوات الحكومية أمس الثلاثاء تمثل تصعيدا خطيرا للصراع وتعزز قرار المعارضة بتأجيل المشاركة في محادثات السلام في جنيف.
وتابعت تقول إن ما وصفتها بالمجازر التي ارتكبتها القوات الحكومية تعزز قرار الهيئة تعليق مشاركتها في المفاوضات وتأجيلها، مضيفة أنه لا يمكن لأي عملية سياسية أن تمضي قدما في ظل الأجواء الحالية.
كما أدان الائتلاف الوطني «المجزرتين»، واعتبر أن التعاطي مع المجال الإنساني ليس مجالاً للتفاوض.
هذا وتعرّضت المفاوضات السياسية الجارية في جنيف لصدمة بعد أن اتخذ وفد الهيئة العليا للتفاوض قراراً بالانتقال من مرحلة «التأجيل» التي أعلنها الوفد بالأمس إلى مرحلة «التعليق»، وهو ما أعلنه رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض في مؤتمره الصحافي أمس الثلاثاء، تاركاً الباب مفتوحا لإمكانية العودة في حال تم تحقيق تقدم في الملفات الإنسانية التي تشمل رفع الحصار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين، بالإضافة إلى مسألة التصعيد العسكري من قبل النظام.
رئيس الوفد المفاوض أسعد الزعبي أكد لـ «القدس العربي» أن قرار التأجيل الذي اتخذ مساء الاثنين كان بمثابة اختبار لردود فعل المجتمع الدولي على طلبات الوفد المتعلقة بالشقين الإنساني والسياسي، ونتيجة لعدم حدوث أي تجاوب من قبل المجتمع الدولي، وارتكاب مجازر في ريف ادلب أصدرنا قرارا بالتعليق»، مشيرا إلى أن «التعليق سوف يستمر وربما يصل إلى مرحلة الانتهاء إن لم يقم المجتمع الدولي بواجبه».
وقال الزعبي «نحن في جنيف حتى يوم الجمعة إن ارادوا حلا سياسيا نحن جاهزون، وقدمنا المذكرات الكفيلة بالحل السياسي، على الضامنين لهذه العملية السياسية أن ينفذوا ما هو مطلوب منهم». وذلك في إشارة إلى الضمانات «الشفوية» التي أعلنت المعارضة قبيل بدء المفاوضات أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ودولا أوروبية قدمتها لهم لإنجاز الملفات الإنسانية التي تشكل بيئة مناسبة للتفاوض.
وتابع الزعبي «ما نسمعه إلى الآن على لسان المبعوث الأممي أن الطرف الأول (المعارضة) يريد الانتقال إلى هيئة حكم انتقالي والطرف الثاني (النظام) يتحدث عن حكومة انتقالية، بالتالي النظام لا يريد حلا سياسيا ولا يريد تنفيذ قرارات مجلس الأمن وعليه لا بد من أن تعلق الأمور ريثما يقوم مجلس الأمن والدول الراعية لهذه العملية السياسية بدورهم الحقيقي لدفع هذه العملية قدما».
رياض حجاب الذي غادر جنيف أمس تبعه في المغادرة عدد من أعضاء «الهيئة العليا للتفاوض»، أما الوفد المعارض فما زال في مقر إقامته في جنيف حتى يوم الجمعة بانتظار تحقيق تطور جديد يعيدهم إلى المفاوضات المعلقة، أو المغادرة، بحسب تأكيد الزعبي.
المبعوث الأممي دي ميستورا عقد اجتماعا مشتركا مع وفدي «منصة القاهرة» و»منصة موسكو» (وفدان على طاولة واحدة) وهما وفدان تؤكد الهيئة العليا للتفاوض أنهما استشاريان وليسا وفدي تفاوض، وهذا اللقاء هو الثاني مع للوفدين مع المبعوث الأممي. وقال عضو وفد القاهرة جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي أنه تم خلال اللقاء تقديم الأجوبة على أسئلة «دي ميستورا» الـ29 والمتعلقة برؤيتهم للحكم.
وأضاف أنه تم خلال الجلسة بحث قرار وفد الهيئة العليا بتعليق المفاوضات وقال «نتفهم موضوعية ما يحدث (التصعيد العسكري والمجازر المرتكبة) من حيث تأثيره على من يتعاطى السياسية فعندما يكون الوضع ملتهبا من الصعب على السياسي أن يتقدم بينما يراه الداخل السوري ترفا»، آملا «أن لا تتم عملية الانسحاب حرصا على مسار جنيف». من جانبه أكد عضو الوفد الآخر جمال سليمان أن خرق الهدنة وإفشال المسار السلمي غايته تخريب مفاوضات جنيف.
كما تضمنت أجندة دي ميستورا عقد اجتماع مع ممثلي دول مجموعة دعم سوريا لبحث موضوع «الهدنة»، بينما يلتقي اليوم الأربعاء وفد النظام، بحسب ما أعلن عنه رئيس وفد النظام بشار الجعفري الاثنين.
منسق الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية: من يعجز عن إدخال علبة حليب إلى المناطق المحاصرة كيف ينجز عملية انتقالية… وإيران تدعو لـ «الجهاد الشيعي»
حسين الزعبي
جنيف ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب، أمس الثلاثاء، إن المعارضة اعتبرت نفسها منذ أمس خارج العملية التفاوضية، متسائلاً كيف يمكن لمن يعجز عن إدخال علبة حليب إلى المناطق المحاصرة، من إنجاز عملية انتقال سياسي في سوريا.
وفي مؤتمر صحافي عقده في جنيف بعد يوم واحد من إعلان المعارضة السورية تأجيل مشاركتها في مفاوضات جنيف، أوضح حجاب «قرارنا بتأجيل مشاركتنا في مفاوضات جنيف يعني التعليق، ولن نكون في مبنى الأمم المتحدة وشعبنا يعاني، وبشار الأسد لن يبقى في مستقبل سوريا وسينال العقاب».
وشدد بالقول «أتوجه بالسؤال للأمم المتحدة، والدول العظمى وعلى رأسها أمريكا، الغير قادر على إدخال علبة حليب، كيف يمكن أن ينجز عملية انتقالية، وانتقال سياسي في سوريا». وأضاف «وعدني وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مرات عدة بدخول المساعدات إلى داريا (مدينة بريف دمشق) منذ 27 شباط/فبراير الماضي حتى الآن، ولكن عجزت الدول عن دخول شاحنة واحدة نظراً لتعنّت النظام».
ومضى بالقول «أبدت الهيئة (العليا للمفاوضات) تجاوباً كبيراً مع الجهود الدولية للدفع بالعملية السياسية، ولحقن الدم السوري، وإيجاد حل سلمي للمأساة السورية، بهدف رفع المعاناة عن الشعب، واستجابة للجهود الدولية المخلصة، وخاصة عندما صدر القرار 2254، وتتضمن مواد عدة تتحدث عن فك الحصار عن المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات للمحتاجين، عبر تمكين المنظمات، وإطلاق سراح المعتقلين ووقف القصف الجوي والمدفعي والأعمال العشوائية التي يقوم بها النظام وحلفائه، ووقف عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، ووقف أعمال الإعدام التي تنفذ بشكل تعسفي بحق المعتقلين السياسيين».
وكشف أنه «خلال الفترة الماضية، وبحسب أرقام الأمم المتحدة، 6.5% فقط هم من وصلهم مساعدات، ومنذ يومين وصلت مساعدات للغوطة الشرقية بريف دمشق، أكثر من 60% منها تحمل مواد تنظيف، فهل الشعب المحاصر بحاجة لأن يأكل مواد تنظيف، كما أن عدد المعتقلين منذ صدر القرار (2254) زاد 2044 معتقلاً، من بينهم نساء وأطفال، وتنظيم (بي ي د) حليف النظام، اعتقل 256 شخصاً».
وأشار إلى أنه «حاولت الأمم المتحدة جاهدة من أجل فك الحصار ولم تتمكن، وتواصلنا معهم من أجل إخراج شاب من مضايا عمره 18 عاماً، وزنه 20 كلغ فقط، نظراً للجوع بسبب الحصار، واسمه محمد شعبان،(..) إلا أنه لم يخرج نتيجة رفض حزب الله، وتوفي كما توفي كثير من أبناء سوريا، حتى في النازية لم يحصل ما حصل في سوريا».
من جهة أخرى، أكد حجاب «لن نقبل بمفاوضات وشعبنا يعاني، نكون هنا في جنيف وشعبنا يموت تحت القصف، لن نكون طرفاً في عملية تغيب حقوق شعبنا، وتزيد من معاناته، جئنا لانتقال سياسي مبني على أساس القرارات الدولية منها بيان جنيف1 في 2012، والقرارات الأممية 2118 و2254، وكلها تقول إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات التنفيذية، لا يكون فيها دور للمجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد».
واستدرك «3 جولات للمفاوضات في جنيف، الأولى طلبوا تعليقها نتيجة إجرام القوات الروسية وإيران والميلشيات في حلب وفي عدد من المناطق، والجولة الثانية لم يكن هناك دخول في عملية تفاوضية ومناقشة قضايا مفاهيمية وتحضيرية لا معنى لها، ومضيعة للوقت، وقلناها لدي ميستورا، ورغم ذلك كنا إيجابيين وقدمنا مقترحات، ومقترحاً لأجندة التفاوض منها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بكامل تفاصيلها والعدالة الانتقالية والقانونية».
وبين أن «الطرف الآخر(النظام) احتج بأن هيئة الحكم الانتقالي لا تستند لدستور، والدستور الحالي المقر في 2012 غير قانوني تم إقراره بالقصف، فعن أي دستور يتحدثون، وهناك حالات حصلت مشابهة في الكونغو والعراق وغيرها، فتشكيل هيئة الحكم دستوري».
وكشف أيضا «قدمنا 17 مذكرة لدي ميستورا، 12 منها تتعلق بالقضايا الإنسانية، وفك الحصار والمعتقلين والخروقات، وتطالب بأجندة واضحة، وجدول زمني لتحقيق انتقال سياسي، وليس تمضية الوقت، والفدرالية يقررها الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع».
وطالب الفصائل العسكرية بأن «لا تترك البندقية طالما المجرم (الأسد) موجود، وفي أول أسبوع للهدنة كان هناك مظاهرات في كل مكان، ولكن قتل 553 مواطناً سورياً منذ بدء الهدنة، فلا وجود للهدنة على الارض، وعلى مجلس الأمن أن يجتمع ويعيد النظر في الاتفاقية، ويجب أن يكون هناك مراقبون أمميون على الارض ومحاسبة من يخرق الهدنة، أما في حال عدم المحاسبة فسيستمر النظام بانتهاك الاتفاقات الدولية».
وبين أن «الوضع في حلب سيئ ويعمل النظام على محاصرة المدينة، وهذا يعني محاصرة 600 ألف مواطن»، محذراً من نتائج وخيمة وكارثة إنسانية».
ولفت حجاب إلى أنه «منذ بدء الهدنة منع تقديم السلاح للفصائل بحجة الهدنة، بينما النظام يحصل من روسيا وإيران على الأسلحة، مطالباً أمريكا بتقديم 20% مما يقدمه حلفاء النظام». من جانب آخر، تساءل حجاب «لماذا لا يتوجه دي ميستورا لمجموعة الدعم، ومجلس الأمن؟ أطالب باجتماع وزراء خارجية دول الدعم، من أجل النظر وتقييم الإجراءات الإنسانية المتّبعة، ولتقييم عملية الهدنة التي انتهت، وأقول للمجتمع الدولي أجمع، لا يمكن أن يكون هناك حل إلا برفع المعاناة».
واستدرك أنه «إذا تم إيصال المساعدات، وفك الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف القصف، نكون هنا (في جنيف)، من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، لا وجود فيها للأسد وزمرته القتلة، والوفد سيغادر قسم منه، والآخر سيبقى لإتمام برنامج عمله، فيما دي ميستورا سيرسل خبيراً لمناقشة عملية انتقال سياسي، وسيلتقي مع القانونيين في الهيئة». واتهم منسق الهيئة روسيا بأنها «تعمل على إعادة إنتاج النظام وتثبيته، وهو دور لا يجب أن تقوم به كراعية لعملية السلام»، متسائلاً عن شرعية الانتخابات (أجراها النظام قبل أيام)، و»نصف الشعب خارج البلاد، وفي كل بقعة سورية فيها حرب، ورغم ذلك قال (النظام) إنه شارك في الانتخابات 5 ملايين، فأين هم هؤلاء؟».
ورفض حجاب أن يكون هناك وفد يمثل المعارضة في المفاوضات غير وفد الهيئة، متهماً بقية الوفود بأنهم ليسوا معارضة بل «أزلام النظام».
ونفى أن يكون بين الوفد المفاوض والهيئة «إرهابيون»، مؤكداً أن «حركة أحرار الشام» و»جيش الإسلام»، (فصيلان معارضان) قدما شهداء في قتال تنظيم «الدولة»، فيما النظام يمارس «إرهاب الدولة».
واستنكر المنسق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة التي قال فيها «لن نتنازل عن الجولان للأبد»، ورد حجاب عليه بالقول «الجولان أرض سورية وستعود إليها، وحافظ الأسد سلّم الجولان لإسرائيل، ولولا اسرائيل لما كان بشار جالساً على كرسي الحكم، بل نتنياهو يحميه، وهو أمر معروف، ولقاءات أخيه ماهر الأسد، وقريبه زهير الأسد، واتصالاته باسرائيل معروفة، والجولان أرض سورية، وفلسطين للفلسطينيين»، على حد تعبيره.
قيادي بارز في الجيش الحر لـ «القدس العربي»: تسليح المعارضة في أدنى مستوياته بسبب الفيتو الأمريكي
نفى أخباراً روسية عن وصول صواريخ مضادة للطائرات
إسماعيل جمال
إسطنبول ـ «القدس العربي»: نفى قيادي بارز في الجيش السوري الحر أنباء روسية عن وصول أسلحة مضادة للطائرات لقوات المعارضة السورية، مشدداً على أن تسليح المعارضة في أدنى مستوياته على الإطلاق منذ بدء الثورة السورية، وذلك بسب الفيتو الأمريكي، على حد تعبيره.
وقال إياد أبو زيد المستشار القانوني للجيش السوري الحر في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»، «لا يوجد أي دعم عسكري جديد، بالعكس تماماً التسليح ضعيف جداً وتناقص بشكل كبير وتوجد محاولات هائلة لتجفيف الدعم العسكري بشكل كامل».
وحول الحديث الروسي الأمريكي عن ضرورة مراقبة الحدود التركية، أضاف: «أقول لهم لا حاجة لمراقبة الحدود، لأنه لا يوجد دعم، فالتوافق الروسي الأمريكي أنتج فيتو من واشنطن بوقف تسليح المعارضة السورية لتشكيل مزيد من الضغط علينا لتقديم تنازلات كبيرة في جنيف».
من جهته، رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وفي رده، الاثنين، حول ما نُقل عن تأكيد الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأمريكي، باراك أوباما، على ضرورة إغلاق الحدود السورية التركية، «بسبب مرور أسلحة للتنظيمات الإرهابية عبرها»، قال داود أوغلو، إن تلك التصريحات لا معنى لها بالنسبة لبلاده. وأكد أن مسألة الحدود قضية تخص تركيا فقط، ولا يحق لبلد آخر التدخل فيه.
أبو زيد، وفي رده على سؤال حول إن ما كانت الدول «أصدقاء الشعب السوري» ستسلم بالفيتو الأمريكي، قال «لا أعتقد ذلك، ونتطلع أن يكون لهم موقف مغاير يتمكن من رفع حظر الأمريكي وإيصال أسلحة متطورة للشعب السوري لكي يدافع عن نفسه».
وعن سير المعارضة على الأرض وانهيار الهدنة، شدد أبو زيد على أنه «سيتم الرد على كل خرق يقوم به النظام السوري بحسب القانون الدولي الذي يتيح للشعب الدفاع عن نفسه والقرار الدولي الأخير نص على حرمة استخدام الطائرات ضد المدن والمدنيين»، متوقعاً أنه «بالتدريج سيؤدي تصاعد المعارك إلى انهيار الهدنة بشكل كامل».
وكانت قناة «روسيا اليوم»، قالت في تقرير نشرته الثلاثاء إن هناك أنباء واردة من سوريا تفيد بأن بعض الفصائل المسلحة المعارضة حصلت على صواريخ صينية الصنع مضادة للطائرات محمولة على الكتف (إف إن -6).
انسحاب عدد من عناصر المعارضة السورية المسلحة بسبب معارك جبل التركمان
خليل السامح
حماة ـ «القدس العربي»: أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في الأول من شباط/فبراير 2016 تجديد معارك جبل التركمان في ريف اللاذقية لتشتيت قوات النظام السوري بسبب فتح جبهة ريف جلب الجنوبي بمساندة حلفائه الروس والإيرانيين، وشهدت في الآونة الأخيرة تخبطات كبيرة لدى فصائل المعارضة وكان أبرزها خروج عدد كبير من العناصر بسبب المعارك الدائرة في جبل التركمان.
وفي تصريح لـ «القدس العربي» قال هاشم الحموي أحد العناصر الذين تخلوا عن فصائلهم، «كنت أنتمي لأحد ألوية الجيش الحر، ومنذ ما يقارب الشهر أبلغنا قائد اللواء للتوجه إلى معارك التركمان، ووجه لنا نداء بأن الرباط سيكون شهراً ونصف شهر فقط، وعندما ذهبت إلى هناك رأيت عناصر ترابط منذ قرابة ثلاثة أشهر مع عدم توفر الدعم المطلوب من غرفة العمليات، وعدم توفر الطعام والشراب وهذه أبسط الاحتياجات.
وتابع قائلاً «عندما تم أسر فريق التاو في جبل التركمان، أصبح هناك تخوف كبير لدى المقاتلين على الجبهات إضافةً إلى شدة القصف من قبل قوات النظام، وعدم توفر آليات النقل لتقوم بنقلنا إلى المعسكرات عند انتهاء الدوام في نقاط الرباط، كما أن هناك عدداً من العناصر يتلقون مبلغاً بقيمة 2500 ل.س في الليلة مقابل الرباط وسد الثغور على نقاط الجبهات، وعندما انتهينا من الرباط أبلغت قائد اللواء بأنني سأتخلى عن الفصيل فأبلغ المحاسب بألا يعطيني راتبي».
وأشار الحموي إلى الأهمية الإستراتيجية التي يتمتع بها جبل التركمان لا سيما قربه من الحدود التركية التي تستقبل المصابين خلال المعارك الدائرة هناك.
وقال أحد العناصر المنضوية تحت راية «فيلق الشام ـ قاطع حماة» زيد الأكرم لـ «القدس العربي»: منذ ما يقارب 20 يوماً علمنا من قيادة الفيلق بأن لواءنا يجب عليه الرباط في جبل التركمان، العديد من الشباب صدموا عند سماعهم هذا الخبر، وذلك لكثرة الكلام الذي شاع بين الناس وأخذ ضجة كبيرة في المناطق المحررة عن معارك التركمان وقلة الدعم على الجبهات.
وأردف قائلاً: ذهبت إلى جبل التركمان وعندما جلست مع أصدقائي المرابطين هناك تعجبت بأن لهم ما يقارب أربعة أشهر يرابطون، وعند ذهابنا إلى النقطة التي سيتم الرباط فيها عانينا من قلة العدد، وقلة الذخيرة وكلما وجهنا نداء إلى غرفة العمليات يقولون غداً وبعد غد، طالبنا بسيارات لنقل الجرحى لأن هذه نقل الجريح من نقطة الرباط إلى سيارة الإسعاف عبر التلال والجبال صعبة للغاية، وخاصةً التأخير في فتح المعبر التركي عند الحالات الحرجة.
وأضاف الأكرم لـ «القدس العربي»: قبل انتهائي من فترة الرباط علمنا بأسر ما يقارب ثمانية أشخاص من قبل قوات النظام السوري أثناء توجههم إلى نقاط الرباط في جبل التركمان، وهذا الموضوع أثار ضجة كبيرة وتخوفاً من قبل العناصر المتواجدة هناك، ورغم كل المطالب التي طالبنا بها القادات لم يلبوا أي نداء.
عندما انتهيت من رباطي أبلغت قائد اللواء بأنني سأتخلى عن اللواء بسبب ما رأيته في جبل التركمان، فتمت الموافقة ولكن لم يعطني راتبي وجميع الشباب الذين كانوا يرابطون معي خرجوا من اللواء بدون تسلم الراتب الشهري.
الخارجية الأمريكية: المفاوضات توقفت مؤقتا وقلقون من استمرار هجمات النظام السوري
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: تصر الخارجية الأمريكية على أن المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة لم تنهر بل جرى إيقافها مؤقتاً بناءً على طلب وفد المعارضة السورية الذي لم ينسحب ولم يغادر جنيف.
وأضاف جون كيربي الناطق باسم الخارجية الأمريكية أن الإيقاف المؤقت للمفاوضات بسبب استمرار النظام السوري في خرق وقف الأعمال العدائية ومنع دخول القوافل الغذائية والطبية للمناطق المحاصرة.
وأشار كيربي إلى «أن وفد المعارضة سيبقى في جنيف حتى بعد غد الجمعة بانتظار تطبيق النظام لوقف اطلاق النار والسماح للقوافل بالدخول».
وأكد الناطق أن هذه المفاوضات صعبة كما توقع الجميع وان كل فريق سيضع مواقف مضادة للفريق الآخر ومتباعدة جداً ويحتاج دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة للوقت لتقريب المواقف.
وأضاف كيربي «بصراحة فان الولايات المتحدة قلقة بشأن منع قوافل المواد الغذائية والطبية من دخول المناطق المحاصرة واستمرار خروقات وقف الأعمال العدائية.
وحول إعلان أحرار الشام والجيش الحر أنهما سيدافعان ضد هجوم النظام على حلب قال كيربي «اننا قلقون من استمرار العنف في سورية ونريد الحفاظ على وقف اطلاق النار».
واضاف كيربي «ان الولايات المتحدة قلقة من توسع سيطرة نظام الاسد داخل سورية سياسياً وجغرافياً وان هذا امر ليس جيداً للشعب السوري، وان اغلبية خروقات وقف الأعمال العدائية يقوم بها النظام السوري. ويستمر النظام بقصف شعبه بالبراميل المتفجرة ويهاجم مواقع المعارضة ويخرق التزاماته بوقف هذه الهجمات».
من جهة أخرى أثار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف امس في اجتماعهما في نيويورك قضية المفاوضات السورية في جنيف وضرورة استخدام النفوذ الإيراني لدفع الاسد للتقيد بوقف الأعمال العدائية والتفاوض مع المعارضة للوصول إلى حل سياسي للحرب الأهلية السورية. مع ان ظريف يصر على بحث ان تطبيق الاتفاق النووي لم يقدم لايران ما كانت تتوقعه من مكاسب ورفع كامل للمقاطعة.
وأضاف الناطق ان كيري سينضم إلى الرئيس أوباما في زيارته للسعودية في 21 نيسان/ ابريل بعد ان يعرج على مصر للاجتماع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانه سيتم في الرياض بحث التصرفات الإيرانية في نشر عدم الاستقرار في سوريا واليمن ودعمها للإرهاب.
لماذا يضطر السوريون في تركيا إلى التقدم للحصول على «إذن الإقامة» فيها؟
محمد الحسين
اسطنبول ـ «القدس العربي»: لاقى قرار صادر عن إدارة الهجرة التركية مؤخراً، والذي أعفى بموجبه اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، والمخالفين لتجاوز الفترة المسموحة للتقديم على «إذن الإقامة»، من شرط تسجيل الخروج من والعودة إلى تركيا لإتمام معاملات الإقامة، لاقى ترحيباً كبيراً في أوساط اللاجئين السوريين.
إلا أن القرار، والمتوقع تطبيقه مع بداية شهر أيار/مايو المقبل، أثار من جهة أخرى تساؤلات حول «الأسباب التي تجعل اللاجئ السوري مضطراً للحصول على إقامة سياحية»، وخاصة لجهة أن «شروط الحصول عليها تعد معقدة إلى حد ما، كما أنها تتطلب دفع رسوم مختلفة قد لا يستطيع السوري دفعها».
مدحت حلاق، مدير شركة للاستشارات القانونية في اسطنبول، يرى أن هذا القرار إيجابي، ويسهم بتسهيل إجراءات العمل والاستثمار في تركيا، للراغبين بذلك من السوريين، إضافة إلى تسهيل فتح حساب بنكي، وترخيص المحال التجارية والشركات واستخراج شهادة قيادة سيارات، وغيرها من الميزات.
ويؤكد حلاق في تصريح لـ «القدس العربي» أن هذا القرار غير ملزم، وجاء بسبب كثرة الضغط والطلب من قبل الأشخاص الذين دخلوا إلى تركيا وبدأوا بإقامة أعمال لهم وبرؤوس أموال، قد لا تكون بالقليلة، وهذا ما يتطلب منهم ترخيص هذه المنشآت أو المكاتب وقوننة تواجدهم، وبهذا القرار يكون قد ألغى المخالفة للمتواجدين أكثر من 90 يوماً في تركيا بحسب القوانين المعمول بها.
ويشير إلى أنه يمكن للسوري أن لا يستخرج إقامة سياحية أو غيرها، ويحافظ على بطاقة الحماية المؤقتة «الكيمليك»، ويستفيد من ميزاتها التي أصبحت إلى حد ما تساوي اللاجئ السوري بالمواطن التركي، وخاصة بما يتعلق بالخدمات الصحية المجانية، إلا أن هناك من يضطر أيضاً للحصول عليها، وخاصة ممن لديهم سفر لخارج تركيا، وذلك بعد إصدار تركيا قراراً قبل نحو شهرين يجبر السوري كغيره من الأجانب الحصول على الفيزا لدخول تركيا، لكن بمجرد حصوله على الإقامة يمكن له السفر والعودة بدون «الفيزا».
ويلفت حلاق إلى أنه ومع ذلك فإن هناك شريحة كبيرة من السوريين «لا يستطيعون التقدم للحصول على الإقامة في تركيا، وخاصة ممن لا يملكون وثائق ثبوتية أو يملكون جواز سفر منتهي الصلاحية، حيث أن القرار اشترط أن يكون لدى المتقدم جواز سفر ساري الصلاحية لمدة لا تقل عن ستة أشهر».
ويعتبر مدير شركة الاستشارات القانونية أن هذا القرار سيخدم نحو 80 % من السوريين المتواجدين في تركيا، حيث أن هذه النسبة تمثل وبشكل تقريبي نسبة من يعملون في تركيا، سواء بأعمال خاصة بهم أو لدى شركات تركية، أما الـ 20% الباقون فهم فقط من تقدم لهم تركيا المعونة.
بدوره يؤكد الصحافي السوري عبو الحسو، المهتم بشؤون السوريين في تركيا لـ «القدس العربي» أن الإقامة تسهل التنقل بين الولايات دون الحاجة لإذن السفر، إضافة إلى من يرغب بالحصول على إذن عمل والذي يتطلب وجود إقامة، وكذلك لمن يرغب بالتقدم للحصول على الجنسية التركية، بعد خمس سنوات، التي يظن البعض أن الإقامة السياحية تسهل ذلك.
ويشير الحسو إلى أن «قرار الاعفاء هذا، كان مطبقاً قبل أشهر فقط في مدينة غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية، والتي يقطن فيها أكبر عدد من السوريين إلى جانب ولايتي هاتاي وأورفة في الجنوب أيضاً، وتقدم الكثير من السوريين هناك بطلبات الإقامة، ويرفع الطلب إلى العاصمة أنقرة وبالغالب كان يأتي بالموافقة، والجديد أن القرار ذاته سيطبق في المدن التركية الأخرى.
وأكثر ما يجعل السوريين يضطرون للتقدم للحصول على الإقامة، لوجود قلق بينهم في حال صدور أي قانون جديد يقيد ويضيق على حاملي بطاقة «الكيميلك»، كما يرى الحسو.
كما أن هناك تخوفاً لدى شريحة كبيرة من السوريين من أن تقوم تركيا بإعادتهم إلى سوريا، وخاصة بعد الحديث عن المنطقة الآمنة التي لم يعلن عنها بعد ولم يوافق عليها دولياً وخاصة من قبل الولايات المتحدة، خشية منهم بأن لا تؤمن لهم الأمان والعمل كما هو الحال في تركيا حالياً، رغم كل المنغصات.
ويوافق الصحافي عبو هذا الرأي فيما لو تم فعلاً تشكيل المنطقة الآمنة وعودة اﻷمان، والبدء بتطبيق الحل السياسي وتوقف العمليات العسكرية، لكنه يؤكد أنه فيما عدا ذلك لا يمكن لتركيا أن تعيد السوريين، وذلك بموجب قانون الحماية المؤقتة وبموجب القوانين الدولية.
سوريون آخرون يرون أن تركيا تحاول عبر تعقيد بعض الإجراءات، حمل السوريين على استخراج الإقامة لغايات عدة منها الاقتصادية وما قد تدره من أرباح من رسوم الإقامة وتبعاتها، ويبين الحسو بهذا الجانب، أن السوري يتساوى مع أي أجنبي متواجد في تركيا من جهة تطبيق قوانين إذن العمل أو تأسيس وترخيص الشركات وهذا ما يتطلب الحصول على الإقامة.
كما يؤكد الحسو أن الغرامة المالية التي كانت مفروضة على كل سوري يريد أن يتقدم على الإقامة ممن كان مخالفاً و تجاوز تواجده في تركيا الثلاثة أشهر، لم تطلب من السوريين الذين تقدموا أو حصلوا على الإقامة مؤخراً في مدينة عنتاب، لكن من تجاوز فترة انتهاء صلاحية إقامته ستة أشهر فيعامل معاملة كمن يستخرج إقامة ﻷول مرة من ناحية الرسوم.
رمزي يلتقي وفد النظام السوري بغياب دي ميستورا
جنيف -العربي الجديد
يلتقي اليوم الأربعاء، مساعد المبعوث الدولي إلى سورية رمزي رمزي، وفد النظام السوري في مقر الأمم المتحدة، بعد مغادرة ستيفان دي ميستورا جنيف لأسباب غامضة، عقب لقائه بشكل سري مع المنسق العام للمعارضة السورية رياض حجاب.
وشكلت المعارضة السورية ثلاث لجان يوم أمس الثلاثاء، من أجل بحث وكتابة تقارير عن خروقات الهدنة وهيئة الحكم الانتقالية ووضع دراسة تفصيلية عن المرحلة الانتقالية.
إلى ذلك، يعقد وفد مصغر من المعارضة السورية لقاء عصر اليوم مع الفريق التقني للمبعوث الدولي لبحث هيئة الحكم الانتقالية، وعلم “العربي الجديد”، من مصدر خاص، أن اللجنة الخاصة بخروقات الهدنة، التقت صباح اليوم مع المبعوث الأميركي مايكل راتني في مقر إقامة المعارضة، وقدمت تقارير مفصلة عن الخروقات التي ارتكبها النظام السوري خلال فترة الهدنة، كما بحثت القرار الذي اتخذته المعارضة في تعليق مشاركتها في المفاوضات، ومطالبها من أجل العودة.
وأوضح المصدر ذاته، أن المعارضة كانت التقت مساء أمس وفداً من الأمم المتحدة من أجل بحث الأسباب ذاتها، وهي خروقات الهدنة، مضيفاً أن هناك إصراراً أميركياً على عودة الهدنة وتحقيق مطالب المعارضة من أجل ضمان عودتهم إلى المفاوضات.
من جهته، أكد المجلس الوطني الكردي على التزامه بقرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده ممثلو المجلس في الهيئة العليا والوفد المفاوض اليوم الأربعاء، وتم الحديث فيه عن دور الكرد في محادثات جنيف وموقفهم من تعليق المفاوضات، ورؤيتهم للحل السياسي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية، إضافة إلى الحقوق الكردية التي يسعى الوفد للحصول عليها.
وأوضح عضو الوفد المفاوض فؤاد عليكو، أن النظام السوري جرّد الكرد في سورية من جميع حقوقهم واتهمهم بالعنصرية والنزعة الانفصالية، وأشار إلى أن المجلس الوطني الكردي ملتزم بقرارات الهيئة، ويطالب بتحقيق الانتقال السياسي الكامل في سورية.
وفي تصريح خاص لـ “العربي الجديد”، قال المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد، إن الجيش الحر والفصائل الثورية توافق إقرار حجاب في انتهاء الهدنة.
وأضاف أبو زيد المتواجد في جنيف مع بعثة المعارضة السورية بصفة استشارية أن الفصائل العسكرية كانت متأكدة من أن النظام السوري سيستثمر الهدنة في محاولة لقضم مناطق تحت سيطرة المعارضة، وبذلك كانت الفصائل دوماً مستعدة وجاهزة للرد على أي انتهاك، لافتاً إلى أن قوات المعارضة لن تتراجع يوماً في القيام بواجباتها والثأر من المجازر التي ترتكبها قوات النظام بحق الأطفال والمدنيين، عبر استهداف الأسواق والمشافي والمدارس.
قوات المعارضة تصدّ هجوماً جديداً لـ”داعش” شمال حلب
رامي سويد
تمكنت قوات المعارضة السورية، متمثلة بغرفة عمليات مارع وغرفة عمليات حوار كلس، من التصدي لهجوم كبير شنه تنظيم “الدولة الإسلامية” على مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، وتحديداً في مدينة مارع، لتنجح قوات المعارضة بعد ذلك باستعادة السيطرة على قرية كفرغان، التي سيطر تنظيم “داعش” عليها منذ أيام.
وقال الناشط الإعلامي حسن الحلبي في حديث لـ”العربي الجديد”، إن قوات المعارضة في مدينة مارع، تمكنت من التصدي لهجوم كبير شنه تنظيم “داعش” على جبهات القتال جنوب مدينة مارع، انطلاقاً من بلدة حربل التي يسيطر عليها التنظيم، وترافق الهجوم مع قصف عنيف من قبل “داعش” على مدينة مارع ومناطق سيطرة المعارضة في محيطها، بصواريخ الغراد وقذائف الهاون والدبابات.
كما حاول التنظيم، يضيف المتحدث ذاته، إرسال سيارات مفخخة إلى المدينة، لكن قوات المعارضة نجحت بتفجير ثلاث منها، أرسلها التنظيم أثناء هجومه، قبل وصولها إلى أهدافها، عن طريق استهدافها بالصواريخ والرشاشات الثقيلة.
ونشر نشطاء محليون معارضون للنظام صوراً ملتقطة صباح اليوم الأربعاء، تظهر جثثاً لعناصر “داعش” ممن قتلوا أثناء محاولة اقتحام مدينة مارع، كما تظهر آليات مدمرة وعتادا عسكريا، قالوا إن قوات المعارضة غنمته من عناصر التنظيم الذين هاجموا المدينة.
في سياق متصل، نجحت قوات المعارضة المنضوية في غرفة عمليات حوار كلس بالسيطرة على قرية كفرغان، التي كان يسيطر عليها “داعش”، منذ هجومه على مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب مطلع الأسبوع الجاري.
للإشارة، شهد الأسبوع الماضي عمليات كرّ وفرّ متبادلة بين عناصر “داعش” وقوات المعارضة في ريف حلب الشمالي، حيث تمكن التنظيم من استعادة بلدة الراعي والقرى المحيطة بها، والتي سيطرت عليها قوات المعارضة. كما نجح بالسيطرة على عدة قرى تقع شرق مدينة إعزاز قبل أن تستعيد قوات المعارضة زمام المبادرة، وتسترجع قرى حوار كلس وإكدة وجارز من يد “التنظيم” مطلع الأسبوع الجاري.
شبيحة الأسد يسرقون المنازل و”موبايلات” السوريين
إسطنبول – عدنان عبد الرزاق
يقول سوريون إن عمليات السرقة والسطو بالقوة على المنازل، خاصة في مناطق سيطرة نظام بشار الأسد، ازدادت في الآونة الأخيرة، بعد أن غابت أي محاسبة لشبيحة وعناصر جيش الأسد والمليشيات المقاتلة إلى جانبه، خلال سرقتهم منازل السوريين، بعد الدخول إلى المناطق التي يستعيدونها من تنظيم “داعش”، كما حصل الأسبوع الماضي في مدينة تدمر.
وأكد الإعلامي محمد العبد الله، في اتصال مع “العربي الجديد”، أن ممتلكات أهالي تدمر تمت سرقتها بعد دخول جيش الأسد والمليشيات الشيعية إلى المدينة.
ويضيف الإعلامي التدمري، أن ما فاض عن التخريب والحرق نتيجة القصف، سرقه الجنود ونقلوه في وضح النهار إلى قراهم ومراكزهم العسكرية “وتم تصوير عمليات التشبيح ونشرها على وسائل التواصل الإعلامي”.
ولم تقتصر عمليات السرقة على المنازل والأدوات الكهربائية، بل طاولت الممتلكات الشخصية وأجهزة الموبايل، بحسب ما قال “م. عيد” من دمشق لـ”العربي الجديد”.
وأضاف عيد أن “عمليات تشليح واستقواء تتم خلال عبورنا الحواجز المنتشرة في كل شوارع دمشق، ومعظم السرقات تطاول الموبايلات، ولا يجرؤ أحد على المطالبة بها”، موضحاً، خلال تصريحه لـ”العربي الجديد”، أن عناصر حواجز الأسد تطلب أجهزة الاتصال الخلوي لتفتيش محتواها والتأكد من عدم الانتماء للثورة، لكن الحاجز يعطي أمراً للسائق بالمرور من دون أن يعيدوا لنا أجهزة الموبايل.
وكشفت إحصائيات قضائية سورية أن عدد الجوالات التي سُرقت في سورية خلال الأزمة بلغ نحو 150 ألف جوال، نصفها في دمشق وريفها، وعدد الجوالات المسروقة في دمشق وريفها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بلغ أكثر من 4 آلاف جوال، منها نحو 2500 جوال في دمشق، وأكثر من 1700 جوال في ريفها. مشيرة إلى أن السنة الماضية سجلت سرقة ألف جوال.
وأعلن المحامي العام في ريف دمشق، ماهر العلبي، أن سرقة الجوالات ارتفعت بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الماضية، موضحاً، خلال تصريحات صحافية، أن الجوالات التي تسرق هي في الغالب غالية الثمن، وأن بعض الأشخاص يستغلون غياب القانون في بعض المناطق، خاصة في الريف لسرقة المواطنين، مشيراً إلى أن بعض المواطنين لا يمتلكون الشجاعة لتقديم شكوى بحق السارقين نتيجة تهديدهم لهم، داعياً كل شخص سُرق جواله إلى أن يلجأ للقضاء، باعتباره حامي المجتمع ويعيد الحقوق إلى أصحابها، على حد تعبيره.
وتراجعت في المقابل حالات السرقة في المناطق المحررة، لدرجة عدم الشكاية عن أي سرقة خلال العام الجاري، بحسب عضو المحكمة الشرعية في ريف إدلب، محروس عبد الحميد.
ويقول عبد الحميد لـ”العربي الجديد”: تعاني المناطق المحررة من الفقر، لكننا نعتمد التكافل الاجتماعي، خاصة عبر السلل الغذائية وأموال المغتربين، مؤكداً تطبيق شرع الله في حالات السرقة بعد التأكد بالدلائل، لأننا في المحاكم الشرعية والمجالس المحلية، نحرص على كفاية الجميع، ولو بالحد الأدنى، الذي لا يوصل الناس إلى جوع أو يدفعهم إلى السرقة.
وأعلنت مصادر قضائية سورية، عن ارتفاع عدد شكايات السرقة في مدينة دمشق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد، مؤكدة أن معظم الضبطيات المسجلة تتعلق بسرقة بيوت في مناطق راقية، مثل أبو رمانة ومزة فيلات غربية وتنظيم كفرسوسة.
وأوضحت المصادر أن عدد دعاوى جرائم السرقة المنظورة أمام القضاء في دمشق وريفها، خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، بلغت نحو 1000 دعوى في محاكم الجنايات. وهذا يدل على أن هناك محاولات لنشر هذه الجريمة في المناطق الآمنة.
غوطة دمشق.. يوم دموي قضى على أحلام 67 سورياً
2016-04-20 | لبنى سالم
لم يعرف الشاب السوري جمعة العابد وخطيبته، من غوطة دمشق، أن القوات الحكومية السورية تخبّئ لهما قذيفة هاون تزّفهما إلى العالم الآخر، في اليوم الذي قررا فيه الزواج، مصطحبين معهما 7 أرواح أخرى من أفراد عائلتيهما.
يوم دموي بامتياز عاشه السوريون، أمس الثلاثاء، إذ قتلت قوات النظام 58 شخصاً كانوا يشترون طعامهم من أسواق معرة النعمان وكفرنبل في ريف إدلب. ووفقاً لمديرية صحة إدلب، فإن 10 من الضحايا تحولت جثامينهم إلى أشلاء، ولم يتم التعرف على هويتهم بعد.
“براميل النظام فجرت معها الهدنة التي لم ينعم بها السوريون كثيراً” قال محمد وهو مصور من ريف إدلب بسخط، وأضاف “عزرائيل أنهى إجازته، وعدنا إلى انتشال الجثث والأشلاء، وانتظار الفجيعة أو الموت في أي لحظة”.
وتابع “ما ذنب تلك المرأة التي تشتري الخضار لأطفالها، والرجل الذي يجني رزقه ليعيل عائلته، والطفل الذي نزل ليشتري شيئاً لأهله وعاد إليهم يداً هنا ورجلاً هناك؟ أي عالم هذا؟”.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان نشرت صوراً لطفلين، لا يتجاوز عمرهما العشر سنوات، قضيا في مجزرة الأمس في معرة النعمان، وهما محمد زاهر الحلبي، ويحيى هشام البيك، الذي قضى مع والده.
إلى ذلك، تقول أم محمد، وهي من أهالي معرة النعمان وتعيش في تركيا، إن “الضحايا هم من الفقراء الذين لم يستطيعوا الفرار إلى مكان آخر، وممن تمسكوا ببيوتهم ولم يغادروها رغم خنقة الظروف والخطر. أصيبت قريبتي أمس، أبناؤها سافروا خارج البلاد، لكنها بقيت مع زوجها في منزلهما ولم يغادرا معرة النعمان طوال الفترة الماضية، رغم أنها كانت معلمة وفقدت وظيفتها كما فقد زوجها عمله وسُرقت بضائعه. ما الذي اقترفته هذه السيدة حتى تقصف بهذه الوحشية؟”.
وتضيف “العديد من أقاربي ما زالوا هناك، أخبروني أن عائلة لم تَسلم من فقد أحد أفرادها في المجزرة، وأن معظم بيوت المعرة فتحت أبوابها للعزاء اليوم”.
من جانب آخر، عمّت صور الخبز والخضار الممزوجة بالدم وأشلاء البشر، وسائل التواصل الاجتماعي، مفجرة أحقاداً جديدة على النظام ووحشيته، دافعة بالكثيرين إلى الدعوة للانتقام.
“داعش” يخلي الضمير..بالاتفاق مع النظام
عمار حمو
توصل تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى اتفاق مع النظام السوري، يفضي إلى خروج الأول من مدينة الضمير في ريف دمشق الشمالي الشرقي على طريق دمشق بغداد، نحو بادية الحماد، التي تبعد عن المدينة قرابة 20 كيلومتراً، بإشراف الهلال الأحمر السوري.
وأوردت “تنسيقية مدينة الضمير”، أن أربع سيارات إسعاف تابعة للهلال، دخلت المدينة صباح الأربعاء، لإخراج الجرحى من مقاتلي “الدولة الإسلامية”، وتبعتها أربع سيارات شحن كبيرة للهلال لترحيل المقاتلين برفقة عوائلهم بإتجاه الحماد شرقي الضمير.
وجاء الاتفاق بين النظام والتنظيم، بعد نفاد المواد الطبية من المشفى الميداني الواقع في مناطق سيطرة الألوية المبايعة للتنظيم، وهو ما دفعها إلى محاولة السطو على مخازن الهلال الأحمر. وطالب عناصر “الدولة الإسلامية” من الهلال إخراجهم من المدينة، وتم الاتفاق على أن تكون عملية نقلهم بوساطة الهلال الأحمر، وذلك بحسب مصدر محلي لـ”المدن”.
ونصَ الاتفاق بين الطرفين على “تأمين طريق آمن من قبل النظام السوري لخروج مقاتلي داعش إلى منطقة الحماد في البادية بإشراف الهلال الأحمر بعد عصر الثلاثاء، وحرق الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها التنظيم بإشراف لجنة من النظام مع توثيق عملية إتلاف الأسلحة”. مصدر محلي قال لـ”المدن” إن عملية إخلاء عناصر التنظيم كان من المفترض أن تتم مساء الثلاثاء، على أن يتم إخلاء 150 عنصراً للتنظيم، ولكن عناصر التنظيم رفضوا خروجهم من دون ذويهم، لذا تم تأجيل موعد الإخلاء إلى الأربعاء، على أن يصبح العدد المتفق عليه هو 800 شخص.
وبحسب مصدر “المدن”، فإن من بين العناصر المفترض خروجهم نحو 50 شخصاً من أبناء المدينة، ممن رفضوا تسليم أنفسهم للمعارضة، بينما الباقي هم نحو 20 عنصراً من “المهاجرين”، و80 من باقي المناطق السورية.
ويبدو دخول “الهلال الأحمر السوري” في عملية الاتفاق غريباً، إذ أن إدارة “الهلال الأحمر” تسعى أن تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية والعسكرية في المنطقة، وأن تكرّس جهودها لخدمة المدنيين فقط. مصدر محلي مقرب من عناصر الهلال الأحمر قال لـ”المدن”: “تواصلت مع الهلال الأحمر في المدينة وأكدوا بأنهم سيخرجون دفعة من عناصر التنظيم الأربعاء، من بينهم 6 جرحى، إلى حاجز المثلث شرقي مدينة الضمير والقريب من معمل الإسمنت (الصيني)”.
الاتفاق بين النظام والتنظيم ليس الأول من نوعه، إذ سبقه اتفاق يقضي بخروج التنظيم من جنوب دمشق إلى مدينة الرقة، أحد إبرز معاقل التنظيم. ولكن اتفاق مدينة الضمير يضع علامات استفهام حول مصلحة النظام من خروج عناصر التنظيم، الذين اتخذهم النظام ذريعة لقصف المدينة المهادنة للنظام والتي شهدت هدوءاً نسبياً لأكثر من ثلاث سنوات.
مصدر محلي قال لـ”المدن”، إنه ليس من مصلحة النظام أن يتواجد التنظيم من أمامه وخلفه، وإذا خرج التنظيم من المدينة، فإن النظام سيكون قد أمن جانبهم من جهة المدينة. مصدر آخر قال لـ”المدن”، إنه في الاتفاق الجديد سيضمن النظام عدم تعرض مطار الضمير العسكري لهجمات التنظيم، بينما عناصر التنظيم سيخرجون من الحصار الذي أطبق عليهم. كما أن خروج التنظيم إلى بادية الحماد يجعلهم عرضة لضربات “التحالف الدولي” هناك.
من جهته قال مصدر عسكري في “جيش الإسلام” لـ”المدن”، إن هدف الاتفاق بين النظام والتنظيم هو إخلاء مدينة الضمير من الـ”دواعش”، وحشدهم للهجوم على فصائل المعارضة من محاور أخرى بعد فشلهم في محور الجبل الشرقي.
وجاء الاتفاق بين النظام والتنظيم بعد البيان الصادر عن “الهيئة الشرعية للقضاء والعدل” التابعة للمعارضة في الضمير، والذي نص على انتهاء مهلة إعطاء الأمان في تمام الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء. وقد سلم أكثر من 85 عنصراً متهماً بمبايعة التنظيم أنفسهم، الثلاثاء، إلى اللجنة المؤلفة من “جيش الإسلام” و”قوات الشهيد أحمد العبده” و”لجنة أهالي الضمير”، قبل انقضاء المهلة المعلن عنها. ووفق مصدر عسكري معارض في المدينة، فإن العدد الكلي للعناصر الذين سلموا أنفسهم للجنة تجاوز 170 عنصراً.
وكانت “الهيئة الشرعية للقضاء والعدل” في مدينة الضمير أصدرت بياناً مساء الثلاثاء، أعلنت فيه انتهاء مهلة إعطاء الأمان عند الساعة الخامسة مساء الثلاثاء، ووفق البيان بعد انتهاء المهلة تبقى فرصة الحصول على محاكمة عادلة ومعاملة حسنة لمن يسلم نفسه طواعية، ويعود إلى صفوف أهل مدينته.
انسحاب “الدولة الإسلامية” من الضمير، جاء بعد ما يقارب 20 يوماً على محاولتها اقتحام المدينة واستهداف مطار الضمير. وقال أحد السكان في المدينة، إن التنظيم بدأ ينسحب، وبدأت الحياة تعود إلى سابق عهدها، ولكن بعد أن تسبب بدمار المدينة، وترك جرحاً لدى أهلها.
وتعرضت الضمير، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، خلال الأسابيع الماضية، لقصف عنيف من قبل قوات النظام، وشهدت اشتباكات داخلها بين الفصائل المعادية للتنظيم والفصائل المبايعة له.
فرنسا تدين “اندفاع دمشق الطائش” نحو العنف
أدانت فرنسا اليوم الأربعاء النظام السوري، وقالت إن الغارات الجوية على محافظة إدلب تُظهر “اندفاعا طائشا” من جانب الحكومة نحو العنف، وأنها لا تنوي السعي من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال -في إيجاز يومي على الإنترنت- إن “فرنسا قلقة من تضاعف انتهاكات وقف إطلاق النار وهجمات النظام على المدنيين في سوريا”.
وأضاف أن قصف بلدة معرة النعمان يوضح مجددا “الاندفاع الطائش للنظام ورفضه أي حل سياسي”.
وأسفرت الهجمات على سوق بشمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة -أمس الثلاثاء- عن مقتل نحو ثلاثين شخصا وإصابة العشرات. وقُتل عشرة أشخاص أيضا في غارة جوية على بلدة كفرنبل القريبة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، بينما تستمر عمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض ونقل الجرحى إلى المراكز الطبية.
وفي تطور يشير لانهيار الهدنة الهشة المعلنة منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، قُتل نحو ثمانين شخصا وجرح أكثر من مئتين جراء قصف طائرات قوات النظام وغاراتها على عدة مدن سورية أمس الثلاثاء، معظمها في ريف إدلب.
غارات بحمص والمعارضة تتصدى لتنظيم الدولة بحلب
أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن امرأة قتلت في قصف لطائرات النظام بمنطقة الحولة بريف حمص، بينما أحبطت فصائل المعارضة السورية هجوما لتنظيم الدولة الإسلامية على بلدة مارع (شمال حلب).
وأكد مراسل الجزيرة مقتل امرأة في قصف جوي بمنطقة الحولة بريف حمص، كما شنت طائرات النظام غارات على بلدتي تير معلة ودير فول، بينما تشهد مدن تلبيسة والرستن والزعفرانة وغيرها بشمال حمص تصعيدا من قبل قوات النظام لليوم التاسع على التوالي، حيث كثفت قصفها بالصواريخ والبراميل المتفجرة، مما أسفر عن قتل وجرح عشرات المدنيين.
وقالت وكالة مسار برس إن قوات النظام سيطرت على تلة المزار وجبل الدرة بالريف الشرقي لحمص بعد معارك مع تنظيم الدولة.
وفي الأثناء، أفادت مصادر محلية في بلدة مارع بأن مجموعة من مسلحي تنظيم الدولة حاولت التسلل إلى البلدة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل 35 من التنظيم وتدمير عدد من سياراته.
واستخدم التنظيم في الهجوم ثلاث سيارات مفخخة على المدينة، إلا أن قوات المعارضة دمرتها قبل وصولها إلى مارع، بينما سيطر التنظيم على قرية كفر حسن التي كانت بيد المعارضة شرقي مدينة إعزاز.
وفي حماة، سقط ثلاثة قتلى -بينهم امرأة- جراء غارة للطيران الروسي على قرية المسيطبة بالريف الشرقي، حسب وكالة مسار.
وفي درعا، دارت اشتباكات -وصفت بالعنيفة- صباح اليوم بين قوات المعارضة ولواء “شهداء اليرموك” -المتهم بقربه من تنظيم الدولة- في بلدات الشجرة ونافعة وعين ذكر، وتزامن ذلك مع قصف المعارضة مواقع اللواء وحركة “المثنى” في البلدات المذكورة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وكانت المعارضة المسلحة سيطرت في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء على حاجز العلان (غربي بلدة سحم) بريف درعا الغربي، كما أضافت وكالة مسار أن المعارضة سيطرت على بلدة عين ذكر وحاجز السد وسد العلان بعد معارك مع لواء شهداء اليرموك في درعا.
من جهة أخرى، قال مسؤول بوحدات حماية الشعب الكردية لوكالة رويترز إن اثنين من أفراد قوة الأمن الكردية (أسايش) قتلا بعد أن استهدفتهما قوات النظام في بلدة القامشلي بالحسكة (شمال شرق).
وبحسب المعلومات الواردة من الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن عدد القتلى المدنيين جراء هجمات قوات النظام منذ دخول وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ في 26 شباط/ فبراير الماضي بلغ 614 قتيلا.
موسكو تشكك بالهيئة العليا للمفاوضات السورية
شككت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، بالهيئة العليا للمفاوضات السورية، قائلة إن تصرفات الهيئة تظهر أنها غير مستعدة للتوصل إلى اتفاق، ولا يمكن أن تكون الممثل الوحيد للمعارضة.
وزعمت الخارجية أن “اتهامات المعارضة” للنظام السوري بانتهاك وقف إطلاق النار “لا أساس لها”.
وقالت الوزارة إنها تساند قرار مبعوث الأمم المتحدة بعدم تعليق مفاوضات السلام السورية.
وذكرت وكالات أنباء روسية، إن الكرملين أعرب، الأربعاء، عن قلقه إزاء تأجيل محادثات السلام السورية في جنيف.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية المشاركة في المحادثات مع النظام السوري قالت، أمس الثلاثاء، إن الهدنة على الأرض فشلت، وإنها ستؤجل المحادثات لأجل غير مسمى.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله: “الوضع ليس سهلا، وبالطبع يسبب درجة ما من القلق”.
غالبية السوريون المشاركين في مؤتمر جنيف وعلى هامشه لم يغادروا
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 أبريل 2016
روما – علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر في المعارضة، أن غالبية السوريين المشاركين في مفاوضات مؤتمر جنيف الثالث وعلى هامشه لم يغادروا المدينة، بانتظار نتائج المشاورات الدولية الساعية لتأمين توافق الحد الأدنى لإقناع المعارضة باستئناف المفاوضات غير المباشرة مع وفد النظام السوري.
ووفق المصادر، فإن عدداً قليلاً من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات قد غادر جنيف بعضهم من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، فيما لم يُغادرها ممثلو هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي، كما لم يغادر أياً من ممثلي جماعة (منصة القاهرة) أو جماعة مؤتمر الأستانة ومؤتمر موسكو، اللذان يحظيان بدعم روسي.
كذلك بقي في جنيف الوفد النسائي الاستشاري الذي عيّنه المبعوث الأممي والمكون من 12 سيدة سورية، وكذلك بقيت وفود تمثل جماعات المجتمع المدني وجماعات حقوقية سورية مختلفة، وبقي فيها وفد آخر يمثل جماعة (قاعدة حميميم) العسكرية السورية والذي يحظى بدعم من النظام السوري وروسيا.
ووفق المصادر، فإن بعض المدعوين للحضور على هامش مؤتمر جنيف مازالوا يتوافدون حتى الآن للمدينة، فيما يعطي انطباعاً بأن استئناف المفاوضات خلال أيام هو أمر مؤكد.
وكان وفد المعارضة السورية المفاوض قد قرر الاثنين تأجيل مشاركته في الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف الجارية في سويسرا بسبب ما وصفته بـعدم جدّية وفد النظام السوري، وخرق قوات النظام للهدنة، وعدم وجود أي تقدم في المسار الإنساني أو إدخال المساعدات للمناطق المحاصرة أو إطلاق سراح المعتقلين، وهي الشروط التي تُعتبر مقدمة القرار الدولي 2254 والضرورية واللازمة للمضي قدماً في المفاوضات.
معارض سوري: لا بدائل لدى المعارضة فالمجتمع الدولي سيضغط لمواصلة مؤتمر جنيف
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 20 أبريل 2016
روما- بعد قرار المعارضة السورية تأجيل الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف، رجّح معارض أن يضغط المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة على المعارضة السورية ورعاتها الإقليميين من أجل إقناعهم بمتابعة العملية السياسية في جنيف.
وقال المعارض السوري منذر آقبيق، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا يوجد بدائل لدى المعارضة، فالرعاة الدوليون وعلى الأخص موسكو وواشنطن سيستمرون بالضغط من أجل استمرار العملية السياسية في جنيف، حتى لو طال أمدها، وهذا الضغط سيكون على رعاة المعارضة الإقليميين أيضاً لإقناعهم بعدم انسحاب وفد المعارضة”.
وحول موقف الأطراف الدولية الحالية قال آقبيق، الذي أعلن مؤخراً استقالته من الائتلاف السوري المعارض “تحاول روسيا طرح حلول أقل بكثير من تغيير النظام، أو الانتقال السياسي نحو هيئة حاكمة انتقالية تُمارس صلاحيات تنفيذية كاملة بدون الأسد وأعوانه الملطخة أيديهم بدماء السوريين، وفيما لو طُرح حل يقضي ببقاء الأسد كجزء من الهيئة الانتقالية، أو كرئيس بصلاحيات محدودة، فإن روسيا ستوافق على مثل ذلك الطرح لكن من الطبيعي أن لا توافق المعارضة عليه”. وأضاف “أما الولايات المتحدة، فلديها الرغبة في استمرار المفاوضات في جنيف، تزامناً من استمرار مشاوراتها مع موسكو ومحاولة الوصول إلى تفاهمات وتوافقات حول تفاصيل الانتقال السياسي ودور الأسد فيه، ولكن ليس لدى واشنطن أي رغبة في استثمار نفوذها السياسي والعسكري لفرض حل في سورية رغم قدرتها على ذلك”، وفق تقديره.
وشدد المعارض على أن عدم نجاح أي محاولة لإضاعة المطلب الأساسي للثورة السورية، وقال “بكل الأحوال، يجب أن لا ننسى أن الشعب السوري هو الحامل الرئيسي لعملية التغيير السياسي في البلاد، وما من شك بأنه سيستمر في نضاله مهما طال الزمن، ولن يُجدي فرض حلول عليه لا ترضيه من ناحية الانتقال السياسي الحقيقي”.
ناشطون: عشرات الشاحنات تدخل مساعدات إنسانية لغوطة دمشق الشرقية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 أبريل 2016
لندن-جنيف- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قافلة مساعدات تضم أكثر من 50 شاحنة دخلت إلى غوطة دمشق الشرقية، بإشراف من الهلال الأحمر
وذكر المرصد، المحسوب على المعارضة للنظام الحاكم في سورية، بأن “شحنات المساعدات توزع على بلدات ومدن سقبا وحمورية وبيت سوى وحزة، وحملت الشاحنات مواد غذائية ولوجستية وطحين”.
وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، قد أشار في وقت سابق الثلاثاء إلى أن الموافقة على الهدنة كانت من أجل إيصال المساعدات. واتهم خلال مؤتمر صحفي في جنيف، النظام بعدم الإلتزام بالهدنة، مشددا على أن 6% فقط من المحتاجين في سورية تلقوا مساعدات.
روسيا تتهم المعارضة السورية بالابتزاز بعد تعليق مشاركتها في محادثات جنيف
موسكو رفضت اتهامات المعارضة للحكومة بانتهاك وقف الاقتتال قائلة إن لا أساس لها
اتهمت روسيا الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة بالابتزاز بعد تعليق مشاركتها في محادثات جنيف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “الأساليب التي تستخدمها الهيئة العليا للمفاوضات تظهر أنها غير قادرة على التوصل إلى اتفاق وأنها لا يمكن أن تكون الممثل الوحيد للمعارضة في المحادثات”.
وأضافت الوزارة أن “منتدى جنيف يجب أن يكون (ورشة عمل) للاتفاق على وضع خطة لمستقبل دولة علمانية في سوريا وتحديد سبل الوصول إلى ذلك الهدف، وليس (سوقا شرقية) بها عناصر من الابتزاز الفج للمجتمع الدولي”.
ورفضت الخارجية الروسية، اتهامات المعارضة للقوات الحكومية بانتهاك الاتفاق الخاص بوقف الاقتتال والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية قائلة إنها “لا أساس لها من الصحة”.
في هذه الأثناء، أكد الوفد الحكومي في المحادثات السورية بجنيف أنه جاد في المفاوضات، وأن انسحاب وفد المعارضة سيسهل الوصول إلى حل، لأنه “لا يمثل الشعب السوري”.
وقال رئيس الوفد الحكومي، بشار الجعفري، بعد لقائه مساعد المبعوث الأممي، رمزي عز الدين رمزي، إنه تحدث معه عن تعديل مباديء الوثيقة التوجيهية الأممية، وفكرة حكومة موسعة، وكذا الاستفزازات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن الهيئة العليا للمفاوضات “لاتمثل الشعب السوري، وأن انسحابها قد يزيل عائقا، قد يسمح لنا بالصول إلى حل”.
مباحثات السلام السورية في مأزق والمعارضة تستعد لمعارك أخرى
من جون إيرش وستيفاني نيبيهاي وتوم بيري
جنيف/بيروت (رويترز) – حذر دبلوماسي غربي بارز يوم الأربعاء من احتمال الفشل في استئناف مباحثات السلام السورية الهشة لعام كامل على الأقل إذا توقفت الآن بينما تطالب المعارضة بمزيد من الدعم العسكري بعد إعلانها انتهاء الهدنة.
وأصبحت الهدنة القائمة في سوريا منذ ستة أسابيع في خطر بسبب احتدام القتال على الأرض. وتوسطت الولايات المتحدة وروسيا للتوصل لهذه الهدنة لتمهيد الطريق لانطلاق أول مباحثات سلام تحضرها أطراف الصراع منذ أن بدأ قبل خمس سنوات.
ويبدو أن هذه المباحثات نفسها التي تجرى تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف قد انهارت هذا الأسبوع. وتقول المعارضة إنها أعلنت “تعليق” المفاوضات رغم أنها ترفض اعتبار انسحابها سببا لانهيار المفاوضات.
وقال الدبلوماسي الغربي الذي طلب عدم الكشف عن هويته وهو يصف سيناريو لا تزال القوى الدولية تأمل في تفاديه “إذا انتهت هذه المفاوضات الآن.. فستتوقف لعام على الأقل.. الروس سيهجمون بضراوة استغلالا لغياب الولايات المتحدة. سيزيد اللاجئون بواقع ثلاثة ملايين وسيقتل آلاف آخرون.”
وأضاف “إذا رحلنا جميعا عن جنيف.. فلا أرى أن هذه العملية ستستمر.”
ويقول وفد الحكومة السورية إن وضع الرئيس بشار الأسد غير مطروح للتفاوض بينما تعتبر المعارضة إزاحة الرئيس عن السلطة شرطا مسبقا وتشكو من عدم تحقيق أي تقدم على صعيد وقف العنف وإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين.
ويراد بهذه المفاوضات وضع حد للحرب التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون شخص وخلقت أكبر أزمة لجوء عرفها العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية وأدت لتدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع. وقلب التدخل العسكري الروسي في أواخر العام الماضي الموازين لصالح الأسد.
وتتعرض الهدنة الهشة أساسا لانتهاكات كثيرة خلال الأسبوعين الماضيين قرب حلب حيث يتهم الجيش السوري جماعات المعارضة بالمشاركة في هجمات يشنها إسلاميون لا يشملهم وقف إطلاق النار. ويقول المعارضون إنهم يدافعون عن أنفسهم في وجه هجمات الجيش والجماعات الشيعية المتحالفة معه.
وقال دبلوماسيون غربيون إن مشاورات تجرى يوم الأربعاء لتقييم الحاجة لعقد اجتماع وزاري للقوى الكبرى خلال الأسبوعين المقبلين في محاولة لتعزيز آلية مراقبة اتفاق الهدنة.
وسيتسبب انهيار مباحثات جنيف في فراغ دبلوماسي قد يسمح بمزيد من التصعيد في القتال الذي أججته المنافسة بين القوى الأجنبية ومنها إيران والسعودية.
* مباحثات “عديمة الجدوى”
مع احتدام المعارك وتكثيف الغارات الجوية على مناطق يسيطر عليها المعارضون حثت المعارضة الدول الأجنبية على تزويدها بوسائل للدفاع عن النفس في إشارة مبطنة لأسلحة مضادة للطائرات لطالما سعت المعارضة المسلحة للحصول عليها.
وقتلت غارات جوية نحو 40 شخصا في سوق مزدحمة يوم الثلاثاء فيما قد تكون أكثر الهجمات دموية منذ بدء تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية في فبراير شباط الماضي.
وقالت فرنسا إن الحكومة تدفع “بتهور” باتجاه العنف وتظهر رفضها لأي تفاوض على حل سياسي. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري نفيا لشن أي غارات جوية على مناطق سكنية.
وقال أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري المقيم بتركيا إن مباحثات جنيف “عديمة الجدوى” وإنه لا أمل في مناقشة الانتقال السياسي.
وفي مؤتمر صحفي بث عبر محطات التلفزيون من اسطنبول طالب العبدة “بدعم كمي” لجماعات المعارضة وقال إن الحل يجب أن يكون “سياسيا-عسكريا.”
واقترب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا أكثر من أي مفاوض آخر من جمع أطراف القتال في مباحثات سلام بدأت الشهر الماضي بعد بدء تطبيق اتفاق الهدنة الجزئية.
لكن الجانبين أخفقا حتى الآن في تضييق هوة الخلاف بشأن قضايا كمصير الأسد وسيكون من الصعب إغواء المعارضة بالعودة لمائدة التفاوض إذا استؤنف القتال في ظل استفادة القوات الحكومية من الدعم العسكري في ميادين القتال.
واليوم الأربعاء يجتمع خبراء من أطراف الصراع في جنيف لكن رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل التيار الرئيسي للمعارضة انسحب من المفاوضات مع وفود بارزة بينما غادر دي ميستورا لأسباب عائلية. ولا يزال في جنيف نصف وفد المعارضة تقريبا.
وسخر بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي من الانسحاب الجزئي للمعارضة.
وقال للصحفيين “من يغادر جنيف يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك على أنه غير ناضج سياسيا وأنه لم يفهم بعد الغرض من مجيئنا إلى جنيف.”
وأضاف “هؤلاء (الهيئة العليا للمفاوضات) أصلا لا يمثلون الشعب السوري بل العكس تماما ربما بذهابهم تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل لأن هؤلاء مزيد من المتطرفين والإرهابيين.”
ويبدو أن جماعات المعارضة المسلحة تستعد لحرب أخرى. وقال فارس البيوش وهو عقيد يقود الفيلق الشمالي لجماعة مسلحة منضوية تحت راية الجيش السوري الحر متحدثا لرويترز “وضعنا على الجبهات مقبول حاليا ولكن ننتظر زيادة الدعم مثل ما وعدت الدول.. حتى نجبره (النظام) على الحل السياسي.”
وقال إنه لا عودة “قريبة” للمفاوضات.
وعلى صعيد آخر اتهمت روسيا المعارضة السورية يوم الاربعاء بالابتزاز بتعليقها المشاركة في محادثات السلام في جنيف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الأساليب التي تستخدمها الهيئة العليا للمفاوضات تظهر أنها غير قادرة على التوصل إلى اتفاق وأنها لا يمكن أن تكون الممثل الوحيد للمعارضة في المحادثات.
ووصف البيان اتهامات المعارضة للقوات الموالية للحكومة السورية بانتهاك الاتفاق الخاص بوقف الاقتتال والسماح بدخول الإمدادات الإنسانية بأنها مزاعم لا أساس لها من الصحة.
وتقدم دول مناوئة للأسد دعما عسكريا لجماعات معارضة عن طريق تركيا والأردن من خلال برنامج شمل تدريبات عسكرية تولتها المخابرات المركزية الأمريكية.
* مخاوف عميقة من تدفق جديد للاجئين
أبدت الأمم المتحدة قلقا عميقا يوم الأربعاء من مصير السوريين الذين يفرون من القتال قرب مدينة حلب في شمال البلاد.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 40 ألف شخص يعيشون في مخيمات ومناطق سكنية ومعسكرات بعدما شردهم القتال في الأيام الماضية وإن أكثرهم نزوحوا باتجاه الشرق صوب بلدة أعزاز الحدودية ذات الأهمية الاستراتيجية ومخيمي باب السلام وسيجو.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تحديث مساء الثلاثاء “أخذا في الاعتبار التدفق السابق لأكثر من 75 ألف نازح داخلي على منطقة أعزاز في يناير وفبراير.. يتوقع أن تتضاعف الاحتياجات الإنسانية.”
وتسببت الخسائر السابقة التي منيت بها المعارضة قرب الحدود التركية في صعوبة وصول هيئات الإغاثة الدولية إلى المدنيين لتتحول هذه المنطقة لواحدة من أكثر المناطق إثارة للقلق بالنسبة لمن يحاولون حماية المدنيين في سوريا من الضرر.
وتتهم المعارضة الحكومة بانتهاك اتفاق وقف الأعمال القتالية بغرض استعادة السيطرة على حلب أكثر مدن سوريا سكانا قبل الحرب والتي تنقسم في الوقت الحالي لمناطق تسيطر عليها الحكومة ومناطق تسيطر عليها المعارضة منذ سنوات.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن هناك الآن أكثر من مئة ألف شخص عالقين على الجانب السوري من الحدود التركية بعدما فر 35 ألفا في الأسبوع الماضي من مخيمات استولى عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية أو أوشكت على السقوط بين أيديهم.
وقال حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات في مؤتمر بجنيف يوم الثلاثاء إن النظام وحلفاءه يسعون للسيطرة على حلب وهو أمر يعني محاصرة 650 ألف مدني مضيفا أن النظام والروس يستخدمون كل الأسلحة الممكنة.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)