أحداث الأربعاء 23 كانون الثاني 2013
الرياض تطالب مجلس الأمن بحل سريع
نيويورك – راغدة درغام ؛ بيروت – ناجية الحصري
لندن، دمشق، بيروت، الرياض – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مجلس الامن الدولي الى التدخل من اجل الاسراع في ايجاد حل مناسب للازمة السورية في ظل التصعيد الدموي المتزايد ضد الشعب السوري. واشار في مؤتمر صحافي، في نهاية اعمال القمة العربية الاقتصادية في الرياض، الى أن المأساة في سورية ناتجة عن رفض النظام السوري أي حل، «فالحكومة السورية تحاول إقناع الشعب بأن كل الناس معها، وأن من تقاتلهم إرهابيون، ولا يبدو محتملاً تحقيق حلّ سياسي بين الحكومة القائمة والمعارضين». واضاف: «نحن في مأزق كبير. ماذا يمكن أن نفعل تجاه سورية والوضع يزداد سوءاً في دمشق التي تعتبر أقدم مدينة في العالم؟ كيف يمكن التفاوض مع شخص دمّر تاريخ بلده وشعبه؟».
وأكد سعود الفيصل ضرورة وجود قرار حاسم، «إذا لم يكن القرار من الأمم المتحدة فسيزداد الوضع تفاقماً، والمجتمع الدولي يجب أن يقوم بما هو مطلوب منه من خلال مجلس الأمن، ولقد قمنا بما يجب علينا لجعل مجلس الأمن يقوم بهذا الدور، في ظل تفويض سلطة الجمعية العامة لمجلس الأمن». وتساءل: «إلى أي حدّ سنستمر في هذه الحلقة المفرغة»؟
وفي موقف عكس إحباطاً حيال انقسام مجلس الأمن في شأن سورية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه لا يرى «تقدماً نحو حل النزاع في سورية في الوقت الحالي». وعبر بان والممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي عن «خيبة عميقة» في شأن إمكان التقدم نحو حل سياسي في مجلس الأمن. وأصدر مكتب بان بياناً بعد اجتماعه مع الإبراهيمي «عبرا فيه عن الذعر جراء الافتقار الى وحدة الموقف الدولي الذي كان يمكن أن يؤدي (في حال وجوده) الى انتقال سياسي في سورية بناء على ما اتفق عليه في جنيف في حزيران (يونيو) الماضي لإنهاء معاناة الشعب السوري». وأضاف البيان أن بان والإبراهيمي «أجريا مناقشات مكثفة بمشاركة كبار موظفي الأمم المتحدة حول الجوانب الديبلوماسية والأمنية والإنسانية» للأزمة السورية، إضافة الى مؤتمر المانحين المقرر في الكويت الأربعاء المقبل. وشدد بان على ضرورة «أن نفعل كل ما في وسعنا لوقف العنف من خلال الديبلوماسية وتجاوز الانقسامات داخل سورية وفي المنطقة وفي مجلس الأمن»، داعياً «كل الدول الى وقف إرسال الأسلحة الى كلا الطرفين في سورية».
وقال: «أننا لا نزال بعيدين عن جمع الحكومة والمعارضة لاتخاذ القرارات الأساسية حول مستقبل بلادهم الذي يحدده السوريون وحدهم». وأشار الى أنه «في الوقت الحالي يجب التأكيد على أن كل مرتكبي الجرائم الوحشية في سورية سيخضعون للمحاسبة».
في هذا الوقت، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان النزاع في سورية قد «يطول» من دون نتيجة واضحة. وردا على سؤال عن احتمال انتصار المعارضة، قال بوغدانوف «في البداية اشارت بعض التوقعات الى شهرين او ثلاثة او اربعة اشهر، اما الان (فالنزاع مستمر منذ نحو) سنتين. ان الوضع يمكن ان يتطور بطرق مختلفة. اعتقد ان النزاع قد يطول». واشار الى ان السلطة لم تفقد السيطرة على الوضع. وقال: «كثيرون من قادة المعارضة موجودون في باريس واسطنبول، وهناك اخرون في مدن اخرى مثل جنيف. ولا نستبعد ان تجري قريبا اتصالات مع مجموعات معارضة جديدة لم نتواصل معها حتى الان».
وجاء هذا الموقف الروسي بينما قامت اربع باصات بنقل حوالي ثمانين مواطناً روسياً من دمشق الى بيروت لاعادة الى بلادهم في اول اجراء من هذا النزع منذ بداية الازمة. واعتبر مراقبون في موسكو ان هذا القرار يشكل تطوراً مهماً في نظرة روسيا الى الوضع، ويشير الى قلق موسكو على مصير رعاياها في حالة سقوط النظام. وهناك عشرات الآلاف من الروس يقيمون في سورية، معظمهم من الروسيات المتزوجات من سوريين واولادهن.
على الصعيد الميداني، عادت المعارك العنيفة الى مدينة حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر معارضة اخرى ان ما لا يقل عن 130 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في المعارك التي وقعت في المدينة وريفها خلال الايام الثلاثة الماضية. واشار المرصد الى ان غرب حمص منطقة استراتيجية لانها محاذية للطريق السريع الذي يربط دمشق بالساحل، وهي مفتاح الوصول الى العاصمة، والحركة التجارية، والسلاح الذي يدخل سورية عبر البحر المتوسط».
واتهمت الحكومة السورية تنظيم «القاعدة» بتنفيذ التفجير الانتحاري الذي وقع في ريف حماة اول من امس واودى امس بحياة العشرات، من بينهم اطفال ونساء، وجددت اتهام تركيا بفتح ابوابها «لكل ارهابيي العالم» لدخول سورية «من دون قيد او شرط». وكان المرصد السوري ذكر ان حصيلة ضحايا التفجير في بلدة السلمية بلغت 42 قتيلا، هم عناصر من «اللجان الشعبية» التي شكلها النظام اضافة الى مدنيين.
وفي بيروت، اصر وفد الهيئات التابعة للامم المتحدة الذي زار سورية على مدى اربعة ايام على وصف ما يحصل في سورية بأنه «رهيب»، بعدما اعلن من سورية قبيل مغادرته لها انه «صدم بالواقع الذي شاهده على الارض في المناطق التي زارها».
واجمع اعضاء الوفد، في مؤتمر صحافي مشترك في مقر صندق الامم المتحدة الانمائي، على تأكيد «ان الدمار كبير للبنى التحتية في العديد من المناطق، شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي حتى الصهاريج التي تنقل الوقود دمرت واحرقت». وقال مدير العمليات في مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية جون غينغ: «الناس في سورية يدمرون بلدهم وهو يحتاج الى وقت طويل ليتعافى من المحنة التي هو فيها والكلفة ضخمة جداً»، وقال ان انطباعه هو ان سورية «تدمر بشكل منهجي من قبل جميع الناس وجميع الجهات. ولا اعتقد بان ما يحصل مفهوم من قبل من يتخذون القرارات».
واضاف «ان الرسالة التي نريد ارسالها الى العالم الخارجي ان شعب سورية البلد الذي استضاف لاجئي العديد من الدول… يجد نفسه اليوم من دون مساعدة. حياته تدمر ولا امل بالمستقبل القريب، والناس الاكثر تأثراً بالازمة هم الاكثر هشاشة: الاطفال والنساء».
وبعدما شدد على الصعوبة التي تواجه الجمعيات الاهلية في سورية في تلبية حاجات الناس، قال: «من دون موارد لا يمكن للناس ان تستمر والمطلوب وضع نهاية للصراع الآن». ورأى ان التحدي المقبل الوصول الى جميع المحتاجين في سورية لاننا لا نفعل الان في معظم الأماكن».
ووصف مدير العمليات في برنامج الاغذية العالمي ديفيد كاترو ما يجري بالمقلق جداَ، وتحدث عن الدمار الذي يصيب مصادر الغذاء «الافران تدمر وخطوط التماس ليست ثابتة بل متحركة وهنا تكمن الصعوبة في الوصول الى التجمعات المدنية الموجودة في مناطق التوتر».
وتحدث مدير العمليات في منظمة «يونيسف» تيد شايبن عن «تأثر مليون و800 الف طفل بشكل مباشر من الازمة السورية… شهدنا على موجات من مرض الجرب تصيب الناس بسبب قلة النظافة، وعلى رغم محاولات ناجحة للوصول الى للاطفال لتلقيحهم ضد امراض مختلفة الا ان الحاجة ماسة الى المزيد من هذه المحاولات».
برنامج فرنسي يرصد قاتل جيل جاكيه في حمص
باريس – ندى الأزهري
كان الفرنسي جيل جاكيه الصحافي الغربي الأول الذي يقتل في أحداث سورية، وأثار ذلك تكهنات كثيرة واتهامات متبادلة بين المعارضة والنظام هناك.
في الذكرى الأولى لرحيله هذا الشهر، قدم «مراسل خاص» البرنامج الذي عمل له جاكيه في «فرانس 2»، تحقيقاً خاصاً حول ملابسات مقتله في حمص، بعنوان «محاولة للاقتراب من الحقيقة»، أبرز تلاعب الطرفين بموته وصعوبة الوصول إلى نتيجة حاسمة في ظل الظروف الحالية في سورية.
دخل جاكيه إلى سورية بتأشيرة رسمية وأراد تقديم وجهة نظر النظام، بعدما قدم برنامجه وجهة نظر الثوار. قتل بانفجار قذيفة مدفع «هاون» أثناء تجواله مع فريق صحافي في حي حمصي موالٍ للنظام، واعتبِر قتله حينها «متعمداً» بعد كشف «أشياء مشبوهة»، منها الذهاب إلى حمص «الذي قُرِّر في اللحظة الأخيرة» من قبل السلطات السورية، و «انسحاب» قوات الجيش المكلفة حماية الفريق الصحافي قبل الانفجار وعند أول إطلاق نار، و «التظاهرة المؤيدة في حي عكرمة»، بحيث بدا كأن المتظاهرين «يدفعون الصحافيين الأجانب دفعاً نحو جهة الصدامات»، واستنتج زملاؤه آنذاك أن شيئاً لم يحدث لتجنب المأساة بل بدا كأن «كل شيء حصل كي تتم».
بث التلفزيون السوري اتهاماته للمعارضة بقتل الصحافي، وشكّلت الحكومة السورية لجنة للتحقيق في الحادث لم تتضمن ممثلين عن «فرانس تلفزيون». لكن الشكوك كانت قوية لدى الطرف الفرنسي، وحرّكها سؤال: «لماذا انسحب الأمن السوري رغم أن دوره كان الحماية؟».
ومنذ أشهر تجري المحطة الفرنسية تحقيقها الخاص من باريس عبر درس كل ما وصلها من أشرطة فيديو، واستجواب معنيين ومحللين سوريين وفرنسيين.
بدأ التحقيق مع آخر صورة للصحافي على سطح بناية ثم الانفجار الأخير مع سؤال: «هل وُجِد جيل في اللحظة الخطأ في المكان الخطأ، أم إن قتله كان متعمداً؟». اتهامان للثوار بالقتل غير المتعمد للصحافي: «الثوار هم من أطلقوا النار من حيهم وهو خطأ ارتكبوه لأنهم كانوا يريدون ضرب الحي وليس الصحافيين».
الاتهامان جاءا من معارضين سوريين، الأول كشف هويته وهو الصحافي السوري المعارض في فرنسا نزار نيوف. لكنه رفض السماح لفريق التحقيق بالاتصال بالشاهد الذي زوّده بالمعلومة في حمص للتأكد منها لأن «جميع الصحافيين الفرنسيين لهم علاقة بالاستخبارات الفرنسية» كما قال. أما الثاني فهو معارض رفض كشف هويته وكان صرح قبلاً لجريدة «لو فيغارو» الفرنسية بأنها «حماقة» من الثوار وقال إنه لم يكن ممكناً ومناسباً في ظل الظروف المحلية والدولية آنذاك الاعتراف بذلك.
توجه المحققان بالسؤال إلى عبدالرزاق طلاس أحد قادة الثوار فنفى الشكوك لأن الثوار، من منطقتهم في باب السباع لا يستطيعون بأسلحتهم الخفيفة (لم تكن لديهم مدافع «هاون» حينها) استهداف المنطقة التي قتل فيها الصحافي الفرنسي.
ركز التحقيق هنا على سؤال مهم: «من أين أتى إطلاق النار؟». وبعد درس الفيديو حدد خبير عسكري فرنسي مصدر الطلقات بأنه من الشمال الشرقي وليس من باب السباع المقابل (كما قيل سابقاً).
وتتابعت صعوبات أمام فريق التحقيق، مثل رفض الحديث أو كشف الهوية أو إعطاء معلومات شحيحة، سواء من الحكومة السورية التي اكتفت بترداد أن مصدر القذيفة هو باب الدريب (شرق حمص) أم جامعة الدول العربية التي كانت قدمت تقريراً عن القضية. كشف التحقيق الفرنسي أن تقرير الجامعة آتٍ من الحكومة السورية لأن فريق الجامعة غير مخول إجراء أي تحقيق، بل تقديم الشهادة فقط و «ليس من الممكن أن تتهم الحكومة السورية نفسها» وفق شهادة خبير مصري محايد.
وتوجه المحققان نحو مذيعة منشقة (علا عباس) أكدت فقط وجود شبيحة قادوا الفريق الصحافي نحو الوجهة المحددة. ثم نحو منشق من جهاز الاستخبارات السورية في باريس، حلل وفق خبرته السابقة مشاهد فيديو للحدث، فأشار إلى وجود رجل على السطح كان يعطي إشارات محددة هي في رأيه لتحديد الهدف لآخرين وانسحب قبل الانفجار.
في النهاية ركز التحقيق على احتمالين: «القتل الخطأ» بيد الثوار الذين أرادوا استهداف الحي الموالي أو «المتعمد» من الأمن «لردع الصحافيين الأجانب عن المجيء».
وعن السؤال الذي شغل زملاء جاكيه في التحقيق: «هل كان ضحية تلاعب من النظام»؟ قدم أنور مالك العامل في فريق الجامعة العربية في سورية كل الشواهد التي تثبت قدرة النظام السوري على التلاعب، لكنه أشار إلى عدم وجود براهين لديه حول الفاعلين.
بذل المحققان جهوداً لمعرفة الحقيقة في موت زميلهم، لكنه «تحقيق مستحيل» في ظل حرب في «مكان مغلق»، كما وصفوا الوضع السوري، من دون صحافيين أو شهود حرب واضطرارهما لإجراء تحقيقهما من باريس لاستحالة المهمة في سورية. وقد قضيا أشهراً لإيجاد كل هؤلاء الأشخاص والحديث معهم لا سيما في ظل ما وجدوا أنه «تلاعب» بالقضية وعدم «قيام النظام بالتحقيق فيها».
جيل جاكيه هو واحد من 19 صحافياً و46 ناشطاً صحافياً من السوريين وأكثر من 60 ألف سوري قضوا في الحرب. فمن يحقق في مقتل هؤلاء ومَن المسؤول عن قتلهم؟ وأي تحقيق سيظهر الحقائق وشهدنا كم هو صعب إثبات حقيقة واحدة؟
موسكو تتوقع نزاعاً سورياً طويلاً
سعود الفيصل: نحن في مأزق كبير
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات :
افاد ناشطون سوريون ان معارك عنيفة دارت في مدينة حمص السورية التي عادت الى الواجهة منذ ايام مع التصعيد العسكري في غرب المدينة الذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه (راجع العرب والعالم)، وقت توقعت موسكو ان يطول النزاع في سوريا حيث لا افق بعد لأي تسوية. واستبعد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية، مجددا الطلب من مجلس الأمن القيام بما يتوجب عليه في هذا المجال. كما أقر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بان لا افق كبيراً لحل ديبلوماسي في سوريا.
وافاد ديبلوماسيون في نيويورك ان الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي “يجس نبض” الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي، وخصوصا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، لمعرفة ما اذا كان يمكنه وضع اي تصور لانهاء هذه الازمة، في ظل “الافتقار الى موقف دولي موحد”، كما جاء في بيان اصدره مع الامين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون.
وعقد الابرهيمي سلسلة لقاءات رفض التعليق على اي منها. غير ان بان صرح خلال مؤتمر صحافي في المقر الرئيسي للمنظمة الدولية بنيويورك، بان “المصيبة في سوريا هي بلا شك الاختبار الرئيسي لنا” سنة 2013، موضحا ان “الوضع الانساني رهيب ويسوء”. واضاف ردا على سؤال بأن “لا افق كبيرا لحل” الازمة السورية بالطرق الديبلوماسية.
وهو كان اجتمع مع الابرهيمي وعبرا معا عن “خيبتهما العميقة وحزنهما البالغ من المستويات المروعة من القتل والدمار اللذين تنفذهما الحكومة والمعارضة، وتغذيهما قوى خارجية تقدم السلاح للطرفين”. كذلك عبرا عن “فزعهما من الافتقار الى موقف دولي موحد يمكن ان يؤدي الى عملية انتقالية بحسب ما اتفق عليه في جنيف في نهاية حزيران”.
واعلن بان انه سيلتقي رئيس الوزراء نجيب ميقاتي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا. وردا على سؤال لـ”النهار”، قال انه سيبحث مع ميقاتي في امور عدة منها الانتخابات النيابية المقررة في لبنان الصيف المقبل.
سعود الفيصل
وفي الرياض، صرّح الأمير سعود الفيصل عقب انتهاء القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة: “إن الحكومة السورية ترفض أي حل لذلك يواجه العرب مأزقا كبيرا… ومن غير المرجح التوصل الى حل سياسي مع الحكومة السورية”. وأضاف أن “المأساة السورية للأسف تكمن في وجود حكومة ترفض أي حل. يواصلون التصور أن كل من يقاتلهم إرهابي ومن غير المرجح التوصل الى حل سياسي معها… ازداد ذلك بعد تعيين الممثل الدولي العربي الأخضر الابرهيمي ونحن في مأزق كبير. ماذا يمكن أن نقوم به اكثر من ذلك؟”.
وتساءل: “ما الذي يتوقع منا أن نقوم به من اجل أن نفوز بالمعركة؟ الوضع سيئ جداً في سوريا. دمشق اقدم مدينة صارت مكانا للقصف. كيف لنا أن ندرك امكان الوصول إلى حل بالمفاوضات مع شخص (الرئيس السوري بشار الأسد) يفعل هذا بأهله وتاريخه… هذا أمر لا يمكن تصوره… قمنا بما يتوجب علينا وفوضنا مجلس الأمن والجمعية العمومية فوضت مجلس الأمن ليقوم بشيء… ولكن الى أي حد يمكن الاستمرار في حلقة مفرغة؟”.
وفي موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ردا على سؤال صحافي عن احتمال انتصار معارضي الاسد: “في البداية اشار بعض التوقعات الى شهرين او ثلاثة او اربعة اشهر، اما الان (فالنزاع مستمر منذ نحو) سنتين. ان الوضع يمكن ان يتطور بطرق مختلفة. اعتقد ان النزاع قد يطول”.
ونشرت دائرة الصحافة والإعلام في وزارة الخارجية الروسية بياناً تعليقاً على مناقشات مجلس الأمن في شأن وضع حقوق الإنسان والوضع في المجال الإنساني عموماً في سوريا، جاء فيه أن “تحسن الوضع الإنساني والوضع في مجال حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية يتوقف مباشرة على وقف أعمال القتال بين الأطراف المتقاتلين، وفي مقدمها تلك الآتية من جانب فصائل المعارضة المسلحة، وعلى التسوية السياسية – الديبلوماسية للأزمة السورية”.
وفي أنقرة، أفادت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة عمل لقطر الثلثاء المقبل لمناقشة الملف السوري.
الأزمة السورية: بان والإبراهيمي متفائلان .. ومتشائمان! السـعودية ترى «مأزقاً كبيراً» وروسـيا تتوقع نزاعاً لعامين
رسمت الرياض وموسكو، امس، صورة قاتمة للوضع في سوريا. ففي حين اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انه لا يمكن التفاوض مع الحكومة السورية مطالبا مجلس الامن الدولي بالتدخل، متحدثا عن شعور سعودي بـ«مأزق كبير»، توقع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان يتواصل النزاع لمدة عامين.
في الوقت نفسه، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «القوى الخارجية» التي تسلح الحكومة السورية والمعارضة. واستبعدا حل الأزمة السورية قريبا حيث ان «الهوة لا تزال كبيرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا»، لكن بان كي مون أكد أن الإبراهيمي سيواصل عمله، معربا عن تفاؤله بامكان التوصل الى تسوية.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي، في بيان، ان بان كي مون والإبراهيمي عبرا، خلال اجتماعهما في نيويورك، عن «خيبتهما الكبرى وقلقهما أمام اتساع عمليات الرعب والمجازر والتدمير التي تقوم بها الحكومة والمعارضة وتغذيها القوى الخارجية التي تقدم أسلحة إلى الطرفين»، كما أعربا عن «خيبة أملهما من غياب أي موقف دولي موحد من شأنه أن يؤدي إلى مرحلة انتقالية سياسية، كما اتفق عليه في جنيف في حزيران الماضي ويضع نهاية للمعاناة الشديدة للشعب السوري». وسيقدم الإبراهيمي تقريرا عن مهمة الوساطة التي يقوم بها إلى مجلس الأمن الدولي في 29 كانون الثاني الحالي.
وأعرب بان كي مون، في مؤتمر صحافي في نيويورك، عن تفاؤله بحل الأزمة السورية على الرغم من مأساوية الأحداث في البلاد، منتقدا «مجلس الأمن والجامعة العربية اللذين لم يجدا حتى الساعة حلا لمساعدة الشعب السوري في خروجه من دوامة العنف».
وطالب بان كي مون «مجلس الأمن بإيجاد حل سريع ينهي الأزمة، بعدما اتخذت طابعا عسكريا دمويا»، مناشدا «كافة الدول عدم إرسال السلاح إلى أي طرف في سوريا». وشكر الإبراهيمي الذي يبذل كل ما في وسعه من أجل إيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة، مشيرا إلى أن المبعوث الدولي سيعقد اجتماعات خلال اليومين المقبلين مع أعضاء مجلس الأمن.
وأعلن الأمين العام انه والإبراهيمي «يريان أن الهوة لا تزال كبيرة بين الحكومة والمعارضة في سوريا»، معتبرا أن «الوضع قاتم جدا وصعب جدا ولا نرى كثيرا من الفرص حتى الآن لتسوية» النزاع، لكن بان كي مون أعرب عن تفاؤله بوجود حل للأزمة، وعن ارتياحه حيال متابعة الإبراهيمي مهمته بالرغم من صعوبة الموقف.
وعن الوضع العسكري في سوريا، أعرب بان كي مون عن «قلقه من التوترات الطائفية التي من شأنها أن تنتشر وتحدث انفجارا في المنطقة». وعبر عن «غضبه من استخدام الأسلحة الثقيلة في الأماكن السكنية وما تلحقه من أضرار».
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء القمة الاقتصادية العربية في الرياض، ان «المأساة السورية للأسف تكمن في وجود حكومة ترفض أي حل ديبلوماسي لحل الأزمة. يوصلون تصور أن كل من يقاتلهم إرهابي، ومن غير المرجح التوصل إلى حل سياسي معها. وقد خاب أمل الرياض أكثر من مرة تجاه محاولات للتدخل وإيجاد حلول، سواء كانت عبر دول مجلس التعاون الخليجي أو عن طريق الجامعة العربية أو مجلس الأمن أو حتى بشكل مستقل». وأضاف «ازداد ذلك بعد تعيين الإبراهيمي ونحن في مأزق كبير. ماذا يمكن أن نقوم به أكثر من ذلك؟».
وتساءل الفيصل «ما الذي يتوقع منا أن نقوم به من اجل أن نفوز بالمعركة؟ الوضع سيئ جدا في سوريا. دمشق أقدم مدينة أصبحت مكانا للقصف. كيف لنا أن ندرك إمكان الوصول إلى حل بالمفاوضات مع شخص يفعل هذا بأهله وتاريخه. هذا أمر لا يمكن تصوره». وأضاف ان «الأمم المتحدة أمامها واجب أساسي في هذه القضية، عندما نصل إلى مرحلة نقول معها هذا يكفي، لقد مات الآلاف ودمرت المدن والبنية الأساسية».
وتابع «إذا لم يكن هناك قرار من الأمم المتحدة فسيزداد الأمر سوءا، ويتوجب على المجتمع الدولي القيام بما عليه من خلال مجلس الأمن. قمنا بما يتوجب علينا وفوضنا مجلس الأمن والجمعية العامة فوضت مجلس الأمن ليقوم بشيء»، متسائلا «لكن إلى أي حد يمكن الاستمرار في حلقة مفرغة؟».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن النزاع في سوريا قد «يطول» بدون نتيجة واضحة. وأعرب عن اعتقاده أن «النزاع المسلح في سوريا قد يستمر سنتين إضافيتين»، مشيرا إلى تضارب كبير في التنبؤات في هذا الشأن.
وأعلن أن موسكو لا تستبعد إجراء اتصالات جديدة مع المعارضة السورية قريبا، بمن في ذلك زعماء المعارضة الذين لم يتصل بهم الجانب الروسي سابقا. وقال «بالطبع، فإننا بشكل عام، ننتظر ممثلين عن مختلف جماعات المعارضة السورية. يمكن القول اننا وجهنا دعوة مفتوحة إليهم».
ووصف الأوضاع الأمنية في دمشق بأنها «أصبحت أكثر هدوءا». وقال «قبل قليل تحدثت مع سفيرنا في دمشق. إنه يرى أن دمشق يسودها هدوء نادر في الأيام الأخيرة».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
هيومن رايتس ووتش: معارضون سوريون دمروا موقعا شيعيا ونهبوا كنائس
بيروت- (رويترز): قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء إن مقاتلي المعارضة السورية أحرقوا ونهبوا مواقع دينية للأقليات مع تحول أطول وأعنف انتفاضات الربيع العربي إلى الطائفية على نحو متزايد.
وبدأت الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 22 شهرا باحتجاجات سلمية لكنها تحولت إلى حرب أهلية حيث يواجه مقاتلون أغلبهم من السنة المؤسسة العسكرية ومؤسسات أمن الدولة التي تسيطر عليها الأقلية العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الأسد.
وقالت المنظمة ومقرها نيويورك إن مقاتلي المعارضة دمروا حسينية في محافظة إدلب بشمال سوريا والتي سيطر مقاتلو المعارضة على أراض فيها.
وأظهر فيديو بث على الانترنت مقاتلين يرفعون البنادق في الهواء ويهللون بينما بدا الموقع بقرية زرزور التي سيطرت عليها المعارضة في ديسمبر كانون الأول محترقا في الخلفية.
وأعلن رجل في الفيديو الذي لم تتمكن رويترز من التحقق منه بشكل مستقل “تدمير أوكار الشيعة والرافضة”.
وذكرت هيومن رايتس ووتش أن مقاتلي المعارضة المحلية ألقوا باللوم على الحكومة السورية في التدمير لكن سكان قالوا إن المقاتلين بدأوا بإطلاق النار عندما سيطروا على القرية.
وتؤيد السعودية السنية المعارضة السورية بينما تؤيد إيران الشيعية النظام السوري مما يزيد من احتمال تحول سوريا إلى جبهة في مواجهة طائفية قد تجر إليها لبنان والأردن والعراق وتركيا.
وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن القتال في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص ودفع أكثر من 650 ألف شخص للفرار من البلاد.
وقوضت الفوضى وعمليات النهب من قبل المعارضين في بعض المناطق دعم المدنيين لقضيتهم خاصة بين الأقليات وأعاقت قدرتهم على التقدم في مواجهة القوات الحكومية.
ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش عن سكان في محافظة اللاذقية بغرب سوريا قولهم إن مسلحين يعملون تحت لواء المعارضة اقتحموا كنائس في قريتين وسرقوها.
وأضافت المنظمة أن ساكنا بقرية الجديدة قال إن مسلحين اقتحموا كنيسة محلية وسرقوها وأطلقوا النار بداخلها بعد فرار القوات الحكومية.
ونفى معارضون محليون أنهم هاجموا الكنيسة.
وقالت المنظمة “على الرغم من أن الدافع وراء اقتحام الكنائس ربما كان السرقة وليس هجوما دينيا فإن مقاتلي المعارضة يتحملون مسؤولية حماية الأماكن الدينية في المناطق التي تخضع لسيطرتهم من التدمير المتعمد والنهب”.
قائد كتيبة سورية معارضة: نعلم أننا نقاتل دولا ونتشرف باستقبال المقاتلين الأجانب
دمشق- (د ب أ): نفى قائد إحدى الكتائب السورية المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد أن يكون لدى تنظيمهم أي مقاتلين أجانب، مشيرا إلى أن نظام الأسد يصنع بعض الإسلاميين و يطرحهم بين صفوف المقاتلين كنوع من الاختراق.
وقال أبو عمار قائد لواء سيف الشام بدمشق في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: “لا يوجد لدينا (في لوائه) مقاتلين أجانب.. مع العلم أننا نتشرف باستقبال واحتضان أي مقاتل من أي دولة كانت ومن أي مذهب أو دين طالما أنه على يقين أنه يقاتل في جهة الخير وفي معركة أقل ما يقال عنها إنها معركة لنصرة الإنسانية”.
وعما إذا كانت اختراقات أمنية من قبل النظام الأسد قد حدثت لصفوفهم، قال أبو عمار المقيم في دمشق والذي رفض الإفصاح عن هويته بالكامل: “نحن نعمل بما أمرنا به ديننا الحنيف وأكده لنا نبينا الكريم .. فكما قال عليه الصلاة والسلام .. اعقل وتوكل.. وقد أسسنا فرع معلومات أمني إحدى أهم مهماته الأساسية التصدي وكشف أي محاولة اختراق لصفوف اللواء، وبفضل من الله لم تتم أي حالة لاختراق أمني في صفوفنا”.
وحول ما إذا كان يعتقد أن لدى تنظيمهم العسكري تخطيط وتنظيم عسكري متماسك، قال: “التخطيط العسكري والتحرك الميداني والفكر التكتيكي علم مكتسب يمكن اكتسابه من خلال الخبرة، ولا أعتقد أنه تنقصنا الخبرة الكبيرة بعد عام وعشرة أشهر بذلنا فيها الغالي والثمين ونحن نقاتل دولا تعتبر من أكبر وأعظم قوى العالم عسكريا قبل أن نقاتل النظام الأسدي”.
وأضاف: “يتفوق نظام الأسد وعصابته علينا في الكذب والخداع والسلاح النوعي والدعم الدولي، أما نحن نتفوق عليه بالإيمان وإرادة شعبنا وقوانا الكامنة وعدالة قضيتنا ومطالبنا بالتغيير والحرية والكرامة وتداول السلطة والتعددية”.
لافروف: لا يمكن تحسّن الوضع في سوريا مع تمسّك المعارضة بفكرة إسقاط الأسد
موسكو- (يو بي اي): اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أنه لا يمكن تحسّن الوضع في سوريا مع تواصل تمسّك المعارضة بفكرة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد أن وجود الأسطول الروسي في البحر الأبيض المتوسّط عامل استقرار في المنطقة.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي استعرض خلاله حصاد عمل الدبلوماسية الروسية خلال العام الماضي، إن “الكثير يتوقف على تمسك المعارضة بضرورة إسقاط نظام الأسد.. لكن الوضع لن يتغير إذا استمر ذلك”، مضيفاً “أولويتنا تتمثل في تحقيق استقرار الوضع ووقف العنف في سوريا”.
وأشار إلى أن أعضاء آخرين في مجموعة العمل حول سوريا يرسلون “إشارات غير صحيحة” باتصالاتهم مع المعارضة في سوريا، مؤكداً على ضرورة عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في دول أخرى، في سوريا أيضاً.
وقال لافروف “للأسف ليست هناك محاولات حقيقية لجعل أطراف النزاع في سوريا تجلس وراء طاولة المفاوضات”، مؤكداً على أن موسكو ستواصل جهودها الرامية إلى وقف العنف في سوريا على أساس بيان جنيف.
وأضاف “إن وجود أسطولنا في البحر المتوسط هو عامل استقرار في المنطقة” نافياً “أية صلة لذلك بتدريبات القوات الروسية هناك بالأزمة السورية”.
وعن إجلاء المواطنين الروس من سوريا، قال لافروف، “لم نبدأ عملية إجلاء مواطنينا من سوريا، لكن هناك عائلات قررت السفر إلى روسيا على متن الطائرات التي نقلت المساعدات الإنسانية إلى سوريا”، لافتاً إلى أن الوضع هناك لا يتطلّب استخدام خطة الطوارئ في هذا الشأن.
وأشار إلى أن الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز اهتمام المجتمع الدولي.
وأضاف أن “السياسة الخارجية الروسية ستسعى إلى تعزيز مواقف بلادنا كأحد مراكز القوى في العالم في النظام الدولي المتعدد الأقطاب”.
وبالنسبة لإيران، شدّد الوزير الروسي على عدم إمكانية حل الكثير من مشاكل المنطقة من دون مشاركة إيران التي تعتبر جزءً مهما في الشرق الأوسط.
ووجد أن من الخطأ عدم دعوة طهران إلى الاجتماعات الدولية حول سوريا وبينها مؤتمر جنيف.
واعتبر أن “خطط توجيه ضربات إلى ايران خطيرة جدا”، ووصفها بـ(السيناريو الأسود)، آملاً في أن لا تتحقق في الواقع، وقال إنه “يجب حل المشكلات مع إيران من دون الدعوات إلى عزلها لأن هذه الخطوة فاشلة”.
واقترح أن تشارك كل دول الخليج والإيرانيون والجامعة العربية والأعضاء في مجلس الأمن بإعداد اتفاقيات من أجل تعزيز الأمن في المنطقة.
مستشرق اسرائيلي: المتمردون بسورية يفتقرون للوحدة الداخلية ويواجهون صعوبة في طرح أنفسهم بديلاً للنظام
الناصرة ـ “القدس العربي” – من زهير أندراوس: قال البروفيسور إيال زيسر، المستشرق الإسرائيلي المتخصص في الشأن السوري إنه في الواقع ظل النظام السوري على قيد الحياة على الرغم من النعي المتكرر له منذ نشوب الثورة، لا بل أظهر قدرة مدهشة على الصمود، لافتًا إلى أن الثورة السورية في المرحلة الأخيرة من الصراع ستكون طويلة ومستمرة.
وفى الواقع، تتسم المعركة الدائرة في سورية بأنها ليست صراعا تتخلله تطورات دراماتيكية، بل هي أقرب إلى أن تكون معركة استنزاف طويلة ودموية، يتقدم خلالها الثوار إلى أهدافهم خطوة خطوة.
وتابع قائلاً إن نجاح الثورات في الدول العربية دفع بالكثيرين إلى توقع أن تنجح الثورة في نهاية الأمر في سورية أيضا، وألا يستطيع الأسد الصمود فئ وجه الانتفاضة ضد نظامه، لكن هذا النظام أظهر وحدة وقوة، ونتيجة لذلك تحول الصراع إلى حرب بقاء المنتصر فيها هو الطرف الذي يتمتع بنفس طويل وقدرة كبيرة على الصمود، وهكذا غرقت سورية في مستنقع، وخلال المعارك تحولت سورية إلى ساحة جهاد تدفق إليها المتطوعون الشباب من كل أرجاء العالمين العربي والإسلامي بهدف محاربة النظام.
وخلال عامين، قام النظام والثوار على حد سواء بتقويض معظم ما يمكن اعتباره إنجازات حققتها العائلة الأسدية، وحولا سورية إلى دولة فاشلة تقف على حافة الانهيار، حيث توقفت فيها معظم المؤسسات الرسمية عن العمل، وتمزق بسرعة نسيج الحياة المشتركة بين طوائف الدولة وعشائرها وأبناء المناطق المختلفة، والذي كان ثمرة تراكم عمل طويل، وتحولت سورية إلى دولة تتلقى اللكمات وإلى مركز للتدخل الإقليمي والدولي.
وتابع قائلاً: شهدت المعركة الدائرة في سورية سلسلة من الحوادث ومن المعارك التي جرت في أماكن محلية مما جعل من الصعب رسم صورة واضحة لسير هذه المعركة. ومن حين إلى آخر برزت تقديرات بأن نظام بشار الأسد يقترب من نهايته، وذلك في ظل ما اعتبر نجاحات معينة حققها الثوار، وقد تكون هذه التقديرات اعتمدت بصورة خاصة على واقع استناد الثوار إلى التأييد العميق للمجتمعات في مناطق الريف وفى مدن الأطراف التي شكلت خزانا لا ينضب لمد الثوار بالمقاتلين والنشطاء المتعطشين لتحقق النصر، لكن هؤلاء كانوا يفتقرون إلى الوحدة الداخلية، وإلى تنظيم أعلى يوحدهم ويشكل زعامة وقيادة فاعلة.
وقد برزت بين هؤلاء الثوار مجموعات مسلحة وميليشيات تركزت عملياتها في الأماكن التي يسكتونها وكانت ذات نتائج محلية فقط ولم تكن لها أهمية إستراتيجية. إنما تبين فيما بعد أن عمليات هذه المجموعات من الثوار لها أثر تراكمى وبطيء وتدريجي بدأ يقضم قواعد النظام في كل أنحاء الدولة. إن التمعن في الخريطة السورية بعد عامين من الصراع يظهر الصورة التالية:
أولا: فقد النظام السيطرة على المناطق الحدودية مع تركيا والعراق، وبصورة جزئية على الحدود مع لبنان والأردن، وباتت جميعها اليوم في قبضة الثوار.
في المقابل، فإن المناطق الواقعة شمال الدولة باتت في قبضة الأكراد الذين يعملون من أجل إقامة حكم ذاتي كردى.
ثانيا: إن منطقة الجزيرة الواقعة شرق سورية، والمعروفة بوجود حقول النفط والغاز وخزانات المياه فيها وبوفرة المحاصيل الزراعية، لم تعد واقعة تحت سيطرة النظام.
ثالثا: إن مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في الدولة، باتت أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة الثوار، بينما تتلاشى سيطرة النظام عليها، كما يفقد النظام السيطرة على الطريق التي تربط شمال سورية بجنوبها والتي باتت اليوم جزئيا في قبضة الثوار. ويمكن القول إن استمرار الهدوء في جبل الدروز فى الجنوب، وفى منطقة العلويين في الشمال، وفى منطقة الساحل وفى قلب العاصمة دمشق، يعكس رغبة البرجوازية السورية بالاستقرار، لكنه لا يضمن بقاء النظام الحالي. ويمكننا الافتراض بأن النظام قرر التخلي عن السيطرة على المناطق الحدودية البعيدة، وكذلك عن منطقة الجزيرة كي يركز جهده للدفاع عن محور دمشق ــ حلب، العمود الفقري للدولة السورية.
لكن على الرغم من ذلك فإن خسارته لحلب والصعوبات التي يواجهها في المحافظة على سيطرته على دمشق، سوف تؤدي مستقبلا إلى جعل النظام السوري محشورا في منطقة الساحل.
في ظل مثل هذا الواقع، قال زيسر، الذي نشر دراسته في (تسومت مزراح هيتخون) وقامت بتعريبها نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية، فإن الخيار الوحيد الذي يبقى لديه هو إقامة حكم علوي. في المقابل فإن معسكر الثوار يلاقى صعوبة في تنظيم وتوحيد صفوفه وفى طرح نفسه بديلا من النظام الحالي، وذلك على الرغم من كونه لا يفتقر إلى التمويل ولا إلى السلاح الذي يتدفق عليه من دول الخليج عبر تركيا، بالإضافة إلى المتطوعين الذين يأتي أغلبيتهم من الأرياف ومن الضواحي.
ويبدو أن ضعف هؤلاء الثوار الناتج عن سوء تنظيمهم، تحول إلى نقطة قوة نظرا للصعوبة التي يلاقيها النظام في إيجاد الرد الملائم على حرب العصابات التي يشنها هؤلاء ضده.
وفي هذه الظروف فإن محاولات النظام استخدام صواريخ سكود ضد مجموعات الثوار محكوم عليها بالفشل المسبق. وفي الواقع، فإن النظام السوري يجد صعوبة في الدفاع عن رصيده، وفى ترجمة الدعم الشعبي الذي ما زال يحظى به إلى قوة عسكرية يستطيع استخدامها ضد الثوار.
كما أن هذا النظام مضطر إلى مواجهة مشكلة الفرار الدائم من صفوفه، وخسارة سيطرته على المناطق التي تنتقل إلى قبضة الثوار، والتراجع المستمر في موارده الاقتصادية. في الفترة الأخيرة أعطى نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، مقابلة لصحيفة (الأخبار) اللبنانية، قال فيها إن النظام غير قادر على إخضاع خصومه وأنه لا يؤمن بالحل العسكري. ويشير هذا الاعتراف إلى الأزمة التي يعانيها النظام في دمشق. وما يمكن قوله هو أن الصراع في سورية سيستمر لفترة من الوقت لأن النظام يقاتل دفاعا عن حياته، وهو ما زال يملك مصادر قوة لا يمكن الاستهانة بها.
كما أن الجيش النظامي لم يتفكك وما زال النظام يحظى بتأييد الأقليات ومعهم جزء من أبناء الطائفة السنية، بصورة خاصة سكان المدن الكبرى. لكن، في حال استمرت وجهة التطورات على النحو الذي شهدناه في العامين الأخيرين وتصاعدت كما حدث في الأسابيع الأخيرة، من الصعب أن يبقى الأسد في منصبه فترة طويلة من الزمن، على حد تعبيره.
التصعيد مستمر في سورية و’لا بارقة امل’ لحل سياسي والنظام يجدد انفتاحه للمعارضة من الداخل والخارج لحل الأزمة
دمشق ـ بيروت ـ القاهرة ـ الامم المتحدة ـ وكالات: تتواصل العمليات العسكرية في سورية على وتيرتها التصعيدية، فيما جددت الحكومة الثلاثاء تأكيد انفتاحها على جميع القوى السياسية المعارضة في الداخل والخارج بما فيها المسلحون عند القائهم السلاح، في اطار تطبيق البرنامج السياسي لحل الأزمة الذي طرحه اخيرا الرئيس بشار الاسد.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية ‘سانا’ عن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قوله ‘نحن منفتحون على كل القوى السياسية بما فيها المعارضة الوطنية الداخلية والخارجية وحتى بالتواصل مع المسلحين الذين غرر بهم عندما يلقون السلاح ويعودون الى أحضان الوطن لنتحاور ولنساهم معا في بناء سورية الجديدة وسورية الديمقراطية وسورية التعددية’.
وجدد الحلقي في تصريح صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء التأكيد ان الحكومة السورية ‘جادة في انجاز البرنامج السياسي لحل الازمة وان الاجتماعات متتالية ومستمرة من أجل وضع الالية التنفيذية المرتبطة بالزمن لهذا البرنامج’.
جاء ذلك غداة اعلان الامين العام لجامعة الدول العربية ان ‘لا بارقة امل’ حتى الآن في نجاح مهمة الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي الهادفة الى ايجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ 22 شهرا.
في الوقت نفسه، انتقد الامين العام للامم المتحدة والابراهيمي ‘القوى الخارجية’ التي تسلح الحكومة السورية والمعارضة، في حين قررت المعارضة السورية بدء تحرك دبلوماسي للضغط على الامم المتحدة لوقف تعاملها في الشأن الانساني مع الحكومة السورية.
على الارض، ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع في ريف حماة في وسط سورية امس الاثنين الى 42 قتيلا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
ونقل المرصد في بيان صدر الثلاثاء عن مصادر طبية واهلية في مدينة سلمية في محافظة حماة حيث وقع الانفجار ان ‘عدد الذين لقوا مصرعهم اثر تفجير سيارة مفخخة’ في مبنى ‘يستخدم كمقر للجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام ارتفع الى اكثر من 42’، وهم عناصر من اللجان الشعبية ومدنيون بينهم نساء واطفال.
كما افاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 56 مقاتلا من الاكراد ومن المقاتلين المعارضين للنظام في ستة ايام من المعارك في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة الحسكة (شمال شرق).
ويسعى الاكراد اجمالا موالين ومعارضين للنظام الى تحييد مناطقهم عن المعارك والى الاحتفاظ بالسيطرة عليها لانفسهم، ويتهمون مجموعات مقاتلة قريبة من تركيا بدخول رأس العين عبر الاراضي التركية واعاثة الفوضى فيها.
وناقش الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية الذي اجتمع خلال اليومين الماضيين في اسطنبول احداث رأس العين وشكل لجنة ‘لحل ازمة المواجهات المؤسفة بين ابناء الشعب السوري في المدينة’.
وقتل الاثنين حوالى مئتي شخص في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سورية.
وتتواصل الثلاثاء المعارك العنيفة في مناطق عدة من ريف دمشق متزامنة مع عمليات قصف جوي ومدفعي.
في نيويورك، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وموفد المنظمة الدولية والجامعة العربية الابراهيمي عن ‘خيبتهما الكبرى وقلقهما امام اتساع عمليات الرعب والمجازر والتدمير التي تقوم بها الحكومة والمعارضة وتغذيها القوى الخارجية التي تقدم اسلحة الى الطرفين’، حسب ما اعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي.
ولم يذكر نيسيركي اسماء هذه الدول.
كما اعرب بان والابراهيمي عن ‘خيبة املهما من غياب اي موقف دولي موحد من شأنه ان يؤدي الى مرحلة انتقالية’ سياسية.
وسوف يقدم الابراهيمي تقريرا عن مهمة الوساطة التي يقوم بها في سورية والتي انتقدتها دمشق بقوة خلال الاسبوعين الماضيين، الى مجلس الامن الدولي في 29 كانون الثاني (يناير).
وبدا واضحا من خلال تصريحات عدد من المسؤولين السوريين اخيرا ان طرح الابراهيمي خلال زيارته الاخيرة الى سورية اسئلة حول احتمال تنحي الرئيس بشار الاسد اثار غضب النظام الذي اعتبر ان الابراهيمي لم يعد وسيطا حياديا.
وكان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال الاثنين امام قمة عربية اقتصادية انعقدت في الرياض انه لا توجد حتى الان ‘اي بارقة امل’ بنجاح مهمة الابراهيمي.
واوضح ‘اجد نفسي مضطرا لان اقر بأن جميع الاتصالات التي اجراها الابراهيمي لم تسفر حتى الآن عن اي بارقة امل لوضع هذه الازمة على طريق الانفراج وبدء المرحلة الانتقالية التي تقررت منذ اكثر من ستة شهور’.
ودعا القمة الى ان توجه دعوة الى ‘مجلس الامن لان يجتمع فورا ويصدر قرارا ملزما بوقف اطلاق النار حتى يتوقف شلال الدم في سورية’.
وفي اسطنبول، قرر الائتلاف السوري المعارض بدء تحرك دبلوماسي للضغط على الامم المتحدة لوقف تسليم مساعدات الى الحكومة السورية، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه وزع ليل الاثنين على وسائل الاعلام.
وجاء ذلك في وقت انهت بعثة من مكتب تنسيق المساعدات الانسانية التابع للامم المتحدة زيارة الى سورية الثلاثاء استغرقت اياما، وقد التقت مسؤولين سوريين وزارت مناطق في درعا (جنوب) وحمص (وسط)، واعلنت انها ستبدأ عملية انسانية واسعة في سورية.
كما ناقش الائتلاف، بحسب البيان الصادر عنه، مسألة تشكيل ‘حكومة موقتة’، مشددا على اهمية حصول ذلك ‘في اسرع وقت’.
وتوافق المجتمعون على ان ‘الاوضاع الداخلية والدولية تفرض تشكيل الحكومة المؤقتة بأسرع وقت، مع الحرص على ان تكون قادرة على أداء المهمة الجسيمة المتوقعة منها’.
الشباب السوري المتعلم يشعر بخيبة امل من الثورة ويخشى استبدال نظام قمعي بآخر.. ولا يؤيد لا المعارضة ولا الاسد
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: عندما تبدأ الدول باجلاء رعاياها عن مناطق الصراع فهذا يعني ان الوضع يسير نحو الاسوأ، لكن ما اعلنته وزارة الخارجية الروسية عن بدء اجلاء مئة من الرعايا الروس من مطار بيروت، والخطط لاجلاء الالاف اخرين لم تقرن بتغير في الموقف الروسي من نظام بشار الاسد، حيث لا تزال موسكو تعرقل اية مشروع قرار ضد النظام السوري في مجلس الامن.
والحديث عن اجلاء الرعايا الروس بدأ منذ الصيف الماضي، لكن التقارير تقول ان الحكومة الروسية بدأت بالاعداد للخطط الشهر الماضي حيث ارسلت خمس سفن منها سفينتان حربيتان من بحر البلطيق الى البحر الابيض المتوسط.
وتترافق خطط الاجلاء مع اكبر مناورة عسكرية تجريها القوات الروسية في البحر المتوسط منذ سقوط الاتحاد السوفييتي السابق. وينظر الى اختيار روسيا مطار بيروت لاجلاء الرعايا على ان الوضع على طريق مطار دمشق الدولي اصبح خطيرا بعد المعارك الشديدة التي شهدها محيط المطار في الصيف الماضي، حيث اعتبرت المعارضة المسلحة المطار هدفا ‘ثمينا’، وسواء تجنبت روسيا المطار ام ان رعاياها وصلوا بيروت برا الا ان التطورات على الارض تشير الى تدهور في الوضع حيث تحاول الحكومة السورية تحصين العاصمة دمشق، التي تأثرت ضواحيها من آثار القصف في محاولة من القوات الحكومية اجبار المقاتلين على الانسحاب.
ولاول مرة ينقطع فيها التيار الكهربائي عن مدينة دمشق، كما ان الظروف المعيشية في العاصمة اصبحت لا تطاق، فالاسعار عالية ونقص الوقود يجعل من الصعوبة بمكان على سكان العاصمة التحرك في ظل تواجد امني مكثف وتأتي التطورات الاخيرة في ظل مصاعب اخرى. ومن المتوقع ان تشمل عمليات الاجلاء حسب بعض التقارير موظفين في السفارة الروسية في دمشق، وتقول وزارة الخارجية ان عدد الروس المسجلين في سفارتها للاجلاء هم 5300 شخصا لكن هذا العدد يمثل جزءا صغيرا من الالاف الروسيين والروسيات الذين يعيشون في سورية والبالغ عددهم حوالي 30 الفا تقريبا، والكم الاكبر منهم روسيات متزوجات لسوريين وابنائهن، خاصة ان العلاقة الاستراتيجية بين البلدين تعود الى ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي. ووجود جالية روسية كبيرة في سورية هو نتاج علاقات ثقافية وتبادل تعليمي ومنح للطلاب السوريين للدراسة في الجامعات الروسية. وكانت الخارجية الروسية قد اوقفت اعمالها في قنصليتها الواقعة في قلب المركز التجاري في حلب بعد الانفجارات التي تعرضت لها جامعة حلب.
عمليات انتقامية
وتخشى روسيا من تعرض رعاياها لعمليات انتقامية من المقاتلين الذين قالوا ان الروسيين والروسيات يعتبرون اهدافا شرعية نظرا لموقف بلادهم من الحرب التي تدور في سورية منذ 22 شهرا. ففي الشهر الماضي تعرض عاملان روسيان في مصنع للحديد والصلب الى الاختطاف، كما تم اختطاف الصحافية الاوكرانية انهار كوتشيفينا في شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي حيث تطالب الجماعة بخمسين مليون دولار مقابل الافراج عنهما. وعلى الرغم من ذلك فالصحافيون الروس في دمشق قالوا ان الرعايا الروس ليسوا في وضع حرج يدفعهم للخروج من سورية، ولا احد منهم يعتقد ان المعارضة ستكون قادرة على السيطرة على دمشق لكن ما يخشونه هو العمليات الارهابية العشوائية، حسب صحافي نقلت عنه ‘واشنطن بوست’. وظلت روسيا وايران ومنذ بداية الازمة السورية الداعمتين الرئيسيتين للنظام حيث لم تتوقفا عن ارسال الاسلحة له. ولكن الاشهر الاخيرة شهدت تحولات في الموقف السوري واعترافا بان النظام لن يكون قادرا على الانتصار في معركته ضد المعارضة.
ضربة للمعارضة
ولكن الاخيرة غير القادرة على تشكيل حكومة انتقالية او الاتفاق على اجندة هي الاخرى قدمت سببا اخر لاستمرار الاسد التمسك في السلطة ففي اجتماعها الذين انعقد في اسطنبول يوم الاحد فشل الائتلاف الوطني بالاتفاق على حكومة انتقالية بعد خروج معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني من قاعة المؤتمر، ووصف احد قادة المعارضة الفشل بانه ضربة كبيرة للمعارضة ضد الاسد. وعلى الرغم من حصول الائتلاف الذي ولد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي على اعتراف عدد من الدول بما فيها الولايات المتحدة كممثل شرعي للسوريين الا انه لم يستطع بعد تعزيز وجوده وتأثيره على الجماعات المقاتلة. وعلى الرغم من الالحاح المستمر على المعارضة من الدول الصديقة لها على انتخاب رئيس وزراء انتقالي الا ان احدا من الاسماء المعارضة لم يحصل على الاجماع. ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن احد قادة المعارضة قوله ان السبب في فشل المعارضة الاتفاق على حكومة نابع من خوفها من عدم حصولها على اعتراف دولي، مشيرا ان خروج حكومة انتقالية عاجزة سيكون مخيبا للمعارضة وللسوريين معها. واضاف قائلا ان الائتلاف وعد عند تشكيله بالحصول على كل انواع الدعم المادي لكنه لم يتلق اي شيء. وجاء تأجيل الاعلان عن الحكومة بسبب خلافات المعارضة حول فكرة عدم السماح لاي عضو في الحكومة الانتقالية بالترشح في مناصب الدولة بعد الثورة، وذلك حتى لا ينظر الى المعارضة انها تسعى للسلطة وليس للتخلص من النظام القمعي، وهو ما ادى الى احتجاجات من المجتمعين.
خيبة امل
وقد ادت حالة الانقسام داخل المعارضة السياسية وتسيد الجماعات الجهادية الميدان لخيبة امل لدى السوريين خاصة المتعلمين منهم الذين يشعرون بان الطرفين قد همشاهم. وتشير صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ الى حالة احمد، طالب صحافة في جامعة دمشق الذي يقول ان رحلة بالحافلة افقدته الثقة بالثورة السورية حيث اوقف المقاتلون الحافلة عند نقطة التفتيش ودخلوها باسلحتهم وطلبوا من النساء غير المحجبات تغطية رؤوسهن ومن الرجال ان يخرجوا هوياتهم ويضعوا ايديهم على رؤوسهم. وكان المقاتلون بالزي الاسود يقولون للنساء ‘لا نمزح’، ‘هذه المرة نفوتها ولكن في المرة الثانية فعلى النساء تغطية رؤوسهن’. في تلك الرحلة يقول احمد انه فقد الامل بالثورة السورية. وتضيف الصحيفة ان الكثير من الشباب السوريين وفي الاونة الاخيرة يعبرون عن نفس الموقف، حيث حل الخوف والشك محل النشوة التي تبعت بداية الانتفاضة في عام 2011 خاصة ان العنف والعسكرة اصبحا معلم الثورة فيما ظهرت جماعات مسلحة تجد الدعم من جماعات في الخارج. وعلى الرغم من قمع النظام ووحشيته الا ان الشباب يشعرون بالرعب عندما يشاهدون الجماعات المقاتلة تتحالف مع جبهة النصرة التي يقال انها مرتبطة مع تنظيم القاعدة.
مختطفون من متطرفين
وتقول الصحيفة ان الجيل الشاب والاكبر منهم من المتعلمين ابناء الطبقة المتوسطة وسكان المدن يشعرون انهم وسط تيارين متطرفين غير مقبولين، المعارضة والمقاتلين. ويشعر الشباب بحس من الخيانة من المعارضة التي منحتهم املا في مستقبل ديمقراطي ويخشون انهم يستبدلون نظاما قمعيا باخر. ويقول احمد انه ليس مع النظام ولكنه ليس مع المعارضة، مشيرا الى ان احدا لا يستمع الى مواقفهم، حيث لا يعلو صوت فوق صوت البندقية. وعلى الرغم من هذه الاراء الشبابية الا ان مقاتلين في الجيش الحر يقولون ان الكثير من السوريين يدعمون المقاتلين خاصة ان الجيش السوري يطلق النار ويقتل يوميا المزيد من المدنيين. ولكن ازمة احمد وزملائه هي تعبير عن حالة التشوش التي تمر بها الثورة السورية فبحسب بيتر هارلينغ من مجموعة الازمات الدولية في بروكسل، ان الكثيرين لا يعرفون من يكرهون، النظام ام المعارضة. ويشير التقرير الى حالة شاريهان التي هربت مع عائلتها من اللاذقية الى دمشق، ولم تلتزم وشقيقها بالخط المحافظ للعائلة، وتشير الى النشوة التي اعترتهما وهما يشاركان في الانتفاضة. لكن اعتقال شقيقها وتعذيبه من قبل الامن السوري، غير شخصيته وتحول من شخص معتدل الى راديكالي، حيث انضم للمقاتلين وقتل. وقد صدمها الوضع وتقول الان انها ‘تكره المعارضة ولا تدعم احدا’. وسواء كانت هي والاخرون مع المعارضة فلا احد من المتعلمين راضيا عن الوقع القائم، فيما يتمسك الكثيرون منهم بالامل وهي انتصار روح المجتمع المدني والعودة الى التظاهرات السلمية التي قمعت بعسكرة الانتفاضة. لكن السوريين الحالمين هم رهائن للمتطرفين من الطرفين.
وتظهر شهادات الكثير من الشباب الذين تحدثت اليهم الصحيفة الى الطريقة التي تحولت فيها الانتفاضة للعنف فمع ان رولا، تعترف ان التظاهرات التي بدأت سلمية، اخذت لهجتها تتغير في منتصف العام الاول، وقد جاء هذا التغير بسبب قمع النظام، فالتطرف كما تقول يقابله تطرف. وهي الآن مثل غيرها ليست مع النظام ولا المعارضة. ولعل ما يحبط الشباب هو شعورهم بالحصار والتوزع بين انتصار المعارضة وقدرة النظام على الخروج من الازمة، لكنهم مثل وليد يستفيقون على واقع العنف الذي يعيدهم الى الحقيقة. فوليد عازف البيانو يشعر بالملل ويراقب الوضع ويرى كيف دمرت الحرب حياته وشردته من بيته في ضواحي دمشق الى داخل العاصمة ودمرت صداقاته وحولته الى غريب.
روسيا تتوقع ان ‘يطول’ النزاع في سورية وستجري اتصالات مع أطراف سورية معارضة لم يسبق أن اتصلت بهم
موسكو ـ ا ف ب: اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في تصريح نقلته وكالات الانباء الثلاثاء ان النزاع في سورية قد ‘يطول’ بدون نتيجة واضحة.
وردا على سؤال عن احتمال انتصار المعارضين للرئيس بشار الاسد قال بوغدانوف ‘في البداية اشارت بعض التوقعات الى شهرين او ثلاثة او اربعة اشهر، اما الان (فالنزاع مستمر منذ نحو) سنتين. ان الوضع يمكن ان يتطور بطرق مختلفة. اعتقد ان النزاع قد يطول’.
واضاف ‘تحدثت للتو الى سفيرنا في دمشق وقال ان الوضع اصبح اكثر هدوءا في الايام الاخيرة’، مشيرا الى ان السلطة لم تفقد السيطرة على الوضع.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح في 13 كانون الثاني (يناير) بان ازاحة الرئيس السوري من الحكم ‘يستحيل تحقيقها’. وقال بوغدانوف إن روسيا لا تستبعد إجراء اتصالات جديدة مع المعارضة السورية في القريب العاجل بما في ذلك أطراف لم تتصل بهم سابقاً.
وقال بوغدانوف للصحافيين إنه ‘من غير المستبعد أن نجري لقاءات قريباً حتى مع مجموعات من المعارضة السورية لم يسبق أن اتصلنا بها أبداً’.
وأشار إلى أن قادة المعارضة السورية موجودون في باريس واسطنبول ومدن أخرى خصوصاً جنيف، مضيفاً أن السوريين الموجودين في أوروبا ‘لم يسبق أن اتصلنا بهم ولكن نأمل أن نلتقي بهم’.
وقال ‘إننا مستعدون لاستقبال ممثلين عن مختلف المجموعات في موسكو، وكلهم مرحّب بهم’.
وأشار إلى أنه يوجد العديد من المجموعات المعارضة السورية ولكن تنقصها الوحدة، كما أن العديد من المجموعات المؤثرة لا تعتبر أن الائتلاف السوري المعارض الذي اعترفت به العواصم الغربية يمثل مصالحها.
وفي سياق متصل، قال بوغدانوف إن موسكو لا تستبعد تقليص طاقمها الدبلوماسي في سورية.
وأوضح أن ‘الوضع تغيّر وأوقفنا عمل قنصليتنا العامة في حلب لأسباب أمنية كما هو واضح، وبذلك فإن كل شيء ممكن’.
وأضاف أن الجانب الروسي سيتصرّف حسب الأوضاع، مشيراً إلى وجود ‘خطط تحرّك لجميع السيناريوهات’.
وقال إنه تحدث مع السفير الروسي في دمشق، وإن الأخير ‘لاحظ هدوءاً لافتاً في الأيام الأخيرة’.
إلاّ أنه أضاف رداً على سؤال عما إذا كان لدى النظام السوري حظوظ للانتصار على قوات المعارضة، ‘أنتم تعرفون أنه منذ البداية تحدثنا عن شهرين إلى ثلاثة، ولكن ها هي الأزمة تتواصل منذ عامين. وبرأيي فإن المواجهة قد تطول’.
وكان النائب الأول لوزير الخارجية الروسي أندريه دينيسوف قال في وقت سابق الثلاثاء، إن روسيا لا تخطط لعملية إجلاء واسعة النطاق للمواطنين الروس من سورية، في إشارة إلى تقارير تلت خبر إرسال روسيا طائرتين إلى بيروت لإجلاء حوالي 100 مواطن روسي من سورية.
وأوضح دينيسوف أن هؤلاء هم مواطنون روس راغبون في مغادرة سورية مع أطفالهم، مشدداً على أن ‘الحديث لا يدور حول إجلاء شامل، إذ من غير المخطط له نقل الجميع’. ولكنه نوّه بأن لدى السفارة الروسية خطة إجلاء جاهزة لحالة الطوارئ.
أكراد سوريون يخالفون الرؤى التقليدية ويتحدون نظام الأسد
أشرف أبو جلالة
رغم كونهم من الداعمين لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الأكراد بدأول يميلون إلى القتال ضد نظامه، خاصة بعد أن بدأت الحكومة تنفذ الهجمات المسلحة بشراسة تجاه المدنيين.
القاهرة : لم يكن تحول المزارع السوري عمر عبد القادر إلى مقاتل حالة استثنائية، بل كان نموذجاً لعشرات الآلاف من الرجال الآخرين الذين سلكوا نفس النهج في سوريا، بعد أن اشتعلت الحرب الأهلية في بلادهم منذ مطلع عام 2011 ولا تزال مستمرة حتى الآن بدون توقف وبدون أي بوادر تدل على أن هناك ثمة انفراجة تلوح بالأفق.
وقد تحدث عبد القادر عن أنه وجد نفسه محاصراً في ظل ما يبذله من مساعي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، منوهاً إلى أن اعتراضه بدأ من خلال التظاهرات السلمية.
غير أنه بدأ يغير من أساليبه بمجرد أن بدأت تلجأ الحكومة إلى القوة، حيث أضاف “لم نبدأ بتسليح أنفسنا إلا بعد أن بدأت تُظهر الحكومة أنها ستقوم بقتلنا”. لكن اللافت الذي أشارت إليه صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في تلك القصة هو أن عبد القادر مواطن كردي، وليس عربي، وهو ما يعني أن تجاربه وقراراته تقلب حكمته التقليدية التي تقول إن الأكراد لا ينظرون إلى ما يحدث الآن باعتباره معركتهم.
وبالنظر لما تقوله سوريا وتركيا، فإن أكراد سوريا غالباً ما يميلون أو يظلون محايدين تجاه الأسد، الذي تدعم حكومته حزب العمال الكردستاني في حركة تمرده الدموية التي قام بها ضد تركيا حتى عام 1998، حين قامت سوريا على مضض بتسليم زعيم الجماعة الكردية وقت أن كانت الحرب على وشك أن تندلع مع الجانب التركي.
لكن المشاهد في قرية الغوز وسلسلة من القرى الكردية الأخرى الواقعة شمال حلب تشكل صورة أكثر تعقيداً لأكراد سوريا وطموحاتهم وكذلك العلاقات التي تربطهم بالحكومة.
فالأكراد هناك يرون أنهم تعرضوا للمعاناة تحت مظلة حكم الأسد، كذلك، وأنهم قد بدأوا يحملون السلاح ضده. وبدأوا يناقضون بشدة فكرة أنهم يعتمدون على حكومة الأسد من أجل توفير الحماية لهم ومن أجل مساندتهم في القضية الخاصة بهم.
وبينما توجد إشارات دالة على أن كثير من الأكراد مازالوا مواليين للحكومة، في وقت يشتبك فيه بعض المقاتلين المواليين لحزب العمال الكردستاني مع الثوار، فإن آخرين تقدر أعدادهم بالمئات، قد انضموا للجيش السوري الحر، وفق ما أكده قادة أكراد وثوار.
وبينما توجد مدن بالسهول الموجودة بشمال حلب، فقد أوضح سكان محليون أن ما يقرب من 40 ألف كردي يعيشون هناك، وأن عائلاتهم قدموا أكثر من 600 مقاتل ضد الأسد. هذا وينظم المقاتلون صفوفه بتقسيم أنفسهم لثمانية جماعات منفصلة على الأقل، منها ما يطلق عليها الجبهة الكردية الإسلامية وصقور البشمركة وشهداء مكة.
ولتفنيد ما يتردد عن ولاء الأكراد لنظام الأسد، بدأ يحارب هؤلاء المقاتلين تلك القوات النظامية التي تدافع عن وجود نظام الرئيس السوري بشار الأسد. كما أعلنوا بوضوح عن تنديدهم بحزب العمال الكردستاني، وانتقدوا كذلك كثير من القوميين الأكراد، منوهين إلى أن النداءات المطالبة بكردستان مستقلة ليست رؤية يؤيدونها.
وقال يوسف حيدر، 72 عاماً، وهو أكبر رجال قرية الغوز:”نحن لا نريد وطنا منفصلا. وكل ما نريده أن نكون جزءا من سوريا. فنحن نعيش مع العرب منذ مئات السنين، وإذ نريد أن نبقى على هذا الحال وأن نعيش سوياً خلال الفترة المقبلة بعد الثورة”.
وأضاف حيدر ” أنا كردي، وكمواطن كردي، أقاتل جنباً إلى جنب مع الجيش السوري الحر، لأنك لن تجد أي شخص لم يدس عليه النظام أو لم يتعرض للظلم. وقد ظُلِمنا أيضاً”.
وقال كبار قرية الغوز الصغيرة، التي يقطنها أقل من 3000 شخص، إن 30 رجلاً من العائلات المحلية ربما انضموا لجبهة القتال، وأن هؤلاء الرجال اجتذبوا العرب والمسيحيين والتركمان، لكي ينضموا إليهم ويقاتلوا معهم تحت راية الثوار للإطاحة بالأسد.
وعاود حيدر ليقول إنه وبعد أن بدأت تلجأ حكومة الأسد إلى أساليب العنف، بدأت تحدد القرية مسارها، حيث ” قررنا في الأخير أن ننضم إلى الثورة. ورغم أننا كنا مستعمرين من قبل فرنسا، إلا أنها لم تفعل بنا ما يفعله بشار الآن. حيث تقوم الحكومة بقتل مواطنين أبرياء، ونحن لا نشعر بأن هناك أي خيار آخر سوى محاربة هذا المجرم”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/1/788283.html
تقرير أممي: تراجع الإنتاج الزراعي السوري إلى نصفه.. والوضع صعب
صبري عبد الحفيظ حسنين
أكد تقرير أممي أن أحوال الزراعة في سوريا يرثى لها، إذ تدهور الإنتاج الزراعي السوري إلى نصفه تقريبًا، بسبب أزمة دموية مستمرة منذ عام تقريبًا. وقد اتهمت المعارضة النظام بتعمّد إحراق المحاصيل وتخريب البنى التحتية انتقامًا من الشعب الثائر.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: كشفت بعثة خاصة من الأمم المتحدة أن الصراع في سوريا دمّر قطاعها الزراعي، وأنهك دورات إنتاج الحبوب والخضر والفاكهة، مشيرة إلى تراجع الإنتاج المحصولي النباتي إلى النصف تقريبًا، إلى جانب دمار هائل لحق بنظم الريّ وغيرها من البنى التحتيّة.
وقال تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حصلت “إيلاف” على نسخة منه عبر مكتب المنظمة في القاهرة، إن البعثة الدولية زارت العديد من المناطق المتضررة في دمشق وحمص ودرعا، بين 18 و22 كانون الثاني (يناير) الجاري، بتنسيق مع الحكومة والمعارضة. وقد تألف فريق البعثة من مدراء الطوارئ نيابة عن سبع وكالات إنمائية وإنسانية تابعة للأمم المتّحدة برئاسة جون جينج، مدير العمليات في مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
تراجع الحصاد
ووفقًا للتقرير، هبط إنتاج الشعير والقمح إلى أقل من مليوني طنّ في السنة الماضية، في حين كان يبلغ 4 إلى 4.5 مليون طنّ في السنوات الطبيعية. كما أشار إلى تراجع إنتاج الخضر والفاكهة بشدة في محافظتي حمص ودرعا، بما في ذلك انخفاض بنسبة 60 بالمئة في الإنتاج النباتي بحمص، و40 بالمئة في إنتاج زيت الزيتون في درعا.
ولم يتمكن سوى 45 بالمئة من المزارعين من حصاد محاصيل الحبوب بالكامل، بينما عجز 14 بالمئة عن الحصاد كليًّا، بسبب انعدام الأمن وشح الوقود، وندرة المدخلات الزراعية الضرورية، بما في ذلك البذور والأسمدة الممتازة.
ولفت التقرير إلى تضرر قنوات الريّ الرئيسة، خصوصًا في حمص وندرة الوقود لمضخات الريّ، وقلة الرعي للماشية وشح العلف الحيواني والعقاقير البيطرية، إلى جانب قيود الاستيراد بسبب العقوبات الدولية المفروضة. وأشار إلى تضرر إنتاج الدواجن، كمصدر تقليدي للبروتين الحيواني الرخيص، مع دمار المزارع الكبرى في حمص وحماه وإدلب.
أضاف التقرير: “من بين 10 ملايين سوري يقيمون في المناطق الريفية في سوريا – أي نحو 46 بالمئة من مجموع السكان – يعتمد 80 بالمئة في معيشتهم على الزراعة.
الحاجة ماسة
يتزامن هذا التقرير مع ترؤس الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون مؤتمرًا إنسانيًا دوليًا رفيع المستوى للتعهدات المالية لسوريا، في مدينة الكويت في 30 كانون الثاني (يناير) 2013.
وقالت دومينك بورجون، مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO، إن “البعثة هالها محنة الشعب السوري الذي تقوضت قدراته على التحمّل إلى أقصى الحدود تحت وطأة 22 شهرًا من الأزمة”.
أضافت: “تكشف المناقشات مع المنظمات غير الحكومية والمسؤولين التقنيين من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عن أن الظروف الأمنية لها دور حاسم في تمكين المزارعين من المكوث في أراضيهم، وتوليد الدخل لتلبية أكثر الاحتياجات الماسة، وهؤلاء في أمسّ الحاجة إلى الدعم الزراعي العاجل من البذور والأسمدة والعلف الحيواني والعقاقير البيطرية والدواجن وإعادة تأهيل بنى الريّ التحتيّة”.
تعمد نظامي
تتهم المعارضة السورية نظام بشار الأسد بتعمد حرق المحاصيل الزراعية وتدمير البنية التحتية، عقابًا للشعب السوري على ثورته ضده. وقال المعارض السوري مأمون الحمصي لـ”إيلاف” إن النظام يتعمّد إبادة كل عناصر الحياة في سوريا، من الأشجار والتربة، وإطلاق النار على الماشية والحمير.
وأشار الحمصي إلى أن ثبوت العديد من الوقائع، التي تم توثيقها في هذا الصدد، منها مقاطع فيديو تظهر جنود الجيش النظامي يعدمون قطيعًا من الحمير، أو يطلقون الرصاص على قطيع من الأغنام، قبيل الإحتفال بعيد الأضحى، أو يحرقون المحاصيل الزراعية.
وأضاف أن المجتمع الدولي خذل الشعب السوري، ولم يلتفت إلى ما وصفه بحرب الإبادة الشاملة، التي يمارسها نظام بشار الأسد وحليفه النظام الإيراني ضد الشعب السوري، بل ضد سوريا كلها أرضًا وشعبًا، محذرًا من أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية سوف يؤثر على البشر والأرض والشجر عشرات السنين، داعيًا المجتمع الدولي والعرب إلى الانتفاضة من أجل نصرة سوريا، وإنقاذها مما وصفه بالإبادة.
http://www.elaph.com/Web/Economics/2013/1/788286.html
جغرافيا السلاح السورية: تركيا صاحبة الحدود الأكبر.. والعراق ممر رئيسي
ضباط يتحدثون عن تضييق على التهريب للضغط على المعارضة للقبول بحلول سياسية
بيروت: كارولين عاكوم عمان: محمد الدعمه بغداد: حمزة مصطفى
تلقي المعارضة السورية اللوم في بعض التقدم الذي حققه جيش النظام في الآونة الأخيرة ميدانيا، إلى تناقص وارداتها من السلاح عبر الحدود، حيث تعتمد حاليا على السلاح من «المصادر الداخلية»، بعد فترة من ازدهار التهريب إلى الداخل السوري.
وفي حين تتحدث بعض المصادر عن فائض في الذخائر والأسلحة الفردية، تبقى الأسلحة النوعية هي الهم الأكبر للمعارضين، خصوصا تلك المضادة للطائرات والمضادة للدبابات الحديثة التي بدأ الجيش النظامي يشركها في المعارك. ويتهم المعارضون المجتمع الدولي بمنع السلاح عنهم لإجبارهم على القبول بتنازلات في مسألة الحوار مع النظام.
تحيط بسوريا 5 دول، منها إسرائيل التي «نأت بنفسها» عن الأزمة باعتبارها «عدوا للطرفين المتقاتلين»، فيما تتفاوت قدرة التهريب في الحدود الثلاثة الأخرى. فالأردن أقفل حدوده (نحو 375 كلم) «بشكل مثالي»، ولبنان (370 كلم) عاد ليصبح معبرا خطرا بعد أن كان موردا أساسيا. أما تركيا التي تمتلك الحدود الأكبر مع سوريا (نحو 900 كلم) فقد شكا المعارضون من أنها «تقنن» العملية منذ البداية، وزاد تقنينها إلى حد كبير مؤخرا. في المقابل يعتبر العراق (605 كلم) مصدر تموين للنظام، لكنه في الوقت نفسه يعتبر «مصدر السلاح الأول» للمعارضين.
ولا ينفي المعارضون السوريون وضباط في الجيش الحر أنّ لتهريب الأسلحة عبر المعابر الحدودية دورا مهما في الحصول على دعم عسكري، لكنهم في الوقت عينه يؤكّدون أن هذا المسار الذي كان فاعلا في أشهر الثورة الأولى عاد ليتراجع في الفترة الأخيرة عازين الأمر إلى سببين أساسيين، هما عدم حاجة الحر إلى كمية الأسلحة التي كان يحتاجها في البداية بعدما أصبح يعتمد على الغنائم التي يحصل عليها في معركته، وإلى التشدّد الأمني الذي أصبحت الدول المحيطة تلجأ إليه في محاولة للضغط على الجيش الحر وقوى المعارضة السياسية، لوضع حدّ للأزمة السورية والقبول بحلول وسط والتسويق للحلول السياسية، أو بسبب هواجس مما يقولون: إنهم إسلاميون متطرفون، بحسب تعبير ضابط في الجيش الحر، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لكن نطمئن الجميع أنّنا لن نخضع وثورتنا ستبقى مستمرة إلى تحقيق الهدف»، مضيفا في بداية الثورة كانت سوق تهريب الأسلحة ولا سيما من «القاذف» و«أر بي جي» و«كلاشنيكوف»، ناشطة بشكل ملحوظ، حتى أنّ الأسعار كانت منخفضة إلى حد ما، إذ لم يكن يتعدّى سعر الأخير 75 ألف ليرة سوريا، أي نحو 1200 دولار أميركي، فيما اليوم وصل سعره إلى 125 ألفا.
بدوره، لم ينف نائب رئيس الأركان في الجيش الحر، عارف الحمود أن تهريب الأسلحة، هو مصدر أساسي بالنسبة إلى المعارضة، وتأتي العراق في المرتبة الأولى ومن ثم لبنان فيما يبقى الحصول عليها من تركيا والأردن شبه معدوم بسبب التضييق الأمني، وقال لـ«الشرق الأوسط» «حتى صيف عام 2012. كان اعتمادنا بشكل رئيسي على تهريب الأسلحة التي تحوّلت إلى تجارة رائجة، ويبقى الحصول على الأسلحة من العراق الأسهل والأرخص بالنسبة إلينا، وأهم هذه الأسلحة هي، بنادق كلاشنيكوف والرشاشات المتوسطة والقناصات والذخائر، أما من لبنان فحيث بات الأمر أصعب في الفترة الأخيرة، لا نزال نستعين بداعمين لنا، متعاطفين مع الثورة الشعبية السورية يسهلون لنا المهمة قدر الإمكان». ويشير الحمود إلى أن السلطات التركية، التي نعتبرها الأقرب بالنسبة إلينا، ومنذ اللحظة الأولى للثورة تمنع التهريب ويتم إحالة كل من يضبط معه أسلحة إلى التحقيق، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأردن. وفي حين يؤكّد الحمود أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا فيما يتعلق بالتهريب، بسبب الغنائم التي يحصل عليها الجيش الحر من المراكز الأمنية إلا أن هذه العمليات عادت لتتحرك على اعتبار أنها الوسيلة الأسهل للحصول على العتاد، بسبب زيادة العناصر ونفاذ كميات كبيرة من الأسلحة الموجودة لدى الجيش الحر. ويعتبر الحمود أن التضييق في الفترة الأخيرة فيما يتعلّق بتهريب الأسلحة، سببه وضع المعارضة تحت الأمر الواقع، ومحاولة فرض حلول سياسية على الأرض والرضوخ لحلول غير عسكرية، مؤكدا أن الأمر لن يتحقق.
من جهته، يرى مصدر قيادي في الجيش الحر أنّ موقف الدولة السياسي يلعب دورا مهما في تسهيل تهريب الأسلحة أو عدمه، معتبرا أنّ الأردن «ينأى بنفسه إيجابيا» في الأزمة السورية نظرا إلى وقوفه إلى جانب الشعب السوري وضد النظام، فيما لبنان يتبع سياسة «النأي بالنفس السلبي»، مشيرا إلى أنّ تهريب الأسلحة عبر الحدود الأردنية لم يكن ميسرا منذ اليوم الأول للثورة، فيما الأمر كان مختلفا على الحدود اللبنانية، عبر مناطق في شمال لبنان والبقاع، لكن في الفترة الأخيرة وبعدما اتخذ قرار بانتشار القوى الأمنية اللبنانية في الجهة اللبنانية، إضافة إلى حواجز قوات النظام على الجهة السورية، مع ما يترافق مع عمليات قنص تعيق حرية الحركة، لم يعد الأمر سهلا، من دون أن يعني ذلك توقف عمليات التهريب التي يستطيع الثوار القيام بها باتباعهم معابر سرية تفي إلى حد ما بالغرض المطلوب، لا يمكن البوح بها، مضيفا: «هناك لبنانون من مختلف الطوائف يستفيدون من الأزمة السورية للتجارة في الأسلحة ويحصلون منها على مردود مالي كبير جدا»، موضحا «مع العلم أن التهريب بالنسبة إلينا هو أسهل من المناطق الشمالية، على عكس مناطق البقاع التي يسيطر عليها حزب الله الذي ينقل الأسلحة إلى النظام السوري اليوم»، مضيفا: «عندما كنا في جيش النظام كنا نقوم بأنفسنا بنقل الأسلحة والصواريخ إلى حزب الله، عبر هذه المناطق، وعندما كان يتكلّم عن عدد الصواريخ كان يعني بذلك تلك الموجودة لدى النظام السوري وليس في لبنان».
أما على الجهة التركية، حيث يسيطر الجيش الحر على معظم المعابر، وأهمها: «باب الهوا» و«باب السلام» و«تل أبيض» و«رأس العين»، كانت السلطات تسهّل في الفترة الأولى إدخال الأسلحة عن طريق الثوار، أصبحت اليوم تضيّق على هذه العمليات بشكل واضح. ويشير المصدر إلى أنّ مصادر الأسلحة التي يعتمد الجيش الحر عليها في معركته، تتوزّع على 3 مصادر رئيسية، هي التهريب والعمليات التي ينفذها الجيش الحر للاستيلاء على مراكز عسكرية، والتي سجلت نجاحا ملحوظا في الفترة الأخيرة، فيما شراء «ذمم ضباط وعناصر النظام» الذين نشتري منهم الأسلحة والذخائر نفسها التي نقتل بها، أصبحت في الفترة الأخيرة تسدّ الحاجة التي كنا نحصل عليها من التهريب، إذ هؤلاء يتخلون عن أسلحتهم، مقابل مبلغ من المال، بعد مواجهة عناصر الجيش الحر لمراكزهم، ومن ثمّ يرسلون التقارير إلى قيادتهم على أنّهم استخدموا هذه الذخيرة في مواجهة الجيش الحر. ويشير الضابط إلى أنّ الأسلحة الموجودة بين أيدي الثوار ليست جديدة، ولا سيما في الأرياف السورية حيث لم تكن سطوة الدولة كبيرة مقارنة مع المدن، وهذا ما ظهر واضحا في بداية الثورة حين نشطت عمليات البيع الداخلي.
من جهته، أكّد الشيخ بلال دقماق، رئيس جمعية «اقرأ» في لبنان، لـ«الشرق الأوسط» أنّ معابر حدودية في شمال لبنان ولا سيما عبر قرى وادي خالد، كانت تعتمد لتهريب السلاح لصالح الثوار السوريون في المرحلة الأولى للثورة، لكن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 حين بدأ النظام معركته في بابا عمرو والخالدية في حمص، عمد إلى فرض الحصار وإغلاق المعابر من خلال انتشار قواته على الحدود التي كانت تقصف البلدات اللبنانية، في محاولة أيضا لمنع الثوار من السيطرة على حمص، لافتا إلى أنّه اليوم عمليات التهريب هذه بدأت تتخذ وجهة مختلفة، وهي من حزب الله والعلويين في شمال لبنان إلى النظام السوري.
أما عراقيا، فقد أكد مصدر في منفذ ربيعة الحدودي لـ«الشرق الأوسط» أنه لا توجد أي أنشطة بتهريب سلاح إلى سوريا عبر المنفذ وأن الأمور مسيطر عليها تماما. وأضاف أن هناك معلومات تشير إلى أن هناك تجارة سلاح وغيرها في المناطق البعيدة عنهم في زمار وغيرها والتي تقع تحت سيطرة الأكراد وكذلك المناطق التي تضم أغلبية يزيدية على الحدود، مشيرا إلى أن بعض تلك المناطق «تشهد أنشطة لعناصر حزب العمال الكردستاني حيث يتقاضون ضريبة على مثل هذه الأنشطة بحدود 2000 ليرة سوريا عند الدخول والخروج».
أما في الأردن، فقد أكد مصدر أردني مطلع أن قوات الجيش وحرس الحدود تقوم على ضبط الحدود الأردنية السورية وتمنع عمليات التهريب سواء الأسلحة والأشخاص المسلحين بالاتجاهين.
وقال المصدر إن قوات الجيش تعمل كذلك في استقبال اللاجئين المدنيين والعسكريين الفارين من الخدمة العسكرية للنظام السوري حيث إن الأردن عمل منذ بدء الأزمة السورية على استقبال العسكريين من مختلف الرتب ووضعهم في معسكر منشية العليان في محافظة المفرق حيث بلغ عدد الفارين أكثر من ثلاثة آلاف عسكري من مختلف الرتب. وأشار المصدر إلى أن السلطات الأردنية ضبطت قبل عدة أشهر مسلحين من السلفيين الجهاديين كانوا يحاولون دخول الحدود إلى سوريا ومعهم أسلحتهم الفردية للقتال إلى جانب الثورة السورية.
وقال المصدر إن الأردن ضبط كذلك في الآونة الأخيرة مجموعة مسلحة من السوريين مع أسلحتهم قادمين من سوريا باتجاه الأردن إضافة إلى أجهزة اتصالات من أجل القيام بأعمال تخريبية داخل الأردن. يشار إلى أن الأردن يرتبط بحدود مع سوريا طولها 375 كلم متنوعة التضاريس من الصحراء إلى المناطق الجبلية والأودية الوعرة.
بان والإبراهيمي ينتقدان النظام والمعارضة «ومن يسلحهما»
حديث عن عدم تمديد ولاية المبعوث الدولي
بيروت: «الشرق الأوسط»
بينما يعبر المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن «فزعه لغياب موقف دولي قوي وموحد يمكن أن يؤدي إلى وضع نهاية لمعاناة الشعب السوري»، وذلك عبر آلية واضحة لانتقال السلطة كما اتفق عليه بجنيف في يونيو (حزيران) الماضي، تتناثر الأخبار التي تشير إلى استقالة المبعوث من مهمته نهاية الشهر الحالي نظرا لـ«فشل جهوده في إحلال السلام»، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية أمس عن دبلوماسيين جزائريين.
وتأتي تلك التوقعات قبل عشرين يوما من انتهاء مهمة المبعوث «رسميا» في سوريا، وذلك غداة إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية أول من أمس أنه «لا بارقة أمل» حتى الآن في نجاح مهمة الإبراهيمي.. رغم إشارة وكالة الأناضول التركية قبل يومين، نقلا عن مصدر دبلوماسي أممي، قوله إن الإبراهيمي «يفضل تجديد المدة له والاستمرار في منصبه لاستكمال مهامه في إيجاد حل لإنهاء النزاع المستمر في سوريا».
من جانبه، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والإبراهيمي «القوى الخارجية» التي تسلح الحكومة السورية والمعارضة، عقب اجتماعهما في نيويورك مساء الاثنين لمناقشة الوضع في سوريا. وقال المكتب الصحافي للأمم المتحدة: «عبر الاثنان عن الاستياء والحزن الشديدين لمستويات القتل والتدمير المروعة التي تنفذها الحكومة والمعارضة كلتاهما، والتي تغذيها قوى خارجية تقدم السلاح للجانبين»، وأضاف: «عبرا أيضا عن فزعهما لغياب موقف دولي موحد يمكن أن يؤدي إلى انتقال للسلطة، كما اتفق عليه في جنيف في يونيو الماضي، ويضع نهاية للمعاناة الشديدة للشعب السوري».
ولم تستغرب مصادر المعارضة السورية ما يشاع حول نية الإبراهيمي بالاستقالة بسبب عدم قدرته على إقناع طرفي الأزمة. وقال هشام مروة، عضو الائتلاف السوري، وأمين السر في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط» إن «استقالة الإبراهيمي متوقعة؛ بسبب الحائط المسدود الذي وصل إليه»، مشيرا إلى أن «إيران وروسيا تشكلان عائقا أمام عمل المجتمع الدولي من خلال إصرارهما على إشراك (الرئيس السوري) بشار الأسد في الحل، الأمر الذي جعل مهمة الإبراهيمي محكومة بالفشل». وأوضح مروة أن «مبادرة جنيف التي اتفق عليها جميع الأطراف بما فيهم المعارضة السورية، تركت نقطة تنحي الأسد ملتبسة، مما ترك فرصة للدول الداعمة للنظام كي تناور من خلالها».
وعلى الجانب الموازي، كشف مصدر قيادي في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» عن «عزم المجتمع الدولي الانتقال نحو مبادرات جديدة لتحريك القضية السورية»، مرجحاً «انعقاد مؤتمر جنيف 2 قريباً، وإزالة اللبس الذي يعتري نقطة تنحي الأسد».
فيما قال المعارض السوري والممثل الرسمي «للائتلاف الوطني» في مجلس التعاون الخليجي أديب الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط» إن «الإبراهيمي يفضل التجديد لاستكمال مهامه، لكنه لم يقدم أي رؤية متكاملة لإنقاذ الشعب السوري»، مشيرا إلى أن «تقرير المبعوث الدولي الذي من المفترض تقديمه إلى الأمم المتحدة في العاشر من فبراير (شباط) المقبل سيكون تقنيا، ويخلو من أي طروحات للحل في سوريا».
ويحدد النظام المعمول به في منظمة الأمم المتحدة مدة المهمات الدبلوماسية للأشخاص والمؤسسات بستة أشهر قابلة للتجديد، وكان الإبراهيمي قد عين في منصبه في 10 أغسطس (آب) الماضي، مما يعني أن مهمته تنتهي نظرياً في 10 فبراير المقبل.. إلا أنها ستنتهي فعلياً بنهاية الشهر الحالي، نظرا لاعتماد المنظمة الدولية في تحديد مهامها على الشهور، وليس على الأيام.
23 كـانـون الثـاني 2013
اللاجئات السوريّات في مصر: زواج “سُترة” أم “سوق نخاسة“
القاهرة ـ سلامة عبد اللطيف
مأساة نفسية تحياها مئات اللاجئات السوريات في مصر رصدها موقع “NOW”، بعد ما تنامت ظاهرة إجبار أو اضطرار فتيات سوريات من عوائل فقيرة إلى الزواج من مصريين لتأمين معيشتهم في ظل تردّي الأحوال. هذا النوع من الزواج الذي يروّج له الإسلاميون على اعتبار أنه “سُترة”، تراه منظمات حقوقية وفتيات يعشِن التجربة الأليمة “سوقاً للنخاسة”.
وتروي فتاة سورية رفضت ذكر اسمها أنّها تعيش مأساة “زواج السترة” التي راجت في مصر هذه الأيام. وتقول لـ”NOW” إنّها أتت مع أسرتها إلى مصر قبل 5 أشهر، حيث وفّر لها مكتب رعاية اللاجئين فرصة عمل لكن براتب زهيد، مشيرة إلى أن شيخاً عرض على أسرتها تزويجها مقابل مهر لا يتعدى 3 آلاف جنيه (الدولار يعادل 6.70 جنيه) والأسرة وافقت، فيما هي تجاهد لعدم إتمام هذا الزواج.
وانتشرت الدعوات في المساجد للزواج من السوريات تحت زعم “السُترة”، حتى إن بعض الأئمة بات يدعو إلى تزويج الرجل الواحد أكثر من إمرأة سورية لستر السوريات بعدما تقطعت بهن السبل. وظاهرة تعدد الزوجات منتشرة أصلاً بين السلفيين في مصر، والغالبية لا ترى غضاضة في الزواج من امرأتين أو ثلاث وحتى أربع. وطالما روَّج خطباء المساجد لهذه الزيجات، حتى إن مسجداً شهيراً عرض المساعدة في إتمامها عبر التواصل مع إدارة المسجد التي تتواصل مع العوائل السورية.
تفاقم ظاهرة “زواج السترة” استدعى تدخّل المجلس القومي للمرأة في مصر، الذي أصدر بياناً دان “الأداة الرخيصة” التي تسمّى “الزواج من السوريات اللاجئات”. ووصف تلك التصرفات بأنها “جريمة فى حق المرأة تُرتَكب تحت ستار الدين ويسمّونها زواج السترة”. وخاطب المجلس رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وجميع الجهات المعنية “لوقف هذه المهزلة التي تسيء إلى مصر”.
وتطوّر الأمر إلى حد ظهور سماسرة لتزويج السوريات من مصريين متزوجين أو عجائز، والمقابل زهيد للغاية: “غرفة في منزل، ومهر لا يتراوح بين 1000 و 5000 جنيه”.
ورفض مسؤول مكتب شوؤن اللاجئين السوريين في مصر حسام الدهب في بادئ الأمر الحديث مع “NOW” عن هذه الظاهرة، لكنّه بعد إلحاح أوضح أن المكتب يرصدها بـ”أسى بالغ”، وقال: “لم نكن نرغب في الحديث عن هذه القضايا لأنها تمسّ الشرف، لكن بالفعل ظاهرة تزويج اللاجئات السوريات منتشرة في مصر. هنّ يُجبَرن على الزواج، وللأسف بعض المصريين، ليس جميعهم طبعاً، يقول “لماذا لا أتزوّج سورية طالما لن تكلفني شيئاً؟”، وهذا أمر مهين جداً”.
وأوضح الدهب أن المكتب يعتزم التصدي لهذه الظاهرة عبر رصدها وتوعية العوائل السورية بخطورتها، خصوصاً أن الزواج يكون بهدف المتعة فقط وبمقابل زهيد جداً، وأضاف: “اتفقنا بالفعل مع بعض الشركات ومنظمات المجتمع المدني على تدبير فرص عمل أو مساعدات للفتيات السوريات لحمايتهن من هذا الزواج المهين”.
وبدا أن مكتب شوؤن اللاجئين السوريين في مصر ضاق ذرعاً بمسألة “تزويج اللاجئات السوريات”، فكتب على صفحته على موقع “فايسبوك”: “الرجاء من الأخوة عدم السؤال عن طرق الزواج من لاجئات سوريات في مكتبنا، نحن غير مسؤولين عن هذا الموضوع، والسوريات لم يأتين إلى مصر بنيّة الزواج، بل هم بنات عائلات ويجب احترام ظروف إخوانكم السوريين لا التعامل معهم بطريقة الصيد في المياه العكرة”.
وفي مسعى منه لصرف الشباب المصري عن هذه الظاهرة، وضع المكتب صورة لطفلتين سوريتين إحداهما ترفع لافتة كُتب عليها: “لاجئات لا سبايا”، والثانية ترفع لافتة مكتوب عليها: “لا نريد أن نكون أبناء لرجل يمنّن أمي بأنه انتشلها من الملاجئ”.
ولا توجد احصائية دقيقة لعدد اللاجئين السوريين في مصر، لكن مكتب شوؤن اللاجئين السوريين في مصر يقدرهم بنصف مليون لاجئ. ومكتب اللاجئين جهة غير رسمية لكنّه أُسس بمبادرة من نشطاء هناك سوريين في القاهرة من أجل مساعدة العوائل الفقيرة بين الأسر السورية. وقال الدهب لـ”NOW” إنّ عدد الأسر التي يرعاها المكتب تصل إلى 3000 أسرة سورية فقيرة، مشيرًا إلى أن غالبيتها تتركز في منطقة نائية في مدينة السادس من أكتوبر على أطراف القاهرة. وأوضح أن المكتب يتكفّل بحلّ أمور اللاجئين السوريين في مصر قانونيًا ودعمهم اجتماعيًا ونفسيًا، والتنسيق بين الجمعيات الخيرية المتعاونة فى مجال اللاجئين السوريين، ولا يقبل التبرعات العينية او المادية إلا عن طريق الجمعيات المختصة.
انشقاق مئات الضباط والجنود عن النظام
مذبحة لأطفال بحلب واشتباكات بدمشق
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 105 أشخاص قتلوا الأربعاء في سوريا بينهم عدد من الأطفال قضوا في مذبحة بمدينة الباب بحلب. وبينما يواصل النظام قصفه لعشرات المدن والقرى، تستمر المعارك في مخيم اليرموك بدمشق ومناطق أخرى.
وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن 450 ضابطا وجنديا انشقوا الأربعاء عن القوات النظامية في دمشق وريفها، في حين تتواصل المعارك مع الجيش الحر في مخيم اليرموك.
وذكر المجلس أن قصف النظام يتواصل على الحجر الأسود ومخيم اليرموك والعسالي وجوبر جنوب دمشق، كما سقطت قذائف عدة في ركن الدين وانفجرت عبوة ناسفة في مساكن برزة، بينما شن الأمن حملة دهم واعتقال في الصالحية والمهاجرين وباب السريجة وقبر عاتكة.
وفي ريف دمشق، قصف الطيران الحربي مدن وبلدات عقربا ويبرود والمليحة ومناطق عدة بالغوطة الشرقية، كما تجدد القصف المدفعي على مدن وبلدات بيت سحم وببيلا وداريا ومعضمية الشام والزبداني، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على أطراف داريا ومعضمية الشام وعقربا.
أما حمص فشهدت قصفا جويا على أحياء جوبر والسلطانية والمناطق المحيطة بها، كما تجدد القصف بالمدفعية وقذائف الهاون على أحيائها القديمة، وفقا لشبكة شام. في حين قصفت الطائرات مدينة الرستن مع تواصل قصف مدفعي على مدن القصير والحولة.
وأضافت شبكة شام أن القصف تجدد على مدينتي كفرزيتا واللطامنة بحماة، وكذلك على أحياء الشيخ السعد والليرمون والجزماتي وسلميان الحلبي ومساكن هنانو والمعادي والسكري وكرم الطراب في حلب.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 30 شخصا قتلوا بينهم أربعة أطفال وجرح العشرات في حلب جراء القصف، ففي قرية كلجبرين سقط صاروخ أرض أرض مسفرا عن قتل وجرح عدد من الأشخاص وتدمير أربعة منازل، كما سقط صاروخ مماثل في مدينة الباب ليقتل عدة أطفال، في حين قتل سبعة أشخاص في قصف مدفعي على سوق تجاري في دير حافر بريف حلب الشرقي.
معارك عنيفة
في الأثناء، تدور اشتباكات عنيفة في محيط حاجز مبنى حزب البعث في درعا بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، كما اندلعت معارك على أطراف مدينة بصر الحرير وبلدة اليادودة وعند المخافر الحدودية بتل شهاب، وسط قصف متقطع من طائرات النظام.
وقالت شبكة شام إن الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات النظام ما زالت متواصلة منذ أيام بحي الحويقة في دير الزور، بينما يتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على حي الجبيلة ومعظم أحياء المدينة.
ويتكرر المشهد في محافظة إدلب، حيث تدور اشتباكات عنيفة على الطريق الدولي بالقرب من مدينة خان شيخون، كما تجدد القصف المدفعي على مدينة معرة مصرين.
ووثق ناشطون قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على قرى سلم وعكو في ريف اللاذقية، وقالوا إن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة عند المدخل الشرقي لناحية المنصورة في ريف الرقة الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي على مدينة الطبقة.
اللاجئون
وفيما تستمر أزمة اللاجئين السوريين دخل سوريا أو في دول الجوار، قال المتحدث الرسمي باسم المنظمة الدولية للهجرة جومبي عمر جومبي للجزيرة نت إن المنظمة تحرص على تقديم المساعدات الانسانية للنازحين و المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل داخل سوريا، مشيرا إلى أنه من المتوقع تطور الأوضاع في سوريا بشكل كبير في الأشهر الستة المقبلة مما سيضاعف العمليات الإنسانية مضيفا أن هناك ما يزيد على مليوني سوري في حاجة ماسة الى المساعدات الإنسانية في الوقت الحالي.
وحسب المنظمة الدولية للهجرة يواجه العمال المهاجرون في سوريا تحديات خطيرة بما في ذلك ثغرات في آليات الحماية القانونية و مصادرة جوازات السفر و التعرض للاستغلال الجنسي.
وفي تصريحه الخاص بالجزيرة نت أعرب جومبي عن انزعاج المنظمة الدولية من الأضرار النفسية التي سببها الصراع الدائر في سوريا و أكد حرص المنظمة على تعزيز قدرات الشركاء المحليين لتوفير الدعم النفسي الاجتماعي للمتضررين من جراء الأوضاع في سوريا خاصة الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد من حرب وقسوة الشتاء مضيفا إلى أن احتياجات المشاكل النفسية تدخل ضمن النداء الإنساني الذي أطلقته المنظمة.
وكانت المنظمة الدولية لهجرة قد أصدرت أمس الثلاثاء نداءا لطلب حوالي 303 مليون دولار للعمليات الإنسانية الطارئة لحوالي 16 دولة للعام 2013 من بينها سوريا إلى جانب دولتي السودان واليمن والصومال هايتي.
المعارضة لن ترفض حلا يتضمن رحيل الأسد
قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري عبد الباسط يدا إن ائتلاف المعارضة لا يرفض أي حل سياسي للأزمة السورية يتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد، وبينما كشفت فرنسا عن عقد اجتماع دولي في باريس لدعم المعارضة السورية، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثقته في المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي.
وقال سيدا -في ندوة بالقاهرة- إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا لن يرفض أي حل للأزمة شريطة أن يتضمن رحيل الأسد، وأكد عدم وجود نية لحل حزب البعث أو تفكيك الجيش السوري بعد رحيل الأسد.
وجاءت تصريحات سيدا قبل اجتماع دولي لدعم الائتلاف ستحتضنه العاصمة الفرنسية يوم الاثنين المقبل. ووفقا للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو فإن الاجتماع سيحضره ممثلون عن خمسين دولة، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وأوضح لاليو أن هذا اللقاء يرمي إلى تنفيذ الالتزامات التي قطعت في اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” الذي عقد في ديسمبر/كانون الأول الماضي بمدينة مراكش المغربية، وسيتم خلاله الاعتراف بالائتلاف بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري، كما سيشهد دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم كل الدعم اللازم لتحقيق تطلعات الشعب السوري الديمقراطية وتقديم المساعدة للمدنيين.
تجديد ثقة
من جهة أخرى، جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “ثقته التامة” بموفده إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، مع إقراره بوجود “فرص ضئيلة” لتسوية الأزمة في هذا البلد.
وقال بان -في مؤتمر صحفي- “أنا ممتن للأخضر الإبراهيمي لصلابته وصبره وعزمه الكبير وتفانيه”. وردا على سؤال عن الانتقادات الحادة التي يتعرض لها الإبراهيمي من جانب السلطات السورية، أكد بان “ثقته التامة” بوسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية، مؤكدا أنه “سيواصل العمل”.
واعتبر الأمين العام أن جمع السوريين حول طاولة التفاوض “لا يزال يتطلب مسيرة طويلة”، وقال إن “الوضع قاتم جدا وصعب جدا”، وإنه لا يرى كثيرا من الفرص حتى الآن لتسوية النزاع.
وهاجمت الصحافة السورية الرسمية الإبراهيمي معتبرة أنه أصبح “وسيطا مزيفا”، وخصوصا على خلفية انتقاده طرح الأسد لحل الأزمة السورية المستمرة منذ 21 شهرا.
وفيما يتوقع أن يواصل الإبراهيمي مشاوراته هذا الأسبوع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن قبل أن يرفع تقريره عن الوضع بسوريا إلى المجلس في 29 يناير/كانون الثاني الجاري، نقل الموقع الإخباري الإلكتروني المسمى “كل شيء عن الجزائر” عن مصدر جزائري قوله إن الإبراهيمي يعتزم الاستقالة من منصبه نهاية الشهر الجاري بسبب فشل جهوده في التوصل إلى حل للأزمة.
وفي الرياض، استبعد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وقال إن “المأساة السورية تكمن في وجود حكومة ترفض أي حل”، وهي تتصور أن “كل من يقاتلهم إرهابي”.
ودعا الفيصل مجلس الأمن “إلى القيام بمسؤوليته” في هذه القضية، وقال إن على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تقوم بما ينبغي عليها إزاء أداء مجلس الأمن لوضع حد للأزمة السورية بعد عدة محاولات باءت كلها بالفشل.
تدمير ممنهج
من جهة أخرى، اعتبر مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون جينغ أن سوريا تتعرض لتدمير ممنهج بأيدي شعبها.
وقال جينغ الذي عاد من سوريا “لم أكن أتصور -حتى دخلت البلد وتجولت فيه- مقدار ما لحق من دمار بالبنية التحتية الحيوية اللازمة لحياة المجتمع”.
وأضاف -في مؤتمر صحفي عقده ببيروت رفقة فريق من مديري الطوارئ من سبع وكالات للأمم المتحدة ذهبوا إلى سوريا للتفاوض مع السلطات الحكومية وقوات المعارضة بشأن زيادة إمكانيات توصيل المعونات- “إنه بلد يتعرض لتدمير ممنهج بأيدي شعبه”.
وأوضح أن الأغلبية الشاسعة من الناس المحتاجين في سوريا يجري الوصول إليهم من خلال وكالات الإغاثة، وأن الأمم المتحدة لا تقوم بتوزيع المعونات بشكل مباشر إلا من خلال المشاركة مع الهلال الأحمر العربي السوري وغيره من الجماعات المحلية.
النظام في سوريا يعسكر مؤيديه
منعطف جديد تدخله سوريا التي ما زالت تعيش أزمة طاحنة خلفت عشرات آلاف القتلى ودمارا واسعا بالبلاد، يتمثل بعسكرة المجتمع الموالي للنظام وتسليح المدنيين عبر إنشاء “قوات الدفاع الوطني” أو “جيش الدفاع الوطني” يكون رديفا للقوات النظامية التي تتفرغ للمهام القتالية وفق مصدر سوري مطلع.
ويضم هذا الجيش -وفق المصدر- عناصر مدنية أدت الخدمة العسكرية واللجان الشعبية التي تشكلت تلقائيا مع تطور النزاع القائم في سوريا، مشيرا إلى أن افرادها سيتقاضون رواتب شهرية، وسيكون لهم زي موحد” متوقعا أن يبلغ عددهم حوالى عشرة آلاف من مختلف محافظات البلاد.
هذا الموضوع ليس جديدا في “سوريا الأسد” حيث كان الرئيس الراحل حافظ الأسد يؤمن بفوائد عسكرة المجتمع منهجياً على الطراز الكوري الشمالي، وقام باستحداث منظمات مهمتها توجيه الشباب نحو “عقيدة البعث” ومراقبتهم من أي أفكار “غريبة” قد تُحيد عن الخط المرسوم”.
من بين هذه المنظمات “اتحاد شبيبة الثورة” بالمدارس الإعدادية والثانوية التي كانت تُخضع الطلاب لمعسكرات تدريب، إلى جانب ما يتلقونه من “معارف” المنهاج العسكري، و”اتحاد الطلبة” الذي ألزم الطلاب الجامعيين بمعسكرات تدريب عسكرية. إضافة إلى منظمة “طلائع البعث” التي لعبت دوراً حاسماً في تنشئة الأجيال الجديدة على قائد واحد، وحزب واحد، ومنظمة واحدة، وسياسة واحدة، وزرعت في نفوس الصغار حسّ الطاعة العسكرية، والولاء للقائد.
ولكي يضمن النظام سيطرته المطلقة ذهب باتجاه عسكرة المجتمع بتشكيله بثمانينيات القرن الماضي “سرايا الدفاع” التي تشكلت من “صفوة موالية” بقيادة رفعت الأسد (شقيق الرئيس الراحل الذي انشق عن النظام منذ سنوات وعاش خارج سوريا) وتضخمت هذه السرايا، حتى باتت أقوى من الجيش نفسه الأمر الذي أخاف حافظ الأسد فتصادم مع أخيه وحُلت السرايا لترثها الشبيحة التي فاقت -وفق ناشطين- بأعمالها “القذرة” “سرايا الدفاع” بمراحل لأنها غير منظمة وليس لها قيادة واحدة.
وعن القوات الجديدة (قوات الدفاع الوطني) يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها ستشكل من أعضاء حزب البعث أو مؤيديه، وهم “رجال ونساء من كل الطوائف” بهدف حماية الأحياء من هجمات المقاتلين المعارضين، إنما مع توسيعها في ظل هيكلية جديدة وتدريب أفضل. لكن اللافت -وفق المرصد- أن القوات الجديدة ستضم قوات نخبة دربها الإيرانيون الذين لديهم خبرة طويلة في هذا المجال بداية بفيلق القدس وقوات التعبئة الشعبية (الباسيج).
قوات طائفية
من جانبه قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية بحمص هادي العبد الله إن “عدد المقاتلين الموالين للنظام في المحافظة ازداد كثيرا خلال الأيام الاخيرة مع بدء عمل قوات الدفاع الوطني”.
ويلخص المعارض السوري بسام جعارة أسباب تشكيل هذه “القوات الطائفية” وفق وصفه، بنقص عدد القوات النظامية، مشيرا إلى أن هذه القوات تتكون من “علويين موالين للنظام ومجرمين أطلق سراحهم، والجنود الاحتياط المطلوبين للالتحاق بالجيش” ويُدربون في معسكر “دير شميل” بحماة الذي يتبع له 28 معسكرا بقيادة مرافق بشار الأسد السابق العقيد المتقاعد فضل ميخائيل. وأوضح أن هؤلاء يحملون بطاقات تخولهم توقيف من يريدون حتى لو كان وزيرا.
وقال إن تشكيل هذه القوات مؤشر واضح على ضعف النظام ودفعه باتجاه حرب أهلية طائفية، لافتا إلى أنهم “الرديف” الحقيقي للجيش بعدما سُلموا، مدافع هاون ومدافع ميدانية، وأسلحة ثقيلة ولكن الأهم أن النظام ضامن لولائهم ومتأكد أنهم لن ينشقوا.
أما المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وليد البني فرأى أن تسليح المدنيين الموالين يدفع بالبلاد إلى الاقتتال الداخلي والتصادم مع المدنيين المعارضين بالمناطق نفسها، وخصوصا مع الأقليات التي يرفع النظام لواء حمايتها.
وأكد أن النظام لم يستطع تحقيق الأهداف التي رسمها لأن هؤلاء لن يموتوا من أجل بقاء الأسد وعائلته بالسلطة ولن يقاتلوا أبناء جلدتهم من أجل “نظام مجرم” قتل الآلاف منهم، لافتا إلى أن هذه الخطة ستبوء بالفشل.
وختم أن الإعلان عن تشكيل هذه القوات “بروباغندا” وحركة بهلوانية حتى يوحي الأسد للغرب أن هناك التفافا شعبيا حوله وتحديدا من الأقليات وأن كثيرا من المدنيين يتطوعون للدفاع عنه ويقاتلون “جبهة النصرة” والقاعدة.
تعزيز الوحدة
في المقابل يشير المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر أن تشكيل هذه القوات يهدف “لتمتين” وحدة الشعب، وتعزيز الوحدة الوطنية ضد “الهجمة الكبيرة” التي تتعرض لها سوريا من مقاتلين من أنحاء العالم يريدون “الجهاد”.
ونفى أن تكون تشكيلة هذه القوات من لون طائفي واحد، لأن حالة التطوع كانت من كل فئات المجتمع والمحافظات، ولفت إلى أن التجربة السورية ليست سابقة مذكرا بالتجربتين الإيرانية والعراقية، وأضاف أن الأنباء الذي تحدثت عن مشاركة الحرس الثوري وحزب الله في التدريب تفتقر للدقة والمصداقية مستدركا القول “إنه حتى لو كانت هذا الأنباء صحيحة فما العيب بذلك وخصوصا أن كل الدول الكبرى تدرب المعارضة على القتال”.
واعتبر أن النظام السوري لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يجري في الداخل والمؤامرات الخارجية التي تحاك ضده، معتبرا أن تشكيل القوات لن يؤزم المشهد لأن ما يجري في سوريا حرب أهلية وطائفية ومذهبية، وعصابات مسلحة تسرق وتسلب وتنهب، وتدخلات خارجية تدفع بالمعارضة نحو تفتيت البلاد.
في السياق، أكد المحلل السياسي اللبناني غسان جواد أن جميع الدول التي تخوض حروب شوارع كالحاصل في سوريا، تحاول عسكرة المجتمع الموالي للنظام خلف الدولة، وأضاف أن الجيش كان يحارب من منطق العسكري للجيوش بينما المعارضة كان تشن حرب عصابات، فوجدت الدولة أن من واجبها إنشاء ما يشبه المليشيا الشعبية وتدريبها على حرب العصابات أولا لحماية الجيش من التورط أكثر في اقتتال أهلي وكمؤسسة وطنية جامعة سيكون لها دور سياسي في مستقبل البلاد.
وأضاف أن هذه القوات ليست خارجة عن سيطرة الدولة بل تأتمر بأوامرها ويقودها ضباط في الجيش النظامي، ولم ينف وجود مستشارين إيرانيين إلى جانب الجيش النظامي يزودونه بالخبرات اللازمة بحرب الشوارع.
مليشيا جديدة لمساندة الجيش النظامي
فدائيات الأسد: بالروح بالدم نفديك يا بشار
انضمت عبير رمضان (40 عاما) -التي تعمل فنية في مخبر للتصوير الشعاعي في حمص- الى صفوف قوات الدفاع الوطني لتصبح إحدى الفدائيات اللواتي قدمن ولاءهن لحاكم سوريا بشار الأسد في مواجهة الثوار الساعين لإسقاطه.
ففي ملعب حي وادي ذهب الواقع على مدخل حمص الجنوبي تسير هذه “الفدائية” بخطى ثابتة باللباس العسكري الموحد الخاص بهذه القوات رافعة قبضتها وهي تهتف “الله، سوريا، بشار وبس”.
وتقوم بحراسة المدخل مجموعة من النسوة متسلحات ببنادق رشاشة من طراز كلاشينكوف، وهن يطلقن على أنفسهن لقب الفدائيات، تيمنا بالفصائل الفلسطينية التي استهوت الشباب العربي منذ الخمسينات وفي العقود اللاحقة في مواجهة القوات الإسرائيلية.
وتقوم بعض “فدائيات الأسد” بتفتيش السيارات على الحاجز عند المدخل. ولم تذكر أي من المقاتلات مكان سكنها خلال الحديث معهن.
فصائل وتطوع
وتقول عبير رمضان -من الفصيل الثالث للفدائيات- إن زوجها شجعها على الالتحاق و”قال لي هناك كتائب سوريات يعلمن النساء حمل السلاح. أحببت الفكرة وتسجلت بالمركز وكان القبول سهلا”.
وتضيف “قبل التحاقي، لم أكن أعلم كيف أحمل سلاحا، ولم أكن أجرؤ على الجلوس وحيدة في المنزل خشية أن يهاجمني أحد. تطوعت لأن وطني جريح، وبذلك أفيد وأستفيد” مشيرة إلى تنسيق أوقاتها مع زملائها في العمل لتتمكن من أن تتدرب وتعمل في آن.
وتضم أول وحدة نسائية لقوات الدفاع الوطني تسعة فصائل تشمل نحو 450 مقاتلة أعمارهن تتراوح بين 18 وخمسين عاما.
وردا على سؤال حول سبب تشكيل هذه القوات في حمص أولا، أجابت الرائدة المتقاعدة ندى جهجاه التي تشرف على التدريبات “نتيجة الظروف التي نعيشها. هذه ليست حربا عادية ولا تشبه حرب تشرين الخالدة، ولا العدو الذي نعرفه”.
وتضيف “العدو من أهلنا وجيراننا وأصدقائنا، ومن الدول المجاورة التي تحميه، دول إمبريالية طاغية تمده بالسلاح والفكر المتشدد الذي يعمل قتلا وذبحا بالسوريين دون أي ذرة من القيم والأخلاق التي تربينا عليها وتعلمنا منها. هذه حرب أقل ما يمكن أن توصف بأنها شرسة”.
“بالروح بالدم”
ويشمل تدريب الفدائيات “الرمي بالكلاشينكوف ورشاش بي كي سي واستخدام القنابل اليدوية، واقتحام الحواجز وإحكام السيطرة على الحواجز التابعة لنا والمداهمة وبعض الدروس الفنية” وفق الرائدة جهجاه.
وتهتف الفدائيات نهاية الحصة التدريبية “بالروح بالدم نفديك يا بشار”. ويتم الانتساب لهذه الفصائل بشكل تطوعي وبدوام صباحي ومسائي، ويبدأ الصباحي من الثامنة وحتى الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي، بينما الدوام المسائي من الثانية عشرة حتى الرابعة عصرا.
وتكشف الموظفة اعتدال حمد (34 عاما) وهي متزوجة وأم لثلاث بنات أن زوجها شجعها على الانخراط وأنها قامت بذلك منذ ثلاثة أشهر “بدافع مؤازرة الجيش لأن إخواننا وجيراننا وأحباءنا قتلوا في الحرب دفاعا عن الوطن” .
وكانت مصادر متطابقة ذكرت أن نظام الأسد أنشأ قوة عسكرية أطلق عليها “جيش الدفاع الوطني” أو “قوات الدفاع الوطني” وهي موازية للجيش الحكومي مؤلفة من مدنيين مسلحين لمساعدة قوات النظام على خوض حرب تزداد صعوبة على الأرض مع مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض.
وتضم هذه القوات اللجان الشعبية الموالية للنظام التي نشأت مع تطور النزاع إلى العسكرة بهدف حماية الأحياء من هجمات المقاتلين المعارضين، مع توسيعها وفي ظل هيكلية جديدة وتدريب أفضل.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن معظم المقاتلين من أعضاء حزب البعث أو مؤيديه، وهم “رجال ونساء من كل الطوائف”.
باب النصر.. شاهد على مأساة حلب
محمد بنكاسم-حلب
بعدما كان يعج بحركة الناس والتجارة قبل اندلاع الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في شهر أغسطس/آب الماضي، تحول حي باب النصر -وهو أحد أشهر أحياء البلدة القديمة في حلب- إلى ديار مهجورة.
فالبيوت والمحلات التجارية مغلقة والعديد منها شملها الدمار، وحركة الناس في الشوارع شبه منعدمة إلا من بعض الراجلين الباحثين عن تأمين الخبز، أو الثوار المسلحين، أو العربات والدراجات النارية التي تمر مسرعة.
ويقول عدد من الشباب الحلبيين -الذين التقتهم الجزيرة نت في أزقة البلدة القديمة- إن أغلب سكانها نزحوا منها إلى مناطق أقل خطورة مثل الباب وتادف، حيث استقبلتهم عائلات هناك واقتسمت معهم منازلها، أو قام الثوار باستغلال مؤسسات تابعة للدولة سيطروا عليها مثل مقر الشرطة وسكن الضباط، وحولوها إلى مساكن للنازحين.
لا أثر لأي نشاط تجاري في منطقة باب النصر المعروفة بالقرطاسية وتجارة الورق، فقد نزح أغلب سكان الحي إلى أحياء أخرى داخل حلب وفي ريفها، وخارج سوريا في مدن تركية، والعديد منهم خسر تجارته إما بالقصف والحرائق التي نشبت جراء القذائف أو بسبب بعض عمليات السرقة التي تمت في غياب أصحابها.
الكهرباء مفقودة
على مقربة من باب النصر التاريخي، وجدنا شبابا قد اعتلوا بناية مهجورة من أجل الوصول لأسلاك إنارة عمومية وربطها ببيوت مجاورة غابت عنها الكهرباء منذ أغسطس/آب الماضي، حيث لا توجد الكهرباء في حي باب النصر برمتها منذ أشهر، ما عدا أزقة تحصل عليها لسويعات فقط.
ورفض هؤلاء الشباب الحديث للجزيرة نت، في حين قال شاب آخر يراقب عملهم -والغضب باد على محياه- “منذ أن دخل الجيش الحر ونحن محرومون من الكهرباء”.
رَفضُ الحديث لوسائل الإعلام لمسناه لدى العديد ممن تبقى من أهالي البلدة القديمة، حيث يخافون استهداف النظام لهم، خصوصا أنهم يتنقلون بين المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار وتلك التي ما زالت بيد النظام خارج البلدة القديمة.
وبعد محاولات عديدة، تحدث إلينا أبو محمد الحلبي، الذي نزح مع أبيه وعائلته من باب النصر إلى اللاذقية منذ ستة أشهر حيث سكن في منزل أخته، تاركا كل ممتلكاته وعمله في أحد مصانع البلاستيك في حلب، إلا أنه رجع إلى بيته بسبب سوء أوضاع النازحين في اللاذقية التي لا تزال تحت سيطرة النظام.
ويشير محمد إلى أن سكان البلدة القديمة انتقلوا من مناطق القصف والاشتباكات مثل باب النصر وسبع بحرات إلى أحياء أقل خطورة، مثل الحمدانية والجميلية وشارع الفيصل ومساكن هنانو وحلب الجديدة والأشرفية، كما نزح بعضهم إلى ريف حلب واللاذقية وتركيا.
وعاينت الجزيرة محلا تجاريا قد دمر سقفه وجدرانه واحترقت محتوياته، وقد كان يحوي -حسب إفادات البعض- منتوجات بلاستيكية وقرطاسية، واستمرت النيران داخله لأيام دون أن تصل إليها سيارات الإطفاء، ويضيف أبو محمد أن القذيفة كانت تنزل على منزل واحد فتهدم المنازل المحيطة بحكم أنها تعود لمئات السنين.
معاناة ونزوح
ويقول شيخ من أهالي حلب إن الناس تعاني كثيرا في الحصول على مواد التدفئة والمواد المعيشية الأساسية في ظل فقدان الكثير لمصدر زرقهم وتهدم بيوت العديد منهم، ومنها بيت أحد أقارب هذا الشيخ في باب النصر.
وبخلاف الكثير من الناس التي تركت منازلها ومحلاتها التجارية، لم يستطع الشيخ النزوح مع أبنائه الصغار لعدم توفرهم على بديل، فاضطروا للبقاء رغم القصف وسوء الوضع المعيشي في البلدة القديمة، على أمل أن تزول هذه الغمة، على حد قوله.
بعد جولة في أزقة باب النصر لم تخلُ من سماع طلقات رصاص متفرقة، وجدنا سيدة وهي قادمة إلى محل يقدم صاحبه خبزا للمحتاجين، وما أكثرهم في حلب. وبمجرد سؤالها عن أحوال الناس، قالت -والأسى يملأ حديثها- إنها تتمنى سرعة زوال نظام بشار الأسد الذي دفعها لمد يدها طلباً لمساعدات غذائية بعدما كانت مستورة الحال.
وبكلمات يختلط فيها الحديث بالبكاء، تطلب السيدة من الله أن يفرج عن السوريين كربتهم قريبا فالناس في ضيق شديد، وأطلقت نداء استغاثة للدول الأجنبية لتساعد الشعب السوري من الظلم الكبير الذي وقع عليه، وتضيف أن الناس لا تكاد تجد الماء والغاز والخبز والكهرباء.
آثار مهدمة
تلمس اعتزاز سكان البلدة القديمة بتراثهم الحضاري عندما تتحدث معهم، ولهذا فإن مصابهم بتدمير معالم أثرية يكاد يوازي مصابهم بتهدم منازلهم وضياع تجارتهم، ويقول أحد سكان باب النصر إن آلة الدمار طالت تراث الأجداد الذي كان السياح يأتونه من مشارق الأرض ومغاربها للاطلاع عليه والتعرف على حياة الناس قبل مئات السنين.
ومن المعالم التاريخية في البلدة القديمة التي طالها القصف، المسجد الأموي ومسجد العثمانية ومسجد القاضي، فضلا عن قصور قديمة مثل قصر حسن بيك.
وطوال جولتنا في باب النصر، كنا نرى بين الفينة والأخرى مساجد قد دمرت مآذنها وقبابها كليا أو جزئيا. ولم يستثن القصف الكنائس ومنها كنيسة تاريخية في باب النصر، حيث تعرضت لقذيفة هاون أحدثت ثقبا في سقفها. وقد توقفت الدراسة في روضة وحضانة توجدان ضمن الكنيسة منذ أغسطس/آب الماضي.
وفي فناء الكنيسة يوجد متحف للأجهزة العلمية القديمة جمع الثوار مكوناته ووضعوها في مكان آخر أكثر آمنا مخافة أن تدمرها قذيفة أخرى، ويقول الناشط الإعلامي في لواء التوحيد أبو يزن إن تجميع هذه المقتنيات هو أقصى ما يمكن أن يقوم به الثوار، لحفظ هذا التراث للأجيال السورية المقبلة.
أمراض جديدة في حلب نتيجة الجوع
محمد بنكاسم-حلب
أصبحت ندرة وغلاء المواد الغذائية الأساسية ومواد الطاقة أبرز عناوين الوضع الإنساني المتأزم في مدينة حلب وباقي المدن السورية، فقد اضطر سكان المدينة لتقليص وجباتهم اليومية كماًّ وكيفاً، ولأن الأزمة طال أمدها كان لا بد من أن تكون لنقص التغذية تداعيات وآثار سلبية على الصحة العامة، يضاف إليها تراكم النفايات في الشوارع في منظر يتكرر في العديد منها.
مدير مستشفى الشفاء الجديد في حلب الدكتور عيسى ينبه إلى أن الظروف المعيشية الصعبة في المدينة أدت لظهور حالات أمراض لدى الأطفال ناتجة عن نقص التغذية، مثل مرض نقص “الوارد البروتيني الحروري”، و”هو مرض كنا نسمع به في دول أفريقية فقيرة” يضيف مدير المستشفى.
ومن أعراض هذا المرض النحافة الشديدة وغياب الكتلة الشحمية تحت الجلد، ووجود سحنة شيخوخة على الأطفال والشراهة الشديدة للأكل. وبعدما كانت الإصابة بهذا المرض حالات نادرة قبل الثورة، أصبح عدد المصابين به في صفوف الأطفال الرضع (ستة أشهر إلى سنتين) في تزايد مطرد.
وعند ورود المصاب بهذا المرض يقوم الكادر الطبي في المستشفى بتغذيته تغذية كاملة عن طريق الحقن في الوريد ويعود إلى منزله، وهنا تبدأ مشاكل أخرى حيث إن أغذية الأطفال الرضع المعتادة -والمتمثلة أساسا في الحليب الصناعي- شبه مفقودة، في ظل عدم كفاية حليب الأم، وهو ما يدفع الأسر لتغذيتهم بحليب الأبقار الذي لا تنصح به منظمة الصحة العالمية للأطفال دون العام الأول.
أوبئة
ويلاحظ مدير المستشفى أن الإصابة بأمراض وبائية مثل التهاب الكبد “أ” والتهاب المعدة والأمعاء زادت بصفة غير عادية، وذلك بسبب سوء ظروف النظافة وتراكم القمامات في الشوارع جراء القصف والمعارك الدائرة.
مرض آخر ارتفع عدد المصابين به في حلب وهو مرض اللشمانيا الجلدي الناجم عن انتشار القمامات، حيث تنقل العدوى ذبابة الرمل التي تعيش في القمامة، وهو مرض كان موجودا في حلب لدرجة أنه معروف محليا باسم حبة حلب، غير أن حالات الإصابة بالمرض زادت بشكل كبير.
ويظهر المرض على شكل حبوب حمر صغيرة أو كبيرة تتحول لتقرحات، وتلتصق على سطحها إفرازات، ولا تلتئم هذه القروح بسرعة، وتظهر عادة في المناطق المكشوفة من الجسم.
وخلال الفترة الأخيرة، زاد عدد حالات الإصابة بالحروق الواردة على مستشفى الشفاء، حيث يستقبل يوميا ما بين ثلاثين وأربعين حالة، وذلك نتيجة استعمال مواد غير عادية كالحطب في التدفئة، فضلا عن تسجيل حالات تسمم بغاز أول أوكسيد الكاربون المرتبط بالتدفئة بواسطة الحطب.
ويقول مدير المستشفى إن الحالات التي أصبحت ترد على مؤسسته منذ الشهر الماضي أغلبتها غير حربية بمعدل 120 حالة يومية، نصفها غير مرتبط بإطلاق النار والقصف، في حين كانت أغلبية الإصابات قبل شهرين حربية، وذلك بنسبة تفوق 95%، وأصبحت الآن في حدود 40%، والسبب -حسب ما يشرحه المتحدث نفسه- هو تراجع شدة القصف واستهداف قوات النظام للمناطق التي يسميها الثوار محررة.
صعوبات
إزاء هذه التحديات، تواجه الإدارة الصحية في مدينة حلب صعوبات في أداء مهامها يجملها مدير العلاقات العامة بالمجلس الطبي لمدينة حلب الدكتور أبو حمزة في نقص في سيارات الإسعاف والكوادر الطبية، فمن أصل 3000 طبيب كانوا يعملون في المناطق المحررة لم يستمر حاليا سوى أربعين فقط، في رقعة يقطن بها حوالي مليونيْ سوري.
كما يلاقي المجلس الصحي عقبات في تأمين إمدادات المياه ومواد الطاقة لتشغيل المعدات الطبية، فالكهرباء شبه غائبة عن أحياء المدينة، ومواد الطاقة من مازوت وبنزين ارتفع سعرها بشكل مهول، فثمن اللتر الواحد من الديزل يصل إلى 200 ليرة (قرابة دولارين).
ويقول أبو حمزة -الذي طلب عدم تصوير أو تحديد مكان المستشفى الرئيسي التابع للمجلس الصحي- إنه منذ امتداد الثورة إلى حلب فقد الكادر الطبي ستة أفراد جراء النيران والقصف، فضلا عن ستة معتقلين لدى السلطات السورية، ويضيف أن كل فرد من أفراد الطواقم الطبية “هو مشروع شهادة ويتوقع أن يقتل في أي لحظة”.
استهداف
وخلافا لما تمليه المواثيق الدولية، أصبحت المستشفيات والنقاط الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في حلب هدفا مستباحا لنيران القوات النظامية، حيث هدم مستشفى دار الشفاء الذي كان عليه عبء كبير في علاج الناس. وعلى إثر هذا الاعتداء، أصبح المجلس يرفض الظهور في وسائل الإعلام مخافة اكتشاف أماكن المؤسسات الطبية وقصفها، كما أنه يخفي أي علامة مثل الهلال يمكن أن يستدل بها النظام على أماكن وجود المستشفيات.
وقد أشرف المجلس الصحي لحلب على تجهيز ستة مستشفيات في المناطق المحررة، فضلا عن عشر نقط طبية، وتقدم هذه المرافق الخدمات العلاجية مجانا للمدنيين والعسكريين.
ويتلقى المجلس مساعدات من الخارج سواء فيما يخص الكادر الطبي أو المعدات والأدوية، تقدمها منظمات، منها رابطة الأطباء المغتربين السوريين، والجمعية الأميركية للأطباء السوريين، وصندوق إعانة المرضى الكويتي، ومؤسسة الطاهر الزاوي الليبية، واتحاد المنظمات الطبية السورية الإغاثية.
فورد: واشنطن تعتزم تكثيف تحركاتها لإغاثة لاجئي سوريا
السفير الأمريكي بسوريا يؤكد لـ”العربية” أن بلاده لا تريد استعجال حكومة سورية مؤقتة
واشنطن – هشام ملحم
تعتزم الحكومة الأمريكية تكثيف نشاطاتها وتحركاتها لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان ومساعدة المشردين في الداخل، وذلك في الوقت الذي تحضر فيه واشنطن لاستقبال رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب بعد تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين جون كيري وزيراً للخارجية الأمريكية.
وكشف السفير الأمريكي لدى سوريا، روبرت فورد، في مقابلة خاصة مع قناة “العربية” أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد أجرت اتصالاً هاتفياً بمعاذ الخطيب الأسبوع الماضي وجددت ترحيبها به في واشنطن مع غيره من قادة الائتلاف.
وقال فورد إن حكومته لا تريد استعجال تشكيل الحكومة السورية المؤقتة، ولكنها جاهزة للتعاون معها حين يتم تشكيلها. ومع أن فورد قال إن المعارضة المسلحة تحقق التقدم ميدانياً رافضاً مقولة وجود تعادل عسكري على الأرض، فإنه كرر تمسك بلاده بالحل السياسي من خلال عملية انتقالية تقتضي تنحي الرئيس بشار الأسد والمجموعة المحيطة به عن السلطة.
وتفادى السفير فورد إعطاء تقويم أمريكي لبدء روسيا إجلاء بعض رعاياها من سوريا عبر مطار بيروت، وقال إن حكومته تنتظر أن يتوضح الموقف الروسي بعد مثول المبعوث الأممي لخضر الإبراهيمي أمام مجلس الأمن في آخر الشهر الجاري.
ولكن فورد قال إن روسيا تستطيع لعب دور إيجابي إذا قامت من خلال مجلس الأمن بزيادة الضغط على الأسد لتطبيق خريطة الطريق التي أقرها مؤتمر جنيف السنة الماضية لتشكيل سلطة انتقالية. وأعرب عن أمله أن تدرك موسكو أن “نظام بشار الأسد سوف يسقط وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي”.
توصيل المساعدات لداخل سوريا
وسوف يقوم السفير فورد هذا الأسبوع على رأس وفد أمريكي بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن، والاجتماع بأقطاب المعارضة السورية، على أن يتوجه بعدها إلى الكويت لتأمين تمويل عمليات الإغاثة.
وقال السفير فورد لقناة “العربية” إنه يسعى لتنسيق مساعدات الإغاثة الأمريكية مع الائتلاف الوطني والمجتمع الدولي، وخاصة كيفية إيصال المساعدات إلى المشردين في الداخل من خلال العمل مع شبكات الإغاثة الجديدة العاملة على الأرض “والتي لم نعمل معها بشكل كاف حتى الآن”، مؤكداً أن المساعدات “سوف تكون خارج إطار النظام، وخاصة في شمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة”.
ووصف السفير فورد، الذي كان يتحدث بالعربية المكالمة الهاتفية بين الوزيرة كلينتون ومعاذ الخطيب بأنها كانت جيدة، وأعرب عن أمله أن تتم قريباً، مشيراً إلى أن القضايا الآنية التي ستبحث في المحادثات هي كيفية تنسيق جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية بشكل أوسع داخل الأراضي السورية، إضافة إلى “كيفية التعاون بشكل أقوى في المسار السياسي لكي نزيد الضغط على النظام، والتعاون معهم في كيفية إعادة إعمار بعض المناطق وكيفية التعاون مع المجلس المحلي لتحسين كيفية توزيع الخدمات الأساسية.
الحل السياسي يبقى الأهم في سوريا
وحول تشكيل الحكومة المؤقتة، قال فورد: “المهم أن تتقدم الجهود خطوة خطوة، ونحن غير مستعجلين للإعلان عن الحكومة، ونحن جاهزون للتعاون معها حين إعلانها”.
ولكن مسؤولا أمريكياً سابقاً قال إن عدم استعجال واشنطن تشكيل حكومة سورية مؤقتة يعكس تردد واشنطن في اتخاذ قرارات صعبة في هذا المجال، مثل الاعتراف بالحكومة أو التعهد بمساعدتها وخاصة إذا كانت متواجدة على الأراضي المحررة في الشمال.
وحول التطورات الميدانية، رأى فورد أن “المعارضة المسلحة تتقدم بشكل تدريجي على الأرض، ورأينا الأسبوع الماضي كيف سيطرت على القاعدة الجوية في تفتناز.. ولكن إراقة الدماء في الوقت ذاته أمر رهيب”.
وحول ما إذا كانت مخاوف واشنطن من التيارات السلفية وتحديداً جبهة النصرة تمنعها من تسليح المعارضة غير المتشددة، قال: “أولاً، نحن صنفنا جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً بسبب علاقتها بتنظيم القاعدة في العراق، هذه العلاقات واضحة، ولدينا تجربة مرّة مع القاعدة في العراق…”.
وتابع فورد: “ولذلك نحن نحذر أصدقاءنا في سوريا من هذه الجبهة”. وأضاف: “أما بالنسبة للتسليح أو عدم التسليح، ومع أن الرئيس أوباما قال إن جميع الاحتمالات موجودة، ولكن أهم شيء بالنسبة لنا هو الحل السياسي…”.
فورد: نحن لا نريد تقسيم سوريا
وحول التقويم القائل إن بشار الأسد سوف يواصل حربه ضد المعارضة المسلحة من دمشق إلى أن يضيق الخناق عليه ويضطر إلى الانسحاب إلى اللاذقية لمواصلة القتال من المنطقة التي تتواجد فيها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها، الأمر الذي سيؤدي إلى تقسيم سوريا فعلياً، قال فورد: “نحن لا نريد تقسيم سوريا، بالعكس، نحن مع وحدة سوريا وسيادتها الكاملة على جميع أراضيها”.
وعاد للقول إن مجلس الأمن والمجتمع الدولي يجب أن يكثفوا من الضغوط على النظام السوري للتنحي ولتسهيل عمليات الإغاثة.
وحول نصائح واشنطن لأصدقائها في المعارضة بضرورة توفير الضمانات الأمنية للطوائف السورية وتحديداً للطائفة العلوية، قال فورد: “الكثيرون في الطائفة العلوية يخافون من إعادة تجربة رواندا، أي حدوث مجازر واسعة النظاق ضدهم”.
وتابع فورد: “ليس لدي أي شك أن الأكثرية الساحقة من الناشطين في المعارضة ليس لديهم أي تخطيط للقيام بمجازر بعد سقوط نظام الأسد”. وتابع فورد: “ولكن في الوقت ذاته هذه المخاوف موجودة ولذلك على الائتلاف السوري معالجتها. وطبعاً في ظل نظام ديمقراطي سوف تكون هناك أكثرية حاكمة وأقلية، حيث هناك اعتراف واحترام لحقوق جميع المواطنين السوريين والتزام بحمايتها بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية أو العرقية…”.
100 ألف لاجئ سوري شهرياً.. ومقاتلون أجانب يدعمون الأسد
صحيفة بريطانية تؤكد وجود مسلحين من حزب الله والعراق يحاربون المعارضة
فورد: واشنطن تعتزم تكثيف تحركاتها لإغاثة لاجئي سوريا
القوى الكبرى تدعو إيران إلى العودة لطاولة المفاوضات
دبي – قناة العربية
مع تصاعد وتيرة العنف في سوريا تزداد وتيرة تدفق اللاجئين السوريين إلى دول الجوار، ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مسؤولين في الأمم المتحدة أن نحو مئة ألف لاجئ سوري يغادرون شهريا إلى دول الجوار، ويلجأون إلى أماكن غير صالحة للسكن.
وذكر التحقيق، أنه رغم الظروف المُناخية القاسية في تركيا والأردن ولبنان والعراق، إلا أن السوريين فضلوا الخروج من داخل سوريا هربا من الوضع هناك.
وتوقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يصل العدد الإجمالي للاجئين السوريين إلى أكثر من مليون لاجئ خلال شهر يونيو/حزيران القادم.
وإلى ذلك، أشارت صحيفة “تايمز” البريطانية إلى وجود دلائل على مشاركة مقاتلين أجانب يحاربون لدعم نظام الأسد في سوريا، بينهم عناصر من حزب الله ومن العراق.
وكشفت الصحيفة عن شريط فيديو جديد يتم تداوله في معظم المناطق اللبنانية الموالية للنظام، يظهر فيه مسلحون يلبسون زياً مشابهاً لعناصر قوات النظام، وهم من حزب الله اللبناني ومن العراق يحاربون ضد المعارضة.
105 قتلى بسوريا وانفجارات بدمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أسفرت العمليات العسكرية الحكومية في سوريا الأربعاء عن مقتل 105 أشخاص في مدن عدة، في الوقت الذي استمر فيه القصف الجوي على بلدات بريف دمشق وحمص وحلب وسيطر الجيش الحر على مخفر حدودي مع الأردن.
وتحدث ناشطون عن وقوع انفجارات ضخمة في شارع خالد بن الوليد في وسط العاصمة دمشق.
في حمص وسط البلاد جدد الطيران الحربي غاراته الجوية على حيي جوبر وجورة الشياح وسط أوضاع إنسانية سيئة وفقا لما ذكر ناشطون.
وأرسلت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى مدينة داريا في الريف الدمشقي بعد أشهر من العمليات العسكرية في هذه المنطقة المحاذية لمطار المزة العسكري.
وشن الطيران السوري غارة جوية على بلدة عقربا في ريف دمشق بالتزامن مع قصف عنيف بقذائف الدبابات والهاون واشتباكات “عنيفة” بين الجيش الحر وقوات النظام حسب مصادر المعارضة.
وفي حلب شهدت بلدة قبتان الجبل قصفا مدفعيا إضافة إلى اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة في بلدة الواحة في ريف المدينة.
وقال ناشطون إن الجيش السوري الحر سيطر على مخفر على الحدود مع الأردن، واشتبك مع الجيش النظامي في بلدة تل شهاب الحدودية في درعا.
آموس: المدنيون يدفعون ثمن فشل المجتمع الدولي بسوريا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — حدد نشطاء سوريون حصيلة ضحايا اليوم الأربعاء من قتلوا برصاص القوات الموالية للنظام بـ60 قتيلاً، حتى اللحظة، فيما قالت مسؤولة بالأمم المتحدة إن المدنيين يدفعون ثمناً “رهيباً” لإخفاق الأسرة الدولية في الاتفاق لوضع حد للأزمة الدموية التي تطحن سوريا.
قالت “لجان التنسيق المحلية في سوريا”، وهي هيئة معارضة توثق وتنقل الأحداث بالداخل، إن معظم ضحايا اليوم سقطوا في حلب حيث قتل 32 شخصاً.
ويذكر أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل قاطع ومستقل من أي من التقارير الواردة من سوريا نظراً لرفض النظام السوري السماح لها بالعمل داخل سوريا.
وفي الأثناء، ذكرت فاليري آموس، وكيلة الأمين العام للشئون الإنسانية، في تصريح من منتدى دافوس أورده موقع الأمم المتحدة، بأن “الأشخاص العاديين في سوريا يدفعون ثمنا رهيبا لفشل المجتمع الدولي في الاتفاق على خطوات حل الأزمة السياسية هناك.”
وعلى صعيد مواز، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، مهمة المبعوث الدولي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، بأنها بالغة الصعوبة.
كما أبدى كي مون والعربي دعمهما الكامل لجهود الإبراهيمي، وذلك خلال اتصال هاتفي بين المسؤولين تناول الأزمة المتدهورة في سوريا، طبقاً للمصدر.
فرار 20 الف لاجيء سوري الى الأردن خلال أسبوع
عمان (رويترز) – قال وزير خارجية الأردن ناصر جودة يوم الأربعاء ان نحو 20 الف لاجيء سوري فروا الى المملكة في الأيام السبعة الأخيرة بسبب تصاعد حدة العنف في جنوب سوريا وهو أسرع تدفق للاجئين منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد قبل عامين.
وأضاف جودة لرويترز إن معدل تدفق اللاجئين السوريين الى الأردن لم يسبق له مثيل وكان أكبر من اي وقت مضى طوال العامين الاخيرين. واضاف ان 20 ألف سوري دخلوا الأردن منذ يوم الخميس.
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)