أحداث الأربعاء 25 نيسان 2018
دي ميستورا يؤكد فشل «خلوة السويد» ويحذر من حلب ثانية في إدلب
موسكو- سامر إلياس
ألحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا أمس على استئناف محادثات السلام السورية تحت إشراف أممي، في وقت بدا واضحاً إصرار النظام السوري وحلفائه على فرض واقع جديدٍ على الأرض يُعزز موقفه قبل الدخول في أي محادثات.
والتأم أمس في بروكسيل مؤتمرٌ دولي للمانحين، يستضيفه الاتحاد الأوروبي، ويُختتم اليوم بلقاء موسع يحمل عنوان «مستقبل سورية والمنطقة». واستبقت موغيريني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع دي ميستورا، اجتماع الدول الضامنة في عملية آستانة (روسيا وإيران وتركيا) المقرر الشهر المقبل في طهران، وحضتهم على «المساعدة في وقف النار»، فيما بدا دي ميستورا غير متفائل عندما كشف أن «خلوة السويد» لأعضاء مجلس الأمن «أخفقت في مسعاها لتخطي الانقسامات العميقة في شأن كيفية إنهاء الحرب في سورية، وإن برّدت درجة حرارة الأجواء». لكنه أضاف: «هل أثمر ذلك عن حل الانقسام في مجلس الأمن إزاء سورية أو تجنبه؟ لا»، واصفاً الأزمة السورية بـ «أكبر مشكلة تواجهها الأمم المتحدة». ولفت إلى أن المكاسب التي حققتها دمشق وحلفاؤها على الأرض في الحرب «لا تخدم البلاد نحو السلام، بل عقّدت الوصول إلى حل سياسي». ودعا إلى أن يكون اجتماع بروكسيل فرصة لكي لا تتحول إدلب إلى «حلب أخرى». وقال إن إدلب هي «التحدي الأكبر».
وشددت موغيريني على أن «الحل السياسي والمفاوضات هما الطريق الوحيد للخروج من الأزمة»، مؤكدة أن «سورية ليست رقعة شطرنج ولعبة جيوسياسية… وعلى السوريين أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم». وأكدت أن على روسيا وإيران وتركيا «ليس فقط مسؤولية في المساعدة بوقف النار وإنما لها مصلحة».
ويهدف مؤتمر بروكسيل للمانحين إلى جمع أموال لمساعدة سورية، وتشجيع تحريك مفاوضات جنيف التي لم تفض حتى الآن إلى نتيجة. وقال المفوض الأعلى للاجئين فيليبو غراندي في كلمته الافتتاحية: «نشهد أحد أكبر أشكال الفشل السياسي في القرن الـ21»، فيما لفت رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية مارك لوكوك إلى أن «الموارد التي يمكن أن نتوقع الحصول عليها العام الحالي، لا يمكنها تلبية كل الحاجات الملحة».
ويأمل المنظمون بجمع تسعة بلايين دولار (7.3 بليون يورو). وقال لوكوك ان مبلغ 3.5 بليون دولار (2.8 بليون يورو) ضروري للمساعدة الإنسانية في سورية، و5.6 بليون دولار (4.5 بليون يورو) لدعم اللاجئين في دول الجوار.
بموازاة ذلك، دعت روسيا إلى عدم الربط بين إعادة الإعمار وتقديم نظام بشار الأسد أي تنازلات سياسية، وطالبت الغرب بتوجيه جزء من المساعدات الموعودة في مؤتمر بروكسيل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وبالتزامن مع الإعلان عن توجه فرقاطتين روسيتين وسفينتي حراسة إلى البحر الأبيض المتوسط لإجراء مناورات، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجموعة من الدول بتدمير سورية، وقال إنه خلافاً لتصريحات الإدارة الأميركية عن نية الانسحاب منها، فإن «الواقع عكس ذلك»، فيما أشار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى «تهيئة كل الظروف لاستعادة سورية كدولة موحدة لا يمكن تقسيمها. لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب بذل الجهود، ليس من روسيا فحسب، بل ومن الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي».
وفي مؤشر إلى إصرار النظام السوري على الحسم العسكري، وعلى وقع استمرار الغارات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي في جنوب دمشق، حدّد النظام ريفَ حمص الشمالي هدفاً مقبلاً لعملياته العسكرية بعد إتمام اتفاقات الاستسلام في القلمون، والتهجير من الغوطة الشرقية. فبعد «هدوء مريب» أمس في ريف حمص الشمالي (المزيد ص3)، قال وزير المصالحة السوري علي حيدر «إن الحكومة ستركز على استعادة جيب خاضع لسيطرة المعارضة شمال حمص بعد تأمين المناطق المحيطة بدمشق». ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن مصدر عسكري برتبة عميد، قوله إن قوات النظام في ريف حماة الجنوبي «تعمل على سد الثغرات الميدانية كافة، بعد هجمات شنتها عناصر «جبهة النصرة» التي حاولت الوصول إلى محطة «الزارة» الحرارية المهمة، والتي تغذي مناطق واسعة بالطاقة الكهربائية.
معركة صعبة تنتظر النظام وإيران في ريف حمص الشمالي
موسكو – سامر إلياس
شهدت الأوضاع الميدانية في ريف حمص الشمالي «هدوءاً مريباً»، وفق وصف أحد القادة الميدانيين المعارضين في اتصال مع «الحياة». وفور انتهاء معارك الغوطة الشرقية وخروج المقاتلين من القلمون الشرقي، بدأت التكهنات حول وجهة النظام السوري المقلبة، ويبدو أن تداخلات منطقة الجنوب الإقليمية والدولية، وقربها من إسرائيل رجحت كفة الريف الشمالي لحمص، لكن وفق مئات الضباط المدربين على الحرب والمطلعين على أسلحة النظام وتكتيكاته، فإن المعركة «تبدو أصعب بكثير» في واحد من آخر جيوب المعارضة المسلحة في سورية.
ويدخل ريف حمص الشمالي ضمن مناطق «خفض التصعيد» وفق تفاهمات «آستانة» في 4 أيار (مايو) 2017 بين روسيا وتركيا وإيران. وبعد مفاوضات بين ممثلي وزارة الدفاع الروسية والمعارضة المسلحة، رعتها القاهرة في 31 تموز (يوليو) 2017، أعلنت موسكو في 3 آب (أغسطس) 2017 تشغيل منطقة خفض التصعيد بدءاً من اليوم التالي، وتضمن الاتفاق وجود شرطة عسكرية روسية في 3 نقاط لتمرير المساعدات وانتقال المدنيين والمرضى من وإلى الريف الشمالي لحمص.
ويسعى النظام منذ سنوات إلى استرداد السيطرة على المنطقة الاستراتيجية لقطعها الطريق الدولي من حمص إلى حلب، وعقدة المواصلات الاستراتيجية في الرستن التي تقسم سورية إلى قسمين. واشترط النظام أكثر من مرة فتح الطريق كشرط في المفاوضات في آستانة وغيرها. وتحاذي الخزان البشري للنظام في منطقة الغاب وغرب ريف حمص.
وتصل مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية إلى 350 كيلومتراً، خرجت عن سيطرة النظام منذ عام 2013، وتمتد المنطقة جنوباً من الدار الكبيرة المتاخمة لمدينة حمص مروراً بتلبيسة إلى مدينة الرستن شمالاً، ومن المشرفة شرقاً إلى الحولة غرباً. ويعيش في المنطقة حاليا قرابة 400 ألف مدني وهو نحو نصف العدد عند بداية الأحداث في سورية في 2011. وتنشط عدد من الفصائل المسلحة ويبلغ إجمالي المسلحين بنحو 12 ألفاً، وفق مصادر عسكرية معارضة تحدثت إليها «الحياة»، قدرت أن «500 ضابط منشق عن جيش النظام يحاربون في المنطقة تتراوح رتبهم بين ملازم وعميد قبل انشقاقهم وانحيازهم للثورة».
وقال الناطق باسم «حركة تحرير الوطن» النقيب رشيد حوارني إن التصعيد الأخير بدأ بعد فشل جولة من «مفاوضات الخيمة» مع الجانب الروسي. وأوضح حوراني في اتصال مع «الحياة» أن «المفاوضين الروس طلبوا من الوفد المعارض عقد المفاوضات في سيارة زيل عسكرية روسية، أو الانتقال إلى فندق سفير حمص الخاضع لسيطرة النظام وهو ما رفضناه واعتبرناه مهيناً لضباط منشقين برتب عسكرية رفيعة». ولفت إلى «إصرار الروس على التفاوض في مناطق تخضع لسيطرة النظام على رغم أن المسافة التي اقترحها الروس لا تبعد سوى نحو 100 متر عن خيمة التفاوض».
واتهم حوراني المفاوضين الروس بـ «السعي إلى فرض شروط النظام وإعادة تأهيله والاعتراف به». ولفت إلى أن «الجانب الروسي شارك النظام والميليشيات الطائفية الإيرانية منذ خريف 2015 في خمس حملات فاشلة على رغم استخدام مختلف صنوف الأسلحة». وتوقع «فشل» الحملة الحالية، موضحاً أن «النظام وحلفاءه سيجدون صعوبة نظراً للمساحة الجغرافية الواسعة للريف، وطول محاور القتال، وزيادة قدرة الفصائل المسلحة مقارنة بالمرات الماضية». وقال إن «الرصد كشف عن وجود نقص بشري في قوات النظام مقابل وجود وفرة في صفوف المعارضين ووجود ضباط سابقين برتب عالية يعلمون تكتيكات النظام ويجيدون الفنون العسكرية». وأكد أن مقرات مقاتلي المعارضة بعيدة عن الأماكن السكنية.
تصاعد المواجهة الأمريكية ـ الروسية في البحر المتوسط من سوريا حتى المغرب
خطط لنشر حاملة الطائرات «ترومان»… وموسكو تبقي سفينة حربية قرب جبل طارق
مدريد ـ «القدس العربي» ـ من حسين مجدوبي: ينوي البنتاغون تخصيص حاملة الطائرات هاري ترومان في البحر الأبيض المتوسط للرد على تزايد الوجود الروسي في المنطقة، والذي انضاف إليه أخيرا الوجود الصيني، وهذا يبرز مدى عودة الحرب الباردة بين الغـــرب وروسيا بل وحتى الصين.
في هذا الصدد، كتبت جريدة جريدة «أخبار الدفاع» الأمريكية أخيرا نقلا عن مصادر عسكرية عن نية البنتاغون نشر حاملة الطائرات ترومان في البحر الأبيض المتوسط والبقاء فيه وعدم استمرارها في ما يعرف باكتمال الدورة حول الأرض، حيث تنطلق حاملات الطائرات من نورفولك في فيرجينيا وتمر عبر قناة السويس ثم المحيطين الهندي والهادىء قبل العودة إلى الشواطئ الأمريكية لتكون جاهزة في مختلف مناطق العالم للتحرك.
ولكن أمام التطورات التي تشهدها منطقة البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في شرقه بسبب النزاع السوري، قد يقرر البنتاغون إبقاء حاملة الطائرات ترومان راسية في البحر المتوسط. وتبرر مصادر عسكرية رفيعة في تصريحات للجريدة المذكورة القرار بمواجهة ارتفاع الوجود العسكري الروسي في المتوسط خلال السنة الأخيرة.
ولن يقتصر الأمر فقط على حاملة الطائرات بل بالمجموعة الكاملة التي تتحرك معها، وهي سفن حربية وغواصة، بل وربما ستكون بجانبها تلك السفن الكبيرة المخصصة للدعم اللوجيستي. ويأتي قرار البنتاغون بتعزيز وجوده في المتوسط تماشيا مع استراتيجية الدفاع الجديدة التي جعلت من المتوسط نقطة رئيسية للوجود فيه وإن كانت أقل من المحيط الهادىء.
وستقوم حاملة الطائرات في حالة رسوها بتهدئة مخاوف الأوروبيين الذين يرقبون بقلق كبير ظاهرة ارتفاع عدد السفن الحربية الروسية في المتوسط، وكذلك للضغط على رئيس سوريا بشار الأسد بفكرة أن البنتاغون قد يتدخل في أي وقت خاصة إذا عاد واستعمل السلاح الكيميائي ضد المدنيين. في الوقت ذاته، ستتم مراقبة السفن الحربية الصينية التي بدأت تتوافد على البحر المتوسط خلال السنة الأخيرة.
ويعتبر البحر المتوسط من نقاط عودة الحرب الباردة في الوقت الراهن بين الغرب وروسيا ونسبيا الصين. وتوجد مختلف السفن الحربية في شرق المتوسط بسبب النزاع السوري، ومنها الروسية والبريطانية والفرنسية والأمريكية أساسا. ومن جهة أخرى، ونظرا لاحتواء قاعدة روتا جنوب اسبانيا سفينتين عسكريتين للدرع الصاروخي، فقد قررت روسيا رسو سفينة حربية بشكل دوري بالقرب من المياه المغربية – الإسبانية لمراقبة قاعدة روتا والسفن العسكرية الغربية التي تمر عبر مضيق جبل طارق.
وكانت روسيا والصين قد أجريتا مناورات عسكرية في المتوسط خلال السنة الماضية، وتنوي الصين نشر وحدة عسكرية بحرية في المتوسط بشكل دوري ضمن استعراض قوتها العسكرية، كما تفعل قوى أخرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا.
هافنغتون بوست: أكاديميون موالون للأسد يروجون أنهم يتعرضون مثله لمؤامرة
لندن ـ “القدس العربي” ـ إبراهيم درويش
عبر عدد من الأكاديميين البريطانيين الذين يحسبون على المعسكر الموالي لنظام بشار الأسد ان النقد الموجه إليهم ناجم عن حملة تشويه ضدهم. وقال كريس يورك في تقرير نشره موقع “هافنغتون بوست” إن الأكاديميين الذين يقومون بالترويج للنظريات المؤيدة للنظام حول الحرب السورية يعتبرون أنفسهم ضحايا نظرية مؤامرة. وقال البرفسور بيرز روبنسون من جامعة شيفيلد للقناة التلفزيونية الروسية “سبونتيك” إن هناك “لاعبون أقوياء في الحكومة البريطانية قلقون جدا جدا”، فيما كتب البرفسورر تيم هيوارد من جامعة إدنبرة في مدونته من أن المقالات التي تتحدث عن اعتماده على نظريات المؤامرة كمصدر لمعلوماته هي بمثابة “حملة تشويه منسقة”. ويعتبر كل من هيوارد وروبنسون أعضاء في مجموعة العمل من اجل سوريا: الدعاية والإعلان، وهي مجموعة أنشأها عدد من الأساتذة من أصحاب الميول اليسارية لدراسة “دور كل من الإعلام والدعاية” وتقديم تحليل “موثوق” ومعمق يستفيد منه الصحافيون وصناع السياسة والرأي العام. إلا أن رفض المجموعة الاعتراف بالجرائم التي يقوم بها النظام وتأكيدهم على أن عمال الإنقاذ أو الدفاع المدني في مناطق المعارضة هم أداة في الدعاية الإرهابية لهذه المجموعات أدت لاتهام أعضائها بأنهم يحاولون تببيض صفحة النظام وجرائمه ويروجون لنظريات المؤامرة. ولم يعترف لا هيوارد أو روبنسون بالقلق الذي عبر عنه السوريون الذين قابلهم موقع هافنغتون بوست. وقال هيوارد “ربما أساء من قام بحملة التشويه الحدس العام والرغبة بالعدل والشهية للبحث عن الحقيقة. فمن خلال تنسيق حملة التشويه المنسقة فقد كشف من يملكون السلطة المركزية على المعلومات ما لا يريدون أن يكشف. ولن يكون أي واحد يقرأ كلماتهم أكثر حكمة حول المشكلة المزعومة عن “المروجين للأسد، إلا أن أي شخص يفكر بهذه الحملة الخارقة سيعرف بأنهم يؤشرون بضوء النيون على الأشخاص الذين يجب أن يستمعوا وبالتأكيد أن لا يقلدوا”. وفي حديث عن الوضع قال روبنسون لقناة سبونتيك “أعتقد ان هذا يظهر لك بوضوح جدا أن الأسئلة التي يطرحونها هي مهمة بشكل كبير وبالعودة إلى صحيفة “ذا تايمز″ أعتقد ان على كل واحد مساءلة نفسه، لماذا يتم الهجوم على مجموعة صغيرة من الأكاديميين على الصفحات الأولى، ألا يقول هذا للناس أننا أصبحنا على ما يبدو قضية جعلت من اللاعبين الأقوياء في الحكومة البريطانية يشعرون بالقلق”. ويترأس روبنسون قسم دراسات الدعاية في جامعة شيفيلد. وتعتبر قناة سبونتيك في مقدمة الجبهة الرقمية ضد الغرب. وفي العام الماضي استقال مراسل القناة في واشنطن لأنه تعرض لضغوط من مسؤوليه للكتابة أن أحد موظفي اللجنة القومية للحزب الديمقراطي سيث ريتش، اغتيل انتقاما على تسريب وثائق اللجنة لويكليكس.
“الحمقى المفيدون”
وشارك روبنسون بشكل دوري ببرامج قناة روسيا اليوم (أر تي) والتي تدعمها الحكومة وتعتمد على “الحمقى المفيدين” لتقديم المصداقية لما تقدمه من مواد. ومنذ أن بدأ موقع “هافنغتون بوست” سلسلته عن حملات التضليل في الحرب السورية ضاعف كل من هيوارد وروبنسون من جهودهما بشأن المزاعم على الواقع في سوريا. ويقومان بإعادة نشر تغريدات للمدونة فانيسا بيلي والتي كانت في رحلة نظمتها الحكومة في دوما التي يحاول فيها مفتشو منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية جمع عينات حول الهجوم الكيماوي الأخير في البلدة. وانخرط القادة الدينيون وأعضاء البرلمان واللوردات في نقاشات بعد الرحلة التي نظمها النظام حيث تم عرض صور تزعم ان الهجوم الكيماوي مفبرك، وبحضور الشرطة السرية السورية.يذكر أن الكاتب اتصل بجامعتي إدنبرة وشيفيلد من أجل التعليق.
الطائرات الانتحارية المففخة… آخر صيحات اقتتال فصائل الشمال السوري
حلب – «القدس العربي»: تطور الصراع والتناحر الداخلي بين فصائل كبرى فصائل الشمال السوري، لينتقل الاقتتال بين هيئة تحرير الشام، والذي تعتبر جبهة «فتح الشام-النصرة» سابقاً، أبرز مكوناته، مع جبهة تحرير سوريا، والمكون من تحالف «أحرار الشام ونور الدين الزنكي» إلى استخدام الأسلحة الجوية في ضرب كل منهما أهداف الآخر.
مصادر ميدانية في محافظة إدلب، شمال سوريا، أكدت لـ «القدس العربي»، تنفيذ ثاني هجوم جوي بواسطة طائرات مسيرة «من دون طيار» ضد مواقع لـ «هيئة تحرير الشام» في جبل الزاوية في ريف إدلب، إذ ضربت طائرة انتحارية مفخخة موقعاً عسكرياً في بلدة «كنصفرة».
استخدام الطائرات الانتحارية بين الفصائل المتناحرة في الشمال السوري، يأتي بعد أسابيع من استخدام طرفي الصراع للطائرات المسيرة لأغراض التجسس على الطرف الآخر، تمهيداً لضرب مواقع كليهما بالمدفعية الثقيلة أو قذائف المورتر.
مراصد عسكرية للمعارضة في الشمال السوري، أفادت بأن الفصائل المتقاتلة بدأت، في استخدام الطائرات المسيرة بدون طيار «درون» في القتال، عن طريق تطويرها لتحمل القنابل المتفجرة، لتستخدم مؤخراً كسلاح انتحاري في ضرب مواقع المتقاتلين.
كما شهدت أسابيع الصراع الداخلي، الممتد منذ شهر شباط – فبراير من العام الحالي، إسقاط طائرات مسيرة عدة من قبل طرفي الصراع، ويأتي استخدام الطائرات المفخخة بعد زج «تحرير الشام» و»تحرير سوريا» لكافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في المواجهة بينهما، فيما لا تزال خارطة الصراع غير مستقرة، بعد فشل كل من الجانبين في كسر الطرف الآخر.
إلا أن هيئة تحرير الشام، سيطرت بعد تجدد المواجهات مع جبهة تحرير سوريا، على العديد من المدن والبلدات التي كانت تحت سيطرة «الجبهة»، وأبرز تلك المدن «مدينة خان شيخون، الشيخ مصطفى، كفرعين، صهيان»، وغيرها في ريف إدلب الجنوبي.
وتشهد أرياف حلب وإدلب منذ مطلع شهر شباط الماضي، اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن قتلى وإصابات بين المدنيين، وقطع الطرقات وشل الحركة المرورية والتجارية، وسط مظاهرات للأهالي ضد «تحرير الشام»، ودعوات لتحييد المدن والبلدات عن الاقتتال.
الفصائل المعارضة تصر على رفض مبادرة طلاس… والروس يهددون «هيئة التفاوض» بالتهجير
النظام يصعّد هجماته في ريف حمص ومخاوف من تكرار سيناريو الغوطة
إنطاكيا – «القدس العربي»: تتسارع وتيرة الاحداث في ريف حمص الشمالي عقب حديث مسؤولي النظام عن قرب شن هجوم واسع ضد ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، في تكرار على ما يبدو لسيناريو الغوطة الشرقية.
وتشير الانباء إلى ان روسيا طلبت من النظام تأجيل معركته، لإتاحة المجال أمام المفاوضات التي تجريها مع هيئة التفاوض التابعة للمعارضة في ريف حمص، وكذلك من أجل الوصول لحل، وفق مبادرة رجل الأعمال المقرب من الروس فراس طلاس الذي قدم مبادرة باقتراح روسي، يقضي بتسيلم الفصائل سلاحها الثقيل، وخروج من يرغب من العسكريين والمدنيين من ريف حمص ووضع الريف تحت ادارة روسية، بالاشتراك مع بعض الفصائل التي تقبل هذه المبادرة.
لكن مبادرة طلاس هذه واجهت عقبات كبيرة من الفصائل المعارضة، خاصة فيما يتعلق بمسألة تسليم السلاح، كما أن مصادر من هيئة التفاوض بريف حمص الشمالي، قالت ان روسيا تمارس ضغوطاً عليها، وخيرتها بين القبول بشروطها، او انهاء «خفض التصعيد» ودفع النظام لفتح معركة ريفي حمص وحماة، إلا أن هيئة التفاوض طلبت أن تكون تركيا هي الضامن لأي اتفاق، وفي ظل هذا التوتر لم تتوقف هجمات الفصائل ضد مواقع النظام في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، خصوصاً بعد محاولات تقدم الأخير على جبهات عدة.
يعتقد ناصر النهار، القيادي في الفيلق الرابع التابع «للجيش الوطني السوري» المشكل حديثاً، ان النظام مصر على اقتحام ريف حمص الشمالي وذلك لاستكمال السـيطرة على محـافظة حمـص بـشكل كامل.
وقال القيادي في حديث لـ»القدس العربي» إن مبادرة فراس طلاس هي مجرد كلام إلى الآن ولا يوجد اي شيء رسمي، وأظن أن هذه المبادرة لا تلقى اي قبول، فعلى الفصائل في الشمال السوري الوقوف معنا والتخفيف عنا قدر المستطاع».
ويضيف القيادي النهار «النظام يحاول الوصول إلى مناطق استراتيجية وتلال عالية، من أجل قطع الطرقات والسيطرة على الريف الحمصي، فالنظام يقوم بقصف مدفعي عنيف يستهدف بلدات وقرى ريف حماة الجنوبي بالجهة الشرقية من ريف حمص الشمالي، بالاضافة إلى محاولات تسلل على جبهة الحمرات».
ويرى الناشط أبو الهدى الحمصي، أن سيناريو الغوطة الشرقية وداريا واحياء حمص المحاصرة، سيتكرر ما لم يتوحد الثوار في غرف عمليات مشتركة ونزع الخلافات فيما بينهم.
ويوضح في حديثه لـ»القدس العربي» «تستطيع الفصائل في حمص الصمود في حال انشغال النظام في أكثر من جبهة، فعلى الفصائل في الشمال التحرك لأن النظام اذا نجح وسيطر على ريف حمص الشمالي سيشن هجوماً بعدها على أرياف حماة وإدلب، لكن الفصائل في ريف حمص كثيرة ويمكنها الصمود، وهي جيش العزة والفيلق الرابع واحرار الشام بالاضافة إلى «هيئة تحرير الشام».
وفي هذا الصدد يكشف يعرب الدالي عضو المكتب الإعلامي بالرستن، أن هناك خطين للمفاوضات مع الروس ، الأول بين هيئة التفاوض عن ريف حمص والجانب الروسي، الذي يأتي استكمالاً لاجتماعات سابقة منذ اعلان استانة، اما الخط الثاني فهو مبادرة فراس طلاس الذي عرض مبادرته على الطرفين «هيئة التفاوض» و»الروس» وتم تشكيل لجنة في ريف حمص من اجل دراسة المبادرة، ولم يتم حتى الان، رفضها بشكل كامل، ولا قبولها.
وقال الدالي في حديث لـ»القدس العربي»: «الروس ابلغوا هيئة التفاوض بأن الحل هو تسليم السلاح وتهجير من لا يوافق على الطرح الروسي، لكن هيئة التفاوض رفضت الرؤية الروسية هذه، وتم تأجل الاجتماع بين الطرفين، لكن الروس طلبوا أن تكون المفاوضات داخل مناطق النظام الامر الذي رفضته هيئة التفاوض، ومن ثم قام الروس بإلغاء اجتماع يوم الاحد الماضي، أعقبه تصعيد جوي روسي طال مناطق الحـولة وغيـرها في ريف حمص وحماة المحاصـرين».
ويسـتبعد الدالـي تكـرار سيناريو الغوطة في ريف حمص، قائلاً «سيناريو الغوطة مستبعد، لأنه لا يوجد لدينا انقسامات وخلافات بين الفصائل، كما كان الامر في الغوطة، فعندنا توافق عسكري بين الفصائل كما رأينا منذ ايام، حيث نجحت الفصائل بصد تقدم قوات النظام وانتقلت فوراً إلى الهجوم، وسقطت بيدها قرى للنظام منها قرية قبة الكردي، وايضاً هناك قرى موالية مجاورة لنا يمكننا الضغط على النظام من خلالها، كما ان هناك مناطق حيوية للنظام يمكن للثوار قصفها لتخفيف اي هجوم عسكري على ريف حمص، فهيئة التفاوض ترفض التهجير ، واعتقد انه سيكون هناك حل يقوم على شبه نظام حكم ذاتي لريف حمص، لأن هيئة التفاوض متفقة مع الفصائل، وفيها مدنيون وعسكريون، وهذا يعني هناك توافق سياسي وعسكري في ريف حمص».
على غـرار أسلوب الأسد.. «الوحدات الكردية» تفرض على المقيمين في منبج «التجنيد أو التسوية»
منبج – «القـدس العربـي»: فرضت الوحدات الكردية، عبر ما يعرف بـ «لجنة الدفاع» المنضوية تحت مظلة «الإدارة الذاتية»، على شباب مدينة منبج وريفها، التجنيد الإجباري تحت اسم «الالتحاق بواجب الدفاع الذاتي»، فيما لا تزال خارطة الطريق المتفق عليها بين تركيا والولايات المتحدة حول المدينة غير واضحة النتائج.
وفي التفاصيل، فرضت لجنة «الدفاع» التابعة للإدارة الذاتية التي تسيطر على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، منذ شهر آب – أغسطس عام 2016، على شباب المدينة وريفها، من أعمار 18 حتى 29 السوق الإجباري للخدمة العسكرية ضمن صفوف الوحدات الكردية تحت مسمى «الدفاع الذاتي»، لمدة تسعة أشهر، وللمتخلفين عن الخدمة عشرة أشهر، بالإضافة إلى غرامات مالية.
كما طالبت اللجنة التابعة للوحدات الكردية، عصب الإدارة الذاتية، المقيمين في مدينة منبج وريفها، بالتوجه الفوري إلى مراكز «الدفاع الذاتي»، من أجل «تسوية أوضاعهم، في سياسة متطابقة مع تلك التي يديرها النظام السوري في المدن والبلدات التي هجر مقاتليها وأهاليها نحو الشمال السوري، حيث ألزم الأسد كل من بقي في مدينته «المصالحة والتسوية ومن ثم التجنيد».
وأعطت لجنة الدفاع، المتأخرين عن تسوية أوضاعهم، مهلة لنهاية شهر تموز من عام 2018 من العام الحالي، متوعدة المتخلفين بالمحاسبة، وأضافت اللجنة أن أي تخلف عن المراجعة يعرض الشاب للسوق الإجباري من قبل «الانضباط العسكري» التابع لها.
وفي 16 من شهر نيسان- أبريل الحالي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده والولايات المتحدة أعدتا خارطة طريق بشأن مدينة منبج شمالي سوريا الخاضعة لسيطرة تنظيم «ب ي د»، وأشار إلى أن «البلدين سيقرران من سيدير ويفرض الأمن في منبج».
ويسيطر تنظيم «ب ي د» الامتداد السوري لمنظمة «بي كا كا»، على معظم أجزاء محافظتي الحسكة والرقة وصولا إلى مدينة منبج بريف حلب، شمال سوريا.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت قد أرسلت مؤخراً تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة حليفتها «الوحدات الكردية»، وشملت التعزيزات العسكرية نحو 300 عسكري وعدداً كبيراً من العربات المدرعة والمعدات الثقيلة، ووصلت إلى المنطقة الفاصلة بين مدينة منبج ومنطقة «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي، قادمة من القاعدة العسكرية الأمريكية في بلدة صرين.
كما شهدت مدينة منبج، خلال الأسبوعين الفائتين، تطوراً جديداً، تمثل بدخول قوات فرنسية إلى المدينة، وإقامة نقاط لوجستية لها، بالقرب من القواعد العسكرية التي كانت قد أقامتها الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً في المدينة.
اتفاق بين فصائل المعارضة في ريف دمشق الجنوبي والروس بحضور ابنة مدير المخابرات السابق «كنانة حويجة»
دمشق – «القدس العربي»: توصلت لجنة المفاوضات المشاركة في العملية التفاوضية عن أهالي ومقاتلي بلدات ريف دمشق الجنوبي إلى اتفاق اولي مع النظام السوري الذي مثلته المذيعة «كنانة حويجة» إبنة إبراهيم حويجة مدير مخابرات القوى الجوية السورية الأسبق، الجانب الروسي، بهدف تحييد المنطقة عن قصف المقاتلات الحربية السورية والروسية وعقد «مصالحة» في المنطقة تقضي إلى خروج المقاتلين والأهالي الرافضين للتسوية إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالاً.
وحسب مصادر لـ»القدس العربي» فإن لجنة المفاوضات في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، التي تضم ممثلين عن فصائل جيش الإسلام، وجيش الأبابيل، وفرقة دمشق، وأحرار الشام، وشخصيات مدنية، اجتمعت مع ممثلي النظامين السوري والروسي.
وتباحث المجتمعون في آلية تسليم البلدات للنظام السوري وتحييد المنطقة عن الاستهداف، والقصف الذي طال جبهات بلدة يلدا، والعمل على ضبط الخروقات، حيث تقدمت لجنة المفاوضات للجانب الروسي، ورقة لضمانات امن البلدات وللخارجين منها، على ان تستمر المفاوضات اليوم الأربعاء لتثبيت القطاعات التي سيمنع استهدافها أو اقتحامها من قوات النظام.
وكان النظام السوري قد استهدف نقطة عسكرية لجيش الإسلام في بلدة يلدا امس الثلاثاء، اسفرت عن مقتل أكثر من 10 مقاتلين واصابة العشـرات بجـروح مفـاوتة.
من جانب آخر وصلت الدفعة الثالثة من مقاتلي وأهالي بلدات القلمون الشرقي «الرحيبة والناصرية وجيرد» إلى مناطق سيطرى المعارضة شمالي سوريا، وحسب مصادر ميدانية فإن القافلة تضم 410 أشخاص ضمن 11 حافلة.
وقالت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية انه «خلال 24 ساعة الماضية تم خروج 1072 شخصاً من المعبر. وتم نقلهم إلى قرية قلعة المضيق لمنطقة خفض التوتر في إدلب بـ 31 حافلة برفقة سيارات خدمة الأمن السورية وسيارات الإسعافات من قبل الهلال الأحمر العربي السوري وكذلك عسكريي الشرطة العسكرية الروسية».
وعند خروجهم سلم مقاتلو القلمون حسب حميميم « 12 قطعة من المعدات و7.5 ألف ذخيرة و115 قنبلة و37 محطة رادارية و5 قطع من مناظير التسديد وحزاماً ناسفاً إلى ممثلي مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة».
وأضاف المصدر انه منذ 20 نيسان تم خروج 3922 مقاتلاً واقارب لهم من القلمون الشرقية إلى الشمال السوري.
النظام يواجه مقاومة شديدة على يد «الدولة» في «اليرموك» وقواته تتكبد خسائر كبيرة في مواجهة التنظيم
وسط دعوات أممية للعودة إلى «جنيف» ومناشدات أهلية لإجلاء العالقين تحت الأنقاض
هبة محمد
دمشق- «القدس العربي» : ترتفع وتيرة الصراع بين تنظيم «الدولة» وقوات النظام السوري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والأحيـاء المحيطة به التضامن والقدم والعسالي وبلدة الحجر الأسود، جنوب دمشق، التي يسيطر تنظيم الدولة على معظم مساحتها، فيما ينتشر مقاتلو هيئة تحرير الشام التي تشكل النصرة قوامها في حي الريجة غرب المخيم.
ويحاول النظام السوري بإسناد جوي روسي، انتزاع السيطرة على المنطقة، بعد تعثر المفاوضات بين الطرفين، الامر الذي خلف مقتل أكثر من 13 مدنياً واضعافهم من العالقين تحت الأنقاض، وسط أوضاع وصفها البعض على انها كارثية، بسبب انعدام فرق الإنقاذ والاسعاف، وتدمير «مشفى فلسطين» الوحيد في مخيم اليرموك.
وحيال هذه الأوضاع وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة الأونروا، «بيير كرينبول» الطريق التي يعبرها نحو 900 طالبة وطالبة من لاجئي فلسطين في مخيم اليرموك للوصول إلى مدارسهم بـ»نقطة تفتيش الموت»، فيما تجري محاولات أممية لإعادة اطراف النزاع في سوريا إلى طاولة المفاوضات، حيث شدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا امس الثلاثاء على أن المكاسب التي حققتها دمشق وحلفاؤها على الأرض في الحرب السورية لا تقرب البلاد من السلام، حيث قال دي ميستورا خلال مؤتمر دولي للمانحين لسوريا يستضيفه الاتحاد الأوروبي في بروكسل، «نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، لم تؤد المكاسب العسكرية والمكاسب على الأرض والتصعيد العسكري لحل سياسي ولم تجلب أي تغيير، ما حدث هو العكس» فيما دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى ضرورة «استئناف محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثامن».
غوتيريش: الحل سياسي
فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انه ليس هناك حل عسكري للوضع في سوريا، وأن دعم الحل السياسي بشكل كامل يحتاج إلى نجاح محادثات جنيف التي تيسر الأمم المتحدة إجراءها، وكرر الأمين العام في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي ستافان لوفن في ستوكهولم، الدعوة إلى «ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى كامل الأراضي السورية وإلى كل المحتاجين، فضلا عن إيجاد طريقة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك القانون الدولي بهجمات الأسلحة الكيميائية غير المقبولة على الإطلاق» معرباً عن أمله في أن يثمر الحوار في إيجاد طريقة في المستقبل القريب للخروج من المأزق الذي أوقف حتى الآن الجهود للتوصل إلى آلية جادة للإسناد والمساءلة.
في الميدان
وتزامناً ارتكبت المقاتلات الحربية السورية والروسية مجزرة في بلدة «يلدا» التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة، حيث قصف الطيران الحربي نقطة عسكرية لجيش الإسلام في حي الزين بيلدا، ما اسفر عن مقتل قرابة الـ 10 مقاتلين واصابة العشرات بجروح، بينهم قائد جيس الإسلام في جنوب دمشق «ابو البراء».
واستهدفت المقاتلات الحربية أمس مخيم اليرموك واحياء التضامن والقدم والعسالي وبلدة الحجر الأسود بريف دمشق الجنوبي بأكثر من 85 غارة جوية وعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، والبراميل المتفجرة وصواريخ أرض أرض من نوع فيل، وذلك في سياق حملة عسكرية عنيفة يقودها النظام بمساعدة الميليشيات الفلسطينية الموالية منذ التاسع عشر من شهر نيسان الجاري، الامر الذي انتج تهديم مبانٍ سكنية وزيادة تدمير الشوارع والبنى التحتية المدمرة أصلاً، بالتزامن مع تواصل المواجهات بين القوات المهاجمة وتنظيم الدولة على محاور عدة اهمها «محور ساحة الطربوش» في مخيم فلسطين، وجبهات التضامن ومخيم اليرموك والقدم.
مصادر ميدانية اكدت لـ»القدس العربي» استهداف التجمعات السكنية في مخيم اليرموك والحجر الأسود والعسالي والمآذنية والقدم، بأكثر من 23 صاروخ ارض ارض، وعشرات القذائف من مختلف صنوف الأسلحة، وأكثر من 24 برميلاً متفجراً على الأحيـاء السكنية، فيما يعيش الأهالي «اوضاعاً كارثية» داخل الأحيـاء المحاصرة، مع استمرار اغلاق معبر ببيلا – سيدي مقداد لليوم السادس من قبل قوات النظام وقفدان مادة الخبز والخضار وشح مياه الشرب وارتفاع اسعار المحروقات بسبب منع قوات النظام ادخال المواد الغذائية والبضائع الي بلدات «يلدا – ببيلا – بيت سحم».
وأطلق مجموعة من ناشطي مخيم اليرموك نداء استغاثة، تحت عنوان «مخيم اليرموك يباد» لإنقاذ كبار السن والمدنيين العالقين تحت انقاض بيوتهم وإدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك، وذكر الناشطون ان «العديد من المدنيين وكبار السن لا يزالون عالقين في مخيم اليرموك لا يستطيعون الخروج إلى بلدة يلدا، فضلا عن وجود العديد من المدنيين العالقين تحت الأنقاض بـسبب كـثافة القصـف علـى الأحيـاء الجنـوبية».
وناشد القائمون على الحملة «جميع الأطراف وقف الأعمال العسكرية والاقتتال لمدة معينة واجلاء المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة ونطالب بالسماح للطواقم الاغاثية المسؤولة بالدخول للمخيم لإخراج العالقين في بيوتهم والعالقين تحت الأنقاض».
قتلى النظام
وقال الناشط الإعلامي «عز الدين الدمشقي» من سكان ريف دمشق الجنوبي، انهم وثقوا مقتل 167 جندياً للنظام السوري والميليشيات المساندة له منذ بداية الحملة العسكرية على احياء التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم والعسالي. مشيراً إلى ان 119 قتيلاً منهم لقوا حتفهم في مواجهات مع تنظيم الدولة، فيما قتل 50 آخرون خلال المعارك مع «هيئة تحرير الشام» التي تشكل النصرة عمودها الفقري، فيما لقي 7 آخرون مصرعهم على يد فصائل المعارضة المسلحة، مشيراً إلى ان معظم القتلى هم من مرتبات الحرس الجمهوري، والميليشيات الفلسطينية الموالية للنظام، إضافة إلى مقتل عدد من ميليشيا الدفاع الوطني، وقوات الامن العسكري.
مواجهات النصرة والنظام
أوضحت مصادر لـ «القدس العربي»، أن هيئة تحرير الشام (النصرة) أفشلت هجوما لقوات النظام والميليشيات الداعمة لها في حي الريجة التي تفرض جماعة النصرة السيطرة عليه، واسفرت المواجهات عن مقتل عدد من قوات النظام. ويخضع 70 بالمئة من مساحة مخيم اليرموك لسيطرة تنظيم «الدولة» فيما تسيطر النصرة على حي الريجة بمساحة كيلو متر واحد، غرب مخيم اليرموك ويبلغ عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام قرابة 100 مقاتل.
ويعود أصل هذه المجموعة لما قبل دخول تنطيم الدولة إلى مخيم اليرموك حينما كانت المجموعة تطلق على نفسها «سرايا اليرموك» حيث قاتلت النظام السوري وصدت عمليات الاقتحام كما قاتلت تنظيم الدولة إبان اقتحامه وسيطرته على مخيم اليرموك عام 2015 وخلال التحالفات العسكرية أصبحت هذه المجموعة جزءاً من هيئة تحرير الشام واخذت على عاتقها قتال تنظيم الدولة وقوات النظام التي تحاول اقتحام المخيم من محاورها القتالية.
ووقعت هذه المجموعة داخل حصار ضمن ساحة الريجة، حيث حاصرها تنظيم الدولة من الجهة الجنوبية، بعد العملية العسكرية التي شنها التنظيم عليها نهاية عام 2016، وبين قوات النظام والمليشيات الموالية له من المداخل الشمالية للساحة.
ومع انجاز اتفاق المدن الاربع كفريا الفوعة مضايا والزبداني تم الاتفاق ايضا مع الهيئة على خروجها الكامل من غرب اليرموك إلى الشمال السوري وبدأ الاتفاق باخراج الحالات المرضية مقابل اخراج آخرين من كفريا والفوعة ايضاً الا ان قوات النظام نقضت الاتفاق، ومع الانتهاء من ملف الغوطة دوما وحرستا وعربين وقعت المجموعة المحاصرة في ساحة الريجة على موافقتها الخروج من المخيم إلى شمال سوريا وتحديدا لمدينة ادلب لتجنيب المخيم عملية عسكرية تنتهي باراقة دماء المدنيين وهدم المخيم على رؤوس اصحابه، الا ان النظام عاد ورفض اخراجهم من المنطقة واصـر على الحـل العسـكري.
لاجئو فلسطين في سوريا يتحدون «نقطة تفتيش الموت»
دمشق – «القدس العربي»: قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) بيير كرينبول ان لاجئي فلسطين في سوريا يتحدون «نقطة تفتيش الموت» من أجل التعليم والكرامة، وتحدث عن المخاطر التي تحيط بنحو 900 طالب وطالبة من لاجئي فلسطين، في سبيل عبورهم يوميا للوصول إلى المدرسة الواقعة على الجانب الآخر من نقطة التفتش التي اطلق عليها السكان «نقطة تفتيش الموت».
ويمر أولئك الطلبة حسب المنسق التربوي للمدرسة، عبر مخيم اليرموك للاجئين الذي يقع في ضواحي العاصمة دمشق والذي كان فيما مضى يؤوي ما مجموعه 160,000 لاجئ من فلسطين، أما اليوم، فلم يتبق سوى ما يقارب من 6,000 منهم. وقد تمت السيطرة على غالبية المخيم من قبل تنظيم الدولة في عام 2015.
قبل ستة أسابيع كانت نقطة التفتيش مغلقة تماماً، وعندما فتحت لوقت قصير بعد أسبوعين، اتخذ غالبية الأطفال البالغ عددهم 900 طفل القرار الصعب بمغادرة منازل أسرهم والانتقال للإقامة مع الأقارب أو الأصدقاء الذين يعيشون في الجهة المقابلة وذلك لكي يضمنوا عدم قيام المسلحين بإغلاق الطريق إلى المدرسة في وجههم مرة أخرى.
وأضاف، أن أولئك الأطفال جزء من مجتمع لاجئي فلسطين في سوريا الذين كان يبلغ تعدادهم قبل الحرب 560,000 لاجئ. وقد اضطر أكثر من 120,000 شخص منهم لترك سوريا، ويشمل ذلك حوالي 32,500 لاجئ دخلوا إلى لبنان وحوالي 17,000 لاجئ إلى الأردن. وتبقى الغالبية العظمى من أولئك الذين بقوا في سوريا بحاجة إلى مساعدة إنسانية مستدامة وذلك من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمسكن، مع العلم أن حوالي 60% من أولئك الذين لا يزالون في سوريا قد عانوا من النزوح مرة واحدة على الأقل.
استقالة صبرا والأتاسي وخوجة من عضوية الائتلاف السوري المعارض
عمار الحلبي
أعلن كل من جورج صبرا، وسهير الأتاسي، وخالد خوجة، أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض، اليوم الأربعاء، استقالتهم من عضوية الائتلاف.
وموضحاً الأسباب التي دفعته للاستقالة، قال صبرا، في منشور على صفحته في “فيسبوك”، إنّه “لم يعد ائتلافنا الذي ولد في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وحمل أمانة الإخلاص لمبادىء الثورة وأهداف الشعب… ولأنّ طرائق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات، ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة… وبسبب التناقضات الجارية بين مكوناته وأعضائه… أعلن انسحابي من الائتلاف، والتخلي عن عضويتي في هيئته العامة، متمنياً لكم التوفيق”.
وصبرا، هو معارض سوري ولد في مدينة قطنا بريف دمشق، وحصل على شهادة الجغرافيا من كلية الآداب بجامعة دمشق، وانتخب رئيساً للمجلس الوطني السوري خلفاً لعبد الباسط سيدا، وهو من المنتمين لـ”الحزب الشيوعي السوري”، في سبعينات القرن الماضي.
من جهتها، قالت الأتاسي، في تغريدات على “تويتر”، إنّ “المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سورية، أصبح متطابقاً مع المسار الروسي الذي يعيد تأهيل منظومة بشار الأسد ومجرمي الحرب ويقوّض الحل السياسي الفعلي والجوهري، فيحيله إلى تقاسم سلطات ومنافع لقوى وشخصيات ودول”.
وتابعت “بعد أن خسرت بعض المؤسسات الرسمية لقوى الثورة والمعارضة التحدي الذي فرضه عليها المجتمع الدولي حيث وضعها أمام ازدواجية الخضوع أو الزوال، فاختار بعضها أولوية البقاء والتعايش مع أوهام تحقيق الممكن وانتهاج الواقعية السياسية، وتصدّع البعض الآخر فافتقد الكيان المؤسساتي وأصبح عبارة عن مجموعة كيانات تتراشق علناً البيانات والتصريحات السياسية المتضاربة، وتمّ الانقلاب على البعض الآخر، لم أعد أجد عملي ونشاطي ممكناً ضمن تلك الكيانات القائمة”.
وشددت الأتاسي على أنّها ستبقى “ملتزمة بالعمل لأجل الثورة حتى تحقيق أهدافها في تحرر بلادنا من الأسد ومنظومة حكمه ومحاسبة المجرمين، وتحريرها من الاحتلال الروسي والإيراني والميليشيات الطائفية، واستقلالها من دول تقاسمت مناطق النفوذ فيها، وصولاً إلى التأسيس لسورية دولة الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون”، بحسب البيان.
والأتاسي ناشطة حقوقية سورية، تنحدر من عائلة الأتاسي العريقة في مدينة حمص، والتي كان منها ثلاث رؤساء سابقون لسورية؛ وهم: نور الأتاسي، ولؤي الأتاسي، وهاشم الأتاسي.
بدوره، قال الخوجة، في بيان الاستقالة، إنّه “إيماناً مني بضرورة استقلالية القرار الثوري، وضرورة استمرارية العمل الوطني خارج إطار الائتلاف، وتوافقي مع الأستاذ جورج صبرا و الزميلة سهير الأتاسي في الأسباب التي استندا عليها في قرار انسحابهما، فأعلن انسحابي من عضوية الائتلاف وهيئته العامة، متنمياً للقلّة الإصلاحية فيه التوفيق”.
يُذكر أنّه تم، في مارس/آذار الماضي، تكليف عبد الرحمن مصطفى برئاسة الائتلاف مؤقتاً، حتى موعد الانتخابات في مايو/أيار المقبل، وذلك عقب استقالة رئيسه رياض سيف، لأسباب صحية.
“التسوية” في دوما: مسحٌ أمني
عمار حمو
بدأ النظام عملية “التسوية” في مدينة دوما من الغوطة الشرقية، خلال الأيام الماضية، بإجراء مسح أمني لأهالي المدينة، وسط تزايد نشاطه في المدينة وارتفاع وتيرة الانتهاكات فيها، على عكس ما جاء في بنود اتفاق “التسوية” الموقّع بين “جيش الإسلام” وروسيا والقاضي ببقاء المدينة تحت وصاية روسية.
وقال مصدر محلي لـ”المدن”، إن النظام يقوم بإجراء إحصاء دقيق لمن تبقى من أهالي مدينة دوما، على أن ترفع القوائم إلى “فرع الخطيب”، أحد الفروع الأمنية التابعة للنظام، “لاستكمال إجراءات التسوية” لدى “مكتب الأمن القومي”. و”فرع الأمن الداخلي” التابع لـ”إدارة أمن الدولة”، والمعروف باسم “فرع الخطيب”، مسؤول أمنياً عن مدينة دوما منذ بداية الثورة، ومعظم قوائم مطلوبي دوما ومعتقلي دوما موجودين في “فرع الخطيب” أو في السجون المركزية كـ”إيداع” لصالح “فرع الخطيب”.
“المصالحة” في دوما كانت قد جرت بعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي في 7 نيسان/إبريل، والتي قتل فيها نحو 200 مدني، وأصيب ألف آخرون بحالات اختناق. وبدأ تنفيذ “التسوية” في 9 نيسان، عبر عملية “تهجير قسري” لنحو 30 ألف شخص، فيما بقي في المدينة نحو 90 ألف مدني.
وأضاف المصدر أن الإحصاء أشبه ما يكون بتحقيق أمني، يسأل فيه عنصر الأمن الشخص المستجوب عن اسمه وأفراد عائلته وعمله، ومشاركاته خلال الأعوام المنصرمة، وأسماء المسافرين من أفراد العائلة وأسباب سفرهم، وعن خدمته العسكرية إذا كان قد أدى الخدمة الإلزامية، وأخيراً إذا ما شارك في حفر الأنفاق في المدينة.
من جانبه، قال مصدر آخر لـ”المدن” إن الانتشار الأمني للنظام في دوما، يتزايد يومياً، وتتحول المدينة يوماً بعد آخر إلى منطقة عسكرية، يخشى أهلها عمليات المداهمات والاعتقالات، لافتاً أن وجود الروس في المدينة ساهم في الحدّ من وقوع الانتهاكات كما حدث في مناطق أخرى من الغوطة الشرقية. ويقسّم النظام مدينة دوما إلى مربعات أمنية، يفصل بينها حواجز عسكرية، ويصعب معها تنقل المدنيين من مربع إلى آخر.
وقطع النظام الاتصالات عن مدينة دوما بعد دخوله إليها بأيام، بهدف التعتيم على سياساته داخل المدينة وممارسات عناصره فيها. ناشطون قالوا لـ”المدن” إن النظام وروسيا لم ينتهيا من ملف كيماوي دوما، وأي صور تُنشر عن تحركهما لا سيما في محيط المنطقة المستهدفة قد تستخدم كدليل إضافي على الإدانة.
وبذريعة العملية الأمنية لنظام الأسد، تشهد المدينة عمليات اعتداء على ممتلكات المدنيين، لا سيما الذين نزحوا من المدنيين تاركين أملاكهم. مصدر قال لـ”المدن” إن المدينة تعرضت لعمليات سلب ونهب بنسب متفاوتة، وكانت النسبة الأكبر منها لممتلكات مدنيين غادروا المدينة.
وأخذت بعض عمليات السلب شكلاً منظماً، حيث يقوم عناصر الأمن في المدينة بمصادرة السيارات والدراجات التي تعود ملكيتها للمُهجّرين، أو تلك التي فقد أصحابها أوراقها الرسمية.
ورغم ما يحدث في مدينة دوما إلا أنها تعدّ أفضل حالاً من باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، حيث يشهد القطاع الأوسط عمليات تعفيش جماعية وسرقات منظمة لقوات النظام. وكانت مدينة عربين قد سجلت مقتل امرأة حاولت منع عناصر للنظام من سرقة ممتلكات بيتها، فأعدمت ميدانياً.
وفي السياق، لم تشمل عمليات “تسوية الأوضاع” في مدينة دوما الأهالي الذين خرجوا عبر مخيم الوافدين إلى مراكز الإيواء التابعة للنظام. ولا يزال آلاف المدنيين المتواجدين في تلك المراكز رهن الإقامة الجبرية، ولا يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم رغم خروج فصائل المعارضة من المدينة.
وإلى الآن لم تسجل دوما عمليات اعتقال أو تجنيد إجبار في صفوف المدنيين، وبحسب ما ذكرته مصادر “المدن” فإنه من المفترض أن تستمر عمليات المسح والإحصاء لمدة 15 يوماً، وبعد الانتهاء منها قد تصدر قوائم بأسماء المطلوبين للخدمة الإلزامية.
من جهة أخرى، قالت مصادر لـ”المدن” إن الشرطة الروسية موجودة في المدينة إلى جانب قوات النظام، وانتشارها يحول دون وقوع مزيد من الانتهاكات وعمليات السلب والنهب. وكان “جيش الإسلام” قد اشترط خلال مفاوضاته مع الجانب الروسي عدم دخول النظام إلى المدينة، وأن يُسند أمن المدينة الداخلي للشرطة الروسية، إلا أن النظام أخل بهذا البند، وأدخل قوات “حفظ النظام” في الأيام الأولى لـ”التسوية”، وسجلت حالات سلب ونهب متعددة.
الجبير يهدد الدوحة بإسم ترامب:سوريا مسؤولية قطر!
رأى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أنه يتوجب على قطر دفع ثمن وجود القوات العسكرية الأميركية في سوريا، مهدداً بنزع الحماية الأميركية عنها، وذلك في تفسيره الخاص لكلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء.
واعتبر الجبير أنه “بناء على تصريح ترامب في المؤتمر الصحافي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإنه يجب على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات العسكرية الأميركية في سوريا وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك”.
ووفقاً للوزير، فإن أمر التمويل وإرسال القوات القطرية إلى سوريا يجب أن يتم “قبل أن يلغي الرئيس الأميركي الحماية الأميركية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية الأميركية على أراضيها”. ورأى أنه “لو قامت أميركا بسحب القاعدة العسكرية من قطر فإن النظام سيسقط هناك خلال أقل من أسبوع”، بحسب تعبيره.
وكان ترامب قد قال الثلاثاء، إن بلاده ترغب في سحب جنودها من سوريا في أقرب وقت، وأن ترسل دول أخرى جنودها إلى سوريا. وأضاف أن بلاده دفعت 7 تريليونات دولار خلال 18 عاماً في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية الدفع مقابل ذلك. وقال: “هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا وعليها دفع ثمن لذلك”، من دون أن يحدد أسماء تلك الدول. وتابع أنه “يريد من هذه الدول ضخ الأموال والجنود لدعم الجهود الأميركية في سوريا”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها ترامب وإدارته الدول الخليجية بإرسال القوات والأموال إلى سوريا، وهو كان ألمح سابقاً إلى إمكانية أن تحل قوة عربية مكان القوات الأميركية في سوريا. وصرح الجبير حينها، إن “هناك نقاشات جارية حالياً مع واشنطن حول نوعية القوات التي يجب أن تتواجد شرقي سوريا، ومن أين ستأتي هذه القوات”.
من جهته، علق الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، على مطالبة ترامب دول الخليج مجدداً دفع مزيد من الأموال لقاء البقاء في سوريا، قائلاً إن “الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية تسعى إلى نهب جميع ثروات العالم العربي”. وأضاف أن “نفوسهم الشرهة متوجهة نحو الذهب الأسود في منطقة الشرق الأوسط”، لافتاً إلى أن “الأميركيين والغربيين ينظرون بعين الاستيلاء على مليارات الدولارات الموجودة عند دول المنطقة”. وتابع أن “حسابات الدول المملوءة بالأموال والذهب الأسود قد سلبت عقولهم”، معرباً عن أسفه لأن “هؤلاء الغربيين يتحدثون عن أشياء لا تليق بمكانة شعوب المنطقة ولا هذا القرن الحديث”.
اتفاق دائم بين “تحرير سوريا” و”تحرير الشام“
اتفقت قوى المعارضة المسلحة والفصائل الإسلامية في إدلب، الثلاثاء، على وقف إطلاق نار بشكل دائم، وانهاء الاقتتال المستمر بينها منذ شهرين على الأقل. ونص الاتفاق على تطبيق مباشر لوقف إطلاق النار فور الإعلان عن الاتفاق الذي تضمن ستة بنود، واجبة التنفيذ، كخطوة أولى للانتقال إلى التفاوض بين الأطراف بشكل أوسع بهدف الوصول إلى حل شامل على الصعد العسكرية والسياسية والقضائية، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
ما يميز الاتفاق عن سابقه من الاتفاقات الفاشلة، هو حضور وتوقيع قائدي “جبهة تحرير سوريا” حسن صوفان، و”هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني. الاتفاقات والهدن السابقة كان يوقعها مندوبون عن طرفي الاقتتال، بحضور الوسطاء من “فيلق الشام” و”جيش الأحرار”.
وجرت الاجتماعات بين صوفان والجولاني، بحضور مندوب “صقور الشام” أبو زاهر، على الأغلب في مدينة إدلب، وجاء في نص الاتفاق: “إنهاء الاقتتال بشكل دائمٍ وكامل اعتباراً من تاريخ توقيع الاتفاق ونشره، وتثبيت الوضع في المحرر، وقف الاعتقالات بين الطرفين بشكل كامل وفتح الطرقات ورفع الحواجز وعودة المهجرين إلى منازلهم، وإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين وفق جدول زمني”.
وذكر الاتفاق أيضاً: “إيقاف نهائي للتحرش الإعلامي في الحسابات الرسمية والرديفة، وتشكيل لجنة من الطرفين ولجنة وساطة لمتابعة تنفيذ الاتفاق، والبدء بمشاورات موسعة مستمرة للوصول إلى حل شامل على الصعد التالية؛ العسكرية والسياسية والإدارية والقضائية”.
ولقي الاتفاق الأخير بين طرفي القتال ترحيباً واسعاً في أوساط أنصارهما في إدلب وريف حلب الغربي، ودعا شيوخ ومنظرون مستقلون من التيار السلفي الطرفين إلى تثبيت الاتفاق المبدئي حول وقف إطلاق النار، ووقف التحرش بينهم، وعدم العودة للقتال مجدداً.
الاقتتال بين “هيئة تحرير الشام” من جهة، و”جبهة تحرير سوريا” و”صقور الشام” من جهة ثانية، كلف الطرفين المئات من القتلى، وكميات كبيرة من الذخائر والأسلحة. وتجاوز عدد قتلى الطرفين خلال المعارك المتقطعة على مدى 65 يوماً 1000 عنصر أكثر من ثلثيهما من صفوف “تحرير الشام”. واستخدم الطرفان مختلف أنواع الأسلحة في القتال، الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، وخسرا دبابات ومدرعات وسيارات دفع رباعي ورشاشات ثقيلة خلال المعارك، وقتل وجرح أكثر من 30 مدنياً في مناطق مختلفة في ادلب وريف حلب الغربي شهدت اشتباكات ومعارك عنيفة.
يبدو أن الاتفاق الأخير هو عودة للتفاهمات ذاتها التي اتفق عليها الطرفان خلال الهدنة التي أعلن عنها في 6 نيسان/أبريل، والتي تهربت “تحرير الشام” حينها من الالتزام ببنودها وعادت للقتال، واتهمت “حركة الزنكي” برفع سقف مطالبها ومحاولة إفشال مساعي الحل.
ماكرون لم ينجح بتغيير رأي ترامب كثيراً حول إيران
فشل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتخفيف من حدة موقف نظيره الأميركي دونالد ترامب تجاه الاتفاق النووي مع إيران، وعبّر الرئيس الأميركي عن موقفه الحاسم تجاه هذا الموضوع خلال لقائه ماكرون في واشنطن.
وقال ترامب في مستهل لقائه الطويل مع ماكرون، إن “الاتفاق مع ايران كارثة”، ووصفه بـ”الفظيع”، واعتبر أنه “لم يكن ينبغي التوصل اليه مطلقا”. وأضاف “اذا استعادوا (الايرانيون) برنامجهم النووي، ستكون لديهم مشاكل أكثر خطورة من أي وقت مضى”.
في المقابل، حاول الرئيس الفرنسي السيطرة على انفعال ترامب، وقال إن الهدف المشترك بين باريس وواشنطن هو “تجنب التصعيد وانتشار الاسلحة النووية في المنطقة (…) والسؤال هو، ما هي الوسيلة الافضل؟”.
ومع انتهاء الاجتماع بين الرئيسين، أدلى ترامب بتصريحات أقل حدة، وقال إنه قد يتوصل مع ماكرون، قريباً، إلى اتفاق بشأن الاتفاق النووي الإيراني. وأضاف “أعتقد أننا أجرينا حقا بعض المحادثات الموضوعية بخصوص إيران. ونتطلع قدما لفعل شيء ما”. وتابع “قد نتوصل على الأقل إلى اتفاق في ما بيننا سريعا جدا. أعتقد أننا قريبون جدا من فهم بعضنا بعضا”.
من جهته، قال ماكرون، إن محادثاته مع ترامب كانت صريحة للغاية وأشار إلى أن على البلدين أن يعملا من أجل التوصل إلى اتفاق جديد يعالج المخاوف بشأن سلوك إيران وبرنامجها النووي.
وأوضح ماكرون أن القضايا التي تثير المخاوف من طهران هي، المدة التي تمنع إيران من القيام بنشاطات نووية، لغاية عام 2025، وإنهاء أنشطتها في مجال الصواريخ الباليستية، واحتواء دورها في المنطقة. وأكد أن “هذا هو السبيل الوحيد لإحلال الاستقرار”.
وأفادت وكالة “فرانس برس”، أنه في ختام حديث ترامب وماكرون المشترك إلى الصحافيين، قام الرئيس الأميركي أمام الصحافيين في المكتب البيضاوي ومسح على كتفي نظيره الفرنسي. وقال “لدينا علاقة مميزة للغاية، فضلاً عن أنني سأزيل هذه القشرة القليلة”. وأضاف مبتسماً وهو يمسح قشرة الرأس عن سترة ماكرون السوداء “يجب أن تكون خالية من العيوب”، في ما بدا الاحراج على ماكرون واضحاً.
“النمر”.. في حماية روسية؟
أظهرت لقطات فيديو نشرتها وكالة ANNA الاثنين لقوات عسكرية روسية تواكب العميد سهيل الحسن المعروف بـ”النمر” في القلمون الشرقي، أثناء تفقد قطع اسلحة ثقيلة ومتوسطة تسلمها النظام من الفصائل المعارضة تنفيذاً لاتفاق اخلائها للمنطقة باتجاه الشمال السوري.
ولم يعرف ما إذا كانت العناصر الروسية جزءاً من الحرس الخاص للعميد الحسن، كون الشرطة الروسية تنتشر في المنطقة ايضاً، لكن اللقطات أظهرت على نحو لافت عناصر روسية تسير خلفه اثناء تنقله في رحبة الدبابات والاسلحة المصادرة من فصائل المعارضة.
التقرير نشرته وكالة ANNA الروسية تحت عنوان “المهمة الصعبة للشرطة الروسية”، ويتحدث عن اتفاق القلمون الشرقي، كما ظهر النمر إلى جانب وزير الدفاع، علي عبد الله أيوب، وركزت اللقطات على جولته في القلمون، بالإضافة إلى عمل الشرطة الروسية في تفتيش حافلات الخروج وتنظيمها، في مشهد ترويجي لها ولقوات “النمر” التي نسبت العمليات العسكرية لها.
وقضى الاتفاق بتسليم السلاح الثقيل والمتوسط ومستودعات الذخيرة، قبيل إخراج المقاتلين إلى جرابلس في ريف حلب الشمالي وإدلب.
يذكر ان وزارة الدفاع الروسية كانت قد كرمت في أغسطس / آب 2017 العميد سهيل الحسن وقلدته “وسام الشجاعة”، بعد معارك ضد تنظيم “داعش” في البادية السورية
مؤتمر بروكسل:سوريا ليست لعبة سياسية
شدّدت المفوضة العليا للشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، الثلاثاء، على أن سوريا “ليست لعبة سياسية”، والشعب السوري هو صاحب الحق في تقرير مصيره، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، على هامش مؤتمر بروكسل.
وأضافت المسؤولة الأوروبية أن “الحل السياسي والمفاوضات هما الطريق الوحيد للخروج من الأزمة في سوريا”. وشددت على ضرورة استئناف محادثات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثامن.
وفي السياق، قال دي ميستورا إن “مؤتمر بروكسل الثاني لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، يحشد جهوده لإيجاد حل سياسي حقيقي وواضح في سوريا”.
وينعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء والأربعاء إنعقاد مؤتمر “بروكسل 2″، تحت شعار حشد الدعم الدولي لعملية السلام في سوريا، ومساعدة اللاجئين السوريين في بلادهم والدول المضيفة، وذلك برعاية الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي.
وأكد دي ميستورا أن “الوقت حان للعمل من أجل حل سياسي حقيقي”. وقال: “نؤكد أن الحل العسكري في سوريا لا يجلب حلاً سياسياً للصراع، وإنما فقط يصعّب الأمور”.
وقال المبعوث الدولي: “نرى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية.. لم تؤد المكاسب العسكرية والتقدم على الأرض والتصعيد العسكري لحل سياسي ولم تجلب أي تغيير.. بل ما حدث هو العكس تماما”.
وفي حديثه حول الأوضاع في إدلب عبّر دي ميستورا عن أمله بعدم تدهورها قائلا: “إن إدلب تحد جديد هام. يوجد هناك حاليا 2.5 مليون شخص. وطبعا لن تثقوا بأنهم جميعا إرهابيون. وهناك نساء وأطفال ومدنيون وكلهم يواجهون الوضع ذاته”. وتابع: “نأمل بأن كل ذلك سيصبح بالنسبة لنا حجة للإقتناع بأن إدلب لن تتحول إلى حلب جديدة أو غوطة شرقية جديدة”.
تدمير مخيم اليرموك يتواصل:مئة غارة وعشرات الصواريخ
تستمر العملية العسكرية لنظام الأسد، مدعوماً بحليفه الروسي على أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم والتضامن، الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، وكذلك على أطراف بلدة يلدا الخاضعة لسيطرة الثوار، لليوم السادس على التوالي، بحسب مراسل “المدن” مطر اسماعيل.
وشنّ الطيران الحربي الروسي والسوري، الثلاثاء، قرابة 100 غارة جوية، وألقى مروحي البراميل حوالي 25 برميلاً متفجّراً، في حين استهدفت أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم والتضامن، بعشرات صواريخ أرض-أرض وقذائف المدفعية الثقيلة والدبابات. هذا بالإضافة لاستهداف نقاط الثوار في بساتين يلدا، بالبراميل المتفجّرة، ما أدى إلى مقتل 11، وإصابة اثنين من مقاتلي “جيش الإسلام” بينهم قيادات.
وخلّف القصف المكثّف على أحياء المخيم والحجر ومحيطهما دماراً واسعاً في البنية التحتية. وتقدّر الحصيلة الكليّة للقصف خلال الأيام الستة الماضية، بحوالي 700 غارة جوية، و250 برميلاً متفجّراً، ومئات صواريخ أرض أرض من طراز فيل وقذائف المدفعية والدبابات والهاون، ما أدى إلى وقوع 12 قتيلاً وقرابة 50 جريحاً، في صفوف المدنيين. ولا تزال جثث ضحايا القصف عالقة تحت الأنقاض، حسبما تشير الأنباء الواردة من داخل المخيم والحجر، حيث يعيش إلى الآن حوالي 500 مدني فلسطيني وسوري، غالبيتهم من كبار السنّ والنساء، في أقبية المنازل والملاجئ، في ظل ظروف إنسانية مأساوية، نتيجة حالة الحرب الشاملة التي عطّلت الحياة بشكل كامل، ما فاقم معاناة المحاصرين خصوصاً من جهة تأمين المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب الشحيحة أساساً.
وفقدت المواد الغذائية الأساسية من الأسواق في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق، من الخبز والسكر والطحين والخضراوات، وارتفعت أسعار المحروقات، نتيجة إغلاق قوات الأسد لحاجز ببيلا-سيدي مقداد، لليوم السادس على التوالي.
من جهة أخرى، نشر مثقفون ونشطاء، نداءً من أجل انقاذ مخيم اليرموك، في مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان: “تدمير مخيم اليرموك قتل لشاهد على النكبة وتصفية لحق العودة”. وجاء في النداء: “يقوم النظام السوري هذه الأيام، بطيرانه وصواريخه، وبمعونة الطيران الروسي، بشن هجمات وحشية على مخيم اليرموك، عاصمة اللاجئين الفلسطينيين، والذي يخضع لحصار وحشي منذ أكثر من خمسة أعوام، بهدف تدميره بيتاً بيتاً، بشكل مبرمج، وبإصرار واضح، بحيث يصبح غير صالح للعيش، علما أنها ليست المرة الأولى التي يشتغل فيها هذا النظام على تدمير مخيمات شعبنا، وتقديم خدمة لإسرائيل، بقتل الشاهد على نكبة شعبنا (1948)، وتصفية حق العودة، ومفاقمة معاناة اللاجئين وتشريدهم في أصقاع الدنيا.
ولنتذكر أن هذا النظام، قبل الثورة السورية، وقبل ظهور داعش، أسهم في تدمير مخيمي تل الزعتر وضبيه في بيروت، على يد الكتائب بعد الدخول السوري إلى لبنان (1976)، إبان مواجهته للحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية، وأنه دفع وسهل لحركة “أمل” الطائفية، والموالية له، هجومها على مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، التي تعرضت لحصار وحشي وتدمير مبرمج في الأعوام 1985 ـ 1988، وأنه هو وراء صناعة حركة “فتح الإسلام”، التي اقامت امارة لها في مخيم نهر البارد، والذي جرى تدميره وتشريد سكانه (2007)، إذ بعد التدمير اختفى زعيم هذه الحركة شاكر العبسي، الذي كان أخرج من سجون النظام، وهو ما حصل مع عديد من قادة الفصائل العسكرية المتطرفة في سوريا، هذا دون أن ننسى صنيعته الداعية الجهادي أبو القعقاع زعيم حركة “غرباء الشام”، في حلب، بعد الغزو الأميركي للعراق، أو تحميله الوزير السابق ميشال سماحة للمتفجرات في سيارته، في مخطط لإجراء تفجيرات في لبنان واشعال الفتنة في لبنان، هذا غير الاغتيالات التي طاولت كمال جنبلاط وجورج حاوي وسمير قصير وحسين مروة على سبيل المثال. وفي الإطار ذاته لايسعنا إلا أن نعتبر أن تشريد اللاجئين الفلسطينيين في العراق على يد المليشيات الطائفية العراقية الموالية لإيران، حليفة النظام السوري، يصب في ذات الاتجاه.
في الغضون لا ننسى أن هذا النظام الذي سلم الجولان (1967)، هو أكثر من عمل على العبث بقضية فلسطين وتوظيفها لخدمة أغراضه، والهيمنة على شعبه، ومصادرة حقوقه وحرياته، وأنه أكثر من اشتغل للسيطرة على منظمة التحرير وانشاء فصائل موالية له، للتلاعب بالوضع الفلسطيني، الأمر الذي دفع الزعيم الراحل أبو عمار لرفع شعار القرار الفلسطيني المستقل، حتى أن هذا النظام حال بينه وبين القاء كلمة له، وهو محاصر في رام الله، في مؤتمر القمة في بيروت (2002).
الآن يدمر النظام مخيم اليرموك، لكن هذه المرة بحجة داعش، علما ان المنطقة ساقطة عسكريا منذ سنوات، وتخضع لحصار مطبق منذ أواخر 2012، فمن الذي ادخل داعش إلى المخيم المحاصر؟ ومن الذي يؤمن له التموين والسلاح والذخيرة والمال؟ ولماذا لم تقصف قوافل داعش التي كانت تتحرك بين باديتي العراق والشام بحرية ولا ببرميل واحد؟ ولماذا يجب تدمير المخيم من أجل بضع عشرات او مئات الدواعش الذين اختفوا فجأة؟ ثم هل يحق لإسرائيل مثلا أن تدمر مخيما أو منطقة ما بحجة أنها تحارب “الإرهاب”؟ وماذا سيقول ادعياء المقاومة والممانعة أو مقاولوها لإسرائيل ان فعلت ذلك لا سمح الله؟
إننا ونحن نتحدث عن ذلك نعرف أن مخيم اليرموك مثله مثل أي منطقة سورية، وأن الفلسطينيين مثلهم مثل السوريين، عانوا من النظام، ومن ظلمه، وصلفه وجبروته، إلا أننا نؤكد هنا أن مايجري إزاء مخيم اليرموك عاصمة اللاجئين، والشاهد على النكبة، هو أمر يستدعي فضح ادعاءات هذا النظام المجرم، لأنه في قصفه الوحشي يقوم بتصفية حق العودة، خدمة لإسرائيل، الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية، ولأننا من ذلك نؤكد أن قضية الحرية لا تتجزأ، وأن حرية الشعب السوري تخدم حرية شعبنا، كما أن حرية شعبنا تخدم حرية الشعب السوري، ولأن الضحايا يتعاطفون مع الضحايا، ولأنه لا توجد جريمة تبرر أخرى، ولا مجرم يغطي على أخر، فجرائم النظام لا تغطي على جرائم إسرائيل بحق شعبنا وجرائم إسرائيل لا تغطي على جرائم النظام بحق شعبه.
في هذا السياق فإننا نأسف لكثير من الذين لايرون الحقيقة، ولا ينظرون إلا إلى الشعارات، ويظنون أن سوريا مجرد موقع استراتيجي، ولا يرون أنهم يطوبون سوريا للنظام، ولشعاره المشين “سوريا الأسد إلى الأبد”، ولايرون أن لا قيمة لسوريا ولا لموقعها بدون شعبها، الذي شرد النظام الملايين منه وقتل مئات الألوف منه، ودمر عمرانه ببراميله المتفجرة وصواريخه الارتجاجية والفراغية. هؤلاء، مع كل ما ذكرناه، لايرون أن داعش هي مجرد ذريعة، بقدر ماهي صنيعة، فداعش هذه قاتلت السوريين ونكلت بالمعارضة، أكثر بكثير مما قاتلت النظام، ناهيك عن علامات الريبة عن نشوئها وتدعيم قوتها منذ سيطرت على الموصل واستيلائها على أسلحة أربعة فرق من الجيش العراقي واموال طائلة من البنك المركزي في الموصل (2014).
وفي الحقيقة ومنذ اندلاع الثورة السورية، آذار/مارس (2011)، وهي مازالت في طورها الشعبي ـ السلمي، حاول النظام السوري إنكار مطالب الشعب السوري، بادعاء أن ثمة جماعات إرهابية ومؤامرة خارجية على سوريا، وكان أول اتهام وجهه إلى الفلسطينيين في مخيمي اللاذقية ودرعا، كما جاء على لسان بثينة شعبان وقتها، وغيرها من المسؤولين، وكان برز وقتها كلام رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام، الذي وجه كلامه إلى إسرائيل، مستجديا الحفاظ على نظام الأسد، بقوله إن عدم الاستقرار في سوريا يعني عدم الاستقرار في إسرائيل.
إننا ندين كل القوى التي تقف مع النظام السوري، وتغطي على جرائمه ضد شعبه، وضد شعبنا، وضمنها جريمة تدمير مخيم اليرموك، تحت أي حجة كانت، كما إننا نطالب القيادات الفلسطينية برفع صوتها عاليا، والتحدث بجرأة وصراحة، ولو لمرة واحدة ضد سياسات هذا النظام، الذي تاجر بقضية فلسطين ونكل بحركته الوطنية، ومطالبته بوقف تدمير المخيم والافراج عن المعقلين في سجونه، وتمكين أهلنا من العودة إلى بيوتهم سيما بعد أن اختفت كل الذرائع التي هاجم من أجلها المخيم”.
“رويترز” تكشف عن قاعدة انطلاق المرتزقة الروس إلى سوريا
لندن – الخليج أونلاين
كشفت وكالة “رويترز” أن قاعدة مولكينو في جنوب غرب روسيا هي موقع تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية، التي تقوم بإرسال “المرتزقة المدنيين” للقتال في سوريا.
ورغم ادعاء الكرملين الرسمي بأنه لا صلة له بمرتزقة روس يحاربون في سوريا، فإن مراسلي “رويترز” شاهدوا في ثلاث مناسبات في الآونة الأخيرة مجموعات من الرجال القادمين من دمشق وهم يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو.
وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا دليلاً نادراً على مهمة روسية سرية بعيدة عن الضربات الجوية، وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.
وسألت “رويترز” ضابطاً من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة الروسية لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية؟ فأجاب: “على حد علمي لا أحد يدخلها، رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء، ربما يمكنكم ذلك، لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟”.
وتقول عدة مصادر، بينها متعاقد روسي، إن أكثر من 2000 مرتزق يحاربون لمساعدة قوات الأسد على استعادة أراض من معارضيها.
وذكرت المصادر أن المرتزقة يسافرون من وإلى سوريا، على متن طائرات شركة “أجنحة الشام” السورية.
وشاهد مراسلو “رويترز” طائرة مستأجرة تتبع شركة “أجنحة الشام” وهي تهبط في مطار “روستوف” أون دون قادمة من دمشق، يوم 17 أبريل الجاري، ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.
وركب هؤلاء الرجال ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي، وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.
وغادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب، وتوقفت حافلتان قرب مقاهٍ على طول الطريق، بينما توقفت الثالثة على جانب الطريق، ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو على بعد 350 كيلومتراً جنوباً قبل منتصف الليل.
وفي القرية توقفت كل حافلة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها، وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية، وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علناً أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.
كما شاهد مراسل لـ “رويترز” الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو، يومي 25 مارس الماضي و6 أبريل الجاري.
وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين، “رويترز” أن متعاقدين خصوصيين روساً لديهم معسكر تدريب في مولكينو، منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.
ويقول موقع وزارة الدفاع على الإنترنت إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.
وهذه هي المرة الثانية التي تتحدث وسائل إعلام دولية عن مرتزقة روس يتم إرسالهم إلى سوريا، للقتال إلى جانب قوات الأسد.
ففي فبراير الماضي كتب الصحفي ماكسيم بورودين والذي لقي حتفه في “ظروف غامضة” الأسبوع الماضي عن المرتزقة الروس المعروفين باسم “مجموعة فاغنر” الذين قتلتهم القوات الأمريكية في سوريا، يوم 7 فبراير، عندما حاولوا التقدم للسيطرة على مواقعها.
وكان مدير المخابرات الأمريكية السابق، مايك بومبيو، كشف أن “نحو مئتين” من المرتزقة الروس قتلتهم القوات الأمريكية في مواجهات في دير الزور (شمال شرق سوريا).
واعترفت روسيا بعد أسابيع بأن العشرات من المواطنين الروس قتلوا أو أصيبوا، ولكنها شددت على أنهم ليسوا جنوداً نظاميين.
الأمم المتحدة تحذر.. إدلب قد تكون “حلب الجديدة“
ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين
حذر كبير مسؤولي الأمم المتحدة في سوريا من كارثة إنسانية مقبلة في إدلب، مؤكداً أن حلب ثانية قد تكون بانتظار المدينة التي ما زالت خاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن جان إيغلاند، مستشار الأمم المتحدة لسوريا للشؤون الإنسانية، قوله: إن “كل الجهود تتركز الآن على العمل من أجل منع كارثة إنسانية جديدة”، ويأتي هذا التحذير في وقت يسعى فيه مؤتمر للمانحين بالاتحاد الأوروبي إلى جمع نحو ستة مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين داخل البلاد وخارجها.
وبدأ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مساء أمس الثلاثاء، مؤتمراً يستمر يومين، يدعو إلى التبرع لسوريا، وإحياء عملية جنيف للسلام المتعثرة مع دخول النزاع السوري عامه الثامن.
وإدلب هي آخر الأراضي الرئيسية التي لا تزال في أيدي المعارضة، وعلى رأسها جماعة تحرير الشام، التي تعتبرها روسيا والنظام هدفاً مشروعاً لها، كما أنها تضم حالياً أكثر من مليوني شخص، نصفهم من النازحين.
وتابع إيغلاند: “الخوف من أن تقول الحكومة السورية إن المكان مليء بالإرهابيين ومن ثم يمكن شن الحرب عليها، كما فعلوا أثناء الحصار في حلب والغوطة الشرقية، نعم هناك أشخاص سيئون، لكن هناك الكثير من النساء والأطفال وهم يستحقون الحماية، لا يمكنك شن الحرب كما لو كان كل شخص إرهابياً، وإلا فإنه سيكون كابوساً”.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، استافان دي مستورا، إنه يأمل ألا تتحول إدلب إلى حلب جديدة أو إلى غوطة شرقية جديدة، لأن الأبعاد الآن مختلفة تماماً.
ودعا دي مستورا كلاً من روسيا وإيران وتركيا إلى بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
تقول الغارديان: إنه إذا ما قرر النظام السوري شن هجوم على إدلب، فإنها ستؤدي إلى موجة نزوح جديدة باتجاه الحدود مع تركيا، فإدلب استقبلت منذ شهر أغسطس الماضي قرابة 300 ألف نازح، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.
وتحتضن العاصمة البلجيكية، بروكسل، مؤتمراً للمانحين لغرض جمع أموال لمساعدة النازحين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان، حيث تحتضن الدول الثلاث قرابة 5 ملايين لاجئ، في حين يوجد قرابة 6 ملايين نازح سوري في الداخل، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.
في لبنان وحده ولد قرابة 135 طفلاً سورياً منذ اندلاع الحرب في سوريا، في حين يعاني الأردن من ضغط كبير سببه اللجوء السوري.
ويقول وزير التخطيط الأردني، عماد فاخوري، إن 1.3 مليون لاجئ سوري يعيشون في بلاده، مما يكلف خزينة الدولة قرابة 1.5 مليار دولار سنوياً، أي نحو 16% من حجم الإنفاق الحكومي، و4% من الناتج المحلي الإجمالي، في وقت بلغت نسبة نمو الاقتصاد الأردني نحو 2% فقط.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 80% من اللاجئين السوريين في الدول المجاورة يعيشون في فقر، وأن ما يقرب من 35% من الأطفال اللاجئين، خارج الدراسة.
المرصد: طائرتان بدون طيار استهدفتا قاعدة حميميم بالصواريخ
الدفاع الروسية أكدت إسقاط «أهداف جوية صغيرة مجهولة الهوية»
بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرتين من دون طيار استهدفتا بعدة صواريخ مطار حميميم العسكري الذي تتخذه القوات الروسية كقاعدة رئيسية لها في سوريا بمحافظة اللاذقية.
وذكر المرصد في بيان ليل الثلاثاء – الأربعاء، أن الصواريخ التي ألقتها هذه الطائرات سقطت داخل مطار حميميم، وأنه سمع دوي انفجارات عنيفة في القطاع الجنوبي من ريف اللاذقية.
وأشار إلى أن المضادات الجوية الروسية استهدفت الطائرتين، ما تسبب بإسقاطهما، وسط استنفار تشهده قاعدة حميميم.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس (الثلاثاء) أن وسائل الدفاع الجوي التابعة لقاعدة حميميم أسقطت «أهدافا جوية صغيرة الحجم مجهولة الهوية» دون وقوع إصابات أو أضرار مادية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» في موقعها الإلكتروني عن ممثل عن قاعدة حميميم أن «جميع الأهداف جرى تدميرها بنيران مضادات الجو التابعة للقاعدة الروسية».
ألمانيا تتعهد بمليار يورو إضافية لسوريا
برلين: «الشرق الأوسط أونلاين»
تعهدت ألمانيا بالتبرع بمليار يورو إضافية (22.1 مليار دولار) من أجل شعب سوريا واللاجئين في الأراضي المجاورة.
وأعلن وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس عن هذا التعهد لدى وصوله مؤتمر المانحين لسوريا والمنطقة الأوسع نطاقا، الذي تنظمه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم (الأربعاء).
وأفادت وزارة الخارجية في برلين بأنه يمكن إضافة 300 مليون يورو للتعهد السابق خلال النصف الثاني من العام، وذلك بمجرد أن تنتهي الحكومة الألمانية من وضع ميزانيتها المقبلة في الصيف.
ويذكر أن ألمانيا قدمت بالفعل مساعدات بقيمة 5.4 مليار يورو لسوريا منذ عام 2012.
————–
الأمم المتحدة تحذر..”سوريا قد تتحول لأكبر تهديد دولي”
شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على استعداد الأمم المتحدة من أجل المساعدة على إنهاء الحرب في سوريا.
ولفت خلال كلمة ألقاها، الأربعاء، من بروكسيل، حيث يُعقد لقاء موسع للدول المانحة، تحت عنوان “مستقبل سوريا والمنطقة”، إلى أن أكثر من 13 مليون سوري يعيشون في ظروف قاسية، في حين يعيش 6 ملايين ونصف المليون خارج بلادهم.
كما حذر من احتمال أن تصبح سوريا أكبر ما يهدد السلم الدولي، بسبب عدد الميليشيات المنتشرة فيها.
إلى ذلك، أكد أن لا حل عسكرياً في سوريا. وأضاف: “يجب أن تكون سوريا موحدة وغير مقسمة”.
موغريني: “سوريا ليست لوح شطرنج بين الدول
من جهتها، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، موغريني، مجدداً إلى الحوار للتوصل إلى حل في سوريا. وقالت: “لسنا سذجاً فمحادثات السلام في سوريا لن تكون سهلة.
وأضافت: “يجب التحرك فوراً من أجل تحقيق حل سياسي لجعل السوريين يربحون السلام، سوريا ليست لوح شطرنج بين الدول”.
إلى ذلك، أوضحت أن الحاضرين سيستمعون خلال اللقاء اليوم وجهات نظر من المجتمع المدني السوري، المتنوع والآتي من خلفيات مختلفة”.
مصدر لـCNN: الاستخبارات الأمريكية تراقب شحنات جوية مريبة بين إيران وسوريا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— أكد مصدر بالإدارة الأمريكية، إن أجهزة الاستخبارات ببلاده تراقب عن كثب ما وصفه بـ”شحنات جوية مريبة” بين إيران وسوريا، يشتبه بأنها قد تحتوي على أسلحة أو منظومات عسكرية.
وأوضح المصدر في تصريح لـCNN إن أمريكا وإسرائيل تراقبان هذه الشحنات التي يحتمل أنها تحتوي على أسلحة قد تستخدم في تهديد أمن إسرائيل، وفقا للمصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه.
وأضاف المصدر أن هذا النوع من الشحنات الجوية وإن كان ليس بالمستغرب إلا أن توقيته لفت انتباه أجهزة الاستخبارات باعتبار أنه يأتي بعد الضربات الجوية التي وجهتها كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا في الـ13 من أبريل/ نيسان الجاري، وارتفاع وتيرة التهديدات التي وجهها مسؤولين إيرانيين وخصوصا فيما يتعلق باستهداف مطار تيفور في سوريا وسقوط قتلى إيرانيين.
وكانت مواقع حركة الطيران العالمية قد رصدت على الأقل رحلتان لطائرتين تابعتين لسلاح الجو السوري من طراز IL-76 بين طهران وسوريا، في الوقت الذي لفت فيد المصدر إلى أن رحلة أخرى لطائرة شح إيرانية من طهران لسوريا أثارت انتباه الأجهزة الاستخباراتية.
محلل لـCNN عن إرسال قوات عربية لسوريا: تجارب سابقة لقوات حفظ سلام عربية لم تنجح
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— قال روبين رايت، المحلل والكاتب في صحيفة نيويوركر، إن مصر قد ترسل قوات إلى سوريا، مستبعدا قيام السعودية والإمارات والبحرين وقطر القيام بذلك، لافتا إلى أن تجارب سابقة أرسلت فيها دول عربية لقوات حفظ سلام لم تتكلل بالنجاح.
جاء ذلك في مقابلة لروبين مع الزميل وولف بليتزر لـCNN حيث قال: “مصر قد ترسل قوات إلى سوريا، ولكن قد يكون هناك دول أخرى تقوم بالتجنيد لهذه المهمة، وقد يتضمن ذلك خليطا معقدا جدا من القوات،” مشيرا إلى أنه يستعبد قيام السعودية والإمارات والبحرين وقطر بإرسال قواتها إلى سوريا.
وتابع قائلا: “العالم العربي لم ينجح في الماضي بإدارة أمورهم، وعندما قاموا بإرسال قوات حفظ السلام إلى لبنان ومناطق أخرى، أصبح الأوضاع هناك أصعب، وفي بعض الأحيان بسرعة كبيرة، الخطر هنا يتمحور حول ماذا يريدون الوصول إليه في سوريا؟ وهذا ليس واضحا مع الرئيس ترامب الذي يبدو أنه مستعد للسماح ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستعقد في العام 2021.”
شهود: مدنيون روس يحاربون في سوريا يستخدمون قاعدة عسكرية في موطنهم
من ماريا تسفيتكوفا وأنطون زفيريف
مولكينو (روسيا) (رويترز) – يقول الكرملين إن لا صلة له بمدنيين روس يحاربون في سوريا لكن مراسلي رويترز شاهدوا في ثلاث مناسبات في الآونة الأخيرة مجموعات من الرجال القادمين من دمشق وهو يتوجهون مباشرة إلى قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في مولكينو.
ووفقا لمعلومات على موقع الكرملين الإلكتروني فإن مولكينو في جنوب غرب روسيا هي موقع تمركز الفرقة العاشرة من القوات الخاصة الروسية.
وتوفر الوجهة التي يصل إليها الروس القادمون من سوريا دليلا نادرا على مهمة روسية سرية بعيدا عن الضربات الجوية وتدريب القوات السورية والعدد الصغير من القوات الخاصة الذي تعترف به موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم 14 فبراير شباط إنه ربما يوجد روس في سوريا ”لكنهم ليسوا جزءا من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية“. وأحال رويترز إلى وزارة الدفاع عندما سألته لماذا يعود مدنيون يحاربون في سوريا إلى قاعدة عسكرية. ولم ترد الوزارة بعد.
وسُئل ضابط من الفرقة العاشرة للقوات الخاصة لماذا يدخل أشخاص غير عسكريين القاعدة العسكرية فأجاب ”على حد علمي لا أحد يدخلها… رأيتموهم بالطبع لكن ينبغي ألا تصدقوا كل شيء… ربما يمكنكم ذلك. لكن كيف نستطيع التعقيب على ما تقوم به منظمات أخرى؟“
وتقول عدة مصادر بينها متعاقد إن أكثر من 2000 متعاقد روسي يحاربون لمساعدة القوات السورية على استعادة أراض من معارضيها.
وذكرت المصادر أن المتعاقدين يسافرون من وإلى سوريا على متن طائرات شركة أجنحة الشام السورية.
وشاهد مراسلو رويترز طائرة مستأجرة تتبع شركة أجنحة الشام وهي تهبط في مطار روستوف أون دون قادمة من دمشق يوم 17 أبريل نيسان ورأوا مجموعات من الرجال يغادرون المطار من مخرج منفصل عن الذي يستخدمه الركاب العاديون.
وركب هؤلاء الرجال ثلاث حافلات نقلتهم إلى منطقة يستخدمها موظفو المطار بشكل أساسي. وجلبت حاملة أمتعة حقائب ضخمة ثم نزل الرجال الذين يرتدون ملابس مدنية من الحافلات ليضعوا حقائبهم فيها ثم صعدوا مرة أخرى.
وغادرت الحافلات المطار بعد ذلك في قافلة متوجهة صوب الجنوب. وتوقفت حافلتان قرب مقاه على طول الطريق بينما توقفت الثالثة على جانب الطريق. ووصلت الحافلات الثلاث قرية مولكينو على بعد 350 كيلومترا جنوبا قبل منتصف الليل.
وفي القرية توقفت كل حافلة لمدة دقيقة أو اثنتين عند نقطة تفتيش يراقبها اثنان من أفراد الأمن على الأقل قبل مواصلة رحلتها. وبعد نحو 15 أو 20 دقيقة عادت الحافلات إلى نقطة التفتيش مرة أخرى وهي خاوية. وتظهر خرائط أقمار صناعية متاحة علنا أن هذا الطريق يقود إلى منشأة عسكرية.
* انحراف؟
شاهد مراسل لرويترز الحافلات وهي تنقل الرجال على الطريق ذاته من المطار إلى مولكينو يومي 25 مارس آذار و6 أبريل نيسان.
وأبلغ عدد من الأقارب والأصدقاء ومن يجندون المقاتلين رويترز أن متعاقدين خصوصيين روسا لديهم معسكر تدريب في مولكينو منذ الوقت الذي كانوا فيه يقاتلون في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين المؤيدين لروسيا.
ويقول موقع وزارة الدفاع على الإنترنت إن المنشأة العسكرية معروفة بميدان رمايتها الذي جرى تجديده في الآونة الأخيرة، حيث يتدرب الجيش على عمليات مكافحة الإرهاب والمعارك بالدبابات والقنص.
واتصلت رويترز بمالكي بعض الحافلات التي تنقل المتعاقدين من المطار. وقالوا إنهم يؤجرون هذه الحافلات لكنهم رفضوا تحديد هوية المستأجرين. وقال أحدهم إن الرحلة لمولكينو ربما تكون انحرافا عن الطريق.
وجرى استيراد إحدى الحافلات، وهي من طراز نيوبلان وتحمل شعار شركة سياحية إلى روسيا عام 2007 وسُجلت أول مرة في بلدة بيتشوري. وسبق أن قاد ديمتري أوتكين الذي تقول ثلاثة مصادر إنه زعيم المتعاقدين، وحدة تابعة للقوات الخاصة كانت متمركزة في بيتشوري.
إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي