أحداث الاثنين، 01 نيسان 2013
قصف على أطراف دمشق واشتباكات في اليرموك
دمشق، بيروت، لندن، الدوحة – «الحياة»، أ ف ب
واصلت قوات النظام السوري امس قصفها لمناطق مختلفة في اطراف دمشق التي عانت من انقطاع التيار الكهربائي. وتجددت الاشتباكات بينها وبين مقاتلي «الجيش الحر» في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية، استخدمت فيها المعارضة اسلحة ثقيلة.
واجرى مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسين أمير اللهيان محادثات في القاهرة أمس مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد عمرو الذي دعا طهران الى «ضرورة التعاون والمساهمة في التوصل الى حل سياسي يوقف إراقة الدماء» في سورية.
وافاد نشطاء بتعرض مناطق مختلفة في مخيم اليرموك، لقصف شديد من قبل قوات النظام، اسفر عن سقوط قتلى وجرحى ودمار في ابنية سكنية. وبثت المعارضة فيديو تضمن ضحايا القصف ومحاولات مسعفين انقاذهم وانتشال جثث من تحت الانقاض. وقال احد المسؤولين الفلسطينيين في المخيم ان الوضع «يزداد سوءا» وان حالة التفاهم التي كانت سائدة سابقا بوجود مقاتلي المعارضة في داخل المخيم وقوات النظام في بعض اطرافه «في طريقها الى الانهيار، ما سيعقد الوضع ويجعل المخيم في صلب المعارك»، مؤكدا حصول «اشتباكات عنيفة» بين الجانبين يوم امس.
وانفجرت أمس سيارة مفخخة في حي المزة في دمشق اسفرت عن مقتل سائقها الذي تردد انه ضابط في الجمارك السورية. واتهم النظام السوري مقاتلي المعارضة باشعال النار في ثلاث آبار نفطية في شرق البلاد، الامر الذي أدى إلى خسارة نحو 5 آلاف برميل من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز يومياً.
في غضون ذلك، شهد حي الشيخ مقصود في حلب حركة نزوح كبيرة نتيجة تعرضه لقصف قوات النظام، وحصول اشتباكات عنيفة في جزء منه، بعد اعلان مقاتلي المعارضة السيطرة عليه قبل يومين.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم العثور على «جثامين 11 مواطناً بينهم 8 سيدات وثلاثة رجال اعدموا ميدانياً» في حي البرج في مدينة تلكلخ. ولم يكن بمقدور المرصد تحديد الجهة التي ارتكبت المجزرة، فيما تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عنها.
الى ذلك، دعا وزير الخارجية المصري طهران الى «ضرورة التعاون والمساهمة في التوصل الى حل سياسي يوقف إراقة الدماء ويؤمن مستقبل ديمقراطي للشعب السوري في اطار وحدة سورية الشقيقة». وشدد عمرو، بعد اجتماعه مع حسين أمير عبد اللهيان أمس في القاهرة، على ضرورة «وقف المأساة في سورية» محذراً من ان «القتل والدمار الذي تشهده يومياً سيؤديان الى تدهور الوضع الإقليمي».
وكان المسؤول الايراني دعا الجامعة العربية الى القيام بدور وسيط متوازن في القضية السورية بين النظام والمعارضة، واعتبر بعد لقائه الأمين العام للجامعة نبيل العربي، ان «الخطوات المتعجلة مرفوضة من جانبنا»، في اشارة الى اعطاء قمة الدوحة المعارضة مقعد سورية.
وكانت وكالة انباء الاناضول التركية افادت بأن المسؤول الايراني حمل «مبادرة جديدة» لحل الازمة السورية الى المبعوث الدولي -العربي الاخضر الابراهيمي خلال لقائهما مساء اول من امس، على أساس اتفاق «جنيف 2» الذي يعد تطويراً لبيان جنيف الذي وضعته مجموعة العمل حول سورية في حزيران (يونيو ) العام الماضي. وزادت ان الاقتراح تضمن جلوس المعارضة والنظام الى مائدة التفاوض للوصول الى حل.
في غضون ذلك، دعا نائب رئيس»الائتلاف الوطني السوري» ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا أمس الدول العربية إلى «تطبيق فعلي» لقرار القمة العربية في الدوحة مد المعارضة السورية بالسلاح، لافتاً إلى أن تزويد السوريين بوسائل «الدفاع عن النفس» يسرع في إسقاط النظام السوري، لافتاً إلى أن قياديين في «الائتلاف» سيزورون واشنطن «قريباً» تلبية لدعوة رسمية، إضافة إلى وجود دعوة أخرى تلقاها «الائتلاف» من موسكو، لافتاً الى عدم تلقي «الائتلاف» دعوة لزيارة طهران.
الى ذلك، قلل ناطق باسم «الاخوان المسلمين» في سورية من اهمية بيان بثه الناطق باسم «الجيش الحر» فهد المصري مساء اول من امس، حمّل الحركة «مسؤولية تأخر انتصار الثورة»، ومطالباً بضرورة التزام «حجمكم الطبيعي مثلكم مثل أي طرف سياسي معارض للنظام وشريك يعرف حدوده في العملية السياسية والمشروع الوطني الذي يجب أن يضم كل أبناء الوطن من دون أي تمييز أو تهميش أو إقصاء أو استبعاد».
وفيما تبنى البيان عدد من المعارضين وطالبوا بتوسيع «الائتلاف»، اعتبر الناطق باسم «الاخوان» ان هذا البيان «لا يمثّل وجهة نظر قيادة الجيش الحرّ»، مشيراً الى ان «جماعة الإخوان على اتّصال مباشر معها».
الى ذلك، أصدرت الهيئة الكردية العليا بياناً بمنع الهجرة لأي سبب كان من المناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرقي سورية، وذلك اعتباراً من اليوم الأثنين. ودعت الهيئة الكردية العليا، التي تضم ائتلاف ابرز كتلتين كرديتين، في بيان، اكراد سورية الى عدم مغادرة اماكن وجودهم من دون اذن مسبق، ذلك بعد ارتفاع عدد اللاجئين الى اقليم كردستان العراق. وافادت ان الاجراءات اتخذت بـ»التنسيق» مع حكومة اقليم كردستان.
البابا يحضّ في عظة عيد الفصح على «تسوية سياسية» في سورية
الفاتيكان – أ ب، رويترز، أ ف ب
اغتنم البابا فرنسيس أمس، أول قداس يرأسه بعيد الفصح خلال حبريته، للدعوة إلى السلام في العالم، وخصّ بالذكر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والتوتر بين الكوريتين، والحرب في «سورية العزيزة» حيث حضّ على التوصل إلى «تسوية سياسية».
ورأس البابا قداساً في ساحة القديس بطرس، حضره أكثر من 40 ألف مؤمن، ثم جال في سيارته المكشوفة البيضاء «باباموبيلي» بين الحشد الذي صفّق له، ملوّحاً بأعلام. وعانق البابا شاباً معوقاً، وقبّل أطفالاً ورَبَتَ على رؤوس أولاد.
وأصرّ معجبٌ بالبابا، وبنادي سان لورنزو الأرجنتيني الذي يشجعه الحبر الأعظم، على أن يأخذ البابا قميصاً للفريق كان المشجع يلوّح به أمام البابا الذي أمسك القميص لفترة وجيزة، وسط تصفيق الحشد.
وحيّا البابا الكرادلة الحاضرين، فرداً فرداً، لكنه لم يذكر اسم البابا المتقاعد بنديكتوس السادس عشر الذي احتفل بالفصح في كاستل غاندولفو، وهو مقرّ صيفي للباباوات على تلة جنوب شرقي روما. وسيكسر البابا فرنسيس تقليداً، إذ لن ينتقل بعد الاحتفال بعيد الفصح، للاستجمام في كاستل غاندولفو الذي بات مقراً لسلفه.
وكان الفاتيكان أعدّ لائحة تهنئة بالفصح، سيتلوها البابا بـ 65 لغة، لكن الأخير عَدَلَ عن ذلك، مكتفياً بالتعبير عن تمنّيه بفصح مجيد باللغة الإيطالية. ولم يوضح الفاتيكان سبب ذلك، ولكنه أشار إلى أن البابا مرتاح الآن لدوره الجديد في استخدام اللغة الإيطالية المعتمدة في الكرسي الرسولي.
وألقى البابا عظته من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، متوجهاً إلى ربع مليون مؤمن احتشدوا في ساحة القديس بطرس وعلى جادة ديلا كونشيلياتسيوني، وقال: «رحمة الله يمكن أن تزهر في الأرض الأكثر جفافاً، وأن تعيد الحياة إلى العظام المتيبسة». ووصف الفصح بأنه «عبور البشر من عبودية الخطيئة والشرّ، إلى حرية الحب والخير».
وحضّ البشر على أن يكونوا «أدوات رحمة وأقنية يمكن أن يروي الله الأرض عبرها»، مجدداً دعوته إلى «السلام في العالم الذي ما زال منقسماً إلى حد كبير، بسبب جشع الذين يسعون إلى مكاسب سهلة، ومن الأنانية التي تهدد الحياة الإنسانية والعائلة، والمتمثلة في الإتجار بالبشر وهي أوسع أشكال العبودية في القرن الحادي والعشرين». وانتقد «العنف المرتبط بتهريب المخدرات والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية»، وحضّ الجميع على أن يكونوا «حراساً» على الكون.
وتطرّق البابا في عظته إلى «السلام في الشرق الأوسط، وخصوصاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يكافحون لتلمّس طريق اتفاق»، داعياً الجانبين إلى «معاودة المفاوضات بإرادة وشجاعة، لإنهاء صراع استمر طويلاً جداً».
وأضاف: «سلام في العراق حيث يجب وقف كل فعل عنف، وخصوصاً لسورية العزيزة، لشعبها الممزّق بالنزاع وللاجئين كثيرين ينتظرون مساعدة وعزاءً. كم سُفكت دماء! وإلى أي مدى يجب أن تستمر المعاناة، قبل إيجاد تسوية سياسية للأزمة؟».
ودعا البابا إلى «السلام في أفريقيا التي ما زالت تشهد نزاعات عنيفة»، معرباً عن أمله بأن تستعيد مالي «وحدتها واستقرارها». كما أشار إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى حيث «يُضطر كثر إلى مغادرة منازلهم والعيش في خوف». ولفت إلى «هجمات محزنة» في نيجيريا حيث ذكّر باحتجاز «مجموعات إرهابية، رهائن، بينهم أطفال».
وأمِل البابا بإحلال «السلام في آسيا، وخصوصاً في شبه الجزيرة الكورية، لتجاوز الخلافات وإنضاج روح متجددة من المصالحة»، في إشارة إلى إعلان كوريا الشمالية أنها «في حال حرب» مع الشطر الجنوبي.
في غضون ذلك، دعا بطريرك القدس للاتين المونسنيور فؤاد طوال في عظة الفصح، البابا فرنسيس إلى زيارة الأرض المقدسة، فيما احتفل عراقيون بالعيد، معربين عن أمل بأن يزور البابا «المتواضع والطيب» بلادهم.
صبرا لـ «الحياة»: ننتظر تطبيقاً فعلياً لقرار قمة الدوحة لتسريع إسقاط النظام
الدوحة – محمد المكي أحمد
دعا نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا أمس الدول العربية إلى «تطبيق فعلي» لقرار القمة العربية في الدوحة مد المعارضة السورية بالسلاح، لافتاً إلى أن تزويد السوريين بوسائل «الدفاع عن النفس» يسرع في إسقاط النظام السوري.
وقال صبرا في حديث إلى «الحياة» في الدوحة إن «هناك دولاً عربية مستعدة لدعم المعارضة بالسلاح»، لافتاً إلى أن قياديين في «الائتلاف» سيزورون واشنطن «قريباً» تلبية لدعوة رسمية، إضافة إلى وجود دعوة أخرى تلقاها «الائتلاف» من موسكو.
ووصف صبرا قرار القمة العربية في الدوحة بمنح مقعد سورية للمعارضة بأنه «حدث تاريخي في كل المقاييس وانتصار للشعب السوري، لأنه أعاد الأمور إلى نصابها، فمنذ عامين ينتحل النظام السوري القاتل صفة الممثل للشعب السوري، وهو لا يستحق التمثيل لأنه وضع نفسه في موضع العداء للشعب».
وقال إن «النظام الذي يرسل آلات القتل في هذا الشكل وتحت سمع العالم وبصره في كل يوم لا يمثل الشعب السوري (بل) يمثل العدو. والآن عادت الأمور إلى نصابها لمن يستحق اسم ممثل الشعب السوري».
وأضاف صبراً أن شغل مقعد سورية «سيمكننا من أن نأخذ منبراً حقيقياً بين أخوتنا العرب لنشرح للذين لم تتضح لهم الرؤى بعد أن ما يجري في سورية ثورة ذاهبة إلى الانتصار، وأن لا مصلحة لأحد أن يتعلق بأذيال نظام ذاهب إلى مزبلة التاريخ. العلاقة مع الشعب السوري إذا أرادها إخواننا العرب فلتكن مع الممثلين الحقيقيين للشعب السوري». وأضاف أن قياديي «الائتلاف» التقوا في الدوحة عدداً من القادة العرب وكان «القاسم المشترك» في هذه اللقاءات «دعم الشعب السوري والثورة السورية وإن كان في شكل متفاوت». وسئل عن «أولويات» المعارضة بعد قمة الدوحة، فأوضح أنها تكمن بضرورة تطبيق الدول العربية «فعلياً ما ورد في البيان الختامي، وأعني على وجه حصري أن أي دولة عربية تريد أن تقدم دعماً حقيقياً للشعب السوري بما فيه الدعم العسكري، وأركز على ذلك. نريد أن نرى تطبيقاً على الأرض لما تقرر (في القمة العربية)، ونحن في حاجة اليوم قبل الغد إلى الدعم العسكري من إخوتنا العرب الذين يقفون موقفاً مخلصاً معنا منذ اليوم الأول للثورة السورية».
واعتبر صبرا أن قمة الدوحة «فتحت باب التسليح» لمن يريد من «الدول العربية التي تريد أن تقدم هذا الدعم والمساعدة. ونعتقد بأن بين إخوتنا العرب من هو مستعد أن يقدم لنا هذه المساعدة، لأننا نحتاجها بالفعل. ولا نحتاجها نحن فقط، بل يحتاجها السلم والأمن في الشرق الأوسط أيضاً».
وأوضح صبرا أن رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب «جمد» استقالته ويمارس مسؤولياته الطبيعية، موضحاً أن «الجهة الوحيدة المخولة أن تقول الكلمة الفصل في استقالته هي الاجتماع المقبل للهيئة العامة للائتلاف، حيث ستناقش الاستقالة وتبت فيها قبولاً أو رفضاً»، مشيراً إلى أنه «سيعقد الاجتماع في القريب العاجل، وربما لا يتعدى أسبوعاً أو عشرة أيام».
وسئل عن موعد تشكيل غسان هيتو «الحكومة الموقتة»، أوضح أن هيتو «في مرحلة الاستشارات الأولية مع الكتل السياسية والقوى في الداخل. وهو دخل قبل أيام إلى البلاد في مهمة استكشافية مع الجيش الحر، ومع قوى الثورة في الداخل والمجالس المحلية. وأعتقد أن لديه وحده الجواب الكافي عن المدة الزمنية التي يحتاجها لولادة هذه الحكومة». وأضاف أنه يجب ألا تكون الحكومة «حكومة محاصصة. هذه الحكومة لها مهمات وحيدة، وهي أن تدير الحياة العامة في المناطق المحررة، وأن تلبي حاجات السوريين داخل البلاد وفي مخيمات اللجوء في الدول المجاورة. والجهة الوحيدة المخولة في إعطاء الثقة لهذه الحكومة وأجهزتها هي الهيئة العامة لقوى الثورة والمعارضة السورية»، مؤكداً أن «هذه الحكومة هي حكومة الائتلاف».
وتابع أن دول مجلس التعاون الخليجي لعبت «دوراً أساسياً» في منح المعارضة مقعد سورية في القمة العربية، موضحاً: «ليس سراً أن دول الخليج العربي عموماً والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة أعلنت منذ اليوم الأول للثورة انحيازها الكامل والكلي وتقديم كل أشكال الدعم لنا».
وزاد أن «الائتلاف» تلقى دعوة رسمية من الإدارة الأميركية لزيارة واشنطن، وأن وفداً رسمياً سيقوم بالزيارة. وأضاف أن «هناك دعوة وجهتها موسكو للائتلاف لزيارة روسيا وستتم أيضاً». وسئل عن زيارة طهران، فأجاب :»لا أعتقد بأن هناك دعوات، وحتى لو وجهت فستكون لها مناقشة أخرى وحسابات أخرى».
وسئل عن سيناريو الأحداث ومصير الرئيس السوري بشار الأسد، فأجاب أن مصير الأسد هو «الرحيل ومزبلة التاريخ هو ونظامه»، معتبراً أن توقيت ذلك «يعتمد على حجم الدعم الذي يمكن أن نتلقاه من إخوتنا العرب والمجتمع الدولي»، لافتاً إلى أن «المشاريع والحلول السياسية قتلها النظام واحدة بعد الأخرى، وتبين للجميع أنه لا يستطيع أن يدخل في أي حل سياسي».
وأضاف صبرا: «نحن الآن ننتظر حقنا في الدفاع عن أنفسنا، وحقنا في التزود بما يمكننا من استخدام هذا الحق. والسوريون كفيلون بإسقاط النظام. وها هي الحرب تجري في شوارع دمشق، والمطارات تسقط في يد الجيش الحر واحداً بعد الآخر».
الرئيسين الفرنسي واللبناني معاً من أجل توزيع النازحين السورين
بيروت – يو بي أي
تلقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، دعماً من نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، لجهة اقتراحه عقد مؤتمر دولي لتوزيع النازحين السوريين على “الدول القادرة”.
وقال بيان رئاسي لبناني إن سليمان تلقى من هولاند رسالة تهنئة بمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي، شدد فيها “على أهمية الموقف اللبناني.. القاضي بتجنيب لبنان انعكاسات التطورات الحاصلة في محيطه وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى”.
واضاف البيان ان الرئيس الفرنسي “أيد دعوة رئيس الجمهورية الى عقد مؤتمر دولي لتقاسم الأعباء وتوزيع اعداد
النازحين من سوريا على الدول القادرة”.
وكان الرئيس سليمان اقترح خلال القمة العربية التي عقدت بالدوحة الشهر الماضي عقد مؤتمر دولي لتوزيع النازحين السوريين على دول قادرة على اغاثتهم.
ويوجد في لبنان اكثر من 375 الف نازح سوري.
اليرموك ورسائل الأرض
محمود سرحان
لليوم ال106 على التوالي لا يزال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الرابض في ضاحية دمشق الجنوبية؛ يرزح تحت الحصار ويُمنع عنه الطحين والغذاء والدواء، كما يتعرض بشكل يومي للقصف المكثف ويشهد معارك عنيفة بسبب المحاولات المستمرة لاقتحامه من قبل قوات النظام والمجموعات الفلسطينية الموالية له، ورغم كل هذا لم ينسَ الفلسطينيون المحاصرون في اليرموك احياء ذكرى يوم الأرض لهذا العام، وأسوة بأخوانهم السوريين؛ اتخذوا الجمعة الأخيرة من شهر آذار الحالي لتكون جمعة “يوم الأرض” وانطلقوا في مسيرة جماهيرية كبيرة حاملين الأعلام الفلسطينية واللافتات التي كتبوا عليها رسائلهم .
احداها كانت موجهة لكل من تخلى عن المخيم وتقول :” المخيم ليس فندقا ً !” أسوة بما كان يكتبه الأحرار في سوريا ” الوطن ليس فندقا!” ، وهي في الواقع اشارة واضحة للفصائل الفلسطينية التي لم تقم بدور فاعل وحقيقي قبل دخول المخيم ميدان الصراع الدائر بين قوات النظام وقوات المعارضة وخلاله، رغم أن المخيم هو مركز ثقل مجمل هذه الفصائل والخزان البشري للفلسطينيين باعتباره يحوي حوالي 200 ألف فلسطيني، أي أنه التجمع الأكبر في سوريا، وقياداته ليست فقط خارج المخيم بل هناك أخبار بأنها خارج الأراضي السورية بالكامل، ولعل الرسالة الأوضح التي حاول المشاركون في المسيرة ايصالها؛ هي تلك اللافتة التي كتب عليها ” مافي عنّا طحين.. مافي عنّا رز.. بس عنّا كرامة”، وهي موجهة أيضا ً لجميع الفصائل والنظام على حد سواء.
فالفصائل فشلت حتى الآن في فك الحصار عن المخيم الذي يستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر وبشكل يومي يقدم العديد من ابنائه شهداء على محراب الصمود؛ وكذلك للنظام الذي يحاول من خلال فرض هذا الحصار؛ اضافة للممارسات القذرة التي يقوم بها عناصره عند مدخل المخيم؛ تطويع سكانه ودفعهم إلى مغادرة بيوتهم، أو اجبارهم على المشاركة في مواجهة مجموعات الجيش الحر الموجودة في المخيم، ولكن ردهم كان في يوم الأرض “عنّا كرامة” اي أن الحصار مهما اشتد لن يكسر عزيمتهم ولن يجعلهم ينقلبون على ابناء سورية الأحرار، كما أن احياء ذكرى الأرض بحد ذاته بعد توقف لعامين من زمن الثورة؛ ورغم الظروف القاسية وحتى المميتة التي يمر بها المخيم نتيجة القصف؛ قد جاء رسالة ساطعة بأن قلبهم واياديهم مع وطنهم الثاني سوريا وعيونهم دوما ً على فلسطين وطنهم الأم، وفي ذات الوقت تحدٍ جريء لنظام “الممانعة ” الذي ما فتئ يقصف المخيم ليل نهار.
بيوم واحد سبقت مسيرة يوم الأرض في مخيم اليرموك باقي الفعاليات الرئيسية التي يقوم بها الفلسطينيون في الداخل والشتات لاحياءها والتي انطلقت بتاريخ 29/ 3 / 2013 من حي المغاربة وجابت شوارع اليرموك، وهم باختيار يوم الجمعة يعبّرون عن تضامنهم مع الثورة المجيدة ومع المظلوم في مواجهة الظالم ايا ً كان اسمه.
وتعود أحداث يوم الأرض الفلسطيني لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبية سكانية تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع “تطوير الجليل” والذي كان في جوهره الأساسي هو “تهويد الجليل” وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها من منطقة الجليل في الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض).
وعلى أثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وتم إعلان الإضراب العام والشامل احتجاجاً على سياسية المصادرة، وكالعادة كان الرد الإسرائيلي دموياً إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي في 30 آذار انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى خلال المواجهات وأطلق عليها لاحقا ًهبّة يوم الأرض.
اشتباكات في حلب ومحيط مطارها وغارات على مناطق عدة بسوريا
بيروت- (ا ف ب): تدور اشتباكات عنيفة الاثنين في مدينة حلب وفي محيط مطارها الدولي المحاصر من مقاتلي المعارضة، بينما قصف الطيران الحربي مناطق عدة في سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد “لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي الشيخ مقصود شرقي” الواقع في شمال مدينة حلب، مشيرا الى “انباء عن اقتحام القوات لبعض اجزاء الحي ترافق مع قصف” طاول ايضا حي بستان الباشا المجاور.
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان القوات النظامية “نفذت اليوم عمليات نوعية اتسمت بالدقة ضد أوكار المجموعات الارهابية المسلحة في المنطقة الواقعة بين حيي بستان الباشا والشيخ مقصود”.
واشارت الى تدمير “راجمتي صواريخ ومدفعي هاون وثلاث سيارات مزودة برشاشات ثقيلة”.
ويشهد الطرف الشرقي من الشيخ مقصود اشتباكات منذ قرابة ثلاثة ايام بين مقاتلين معارضين من كتائب اسلامية وكتيبة كردية من جهة، ومسلحين من اللجان الشعبية من جهة اخرى.
وتدخلت القوات النظامية في الاشتباكات في محاولة لمنع مقاتلي المعارضة من السيطرة على هذا الجزء الذي يضم تلة تشرف على حلب، بحسب المرصد.
وتقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية، لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي منه الذي يقطنه مسلمون سنة من غير الاكراد، موالون لنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال المرصد ان “وحدات حماية الشعب الكردية سحبت وحداتها التي كانت منتشرة في معظم مداخل الحي” الذي شهد في الايام الماضية حالات نزوح.
وإلى جنوب شرق المدينة، تجددت الاشتباكات في محيط مطار حلب الدولي، بحسب المرصد.
ويحاصر مقاتلو المعارضة منذ شباط/ فبراير الماضي المطار ضمن ما اطلقوا عليها “معركة المطارات” للسيطرة على مطارات المحافظة.
واليوم، قصف الطيران الحربي مناطق عدة، منها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب (شمال غرب)، والتي يسيطر عليها المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول/ اكتوبر الماضي.
وفي محافظة درعا (جنوب)، نفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة “على بلدة الطيبة ومحيط الكتيبة 49 دفاع جوي والسهول الشرقية لبلدة الكتيبة”، بحسب المرصد.
وحقق مقاتلو المعارضة في الفترة الاخيرة تقدما واسعا في هذه المحافظة الحدودية مع الاردن. وباتت مدينة درعا الواقعة تحت سيطرة النظام “شبه معزولة” عن دمشق، في حين سيطر المقاتلون على شريط حدودي بطول 25 كلم يمتد من درعا إلى الجولان السوري.
كما قصف الطيران قرية جندر في ريف محافظة حمص (وسط)، بحسب المرصد.
وادت اعمال العنف الاحد الى مقتل 181 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
حرس الحدود العراقية يتصدون لمسلحين سوريين حاولوا الهجوم على مخافر حدودية
بغداد- (يو بي اي): أعلنت وزارة الداخلية العراقية الاثنين، عن تمكن قوات حرس الحدود من صد هجومين مسلحين نفذتهما مجموعتان مسلحتان انطلاقا من الأراضي السورية مستهدفة مخافر حدودية بمحافظة الأنبار بغرب العراق.
وقالت الوزارة في بيان إن “قوات حرس الحدود صدت هجوماً لمسلحين من الأراضي السورية في منطقة الدملوق على قاطع حدود محافظة الأنبار واجبرتها على التراجع، كما تمكنت هذه القوات من صد هجوم مماثل استهدف مخافر ملاحق فوج مغاوير حرس الحدود المنطقة الخامسة”.
وأضحت ان “قوات حرس الحدود ردت على مصادر النيران وأجبرت المسلحين على الفرار”.
وأضافت ان “مقاتلي فوج مغاوير قيادة حرس الحدود في المنطقة الثالثة بمحافظة نينوى بشمال العراق تمكنوا من صد محاولة لإحداث خرق في الساتر الحدودي من الجانب السوري باتجاه الجانب العراقي، وانه تم إجبارهم على الفرار”.
الإئتلاف السوري المعارض يهاجم الولايات المتحدة لتقاعسها ضد نظام الأسد
لندن- (يو بي اي): هاجم ممثل الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في لندن، وليد سفور، الولايات المتحدة على ما اعتبره تقاعسها ضد نظام الرئيس بشار الأسد، واعتبر أن بريطانيا وفرنسا تمثلان الآن أفضل أمل لإنقاذ حركة التمرد في بلاده.
وقال سفور، في مقابلة مع صحيفة (ديلي تليغراف) الإثنين، إن رفض ادارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التدخل في الأزمة التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عامين “كان اهانة للشعب السوري، غير أن موقف بريطانيا وفرنسا هو أكثر تقدماً وأفضل من موقف الولايات المتحدة التي ترفض اتخاذ أي اجراء”.
واضاف أن بريطانيا هي “اكثر فاعلية في مساعدة المعارضة السورية وتزيد دعمها ولديها ميل للمساعدة وهذا يأتي من رئيس وزرائها (ديفيد كاميرون)، غير أنها لم تقبل حتى الآن إلى جانب فرنسا مطالب الائتلاف الوطني اقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا”.
واشار سفور، العضو في جماعة الأخوان المسلمين السورية المعارضة، إلى أن لندن وباريس “بدأتا التحرك تدريجياً تجاه الاقتناع بمطلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشأن منطقة حظر الطيران”.
وفيما اعتبر ممثل الائتلاف السوري المعارض في لندن، أن الولايات المتحدة بحاجة “لأخذ زمام المبادرة في دعم المعارضة السورية”، وصف جهودها السياسية في سوريا بأنها “ضارة”.
وقال إن تصنيف الولايات المتحدة لـ(جبهة النصرة)، على لائحة المنظمات الارهابية “كان خطأً تكتيكياً لم يساهم سوى في تحييدها أكثر عن الوضع القائم على الأرض في سوريا، وكانت ستفعل الشيء نفسه حيال الائتلاف الوطني المعارض لو أنه اتخذ الموقف نفسه”.
وكشف سفور أن الأمريكيين “طلبوا من الائتلاف الوطني المعارض تصنيف جبهة النصرة كمنظمة ارهابية، وكانوا غاضبين حين اعلن رئيسه، أحمد معاذ الخطيب، بأن الائتلاف لا يستطيع اعتبار الذين يُقاتلون لتحرير سوريا ارهابيين”.
وقالت ديلي تليغراف، إن بريطانيا هي واحدة من البلدان الحاضرة في غرفة العمليات في تركيا، الساعية إلى ادارة تدفق الأسلحة إلى سوريا وتوجيهها إلى المجلس العسكري الأعلى، الجناح العسكري للائتلاف الوطني المعارض.
اسرائيل: تقسيم سورية لثلاث دويلات اصبح واقعا ولا تهديد علينا ومئات الدروز بالجيش الإسرائيلي يعرضون القتال ضد ‘النصرة‘
وليد عوض
رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اكدت مصادر امنية اسرائيلية الاحد بأن الخطر الذي كان متمثلا في التهديد من قبل سورية قد تلاشى، وانه لن يكون هناك اي تهديد لاسرائيل خلال العشرين السنة القادمة بحجة ان الصراع الدائر في سورية حاليا سيقود الى تقسيمها الى ثلاث دويلات.
جاء ذلك فيما ذكرت صحيفة إسرائيلية الأحد إن المئات من الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي عبروا عن استعدادهم للذهاب إلى سورية والمشاركة في القتال الدائر هناك من أجل ‘حماية’ أشقائهم الدروز الذين تعرضوا لهجمات من جانب تنظيم ‘جبهة الأنصار’ في قرية الحضر الدرزية.
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي الاحد عن المصادر الامنية قولها: لا تهديد علينا خلال الـ 20 السنة القادمة، لان تقسيم سورية لثلاث دويلات اصبح واقعا’.
وحسب اذاعة جيش الاحتلال فان تقسيم سورية الى ثلاث دويلات اصبحا واقعا، مشيرة الى ان التقييمات الاستخبارية تؤكد انشاء كانتونات كردية ودرزية وعلوية وسنية في سورية في ظل تناقص المساحة التي يسيطر عليها النظام في المناطق السنية ومناطق الاقليات الاخرى.
واوضحت اذاعة جيش الاحتلال ان الاجهزة الامنية في اسرائيل تجري اتصالات اقليمية على اعلى مستوى بما فيها تركيا لضمان عدم انفلات الاوضاع على الحدود في الجولان، موضحة ان لا تهديد جدي سيكون خلال العشرين سنة القادمة على امن اسرائيل من الجبهة السورية وان الجهود تتركز الان على تهديد حزب الله فقط. وبينت ان رسائل متعددة وتطمينات وصلت تل ابيب من اجنحة مختلفة في المعارضة السورية حول مستقبل التعاون والتهديدات التي تشهدها المنطقة وافق العلاقات في المستقبل، الا ان تلك القوى لا تتمتع بقوة مقاتلي القاعدة وتأثيرهم على الارض.
ووفقا لصحيفة ‘معاريف’ فإن مئات الجنود الدروز الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي طلبوا الدخول إلى سورية ‘من أجل التجند للدفاع عن أشقائهم الدروز الذين تعرضوا في الأيام الأخيرة لهجوم بالقرب من الحدود مع إسرائيل من جانب فصائل المتمردين الذين يحاربون جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد’.
ونقلت الصحيفة عن الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف قوله ‘تلقينا مئات الاتصالات الهاتفية من شبان أعلنوا ‘أننا مستعدون لأن نفعل كل شيء من أجل الدفاع عن أشقائنا في سورية’.
وأضاف طريف ‘بدأنا الآن في حملة جمع تبرعات بهدف تقديم مساعدة إنسانية لأشقائنا، ونواصل متابعة ما يحدث في الجانب الآخر من الحدود بتأهب وقلق’.
ميدانيا، وقعت مجزرة بوسط سورية راح ضحيتها 10 اشخاص اغلبهم من النساء والاطفال، وتبادل النظام ونشطاء المعارضة الاتهامات بتحمل مسؤوليتها.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ‘ارتكب ارهابيون الليلة (قبل) الماضية مجزرة جديدة بحق المواطنين الامنين في مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص (وسط)’.
واوضح مصدر مسؤول للوكالة ‘ان مجموعة ارهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت عشرة مواطنين معظمهم من الاطفال والنساء قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناء على طلب الاهالي وتتصدى للارهابيين وتقضي على معظمهم في حين لاذ الباقون بالفرار’.
وقال اهالي المنطقة للوكالة ‘ان الارهابيين اقتحموا المنازل بالاسلحة وقاموا بأعمال قتل وسلب ونهب وترويع لاهالي الحارة الامنين بسبب رفضهم جرائم الارهابيين وايوائهم في منازلهم’.
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن نشطاء في المنطقة انه تم العثور على ‘جثامين 11 مواطنا بينهم 8 سيدات وثلاثة رجال اعدموا ميدانيا خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ’. جاء ذلك فيما فر عدد واسع من العائلات الاحد عن احد الاحياء المهمة في حلب (شمال) بسبب اندلاع معارك بين القوات النظامية ومقاتلون معارضون.
رجل أعمال موال للنظام السوري يعرض مكافأة للقبض على مراسلي قناتي ‘الجزيرة’ و’العربية‘
دمشق ـ د ب أ: عرض رجل أعمال سوري موال للنظام مكافأة مالية لمن ‘يعتقل’ أيا من مراسلي قناتي الجزيرة أو العربية الفضائيتين العاملين في سورية. وقال فهيم صقر، المقيم في الكويت، عبر شاشة التلفزيون السوري الرسمي إنه يعرض و’بمبادرة شخصية’ مبلغ عشرة مليون ليرة سورية (نحو 95 ألف دولار أمريكي) على أي مواطن سوري يعتقل أحد مراسلي الجزيرة أو العربية.
واتهم صقر القناتين بالمشاركة في ‘سفك الدم السوري’، كما اتهم المراسلين بأنهم ‘يضللون الشعب السوري ويضللون الشعب العربي’ على حد قوله.
المتطرفون يسيطرون على الثورة السورية
صحف عبرية
في منتصف شهر اذار مرت سنتان على الحرب الاهلية في سوريا. مئات الثوار الذين بدأوا الاضطرابات المسلحة اصبحوا مع الزمن آلاف وعشرات الالاف؛ قوات مقاتلة من ارجاء العالم العربي وكذا من اوروبا تدفقت الى سوريا كي تشارك في الكفاح لاسقاط الرئيس الاسد. ومع الوقت تحولت الثورة في الدولة الى معركة مليئة بالمصالح ـ الاقتصادية، الجغرافية، السياسية والاهم ـ الدينية.
الثوار، الذين حددوا لانفسهم هدفا احتلال المناطق الحدودية في الدولة، يبلغون عن احتلال قاطع من 25كم شرق سوريا حتى غربها ـ على طول الحدود الاردنية وحتى الحدود الاسرائيلية في الجولان.
وتسقط القرى التي توجد قرب الحدود الاسرائيلية هي ايضا الواحدة تلو الاخرى في ايدي الثوار، ولا سيما اولئك الذين يتماثلون ايديولوجيا مع القاعدة.
منظمة حماية حقوق الانسان التي تنتمي الى المعارضة السورية تحدثت عن ان حقول النفط قرب الحدود العراقية، شرقي سوريا سقطت في ايدي الثوار. كما انه يوجد تقدم في هدف آخر وضعه الثوار لانفسهم احتلال المطار السوري الوطني في دمشق. وفي اثناء السبت اطلق الثوار صاروخا نحو المطار والحقوا ضررا في عدة قاعات. ولم تتوقف حركة الطيران في الميناء بعد اطلاق الصاروخ، مع أنه في الفترة الاخيرة يستخدم المطار اساسا للطيران العسكري وليس المدني. والفريق الدبلوماسي السوري هو الاخر، بمن فيه مستشارو الرئيس وكبار المسؤولين في الحكم السوري يجرون الطلعات الجوية من مطار بيروت في لبنان.
ويجمع الجيش السوري الحر، الذي يقاتل ضد الرئيس الاسد، سرايا نظامية من المقاتلين الذين يعملون في عدة جبهات. ولكن فضلا عن الجنود النظاميين، توجد جماعات اسلامية تعمل في قسم منها بالتعاون مع الجيش السوري الحر وبعضها بشكل مستقل تماما.
وبين الجماعات توجد جماعات متطرفة بدرجات مختلفة بعضها يكتفي بفرض قوانين الشريعة على سوريا، واخرى تؤمن بان الحرب على سوريا هي جزء من حرب الجهاد العالمي الذي يستهدف اعادة عهد الامة الاسلامية الكبرى.
دليل على الوضع المعقد
وكان اختطاف مراقبي الحدود مع اسرائيل من الامم المتحدة قبل نحو ثلاثة اسابيع قد تم، بزعم الثوار دون إذن الجيش السوري الحر، بل وندد به قادة الثوار، الا ان هذه كانت الحالة الاولى التي عكست الوضع المعقد في الدولة.
ويجعل تكاثر الجماعات المستقلة، التي تنقسم هي ايضا الى خلايا مستقلة السيطرة على قوات الثورة صعبة وتشكل مقدمة لحرب هذه الجماعات على خلافة الحكم في اليوم التالي لسقوط الاسد. ومن بين اكثر من ثمانين منظمة توجد عدة جماعات متطرفة بشكل خاص كفيلة بان تهدد الحدود الاسرائيلية السورية في اليوم التالي لسقوك نظام الاسد.
جبهة النصرة جماعة جهادية متطرفة تتماثل ايديولوجيا مع منظمة القاعدة. تأسست في شباط 2012. وترتبط الجماعة بنشطاء القاعدة في العراق، والكثير من مقاتليها هم مقاتلو المنظمة الذين دخلوا الى سوريا عبر الحدود العراقية السورية بعد سيطرة الثوار على معبر الحدود. وقد انضمت الى هذه الجماعة محافل اجنبية جهادية من دول مختلفة وصلت الى سوريا كي تنهي نظام الاسد. وأخذت الجماعة المسؤولية عن العمليات الانتخابية في دمشق وفي محافظة حلب شمالي سوريا.
كتائب أحرار الشام شبكة من المقاتلين السلفيين الذين يحظون بالدعم الاقتصادي من الكويت اساسا. والمال الذي يعرف كمساعدات انسانية للشعب السوري يستخدم ايضا لشراء الذخيرة لمقاتلي الجماعة.
والهدف العام للجماعة، هو اقامة دولة اسلامية في سوريا. وهي لا تنتمي الى اتحاد الجماعات الاسلامية المقاتلة في سوريا ولكنها تتعاون مع الجماعات الاسلامية الاخرى. وكانت عدة تقارير تقول ان الجماعة اخرجت الى حيز التنفيذ عمليات نفذها مخربون انتحاريون. وهي تعمل أساسا في شمالي سوريا ولكن ايضا في اللاذقية، في دمشق، في حماة، في ادلب وفي حلب.
اتحاد ثوار حمص تحالف من القوات تأسس في 19 ايار 2012. وتعمل الخلايا أساسا في جنوب شرق سوريا. ويعرف التحالف بانه اسلامي معتدل، ولكنه يعمل بشكل مستقل تماما دون أي صلة بالجيش السوري الحر.
جبهة تحرير سوريا جماعة تأسست في ايلول 2012، وتعرض نفسها كائتلاف مستقل يتشكل من عشرات الجماعات الاصغر التي تقاتل في عدة جبهات. وللجماعات المختلفة مصالح مشتركة على المستوى الاقتصادية، ولكن مختلفة على المستوى الشخصي. وفي داخل هذه المجموعة تعمل ثلاث قوى أساس:
كتائب صقور الشام: جماعة تأسس في 2011، وتوج قيادتها الرئيسية في قرية جبل الزاوية قرب ادلب. هذه هي القوة الاقوى في منطقة ادلب، ويعمل مقاتلوها ايضا في لواء حلب في شمال سوريا. وحسب التقديرات، تعد القوة 4 الاف مقاتل وقائداها هما احمد عيسى واحمد الشيخ. والهدف الايديولوجي هو اقامة دولة حكم اسلامي، ولكن الدين لن يفرض على الشعب السوري.
تجمع انصار الاسلام: مجموعة تأسست في آب 2012 وتتشكل من سبع خلايا مختلفة. علم اتحاد الجماعات هو علم الاسلام الاسود، والجماعة تقيم علاقات وتدير نشاطات قتالية وفقا لتعليمات الجيش السوري الحر ولكن بشكل مستقل.
الخلايا المركزية التي تعمل في اطار الجماعة هي كتائب الاسلام التي تؤمن بتطبيق قوانين الشريعة على سوريا. وهي تعمل في دوما قرب دمشق. والى جانبها تعمل ايضا كتائب الفرقان المتماثلة مع القاعدة وتدير المعارك لاحتلال معاقل الجيش السوري قرب الحدود مع اسرائيل.
كتائب الفاروق: احدى الجماعات الكبرى والمرتبة في اوساط المنظمات المستقلة العاملة في سوريا. تتلقى تمويلا ودعما خارجيا من دول الخليج. وبدأ مقاتلو الجماعة نشاطهم في حمص وفي الروستان مع بدء الحرب في سوريا، وحسب التقديرات، تعد المجموعة نحو 20 الف مقاتل.
وتعتبر الجماعة دينية ولكنها لا تؤمن بان الحرب في سوريا هي جزء من حرب جهاد اقليمي وعالمي. وتعمل الجماعة كجيش حقيقي ومقاتلوها يعملون تحت إمرة قائدين عبدالله عبد الزايد وابو صايا الجنيدي في الروستان.
باريس تغير النهج
والى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية في نهاية الاسبوع ما قاله الرئيس اولاند في مقابلة تلفزيونية في أن فرنسا لن تؤيد بعد اليوم توريد السلاح للثوار. وحسب البيان، ‘ستكون حاجة الى اعادة البحث في الوضع واتخاذ القرار في نهاية شهر ايار فقط، حين سيبحث الاتحاد الاوروبي في مواصلة العقوبات ضد سوريا’.
وقادت فرنسا وبريطانيا الخطوة الدبلوماسية لتسليح الثوار، بل وهددتا بالشروع في نقل السلاح بمبادرتهما الى مقاتلي المعارضة حتى دون موافقة الاتحاد الاوروبي.
ومع ذلك، في باريس يشرحون بان معلومات وصلت الى وزارة الخارجية تشير الى خطر وصول السلاح الى جهات اسلامية متطرفة، تزداد قوتها في اوساط الثوار. ولهذا فقد غير وزير الخارجية لوران فابيوس موقفه. وبشكل رسمي، ادعت فرنسا حتى الان بان التوريد الحر للسلاح للثوار ضروري كي يعاد توازن القوى الذي يؤدي الى اعتزال الاسد.
اساف جبور
معاريف – 31/3/2013
خبراء: مسلحو المعارضة في درعا يقاتلون بتكتيكات تحاكي نمط القوات الخاصة البريطانية
كامل صقر
دمشق ـ ‘القدس العربي’ قال خبراء عسكريون يتابعون المواجهات المسلحة الدائرة في مختلف المناطق السورية وتحديداً الجارية في مدينة درعا جنوباً وأريافها أن طبيعة المواجهات التي يخوضها مقاتلو مليشيات المعارضة المسلحة هناك تشير إلى أن عدداً غير قليل منهم تلقى تدريبات قتالية تحاكي النمط الذي تعتمده القوات الخاصة البريطانية في عملياتها العسكرية التي كانت تخوضها في العراق وأفغانستان.
الخبراء نوهوا لـ ‘القدس العربي’ إلى أن الهجمات التي شنها مسلحو المعارضة ومقاتلون من جبهة النصرة على أغلب المواقع العسكرية الموجودة في مناطق درعا لا سيما اللواء 38 اتسمت بأنها كانت ممنهجة وتجري بطريقة منظمة وتعتمد تكتيكات تشبه تكتيكات القوات الخاصة البريطانية في بعض أجزائها لا سيما على مستوى التمهيد النيراني والمباغتة وطريقة الاقتحام والالتفاف، مشيرين إلى وجود أسلحة متوسطة متطورة جداً كانت بحوزة المهاجمين كالتي تستخدمها وحدات القوات الخاصة البريطانية في اقتحاماتها وفق قول الخبراء الذين تحدثوا عن أجهزة اتصال متطورة لتبادل المعلومات بين المقاتلين في درعا.
وتشير المصادر إلى أنه من المحتمل أن يكون جنود بريطانيون من أصول عربية أو مسلمة قد وفدوا إلى مناطق حدودية شمالاً أو جنوب سورية وأجروا تدريبات مكثفة لعدد من مقاتلي النصرة والذين بدورهم قاموا بنقل مهاراتهم إلى بقية المقاتلين. وكانت تقارير صحافية بريطانية قد أفادت أن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة يتلقون تدريبات على أيدي خبراء غربيين في الاردن، وحسب تلك التقارير فإن هذه التدريبات تهدف الى تقوية العناصر المسلحة في صفوف المعارضة بحيث تشكل ثقلا مضادا للجماعات المتطرفة من جهة وبناء قوى أمنية لحفظ النظام في حالة سقوط النظام السوري من جهة الأخرى.
ونقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مصادر أمنية اردنية ان الولايات المتحدة تقود برنامج التدريب ولكن هناك مدربين بريطانيين وفرنسيين ايضاً، لكن وزارة الدفاع البريطانية نفت وجود عسكريين بريطانيين يدربون مقاتلي المعارضة في الاردن رغم وجود عدد محدود من الخبراء بينهم فرق من القوات الخاصة لتدريب الجيش الاردني.
ولكن صحيفة ‘الغارديان’ علمت ان فرقا من الاستخبارات البريطانية تقدم لمقاتلي المعارضة استشارات لوجستية وغير لوجستية.
وكان مالك الطوال مستشار رئيس الوزراء الأردني أعلن في حديث متلفز ان بلاده لا تتدخل في شؤون اي دولة مجاورة ولا تسمح بتدخل احد في شؤونها، نافيا ان يكون الاردن قد سمح بتدريب عناصر المعارضة السورية على اراضيه.
معارض سوري: تغير في موقف امريكا من التسليح ونتحرك لتسلم مقعد سورية في ‘التعاون الإسلامي‘
القاهرة ـ د ب أ: أعلن الأمين العام لـ’الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ مصطفى الصباغ أن الائتلاف سيبدأ خلال أيام تحركاً لشغل مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي، تمهيداً لتحرك أوسع يهدف إلى أن يشغل الائتلاف مقعد دمشق في الأمم المتحدة أيضا.
وأكد أن ‘هناك تغيرا في الموقف الأمريكي تجاه مسألة تسليح الجيش الحر’، يتلخص في ‘عدم تسليح أمريكا للمعارضة، مع غض الطرف عن تسليح دول أخرى للجيش الحر’.
وعما إذا كان الائتلاف سيتسلم سفارات في دول عربية بعد الخطوة القطرية ، قال: ‘بدأنا اتصالات أثناء عقد القمة العربية مع عدد من الدول، إذ التقينا قادة تونس وليبيا والمغرب والسودان ودول أخرى ، والكل مستعد لتسليم السفارات ، وافتتاح سفارات سورية’. وأضاف: ‘سنباشر اتصالات مع دول غربية، وسيستغرق ذلك وقتاً أكبر، بسبب إجراءات قانونية ، لكننا سنسير في الاتجاه نفسه’.
وعن تطورات استقالة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، قال: ‘إن استقالة الشيخ معاذ جاءت بسبب ضغوط المجتمع الدولي في شأن الملف السوري، إضافة إلى تقصير كبير من الدول الكبرى ، فالشعب السوري يُقتل ويُذبح، ولا دعم إلا من خلال المؤتمرات، باستثناء عدد من الأشقاء وتركيا’.
وعن الضغوط التي اضطرته للاستقالة، أوضح أنها ‘ضغوط متكررة، بدأت من أصدقاء سورية منذ مؤتمرهم الأول إلى المؤتمر الرابع، وفي كل مؤتمر، نرى وعوداً، ولا يوجد تنفيذ لها’.
وعن وجود مؤشرات إلى حوار مع النظام السوري، رد: ‘أعتقد أن النظام لا يقبل أي حوار ، وفي كل التجارب السابقة ابتداء من محاولات الجامعة العربية إلى الموفدين كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي إلى جنيف، النظام لم يلتزم بشيء ، ولم نر أي مؤشر يدل على رغبته في الحوار’.
وعن توقعه حول إمدادات السلاح من دول عربية بعدما فتحت قمة الدوحة هذا الباب أمام من يريد تقديم السلاح للجيش الحر ، قال: ‘نعم نتوقع ذلك من الأشقاء ، والآن صار هذا الوضع شرعيا ، والشعوب العربية من دون استثناء وأغلب الحكومات العربية مؤيدة لثورة الشعب السوري ، وبالتالي تأصل الآن هذا الموضوع وسيقدمون الدعم.
الجيش الحر وأطراف معارضة تشن هجوما عنيفا على ‘أخوان’ سورية والجماعة تنفي سيطرتها على الائتلاف وتتهمهم بالارتباط بقوى اقليمية
لندن ـ ‘القدس العربي’: شنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقيادات من المعارضة السورية هجوما عنيفا ضد جماعة الاخوان المسلمين بسورية، محملة الجماعة مسؤولية تأخر انتصار الثورة وتشرذم المعارضة، واتهمتها باقصاء معظم الأطياف السورية. وقالت القيادة المشتركة في رسالة مفتوحة وجهتها لجماعة ‘الاخوان المسلمين’ السورية وزعت ادارة الاعلام للقيادة المشتركة ومقرها باريس نسخة منها ان ‘هناك صداما عميقا وكبيرا بينكم وبين مجمل القوى المدنية والثورية والوطنية والعسكرية والسياسية أيضا، وقد سئمنا من تدخلاتكم’.
وأضافت ان ‘بياننا الأخير لم يصدر الا بعد ان طفح الكيل في العديد من المدن السورية وعلى رأسها دمشق وريفها من تصرفات وسلوكيات الجماعة منذ بداية الثورة وحتى الآن وبشكل خاص الهيمنة والسيطرة على المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف والهيمنة ومحاولات الهيمنة على الشؤون والقضايا الاغاثية والعسكرية فالقلوب أصبحت ممتلئة أكثر مما تظنون وتعتقدون، وهذا ستكون له تداعيات سيئة للغاية على الثورة وسورية الوطن وعلى مستقبل الجماعة في علاقتها مع الناس فلا يحق لكم الركوب على الثورة أو قيادتها أو محاولات التحكم بها ونحن الآن في مرحلة مفصلية سيترتب عليها الكثير من الأشياء’.
وتابعت قائلة – في رسالتها ‘ان هناك حالة احتقان لدى أغلب الأطياف السياسية والمدنية والثورية على الأرض وفي الخارج من تصرفاتكم وأساليبكم وعمليات الاقصاء والتهميش المبرمج فالثورة ليست ثورتكم ولم تصنعوها بل ثورة الأفراد الذين يدفعون دماءهم وحياتهم وأمنهم واستقرارهم وأرزاقهم’.
وتابعت ‘الكل يعلم تماما كيف تم تشكيل المجلس الوطني وكيف تم انتقاء أعضائه وكيف منحت صفة شخصية وطنية للبعض الآخر بمعنى تغيير طرابيش لكن الرأس واحد وهذا أمر مرفوض، فلستم من يقرر صكوك الوطنية لأحد فالجميع في سلة واحدة فلا تتشاطروا وتتذاكوا على الناس فهم ليسوا بحمقى ولا يحبون من يستغبيهم وأعتقد ان مثل هذه السلوكيات السالفة لا تقل سوءاً عن الشرك بالله ونظن أنكم تؤمنون بالله وباليوم الآخر’ حسب الرسالة.
وذكرت القيادة المشتركة في رسالتها ‘ان التركيبة السكانية والدينية والمذهبية لسورية لا تسمح ولن تسمح بالأساس لهيمنة جماعتكم على الثورة الآن أو السياسة السورية في المرحلة الانتقالية ومن ثم الديموقراطية ونعلمكم ان برنامجكم السياسي والصدق والاخلاص هو الميزان الوحيد لمستقبلكم في سورية الجديدة’.
وقالت ‘هناك حالة انزعاج كبيرة من تحركاتكم التراكمية والمستمرة حتى الآن وبدأت منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة ومن التفاهمات التي تعقدونها على حساب باقي أطراف المعادلة الوطنية والسياسية’، مضيفة ‘هناك الكثير من الأطراف تحملكم مسؤولية تأخر انتصار الثورة’.
وأضافت القيادة المشتركة ان ‘الجميع يعلم موقف جماعتكم من النظام قبل الثورة وتجميد معارضتكم له حتى أيام قليلة قبل انطلاق الثورة فمن كانت له هذه المواقف الانبطاحية أمام النظام لا يوزع صكوك الوطنية والعمل الثوري على أحد’ حسب الرسالة.
واستطردت القيادة المشتركة في رسالتها قائلة ‘ان الجميع يعلم كيف ركبتم المجالس المحلية والعشرات من التنسيقيات والهيئات والأشكال بألوان مختلفة لكنها في النهاية تصب في بئركم العميق ونعلم كيف وصلت ملايين الدولارات والتبرعات والهبات من الدول ومن الأفراد والتي تعتبر أموالا عامة من أموال الشعب السوري والتي سيحاسب الناس كيف صرفت ولمن وكيف؟ ونعرف كيف يتم تلميع أشخاص وتقديم أشخاص أو تأخيرهم واستبعادهم’.
وأضافت ان ‘الجميع يمكن ان يقبل بكم بحجمكم الطبيعي مثلكم مثل أي طرف سياسي معارض للنظام وشريك يعرف حدوده في العملية السياسية والمشروع الوطني الذي يجب ان يضم كل أبناء الوطن دون أي تمييز أو تهميش أو اقصاء أو استبعاد وأنتم شركاؤنا في المشروع الوطني ان أردتم ويدنا وقلوبنا وعقولنا مفتوحة على العمل الجماعي والشراكة الوطنية’.
وأكدت أنه ‘وبناء على احتقان الشارع ضدكم بأن حكومة غسان هيتو لن ترى النور لأن الجميع يعلم كيف تم اختياره وفرضه من طرفكم بمسرحية اعلامية ساذجة فالشارع سيسقط هذه الحكومة حتى ولو كانت دول العالم كلها تريده لا أحد يفرض على الشارع السوري خياراته’.
واختتمت القيادة المشتركة قائلة ‘ان الشام وأهلها يقفون صفا واحدا ضدكم نتيجة تصرفاتكم ولمداواة كل الجروح عن الأخطاء الكبيرة والفاحشة التي مارستها جماعتكم منذ بداية الثورة وحتى الآن ممكنة ويمكن ان تبدأ باعلان حسن النوايا عبر التوسيع الفوري وغير المشروط والآن للائتلاف الوطني ودون أي تدخل مباشر أو غير مباشر من جماعتكم والشفافية بكل شيء’.
وفي معرض رد الجماعة على بيان القيادة المشتركة للجيش الحر اكد رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية عمر مشوّح، إنّ البيان الذي نُسب للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر، والذي حمل اتّهامات عدّة لجماعة الإخوان، لا يمثّل وجهة نظر قيادة الجيش الحرّ، مشيراً أنّ جماعة الإخوان على اتّصال مباشر معها على مدار الساعة.
وأضاف مشوّح أنّ الاتّهامات التي ساقها فهد المصري في بيانه بحقّ جماعة الإخوان المسلمين لا أدلّة عليها، وأنّ هذه الإساءات وغيرها تمثّل حلقة من سلسلة الإساءات للجماعة والنيل منها، تقودها أطراف عدّة، منها نظام الأسد وبعض الدول العربية والإقليمية.
وقال مشوّح إنّ كلّ هذه الأسماء التي تحاول النيل من الجماعة تعمل ضمن خطّة واضحة وممنهجة للنيل من الجماعة وسمعتها. مضيفاً ‘أنصح هذه الأسماء بالحفاظ على استقلالية قرارهم، والحفاظ عليه دون المساس بالجماعة ورموزها ومشروعها، نحن جزء كبير من الشعب ومحاولات النيل منّا لن تأتي لكم بخير’.
وأضاف: نربأ بالمصري وغيره النيل من الجماعة والإساءة لها، وهو لا يمثّل شيئاً وكلّ تسمياته التي ذيّل بها بيانه لا قيمة لها.
وفنّد مشوح اتّهامات المصري، قائلاً إنّ الجماعة لا علاقة لها باستقالة معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف الوطني، أو الخلافات في الائتلاف، مبيّناً أنّ الخطيب سبق وأن صرّح بذلك، وقال إنّ سبب استقالته هي تخاذل العالم عن وعوده التي التزم بها لنصرة الشعب السوري.
وبشأن اختيار غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، نفى مشوّح أن يكون الإخوان وراء ذلك الاختيار، موضحاً أنّ اختياره كان وفق استراتيجية التوافق داخل الائتلاف.
وبخصوص اتهامات الإخوان بالهيمنة، أوضح مشوّح أنّهم لا يمثلون في المجلس الوطني والائتلاف إلا ما نسبته عشرة بالمئة وأقل. مضيفاً ‘إن كان نصيب الآخرين أقلّ فهو بسبب ضعفهم لا جشعنا’.
أمّا بشأن الاتّهام بعمل جماعة الإخوان على إسقاط الدولة، فأجاب مشوح أنّ الإخوان منذ بداية الثورة كانوا حريصين على حماية الشعب والوطن والمؤسسات، والعمل للحفاظ عليها. موضحاً أنّهم لا يريدون غير إسقاط النظام دون النيل من المؤسّسات، بل يعملون على حمايتها.
وقال إنّ كلّ ما يجري من محاولات للنيل من الجماعة، هو مخطط فاشل وسخيف يحاول عرقلة مسار الثورة. مضيفاً أنّ كلً من يتواطأ مع هذا المخطّط سيكون عليه علامة استفهام حول مواقفه البعيدة عن التحالف الوطني.
وتدعو بعض قوى المعارضة رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو بـ’مرشح قطر’. وجمد عدد من المعارضين البارزين عضويتهم في الائتلاف واستقال رئيسه بعد الانتخاب.
ورفض حوالي سبعين معارضا سوريا في بيان ارسل الى القمة العربية الأخيرة في الدوحة ‘السيطرة الاستبعادية’ التي يمارسها احد تيارات الائتلاف، في اشارة واضحة الى جماعة الاخوان المسلمين.
و في شأن متصل، اتهم مالك قناة ‘أورينت’ المعارضة قيادات الأخوان المسلمين بتكفير معارضيها، متهما الجماعة بـ’ جعل الدين ثوبا خالصا لهم فقط ! ومن مواقفهم السياسية مواقف ربانية الاهية مقدسة’.
و أضاف غسان عبود على صفحته في موقع الفيس بوك أن ‘الديمقراطية في أن تنتقد غيرهم ! فاعرف أين تضع خياراتك. من الغلو والتطرف…’.
إلى ذلك، أوضح شلال كدو، عضو المجلس الوطني الكردي والقيادي في حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، تشتت المعارضة وعدم انضمامهم للمجلس الوطني و الائتلاف يعود إلى خلاف ايديولوجي وسياسي وثقافي بين الأكراد وجماعة الاخوان.
وبين أن جماعة الإخوان المسلمين يتبعون سياسة انكارية بحق الأكراد، وبحق مكونات أخرى، ويهدفون إلى السيطرة على السلطة ليس الا، وبالتالي يسعون من خلال الثورة إلى استبدال نظام شمولي بعثي بآخر شمولي إسلاموي، في حين أن الأكراد لا يرضون بأقل من نظام ديمقراطي تعددي برلماني فيدرالي في سوريا المستقبل، على حد وصفه.
وأضاف: ‘ايديولوجية الإخوان قائمة على الغاء الآخر المختلف سياسيًا وثقافيًا واثنيًا وطائفيًا، وعلى صهره في بوتقة العروبة والاسلام، الامر الذي يرفضه الأكراد جملة وتفصيلا لأنه يناقض ثقافتهم السياسية والانسانية’.
و يعتبر معهد كارنيغي للسلام في الشرق الأوسط جماعة الأخوان المسلمين الحركة الأقوى والأكثر تنظيمًا من بين قوى المعارضة السورية، على الرغم من نفي قادتها بعد انتفاضة فاشلة قتل فيها عشرات الآلاف في العام 1982.
“خطف وخطف مضاد” في البقاع ينذر بوصول نار سوريا إلى هشيم لبنان
عبدالاله مجيد
حوّلت الأزمة السورية البقاع اللبناني مسرحًا لعمليات خطف وخطف مضاد بين أهالي عرسال السنة وعشيرة آل جعفر الشيعة، بعد خطف حسين جعفر في يبرود السورية وطلب الخاطفين فدية قدرها مليون دولار لإطلاقه.
لندن: أثارت موجة من اعمال الخطف بين عشائر سنية وشيعية قوية في شمال سهل البقاع اللبناني خلال الأيام الماضية مخاوف من اندلاع نزاع طائفي، في منطقة تتقاطع التقاليد العشائرية الراسخة فيها مع تداعيات الحرب المستمرة في سوريا.
وكان حسين جعفر، سائق شاحنة شيعي يعمل في تهريب الديزل من لبنان إلى سوريا، خُطف في 23 آذار (مارس) الماضي قرب بلدة عرسال السنية، البلدة التي تحولت منذ اندلاع الانتفاضة السورية مركزًا لتقديم الدعم إلى المعارضة السورية المسلحة.
وإلا يُسحقون!
طالب خاطفو جعفر المجهولون بفدية قدرها مليون دولار للإفراج عنه. ورفضت عشيرة آل جعفر دفع الفدية، وردّت بخطف أكثر من اثني عشر شخصًا من أهالي عرسال نفسها، أُفرج عن بعضهم في بادرة حسن نية وبقي ستة رهائن آخرين، تقول عشيرة المخطوف انها لن تفرج عنهم إلا بعد عودة جعفر سالمًا إلى أهله.
نقلت صحيفة تايمز عن مهدي جعفر، شقيق المخطوف، قوله: “ليس لدينا سبب لمقاتلة أهالي عرسال وعليهم ألا يقدموا سببًا لقتالنا، وإلا فإنهم سيُسحقون، وعلينا أن نتوصل إلى حل”.
وآل جعفر من أسوأ العشائر الشيعية صيتًا في سهل البقاع، على حد وصف صحيفة تايمز، مشيرة إلى أنهم يتمسكون باستقلاليتهم وهم مسلحون تسليحًا حسنًا، وبعضهم حقق ثروات طائلة من زراعة الحشيش. وجاءت عمليات الخطف المتبادلة في أسوأ وقت بعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي وغياب سلطة القانون عموما، وتصاعد المخاوف من انجرار البلد بشكل أعمق إلى أتون الحرب الأهلية في سوريا.
سنقتلهم جميعًا
لدى شيعة شمال البقاع وسنته تقاليد قتالية عريقة منها حسن الجوار الميداين، لكن توترًا كبيرصا اعترى علاقات الاحترام المتبادل تاريخيًا بينهم حين اختاروا دعم أطراف متناحرة في سوريا.
تدعم عرسال بقوة المعارضة السورية، حتى أن بعض سكانها انضموا إلى فصائل سورية مسلحة للقتال ضد نظام بشار الأسد، بينما يقاتل كثيرون من آل جعفر في صفوف حزب الله، الذي يخوض مواجهات مسلحة مع فصائل المعارضة في سلسة من القرى قرب بلدة القصير السورية الحدودية.
وحرص المقاتلون الشيعة والسنة حتى الآن على إبقاء قتالهم داخل الأراضي السورية، لكن أعمال الخطف الأخيرة هددت بتوسيع الحرب عبر الحدود إلى شمال سهل البقاع. ودفن حسن رايد، الذي خطف آل جعفر نجله حسين قبل أيام، رأسه بين يديه وأجهش بالبكاء على اعتاب بيته الحجري في عرسال، وقال: “إذا قتلوه فإن آل جعفر سيقتلون ولدي انتقامًا”.
ويبدو أن خولة زوجة حسن صُنعت من طينة مختلفة ومعدن أصلب، حين صبت لعناتها على آل جعفر وهي تتميز غضبًا، واقفة فوق زوجها الجالس على اعتاب الدار. ونقلت صحيفة تايمز عن خولة قولها إن آل جعفر ليسوا إلا زارعي حشيش وتجار كوكايين، وإذا قتلوا ولدي سنقتلهم جميعًا.
قال علي الحجيري، رئيس بلدية عرسال، ‘ن حسين جعفر خُطف في قرية نائية جنوب غربي بلدته قرب الحدود مع سوريا، وهو محتجز في بلدة يبرود السورية. وتابع الحجيري لصحيفة تايمز: “نحن أصدقاء آل جعفر، لكنهم ارتكبوا خطأ، ورد فعلهم على خطف ابنهم لم يكن جيدًا، فهم لا يستطيعون أن يعاقبوا عرسال بسبب ما حدث”.
أضاف الحجيري انه يريد إبلاغ آل جعفر بأنه الآن الوحيد الذي يمنع أهل عرسال من تصعيد الوضع، محذرًا: “على آل جعفر أن يفهموا أنه من السهل الضغط على الزناد ولكن ليس من السهل وقف الحرب”.
وعلى بعد نحو 30 كلم، على أطراف بلدة القصر الشيعية الحدودية، جلست عائلة المخطوف حسين جعفر على كراسٍ بلاستيكية في حديقة منزلها الصغير ذي الجدران الاسمنتية. وأصر أفراد العائلة على أن حسين ليس محتجزًا في سوريا بل ما زال في عرسال، وأن رئيس بلدية عرسال يتحمل مسؤولية خطف ابنهم.
وقال مهدي جعفر إن اشخاصًا تربطهم صلة قربى بالحجيري خطفوا شقيقه حسين، وأن الرجال الستة من أهل عرسال الذين يحتجزهم آل جعفر ليسوا رهائن بل ضيوف.
ولفت احد افراد العائلة إلى أن الخاطفين يطالبون بفدية قدرها مليون دولار مقابل الافراج عن حسين. أضاف: “حسنا، سنعطيهم مليون دولار مقابل حسين، وعليهم أن يعطونا ستة ملايين دولار مقابل أبنائهم”.
وباستثناء حاجزي تفتيش جديدين أقامهما الجيش اللبناني في شمال البقاع، فإن السلطات اللبنانية نأت بنفسها عن النزاع الذي فجرته أعمال الخطف بالرغم من مخاطر التصعيد، ربما لأنها تدرك أن لا وجود يُذكر لحكومة بيروت في هذه المناطق.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/802836.html
لقراء “إيلاف” رأيهم: الجيش الحر يرفض الاعتراف بهيتو لأنه مفروض من الخارج
صبري عبد الحفيظ حسنين
في استفتاء هذا الأسبوع، سألت إيلاف قراءها عن سبب رفض الجيش السوري الحر الاعتراف بغسان هيتو رئيسًا للحكومة الموقتة، فردوا ذلك إلى أنه مفروض من جهات خارجية، إلا أن معارضين سوريين يرون في هيتو الأفضل اليوم لأنه مقبول من الغرب وضمان سوريا المدنية بعد سقوط الأسد.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: فيما تسير الأوضاع في سوريا من سيء إلى أسوأ، يبدو أن ثمة هوة سحيقة ما بين معارضة الخارج ومعارضة الداخل في سوريا، لاسيما في ظل رفض المعارضة المسلحة الاعتراف بالمعارضة السياسية في الخارج.
حدث ذلك عند تأسيس المجلس الوطني السوري، ويتكرر السيناريو نفسه مع الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة، الذي انتخب حكومة لإدارة شؤون المناطق المحررة. إلا أن الجيش السوري الحر رفض الإعتراف برئيسها غسان هيتو، بدعوى أنه مفروض على الإئتلاف ولم يحدث عليه توافق.
هيتو مفروض من الخارج
يعتقد قراء “إيلاف” أن السبب الآخر وراء رفض الجيش الحر الاعتراف بهيتو هو أنه مفروض عليهم من جهات خارجية. وجاء ذلك في استفتاء طرحته “إيلاف” على قرائها، فسألتهم عن سبب رفض الجيش الحر الاعتراف بالحكومة السورية المؤقتة، واضعةً أمامهم ثلاثة خيارات، لبعد الحكومة السياسي عن الوضع الميداني، وفرض رئيسها من جهات خارجية، واختيار كردي لرئاستها.
شارك 3014 قارئًا في الإستفتاء، وانحاز 49 بالمئة منهم إلى أن رفض اعتراف الجيش الحر بالحكومة المؤقتة يرجع إلى أن رئيسها مفروض من جهات خارجية، في حين رأى 31 بالمئة منهم أن السبب يعود إلى أن غسان هيتو كردي الأصل، وقال 20 بالمئة إن الرفض جاء على خلفية بعد الحكومة الموقتة عن الوضع الميداني.
وكان ائتلاف المعارضة السوري انتخب غسان هيتو رئيسًا للجكومة الموقنة بغالبية 35 صوتًا من أعضاء الائتلاف، البالغ عددهم 50 عضوًا. وعلقت شخصيات بارزة في الائتلاف عضويتها، احتجاجًا على إنتخاب هيتو، من بينها المتحدث باسم الائتلاف وليد البني، وكمال اللبواني، ومروان حاج رفاعي، ويحيى الكردي، وأحمد العاصي الجربا.
رئيس حكومة بدون توافق
يحاول هيتو التواصل مع الجيش الحر ميدانيًا، وقام بزيارة لمحافظة حلب، التي يسيطر عليها الجيش الحر، وفقًا لما أعلنته الصفحة الرسمية للحكومة الموقتة على موقع فايسبوك، التي أوردت الخبر مقتضبًا كالآتي: “عقد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة السورية الموقتة غسان هيتو اجتماعًا استمر لمدة ساعتين مع وفد ضم أعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين عن مجلس القضاء الموسع”.
لكن لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، قال إن الجيش السوري الحر لا يعترف بغسان هيتو رئيس حكومة، لأن اختياره لشغل المنصب جاء من دون توافق أعضاء ائتلاف المعارضة عليه. أضاف:”نحن لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلًا من أن ينال توافق أعضائه”.
واجهة مدنية
يصف المعارض السوري في القاهرة خليل الكردي الخلافات بين أطياف المعارضة في الخارج بأنها متعددة بحسب التمويل الآتي من الخارج. وقال لـ”إيلاف”إن الخلافات بين الفصائل السياسية أو الكتائب المقاتلة ترجع إلى أن كل فصيل يتبع الجهة أو الدولة التي تموّله فينفذ سياستها”.
وأضاف أن ائتلاف المعارضة اختار غسان هيتو ليكون واجهة مقبولة من كل الأطياف السياسية في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أنه أفضل الوجوه لمخاطبة الغرب، الذي يرفض شخصية إسلامية على رأس الحكومة، “وهيتو لم يكن مفروضًا من جهات خارجية، كما يزعم البعض، فهو شخصية ليبرالية تجيد مخاطبة الغرب والمجتمع الدولي، وتحقيق التوزان السياسي بين القوى المقاتلة والقوى السياسية في الخارج، باعتباره يمثل المعارضة المدنية، ما يبعث برسائل جيدة تفيد بأن سوريا ما بعد الأسد ستكون دولة مدنية تحفظ فيها حقوق الجميع، ولن تكون دولة طائفية”.
وأشار الكردي إلى أن المواقف الدولية والعربية تؤثر في تماسك المعارضة، سواء في الداخل أو الخارج، ولفت إلى أن هناك محاولات دائمة لشق صفوف المعارضين، واختراق الكتائب المقاتلة على الأرض، “كما هناك محاولات لتقريب وجهات النظر بين الجيش الحر والحكومة الموقتة بشكل خاص، والجيش الحر والمعارضة في الخارج بشكل عام، من أجل توحيد الجهود السياسية والعسكرية والوصول بالثورة إلى بر الأمان”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/802860.html
سوريا تشهد ثماني مجازر في اثنتي عشرة ساعة
لوانا خوري
حمّل المرصد السوري لحقوق الانسان الامم المتحدة مسؤولية استمرار النظام السوري في اقتراف المجازر بحق شعبه، بعد أن سجلت تنسيقيات الثورة حصول ثماني مجازر في مناطق سورية مختلفة خلال 12 ساعة.
بيروت: بالتزامن مع التقدم الميداني الذي يحققه الجيش السوري الحر كل يوم في مناطق مختلفة من سوريا، أكدت مصادر معارضة أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب ثماني مجازر في دمشق وحمص خلال 12 ساعة، “محاولًا زرع الرعب في صدور السوريين لمنعهم من الاستمرار في قتالهم ضد هذا النظام المجرم”، كما قالت.
وحمل رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، الامم المتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سوريا «بسبب عدم إحالة ملف أي مجزرة إلى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها وقتلة الشعب السوري».
وأشار عبد الرحمن إلى أن القاتل يستمر بالقتل عندما لا يجد رادعًا.
مجازر دمشق
المجزرة الأولى نفذها النظام في مدينة كفربطنا بريف دمشق، قتل فيها 15 شخصًا، بينهم ثمانية أطفال، وذلك بسبب القصف الصاروخي العنيف الذي تعرضت له المدينة. أما المجزرة الثانية فكانت في مخيم اليرموك في العاصمة السورية، وبلغ عدد ضحاياها سبعة قتلى وأكثر من 40 جريحًا.
وقد أفادت مصادر معارضة على صفحاتها في موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي أن الجيش النظامي استهدف منطقة مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بصاروخ أرض- أرض من نوع غراد، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والجرحى.
كما بث معارضون مقطعًا مصورًا على موقع يوتيوب، عرضوا فيه محاولة مسعفين إنقاذ المصابين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض، حيث سقط صاروخ غراد في مخيم اليرموك.
وفي تقارير صحفية، قال مسؤول فلسطيني إن الوضع في المخيم يزداد سوءًا مع اقتراب انهيار التفاهم الذي كان سائدًا بوجود مقاتلي المعارضة داخل المخيم وقوات النظام في بعض أطرافه، ما سيجعل المخيم في صلب المعارك.
ونقلت سانا الثورة أنباء عن وقوع مجزرتين أخريين في حي دمر، ذهب ضحية واحدة منهما خمسة أفراد من عائلة واحدة جراء القصف العنيف الذي تعرض له الحي.
أما الثانية، فقد تحدثت عنها وسائل إعلام الثورة السورية، متهمة النظام بقتل نحو 15 شخصًا تحت التعذيب في فرع الأمن المركزي (215) بسجن دمر الشهير، تم التعرف على جثث ثمانية منهم. وبفعل القصف العنيف براجمات الصواريخ على مدن ريف دمشق، سقط خمسة قتلى في مدينة حمورية.
مجازر حمص
وعادت تلكلخ إلى الواجهة الاجرامية في سوريا، إذ نقلت تنسيقيات الثورة خبرًا مفاده أن قوات النظام وفرق الشبيحة الآتية من قرية عين الحرامية ذبحت عددًا من سكان حي البرج في تلكلخ وقطعت أوصالهم بالسكاكين، مؤكدةً سقوط 11 قتيلًا اعدموا ميدانيًا، بينهم ثماني سيدات، وأشخاص فصلت رؤوسهم عن أجسادهم.
لكن السلطات السورية نفت ذلك، واتهمت من وصفتهم بالارهابيين بارتكاب هذه المجزرة. وقال مصدر رسمي لوكالة سانا السورية أن مجموعة إرهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت عشرة مواطنين معظمهم من الاطفال والنساء، “قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناء على طلب الاهالي وتتصدى للارهابيين وتقضي على معظمهم، في حين لاذ الباقون بالفرار».
وفي حي بابا عمرو الذي استعادته قوات النظام الاسبوع الماضي، عثر المواطنون على أربع جثث متفحمة لرجال لم تعرف هوياتهم. لكنّ ناشطي الثورة أكدوا أن هؤلاء قتلوا على يد بعض شبيحة النظام السوري، إذ أعدموهم ميدانيًا وحرقوا جثثهم مقابل جامع عبدالله بن الزبير.
أما ثالث مجازر النظام في حمص فحلّت في قلعة الحصن، حيث قتل نحو 10 من عناصر الجيش الحر في كمين نصبه لهم الجيش النظامي، بينهم الاعلامي وليد الجلخ.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/802846.html
تركمان سوريا يلمّون شملهم وينتخبون مجلسًا يمثّلهم
انتخب التركمان في العاصمة التركية أنقرة، المجلس التركماني، بهدف تمثيل التركمان في سوريا بشكل أفضل، وإجراء حوارات مع المعارضة، من أجل مستقبل سوريا التي تشهد ثورة ضدّ بشار الأسد.
أنقرة: انتخب تركمان سوريا الأحد مجلسهم بعد إقرار نظامه الداخلي، خلال المؤتمر العام الثاني لتركمان سوريا، الذي اختتم في العاصمة التركية أنقرة.
وأعلن عن أعضاء المجلس المنتخب اليوم، بعد فرز أصوات المندوبين، وذلك اليوم الأحد وهو الأخير للمؤتمر الذي نظمه منبر تركمان سوريا، واستمر ثلاثة أيام، أسفرت عن انتخاب مجلس للتركمان، في وقت شهد فيه المؤتمر، مشاركة رسمية تركية، فضلاً عن مشاركة أبرز قيادات المعارضة السورية.
وتألف المجلس التركماني المنتخب من 39 عضواً، اختارهم 350 مندوبًا، ناقشوا النظام الداخلي للمجلس، وكان من المقرر أن يختار المندوبون، 35 عضوًا يشكلون المجلس، إلا أن النقاشات رفعت العدد ليصل إلى 39، مع رفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية إلى 9 أعضاء، بعد أن كانت المسودة تشير إلى أن اللجنة تتألف من 7 أعضاء.
وقال الرئيس الفخري لتركمان سوريا، وعضو البرلمان التركي، محمد شاندر، في كلمة ألقاها عقب انتهاء الانتخابات، أن هذه الخطوة “هي بداية خير، وولادة مبشرة للتركمان، من خلال تأسيس هذا المجلس”، موضحًا أن “التركمان قدموا من التضحيات ما يكفي في الثورة السورية”.
وأشار إلى أنه “في الفترة التي يجتمع فيها التركمان في أنقرة، يواصل النظام السوري ممارسة القمع بحق الشعب السوري، وبخاصة التركماني منه، حيث ارتكب جريمة بحقهم في حمص، اسفرت عن استشهاد 35 شخصًا، ذبحًا وتقطيعًا بأبشع أنواع الطرق”.
وقدم شاندر لمحة تاريخية عن التركمان، وعن دخولهم الإسلام، وخدمتهم للقضية الإسلامية، والسبل التي أدت إلى هدايتهم، من خلال القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف.
وشهدت أيام المؤتمر الثلاثة، نقاشات كبيرة بين المشاركين، أفضت إلى إقرار النظام الداخلي الذي صوت عليه المندوبون، حيث تضمن نظام الانتخاب، وذلك بتصويت كل منطقة لممثليها في المجلس، على أن يعقد اجتماعاً كل 3 أشهر، ويعمل لمدة عام، يتم انتخاب مجلس جديد بعدها.
يذكر أن تشكيل المجلس التركماني حظي بمباركة من المجلس الوطني، ومن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبتأييد من الحكومة التركية.
يذكر أن مؤتمر تركمان سوريا الثاني، نظم من أجل تأسيس مجلس يمثل جميع التركمان، في مختلف المناطق السورية، ليكون مخاطبًا شرعياً لهم، فضلاً عن مساهمة المجلس، في تأسيس دولة سورية قوية بعد إسقاط النظام.
هذا وشهد المؤتمر في اليوم الثاني مشاركة رسمية تركية، ممثلة برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، فضلاً عن مشاركة رئيس المجلس الوطني جورج صبرا، وأعضاء من المجلس، ومن الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن بلاده لا يمكنها التزام الصمت إزاء المعاناة والطغيان اللذين يتعرض لهما التركمان في سوريا”، مشددًا على استمرار تركيا في إيصال صوتهم بمختلف المنابر.
وشدد أردوغان على الأهمية القصوى لتمثيل التركمان في “الحكومة السورية المشكلة حديثًا”، مضيفًا :” من المفيد أن يعمل التركمان في إطار تشكيل سياسي واسع النطاق وشامل يمكنهم من خلاله إسماع صوتهم، والحصول على الوضع الذي يستحقونه في سوريا ديمقراطية جديدة”.
وأكد أنه يدعم تأسيس جمعية سوف تكون الصوت والضمير للتركمان السوريين، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول التركية .
يشار إلى أن المعارضة السورية اختارت في الحادي عشر من الشهر الجاري، خبير الاتصالات غسان هيتو رئيسًا لأول حكومة انتقالية سورية.
وأعلن خالد صلاح المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن هيتو اختار الحدود السورية التركية مقرًا لإدارة حكومته لحين رحيل الرئيس الأسد، متوقعًا أن الأمر “لن يستغرق عدة أشهر”.
وقد انطلقت صباح السبت أعمال المؤتمر الثاني لمنبر تركمان سورية، لمناقشة عدد من قضايا التركمان، يبرز منها تأسيس المجلس التركماني، وانتخاب أعضائه.
سوريون مهجرون يعيشون بين تلال إدلب في كهوف طبيعية ومواقع رومانية
أبو فيصل: فقدت أغنامي ودعم أسرتي للثورة.. و«الجيش الحر» لا يضمن احتياجاتنا
إدلب: هانا لوسيندا سميث
تبدأ الحرب على الحدود، وعلى بعد خمسة أمتار من المكتب الذي يقوم فيه الضباط الأتراك بفحص جوازات سفر مراسلين يتفقدون المنطقة وبطاقاتهم الصحافية عند معبر باب الهوى، ثمة معتقل على الطريق المسفلت، وحفر في الكتل الخراسانية، بفعل شظايا ناتجة عن انفجار سيارة مفخخة قدمت من سوريا قبل ستة أسابيع. طالما لفت التناقض، بين السلام في الريف التركي والمشهد الوحشي في سوريا، الأنظار. لكن الانفجار ساعد على اقتراب العالمين من بعضهما البعض، بحيث أصبح الانتقال من أحدهما إلى الآخر، كالمرور عبر لوح زجاجي مشروخ.
لم يعد مسموحا للسيارات بعبور الخمسمائة متر الحدودية، التي لا تتبع لإحدى الدولتين، لذا ننتظر حافلة قديمة مزدحمة لتقلنا إلى الجانب السوري من الحدود، وسط غابة من مخيمات اللاجئين، الذين يقتربون قدر الإمكان من الجانب التركي. وعلى الجانب الآخر، ينتظر مقاتلو الجيش السوري الحر، بالقرب من دبابة محطمة تابعة للجيش النظامي، للتحقق من الأوراق التي تثبت هويتنا. مع ذلك، بعد مرحلة من التوتر والخوف على الحدود، هدأ المشهد في سوريا، مذكرا ببعض ملامح الحياة قبل الحرب. وبين نقاط التفتيش والمدن، التي تركت المعارك بصمتها عليها، تتألق التلال الخضراء وأشجار الفاكهة في محافظة إدلب، تحت شمس نيسان مخفية حقيقة أنها واحدة من أهم المناطق التي يتصارع الطرفان بقوة من عليها، في الحرب التي بدأت منذ عامين.
وكان ريف إدلب، من أول المناطق التي سقطت في أيدي الثوار في بداية الثورة. ولم يتبق في أيدي قوات النظام سوى مدينة جسر الشغور وإدلب نفسها. ولو سقطت المدينتان في أيدي الجيش السوري الحر وحلفائه، فسيتمكنون من السيطرة، تماما، على المنطقة التي تربط مدن حلب الكبرى شرقا واللاذقية غربا.
ويضيق الثوار الخناق ببطء على النظام في مدينة إدلب. وبات مطار تفتناز، الذي يعد القاعدة العسكرية الجوية الرئيسة التابعة للنظام في شمال سوريا، متفحما ومهجورا، يحرسه مقاتلون من جبهة النصرة بعد أن انتزعوه من النظام في يناير (كانون الثاني) الماضي، في انقلاب كبير للمعارضة. مع ذلك يمكننا أن نرى من سطح منزل قريب، علم النظام يرفرف على مدينة إدلب بتحد. وما زال أمام القتال من أجل السيطرة على إدلب أشهر أخرى. وفي هذه الأثناء، ستستمر معاناة الناس الذين يعيشون هنا، جراء الصراع والقصف والهجمات الجوية.
خلال انتقالنا بشاحنة إلى أعلى الجبل، نمر على المعالم التي اشتهرت بها إدلب، من آثار رومانية ومعابد وقلاع بيزنظية. وتبدو لنا الأعمدة التي تطل علينا عبر التلال مثل أسنان مكسورة. هذه الآثار التي كانت ذات يوم من أسباب انتعاش قطاع السياحة في المحافظة، يعتمد عليها السكان الآن، من أجل البقاء في ظل الحرب المشتعلة.
يجلس فيصل حاج موسى البالغ من العمر ثلاثة وخمسين عاما مع أسرته تحت ظلال التل، بينما تصنع النساء الخبز السوري، ويلعب الأطفال حولهن. ويروي فيصل، كيف اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب الحرب، ولم يعد لهم من ملجأ الآن سوى إدلب. ويقول: «لقد انسحب النظام من قريتنا منذ عام ثم بدأ القصف. لقد تم قصف منزلنا، ورغم أنه لم يهدم بالكامل، إلا أن العيش فيه لم يعد ممكنا». خلف المنزل، توجد أكوام من الأحجار والكتل الصخرية التي تشكل مدخلا لمقبرة رومانية، يعيش فيها فيصل، حاليا، مع أفراد أسرته الأربعة عشر. المكان رائع من الناحية الجمالية، حيث توجد غرفتان وأقواس داخلية مزخرفة. ومن الواضح أنه كان مقبرة لأسرة رومانية ثرية. مع ذلك فهو مظلم وخانق، ولا يوجد به متسع لأسرة تتكون من خمسة عشر فردا تعيش في القرن الواحد والعشرين.
ويوضح فيصل قائلا: «نحن جميعا ننام هنا وعلينا أن نستحم هنا أيضا. ويشير إلى الغرفة الخلفية، التي لا يوجد فيها سوى حشيات على الأرض. أما الغرفة الأمامية فلا يوجد بها سوى موقد يعمل بالخشب في مساحة تكفي بالكاد لإقامة أسرة مكونة من خمسة عشر فردا».
كان فيصل راعي غنم، وهي مهنة توارثها عن أجداده. وقد عزله لجوؤه إلى المقبرة، عن أرضه وحياته، لكن ذلك يبقى أفضل خيار أمام أسرته.
ويظهر حفيده البالغ من العمر ثلاثة أعوام بظله الذي يشكله ضوء المدخل، وهو محمول على ذراعيه. ويصف فيصل كيف يتكيف أطفاله مع الحياة في ساحة القتال. ويقول: «عندما تحلق الطائرات يجب أن نحتضن أطفالنا لأنهم يصرخون. إنهم يعرفون بالضبط ما يحدث. وعندما يهدأ الحال، يخرجون وينشدون الأغاني لدعم الجيش السوري الحر». مع ذلك لا يمكن أن يساعد دعم الأسرة للثورة في حصولها على ما يقيم أودها. مياه النبع الصافية في الجبل صالحة للشرب، لكن يقول فيصل إنهم يبذلون جهدا من أجل العثور على الطعام. ويقول: «لقد فقدت غنمي ولم نتلق أي معونة».
المقبرة التي يقيمون بها، صغيرة ومقبضة للروح ومظلمة، لكنها أيضا محصنة من الصواريخ والقذائف، وينتشر على تلال إدلب آلاف مثلهم. كذلك انتقل المئات من الأسر للعيش تحت الأرض في الكهوف الطبيعية والمواقع الرومانية الحصينة. ويقول فيصل: «يقيم جميع أهل قريتنا تقريبا في الكهوف حاليا. ماذا كنا سنفعل من دون هذه الكهوف؟».
وفضلا عن الأسر التي تشبه أوضاعها أوضاع أسرة فيصل، يستخدم المقاتلون الثوار الكهوف لخدمة أهدافهم أيضا. فأعلى التلال يتدرب أفراد لواء فرسان الشعال. ويشير قائد اللواء، أبو يمن، إلى قطعة خشب يمكن تمييزها بين تلال ريف إدلب، بينما يخيم الصمت على المجموعة، حيث يحاول المقاتل الأول اتخاذ وضعه أمام عدد من الأكياس الرملية. ولا يقطع صمت الفجر الصافي سوى طلقات من سلاح الـ«كلاشنيكوف». عشرون ثانية من الصمت، ثم يطلق المقاتل النيران مرة أخرى، بينما يستعد مقاتل آخر خلفه ليأخذ دوره من بعده.
بعض هؤلاء المقاتلين من المنشقين عن الجيش النظامي، وبعضهم الآخر من المدنيين، كما يوضح أبو يمن الذي يضيف: «لا يزال يأتي إلينا الرجال للمشاركة في القتال معنا طوال الوقت، لكنني يجب أن أتأكد أولا من قدرتهم على استخدام السلاح قبل إرسالهم إلى الخطوط الأمامية».
ويتجه إلى أحد أكياس الرمل، ليوضح لأحد المقاتلين الجدد كيفية التموضع بشكل صحيح، ويوجهه نحو الهدف. ويقول: «إذا أخفقوا في الاختبار، عليهم العودة إلى التدريب».
ومع حلول الظلام، ننسحب إلى مجموعة من الكهوف التي يستخدمها اللواء. ويقول أبو يمن، بينما يقودنا وسط الدرجات الصخرية غير المنتظمة: «لقد اكتشفنا هذا الكهف بالمصادفة بينما كنا نصنع حفرة لتستخدم كمرحاض. وعثرنا على هذه الدرجات التي قادتنا إلى هذا الكهف».
ويقول أبو يمن: «تعلونا ثلاثة أمتار من الحجارة. ويمكن أن يستقر صاروخ (سكود) مباشرا فوقنا ولا يستطيع اختراق الصخور». وبينما يتردد صدى القذائف عبر الصخور، يتحدث المقاتلون عبر برنامج «سكايبي» ويتمازحون، ويشعرون بالاطمئنان والثقة من عدم وصول قذائف النظام إليهم مهما بلغت من القوة. هناك شعور بأن التاريخ يعيد نفسه في تلال إدلب القديمة. يقول أبو يمن: «الناس الذين عاشوا قبلنا بآلاف السنين عادوا ليحيوا هنا مرة أخرى». مع ذلك، أنه يعلم أن الحياة الطبيعية لا يمكن أن تعود إلى المحافظة إلا إذا عاد فيصل وأسرته والأسر الأخرى إلى ضوء الشمس وإلى منازلهم. ويوضح قائلا: «نحن نحاصر النظام ولا يستطيع التحرك خطوة أخرى. مع ذلك لا يعلم موعد هزيمتهم إلا الله، لكن المؤكد أن نهايتهم قريبة».
مئات الدروز في جيش الاحتياط الإسرائيلي يهددون بدخول سوريا لمحاربة «النصرة»
قالوا: فعلنا ذلك في لبنان في الثمانينات.. ومستعدون لتكرار الأمر في سوريا
تل أبيب: نظير مجلي
أعلن الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، أن مئات الشبان من أبناء الطائفة توجهوا إليه مبدين الاستعداد لدخول الأراضي السورية لمحاربة «جبهة النصرة»، التي تعتدي، كما قال، على عائلات درزية في المناطق التي ينسحب منها جيش النظام.
وجاءت هذه الأقوال بعد مشاركة الشيخ طريف في مظاهرة ضمت آلاف الدروز من إسرائيل وهضبة الجولان السورية المحتلة، الذين احتجوا على الاعتداءات التي تعرض لها أهالي قرية الخضر في سوريا على يد عناصر تنظيم جبهة النصرة «بشكل عدواني فظ ومن دون أي سبب»، كما قال سليم الصفدي، أحد المتظاهرين، وهو أحد القلائل من سكان الهضبة الذي حصل على جنسية إسرائيلية وحصل على وظيفة رئيس مجلس قروي في قرية مسعدة.
وروى سعيد سطاوي، أحد منظمي المظاهرة، في حديث لصحيفة «معاري» الإسرائيلية، أن الدروز في سوريا اتخذوا من البداية موقفا محايدا من الأحداث، وواصلوا الانشغال في فلاحة أراضيهم والبحث عن مصادر رزقهم، ولم يناصروا نظام بشار الأسد ولا المعارضة، باستثناء قلة من الدروز انضم بعضهم إلى النظام، وآخرين ضده. لكن قادة جبهة النصرة الذين يتهمون بالموالاة لتنظيم القاعدة، أرادوا تغيير هذا الموقف طالبين أن يقف الدروز معهم أو ضدهم. وعندما أصروا على موقف حيادي، أبلغوهم بأنهم يرون فيهم أعداء الثورة الجديدة. فدخلوا قرية الخضر، الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود في الجولان، قبل عشرة أيام، واعتدوا عليهم بالضرب وأطلقوا الرصاص عليهم، فقتلوا عددا منهم وجرحوا عددا آخر و«مارسوا الإهانات التي لا يقبلها أي شخص يتمتع بالكرامة»، وفقا لسطاوي.
يذكر أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان والجليل الفلسطيني الواقع في تخوم إسرائيل، هم من أصل واحد. وتربط بينهم أواصر القربى. وهم يحافظون على تواصل كل الوقت، على الرغم من أن كل شريحة منهم تنتمي إلى دولة أخرى وتؤدي واجباتها للدولة التي تعيش فيها. ففي إسرائيل، يخدم الشبان الدروز في الجيش بشكل إلزامي، مع العلم بأن أكثر من نصفهم يتمرد على هذه الخدمة ويرفضها، والآلاف منهم يدخلون السجون بسبب هذا الرفض. وقد أبلغهم أقرباؤهم بأن بعض قوى المعارضة السورية تضايقهم. وعندما وقع الاعتداء عليهم من جبهة النصرة، راحوا يتحدثون عن ضائقة. ومنذ عدة أسابيع يتداول عدد من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي فكرة مناصرة الدروز في سوريا. وحسب الشيخ موفق طريف، فإن مئات الشبان وصلوا إليه أو اتصلوا به هاتفيا يعربون عن استعدادهم فورا إلى تنظيم «فرق إنقاذ لإخوتنا في الطرف الشرقي من الحدود». وأكد أنه حاول تهدئة الشبان بتوجيههم أولا إلى تنظيم حملة تبرعات مالية ومادية وطبية وإنسانية لإغاثة الأهل والأقارب في سوريا «لكنني وجدتهم مستعدين لتقديم كل مساعدة أيا كانت، بما في ذلك المساعدة العسكريةِ». وأضاف «إنني آمل ألا نحتاج إلى الدخول مضطرين إلى سوريا لحماية إخوتنا الدروز هناك. لكن على جميع السوريين أن يعرفوا أن من يعتدي على إخواننا يكون دمه في رأسه. فنحن لا نطمع في سلطة ولا في مصالح خاصة، لكننا نحذر من أي اعتداء على إخواننا بأنه سيؤدي إلى رد فعل مضاعف من طرفنا».
وانضم إلى التهديد مندي صفدي، وهو من سكان الجولان المحتل، الذي يعمل مساعدا لنائب الوزير اليميني السابق، أيوب قرا، فقال «لقد سبق وتعرض الدروز في لبنان إلى مذابح من تنظيمات مسلحة مسيحية في سنوات الثمانين. فدخل الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي إلى لبنان وزودوا إخوانهم الدروز بالأسلحة ودربوهم وحاربوا إلى جانبهم في المناطق التي كانت تحت حكم إسرائيل في لبنان. واليوم، يوجد الجيش الإسرائيلي في الجولان، وشباننا مستعدون لاجتياز الحدود والتحرك في سوريا من دون أي عائق والانتقام لإخوتنا هناك».
جبهة جديدة لـ«تحرير سوريا» تضم علويين وإسلاميين
«الجيش الحر» ينفي علاقته بها
القاهرة: أدهم سيف الدين ـ بيروت: ليال أبو رحال
أعلن معارضون سوريون من كتل ثورية في القاهرة أمس عن تشكيل تجمع ثوري تحت اسم «الجبهة الثورية لتحرير سوريا». وقال لؤي الزعبي المعارض السوري ورئيس حركة «المؤمنون يشاركون»، العضو في الجبهة الجديدة، إن الجبهة تأسست من أجل صد ثلاثة مشاريع تقف في وجه الثورة السورية، وتحاول اختطافها من المسار الذي حدده الشعب السوري.
وتتكون الجبهة من حركات عدة وكتل سياسية وثورية معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منها حركة «المؤمنون يشاركون» و«التكتل السوري الموحد» بقيادة وحيد صقر (معارض علوي)، و«تجمع القوى الثورية لتحرير سوريا»، ويتزعمه اللواء المنشق محمد الحاج علي، و«التكتل القومي الديمقراطي»، و«مجلس العشائر العربية»، و«مكتب التمثيل الميداني».
ونفت مصادر قيادية في «الجيش الحر» أن تكون على علم بتكوين هذه الجبهة. وقالت مصادر قيادية فيها لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الجبهة لا تختلف عن سواها من محاولات معارضين سوريين تشكيل تكتلات سياسية معارضة، نافية أن يكون هناك أي تواصل أو تنسيق مع قيادة «الجيش الحر» بشأنها.
كذلك، قال مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لـ«الجيش الحر» فهد المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «(الجيش الحر) لا يتدخل بالعمل السياسي، لكننا لا نعتبر أن نشوء العديد من التيارات المعارضة للنظام غير صحي، بل هو نتيجة طبيعية لانعدام الحياة الديمقراطية في سوريا طوال أربعة عقود»، ولفت إلى أن في الجبهة الجديدة «شخصيات وطنية نحترمها كما نحترم باقي أطياف المعارضة السورية»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «أداء المعارضة السياسية لم يرتق بعد إلى حجم التضحيات التي يقدمها الشعب السوري».
وكان الزعبي قد أعلن في البيان التأسيسي أن الجبهة تهدف إلى مقاومة ثلاثة مشاريع هي محاولة اختطاف الثورة بعد عامين من التضحيات، معتبرا أن «البعض يريد تنفيذ أجندات خارجية على الأرض السورية»، إضافة إلى «التحذير والتصدي لشبح الحرب الأهلية التي تلوح في الأفق»، و«تسليط الضوء على المجموعات التي تريد إسقاط النظام وفي الوقت نفسه الدفع ببعض القوى الأخرى من جسم النظام الحاكم ذاته من أجل إبقائه في سوريا الجديدة، وهو ما نرفضه».
وتتلخص أهداف الجبهة الثورية التي قررت أن تتخذ من القاهرة مقرا لها، في تأمين حاجات الشعب القتالية والطبية والغذائية لاستمرار الثورة في خطاها الصحيحة وعدم الانحراف إلى مسارات مجهولة في المرحلة الحالية، وفقا لما قاله مؤسسوها الذين ينتمون إلى حركات معارضة سورية في الداخل والخارج. وقال اللواء محمد الحاج علي الذي شارك في إعلان الجبهة الجديدة أمس إن «هناك تشتتا عسكريا على الأرض، ومقاتلي المعارضة بحاجة إلى تنسيق الجهود، وإفساح المجال للعسكريين المنشقين عن الجيش النظامي السوري لممارسة دورهم الفعال».
حلب بلا كهرباء ولا محروقات.. والمعارضة تتهم النظام بمعاقبة الثائرين
النظام يقر بتدني الخدمات ويبرر بسيطرة «المجموعات المسلحة» على طرق الإمداد
بيروت: نذير رضا
«رجع بنا الزمن 30 عاما إلى الوراء». بهذه العبارات، يلخص أحمد حليمة (46 عاما) النازح من حلب إلى لبنان، ما وصل إليه الواقع الخدماتي في مدينة حلب وريفها، منذ وصول المعارك إليها قبل ثمانية أشهر. وقال إن تقنين الكهرباء ارتفع إلى مستويات كبيرة في حينه تصل مياه الشفة إلى المنازل مرة كل ثلاثة أيام، أما المحروقات فيقاتل الحلبيون للحصول عليها، بعد فقدان مادة المازوت الحيوية من المحافظة.
وأضحى هذا الواقع من المسلمات لدى طرفي النزاع في سوريا، إذ أقر النظام بتلك المشكلة التي تتفاقم في المحافظة، واعدا على لسان رئيس الوزراء وائل الحلقي، بأن تعمل القوات النظامية في الأيام المقبلة على «تأمين طرق الوصول إلى مركز المحافظة».
وتعاني حلب بشكل أساسي من مشكلتين، الأولى مرتبطة بالتغذية الكهربائية التي انعكست على مختلف قطاعات الحياة، والثانية مرتبطة بفقدان المحروقات، وخصوصا مادتي المازوت (السولار) والبنزين، مما أرجع الناس للاعتماد على بدائل كانت تستهلك قبل ثلاثين عاما. ويقول حليمة الذي نزح من ناحية «الأتارب» في ريف حلب، إن انقطاع الكهرباء والغاز، دفع بالسكان للاعتماد على الحطب للقيام بمهام الطهي والتدفئة، أما انقطاع مادتي المازوت والبنزين، فدفع سكان المنطقة لتجميد أعمالهم الزراعية، لعجزهم عن تأمين وسيلة للنقل، ووسيلة لحراثة الأراضي وريها الذي من المفترض أن يبدأ في أواخر نيسان (أبريل (نيسان)) الحالي. وينسحب هذا الواقع على مختلف مناطق ريف حلب البعيدة عن الحدود التركية. ففي منطقة الباب التي تبعد 30 كيلومترا عن مركز المحافظة، يفتقد السكان أبسط مقومات العيش. ويقول ناشط من حلب لـ«الشرق الأوسط» إن المحروقات أضحت عملة نادرة في المنطقة، و«يقاتل السكان للحصول على كميات قليلة منها». أما الكهرباء، فلا تغذي المنطقة بأكثر من 6 ساعات يوميا، فضلا عن صعوبات كبيرة تواجه السكان للحصول على الخبز والدواء.
غير أن الحال في القرى المحاذية للحدود التركية، بحسب الناشط، تبقى أقل قساوة، رغم أن المحروقات متوفرة بأسعار باهظة، تتخطى ضعفي سعرها في السوق السورية، كذلك الأدوية والمستلزمات الطبية، في حين يتشابه واقع التغذية الكهربائية مع سائر مناطق ريف حلب.
وفي مدينة حلب، تخف المعاناة إذا ما قورنت بمعاناة سكان الأرياف، بحكم ارتفاع ساعات تغذية الكهرباء عما عليه في الأرياف، في حين تتشابه المعاناة لناحية فقدان المحروقات وانقطاع مياه الشفة، مما استدعى معظم السكان لشراء صهاريج لحفظ المياه في منازلهم، رغم أن عددا كبيرا من سكان المدينة غادرها بعد وصول المعارك إليها، وعودة عدد من سكانها إلى قراهم. ويتهم سكان المنطقة النظام السوري بمعاقبتهم على ثورتهم، بقطع الخدمات والمواد الحيوية التي يحتاجون إليها. ويقول مصدر في «الجيش الحر» في ريف حلب لـ«الشرق الأوسط» إن تذرع النظام باستهداف محطات التغذية الكهربائية والطرقات التي تعتمدها شاحنات نقل المحروقات «لا تعدو كونها ذريعة»، مشيرا إلى أن بعض القرى الموالية «لا تزال المحروقات متوفرة بها، كما أن تغذية محطات الكهرباء فيها، تزيد ضعفين على المناطق الثائرة المحيطة بها».
ويشير المصدر إلى أن مركز المدينة الذي لا تزال القوات النظامية تسيطر على جزء كبير منه، «تتم تغذيته بالكهرباء بما يتخطى ضعفي الأرياف المحيطة بمدينة حلب»، مشددا على أن النظام «يعاقب الثوار بقطع الكهرباء عنهم». لكن النظام السوري الذي أقر بمعاناة سكان حلب، أرجع الأمر إلى سيطرة المقاتلين المعارضين على خطوط الإمداد. وأكد رئيس الوزراء الحلقي أن الحكومة «لن تدخر جهدا في تأمين الخدمات الأساسية لمدينة حلب»، مشيرا إلى أنها «تعمل من أجل التغلب على الصعوبات والتحديات التي تعاني منها المدينة، وخاصة تأمين طرق الوصول إلى مركزها، وهو ما ستعمل عليه قواتنا المسلحة في الأيام المقبلة».
الثوار يقتربون من أكبر معامل تصنيع الذخيرة بسوريا
الحر يسيطر على السفيرة بريف حلب
واصل الجيش السوري الحر تقدمه في ريف حلب، وسيطر على مدينة السفيرة، بعد أن تراجعت قوات النظام إلى منطقة معامل الدفاع التي تعد من أكبر معامل تصنيع الذخيرة في سوريا. وقد أصبحت معامل الدفاع هدفاً لقوات المعارضة، بعد أن قطعت خطوط الإمداد عن الجيش النظامي.
في غضون ذلك أفادت شبكة شام السورية بأن 15 شخصا قتلوا في قرية مدايا بريف إدلب، وأن أربع جثث عثر عليها بريف دمشق، في حين قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت أحياء بجنوبي دمشق، وأطلقت صاروخين من طراز سكود باتجاه شمالي البلاد.
وقالت شبكة شام إن 15 شخصا سقطوا قتلى في قرية مدايا بريف إدلب، موضحة أن 11 من بينهم ينتمون إلى عائلة واحدة. كما أفادت بأنه عثر على جثث أربعة أشخاص أعدموا ميدانيا على يد حاجز حي سيدي مقداد في بلدة ببيلا بريف دمشق. كما قتل تسعة أشخاص اليوم معظمهم في درعا وحلب، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
من جانبها أفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات النظام قصفت حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في جنوبي العاصمة دمشق، وأن القصف بالمدفعية تركز أيضا على مدينة داريا التي شهدت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر.
وفي هذه الأثناء، اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم في بلدة البحدلية بريف دمشق سبقها قصف شنته قوات النظام بالمدفعية وراجمات الصواريخ وصل إلى بلدة الذيابية المجاورة ومسرابا. وتعرضت بلدتا عربين وكفر بطنا في ريف دمشق لقصف عنيف من قبل قوات النظام، مما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء.
اشتباكات
وتدور اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية قرب سوق الهال في الزبلطاني بدمشق. كما تشن قوات النظام حملات دهم للمنازل في أحياء كفرسوسة والميدان بدمشق وسط انتشار أمني كثيف، حسب شبكة شام.
كما وثقت عدسة مراسل شبكة شام في مدينة دير الزور اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من كتيبة الصواريخ بمدينة دير الزور، في حين دارت اشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في حلب بين الجيش الحر وقوات النظام، حسب نفس الشبكة.
ومن ناحية أخرى، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام السوري أطلقت صاروخين من طراز سكود باتجاه شمالي البلاد من اللواء 155 في بلدة القطيفة بريف دمشق. وقد أطلق الأول فجر اليوم في حين أطلق الثاني بعد ساعات من ذلك.
مطار حلب
وفي حلب ذكر ناشطون أن مقاتلين من لواء التوحيد وألوية أخرى قصفوا مطار حلب الدولي المحاصر منذ شهور بمدافع الهاون والصواريخ.
من جهته، قال قائد المجلس الثوري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي للجزيرة إن الثوار يسعون للسيطرة على المطار قريبا، مؤكدا سحب كبار الضباط من المطار.
ويحاصر الثوار أيضا منذ شهور مطار النيرب العسكري القريب من مطار حلب، والذي قصفت القوات النظامية انطلاقا منه الأحد حيَّ كرم الطرّاب وفقا لمركز حلب الإعلامي.
وكانت جبهة حلب قد عادت إلى واجهة الأحداث مجددا الجمعة حين بدأت ألوية من الجيش الحر وأخرى كردية معركة السيطرة على حي الشيخ مقصود في الطرف الشمالي من المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 43 شخصا -بينهم 15 مدنيا- قتلوا في قصف واشتباكات بالقسم الشرقي من الحي الذي يشهد موجة نزوح.
وقال العكيدي إن لهذا الحي الذي تدافع عنه القوات النظامية بضراوة أهمية إستراتيجية، حيث يشرف على جلِّ أحياء المدينة، خاصة على حي الميدان، وعلى مقار أمنية مهمة بينها فرع المداهمة التابع للاستخبارات.
وفي القنيطرة، سيطر مقاتلون أمس الأحد على سرية للمدفعية تقع في محيط بلدة بير عجم على مسافة كيلومترات عن حدود الجولان المحتل، وغنموا منها مدافع هاون ومضادات طيران وفقا لناشطين.
وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تجري أيضا في محيط الكتيبة 49 في علما بريف درعا الذي يقول الجيش الحر إنه بات يسيطر على أجزاء واسعة منه. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات في محيط الفرقة 17 المحاصرة بريف الرقة، والتي قصفت منها القوات النظامية مواقع في الطرف الجنوبي للمدينة.
وفي الرقة أيضا، تصدى مقاتلون لرتل يضم عشر دبابات في عين عيسى وكبدوه خسائر فادحة حسب لجان التنسيق. ووفقا لشبكة شام، فإن اشتباكات متزامنة جرت في كفرنبودة وحي طريق حلب بحماة. من جهتها، قالت لجان التنسيق إن أحد عناصر الجيش الحر قتل في اشتباك في الشحيل بدير الزور.
إشعال آبار نفط
نقل الإعلام الرسمي السوري عن مسؤول في وزارة النفط الأحد أن مقاتلي المعارضة السورية أشعلوا النار في ثلاث آبار نفطية في شرقي البلاد مما أدى إلى خسارة ما يقرب من خمسة آلاف برميل من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز يوميا.
وعزت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الحادث إلى خلافات بين مقاتلي المعارضة، وأضافت أن شركة الفرات للنفط تعمل على إطفاء الحريق في الآبار الثلاث.
لكن مقيمين في شرقي البلاد يقولون إن إنتاج النفط استمر في بعض الحقول برغم القتال حيث يجد المقاتلون مقايضات مع السلطات المحلية ويسمحون بشحن النفط إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة
طهران تدعو لحوار وتمتدح “إصلاحات الأسد“
جدد حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دعم بلاده للنظام السوري، داعيا لحل الأزمة عن طريق الحوار الوطني، في وقت اتهم ممثل الائتلاف الوطني السوري المعارض في لندن الولايات المتحدة بالتقاعس عن اتخاذ إجراء حاسم بخصوص الأزمة في بلاده.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارة له إلى القاهرة التقى خلالها مسؤولين مصريين ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن طهران تدعم بقوة ما وصفها بإصلاحات الرئيس بشار الأسد.
وشدد على أن “الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده ولا يتم ذلك إلا بالحوار الوطني”.
وذكر أنه اتفق مع الإبراهيمي على تفعيل الآلية السياسية وإيقاف كل أشكال العنف بشكل فوري، مشددا على أن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا يعتمد على ضبط الحدود من جانب دول الجوار.
لقاءات ومباحثات
وكان عبد اللهيان أجل مغادرته القاهرة، والتي كانت مقررة مساء الأحد، لإجراء مزيد من اللقاءات والمباحثات بشأن الأزمة السورية مع عدد من المسؤولين والشخصيات العربية الموجودة في العاصمة المصرية.
وفي تصريحات له عقب لقائه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، انتقد القرارات التي صدرت عن القمة العربية في الدوحة بشأن سوريا، معربا عن اعتقاد بلاده بأن الحل الوحيد للأزمة السورية ينحصر في الحل السياسي، مؤكدا أن بلاده تدعم مبادرة الرئيس محمد مرسي بشأن سوريا.
وكان الرئيس المصري قد عرض خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في أغسطس/آب الماضي في مكة المكرمة تشكيل مجموعة اتصال تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، تعمل على دفع النظام والمعارضة السوريين للتحاور من أجل حل سياسي يجنب سوريا العنف والتدخل الأجنبي.
وفي القمة العربية الرابعة والعشرين التي عقدت قبل أيام بالدوحة، اقترح مرسي عقد قمة عربية مصغرة لبحث الأزمة السورية.
ورحب أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريحات نشرت السبت باقتراح مرسي الذي أعلن مرارا معارضة بلاده أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا.
وتتهم دول عربية وغربية، وكذلك المعارضة السورية، طهران بإمداد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح وحتى بالرجال.
ورفض عبد اللهيان قرارات القمة العربية الأخيرة في الدوحة، خاصة ما يتعلق بمنح مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري المعارض، ومنح كل دولة عربية حق تقديم السلاح للمعارضة السورية، وقال إن على الجامعة العربية أن تتوسط لحل الأزمة في سوريا، لا أن تكون طرفا فيها.
انتقاد لواشنطن
من جهة أخرى انتقد ممثل الائتلاف الوطني السوري المعارض في لندن وليد سفور الولايات المتحدة، واتهمها بالتقاعس عن اتخاذ إجراء حاسم ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال سفور، في مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين، إن رفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في الأزمة التي تشهدها سوريا منذ أكثر من عامين مثل إهانة للشعب السوري، معتبرا في المقابل أن موقف بريطانيا وفرنسا أكثر تقدماً وأفضل من الموقف الأميركي الذي وصفه بأن يرفض اتخاذ أي إجراء.
وفي وقت سابق أمس دعا بابا الفاتيكان فرانشيسكو في أول رسالة له بمناسبة عيد الفصح، إلى “السلام” في سوريا.
وقال البابا أمام مئات آلاف المحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان وجادة ديلا كونشيلياتسيوني متحدثا للمرة الأولى بشأن النزاع السوري، “كم من الدماء سفكت، وكم من العذابات ستفرض بعدُ قبل التمكن من إيجاد حل سياسي للأزمة؟”.
ودعا البابا إلى “السلام لسوريا الحبيبة من أجل شعبها الجريح بسبب النزاع، ومن أجل العديد من اللاجئين الذين ينتظرون المساعدة والتعزية”.
وتشهد سوريا ثورة شعبية منذ أكثر من عامين، بدأت باحتجاجات تطالب بسقوط نظام بشار الأسد، وتحولت في ظل القمع الدامي لها إلى عمل مسلح ضد قوات النظام.
سوريون يرفضون اللجوء للأردن ويتظاهرون مناشدين العالم
يفضلون البقاء في قراهم بعد تحريرها على يد كتائب الجيش الحر
عمّان – غسان أبولوز –
تظاهر سوريون من أبناء بلدة “ناحية الشجرة” السورية في محافظة درعا، بالقرب من الحدود الأردنية، للمطالبة بتوفير مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة وإدخالها عبر الحدود من الأردن.
وناشد المئات من أبناء قرى “ناحية الشجرة” وقرى “وادي اليرموك” والتي تضم نحو 30 قرية ومزرعة، الأمم المتحدة والدول العربية والحكومة الأردنية بفتح الجهة الغربية من معبر سدّ الوحدة المقابل لقرية بيت آرا السورية، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة للمواطنين السوريين في القرى المحاصرة من قوّات النظام السوري.
وقال أبومحمد لـ”العربية” إن أكثر من 600 شخص من قرية كوية وقرى مجاورة تظاهروا في إحدى المناطق الحدودية مع الأردن بالقرب من سد الوحدة، احتجاجاً على انقطاع المواد الغذائية الأساسية بسبب حصار قوّات الجيش السوري لقراهم.
وأضاف أبومحمد أن المواطنين يرفضون اللجوء إلى الأردن ويفضلون البقاء في قراهم بعد تحريرها على يد كتائب الجيش الحر، ووصف أبومحمد أوضاع أهالي القرية بالمأساوية خصوصاً في ظل الحصار الذي تفرضه قوّات النظام عليهم.
وأكد هاني غازي المحمد، أحد وجهاء قرية كوية مدير مدرسة الكوية، أن قوّات النظام سيطرت على صوامع الحبوب والمطاحن، وامتنعت عن تزويد قرى ناحية الشجرة الغربية ووادي اليرموك عن تزويدها بمادة الدقيق، إضافة إلى المحروقات والمواد الغذائية.
وقال المحمد لـ”العربية” إن القوّات النظامية قطعت كل الطرق المؤدية إلى قرى ناحية الشجرة الغربية، وتقوم بقتل أي شخص يحاول التوجه إلى درعا.
وأضاف أن أهالي القرى يعانون من حصار خانق منذ 15 يوماً، ما أدى إلى انقطاع الطحين والغذاء والكهرباء والماء عنهم.
وأشار إلى أن الأهالي يعانون من ظروف إنسانية صعبة، لاسيما من نزح من قرى مجاورة إلى بلدتهم بعد تحريرها على يد قوّات الجيش السوري الحر.
وأكد المحمد أن الأهالي يفضلون البقاء في بيوتهم، ويرفضون التوجه إلى الأردن حتى لا يتكبدوا عناء اللجوء، واصفاً الأوضاع في تلك المنطقة بالآمنة نسبيا بعد تحريرها، وموضحاً أن القرى استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين.
وطالب المحمد المجتمع الدولي بتأمين مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة لأهالي القرى المحاصرة، وللنازحين الذين يحتاجون إلى الخيام والأدوية.
وتعد منطقة سد الوحدة “وادي اليرموك” إحدى المعابر الحدودية غير الشرعية التي يتسلل منها اللاجئون السوريون إلى الأردن، وتبلغ عدد نقاط العبور على الحدود الأردنية السورية والبالغة 370 كلم أكثر من 40 نقطة عبور غير رسمية يتدفق منها السوريون إلى المملكة.
وارتفع عدد اللاجئين في الأردن إلى أكثر من 470 ألف لاجئ سوري دخلوا المملكة منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من عامين.
وتشهد الحدود الأردنية تدفقاً متواصلاً للاجئين السوريين بمعدل يتراوح بين 2500 و3000 لاجئ يومياً، وتتوقع عمّان والمنظمات الدولية أن يصل عدد اللاجئين في المملكة إلى مليون لاجئ مع نهاية العام الحالي في حال استمرار تدفق السوريين بهذا الشكل.
“العربية” تلتقي أسرى من النظام في سجن “الحر” بالرقة
اعتقال الأسرى لم يتم على خلفية طائفية فأكثرُهم من السُّنة وأقلهم علويون
الرقة – جمعة عكاش –
من داخل السجن الذي تحتجز فيه المعارضة نحو 50 عنصراً من نظام بشار الأسد كأسرى بث موفد “العربية” تقريره، حيث سمحت المعارضة له بتسجيل لقاءات مع الأسرى الذين تحدثوا عن كيفية اعتقالهم وظروف سجنهم.
وانطلقت “العربية” حوالي الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت سوريا بعد التخطيط مع مقاتلي المعارضة إلى مكان مجهول، سجن ٌتحتجزُ فيه كتائبُ المعارضةِ أسرى من كتائبِ نظام الأسد، اعتقلتهم أثناءَ معركةِ الرقة.
يتوزع هؤلاء الأسرى داخلَ ثلاثِ زنزانات منفصلة وعددُهم نحو 50 أسيراً بعضُهم من شرطةِ الرقة وآخرون كلفهم حزبُ البعثِ بمهام خاصة.
أحد الأسرى قال فور لقائنا به إن تهمتهم أنهم كانوا شرطة في قصر المحافظ، “وقد حملنا السلاح لكننا لم نقاوم وقمنا بتسليم أنفسنا، بعد ذلك سمح لنا المقاتلون بالتواصل مع الأهل ولم يسيئوا معاملتنا”.
وتساءل السجناءُ عن مصيرهِم بعدَ مرور أكثر من 25 يوماً على اعتقالهم، حيث جاءت الإجابة من مقاتلي المعارضة بأنهم سيعرضون على محاكمَ شرعيةٍ، كما أنهم يتفاوضون عبرَ وجهاءِ مع النظام لبلورة صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
يقول أبو مصعب، قائد ميداني في المعارضة المسلحة: “تجري بعض المفاوضات في هذا الشأن ونحن نسعى إلى ذلك حقنا لدماء المسلمين.. هناك جهات تدخلت في هذا الموضوع وماشين على الخط”.
اعتقالُ الأسرى لم يتم على خلفية طائفية، فأكثرُهم من السنة وأقلهم علويون، ويؤكدون أن أياً من رفاقِهم لم يتعرض للتصفيةِ الجسدية أو التعذيب.
يقول أحد السجناء: “أنا كنت من الأشخاص الذين يؤيدون بشار الأسد وحزب البعث.. كانت هناك غشاوة على قلبي وعقلي.. كانوا يصورون المجاهدين وكأنهم أعداؤنا أكثر من الإسرائيلية.. ندمان على كل ثانية أيدت فيها هذا الذي يسمّي نفسه رئيساً أو ذاك الحزب.. وهذا أنا لا حدا ضربني ولا حدا سمعني كلمة إهانة (يخلع ثيابه من الأعلى) ليكشف صدره ويثبت كلامه”.
بحثنا بين السجناء عن محافظِ الرقة وأمين عام ِحزب البعث وعلمنا أنهما اقتيدا إلى مكان مجهول يقع تحت سيطرة إحدى الكتائب الإسلامية المتشددة.
لا يبدو على وجوه هؤلاء الأسرى أي أثار للكمات أو الضرب، كما تتحدث ألسنتهم عن معاملة جيدة يتلقونها من جانب الجيش الحر لكنهم ينتظرون المحكمة الشرعية التي ستبت في أمرهم، لكن على الأغلب فإن مصيرهم سيتحدد في صفقة جديدة من صفقات تبادل الأسرى مع النظام.
هيئة التنسيق المعارضة: كان من الأجدى احتفاظ الجامعة بمقعد سورية شاغراً
روما (1 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أعربت قوى معارضة سورية في الداخل عن خشيتها أن يكون الهدف من وراء تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية لممثل الائتلاف الوطني هو قطع الطريق على جهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وعلى الحل السياسي التفاوضي، ورأت أنه كان من الأجدى أن تحتفظ الجامعة بمقعد سورية شاغراً إلى أن يتم التوافق على تشكيل الحكومة الانتقالية أو انتهاء الأزمة
ورأى المكتب التنفيذي لهيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في ختام اجتماعاته في دمشق، أن خطوة الجامعة العربية “إجراءً غير مسؤول يهدف إلى تحقيق المزيد من التمزق داخل صفوف المعارضة السورية ومحاولة فرض أحد أطرافها على الشعب السوري”، ورجّحت الهيئة أن ينتج عن هذه الخطوة “عواقب خطيرة تؤثر على وحدة الكيان السوري، وتنعكس بالضرر على مصالح المواطنين السوريين”، ورأته أنه من الأجدى بالجامعة العربية “أن تحتفظ بمقعد سورية شاغراً إلى أن يتم التوافق على تشكيل الحكومة الانتقالية أو انتهاء الأزمة” السورية
وأبدت الهيئة في بيان الاثنين تخوفها من أن يكون الهدف من هذا الإجراء “قطع الطريق على جهود الأخضر الإبراهيمي وعلى الحل السياسي التفاوضي المتوافق عليه في وثيقة جنيف الصادرة عن اتفاق الدول الكبرى حول أسس الحل السياسي القائم على وقف العنف واستخدام السلاح وإقامة حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لإدارة البلاد والانتقال بها إلى نظام ديمقراطي جديد”، وأكّدت على ضرورة استمرار الإبراهيمي في مهامه من أجل التوصل إلى حل سياسي
كما أكّدت الهيئة متابعتها لتشكيل قطب ديمقراطي عريض يضم “أوسع طيف من القوى والشخصيات المعارضة والمؤمنة بالتغيير الديمقراطي الشامل وبالحل السياسي التفاوضي لإنهاء المأساة السورية وبناء الدولة الديمقراطية”، وأشارت إلى أنها تتواصل مع قوى وشخصيات ديمقراطية معارضة لتحقيق هذا الهدف
عقاب يحيى لـ آكي: ائتلاف المعارضة السورية قادر على توحيد العمل المسلح لو توسّع
روما (1 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أشار قيادي في ائتلاف المعارضة السورية إلى وجود عدة عامل تعيق تطوير وتوسيع ائتلاف المعارضة على رأسها عدم اندماج بعض مكوناته وإصرارها على تقوية التشكيل التي تنتمي إليه على حساب الائتلاف، وأشار إلى ضرورة ضم العديد من القوى الحقيقية على الأرض
وحول ما يمنع تطوير وتفعيل ومأسسة وتوسيع ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، قال عقاب يحيى، عضو الهيئة السياسية للائتلاف ورئيس الهيئة التنفيذية للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “هناك عوامل متشابكة تمنع تطوير وتفعيل ومأسسة الائتلاف، في مقدمتها أن المكونات التي يتشكل منها لم تندمج فيه بعد، وبعضها ما يزال يرتبط بالتشكيل الذي ينتمي إليه ويعمل على تقويته ولو على حساب الائتلاف”. وأضاف “هناك من يظن أن ضعف الائتلاف يصبّ في صالح المجلس الوطني، الجاهز ـ عبر بعض عناصره ـ للقول أنه الأفضل والأكثر مأسسة وانسجاماً، وهناك أيضاً طبيعة البعض وموقع الحزبوية والعصبوية والذاتية فيها، والتي تجد مرتعها في الفوضى وعدم الضبط والتفعيل” على حد تعبيره
وكان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب قد أشار في كلمته بالقمة العربية إلى النيّة بتحويل الائتلاف إلى مؤتمر وطني عام بهدف توسيع نطاق الائتلاف ليكون ممثلاً لكل أطياف الشعب السوري
وعن أهم القوى أو التشكيلات المعارضة التي يمكن أو يجب ضمّها للائتلاف، أوضح يحيى، عضو المجلس الوطني السوري “هناك قوى حقيقية على الأرض، باتجاهين أو ثلاثة: القوى الشبابية المنتمية للثورة والتي يجب أن تجد تمثيلاً حقيقيا لها، والقوى السياسية المناضلة من المعارضة، أحزاباً كانت أم شخصيات وطنية، كبعض الموجودة في هيئة التنسيق والمنبر الديمقراطي الذي امتنع عن المشاركة، وتلك التي وردت أسماؤها ولم تشارك كحسين العودات وحبيب عيسى وعارف دليلة وغيرهم، ومكونات لها وجودها على الأرض، وهناك تمثيل المرأة بشكل فعلي ولو بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20%” حسب جزمه
وتشدد بعض القوى السياسية والثورية وبعض الدول على ضرورة توسيع الائتلاف وتفعيل دوره بشكل أفضل ليكون ممثلاً لكل أطياف الشعب السوري، وتطوير علاقته بالقوى الثورية المسلحة ليكون ممثلاً سياسياً لها
وفيما إن كان الائتلاف قادراً على أن يكون الممثل السياسي للمعارضة بجناحيها السياسي والمسلح، قال المعارض السوري البارز “عندما ينجح الائتلاف في التفعيل والمأسسة وتشكيل فريق متجانس يقود العمل: الهيئة السياسية، وعندما تحدث توسعة حقيقية ومدروسة.. نعم.. حينها يكون ممثلاً حقيقياً وشرعياً للثورة السورية، وحينها أيضاً، يكون بمقدوره لعب الدور الحيوي في توحيد العمل المسلح ووضعه تحت إشرافه، وتحديد العلاقة والمهام وغيرهما” وفق تعبيره
وفيما إن كان الغرب لا يرى بالثورة المسلحة إلا ممراً للوصول إلى الحل السياسي، قال يحيى “الموقف الغربي ليس واحداً موحداً.. هناك من يريد تقوية العامل الذاتي للعبور إلى الحل السياسي، وهناك من يفضل الحسم العسكري، وهناك من يقوي فتيل الوضع الاستنزافي الراهن لمزيد من الدمار والخراب والتهييج الطائفي حتى الاحتراب والركوب على جوهر الثورة لحرفها واحتوائها.. لكن تبقى الإرادة السورية هي الأساس.. وهي مطالبة بالعمل الدقيق لصيانة القرار الوطني من جهة، وحسن التعامل مع الوضعين العربي والدولي من جهة أخرى” حسب رأيه
ورأى يحيى أن إمكانية التوصل لحل سياسي للأزمة السورية “معدومة”، وأعرب عن قناعته بأن النظام وحلفائه “سيقاتلون حتى النهاية”. وقال “لأسباب كثيرة سيقاتل النظام وحلفاؤه ـ خاصة الحليف الإيراني ـ حتى النهاية.. إلا إذا حدثت تطورات درامية تتناول الرأس، أو انهيارات مفاجئة. أما قابليته للحل السياسي فهي معدومة منذ البداية إنتاجاً لبنيته وفئويته وما مارس من فعل إجرامي منظم، ولم يكن عفوياً، ولا ردة فعل”
وتابع “لكن علينا أن نخوض المحاولة بشروطنا لأسباب متداخلة قد يكون الرهان على قابليته للحل السياسي آخرها.. وهناك احتمال لا نقدر على تغييبه يخصّ مستوى الضغوط التي يمكن أن تُمارس فيه من قبل أصحاب القرار، أو عبر روسيا وغيرها، أو من خلال اقتراب انهياره المؤكد على وقع تطور ميدان المجابهة العسكري” حسب قناعته
سفير ائتلاف المعارضة السورية بالدوحة: الحل السياسي مستحيل ببقاء الاسد
الدوحة (28 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اعتبر أول سفير لإئتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية نزار الحراكى، أنه من المستحيل التوصل إلى الحل السياسي الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية للأزمة في سورية وذلك لأن الرئيس بشار الاسد قال إنه “لن يتنحى عن سدة السلطة حتى ولو دمرت دمشق” العاصمة
وقال سفير المعارضة السورية فى الدوحة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الائتلاف الوطني “لن يقبل الحوار مع الاسد ومع من تلطخت أيديه بالدماء من النظام”، ونوه بأن الاسد لن يتحى جانبا على الرغم من الدعوات التي وجهت إليه من قادة العالم لوقف نزيف الدم في سورية
ونفى الحراكي وجود إنقسامات داخل الائتلاف الوطني إلا أنه “تحدث عن أطراف معارضة مدعومة من جهات إقليمية تغرد خارج السرب ولا توافق على أن يكون الائتلاف الممثل الوحيد للشعب السوري”، منوها بأن “الشعب السوري هي الجهة الوحيدة التي تقيم عمل إئتلاف المعارضة. وشدد سفير الائتلاف في العاصمة القطرية على أن “المعركة واحدة وهي إسقاط النظام” في دمشق
وثمن سفير الائتلاف دور دولة قطر في دعم المعارضة وقال إن عمل السفارة “التي تتمتع بكل صلاحيات لسفارات في العالم، لن ينحصر على المجالين الدبلوماسي والسياسي” فهناك مسألة “تنسيق الجانب الاغاثي للاجئين السوريين في دول الجوار”ن مثمنا دور المنظمات الخيرية والهلال الاحمر في دولة قطر في هذا الصدد
ورفض الحراكي المخاوف التي تبديها بعض الاطراف الدولية حيال بروز “جهات متطرفة” ومصير البلاد ما بعد الاسد، وقال “إن سورية بلد الحرية والعدالة والتعددية، أما الطائفية فهي ورقة مكشوفة أراد النظام اللعب بها”، على حد وصفه
سوريا تقول ان مقاتلي المعارضة اشعلوا ابارا نفطية
بيروت (رويترز) – نقل الاعلام الرسمي السوري عن مسؤول في وزارة النفط قوله يوم الاحد ان مقاتلي المعارضة السورية أشعلوا النار في ثلاث آبار نفطية في شرق البلاد الامر الذي أدى إلى خسارة ما يقرب من خمسة الاف برميل من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز يوميا.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) ان اضرام النار في الآبار في محافظة دير الزور التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم مناطقها وقع “بعد خلاف نشب بينهم على تقاسم النفط المسروق”.
وأضافت ان شركة الفرات للنفط تعمل على إطفاء الحريق في الآبار الثلاث وقالت ان العدد الاجمالي للابار التي أشعلها مقاتلو المعارضة بلغ حتى الان تسع آبار لكنها لم تذكر متى اشعلت الابار الست الاخرى.
ولم تتمكن شركة الفرات من التعليق على التقرير على الفور.
وأدت العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا قبل عامين بسبب قمع الاحتجاجات السلمية آنذاك الى توقف صادرات سوريا النفطية المحدودة فعليا.
كما تجد الحكومة السورية صعوبة في تلبية الطلب المحلي على الطاقة بعد ان فقدت السيطرة على مساحات واسعة في شرق البلاد حيث تقع أغلب آبار النفط.
لكن مقيمين في شرق البلاد يقولون ان انتاج النفط استمر في بعض الحقول برغم القتال حيث يجري المفاتلون مقايضات مع السلطات المحلية ويسمحون بشحن النفط الى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)