أحداث الاثنين، 06 حزيران 2011
قتلى وإفراج عن معتقلين بسوريا
أعلن مصدر حقوقي مقتل 35 شخصا في الساعات الـ24 الأخيرة في جسر الشغور شمال غرب سوريا في وقت كشف فيه نفس المصدر عن إطلاق السلطات أكثر من 450 معتقلا سياسيا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للجزيرة إن عدد القتلى خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ ما يزيد على 35 شخصا بمنطقة جسر الشغور.
وذكرت تقارير صحفية أن من بين القتلى ستة عسكريين، في حين بثت الجزيرة صورا من مواقع الإنترنت تظهر مقتل وجرح مدنيين بالمنطقة.
وأكد عبد الرحمن في تصريح آخر نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أن عمليات الجيش مازالت مستمرة بالمنطقة.
ومن جهتها، اتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية ماوصفتها بـ”مجموعات إرهابية مسلحة” بمهاجمة مبان حكومية ومراكز للشرطة وقتل أربعة من رجال الشرطة وجرح أكثر من عشرين آخرين بالمنطقة.
وفي نفس الإطار نقلت رويترز أن عشرات الأشخاص أصيبوا برصاص قوات الأمن بعد قيام آلاف المحتجين بمسيرة خلال الليل بمدينة دير الزور من أجل إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد.
ونقل المصدر عن شاهد عيان قوله “أطلقت قوات الأمن ومدرعات الشرطة النار على حشد لمنعه من إسقاط التمثال” البالغ ارتفاعه ستة أمتار.
قتلى
وفي سياق متصل نقلت رويترز عن ناشطين معارضين قولهم إن القوات السورية قتلت سبعين شخصا على الأقل في هجمات الجمعة على المتظاهرين المنادين بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وكان عشرات الآلاف في مدينة حماة قد شيعوا السبت القتلى الذين سقطوا في مواجهات يوم الجمعة والذي يعد من أكثر الأيام دموية منذ تفجر الانتفاضة في بلدة درعا الجنوبية في مارس/ آذار، في حين تمركزت وحدات من الجيش معززة بالدبابات في مدخل المدينة الشرقي.
وتأتي هذه التطورات وسط تواصل المظاهرات في عدد من المدن السورية، حيث بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت لمظاهرات مساء السبت لما أسموه سبت نصرة حماة، في كل من حي القدم بالعاصمة دمشق، وبلدات داريا وحرستا والقابون والمعضمية في ريف دمشق.
وفي المقابل أعلن عبد الرحمن إفراج السلطات عن أكثر من 450 معتقلا سياسيا من بينهم إسلاميون وأكراد بعد قرار العفو العام الذي أعلن عنه الأسد الثلاثاء الماضي.
وقال أيضا في تصريح صحفي “منذ قرار العفو العام، تم الإفراج عن أكثر من 450 معتقلا سياسيا وسجناء رأي، أغلبهم إسلاميون وأكراد”.
وفي نفس الإطار طالب نشطاء سوريون معارضون بأوروبا المجتمع الدولي بزيادة الضغط على الأسد، داعين إلى إجراء تحقيق مستقل فيما وصفوها بأعمال القمع التي يمارسها نظامه.
وتظاهر عشرات من المواطنين السوريين أمام سفارة بلادهم في مدريد، للمطالبة بإسقاط نظام الأسد ووقف ما قالوا إنها مجازر ترتكب بحق المحتجين في سوريا.
وأعلن المشاركون عن قرب الإعلان عن تأسيس تنسيقية لجمعيات الجالية السورية بإسبانيا للعمل على دعم الشعب السوري، والضغط على الحكومات الأوروبية كي تقطع علاقاتها مع النظام وتطرد السفراء السوريين.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/ آذار الماضي حركة احتجاجية كبيرة واجهتها السلطات “بقمع أمني” مما أدى إلى سقوط عشرات من الضحايا دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا إلى فرض عقوبات عليها.
عشرات الشهداء والجرحى بالجولان
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار الأحد على حشد من المتظاهرين حاولوا العبور إلى مرتفعات الجولان السورية المحتلة إحياء لذكرى النكسة، مما أدى إلى استشهاد 22 شخصا وإصابة مئات آخرين، وأبدت الولايات المتحدة “قلقها البالغ” حيال هذه التطورات داعية الأطراف إلى ضبط النفس.
واعتصم شبان فلسطينيون وسوريون بمدينة القنيطرة السورية التي تدفق إليها آلاف الأشخاص، -وفق التلفزيون السوري- الذي أضاف أن 22 شخصا استشهدوا وأصيب نحو أربعمائة آخرين بنيران الجنود الإسرائيليين على مشارف الجولان وفق إحصائية جديدة.
وعرض التلفزيون السوري صورا لجنود إسرائيليين يفتحون النار على المتظاهرين، كما نقل مشاهد تظهر مجموعة من الشباب يحاولون تسلق الأسلاك الشائكة ومشاهد أخرى يظهر فيها جنود إسرائيليون يعتلون دبابات وسيارة عسكرية ويطلقون النارعلى المتظاهرين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الطبيب بمدينة القنيطرة علي كنعان أن الضحايا كانوا مصابين بالرصاص في الرأس والصدر. وشارك بالمظاهرة شباب سوريون وفلسطينيون لإحياء ذكرى حرب 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل مرتفعات الجولان.
تحذير
ومن جهته قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا عيارات تحذيرية في الهواء بينما اقترب المتظاهرون من الحدود حاملين أعلاما فلسطينية وسورية، ومرددين شعارات مؤيدة للفلسطينيين محاولين عبور الأسلاك الشائكة.
واستخدم الجيش الإسرائيلي مكبرات الصوت لتحذير المتظاهرين من الاقتراب من الحدود، وخاطبهم باللغة العربية بأن “من يقترب من السياج فسيكون مسؤولا عن دمه”.
ولم يتمكن أي متظاهر من عبور السياج الأمني، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال يواف مردخاي “الوضع أصبح تحت السيطرة وتحدث الجيش الإسرائيلي عن انفجار لغم أو أكثر في الجانب السوري من الحدود مما أدى إلى إصابة شخص على الأقل”.
وحمل الجيش الإسرائيلي دمشق مسؤولية ما حصل، وقال المتحدث باسمه إن “النظام السوري مسؤول عن هذا الاستفزاز بهدف تحويل الانتباه عن القمع الدموي الذي يمارسه بحق المظاهرات المناهضة له”.
وفتح جيش الاحتلال النار بعدما تمكن المتظاهرون من تجاوز أول خط من الأسلاك الشائكة وضعته قوات الاحتلال لمنع وصول المتظاهرين إلى خط وقف إطلاق النار في الجولان.
مجدل شمس
وهاجم مئات من الشبان في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل القوات الإسرائيلية المنتشرة بكثافة بالحجارة مساء الأحد.
وحمل المتظاهرون الذين تجمعوا على التلال وأسطح المنازل الأعلام الفلسطينية والسورية، وعمدوا إلى الرشق بالحجارة للآليات المدرعة وسيارات الجيب الإسرائيلية المتوقفة بين خطين من الأسلاك الشائكة على طول السياج الحدودي.
ووقعت هذه الصدامات عندما انتشرت سحابات من الغاز المسيل للدموع أطلقت في اتجاه المتظاهرين بالجانب السوري فوق مجدل شمس. وتدخلت وحدات إسرائيلية لتفريق المحتجين، بينما حاول مشايخ الدروز بالبلدة إعادة الهدوء وإبعاد الشبان.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت حال التأهب في صفوفها منذ أيام ونشرت قوات على الحدود مع لبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة تحسبا لمظاهرات مشابهة لتلك التي نظمت يوم 15 مايو/ أيار الماضي بذكرى النكبة وتخللتها مواجهات دامية.
وكان مئات من المتظاهرين تمكنوا بذلك اليوم من اجتياز السياج الحدودي وتحديدا بمجدل شمس رغم نيران جيش الاحتلال، وأسفرت المواجهات عن استشهاد أربعة أشخاص بينما استشهد ستة متظاهرين بالرصاص على الحدود مع لبنان.
مقتل 28 شخصاً برصاص قوات الأمن في شمال غرب سوريا
أ. ف. ب.
دمشق: قتل 28 شخصا برصاص قوات الامن السورية الاحد في منطقة جسر الشغور (شمال غرب) حيث تتواصل العمليات الامنية، بحسب ما اعلن رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح عبد الرحمن ان حصيلة القتلى خلال 24 ساعة في هذه المنطقة قرب ادلب (330 كلم شمال دمشق) بلغت 38 شخصا بينهم ستة عناصر امنيين. واضاف ان “عمليات امنية وعسكرية لا تزال مستمرة (في هذه المنطقة) منذ السبت” لافتا الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع.
والسبت، افاد ناشط في المكان ان ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريق تظاهرة في بلدة جسر الشغور. من جهتها، تحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا عن مقتل عنصر في الجيش واصابة شرطي في المواجهات في جسر الشغور، مضيفة ان “مجموعات مسلحة” هاجمت مراكز للشرطة في هذه البلدة.
معارضون يطالبون المجتمع الدولي زيادة الضغط على الأسد
ومن جهة أخرى، دعا ممثلون للمعارضة السورية في اوروبا مجتمعون في بروكسل الاحد المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد، مطالبين في الوقت نفسه باجراء تحقيق مستقل حول القمع الدامي للتظاهرات المناهضة للنظام السوري.
وقال منظمو مؤتمر “التحالف الوطني لدعم الثورة السورية” الذي جمع السبت والاحد اكثر من مئتي شخصية سورية في الانتشار “هناك حاجة الى مزيد من الضغط على النظام”. واضاف هؤلاء في مؤتمر صحافي “من الاهمية بمكان فرض عزلة دبلوماسية على النظام السوري وعدم السماح له بان يكون ممثلا في المحافل الدولية”.
وفرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة خلال الاسابيع الاخيرة عقوبات تستهدف الرئيس السوري وقريبين منه. واعتبر المعارضون ان قيام الرئيس السوري بتشكيل هيئة لاطلاق “حوار وطني” هو بمثابة “مهزلة”.
وتابعوا “لا يمكن الحديث حاليا عن حوار وطني” فيما القمع مستمر في سوريا. وعقد هذا المؤتمر غداة مؤتمر اخر عقده معارضون سوريون الاربعاء الفائت في مدينة انطاليا التركية. واوضح احد منظمي مؤتمر بروكسل الدكتور باسم حتاحت لفرانس برس ان مؤتمرات اخرى ستنظم في الخارج قريبا.
ودعا “المؤتمر السوري للتغيير” الذي عقد في مدينة انطاليا في بيانه الختامي مساء الخميس الرئيس السوري الى “الاستقالة الفورية” والى “تسليم السلطة الى نائبه”، مكررا عزمه العمل على “اسقاط النظام”.
واعرب طبيب الاسنان بدرلديان بهرو الذي يقيم في السعودية وجاء الى بروكسل للمشاركة في المؤتمر عن ثقته “بان بشار الاسد سيرحل”، واضاف “يبقى ان نعرف متى وباي ثمن”. وشارك بهرو ايضا في مؤتمر المعارضة السورية في انطاليا.
وفي البيان الختامي لمؤتمر بروكسل، اعلن المعارضون تشكيل “لجنة قانونية مكلفة تقييم انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان” بهدف “رفع شكوى على المسؤولين” و”نقل الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية”. وعلى الصعيد السياسي اكد “التحالف الوطني لدعم الثورة السورية” انه يريد “التواصل مع المنظمات الدولية للتوصل الى قرارات تدين عنف النظام السوري” بحسب البيان.
الافراج عن اكثر من 450 معتقلا سياسيا
اعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لفرانس برس الاحد انه تم الافراج عن اكثر من 450 معتقلا سياسيا بينهم اسلاميون واكراد منذ الاعلان الثلاثاء عن عفو عام في سوريا. وقال رامي عبد الرحمن “لقد تم الافراج منذ قانون العفو عن اكثر من 450 معتقلا سياسيا ومعتقل راي في غالبيتهم من الاسلاميين والاكراد”. وكان هؤلاء معتقلين في سجن صيدنايا، احد اكبر السجون السورية. وكان بعضهم مسجونا منذ 25 عاما.
وجماعة الاخوان المسلمين محظورة في سوريا منذ المواجهات الدامية التي جرت مع السلطة في بداية الثمانينات. وفي 1982، تعرضت مدينة حماه لعملية قمع اوقعت عشرين الف قتيل عندما تمرد الاخوان المسلمون على نظام الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد.
دعوة القوى السياسية لاعداد مؤتمر الحوار الوطني
اكدت هيئة الحوار الوطني السورية ان ابواب الحوار الوطني مفتوحة امام جميع الشخصيات والقوى السياسية الوطنية في داخل الوطن وخارجه بما يحقق مصلحة للبلاد مرحبة بالافكار والمقترحات التي تعزز المسار الحالي للاصلاح السياسي بغية اعتماد الصيغة المثلى لمؤتمر الحوار الوطني.
وذكرت وكالة الانباء السورية ان “هيئة الحوار الوطني برئاسة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع تابعت دراسة الآراء والأفكار الكفيلة بتفعيل آلية الحوار وتحقيق الغاية التي احدثت من اجلها الهيئة بغية المساهمة في ايجاد الحلول السياسية للتحديات الراهنة”.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر في الاول من الشهر الجاري قرارا جمهوريا يقضي بتشكيل هيئة تكون مهمتها وضع الأسس لحوار وطني وتحديد آلية عمله وبرنامجه الزمني.
وتتألف الهيئة التي يرأسها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي صفوان قدسي وعضو القيادة القطرية لحزب البعث ياسر حورية وعضو القيادة القطرية لحزب البعث هيثم سطايحي والأمين الأول للحزب الشيوعي السوري الموحد حنين نمر وعبد الله الخاني الذي شغل منصب وزير السياحة في حكومة 1973 وعدة مناصب منذ بداية الخمسينيات والباحث الاقتصادي منير الحمش وأستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق ابراهيم دراجي.
قوات سورية تقتل 38 مدنيا في احتجاجات والمعارضة تطالب بمزيد من الضغوط على الاسد
عواصم ـ وكالات: قال سكان امس الاحد ان القوات السورية قتلت 38 مدنيا منذ السبت اثناء مظاهرات في بلدة جسر الشغور في شمال غرب البلاد حيث طالب المحتجون بتنحي الرئيس بشار الاسد، بحسب ما اعلن رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح عبد الرحمن ان حصيلة القتلى خلال 24 ساعة في هذه المنطقة قرب ادلب (330 كلم شمال دمشق) بلغت 38 شخصا بينهم ستة عناصر امنيين.
واضاف ان ‘عمليات امنية وعسكرية لا تزال مستمرة (في هذه المنطقة) منذ السبت’ لافتا الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع. والسبت، افاد ناشط في المكان ان ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص قوات الامن السورية خلال تفريق تظاهرة في بلدة جسر الشغور.
جاء ذلك فيما دعا ممثلون للمعارضة السورية في اوروبا مجتمعون في بروكسل الاحد المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد، مؤكدين العمل على احالة ملف انتهاكات حقوق الانسان في سورية على المحكمة الجنائية الدولية.
وقال منظمو مؤتمر ‘التحالف الوطني لدعم الثورة السورية’ الذي جمع السبت والاحد اكثر من مئتي شخصية سورية في الانتشار ‘هناك حاجة الى مزيد من الضغط على النظام’. واضاف هؤلاء في مؤتمر صحافي ‘من الاهمية بمكان فرض عزلة دبلوماسية على النظام السوري وعدم السماح له بان يكون ممثلا في المحافل الدولية’.
وفي البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمرين، اكد هؤلاء العمل على ‘تشكيل لجنة حقوقية للتعاطي مع الملف الحقوقي والقانوني وانتهاكات حقوق الانسان (…) والعمل الفوري على نقل الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية’.
كذلك، طالب المشاركون في المؤتمر ‘المنظمات الاممية ومنظمات حقوق الانسان بفتح ملف لجان تقصي الحقائق’.
واذ اكد المؤتمرون ان ‘المؤتمر يهدف الى دعم ومساندة الثورة وليس تمثيلها او التحدث باسمها’، انتخب هؤلاء لجنة لمتابعة اعمال المؤتمر واخرى ‘للتنسيق مع اللجان المنبثقة عن كل المؤتمرات والفاعليات السابقة واللاحقة لتوحيد الجهود’.
واكدوا ‘فتح مكتب للائتلاف الوطني في عاصمة الوحدة الاوروبية بروكسل’.
من جهة اخرى، اعتبر المعارضون ان قيام الرئيس السوري بتشكيل هيئة لاطلاق ‘حوار وطني’ هو بمثابة ‘مهزلة’.
وتابعوا ‘لا يمكن الحديث حاليا عن حوار وطني’ فيما القمع مستمر في سورية.
وعقد هذا المؤتمر غداة مؤتمر اخر عقده معارضون سوريون الاربعاء الفائت في مدينة انطاليا التركية. واوضح احد منظمي مؤتمر بروكسل الدكتور باسم حتاحت لفرانس برس ان مؤتمرات اخرى ستنظم في الخارج قريبا.
ودعا ‘المؤتمر السوري للتغيير’ الذي عقد في مدينة انطاليا في بيانه الختامي مساء الخميس الرئيس السوري الى ‘الاستقالة الفورية’ والى ‘تسليم السلطة الى نائبه’، مكررا عزمه العمل على ‘اسقاط النظام’.
واعرب طبيب الاسنان بدرلديان بهرو الذي يقيم في السعودية وجاء الى بروكسل للمشاركة في المؤتمر عن ثقته ‘بان بشار الاسد سيرحل’، واضاف ‘يبقى ان نعرف متى وباي ثمن’.
وشارك بهرو ايضا في مؤتمر المعارضة السورية في انطاليا.
وبعد الظهر، تظاهر نحو 300 شخص مؤيد للرئيس السوري امام مبنى البورصة في بروكسل، وفق ما نقلت وكالة بيلغا عن الشرطة.
ورفع هؤلاء لافتات كتب عليها ‘لا للعقوبات على سورية’ و’نعم للوحدة الوطنية في سورية’ و’شكرا بشار على الاصلاحات’.
الامن السوري يزيل صورته .. أهالي حماة يقصفون حافظ الاسد بالأحذية
جورج حداد
الشبكة العربية العالمية – يقوم المتظاهرون في سوريا بازالة كل رموز السلطة من صور او تماثيل للرئيس السوري وافراد العائلة الحاكمة تعبيرا على رفضهم له والعمل على اسقاطه، فقد قام رجال الامن في مدينة حماة من ازالة صورة الرئيس السوري حافظ الاسد من احد المباني الحكومية خوفا عليها من التمزيق. بينما رد اهالي حماة برميها بالاحذية وهم ينادون “على الحاوية .. على الحاوية”
في كل دول العالم حملة التنظيف أو النظافة تعنى ازالة الاوساخ والقاذورات من قارعة الشارع والاماكن العامة، بينما في سوريا بعد اندلاع ثورة الشعب ضد اشكال الدكتاتورية والقمع، اصبح لهذه العبارة معنى آخر.
معروف ان في كل الشوارع الرئيسية سواء في المدن او حتى القرى الصغيرة هناك رمز يدل على حكم عائلة الاسد، فاما ان تجد تمثالا للرئيس السابق حافظ الاسد او لابنه بشار الاسد او أحيانا لباسل الاسد وفي اقل تقدير صور او عبارات تكرس هذا الحكم.
فرفض الشارع السوري للقمع والقتل والاضطهاد وسرقة حقوقهم وكرامتهم من قبل النظام السوري دفعهم على اقل تقدير لازالة كل هذه الرموز التي ترتبط بالنظام باي وسيلة كان حرقا أو كسرا او تمزيقا بالاضافة للتسابق على دوسها بأقدام الشعب.
هذه الظاهرة اضافت الى قاموس اللغة العربية تفسيرا جديدا لمعنى حملة النظافة التي تنظف شوارع سوريا من رموز الاسد .. الاب والابن وحتى روحهما .. روح الخوف التي لم تعد تجد لها مكانا في قلوب الشارع السوري.
والجدير بالذكر، ان مدينة حماة شهدت اكبر مجزرة عرفها تاريخ سوريا الحديث على يد حافظ الاسد.
فمجزرة حماة هي أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد المعارضة في حينه, وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة. بدأت المجزرة في 2 فبراير عام 1982 م واستمرت 27 يوماً. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً, وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة.[1] وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد.
ورغم مضي الأعوام إلا أن ما شهدته تلك المدينة التي تتوسط الأراضي السورية ويقطنها قرابة 750 ألف نسمة يعتبر الأكثر مرارة وقسوة قياساً إلى حملات أمنية مشابهة. فقد استخدمت حكومة الرئيس السوري حافظ الأسد الجيش النظامي والقوات المدربة تدريباً قاسياً ووحدات من الأمن السري في القضاء على المعارضة واجتثاثها.
وتشير التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن النظام منح القوات العسكرية كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب المتعاطفين معها. وفرضت السلطات تعتيماً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية.
اما اليوم، فباستطاعة اهالي حماة ان يعبروا عن نقمتهم على هذا النظام ويردوا على قصفه لهم بالمدفعية بان يقصفوه رميا بالاحذية.
الشبكة العربية العالمية
سورية: مقتل 35 في جسر الشغور وإصابة العشرات في دير الزور
أبوظبي – شفيق الأسدي
دمشق، ابوظبي، عمان، بروكسيل- «الحياة»، أ ف ب، رويترز – تصاعدت الحملة الامنية في منطقة جسر الشغور شمال غربي سورية، حيث تحدث ناشطون وشهود عن مقتل 28 شخصا برصاص قوات الامن، وسط انتشار كثيف لقوات الجيش والقناصة ومخاوف من اقتحام الدبابات للمنطقة، وبذلك يرتفع عدد القتلى خلال اليومين الماضين في بلدة جسر الشغور إلى 35 شخصا. كما قال سكان إن العشرات أصيبوا برصاص قوات الامن التي تصدت لسبعة آلاف محتج قاموا بمسيرة خلال الليل في دير الزور. وفيما حض ممثلون للمعارضة السورية اجتمعوا في بروكسيل المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد، ابلغ ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقاه امس ضرورة ان يتلازم الاستقرار مع الاصلاح.
وعن التطورات الميدانية، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إن 28 شخصا قتلوا برصاص قوات الامن أمس في منطقة جسر الشغور حيث تتواصل العمليات الامنية. وأوضح عبد الرحمن إن حصيلة القتلى خلال 24 ساعة في هذه المنطقة قرب ادلب (330 كلم شمال دمشق) بلغت 38 شخصا، بينهم ستة من رجال الامن. واضاف ان «عمليات امنية وعسكرية لا تزال مستمرة (في هذه المنطقة) منذ اول من امس»، لافتا الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع.
في موازة ذلك، أفادت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) أن «مجموعات إرهابية مسلحة» قامت أمس بمهاجمة عدد من الدوائر الحكومية ومراكز الشرطة في مدينة جسر الشغور «ما أدى إلى استشهاد أربعة من عناصر الشرطة والقوى الأمنية المكلفة بحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينهم مدير المنطقة وضابط إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين».
إلى ذلك، استمر الاضراب العام في مدينة حماة حداداً على قتلى سقطوا الجمعة برصاص قوات الأمن. وقال أحد سكان حماة لـ «فرانس برس»:»بدأنا السبت إضراباً يدوم ثلاثة أيام حداداً على شهداء» المدينة، مؤكدا أن «كل شيء مغلق حتى المتاجر (سوبرماركت) وقد انسحبت قوات الأمن الى ضواحي المدينة».
ونفت مصادر سورية رفيعة المستوى ما تردد من أن دبابات تمركزت على المدخل الشرقي لحماة. وقالت المصادر لـ «الحياة» إن المدينة «غير محاصرة»، وما قيل عن ذلك وعن وجود الدبابات «عار من الصحة».
في موازاة ذلك، قال سكان إن عشرات أصيبوا برصاص رجال الامن الذين تصدوا لنحو سبعة آلاف محتج قاموا بمسيرة خلال الليل في دير الزور من أجل إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد. ونقلت وكالة «رويترز» عن شاهد عيان «ان قوات الامن ومدرعات الشرطة اطلقت النار على حشد لمنعه» من إسقاط التمثال الذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار. وقال مقيم آخر إن المحتجين تجمعوا في البداية حول منزل الصبي معاذ الرقاد (14 عاما) الذي قتل بالرصاص الجمعة خلال تظاهرة مناهضة للنظام.
وفي بروكسيل، دعا ممثلون للمعارضة السورية المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد، مطالبين في الوقت نفسه باجراء تحقيق مستقل حول قمع التظاهرات. وقال منظمو مؤتمر «التحالف الوطني لدعم الثورة السورية» الذي جمع أمس وأول من أمس اكثر من مئتي شخصية سورية إن «هناك حاجة الى مزيد من الضغط على النظام». وأضاف المشاركون في مؤتمر صحافي «من الاهمية بمكان فرض عزلة ديبلوماسية على النظام السوري وعدم السماح له بان يكون ممثلا في المحافل الدولية». واعتبر المعارضون ان قيام الرئيس السوري بتشكيل هيئة لاطلاق «حوار وطني» بمثابة «مهزلة»، وانه «لا يمكن الحديث حاليا عن حوار وطني» فيما القمع مستمر في سورية.
وفي البيان الختامي للمؤتمر، اعلن المعارضون تشكيل «لجنة قانونية مكلفة تقييم انتهاكات النظام السوري لحقوق الانسان» بهدف «رفع شكوى على المسؤولين» و»نقل الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية».
في موازة ذلك اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم الافراج عن اكثر من 450 معتقلا سياسيا بينهم اسلاميون واكراد منذ الاعلان يوم الثلثاء عن عفو عام.
وكان هؤلاء معتقلين في سجن صيدنايا، احد اكبر السجون السورية. وكان بعضهم مسجونا منذ 25 عاما، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
الأحزاب الكردية ستلتقي الأسد وسط اعتراضات شعبية
بهية مارديني من القاهرة
تساؤلات حول سعي قياداتها خلف مصالحها الشخصية أم حل للقضية
قبلت الأحزاب الكردية على مضض الدعوة العاجلة التي تلقتها عن طريق القنوات الحكومية للقاء الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، على يتم اللقاء نهاية الأسبوع الحالي، فيما تعرضت للهجوم الحاد واتهامات بالعمالة للسلطة إثر قرارها هذا. وأكدت الأحزاب الكردية من جهتها أنها جزءاً أساسياً من الإنتفاضة السورية.
قبلت الأحزاب الكردية الدعوة للقاء الأسد بعد اجتماعات فيما بينها
القاهرة: أعلن شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا “أن اثنا عشر حزباً كردياً سورياً تلقوا أواخر الأسبوع الماضي دعوة عاجلة للقاء الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، وذلك عن طريق القنوات الحكومية وليست الأمنية، حيث تم تبليغ قادة وسكرتيري الأحزاب الكردية عن طريق محافظ الحسكة”.
وأوضح كدو في تصريح لـ”ايلاف” أنّ الأحزاب الكردية طلبت التمهل لاجراء لقاءات واجتماعات فيما بينها للخروج بموقف موحد. وقال “بعد اجتماعات وحوارات ماراثونية في مدينة القامشلي بين قادة هذه الاحزاب على وقع المظاهرات التي كانت تجوب شوارع المدن الكردية، قبلت الأحزاب الكردية على مضض الدعوة للقاء بالرئيس بشار الأسد ، نهاية الاسبوع الجاري، وذلك على اسس المبادرة الكردية، التي اطلقتها الاحزاب ذاتها، والتي لها جوانب قومية واخرى وطنية.
وأوضح كدو أنّ الجانب الكردي يصر على عرض مبادرته أمام رئيس الجمهورية، وكذلك عرض معظم مطالب الشعب الكردي العادلة في هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه بين رئيس سوري وبين الحركة السياسية الكردية منذ تأسيس سوريا المعاصرة.
ويذكر أنّ الأحزاب الكردية التي من المتوقع أن تلتقي الرئيس غير مرخصة وغير معترف بها وهي أحزاب محظورة، وكذلك لا يعترف الدستور السوري بوجود شعب كردي يناهز عدده ثلاثة ملايين نسمة في سوريا اي بنسبة 13 بالمئة من مجموع سكان سوريا البالغ 23 مليوناً. وسوف يمثل كل حزب المسؤول الأول “السكرتير”، والأحزاب هي: الحزب اليساري الكردي، الحزب الديمقراطي الكردي “جناح الدكتور عبدالحكيم بشار”، حزب يكيتي الكردي، حزب الاتحاد الديمقراطي، حزب آزادي الكردي، الحزب الديمقراطي الكردي “جناح نصرالدين ابراهيم”، الحزب الوطني الديمقراطي الكردي، حزب المساواة الديمقراطي الكردي، حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، حزب الديمقراطي الكردي السوري ،الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي، أما تيار المستقبل الكردي فقد جمد عضويته في الآونة الاخيرة في المجلس السياسي الكردي في سوريا وكذلك في اطار احزاب الحركة الوطنية الكردية.
وكان فؤاد عليكو القيادي في حزب يكيتي الكردي في سوريا أعلن أن الأحزاب الكردية قبلت الحوا ر مع السلطة .
من جانبه وفي تصريح خاص لـ”ايلاف ” قال الدکتور شيروان عمر، رئيس جمعية أکراد سوريا في النرويج والناطق بإسم اللجنة الوطنية لدعم الثورة السورية هناك “أن الأكراد السوريين مع الانتفاضة السورية و هم جزء أساسي منها، و هم يدا بيد مع باقي أبناء الوطن السوري، ولهم خصوصيتهم”، و أضاف “الحرکة الوطنية الکردية في سوريا هي جزء من الحرکة الوطنية العامة، وان كان تصريح الاستاذ فؤاد عليکو بالنيابة عن الحرکة الکردية بالموافقة علی قبول الحوار مع السلطة ومقابلة الرئيس بشار الأسد هو ضمن إطار المبادرة التي طرحتها الحرکة الوطنية الکردية في سوريا قبل اسابيع وفي اطار التنسيق مع الحرکة الوطنية السورية وشباب الثورة، فهذا جيد وهذا أمر يخصهم وأهل مکة ادرێ بشعابها، ولکن اذا کان عکس ذلك، فأنا اعتبره قرار غير سليم في الوقت الحالي ولايخدم سوێ النظام السوري وآلته القمعية والمزيد من سفك الدماء”.
وعبّر عن اعتقاده”أن أي فرصة إضافية تعطى للنظام يعني المشارکة في هذه الجريمة بحق الشعب السوري، والتاريخ لن يرحم مرتکبيها، وذلك علی الرغم من تصريحاتي السابقة بعدم شرعية النظام السوري بعد اطلاق الرصاص الحي واستخدام المدفعية ضد المتظاهرين السلميين والمدنيين العزل” .
هذا وتعرضت الاحزاب الكردية الى هجوم حاد بدأ بالهجوم على حزبي الوحدة والتقدمي واتهامهما بالعمالة للسلطة.
كما وجّه شباب الحراك الجماهيري في حزب آزادي الكردي في سوريا رسالة للشعب السوري و الشعب الكوردي والقيادات الكردية في سوريا تساءلوا فيها “هل القيادات الكردية تبحثُ عن مصالحها الشخصية أم تبحث للحل القضية الوطنية في سوريا ونؤكدُ بأن القضية ليست كردية فقط بل أصبحت وطنية” .
وأضافت الرسالة “اذا أراد الرئيس السوري بشار الأسد حل القضية في جميع أنحاء سوريا فليدعو كافة المعارضة السورية على طاولة مستديرة ويتكلم بمثابة قيادي في حزب البعث وليس بلسان الرئيس ” وطالبت فؤاد عليكو أن يتكلم “بلسانه الشخصي وليس باسم الاكراد كافةً “،وأكدت الرسالة” نحن كحزب آزادي الكردي شاركنا في مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية نحو التغيير ، ودعينا إلى حوار وطني شامل يدعو كافة الأطياف والقوميات في سوريا لحل القضية الوطنية السورية والرسالة موجهة من شباب الحراك في حزب آزادي وليس لقياداتنا أي شئً في هذه الرسالة ونشكر جزيل الشكر لقيادتنا بحال عدم مشاركتهم في هذا الحوار” .
الى ذلك أعلنت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي – روانكه أنه ما يزال النظام السوري يواصل تنفيذ مجازره البشعة ليتواصل ارتقاء الضحايا وارتواءالأرض الطيبة بالدم الطاهر لأبناء الشعب السوري البطل الذي رفع راية الثورة و لواء التضحية في نضاله السلمي حتى تحقيق أهدافه في الحرية والكرامة والعدالة .
وقالت في بيان تلقت “ايلاف” نسخة منه ، أنه ضمن سلسلة الاغتيالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية للعسكريين الرافضين لقتل إخوانهم العزل تم اغتيال العسكري عدنان عبد الرحمن اليوسف من قرية كفرموس – جبل الزاوية وعمره 22 عام ، وأكدت” قتله الأمن عند رفضه إطلاق النار في جسر الشغور وطلقة الغدر المميتة كانت من الخلف وراء أذنه” ، كما علمت المنظمة” أن الشابين الكرديين عبد المجيد تمر ومحمود المحمد اللذين تم نصب كمين لهما ، وتم اعتقالهما في يوم 31 / 5 / 2011 من قبل أحد الفروع الأمنية في محافظة الحسكة ، يتعرضان لتعذيب شديد “.
وفي تفاصيل الاعتقال ، حسب بيان تلقت “ايلاف “نسخة منه ،أن الشابين كانا يقومان بشراء رصيد هاتف ، بينما كمنت لهما دورية تابعة لمفرزة أمنية ، واعتقلا قبل ساعات من إصدار مرسوم يتضمن عفواً عاما .
وطالبت المنظمة إطلاق سراح الشابين المختطفين حالاً ، مناشدة كافة المنظمات الحقوقية للضغط من أجل حياة الشابين ، خوفاً من أن يتم تعرضهما للأذى ، مع العلم أنهما مستقلان غير تابعين لأي حزب سياسي .
جسر الشغور محاصرة وتستعد لسيناريو درعا وبانياس وتلكلخ
اكتشاف مقبرة جماعية في حماه.. وسكانها يعلنون إضرابا عاما.. ومتظاهرون يحاولون إسقاط تمثال لحافظ الأسد في دير الزور
جريدة الشرق الاوسط
شهدت مدن سورية كثيرة أمس تحركات احتجاجية أدت إلى مقتل نحو 19 مدنيا، بينما سجل أول استعمال لسلاح الطيران في قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، في وقت أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن 6 من عناصر الأمن قتلوا خلال مواجهات مع «عصابات إجرامية مسلحة».
وتركزت معظم الخسائر في منطقة جسر الشغور التي يقول الناشطون السوريون إنها تتعرض منذ ليل أول من أمس لحصار من قبل الجيش السوري ولقصف بالقذائف الصاروخية، متخوفين من تعرض المدينة للاقتحام على غرار ما حصل في مدن أخرى، بينما أعلن ناشطون عن اكتشاف مقبرة جماعية في مدينة حماة تضم جثث 15 شخصا.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 25 شخصا قتلوا في إطلاق نار في منطقة جسر الشغور خلال 24 ساعة، 10 أول من أمس و15 أمس. وأوضح رئيس المرصد أن 19 مدنيا و6 من عناصر الأمن هم من بين القتلى في هذه المنطقة التي تشهد عمليات عسكرية وأمنية منذ السبت، مرجحا ارتفاع الحصيلة.
وقال ناشطون إن ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص قوات الأمن التي أرادت تفريق مظاهرة في منطقة جسر الشغور. وقال هؤلاء إن «قوات الأمن أطلقت النار لتفريق أكثر من ألف متظاهر خرجوا للمشاركة في الاحتجاجات بعد تشييع مدني قتل الجمعة». وتحدث ناشط سوري عن قصف عنيف على جسر الشغور باستخدام قذائف «آر بي جي» الصاروخية وقنابل يدوية والأسلحة الرشاشة، وقال أحد سكان المنطقة إن مدينة الجسر تشتعل بأكملها، مشيرا إلى أنه «تم إخلاء عدد كبير من الأطفال والجرحى إلى القرى المجاورة، ويحاول البقية المغادرة»، معلنا أن «الطائرات العمودية قامت ليلة (أول من) أمس بتمشيط قرى جبل الزاوية وتم قطع الكهرباء عن كامل قرى جبل الزاوية».
وقالت صفحة «الثورة السورية» على الـ«فيس بوك» إن إطلاق الرصاص الكثيف كان مستمرا في جسر الشغور، معلنة «استشهاد البطل عبد الحكيم مرعي حجازي من أهالي جسر الشغور برصاص الأمن الغادر»، كما أفاد الناشطون بأن الجيش السوري قام بعملية إنزال بالقرب من المستشفى الوطني وتوجهت دبابات إلى المدينة.
وفي المقابل أعلنت السلطات السورية مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 20 من أفراد قوات الأمن السورية خلال مواجهات مع مجموعات مسلحة في محافظة أدلب شمال سوريا. وقالت «سانا» إن «مجموعات إرهابية مسلحة تقوم منذ (أول من) أمس بمهاجمة عدد من الدوائر الحكومية ومراكز الشرطة ومجمع المخافر في مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة ادلب شمال سوريا». وأشارت إلى أن المجموعات المسلحة استخدمت في هجومها الإرهابي مختلف أنواع الأسلحة وفجرت مبنى البريد التابع للمدينة باستخدام أنابيب غاز، وقامت بحرق وتخريب عدد من المباني العامة والخاصة، بالإضافة إلى قطعها الطرقات، مثيرة بذلك الخوف والرعب في قلوب المواطنين الذين ناشدوا السلطات المختصة التدخل بقوة لحمايتهم من هذه المجموعات وإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة. وفي حماة، في شمال سوريا، أفاد ناشطون سوريون باكتشاف مقبرة جماعية بها 15 جثة في حديقة الحسن بمدينة حماة، وأنه تم فرض حظر التجول في المدينة وانتشرت الدبابات في مختلف حاراتها. وخرج نحو 100 ألف شخص في مدينة حماة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان أول من أمس لتشييع 65 شخصا قتلوا في جمعة «حرية الأطفال»، وسط غياب لافت لقوات الأمن.
وشهدت مدينة حماة إضرابا عاما حدادا على قتلى سقطوا الجمعة برصاص قوات الأمن السورية، كما أفاد بعض السكان. وقال أحد سكان حماة التي تبعد 210 كلم شمال دمشق في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «بدأنا السبت إضرابا يدوم ثلاثة أيام حدادا على شهداء» المدينة. وأكد الرجل طالبا عدم كشف هويته أن «كل شيء مغلق حتى المتاجر، وقد انسحبت قوات الأمن إلى ضواحي المدينة».
وفي دير الزور أعلن النشطون السوريون عن إصابة العشرات برصاص القوات السورية التي تصدت لـ7 آلاف محتج قاموا بمسيرة خلال الليل في مدينة دير الزور من أجل إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد. وقال شاهد عيان إن قوات الأمن ومدرعات الشرطة «أطلقت النار على حشد لمنعه من إسقاط التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار».
وقال الناشطون إن نحو 15 ألف شخص تجمعوا أمام منزل الفتى معاذ الرقاد البالغ من العمر 14 عاما، الذي سقط خلال مظاهرة مناهضة للنظام السوري، ثم توجهوا نحو التمثال محاولين إسقاطه، لكن الشرطة وقوات الأمن تصدوا لهم.
وذكرت «سانا» أن عناصر الجيش والقوى الأمنية ضبطت في مدينة الرستن بمحافظة حمص وسط البلاد أسلحة وذخائر ومواد متفجرة وحارقة استخدمتها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال اعتدائها على المواطنين وعناصر الجيش وقوات الأمن والشرطة والممتلكات العامة والخاصة. وعرض التلفزيون السوري صورا متنوعة لأسلحة وذخائر من بينها قنابل يدوية الصنع وألغام وسيارات مزودة بمدافع رشاشة معدة خصيصا للإرهاب والتخريب، إضافة إلى مواد متفجرة وأسطوانات غاز معدة للانفجار ومواد مشتعلة وقنابل مولوتوف، كما قام من تصفهم الحكومة بالمخربين أيضا بوضع المتاريس باستخدام أكياس رمل تستهدف عناصر الجيش والأمن.
جسر الشغور تتخوف من تكرار سيناريو الثمانينات
اسمها يعود الى عام إلى معالم أثرية ترجع إلى عام 1080
في حين تضاربت الأنباء أمس عن تحليق طائرات هليكوبتر فوق مدينة جسر الشغور وإطلاقها النار عشوائيا على السكان، لا تزال المدينة التي تقع شمالي محافظة إدلب تعيش أجواء متوترة منذ يوم «جمعة أطفال الحرية» حيث خرجت فيها مظاهرات حاشدة نصرة لبقية المدن السورية فتم إطلاق النار عليها من قبل عناصر الأمن ليسقط عدد من الضحايا وكثير من الجرحى.
وقد نشرت صفحة «أخبار جسر الشغور الحرة» على «فيس بوك» مقاطع فيديو تبين ما قالت إنها «المجازر التي تعرض لها أبناء المدينة في اليومين الماضيين»، وأعلنت عن «تجدد إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط ثلاثة منهم يوم السبت أثناء تشييع قتلى يوم الجمعة».
ويتخوف أحد الناشطين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من اقتحام الجيش للمدينة حيث إن «الدبابات تحاصر جسر الشغور من جميع المداخل وهناك خوف من اقتحامها والتنكيل بها كما حدث في مدن أخرى»، ويشير إلى «حملة اعتقالات واسعة وعشوائية تطال الشباب الذين ينزلون في المظاهرات المطالبة بالحرية والديمقراطية، إضافة إلى اعتقال أشخاص ليست لهم علاقة بما يحدث تصادف وجودهم في أماكن المداهمات».
وقد بدأت المدينة التي يزيد عدد سكانها على 37 ألف نسمة، بالتحرك والمشاركة في المظاهرات التي تعم البلاد منذ شهر تقريبا، فخرجت مظاهرات قليلة العدد إلى أن تبلورت بشكل واضح في «جمعة أطفال الحرية».
ويشير شاهد عيان من المدينة إلى أن «قوات الأمن والشبيحة قامت بإحراق المحاصيل الزراعية التي لم تحصد بعد بمنطقة الفريكة والقرقور، حيث إن معظم سكان المدينة يعتمدون على الزراعة بشكل رئيسي لتحصيل دخلهم السنوي». و«الجسر» تعتبر من المدن ذات الإنتاج الزراعي الوفير وأغلب مزروعاتها من الأشجار المثمرة، ولعل الزيتون أشهر مزروعاتها، وهي تمتاز به عن غيرها من المدن السورية، ولهذا تكثر معاصر الزيتون فيها.
ويقول أبو طارق، أحد سكان جسر الشغور الذين عاصروا «أحداث الإخوان المسلمين» في المدينة وهرب من البلاد منذ ذلك الحين إن «النظام السوري يريد أن يقتل أبناء وبنات الآباء والأمهات الذين قتلهم في الثمانينات»، ويسرد أبو طارق بعضا من تلك الأحداث حيث «هبت الجسر مع حماه وحمص وحلب لمواجهة نظام (الرئيس السوري السابق) حافظ الأسد فأضربت المدينة يومي السبت والأحد، وفي يوم الاثنين 10/3/1980 خرجت مظاهرة بدأها طلاب المدرسة الثانوية وانضم إليها أعداد كبيرة من المواطنين تندد بالنظام الحاكم، فوصلت إلى البلدة نحو خمس وعشرين طائرة محملة بجنود الوحدات الخاصة يقودها العميد علي حيدر يعاونه عدنان عاصي مدير مخابرات إدلب. نزلت الطائرات حول البلدة في مناطق معمل السكر وحمام الشيخ عيسى وساحة البريد ومحطة القطار. لم ينم أهل البلدة في تلك الليلة حيث استمر قصف مدافع الهاون طوال الليل ثم بدأت قوات الوحدات الخاصة بحملة اعتقالات، وقتلوا من المعتقلين نحو الخمسين شخص، كما أحرقوا محلات تجارية بعد أن نهبوا ما فيها، خاصة محلات الذهب، في حين كانت كتيبة ثانية تعتقل الرجال من أحياء أخرى وتجمعهم في أماكن تمركزها فتذيقهم أقسى أنواع التعذيب كالضرب بالكابلات الحديدية وحرق لحاهم وصعقهم بالكهرباء. وفي اليوم الثالث، قامت الجرافات بتحميل الجثث من الشوارع ودفنها في مقابر جماعية دون كفن أو جنازة، كما نقل عدد كبير من رجال جسر الشغور إلى مدينة إدلب بعد تحميلهم في السيارات مكبلي الأيدي والأرجل بالأسلاك، يضربونهم ضربا شديدا، ثم انتقلت هذه الوحدات إلى قرى جسر الشغور الجانودية والحمامة وشغر». ويتخوف أبو طارق من «تكرار السيناريو نفسه الآن في ظل الصمت الدولي والعربي على الجرائم التي تقترف».
يذكر أن اسم جسر الشغور أطلق على هذه المدينة التي تعود بعض المعالم الأثرية فيها إلى عام 1080، نسبة إلى الجسر الحجري الممتد فوق نهر العاصي المار منها. أما كلمة الشغور، فيعتقد أنها مأخوذة عن كلمة «الثغور» التي تعني المناطق الحدودية التي يخشى دخول العدو منها، وجسر الشغور كما هو معروف من المناطق الحدودية، فأصل التسمية «جسر الثغور»، ومن ثم تحولت إلى جسر الشغور لأنها أخف في النطق وأسهل، كما يمكن نسبة كلمة الشغور إلى قلعة الشغر الموجودة شمال غربي المدينة، وفي اللغة العربية «الشغور» هي الأرض الخصبة الكثيرة المياه.
ممثلو المعارضة السورية في بروكسل يشكلون 3 لجان لدعم الثورة الشعبية
طالبوا بزيادة الضغط على الأسد.. وخدام: اجتماع أنطاليا سعى لتسوية مع النظام السوري وليس لدعم الثورة
دعا ممثلون للمعارضة السورية في أوروبا مجتمعون في بروكسل، أمس، المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد، مطالبين في الوقت نفسه بإجراء تحقيق مستقل حول القمع الدامي للمظاهرات المناهضة للنظام السوري، في وقت وجه فيه النائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام، مقررات مؤتمر أنطاليا، الذي عقدته المعارضة السورية أخيرا، قائلا إنها لم تقدم أي مشروع لدعم الثورة الشعبية، ولكنها مهدت لتسوية مع النظام.
وقال منظمو مؤتمر «التحالف الوطني لدعم الثورة السورية»، الذي اجتمع يومي السبت والأحد، بحضور أكثر من مائتي شخصية سورية، إن «هناك حاجة إلى مزيد من الضغط على النظام».
وأضاف هؤلاء في مؤتمر صحافي: «من الأهمية بمكان، فرض عزلة دبلوماسية على النظام السوري، وعدم السماح له بأن يكون ممثلا في المحافل الدولية».
وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة عقوبات تستهدف الرئيس السوري وقريبين منه. واعتبر المعارضون أن قيام الرئيس السوري بتشكيل هيئة لإطلاق «حوار وطني» هو بمثابة «مهزلة».
وتابعوا: «لا يمكن الحديث حاليا عن حوار وطني»، بينما القمع مستمر في سوريا.
وأكد المؤتمر على دعم ومساندة الثورة الشعبية السورية، مع الالتزام بسقف مطالب الشعب السوري وسلمية الثورة، وتأسيس مكتب للائتلاف في بروكسل، مع تشكيل ثلاث لجان سياسية وإعلامية وحقوقية لشرح حقيقة الوضع في سوريا للدول المختلفة والكتل والأحزاب، والتواصل مع المؤسسات الدولية، وتنظيم اعتصامات ومظاهرات لحشد الرأي العام العالمي.
كما أكدوا أيضا على إبراز نشاط السوريين في الداخل والخارج، واعتماد آليات محددة لإيصال صوت الثورة للفعاليات الإعلامية، وفضح ممارسات النظام القمعية، وتوثيق الجرائم التي ترتكب، ورفع دعاوى أمام المحاكم المتخصصة، والعمل على نقل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، حسبما جاء في نص البيان الختامي للمؤتمر، الذي جرت قرأته في مؤتمر صحافي.
وشارك في المؤتمر حشد كبير من السوريين من كتل سياسية معارضة وشخصيات مستقلة، ولوحظ وجود تباين في وجهات النظر بشأن تفسير المواقف؛ من رحيل النظام أو تحديد فترة انتقالية. وقال سقراط البعاج، أستاذ جامعي في دمشق (من معارضة الداخل، وخرج قبل الثورة بيومين) لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك بالفعل اختلافا بين الداخل والخارج في سقف المطالب؛ فالمعارضة الداخلية تطالب بالرحيل الفوري لبشار والنظام وحل المؤسسات الحالية، بينما المعارضة في الخارج ترى انتقال السلطة لنائب الرئيس مع فترة عام، لا تشكيل مؤسسات جديدة، ورحيل بشار أيضا».
وعقد هذا المؤتمر غداة مؤتمر آخر عقده معارضون سوريون، الأربعاء الماضي، في مدينة أنطاليا التركية.
وأوضح أحد منظمي مؤتمر بروكسل، الدكتور باسم حتاحت، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن مؤتمرات أخرى ستنظم في الخارج قريبا. وأعرب طبيب الأسنان، بدرلديان بهرو، الذي يقيم في السعودية وجاء إلى بروكسل للمشاركة في المؤتمر عن ثقته «بأن بشار الأسد سيرحل»، وأضاف: «يبقى أن نعرف متى؟ وبأي ثمن؟». وشارك بهرو أيضا في مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا.
إلى ذلك، انتقد عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري، مقررات مؤتمر أنطاليا، الذي عقدته المعارضة السورية يومي الأربعاء والخميس الماضيين، قائلا إنها لم تقدم أي مشروع لدعم الثورة الشعبية، ولكنها مهدت لتسوية مع النظام.
وقال خدام في بيان أصدره، أمس، إن ما جاء في مقررات مؤتمر أنطاليا يعني اعترافا بشرعية النظام، من خلال تبنيها لصيغة تمكن النظام من الاستمرار في الحكم لمدة عام بهيكليته الدستورية والمؤسساتية، مشيرا إلى أن أي انتخابات مقبلة بعد ذلك «ستفرز أكثرية ساحقة من أنصار النظام القائم».
وأوضح خدام أن «النظام ليس شخص الرئيس فقط، وإنما الدستور والمؤسسات الدستورية والحكومية.. وبالتالي فإن بقاء الدستور الحالي مع أي رئيس جديد سيدفع هذا الرئيس إلى الانفراد بالسلطة».
ودعا «المؤتمر السوري للتغيير»، الذي عقد في مدينة أنطاليا التركية، الرئيس السوري بشار الأسد إلى «الاستقالة الفورية»، وإلى «تسليم السلطة إلى نائبه»، مكررا عزمه العمل على «إسقاط النظام».
وجاء في البيان الختامي الذي قُرئ في ختام أعمال المؤتمر أن المجتمعين «يلتزمون برحيل بشار الأسد وإسقاط النظام ودعم الحرية، ويدعونه إلى الاستقالة الفورية من جميع مناصبه وتسليم السلطة، حسب الإجراءات المرعية، إلى نائبه».
ودعت المعارضة أيضا «إلى انتخاب مجلس انتقالي يضع دستورا، ثم تتم الدعوة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية خلال فترة لا تتجاوز العام، ابتداء من استقالة الرئيس السوري».
وقال خدام في بيانه إن مؤتمر أنطاليا «قدم مشروع تسوية مع النظام، وليس وضع مشروع لدعم الثورة الملتهبة في البلاد التي أجمع فيها الجميع على إسقاط النظام، وبناء دولة ديمقراطية حرة يتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات».
وأضاف: «ما جاء في توصيات المعارضة يعني الاعتراف بشرعية النظام الذي سيستمر مدة سنة بهيكليته الدستورية والمؤسساتية، وكذلك استمرار القائمين على العمل الذين وضعهم النظام، وهذه المؤسسات هي الحزب، الجبهة الوطنية، الممسكون بالجيش وأجهزة الأمن وبمفاصل الدولة الرئيسية والفرعية، وبالتالي فإن أي انتخابات ستفرز أكثرية ساحقة من أنصار النظام القائم».
وأوضح خدام أن «النظام ليس شخص الرئيس فقط، وإنما الدستور والمؤسسات الدستورية والحكومية.. والدستور نفسه هو الذي أعطى رئيس الدولة صلاحيات شاملة بالقرار وبالتالي بقاء الدستور الحالي مع أي رئيس جديد سيدفع هذا الرئيس إلى الانفراد بالسلطة». ولفت إلى أن بيان المعارضة لم يتحدث عن المادة الثامنة من الدستور، التي تنص على أن «حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة»، متسائلا: «هل هذا التجاهل للانسجام مع حديث الأمين القطري المساعد لحزب البعث، الذي أعلن رفض تعديل المادة الثامنة من الدستور، وبالتالي فهل الهدف من عدم الإشارة إليها تسهيل عملية الحوار المحتملة مع النظام؟».
وقال خدام في بيانه إن توصيات المعارضة تعرضت للحديث عن «الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام كعبارة عامة، ولم تربط بين هذه الجرائم التي ارتكبها النظام والذين أمروا بها وخططوا لها وأشرفوا على تنفيذها؛ سواء جرائم القتل واجتياح المدن والقرى والتمثيل بأجساد الشهداء، كما حدث للطفل الشهيد حمزة الخطيب، كذلك تم تجاهل الإشارة إلى المعتقلين وتعذيبهم، وهنا التساؤل هل تجاهل طلب محاكمة المسؤولين في ارتكاب هذه الجرائم هو جزء من مشروع التسوية؟».
وحول توصية المعارضة برفض التدخل الأجنبي ومناشدة المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في وقف الانتهاكات لحقوق الإنسان، قال خدام إن المعارضة لم توضح الفرق بين مضمون الفقرتين، وقال: «في هذا المجال هل يرى المؤتمرون أن النظام القائم في سوريا الآن نظام وطني؟ وهل النظام الذي يستخدم الجيش وأجهزة الأمن في اجتياح المدن والقرى بالدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة نظام وطني؟ وهل المدفع والدبابة اللذان يعودان للجيش وطنيان، على الرغم من أنهما يدمران الوطن؟».
وأشار خدام في هذا الخصوص إلى الدور الإيراني في سوريا، وقال: «ألا يعرف المشاركون بالمؤتمر حجم الدور الإيراني في عمليات النظام الدموية؟ وهل في ذلك تصبح تلك المشاركة الإيرانية مشاركة وطنية؟». وأضاف: «السؤال لماذا تم تجاهلها؟ ألم يستعن النظام بإسرائيل عبر تصريحات رامي مخلوف لجريدة (نيويورك تايمز) التي طالب فيها الولايات المتحدة بوقف الضغط على رئيسه، ثم توجه بالخطاب إلى إسرائيل يبلغها بأن أمن إسرائيل مرتبط بأمن سوريا، وهل مثل هذا الموقف موقف وطني؟».
وأوضح نائب الرئيس السابق أن «النظام بقواته يقوم بذبح المواطنين ويحاول إذلالهم وهم يتظاهرون في مظاهرات سلمية.. هل يجب ترك النظام ليستمر بجرائمه؟ أم يجب البحث عن كل وسيلة تحمي هذا الشعب من القتل والقمع والاضطهاد؟ أليس علينا أن نتحمل المسؤولية الجدية في مطالبة المجتمع الدولي بتحرك جاد لوقف هذه المذابح وشل هذا النظام وتمكين الشعب من تحقيق طموحاته؟ أيهما أكثر عمقا وطنيا؛ حماية الشعب السوري وإنقاذه أم شعارات وهمية مرفوعة دون إدراك ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع؛ سواء عبر ازدياد القتل والتدمير أو ردود فعل تؤدي إلى تمزيق الوحدة الوطنية؟».
اختتم خدام بقوله إن «بيان المعارضة تجاهل الحديث عن مسألتين مترابطتين؛ الأولى قانون العفو الذي أصدره رئيس النظام، والمسألة الثانية الحوار الذي يعده هذا النظام فهل سبب ذلك أن ما ورد في البيان يشكل ورقة عمل للحوار؟».