أحداث الاثنين 01 حزيران 2015
«داعش» يتقدم على ثلاث جبهات
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على ثلاث جبهات قتالية ضد قوات النظام السوري في الوسط وفصائل المعارضة في الشمال والمقاتلين الأكراد شرقاً، حيث استنفرت كتائب «الجيش الحر» عناصرها لصد هجومه في ريف حلب بعد اقترابه من الحدود التركية، في وقت أفيد بأن مئتي شخص قتلوا بغارات شنتها مقاتلات النظام ومروحياته في الـ 24 الساعة الماضية. .
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن التنظيم سيطر على بلدة صوران إعزاز وعلى قريتي البل القريبة من صوران إعزاز والحصية في منطقة سد الشهباء في ريف حلب الشمالي «بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية فجَّر التنظيم خلالها سيارة مفخخة في المنطقة».
وتبعد بلدة صوران اعزاز عن مدينة اعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات. وتعتبر البلدة بوابة للوصول الى المعبر ومدينة اعزاز السورية. وقال «المرصد» ان الاشتباكات والتفجيرات والقصف والاشتباكات اسفرت عن «مقتل 31 عنصراً من الفصائل المقاتلة والإسلامية و22 ارهابياً من التنظيم وإصابة العشرات من الطرفين».
وكان التنظيم سيطر أول من أمس على قرية الطوقلي وقصف مناطق في مدينة مارع معقل «لواء التوحيد» احد فصائل المعارضة. وقال «المرصد» أن المحطة التالية للمعارك ستكون مدينة أعزاز.
وطالب «اتحاد ثوار حلب» الفصائل العسكرية في محافظة حلب بـ «إرسال مؤزارات فورية إلى جبهات القتال ضد تنظيم الدولة بالريف الشمالي»، اضافة الى دعوة «الفصائل التي لا تزال تقف على الحياد ضد تنظيم الدولة بالتبرأ منه وقتاله فوراً».
وكان «الجيش الحر» طرد «داعش» من ريفي حلب وإدلب في الشمال والشمال الغربي قبل حوالى سنة. لكن عودته اثارت مخاوف من احتمال حصول انتقام تمهيداً للدخول الى حلب، ثاني اكبر مدينة في البلاد بالتزامن مع اعلان فصائل «الجيش الحر» تشكيل غرفة عمليات للسيطرة على المدينة وطرد قوات النظام منها بعد سيطرة «جيش الفتح» على محافظة ادلب المجاورة.
وسيطر «داعش» امس على بلدة البصيرة جنوب مدينة تدمر على مفترق طرق يؤدي الى دمشق جنوباً وإلى حمص غرباً، بالتزامن مع احرازه تقدماً امس في محيط مدينة الحسكة (شمال شرق)، اذ استولى على حواجز على بعد اربعة كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوماً عليها منذ امس.
الى ذلك، قال «المرصد» امس انه «ارتفع إلى 184 عدد الذين قتلوا وقضوا، خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة قصف جوي لطائرات النظام على مناطق في محافظات سورية» كان بينهم 140 مدنياً بينهم اطفال. ونفذ الطيران امس غارات جديدة على مدينة الباب في ريف حلب اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة 24 آخرين بجروح، اضافة الى مقتل ستة بـ «برملين» سقطا على حي الفردوس في مدينة حلب.
الأردن: تقليص المساعدات للاجئين السوريين يزيد عنف أبنائهم
عمان – ماهر الشوابكة
بقليل من كسرات الخبز مع حساء العدس الذي قاربت صلاحيته الانتهاء، وفضلت الدول المتبرعة التخلص منه، يسد الفتى السوري اللاجئ في محافظة المفرق شمال شرقي الأردن احمد عسل جزءاً من جوعه الذي أرهق جسده، بعد أن قرر برنامج الأغذية العالمي تقليص قيمة مساعداته للاجئين السوريين خارج المخيمات. ولا يجد أحمد (13 سنة) بعد انتهاء إخوته من أكل الوجبة التي أعددتها والدته من دون لحم، سوى الصراخ والعنف تجاه والدته التي يعتقد أنها تقلل من كمية الوجبة وتحرمه من لذة الشبع، في الوقت الذي تطهو فيه وجبات لا يحبها، ويرغم على أكلها بسبب الجوع.
غير أن «العين بصيرة واليد قصيرة» كما تقول والدته أسماء التي تشير إلى أنها «تحاول أن تتدبر وجبات الطعام لأولادها الخمسة بما تيسر لها ويبقيهم على قيد الحياة، من خلال الذكاء في استخدام القسائم الغذائية التي لا تلبي في كمياتها الحد الأدنى من حاجاتهم الغذائية».
وتشير إلى أنها «تحاول شراء مواد غذائية ذات فائدة عالية مثل العدس والفول وتعطي كميات أكبر، بأسعار تبقى على رصيد في هذه القسائم تستخدمه في شراء حاجيات المنزل الأخرى، مثل الشامبو والمنظفات المختلفة».
غير أن أسماء تؤكد أن هذا دائماً يأتي على حساب نوعية الأكل وطعمه وتكراره، والذي يشكو منه دائماً أبناؤها، بيد انه «لا يوجد حل غير ذلك»، كما تقول اسماء لابقائهم على قيد الحياة بصحة جيدة.
وتضيف أسماء التي مات عنها زوجها قبل 3 سنوات في معارك الغوطة في دمشق، ولجأت مع أشقائها إلى الأردن، إن أسرتها وقعت ضمن الأسر التي يجب تخفيض قيمة المساعدات الغذائية لها بحسب التعليمات الجديدة لبرنامج الغذاء العالمي. وبالتالي فان أفراد أسرتها يحصلون على 20 دولاراً لكل واحد منهم بدلاً من 35 دولاراً، بسبب عملها في إحدى المزارع القريبة والذي لا يكفي مردوده سوى إيجار المنزل، الذي يستهلك أكثر من نصف دخل الأردنيين أصلاً، بسبب كثافة اللجوء السوري إلى الأردن وازدياد الطلب على إيجارات المنازل. وكان مسح سريع نفذه برنامج الأغذية العالمي لمعرفة أثر تخفيض قيمة القسائم الغذائية على اللاجئين السوريين، كشف عن ازدياد حالات العنف لدى الأطفال ضد الأمهات بسبب الإحباط الناجم عن التغيير الذي طال النظام الغذائي.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأردن شذى المغربي أن المسح أظهر أن 13 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى خفض عدد الوجبات التي يتم تناولها في اليوم الواحد، ما أدى إلى خلق حال من الاحتقان داخل الأسر اللاجئة.
وكان البرنامج اضطر في كانون الثاني (يناير) 2015 إلى تخفيض قيمة القسائم الغذائية المقدمة للاجئين السوريين في المجتمعات المحلية بسبب نقص التمويل من 35 دولاراً للفرد شهرياً لتصل إلى 20 دولاراً للفرد شهرياً.
وأشارت المغربي إلى أن التقويم السريع الذي تم تنفيذه خلال شهر شباط (فبراير) الماضي أظهر أيضاً أن 71 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم المتعلقة باستهلاك الغذاء مثل الاعتماد على المواد الغذائية الأقل تفضيلاً و 36 في المئة اعتمدوا المواد الغذائية الأقل كلفة .
وأوضحت المغربي أن الأدلة النوعية أشارت أن 24 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم المتعلقة بسبل كسب العيش كشراء المواد الغذائية بالدين والذي يعتبر نوعاً من استراتيجيات التأقلم المرتبطة بالتوتر، في حين قام 5 في المئة بإنفاق المدخرات أو بيع الأصول عازية انخفاض هذه النسبة إلى استنفاذ الأسر كل مصادرها اذ يزيد التضرر كلما طالت فترة اللجوء وهو ما يدل على تكبد الأسر المزيد من الديون من أجل تلبية حاجاتها الغذائية.
وأشارت إلى أن المسح أظهر أن 4 في المئة من أفراد العينة لجأوا إلى استراتيجيات التأقلم الطارئة والمتعلقة بالأزمات مثل إرسال أفراد الأسرة للتسول وإلحاق الأطفال بالعمل والحد من الإنفاق على التعليم والصحة.
ولفتت إلى أن المسح أظهر أنه وبحال بقاء القسيمة بالقيمة الحالية المخفضة فإن ربع العينة فضلوا تغيير مكان إقامتهم و13 في المئة فضلوا العودة للعيش في المخيم و12 في المئة فضلوا العودة إلى سورية، موضحة أن من 25 في المئة ممن سيبقون في المجتمعات المحلية سينظرون في عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس.
الائتلاف الدولي يراجع استراتيجيّته “داعش” يتقدّم نحو الحدود مع تركيا
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
يعقد الائتلاف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” اجتماعاً في باريس غداً الثلثاء لمراجعة “استراتيجيته” بعد نكسات في العراق وسوريا، وللتشديد على الحكومة العراقية لتنتهج سياسة “جامعة للاطياف” وخصوصاً حيال الاقلية العربية السنية.
ومن المقرر أن يرأس الاجتماع الذي يشارك فيه 24 وزيراً او ممثلاً لمنظمات دولية، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الاميركي جون كيري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. لكن كيري الذي كسر عظم فخذه بسقوطه عن دراجة هوائية عند الحدود الفرنسية – السويسرية ونقل صباح أمس الى المستشفى في جنيف، ولن يحضر وقد عاد الى الولايات المتحدة.
وفي غضون ذلك، أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 184 شخصاً في غارات للطائرات الحربية للنظام السوري وطائرات الهليكوبتر على مناطق في البلاد خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وعزز تنظيم “الدولة الاسلامية” وجوده في منطقة تدمر بوسط البلاد. وفي الشمال، دحر مقاتلين منافسين واحتل بلدة صوران أعزاز وقريتين مجاورتين الامر الذي يمكنه من التحرك عبر طريق يقود شمالا إلى معبر باب السلامة الحدودي بين محافظة حلب السورية وإقليم كلس التركي.
وقتل السبت 71 مدنياً في مدينة حلب وريفها، و20 آخرون في منطقة جبل الزاوية بمحافظة ادلب.
وافاد المرصد ان الغارات تجددت أمس على احياء خاضعة لسيطرة المعارضة في شرق مدينة حلب، وعلى مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” في ريف حلب، حيث قتل ثلاثة مواطنين.
وكانت طائرات مروحية تابعة للنظام ألقت براميل متفجرة على حي الشعار في حلب حيث نقل مصورون لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” صوراً مروعة للدمار والجثث المدماة، وعلى مدينة الباب حيث سقطت البراميل على سوق شعبي في ساعة تشهد ازدحاماً شديداً.
ووصف المرصد وناشطون الغارات الجوية التي شنت أمس بأنها “مجازر”.
وأثار التصعيد تنديداً دولياً.
مقاتلو “الدولة الإسلامية” أحرزوا تقدّماً قرب الحدود مع تركيا عشرات القتلى في غارات بسوريا وتنديد دوليّ بالتصعيد
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” أحرزوا أمس تقدماً في مواجهة مقاتلين منافسين في شمال سوريا واحتلوا مناطق قرب معبر حدودي مع تركيا، وعزز التنظيم أيضاً سيطرته في منطقة تدمر بوسط البلاد، بينما قتل عشرات الاشخاص في نهاية الاسبوع في سوريا في غارات جوية للنظام السوري.
قال المرصد إن متشددي “الدولة الاسلامية” سيطروا على بلدة صوران أعزاز وقريتين مجاورتين بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين آخرين، الأمر الذي يمكن التنظيم من التحرك عبر طريق يؤدي شمالاً إلى معبر باب السلامة الحدودي بين محافظة حلب السورية ومحافظة كلس التركية. وأشار الى أن المحطة التالية للمعارك ستكون مدينة أعزاز السورية التي تبعد عشرة كيلومترات إلى الشمال، وتشكل مدخلاً للتنظيم إلى المعبر الحدودي القريب منها.
وتحدث المرصد عن حريق تسبب به انفجار غازي في عيادة بمدينة القامشلي في محافظة الحسكة في الشرق أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال.
وقال إن طائرات تابعة للنظام السوري أغارت السبت على بلدة الشدادي في محافظة الحسكة، فسقط 43 مقاتلاً إسلامياً و22 مدنياً.
وتقود “وحدات حماية الشعب” الكردية المعارك خصوصاً ضد “الدولة الإسلامية” في الحسكة التي تعتبر ذات موقع استراتيجي لجميع الأطراف في الصراع لقربها من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق.
وتشن طائرات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات على مواقع للتنظيم في المحافظة، وهي تعمل بالتنسيق مع المقاتلين الأكراد.
“مجازر”
وقتل السبت 71 مدنياً في مدينة حلب وريفها، و20 آخرون في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب.
وأضاف المرصد أن الغارات تجددت أمس على احياء خاضعة لسيطرة المعارضة في شرق مدينة حلب، وعلى مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية” في ريف حلب حيث قتل ثلاثة مواطنين.
وكانت طائرات هليكوبتر تابعة للنظام ألقت براميل متفجرة على حي الشعار في حلب، حيث نقل مصورون صوراً مروعة للدمار والجثث المدماة، وعلى مدينة الباب حيث سقطت البراميل على سوق شعبية في ساعة تشهد ازدحاماً شديداً.
ووصف المرصد وناشطون الغارات الجوية السبت بأنها “مجازر”. واثار التصعيد تنديداً دولياً.
وصرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: “هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام الاسد”، وجدد موقف بلاده من حيث رفض أي دور للرئيس السوري بشار الاسد في “مستقبل سوريا”.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في بيان: “من غير المقبول بتاتا ان تهاجم القوات الجوية السورية اراضيها عشوائياً، وتقتل مواطنيها”، مشدداً على وجوب “وقف البراميل المتفجرة”.
واوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” خبر “ارتقاء ثمانية شهداء واصابة عدد آخر بجروح جراء اعتداء ارهابي بقذائف صاروخية أطلقها ارهابيون على حي الاعظمية في حلب” أمس.
وكانت الطائرات الحربية للنظام استهدفت كذلك السبت منطقة الزاوية في محافظة ادلب حيث قتل 20 مدنياً.
وواصل تنظيم “الدولة الاسلامية” تقدمه في منطقة تدمر حيث سيطر السبت على بلدة البصيرة جنوب المدينة التاريخية والواقعة على مفترق طرق يؤدي الى دمشق جنوباً والى حمص غرباً.
سجن تدمر
وفي تدمر، فجر التنظيم السبت السجن الذي يشكل احد رموز قمع النظام السوري منذ ثمانينات القرن الماضي.
وأوضح المرصد ان التنظيم “زرع عبوات ناسفة داخل السجن وفي محيطه” ثم فجّرها “مما أدى الى دمار في أجزاء واسعة من السجن”.
ونشر ناشطون سوريون معارضون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تفجير السجن ومباني مدمرة.
وفي عمان، دمرت قوات حرس الحدود الاردني فجر أمس اربع سيارات، منها اثنتان حاولتا اجتياز الحدود آتيتين من سوريا، وضبطت كمية كبيرة من المخدرات والاسلحة باحداها.
وأصدر مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية بياناً في موقع القيادة العامة للقوات المسلحة جاء فيه انه “في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الاحد حاولت سيارتان مجهولتان اجتياز الحدود السورية في اتجاه الاراضي الاردنية، وتزامن ذلك مع قدوم سيارتين من الاراضي الاردنية لاسناد عملية الاجتياز… على اثر ذلك قامت قوات حرس الحدود العاملة ضمن منطقة المسؤولية بإغلاق المنطقة من كل الاتجاهات والتعامل مع هذه السيارات بقوة وحزم وتطبيق قواعد الاشتباك المتبعة في مثل هذه الحالات”. وقال إنه “تم تبادل إطلاق النار بين قوات حرس الحدود والمهربين مما أسفر عن تدمير جميع السيارات وإحراقها وضبط كميات كبيرة من المخدرات والاسلحة داخل احداها”.
اشتعال ريف حلب الشمالي: «داعش» ينقضّ على خصومه
عادت المعارك بين المجموعات المسلحة في سوريا إلى الاشتعال بقوة، وذلك في محاولة من كل طرف للسيطرة على اكبر مساحة من الأراضي لمنع الآخر من إقامة «إمارته».
ويمكن وضع الهجوم الذي شنه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، أمس، على ريف حلب الشمالي، في إطار مواصلته التمدد والتوسع فوق مساحة إضافية من الأرض، والاهم في توجيه ضربة قاتلة إلى «إمارة الشمال في إدلب» التي أصبحت تمثل تهديداً وجودياً له، خاصةً إذا نجح القائمون عليها بالتقدم في حلب وتهديد معاقله في الريف الشرقي.
ولا يُخفي تنظيم «الدولة» اعتقاده أن «جيش الفتح»، الذي تعتبر «جبهة النصرة» ركيزته الأساسية، ما هو إلا «جيش صحوات»، الهدف منه محاربته نيابة عن «التحالف الدولي» أو بعض الدول الإقليمية.
وكان «الدولة الإسلامية» بدأ هجومه في ريف حلب الشمالي منذ عدة أيام، إلا أن وتيرة الهجوم اشتدت صباح أمس، حيث تمكن عناصره من إحراز تقدم على الأرض من خلال سيطرتهم على بلدة صوران ذات الموقع المهم لقربها من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، والتي تعتبر هدفاً أساسياً للتنظيم، وسيطروا أيضاً على قريتي أم حوش والحصية، قاطعين بذلك خط الإمداد نحو مدرسة المشاة التي تتمركز فيها قيادات الفصائل، كما سيطروا على قرى البل والقرمل والتوقلي وأم القرى وتلالين الأمر الذي ضيق الخناق على مدينة مارع التي تعتبر معقلاً أساسياً من معاقل الفصائل المسلحة، وتتمتع بأهمية كبيرة، لأن السيطرة عليها تفتح الطريق نحو مدينة حلب التي لا تبعد عنها سوى 35 كيلومتراً، ونحو بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ حوالي ثلاث سنوات.
كما أن من شأن السيطرة على مارع أن تضع مدينة عفرين، ذات الغالبية الكردية، في عين الخطر. وقد يكون أحد أهداف «داعش» هو تهديد الأكراد في عقر دارهم في عفرين ردّاً على تقدمهم في الحسكة، كما أن تهديد غرفة عمليات «بركان الفرات» (ضمنها «وحدات حماية الشعب» و «لواء ثوار الرقة» وفصائل أخرى) بالهجوم على تل أبيض قد يكون الجواب عليه هو الهجوم على إعزاز، وبالتالي الاستعاضة عن معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا في حال سيطرت عليه «بركان الفرات» بمعبر باب السلامة قرب إعزاز.
يشار إلى أن هجوم «داعش» على ريف حلب الشمالي تزامن مع اتهامات واسعة وجهت إلى الجيش السوري بارتكاب مجزرة في مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم التكفيري، بسبب استهدافها بعدة غارات جوية. وتحدث بعض نشطاء حلب المعارضين عن سقوط العشرات من مسلحي «داعش» والمدنيين بين قتيل وجريح، إلا أن هذه الاتهامات سرعان ما اختفت وحل محلها فجأةً الحديث عن مساعدة الجيش السوري لتنظيم «داعش» في قصف مدينة مارع، وهو ما نفته «شبكة أخبار مارع» المعارضة.
وكانت صدرت عدة انتقادات للقوات السورية، بعد اتهام «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض الطيران السوري باستهداف حي في مدينة حلب وقرى في ريفها، خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى «مقتل 71 شخصاً»، بالإضافة إلى 20 في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب. وذكر «المرصد» أن «طوافات ألقت براميل متفجرة على حي الشعار في حلب وعلى مدينة الباب».
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند «هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام (الرئيس بشار) الأسد»، مجدداً موقف بلاده لجهة رفض أي دور للأسد في «مستقبل سوريا».
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، في بيان، «من غير المقبول بتاتا أن تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها»، مشددا على وجوب «وقف البراميل المتفجرة».
وذكرت وكالة الأنباء السورية – «سانا»، أمس، إن «ثمانية أشخاص قتلوا، وأصيب عدد آخر بجروح، جراء اعتداء إرهابي بقذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على حي الأعظمية في حلب».
وذكر «المرصد»، أمس، «قتل 65 شخصا بين مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية ومدنيين في مدينة الشدادي في محافظة الحسكة، وذلك في غارات جوية».
من جهة ثانية، فجر «داعش»، أمس الأول، سجن تدمر. ونشر معارضون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تفجير السجن، ومباني مدمرة.
ارتدادات الساحة السورية: «داعش» يهاجم ريف حلب الشمالي
عبد الله سليمان علي
بدأت الساحة السورية بالاستجابة لارتدادات الزلزالَين اللذين ضرباها خلال الأسابيع الماضية، وتمثّلا بسيطرة «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في الشام، وحلفائها على محافظة إدلب، وسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» على مدينتي تدمر والسخنة وعلى بعض حقول الطاقة، حيث أخذت تظهر على الأرض بعض الإفرازات المتوقعة لهذه التطورات، وأهمها عودة الحرارة إلى خط الصراع بين الفصائل الإسلامية ضد بعضها البعض، في إطار تنافسها القديم المتجدّد على النفوذ والمصالح.
وتؤكد سرعة الاستجابة التي أبدتها الساحة السورية لهذه التطورات المتلاحقة، على أمر في غاية الأهمية هو مدى الحساسية البالغة التي باتت تستبطنها معادلة القوى المعقدة على الأرض، والتي يرتبط كل طرف فيها بداعم إقليمي أو دولي. وهذا يشير بدوره إلى أن «حرب الإمارات» في سوريا انتقلت خطوة إلى الأمام، بعد أن رسّخ كل طرف «إمارته»، وأصبح الهدف هو ترسيخ المشروع الإقليمي والدولي الذي تعمل بعض هذه «الإمارات» وفق أجندته.
ولا يمكن فهم الهجوم الذي شنّه «الدولة الإسلامية» صباح أمس على ريف حلب الشمالي إلا في هذا الإطار العام، لأن التنظيم، من خلال هذا الهجوم، لا يسعى فقط إلى التمدّد والتوسّع فوق مساحة إضافية من الأرض، وإنما يكمن هدفه الأساسي في توجيه ضربة قاتلة إلى «إمارة الشمال في إدلب» التي أصبحت تمثل تهديداً وجودياً له، خاصةً إذا نجح القائمون عليها بالتقدّم في حلب وتهديد معاقله في الريف الشرقي.
ولا يُخفي تنظيم «الدولة» اعتقاده أن «جيش الفتح»، الذي تعتبر «جبهة النصرة» ركيزته الأساسية، ما هو إلا «جيش صحوات»، الهدف منه محاربته نيابة عن «التحالف الدولي» أو بعض الدول الإقليمية. وتتم الإشارة في هذا السياق إلى أن الهدف الأول من تدريب «المعتدلين» في تركيا هو محاربة «الدولة». وما عزّز من ذلك أن «الجبهة الشامية» كانت قد قامت قبل حوالي أسبوعين بهجوم على بعض معاقل «داعش»، وحققت تقدماً في المنطقة الواقعة جنوب سد الشهباء، ومنها قرى سروج وحساجك والحصية، لذلك فإن «الدولة الإسلامية» يعتبر أن «الصحوات» هم من بدأوا الهجوم ضدّه، تنفيذاً لأوامر خارجية.
وإذا وضعنا هذه المعطيات، إلى جانب المشاريع الإقليمية المطروحة للتطبيق على الساحة السورية، وعلى رأسها مشروع المنطقة العازلة، الذي تشير كل المعطيات إلى أنه مدعوم من المثلث التركي – السعودي – القطري الذي وضع كل ثقله وراء «جيش الفتح» لإنجاز التقدم في إدلب، ندرك مدى التعقيد الذي تذخر به الساحة السورية، وحجم الاحتمالات الهائلة التي يمكن أن تنتج عن هذا التعقيد.
وقد تزداد الصورة غموضاً في ظل التساؤل المنطقي: لماذا لم ينجح المثلث التركي – السعودي – القطري في تشكيل «جيش الفتح» في حلب، على غرار ما فعل في إدلب، ولاسيما أن الفصائل المشاركة تتبع للقيادات نفسها؟ ولماذا تشكلت غرفة عمليات «فتح حلب» من دون إشراك «جبهة النصرة» فيها، في حين أن «النصرة» كانت رأس الحربة في إدلب؟ وهل يشير ذلك إلى عدم شمول حلب بالتقارب بين دول المثلث السابق، أم أن دولاً كبرى، مثل واشنطن، ترفض ذلك لأنها تعتبره التفافاً على مطلب المنطقة العازلة الذي ما زالت ترفض تأييده، أم أن الخلافات القديمة بين فصائل حلب استعصت على الحل وحالت دون توحيدها كما حصل في إدلب؟
وكان «الدولة الإسلامية» بدأ هجومه في ريف حلب الشمالي منذ أيام عدة، إلا أن وتيرة الهجوم اشتدّت صباح أمس، حيث تمكّن عناصره من إحراز تقدّم على الأرض من خلال سيطرتهم على بلدة صوران ذات الموقع المهم لقربها من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، والتي تعتبر هدفاً أساسياً للتنظيم، وسيطروا كذلك على قريتي أم حوش والحصية، قاطعين بذلك خط الإمداد نحو مدرسة المشاة التي تتمركز فيها قيادات الفصائل، كما سيطروا على قرى البل والقرمل والتوقلي وأم القرى وتلالين، الأمر الذي ضيّق الخناق على مدينة مارع التي تعتبر معقلاً أساسياً من معاقل الفصائل المسلحة، وتتمتع بأهمية كبيرة، لأن السيطرة عليها تفتح الطريق نحو مدينة حلب التي لا تبعد عنها سوى 35 كيلومتراً، ونحو بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ حوالي ثلاث سنوات. كما أن من شأن السيطرة على مارع أن تضع مدينة عفرين، ذات الغالبية الكردية، في عين الخطر.
ولا شك في أن تزامن الهجوم على مارع وإعزاز مع تقدم «وحدات حماية الشعب» الكردية في الحسكة ومحيط تل أبيض بريف الرقة، يشير إلى حجم التعقيد والتداخل في الساحة السورية. وقد يكون أحد أهداف «داعش» هو تهديد الأكراد في عقر دارهم في عفرين ردّاً على تقدمهم في الحسكة، كما أن تهديد غرفة عمليات «بركان الفرات» (ضمنها «وحدات حماية الشعب» و «لواء ثوار الرقة» وفصائل أخرى) بالهجوم على تل أبيض قد يكون الجواب عليه هو الهجوم على إعزاز، وبالتالي الاستعاضة عن معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا في حال سيطرت عليه «بركان الفرات» بمعبر باب السلامة قرب إعزاز. بالإضافة إلى أن مارع لها رمزية خاصة لدى «الدولة الإسلامية»، لكونها المدينة التي قتل فيها حجي بكر في بداية الاقتتال بين الفصائل و «داعش» العام الماضي، وهو ما يعطي المعركة في أحد جوانبها طابعاً انتقامياً.
ميدانياً، أفادت مصادر إعلامية أن الهجوم على بلدة صوران، التي تبعد سبعة كيلومترات عن مدينة إعزاز الحدودية، تضمن تفجير سيارة داخل البلدة، أعقبه قصف كثيف بقذائف المدفعية والهاون، تمكّن إثره مسلحو التنظيم، الذين هاجموا البلدة من محاور عدة، من السيطرة عليها إثر اشتباكات عنيفة استمرت ساعات عدة.
وكان مسلحو «داعش» سيطروا في آب الماضي على بلدات دابق واخترين واحتيملات القريبة من صوران. وقد تسبب سقوط صوران بانهيار واسع في معنويات مسلحي الفصائل في بعض القرى المجاورة، الأمر الذي أدّى إلى سقوط بعضها بيد التنظيم من دون قتال يذكر. وصدرت مناشدات كثيرة من ناشطي المنطقة وقادة الفصائل فيها، لا سيما قيادة «لواء الفتح»، بضرورة إرسال تعزيزات إلى ريف حلب الشمالي وإلا فإنه مهدّد بالسقوط بشكل كامل، في حين أشار «اتحاد ثوار حلب» إلى أن بعض الفصائل تقف على الحياد ضد «داعش».
وبعد سيطرته على القرى المحيطة بها عمد «الدولة الإسلامية» إلى استهداف مدينة مارع بقذائف المدفعية والدبابات، ما أدى إلى اشتعال عدد من المباني وسقوط قتلى وجرحى، وخلق حالة من الإرباك في صفوف المسلحين والمدنيين وسط إشاعات بثّها نشطاء مقرّبون من «الجبهة الشامية» بأن عناصر التنظيم سينفذون مجازر بحق عوائل وأهالي قادة الفصائل المسلحة اذا سيطروا عليها.
وفي محاولة لوقف الانهيار الحاصل في صفوف مسلحي الفصائل، أعلن متحدث باسم «الجبهة الشامية» أن اجتماعاً موسعاً يضم عدداً من قادة الفصائل الكبرى سيعقد قريباً لدراسة الوضع وتشكيل غرفة عمليات لمواجهته.
يشار إلى أن هجوم «داعش» على ريف حلب الشمالي تزامن مع اتهامات واسعة وجهت إلى الجيش السوري بارتكاب مجزرة في مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم التكفيري، بسبب استهدافها بغارات جوية عدة. وتحدث بعض نشطاء حلب المعارضين عن سقوط العشرات من مسلحي «داعش» والمدنيين بين قتيل وجريح. إلا أن هذه الاتهامات سرعان ما اختفت وحل محلها فجأةً الحديث عن مساعدة الجيش السوري لتنظيم «داعش» في قصف مدينة مارع! وهو ما نفته صراحة «شبكة أخبار مارع» المعارضة.
أردوغان: شاحنات الاستخبارات كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى تركمان سوريا
اسطنبول- الأناضول: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن شاحنات الاستخبارات، (التي اعترضتها قوات من الدرك بتعليمات من “الكيان الموازي”، العام المنصرم، بحسب الحكومة) كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى تركمان منطقة بايربوجاق في ريف اللاذقية السورية.
وفي لقاء بثته إحدى القنوات التلفزيونية المحلية الأحد، نفى أردوغان المزاعم التي تناولتها صحف المعارضة، بأن الشاحنات كانت تحمل أسلحة إلى جماعات متشددة في سوريا، قائلا: “ما نشرته الصحف المعارضة بشأن الشاحنات مناف للحقيقة تماما”.
وأضاف الرئيس التركي أن الافتراءات التي تلفقها المعارضة بالحكومة بشأن الشاحنات هي “أنشطة جاسوسية وعمالة، مطالبا المعارضة بالإفصاح عن مصادر الأرقام التي نشرتها الصحف بهذا الشأن، قائلا: “وكلت محامٍ من أجل رفع قضية بحقهم”.
وانتقد أردوغان المعارضة في ادعائها عدم تقديم الحكومتين السابقة والحالية المساعدة إلى تركمان سوريا، قائلا: “تقول المعارضة إننا لم نقدم مساعدة إلى التركمان، أنا شخصيا اجتمعت مراراً مع تركمان بايربوجاق، والسيد أحمد (رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو) عندما كان وزيرا للخارجية اجتمع بهم عدة مرات أيضاً، لم نتركهم بيد الأسد الظالم، قدمنا ما نستطيع أن نقدمه، ودعمنا لهم مستمر”.
وأشار أردوغان في حديثه إلى أنَّ تركيا موّلت حفل الزفاف الجماعي لأربعة آلاف شخص من قطاع غزة يوم أمس الأحد، قائلا: “قطعنا على أنفسنا وعودا وها نحن نحققها لهم اليوم، وعدناهم بأننا سنواصل إنشاء المستشفى الجامعي، لقد طلبوا منا إنشاء ملعب رياضي وتيكا ستقوم بتنفيذ طلبهم، إلا أنها تواجه صعوبات في عملية الإنشاء”.
وفي رده على سؤال بشأن قرارات الإعدام التي صدرت بحق الرئيس المصري محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان، قال إردوغان: “خلال زيارتي إلى مصر حضرنا أحد الاجتماعات وكان وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي هناك، سألت مرسي عنه فأخبرني أنه إنسان جيد، وأنه كان يصلي المغرب خلف مرسي وكان يصوم يومي الاثنين والخميس، وقال البعض إنه حافظ للقرآن، صدمت بعد الأحداث، هذه الازدواجية في الوجوه”.
وأشار أردوغان أن تركيا قدمت مساعدات إلى مصر بمقدار ملياري دولار في عهد الرئيس محمد مرسي، وأنَّ تركيا وقطر هما الوحيدتان اللتان قدمتا مساعدات لمصر حينها. مبيناً أن الدول التي لم تقدم أي قرش في عهد مرسي دعمت مصر بمقدار 20 أو 30 أو 40 مليار دولار بعد الإطاحة به، وبدأت الأسلحة تتدفق إلى مصر بشكل كبير.
وأكد الرئيس التركي أن الانقلاب وقع في مصر لمنعها من النهضة والازدهار والعلو، قائلا: “لا أؤمن بأن مصر ستحقق نهضة في عهد السيسي، الأوضاع واضحة للجميع، إن كافة الدول الغربية ولا أقصد الاتحاد الأوروبي فحسب، أفلست ولم تقف الموقف الصحيح أمام الانقلاب غير الديمقراطي في مصر”.
وأضاف أردوغان أن الغرب يستخدم كلمة “قلقون” فقط، في تعليقهم على قرارات الإعدام في مصر، مشيرا إلى أنهم لم يقوموا بأي خطوة ملموسة، وفي الوقت الذي ألغى الاتحاد الأوروبي عقوبة الإعدام لم يُقدموا على أي خطوة تجه أحكام الإعدام في مصر.
وكان عدد من أفراد الشرطة التركية أوقفوا شاحنات تابعة للاستخبارات، في ولايتي أضنة وهاطاي، في كانون الثاني/ يناير 2014، وتتهمهم النيابة التركية بتوقيف وتفتيش شاحنات، تعود لجهاز الاستخبارات بدون الحصول على إذن قانوني، وهي تحقيقات تتعلق بقضية “منظمة جيش القدس الإرهابية” المزعومة، والمعروفة لدى الشارع التركي، بقضية تنظيم “السلام والتوحيد”، المرتبطة بتحقيقات “الكيان الموازي” في تركيا.
مجازر في كل أنحاء سوريا وإدانات دولية للنظام
بيروت – أ ف ب: قتل حوالى 150 مدنيا يومي السبت والأحد في سوريا في غارات جوية للنظام السوري. ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان الأحد مقتل 141 مدنيا السبت في غارات من طائرات حربية ومروحية على مناطق عدة في سوريا، بالإضافة الى مقتل ثلاثة آخرين الأحد.
وأدان موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الغارات التي استهدفت السبت ببراميل متفجرة محافظة حلب وتسببت بمقتل 25 شخصا في أحياء في شرق حلب واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، و59 آخرين في مدينة الباب الواقعة في ريف حلب تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال إن هذا القصف الجوي «يستحق أشد الإدانة الدولية».
وأضاف «من غير المقبول بتاتا أن تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها»، مشددا على «وجوب وقف البراميل المتفجرة».
وحصيلة القتلى في محافظة حلب هي بين الأضخم في قصف جوي في المنطقة في يوم واحد خلال الأشهر الماضية.
وقتل عشرون مدنيا في منطقة جبل الزاوية الخاضعة لسيطرة كتائب معارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) في قصف بالصواريخ من طائرات حربية، و22 مدنيا في مدينة الشدادي، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بينما توزع القتلى الآخرون على مناطق أخرى في ريف دمشق ودير الزور (شرق) ودرعا (جنوب).
ولا يشمل الإحصاء 43 قتيلا هم مقاتلون من تنظيم «الدولة الإسلامية» مع أفراد من عائلاتهم قضوا في غارة لقوات النظام استهدفت مساكنهم في مدينة الشدادي السبت، بحسب المرصد.
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان أعضاء مجلس الأمن الدولي «بإصدار قرار ملزم يمنع استهداف المدنيين في سوريا الذين ترتكب المجازر بحقهم بشكل يومي تحت أنظار المجتمع الدولي».
في ردود الفعل الخارجية، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند «هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام الاسد»، داعيا إلى «عملية انتقالية سياسية لا يكون فيها للأسد دور في مستقبل سوريا».
وتواصلت الغارات الجوية الأحد على مناطق عدة، بينها مدينة الباب حيث قتل ثلاثة أشخاص، ولم يتبين حجم الخسائر في المناطق الأخرى بعد.
وغالبا ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لقصف بالبراميل المتفجرة ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية.
وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بالبراميل المتفجرة، وهي عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها. وتسببت الغارات على حلب في عام 2014 بمقتل ثلاثة آلاف مدني، بحسب منظمة العفو الدولية.
في المقابل، ترد المعارضة منذ أشهر على الغارات بقصف بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية على الأحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، ما تسبب بمقتل المئات من المدنيين.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» خبر «ارتقاء ثمانية شهداء وإصابة عدد آخر بجروح جراء اعتداء إرهابي بقذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على حي الأعظمية في حلب» الأحد.
ويأتي هذا التصعيد من قوات النظام بعد سلسلة خسائر تعرضت لها على الأرض في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (مدينة تدمر) على جبهة، ومقاتلي المعارضة ومعهم جبهة النصرة على جبهة أخرى (محافظتا إدلب ودرعا).
وواصل تنظيم الدولة الإسلامية تقدمه في منطقة تدمر حيث سيطر السبت على بلدة البصيرة جنوب المدينة التاريخية والواقعة على مفترق طرق يؤدي الى دمشق جنوبا والى حمص غربا.
وقال الناشط المعارض محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر أن «البصيرة مفترق طرق مهم جدا واستراتيجي، وبعد السيطرة عليه، باتت الطريق مفتوحة من تدمر الى محافظة الأنبار العراقية وسالكة من دون اي عائق. كما ان الطريق مفتوحة من مناجم الفوسفات الواقعة على بعد سبعين كيلومترا جنوب تدمر الى مصفاة بيجي العراقية».
كما تمكن التنظيم من إحراز تقدم السبت في محيط مدينة الحسكة، واستولى على حواجز عدة على بعد أربعة كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوما عليها منذ السبت. وأفاد المرصد عن استمرار المعارك بين التنظيم المتطرف وبين قوات النظام التي سقط منها في معارك السبت 15 قتيلا.
وعلى الرغم من هذا التراجع على الأرض، صرح رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الأحد «أن الجيش العربي السوري قادر على تحرير كل شبر من الأرض السورية»، مشيرا الى أن «بقاء الإرهابيين في الرقة (شرق، معقل تنظيم الدولة الإسلامية) مسألة وقت فقط، لأن الجيش قادم اليها وسوف يهزم التنظيمات الإرهابية المسلحة».
على جبهة تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل المعارضة المسلحة، تمكن التنظيم الأحد من السيطرة على بلدة صوران وقريتي البل والحصية في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة بدأت منذ يومين واستمرت حتى فجر الأحد، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وتبعد صوران عن مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات.
وقتل ما لا يقل عن 31 مقاتلاً من الفصائل المعارضة في المعارك منذ الجمعة، بالإضافة الى 22 عنصراً من التنظيم الجهادي.
وسيكون التقدم الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسابيع الأخيرة على الأرض في سوريا وفي العراق المجاور حيث استولى على مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، محور لقاء يعقده التحالف الدولي ضد التنظيم في باريس الثلاثاء لمراجعة «استراتيجيته».
وينفذ التحالف منذ الصيف الماضي غارات جوية على مواقع لجهاديين في سوريا والعراق.
خطر «تنظيم الدولة» على السويداء الدرزية حقيقة… أم وهم يفضل النظام السوري استخدامه؟
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي»: تبقى ورقة « تنظيم الدولة» الأنجع دائما، بالنسبة للنظام لتكون العصا التي يلوح بها باتجاه مناطق تواجد الأقليات الدينية في سوريا، وذلك ليس ليجرها الى صفه، إنما لأبعادها عن أي توجه معارض يخلص النظام فيها من أهم الأورق التي بجعبته وهي حماية الأقليات، كما يدعي، يبدو هذا الحال مستخدما بشكل كبير في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، ومدينة السلمية في ريف حماة التي يعد فيها الإسماعيليون النسبة الأكبر من السكان، المنطقتين اللتين وإن بقيتا حتى اللحظة تحت سيطرة النظام دون وجود ذاك النشاط المعارض الذي يقوي ويعزز مكانة الأخيرة بتأييد الأقليات لها، إلا إن أبناء المنطقتين يرفضون الإلتحاق في صفوف الجيش، فقد سجل في السويداء قرابة 27ألف مطلوب للجندية دون التحاق أي منهم، بالإضافة الى عدم وجود أي انخراط حقيقي لهم، في المواجهات مع كتائب المعارضة المسلحة، الحال يختلف كليا عند الطائفة العلوية التي استطاع النظام جرها الى ذلك منذ بداية الثورة السورية.
اقتراب تمدد «تنظيم الدولة» لا يتعدى ان يكون حربا إعلامية للضغط على مناطق الأقليات أحيانا، وتارة خطر حقيقيا يتمثل بتنفيذ هجمات كما جرى في بلدة الحقف بريف السويداء الشمالي المجاورة للبادية السورية حيث نشاط تنظيم الدولة الذي عززت خطوط إمداده مؤخرا بالسيطرة على تدمر.
هجمات لم يقدم فيها النظام أي مؤزارة للمدافعين الدروز ولا حتى دعما جويا، إلا ان المسلحين الدروز استطاعوا صد الهجمات والصمود في قراهم، موقعين خسائر بشرية في صفوف التنظيم بينما سقط من قبلهم أربعة قتلى وعدة جرحى.
وقال الناطق باسم تنسيقية السويداء المعارضة للنظام والذي فضل عدم ذكر إسمه: إن هناك مخاوف منتشرة بين الناس، صحيح أن الحديث عن خطر التنظيم منتشر جداً وهناك مواجهات محدودة وهناك قتلى من الطرفين في مناطق الاصفر اي الحدود الشرقية الشمالية، وهو أمر مستمر منذ سنوات وهو خط تهريب تقليدي.
وبين ان بدو المنطقة الملاصقة للسويداء هم من رفعوا علم «الدولة «على ما يبدو وبايعوها أو على الاقل بعض منهم قام بذلك وهو أمر لا يخرج في رأينا عن الأمر ذاته في تنقل الولاءات والمصالح وهو أمر لا يؤدي إلى الدولة تضع خططا لمهاجمة السويداء وإن حصل مستقبلا فليس تنفيذا لخطة يحكى عنها اليوم، وأضاف «بدو القصر والمنطقة الشرقية الشمالية كانوا ينقلون ولاءاتهم بين الأفرع الامنية المختلفة وبعد الثورة، بين القوى المسلحة على الارض من فصائل «الحر» بداية و»النصرة» وأخيرا تنظيم «الدولة»غير المتواجدة عمليا على الأرض».
وأشار الى إن الخطر الآن هو فك أي وحدة أو تقارب بين السهل والجبل وإبقاء التوتر والخوف سيد الموقف ويشترك في هذا السعي السلطة بخططها الأمنية وجهات معارضة برغبتها بإشعال معارك في السويداء تحرج النظام، والإشاعة هي أكثر ما ينتشر اليوم هنا.
وأوضح أن حملة الشائعات هذه بخطر تنظيم «الدولة» بدأت غداة تحرير بصرى الشام المجاورة للسويداء والمواقف الواضحة التي اتخذها كل مسلحي الجبل ومن كل الجهات بالامتناع عن مشاركة السلطة في حربها.
وتابع الناطق حديثه بالقول «فنتيجة للتخويف من تنظيم الدولة تم انشاء ما سمي جيش درع الوطن وهو تشكيل أمني سلطوي برره وساعده المخاوف الوهمية من تنظيم الدولة في ذات الوقت الذي يتم حلحلة المشاكل بيننا وبين درعا وفصائلها المختلفة لتشكيل وحدة صلبة بمواجه أي خطر يتهدد حوران بكاملها، وهذا ما سبب برأينا كل هذه الضجة كمحاولة لإسقاط التقارب الذي حصل وبأن له آثار اعلى الأرض، وبرأينا وهو الأخطر انه في هذه الحال يأتي تشكيل درع الوطن كتفتيت للجهود التي يقوم بها جماعة واسعة من الاهالي على رأسهم رجال دين، كظاهرة تلاقي قبول شعبي واسع ولهـا حضورها الطيب في أوساط حوران وقطـع الطـريق عـلى تـوحـد صفـوف معـادي السـلطة».
بدوره رأى العقيد الركن المنشق حافظ فرج وهو من أبناء محافظة السويداء «أن الزج بورقة تنظيم الدولة أتت بعد الفشل الواضح لمساعي النظام في زعزعة العلاقة بين أهالي حوران والسويداء وفشله أيضا في زج أهالي السويداء في خضم معاركه».
علويو ريف حمص الشرقي وشيعتها ينزحون باتجاه المدينة عقب اقتراب «تنظيم الدولة» من قراهم
سلامي محمد
ريف حمص ـ «القدس العربي»: لا تنتهي الحروب عندما تصمت البنادق والمدافع، الا وتتقد نتائج وتداعيات تلك المعارك، لعل هذا الخلاف بات واضحاً ما بين التراجع الكبير والهزائم التي ألحقها جيش الفتح المعارضة بالنظام السوري والميليشيات المساندة له في إدلب، إلا ان الانسحابات التي أجراها النظام السوري كانت سريعة وخاطفة، بسبب غياب عامل الضغط على قواته، ففي معارك الجسر وأريحا وغيرها، لم يكن لدى النظام السوري قرى أو مدن تحالفه، الأمر الذي جعله يتراجع دون الاكتراث لأي نتائج، ولكن هذا العامل يشكل ضغط كبيراً على النظام في مواجهته «تنظيم الدولة» في ريف حمص ومدينة تدمر وسط سوريا، فتلك المناطق تغص بمواليه من أبناء الطائفة العلوية والشيعية، وان الانسحاب سيكلفه الكثير على الصعيدين العسكري والداخلي، حيث ان انهيار تلك المناطق سينعكس مباشرة على جيشه، على اعتبار تلك المناطق هي المنابع الرئيسية لمقاتليه.
معارك سريعة ونتائج صاعقة حققها «تنظيم الدولة» خلال فترة وجيزة في مواجهات ريف حمص البادية السورية، ومع احتدام المواجهات واقتراب التنظيم من معاقل النظام السوري وقراه الموالية، بدأت هواجس معركة أخرى تلوح في الأفق، لا تقل أهمية عن الرصاص والقذائف، حيث باشرت عدة قرى ذات الصبغة الشيعية والعلوية بحركة نزوح داخلي كحركة استباقية لاستمرار التنظيم في التقدم تجاه ريف حمص الشرقي.
وأكد الناشط الإعلامي بيبرس التلاوي لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، ان حركة نزوح موالو الأسد تتجلى بوضوح في قرى «المشرفة، الجابرية» ذات الأكثرية العلوية، وكذلك ذات الأمر في «أم العمد، الثابتية، الكاظمية، الأشرفية» ذات الصبغة الشيعية، وشوهدت عشرات السيارات على طريق حمص – السلمية تقل العائلات والأمتعة، متجهة نحو حمص المدينة وريف حمص الغربي، وان غالبية النازحون هم من النساء والكبار في السن والأطفال.
وأضاف «ذات الحركة شهدتها القرى الموالية في ريف منطقة المخرم الفوقاني كمناطق وقرى العثمانية وجب الجراح، إضافة إلى اقرى المتاخمة للقطع العسكرية التابعة للنظام السوري، بسبب هواجسهم من اقتراب «التنظيم «من تلك المناطق وإمكانية سقوطها بأي لحظة بيده، وأن عامل الثقة بين تلك القرى والجيش السوري النظامي يبدأ بالانهيار والتلاشي، عقب الخسائر الفادحة التي مني بها في معارك تدمر والسخنة وغيرها من المناطق».
مشيراً إلى، ان الحديث المتداول بين أبناء تلك القرى والبلدات انهم لن ينتظر ان يحشروا تحت رحمة «تنظيم الدولة» وتحت رحمة مفخختاهم، إلا ان النظام السوري بدأ باللعب على الوتر الطائفي مجدداً بهدف شحن موالين أكثر، حيث قامت سلطاته المحلية بإسكان الهاربين من مناطق خطوط التماس في منازل أبناء السُنة الذين هجرهم في عام 2012، ساعياً إلى ابقائهم في حالة تشنج طائفي، وزرع المزيد من الحقد بين أبناء السُنة والعلويين، من أجل استمرار الحقد الطائفي الذي يجنده لصالح معاركه.
ويعتبر ريف حمص الشرقي، أحد أهم مصادر النظام العسكري من الناحية البشرية، حيث ينتسب آلاف المقاتلين والضباط من أبناء ريف حمص الشرقي في الصفوف الأولى، ضمن قيادة النظام العسكرية، إضافة إلى تشكيلهم ميليشيات مسلحة تقاتل بجانب قواته على أكثر من جبهة ومدينة.
قارب الـ «جيت بوت» وسيلة جديدة لموت السوريين
محمد اقبال بلو
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: تتنوع وسائل تهريب البشر، تلك المهنة الجديدة القديمة، والتي انتشرت بشكل واسع خلال العامين الفائتين وما زالت، الثورات العربية التي انطلقت في عدة دول كانت إغناء وإثراء لهذه المهنة، ليتوسع عمل المهربين وتجار البشر ولترتفع الأسعار التي يطالبون بها لنقل الأفراد أو الأسر من دولة إلى أخرى وصولاً إلى أوروبا، لاسيما عبر اليونان التي تعتبر بوابة اللاجئين إلى أوروبا، حيث يتكدس في عاصمتها أثينا مئات الآلاف من جنسيات عربية مختلفة، أبرزها الجنسية السورية.
قارب الـ «جيت بوت» قارب رياضي سريع، لم يتم تصنيعه أصلاً لهذه الغاية، بل صمم لهواة السرعة والرياضات البحرية، بدأ تجار البشر باستعماله مؤخراً لنقل اللاجئين بحراً من تركيا إلى اليونان حيث المسافة القصيرة التي تساعد على ذلك، فالزمن اللازم للعبور بين مدينة بودروم التركية وجزيرة كوس اليونانية لا يتجاوز ربع ساعة بواسطة هذا القارب المخيف، وعلى الرغم من قصر المسافة يعتبر من أخطر انواع القوارب المستخدمة لهذه الغاية.
لكن الخطورة الأكبر تتمثل في قيام المهربين باستخدام القارب المذكور لنقل اللاجئين بين اليونان وإيطاليا، حيث تستغرق رحلة القارب حوالي خمسة ساعات يسير خلالها بسرعة خيالية تجعله يقفز قفزاً فوق أمواج البحر، خمسة ساعات فقط يتجاوز القارب خلالها مسافة تحتاج السفن والعبارات الضخمة أكثر من 24 ساعة لعبورها.
وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة التي يطلبها المهربون لقاء تلك الرحلة المحفوفة بالموت، إلا أن إقبال اللاجئين يتزايد باستمرار طرداً مع تزايد التضييق اليوناني على الرحلات الجوية من المطارات، إذ عمدت الحكومة اليونانية مؤخراً إلى تشديد الحراسة الأمنية على أبواب المطارات، وتشديد إجراءات «الكونترول» عند بوابات المطارات، حيث الخطوة الأخيرة التي يصبح الراكب داخل طائرته عندما يتجاوزها.
أبو مصباح أحد اللاجئين السوريين من محافظة درعا، حدث «القدس العربي» عن قدومه من الأردن إلى اليونان بغية الهجرة فقال: أتيت إلى هنا بعد أن قضيت أنا وزوجتي وأطفالي عامين في مخيم الزعتري بالأردن، وبعد أن فقدت الأمل بوجود حل للمسألة السورية، تركت الأطفال الثلاثة وأمهم في المخيم وسافرت لليونان برفقة ابنة أخي وطفليها، والتي سبقها زوجها إلى النروج منذ مدة، ولم يستطع للحظة إتمام معاملة لم الشمل فقرر أن يستقدم أسرته بشكل غير شرعي.
ويضيف شارحاً الاتفاق الذي أبرمه مع أحد المهربين قائلاً: «لقد أعطاني أحد الأصدقاء رقم هاتف لأحد المهربين وقال لي أنه موثوق وجيد، فاتصلت به وطلب ثلاثة آلاف وخمسمئة يورو لقاء كل فرد سيصعد في هذه الرحلة الخطيرة على متن الـ»جيت بوت» إلا أنه سيأخذ أجرة راكب واحد بالنسبة للطفلين، وسنذهب بحراً إلى إيطاليا ومن ثم نكمل بواسطة القطارات إلى النروج، وفي الحقيقة ليس أمامنا خيارات أخرى فالطائرة هدف شبه مستحيل بالنسبة لنا، والسفر براً متعب ولا يمكن للطفلين احتماله».
معظم مهربي ال «جيت بوت» يرفضون اصطحاب الأطفال في رحلات كهذه، فقد يقذف القارب الطفل إذا كان خفيف الوزن في البحر، نتيجة السرعة العالية وتعرض القارب للأمواج المرتفعة غالباً، إلا أن بعضهم، كالمهرب الذي سيصطحب أبا مصباح وابنة اخيه وأطفالها، يتجردون من إنسانيتهم ويوافقون على ذلك فالمال هو الأهم بالنسبة لهم من حياة أي شخص.
كما تتمثل الخطورة الأكبر بانقلاب القارب، والذي يحدث كثيراً حيث تسبب سابقاً بموت المئات من اللاجئين من جنسيات مختلفة، وانقلاب القارب غالباً ما يكون بسبب المطاردة من قبل خفر السواحل، إذ يزيد المهرب سرعة القارب إلى السرعة القصوى، حتى لا يتم القبض عليه، ولا يتعرض لأحكام قد تصل إلى خمسة وعشرين عاماً من السجن، ما يتسبب أحياناً بحوادث مـريعة.
تحدثنا إلى أبي مصباح وطلبنا منه الانطلاق براً بالأطفال وأمهم بدل المغامرة الخطيرة تلك، إلا انه أصر على متابعة ما اتفق عليه مع المهرب، وقال لنا: «لن يتحمل الأطفال كل تلك المسافة، فعبور مكدونيا يحتاج لأربعة أو خمسة أيام كلها مشياً على الأقدام، بالإضافة إلى أن مخاطر كثيرة قد تحدث، فمن الاعتقال من قبل البوليس المكدوني إلى قطاع الطرق الذين يظهرون فجأة ليأخذوا كل ما يملك اللاجئون من مال، حينها سيدمر كل ما حلمنا به، وفي النهاية لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».
أصر بعض الأصدقاء الذين حضروا اللقاء على الرجل أن يلغي هذه الرحلة، وتمنوا منه إنقاذ الطفلين قبل أن يمرا بهذه التجربة المرعبة، بل أخبروه أنه يرتكب جريمة بحقهما، إلا أن الشاب الحوراني كان قد اتخذ قراره الحاسم، إما الوصول إلى أوروبا أو الموت.
مظاهرات حاشدة مناهضة لزهران علوش في سقبا في ريف دمشق والعشرات يطالبون برفع الظلم وتأمين لقمة العيش
أحمد الدمشقي
ريف دمشق ـ «القدس العربي»: ما زالت أصداء العمليات التي قام بها «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش ضد مناوئيه من عناصر تنظيم «الدولة» و»جيش الأمة» تتردد في الغوطة على خلفية اعتقال العشرات من أبناء الغوطة ومحيطها بتهم متفرقة منها الانتماء لتنظيم «الدولة» ومنها إلصاق تهم الفساد وقتل عناصر من «جيش الإسلام» بهم، وتكرر خروج العشرات من أبناء مدينة سقبا في غوطة دمشق آخرها كان عقب صلاة الجمعة، طالبوا فيها بإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن الغوطة وفتح الطرقات ورفع الاحتكار عن المواد الأساسية والعمل على تخفيض أسعارها ومحاسبة التجار المستفيدين، ورددوا شعارات تدعو إلى إسقاط زهران علوش قائد «جيش الإسلام» والقيادة الموحدة في الغوطة الشرقية.
ودعا المتظاهرون إلى درء الفتنة بالتوقف عن إعدام المعتقلين بعد الأنباء التي تحدثت عن إعدام بعضهم بتهمة الانتماء إلى تنظيم «الدولة» والنية المبيتة لإعدام أعداد أخرى لنفس التهم وشددوا على مطالبة القضاء بإظهار الأدلة التي استند عليها في الأحكام الصادرة بحق المعتقلين.
وكانت عدة مظاهرات مماثلة قد نظمت في الغوطة الشرقية للاحتجاج على ممارسات جيش الإسلام، خاصة بعد العمليات التي أدت في نهايتها إلى القضاء على تنظيم «الدولة» في الغوطة ومن ثم في بساتين برزة والقابون، وفي حديث خاص قال أبو اليسر براء مدير المكتب الاعلامي الموحد في عربين: خرج المتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين المتهمين بالانتماء إلى تنظيم «الدولة» مدفوعين من «حزب التحرير» القريب فكرياً من تنظيم «الدولة» لكن بعيداً عن السلاح والقتال، وأضاف أبو اليسر أنه لم تسجل أية مواجهات أثناء أو قبل أو بعد المظاهرة.
ولفت إلى أنه لا يعتقد بأن جيش الإسلام يعتزم الإفراج عن المعتقلين إلا بعد إتمامهم لدورة شرعية تأهيلية، وعن تهديد بعض الشباب بحمل السلاح ضد «جيش الإسلام» قال أبو اليسر إن هذا التهديد غير منطقي، خاصة أن أكبر فصيل مقاتل في مدينة سقبا ينتمي إلى «جيش الاسلام» وأشار أبو اليسر إلى أن «جيش الإسلام» لم يصدر أي بيان يتعلق بهذه التظاهرات ومن المستبعد أن يصدر بيان حولها.
وكانت قد تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لجيش الإسلام في الفترة الأخيرة، بعد تركيزه على محاربة تنظيم «الدولة» وتنظيم استعراضات عسكرية ضخمة بلباس عسكري موحد وآليات عسكرية ثقيلة في الغوطة الشرقية التي تعاني من حصار خانق منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويعاني الأهالي فيها من الفقر والجوع الذي أودى بحياة العشرات من أبنائها، ما أدى إلى تنامي شعور النقمة على قادة الفصائل التي تمارس دور الوصي على لقمة العيش وحياة الناس بحسب نشطاء في الغوطة الشرقية التي يجمع أهلها على معارضة النظام، لكنهم يطالبون بتحريك الجبهات والمزيد من رص الصفوف للتحرك إلى الأمام باتجاه العاصمة دمشق للقضاء على نظام الحكم.
كثير من الشعارات والهتافات التي رددت في هذه المظاهرة، ومثيلاتها من المظاهرات في مناطق المعارضة، طالبت برفع الظلم وتأمين لقمة العيش والحرية والكرامة في تكرار للشعارات الأولى التي رددت ضد نظام بشار الأسد، لكن الوضع هنا مختلف فهذه المظاهرات في معظم الأحيان تكون نتيجة خلافات منهجية وفكرية بين أبناء المعارضة أنفسهم.
إيران تبحث عن أفغان شيعة وباكستانيين ومن وسط آسيا لحماية نظام الأسد… وتحرك شبكتها من الميليشيات على الجبهات السورية والعراقية
الشيعة العراقيون يواصلون التدفق على سوريا… وانتشار لمقاتلي «أبو الفضل العباس» من دمشق إلى اللاذقية والقلمون
إبراهيم درويش
لندن- «القدس العربي» : في 27 أيار/مايو نشرت مجلة «فورين بوليسي» مقالا للباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فيليب سميث حول محاولات إيران والجماعات الشيعية في العراق زيادة الدعم للنظام السوري لبشار الأسد.
قال فيه إن النظام الذي تكبد خسائر فادحة في الأشهر الأخيرة يحضر لهجوم مضاد معتمدا على الأموال الإيرانية والمقاتلين الشيعة الذبن جلبهم من مناطق وسط آسيا. فالتراجعات التي عانو منها النظام وعلى كافة محاور الحرب الأهلية دفعت الإيرانيين للتحرك وبشكل قوي لحماية النظام ومنع سقوطه رغم أنهم يواجهون ضعوطا لحماية ودعم مناطق أخرى في العراق واليمن.
وورد في التقرير أن طهران زادت من معدلات تجنيد وتدريب المتطوعين الشيعة وقدمت الدعم المالي للحكومة السورية. ورأى سميث في جهود إيران محاولة منها لاحتواء الأزمة والتقدم. وتأتي المحاولات الإيرانية في وقت تأثرت فيه عمليات تجنيد الشيعة بسبب سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على معظم شمال العراق ومحافظة الأنبار في صيف 2014 حيث عاد معظم المتطوعين العراقيين إلى بلادهم للمشاركة في قتال «تنظيم الدولة» هناك.
وكبديل عن الذين عادوا إلى بلادهم قامت إيران بالضغط على «حزب الله» لنشر مقاتلين أكثر له في سوريا وتجنيد أبناء الأقليات المسيحية والدرزية.
وللحزب وجود في المناطق الحساسة. كما وأسهم «حزب الله» في حملة الجنوب وسقط له قتلى في الساحل السوري قرب مدينة اللاذقية. وأهم ساحة ينشط فيها هي سلسلة جبال القلمون المتاخمة لسهل البقاع اللبناني والتي تربط المناطق الساحلية السورية في العاصمة دمشق. وأعلن الحزب عن سقوط 35 قتيلا له في بداية أيار/مايو.
الهزارة
لكن أهم ما في محاولات إيران لدعم الأسد هو استهدافها الشيعة الأفغان «الهزارة» الذين لجأوا إلى أراضيها .
وهذا ليس جديدا، فقد ذكرت تقارير منذ بداية عام 2013 سقوط مقاتلين أفغان في سوريا وعقدت جنازات لهم في إيران.
وذكرت تقارير أن العسكريين الإيرانيين يتعاملون مع الأفغان باعتبارهم وقودا للمدافع حيث أرسلوا أشخاصا بسوابق إجرامية ودفعوا لهم أجورا. ولكن سميث يقول إن الأفغان الشيعة ومنذ 2014 يقاتلون في معظم أنحاء سوريا من القلمون إلى اللاذقية ودمشق ومدينة حلب.
وبالإضافة للأفغان هناك مقاتلون شيعة من باكستان يقاتلون في صفوف الأسد حيث عقدت 3 جنازات في إيران وأخرى لشيعي باكستاني في العراق حزيران/يونيو 2014.
وفي إيلول/سبتمبر 2014 أعلنت حركة «حزب الله النجباء» العراقية عن برنامج لتجنيد شيعة بالأردو وحثت «الأخوة المؤمنين الذين يريدون الدفاع عن العراق وعقيدة الإمام علي» الانضمام للقتال. وكررت النداء في كانون الثاني/يناير 2015. ويعتقد سميث أن المتطوعين الشيعة ليسوا مجرد أجساد ترمى في أتون الحرب بل تحاول طهران من خلالهم استعراض عضلاتها وتأثيرها في منطقة وسط وجنوب أسيا.
جماعات عراقية
وفي هذا السياق يذكر الكاتب عودة عدد من الميليشيات العراقية للتجنيد من أجل الدفاع عن الأسد وتحديدا «كتائب سيد الشهداء» المدعومة من إيران، وهي جماعة ظهرت بداية عام 2013 وقامت بالدعوة للقتال في سوريا وأنشات موقعا على الإنترنت وبرنامجا للتجنيد في سوريا بعد أقل من شهر من سيطرة «تنظيم الدولة» على الموصل.
وكما ذكر سميث في دراسته المهمة «الجهاد الشيعي في سوريا» شباط/فبراير 2015 والصادرة عن معهد واشنطن فقد لعب موضوع الدفاع عن مقام السيدة زينب – جنوب دمشق دورا في تجنيد العراقيين واللبنانيين والباكستانيين والإيرانيين إلا أنهم لا يتمركزون الآن حول المقام فقط بل ويقاتلون في كل أنحاء سوريا.
وتم إرسال بعض المقاتلين العراقيين الشيعة إلى مناطق العلويين الذين تعرضوا لمخاطر متزايدة من المعارضة التي تقدمت في الشمال.
وأشار سميث إلى أن «أفواج الكفيل» وهي قوات للرد السريع و»لواء الحسين» المرابطة في دمشق بإرسال ممثلين لهم إلى بلدة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد، وقالوا لاحقا إنهم تبرعوا بـ50 مقاتلا للدفاع عن خط القتال القريب من القرية.
لم يتوقفوا
وفي مقال جديد لسميث على موقع معهد واشنطن رصد زيادة في عدد المقاتلين الأجانب القادمين من العراق إلى سوريا.
وقال إن هذه الزيادة تأتي على الرغم من القتال المتواصل في العراق ودخول ما يسمى «الحشد الشعبي» مناطق السنة في الأنبار بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على الرمادي، عاصمة المحافظة.
ويقول سميث «تتبنى الميليشيات الشيعية مسؤوليات جديدة وتعيد تأكيد السابقة على الجبهات المختلفة في سوريا». وأشار إلى جماعات وكيلة عن إيران مقرها في العراق قد وسعت من نشاطات التجنيد لدفع مقاتلين إلى سوريا.
وتعبر هذه التطورات عن تحول في نشر المقاتلين الشيعة العراقيين الذين كانوا يرسلون لجبهات العراق ضمن الشبكة التي تسيطر عليها إيران وتعرف بـ»المقاومة الإسلامية». وضمن هذه التحولات الإيجابية والسلبية في الوقت نفسه، يشير الكاتب إلى «لواء أبو الفضل العباس» الذي يعتبر من أول الميليشيات التي فتحت معسكرات لها في سوريا وتكون بشكل رئيسي من عراقيين توسع انتشارهم في سوريا.
ففي آذار/مارس 2015 نشر واحدا من ألويته «لواء ذو الفقار» في اللاذقية. ويفسر نقل المقاتلين للشمال بحاجة النظام لمقاتلين مجربين للدفاع عن منطقة الساحل التي تواجه تهديدا من مقاتلي المعارضة.
ونشر بعض مقاتلي «لواء ذو الفقار» في سلسلة جبال القلمون رغم وجود «حزب الله» هناك. وزعم «لواء ذو الفقار» أنه قتل عددا من الجهاديين في الزبداني.
وليست هذه هي المرة الأولى التي ساعد فيها مقاتلو الشيعة «حزب الله» والجيش السوري بل شاركوا في كانون الأول/ديسمبر 2013 في معركة في النبك في القلمون.
وفي 24 أيار/مايو قال زعيم «لواء ذو الفقار» أبو شهيد الجبوري أنه أرسل مقاتلين إلى جسر الشغور لمساعدة الجنود السوريين الذين احتموا في مستشفى هناك ولكن جهوده لم تمنع من هروبهم.
وينشط لواء عراقي آخر وهو «أسد الله الغالب» في مناطق العلويين. وتظهر صور على وسائل التواصل الإجتماعي أن قائده أبو فاطمة الموسوي كان حاضرا في بانياس. كما أرسل لواء ثالث وهو «لواء الإمام الحسين» مقاتلين إلى اللاذقية وتزامنت هذه مع زيارة قائده أبو كرار البهادلي لبلدة القرداحة.
ورافقه في الزيارة أحمد حاجي صادقي قائد «أفواج الكفيل». وبالإضافة لهذه الجماعات المرابطة في سوريا لوحظت حركة مقاتلين من العراق إلى سوريا خاصة «قاعدة قوة أبو الفضل العباس» بقيادة شيخ أويس الخفاجي والشيخ أبو كامل اللامي المرتبطة بعصائب الحق.
وقال الخفاجي في تصريحات لصحيفة النهار اللبنانية كانون الأول/ديسمبر 2014 ان قوة «أبو الفضل العباس» هي امتداد طبيعي للواء «أبو الفضل العباس» في سوريا.
وزار الخفاجي المقاتلين العراقيين في سوريا في منتصف 2013 بحسب وسائل التواصل الاجتماعي. واستمرت زيارته في العام الماضي.
وشوهد بعض مقاتلي قوة «أبو الفضل» في زيهم العسكري وهم يركبون مروحية في دمشق. وهناك أدلة تشير لعلاقة هذه القوة مع كتائب «الإمام علي» المدعومة من إيران.
شبكات جديدة
وفي الوقت الذي أعلنت فيه «كتائب عصائب الحق» و«منظمة بدر» و«كتائب حزب الله» توقفها عن إرسال مقاتلين من العراق إلى سوريا وواصلت فيه ميليشيات مثل «أبو الفضل العباس» القتال هناك ظهرت أخرى ضمن شبكة مدعومة من إيران مثل «كتائب سيد الشهداء» و»حركة حزب الله النجباء» اللتين تقودان عمليات التجنيد إلى سوريا.
وتظهر نشاطات الميليشيات أن المقاتلين العراقيين الشيعة لم يغادروا سوريا وسيواصلون لعب دور مهم هناك.
وفي هذا فاستخدامهم كقوات رد سريع وجنود احتياط يزيد من أهميتهم للنظام. كما أن توسع انتشارهم في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام تؤشر للأزمة التي يعاني منها الجيش السوري من ناحية نقص الجنود.
ومثل ذلك فانتشارهم في القلمون تشير أيضا للمشاكل التي يعاني منها «حزب الله» هناك. وعلى العموم تظهر عمليات الانتشار الطريقة التي تختار فيها إيران المقاتلين وتنقلهم من جبهة إلى أخرى في وقت تؤكد فيه التزامها بدعم الأسد.
والسؤال هل ستمنح مشاركة الشيعة حياة لنظام الأسد. يرى جيفري وايت أن النظام في تراجع مستمر ويعاني من أزمة نقص في الجنود.
وقال وايت في مقال على موقع معهد واشنطن إن الحرب قد تتقدم نحو مناطق النظام الرئيسية في حماة وحمص ومعاقله وأن «الحل» على ما يبدو سيكون قريبا في سوريا» وفي النهاية، قد يدمر معارضو النظام ما يتبقى من هذه الدولة الرديفة التي ستكون على الأرجح منعدمة الاستقرار وغير قادرة على الصمود.
وسوف تنتج التطورات العسكرية وضعا سياسيا جديدا في سوريا يحتاج المنتصرون فيه، الذين لن يكون الأسد من بينهم على الأرجح، إلى ترتيبه. ويصعب تحديد ماهية هذا الوضع السياسي، لكنه سيكون بالتأكيد معقّدا، وعلى الأرجح عنيفا». في العراق الوضع مختلف فالميليشيات هي التي ترسم معالم الخارطة السياسية فيه.
الأعداء – الأصدقاء
ففي مقال كتبه ريتشارد سبنسر مراسل صحيفة «صنداي تلغراف» قال فيه إن التغيرات الحالية في الشرق الأوسط تجعل من أعداء الأمس حلفاء اليوم. ويتحدث مع طبيب أسنان تحول إلى عنصر ميليشيات في «كتائب حزب الله» اسمه «ظافر هاشم وهو مقاتل مجرب قاتل الجهاديين تحت غطاء الحلفاء الأمريكيين ويطمح بزيارة بريطانيا خاصة غلاسكو، المكان الذي يعرف عنه أشياء جيدة، لكنه اعترف بأنه لن يسمح له بزيارتها في وقت قريب» لأن هاشم عضو ناشط في منظمة صنفت بالإرهابية.
ويعمل هاشم في الحياة العامة طبيب أسنان لكنه متطوع في منظمة «كتائب حزب الله» العراقية وهي منظمة مدعومة من الإيرانيين.
ويعلق أن الولايات المتحدة وبريطانيا وجدتا نفسيهما على نفس الجانب الذي تقف عليه «كتائب حزب الله» في الحملة المشتركة ضد «تنظيم الدولة». فهذا هو العالم الجديد الذي وصفه البعض بأنه عالم «لأصدقاء- الأعداء» الذي نشأ من أجل مواجهة «تنظيم الدولة».
ويقول سبنسر إن هاشم هو وجه «الأصدقاء- الأعداء» فالمعارك التي قاتل فيها مع زملائه أظهرت تزايدا في التعاون بين أمريكا وإيران التي تواصل واشنطن فرض عقوبات عليها ولا تزال تعتبرها دولة داعمة للإرهاب بسب دعمها لجماعات مثل «كتائب حزب الله». ولكنهما تقفان في العراق على الطرف نفسه ضد «تنظيم الدولة». ويتحدث هاشم عن معركة إيمرلي العام الماضي «عشنا تحت الحصار 70 يوما حتى لقنا «داعش» درسا لن ينساه». وأضاف قائلا إن كل السلاح الذي استخدموه كان إيرانيا «الصواريخ التي أطلقناها إيرانية والذخيرة وكل شيء استخدمناه كان إيرانيا».
لكن الدرس الذي يتحدث عنه هاشم لم يكن متاحا لولا التدخل الأمريكي من الجو والذي فتح المجال أمام وصول المقاتلين الشيعة. والتقى هاشم مع الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الذي يلعب دورا في الحرب الطائفية ليس في العراق ولكن في سوريا واليمن.
وقال «لا أحد يقدم لنا الدعم غير المشروط باستثناء إيران وخاصة قاسم سليماني». ويقول إنه انضم لـ»كتائب حزب الله» بسبب خيبة أمله بغزو عام 2003 والذي رحب في البداية فيه والذي اعتقد أنه «سيطيح بصدام ويجلب الجنة». كان هذا في الماضي حيث قال إنه من المعقول إن يتعاون الأعداء السابقون ضد عدو جديد مع أن «كتائب حزب الله» تدعم نظام الأسد. ويضيف سبنسر أن هاشم شارك الأسبوع الماضي في القتال والسيطرة على بلدة غير مهمة قرب الرمادي.
وصور 200 شخصا وهم يقادون في الصحراء ومعظمهم من مقاتلي «تنظيم الدولة» ومنهم عدد كبير من المقاتلين الأجانب.
ويقول ناشطون سنة إن هؤلاء كانوا مدنيين من سكان القرية. ولم يتوقف الأمر عند هذا فقد قام هاشم بإجراء فحوص طبية على الأسرى «للتأكد من خلوهم من الأمراض».
وعندما سئل عن مصيرهم. سكت ثم سألس سبنسر «هل أنت متزوج؟» وواصل قائلا «لو لا سمح الله قتل «داعش» واحدا من أبنائك أو اغتصب زوجتك، فماذا تفعل؟».
ويرفض هاشم أي حقوق للمدنيين الذين قابلهم في المناطق التي تم استردادها من «تنظيم الدولة» حيث قال إن كل الذين يكرهون «داعش» في الرمادي غادروا المدينة. وأضاف «هناك ملايين اللاجئين ومن بقوا هم المؤيدون لـ»داعش» وشاهدناهم وهم يصفقون له في أشرطة الفيديو». وعن الدور الذي تلعبه الميليشيات يقول هاشم «عليهم مدحنا وتمجيدنا للدورالذي نقوم به في حرب الأشرار. ولهذا لا يقلق بأن تكون له علاقة تعاون مع أعدائه السابقين.
تأثير إيراني
وكتبت ليز سلاي في «واشنطن بوست» عن الدور الذي يلعبه «الحشد الشعبي» في مواجهة «تنظيم الدولة» خاصة بعد سقوط الرمادي وأصبحت له ليد العليا.
وأشارت إلى الدور الذي تلعبه «منظمة بدر» في الهجوم على الرمادي من شمال – شرق المدينة فيما يتقدم مقاتلو «كتائب حزب الله» من جنوب – شرق الرمادي.
ورغم تأكيدات قائد عمليات الأنبار الجنرال قاسم المحمدي على قتال الحشد الشعبي جنبا إلى جنب مع القوات العراقية إلا أن راية «كتائب حزب الله» كانت ترفرف ليس بعيدا عن مكتبه في قاعدة الحبانية.
ولا يمكن مقارنة أسلحة الجيش العراقي و800 من أبناء العشائر مع ما يملكه مقاتلو «كتائب حزب الله» من صواريخ أرض- جو ومتفجرات وأسلحة ثقيلة.
ويقول أبو مصطفى أحد عناصر «حزب الله» «نملك صواريخ غراد وكاتيوشا منذ سنوات» «لكن الجيش العراقي يحصل على هذه الأسلحة الآن».
وترى الكاتبة إنه لو انتصرت الميليشيات في الرمادي فستؤدي كما كتب كينيث بولاك من معهد بروكينغز إلى «تقوية تأثير إيران في بغداد على حساب واشنطن». وتظهر مشاعر الخيبة واضحة في الأنبار، حيث نقلت عن فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار «كنت أول حليف للولايات المتحدة في الأنبار ـ لكن الرجل الكبير/أمريكا قال إن الرمادي لن تسقط».
وقال إن سنة الأنبار كانوا أمام خيارين: الولايات المتحدة أو إيران «واخترنا أمريكا، اخترنا بلدا قويا وكنا مخطئين».
وترى سلاي أن زيادة النفوذ الإيراني ستترك الولايات المتحدة بتأثير قليل على الجيش الذي أنفقت عليه 25 مليار دولار. وتشير الصحيفة إلى الجهود المستمرة لتدريب القوات العراقية من الفرقتين 15 و 16 حيث تم تخريج 9.000 جندي بعضهم ممن فروا العام الماضي من أمام تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويقول الجنرال صباح العزاوي قائد الفرقة 16 إن عمله يشبه عمل الطبيب النفسي حيث يحاول تعزيز الثقة في نفوس جنوده. ويرى مع ذلك أن الحشد الشعبي هو «قوات وطنية».
ولكنه أضاف «للجيش العراقي تاريخ جيد وسيقف مرة أخرى على قدميه وقد يحتاج الأمر عاما أو عامين لكننا سنقف على أقدامنا». في الأنبار يقول الجنرال المحمداوي إنه كان يحذر منذ تشرين الثاني/نوفمبر من سقوط الرمادي إلا في حالة زادت الغارات الجوية أو دخل الحشد الشعبي.
وتعلق الصحيفة أنه حصل على الإثنين حيث باتت الولايات المتحدة تعمل مع الميليشيات المدعومة من إيران وتوفر الغطاء الجوي لها.
معارك المعارضة مع “داعش” تُرجئ المواجهات الكبرى
عدنان علي
بعد سيطرة قوات المعارضة السورية على كل محافظة إدلب تقريباً، تتجه الأنظار إلى المواجهات الكبرى المرتقبة بينها وبين قوات النظام في ريف حماه وفي الساحل، كما يترقّب كثر “معركة حلب الكبرى”، والتي يجري الإعداد لها منذ فترة، إلا أن قوات المعارضة منشغلة حالياً بمعارك جانبية مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، ومع القوى الكردية، خصوصاً في حلب ودرعا.
وتعمل قوات المعارضة في حلب وريفها على التحضير لـ “معركة حلب الكبرى”، والتي تستهدف طرد قوات النظام من كامل المدينة على غرار ما حصل في إدلب. وشكّلت لهذا الغرض “جيش الفتح” الخاص بحلب، والذي يضمّ 21 فصيلاً مسلّحاً تضمّ 22 ألف مقاتل، تدعمهم نحو 300 آلية ثقيلة. إلا أن الاستعدادات لهذه المعركة باتت تتأثر كما يبدو، بالمواجهات الجانبية التي فرضت نفسها على قوات المعارضة في حلب، مع “داعش” ومع القوى الكردية.
وبدأ “داعش” منذ صباح يوم الخميس، قصف قرى وبلدات ريف حلب الشمالي بالدبابات وقذائف الهاون، محاولاً التقدم نحو مناطق سيطرة المعارضة، وأعقب القصف معارك بين الجانبين، نتج عنها سيطرة التنظيم على بلدة التوقلي الاستراتيجية. وتواصلت الاشتباكات يوم الجمعة، خلال محاولة التنظيم السيطرة على بلدة صوران، بريف حلب الشمالي. وأسفرت عن سقوط 21 قتيلاً من الجانبين، ما دفع كتائب المعارضة إلى إرسال تعزيزات كبيرة إلى مناطق الاشتباكات. ويشير بعض قادة المعارضة المسلّحة إلى أن “طيران النظام دخل كطرف في معارك الريف الشمالي، مستهدفاً مناطقنا بالبراميل المتفجرة، ومُسقطاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين”.
وكان “داعش” قد انسحب من ريف حلب الشمالي، منذ شهر مارس/آذار عام 2014، بعد معارك مع المعارضين في حلب، والذين تمكنوا من قتل عدد كبير من قواته وقادته، من بينهم حجي بكر الذي يُعتبر من مؤسسي تنظيم الدولة، مع أسر زوجته. وحاول التنظيم بعد ذلك اقتحام الريف مرات عدة من دون نجاح.
وبينما أعلنت “الجبهة الشامية”، العاملة في حلب وريفها، عن تحقيق تقدمٍ على محاور عدة، كثف “داعش” قصفه بالأسلحة الثقيلة على صوران، ما أجبر معظم سكانها على النزوح باتجاه البلدات المجاورة، الواقعة غربي صوران.
لكن كتائب المعارضة أعلنت، يوم السبت، عن استعادة نقاط عدة في صوران، كان التنظيم قد سيطر عليها يوم الجمعة، بعد حضور تعزيزات من الفصائل المختلفة، إذ شنّت قوات المعارضة المسلّحة هجوماً معاكساً، وتمكنت من استرجاع قرى الحصية وغرناطة، فضلاً عن مصنع قرة خوجة، وأجزاء من منطقة التوقلي. كذلك أُعيد فتح الطريق بين مدرسة المشاة وبلدة أم القرى، فيما لا يزال سدّ الشهباء وأجزاء من منطقة التوقلي، تحت سيطرة التنظيم. كذلك تتواصل الاشتباكات بين الجانبين في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، في وقتٍ تعرّضت فيه مدينة مارع إلى قصف مدفعي من جانب التنظيم.
ويسيطر مسلّحو المعارضة على كامل قرى وبلدات الريف الغربي، وقرى واسعة في ريف حلب الشمالي، في حين يسيطر “داعش” على كل الريف الشرقي وقرى أخرى في الريف الشمالي، بينما يتقاسم جيش النظام السيطرة على قرى وبلدات في الريف الجنوبي مع المعارضة و”داعش”. الأمر الذي يصعب مهمة المعارضة في حلب، في ظلّ المعارك الجانبية التي يضطرون إلى خوضها بين الحين والآخر.
ومع امتداد التوتر بين المكوّن العربي والمليشيات الكردية من مدينة الحسكة إلى حلب وريفها، وقعت مواجهات متقطعة يوم الجمعة بين غرفة عمليات “لبيك يا أختاه”، والتي تضمّ كتائب عدة من قوات المعارضة في حي الشيخ مقصود، في مدينة حلب مع “وحدات الحماية الكردية”.
وتدخّلت بعض القوى للتوسط وإعادة تذكير الطرفين باتفاق سابق يُلزم الفصيل الكردي بإطلاق سراح السجناء العرب، والسماح لعناصر جميع الكتائب بدخول حي الشيخ مقصود، باعتباره جزءاً من المناطق المحررة في حلب، ولا يخضع للإدارة الذاتية الكردية المطبقة في التجمعات الكردية الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك، أعلنت “جبهة النصرة” عقب ذلك، استعدادها للمشاركة مع الفصائل العسكرية في حلب وريفها لـ “كفّ أيدي مليشيا وحدات حماية الشعب الكردي في حي الشيخ مقصود”. واعتبرت الجبهة في بيانٍ لها أن “الوحدات الكردية تقف إلى جانب نظام الأسد، وتمنع النساء من الحجاب وتمنع من رفع الأذان في الحي”.
في المقابل، تعهّدت الوحدات الكردية تنفيذ جميع بنود الاتفاق مع غرفة عمليات “لبيك يا أختاه”، بالإضافة لتعهّد تجمّع “فاستقم كما أمرت” و”الفرقة 16 مشاة”، ضمان تنفيذ وحدات “حماية الشعب” في حي الشيخ مقصود، بنود الاتفاق مع غرفة العمليات.
وفي إطار هذه التوترات العربية ـ الكردية، قال ناشطون إن “وحدات الحماية الكردية، فجّرت يوم الأربعاء عشرات المنازل، في قرية تل أحمر العربية، بالريف الجنوبي لعين العرب بريف حلب، بحجّة أنها منطقة عسكرية”.
كذلك أحرقت الفصائل المنضوية في غرفة عمليات “بركان الفرات”، مئات الأشجار والهكتارات من المحاصيل الزراعية في القرى العربية بريف عين العرب، بعد سيطرتها عليها، بحجّة “التخلّص من الألغام التي خلّفها تنظيم الدولة”.
وبينما يواصل “جيش الإسلام” مواجهاته مع “داعش” في مناطق مختلفة من ريف دمشق، وآخرها إعلانه عن قتل ثمانية من عناصر التنظيم خلال الاشتباكات الدائرة في القلمون الشرقي، تتواصل التوترات في درعا جنوباً بين بعض كتائب المعارضة وفصيل “شهداء اليرموك” المُتهم بمبايعة “داعش” سراً.
كذلك أعلنت حركة “أحرار الشام” أنها “طهّرت مواقع عدة في بلدة سحم الجولان في ريف درعا الغربي، كان يتحصّن فيها مقاتلو لواء شهداء اليرموك”، وذلك بعد هجوم عنيف شنّه مقاتلوها بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، لتندلع بعدها اشتباكات بين الطرفين استمرت لساعات، سقط خلالها 10 قتلى على الأقل، بالإضافة إلى تدمير مدفع 23 بصاروخ حراري. وفي وقت سابق حاول عنصران من اللواء المذكور، تفجير سيارة في حاجز لحركة “أحرار الشام” في بلدة حيط، تبعها استهداف البلدة من قبل اللواء بقذائف الدبابات، مما أدى إلى سقوط قتيلين من المدنيين.
وكانت الحركة قد ذكرت في وقت سابق أنها طردت عناصر اللواء من قريتي حوش حماد والشومرة أيضاً، في منطقة اللجاة بريف درعا. وجرت مواجهات سابقة مع مبايعين لـ “داعش” في محافظة القنيطرة المجاورة، انتهت بالقضاء عليهم نهائياً هناك، وهو ما اعتُبر آنذاك بأنه “تعطيل لاستكمال معركة تحرير القنيطرة”.
وتشهد محافظة درعا هذه الفترة هدوءاً لافتاً على الرغم من توقعات سابقة، أفادت عن بدء هجوم شامل لاستعادة كامل المدينة من النظام. وشارك السبت عشرات النشطاء والمدنيين في تظاهرة جابت أحياء درعا البلد، المحررة، احتجاجاً على ما سموه “تخاذل بعض قيادات الفصائل المقاتلة وتعطيلها معركة تحرير درعا”.
وكان ناشطون إعلاميون ومدنيون في مدينة درعا، قد دعوا للتظاهر خلال اليومين المقبلين في أحياء درعا البلد، وطريق السدّ، ومخيم درعا، احتجاجاً على قادة الفصائل المقاتلة، خصوصاً بعد تعطيل بعضهم لعمل عسكري واسع النطاق، كان يهدف إلى تحرير مدينة درعا بشكل كلي.
ونقلت مؤسسة “نبأ” عن مصدر عسكري في غرفة “عمليات مدينة درعا” قوله إن “عدداً من قيادات الفصائل وراء تعطيل المعركة، بحجة قلة الذخيرة وعدم إرسال غرفة عمليات الأردن السلاح الثقيل لهم”. وأشار إلى أن “هناك فصائل تغيّبت عن الاجتماع الأخير لغرفة العمليات، والذي كان من المقرر خلاله وضع اللمسات الأخيرة، لتحديد موعد انطلاق العملية العسكرية الشاملة في درعا”.
مؤيدو النظام السوري يتهرّبون من الخدمة العسكرية
عدنان علي
مع تزايد الخسائر اليومية لقوات النظام السوري على مختلف الجبهات، وإزاء تصاعد العمليات القتالية، واقتراب قوات المعارضة من المرتكزات الأساسية للنظام في الساحل ودمشق، يزداد الطلب على المقاتلين والجنود من جانب القيادة العسكرية لقوات النظام. وهو طلب لا يستطيع المتطوعون العقائديون ولا التنظيمات المسلّحة سده، بسبب المساحة الجغرافية الممتدة، وفي ضوء ضعف درايتهم بجغرافية الأرض، ما يجعلهم صيداً سهلاً لمقاتلي المعارضة في أغلب الأحيان.
وبحسب تقديرات مختلفة فإن قوات النظام مُنيت بعد أربعة أعوام من الحرب بخسائر كبيرة، وقُتل لها نحو مائة ألف عنصر من أفرادها أو المسلّحين الموالين لها. وفي المقابل، يواجه النظام أيضاً قضية التهرّب من الخدمة الإلزامية ليس في أوساط معارضيه فحسب، بل بين الموالين أيضاً، والذين يسعون بشتّى السبل لتجنب الالتحاق بالخدمة العسكرية، التي باتت تعني بنظر الكثير منهم، مجرّد “موت مجاني” في حرب لا نهاية لها قريباً.
ويُعدّ طلاب الجامعات، أو من في سنهم، الفئة الأكثر تعرضاً للضغط من أجل الخدمة العسكرية. ويتعمّدون بالتالي الرسوب في الجامعة، من أجل مواصلة الحصول على عذر قانوني لتأجيل الالتحاق بالخدمة العسكرية، والتي تبلغ مدتها عامين، أو عاماً ونصفاً لمن يحمل شهادة جامعية. غير أنه منذ نحو ثلاث سنوات يمتنع جيش النظام عن تسريح أي مجنّد، حتى لو انتهت خدمته الإلزامية، أي أن مدة الخدمة باتت مفتوحة، وهو ما يعني بالنسبة لهؤلاء الشبان القتال حتى الموت أو الإصابة، أو حتى تنتهي الحرب الحالية، الأمر غير المعروف حتى الآن.
وحتى بالنسبة لمن قدّم وثيقة بأنه طالب في الجامعة، يحصل في كثير من الأحيان أن يتم سوقه إلى الخدمة الإلزامية خلال حملات الدهم والاعتقال، التي تقوم بها قوات النظام والشرطة العسكرية للمقاهي والمطاعم والبيوت أو خلال التوقيفات على الحواجز، إذ يُعتقل كل شاب ويُساق لمراكز التجنيد، إذا لم يبرز دفتر الخدمة الإلزامية وفيه إشعارٌ بتأجيل الخدمة. ويلجأ كل من لا يستطيع تأجيل خدمته، إلى وسائل أخرى لتجنّب سوقه للخدمة، خلال مرورهم على الحواجز أو خلال عمليات التفتيش والمداهمة.
وقامت مجموعة من “قوات الدفاع الوطني” في الأيام الأخيرة، بعمليات تفتيش ودهم في مدينة جبلة على الساحل السوري، واعتقلت مجموعة من الأشخاص، يقومون بتزوير أوراق رسمية، تخصّ أشخاصاً مطلوبين للخدمة العسكرية، لتمكينهم من التهرّب من الخدمة ومغادرة البلاد. وقد جرى مصادرة أجهزة كمبيوتر وطابعات وكل لوازم عمليات تغيير البيانات وتزويرها، وتم اعتقال المجموعة التي كانت تضمّ أربعة أشخاص. وتسود منطقة الساحل السوري حالة من التململ، في ظلّ عزوف الأهالي عن إرسال أولادهم إلى الجيش، خصوصاً في ضوء مشاهدتهم النعوش والتوابيت، التي تحمل أولادهم يومياً.
وبالنسبة لمن يتم القبض عليه، فليس أمامه فرصة للتملّص من أداء الخدمة العسكرية إلّا بدفع رشى باهظة تصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف دولار، ليعمد بعدها إلى تدبير طريقة يغادر فيها إلى خارج البلاد، إما عن طريق لبنان أو تركيا.
وبالنظر إلى أن كثيرا من المناطق “السنّية” باتت خارجة عن سيطرة النظام، ولا يستطيع في هذه الحالة سوق أبنائها إلى الخدمة العسكرية، فقد تطوّع العديد منهم للقتال ضده ضمن كتائب المعارضة المسلحة، أو غادروا خارج البلاد. ما يضع النظام أمام خيار الاعتماد على أبناء الأقليات، تحديداً العلويين، بالنظر إلى الثقة الكبيرة بإمكانية ولائهم وانتفاء إمكانية انشقاقهم خلال الخدمة. لكن حتى هؤلاء باتوا يحاولون التملّص من الخدمة، هرباً من مواجهة موت شبه محتّم، في حربٍ لم يعودوا على قناعة بأنهم سيكسبونها كما كانت تؤكد دعاية النظام.
وكانت وكالة “فرانس برس” قد أفادت في تحقيق لها، بأن “النظام يعتمد بشكل خاص على تجنيد الشبان الدروز والمسيحيين والعلويين والإسماعيليين، الذين باتوا يشعرون بأنهم يدفعون ثمناً باهظاً لدعم بقاء رئيس النظام بشار الأسد في السلطة”.
وتقول الناشطة الحقوقية في محافظة اللاذقية، سما نصار لـ “العربي الجديد”، إنه “حتى لو كان الناس في المناطق الموالية يؤيدون النظام والجيش، لكن أقلية منهم تريد الالتحاق بخدمة العلم”. أما جورج، وهو طالب مسيحي من دمشق، فيؤكد “أنا أؤيد النظام، لكنني فارّ من التجنيد، لأن الخدمة العسكرية في سورية تعني الموت”.
وتشدد قوات الأمن جهودها للقبض على الفارين من التجنيد، وعمدت بحسب ناشطين وشهود عيان، إلى نصب حواجز على مداخل المدن في الساحل السوري، والبحث الدقيق عن الشبان المطلوبين للخدمة. كما تتواجد عناصر منها على أبواب الجامعات، للتدقيق في هويات الطلاب والأساتذة. وفي اللاذقية، يتقاسم الشبان الحراسة حول منازلهم لتجنب اعتقالهم من قوات الأمن.
كما شهدت محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، في 11 أبريل/نيسان الماضي أحدث مظاهر الاحتجاج على الخدمة العسكرية، وهي حوادث متكررة، تنتهي أحياناً بامتناع قوات الأمن عن سوق المطلوبين للخدمة، في محاولة لعدم كسب عداء الطائفة الدرزية.
وكان عشرات الشبان من قرية جنينة، هاجموا في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دورية تابعة للاستخبارات العسكرية بعد اعتقالها شاباً مطلوباً للخدمة العسكرية. كما منع رجال دين دروز جنوداً من اعتقال شاب مطلوب للخدمة العسكرية في قرية المزرعة، الصيف الماضي. وبما أنه لا يمكن توقيف كل مطلوب، فإن قوات الأمن تنتظر إقدام أحدهم على السفر أو الزواج أو الحصول على أي وثيقة رسمية، من أجل إلقاء القبض عليه.
من جهة أخرى، ازداد عدد النساء المتطوّعات للقتال إلى جانب قوات النظام، إذ تُشجع السلطات المبادرات لسدّ النقص في أعداد المقاتلين، ما أجبرها على إرسال بعضهن إلى جبهات القتال، حيث قُتل عدد منهن في اللاذقية ودمشق وإدلب.
وتشمل عمليات البحث عن المطلوبين كل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، إذ شنّت قوات النظام حملة مداهمات في مدينة السفيرة جنوب شرق حلب، واعتقلت الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً لاقتيادهم إلى الخدمة العسكرية. كما يشهد عدد من أحياء العاصمة دمشق حملات اعتقال ممنهجة من قوات النظام، تستهدف التقاط الشباب، وسوقهم إلى الخدمة العسكرية.
وقال ناشطون، إن “الحملات شملت مناطق عدة مثل ركن الدين والدحاديل والبيادر، غربي القدم، والميدان الواقعة تحت سيطرة النظام”. كما انتشرت قوات الأمن والحواجز الطيارة في العاصمة، في شارع الثورة بالقرب من كراجات الست، وفي البحصة بالقرب من البرج، وتقوم بإيقاف الشباب وتفتيشهم واعتقال المتخلف منهم عن أداء الخدمة العسكرية. ويعمد بعض الشبان إلى دفع رشى باهظة بهدف تأجيل موعد الخدمة العسكرية، أو الالتحاق بـ “قوات الدفاع الوطني” المحلية والموالية للنظام، لتجنّب إرسالهم إلى محافظات بعيدة.
%80 من نفط سورية بيد داعش
العربي الجديد
كشفت خريطة أعدتها جهة تتبع الحكومة السورية المؤقتة (التي شكلتها المعارضة) انحسار سيطرة النظام السوري على حقول النفط والغاز في البلاد إلى أقل من 8% بعد أكثر من 4 سنوات من الصراع، في حين بات تنظيم “داعش” يسيطر على أكثر من 80% من تلك الحقول.
ويسيطر التنظيم على معظم حقول النفط والغاز في البلاد، وبقي خارج سيطرته فقط حقل شاعر الذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات “حماية الشعب” الكردية في ريف الحسكة.
الخريطة نشرها مؤخراً مكتب المعلومات الجغرافية في وزارة الاتصالات والنقل والصناعة، بالتنسيق مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة السورية المؤقتة.
وتشير البيانات التي تضمّنتها الخريطة إلى أن تنظيم “داعش” يحتل المرتبة الأولى بسيطرته على أكثر من 80 في المائة من حقول النفط والغاز، وتليه الفصائل الكردية بنسبة حوالي 12 في المائة (معظمها بمناطق أقصى شمال شرقي سورية)، وجاء نظام الأسد في المرتبة الأخيرة بنحو 8%.
وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن “داعش” وسع رقعة سيطرته داخل الأراضي السورية، إثر هجمات نفذها منذ إعلانه “دولة الخلافة” في الـ28 من يونيو/حزيران 2014، وبات اليوم يسيطر على أكثر من 95 ألف كيلومتر مربع، من المساحة الجغرافية لسورية، في 9 محافظات سورية، هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق والسويداء، إضافة إلى وجود موالين له في محافظة درعا.
وحسب بيانات توفرها شركة “بي بي” البريطانية، فإن إنتاج سورية من النفط في 2010 بلغ 0.5% من إنتاج النفط العالمي، كما قدرت احتياطيات سورية من النفط بحوالي 2.5 مليار برميل، والتي تمثل 0.2% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، وهي تقارب احتياطيات المملكة المتحدة التي تقدر بـ2.8 مليار برميل.
تنظيم “الدولة” يخترق المعارضة في ريف حلب الشمالي
يسابق تنظيم “الدولة الإسلامية”، للسيطرة على حلب المنهكة من الاقتتال بين المعارضة المسلحة وقوات النظام. بدا ذلك من محاولات التنظيم للتقدم في ريف حلب الشمالي، على حساب المعارضة المنشغلة بقتال النظام في حلب المدينة.
واقتحم التنظيم قرية التقلي “الطوقلي” الحدوديّة مع تركيا، ما تسبب في انسحاب المعارضة منها. وترافق ذلك مع قصف التنظيم لمدينة مارع وقرية صوران، الواقعتين تحت سيطرة المعارضة، بالمدفعية وقذائف الهاون. وشهدت قريتا صوران والبل، نزوحاً بشرياً قبل أن ينجح التنظيم بالسيطرة عليهما، ليلة السبت-الأحد، كما سيطر التنظيم على سد الشهباء والحصبة. ويعد هذا تقدماً نوعياً لتنظيم “الدولة” بعد أن كانت معاركه مع المعارضة خلال الأشهر الماضية، مجرد كر وفر.
يؤكد ناشطون أن تقدم التنظيم في الريف الشمالي، جاء نتيجة الفرقة بين قوات المعارضة، يقول الناشط أبو الحسن، من ريف حلب: “كل فصيل من فصائل المعارضة يدفع بالآخر للمواجهة. النصرة لا تضع كامل قواها، آملة بتجمهر الجيش الحر وقواه. والحر لا يضع كل قواه لأنه يريد من جبهة النصرة وأحرار الشام النفير”.
ويرى التنظيم أنَّ معاركه في الريف الشمالي هي جزء من معارك الثأر مع الثوار الذين طردوه منه قبل سنة تقريباً. يقول أحد المقرّبين من التنظيم: “الدولة الإسلامية قامت بانسحاب نوعي من الريف الشمالي مطلع العام المنصرم بعد شن الصحوات هجوماً غادراً وعنيفاً على مجاهديها، وأعادت تجميع قواتها في الريف الشرقي استعداداً لهذا اليوم”. فيما يرى آخرون أنَّ الهجوم رغم عنفه وشراسته، إلا أنه لا يصل إلى حد السيطرة على الريف الشمالي، لأن الهدف هو جسّ نبض الثوار. يقول أبو إسماعيل المقرّب من التنظيم: “بمجموعات صغيرة تقدمت الدولة على محور الوحشية وصوران وسيطرت على الطوقلي، وشاغلت الصحوات على محور مارع. ما يثبت قدرة الدولة على السيطرة بسهولة على الريف الشمالي”.
سيطرة التنظيم على صوران والبل، قد تدفعه للهجوم على معقل المعارضة المسلحة في مارع. لكن القائد العسكري في “كتائب الصفوة” أبو الجود، يقول لـ”المدن” إن “سبب تقدم داعش هو ضعف الإمكانات وقلة الذخيرة، وبالمقابل هاجموا بأعداد كبيرة وأسلحة ثقيلة”. فالهجوم كان عنيفاً ومفاجئاً، وبأعداد كبيرة، بدليل أسر الثوار وقتلهم للعشرات من مقاتلي التنظيم.
وتنفي “الدولة” أيّ علاقة لمحاولة تقدمها في الريف الشمالي، بمعارك المعارضة مع قوات النظام في حندرات، أو استعداداتهم الجارية لمعركة “فتح حلب”. يقول أحد المقربين من التنظيم إن “الدولة الإسلامية تنظر للصحوات المرتدين والنظام النصيري بعين واحدة فالصحوات عملاء للغرب موالون له، والنظام أجير إيران المجوسية وروسيا الملحدة، وقريباً سنفتح حلب، ونخلصها من الاثنين”. وبعكس ما يعلنه التنظيم، فعملياته أربكت المعارضة المسلحة، وهذا هو هدفها الحقيقي، لأنّ التنظيم غير مستعد لمعركة حلب، التي تتطلب قوة بشرية، وإمكانات كبيرة.
التنظيم يشاغل الثوار، ريثما يستعد للمعركة، ورغم هذا يسعى التنظيم والنظام، لخلط الأوراق. يقول الناشط أبو البراء الحلبي: “الكل يعلم أن الثوار يعملون في جبهات حلب، وهم مشغولون عن جبهة الريف الشمالي. لذلك يحاول التنظيم استغلال نقطة الضعف هذه لتوسيع مناطق نفوذه. ولا سيما أن تقدم الثوار في إدلب يرعب التنظيم. والنظام أصبح ضعيفاً ويفكر بتسليم مناطقه لتنظيم الدولة، ليقول للعالم أن البديل عنه هو داعش”.
وكانت قوات النظام قد انسحبت من الفئة الثالثة في المدينة الصناعية، ليوم واحد، لصالح التنظيم، دون قتال. ثم انسحب التنظيم وعاد النظام إلى مواقعه، في تبادل أدوار مريب، يبعث برسالة واضحة للمعارضة المسلحة، عن امكانية تبادل المواقع بين الطرفين. وينكر موالو التنظيم ذلك، لكن الوقائع على الأرض، تثير مخاوف المعارضة من التعاون والتنسيق بين التنظيم والنظام.
ويؤكد مقربون من التنظيم، أنّ الهدف من الهجوم على الطوقلي والقرى الحدودية في الريف الشمالي، هو السيطرة على الشريط الحدودي كاملاً، وقطع أي طريق للثوار نحو تركيا. وتأتي العملية، بحسب موالي التنظيم، استباقاً للنوايا التركية الأميركية، لتدريب المعارضة المسلحة، بغرض مقاتلة “الدولة الإسلامية”.
ويعتقد التنظيم أنَّ وجود النظام في حلب قارب على النهاية، وبالتالي يجب إنهاء “الصحوات المسؤولة عن بقاء النظام حتى الآن في حلب”. يقول أبو عبدالله الأنصاري: “لو كانت الصحوات جادة بتحرير حلب، لما انسحبت من كثير من المواقع وسلمتها للنصيرية. وكيف لمن يقتتلون على سرقات، تحرير مدينة؟ نحن ننظف ظهرنا في الريف الشمالي، قبل دخول حلب، حتى لا يُغدر بنا كما حصل سابقاً”.
وتؤكد المعارضة المسلحة، أنَّ خطط التنظيم ستفشل، وأنّها قادرة على تحرير سوريا من النظام والتنظيم، وباستطاعتها امتصاص الصدمة ودحر التنظيم على أعقابه. يقول القائد العسكري في “كتائب الصفوة”: “من قاوم أربع دول النظام السوري وإيران وروسيا والعراق والميليشيات الطائفية المرتزقة من كل دول العالم، لأربع سنوات، لن يصعب عليه طرد عصابات البغدادي الباغية من أرضنا الطاهرة”.
دي ميستورا يُدين القصف بالبراميل..وقوات إيرانية في اللاذقية
بعد القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة الباب بريف حلب، أدان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، السبت، ولأول مرة، استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة في قصف المدنيين، واصفاً ذلك بـ”الوحشية”.
وقال بيان صادر عن مكتب دي ميستورا، إن 70 شخصاً على الأقل، قتلوا في غارات متتالية لمروحيات تابعة لحكومة النظام في سوريا، قصفت بالبراميل المتفجرة، مناطق مدنية في مدينتي حلب والباب بريفها، مشيراً إلى أن العديد من الجثث لم يعد من الممكن التعرف عليها. وأكد دي ميستورا، على ضرورة أن يندد المجتمع الدولي بالهجوم بأشد العبارات، مضيفاً: “لم يتسن تطبيق خطة وقف الاشتباكات في حلب، لكن رغم ذلك، لا يمكن القبول، على الإطلاق، بقيام القوات الجوية السورية بقتل مواطنيها على أراضيها بوحشية دون تمييز”. وشدد المبعوث الأممي على ضرورة وقف استخدام البراميل المتفجرة، مؤكداً أن كافة الأدلة تظهر سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في مثل هذه الغارات الجوية العشوائية.
وشهدت مدينة الباب، السبت، مجزرة مروعة، تسببت في مقتل 90 شخصاً بينهم أطفال ونساء، بعد أن قصفت مروحيات النظام سوقاً شعبياً مزدحماً بالبراميل المتفجرة. وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن حصيلة ضحايا السبت، بلغت ما لا يقل عن 136 قتيلاً من المدنيين، بينهم 90 في حلب، و20 في إدلب. كما قضى 30 مدنياً بينهم نساء وأطفال، السبت، جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على حي الفردوس في مدينة حلب، وتعرض الحي لقصف بصواريخ “فيل” من مقرات قوات النظام في حي الحمدانية.
من جهة أخرى، قام تنظيم “الدولة الإسلامية” بنسف معتقل تدمر، الذي استخدمه النظام السوري، كمعسكر اعتقال طيلة عقود، ونفذت فيه أبشع الجرائم ضد الإنسانية. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن السجن كان خالياً وقت التفجير. وأعلن التنظيم تفجير السجن في بيان كما نشر مؤيدوه صوراً لسحب ضخمة من الدخان الرمادي فوق المجمع المترامي الأطراف. وكان تقرير لمنظمة “العفو الدولية”، في العام 2001، وصف السجن بأنه “مصمم لإنزال الحد الاقصى من البؤس والإذلال والخوف بالسجناء”.
وفي السياق، نقلت “الجزيرة نت”، عن مصدر مطلع قوله إن 1500 جندي من “الحرس الثوري الإيراني” وصلوا إلى بلدة صلنفة في ريف اللاذقية، مساء الجمعة. وأفاد المصدر بأن القوات الإيرانية ستتسلم نقاط تمركز قوات النظام ومليشيات الدفاع الوطني و”حزب الله” اللبناني، كما ستتولى أمر نقاط الحراسة على هذا المحور من الجبهة. ولم يستبعد أن تحضر لهجوم واسع بهدف السيطرة على جبل الأكراد، لطمأنة الطائفة العلوية في الساحل السوري، التي باتت تعيش حالة رعب مع تقدم ثوار إدلب باتجاه الساحل.
يأتي ذلك بالتزامن مع أنباء عن جولة قام بها قائد “لواء القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” قاسم سليماني، السبت، على محاور القتال حول قمة النبي يونس بريف اللاذقية.
المعارضة تبدأ معركة التصدي لتنظيم الدولة بحلب
أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء معركة لاستعادة السيطرة على البلدات التي خسرتها جراء هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على ريف حلب الشمالي شمال البلاد، بينما أكدت فصائل كردية السيطرة على قرية بمحافظة الرقة(وسط) بعد معارك مع التنظيم.
وأصدرت غرفة عمليات تحرير حلب أمس الأحد بيانا اتهمت فيه تنظيم الدولة بأنه شريك للنظام السوري، متهمة التنظيم بطعن المجاهدين في ظهورهم، على حد وصفها.
وأوضح البيان أن العملية العسكرية بدأت لصد التنظيم واستعادة البلدات في ريف حلب الشمالي، وأن هذه العملية “لن تثنيها عن معركة فتح مدينة حلب”.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد أعلن في اليوم نفسه سيطرته على بلدات الحصية والبُل وغرناطة وصوران في محيط مدينة مارع بريف حلب، حيث نصب مقاتلوه حواجز ونقاط تفتيش.
وجاء ذلك في وقت واصلت فيه قوات النظام قصفها مناطق سيطرة المعارضة في أحياء مدينة حلب، من بينها النيرب والأعظمية والسكري والإنذارات ومناشر البريج.
تقاسم السيطرة
وتتقاسم السيطرة على محافظة حلب عدة قوى، هي قوات المعارضة والنظام وتنظيم الدولة، والقوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
ويسعى تنظيم الدولة -وفق مصادر المعارضة- إلى فرض الحصار الذي عجزت قوات النظام عن فرضه على مناطق المعارضة في حلب، ولتقطيع طرق إمداد مناطق المعارضة مع الريف الشمالي.
كما تجد قوات المعارضة -التي كانت تتأهب لاستنساخ نجاحاتها في إدلب- نفسها الآن في مواجهة مفتوحة مع تنظيم الدولة شمال حلب، وتقول مصادر في المعارضة إن قواتها تركت وحيدة في مواجهة التنظيم دون دعم من قبل طيران التحالف الدولي على غرار الدعم الذي يقدم للقوات الكردية بمناطق أخرى.
وفي سياق متصل، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية -في بيان على موقعها على الإنترنت- أن مقاتليها سيطروا على قرية الحرية غرب تل أبيض بمحافظة الرقة، بعد معارك مع تنظيم الدولة الذي قالت إنه سحب قواته منها.
وإلى الشرق من تل أبيض، أعلنت القوات الكردية أنها سيطرت على قرية العدوانية، بالتعاون مع مقاتلي المعارضة المسلحة، كما أكدت مصادر للجزيرة أن المعارك ستستمر حتى الوصول إلى المدينة التي تعتبر أبرز معاقل التنظيم بمحاذاة الحدود مع تركيا.
تسجيل لتعذيب النظام جنوده الفارين من مواجهة المعارضة السورية
بث نشطاء المعارضة السورية تسجيلاً مصوراً على مواقع الإنترنت يظهر قيام ضباط في جيش النظام بتعذيب جنودهم الذين فروا من القتال مع فصائل المعارضة المسلحة في محافظة إدلب بشمال البلاد.
وقال نشطاء المعارضة إنهم حصلوا على التسجيل من جهاز الهاتف المحمول الخاص بضابط قُتل نهاية الأسبوع الماضي أثناء المعركة التي سيطروا بها على مدينة أريحا، وهي آخر المدن التي كانت تحت سيطرة النظام السوري في ريف إدلب الغربي.
ويظهر التسجيل ضباطا يمارسون التعذيب ضربا وشتما واتهاما بالخيانة على جنود تمت تعريتهم في مكان مغلق، وذلك عقابا لهم على الفرار قبل أسابيع قليلة من معركة معسكر القرميد التي فتحت الباب أمام تقدم المعارضة للسيطرة على ريف إدلب الغربي.
وكان جيش الفتح التابع لقوات المعارضة السورية قد سيطر أواخر الشهر الماضي على معسكر القرميد الواقع جنوب شرق مدينة إدلب، بعد هجوم شنه عليه بأسلحة ثقيلة، وهو معسكر يتمتع بأهمية إستراتيجية، كما كان يحوي كميات كبيرة من الدبابات والمدافع.
رفض سعودي ـ مصري لأي دور للأسد في مستقبل سوريا
الرياض – قناة العربية
أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عدم وجود خلاف بين السعودية ومصر حول ملفي اليمن وسوريا. وشدد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، سامح شكري، في القاهرة، اليوم الأحد، على أن “التنسيق بين مصر والسعودية مستمر بخصوص سوريا واليمن”.ولفت إلى أن الجميع متفقون على أن لا دور للأسد في مستقبل سوريا، وهناك محاولات لإقناع روسيا بالتخلي عن بشار الأسد.
وكشف الجبير عن وجود جهود لاستئناف المفاوضات السياسية في اليمن، مؤكداً دعم بلاده لأي جهود لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وقال إن إيران الدولة الوحيدة التي تتدخل في شؤون المنطقة، قائلا “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تدخلات إيران في المنطقة”.
بدوره، قال شكري إن مصر جزء من تحالف دعم الشرعية في اليمن، مشيراً إلى أنه بحث مع نظيره السعودي الأوضاع في العراق وتفشي الإرهاب.
ولفت إلى إدانة مصر للحوادث الإرهابية التي تعرضت لها السعودية أخيرا.
نظام الأسد يستنجد بمؤيديه للانضمام للوحدات العسكرية
دبي- قناة العربية
نشر ناشطون على الانترنت نص إعلان نسب إلى قوات النظام السوري تنوي من خلاله تشكيل ما سمي في المنشور “لواء درع الساحل” وقد وجهت الدعوة إلى المتخلفين عن الخدمة العسكرية.
ويبدو أن الخسائر الثقيلة التي لحقت بقواته خلال الأشهر الاخيرة خاصة بإدلب أجبرت النظام على السعي المحموم إلى ضم المزيد من العناصر.
فبعد أن شهدت المحافظات السورية مصرع ما لا يقل عن 7 آلاف و338 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين خلال اشتباكات مع جبهة النصرة وتنظيم داعش والفصائل المقاتلة، باتت قوات النظام تستجدي انصارها بغية تجنيدهم للواء درع الساحل من خلال توزيع مناشير في المدن والبلدات والقرى، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ووجهت الدعوة إلى الأهالي للالتحاق باللواء بذريعة حماية مناطقهم مقابل رواتب للمتطوعين لا تتجاوز 140 دولارا شهريا أي ما لا يصل إلى الحد الأدنى للرواتب بمقاييس العام 2011.
أسبوع ثقافي من أجل سوريا بالاتحاد الأوروبي
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ينطلق معرض “سوريا: الفضاء الثالث” في مبنى الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، بدعم من المجلس الثقافي البريطاني، في الأول من يونيو وحتى الخامس منه.
ويأتي هذا المعرض في إطار أسبوع من النقاشات والعروض التي تهدف للتعريف بأهميّة الفن والثقافة في دعم عمليّة الصمود والمصالحة.
وتتنوّع الأعمال المعروضة بين أفلامٍ وثائقيّة صوّرتها نساء سوريات اضطررن للنزوح من منازلهنّ، وصور فوتوغرافيّة التقطها ناشطون خاطروا بحياتهم من أجل اطلاع العالم على تفاصيل الحياة اليوميّة للمواطن السوري، وأنواع أخرى من الفنون.
وينظم المجلس الثقافي البريطاني عرضا ونقاشا لفيلم وثائقي بعنوان “ملكات سوريا” لياسمين فضّة التي وثّقت الجهود الاستثنائية التي قامت بها مجموعة من اللاجئات السوريات في إنتاج نسختهم المسرحيّة لواحدة من أقدم المسرحيّات “نساء طروادة”.
وتتخلل فعاليات الأسبوع ندوة تحت عنوان “الثقافة والنزاع: قوة الثقافة في الصمود والمصالحة” يدلي فيها ناشطون في المجتمع المدني وفنانون سوريون بآرائهم حول الموضوع.
ويتضمن المعرض 30 عملا فنيا، ومن بينها مشروع فيديو جرافيكي تحت عنوان “بلا سما” لكل من محمد عمران وبيسان الشيخ للتعبير عما يحصل في سوريا، حيث اختارا الفن كوسيلة للتعبير عن حزنهم على ما يحدث في بلادهم من دمار ومسح لقرى ومدن كاملة من الذاكرة.
وحتى الحياكة لها نصيبها في المعرض، ومنها قصّة الوشاح الذي يستمرّ محمد خيّاط في تطريزه محاكياً ومستعيداً ذكريات حياكة أمه لملابسه، فينتقل بين اللاجئين السوريين الذين يقدمون قطعة ملابس يملكونها، يضيفها محمد إلى وشاحه، ويكسو بها اللاجئ ويلتقط له/لها صورة.
وستتيح أنشطة هذا الأسبوع الثقافي الفرصة للجمهور الأوروبي للتعرّف على جهود وأعمال الفنانين السوريين وقدرتهم على خلق الحياة والفن في ظل مشاعر الحنين إلى وطنهم الأم في الاغتراب، ومشاعر الحزن على ما يرونه من دمار جرف الماضي وقد يطيح بالمستقبل.
وتكشف الفعاليات عن مواهب قام بها هواة ومحترفون لشق بصيص أمل وواحة حريّة في جدار الحرب السوريّة.
مسلحو “الدولة” يحتلون بلدة صوران إعزاز قرب الحدود السورية التركية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إن مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” حققوا تقدما في مواجهة مسلحين اسلاميين منافسين في شمال سوريا يوم الأحد واحتلوا مناطق قرب معبر حدودي مع تركيا.
وذكر المرصد أن مسلحي “الدولة الاسلامية” (داعش) سيطروا على بلدة صوران أعزاز وقريتين مجاورتين بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي “الجبهة الشامية” التي تضم مسلحين اسلاميين وآخرين موالين للغرب.
وقال المرصد إن هذا يعني أن التنظيم بات بإمكانه التحرك عبر طريق يقود شمالا إلى معبر باب السلامة الحدودي بين محافظة حلب السورية ومحافظة كلس التركية.
ونقلت وكالة رويترز عن اثنين من مسلحي “الجبهة الشامية” قولهما إن سقوط صوران أعزاز بأيدي تنظيم “الدولة الاسلامية” يعتبر ضربة قوية للجبهة لأن البلدة تقع على خط امداد رئيسي لنقل الاسلحة الى القسم الشرقي من حلب.
وكانت “الجبهة الشامية” قد شكلت في حلب في محاولة لتوحيد الفصائل المعارضة للنظام الذي يقوده الرئيس بشار الاسد، والتي كانت تتقاتل فيما بينها.
ونقلت رويترز عن مسلحي الجبهة قولهم إن التطور الأخير يقوض خططها لشن هجوم قبيل حلول شهر رمضان يستهدف السيطرة على اجزاء من مدينة حلب ما زالت بقبضة القوات الحكومية.
وقال المرصد إن هدف تنظيم “الدولة الاسلامية” المقبل قد يكون بلدة أعزاز التي تقع على مسافة 10 كيلومترات الى الشمال الشرقي من صوران أعزاز وتعتبر بوابة لمعبر حدودي مع تركيا.
كما قتل ما لا يقل عن خمسة وعشرين شخصا معظمهم من الاطفال بشمال سوريا في حادث انفجار صهريج وقود في عيادة طبية بمدينة القامشلي الكردية أثناء تلقيهم لتطعيمات ضد شلل الاطفال.
التايمز :”حملة تطهير عرقي كردية ضد العرب السنة شمالي سوريا“
قاتل الأكراد بالتعاون مع الأمريكيين ضد تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرق سوريا
التايمز نشرت موضوعا تحت عنوان “طرد 10 ألاف عربي من مناطقهم شمالي سوريا بسبب التطهير العرقي الكردي”.
تقول هنا لوسيندا سميث في الموضوع الذي أعدته للجريدة إن نحو 10 ألاف من العرب السنة نزحوا عن منازلهم فرارا مما يبدو أنه حملة تطهير عرقية تمارسها الميليشيات الكردية المسلحة ضدهم في شمال شرقي سوريا.
وتضيف سميث إن جمعيات حقوق الإنسان العاملة في المنطقة أكدت لها أن ميليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي” تقوم بإحراق قرى العرب السنة في المنطقة بعدما سيطرت على بعض المناطق أخيرا.
وتوضح أن الوحدات الكردية هي أقرب حلفاء الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرقي سوريا خلال الأشهر الماضية.
وتضيف سميث أن أغلب هذه القرى تحيط بمدينة عين العرب “كوباني” التى أصبحت تشكل رمزا للصمود الكردي بعدما صمدت أمام “مقاتلي الدولة الإسلامية” 4 أشهر متواصلة العام الماضي.
وتقول سميث إن الحملة الكردية تبدو انتقاما مما يقولون إنه تعاطف السنة مع “مقاتلي” التنظيم الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا العام الماضي.
وتؤكد أن منطقة الحدود السورية التركية تناوب السيطرة عليها منذ عام 2013 النظام السوري ثم الجيش السوري الحر ثم تنظيمات مقربة من القاعدة ثم “الدولة الإسلامية” والميليشيات الكردية.
وتوضح أن عددا من أعيان القرى المحيطة بعين العرب توجهوا لأحد قادة الميليشيات الكردية فأكد لهم أن جميع الشباب في هذه القرى مطلوبون للميليشيات الكردية بشكل خاص وهو ما دفع عشرات الألاف من العرب السنة للنزوح عن قراهم.
الرمادي لن تعود قريبا
تحاول قوات العامري قطع خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرق العراق
الديليتليغراف نشرت موضوعا عن تنظيم الدولة الإسلامية تحت عنوان “زعيم الميليشيات العراقية القوي يقول إن الحكومة لاتستطيع استعادة الرمادي من تنظيم الدولة الإسلامية”.
الموضوع عبارة عن مقابلة أجراها مراسل الصحيفة ريتشارد سبنسر مع القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى هادي العامري أكد فيها أن استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار لن يدفعه لتغيير استراتيجيته في التصدي للتنظيم.
ويعتبر العامري الذي يتزعم “ميليشيا فيلق بدر ضمن قوات الحشد الشعبي” الشيعية أن الحكومة لن تحاول استعادة الرمادي من أيدي “الدولة الإسلامية” خلال الفترة القريبة المقبلة.
ويوضح سبنسر أن العامري يعد أقوى قادة “الميليشيات” في العراق مؤكدا أنه أجرى اللقاء معه قرب خطوط المواجهة بين “ميليشياته ومقاتلي الدولة الإسلامية” في بلدة النباعي شمال شرقي الرمادي.
ويضيف سبنسر أن العامري قال إن فكرة الهجوم المضاد الوشيك على الرمادي التى يعد بها رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين العراقيين “مضحكة” وأضاف “أي شخص يقول لكم ذلك مجرد كاذب”.
ويوضح سبنسر أن العامري يقود قواته في محاولة لعزل خطوط الاتصال والإمداد لقوات “الدولة الإسلامية” في العراق عن بقية المناطق الأهلة بالسكان السنة.
ويقول سبنسر إن العامري قام مع قاسم سليماني قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني بتطوير خطط عمل “الحشد الشعبي” لمواجهة “الدولة الإسلامية” بشكل أثبت نجاحا أكبر من السياسات الأمريكية في العراق.
هدف خلف التخريب
سيطر التنظيم على تدمر بشكل سريع بعد انسحاب القوات الحكومية
الإندبندنت نشرت موضوعا لروبرت فيسك تحت عنوان “هناك هدف خلف تخريب الدولة الإسلامية”.
ويقول فيسك إنه يجد من الغريب أن يهتم الجميع بالدمار في تدمر رغم أنه من المقنع أن يشعر البعض بذلك خوفا من وقوع المدينة في أيدي “مقاتلي الدولة الإسلامية” الذين يصفهم بأنهم “مخربون بهدف التخريب فقط”.
ويوضح فيسك إنه يقارن بين المساحات التى أفردتها الصحف لاستيلاء التنظيم على تدمر الموقع التراثي من العصر الروماني بتلك المساحات التى أفردتها لقتل ما بين 200 و400 شخص في المدينة فيجد الميزان مائلا.
ويقول فيسك إن حياة إنسان واحد أو طفل أو سيدة تساوي أكثر من كوكب الأرض بأسره.
وينتقد فيسك خدمة بي بي سي العالمية على تغطيتها “الفقيرة للقتلى في تدمر عبر تقرير قصير ثم لحق به سريعا تقرير أطول وأعمق عن الخطر الذي يهدد أحد طيور المدينة المعرضة للانقراض”.
ويتسائل فيسك “هل كنا سنقوم بالتغطية نفسها إذا كان القتلى من البريطانيين؟”.
ويستعرض فيسك تاريخ المدينة منذ عهد الملكة زنوبيا مرورا بالتاريخ الإسلامي حيث فتحها “القائد الإسلامي العظيم وأحد أبرز جنود الخلافة وأحد صحابة النبي”.
ويوضح أن المعبد الروماني الذي كان قائما في المدينة أنذاك تم تحويله إلى مسجد بينما تحولت أغلب الأنقاض الرومانية إلى مصدر للحجارة الخاصة بالبناء.
ويختم فيسك مقاله قائلا “هناك بالفعل إعدامات يقوم بها “مقاتلو” التنظيم في المسرح الروماني في تدمر، إذاً دعونا نحرص على أن تكون طيور المدينة النادرة بعيدة عن هذه الإعدامات”.
تنظيم الدولة الإسلامية يتقدم على حساب مقاتلين للمعارضة السورية قرب تركيا
من سليمان الخالدي وسيلفيا وستول
عمان/بيروت (رويترز) – قال مقاتلون وجماعة تراقب الحرب الأهلية في سوريا إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية حققوا تقدما في مواجهة مقاتلين منافسين من المعارضة السورية في شمال البلاد يوم الأحد واستولوا على مناطق قرب معبر حدودي مع تركيا وهددوا طريق إمدادات لمقاتلي المعارضة في مدينة حلب.
واستولى مقاتلو التنظيم على بلدة صوران أعزاز وقريتين قريبتين بعد اشتباكات مع مقاتلين من تحالف شمالي تشكل في ديسمبر كانون الأول الماضي ويضم مقاتلين مدعومين من الغرب ومقاتلين إسلاميين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الحرب إن هذا يعني أن التنظيم بات بإمكانه التحرك عبر طريق يقود شمالا إلى معبر باب السلامة الحدودي بين محافظة حلب السورية واقليم كلس التركي.
وقال مقاتلان إن خسارة البلدة تمثل ضربة للمقاتلين الذين تجمعوا تحت مظلة ما يعرف باسم تحالف الجبهة الشامية لان المنطقة تقع على ممر إمدادات مهم لنقل الأسلحة إلى حلب.
وقال أبو بكر وهو قائد ميداني للتحالف في رسالة عبر الانترنت “خط الامداد الرئيسي بين تركيا وحلب سيتأثر بشدة.”
وتشكلت الجبهة الشامية في حلب في مسعى لتوحيد الصف بين الفصائل في سوريا التي كثيرا ما تتقاتل فيما بينها إلى جانب قتال الجيش السوري والجماعات المتشددة الأمر الذي يقوض الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.
وقال مقاتلون إن مكاسب تنظيم الدولة الإسلامية قوضت خططا لشن هجوم أوسع كان يجري الإعداد له قبل شهر رمضان للاستيلاء على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب.
وذكر سكان في شرق حلب أن قوافل من المقاتلين تتوجه عائدة إلى مناطق في ريف صوران في مسعى لصد الدولة الإسلامية. وتسيطر قوات الحكومة على غرب المدينة.
*لا ضربات
ونفذت قوات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة أحدث غارات قصف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق قرب بلدة كوباني السورية القريبة من تركيا وفي محافظة الحسكة الشمالية الشرقية لكن لم تقصف حلب والمناطق المجاورة.
وقال ابو عبده العضو في كتيبة معارضة ليست جزءا من الجبهة الشامية لكن تحارب في نفس المنطقة إن الدولة الاسلامية “تتجه الى الحدود التركية… إذا حدث ذلك فلا أعرف من سيمكنه تفسير سبب أن الائتلاف لا يقصفهم.”
واضاف “هم لا يقصفون النظام بسبب الظروف الدولية التي يحتاجون لوضعها في اعتبارهم. لكن عدم قصف الدولة الاسلامية على تلك الجبهة بالتحديد لن يترك اثرا جيدا لدى مقاتلي المعارضة.” وحذر من أن الاحتمال يزيد لانضمام الناس الى الجماعات المتشددة نتيجة لذلك.
وقال المرصد إن المحطة التالية للمعارك ستكون مدينة أعزاز السورية التي تبعد عشرة كيلومترات إلى الشمال وتشكل مدخلا للتنظيم إلى المعبر الحدودي القريب منها.
وقال مقاتل آخر من كتيبة نور الدين الزنكي وهي جزء من الجبهة الشامية “أي تقدم صغير للدولة الاسلامية سيوصلهم إلى أعزاز.”
ومدينة أعزاز التي يتدفق عليها الاف اللاجئين الهاربين من العنف من شمال سوريا هي أيضا ممر مهم للأسلحة والتجارة لمئات الشاحنات التي تحمل البضائع التركية إلى المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون في محافظتي حلب وإدلب.
وتسيطر الدولة الاسلامية على مساحات واسعة في العراق وسوريا وتقدمت سريعا في اجزاء اخرى من سوريا في الاسابيع القليلة الماضية لتستولي على مدينة تدمر في وسط البلاد وآخر معبر حدودي بين سوريا والعراق في الشرق.
وتحارب الجماعة مقاتلين من جماعات منافسة وايضا قوات الجيش السوري في الصراع المندلع منذ اربع سنوات.
وتقود وحدات حماية الشعب الكردية المعارك بشكل رئيسي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الحسكة التي تعتبر ذات موقع استراتيجي لجميع الأطراف في الصراع بسبب قربها من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في العراق.
ويبدو أن الدولة الاسلامية تخسر أرضا حول بلدة تل ابيض الواقعة الى الشمال من معقل التنظيم في مدينة الرقة. وذكرت مصادر عشائرية عربية وكردية أن تل ابيض من المدن القليلة على امتداد الحدود التركية التي ما تزال تحت سيطرة الدولة الاسلامية.
وتل ابيض هي نقطة الدخول الرئيسية للتنظيم الى تركيا من الرقة.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)