أحداث الاثنين 11 نيسان 2016
المعارضة السورية تتقدم في ريف اللاذقية
بيروت، دبي – أ ف ب، «الحياة»
ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأحد)، أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، وبين فصائل من المعارضة المسلحة في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية (غرب سورية)، في إطار معركة أطلق عليها اسم «وادخلوا عليهم الباب».
وأضاف المرصد أن قوات المعارضة تقدمت وسيطرت على تلتي «أبو علي» و«البيضاء» ومحاور أخرى. وتضم هذه القوات عناصر من «الفرقة الأولى الساحلية» و«حركة أحرار الشام» و«أنصار الشام» و«الفرقة الثانية الساحلية» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام).
من جهة ثانية، أعلن «المرصد السوري» اليوم، أن 35 عنصراً من قوات النظام والفصائل المقاتلة قتلوا خلال 24 ساعة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في ريف حلب الجنوبي، شمال سورية.
وأفاد «المرصد» بأن «معارك عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة أخرى، على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي».
وأضاف ان «19 مقاتلاً من الفصائل قُتلوا نتيجة القصف والاشتباكات في الـ 24 ساعة الفائتة، فيما سقط 16 آخرين من جانب قوات النظام والمسلحين الموالين لها».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «الاشتباكات جاءت اثر هجوم شنته الفصائل المقاتلة وعلى رأسها جبهة النصرة في محاولة للاستيلاء على مناطق في ريف حلب الجنوبي، أبرزها بلدتا خان طومان والحاضر، كانت قوات النظام استعادت السيطرة عليها بدعم جوي روسي» قبل نهاية العام.
وشنت قوات النظام هجوماً واسعاً في ريف حلب الجنوبي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتمكنت من التقدم والسيطرة على قرى وبلدات بدعم جوي من موسكو التي باشرت حملة جوية مساندة لدمشق في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي.
ويسري في سورية منذ 27 شباط (فبراير) الماضي وقف للأعمال القتالية في مناطق عدة بموجب اتفاق روسي – أميركي تدعمه الأمم المتحدة. ويستثني الاتفاق مناطق سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة».
في غضون ذلك، تواصل الفصائل المقاتلة وبينها «فيلق الشام» و«حركة أحرار الشام» المتحالفة مع «جبهة النصرة»، استهداف حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب، فيما لا يزال اتفاق وقف الأعمال القتالية صامداً في بقية أحياء المدينة.
ووفق «المرصد»، تستهدف الفصائل المقاتلة حي الشيخ مقصود منذ الهجوم الواسع الذي شنته قوات النظام في ريف حلب الشمالي في شباط (فبراير) الماضي والذي استغله المقاتلون الأكراد للتقدم في المنطقة وسيطروا على بلدات مهمة.
وأعلنت «غرفة عمليات حلب» التي تضم الفصائل المقاتلة في المدينة، السبت بحسب «المرصد» استعدادها «لتأمين إخلاء وعبور آمن لأهلنا من سكان حي الشيخ مقصود والتعهد بتأمين وصول آمن إلى مناطق خالية من الاشتباكات» بعد اتهامها «وحدات حماية الشعب» الكردية باستخدام المدنيين «كدروع بشرية».
وقُتل العشرات من السكان نتيجة استهداف الحي في الأسابيع الاخيرة، كان آخره الأربعاء الماضي حين قُتل 16 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال.
إلى ذلك، أعلن «المرصد» مقتل 24 عنصراً على الأقل من تنظيم «الدولة الاسلامية» بالإضافة الى ثمانية مدنيين جراء ضربات جوية نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، أبرز معاقل التنظيم في سورية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «قتل 24 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية على الأقل بينهم ثلاثة قياديين، بالإضافة الى ثمانية مدنيين بينهم امرأة جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يعلم إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي (بقيادة اميركية) أم للنظام السوري واستهدفت بعد منتصف الليل مدينة الرقة» شمال سورية.
دي ميستورا يعتبر من دمشق أن جولة المفاوضات المقبلة «بالغة الأهمية»
دمشق – أ ف ب
أكد الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الإثنين) من دمشق، أن جولة المفاوضات بين ممثلين للحكومة السورية والمعارضة المقرر انطلاقها في جنيف في 13 نيسان (أبريل) الجاري، «بالغة الأهمية» وستركز على بحث الانتقال السياسي.
وقال دي ميستورا بعد لقائه صباح اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريح للصحافيين أن «الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ستكون بالغة الأهمية لأننا سنركز فيها خصوصاً على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور». وأضاف: «نأمل ونخطط لجعلها بناءة ونعمل لجعلها ملموسة».
وتأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق بعد إعلانه الخميس الماضي، أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستبدأ في 13 نيسان (أبريل)، وأنه سيزور دمشق وطهران قبل استئنافها.
وأكد المعلم من جهته، «الموقف السوري في شأن الحل السياسي للأزمة والالتزام بحوار سوري بقيادة سورية ومن دون شروط مسبقة» بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وأكد أيضاً «جاهزية الوفد السوري للمفاوضات اعتباراً من 15 نيسان (أبريل) الجاري بسبب الانتخابات البرلمانية المرتقبة» الأربعاء المقبل، علماً أن خمسة من أعضاء الوفد الحكومي مرشحون للانتخابات التشريعية.
وانتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف في 24 آذار (مارس) من دون تحقيق أي تقدم حقيقي باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ منتصف آذار 2011.
ولا يزال مستقبل بشار الأسد نقطة الخلاف الرئيسة، إذ تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما تعتبر دمشق أن مستقبله ليس موضع نقاش ويتقرر عبر صناديق الاقتراع فقط. وأعرب دي ميستورا في ختام الجولة السابقة عن أمله بأن تكون المفاوضات المقبلة أكثر «واقعية» بالنسبة إلى مسألة الانتقال السياسي في سورية.
وقال دي ميستورا اليوم إنه بحث مع المعلم «أهمية حماية واستمرار ودعم وقف الأعمال القتالية الذي كما تعرفون لا يزال هشاً لكنه قائم»، مضيفاً: «نحن بحاجة للتأكد من استمرار تطبيقه على رغم بعض الخروقات».
ودخل اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ في مناطق سورية عدة في 27 شباط (فبراير) الماضي، بموجب اتفاق روسي – أميركي مدعوم من الأمم المتحدة. ويستثني الاتفاق تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و«جبهة النصرة»، اللذين يسيطران حالياً على اكثر من نصف الأراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان إلى ضربات قوات النظام وروسيا أو التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتناولت محادثات دي ميستورا مع المعلم مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. وقال دي ميستورا إن النقاش تطرق إلى «مسألة زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة كافة وإلى جميع السوريين»، منوهاً بتمكن برنامج الأغذية العالمي من إيصال مساعدات جواً أمس، إلى 200 ألف شخص محاصرين في مدينة دير الزور (شرق) من «داعش».
وأضاف: «هذا يظهر تصميمنا على محاولة الوصول إلى كل مكان حيث نستطيع حتى لو من خلال وسائل معقدة كإلقائها من الجو». وغادر دي ميستورا عقب التصريح دمشق التي وصلها الأحد عبر بيروت آتياً جواً من عمان ضمن جولة إقليمية.
النظام السوري «يستعد» للمفاوضات بتصعيد في حلب
لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
شن الطيران الروسي أمس غارات مكثفة على ريف حلب الجنوبي دعماً للقوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها في معاركها ضد فصائل معارضة، بالتزامن مع شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على الريف الشمالي للمدينة دعماً لفصائل معارضة لطرد «داعش» قرب حدود تركيا. وقال رئيس الوزراء السوري محمد وائل الحلقي ان الطيران الروسي والجيش النظامي يعدان معركة استعادة حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، فيما قالت بسمة قضماني الناطقة باسم «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة أن الهدنة على وشك الانهيار، وذلك عشية وصول المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى دمشق للقاء وزير الخارجية وليد المعلم اليوم قبل توجهه الى طهران في إطار تهيئة ظروف استئناف مفاوضات جنيف الأربعاء. وكان دي ميستورا أعلن قبل أيام انه لم يطلب لقاء الرئيس بشار الأسد خلال زيارته العاصمة السورية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بوقوع «معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة أخرى، على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي». وأضاف ان «19 مقاتلاً على الأقل من الفصائل قتلوا جراء القصف والاشتباكات في الـ 24 ساعة الفائتة مقابل 16 آخرين على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين». وأشار الى انه «ارتفع إلى نحو 40 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي السوري والروسي على أماكن في ريفي حلب الغربي والجنوبي».
في الطرف الآخر لحلب، استمرت المعارك بين «داعش» وفصائل معارضة. وقال «المرصد» إن قاذفات حربية «يعتقد بأنها تابعة للتحالف الدولي، نفذت ما لا يقل عن 22 ضربة جوية على مناطق في قريتي غزل وبراغيدة بريف حلب الشمالي الخاضعتين لتنظيم «داعش»، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين التنظيم من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة اخرى».
من جهتها، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الثوار استعادوا السيطرة على قرى جارز وبراغيدة ويحمول وتل حسين في ريف حلب الشمالي بعدما سيطر تنظيم الدولة عليها لساعات عدة». ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء التركية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «بدلاً من دخول جيشنا الأراضي السورية، يمكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد إلى أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم داعش». وتابع ان بلاده ستستمر في دعم الفصائل المقاتلة «برّاً وجوّاً من حدودنا، ونمتلك الإمكانات لذلك، وبهذه الطريقة يمكننا ضمان تطهير المنطقة من تنظيم داعش».
وفي شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» إن «ما لا يقل عن 24 عنصراً من تنظيم «داعش بينهم 3 قياديين أحدهم من جنسية غير سورية بينهم قيادي شرعي، قتلوا جراء غارات من طائرات حربية على الرقة معقل التنظيم» ولم يعلم ما إذا كانت الطائرات روسية أم تابعة للتحالف أم للنظام السوري.
ونقلت وكالة أنباء روسية عن الحلقي قوله لنواب روس في دمشق امس إن الحكومتين الروسية والسورية «تعدان معاً عملية لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه»، في حين قالت قضماني في تصريحات صحافية: «في الأيام العشرة الأخيرة شهدنا تدهوراً خطيراً جداً ووقف إطلاق النار على وشك الأنهيار»، مشيرة الى «استئناف استخدام البراميل المتفجرة». وأضافت: «تم توجيه ضربة للمعارضة، هذا أمر مؤكد» حيث ان روسيا «هاجمت طرق امداد كتائب المعارضة المعتدلة على الميدان حتى بعد بدء سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية في شباط (فبراير) الماضي.
ويتوقع ان تكون خروقات الهدنة وموضوع عرقلة ادخال المساعدات الانسانية الى مناطق محاصرة خصوصاً داريا ودوما وحرستا في ريف دمشق ضمن محادثات دي ميستورا مع المعلم ونائبه فيصل المقداد اليوم، على أمل توفير ارضية مفاوضات السلام بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف التي يتوقع أن تستأنف بعد غد الأربعاء. وقال «المرصد» أمس ان قوات النظام قصفت مدينة دوما وبلدة بالا في الغوطة الشرقية لدمشق فيما نفذت نساء وقفة في مدينة داريا احتجاجاً على استمرار الحصار ومنع دخول مساعدات إنسانية بعد ٤٤ يوماً على تنفيذ اتفاق «وقف العمليات العدائية».
من جهة اخرى قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أكدا في اتصال بينهما أمس الحاجة إلى مزيد من التعاون بين بلديهما لترسيخ الهدنة في سورية.
مقتل 4 من القوات الخاصة الإيرانية في سورية
دبي – رويترز
قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء اليوم (الإثنين)، إن أربعة جنود في الجيش النظامي الإيراني قتلوا في سورية بعد أسبوع واحد من إعلان طهران نشر قوات «كوماندوس» خاصة لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع المندلع في البلاد.
وطهران حليف إقليمي للرئيس الأسد ودعمته عسكرياً واقتصادياً لقتال مقاتلي المعارضة. وحتى الآن كان معظم الإيرانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من قوات «الحرس الثوري» الإيراني. ومن المعتقد أن إيران أرسلت المئات من المستشارين العسكريين.
لكن ضابطاً في القوات البرية بالجيش الإيراني قال الأسبوع الماضي، إن «قوات خاصة من اللواء 65 في الجيش ووحدات أخرى أرسلت إلى سورية كمستشارين».
وقالت «تسنيم» إن «أربعة من أول مستشارين عسكريين لجيش الجمهورية الإسلامية… قتلوا في سورية على يد جماعات تكفيرية». وقالت الوكالة إن أحدهم يدعى محسن قيطاسلو وهو من القوات الخاصة إلا أنها لم تذكر أسماء الباقين.
وفي تعليق على نشر «اللواء 65» في سورية، قال قائد القوات البرية البريغادير جنرال حميد رضا بوردستان اليوم، إن إستراتيجية إيران الجديدة هي إرسال المزيد من المستشارين للحرب السورية.
وكانت إيران أعلنت الإثنين الماضي، إرسال لواء من «القوات الخاصة» في جيشها النظامي إلى سورية، في أول إقرار من نوعه، بعدما كانت تكتفي سابقاً بالقول إن ليس لديها سوى «مستشارين» يساعدون الجيش السوري. وجاء هذا الإعلان بعد أيام فقط من النكسة التي مُنيت بها القوات الحكومية وميليشيات شيعية أجنبية على أيدي «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية أخرى على جبهة العيس في ريف حلب الجنوبي.
دو ميستورا في دمشق ويلتقي المعلم اليوم كيري ولافروف يؤكدان الحاجة إلى تثبيت الهدنة
أعلن الجيش السوري أنه صد هجوماً شنه مسلحو “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في ريف حلب الجنوبي، فيما أكد وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الحاجة الى مزيد من التعاون لتثبيت اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا التي وصل إليها المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا تمهيداً لجولة جديدة من محادثات جنيف في 13 آذار الجاري.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري سوري أن “وحدات من الجيش وجهت ضربات مكثفة طاولت تجمعات المسلحين وأوكارهم في محيط بلدة خان طومان وقريتي العيس ومويلح”، وأن “المجموعات المسلحة تكبدت خسائر فادحة في الأفراد والعتاد”.
إلى ذلك، اعترفت تنظيمات مسلحة، في صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي بمقتل ما لا يقل عن 14 من أفرادها في محيط مخيم حندرات في ريف حلب الشمالي.
وأفاد ناشطون سوريون أن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي من “حزب الله” والجيش السوري والمسلحين الموالين له من جهة، و”جبهة النصرة” والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، في محيط بلدات خان طومان والزربة في ريف حلب الغربي ومحيط بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي.
وأضافوا أن تنظيم “جبهة النصرة” تمكن من استعادة سيطرته على قرية الخالدية شمال غرب خان طومان، فيما أوقعت اشتباكات في محيط مخيم حندرات بريف حلب الشمالي، خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما أسفرت عن أسر أفراد عدة من الفصائل الإسلامية.
وقصفت المجموعات المسلحة مناطق في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 24 عنصراً على الاقل من تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) الى ثمانية مدنيين جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية لم تعرف هويتها على مدينة الرقة، أبرز معاقل الجهاديين في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل 24 عنصراً من تنظيم الدولة الاسلامية على الاقل بينهم ثلاثة قياديين، بالاضافة الى ثمانية مدنيين بينهم امرأة جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للائتلاف الدولي (الذي تقوده الولايات المتحدة) أم للنظام السوري واستهدفت بعد منتصف ليل أمس (السبت) مدينة الرقة” في شمال سوريا.
الحلقي
ونقل عن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن سلاح الجو الروسي والجيش السوري يُعدان عملية مشتركة لاستعادة حلب.
وقال لمشرعين روس يزورون سوريا إن البلدين تعدان معاً عملية “لتحرير” حلب.
ونسبت إليه وكالة “تاس” الروسية الرسمية :”نحن مع شركائنا الروس نحضر لعملية لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه”.
وقال عضو مجلس الاتحاد الروسي ديمتري سابلين وأحد أفراد الوفد لوكالة الإعلام الروسية :”الطيران الروسي سيدعم عملية الهجوم البري للجيش السوري”.
الهيئة العليا للمفاوضات
ورأت العضو في وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من مؤتمر الرياض للمعارضة السورية بسمة قضماني، أن اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا “على وشك الانهيار”.
وصرحت لصحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية : “شهدنا في الأيام العشرة الأخيرة تدهورا خطيرا جدا، فيما صار وقف النار على وشك الانهيار”، مشيرة إلى “استئناف القصف بالبراميل المتفجرة”.
كيري ولافروف
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وكيري أكدا الحاجة إلى مزيد من التعاون بين بلديهما لترسيخ الهدنة في سوريا. وأضافت أن الوزيرين رحبا أيضا باتفاق وقف النار في إقليم ناغوروني- قره باخ الانفصالي في أذربيجان.
دو ميستورا
وقبل أيام من معاودة محادثات جنيف، وصل دو ميستورا الى دمشق آتياً من بيروت التي كان وصل اليها جوا من عمان، من غير أن يدلي بأي تصريح، على ان يلتقي اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
هجمات للتنظيمات “الجهادية” تُهدّد الهدنة
“داعش” يُسيطر على مخيم اليرموك كاملاً
سيطر تنظيم “داعش”، الاثنين، على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين كاملاً بعد معارك شديدة مع جبهة “النصرة” التي انسحبت من المخيم الواقع على الأطراف الجنوبية للعاصمة السورية دمشق.
وفي تهديد للهدنة الصامدة في مناطق عدة قبل يومين من استئناف مفاوضات جنيف، شنّت جبهة “النصرة” والفصائل المقاتلة المتحالفة معها هجمات في شمال ووسط وغرب سوريا، الاثنين.
ففي شمال سوريا، تمكّن تنظيم “داعش” من استعادة السيطرة على بلدة الراعي التي تشكل نقطة عبور رئيسية لمقاتليه من والى تركيا، بعدما كانت فصائل مقاتلة سيطرت عليها الخميس.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن: “شنّت جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها ثلاث هجمات متزامنة على مناطق عدة في محافظات حلب (شمال) وحماه (وسط) واللاذقية (غرب) حيث تخوض اشتباكات عنيفة ضد الجيش السوري”.
وتمكّنت هذه الفصائل، بحسب “المرصد”، من السيطرة على تلة كانت تحت سيطرة الجيش السوري في محافظة اللاذقية الساحلية.
وأكد مصدر عسكري سوري أن “الجماعات المُسلّحة تُحاول شنّ هجوم ضدّ مواقع عسكرية في محافظتي اللاذقية وحماه، لكنّها لم تنجح في إحراز أي تقدّم”.
وبحسب عبد الرحمن، “يأتي هذا الهجوم بعد أسابيع على تهديد جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) ببدء عملية عسكرية واسعة في سوريا”، في إشارة الى ما أعلنه أحد قياديي الجبهة غداة إعلان موسكو قرارها “سحب القسم الأكبر من القوات الجوية الروسية” من سوريا.
على جبهة أخرى في محافظة حلب، تمكّن التنظيم صباح الاثنين “من استعادة السيطرة على بلدة الراعي قرب الحدود السورية-التركية بشكل كامل، وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة التي سيطرت على البلدة الخميس.
وتُشكّل البلدة، وفق المرصد، “أبرز نقاط عبور الجهاديين إلى تركيا” وواحدة من آخر النقاط تحت سيطرتهم على الحدود مع تركيا.
وقال عبد الرحمن: “يظهر عدم تمكّن الفصائل من الاحتفاظ بسيطرتها على الراعي أنه من الصعب إحراز أي تقدم على حساب تنظيم الدولة الاسلامية من دون غطاء جوي مساند”.
وحقّق الجيش السوري تقدّماً على حساب “داعش” بدعم جوي روسي كثيف في مناطق عدة أبرزها خلال الفترة الأخيرة في محافظة حمص في وسط البلاد.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة خصوصاً من مقاتلين أكراد حقّقت تقدّماً مماثلاً في شمال وشمال غرب سوريا بدعم من غارات “التحالف الدولي” بقيادة أميركية.
ولا تحظى الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام السوري والتي تخوض في مناطق عدة معارك أيضاً ضدّ “الجهاديين” بأي دعم جوي.
ويستثني اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تمّ التوصّل إليه برعاية أميركية روسية والصامد إلى حدّ كبير في سوريا، جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”. إلا أن انخراط جبهة “النصرة” في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة، ومشاركة الفصائل في المعارك وتوسّع هذه المعارك، عناصر من شأنها أن تُهدّد الهدنة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية قبل استئناف مفاوضات جنيف بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة الاربعاء.
ويرى عبد الرحمن أن “لا مصلحة لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة الاسلامية في استمرار الهدنة أو التوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع السوري، لأنه لن يكون لهما أي دور في حال انتهاء الحرب”.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن: “شنّت جبهة النصرة والفصائل المُقاتلة المتحالفة معها ثلاث هجمات متزامنة على مناطق عدة في محافظات حلب وحماة واللاذقية حيث تدور اشتباكات عنيفة ضدّ الجيش السوري”.
وتمكّنت هذه الفصائل بحسب “المرصد”، من السيطرة على تلة من الجيش السوري في محافظة اللاذقية الساحلية.
وأكد مصدر عسكري سوري أن “الجماعات المُسلّحة تُحاول شنّ هجوم ضد مواقع عسكرية في محافظتي اللاذقية وحماه، لكنها لم تنجح في إحراز أي تقدّم”.
وبحسب عبد الرحمن، فإن “هذا الهجوم يأتي بعد أسابيع على تهديد جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) ببدء عملية عسكرية واسعة في سوريا” في إشارة إلى ما أعلنه أحد قياديي الجبهة غداة إعلان موسكو قرارها “سحب القسم الأكبر من القوات الجوية الروسية” من سوريا بعد إنجازها “المهمات الرئيسية المطلوبة” إثر حملة بدأتها في 30 أيلول دعماً لعمليات الجيش السوري.
وتأتي هذه التطوّرات الميدانية قبل استئناف مفاوضات جنيف بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة الاربعاء، وفيما لا يزال اتفاق لوقف الأعمال القتالية صامداً في مناطق سورية عدة بموجب اتفاق أميركي روسي تدعمه الأمم المتحدة، يستثني جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”.
ويرى عبد الرحمن أنه “لا مصلحة لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية في استمرار الهدنة أو التوصّل إلى حلّ سلمي للنزاع السوري لأنه لن يكون لهم أي دور في حال انتهاء الحرب”.
إسقاط مساعدات غذائية على دير الزور
أعلنت الأمم المتحدة أنها أسقطت إمدادات غذائية لآلاف يحاصرهم “داعش” في مدينة دير الزور السورية في محاولة للتخفيف من معاناة السكان المحاصرين منذ عامين وينقصهم الغذاء. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن العديد من سكان المدينة الواقعة في شرق البلاد اضطروا لأكل العشب والنباتات البرية.
وجاء إسقاط 26 طرداً تضمّ 20 طناً من الأغذية في الوقت الذي حذّر فيه أحد المسؤولين المعارضين من أن اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا على وشك الانهيار.
وتضرّرت الجهود الدولية الساعية لإدخال المزيد من المساعدات عندما رفضت الحكومة السورية طلب الأمم المتحدة الأسبوع الماضي توصيل مساعدات لبلدات عدة تُحاصرها القوات الحكومية.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان: “الإسقاط الجوي هو أول مرة تصل فيها مساعدات من البرنامج إلى الأجزاء المحاصرة من المدينة منذ آذار العام 2014″، مضيفاً أن المزيد من عمليات إسقاط المساعدات مُقرّرة في الأيام المقبلة والتقط العاملون في “الهلال الأحمر العربي السوري” بالفعل 22 طرداً.
وعمليات الإسقاط الجوي هي الملاذ الأخير لتوصيل المساعدات الإنسانية لأنها عشوائية ومكلفة وتنقل نسبة ضئيلة فقط ما يُمكن تقديمه من مساعدات.
ومحافظة دير الزور التي تقع بها المدينة مهمة لتنظيم الدولة الإسلامية إذ تربط معقله الرئيسي في الرقة السورية بمقاتليه في العراق.
(“موقع السفير”، ا ف ب، رويترز)
3 آلاف طن أسلحة من واشنطن إلى «فصائل منتقاة»!
جبهات تشتعل قبل «جنيف السوري»
عبد الله سليمان علي
الهدنة السورية تكاد تتلاشى بفعل الهجمات المتواصلة التي تقوم بها الفصائل المسلحة على مواقع الجيش السوري منذ حوالي أسبوعين.
ولكن هذا ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه الهدنة، إذ إن ما كشفته مجلة «جينس» البريطانية المختصة بالشؤون الدفاعية، حول إرسال الولايات المتحدة شحنتَي أسلحة إلى المسلحين في سوريا، من شأنه أن يهزّ الأساس الذي بنيت عليه الهدنة، وهو التفاهم الأميركي ـ الروسي، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدية واشنطن في الالتزام بتفاهماتها مع الروس، وعما إذا كان للأسلحة التي قامت بتوريدها أية علاقة بالتصعيد العسكري الذي تقوم به الفصائل قبل أيام من بدء الجولة الثالثة من محادثات جنيف في وقت وصل فيه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق آتيا من بيروت، استعدادا لاستئناف المفاوضات بعد أيام.
وفي إطار سياسة تهدف لإفشال الهدنة وإجهاض العملية السياسية، واصلت مجموعة من الفصائل، على رأسها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، هجماتها على مواقع الجيش السوري على أكثر من جبهة. وقد كان أخطر هذه الهجمات ما شهده ريف حلب الجنوبي.
فقد شنت الفصائل هجوماً واسعاً استهدف السيطرة على بعض البلدات التي تعد مناطق مفتاحية للسيطرة على كل الريف الجنوبي. وتركّز الهجوم على بلدتَي برنة وزيتان اللتين تعتبران خط الدفاع الأول عن تلة العيس. وكذلك على بلدة الخالدية للتسلل نحو خان طومان، لأن الأخيرة تقع في منطقة مرتفعة وتشرف على بلدة خلصة. والعارفون بخريطة ريف حلب الجنوبي يدركون أن خان طومان وخلصة هما مفتاحَي السيطرة العسكرية عليه.
لكن الهجوم فشل لأسباب عدة، أهمها كثافة التغطية النارية، التي قامت بها الطائرات الروسية والسورية، بالإضافة إلى المدفعية وراجمات الصورايخ، ولأن التقدم الذي حققته الفصائل في الساعات الأولى من الهجوم الذي ابتدأ مساء السبت، كان بسبب تكتيك اتبعه الجيش السوري وحلفاؤه يقوم على استدراج عناصر الجماعات إلى بعض النقاط، ومن ثم تحويل هذه النقاط إلى جيوب قتل للمهاجمين. وقد مكنه من ذلك الرصد الجوي والاستخباري لتحركات المسلحين ورصد تجمعاتهم، وإعداد الكمائن الثابتة والمتنقلة لاصطيادهم.
كما أدى عامل الوقت دوراً مهماً في مساعدة الجيش السوري على التصدي لما يمكن اعتباره أعنف هجوم يشهده ريف حلب الجنوبي بعد الهدنة، فخطة الفصائل كانت تقضي بوجوب إنهاء المهمة والسيطرة على برنة وزيتان قبل طلوع الفجر، لأن طبيعة الأرض في المنطقة لا تسمح للفصائل بمواصلة الهجوم في النهار، وإلا ستنكشف خطوط إمدادها ويسارع الجيش إلى محاصرتها، لذلك لم يكن أمامها سوى الانسحاب بعد أن تمكن الجيش من مشاغلتها ومنعها من إنجاز مهمتها طوال الليل.
وإلى جانب هذا الهجوم، أعلنت مجموعة من الفصائل، منها «جبهة النصرة» و «التركستانيون» و «أجناد القوقاز»، إطلاق معركة جديدة في ريف اللاذقية تستهدف السيطرة على برج وقرية البيضاء. كما حصلت اشتباكات بين الجيش السوري و «جيش الإسلام» على طريق حرستا – القنطرة في الغوطة الشرقية.
من جهته، كشف رئيس مجلس الوزراء السوري وائل حلقي، خلال اجتماع مع وفد من مجلس النواب الروسي (الدوما)، عن استعداد الجيش السوري وحلفائه لتحرير حلب بمساعدة الطيران الحربي الروسي. وأشار إلى أن «إنجاز هذه العملية في حلب سيفتح الطريق أمام التحرك لاحقا نحو دير الزور».
وفي تقرير بالغ الخطورة، كشفت مجلة «جينس» البريطانية المختصة بالشؤون الدفاعية، في عددها الصادر أمس الأول، عن تفاصيل شحنتين أميركيتين تم نقلهما من أوروبا الشرقية للمسلحين في سوريا، عبر الأردن وتركيا. وانطلقت الشحنة الأولى، على متن الباخرة « Geysir « في 5 كانون الأول العام 2015، من ميناء كونستانتا الروماني مروراً بميناء أغالار التركي، حيث أفرغت نصف حمولتها قبل أن تتابع إلى ميناء العقبة الأردني. وقد بلغت حمولة هذه السفينة أكثر من 80 حاوية، بوزن إجمالي يقدر بحوالى ألف طن. واشتملت على أنواع عديدة من الأسلحة والذخائر، بينها أسلحة متطورة مضادة للدروع والدبابات.
وأبرز ما احتوته الشحنة: بنادق كلاشنيكوف، ورشاشات ثقيلة من نوع «دوشكا»، وقواذف «ار بي جي» وقواذف «Faktoria « مضادة للدبابات (وهي الجيل الأحدث من قواذف «Fagot» وتتميز بوجود رأس حربي ترادفي). أما باقي الشحنة فيشمل ذخيرة لهذه الأسلحة إضافة لقذائف هاون عيار 82 ملليمترا وقذائف صاروخية ترادفية لقواذف «ار بي جي».
أما الشحنة الثانية، التي بلغت ضعف الأولى إذ احتوت على 117 حاوية وبوزن إجمالي بلغ ألفي طن من الأسلحة والذخائر، فقد انطلقت من ميناء بورغاس البلغاري إلى ميناء العقبة. ولم تذكر تفاصيل محتويات هذه الشحنة، إلا أنها تشمل حوالي 162 طناً من المتفجرات. وقد حصلت سفينة « SLNC Corsica « المسجلة لدى المنظمة البحرية الدولية تحت رقم 9222352، على العقد وغادرت بورغاس في 28 آذار 2016، ويعتقد أن السفينة قد أنجزت رحلتها بحلول يوم 4 نيسان الحالي.
ويطرح الكشف عن هاتين الشحنتين تساؤلات كبيرة حول حقيقة الخطة التي تسير عليها الولايات المتحدة في سوريا، وهل هي ملتزمة فعلاً بالمسار السياسي أم تتخذه مجرد غطاء للتصعيد العسكري بهدف توريط روسيا في حرب استنزاف طويلة وقاسية.
وتبرز هنا ملاحظتان: الأولى تتعلق بتوقيت شحن الأسلحة؛ فالحمولة الأولى انطلقت من الميناء الروماني بعد أقل من شهرين على إعلان فيينا في 24 تشرين الثاني من العام الماضي. أما الحمولة الثانية فقد وصلت إلى ميناء العقبة بعد سريان هدنة وقف العمليات العدائية في 27 شباط الماضي، بموجب التفاهم الروسي – الأميركي.
الملاحظة الثانية، تتعلق بالأعداد الكبيرة من الصواريخ المضادة للدروع الموجودة على متن الحمولة الأولى، والتي يقدر عددها وفق باحثين في المجلة البريطانية بحوالي 50 قاذفا مضادا للدبابات من طراز «Faktoria» وما بين 796 و854 صاروخاً لهذا النوع من القذائف. وبحسب مراقبين، فالصواريخ التي كانت بحوزة المسلحين سابقاً، كافية للتصدي للمدرعات التي يملكها الجيش السوري، وبالتالي فإن استجلاب صواريخ أحدث يدل على أن الهدف هو المدرعات والدبابات التي أدخلتها روسيا إلى الجبهات السورية مؤخراً، لا سيما في ريف حلب الجنوبي حيث استخدمت للمرة الأولى الدبابات من نوع «تي 90». وهو ما يمكن اعتباره مؤشراً على وجود رابط ما بين شحنة السلاح الأميركية وبين ما يشهده ريف حلب الجنوبي من تصاعد العمليات الهجومية للفصائل المسلحة.
أوباما مرتد والديموقراطية كفر
إلى ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة خفضت من سقف شروطها للتعاون مع بعض الفصائل المسلحة في سوريا، فلم يعد شرط «الاعتدال» لازماً أو مطلوباً، بل صار يكفي أن يكون الفصيل قد خضع لإجراءات الفحص والتحري من قبل أجهزة استخباراتها ليتم منحه صك الثقة، بغض النظر بعد ذلك عن جذوره وارتباطاته. وفي هذا السياق، كان لافتاً أن المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن أطلق على الفصائل التي تقاتل ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي اسم «VETTED SYRIAN OPPOSATION «، بما معناه «الفصائل المنتقاة» التي تحرت عنها الولايات المتحدة ووجدتها مؤهلة للتعاون معها.
ويكفي للاستغراب أن نعرف أن «أحرار الشام» هي من بين هذه الفصائل التي تتلقى الدعم الأميركي. والاستغراب ليس نتيجة الشبهات حول ارتباطها بتنظيم «القاعدة» وحسب، بل لأن أحدث فتاوى هذا التنظيم، تمس الولايات المتحدة مباشرة، كما تمس واحدة من أهم القيم التي تحاول تسويقها في العالم. فالشيخ عبد الرزاق المهدي، أحد أعضاء «المجلس الشرعي» البارزين فيها أفتى، الشهر الماضي، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «مرتدّ» وسبب ذلك، وفق ما قال الشيخ، أنه «سمع أخباراً تقول إن أوباما كان في الأصل مسلماً فلما دخل الحزب (الديموقراطي) طلبوا منه أن يتنصر ففعل».
أما الشيخ أبو الفتح الفرغلي، مدير مركز الدراسات في (هيئة الدعوة والإرشاد – «أحرار الشام»)، فقد كتب دراسة حديثة توخى من خلالها إثبات أن «الديموقراطية ليست من الإسلام»، وشدد خلالها على أن الحاكم في «الدولة الإسلامية» ينبغي أن يكون «مجتهدا دينياً» بمعنى أنه لا يجوز لأي مواطن الترشح لهذا المنصب.
فهل تحرت واشنطن فعلاً عن فصائلها المنتقاة، أم الحاجة أم الاختراع؟
تنظيم «الدولة» يسيطر على 6 قرى خاضعة لسيطرة المعارضة
مقتل 35 من «حزب الله» والنظام والفصائل خلال اشتباكات في حلب
عواصم ـ وكالات: قتل 35 عنصرا من قوات النظام والفصائل المقاتلة خلال 24 ساعة من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في ريف حلب الجنوبي في شمال سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وأفاد المرصد في بريد إلكتروني عن «معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة أخرى، على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي».
وأضاف أن «19 مقاتلا على الأقل من الفصائل قتلوا جراء القصف والاشتباكات في الـ 24 ساعة الفائتة مقابل 16 آخرين على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الاشتباكات جاءت إثر هجوم شنته الفصائل المقاتلة وعلى رأسها جبهة النصرة في محاولة للاستيلاء على مناطق في ريف حلب الجنوبي أبرزها بلدتا خان طومان والحاضر، كانت قوات النظام قد استعادت السيطرة عليها بدعم جوي روسي» قبل نهاية العام.
وشنت قوات النظام هجوما واسعا في ريف حلب الجنوبي في شهر تشرين الأول/اكتوبر وتمكنت من التقدم والسيطرة على قرى وبلدات بدعم جوي من موسكو التي باشرت حملة جوية مساندة لدمشق في 30 أيلول/سبتمبر.
في غضون ذلك، تواصل الفصائل المقاتلة وبينها «فيلق الشام» و»حركة أحرار الشام»، استهداف حي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية في مدينة حلب، فيما لا يزال اتفاق وقف الأعمال القتالية صامدا في بقية أحياء المدينة.
ووفق المرصد، تستهدف الفصائل المقاتلة حي الشيخ مقصود منذ هجوم قوات النظام الواسع في ريف حلب الشمالي في شباط/ فبراير الماضي والذي استغله المقاتلون الأكراد للتقدم في المنطقة وسيطروا على بلدات مهمة.
وأعلنت «غرفة عمليات حلب» التي تضم الفصائل المقاتلة في المدينة، السبت بحسب المرصد استعدادها «لتأمين إخلاء وعبور آمن لأهلنا من سكان حي الشيخ مقصود والتعهد بتأمين وصول آمن إلى مناطق خالية من الاشتباكات» بعد اتهامها وحدات حماية الشعب الكردية باستخدام المدنيين «كدروع بشرية».
وقتل العشرات من السكان جراء استهداف الحي في الأسابيع الأخيرة، كان آخرهم الأربعاء الماضي حين قتل 16 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال جراء قذائف أطلقتها الفصائل.
من جانبه سيطر تنظيم «الدولة»، أمس الأحد، على 6 قرى تابعة لمدينة اعزاز الخاضعة لسيطرة «الجيش السوري الحر»، شمالي محافظة حلب.
وقال القائد الميداني في «الجبهة الشامية» (تضم فصائل من المعارضة السورية المسلحة) بمنطقة اعزاز، زكريا قارصلي، «إن تنظيم الدولة، شن الليلة (قبل) الماضية هجوما بالأسلحة الثقيلة على العديد من القرى التابعة لاعزاز».
وأضاف قارصلي أمس «إن قوات المعارضة حاولت مواجهة داعش، واندلعت اشتباكات بين الجانبين، وتمكن التنظيم من السيطرة على كل من قرية براغيدة، وغزل، والبل، والشيخ ريح، وجارز، وتل حصين».
وأوضح قارصلي، أن «الجيش السوري الحر»، «بدأ هجوما كبيرا ضد التنظيم لإعادة السيطرة على القرى المذكورة»، مضيفا أن «اشتباكات عنيفة تدور في محيط قرية براغيدة، فيما تسلل داعش إلى قرية حوار كلس القريبة من الحدود التركية».
وأشار المعارض السوري إلى مقتل 8 عناصر من «الجيش السوري الحر» خلال الاشتباكات، مبينا أن التنظيم قتل 20 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال، وقُتل 9 من مسلحيه (التنظيم) وأصيب العديد منهم.
ولفت أن مسلحي «داعش اضطروا لمغادرة قرية حوار كلس بسبب كثرة المصابين بينهم».
وقتل 24 عنصرا على الأقل من تنظيم «الدولة» بالإضافة إلى ثمانية مدنيين جراء ضربات جوية نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، أبرز معاقل الجهاديين في سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 24 عنصراً من تنظيم الدولة على الأقل بينهم ثلاثة قياديين، بالإضافة إلى ثمانية مدنيين بينهم امرأة جراء غارات نفذتها طائرات حربية لم يعلم إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي (بقيادة اميركية) أم للنظام السوري واستهدفت بعد منتصف الليل مدينة الرقة» في شمال سوريا.
جاء ذلك فيما نقلت وكالة أنباء روسية عن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قوله لمشرعين روس يزورون سوريا أمس الأحد إن سلاح الجو الروسي والجيش السوري يُعدان عملية مشتركة لتحرير حلب.
ونقلت وكالة «تاس» عن الحلقي قوله إن روسيا وسوريا تعدان معا عملية لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه.
صبحي الطفيلي يهاجم «حزب الله»: الشيعة غاضبون ويلعنون من أخذوا أولادهم للقتال في سوريا
بيروت ـ «القدس العربي»: رأى الأمين العام الأسبق لـحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي «أن حزب الله مشترك اليوم في جريمة بالعالم الإسلامي، ويقتل لصالح أعداء الأمة».
وقال في مقابلة له مع فضائية «العربية» إن حزب الله «يتصرف كـ «الداوعش» تماماً، إلى جانب الأطراف العراقية، والإيرانية، والأفغانية والباكستانية، ممن يعتدي على أطفال المسلمين ونسائهم، ويهدم بيوتهم ويشعل الفتن»، معتبراً أنه «إذا كان للسنة داعش فنحن الشيعة لنا دواعشنا أيضاً».
واضاف « حتى لو ذهب الحزب ، كما يزعم، لقتال التكفيريين، فإنه قد خسر المعركة هناك، واضطر لأن يكون جندياً في خدمة الجيش الروسي ومصالحه في سوريا، وإن ذلك يعتبر عمالة في خدمة الدول الغاصبة والمعتدية».
وأشار إلى «أن الشيعة في لبنان غاضبون من القتال في سوريا، وإن الجثث التي تصل إلى الجنوب أفرزت وضعاً مأساوياً ومقهوراً، وإن الناس هناك تشتم وتلعن من أخذوا أولادهم للقتال في سوريا».
وأكد الطفيلي»أن حزب الله اليوم في وضع مأساوي وأنه في قبضة إيران، وأحيط به من كل جانب»، وحمّل «الإيرانيين مسؤولية الفتنة الحالية»، وقال «إن النظام السوري والإيرانيين يجلسون في بيوتهم ينتظرون الأوامر الروسية الأمريكية، وهم جزء من معركة الموت».
وتابع «سندفع ثمن دخولنا إلى سوريا شئنا أم أبينا عبر عقود من الزمن وقد يكون عبر قرون، لقد فتحنا جرحاً لن يندمل بسهولة، وهذه مسألة خطرة، نحن جزء من فتنة ونحن جزء ممن قتل المسلمين في سوريا».
ورفض الطفيلي تسمية قتلى حزب الله في سوريا بالشهداء «لأنهم ليسوا في حالة قتال ضد الكفر، ولا في دفاع عن النفس، بل ذهبوا إلى هناك ليقتلوا، أما قتلى المعارضة فهم شهداء بحسب الطفيلي لأنهم مدافعون عن أنفسهم».
الخارجية الأمريكية: عندما تستخدم مجموعات صغيرة مواد كيميائية بكميات صغيرة فمن الصعب منعها
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: رفضت الخارجية الامريكية التعليق على اتهام استخدام «جيش الاسلام» المعارض للنظام السوري اسلحة كيميائية مؤخراً وأنها تحتاج المزيد من التحقيقات، بينما أكد نائب الناطق باسم الخارجية الامريكية مارك تونر: إننا مازلنا نلقي بالمسؤولية على تنظيم «الدولة» لاستخدام السلاح الكيميائي ومنها كبريت الخردل على نطاق ضيق مرات عدة في العراق وسوريا ومؤخراً في معرة النعمان في 12 آب/ أغسطس 2015.
ويضيف تونر: في الماضي تخلصنا وبشراكة من روسيا من كميات الأسلحة الكيميائية السورية وعندما يحدث أي اتهامات لاستخدام السلاح الكيميائي فاننا نأخذه بجدية كبيرة، ولكن من الصعب جداً عندما تستخدم هذه المجموعات الصغيرة هذه المواد الكيميائية بكميات صغيرة ان نمنع حدوث ذلك، وأحيانا يمكن ان نضرب مواقعهم جوياً عندما تتوافر لدينا المعلومات الاستخبارية، ولكننا نستمر في مراقبة الوضع عن كثب.
والجدير بالذكر ان التقرير الثالث عشر الذي قدمته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نهاية شهر اذار/ مارس إلى مجلس الأمن الدولي حول سوريا والذي اطلعت عليه «القدس العربي» يقول إن هناك 17 قضية عالقة لم يجر حلها حول الأسلحة الكيميائية السورية، وانه جرى تحديد 27 معملاً لانتاج السلاح الكيميائي في سوريا دمر منها 24 معملاً بينما بقي 3 معامل لم يجر التحقق من تدميرها.
كما تم تدمير 5 ابنية تحت الارض للأسلحة الكيميائية و7 اماكن محصنه للطائرات التي تستخدم في حمل السلاح الكيميائي.
ويضيف التقرير ان بعثة المنظمة لإيجاد الحقائق ثبت لها ان الهجوم على جوبر لم يكن هجوما كيميائيا بينما ثبت لها ان الهجوم في ايار/مايو على ادلب والذي أدى إلى مقتل ستة اشخاص قد استخدمت فيه مادة الكلورين، بينما هجوم معرة النعمان في 21 آب/ اغسطس 2015 استخدم فيه غاز كبريت الخردل.
تنظيم «الدولة» يرفض وساطات التهدئة مع «جبهة النصرة»… واستمرار القتال في مخيم اليرموك قرب دمشق
عبدالله العمري
دمشق ـ «القدس العربي»: رفض تنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية، وساطات عدة لوجهاء وأعيان من بلدات مجاورة لوضع حد للإشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أيام مع مقاتلي «جبهة النصرة».
وقال مصدر مطلع على الوضع الميداني في المخيم لـ «القدس العربي»، «إن جهودا للوساطة والتهدئة بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة قد باءت بالفشل بعد رفض التنظيم وساطة أي جهة». وأضاف، إن تنظيم «الدولة» استطاع خلال ثلاثة أيام «قتل العديد من قيادات وكوادر جبهة النصرة والسيطرة على معظم مواقع تمركز الجبهة».
وأوضح، أن أجواء المخيم تسودها «حالة من التوتر منذ أن تم التوقيع على هدنة طويلة الاجل لمدة نصف عام»، وقال إن»سكان المخيم لم يفاجئهم القتال الذي اندلع مؤخراً بعد أن أعاد تنظيم الدولة فتح مقره في الشارع 15 وسط المخيم طبقاً لاتفاق هدنة سابق بين الطرفين». فيما أكد، أن «جبهة النصرة اعترضت على إعادة فتح المقر مرة ثانية وحدثت مشادات بين الفصيلين انتهت إلى اندلاع هذه الموجة من الإشتباكات من دون أن يستطيع أي منا تحديد الطرف الذي بدأ القتال».
وكشف عن «المرة الأولى التي تقاتل فيها جماعة أنصار السُنّة المنشقة عن جبهة النصرة بشكل علني إلى جانب تنظيم الدولة».
وأكد المصدر على ان قيادة «جبهة النصرة» أرسلت طلباً إلى «الشخصية القيادية في المعارضة السورية المعروفة باسم «أبو الفضل» لبدء وساطة مع التنظيم، خاصة ان أبا الفضل معروف عنه سعيه في حل الإشكالات بين مختلف الفصائل منذ أن ترك عمله ضمن صفوف المعارضة السورية».
وسبق أن نجح في مرة سابقة بالتوصل إلى «هدنة بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة بعد لقاء جمعه مع مبعوث من قيادة جبهة النصرة بحضور قيادات من تنظيم الدولة»، حسب المصدر نفسه الذي قال إن «قيادة تنظيم الدولة أبلغت الوسيط قرارها برفض أي وساطة والاستمرار في القتال حتى القضاء على تواجد جبهة النصرة في المخيم»، حسب تعبيره.
وأصدر تنظيم «الدولة» بعد رفضه الوساطة بياناً وزعه في المخيم دعا فيه مقاتلي «جبهة النصرة إلى تسليم انفسهم بضمانات تتعلق بعدم المساس بهم، لكن قيادة الجبهة رفضت عرض تنظيم الدولة بينما سلم جنود انفسهم وسلاحهم»، على حد قول المصدر.
من جهة أخرى، ذكر المصدر، أن عدداً من وجهاء المخيم والبلدات القريبة شرعوا بالتحرك «للضغط على قيادة تنظيم الدولة من اجل وقف الاشتباكات، أو اعلان هدنة مؤقتة إلى حين التوصل إلى حل يرضي الطرفين».
وحسب المصدر، فإن فصائل مسلحة من المنطقة لا زالت تتخذ «موقف الحياد، مثل «شام الرسول» و«الأبابيل» و«أكناف بيت المقدس»، لكن فصائل أخرى من خارج المخيم، مثل «الجيش الإسلامي» و«أحرار الشام» المتواجدين في بلدة يلدا حاولوا ارسال تعزيزات لمؤازرة «جبهة النصرة» لكن مقاتلي تنظيم «الدولة» بادروا بشن هجوم مباغت أفشل تحرك أرتال المؤازرة واستولى التنظيم على بعض مواقعهم وأسلحتهم في حي الزين».
وطالب ذوو المقاتلين في «جبهة النصرة» من أبناء بلدة «بيت سحم بسماح تنظيم الدولة لأبنائهم بمغادرة المخيم مقابل تركهم القتال مع «جبهة النصرة»، وقد وافق تنظيم «الدولة» على هذا الطلب مشترطاً «تسليم أسلحتهم»، بحسب ما قاله مصدر ميداني من مخيم اليرموك لـ «القدس العربي».
“الدفاع الروسية” تنفي التخطيط لاقتحام حلب..و”داعش” يسقط طائرة للنظام
موسكو، العربي الجديد، طهران، فرح الزمان شوقي، عامرعبد السلام
نفت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، وجود خطط لديها لاقتحام محافظة حلب، شمال سورية، فيما أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، إسقاط طائرة حربية لقوات النظام السوري، بينما كشفت مواقع إيرانية عن مقتل أربعة مستشارين عسكريين من الجيش الإيراني في سورية.
وقال رئيس إدارة العمليات العامة بهيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكوي، للصحافيين: “لم يتقرر إجراء أي اقتحام لحلب”.
وأشار إلى أن “وزارة الدفاع الروسية طلبت من البنتاغون منع تدفق المسلحين إلى المناطق المحيطة بحلب”، مشيرا إلى أن “نحو 10 آلاف من مسلحي جبهة النصرة متمركزون هناك”.
وأضاف أن هناك معلومات موثوق بها بأن المسلحين يخططون لـ”التقدم واسع النطاق لقطع الطريق بين حلب ودمشق”.
“داعش” يسقط طائرة للنظام
في موازاة ذلك، أعلنت وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أن “التنظيم أسقط طائرة حربية لقوات النظام السوري إثر استهدافها خلال المعارك في محيط مطار الضمير العسكري”.
وأضافت أن “ثلاث طائرات حربية رابضة داخل مطار الضمير العسكري في القلمون الشرقي بريف دمشق تضررت نتيجة سقوط الطائرة التي تم استهدافها على أرض المطار”.
وقالت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد”، إن “مقاتلي التنظيم شنوا هجوماً على مواقع قوات النظام في القلمون الشرقي، شرقي وشمال شرقي العاصمة دمشق، وتمكنوا من السيطرة على الكتيبة 559 والكتيبة المهجورة إضافة لحاجز المثلث الاستراتيجي ومعمل الصيني ومعمل الإسمنت في القلمون الشرقي”.
اقــرأ أيضاً
“داعش” يستعيد قرى وبلدات سيطرت عليها المعارضة شمال حلب
وأشارت المصادر إلى أن “التنظيم بسيطرته على تلك المناطق، يكون قد اقترب من مطاري السين والضمير في القلمون الشرقي”، لافتة إلى أن “داعش حاول اقتحام الفوج جنوبي مدينة الضمير، لكنه فشل بسبب كثافة النيران من قبل قوات النظام”.
مقتل أربعة مستشارين إيرانيين
إلى ذلك، نقل موقع “تسنيم” الإيراني، اليوم الاثنين، أن أربعة مستشارين عسكريين من الجيش الإيراني قتلوا في سورية خلال عمليات ضد من وصفهم الموقع بـ”التكفيريين والإرهابيين”.
وأضاف الموقع أن “هؤلاء انضموا للعسكريين الموجودين في سورية للدفاع عن مرقد السيدة زينب ضد التهديدات التي تتعرض لها سورية برمتها”.
وأفاد “تسنيم” أيضاً، بأن الضابط في الجيش، الملازم ثاني محسن قطاسلو، الذي نقلت المواقع الإيرانية خبر مقتله صباح اليوم أيضاً، هو أحد هؤلاء المستشارين الأربعة.
وقطاسلو، وفق المواقع ذاتها، أول قتلى العسكريين الإيرانيين المنتمين للواء 65 التابع للقوات البرية الخاصة، والتابعة بدورها للجيش، وقد أعلنت إيران عن إرسالها إلى سورية الأسبوع الفائت.
اقــرأ أيضاً
مقتل ضابط في الحرس الثوري الإيراني في سورية
وبهذا يصل عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سورية إلى 230 عنصراً منذ أعلن الحرس الثوري الإيراني عن زيادة عدد مستشاريه العسكريين هناك بالتزامن مع بدء توجيه ضربات جوية روسية لمواقع في سورية قبل أشهر.
يذكر أن العسكريين الإيرانيين المتواجدين في سورية كانوا من الحرس الثوري الإيراني أو من قوات التعبئة المعروفة باسم “البسيج”، فضلاً عن متطوعين، لكن القوات التابعة للجيش يتم إرسالها حديثاً، وفق المواقع الرسمية الإيرانية.
مخطط تدمير حلب: إفشال مبكر من النظام وروسيا لجنيف3
عبسي سميسم
على مشارف الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف 3، الأربعاء المقبل، يظهر فشل النظام السوري ومن خلفه روسيا، في فرض حلولهما على المعارضة، وذلك عبر إعلان النظام، أمس الأحد، أن “معركة تحرير حلب ستنطلق، بعملية عسكرية مشتركة مع الروس”. ويعني هذا إنهاء هدنة “وقف الأعمال العدائية” التي بدأت في 27 فبراير/ شباط الماضي، والتي قررتها روسيا والولايات المتحدة، وتشرفان على تنفيذها. كما يثبت هذا الإعلان عدم جدّية الروس بالتوصّل لحلّ سياسي، ما لم يكن ضامناً لبقاء النظام. بالتالي، من المتوقع أن تتحوّل حلب إلى نقطة مفصلية مواكبة للمفاوضات برمّتها، ويتزامن الإعلان مع تأكيد إيران، تمسّكها بدعم النظام السوري للنهاية، واعتبارها أن “بشار الأسد خط أحمر”. في المقابل، أظهرت المعارضة نواياها التفاوضية، بإعلان “الهيئة العليا للتفاوض” في العاصمة السعودية الرياض، موافقتها على الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد النظام السوري، في جنيف. إلا أن وزير الإعلام في النظام السوري عمران الزعبي، كان رافضاً لهذه الفكرة. واعتبر في كلمة له، مع وصول المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا إلى العاصمة السورية دمشق، للقاء وزير خارجية النظام وليد المعلم، أن “الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة تحتاج تفسيراً وتبريراً يقدم للناس”، معتبراً أنه “لا يجب أن يضمّ وفد المعارضة جماعات وتنظيمات إرهابية عند الحديث عن مفاوضات مباشرة” على حد تعبيره. وأضاف الزعبي أن “لا حكومة موحدة موسعة إذا تم استبعاد أطراف معينة”.
” وفي سياق الحديث عن العملية العسكرية المشتركة بين روسيا والنظام، فقد خرج مخطط تدمير ما تبقى من المدينة وريفها، على لسان رئيس حكومة النظام، وائل الحلقي، والذي أبدى استعداده في لقاء جمعه بوفد مجلس النواب (الدوما) الروسي في دمشق، أمس الأحد، مع “شركائنا الروس لعملية تحرير حلب، ومحاصرة كل المجموعات المسلحة اللاشرعية هناك، والتي لم تلتحق بالمصالحة وتعكف على انتهاك الهدنة ووقف إطلاق النار المعلن”. وأضاف الحلقي أن “السوريين واثقون من أن التعاون العسكري والعمل المشترك بين الشعبين الروسي والسوري سوف يتكلل بالنجاح وسيتيح إنجاز هذه العملية في حلب، إمكانية فتح الطريق أمام التحرّك لاحقاً نحو دير الزور”.
بالتزامن مع تصريحات الحلقي، جدّد مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، تأكيد بلاده على دعم الأسد، معتبراً أن “الأخير خط أحمر بالنسبة لإيران، ويجب أن يبقى في الرئاسة حتى نهاية مدة ولايته”، بحسب قوله.
ويبدو أن قوات النظام المدعومة روسياً، قد أدركت أنها لم تحقق هدفها من الاستثمار في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) باستعادة مدينة تدمر من التنظيم، وذلك بسبب تحقيق المعارضة نصراً موازياً على التنظيم في ريف حلب، وتمكنها من السيطرة على بلدة الراعي الاستراتيجية، وعدد من القرى والبلدات المحيطة بها كقرى الوقف، وتلة عيشة، وهدبات، وتل أحمر، وتل عار، وتل بطال شرقي، لتدخل للمرة الأولى منذ بداية عام 2014 هذه المسافة الكبيرة في عمق مناطق سيطرة “داعش” شمال حلب. تطوّر أفقد النظام فرصة التسويق لنفسه كقوة وحيدة بإمكانها الانتصار على التنظيم واستثمار هذه الميزة في محادثات جنيف، كما أن انتصار المعارضة على “داعش” أنهى عملياً فرص قوات “حماية الشعب” الكردية المتحالفة مع الروس من تقديم نفسها كمرشح وحيد، للقضاء على التنظيم في منطقة شمال وشرق حلب.
فضلاً عن ذلك، فشلت قوات النظام في محاولة التقدّم بريف حلب الجنوبي، بدعوى محاربة تنظيم “جبهة النصرة”، بل خسرت بعض المناطق المهمة كتلة العيس، بالإضافة إلى فشل حلفائها “وحدات حماية الشعب” الكردية، في قطع خط الإمداد الوحيد عن المعارضة في حلب الواقع على طريق الكاستيلو، وفشلهم في تحقيق تقدم على المعارضة. مع العلم أن روسيا كانت تعوّل على تسويق “وحدات حماية الشعب” كطرف معارض في مواجهة النظام، ويقبل بتسوية سياسية على مقاس الرؤية الروسية، على أن تُشكّل قواته العسكرية الذراع الذي يتمكن الروس من استخدامه في ضرب المعارضة من جهة والاستثمار به سياسياً في محاربة تنظيم “داعش”. ويبدو أن كل هذه الأسباب قد دفعت بالنظام وروسيا إلى اللجوء إلى لعبة قلب الطاولة، من خلال إنهاء الهدنة والعودة إلى حل الأمور عسكرياً قبل بدء المفاوضات.
” ويختلف السيناريو الذي يسعى الروس لتنفيذه الآن في حلب، عن السيناريو الذي تم تنفيذه قبيل الجولة الماضية من المفاوضات، إذ إن السيناريو السابق لإفشال المحادثات سار بالتوازي مع الهدنة، في حين أن السيناريو الحالي سيُنفّذ من خلال إنهاء هذه الهدنة. الأمر الذي ينذر بإنهاء العملية السياسية برمتها والعودة للحل العسكري، والذي لا يمكن التكهّن بنتائجه، وخصوصاً أن العديد من الدول الإقليمية لم تعد تحتمل التدخل الروسي غير المحدود في الشأن السوري، تحديداً تركيا والسعودية، والتي لوحّت سابقاً بتدخل بري في سورية، من خلال إرسال قوات إسلامية لمحاربة “داعش”. وكانت روسيا قبل الجولة الماضية من المفاوضات، في مطلع العام الحالي، قد قدّمت غطاءً جوياً لقوات النظام، مكّنتها من خلاله من السيطرة على العديد من المناطق الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي، خصوصاً المناطق التي كانت تسعى تركيا لإنشاء منطقة عازلة فيها. وتسبّب ذلك بنزوح أكثر من مائتي ألف مدني من قرى ريف حلب الشمالي، كما مكّن النظام من فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، بالإضافة إلى تأمين جبهة الساحل وفصل جبل التركمان عن جبل الأكراد، ومن ثم مكّنت النظام في تلك المناطق، من خلال هدنة “وقف الأعمال العدائية”، والتي هندستها روسيا والولايات المتحدة.
وتكشف الذرائع التي يسوقها النظام للقيام بعمليته العسكرية في حلب بغطاء روسي، أن تصنيف روسيا للإرهاب، يقوم على تبني رؤية النظام، وهي أن “كل من يعادي النظام هو إرهابي”، وبالتالي فهي تستطيع القيام بأي عمل عسكري ضد فصائل المعارضة في أي وقت تحت ذريعة “محاربة فصائل إرهابية”، وتستطيع في أي مرحلة من مراحل التفاوض أن تقلب الطاولة وتعود إلى ساحة الحرب وفرض أمر واقع على كل الأطراف. يُذكر أن دي ميستورا، في طريقه إلى طهران، أجرى في العاصمة الأردنية عمّان، مباحثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، بشأن “أهمية دعم وإنجاح” محادثات جنيف. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” أن “دي ميستورا وجودة بحثا خلال اللقاء في تطورات الوضع على الساحة السورية والجهود المبذولة للتوصل إلى تفاهم مشترك بشأن عملية الانتقال السياسي وفي مقدمتها مفاوضات جنيف”. وأكد جودة التزام الأردن بدعم كل الجهود والمساعي الرامية إلى ايجاد حل سياسي في سورية”. وجدد موقف بلاده الداعي إلى “التوصّل لحلّ يضمن أمن وأمان سورية ووحدتها الترابية”.
ألمانيا: اختفاء الآلاف من اللاجئين القصر
برلين ــ شادي عاكوم
ذكرت تقارير صحافية ألمانية، اليوم الاثنين، أن 5835 لاجئاً قاصراً بينهم 555 تقل أعمارهم عن 14 عاماً اختفوا منذ العام الماضي.
ويأتي الإعلان عن هذا العدد بعد رد وزارة الداخلية على طلب برلماني بهذا الخصوص. وبينت تقارير الوزارة أن من إجمالي 8006 لاجئين سجل فقدانهم، لم يظهر منهم سوى 2171 لاجئاً.
ولفتت التقارير إلى أن أكثرية هؤلاء اللاجئين القصر، وصلوا إلى ألمانيا دون ذويهم. ويتحدر أغلبهم من أفغانستان وإريتريا وباكستان ودول شمال أفريقيا. وفي هذا الإطار أعرب عدد من المسؤولين الألمان ومن بينهم عضوة حزب الخضر لويزه امتسبرغ عن خوفها من أن يكون هناك جماعات تستغل هؤلاء الأطفال بأعمال غير مشروعة.
وكان رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن أعرب عن مخاوفه أمس الأحد، في مقابلة مع صحيفة “فيلت أم زونتاغ” من استغلال السلفيين والإسلاميين للاجئين. وقال: ” أشعر بالقلق من استهداف فئة اللاجئين القصر بالتحديد، خاصة أولئك الذين وصلوا البلاد غير مصحوبين بذويهم”.
تجدر الاشارة، إلى أن وزارة شؤون الأسرة الألمانية كانت أعلنت في فبراير/شباط الماضي أن ليس هناك ما يثبت اختفاء هذا العدد من القصر، مشيرة إلى احتمال وقوع تكرار في عملية التسجيل، علماً أنه لم يعلن اسم الجهة التي تبلغ عن فقدان هذه الأعداد من اللاجئين القصر.
دمشق تخل بموعد استئناف مفاوضات جنيف
أبلغت الحكومة السورية المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، الاثنين، استعدادها للمشاركة “من دون شروط” في الجولة الثانية من المحادثات السورية، ابتداءً من 15 نيسان/أبريل الحالي في جنيف، وفي ذلك إخلال في الموعد الذي حددته الأمم المتحدة لانطلاق المفاوضات في 13 من الشهر ذاته. وبررت الخارجية السورية ذلك الأمر بسبب الانتخابات التشريعية التي تنطلق الأربعاء المقبل في سوريا.
والتقى دي مستورا، الذي وصل دمشق مساء الأحد للتحضير لمحادثات جنيف، وزير الخارجية السورية وليد المعلم، حيث تم عرض الأفكار والجهود المبذولة لإنجاح المحادثات. وقال التلفزيون السوري إن المعلم أكّد للمبعوث الدولي “حتمية انتصار قوات الحكومة السورية على داعش و جبهة النصرة وغيرهما من الجماعات الإرهابية التي تواصل خرقها لوقف الأعمال القتالية بتوجيهات من داعميهم في تركيا والسعودية وغيرهما بهدف إفشال الحوار السوري في جنيف وذلك بعد الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري في الميدان وآخرها تحرير مدينتي تدمر التاريخية والقريتين”.
من جهته، اكتفى مبعوث الأمم المتحدة بالقول للصحافيين، إنه حث الجانب السوري على دعم اتفاق “وقف الأعمال العدائية في سوريا”، والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية. واعتبر أن الاتفاق “هش ولكنه قائم”.
ومن المقرر أن يتوجه دي ميستورا بعد دمشق، إلى إيران، مساء الإثنين. وهذه الزيارة هي جزء من جولة إقليمية يقوم بها دي ميستورا، وتشمل طهران والرياض وأنقرة وعمّان ودمشق، في محاولة لتحقيق تفاهم مشترك بشأن عملية الانتقال السياسي في سوريا. وكان المبعوث الدولي قد أكد أن لقاء الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون على جدول أعمال زيارته إلى العاصمة السورية.
إلى ذلك، أعلن وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى أن حل الأزمة السورية يتطلب تشكيل حكومة جديدة تمثل مصالح كافة الأطراف السورية. وقالت الدول الكبرى في ختام اجتماع وزراء خارجيتها، في هيروشيما اليابانية الاثنين، إن “سوريا بحاجة ماسة إلى حكومة جديدة تمثل كافة الأطراف السورية وتقدر على حماية المواطنين ومكافحة الإرهاب وإعمار سوريا”. وأكدت أن “الإرهاب يمثل تهديداً عالمياً مهماً للأمن، ويتطلب التصدي له بالتعاون الدولي والقيام بخطوات مشتركة”. ودعا البيان إلى “تعزيز وتسريع” المواجهة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق.
أنجلينا جولي تناقش أزمة اللاجئين عبر “بي بي سي“
تلقي الممثلة الأميركية الشهيرة أنجلينا جولي كلمة عن أزمة اللاجئين العالمية، في إطار يوم كامل من التغطية الخاصة، تنظمه هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في 16 أيار/ مايو المقبل، لمناقشة قضايا اللجوء والهجرة والمخاطر الأمنية كأبرز المشاكل الطارئة على المستوى الدولي بفعل الحروب والنزاعات المتفاقمة في الشرق الأوسط.
وأعلنت “بي بي سي” في وقت سابق عن التغطية الخاصة تحت عنوان “عالم متغير World on the move”، وسيتم تصويرها في مسرح “راديو بي بي سي” الشهير في العاصمة البريطانية لندن، على أن يكون البث مباشراً عبر مجموعة من الخدمات الإعلامية التابعة للهيئة، والتركيز في الحوارات على فكرة كيف يغير اللاجئون والمهاجرون شكل العالم الحالي، إقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً، وتقدمها المذيعة البريطانية من أصول باكستانية مشعل حسين.
وقالت النجمة الحائزة جائزة الأوسكار في تصريحات صحافية نقلها موقع “بي بي سي” العربي: “أتطلع لبحث هذه القضايا بشأن اللاجئين مع بي بي سي وجمهورها على مستوى العالم”، معتبرة أن “النقاش في شأن أزمة اللاجئين في كثير من الأحيان يشوبه الاستقطاب ويكون مبنياً على الخوف والمفاهيم الخاطئة”.
أضافت جولي: “نحتاج إلى أن تكون لدينا مناقشة عقلانية تركز على كيفية تعزيز الأنظمة التي تهدف إلى حماية الفارين من الحرب والاضطهاد، مع ضرورة فهم والأخذ بعين الاعتبار هموم المواطنين في الدول المضيفة. لكن الأهم من ذلك هو أننا نحتاج إلى معالجة الصراع وغياب الأمن، وهي الأسباب الأساسية للحركة الجماعية للمهاجرين”.
وجولي (40 عاماً) هي مبعوثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “UNCHR”، وتقوم بنشاطات إنسانية وإعلامية دورية بخصوص اللاجئين، كان آخرها زيارة أحد مخيمات اللاجئين السوريين في وادي البقاع في لبنان، منتصف آذار/ مارس الماضي.
حزب الله مجدداً إلى حلب: تطويق سوريا المفيدة!
العين مجدداً على حلب. قبل كل جولة تفاوضية في جنيف بين القوى الدولية والممثلين عن النظام والمعارضة السورية، كانت إيران تضغط عسكرياً في إحدى المناطق في سوريا لتحسين الموقف التفاوضي وتعزيز الوضع الميداني على الأرض. في الاسبوع الماضي تلقى حزب الله والنظام السوري ضربات قوية في ريف حلب، كما استطاعت الفصائل المعارضة إحراز تقدّم والسيطرة على مناطق مهمة هناك، الآن يتأهب حزب الله وإيران لشنّ هجوم جديد على حلب.
تؤكد مصادر قريبة من الحزب لـ”المدن” أن معركة حلب قريبة جداً، ولها العديد من الأهداف إن كانت على الصعيد العسكري أو السياسي، وتأتي هذه المعركة استباقاً لجولة مفاوضات جديدة في جنيف، وفي أعقاب زيارة الموفد الاممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا. وتلفت المصادر إلى ان إيران تنظر إلى معركة حلب المرتقبة بانها رافعة مكاسبها في سوريا، بعد ما حققته في حمص ودمشق ومحيطها.
ولا تخفي المصادر أن إيران لا تعول على ما يسمى الحلّ السياسي للأزمة السورية، لا بل إن الكلام للميدان، والتقدم العسكري هو الذي يفرض الحلّ السياسي والذي تريده طهران مبنياً على قاعدة الإنتصار. ولدى ايران اهتمام استراتيجي بحلب نظراً لرمزيتها ومساحتها وجغرافيتها، ولذلك ركز الايراني وجوده في حلب ومحيطها، ومنها تريد ايران فرض الحل السياسي من منطلق عسكري بعد الحسم في حلب، بحسب ما تقول مصادر “المدن”.
يأتي التركيز الإيراني على حلب، لانها على حدود تركيا، وتشكل معقلاً أساسياً لفصائل المعارضة، كما أن فيها خطوط الإمداد الأساسية لها، بالإضافة إلى أن مساحة الحدود التي تربطها مع تركيا تبلغ حوالى الـ 500 كيلومتر مربع، وبالتالي فإن حلب هي رافعة الميدان في الحسم العسكري، خصوصاً أن الشرق السوري لا يدخل في الحسابات الايرانية، في القامشلي والحسكة حيث الوجود الأساسي للاكراد، وعليه فإن التركيز الايراني اليوم ينصب على حلب وإدلب من بعدها.
وبحسب ما تقول مصادر “المدن” فإن فصائل المعارضة أصبحت على علم بما تحضّر له إيران في حلب، ولذلك بدأت في شنّ ضربات ضد مواقع الحزب والنظام السوري والإيرانيين ما أدى إلى سقوط العديد من الإصابات في صفوفهم بعد الضربات التي تلقوها الأسبوع الماضي وخسر فيها حزب الله 18 عنصراً.
وتلفت مصادر الحزب لـ”المدن” إلى ان “الهجوم حصل من ثلاثة محاور باتجاه خان طومان، الزربة ـ زيتان، وبرقوم ـ برنة في ريف حلب الجنوبي بهدف قلب موازين المعركة والسيطرة على مدينة الحاضر واستعادة زمام المبادرة”. وتشير إلى أن من بين الفصائل المشاركة بالهجوم، من تشملهم الهدنة، ووافق على المشاركة في مفاوضات جنيف، وأخرى لا تشملها الهدنة.
ولكن الامر المختلف هذه المرّة، هو أن هذا الهجوم تصدّت له القوى المتحالفة مع النظام السوري مستفيدة من عودة الطائرات الروسية إلى سماء حلب ومحيطها وتنفيذها غارات ضد الفصائل، فيما لم يتدخّل الطيران الروسي الأسبوع الماضي في المعركة ما اتاح للمعارضة التقدّم، وتؤكد المصادر ان التدخل الروسي حصل بعد طلب إيراني من الروس التدخل، وبعد عقد إجتماع عسكري روسي إيراني سوري مشترك مع حزب الله.
ومن المفترض أن تنطلق الهجمة الإيراني المرتقبة على حلب، من منطلق تضييق الجبهة مع المعارضة من جهة إدلب وتوسيعها من جهة حلب والحدود التركية، وهذا يأتي بعد إرسال إيران لفرق جديدة من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا وإلى حلب تحديداً، وتؤكد المصادر ان العدد الذي ادخلته إيران إلى سوريا هذه المرة هو الأكبر منذ التدخل الإيراني، كما أن هذه الفرق إختصاصية ومن النخب.
وكذلك أرسل حزب الله قبل أيام قليلة المزيد من التعزيزات إلى حلب، وتشير المعطيات إلى أن الهجوم الجديد سينطلق من محورين مختلفين، الأول من كويرس باتجاه بلدة دير حافر، لتصبح على أبواب مدينة الباب بهدف السيطرة عليها، والثاني السعي لفرض السيطرة على كامل الطريق الدولي من جهة حلب، والانتقال إلى قرى وبلدات الريف الغربي للمدينة، وبالتالي تعزيز حصار حلب، ومحاولة خنق المعارضة في إدلب.
معارك حلب تحتدم: مرور آمن من الشيخ مقصود
خالد الخطيب
أعلنت “غرفة عمليات فتح حلب” عن مبادرة إنسانية، لتسهيل مرور آمن للمدنيين من حي الشيخ مقصود في حلب إلى مناطق أكثر أمناً. وتسيطر على الشيخ مقصود “وحدات حماية الشعب” الكردية، الذراع العسكرية لـ”حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي، ويشهد الحي معارك عنيفة بين المعارضة والـ”وحدات” منذ فترة، حيث تحاول الأخيرة قطع طريق المعارضة الوحيد، الكاستيلو، الذي يصل مناطق سيطرتها في المدينة بضواحيها الشمالية والغربية.
وجاء في بيان الغرفة أن “مبادرة تحييد المدنيين الأبرياء من أهلنا سكان حي الشيخ مقصود (جاءت) بعد استمرار مليشيات YPG باتباع سياسة استعمال المدنيين كدروع بشرية، واستمرارها بسياساتها العدوانية تجاه الثوار من خلال مهاجمة طريق الكاستيلو تحت غطاء جوي من قوات الأسد الأمر الذي يفرض طرد هذه الميليشيات من حي الشيخ مقصود كضرورة عسكرية مُلحّة”.
وأضاف البيان: “وحرصاً منا على سلامة المدنيين وتحييدهم عن صراعنا مع ميليشيات YPG الانفصالية، نحن فصائل الجيش السوري الحر العاملة على قطاع حي الشيخ مقصود نعلن استعدادنا الكامل لتأمين إخلاء وعبور آمن لأهلنا سكان حي الشيخ مقصود، والتعهد بتأمين وصول آمن إلى مناطق خالية من الاشتباكات العسكرية مع التعهد أيضاً بتأمين عودتهم إلى منازلهم فور انتهاء العمليات العسكرية ضمن هذا القطاع”.
من ناحيته، أعرب المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية”، العقيد محمد الأحمد، عن أسفه بسبب سقوط ضحايا من المدنيين، في حي الشيخ مقصود، خلال المعارك التي يشهدها الحي. واتهم الأحمد “وحدات حماية الشعب” وقوات النظام، بأنهما وراء مقتل مدنيين في حي الشيخ مقصود، وقال أن الـ”وحدات” الكردية هي من تمنع المدنيين من مغادرة الحي وتتخذهم كدروع بشرية لتفشل أي تقدم للمعارضة.
ونفى العقيد الأحمد في حديثه لـ”المدن”، الاتهامات التي تطلقها “وحدات الحماية”، حول استهداف حي الشيخ مقصود من قبل المعارضة بشكل عشوائي ومكثف خلال الأيام الأخيرة الماضية، ودعا الوحدات الكردية إلى قبول المبادرة التي أطلقتها “غرفة عمليات فتح حلب”، وهي فرصة لتحييد المدنيين عن دائرة الصراع ومنع سقوط ضحايا منهم.
وكانت “وحدات الحماية” قد اتهمت المعارضة المسلحة في حلب بأنها قتلت عدداً كبيراً من المدنيين منذ بداية نيسان/إبريل، على خلفية القصف العشوائي، بقذائف الهاون والمدافع محلية الصنع “مدفع جهنم”، على حي الشيخ مقصود الذي يقطنه مدنيون عرب وتركمان وغالبية كردية. وتسبب القصف بدمار كبير في البنى السكنية في القسم الغربي من الحي بحسب الـ”وحدات”.
وفي ريف حلب الشمالي، شن تنظيم “الدولة الإسلامية”، فجر الأحد، هجوماً عنيفاً ضد معاقل المعارضة، على أكثر من عشرة محاور، بالقرب من مارع وفي الشمال بالقرب من الحدود السورية التركية؛ في البل وغزل والشيخ ريح وبراغيدة وجارز وصندف.
واستهدف التنظيم بسيارتين مفخختين معاقل المعارضة في الشمال في البل والشيخ ريح، وتمكن من السيطرة عليهما، وقصف مارع من ثلاثة محاور بالمدفعية والهاون، وحاول التقدم إليها من الشمال والجنوب والشرق، لكنه فشل بعد أن تصدت له المعارضة وقتلت خمسة من عناصره.
ومع ساعات الفجر، وسع التنظيم من عملياته، وسط معارك عنيفة مع قوات المعارضة في قرى وبلدات جارز ويحمول والفيرزية وبراغيدة وتليل الحصن وغزل، وهي تقع إلى الشرق من أعزاز، وسط قصف جوي من قبل طيران “التحالف الدولي” وقصف مدفعي تركي مكثف ضد مواقع التنظيم وخطوطه الأمامية.
وتمكن التنظيم فعلياً من السيطرة على القرى والبلدات المستهدفة، ما عدا مارع التي فشل في اقتحامها، وأصبح التنظيم على بعد خمس كيلومترات فقط من أعزاز، بعد أن سيطر على بلدة يحمول، ولم يعد يفصل التنظيم عن أعزاز أي قرى أو بلدات.
وخلال ساعات النهار، الأحد، شنت المعارضة في “غرفة عمليات حوار كيليس”، وفصائل أخرى هجوماً مضاداً ضد “الدولة الإسلامية”، بدعم جوي من قبل طيران “التحالف الدولي” الذي شن أكثر من عشر غارات جوية. وشاركت المدفعية التركية بالقصف ودكت معاقل التنظيم بأكثر من خمسين قذيفة. وتمكنت المعارضة من استعادة يحمول وجارز وبراغيدة. ولا تزال المعارك مستمرة لاستعادة كامل النقاط التي خسرتها المعارضة.
مدير المكتب الإعلامي في “لواء المعتصم” حسين ناصر، أكد لـ”المدن”، أن هجوم التنظيم كان متوقعاً، لرد هيبته التي نالت منها المعارضة خلال الأسبوع الماضي، بعدما سيطرت على مناطق واسعة في عمق أراضيه، وصولاً إلى ناحية الراعي الاستراتيجية، وتقدمت في ثلاث قرى بالقرب منها، الخميس.
وأوضح ناصر، أن التنظيم كان يهدف من عمليته الأخيرة الى محاصرة مارع وقطع امداداتها، ومن ثم الاقتراب أكثر نحو أعزاز وتهديد المعارضة في خطوطها الخلفية، وإجبارها على الانسحاب من مواقعها المتقدمة شرقاً في الراعي ودوديان والقرى والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة على طول الشريط الحدودي مع تركيا.
وفي ريف حلب الجنوبي، شنت المعارضة المسلحة هجوماً واسعاً، السبت، ضد قوات النظام والمليشيات الشيعية، على محاور قرى وبلدات خان طومان والخالدية وبرنة والقلعجبة وزيتان والصوامع. وتمكنت المعارضة من التقدم والسيطرة على أجزاء واسعة من المواقع المستهدفة.
وشارك في العملية العسكرية كل من “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” وفصائل من “جيش الفتح”، وحاولت تلك الفصائل التقدم في الجبهات الجنوبية من الريف الجنوبي في برنة وزيتان والقلعجية. في حين استلمت الجبهات الشمالية من الريف الجنوبي، كل من “غرفة عمليات فتح حلب” و”الجبهة الشامية” و”فيلق الشام” و”السلطان مراد” و”حركة الزنكي”، وهاجمت قوات النظام والمليشيات في الخالدية وخان طومان وتلال الزيتون والربيع.
وتمكنت المعارضة من التقدم والسيطرة على الخالدية وتلتي الربيع والزيتون، وفي الجبهات الجنوبية وصلت طلائع مقاتليها إلى مشارف برنة وزيتان، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد قوات النظام ومليشيات “حركة النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني.
وتمكنت المعارضة من تدمير خمس سيارت رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة من عيار 23 و14.5، بعدما استهدفتها بصواريخ مضادة للدروع من أنواع “فاغوت” و”كونكورس” و”تاو”. وتمكنت المعارضة من قتل 30 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمليشيات، من بينهم ضباط وعناصر من “النجباء” و”الحرس الثوري”.
وتعرضت المعارضة لقصف عنيف من قبل الطيران الروسي، على مدى 12 ساعة من العمليات الهجومية، وزاد عدد الغارات عن المئة. القصف تواصل حتى صباح الأحد، واستهدف العيس والتلال المحيطة بها وايكاردا والزربة وتل ممو وأطراف البنجيرة، وجانبي الطريق الدولي حلب-دمشق وقرى وبلدات ريف حلب الغربي، والراشدين وخان العسل وكلاريه. الطيران الروسي استخدم مجدداً قنابل النابلم والقذائف العنقودية والصواريخ الفراغية.
وتكبدت المعارضة خسائر كبيرة في صفوف مقاتليها، تجاوزت 20 مقاتلاً، وجرح عشرات آخرون، وطال مواقعها قصف مكثف بالمدفعية والصواريخ من قبل قوات النظام والمليشيات، وفشلت في الحفاظ على مواقعها المتقدمة في الخالدية ومحيط برنة والقلعجية وأجبرها القصف العنيف عل الانسحاب نحو مواقعها الأصلية.
تجار الأنفاق: سرطان الغوطة
مجد الخطيب
أعاد فتح الطريق بين حي برزة ودمشق، القليل من الراحة إلى الغوطة الشرقية التي تعتبر برزة المتنفس الاقتصادي الأهم لها عبر الأنفاق الواصلة بينها وبين الحي. الغوطة التي يضبط عجلتها الاقتصادية ما يعرف باسم “تجار الأنفاق” بعدما أطبقت قوات النظام الحصار عليها من أربع جهات، كانت أكبر المتضررين من تضيق الخناق على حي برزة الدمشقي؛ فالغوطة لا تعاني من قصف قوات النظام فقط وإنما تعيش بين فكي حصار قوات النظام وابتزاز التجار الذين يصفهم كثيرون من أهلها بالمتعاونين مع النظام.
أشهر هؤلاء التجار أبو خالد الدقر، والمعروف في الغوطة باسم أبو خالد الزحطة، الذي يُعتبر المُورِّد الأكبر للغوطة عبر نفقه الممتد بين مدينة حرستا وحي برزة. في البداية كان الزحطة يعمل تحت غطاء من “جيش الأمة” وقائده أبو صبحي محمد طه، وأسسا سوية مؤسسة “فجر الأمة التنموية” للأعمال الإغاثية. وبعد قضاء “جيش الإسلام” على “جيش الأمة” في كانون الثاني/يناير 2014، عمل الزحطة تحت غطاء “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” بالتنسيق مع قائد “المجلس الأعلى للاتحاد” أبو محمد الفاتح.
العضو السابق في “المكتب الطبي الموحد” عماد الغلاييني، قال لـ”المدن”، إن الزحطة انتقل للعمل تحت مظلة “فيلق الرحمن” بعد اندماج “الاتحاد الإسلامي لإجناد الشام” مع الفيلق، في شباط/فبراير، بحيث تكون الأولوية في العمل هي تأمين حاجيات المنتسبين للفيلق بأسعار رخيصة مقابل حماية الفيلق له. ويستطيع النفق ادخال 1000 طن يومياً من المواد الغذائية والطبية، في حال تم العمل به على مدارالساعة، وهو مجهز لذلك، لكن العمل في النفق يتراوح وسطياً بين 6 إلى 8 ساعات يومياً.
الزحطة وبحسب الناشط الغلايني، كان يمنع ادخال أية مواد غذائية عبر النفق الخاص به، ولكنه يسمح لبعض تجار حرستا فقط بادخال المواد بعد دفع ضريبة تتراوح بين 25 إلى 45 في المئة من السعر الأصلي للمنتج، كضريبة دخول مما يجعله المحتكر الأول للبضائع.
وأضاف الغلايني، أن ثلاث ورديات تعمل لحساب الزحطة، ليلاً ونهاراً، وتتحكم في أصناف كثيرة، ولا يسمح لا للمكاتب الإغاثية ولا العسكرية ولا حتى التجارية بتنزيلها، كلحم الدجاج والدخان والوقود والملح والفلفل. وأسعار تلك المواد بعد تهريبها عبر نفق الزحطة، تصل إلى عشرات أضعاف أسعارها الأصلية.
الغلايني أكد أن نفق الزحطة لا يستخدم فقط لايصال البضائع بين برزة والغوطة، وإنما لإخراج الأشخاص بين المنطقتين، بحيث يتم دفع 250 ألف ليرة سورية، للشخص الواحد، للعبور إلى الحي عن طريق النفق، ويتم هذا بموافقة الزحطة مباشرة. كما أن إخراج الأشخاص يخضع ليس فقط للاعتبارات المادية، وإنما الأولوية هي لأهالي حرستا التي يسعى الزحطة إلى كسب ودهم كحاضنة شعبية، في حين يتم التضييق على أهالي دوما و”جيش الإسلام” الذي يخاصمه الزحطة، بعد قضائه على “جيش الأمة” أبرز الداعمين له.
النفق الثاني الذي ينافس الزحطة، على احتكار تهريب المواد الغذائية، هو الممتد بين حي القابون في دمشق وبلدة عربين في الغوطة، وتديره “جبهة النصرة” من جهة القابون في دمشق و”فيلق الرحمن” في عربين، بحيث يتم إرسال المواد الغذائية من القابون إلى عربين ومنها إلى كفربطنا والبلدات المجاورة لها.
أما بالنسبة لمن يريد الخروج من الغوطة إلى القابون عبر النفق، فيتوجب حصوله على تقرير طبي من المراكز الطبية في الغوطة، يفيد بأنه “لا تتوفر إمكانية علاج حامله داخل الغوطة”، بالإضافة إلى ورقة “لا حكم عليه” من “المكاتب القضائية” لضمان أن الشخص الذي ينوي الخروج غير مرتكب لأي جرم وليس مطلوباً لـ”القضاء الموحد” في الغوطة، بحسب مصادر متطابقة في كل من عربين والقابون.
الناشط أبو عمر القابوني، قال لـ”المدن”، إنه في شباط/فبراير 2014 قامت كل من “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” بحفر نفق مشترك، ودام الحفر حوالي شهر ونصف الشهر، بهدف تمرير المواد الغذائية، وإخراج الحالات الصحية الطارئة خارج الغوطة، لكن في تشرين الأول/اكتوبر 2014، قامت “جبهة النصرة” بإدخال كميات كبيرة من المواد الغذائية والوقود وبيعها بنصف ثمنها، في محاولة لكسب حاضنة شعبية لها، ما أثار حفيظة كل من خالد الزحطة و”فيلق الرحمن” فحدثت اشتباكات بين “النصرة” و”الفيلق”، وتم بعدها الاتفاق بين جميع الفصائل على خفض الأسعار داخل الغوطة، لتستقر الأسعار بزيادة مئة وخمسين ليرة عن الأسعار في دمشق، للسلع الغذائية الأساسية.
وتسيطر على منفذ “مخيم الوافدين” قوات النظام، ويختص بتجارة البضائع عن طريق رجلي الأعمال المواليين للنظام؛ جورج حسواني وأبو أيمن المنفوش. وحسواني المقيم في دمشق والحامل للجنسيتين الروسية والسورية والمقرب من الكرملين، يقوم بالتواصل مع تجار محليين في مدينة دوما يقومون بشراء البضائع منه. وبحسب مصادر محلية من المدينة يعمد النظام إلى بيع بضائع من الدرجة الثالثة أو الرابعة إلى أهالي الغوطة بسعر الدرجة الأولى.
وبحسب الناشط رائد الدوماني، فإن الحسواني كان قد باع خلال عام واحد، عشرين طناً من الشعير مسحوب الخميرة وغير الصالح للاستخدام البشري، عن طريق التاجر أبو سليم هارون، الذي لم يستطع رد الكمية بعد اكتشاف فسادها، فطرحها في السوق.
ويقول رائد إن الغوطة كانت تعيش حينها في حصار مطبق، وكان الجميع يأكل خبز الشعير، وعندما طرح هارون صفقة الشعير في الأسواق سببت العشرات من حالات التسمم، ليكتشف في ما بعد “المركز الطبي” أن الشعير بلا خمير، لا يصلح إلا للحيوانات.
ولا يزال الحسواني يعمل صلة وصل بين التجار في مناطق المعارضة والنظام، وهو يتحدر من يبرود في ريف دمشق، إلى الدرجة التي جعلته وسيطا في “صفقة الراهبات” الشهيرة في معلولا في العام 2013. وقد شملت عقوبات “الاتحاد الأوروبي” المفروضة على رموز النظام في آذار/مارس 2015، وتلتها العقوبات الأميركية أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2015، جورج حسواني. وتصفه إدارة “مراقبة الأصول الأجنبية” في وزارة المالية الأميركية، بالوسيط في تجارة النفط بين النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد اتهم جورج حسواني في كانون أول 2015 بإنه يد روسيا في سوريا، وبأنه مسؤول عن تسويق النفط بين النظام وتنظيم “الدولة”.
رجل الأعمال الثاني المشارك في إدارة التهريب عبر منفذ مخيم الوافدين، أبو أيمن المنفوش، هو صاحب سلسلة “شركة المراعي الغذائية” التي أسسها في العام 2003، وما زال مكتبها في دمشق على أوتستراد المزة، ومعملها في منطقة مسرابا يعمل بكامل طاقته الإنتاجية. ويتشارك المنفوش في الشركة، مع أربعة ضباط من المخابرات. إضافة إلى ذلك، فالمنفوش هو الوحيد القادر على إدخال أعلاف الأبقار إلى الغوطة، ويقوم باحتكارها مقابل الحصول على الحليب من مربي الأبقار، بحسب مصادر محلية من الغوطة.
بتلك التفاهمات يتم ادخال الغذاء إلى الغوطة الشرقية، وبحسب الأهالي فإن النظام حين عجز عن اجتياح الغوطة، وحين لم تتمكن طائراته من القضاء على جميع الناس التي باتت تعيش بين الركام، لجأ إلى ما يسميه الأهالي “سرطان الغوطة”، أي التجار. ويعتبر الأهالي المحاصرون التجار كحبل المشنقة يشده النظام كلما رأى أن هنالك ضرورة لتطويعهم. فالنظام فقد سلطانه ونفوذه على الأهالي، واستبدل الهراوة وفرع التحقيق بسوط اقتصادي يضرب به المحاصرين هنا.
هل سينحسر “داعش” عن القلمون الشرقي؟
عمار حمو
تمكنت فصائل المعارضة السورية العاملة في القلمون الشرقي من إحكام سيطرتها على عدد من النقاط، كانت قد سيطرت عليها “الدولة الإسلامية” بعدما انسحبت منها قوات النظام مؤخراً. وجاء ذلك بالتزامن مع اشتباكات، هي الأعنف، شهدتها مدينة الضمير بين “جيش الإسلام” و”تجمع الشهيد أحمد العبده” من جهة، و”لواء الصديق” و”رجال الملاحم” المبايعين لـ”الدولة الإسلامية” من جهة أخرى.
وبسط “جيش أسود الشرقية” بالاشتراك مع عدد من فصائل المعارضة، سيطرتهم على المعمل الصيني ومحطة الصفا، علاوة عن قطع طريق دمشق–بغداد في أبو الشامات. كما سيطرت المعارضة على الجبل الشرقي في القلمون الشرقي وقتلوا العشرات من عناصر “الدولة”، وفق ما قاله الناطق باسم “أسود الشرقية” يونس سلامة، لـ”المدن”.
قوات النظام كانت قد انسحبت صباح الأربعاء من نقاط على أوتستراد دمشق–بغداد، شرقي القلمون، ليدخلها تنظيم “الدولة” من دون قتال. وسيطر التنظيم على إحدى نقاط “تجمع الشهيد أحمد العبده”، ليقوم “تجمع العبده” و”جيش أسود الشرقية” بإطلاق معركة، استرجعوا فيها النقطة التي فقدوها، وتحفظوا عن ذكر اسمها، وعدداً من النقاط التي سيطر عليها التنظيم على حساب قوات النظام، في القلمون الشرقي؛ وهي المعمل الصيني واستراحة الصفا والجبل الشرقي، وتمكنوا من قطع أوتستراد دمشق-بغداد، المعروف باسم “طريق أبو الشامات”. سلامة أكد انسحاب “الدولة” إلى تل دكوة في البادية، مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين في البادية.
إلى ذلك، قالت وكالة “أعماق” التابعة لـ”الدولة الإسلامية”، الجمعة، إن التنظيم أطلق سراح 300 عامل كان قد احتجزهم بعد سيطرته على “المعمل الصيني”، فيما أعدم 4 عمال منهم لأنهم من الطائفة الدرزية. مصدر عسكري أكد لـ”المدن”، أن مصير بعض المختطفين ما زال مجهولاً، وبحسب ما قاله بعض المختطفين المفرج عنهم، إن “الدولة” قتلت عدداً من المختطفين من غير السنّة.
وبدورها أكدت صفحات محلية من مدينة الضمير، في مواقع التواصل الاجتماعي”، وصول بعض العمال الذين كانوا متواجدين في المعمل الصيني، إلى أهلهم في البلدة.
مدينة الضمير، وهي المتضرر الأكبر في معارك “الدولة الإسلامية” الأخيرة، شهدت، السبت اشتباكات هي الأعنف، وصلت إلى عمق المدينة وسوق السبت وطريق الضمير العام. فيما تعرضت المدينة الجمعة لست غارات من طيران النظام، ثمّ غاب القصف عن المدينة، السبت، وتركز على أطرافها وجنوبي مطارها العسكري.
مصدر مدني قال لـ”المدن”، إن أحداث الضمير الحالية هي أكبر من “لواء الصديق” و”رجال الملاحم”، فالموضوع أصبح يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية”. وأضاف المصدر أن الناس تأمل بأن يهدأ القصف على المدينة التي كانت أكثر أمناً من غيرها في المنطقة، و”لكن القصف لن يهدأ إذا لم يخرج التنظيم من المدينة”.
أهالي مدينة الضمير، وعلى رأسهم “مجلس أهالي مدينة الضمير”، وقعوا ضحية ممارسات تنظيم “الدولة”، فهدرت الفصائل المبايعة للتنظيم في الضمير دماء “أعضاء مجلس الأهالي” متهمة إياهم بـ”الردة”، وقامت بخطف عضو المجلس أحمد محمد السكاف، الجمعة، ورفضت تدخل أي شخص للمطالبة به، ليبقى مصيره مجهولاً حتى اللحظة. مصدر لـ”المدن” أكد أن السكاف قتل على يد الفصائل المبايعة للتنظيم، فيما نفى مصدر آخر ذلك مشيراً إلى عدم وجود أية معلومات حوله.
معارك “الدولة” في الضمير والقلمون الشرقي، قطعت حبل الودّ بين أهالي مدينة الضمير، والفصائل التي ثبتت علاقتها مع التنظيم. مصدر مدني قال لـ”المدن”، إنه بعد أن حاول أعضاء “مجلس الأهالي” الوقوف على مسافة واحدة من كل الفصائل العسكرية في المدينة، عادوا وأخذوا موقفاً مناهضاً للفصائل المبايعة للتنظيم، وطالبوا كل قادر على حمل السلاح بمحاربتهم.
ويبدو أن تحرك فصائل المعارضة العسكرية في القلمون الشرقي، وكذلك مدينة الضمير، أفشل مخطط التنظيم في السيطرة على مدينة الضمير الواقعة ضمن أهدافه. ويعود ذلك وفق ما ذكر الإعلامي نبوخذ نصر لـ”المدن”، إلى سيطرة المعارضة السورية على المدينة، وعدم قدرة عناصر التنظيم داخلها على حسم المعارك فيها.
وما يحدث في مدينة الضمير ومطارها، يعيد أحداث مدينتي تدمر والقريتين إلى الواجهة، نبوخذ نصر يعتقد أن تنظيم “الدولة” يعلم تماماً أن سيطرته على مدينة الضمير مؤقتة، لذا سيعمد إلى تطبيق سيناريو تدمر والقريتين، ما سيمكّن قوات النظام من الدخول إلى الضمير بعد تدميرها وتشريد أهلها. وهو ما ذهب إليه مصدر عسكري معارض، اعتبر أن النظام سلم نقاطاً في القلمون إلى تنظيم “الدولة” من دون قتال.
وبعيداً عن الآراء التي تعتقد أن ما يجري في القلمون الشرقي هو “مسرحية”، وترجيح لنظرية “المؤامرة” بين النظام والتنظيم، فإن مجريات الأحداث تؤكد وجود تناغم بين أهداف النظام والتنظيم. فمدينة الضمير، التي كانت هادئة لثلاث سنوات، باتت عرضة لقصف قوات النظام، وتواجه مخاطر سيطرة تنظيم “الدولة” عليها. سيطرة النظام أو التنظيم على الضمير، تعني أن خطريهما بات قريباً من الغوطة الشرقية، التي تمثل هدفاً لقوات النظام الطامعة بالسيطرة عليها، كما أن ثوار الغوطة هم من ألدّ أعداء التنظيم الذي انسحب منها، بعد إطلاق فصائل الغوطة وعلى رأسهم “جيش الإسلام” حرباً لاستئصال التنظيم في العام 2014.
محاولة اغتيال الإعلامي السوري زاهر الشرقاط
تعرض الإعلامي السوري المعارض زاهر الشرقاط لمحاولة اغتيال، بعدما أطلق مجهولون عليه النار، الأحد في مدينة غازي عينتاب التركية، ما تسبب له بجروح خطيرة حسبما نقلت مواقع سورية معارضة تصدر من المدينة.
ويرقد الشرقاط في العناية المشددة بأحد مشافي المدينة، وهو في حالة حرجة بعدما اخترقت الرصاصة رأسه من الخلف، ما تسبب بنزيف دماغي يمنع التدخل الجراحي المطلوب، فيما يتداول ناشطون سوريون مقطع فيديو يصور محاولة الاغتيال نقلاً عن وسائل إعلام تركية.
ويعمل الشرقاط معداً للبرامج في قناة “حلب اليوم” المعارضة، وهو يتحدر من مدينة الباب في ريف حلب شمال البلاد، وبرز اسمه كإعلامي معارض منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011، وتقلد لاحقاً منصب رئيس المجلس المحلي لمدينة الباب وعمل خطيباً في أحد مساجدها.
وتوجّه أصابع الاتهام إلى تنظيم “داعش”، حيث شهدت غازي عنتاب في السابق أعمال عنف متكررة من طرف عناصر التنظيم بحق الإعلاميين السوريين، أبرزها إغتيال الإعلامي السوري ناجي الجرف أواخر العام الماضي، وعدد من ناشطي حملة “الرقة تذبح بصمت”.
إلى ذلك، استنكر “المركز السوري للحريات الصحافية” التابع لـ”رابطة الصحافيين السوريين”، محاولة الاغتيال، ودعا “الإعلاميين إلى الحيطة والحذر واتخاذ إجراءات الأمان الشخصية وأولها الكشف عن التهديدات التي يتعرضون لها، وأخذ التحركات المشبوهة المحيطة بهم على محمل الجد”.
التحالف الدولي يقتل أبرز شرعييّ داعش
قُتل فواز العلي، أحد أبرز الوجوه الشرعية والقضائية في تنظيم داعش، وذلك عبر غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف الدولي على معاقل التنظيم.
الرقة: أكدت مصادر ميدانية لـ”إيلاف”، مقتل أحد أبرز شرعيي تنظيم داعش في مدينة الرقة فواز العلي، الملقب بـ “أبو علي الشرعي”، والذي يشغل المنصب القضائي الأول في التنظيم. وذلك بعد استهدافه صباح يوم الأحد بإحدى غارات طيران التحالف الدولي.
وقد شغل “العلي” في وقت سابق منصب رئيس المحكمة الشرعية في سجن المنصورة في ريف الرقة، وهو من سجناء “صيدنايا” السابقين، ويعد أهم الأشخاص الذين يتمتعون بثقة أمير التنظيم في الرقة والملقب بـ “أبو لقمان”، وقد أصدر مئات الأحكام بالإعدام بحق المعتقلين في سجون التنظيم.
ومن الجدير ذكره أن طيران التحالف نفّذ خلال اليومين الماضيين عدة غارات جوية على مدينة الرقة، حيث شمل القصف كلًا من الملعب البلدي، وبناء مساكن المعلمين، والمحال التجارية في محيط نادي الشباب، ومشفى التوليد ومدرسة الفنون النسوية، وأيضا منطقة النعيم وبناء الحزب الجديد ومبنى الرعاية، وبالقرب من مدرسة الفتاة ومشفى الطب الحديث، حيث شنت طائرات التحالف قرابة الـ19 غارة، بالإضافة إلى 8 غارات شنتها طائرات النظام السوري.
روسيا تنفي وجود خطط لاقتحام حلب
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين إنها لا خطط لديها لاقتحام حلب، مشيرة إلى أن مسلحي جبهة النصرة يحتشدون حول المدينة ويخططون لشن هجوم كبير يهدف إلى قطع الطريق بينها وبين العاصمة دمشق.
ونقلت كالة إنترفاكس الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنها لا خطط لديها لاقتحام حلب، وهو ما ينفي ما جاء على لسان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي من أن دمشق تعدّ مع روسيا عملية “لتحرير حلب”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الحلقي قوله -أمس خلال لقائه بمشرّعين روس يزورون سوريا- “إن سلاح الجو الروسي والجيش السوري يعدان عملية مشتركة لتحرير حلب والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه”، على حد قوله.
وفي وقت تدور فيه منذ أيام معارك طاحنة في ريف حلب الجنوبي، قالت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي الاثنين إن مقاتلي جبهة النصرة يحتشدون حول مدينة حلب ويخططون لشن هجوم واسع النطاق عليها.
وأكد سيرغي رودسكوي قائد قيادة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة أن مسلحي جبهة النصرة يخططون لقطع الطريق بين حلب والعاصمة السورية دمشق.
وشنت فصائل المعارضة ثلاث هجمات متزامنة على مناطق عدة في محافظات حلب وحماة واللاذقية، حيث تدور اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام. وأعلنت المعارضة أنها استعادت قرى كان سيطر عليها النظام في ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي.
وكانت روسيا قد أعلنت سحبا جزئيا لقواتها الموجودة في سوريا بعد دخول وقف إطلاق النار في سوريا حيز التطبيق، ولكن طائرات روسية شاركت في استعادة النظام مدينة تدمر شرقي حمص والقريتين من تنظيم الدولة الإسلامية، كما شاركت في غارات بحلب وفق ما تقوله مصادر المعارضة.
دي ميستورا: الجولة المقبلة ستبحث الانتقال السياسي
أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا أن جولة المفاوضات المقبلة بين الحكومة السورية والمعارضة المقرر انطلاقها في 13 أبريل/ نيسان الجاري ستكون بالغة الأهمية وستركز على بحث عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور.
وكان دي ميستورا يتحدث من العاصمة السورية دمشق بعد لقائه وزير الخارجية وليد المعلم، ضمن جولة بدأها بزيارة الأردن ولبنان، ويتوقع أن تشمل إيران في وقت لاحق.
وأضاف المبعوث الأممي بشأن المفاوضات “نأمل ونخطط لجعلها بناءة ونعمل لجعلها ملموسة”.
من جهة أخرى قال دي ميستورا إن اتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا هش لكن يجب أن يستمر، مشيرا إلى أنه ناقش مع المعلم أهمية استمرار وقف العمليات القتالية، وحث دمشق على دعم وقف إطلاق النار والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية.
كما أوضح دي مستورا أن النقاش تطرق إلى “مسألة زيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المحاصرة وإلى جميع السوريين”، منوها بتمكن برنامج الغذاء العالمي من إيصال مساعدات جوا الأحد إلى 200 ألف شخص محاصرين في مدينة دير الزور يحاصرهم تنظيم الدولة الإسلامية.
بلا شروط مسبقة
على الجانب الآخر قالت وكالة الأنباء السورية إن المعلم أبلغ دي ميستورا بوجود “مجموعات إرهابية تخرق الهدنة بتوجيهات تركية وسعودية لإفشال مباحثات جنيف، وذلك بعد الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري في الميدان”.
وأضافت الوكالة أن المعلم أوضح أن دمشق مستعدة لمحادثات سلام بلا شروط مسبقة تبدأ اعتبارا من منتصف الشهر الجاري، بعد الانتخابات البرلمانية المقررة الأربعاء.
يشار إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة اختتمت في جنيف في 24 مارس/آذار الماضي من دون تحقيق أي تقدم حقيقي باتجاه التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي تسبب في مقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ اندلاع الثورة على حكم بشار الأسد في مارس/آذار 2011.
ولا يزال مستقبل الأسد نقطة الخلاف الرئيسية، إذ تصر المعارضة على رحيله مع بدء المرحلة الانتقالية في حين تعتبر دمشق أن مستقبله ليس موضع نقاش بل يتقرر عبر صناديق الاقتراع فحسب.
ودخل اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ في مناطق سورية عدة في 27 فبراير/ شباط الماضي بموجب اتفاق روسي أميركي مدعوم من الأمم المتحدة. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة اللذين يسيطران حاليا على أكثر من نصف الأراضي السورية. ولا يزالان يتعرضان لضربات من قوات النظام وحليفته روسيا ومن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
الجيش الروسي: جبهة النصرة تحتشد حول حلب
موسكو – رويترز
أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي اليوم الاثنين أن عناصر “جبهة النصرة” يحتشدون حول مدينة حلب السورية ويخططون لشن هجوم واسع النطاق لقطع الطريق بين حلب والعاصمة السورية دمشق، وليس لاقتحام المدينة.
وقال سيرغي رودسكوي، قائد قيادة العمليات الرئيسية بهيئة الأركان العامة إن نحو 9500 من مقاتلي “جبهة النصرة” احتشدوا إلى الجنوب الغربي وإلى الشمال من حلب.
وأضاف أن كل أفعال جيش النظام السوري والقوات الجوية الروسية “تهدف لإفشال خطط جبهة النصرة”، مؤكداً أنه “لا توجد خطط لاقتحام مدينة حلب”.
وفي سياق آخر، أكد سيرغي رودسكوي أن الهدنة في سوريا لا تزال قائمة بشكل عام على الرغم من بعض الخروقات.
دي ميستورا يطالب النظام السوري باحترام الهدنة
دبي – قناة العربية
قال ستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إنه استغل اجتماعا مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، اليوم الاثنين، لحث النظام على دعم اتفاق وقف إطلاق النار الهش في سوريا والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية.
وأضاف للصحافيين في دمشق “سنثير ونناقش أهمية حماية اتفاق وقف العمليات القتالية والحفاظ عليه ودعمه، فهو – كما تعلمون- هش ولكنه قائم”.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد استقبل في دمشق على وقع تحذيرات جدية بانهيار تام للهدنة الهشة قبل 3 أيام من جولة مباحثات السلام التي يحضر لها.
حيث أعلن النظام السوري أن قواته تعد هجوما على مدينة حلب بدعم من سلاح الجو الروسي، فيما اعتبر ذلك أكبر تحدٍّ لاتفاق وقف الأعمال القتالية.
وكان دي ميستورا يعتقد أن شهر أبريل الحالي من الممكن أن يكون الأفضل على الصعيدين السياسي والإنساني، لكن مساعدوه أكدوا أنه محبط تماما حتى الآن، فجولته التي انطلقت من موسكو وحطت رحالها في دمشق مرورا بعمان، لم تحقق اختراقا على صعيد تحقيق الحد الأدنى من التوافق بشأن إطار محتمل للانتقال السياسي الذي يطمح دي ميستورا لتحقيقه قبل الجولة المقبلة من المباحثات.
حيث تأجلت الجولة عدة مرات لضمان جدية الأطراف بشأن تناول هذه القضية بالذات.
أما زيارة دي ميستورا لدمشق فلا تشمل لقاء مع الأسد، بل مع وزير خارجيته وليد المعلم وبعض المسؤولين، بينهم السفير الروسي في دمشق، وسط ضغوط جديدة يفرضها اشتعال القتال مجددا جنوب وشمال البلاد.
من جهتها، حذرت المعارضة السورية من استمرار تدهور الوضع الإنساني مع استعدادها للسفر إلى جنيف للانضمام لمباحثات السلام، مؤكدة كعادتها إصرارها على مسألة وضع أسس المرحلة الانتقالية خلال هذه الجولة بما تتضمنه من عقدة مصير الأسد.
فيديو لمجهول وهو يسدد رصاصة برأس صحافي سوري في تركيا
كمن له في حي بمدينة غازي عنتاب ولما استفرد به في الشارع عاجل رأسه برصاصة يتيمة
لندن- كمال قبيسي
في فيديو رصدت لقطاته كاميرا مراقبة بأحد شوارع مدينة “غازي عنتاب” التركية، بعد ظهر أمس الأحد، ظهر مجهول يسير خلف الإعلامي السوري المعارض، محمد زاهر الشرقاط، وفجأة نراه يعاجله من الخلف برصاصة في رأسه من مسدس كاتم للصوت، فانهار مضرجاً على الأرض، ولاذ محاول الاغتيال بالفرار.
كان الشرقاط في حي “غازي مختار باشا” في المدينة البعيدة بالجنوب التركي 96 كيلومتراً عن ريف حلب، حيث ولد قبل 36 سنة في مدينة “الباب” بالشمال السوري، حين استهدفه من يعتقدون بأنه “داعشي” برصاصة يبدو أنها لم تنل منه مقتلاً، لأن قناة “حلب اليوم” التلفزيونية المعارضة، حيث يعمل مذيعاً ومعداً لبعض برامجها، رددت مراراً في ما قرأته “العربية.نت” بموقعها، كما في حسابات عدة لها بمواقع التواصل، بأنه نجا وتتم معالجته في قسم للعناية الفائقة بأحد المستشفيات.
وربما يكون السبب باستهداف الشرقاط بالذات، هو قتاله في سوريا على رأس “كتيبة أبو بكر” المعارضة بالسلاح للنظام، والمعادية لتنظيمات المتطرفين، قبل أن يتحول منذ 10 أشهر إلى إعلامي مع halab Today Tv وناشطاً فيها بفضح النظام، وما يقوم به “داعش” من فظائع في الشمال السوري، ومعظمه عرف الشرقاط في الماضي حين كان إمام مسجد في مدينة “الباب” وداعية وسطياً بالمنطقة.
ونرى الشرقاط يسقط أرضاً في الفيديو الموضوع بحساب “يوتيوبي” لوكالة “دوغان” المعروفة بأحرف DHA التركية التي بثته أمس، وعنها نقلته “العربية.نت” مع تفاصيل قليلة ذكرتها الوكالة، ولا تلبي الفضول عن محاولة اغتياله، لذلك طلبت “حلب اليوم” من الراغبين بالتعرف إلى الشرقاط، أو المالكين لمعلومات عن استهدافه، الاطلاع على ما يرد في “هاشتاغ” أطلقته باسم #زاهر_ شرقاط في حسابها “التويتري” حيث نجد معظم المغردين فيه، يتهمون التنظيم “الداعشي” المتطرف بمحاولة الاغتيال، أو أذرع النظام.
الشيء نفسه ألمح إليه ناشط سياسي اسمه صديق المحمودي، حين تحدث لموقع ARA News عن وجود “خلايا داعشية نائمة” ومثلها لتنظيم “جبهة النصرة” ناشطة في المدن التركية “خاصة عنتاب وأورفا” من دون استبعاده لوجود “أذرع خفية” للنظام السوري الأمني، مهمتها مراقبة نشطاء الثورة وبالتحديد الإعلاميين” مضيفاً أن استهداف الشرقاط “لا يأتي من عبث، وتم التخطيط له، فليس بالسهولة أن تطلق النار في وسط مدينة يقطنها أكثر من ميلوني شخص” كما قال.
وأوردت صحيفة “حرييت” التركية بطبعتها الإنجليزية اليوم، أن محاول قتل الشرقاط كان ملثماً، وأن الإعلامي السوري، المتزوج والأب لأولاد “كان يحمل معه خرائط لبعض المواقع بسوريا حين استهدافه” وفق ما نقلت عن محققين بدأوا بالبحث عن أدلة جنائية تدلهم عمن حاول قتله.
وليست المحاولة هي الأولى التي تستهدف إعلاميين سوريين معارضين في تركيا، ففي أكتوبر الماضي قتل “داعش” في شقة بمدينة “أورفا” الإعلاميين إبراهيم عبدالقادر وفارس حمادي، وكانا ناشطين مع حملة “الرقة تذبح بصمت” المتربصة إعلامياً بالتنظيم “الداعشي” وما يقوم به من فظائع في محافظة الرقة بالشمال السوري، وبعد شهرين تم اغتيال الصحافي السوري ناجي الجرف في “غازي عنتاب” بمسدس كاتم للصوت أيضاً، والتنظيم الإرهابي نفسه فاخر بإعلان مسؤوليته عن قتله.
سوريا.. تركيا تقصف مواقع لـ”داعش” قرب كيليس
أنقرة – فرانس برس
قصف الجيش التركي بالمدفعية مواقع تابعة لتنظيم “داعش” في سوريا بعد سيطرة إرهابيين على منطقة قريبة من الحدود التركية، حسب ما أعلنت وسائل إعلام محلية اليوم الاثنين.
وقصفت المدفعية التركية من مواقع حدودية قرب كيليس مواقع للتنظيم الارهابي، بحسب قناة “ان. تي. في” الإخبارية الخاصة.
ويأتي ذلك بعد استعادة مسلحي التنظيم بلدة الراعي قرب الحدود مع تركيا من فصائل معارضة كانت سيطرت عليها الأسبوع الفائت، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستثنيت “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” من اتفاق هدنة أُبرم بوساطة أميركية ودخل حيز التنفيذ في 27 شباط/فبراير.
وكانت المدفعية التركية استهدفت في فبراير الماضي مواقع لحزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا، وأكد الجيش التركي حينها أنه كان يرد على إطلاق نار.
لكنها لم تستهدف مواقع المقاتلين الأكراد في سوريا بعد سريان الهدنة.
ناشطون: إيرانيون وأفغان “يسيطرون” على جزء من مدينة تدمر السورية
روما (11 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد ناشطون سوريون من مدينة تدمر إن “مقاتلين أفغان وإيرانيين يسيطرون على بعض أحياء مدينة تدمر” الأثرية، التي سيطرت عليها قوات النظام وميليشيات مساندة لها، بعد إخراج تنظيم الدولة منها في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.
وقال ناشطون من المدينة شبه الخالية من سكانها ويُقيمون في ريف حلب لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “مقاتلين أفغان وإيرانيين يسيطرون بشكل منفرد على أحياء بغرب المدينة منها العامرية والجمعيات ولا تتدخل قوات النظام السوري بالتعزيزات العسكرية التي يقيمها هؤلاء في هذه الأحياء”.
وأوضحت أن “المنطقة سكنية مدنية ولم تكن معاقل لتنظيم الدولة، إلا أن ميليشيات أفغانية ـ إيرانية كانت تساند قوات النظام للسيطرة على المدينة استحكمت بهذه الأحياء واتخذتها مقرات لها، ولا تدخل قوات النظام ولا ميليشياته إلى هذه المناطق”.
وأضافت “جميعهم لا يتكلمون العربية، ومن المُرجّح أن تكون هذه الميليشيات من لواء فاطميون المُسيّر من قِبل الحرس الثوري الإيراني، والذي يُقاتل إلى جانب قوات النظام وميليشياته”.
ولواء فاطميون يضم عناصر من الشيعة من قومية الهزارة القريبة من الفرس بأفغانستان، وقالت تقارير إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني هو الذي قام بتدريبهم وتسليحهم، وجنّدهم للقتال في سورية مقابل مساعدات مالية أو إقامات لأسرهم في إيران.
تنظيم الدولة الإسلامية يسترد بلدة الراعي من مسلحي المعارضة السورية
استعاد مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية بلدة الراعي الاستراتيجية المهمة الواقعة في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا من أيدي مسلحي المعارضة السورية، بحسب ناشطين وجماعات جهادية.
كما سيطر التنظيم على 9 قرى خلال المعارك التي يخوضها مع مسلحي المعارضة في هجوم معاكس شنه في ريف حلب الشمالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن مسلحي التنظيم، الذين خسروا البلدة الواقعة في ريف حلب، تمكنوا من استعادتها الاثنين.
وتعد بلدة الراعي القريبة من حدود تركيا نقطة أساسية في طريق إمداد المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة حلب.
وكانت مجموعات تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر تمكنت من السيطرة على البلدة من إيدي مسلحي “تنظيم الدولة” يوم الخميس الماضي.
ويسيطر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في الشمال السوري، بيد أنهم خسروا في الأشهر الأخيرة بعض هذه المناطق لحساب مسلحي المعارضة السورية والمقاتلين الأكراد والقوات الحكومية السورية.
وتمكنت فصائل معارضة مدعومة من تركيا منذ نهاية شهر آذار/مارس من السيطرة على أكثر من عشر قرى على امتداد الحدود السورية التركية.
وقد سيطروا الخميس الماضي على بلدة الراعي بعد يومين من القتال مسلحي تنظيم الدولة في البلدة، ولوحوا بالتقدم إلى معقلي التنظيم القويين في منطقتي دابق والباب في محافظة حلب.
ولكن بعد أربعة ايام، تمكن مسلحو تنظيم الإسلامية من استعادة السيطرة على البلدة وست قرى إلى الغرب منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، جماعة المراقبة السورية التي مركزها بريطانيا، ولجان التنسيق المحلية المعارضة.
وأصدر تنظيم الدولة بيانا يؤكد تمكن مسلحيه من طرد مسلحي المعارضة من بلدة الراعي.
وفي وقت لاحق، قصف الجيش التركي بالمدفعية مواقع لتنظيم الدولة في سوريا.
وقالت شبكة NTV التلفزيونية إن المدفعية التركية اطلقت قذائفها من منطقة كيليش الحدودية على اهداف للتنظيم.
هجمات لجبهة النصرة
أما في الريف الجنوبي، تستمر المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في مناطق العيس وخان طومان والزربة والبوابية، حيث تقدم مسلحو المعارضة وسيطروا على مرتفعين استراتيجيين مشرفين على طريق حلب دمشق.
وقالت المعارضة إنها تسيطر على بلدتي زيتان وبرنة، وأوقعت هذه المعارك أكثر من 40 قتيلا من الجانبين.
وفي حماة، شن مسلحو المعارضة هجمات على مواقع عسكرية حكومية في سهل الغاب وخاصة في منطقتي الجاكورة وخربة الناقوس.
وقالت القوات الحكومية إنها صدت الهجوم.
أما في درعا، فقد شنت “جبهة النصرة” هجوما على نقاط عسكرية في حي المنشية في درعا البلد، ودارت اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي جبهة النصرة.
وجاء في بيان عسكري ان الطيران الحكومي شن غارات على خان أبو الشامات في ريف دمشق وعلى مقرات لجبهة النصرة في منطقة تير معلة في ريف حمص وسط سورية.
وعلى الصعيد السياسي،غادر المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا سوريا متوجها الى طهران، بعد جولة محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الاثنين في مقر وزارة الخارجية السورية.
وافادت الخارجية السورية في بيان أصدرته أن المعلم أكد لدي ميستورا جاهزية الوفد السوري للمحادثات في جنيف بدءا من الخامس عشر من نيسان/أبريل الجاري.
وجدد المعلم خلال محادثاته مع دي ميستورا تأكيده على الموقف السوري بشأن الحل السياسي للأزمة السورية والالتزام بحوار سوري بقيادة سورية دون شروط مسبقة، حسب بيان للخارجية السورية.
ومن جانبه قال دي ميستورا في تصريحات للصحفيين عقب محادثاته في دمشق : “ناقشنا التحضيرات لمحادثات جنيف التي نخطط للبدء بها في الثالث عشر من نيسان بعد انتهاء جولتي في المنطقة”.
وأضاف دي ميستورا: “الجولة القادمة ستكون مهمة وستركز على الانتقال السياسي والحكومة والمبادئ الدستورية. ونأمل أن تكون بناءة وملموسة”.
وبشأن وقف الأعمال العدائية المستمر منذ أكثر من أربعين يوما، قال دي ميستورا: “لقد بحثنا مع الجانب السوري وقف الأعمال العدائية والحفاظ على هذا الوقف ودعمه. ورغم الوضع الهش، لا يزال وقف الأعمال العدائية قائما ويجب أن نضمن استمراره حتى لو اضطررنا إلى احتواء بعض الحالات”.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي استبق وصول دي ميستورا إلى دمشق في تصريحات صحفية قال فيها إن “زيارة المبعوث الدولي ستركّز مع المسؤولين السوريين على الحوار بين الحكومة والمعارضة في جنيف، وإن الخارجية السورية ستستمع إلى ما سيحمله دي ميستورا وتقدم إجاباتها عليه.”
وأكد وزير الإعلام السوري في تصريحاته التي تسبق الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف، والمقررة يوم الأربعاء، أن “لدى دمشق قناعة ثابتة بأن العملية السياسية التفاوضية هي عملية أساسية،” مشيراً إلى أن “المدخل إلى الانتقال السياسي يكون عبر حكومة موحدة وموسعة وأن ذلك لن يتم إذا استُبعدت أطراف معينة منها”.
الجيش السوري يرسل تعزيزات إلى حلب
من انجوس ماكدول وسليمان الخالدي
بيروت/عمان (رويترز) – ترددت أنباء يوم الاثنين عن إرسال الجيش السوري تعزيزات إلى حلب حيث يهدد تجدد القتال هدنة هشة قبيل الجولة المقبلة من محادثات السلام.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن أول خسائر في الأرواح بين صفوف جيشها النظامي في سوريا بعد أسبوع من إعلان إيران نشر قوات خاصة عسكرية لدعم دمشق مما يلقي الضوء على الأبعاد الإقليمية للصراع. وكان غالبية الدعم العسكري الإيراني حتى الآن من فرق الحرس الثوري الإيراني.
ويمثل اندلاع القتال بالقرب من مدينة حلب القديمة في الأسبوعين الماضيين التحدي الأخطر حتى الآن “لاتفاق وقف الأعمال القتالية” الذي أبرم بوساطة الولايات المتحدة وروسيا بهدف تسهيل محادثات السلام.
وفي إشارة لحالة الهدنة المتداعية قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي يزور دمشق إن تركيا والسعودية مسؤولتان عن انتهاكات الاتفاق.
وقال إن البلدين أمرا المقاتلين بتنفيذ هجمات بهدف إحباط محادثات جنيف المرتقبة. ولم يرد رد فعل فوري من السعودية وتركيا.
ودعمت البلدان التمرد ضد الرئيس بشار الأسد ومدا المقاتلين بالسلاح والأموال فيما تدعم إيران وروسيا الأسد عسكريا.
وتهدف محادثات السلام التي تجرى تحت إشراف الأمم المتحدة ومن المتوقع استئنافها يوم الأربعاء إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام وأسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وخلق أسوأ أزمة لاجئين في العالم وأدى لظهور تنظيم الدولة الإسلامية. ولم تحرز الجولة الأولى من المحادثات تقدما يذكر مع غياب أي بادرة على التوصل لحل وسط بشأن القضية الرئيسية وهي مصير الأسد.
وتأكيدا لتعزيز الأسد موقعه من المقرر أن تجري الحكومة السورية انتخابات برلمانية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يوم الأربعاء. ووصفت المعارضة هذه الانتخابات بأنها فضيحة.
*القتال من أجل حلب
تركز القتال بالقرب من حلب على مجموعة بلدات على طول الطريق الرئيسي المتجه جنوبا.
وقالت قوات المعارضة إن الجيش كثف القصف أيضا وإن الطائرات الحربية الروسية استأنفت ضرباتها الجوية في المنطقة.
واتهم الجيش قوات المعارضة بالمشاركة في هجمات تنفذها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي لا يشملها اتفاق الهدنة هي والدولة الإسلامية.
وقالت روسيا يوم الاثنين إن جبهة النصرة تحتشد حول حلب استعدادا لشن هجوم كبير.
ونقل عن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قوله يوم الأحد إن الحكومة بدعم من القوات الجوية الروسية تخطط لعملية استعادة حلب. لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إنه لا توجد خطط لاقتحام المدينة.
وذكرت وسائل إعلام محلية من الجانبين أن هناك حشدا كبيرا لقوات وأسلحة الجيش السوري وحلفائه حول حلب حيث أفادت قناة الميادين المؤيدة للحكومة السورية أنها رصدت دبابات وقاذفات صواريخ تتجه نحو المدينة.
وكثفت القوات الحكومية وحلفاؤها عملياتها ضد المقاتلين باتجاه شمال وجنوب حلب في الشهور الستة التي أعقبت بدء روسيا تنفيذ ضربات جوية لدعم الأسد وقطعت طريق الإمداد المباشر الرئيسي إلى تركيا في وقت سابق من العام الحالي.
لكن قوات المعارضة مازالت تسيطر على أراضي داخل وحول المدينة بما في ذلك أطرافها الغربية.
وكانت الجبهتان الأعنف قتالا في الأيام الماضية حول حلب في بلدات تلة العيس وزيتان وزيربا وخان طومان على الطريق السريع الرئيسي المتجه جنوبا إلى دمشق وحول مخيم حندرات على طريق رئيسي متجه شمالا إلى تركيا.
وجبهة حلب هي واحدة من المناطق التي انتشر فيها الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية لدعم الجيش السوري.
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن أربعة جنود بالجيش النظامي الإيراني قتلوا في سوريا دون ذكر متى وأين.
وقالت الوكالة “قتل أربعة من أول دفعة مستشارين عسكريين من جيش الجمهورية الإسلامية في سوريا على أيدي جماعات تكفيرية” في إشارة للمتشددين السنة.
*محاولة لحماية وقف إطلاق النار
وتبادلت دمشق والهيئة العليا للمفاوضات الاتهامات بشأن انتهاكات الهدنة التي بدأت في 27 من فبراير شباط.
وزار دي ميستورا دمشق للاجتماع مع مسؤولين كبار بالحكومة قبل أن يسافر إلى إيران في محاولة لإحياء محادثات السلام بعدما أخفقت المفاوضات في مارس اذار في تحقيق تقدم يذكر.
وقال دي دميستورا إن الجولة التالية ستركز على الانتقال السياسي. وقال المعلم إن الحكومة ستكون مستعدة للمشاركة.
في الوقت نفسه اندلع قتال بين قوات المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية اليوم الثلاثاء بعدما استعاد التنظيم بلدة الراعي القريبة من الحدود التركية والتي تبعد 50 كيلومترا عن حلب بعد أيام قليلة من سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا عليها.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)