أحداث الاثنين 14 تموز 2014
المعارضة السورية تفكك خلايا «داعش»… و«النصرة» متمسكة بـ «إمارة»
لندن، واشنطن، عمان – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
يشن مقاتلو المعارضة السورية «ضربات استباقية» ضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بتفكيك «خلايا نائمة» تابعة للتنظيم لوقف تمدده في شرق دمشق وفي شمال البلاد وشمالها الغربي، في وقت تمسكت «جبهة النصرة» بإقامة «إمارة إسلامية» في سورية، لكنها اعلنت ان الإمارة «لم تقم بعد».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «اشتباكات عنيفة» دارت بين «الدولة الأسلامية» من جهة ومقاتلي «جيش الإسلام» والكتائب الإسلامية الموالية له من جهة اخرى في الغوطة الشرقية، في وقت اكد ناشطون ان مقاتلي المعارضة فتحوا معركة ضد «داعش» اسفرت عن السيطرة على بلدة مسرابا بعد زيادة التوتر بين الجانبين وسط مساعي تنظيم «داعش» لتأسيس بنية تحتية شرق العاصمة.
وفي شمال غربي البلاد، قال نشطاء ان تمدد «داعش» بات يشكل قلقاً في ريف ادلب وسط تردد معلومات عن نية التنظيم الانسحاب من مناطق قريبة في ريف حماة في وسط البلاد الى سراقب ومعرة النعمان وسرمين. وقال ناشط ان مقاتلي بعض الفصائل شنوا حملات دهم في بلدة بنش ومناطق اخرى في «ضربات استباقية» بحثاً عن «خلايا نائمة» تابعة للتنظيم. ونقلت شبكة «سمارت» المعارضة عن قيادي في «حركة أحرار الشام الإسلامية» قوله «إنّ الحركة بدأت بالتعاون مع فصائل من الجبهة الإسلامية حملة لطرد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» والفصائل التابعة له من مدينة بنش».
وأكد نشطاء معارضون أن زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني عقد في الأيام الماضية سلسلة اجتماعات في ريف حلب شمالاً وترأس اجتماعات لقادة الفصائل العسكرية للاتفاق على خطة لـ «طرد» تنظيم «داعش». ونشرت «النصرة» امس بياناً توضيحياً بعد تسريب معلومات عن جولة الجولاني. واللافت ان البيان لم ينف كلامه عن اقامة الإمارة، بل تناول توقيت الإعلان. وجاء في البيان «إنَّ مشروع جبهة النصرة من اليوم الأول لتأسيسها هو إعادة سلطان الله إلى أرضه وتحكيم شريعته وإننا نسعى إلى إقامة إمارة إسلامية وفق السُنن الشرعية المعتبرة ولم نعلن عن إقامتها بعد، وفي اليوم الذي يوافقنا فيه المجاهدون الصادقون والعلماء الربانيون سنعلن عنها بإذن الله».
وفي المقابل، ضيق «داعش» الخناق على ثالث كبرى المدن الكردية في أقصى شمال سورية، سعياً إلى توسيع سيطرته على مناطق حدودية مع تركيا. وقال «المرصد السوري» إن «ريف مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) بات محاصراً بشكل كامل من الدولة الإسلامية» التي تتقدم باتجاه المدينة الواقعة في ريف حلب.
ووفق «المرصد»، تدور منذ ليل السبت معارك عنيفة بين مقاتلي «داعش» وعناصر من «وحدات حماية الشعب الكردي» في بلدة شيوخ تحتاني وفي محيط قرية أحمدية وفي مناطق أخرى، على مسافة نحو 40 كلم الى الغرب والشرق من عين العرب، وأشار إلى أن أهمية عين العرب تكمن في كونها «جيباً داخل مناطق تواجد الدولة الإسلامية على الحدود السورية – التركية».
إلى ذلك، أكد ناطق باسم الحكومة الأردنية أمس أن عمان «ترفض الانخراط في أي برامج عربية أو غربية، لتدريب المعارضة السورية على أراضيها». وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني في تصريح إن «عمان ملتزمة عدم التدخل في الشأن السوري، ولم ولن تدرب معارضين سوريين على أراضيها».
وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن الأردن يمانع في استضافة برنامج تدريبي موسع لمقاتلي المعارضة السورية تشرف عليه الولايات المتحدة رغم ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) تقوم بتدريب مقاتلين من المعارضة سراً هناك منذ أكثر من عام.
ويعد تحفظ الأردن الذي أكده أربعة مسؤولين أميركيين، انتكاسة خطرة على الأرجح للمبادرة المقترحة للرئيس باراك أوباما التي أعلنها في حزيران (يونيو) الماضي بتخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح المعارضة المعتدلة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد وجماعات على صلة بتنظيم «القاعدة».
ويقول مسؤولون أميركيون ومحللون إن الأردن يخشى من رد فعل عنيف من النظام السوري إذا استخدمت أراضيه في تدريبات علنية تجريها وحدات من الجيش الأميركي. لكن مسؤولين أميركيين آخرين وصفوا الموقف الأردني بأنه «غير نهائي».
خبراء أميركيون في الأردن لمواجهة خطر «الدولة الإسلامية»
عمان – تامر الصمادي – بغداد – «الحياة»
علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها في عمان أن مئات الخبراء الأميركيين وصلوا إلى الأردن حديثاً، وشكلوا غرفة عمليات مشتركة مع نظرائهم الأردنيين، لمواجهة خطر «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق.
وفيما استمر «داعش» في تقدمه على الأرض، طلب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية، أن «تأخذ الولايات المتحدة الوقائع الجديدة على الأرض (سيطرة الأكراد على كركوك) في الإعتبار لدى البحث في أي تسوية للخلاف بين الإقليم وبغداد أو في حل للأزمة العراقية».(للمزيد)
من جهة أخرى فشل البرلمان العراقي أمس في انتخاب رئيسه ونائبيه، على رغم تأمين النصاب بحضور 233 نائباً من أصل 328 لغياب الإتفاق على انتخاب الرؤساء الثلاثة، وإصرار رئيس الوزراء نوري المالكي على الترشح لولاية ثالثة. وأجلت الجلسة إلى الغد.
وفي عمان أكدت مصادر لـ «الحياة» أمس رفع مستوى التنسيق العسكري والأمني بين الأردن والولايات المتحدة إلى حده الأقصى لمواجهة صعود «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، لا سيما في بلاد الرافدين، مؤكدة «وصول مئات الخبراء الأميركيين للمساعدة في حماية الحدود بين البلدين»، إضافة إلى محاربة الجماعات المتطرفة.
وقالت المصادر، رافضة ذكر إسمها، إن «هؤلاء الخبراء ومثلهم من الأردن (عسكريون وأمنيون)، عملوا خلال الأسابيع القليلة الماضية على وضع خطط لمواجهة الأوضاع داخل العراق، ومنع انتقال داعش عبر الحدود». وأضافت أن «عدد الخبراء الذين لم يعلن عنهم رسمياً، لا في عمان ولا في واشنطن، يتجاوز الألف». وبررت القلق الأردني- الأميركي بأن «التنظيم بات يسيطر على أجزاء كبيرة من العراق، ومنها مدن وبلدات متاخمة للمحافظات والقرى الأردنية». وزادت ان «الأردن أصبح قاعدة حيوية للعمل الأميركي داخل العراق». وأن «الخطط المشتركة تهدف إلى وقف التسلل والتهريب بكل أنواعه».
من جهة أخرى، نفى الناطق باسم الحكومة الوزير محمد المومني «وجود قواعد أميركية من أي نوع داخل الأردن. لكنه أقر بوجود «تعاون مع الولايات المتحدة على مستوى الخبراء».
في بغداد، أجل رئيس السن للبرلمان النائب مهدي الحافظ جلسة انتخاب رئيسه ونائبيه إلى الثلثاء (غداً) بسبب غياب التوافق. وحمّل رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي، الكتل السياسية مسؤولية الفشل، وقال إن كتلته «قدمت مرشحها لرئاسة البرلمان وهو سليم الجبوري. البلد معرض للخطر ولا بد من انتخاب الرؤساء الثلاثة، وتشكيل حكومة وطنية مقبولة من الجميع لتزيل المظالم وتطرد الإرهاب». وتؤكد المعلومات ان تأجيل الجلسة تم بطلب من زعماء «التحالف الوطني» (الشيعي) الذين عليهم تقديم مرشحهم لشغل منصب نائبي رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية، واختيار رئيس الحكومة.
وتأسست السلطة في العرا ق بعد العام 2003 وفق نظام «الصفقات السياسية» الذي يتطلب ملء كل المناصب في سلة واحدة، ويتم الاعتماد على نظام النقاط (منح كل مجموعة نواب نقطة) لتحديد وزن كل كتلة وتقسيم هذه المناصب بين الاحزاب التي تشكل الكتل الرئيسية.
وعقد «التحالف» اجتماعاً امس في مبنى البرلمان، حضره المالكي الذي اكدت المصادر انه لم يتراجع عن ترشيح نفسه لولاية ثالثة، على رغم المعلومات عن استعداد كتلته «دولة القانون» لتسمية مرشح بديل، تحت ضغوط سياسية ودينية.
ويرفض السنة والاكراد، بالاضافة الى تياري عمار الحكيم ومقتدى الصدر، انتخاب المالكي. وتسعى الكتل الشيعية للخروج من هذا المأزق من دون شرذمة «التحالف الوطني» باعتباره الكتلة التي تمثل شيعة العراق. وعلى رغم مرور أسابيع عدة على مصادقة المحكمة الإتحادية على نتائج الانتخابات، لم يتم تسجيل كتلة «التحالف الوطني» رسمياً باعتبارها الكتلة الاكثر عدداً في البرلمان، ما يفتح الباب أمام تكهنات مفادها أن كتلتي الصدر والحكيم قد تخرجان من «التحالف».
زوجان يشتريان سفينة لإنقاذ مهاجرين في «المتوسط»
فاليتا – رويترز
أنفق زوجان محبان لعملَ الخير ملايين من اليورو، لشراء سفينة يعتزمان استخدامها في إنقاذ مهاجرين من الزوارق المتهالكة في البحر الأبيض المتوسط والتي تنطلق من السواحل الليبية. وقال كريستوفر وريجينا كاترامبون المقيمان في مالطا، إنهما شعرا بأنهما ملزمان بالتحرّك، بعد نداء وجّهه البابا فرنسيس إثر العثور على مئات من المهاجرين الأفارقة غرقى قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وقالت ريجينا كاترامبون: «أتذكر أنه كانت لديه رسالة لكل رجال الأعمال، لكل الناس، بأن يفعلوا شيئاً. لم يكن يعني بفعل شيء أن تحرّر شيكاً، بل أن توظف إمكاناتك وقلبك ومعرفتك في خدمة أخيك وأختك ومساعدتهم. لذلك، نظرنا إلى بعضنا بعضاً وقلنا بوجوب فعل شيء».
وأسّس الزوجان «محطة إغاثة المهاجرين» واشتريا السفينة «فينكس 1» التي ستُبحر في اتجاه المسارات المركزية التي يتخذها المهاجرون. وسيُشرف على إدارة السفينة، طاقم محترف يضمّ مسعفين.
«بورصة الدم» تسجل 170 ألف قتيل خلال السنوات الأربع للصراع
سوريا: «مراصد» المعارضة تحتكر عد الضحايا.. وتصنيفهم!
محمد بلوط
مئة وسبعون ألف قتيل سوري حصيلة الحرب السورية… «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يديره المعارض رامي عبد الرحمن في بريطانيا، رفع الإحصاء الدموي إلى عتبة تطرح النقاش في طريقة استصدار حصائل القتل السوري. ذلك أن الرقم الذي يقترحه «المرصد»، الأشهر في متابعته الدقيقة والحرفية لبورصة الدم السوري، يستدعي بعض المراجعة في مراكمة أعداد القتلى، وفي استخدام كل المتدخلين في الحرب السورية للأرقام أحيانا، من دون أدنى تدقيق فيها، لدواع سياسية وإعلامية، فضلاً عن أن أحداً من هذه المراصد لا يزعم الحياد في العد والإحصاء، وتصنيف العمليات التي يقوم بها الجيش السوري في خانة جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية.
ولا تكتفي الحصيلة التي تصدر عن مراصد عدة، بأن تكون عداداً محايداً للضحايا، بل انها تذهب، بسلطة الرصد، وحصانة الانفراد بالعد، إلى تصنيفهم مراتب شتى، في الدنيا والدين والوطنية والآخرة. وهم فسطاطان: شهداء قضية عادلة أو قتلى عدوان وطغيان، ثوار أو شبيحة، سنة أو علويون، عملاء للنظام أو منشقون، مسلحون، ومدنيون. والغالب أن القتلى هم عسكر النظام ومدنيوه، إلا في ما ندر، أما عسكر الثورة ومدنيوها، فكلهم في جنة المراصد ولجان حقوق الإنسان، «شهداء»، في ما عدا المقاتلين الأجانب من عرب وشيشان الذين يستثنيهم «المرصد السوري» من الشهادة والقتل، ويسميهم «صرعى». وعندما تتوخى المراصد والجمعيات الحقوقية المعارِضة الدقة في طبيعة الموت ومراتبه، تقسم الحصيلة الدامية لـ170 ألف سوري، إلى مئة ألف «شهيد»، أما الآخرون فقتلى.
ومنذ أن تراجعت «التنسيقيات» في المدن والبلدات، خلت ساحة الرصد لأربعة مراكز للتوثيق، أهمها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، و«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» التي يديرها من الدوحة فضل الشقفة بدعم قطري. وهناك «مركز التوثيق والإحصاء» الذي يديره رئيس «مركز دراسات دمشق» في واشنطن رضوان زيادة، و«مركز توثيق انتهاكات حقوق الإنسان» الذي إدارته رزان زيتونة حتى اختفائها في الخريف الماضي، بالإضافة إلى «المركز السوري المستقل»، المؤيد للحكومة السورية.
وباستثناء «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لا يمكن الاعتداد بوجود نشطاء على الأرض، في شبكات الرصد الأخرى، التي تقوم الولايات المتحدة وقطر بتمويلها، وتوظيف تقاريرها في مشاريعها السياسية ضد دمشق. وتحصل الشبكات الأخرى على معلوماتها من وسائل الإعلام، أو من خلال ما تبقى من نشطاء في «لجان التنسيق»، أو من الملحقين الإعلاميين بالكتائب المقاتلة على الأرض. وسادت خلال الأعوام الأولى للحرب السورية، مزايدة في أرقام القتلى، ظهرت بوضوح في وسائل الإعلام والفضائيات الخليجية، التي كانت تتبارز في عرض أرقام القتل، من دون أن تحاول التأكد من هوية القاتل أو الضحية.
وتعمد الشبكات الإنسانية إلى تغطية الجرائم بحق المدنيين، في ما تعمد إليه في التوثيق إلى إسباغ صفة المدني، على حصيلة من المقاتلين سقطت خلال عمليات عسكرية، أو حوادث انفجار خلال إعداد سيارات مفخخة، أو صهاريج تهريب النفط، وتنزع الصفة نفسها أحيانا عن ضحايا السيارات المفخخة، أو المجازر الطائفية التي ترتكبها الكتائب المقاتلة المعارِضة، أو تلصق بهم تهم التعامل مع النظام، لإعدامهم.
ونقلت الشبكات الحقوقية من دون تدقيق منها، وإعلام المعارضة معها، تبني «الجبهة الإسلامية» تفجير سيارة مفخخة قبل أسبوعين في قرية الحرة العلوية في ريف حماه، وجعلت من قتل 40 مدنيا أثناء نومهم، عملية نوعية استهدفت حاجزا للجيش السوري في القرية المنكوبة. واعدم المسلحون المعارضون 13 علويا مدنيا أثناء محاولتهم الفرار من حمورية التي تسيطر عليها المعارضة في حزيران العام 2012، ثم ادعت البيانات أنهم ضحايا مجزرة ارتكبها الجيش السوري. ودفعت القرى العلوية ثمنا باهظا لسكاكين الكتائب المعارِضة لا سيما معان، التي دخلتها «جبهة النصرة»، خلال مؤتمر جنيف في شباط الماضي، وأعدمت 50 مدنيا، قالت عنهم الشبكات الحقوقية ولجان التنسيق إنهم من الشبيحة.
وعندما تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مجزرة جديدة الفضل في 21 نيسان العام 2013، في غوطة دمشق، اعتمد رواية «لجان التنسيق المحلية»، و«مركز توثيق حقوق الانسان»، التي ــ الرواية ــ نشرت رقم 483 ضحية في الساعة الاولى لهجوم الجيش السوري على البلدة. وقال «مركز التوثيق والإحصاء» في واشنطن ان أكثر القتلى هم من المدنيين، فيما قدم «المرصد السوري» رواية مختلفة ورقما للقتلى يقل باربعمئة قتيل، ويبلغ 110 قتلى، فضلا عن قوله إن القتلى الذين سقطوا في جديدة الفضل، التي أصبحت مجزرة دخلت السجل الدموي الحافل للحرب السورية، كان أكثرهم من المقاتلين الذي سقطوا، خلال العملية العسكرية للجيش السوري.
وعندما اعدم «جيش الصحابة» و«نور الدين زنكي» 150 أسيرا في معركة خان العسل، صيف العام الماضي، وضعتهم معظم الشبكات في لائحة قتلى الجيش السوري، اذ لا تتضمن لوائح جرائم الحرب لدى الشبكات الحقوقية، إلا ما يقترفه جنود الجيش من جرائم خلال العمليات القتالية. وهكذا اتهمت المراصد التابعة إلى «الائتلاف الوطني» الجيش السوري، بارتكاب مجزرة معمل السجاد في سلمية، التي أودت بحياة ما يقارب 70 عاملا، ولم يغير من موقف «الائتلافيين» شيئا تبني «جبهة النصرة» علنا للعملية، التي قالت إنها استهدفت مركزا للشبيحة.
وفي تموز العام 2012 في ريف حماه، اورد «المجلس الوطني السوري»، ومعه «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» 305 قتلى حصيلة لمجزرة اتهم النظام بارتكابها. وقال «المجلس الوطني» و«لجان التنسيق المحلية» إن معظمهم من المدنيين الذين جرى إعدامهم ميدانيا، فيما اصدر «المرصد السوري» المعارض حصيلة أولى بلغت 111 قتيلا، ما لبث أن قام بتعديلها إلى 94 قتيلا، قال إن أكثرهم من المقاتلين الذين سقطوا في مواجهة الجيش السوري. وعندما قصف الطيران السوري، منتصف صيف العام 2012، بلدة الهول في الحسكة، روت شبكات حقوق الإنسان ولجان التنسيق قصة 40 مدنيا فاجأهم القصف الغادر، فيما قال «المرصد السوري» إن القتلى عراقيون من مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق» آنذاك.
وفي حزيران من العام 2011، خرجت أولى المجازر السورية إلى العلن في جسر الشغور في ادلب، بالقرب من الحدود مع تركيا. وزعمت شبكات حقوق الإنسان، وخلفها الفضائيات في الدوحة ودبي، أن الجيش السوري اعدم ميدانيا أكثر من 200 معارض في المدينة، وأخفى جثثهم في مقبرة جماعية. لكن النقيب المنشق حسين هرموش، قائد «الضباط الأحرار» آنذاك، قال لـ«السفير» في حديث لم ينشر، جرى معه في قرية خربة الجوز، على بعد أمتار من الحدود مع تركيا، وقبل فراره إليها، إن المجموعة التي كان يقودها في المدينة، تمردت ودخلت مبنى الأمن الجنائي برفقة بعض المدنيين المسلحين، وأعدمت ميدانيا أكثر من 130 جنديا وضابطا لجأوا إلى المبنى، بانتظار التعزيزات العسكرية إليه، ودفنوا الضحايا في قبر جماعي. وعندما قتل الطالب عمار بالوش ثلاثة من زملائه في كلية الهندسة الدمشقية، كانت التقارير الأولى، للشبكات الحقوق إنسانية، والفضائيات الخليجية تتحدث عن شبيح قتل ثلاثة من المعارضين قبل أن يظهر القاتل، لاحقا، في صفوف كتيبة مقاتلة في رنكوس. وقبلها بأيام تحدثت تقارير الشبكات عن قتل 13 متظاهرا في درعا، قبل أن يقوم المحققون في بعثة المراقبين العرب آنذاك، بمقابلة من أعلن قتلهم، أحياء في منازلهم.
وفي الخريف الماضي، قامت مجموعات من المعارضة المسلحة بقتل فتيان ونساء ورجال، في قرية علوية في ريف سلمية، كانوا يقومون بجني الزيتون، لتقول «لجان التنسيق» ان المعارضة المسلحة أعدمت ميدانيا عددا من الشبيحة. وفي نيسان العام 2012، انفجرت عبوة ناسفة كانت تعدها مجموعة من المقاتلين في مشاع الطيار في حماه، وقتل فيها أكثر من خمسين مقاتلا، فقالت «لجان التنسيق» و«الشبكة السورية لحقوق الإنسان» إن الجيش السوري قصف بصاروخ ارض – ارض، تجمعا للمدنيين.
وفي حلب، قتل 70 شخصا في خريف العام 2012، بانفجار سيارة، كانت مجموعة من «جبهة النصرة» تعدها لاستخدامها في حلب، التي لم يكن قد مضى أكثر من أسابيع قليلة على دخول المعارضة المسلحة إليها، من الأرياف القريبة. وادعت شبكات حقوق الإنسان و«لجان التنسيق» أن الجيش السوري قد قصف تجمعا للمدنيين في المدينة. وفي تشرين الثاني العام 2012، انفجرت صهاريج نفط في بلدة خشام قرب دير الزور، اثناء تحميلها، وقتلت 54 شخصا، فقالت المعارضة المسلحة، ومعها «لجان التنسيق»، ان الجيش السوري، قصف المنطقة بصاروخ ما ادى الى مجزرة.
وتبقى الأرقام عن حصيلة هجوم الغوطة الكيميائي بالغة الدلالة في استخدام الأرقام، من دون أدنى توثيق، وعدم جدية بعض شبكات رصد انتهاكات حقوق الانسان. اذ تبنت الامم المتحدة، ومعها وزير الخارجية الاميركي جون كيري، رقم 1492 قتيلا في الساعات الاولى للمجزرة الكيميائية، فيما قال «المرصد» ان اللوائح الحقيقية، تتضمن 502 امكن توثيقهم، والتأكد من وفاتهم، بفعل الهجوم الكيميائي في آب العام 2013.
وعندما قتل الجيش السوري 60 مقاتلا من «جبهة النصرة»، خلال انسحابهم نهاية العام الماضي من القسطل – معلولا باتجاه يبرود، اجمعت «لجان التنسيق» ووسائل إعلام المعارضة وبعض شبكات رصد الانتهاكات ان المقتولين مدنيون، فيما قال «المرصد السوري» انهم مقاتلون من «النصرة».
وكان كمين العتيبة في 26 شباط الماضي، مرجعا مهما في الخلاف على طبيعة الرصد والتوصيف، ففي حين قالت المعارضة المسلحة، ومعها «لجان التنسيق»، ان الكمين قتل 200 مدني كانوا يحاولون الفرار من حصار الغوطة الشرقية، كان واضحا ان القتلى الذين سقطوا بانفجارات متتابعة على خط رتلهم، لم يكونوا سوى مجموعة من المقاتلين المنسحبين من ميدعا نحو الجنوب.
وتجاهلت كل المراصد وشبكات حقوق الإنسان، من دون استثناء، المجازر التي ارتكبتها عملية «عائشة ام المؤمنين» لتحرير الساحل، والتي هللت لها المعارضة المسلحة، قبل ان تعود اليها «هيومن رايتس ووتش» و«المرصد السوري» لاحقا لتتحدث عن 130 مدنيا ذبحوا واعدموا على يد المهاجمين، في موجة الهجوم الاولى على القرى العلوية في ريف اللاذقية.
وتشكل حرب الهاون على دمشق وغيرها ظاهرة مجهولة في تقارير شبكات حقوق الإنسان. اذ تم إحصاء أكثر من 400 ضحية خلال شهري تشرين الأول والثاني الماضيين، من بينهم 120 قتلوا، من دون ان تثير هذه المذبحة المستمرة والبطيئة اهتمام لجان التنسيق، او شبكات الرصد، الا اتهام الجيش السوري بقصف المدينة لتحريض اهلها ضد «الجيش الحر».
وعندما قتل قصف المعارضة بقذائف الهاون 50 مدنيا في جسر الشغور، الشهر الماضي، قالت المعارضة، ومعها بعض الشبكات، ان الجيش السوري، هو من قصف المدينة، لارهاب السكان، فيما كان «المرصد السوري» ينسب العملية الى المعارضة.
المرصد السوري: مقتل وإصابة 38 من حزب الله في اشتباكات مع جبهة النصرة
القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل سبعة من عناصر حزب الله اللبناني وإصابة 31 آخرين منهم على الأقل بجراح، خلال اشتباكات استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل الاحد/ الاثنين مع جبهة النصرة ( تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية في الجرود الواقعة بين بلدة رأس المعرة وعرسال بمحافظة ريف دمشق.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الاثنين إن حزب الله اللبناني تمكن من أسر 14 مقاتلاً منهما في حين قتل في الاشتباكات ذاتها، ما لا يقل عن تسعة مقاتلين من النصرة والكتائب الإسلامية وأصيب أكثر من 23 آخرين بجراح تم نقلهم إلى مستشفى ميداني في عرسال.
ارتفاع ضحايا العملية الإسرائيلية على غزة إلى 172 شهيدا و1260 جريحا
غزة- الأناضول: استشهد فجر الاثنين، فلسطيني متأثرا بجراح أصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف منزله شرقي مدينة غزة، فجر الأحد، وأصيب 30 آخرين جراء سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على أنحاء قطاع غزة.
وبسقوط هؤلاء الضحايا، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، مساء الإثنين الماضي، إلى 172 شهيدا، ويبلغ عدد الجرحى 1260، حتى الساعة 1.00 تغ من صباح الاثنين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، الطبيب أشرف القدرة، لوكالة (الأناضول) إن “فلسطيني استشهد متأثرا بجراح أصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف منزله شرقي مدينة غزة فجر أمس الأحد، وأصيب 30 آخرين جراء سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على أنحاء قطاع غزة”.
على الجانب الآخر، أعلنت دائرة الطوارئ والإسعاف في إسرائيل (نجمة داود الحمراء)، في بيان يوم الأحد، عن إصابة 208 إسرئيليين؛ جراء إطلاق الصواريخ من غزة تجاه المدن الإسرائيلية.
وقالت دائرة الطوارئ والإسعاف إن “208 إسرائيلين أصيبوا جراء إطلاق الصواريخ على غزة، 11 منهم بشظايا الصواريخ، و36 جراء سقوطهم على الأرض أثناء توجههم إلى الملاجئ، و6 في حوادث طرق أثناء دوي صفارات الإنذار، و151 بحالات الهلع″.
فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه استهدف 1320 موقعا في غزة منذ الإثنين الماضي.
وأضاف الجيش، في بيان الاثنين، أن “الأهداف شملت 735 منصة ثابتة لإطلاق الصواريخ و64 مركزا للتدريب العسكري و58 مخزنا ومصنع للأسلحة و32 منشأة لقيادة حماس و29 بنى تحتية لاتصالات المنظمات الفلسطينية ومواقع أخرى” لم يوضح عددها.
وردا على الغارات الإسرائيلية، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها قصفت مدن إسرائيلية بـ673 صاروخا، منذ يوم الإثنين وحتى نهاية يوم السبت.
فيما أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، وفصائل فلسطينية أخرى عن قصفها لإسرائيل بقرابة الـ700 قذيفة صاروخية منذ الإثنين الماضي.
وقالت سرايا القدس، في بيان مساء الأحد، إنها قصفت، وللمرة الأولى، مدينة نتانيا (على بعد 90 كم من غزة) شمالي إسرائيل بصاروخ محلي الصنع.
فيما قال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينيين في غزة أطلقوا 800 صاروخا من قطاع غزة على إسرائيل منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية من بينها 635 صاروخا ضربت وسط وجنوبي إسرائيل، إضافة إلى 147 صاروخا تم اعتراضها من قبل منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ.
الأطفال السوريون يحولون حفرة صنعتها البراميل المتفجرة الى بركة سباحة
القاهرة – من حازم بدر: لم يحدث تطور في العمليات العسكرية، بل بدأ نظام بشار الأسد يحقق تقدما في بعض المناطق التي يسيطر عليها الثوار.. ولا يبدو الوضع مختلفا على الصعيد السياسي، ورغم ذلك يقول سوريون: هناك ما يدعو للأمل.
مصدر الأمل الذي يشعر به السوريون، والذي يعترفون به دون خجل أو مواربة هم «الأطفال» الذين أخرجوا من رحم المعاناة ما يدعو للأمل.
ضياء علي، وقف أمام صورة لـ «حفرة» مملوءة بالماء، أحدثها انفجار أحد براميل بشار المتفجرة في ماسورة مياه بأحد أحياء حلب، وقد لفت انتباهه أن الأطفال يلهون في تلك الحفرة وكأنها مسبح.
وقال ضياء تعليقا على هذه الصورة التي نشرها الائتلاف السوري المعارض على صفحته بالفيس بوك: « اطفالنا ايجابيون وعظماء وينظرون للجزء المملوء دائما، فلنتعلم منهم قليلا».
واهتمت ليلى أحمد هي الأخرى بهذه الصورة، واختارت لها تعليقا يعكس روح التحدي والإصرار، وقالت: « كيف يهزم شعب هؤلاء اطفاله».
واختارت فايزة جلابي الحديث عن مقومات الشخصية السورية للتعليق على الصورة، قائلة: « أطفال لشعب عشق الحياة والفرح».
وبالحماس والأمل نفسهما استقبل سوريون صورة أخرى لطفل سوري يحمل حقيبته المدرسية على ظهره، بينما يدفع بكلتا يديه طفلا آخر يجلس على كرسي متحرك، والابتسامة تعلو وجه الطفلين، وقال حسن الخطيب تعليقا على الصورة: « صغارنا: روحكم الكبيرة تمدنا بالعزيمة».
ووصفتهم لارا عمور بـ»شموع الثورة» وقالت تعليقا على الصورة: «أطفال سوريا شموع الثورة… الله يحميكم».
ما قالته « لارا « لم يكن وصفا، بحسب هيلين محمد، التي ذكرت في تعليقها بأن الأطفال السوريين هم من أشعلوا شرارة الثورة وقالت: «بدأت بهم الثورة وستنتهي أيضا ان شاء الله «.
واشتعلت الشرارة الأولى للثورة السورية في مدينة درعا «جنوب سوريا»، حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات على جدار مدرستهم تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام بتاريخ 26 فبراير/ شباط 2011، وعلى إثر اعتقال أطفال درعا والإهانة التي تعرض لها أهاليهم، تم الدعوة لاحتجاجات ضد الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات في 15 مارس / آذار من العام نفسه.
ومنذ مارس / آذار عام 2012 وحتى الآن والأجواء في سوريا يغلفها صوت الرصاص والقنابل، وهو ما جعل هناك «اعتيادا « على الألم، تحول مع الوقت إلى «التأقلم معه»، وهو أحد التفسيرات التي يقدمها أحمد عبد الله استشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق (دلتا النيل) لصور أطفال سوريا التي يغلفها الأمل.
وقال عبد الله: «الأطفال يريدون أن يعيشوا ويستمتعوا بطفولتهم، فتأقلموا مع مشاهد التدمير وصوت القنابل كي يستمروا في الحياة».
ولكن الوصول لهذه الحالة لا يمكن تعميمه، لأن هناك بالطبع أطفالا فقدوا القدرة على ممارسة أنشطتهم الطفولية بسبب الأحداث، وهذا يرجعه استشاري الطب النفسي إلى وجود نزعتين داخل كل شخصية، هما نزعتا الموت والحياة.
وقال: « قد يتعرض شخصان لنفس الظروف القاسية، ولكن نزعة الموت تغلب على شخصيته، فيستسلم لها، وفي المقابل تسيطر على شخص آخر نزعة الحياة فيتمكن من التأقلم مع تلك الظروف… وقد يختلف تعامل الشخص الواحد مع نفس الظروف من مرحلة لأخرى».
ويتوقف تأثر الشخصية بنزعة الموت أو الحياة على حصول الشخص على احتياجاته الأساسية وتمتعه بشبكة دعم أسري ورعاية صحية ونفسية، بحسب عبد الله.
وأضاف: « كلما توفرت هذه المقومات، كلما أثر ذلك على تمكن نزعة الحياة منه، والعكس صحيح». (الأناضول)
«داعش» تمنح صكوك توبة لمن توقف عن قتالها في دير الزور شمال سوريا
عمر الهويدي
الرقة ـ «القدس العربي» أصدر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» بياناً عن منحه وثيقة «توبة» لمن يعلن توبته عن قتاله من الفصائل المعارضة المسلحة في محافظة دير الزور شرق سوريا، التي سيطر عليها التنظيم مؤخراً .
وقال البيان «تعلن الدولة الإسلامية أن كل من يريد التوبة أو أعلن توبته من الفصائل المسلحة الموجودة في ولاية الخير أن الدولة فتحت باب التوبة، وعليه تسليم سلاحه في مدة أقصاها أسبوع من تاريخ صدور البيان».
وأضاف البيان، أنه على كل ممن أخذ ورقة توبة قبل صدور هذا البيان أن يوثقها في المحكمة الإسلامية بمدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور وإلا تعتبر ملغية .
وأشار إلى طريقة التوبة من خلال إحضار صورتين شخصيتين ، وصورة البطاقة الشخصية إلى مكتب المعلومات بالمحكمة الإسلامية التابعة للتنظيم، «المحكمة الشرعية سابقاً»، بغرض التوثيق حتى لا يتعرض له «جنود الدولة» لاحقاً .
وحذر البيان، أن كل من لا يستجيب للبيان أو له علاقة بإخفاء سلاح أو تستر على من أخفاه بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي حددها «خلية نائمة معادية للدولة الإسلامية».
وفي سياق متصل أعلن تنظيم « داعش « في اليوم التالي لإصدار البيان عن شروط التوبة، وحصلت «القدس العربي» على نسخة منه، جاء فيه، إنه يجب على كل شخص يعلن براءته من الفصـيل الذي ينتمي له، وأن يتعهد بعدم تشكيل أو الإنضـــــمام لأي فصيل آخر إلا بعد علم الدولــــة الاسلامية، وأن يسلم كافة السلاح (أي نوع) التابع للفصيل، بالإضافة لتسليم السلاح الشخصي من بارودة ومسدس، وأن يتعهد بعدم الذهاب إلى المناطق التي تحت سيطرة الصحوات من جيش حر وجبهة إسلامية ونصرة .
ونوه التنظيم في نسخة الشروط، في حال عدم القدرة على العمل بشروط العقد يجب مراجعة الدولة في كل إسبوع، وعند مخالفته لأي شرط سيكون عرضة للملاحقة والمحاسبة، وشهدت صفحات الفيس بوك انتقادات واسعة أشبه بالسخرية من عدم وضع المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري ضمن شروط عقد التوبة .
وفي بداية هذا العام ، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها «جبهة النصرة» ومن انضم إليهم ، مؤخراً ، من مسلحون عشائر المنطقة حملة عسكرية ضد تنظيم «داعش» في مناطق دير الزور شرق سوريا، وسقط في الاشتباكات التي دارت عدة شهور في ريف محافظة دير الزور الحدودية مع العراق مئات القتلى والجرحى من الطرفين ، في حـــين أعلنــت كبرى العشائر والفصائل العسكرية المقاتلة في محافظة دير الزور شرق سوريا مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية وأميرها أبو بكر البغدادي في بيان مصور نشر عبر «يوتيوب» جاء فيه، أن عشائر مدينة الشحيل والحريجي والنملية، إضافة لـ «جيش الإسلام»، و»جيش مؤته الإسلامي»، و»لواء الإخلاص»، و»حركة طالبان الإسلامية» في بداية شهر تموز/ يوليو ، مؤكدة براءتها من التنظيمات والمجالس العسكرية والثورية وكذلك هيئة الأركان والائتلاف الوطني التي قاتلت «تنظيم الدولة وعدم مسؤوليتها عمن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق ومحاسبته إن أمكن».
وكذلك في حزيران / يونيو أعلن عدد من قادة المجلس العسكري في ريف دير الزور التابع لهيئة الأركان العقيد منير المطر، وقادة ألوية الفاروق غنام الكردي، وأبو هارون ، ىوالرائد أبو عبد الرحمن مسؤولي مستودعات الذخيرة ، قد بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، إذ أصدر «مجلس شورى المجاهدين»، أكبر تجمع للقوى العسكرية في المنطقة الشرقية ، بياناً أكد فيه « مبايعة بعض من ينتمون إلى المجلس العسكري التابع لهيئة الأركان تنظيم البغدادي ، موضحا أن «بعض اللصوص والخونة بايعوا هذه العصابة طلبا للحماية والحصانة بعد أن انكشفت خيانتهم ونهبهم الأموال المقدمة لتحرير مطار دير الزور العسكري» .
وانتهت تلك المعارك بسيطرة تنظيم «داعش» على ريف دير الزور بشكل كامل، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها منذ كانون الثاني/ يناير من هذا العام .
الإدارة الذاتية الكردية في سوريا تعلن عن حاكمين جديدين في مقاطعة الجزيرة وتدرس إقرار الخدمة العسكرية الإلزامية
الحسكة ـ «القدس العربي»: أعلنت الإدارة الذاتية الكردية المؤقتة في سوريا اليوم،عن استكمال هيكلية الإدارة الذاتية، وذلك بتنصيب كل من السيد حميدي دهام العاصي الجربا، والسيدة هدية يوسف حاكمين مشتركين لمقاطعة الجزيرة السورية (الحسكة) بعد فتح باب الترشح لمنصب حاكم المقاطعة منذ أكثر من أسبوعين وذلك خلال جلسة المجلس التشريعي الرابعة عشرة في الإدارة الذاتية الكردية التي عقدت في حزيران/ يونيو الماضي.
وبحسب ميثاق العقد الاجتماعي الصادر عن المجلس التشريعي الكردي، فإن الحاكمين سيمارسان السلطة التنفيذية نيابة عن الشعب ضمن البنود المنصوص عليها في العقد الاجتماعي.
وفي تصريح لـ»القدس العربي»، أوضح جوان محمد المتحدث الرسمي باسم الإدارة الذاتية، أن مدة ولاية الحاكمين ستستمر لأربع سنوات ميلادية، تبدأ من تاريخ أدائهما القسم القانوني الذي سيؤديانه أمام المجلس التشريعي قبل المباشرة بمهامهما، كما سيقومان بعد ذلك بتعيين نائبين لهما أو أكثر، يفوض لهم صلاحيات الحاكمين. وأشار في حديث أن الحاكمة هدية يوسف، هي سيدة كردية من مواليد عام 1972 في مدينة ديريك، المالكية، بريف الحسكة، وهي معتقلة سابقة لدى النظام السوري.
أما الحاكم حميدي دهام العاصي الجربا، فهو شيخ عشيرة شمر وهي من إحدى العشائر العربية في منطقة الجزيرة، ما اعتبر بعض المراقبون فوزه هذا في انتخابات المقاطعة أمراً مثيراً للجدل، فهو ابن عم أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سابقاً، والذي يعتبر إن حزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) الذي يشارك في الإدارة الذاتية الكردية من أحد وسائل النظام السوري.
من جانبه، يرى البعض أن علاقة الحاكم الجربا جيدة بآل البارزاني في كردستان العراق والذي يتمتع بخلافات شديدة مع حزب الاتحاد الديمقراطي، في حين يشدد البعض الآخر إن علاقات الحاكم الجربا وطيدة مع كافة مكونات محافظة الحسكة من الاكراد والعرب والسريان والأرمن وهذا ما سيحافظ على رابط الأخوة الكردية في المنطقة على حد وصفهم.
وفي سياق متصل أعلنت الإدارة الذاتية الكردية المؤقتة أيضاً، عن مسودة مشروع الخدمة العسكرية الإلزامية والذي سيكون على طاولة ديوان المجلس التشريعي قريباً دون أن تفيد بمدة الخدمة وأعمار الذين يشملهم هذا القرار، وخاصة أن وحدات حماية الشعب الكردية وقعت عدّة اتفاقيات رسمية مع منظمة نداء جنيف خلال الشهر الماضي، تضمنت إحداها إبعاد كافة المقاتلين دون السن القانوني عن جبهات القتال ونزع صفة المقاتلين عنهم.
وتزامن هذا القرار لإصدار رفض كردي واسع، نظراً لسلطة الأمر الواقع من طرف حزب كردي واحد يتحكم بكامل المدن الكردية في سوريا بعد فشل اتفاقيتين بينه وبين أحزاب المجلس الوطني الكردي برعاية مباشرة من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني حول المشاركة في إدارتها، فيرى البعض أنه لا يمكن للإدارة الذاتية إرغام الشباب الاكراد الغير منسبين إليها بالمشاركة في العمليات العسكرية، وخاصة أن الأحزاب الكردية كثيرة والعديد من الشباب الاكراد يحملون أفكار الحزب الخاص بهم.
عباس خاسر كالعادة وغير حاضر في الأزمة… وسكان الضفة يتحدثون بإعجاب عن حماس وسئموا من المقاومة السلمية
إعداد إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: لن تحقق الجولة الثالثة من الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل أي نتائج، ولن تنتج عن غالب أو مغلوب، هذا رأي معلقين في صحافة أمس الأحد البريطانية، وربما كان الخاسر كالعادة كما في حرب 2008-2009 و2012 وأخيرا 2014 السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس الذي يبدو متفرجا على الأزمة. وعلى خلاف الحربين السابقتين يبدو كل طرف متيقنا أن نتائجها لن تكون هدنة أو وقف إطلاق النار.
فبعيدا عن أصوات الحسم الآتية من أطراف اليمين المتطرف في إسرائيل الداعي لدك حصون حماس وتخليص إسرائيل من مشكلتها وبالتالي توفير الهدوء للمواطنين الإسرائيليين وهو الهدف الذي يؤكد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبالنسبة لحماس فهي وبحسب مصدر بارز في حركة حماس نقل عنه ديفيد هيرست محرر موقع «ميل إيست آي»ـ عين الشرق الأوسط ـ فتريد إنهاء الحصار وفتح الميناء والمطار ولم تعد تريد الإكتفاء بمعبر رفح البري بين غزة ومصر نظرا للموقف المصري الحالي، الرسمي والإعلامي الذي يحتفي بما يجري لها في غزة. وإذا كان هذا هو طموح إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على القطاع فبيتر بيومنت يرى غير هذا ويستعيد في بداية تحليل له بصحيفة «أوبزيرفر» حوارا مع ضابط إسرائيلي بارز في مركز وزارة الدفاع بتل أبيب قبل أسابيع حيث تم الحديث عن الحملة التي يقوم بها الجيش ضد حماس في الضفة الغربية. واقترح في حديثه حالة عادية، فبعد كل هذا تقاتل إسرائيل حماس منذ عدة سنوات. ويقول بيومنت إنه بعد الحديث قر في ذهنه أنه كان يجب أن يسأله سؤالا مختلفا ويحصل على جواب منه ومن قادة حماس أيضا. السؤال لماذا يعتقد كل طرف أن نتائج الحرب الحالية ستكون مختلفة عن الحرب السابقتين؟
والجواب: هذه الحرب الغبية الفاسدة لن تغير أي شيء ورغم كل الخطابة والكلام فلن تستطيع إسرائيل الفوز بالحرب أكثر مما يمكن أن تخسره حماس.
تقوية الجماعات الراديكالية
وأسوأ من هذا يفهم عدد كبير من القادة الإسرائيليين أن هزيمة حماس كما تقدم للرأي العام الإسرائيلي لن تكون في صالح إسرائيل لأنها ستؤدي إلى تقوية يد الجماعات الراديكالية. ويقول الكاتب إن ما شاهدناه في الأيام الماضيه هي حرب استهدفت المناطق المدنية التي قصفت بالقنابل والصواريخ من الجو والبحر في نزاع طموحاته محدودة ومشكوك فيها- حرب كفعل انتقامي وعنف كشكل من أشكال التفاوض. ففي الجانب الإسرائيلي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فاترا في بدايتها ولكنه دفع لها من قبل الأطراف المتطرفة في حكومته التي تريد منه ضرب حماس وبقوة.
وبهذا التوصيف فالحرب هي عن السياسة مثلما هي عن حماية الرأي العام. وعلى الجانب الفلسطيني فالصواريخ التي انطلقت من غزة لم تأت دون سبب، فقد تم التصعيد نتيجة للتبادل بين الطرفين ـ واحدة بواحدة- وخرق اتفاق الهدنة والغارات التي تصاعدت بعد اكتشاف جثث المختطفين الإسرائيليين في الضفة الغربية وحملة الإعتقالات التي اعتقلت فيها إسرائيل مئات الفلسطينيين في مداهمات ليلية. وخلف كل هذا التصعيد يقول الكاتب هو غياب المفاوضات السلمية.
حسابات حماس
ويعتقد الكاتب إن حسابات حماس في الوضع الحالي تقف وراءها مصالح ذاتية وقصيرة الأمد. فحسب منطق الحركة فستجد إسرائيل صعوبة في هزيمتها، فرغم زعم الحكومة الإسرائيلية أن غزة هي رهينة بيد حماس إلا أن الأخيرة لديها دعم بين السكان- ربما وصل 30٪- وهو ما يكفي لجعل الإدعاءات الإسرائيلية لا قيمة لها.
أما الأمر الآخر فهو متعلق بالهجمات الإسرائيلية التي ستدفع الغزيين لدعم الحركة أمام الغارات عليها.
ويقول بيومينت إن حسابات حماس القائمة على نهاية الجولة الثالثة كما انتهت الحروب السابقة، ومن هنا وضعت مطالب محدودة وهي العودة للهدنة التي توسطت مصر مرسي لتحقيقها عام 2012 ووقف كل التدخلات الإسرائيلية في حكومة الوحدة الوطنية ووقف التصعيد العسكري الإسرائيلي.
والسؤال هل هذه المطالب تساوي حجم الموت والدمار الأخير؟ لا لأن ما سيتبع فترة من الهدوء ستنتهي سريعا طالما ظلت الظروف التي تقف وراء الصراع قائمة، ومن الناحية السياسية فسيخرج نتنياهو من هذه الأزمة على رأس تحالفه ربما لمدة عام. ويضيف الكاتب أن الحرب الحالية ستنتهي عندما تجد مصر أن حماس قد تضررت بشكل كبير وبدأ الرأي العام ينقلب على مصر بسبب تلكؤها بالتدخل، وعندها ستقوم بالتوسط وعقد هدنة تنظم الوضع الذي لا تريد أن يخرج عن السيطرة.
وبعدها ستتوقف الحرب الغبية وتنسحب الدبابات الإسرائيلية، ويلعق فريق إطلاق الصواريخ جراحه، ويقوم بإعادة بناء ترسانته في ورشات الحديد، ويطلب إعداد جداريات للذين سقطوا في الحرب كي يخلد ذكرهم، والموتى المدنيون يظلون موتى، قطعا ليست مهمة في لعبة شطرنج».
ضغط دولي
ويرى ديفيد بلير، في صحيفة «صنداي تلغراف» أن الضغط الدولي وقدرة حماس على مواصلة إطلاق الصواريخ سيحددان المدى الذي ستذهب فيه إسرائيل لمواصلة الحرب، مشيرا إلى أن أهداف نتنياهو محدودة أكثر مما تبدو. ويشير الكاتب للمعاناة التي يواجهها المدنيون من الطرفين، غارات متكررة وإطلاق صواريخ على البلدات القريبة من غزة وتلك البعيدة مثل حيفا وتل أبيب.
ويتساءل الكاتب هنا عن المدة التي ستتواصل فيها الحرب، مجيبا أنه من ناحية التوقيت لا تزال عملية «الجدار الصلب» في بدايتها مقارنة مع الحربين السابقتين، فهي لم تتعد يومها السادس بعد، بينما استمرت عملية «أعمدة الدخان» (2012) ثمانية أيام، أما عملية «الرصاص المسكوب» (2008-2009) فقد استمرت مدة 22 يوما، وحذر وزير الدفاع موشيه يعلون أن امامنا «اياما طويلة»، ومع ذلك فمدة الحرب مرتبطة في النهاية باستمرار إطلاق الصواريخ من غزة، وحتى تتوقف أو يتراجع عددها فلن تظهر إسرائيل استعدادا لوقف العمليات العسكرية.
فقبل الحرب كانت حماس تملك1.000 صاروخ من عدة انواع أطلقت منها حتى الآن 500 واحدا، مما يعني أن لديها المزيد مع أن الطائرات الإسرائيلية ربما دمرت عددا منها، وهناك عامل آخر يتعلق كما يقول الكاتب بحسابات قادة حماس وقدرتهم على احتمال الضربات قبل ان يصبح الألم أكبر من الإحتمال.
ولو افترضنا استمرار حماس بإطلاق الصواريخ فعلى إسرائيل الإنتباه أيضا للضغوط الدولية عليها لوقف إطلاق النار، وحتى الآن ابتعدت الأضواء الدبلوماسية عن قادة إسرائيل، فقد انتظر جون كيري حتى اليوم الثالث كي يطالب بتخفيف التصعيد، مؤكدا على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل.
وفي الوقت الذي عرض فيه الرئيس باراك أوباما على نتنياهو التوسط لوقف إطلاق نار، لكن لا توجد أي إشارة لتوجه كيري أو أي مبعوث أمريكي للمنطقة.
وحتى الآن لم تتخل الولايات المتحدة عن دورها التقليدي لتقديم الغطاء الدبلوماسي لإسرائيل. ولكن تجارب الماضي تقترح أن صبر المجتمع الدولي له حدوده ومعه يفقد الامريكيين قدرتهم على التحمل.
والمشكلة أن المجتمع لن يتحرك قبل سقوط أعداد كبيرة من المدنيين. وتدمير بيت العجزة أمس الأول هو نوع من الحوادث التي تجعل المجتمع الدولي يوجه نظره للحرب. ومع ذلك فلن تكون هذه المأساة نقطة تحول في الموقف الدولي. ورغم ذلك يعرف القادة والمخططون الإستراتيجيون إن الساعة تدق وسيواجهون الضغوط الدولية وعليه فهم يحاولون تدمير عدد كبير من الأهداف وبشكل سريع، وهذا ما يفسر الحملة الجوية والبحرية التي شهدت 1200 غارة.
ويستبعد الكاتب قيام نتنياهو إرسال قوات برية، فهو على ما يرى زعيم حذر. وفي حالة أمر بغزو لغزة فسيسقط ضحايا من كلا الطرفين وأي حادث مروع سيؤثر على موقف أمريكا. مما يعني أن أهداف نتنياهو محدودة، فهو لا يريد تدمير حماس أو إجبارها على الإستسلام بدون شروط، فلو سقطت حماس فستملأ القوى المتطرفة الفراغ. والسؤال هل سيبادل نتنياهو «هدوء بهدوء»؟ ولكن السؤال متعلق في النهاية بقدرة الطرفين على تحمل الحرب. مما يعني أن لا رابح فيها أو خاسر، فالخاسر هو طرف آخر.
السلطة خاسرة
ومن هنا ترى صحيفة «واشنطن بوست» أن الخاسر الوحيد في المواجهة بين حماس وإسرئيل هو السلطة الوطنية الفلسطينية، فبعد ستة أيام من الغارات المستمرة لم يظهر من هذه الحرب رابح واضح والخاسر الوحيد هو محمود عباس الذي تحول الآن لمتفرج بعد أن قام عدويه بفتح النار على بعضهما البعض.
وتضيف الصحيفة إن تهميش عباس يعكس مسار النزاع الذي انحرف وبشكل مستمر عن الحلول التفاوضية تجاه ما يراه البعض انفجار عنف أكبر يقوم فيه المتشددون على طرفي النزاع بتعزيز قوتهم. وتقول الصحيفة إن سكان الضفة الغربية التي تعتبر مركز قوة عباس وحلفائه يتحدثون بإعجاب عن حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وفي الوقت نفسه يعبرون عن إحباطهم من خيار المقاومة الشعبية السلمية الذي يتمسك به الرئيس عباس. وينقل التقرير عن جمال حمدان وهو مهندس كهربائي «أنظر للصواريخ المتقدمة التي أطلقتها حماس والتدريب الذي تلقاه مقاتلوها وهو ما يحسدها حزب الله عليه»، «أما عباس فيبدو خجلا ونتوقع الكثير منه».
وترى الصحيفة أن ما يجري اليوم هو عكس ما أرادته الولايات المتحدة وهو تقوية ساعد عباس وتهميش حماس والجماعات المتطرفة الأخرى. ويتحدث مساعدو عباس بمرارة عن أن الرئيس يفقد وبشكل سريع أهميته، ولكنهم يقولون إن هذا ما أرادت إسرائيل تحقيقه ومنذ زمن طويل، أي مفاوضات عبثية يعقبها قتال يرفع من شعبية الجماعات المقاتلة على حساب المعتدلين نسبيا. ويقولون إن توقيت المواجهة جاء من أجل إفشال المصالحة الهشة التي جمعت بين حماس وفتح تحت قيادة عباس. ويرى حسام زملط، مستشار الشؤون الخارجية في حركة فتح إن «أهداف هذه الحرب هي توجيه انتقام سياسي لعباس»، مضيفا «تريد إسرائيل دفعنا باتجاه الميدان العسكري لانه الميدان الذي تتفوق فيه» إسرائيل.
شعبية حماس
وتضيف الصحيفة أن أهل غزة قد ينتقدون حماس على طريقتها في الحكم ولكن في وقت الحرب يصمت البعض فيما يعبر الأخرون عن دعمهم لها.
وفي هذا السياق تشير إلى جذور الأزمة الحالية التي بدأت في الشهر الماضي بعد اختطاف 3 مستوطنين في الضفة الغربية واتهام إسرائيل لحماس، حيث قامت بحملة اعتقالات واسعة في صفوفها شملت قيادات سياسية وأعادت اعتقال من أفرجت عنهم في صفقة جيلعاد شاليط في عام 2011. وجاءت الإعتقالات في وقت تعاني فيه حماس من العزلة بعد الإنقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي العام الماضي.
ونقلت عن إبراهيم أبراش، المحاضر في جامعة الأزهر في غزة قوله «كحكومة تميز أداء حماس بالفقر وفشلت ماليا، والإقتصاد في وضع سيء، وفشلت في توفير الخدمات ودفع الرواتب».
ومع ذلك يرى أن العملية ستعزز موقف الحركة، «إسرائيل لن تنهي نفوذ حماس في غزة». وجاءت الحرب الجديدة بعد توقيع اتفاقية المصالحة بين حماس وفتح وشكلت حكومة وحدة وطنية كانت ستعيد غزة لإدارة السلطة الوطنية بعد سيطرة الحركة على القطاع عام 2007. واستفاد الطرفان من الإتفاق حيث كان بمثابة شريان حياة لعباس بعد فشل المفاوضات، فيما كانت ترى الدائرة المقربة من عباس أن حماس هي الطرف الأضعف وأن حركة فتح ستتفوق عليها في استطلاعات الرأي.
ولكن المعركة الجديدة كشفت عن ضعف الإتفاق وأن عباس لا حضور له في غزة ولهذا لا يستطيع التأثير على الأحداث فيها.
ونقلت عن مصطفى صواف وهو محلل وكاتب يقيم في غزة قوله إن اتفاق المصالحة لم يحقق أي شيء لغزة، وحكومة الوحدة موجودة فقط على الورق. وكانت أول أزمات حكومة الوحدة الوطنية حول دفع رواتب 40.000 موظف في غزة.
ويقول أبراش «تريد إسرائيل إفشال المصالحة» ومهما حدث «فلن تسمح إسرائيل بوحدة بين غزة والضفة تحت قيادة عباس».
وكانت تصريحات الرئيس الفلسطيني حول إطلاق الصواريخ قد أغضبت حماس عندما دعاها بدون تسميتها لوقف إطلاق النار وقال في تصريحات لتلفزيون فلسطين «ما الذي نريد تحقيقه من هذه الصواريخ؟ ونفضل القتال بالسياسة والحكمة».
ويرى الموالون لعباس أن استمرار إسرائيل في محاولات إضعاف عباس قد تدفعه لتبني العنف، ويرى زياد أبو عين أحد قادة فتح «اعتقد ان عباس لا يمكنه مواصلة الأمور بهذه الطريقة»، مؤكدا على الحاجة لأجندة لإنهاء الإحتلال.
“داعش” يُعدم قائد “النصرة” في دير الزور
دمشق، إسطنبول ــ أنس الكردي، عبسي سميسم
أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) اليوم الاثنين، قائد “جبهة النصرة” في مدينة دير الزور، خلال محاولته الهرب إلى قرية حطلة، في وقت يسعى فيه إلى السيطرة على المدينة. وبالتزامن تتواصل الغارات الجوية على المدن السورية، مخلفة مزيداً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
أعدمت عناصر “داعش” قائد “جبهة النصرة” صفوان الحنت، المكنى بأبي حازم، برصاصة في رأسه
وأفادت معلومات لـ”العربي الجديد” أن عناصر “داعش” أعدموا قائد “جبهة النصرة” صفوان الحنت، المكنى بأبي حازم، برصاصة في رأسه، إثر محاولته الخروج من المدينة متنكراً بزي نسائي. وأوضحت أنه كان ينوي الالتحاق بـ”جبهة النصرة”، التي انسحبت في معظمهما إلى مناطق القلمون ودرعا.
ويعدّ أبو حازم أبرز المطلوبين لـ”داعش” في دير الزور، الذي يسعى إلى تطويق المدينة تمهيداً للسيطرة عليها، بعد ضمان ريفي دير الزور الغربي والشرقي.
كما أكد ناشطون أن مقاتلي “جبهة النصرة” وحركة ” أحرار الشام” قد اختفوا من المدينة، وتركوا مقراتهم، بينما قامت الكتائب التي بايعت التنظيم بالاستيلاء على المقرات والأسلحة ورفعت رايات التنظيم فوقها.
وفي السياق، قالت كتائب “محمد” التي تنشط في مدينة دير الزور، إنها لن “تقاتل “داعش” لعدم جواز قتال المسلم للمسلم شرعاً”، مبينةً أن “العدو الوحيد هو النظام”.
وأعلنت الكتائب في بيان لها كذلك “براءتها من “جبهة الأصالة والتنمية”، وذلك لتغير الهدف والمنهج”، على حد وصفها.
في غضون ذلك، يتواصل سقوط القتلى والجرحى، جراء الغارات الجوية للقوات النظامية على المدن السورية.
قتلى جراء الغارات الجوية للقوات النظامية بالبراميل المتفجرة على المدن السورية
وقال مراسل “العربي الجديد” في حلب، إن الطيران المروحي ألقى حاويتين متفجرتين على منطقة صلاح الدين في المدينة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ تواصل البحث لانتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض.
كما أصيب العشرات في قصف مماثل على حي طريق الباب، بينما قتل مدني وجرح آخرون، في قصف الطيران الحربي بصاروخ موجه على قرية حربل في الريف الشمالي.
من جهته، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت وكراً بمن فيه من إرهابيين في تل رفعت، كما دمرت 11 سيارة بعضها مزود برشاش ثقيل في الأتارب وكفر حلب وأورم الكبرى وهنانو”.
وفي درعا جنوبي البلاد، أصيب رجل وزوجته، جراء سقوط برميل متفجر على منزلهما، بينما جرح مدنيان، في قصف مماثل على مدينة داعل.
وفي ريف دمشق، قصفت القوات النظامية بلدة المليحة التابعة للغوطة الشرقية بسبعة صواريخ نوع أرض–أرض، وسط اشتباكات مع كتائب إسلامية، بينما سقطت قذيفة هاون مجهولة المصدر على مدينة جرمانا.
الأردن وتدريب المعارضة السوريّة: “الخيار الأفضل” يرفض المساعدة
عمان ــ محمد الفضيلات
خسرت الولايات المتحدة الأميركية، نظرياً حتى الآن، خيارها الأفضل لتدريب المعارضة السورية، حين أعلنت الحكومة الأردنية رفضها استضافة قوات أميركية لتلك الغاية ضمن البرنامج الذي خصص له الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مبلغ 500 مليون دولار نهاية يونيو/ حزيران الماضي.
الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، ذهب إلى أبعد من قبول الطلب الأميركي أو رفضه في حال قدم رسمياً، مؤكداً أن “الاردن لم يسبق له السماح بتدريب معارضين أو مقاتلين سوريين على أراضيه”، الامر الذي ستُلزَم به حكومة بلاده مستقبلاً، على حد تعبيره.
وقال المومني، لـ”العربي الجديد”: “لم تقدم أميركا طلباً رسمياً للحكومة لاستضافة قوات أميركية لتدريب المعارضة السورية على الأراضي الأردنية”، مجدداً التأكيد على موقف بلاده الداعي لحل سلمي للأزمة السورية “بما يضمن وحدة سورية ووقف إراقة الدماء”.
الرفض الأردني لاستقبال برنامج التدريب الأميركي، يحمل في طياته مساعٍ أردنية لنفي اتهامات طالته سابقاً بتدريب المعارضة السورية على أراضيه، وهي اتهامات أطلقها النظام السوري وحرص الأردن على نفيها.
غير أن تقريراً لوكالة “رويترز”، مطلع الأسبوع الماضي، نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الأردن “أبلغ واشنطن رفضه وجود قوات أميركية لتدريب المعارضة السورية بشكل علني”، ما يفتح الاحتمال أمام مواقف أردنية غير معلنة.
وكانت خلافات داخل المعارضة السورية قد كشفت، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2013، عن تدريب 240 ضابطاً سورياً منشقاً، معظمهم برتبة عقيد، في الأردن، ليكونوا نواة للجيش الوطني، وهو ما أعلنه مؤسِّس الجيش السوري الحر، العقيد المنشق رياض الأسعد، في تغريدة على حسابه الشخصي على “تويتر”.
وأكد ضابط سوري منشق، مقيم في الأردن، لـ”العربي الجديد”، مشاركة منشقين في تدريب عسكري في الأردن، وعبّر الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن أمله في استضافة الأردن للتدريب العسكري التي أعنت عنها أميركا.
وقال الضابط إن “الأردن هو المكان الأفضل لاستضافة تدريب المعارضة السورية، والرفض الأردني سيتسبّب في خسارة المنشقين العسكريين المتواجدين في الأردن كقوة يمكن الاستفادة منها في مواجهة نظام (الرئيس بشار) الأسد”.
ولجأ الى الأردن ما يزيد على 2500 عسكري سوري منشق منذ انطلاق الثورة السورية مطلع مارس/ آذار 2011، يتحفظ الأردن عليهم في سكن الراجحي، الواقع بمحافظة المفرق ( 68 كيلومتراً شمال عمّان).
وشدّد منشق عسكري، برتبة عقيد طيار، لـ”العربي الجديد”، على أهمية تدريب المنشقين العسكريين ليصار إلى رفع كفاءاتهم بما يتناسب والتطورات العسكرية. ولفت إلى أنه لم يخضع لأي تدريب منذ انشقاقه قبل عامين، عازياً ذلك إلى طبيعة اختصاصه، وعدم وضع الطيارين في الحسابات عند تدريب المعارضة السورية.
أما المحلل العسكري الأردني، اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، فقد أيد الموقف الأردني الرافض لتدريب المعارضة السورية على أراضية، رغم أنه المكان الأفضل. وقال أبو نوار، لـ”العربي الجديد”، معلقاً على الرفض الأردني، إن “الأردن يواصل الالتزام بموقف المحايد، والموافقة على استضافة تدريبات المعارضة على أراضيه، تعني خروجه من الحياد”.
وأكد أبو نوار أن الأردن “ليس معنياً بالتورط في الملف السوري باستضافة تدريب المعارضة”، مشيراً إلى أن الموافقة “ستقدم الأردن كدولة تساهم بتقديم خدمات عسكرية بالوكالة”. وأرجع أبو نوار الرفض الأردني إلى مخاوف الرسميين من ردة فعل سورية عنيفة ضد الأردن قد تصل الى عمليات عسكرية.
ورغم تأكيده على أهمية تدريب المعارضة السورية، التي وصفها بـ”المشتتة والمتناحرة في ما بينها”، إلا أن أبو نوار يقلّل من أهميتها على صعيد إحداث تفوّق للمعارضة على الأرض ضد النظام، “ما لم تكن مصحوبة بضربات عسكرية خارجية تضعف قوة النظام السوري وتستهدف مراكزه العسكرية والسياسية”.
القلمون: المعارضة السورية تستنزف حزب الله
لوسي بارسخيان
نعى “حزب الله” أمس الأحد، ستة من مقاتليه الذين سقطوا في “صد هجوم قامت به مجموعات تابعة لجبهة النصرة في جرود عرسال والجرود المتاخمة للقرى اللبنانية البقاعية” كما جاء في بيانه، ليُقر ضمنياً باستدراجه “المجموعات المقاتلة” الى داخل الاراضي اللبنانية، بعد ان طاردهم اولا في القصير ومن ثم على جبهة القلمون لتأمين استعادة سيطرة النظام السوري عليها.
عملياً، تتركز معارك حزب الله منذ نحو اسبوع في الجرود الجبلية الفاصلة بين عرسال ويونين اللبنانية ورأس المعرة السورية، انما داخل الحدود اللبنانية. هذه الحدود المستباحة ايضا من قبل الطيران الحربي السوري، الذي أمن خلال الايام الماضية غطاء جويا لمقاتلي حزب الله، وشن ثلاث غارات متتالية على المنطقة قرابة الثانية من بعد منتصف ليل الأحد، قبل ان تهدأ الامور نسبيا صباح الإثنين.
بحسب مصادر مطلعة على ما يجري في القلمون، فإن حزب الله يخطط لمحاصرة مقاتلي المعارضة السورية في ملجئهم الذي دفعوا اليه اثر المعارك الطاحنة في جبهات القلمون: يبرود وقارة والنبك ودير عطية وجبهة القصير وغيرها من قرى حمص المتاخمة للحدود، وبين هؤلاء عدد كبير من القياديين. ويستخدم الحزب في المعركة بحسب المعلومات صواريخ من نوع كونكورس (konkurs) والمصممة للتعامل مع الاهداف الثابتة والمتحركة والتي يتراوح مداها بين 70 متراً و4 كيلومترات وصواريخ الكورنيت التي تتعامل مع الدبابات، الى جانب استخدامه الرشاشات واعتدة ثقيلة تتناسب مع طبيعة الموقع الجغرافي لساحة المعركة بين هضاب جبلية.
في المقابل، يهدف الثوار من خلال المواجهة، الى استنزاف قدرة حزب الله تحديدا، ودفعه للتراجع عن التدخل في معارك القلمون، تمهيدا لتأمين استعادة أسهل لقرى حدودية لا يزال معارضو النظام يملكون القدرة للسيطرة عليها كيبرود وقاره والنبك.
تعتبر المعارضة السورية ان ما يحاول حزب الله القيام به من خلال معركته المفتوحة منذ اسبوع، هو قطع امدادات التموين الغذائي التي بات المقاتلون يعتمدون عليها بشكل اساسي من الداخل اللبناني. وتؤكد المصادر ان هذا التموين يتم عبر لاجئين مدنيين الى الاراضي اللبنانية، ينقلون الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية عبر عرسال، حيث منع الجيش اللبناني احداها من متابعة الطريق قبل ايام.
الا انه بحسب المصادر، فإن هدوء الجبهة منذ ما بعد فجر الاثنين، سببه الخسائر البشرية الفادحة التي مني بها الحزب خلال الايام الاولى من المعركة المفتوحة في الجرود الفاصلة بين عرسال والقلمون، بعد ان فوجىء بالكمين الذي نصب له في المنطقة. وبحسب ابو الهدى الحمصي الناشط الاعلامي على جبهة القلمون، فإن الحزب ترك عددا من ضحاياه الذين لم يتمكن احد، سواء من مقاتليه او من الثوار، من الوصول اليهم بسبب كثافة النيران التي رافقت العملية الاخيرة.
و يتحدث الحمصي عن 5 قتلى ايضا في صفوف المقاتلين السوريين ثلاثة منهم نقلوا الى مستشفى عرسال الميداني كما افاد ناجي الفليطي احد الناشطين في الايواء الانساني للاجئين في بلدة عرسال الى جانب 4 جرحى اخرين. ويؤكد الحمصي ايضا احتجاز “جثث لمقاتلي حزب الله يفاوض على استردادها مقابل مبالغ مالية”. ولا سيما في المنطقة الحدودية الفاصلة عن بلدة نحلة البقاعية.
في المقابل، تجمع الاراء المطلعة على جبهة القلمون ان حزب الله اوقع نفسه في وكر “الدبابير” من خلال المعارك المستمرة قرب الحدود الشرقية اللبنانية منذ اكثر من سنة. ولا تشير التطورات الى ان هذه المعارك ستصل الى نهاية، من دون مزيد من توريط لبنان بالملف السوري المشتعل. لأن ما تخوضه المعارضة السورية المسلحة في جرود عرسال بحسب الحمصي، هو معركة استنزاف لحزب الله، اما ان يتراجع عن ملاحقة المعارضين في ملاجئهم ويتراجع عن تدخله الى جانب النظام في الاراضي السورية، واما ان يستدرج ردود الفعل المؤلمة في الداخل اللبناني، لافتا الى ان اعداد المقاتلين الكبيرة في المنطقة الحدودية الفاصلة بين القلمون وعرسال، كافية لارباك لبنان اذا ما استمر تدخل حزب الله لمصلحة النظام السوري. ما يشرع الباب بالتالي امام الجهات المتطرفة، التي لوحت باستهداف مباشر للاراضي اللبنانية.
ما يصور عن المعارك الدائرة مع معارضي النظام على انه قتال مع المجموعات المتطرفة، ليس سوى ذريعة لدخول هؤلاء بقوة الى الساحة اللبنانية، فيما حزب الله كما يؤكد الحمصي، اثبت انه غير قادر على الخروج بمعركة نظيفة في الجرود الجبلية التي احتمى بها الثوار. والدليل هو حجم الخسائر الكبيرة التي مني بها في اليومين الاخيرين.
ولكن، الى اي حد سيكون مقاتلو المعارضة السورية بالمقابل قادرين على الصمود في المنطقة اذا ما استمر التضييق العسكري الواسع عليهم، خصوصا انهم باتوا محاصرين عمليا بين ناري النظام السوري، الذي سيطر على معظم قرى جبهة القلمون، وحزب الله الذي وجد له منفذا عبر يونين ونحلة الى جرود عرسال الجبلية؟
تقول المصادر ان التجهيزات العسكرية الموجودة لدى مقاتلي المعارضة السورية تسمح لهم بالصمود لاكثر من سنة اذا ما استمر الوضع على حاله، وانما القلق هو من خسارة معابر التموين الغذائي، وبالتالي فإن اي محاولة لمحاصرتها سيدفع بهؤلاء الى التوجه للاراضي اللبنانية، عبر المنافذ المتوفرة، سواء لجهة عرسال او الطفيل او حتى نحلة. وهذا من شأنه ان يستدرج لبنان الى مزيد من التورط باحداث سوريا ويفتح جبهات مع حزب الله داخل الاراضي اللبنانية.
ويبدو ان حزب الله قد وضع هذا الامر من ضمن حساباته، عندما لجأ الى استعراض القوة الذي قام به الاسبوع الماضي في اللبوة، في محاولة لتوجيه الرسالة الى عرسال اولا، والتلويح امامها باللجوء الى القوة المفرطة اذا ما استخدمت منافذها للثوار. هذه التطورات، لا بد ان ترفع منسوب التوتر في المنطقة بعد فترة من الهدوء النسبي، الامر الذي ترجم اليوم الإثنين من خلال حادثة اطلاق النار على احد ابناء عرسال خالد الحجيري والذي جاء نتيجة للتشنج الذي تعيشه القرى الشيعية جراء مجالس العزاء التي اقيمت لقتلاها ومن بين هؤلاء ثلاثة من منطقة البقاع تحديداً.
سوريا : النصرة تنفي إعلان إمارة..
تحدث وزير العدل الأميركي إريك هولدر، في برنامج تلفزيوني الأحد، عن مخاوفه من تنامي أعداد المجاهدين قي سوريا والعراق، ووصفهم بـ”المزيج القاتل”، الذي يضم “مقاتلين يتمتعون بالخبرة التقنية لاستخدام المتفجرات، وعلى استعداد للتضحية بحياتهم دفاعاً عن معتقداتهم، التي تتعارض مع سياسات أميركا وحلفائها”. معتبراً أن ذلك يدعو إلى “القلق الشديد”. وناقش الوزير قدرة الإسلاميين في سوريا على تصنيع قنابل متطورة لا يمكن كشفها. وقال: “نحن نراقب بشكل متواصل ما يفعله مصنعو القنابل والتقنيات الجديدة التي يحاولون تطبيقها”.
من جهة أخرى، نفت جبهة النصرة الإثنين خبراً عن إعلانها “إمارة” في سوريا، وذلك بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لزعيمها أبو محمد الجولاني، يعلن فيه “الإمارة” رداً على “خلافة” داعش. وجاء في التسجيل الصوتي المنحول: “آن الأوان لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام تطبق حدود الله عز وجل تنطبق شرعه بكل ما تقتضيه الكلمة من معنى، دون تهاون أو استهانة أو مواراة أو مجاراة”.
ميدانياً شهدت جبهة المليحة في الغوطة الشرقية، سقوط 9 من مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها. وتدور الإثنين اشتباكات في محيط البلدة، مترافقة مع قصفها بـ 7 صواريخ من نوع أرض-أرض.
وتصدت كتائب الثوار الإثنين، لمحاولة قوات النظام، التسلل باتجاه بلدة الشيخ مسكين بريف درعا، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط حاجز الناحية على أطراف البلدة. وهاجم مقاتلو المعارضة منزلاً في الشيخ مسكين، يتحصن بداخله عناصر من مليشيات اللجان الشعبية الموالية للنظام. وشهدت بلدة عتمان محاولة اقتحام من قوات النظام، تصدت المعارضة لها، وأسفرت المعارك عن سقوط قتلى من الجانبين. كما دارت اشتباكات على أطراف بلدة الشيخ سعد، وقصفت المعارضة تجمعات لقوات النظام في البلدة بالصواريخ. كما جرت اشتباكات في حي المنشية بدرعا المدينة.
وفي حلب، ألقى الطيران المروحي ليل الأحد-الإثنين برميلين متفجرين على حي الفردوس، مما أدى إلى دفن العشرات تحت الأنقاض. كما دارت الإثنين، اشتباكات على أطراف حي الصاخور. ودارت معارك عنيفة على جبهة المدينة الصناعية واللواء 80 والنقارين، حيث قصفت قوات المعارضة قرية البريج والمدينة الصناعية في الشيخ نجار. وفي ريف حلب استمرت المعارك في محيط سجن حلب المركزي، وقصف الطيران الحربي بلدة تل رفعت، في حين قتل 6 أشخاص جراء إلقاء برميل متفجر على بلدة دير حافر. كما قصفت المعارضة موقعاً لقوات النظام في تلة طعانة بصواريخ غراد.
ومن جهة أخرى، شهدت مدينة دير الزور انسحاباً جزئياً لمقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية، وإخلائهم لبعض مواقعهم في المدينة دير الزور، وذلك بعد فشل المفاوضات مع تنظيم الدولة الإسلامية، ومقتل أمير جبهة النصرة بدير الزور على يد مقاتلي التنظيم. وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت الأحد، على حاجز لداعش في منطقة الماكف، وتسببت في مقتل 13 شخصاً. في حين انفجرت ليلة الأحد-الاثنين عبوة ناسفة في إحد مقرات جبهة النصرة، في شارع سينما فؤاد، كما انفجرت عبوة أخرى بإحدى السيارات التابعة للجبهة. وقصفت قوات النظام الإثنين، محيط مطار دير الزور العسكري. وأعدمت الدولة الاسلامية ضابطا منشقا ورجلا أخر، عقب اعتقالهم على أحد حواجزها في بلدة ذيبان، بتهمة “تشكيل خلايا ضد الدولة الإسلامية، والتعامل مع هيئة الأركان العسكرية التابعة للائتلاف الوطني”.
مقاتل في “النصرة” لـNOW: أعزاز ستُسلّم لـ”داعش”
جـاد مطـر
كشف أحد مقاتلي “جبهة النصرة” في مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي، في حديث الى “NOW”، أنّ أميرَي الجبهة في المدينة سيقومان بتسليم المدينة وبالتالي معبر باب السلامة الحدودي، وهو الوحيد الذي يسيطر عليه الجيش السوري الحر مع تركيا، إلى “داعش”، أو ما بات يُعرف بـ”الدولة الإسلاميّة” بعد إعلان خلافة أبو بكر البغدادي عليها، خلال أيّام وذلك تنفيذًا لاتفاق “سرّي” عقده الطرفان.
المقاتل في صفوف “النصرة” الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أو كنيته خوفًا من تصفيته، قال إنّ “اتفاقًا سريًا جرى بين كل من أميرَي النصرة في أعزاز أحمد عبيد وأبو عبيدة المصري مع داعش يهدف إلى تسليمها المدينة”.
وإذ أوضح أنّه وفق “الخطة” المتفق عليها فإنّ أحمد عبيد وأبو عبيدة المصري، والأخير مصري الجنسيّة، “كانا أميرين سابقين مع داعش ثم بايعا النصرة واليوم سيعودان لتسليم أعزاز ومبايعة داعش من جديد”، أشار المقاتل الذي انضم للنصرة منذ نحو سنتين، إلى أنّ الأمر “سيتم خلال أيّام”.
كما لفت إلى أنّ “التطوّرات الميدانيّة تؤكد التوجّه نحو تسليم أعزاز حيث قام مقاتلو داعش بحملة على كامل الشريط الحدودي مع تركيا وسيطروا عليه تمهيدًا لدخول أعزاز”، مشيرًا إلى “تقدّم داعش في قرية غيطون بعدما طلب أمير النصرة الانسحاب إلى الخطوط الخلفية”.
وفي هذا الاطار، حذّر ناشطون في الثورة السورية في حلب من مخطط لتنظيم الدولة الإسلامية يهدف إلى تسليم مدينة أعزاز في ريف حلب إلى تنظيم داعش وذلك بعد الاتفاق السري الذي جرى بين أميرَي الجبهة وداعش.
ووجّه أحد الناشطين من المنطقة ويدعى أبو تيم نداء لكافة ألوية وكتائب الجيش الحر وهيئة الأركان و”الجبهة الاسلاميّة” للعمل على إفشال هذه الخطة ووضع المدينة تحت سيطرتهم لمنع وصول داعش الى المنطقة، موضحًا أنّ ذلك “سيشكل خطرًا على معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية وهو المعبر الوحيد الذي يسيطر عليه الجيش الحر”.
أبو تيم الذي أشار إلى أنّ أحمد عبيد وأبو عبيدة المصري كانا ضمن تنظيم داعش أثناء تواجد التنظيم في أعزاز ثم إلتحقا بجبهة النصرة بعد خروج داعش من المدينة في الشتاء الماضي”، أضاف: “أعرف أحمد عبيد وهو مخادع من الطراز الرفيع، كان مع “لواء عاصفة الشمال” المنتشر في المنطقة ثم ترك وانضم لداعش وهو من قام بتسليمهم المدينة في المرّة الأولى”.
من جهته، يبدي المقاتل في النصرة حيرة مما يجري ويأمل إفشال المخطط، ويقول: “لا أعرف كيف سأتصرّف اذا حصلت المبايعة، ربما أهرب أو قد أسلّم وأرمي السلاح وأبقى في أعزاز”.
المرصد السوري: مقتل 7 من حزب الله بريف دمشق
ريف دمشق – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 7 من عناصر حزب الله، وإصابة 31 آخرين منهم على الأقل بجروح، خلال اشتباكات استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد مع “جبهة النصرة”، “تنظيم القاعدة في بلاد الشام” و”الكتائب الإسلامية” في الجرود الواقعة بين بلدة رأس المعرة وعرسال، في محافظة ريف دمشق.
المرصد، وفي بيان، اليوم الإثنين، أضاف: إن حزب الله تمكن من أسر 14 مقاتلاً منهم، في حين قتل في الاشتباكات نفسها ما لا يقل عن 9 من “النصرة” و”الكتائب الإسلامية”، وأصيب أكثر من 23 آخرين بجروح، تم نقلهم إلى مستشفى ميداني في عرسال.
سوري يفقد إحدى عينيه في سجون النظام
سيلين أحمد-ريف دمشق
“دخل بعينين وخرج بعين واحدة”، لعلها باتت أشهر العبارات التي يعرف بها علاء الزيات بين أهالي بلدة جديدة عرطوز بريف دمشق، بعد رفضه الحديث عما حدث له خوفا من بطش قوات النظام، لكنه عدل عن رأيه بمجرد وصوله إلى تركيا برفقة عائلته منذ بضعة أسابيع، وقرر الخروج عن صمته.
كان علاء 38 ( عاما) -الذي يصنف نفسه من الفئة المعارضة الصامتة- قد اعتاد الذهاب إلى محل الحدادة الكائن في بلدته لإعالة أسرته، لكنه فوجئ في إحدى المرات بقوات الأمن.
ويضيف للجزيرة نت “بلا أي أسباب تم ضربي أمام زوجتي وأطفالي واعتقلت مع مجموعة من الشباب، لتبدأ رحلة التعذيب بمجرد دخولي فرع المخابرات الجوية الكائن بحرستا، حيث وضعت في زنزانة تبلغ مساحتها بضعة أمتار برفقة خمسين معتقلا تقريبا، تعرضت للشبح والصعق بالكهرباء كي أعترف على شبان مسلحين، ودخلت مرحلة هذيان دون أن أعترف بشيء”.
أمضى علاء أربعين يوما في الزنزانة قبل أن يتم نقله إلى زنزانة أخرى مليئة بمعتقلين مصابين بأمراض مختلفة، بلا ماء أو طعام، ويذكر محاولة أحدهم الانتحار من خلال خنق نفسه بيديه من هول الآلام.
ويتابع “حولت إلى التحقيق وطلبوا مني إعطاءهم أسماء، ووضعوني على الدولاب وتلقيت الفلقة طوال عشر ساعات متواصلة، وطلبوا مني الاعتراف بأني مسلح فلم أعترف لأني عرفت حينها عواقب ذلك، فعاودوا شبحي ثلاثة أيام متواصلة، استسلمت عندها وأعطيتهم اسمين لقريبين لي لا يد لهما في شيء كي أخفف من حدة التعذيب لكن هذا لم يكفِ”.
فقدان الوعي
وفي إحدى المرات التي تم فيها اقتياده إلى التعذيب فقد الوعي، واعتقد المحقق أنه قد فارق الحياة، تم نقله مغطى العينين إلى المشفى كما أكد له معتقلون آخرون في 2 فبراير/شباط الماضي، لكنه لم يتعرف على المشفى الذي بقي فيه أسبوعا كاملا، ولا يتذكر إلا أصوات الأطباء ومعتقلين آخرين يتعرضون للضرب داخل المشفى، وبعد تحسنه تم نقله إلى الزنزانة مرة أخرى.
يقول علاء “صعبت عليّ الرؤية واعتقدت أن الأمر طبيعي، وأحسست بألم في عيني اليمنى وظننت أن الضرب هو سبب ذلك، وبعد مرور وقت قصير تأكدت أنني فقدت البصر بها تماما، وقال لي معتقلون آخرون إن شكل عيني ليس على ما يرام، حينها أصابتني هستيريا يصعب وصفها”.
بعد فقدانه البصر بعينه اليمنى لم يتعرض علاء للتعذيب طوال أشهر باستثناء بعض المرات القليلة التي كان يضرب بأنابيب بلاستيكية وعصا غليظة على قدميه لإجباره على الاعتراف بأنه مسلح لكنه رفض، إلى أن أفرج عنه ضمن عفو رئاسي في يونيو/حزيران الماضي، وبعد خروجه بعدة أيام توجه إلى طبيب مختص على أمل استعادته البصر، لكنه ذهل حين علم عدم وجود قرنية في عينه، فقرر عرض حالته على طبيب مختص آخر أكد بدوره النتيجة نفسها.
في الوقت الذي رفض فيه الأطباء الإفادة بشهادتهم خوفا من أي ضرر قد يلحق بهم، خصوصا لدى معرفتهم بحكاية علاء كمعتقل سابق، قبل أحد أقاربه -وهو طبيب عام طلب عدم ذكر اسمه- الحديث عن حالة علاء للجزيرة نت.
وقال “قابلته قبل ذهابه إلى طبيب مختص، وحيرتني حالة التشوه التي تعاني منها عينه، اعتقدت أن عجزه عن الرؤية يرجع إلى انفصال في شبكية عينه جراء الضرب المبرح الذي تعرض له، لكن فحص الأطباء المختصين أكد مرتين اختفاء القرنية، وأنا كطبيب أعلم جيدا أن استئصال القرنية أمر سهل ووارد جدا”.
البحث عن قرنية جديدة بات هم علاء الوحيد آملا في متابعة حياة طبيعية، لكنه يسأل دائما “من سيحاسب هؤلاء بعد أن سرقوا البصر من عيني؟”.
قتلى بمعارك القلمون.. وغارات على حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر المعارضة السورية أن قصفا بالبراميل المتفجرة في حلب أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، الاثنين، في حين قتل 7 مقاتلين من حزب الله اللبناني و9 آخرين من المعارضة السورية بمعارك في القلمون.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، إن 7 من عناصر من الحزب اللبناني وأصيب 31 آخرين في المعارك المستمرة منذ الأحد بين بلدتي رأس المعرة السورية وعرسال اللبنانية.
وتدور المعارك في منطقة تقع بين بلدتي عرسال اللبنانية والقلمون السورية، حيث قام الجيش السوري بمساندة حزب الله بطرد المعارضة في منتصف أبريل بعد أشهر من المعارك الطاحنة.
وأكد مصدر في حزب الله اللبناني لوكالة فرانس برس مقتل 3 من مقاتليه في هذه المعارك الحدودية، قبل أن تشن طائرات الجيش السوري غارات على السلسلة الشرقية في جرود عرسال.
وذكر المرصد أن مئات من المقاتلين المعارضين يختبئون في تلال ومغاور جبل القلمون، بعد انسحابهم من القرى ويشنون منها هجمات على مواقع القوات السورية وحزب الله المتحالف معه.
في غضون ذلك، قال ناشطون إن 19 شخصا قتلوا جراء القصف والمعارك الدائرة في ريف دمشق، لاسيما في منطقة المليحة في الغوطة الشرقية، حيث تحاول القوات الحكومية اقتحام البلدة.
وفي العاصمة، أدى تفجير عبوة ناسفة في منطقة الميدان وسط المدينة إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات الجيش السوري، حسب ما أعلن ناشطون في المعارضة الاثنين.
كما قالت مصادر في المعارضة إن حصيلة القتلى المدنيين في مدينة حلب وريفها بلغ 36 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، معظمهم قضوا بغارات جوية.
وكان ناشطون قالوا إن 5 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة طال أحياء حلب القديمة، في وقت نفذت قوات المعارضة هجوما على مقرات تابعة للجيش بالمدينة الصناعية.
دمشق غير قادرة على إيصال القمح للعراق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قالت المؤسسة العامة السورية لتجارة وتصنيع الحبوب، الاثنين، إن 200 ألف طن من القمح بيعت إلى تجار عراقيين في يونيو، مازالت عالقة في الصوامع بمنطقة الحسكة بسبب الوضع الحالي في العراق.
وقال مصدر بالمؤسسة: “أعطينا التجار 30 يوما إضافيا لتنفيذ الصفقة، إذ لم يستطيعوا إرسال شاحنات عبر الحدود لنقل الكميات بسبب الوضع في العراق”، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وكانت المؤسسة قالت إنها باعت في يونيو 100 ألف طن من القمح اللين ومثلها من القمح الصلد إلى تجار عراقيين من القطاع الخاص من محصول 2013.
يشار إلى أن القمح بيع بسعر 206 يورو للطن.
وزير العدل الأميركي يحذر من قنابل متطورة في سوريا
واشنطن – فرانس برس
أعرب وزير العدل الأميركي، اريك هولدر، عن القلق الشديد من “التحالف القاتل” بين الإسلاميين في سوريا لتصنيع قنابل متطورة لا يمكن كشفها.
وقال هولدر في مقابلة مع محطة “إي بي سي” بثت اليوم الأحد بعد قيامه بجولة أوروبية، إن “هذا أمر يثير لدينا الكثير من القلق”.
وهذه المرة الأولى التي يعترف بها مسؤول أميركي علنا بوجود مقاتلين في صفوف الإسلاميين في سوريا لديهم خبرة في تصنيع جيل جديد من القنابل شديدة التطور.
ونقلت المحطة عن مصادر أن الاستخبارات الأميركية تشتبه في أن مصنعي قنابل يمنيين يعملون في سوريا قد استطاعوا تصنيع جهاز متفجر صغير جدا من الممكن وضعه في حاسوب نقال.
ومنذ بداية شهر يوليو، تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مطارات أوروبا والشرق الأوسط التي تقوم برحلات إلى الولايات المتحدة.
وقال هولدر: “نحن نراقب بشكل متواصل ما يفعله مصنعو القنابل والتقنيات الجديدة التي يحاولون تطبيقها”.
وأشار إلى “تحالف قاتل بين أشخاص يملكون الخبرة التقنية وآخرين لديهم الحماسة الكافية للتضحية بأرواحهم لدعم قضية مناهضة للولايات المتحدة وحلفائها”.
وعبر هولدر عن قلقه من الأوروبيين والأميركيين الذين يذهبون للقتال في سوريا وتأثيرهم ليس فقط في سوريا وإنما في دولهم الأصلية.
وتحدث عن حوالي سبعة آلاف مقاتل أجنبي في سوريا. وأضاف “بطريقة ما هذا مخيف أكثر من كل ما رأيته خلال عملي وزيرا للعدل”.
نشطاء: تنظيم الدولة الإسلامية يطرد منافسيه من محافظة دير الزور بسوريا
بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن تنظيم الدولة الإسلامية المنشق عن القاعدة طرد المقاتلين المنافسين له من محافظة دير الزور بشرق سوريا يوم الاثنين ليحكم قبضته على المحافظة المنتجة للنفط والمتاخمة للأراضي التي يسيطر عليها في العراق.
ويتقدم مقاتلو الدولة الاسلامية المتشددون في مواجهة خصومهم في محافظة دير الزور بفضل الاسلحة التي استولوا عليها في هجوم خاطف ضد قوات الحكومة العراقية عبر الحدود الشهر الماضي.
وتركز القتال بشكل كبير على السيطرة على حقول النفط وبلدات مطلة على نهر الفرات وتسبب في مقتل مئات المقاتلين منذ بداية العام.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان تنظيم الدولة الاسلامية طرد عشرات من المقاتلين المنافسين من دير الزور ومن بينهم مقاتلو جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وجماعة أحرار الشام الاسلامية المتشددة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن التنظيم الآن بات يسيطر على المحافظة بأكملها باستثناء بعض المناطق والمطار العسكري الذي تسيطر عليه قوات الحكومة.
وذكر أن المقاتلين من الجماعات الاسلامية المنافسة إما لاذوا بالفرار أو بايعوا الدولة الاسلامية مضيفا أن القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الأسد لا تزال تسيطر على نحو نصف دير الزور.
وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية قتل أيضا قياديا محليا في جبهة النصرة. ونشر أنصار التنظيم – الذي اختصر اسمه من الدولة الإسلامية في العراق والشام الشهر الماضي – ما قالوا انه صور لجثة قيادي جبهة النصرة لكن لم يتسن التحقق من صحة الصور.
وقال عمر أبو ليلى المتحدث باسم الجيش السوري الحر المعارض في الشرق ان مئات المقاتلين لاذوا بالفرار إلى منطقة درعا في الجنوب قرب الأردن ومنطقة القلمون قرب لبنان منذ أعلن التنظيم الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها والتي تمتد في شرق سوريا وشمال العراق.
وتابع أن تدفق الاسلحة من العراق رجح كفة المعركة لصالح تنظيم الدولة الاسلامية وساعده على تأمين السيطرة على حقول النفط المحلية.
وأضاف “لم تصلنا مساعدات من الخارج”.