أحداث الاثنين 15 أيلول 2014
دول عربية مستعدة للمشاركة بقوات وطائرات لضرب «داعش»
لندن، باريس، واشنطن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –
حقق البيت الأبيض تقدماً في إقناع الكونغرس بالموافقة على برنامج لتمويل المعارضة السورية وتدريبها، في وقت حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري النظام السوري من القيام بـ «أي عمل يندم عليه» باعتبار أن واشنطن لن تنسق معه حول ضربات جوية محتملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وسط تأكيده أن دولاً حليفة وعربية أبدت استعداداً لإرسال قوات، والمساهمة في الضربات الجوية. وتزامن الحديث عن الضربات مع انخفاض سريع في سعر صرف الليرة السورية، ووصل إلى حوالى 220 ليرة مقابل الدولار الأميركي، في أكبر انخفاض منذ تلويح واشنطن بضرب مواقع النظام بعد الهجوم الكيماوي.
وقال كيري لشبكة «سي بي إس» أمس: «لن ننسق (الحملة الجوية) مع سورية. سنعمل بالتأكيد على تفادي التداخلات، والتأكد من أنهم (السوريون) لن يقوموا بأي عمل سيندمون عليه أكثر». واستخدم كيري عبارة «عدم التصادم» التي تصف باللغة العسكرية، إجراءات التنسيق لتفادي خطر التصادم في الجو مثلاً أو وقوع إصابات بنيران صديقة.
وكرر كيري القول «لن ننسق»، بعدما أعرب مسؤولون سوريون عن تأييدهم توجيه ضربات ضد «داعش» شرط التنسيق مع النظام. وسمح الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي بشن ضربات جوية في سورية، لكن الولايات المتحدة لم تنتقل حتى الساعة إلى مرحلة التنفيذ، بالتزامن مع جولة يقوم بها كيري لحشد تحالف ضد التنظيم. وقال إن بعض أعضاء التحالف على استعداد لإرسال قوات إلى الأرض، من دون أن يسميهم. وأضاف: «لكن هذا ليس على أي حال ما نعتزم القيام به في الوقت الراهن»، في وقت كشف مسؤول أميركي أن دولاً عربية عرضت المشاركة في الضربات الجوية ضد «داعش»، قائلاً: «بعض الدول أشارت منذ فترة إلى أنها مستعدة لضرب التنظيم في العراق وأماكن اخرى» في إشارة إلى سورية.
وأردف كيري: «هناك قوات على الأرض لا تنتمي إلينا (…) المعارضة السورية موجودة ميدانياً، ومن المؤسف أن تكون قاتلت تنظيم «الدولة الإسلامية» بمفردها في السنتين الماضيتين»، لافتاً إلى أن تسليح هذه المعارضة السورية وتدريبها هما جزء مهم من استراتيجية الرئيس أوباما للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال كبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونو أمس: «نرى تقدماً جيداً للغاية في الكونغرس بما في ذلك في مجلس النواب تحت رئاسة (الجمهوري جون بينر) لضمان أن لدينا السلطة لتدريب وتجهيز المعارضين السوريين الذين يقاتلون التنظيم». ومن المتوقع أن يصوت الكونغرس على هذا الموضوع خلال الأسبوع الحالي.
وقال ماكدونو لشبكة «إن بي سي إن»: «النجاح سيتحقق عندما يصبح (تنظيم) الدولة الإسلامية عاجزاً عن تهديد أصدقائنا في المنطقة وعن تهديد الولايات المتحدة، ويتحقق أيضاً عندما يصبح تنظيم الدولة الإسلامية غير قادر على جذب المجندين أو تهديد المسلمين في سورية وإيران أو العراق بأي شكل من الأشكال. ذلك هو النجاح». وحاول أيضاً تبديد الانطباع الذي خلفه كلام للرئيس الأميركي خلال مقابلة الشهر الفائت، شكك فيه بقدرة المعارضة السورية على خوض قتال فاعل. وقال ماكدونو لشبكة «سي إن إن»: «إنهم يصبحون أفضل وأكثر استعداداً (للقتال) خصوصاً، وهذا هو المهم، أن المعارضة السورية التي تقاتل الدولة الإسلامية تستطيع التعويل على القوة الجوية للولايات المتحدة والائتلاف لدعم جهودها».
في لندن، أكدت وزارة الخارجية البريطانية الأحد صحة شريط فيديو تبنى فيه «داعش» قتل الرهينة البريطاني ديفيد هينز بقطع الرأس، فيما توعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بمطاردة المسؤولين عن الجريمة. وتعرض كامرون لضغوط للمساهمة في الضربات الجوية ضد التنظيم.
في المقابل، وزع تنظيم «داعش» أمس في الرقة معقل التنظيم في شمال شرقي سورية «وثيقة المدينة» لتعريف الأهالي والعشائر بـ «العقد» الذي يربطهم بـ «إخوانهم المجاهدين» وبالمبادئ الشرعية بين «الراعي والرعية»، قائلاً إنه «عهد الدولة الإسلامية وعهد الخليفة أبو بكر القرشي».
على صعيد آخر، تجاوز سعر صرف الدولار الأميركي عتبة مئتي ليرة سورية للمرة الأولى منذ سنة. وقال مصرفيون ومتعاملون في أسواق دمشق إن الدولار صرف بـ220 ليرة سورية بعدما كان 165 ليرة قبل أسبوع، علماً أنه كان 46 ليرة في بداية 2011. ويعود أشد انخفاض إلى أيلول (سبتمبر) العام الماضي عندما لوحت واشنطن بقصف مواقع للنظام بعد الهجوم الكيماوي على غوطتي دمشق. وسجل سعر الدولار أمس تدهوراً سريعاً وصل إلى 25 ليرة خلال 24 ساعة.
مؤتمر باريس يحدد مهمات المتحالفين ضد «داعش»
بغداد – «الحياة»
يفتتح الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند، والعراقي فؤاد معصوم اليوم، مؤتمراً في باريس لتوزيع الأدوار على الدول المتحالفة في مواجهة «داعش»، في وقت يُثار جدل في بغداد حول دور المسلحين السنّة والشيعة في الحرب إلى جانب الجيش و «البيشمركة» الكردية. ووصل معصوم ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري إلى باريس أمس، للمشاركة في المؤتمر الذي يهدف إلى حشد الجهود للحرب على «داعش»، في حضور ممثلي 28 دولة. (للمزيد)
وفي مقابل قناعة عامة بأن الحشد العسكري الدولي بقيادة أميركية سيعتمد القصف الجوي، انطلاقاً من مناطق عدة، بينها إقليم كردستان، لا يزال النقاش مستمراً حول القوة البرية التي ستحرر المدن التي يسيطر عليها «داعش» ومضاعفات انطلاق المعركة على الإرهاب من الإقليم.
وكانت «الحياة» أشارت، في وقت سابق، إلى أن موفدين أميركيين انشغلوا طوال الأسابيع الماضية في عقد اجتماعات سرية مع ممثلي فصائل عراقية مسلحة وعشائر وقوى سياسية سنّية وشيعية، للبحث في تشكيل قوات برية لمواجهة «داعش»، بدعم من الجيش و «البيشمركة»، وأن الجانب الشيعي اقترح تحويل الجماعات المسلحة (السنّية والشيعية) إلى قوات رسمية في نطاق مناطقها. وضمّن رئيس الوزراء حيدر العبادي برنامج حكومته اقتراحاً لدعم «الحشد الشعبي» وتشكيل قوات جديدة رديفة للجيش.
ويبدو أن مصطلح «الحشد الشعبي» سيتحول في المرحلة المقبلة إلى غطاء للميليشيات الشيعية والسنّية وشرعنتها في تنظيم يحمل اسم «الحرس الوطني»، بناء على التوزيع الجغرافي والانتماء المذهبي.
وطالبت النائب عن «اتحاد القوى الوطنية» (سنّي) انتصار الجبوري بضرورة «دراسة مستقبل قوات الحشد الشعبي، بعد الانتهاء من تنظيم داعش». وقالت لـ «الحياة» إن «لهذه القوات الدور الأكبر حالياً في تحرير المدن وهي استجابة لنداء المرجعية الدينية وبقيادة القوات العراقية، لكن مستقبلها سيكون مجهولاً بعد انتهاء المعارك». وأضافت أن «كثراً من المتطوعين لا ينتمون إلى ميليشيات معينة، ويجب ضمهم إلى قوات الحرس الوطني التي وعد رئيس الوزراء بتشكيلها».
أما رئيس الوزراء السابق نوري المالكي فقال، خلال مؤتمر صحافي في كربلاء أمس: « أنا ضد هذه الفكرة تماماً، وأحذر منها فهي بداية لتمزيق العراق، أن يكون لكل محافظة جيش هذا أمر غير جيد لأن في كل محافظة قوات أمنية داخلية».
إلى ذلك، قال كامل المحمدي، أحد شيوخ عشائر الأنبار لـ «الحياة» أمس إن «أهم الفصائل السنّية المسلحة أجرت أخيراً مفاوضات مع الحكومة تناولت وضع المحافظات الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية».
وأكد أن «المجلس العسكري للثوار الذي يضم أكثر من 90 شيخ عشيرة سنّية في الأنبار وصلاح الدين كان له دور بارز في توحيد صفوف الفصائل والتفاوض في مصير المحافظات السنّية مستقبلاً».
في المقابل، ما زال إعلان وزارة الدفاع الأميركية انطلاق المقاتلات من كردستان يثير جدلاً داخل الإقليم، خصوصاً إذا كانت هذه الخطوة تمهيداً لإقامة قاعدة عسكرية دائمة.
وقال العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان شوان طه لـ «الحياة» إن «اعتماد أربيل نقطة انطلاق لتوجيه ضربات إلى مسلحي داعش لا يعني أنها أصبحت قاعدة عسكرية أميركية دائمة، فالإرهاب بات ظاهرة عالمية، خصوصاً بعد الانتشار للتنظيم الذي أصبح يهدد المنطقة برمتها وسط تعزيزه بشرياً من حوالى ثمانين دولة، وهذا يتطلب إجماعاً دولياً لمواجهته».
في المقابل قال عضو «الداخلية والأمن» في برلمان الإقليم أبو بكر هلدني لـ «الحياة» إن «موقع كردستان بعد انتشار تنظيم داعش الإرهابي قرب حدوده، أصبح في حكم الجبهة المضادة للإرهاب، لكن تحويل أربيل إلى نقطة انطلاق الهجمات الجوية قد يكون في غير مصلحة التجربة السياسية للإقليم».
البيان الختامي لمؤتمر باريس حول العراق
باريس – أ ف ب
تعهد المشاركون في المؤتمر الدولي حول امن واستقرار العراق في باريس الاثنين، بدعم بغداد في حربها ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بـ”كل الوسائل الضرورية” وضمنها العسكرية، بحسب البيان الختامي.
وجاء في البيان ان المشاركين في “مؤتمر باريس يؤكدون ان داعش تشكل تهديداً للعراق ولمجموع الاسرة الدولية”.
وتابع البيان ان “المشاركين شددوا على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق”. وتعهدوا لهذه الغاية “دعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل الضرورية وضمنها تقديم مساعدات عسكرية مناسبة”.
وسيتم الدعم “مع احترام القانون الدولي وامن السكان المدنيين”.
من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امام الصحافيين ان “الاجتماع يبعث على الامل رغم خطورة الوضع”، مشيداً بمشاركة “30 دولة هي بين الاقوى في العالم ومتباينة جغرافيا وايديولوجيا لكنها كلها تقول قررنا ان نكافح داعش”.
وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراق فؤاد معصوم وجها عند افتتاح المؤتمر صباح الاثنين نداء عاجلا من اجل التزام دولي ضد المتطرفين الاسلاميين.
عشائر في دير الزور تسلم سلاحها لـ “الدولة الإسلامية“
بيروت – “الحياة”
أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى أن “عشائر من بلدة العشارة في ريف دير الزور، سلمت أسلحتها لتنظيم الدولة الإسلامية”، وذلك بعد أن كان قد وجه أمس الاحد، الإنذار الأخير لها بوجوب تسليم أسلحتها.
وأكد المرصد أن “بعض العشائر رفضت تسليم أسلحتها الى داعش وأبقت عليها”، لحماية أبنائهم من الجهمات المتوقعة من مقاتلي التنظيم.
من جهة ثانية، تدور اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة ثانية في الدخانية على أطراف العاصمة دمشق، وسط أنباء عن تقدم جديد لقوات النظام لاستعادة السيطرة على المنطقة.
كذلك جدد الطيران الحربي قصفه مناطق في بلدة عين ترما، في حين ارتفع عدد القتلى إلى 7 جراء القصف على مناطق في مدينة دوما. وقصفت قوات النظام مناطق بالقرب من بلدة حتيتة الجرش، واتهم نشطاء قوات النظام باستخدام غازات خلال القصف.
“الدولة الإسلامية” يجذب “جهاديات” من الولايات المتحدة
مينيابوليس – رويترز
تحقق السلطات الأميركية في ظاهرة جديدة، تتمثّل في التحاق نساء من قلب الولايات المتحدة بتنظيم الدولة الاسلامية في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس باراك أوباما لقطع خطوط التجنيد للمتشددين الاسلاميين في البلاد.
وقال عبدالرزاق بيهي، وهو من زعماء الجالية الصومالية، إن ثلاث أسر صومالية، على الأقل، في منطقة “مينيابوليس – سانت بول”، شكت من اختفاء فتيات في الأسابيع الستة الماضية، وأنهن ربما حاولن الانضمام إلى “الدولة الإسلامية”.
وقال إنه في حين بدت أسباب اختفاء الفتيات “غير واضحة”، فقد طلب من الأسر إبلاغ الشرطة.
وفي حالة أخرى، هربت فتاة أميركية من أصل صومالي، عمرها 19 عاماً، من سانت بول، من والديها في 25 آب (أغسطس)، وقالت إنها ذاهبة إلى حفل لدى صديقة مقبلة على الزواج. وبدلاً من ذلك طارت إلى تركيا، وانضمت لـ”الدولة الإسلامية” في سورية.
وتُعدّ هذه المنطقة في مينيسوتا، موطناً لأكبر جالية صومالية في الولايات المتحدة، وشهدت عمليات تجنيد لجماعات إرهابية، منذ بدأت “حركة الشباب” في ضمّ مجندين في أمريكا، عام 2007.
ويقول مسؤولون إنهم علموا في العام الحالي بوجود ما بين 15 و20 رجلاً، لهم صلات بجالية مينيسوتا الصومالية، يقاتلون مع جماعات متطرفة في سورية، ومن هؤلاء دوغلاس ماكوثر ماكين، الذي أسلم وقُتل في معركة، هذا الصيف.
وكانت فتاة سانت بول، أول حالة تنضم فيها فتاة إلى التنظيم، يُعلن عنها، رغم أن أسرتها طلبت عدم نشر اسمها، خوفاً من انتقام الإسلاميين.
وقال جريج بوساليس، مستشار مكتب التحقيق الاتحادي في مينيابوليس، إن “سلطات إنفاذ القانون تحقق في احتمال قيام متطرفين إسلاميين بتجنيد فتيات أخريات في المنطقة، بالإضافة إلى رجال، لكنه امتنع عن التعقيب على حالات بعينها”.
وقال: “نبحث احتمال سفر رجال ونساء آخرين”.
وقال زعماء الجالية الصومالية، ومصادر قريبة الصلة في الشرطة، إنهم يخشون أن تمثّل التقارير عن الفتيات الجهاديات من المنطقة اتجاهاً جديداً.
وقالوا إن “من المُرجّح أن تكون فتاة سانت بول قد تم تجنيدها على أيدي متعاطفين إسلاميين في الولايات المتحدة، ولم تنضم للتنظيم من تلقاء نفسها”.
وتحوم شبهات حول إمرأة أخرى، على الأقل، من المُحتمل أن تكون قد ساعدتها على مغادرة الولايات المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي، اعترفت الأمريكية شانون كونلي (19 عاماً)، التي تعمل مساعدة ممرضة، وهي من كولورادو، بمحاولة السفر إلى الشرق الأوسط للانضمام لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وتم احتجازها في مطار دنفر الدولي، في نيسان (أبريل)، ومعها تذكرة ذهاب فقط، واتضح أن متشدداً في سورية قام بتجنيدها عبر الإنترنت.
وتمثّل محاولات وأد التطرف المحلي في مهده، قبل أن يحاول الأميركيون الانضمام لجماعات إرهابية، جزءاً من استراتيجية الرئيس أوباما للتصدي لـ”الدولة الإسلامية”، التي أعلنها في خطاب الأسبوع الماضي.
وإضافة إلى حملة القصف الجوي في العراق وسورية، تعهّد أوباما بعدم تدخّل الحكومة مع أفراد، “قبل أن يتشددوا ويتحولوا إلى العنف، ويتخذوا قرار السفر إلى سوريا والعراق للانضمام للتنظيم”.
وقال إن السلطات ستوفر “برامج مصممة محلياً لمنع التطرف العنيف والتشدد”، إلا إنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وكانت الصومالية من سانت بول، التي سافرت إلى سورية، تتردد على مسجد قرب الضفة الشرقية لنهر المسيسيبي، الذي جذب من قبل من يُشتبه أنهم من المتطرفين. وفي حزيران (يونيو) منع المسجد رجلاً يحمل الجنسيتين المصرية والأميركية من دخوله، قائلاً إنه ينشر فكراً متشدداً.
وقالت الصومالية لأحد أقاربها، بعد مغادرة الولايات المتحدة، إنها تريد أن تساعد الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية.
وقال بيهي، عن المرأة من سانت بول، التي ذكر أنه جرى تجنيدها “طبيعة تجنيد هذه التنظيمات المخبولة تتمثل في طريقة استخدام عنصر المفاجأة. الآن فاجأتنا من جديد بتجنيد فتيات”.
وقُتل شاب من أقارب بيهي، في الصومال عام 2009، بعد أن جرى اقناعه بالانضمام إلى “حركة الشباب”، في مينيسوتا.
مصانع للأطفال
وفي الوقت الذي تتصور فيه أجنبيات تنخرطن في تنظيم “الدولة الإسلامية” إنهن تشاركن في الجهاد، أو على الأقل تلعبن دوراً نشطاً في تأسيس دولة إسلامية، إلا أن الواقع يمكن أن يكون أكثر دنيوية.
وتقول ميا بلوم، من مركز أبحاث الإرهاب والأمن في جامعة “ماساتشوستس لويل”، إن “مراقبة حسابات المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها، تشير إلى أن الجهاديين من الرجال لا ينظرون إلى النساء إلا زوجات”.
وأضافت: “يجند تنظيم “الدولة الإسلامية” هؤلاء النساء لكي يصبحن مصنعاً للأطفال. يسعى لإقامة دولة إسلامية، وهو بحاجة الآن إلى تأهيلها بالسكان”.
وارتبطت كونلي من دنفر بأحد المتشددين من تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، والذي تعرّفت عليه عبر الإنترنت.
وقالت بلوم إن “الجماعات الجهادية مثل تنظيم “القاعدة”، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، لا ينشر النساء عادة على خط المواجهة، إلا في حالات الطوارئ”.
وجرى نشر بعض الفتيات الأجنبيات في نقاط التفتيش التابعة لـ”الدولة الإسلامية” في شمال سورية، لتفتيش النساء بحثاً عن أسلحة، وإجبار السكان من النساء على الالتزام بالزي الإسلامي.
ولكن بلوم قالت إن “بعض الصور للجهاديين من النساء اللائي يقمن في سورية، كثيراً ما توضح الفتيات وهن يقمن بإعداد البسكويت”.
وما يثير قلق سلطات إنفاذ القانون هو أن المتشددين الأميركيين سيعودون في يوم ما إلى الولايات المتحدة، ويهاجمون أهدافاً.
وقال بوساليس: “الخوف أن يعود هؤلاء الأفراد، ويقومون بعمل إرهابي هنا”.
ويعمل مكتب التحقيقات الاتحادي مع الجالية الصومالية في مينيسوتا، لمساعدتها في محاربة الإسلاميين المتشددين.
القرضاوي: لا أقبل أن تحارب واشنطن “الدولة الإسلامية“
دبي – “رويترز”
انتقد الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، الذي يعيش في قطر، دور واشنطن في الحملة ضد متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسورية، متهماً الولايات المتحدة بأنه “لا تحركها إلا مصالحها”.
وانتقد القرضاوي حملة واشنطن المُزمعة ضد التنظيم، التي تعهدت دول الخليج العربية بالتصدي لها، خلال اجتماع عُقد يوم الخميس الماضي في جدة، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وكتب القرضاوي، على حسابه الخاص، على موقع “تويتر”، أمس (السبت)، مستخدماً الاسم الذي يشتهر به التنظيم: “أنا أختلف مع داعش تماماً في الفكر والوسيلة، لكنني لا أقبل أبداً أن تكون من تحاربهم أميركا، التي لا تحركها قيم الإسلام بل مصالحها”.
ثم أوضح القرضاوي، اليوم (السبت)، في تغريدة جديدة، وكتب: “فهم البعض التغريدة السابقة خطأ، وحاول بقصد أو بغير قصد أن يحمّلها ما لا تحتمل، وأن يربطها بـ”داعش”، التي بيّنت موقفي منها في التغريدة التي تسبقها”.
وكان وزيرا الخارجية السعودي والأميركي اتفقا، الخميس الماضي، في جدّة، على أهمية الوقوف في وجه التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، مؤكدين على أهمية دحر الإرهاب.
وأوضح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن “خطر الإرهاب الذي بدأ ينتشر في المنطقة بكل شراسة، لطالما حذّر منه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، منذ أمدٍ طويل”.
“جند الخلافة” في الجزائر تبايع أبو بكر البغدادي
الجزائر – رويترز
انشقت “جند الخلافة” في الجزائر، وهي جماعة متشددة، عن تنظيم “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، وبايعت تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
ويسلط انشقاق هذه الجماعة الضوء على تزايد المنافسة بين قيادة تنظيم “القاعدة”، و”الدولة الإسلامية”، على زعامة حركة التشدد.
وقال أبو سليمان، مخاطباً زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، في بيان : “إن لكم في مغرب الإسلام رجالاً لو أمرتهم لأتمروا، ولوناديتهم للبّوا”.
ويُعدّ “جند الخلافة” أحدث فصيل يبايع البغدادي، بعد أن حقق “الدولة الإسلامية” مكاسب على الأرض في العراق وسورية، وبات يجتذب المقاتلين الشباب بشكل أكبر. ويقول خبراء إن “هذا الإعلان لن يكون له أثر كبير، في ظل تركيز تنظيم القاعدة على منطقة الساحل، لا على الجزائر نفسها، وأصبحت الهجمات الإرهابية في الجزائر أكثر ندرة، رغم قدرة الإرهابيين المتمركزين فيها على ذلك”.
وقال المحلل الأمني المحلي أنيس رحماني: “سيبذل الفصيل الجديد قصارى جهده لإثارة بعض الصخب، لكن من الصعب عليه تنفيذ أعمال إرهابية كبيرة، إذ أن قوات الأمن الجزائرية وجّهت ضربات قاضية لمعظم المجموعات المسلحة المتشددة في الجزائر”.
لكن في الوقت نفسه، يمكن أن يكون هذا الفصيل نقطة جذب للمجندين الإسلاميين الجُدد في المغرب، الذين يسعون للقتال في سورية والعراق، حيث تسيطر قوات البغدادي على أراض واسعة.
والجزائر، التي ما زالت تتعافى من صراع استمر نحو عشر سنوات مع المتشددين الإسلاميين، راح ضحيته أكثر من 200 ألف شخص، هي حليف قوي للولايات المتحدة في قتالها ضد التطرف في المنطقة.
وكان البغدادي انشق عن تنظيم “القاعدة”، في العام 2013، بسبب توسّعه في سورية، إذ قام أتباعه بأعمال ذبح وصلب وعمليات إعدام جماعية.
ويُقارن بعض المتشددين بين نجاح تنظيم “الدولة الإسلامية”، في إقامة معقل جهادي يمتد بين غرب العراق وشرق سورية، وبين فشل تنظيم “القاعدة” في شنّ هجوم كبير على الغرب، منذ أكثر من عشر سنوات.
ويُعدّ تنظيم “القاعدة” أحد الفصائل الإسلامية المتشددة في شمال أفريقيا، وكان مصدراً لتجنيد آلاف الشبان، الذين سافروا من ليبيا وتونس والمغرب إلى سورية والعراق.
مؤتمر باريس عن العراق تتويج إعلامي للائتلاف دول عربية راغبة في مساهمة برّية وجوّية
المصدر: العواصم – الوكالات
جنيف – موسى عاصي
ينعقد مؤتمر باريس قبل ظهر اليوم تحت عنوان “مؤتمر باريس حول الامن والاستقرار في العراق” بحضور رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية لنحو 20 دولة في غياب ايران. وعشية المؤتمر، أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عقب جولة في المنطقة لبناء الائتلاف الدولي لمكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق وسوريا، عن ثقته بالتمكن سريعا من بناء الائتلاف، حتى انه أفصح عن رغبة بعض الدول العربية من غير ان يسميها في ارسال جنود للمشاركة ميدانياً في الحرب على هذا التنظيم المتطرف، فيما قال مسؤولون أميركيون آخرون ان دولاً عربية عرضت المساهمة في ضربات جوية على مواقع التنظيم.
وقبيل انعقاد مؤتمر باريس، الذي لن يستمر سوى بضع ساعات بما فيها المؤتمر الصحافي المقرر في نهايته لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أوضحت اوساط سياسية فرنسية لـ”النهار” أنه “لن يحصل أي توزيع أدوار بين المشاركين في مواجهة داعش ، فتوزيع الأدوار لم ينتظر القمة الباريسية بل تمّ الاتفاق عليها خلال الزيارات المكوكية التي قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الاميركيان جون كيري وتشاك هيغل لمنطقة الشرق الاوسط وأوروبا خلال الاسبوعين الاخيرين”، مما يعني أن مؤتمر باريس الذي يأتي في ختام جولة التحضيرات للحرب على “داعش” لن يخرج عن كونه صدى اعلامياً لتشكيل الائتلاف الدولي وصورة تذكارية لهذا الائتلاف واعلاناً موحداً يستخلص مواقف دول اعلنت سابقاً مواقفها واتخذت قراراتها.
وأكدت اوساط فرنسية أن المؤتمر لا يعكس حقيقة الواقع المعقد لقرار الحرب على الارهاب، فالحملة المنتظرة تواجه عقبات كبيرة أهمها رفض الحلف الداعم للنظام السوري، موسكو وطهران، المشاركة في ما يعتبرانه “مسرحية الحرب على الارهاب” وخصوصاً في شقه السوري. وخلافا لما اعلنه الجانب الاميركي عن عدم موافقته على مشاركة ايران في القمة الباريسية، فإن الاوساط الفرنسية المقربة من مركز القرار أوضحت أن طهران لم تستسغ يوماً فكرة تشكيل ائتلاف دولي ترى فيه “عودة الاميركيين الى المنطقة والدخول من باب داعش للوصول الى النظام في دمشق”.
وقالت هذه الاوساط إن الجانب الايراني أبلغ فابيوس خلال الاتصالات التي تكثفت في الفترة الأخيرة بين الطرفين أنه يشترط رفع العقوبات الدولية عن ايران في مقابل المشاركة الايرانية في الائتلاف الدولي، مما اعتبره الجانب الفرنسي رفعاً كبيراً للسقف ورفضاً قاطعاً للالتحاق بالتحالف الدولي.
أما عن الجانب الروسي الذي يحتفظ بالصمت المطبق حيال ما يمكن أن تكون ردة فعله في حال شمول حرب الائتلاف الاراضي السورية وتكراره يوميا ضرورة الحصول سلفاً على قرار من مجلس الامن لأي عمل عسكري في سوريا أو الحصول على موافقة حكومة دمشق، ترى مصادر مقربة من الديبلوماسية الروسية في جنيف أن الولايات المتحدة ترتكب خطأً كبيراً اذا ما أصرت على المضي في المسار المعلن للحرب على الارهاب في سوريا من دون “مظلة أممية وموافقة سورية”، وتحذّر من أن النتائج ستؤدي الى مزيد من الفوضى والعنف في المنطقة.
ومن هذا المنطلق، تطمئن مصادر ديبلوماسية غربية الى أن الائتلاف الدولي يبحث حاليا عن مخرج قانوني لقطع الطريق على موسكو، وقد يكون القرار 2170 الذي يتيح للدول محاربة الارهاب قاعدة يستند اليها في المواجهة على الارض السورية.
وتضع الاوساط الفرنسية النشاط المرتفع الوتيرة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منذ زيارته بغداد في خانتين، الأولى تتعلق بوضعه الداخلي ووضع حزبه بعد جملة الاخفاقات والفضائح التي لاحقته، ومحاولته الخروج من أزماته الداخلية بالانخراط الواسع في أزمات خارج حدود الدولة، والثانية تكمن في البحث الفرنسي الدائم عن دور مركزي في منطقة الشرق الاوسط. وعلى هذا الاساس عُلم أن الاليزيه مستاء من “تهميش” الاميركيين مرة جديدة الدور الفرنسي، “اذ وضعوا استراتيجية المواجهة في الشرق الاوسط من دون استشارة أقرب الحلفاء”. ففرنسا التي أرادت “دوراً قيادياً” من خلال نيتها رسم استراتيجيتها الخاصة في الحرب على الارهاب ابتداء من عملية تحديد استخباراتها الخاصة الاهداف العسكرية وصولا الى تنفيذ الغارات، مضطرة الى الاكتفاء بدور هامشي و”بحسب الطلب الاميركي” بحيث ستشن غارات جوية على مواقع تحدها الاستخبارات الاميركية، وانطلاقا من هذا الواقع تتوقع المصادر الفرنسية ألا تحرك باريس أي قوة اضافية الى المنطقة وستكتفي فقط بطائراتها “الرافال” الست الموجودة دائما في قاعدة فرنسية في دولة الامارات العربية المتحدة.
الائتلاف السوري ينتظر السلاح
وفي أبو ظبي، أعلن رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” هادي البحرة في مؤتمر صحافي ان الائتلاف ينتظر وصول المساعدات الغربية والعربية لمواجهة نظام الاسد وتنظيم “الدولة الاسلامية” على حد سواء. وقال: “لا بد من ان يكون دور الائتلاف الدولي واضحاً جداً… بصفتنا سوريين في سوريا علينا تحديد استراتيجية المجتمع الدولي الذي سيدعم كفاحنا… نحن ملتزمون تماما وقادرون تماما على صد المنظمات الارهابية ودفعها الى خارج سوريا والقضاء على الايديولوجية المتطرفة”. وأضاف: “سنشن هجومين في الوقت نفسه، واحداً على النظام وآخر على “الدولة الاسلامية”.
مجموعة “خُراسان” تهديد سوري آخر يُقلق الولايات المتحدة
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
بات مقاتلون سوريون معارضون، بينهم عناصر من “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، يسيطرون على 80 في المئة تقريباً من الجانب السوري من هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل جزءاً منها، في محافظة القنيطرة بجنوب سوريا، وبات النظام قاب قوسين من فقدان سيطرته على كامل الجولان المحرر.
وبينما ينصب اهتمام العالم على سبل مواجهة “الدولة الاسلامية” التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا ، يقول مسؤولون أميركيون إن مجموعة أخرى من المتطرفين في سوريا، هي خليط من الجهاديين المتحدرين من أفغانستان واليمن وسوريا وأوروبا تمثل تهديداً وشيكاً ومباشراً للولايات المتحدة، من خلال عملها مع مصنعي متفجرات يمنيين لاستهداف الطائرات الاميركية.
وأفادت وكالة “الاسوشيتد برس” أن في سوريا تنظيما يعرف باسم “خُراسان”، وهو يضم مقاتلين سابقين من “القاعدة” من أفغانستان وباكستان سافروا الى سوريا للالتحاق بـ”جبهة النصرة” ويمثل تهديداً مباشرا لمصالح الولايات المتحدة. وأوضحوا أن هؤلاء المقاتلين لم يذهبوا الى سوريا لمقاتلة نظام الرئيس بشار الاسد تحديداً، وإنما أرسلهم زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري لتعبئة الاوروبيين والاميركيين الذين تسمح لهم جوازات سفرهم بركوب طائرات متجهة الى الولايات المتحدة من غير أن يواجهوا اجراءات أمنية مشددة.
وتفيد تقديرات استخبارية أميركية سرية أن مسلحي “خراسان” يعملون مع صناع قنابل من فرع “القاعدة” في اليمن، لاختبار طرق جديدة لتمرير متفجرات من دون لفت انتباه أمن المطارات. وتسود مخاوف من أن يعطي مسلحو “خراسان” هذه المتفجرات المتطورة للمجندين الغربيين الذين قد يتمكنون من التسلل إلى الرحلات الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة.
وكشف مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في كانون الثاني الماضي، أن تنظيماً من مسلحي “القاعدة” الأساسيين من أفغانستان وباكستان كانوا يخططون في سوريا لهجمات على الغرب.
كاميرون يتوعّد بتدمير “الدولة الاسلامية” ولا يقرّر المشاركة في الغارات الجوية
لم يكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حاسماً من حيث طبيعة المشاركة البريطانية في العمليات العسكرية لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مع العلم أنه توعّد بالرد على قتل عامل الإغاثة ديفيد هينز بـ”تدمير تنظيم الدولة الإسلامية”.
ورأس كاميرون اجتماعاً حكومياً طارئاً شارك فيه مسؤولون استخباريون وعسكريون. وقال: “الولايات المتحدة تقوم بعمل عسكري مباشر. نحن ندعمه. و(طائرات) “تورنادو” بريطانية وطائرات استطلاع قدمت مساعدتها. ولكن من غير الوارد نشر قوات على الأرض”.
وتطرق إلى قتل هينز، “البطل البريطاني”، فقال: “خطوة خطوة، سنصد “الدولة الاسلامية” ونفككها وندمرها. سنتحرك بهدوء وبحزم إنما بتصميم لا يلين. لن نتحرك وحدنا، نعمل بشكل وثيق مع حلفائنا، ليس فقط الولايات المتحدة وأوروبا، إنما أيضاً في المنطقة”.
ورأى مراقبون أن كاميرون لم يجزم بعد بدور بريطاني فاعل في مكافحة “الدولة الإسلامية” لأسباب عدة، منها أن هينز ولد في اسكوتلندا، وان الاسكوتلنديين سيقترعون الخميس في استفتاء على الانفصال عن المملكة المتحدة لا يحبذون التدخلات العسكرية. ولم يعلن رئيس الوزراء عن أي خطط لدعوة مجلس العموم الى الانعقاد، وهو في عطلة، كي ينال تفويضاً لشن غارات جوية على “الدولة الاسلامية”.
مؤتمر باريس: الاتفاق على دعم العراق عسكرياً
اتفق المشاركون في مؤتمر باريس بشأن “السلام والأمن” في العراق، اليوم، على تقديم مساعدة عسكرية “مناسبة” إلى بغداد لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”.
وشدد المشاركون، في البيان الختامي، على أن “التصدي لتنظيم داعش مسألة ملحة”، مشيرين إلى الاتفاق على دعم العراق “بكل الوسائل الضرورية لمواجهة التنظيم، ومن ضمنها العسكرية”.
وأكد المشاركون أن التنظيم “يشكّل تهديداً للعراق ولمجموع الأسرة الدولية”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري عقب انتهاء المؤتمر في مبنى وزارة الخارجية في باريس، إنه تم بحث المقاربة السياسية لمواجهة “داعش”، مشدداً على وجوب إيقاف تمويل كل التنظيمات الإرهابية.
ورأى فابيوس أنّ “داعش لا يشكل خطراً فقط على العراق وسوريا، بل على مناطق عدة في العالم، معتبراً أن هذا التنظيم “ليس دولة ولا يمثل الإسلام” .
بدوره، أشار الجعفري إلى أن “خطاب المشاركين في مؤتمر باريس كان موحداً ويؤكد خطورة داعش”. وأضاف “لسنا وحدنا في مواجهة داعش، والمشاركون أكدوا وقوفهم إلى جانب العراق ودعمه”.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد شدد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد معصوم قبل افتتاح مؤتمر باريس اليوم، على ضرورة دعم الحكومة العراقية والرد بشكل “عالمي وشامل” على تهديدات تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش”، في حين جدّد الرئيس العراقي فؤاد معصوم المطالبة بتوجيه ضربات جوية ضدّ التنظيم.
وقال هولاند إن “تهديد الدولة الإسلامية شامل وعالمي والرد يجب أن يكون شاملاً وعالمياً ويأتي من العراقيين أنفسهم”. وشدد على “وجوب الوقوف إلى جانب السلطات العراقية ومساعدتها بشكل واضح في مواجهة التنظيم “.
ورأى أنه “على أصدقاء العراق أن ينسقوا جهودهم للاستجابة إلى مطالب العراقيين”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ” الأراضي العراقية ليست وحدها المعنية، لأن التنظيم موجود في سوريا أيضاً ويهدد العديد من الدول، بينها فرنسا”. وأوضح أن مؤتمر باريس “يجب أن يأخذ في الاعتبار كل أنواع الدعم للعراق”.
ودعا هولاند شركاءه الغربيين والعرب إلى “الالتزام بوضوح وصدق وقوة إلى جانب السلطات العراقية”، مضيفاً أنّ “لا وقت نهدره أمام تهديد الدولة الإسلامية، معركة العراقيين هي معركتنا”.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسي إلى “دعم المعارضة السورية المعتدلة بكل السبل”. واعتبر أن “الفوضى تصب في مصلحة الإرهابيين، فينبغي بالتالي دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية للحفاظ على مستقبل سوريا، وهي في نظر فرنسا قوى المعارضة الديموقراطية”.
وأوضح أن قرار فرنسا دعم الجيش اللبناني جاء “من أجل ضمان أمن لبنان واستقراره”.
من جهته، جدد معصوم المطالبة باستمرار الضربات الجوية التي تستهدف مقاتلي “داعش”، معتبراً أن “التضامن الدولي يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد لدحر الإرهاب”.
وأشار إلى أن “الاحتلال الداعشي لم يستثن ديناً أو طائفة في العراق”، لافتاً الانتباه إلى أن “خطورة داعش تكمن في غسل عقلية الشباب وإعدادهم كانتحاريين لبث الرعب”.
ورأى أن “جرائم داعش تدل على العقل الظلامي المنطلق من أسوأ كهوف التاريخ المبني على الإقصاء”، مضيفاً أن “داعش عمل على تدمير كل معالم الحضارة الإنسانية”.
وكان معصوم قد دعا، خلال مقابلة مع إذاعة “أوروبا 1” صباح اليوم، إلى “تدخل جوي سريع ضد تنظيم داعش”. وأوضح أن العراق “لا يحتاج إلى جنود للقتال ميدانياً، بل في أمس الحاجة لتدخل جوي وتغطية جوية بشكل سريع”، محذراً من أنه “إذا تأخر هذا الدعم للعراق، سيحتل داعش أراضٍ أخرى”.
وشارك في مؤتمر باريس اليوم وزراء خارجية حوالي 30 دولة، هم وزراء خارجية الدول الأوروبية الأساسية والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المجاورة للعراق وكل من قطر والسعودية والكويت والإمارات، لبحث الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية للتعامل مع “داعش” ومواجهته.
(“مرصد السفير”، أ ف ب، رويترز)
مؤتمر باريس اليوم في مقابل مؤتمر جدّة:
اقتسام للنفوذ في العراق.. وخلاف بشأن سوريا
محمد بلوط
حتى الساعات الأخيرة، لم يكن عدد من سيجلسون اليوم في قاعة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، معروفاً. عشرون، أو ثلاثون دولة على الأرجح، سيستمع صباحاً وزراء خارجيتها لخطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند محتفلاً بقيام التحالف ضد «داعش» من باريس، أسوة بما فعل الأميركيون في جدة قبل أربعة أيام. كما يستمع المجتمعون أيضاً، إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم يشكرهم على تضامنهم مع بلاده، قبل الذهاب إلى بيان مشترك يجدد الالتزام بتطبيق القرار 2170، ودحر «داعش» في العراق.
والحال أن الاستعجال في استدعاء وزراء خارجية دول كانت تجلس على الدوام على مقاعد «أصدقاء سوريا»، أصاب آلة التنظيم الفرنسي الديبلوماسي ببعض الارتباك. وبسبب استبعاد واشنطن لهم في جدة، ردّ الفرنسيون باستدعاء مؤتمرهم اليوم، بعد ساعات قليلة فقط من تجنيد الأميركيين تحالفاً إقليمياً في جدة، وقّع فيه وزراء خارجية عشر دول عربية على التزامات بمكافحة «الإرهاب» و«داعش» و«جبهة النصرة» على جبهات تشمل لبنان وسوريا واليمن والعراق وليبيا، بإمرة واشنطن.
ويتميز الاجتماع الباريسي عن منافسه الأميركي في جدة، بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يفتح الباب أمام موسكو للعودة من الباب الفرنسي الى اعادة صياغة دور في التحالف ضد الإرهاب، من دون المشاركة في العمليات العسكرية.
وكان الإيرانيون مرشحين للحصول على بطاقة دعوة إلى باريس، كما قال مصدر في الإليزيه، ولكن «عدم حصول إجماع على ذلك منع توجيه تلك الدعوة التي كنا ندرس أمرها بجدية».
وردَّ الإيرانيون أمس، على لسان نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بأن «المشاركة في مؤتمر مسرحي وانتقائي لمكافحة الإرهاب أمر لا يهمّنا وسنواصل دعمنا»، فيما اعتبر أمين السر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن «إقامة أي تحالف مناهض للإرهاب من جانب الولايات المتحدة مع دول هي الداعم الرئيسي للإرهاب، أمر مشبوه».
بالإضافة إلى قول رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن «الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش يفتقر إلى العقلانية، وليس فقط لا تسهم في القضاء على هذا التنظيم فحسب، بل من شأنها أن تعمم الكراهية في المنطقة أيضاً».
وكان استبعاد باريس من جدة قد فُسّر فرنسياً، كما قال مسؤول فرنسي، «برغبة واشنطن بالانفراد بالقيادة العسكرية، لذا فإن المؤتمر يريد توجيه رسالة مضادة بأننا لن نقبل أن يتدخلوا في المنطقة وحدهم».
ويلخّص المصدر الفرنسي الحاجة إلى المؤتمر، بتوجيه «رسالة إلى الأميركيين، بأننا لن نكون بيادق في أيديهم، وأن نرتقي بأنفسنا إلى مستوى عال في نظر العراقيين».
ويحيل الإقبال على بناء الأحلاف في كل من باريس أو جدة، إلى تهافت الفرنسيين والأميركيين على الفرصة المستجدة لإعادة اقتسام النفوذ المفتوحة في العراق. وهي نافذة فتحها انهيار الجيش العراقي أمام غزوة الموصل، وتضعضع الحليف الكردستاني في شمال العراق بصورة مفاجئة، ولكنها مفيدة لتجديد الوصاية عليه وإعادة توزيع الحصص النفطية، واستغلال الفرصة فرنسياً للتعويض عن التخلف عن غزو العراق في العام 2003، وانتزاع مكانة أفضل في أسواقه وصفقاته التي انفرد بها الأميركيون، بعدما كانت روسية ـ فرنسية بشكل واسع في ظل نظام صدام حسين.
وتحيل المبادرة الفرنسية أيضاً، باستعراض تحالف تحت ثريات الكي دورسيه المذهّبة، إلى السباق بين واشنطن وباريس إلى رعاية هذا التحالف الذي لا يزال هشّاً، وإلى مبلغ الفوضى والارتباك لدى القوى الأساسية في العمليات العسكرية في بلورة خطة مشتركة وواضحة لخوض حربها ضد الإرهاب مجدداً، من الولايات المتحدة إلى فرنسا وبريطانيا، وعدم اتضاح حدود مسرح العمليات بين العراق وسوريا، وانعدام التجانس بين أعضاء التحالف الذين لعبوا دوراً كبيراً، لاسيما السعودية وقطر وتركيا، في استيلاد «داعش» و«النصرة»، وتمويلهما وتسليحهما، ولا يزالون يولونهما الدعم نفسه، خصوصاً تركيا.
ويقول مسؤول فرنسي إن التحالف الذي أنشأه الاميركيون «لا يملك قيادة أركان مدمجة وأن لا طابع دولياً له، وعلى كل طرف فيه أن يحدد بنك الأهداف الذي يرغب في استهدافه، ولكن العمل سيكون مستقلاً بحيث تعمل كل دولة بشكل منفصل عن الأخرى، ومن دون التزامات».
وأبرز ما يشير إليه الاجتماع الباريسي، هو انعدام الثقة فرنسياً بالمبادرة الأميركية في العراق، والخوف من أن تقوم واشنطن مرة ثانية خلال عام بإهانة الفرنسيين، كما فعلت قبل عام تماماً، عندما وضعت في عهدتها قرارها العسكري والسياسي، لشنّ غارات على دمشق، بعد «تجاوزها خط أوباما الأحمر الكيميائي» في 21 آب 2013، قبل أن تتراجع واشنطن عن خططها، تاركة هولاند يواجه انتقادات داخلية شديدة محقة، بتسليم قرار الحرب السيادي الفرنسي إلى الإدارة الأميركية.
ولا يعني ذلك بأي حال أن فرنسا ستكون قادرة على القيام بأي عملية عسكرية من دون واشنطن، لا سيما أنها لا تملك في نطاق العمليات الجوية أكثر من قاعدة «الظفرة» في الإمارات، ولا تزال حاملة الطائرات الفرنسية الأخيرة «شارل ديغول» قيد الصيانة في «تولون»، بينما تتحدث واشنطن عن إرسال مقاتلاتها إلى مطار أربيل. كما أن واشنطن، وليس فرنسا، هي التي تستقبل، بحسب وزير الخارجية الأميركي جون كيري «عروضاً بإرسال قوات برية من بعض الدول أعضاء التحالف للمشاركة في العمليات العسكرية، لكننا لا نفكر في ذلك حتى الآن».
ويقول مصدر فرنسي إن مؤتمر باريس سيبحث في تنسيق العمليات العسكرية والإنسانية والأمنية. كما يبحث في تحديد من سيدفع فاتورة العمليات العسكرية، خصوصاً أن استنفار قوات جوية في حرب طويلة يستدعي على الأرجح الحصول على تعهدات من الدول الخليجية بتمويل كلفة تلك العمليات.
وعلى غرار الأميركيين، لا يزال الفرنسيون يدرسون احتمال توجيه ضربات لـ«داعش» في سوريا. ويقول مصدر في الإليزيه إن «توجيه ضربة لداعش في سوريا، يمثل إشكالية قانونية وسياسية، ونحن ما زلنا في طور التفكير لمعرفة ما إذا كنا نحتاج إلى استصدار قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن».
وكان الرئيس الفرنسي قد رفض أكثر من مرة تقديم إجابة على سؤال توسيع الضربات لتشمل «داعش» السورية. ومن المنتظر أن يقدم المؤتمر فذلكة في هذا الشأن. والأرجح، أن التردد الفرنسي في توحيد الساحتين العراقية والسورية في مواجهة «داعش»، لا ينبع من أي حرص على القانون الدولي، خصوصاً أن أحداً لم يأت على ذكره العام الماضي، عندما كانت الطائرات الفرنسية تتأهب للانقضاض على دمشق من دون الرجوع إلى أي قرار من مجلس الأمن بعد أزمة الكيميائي.
لكن التفكير بمجلس الأمن بشأن «داعش» السورية، يستند إلى مخاوف فرنسية من أن أي ضربة دولية ضد «داعش» في الرقة ودير الزور وغيرها، قد يخلق فراغاً عسكرياً وسياسياً، لن يملأه سوى الجيش السوري، وليس أي معارضة «معتدلة» لم يعد لها أي وجود يذكر، خصوصاً في الشرق السوري.
مئات العناصر من قوة الأمم المتحدة للمراقبة يغادرون هضبة الجولان السورية
هضبة الجولان- (أ ف ب): غادر المئات من عناصر قوة الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار في هضبة الجولان السورية بين إسرائيل وسوريا الاثنين الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلها اسرائيل، كما افاد مصور لوكالة فرانس برس.
وعبرت قافلة كبيرة تابعة للامم المتحدة ظهر الاثنين منطقة فض الاشتباك التي تم ترسيمها في 1974 بين اسرائيل وسوريا. وابتعدت هكذا عن منطقة المعارك بين جنود الجيش النظامي السوري والمعارضين المسلحين وبينهم عناصر من جبهة النصرة.
ويوشك مقاتلو المعارضة على السيطرة على محافظة القنيطرة، الجزء الذي لا تحتله اسرائيل في هضبة الجولان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ولم تكشف الامم المتحدة في الوقت الراهن عن سبب مغادرة القافلة. لكن عشرات العناصر في القوة الدولية اسروا اخيرا او تعرضوا للهجوم من الجانب السوري من هضبة الجولان.
وتعد قوة الامم المتحدة في الجولان 1233 رجلا يتحدرون من ست دول هي الهند وفيجي والفيليبين وايرلندا وهولندا والنيبال. وتم اخيرا تجديد مهمتها لستة اشهر بحيث تنتهي في 31 كانون الاول/ ديسمبر 2014.
واسرائيل في حالة حرب مع سوريا رسميا وهي تحتل منذ 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان واعلنت احتلالها رغم ان هذا القرار لم يلق اعترافا من المجتمع الدولي.
وما يزال حوالى 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت السيطرة السورية.
من جهتها، اكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان انها قدمت، بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري، مساعدة عاجلة لخمسين الف شخص فروا من المعارك في الجولان السوري الى ضاحية دمشق.
وباتت مياه الشفة والمواد الغذائية والخدمات الطبية نادرة بسبب المعارك. وفي الايام الاخيرة، وصل اكثر من 25 الف شخص من سكان القنيطرة الى قرب قطنا في جنوب غرب دمشق، بحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وعدد النازحين مرشح للازدياد مع استمرار المعارك.
مجلس الأمن يدين مقتل عامل الإغاثة البريطاني ديفد هينز
أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا صحفيا بالإجماع يدين بشدة الجريمة الشنعاء والجبانة المتمثلة في مقتل ديفد هينز، عامل الإغاثة البريطاني، على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وقال البيان ” إن هذه الجريمة عبارة عن تذكير مأساوي بالأخطار المتزايدة التي يتعرض لها عمال الإغاثة الإنسانية في سوريا، وتوضح بجلاء وحشية داعش المسؤولة عن آلاف الانتهاكات ضد الشعبين السوري والعراقي”.
ويقدم البيان تعازي أعضاء مجلس الأمن العميقة والحارة لعائلة الضحية وللحكومة البريطانية وعائلات جميع ضحايا تنظيم داعش.
ويؤكد أعضاء المجلس ضرورة هزيمة تنظيم داعش وإجتثاث كل ما يمثله من حقد وعنف وتعصب. كما يؤكدون من جديد أن مثل هذه الأعمال البربرية لن ترهبهم بل على العكس ستزيد مواقفهم صلابة في حشد الجهود الجماعية للحكومات والمؤسسات بما فيهم دول المنطقة الأكثر تأثرا لمواجهة داعش وجبهة النصرة وكافة الأفراد والمجموعات والكيانات المرتبطة بالقاعدة كما نص على ذلك قرار مجلس الأمن 2170 (2014).
ويدعو أعضاء المجلس كافة الأطراف االمنخرطة في النزاعات المسلحة للتعاون في ما دعا إليه قرار مجلس الأمن 2175 للانصياع للالتزامات المرتبة على القانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية العاملين في الشؤون الإنسانية. وعليه فإن المجلس يدين كل أشكال العنف والاستفزاز للمشاركين في عمليات الإغاثة الإنسانية ويطالبون بإطلاق سراح كافة المحتجزين فورا وبدون شروط لدى داعش والنصرة وأية جماعات أخرى أو كيانات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأكد البيان الصادر عن المجلس على ضرورة مثول مرتكبي هذه الجرائم أمام العدالة بمن فيهم الذين قاموا بإعدام ديفد هينز ودعا كافة الدول عملا بقرارات مجلس الأمن بالتعاون مع الحكومة البريطانية لإحضار القتلة أمام العدالة.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان توثق مقتل أكثر من 17 ألف طفل
إسطنبول- الأناضول: بمناسبة بدء العام الدراسي في سوريا الأحد، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا، الاثنين، أشارت فيه إلى مقتل 17 ألفا و136 طفلا، في سوريا، جراء استمرار الأزمة في البلاد، منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، من بينهم 94 طفلا، قتلوا داخل مقار احتجاز قوات النظام السوري. وقد قتل هؤلاء من بين ما لا يقل عن 121 ألفا، و859 مدنيا، قتلوا جراء الصراع حتى الآن.
وأضافت الشبكة، أن أعمال القتل خلفت “دمار أجيال”، وذلك نتيجة استمرار القصف والعمليات الحربية منذ عام 2011، في حين لفتت الشبكة إلى أن هذه العمليات، أوقعت ما لا يقل عن 1.1 مليون مصاب، من بينهم نحو 375 ألف طفل، فيما خلفت العمليات بتر أطراف نحو 19 آلاف طفل آخرين.
من ناحية ثانية، أشارت الشبكة إلى أنه “تشرد داخل سوريا ما لا يقل عن 2.3 مليون طفل، 1.4 مليون طفل من بينهم خارج إطار العملية التعليمية، بسبب دمار ما لا يقل عن 3873 مدرسة، على يد القوات النظامية، أو بسبب ظروف النزوح والفقر المدقع، وشبه انعدام للأمن والسلامة”. كما أشارت إلى لجوء “ما لا يقل عن 1.4 مليون طفل، في مختلف البلدان المجاورة وغير المجاورة، 650 ألف طفل منهم، خارج نطاق العملية التعليمية، بسبب ظروف اللجوء والفقر، وعدم قدرة المدارس في البلدان الفقيرة على استيعابهم”.
وكانت وكالة الأنباء السورية، “سانا”، قد أعلنت أن العام الدراسي الجديد في المناطق الخاضعة للنظام، بدأ أمس الأحد، حيث بلغ عدد الطلبة أكثر من 4 ملايين تلميذ، يتوزعون بين 3 مراحل، ابتدائي وإعدادي وثانوي.
وقد تأثرت العملية التعليمية بالظروف الحالية، التي تشهدها البلاد، جراء المواجهات بين الجيش النظامي ومعارضين مسلحين، مما أدى إلى تدمير العديد من الممتلكات والمنشآت العامة والخاصة، وتحول العديد من المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين من المناطق والقرى، التي تشهد اشتباكات، بينما تعرض بعضها للتدمير.
وكان وزير التعليم في الحكومة السورية المؤقتة المقالية، محي الدين بنانة، قد كشف في وقت سابق للأناضول أن “العام الدراسي الجديد في المدارس التي تشرف عليها وزارته في الداخل السوري الذي تسيطر عليه المعارضة، سيبدأ في 23 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث وضعت الوزارة تقويما متكاملا حددت فيه بداية كل فصل، وفترة الامتحانات النصفية والنهائية وامتحانات الثانوية، فضلا عن العطلة الانتصافية”.
وأضاف أن “الوزارة تشرف على عدد لا بأس به من مدارس الداخل، والمدارس في دول الجوار التي يتواجد بها لاجئون سوريون”، موضحا أن “الوزارة ستشكل هيئة في كل ولاية تركية، بالتعاون مع وزارة التعليم الوطني التركية، التي تفهمت ممثلة بوزيرها، الكارثة التعليمية في سوريا”، على حد وصفه.
الجيش السوري يدمر جسرا حيويا تسيطر عليه الدولة الإسلامية بدير الزور
بيروت- (رويترز): أوردت وسائل إعلام “حزب الله” اللبناني أن وحدة من القوات السورية الخاصة دمرت الاثنين جسر السياسية فوق نهر الفرات الذي تستخدمه الدولة الاسلامية في نقل الإمدادات في شرق سوريا.
وتشكل هذه العملية ضربة قوية للدولة الاسلامية في الجزء السوري الذي تحتله على الحدود مع العراق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرصد مجريات الحرب السورية إن انفجارا دمر الجسر في محافظة دير الزور وهو ذو أهمية حيوية للدولة الاسلامية كونه الطريق البري الوحيد بالنسبة اليها لنقل الإمدادات والانتقال إلى الأجزاء التي تسيطر عليها في المنطقة.
وسيطرت الدولة الإسلامية على معظم محافظة دير الزور في يوليو تموز الماضي مع احتلال مقاتليها أراضي كانت تسيطر عليها مجموعات مسلحة منافسة مستخدمين أسلحة نقلوها من العراق.
ولا تزال أجزاء من دير الزور -منها المطار- تحت سيطرة القوات الحكومية.
ونقلت قناة المنار التي يملكها “حزب الله” اللبناني على موقعها الالكتروني عن مصادر قولها إن “القوات السورية دمرت جسر السياسية بدير الزور في عملية نوعية نفذتها القوات الخاصة ووحدات الهندسة في الجيش.. ما أدى إلى مقتل المسلحين المتواجدين عليه”.
و”حزب الله” الموالي لإيران حليف أساسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية وقد أرسل وحدات قتالية إلى سوريا للمشاركة في المعارك إلى جانب القوات الحكومية.
وتشن الحكومة السورية ضربات جوية على الدولة الاسلامية في شرق ووسط سوريا في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تشكيل ائتلاف دولي لمحاربة التنظيم المتشدد.
واستبعدت الحكومات الغربية التعاون مع بشار الأسد في القتال ضد الدولة الاسلامية إذ أن التصريحات الأمريكية الرسمية دعت دوما إلى رحيل الأسد عن السلطة.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي إنه لن يتردد في ضرب معاقل الدولة الاسلامية في سوريا وهو أمر اعتبرته الحكومة السورية “عدوانا” عليها فيما لو تم من دون إذنها أو التنسيق معها.
“داعش” تهدد جورج وسوف بالقتل ما لم يتوقف عن دعم الاسد
بيروت ـ تداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” من حساب يحمل اسم “داعش” تغريدة تهدد الفنان جورج وسوف بالقتل ما لم يتراجع عن تأييده لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وجاء في التغريدة “رسالة الى جورج وسوف احمي نفسك ما راح نتركك تسعد بحياتك احذر داعش يا وسوف”.
وراى البعض ان هذه الرسالة لا تتعدى كونها “دعابة سمجة” ولا اساس لها من الصحة خاصة ون هناك مئات الحسابات الوهمية التي تطلق على نفسها اسم داعش، فيما اعبر اخرون عن قلقهم على الوسوف وقالوا انه مستهدف بسبب تأييده لنظام الرئيس الاسد.
فرنسا: إجتماع دولي اليوم للتحضير لمهاجمة «داعش» بمشاركة 10 دول عربية
اندفاع بريطانية بعد ذبح الرهينة واستمرار الرفض الالماني
باريس ـ «القدس العربي» ـ من محمد واموسي: فيما بدأ العد التنازل لاتخاذ خطوات عسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وسط اجراءات امنية مشددة، تنطلق في باريس اليوم اعمال اجتماع دولي للتحضير للخطوات العسكرية ضد التنظيم.
وكانت فرنسا تراهن على مشاركة نحو 40 رئيس دولة في الاجتماع لبحث المسألة الأمنية في العراق وإعلان قيام حلف دولي عربي لمحاربة «داعش»، قبل أن تخفض سقف المشاركة إلى مستوى وزراء الخارجية ضمن الجهود الرامية للحصول على المزيد من الدعم في التحالف الهادف لمحاربة الإرهاب و على وجه الخصوص تنظيم الدولة الإسلامية.
وتحدثت مصادر الخارجية الفرنسية لـ«القدس العربي» عن وجود ما بين 15 إلى 20 جهة دولية في الاجتماع.
وستحاول فرنسا والولايات المتحدة إقناع شركائهما في القمة بضرورة الانضمام إلى الحلف الدولي عبر المشاركة في الهجوم العسكري المزمع القيام به ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في مقدمتهم ألمانيا التي ترفض المشاركة.
واستبقت ألمانيا التي تتمثل في الاجتماع الباريسي بوزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير القمة بالإعلان أنها لن تشارك في أي ضربات جوية ضد مقاتلي «داعش» كما طلبت منها واشنطن. وقبلت دول غربية محدودة جدا الانضمام إلى الاجتماع الذي دعت إلى قيامه واشنطن بينها فرنسا وبريطانيا، كما أعطت عشر دول عربية بينها السعودية وقطر موافقتها المبدئية على الانضمام إلى الحملة الدولية للقيام بعمل عسكري موحد ومنسق ضد مقاتلي داعش.
وحسمت فرنسا الجدل بشأن جدوى مشاركة إيران في الإجتماع في آخر اللحظات، حيث أخبر متحدث باسم الخارجية الفرنسية «القدس العربي» أن الجمهورية الإسلامية لم توجه لها دعوة للمشاركة، رافضا اعتبار ذلك رضوخا للمطالب الأمريكية.
ووصل كيري إلى العاصمة الفرنسية قادما من أنقرة بعد قيامه بجولة في منطقة الشرق الأوسط لحشد التأييد الدولي للهجوم المرتقب. ويشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أيضا في اجتماع باريس اليوم حول السلام والأمن في العراق، حيث تؤيد بلاده مبدئيا الهجمات الدولية المنتظرة ضد داعش شريطة عدم اتباع ما تسميها موسكو «استراتيجية تمييزية في التعامل مع الإرهابيين»، معربة في الوقت نفسه عن تخوفها من قيام الولايات المتحدة بقصف مواقع سورية في سياق سعيها لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».
من جهة اخرى اثار فيديو جديد لتنظيم «داعش» يظهر ذبح عامل اغاثة بريطاني مشاعر واسعة بالصدمة حول العالم، وسارع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى ادانة اعدام عامل الاغاثة الانسانية، واصفا ذبح مواطنه بـ«الجريمة الدنيئة» متوعدا بـ»ملاحقة» مرتكبيها. وقال كاميرون في بيان «هذه جريمة قتل دنيئة ومروعة ارتكبت بحق عامل اغاثة بريء. هذا فعل شرير محض»، مضيفا «سنفعل كل ما بوسعنا لملاحقة هؤلاء القتلة وضمان مثولهم امام العدالة مهما تطلب الامر من وقت».
فيديو لشاب لبناني يهدد أطفالا سوريين بالذبح يثير الجدل
فعلة المتهم أججت الحساسيات المذهبية
لندن ـ «القدس العربي»: أثار فيديو لشاب لبناني وهو يمسك سكينا بيده ويهدد 3 أطفال سوريين نازحين لم يتجاوز عمر أكبرهم الـ8 سنوات، بالذبح وقطع الأصابع الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قال نشطاء ان الحادثة لها أبعاد مذهبية.
وظهر الشاب في الفيديو يهدد الأطفال بالذبح، فيما سيطر الرعب والخوف على الأطفال الثلاثة، وتصاعد نحيبهم خوفا من مصيرهم. وفي مقابلة مع قناة محلية، قالت والدة الاطفال إن «لا شيء يدعو إلى كل تلك الضجة، فالأمر لا يتعدى مجرد المزاح».
وأعلنت قوى الأمن اللبنانية أنها تحركت بعد انتشار التسجيل الجمعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتمكنت من توقيف الفاعل، وهو لبناني يبلغ من العمر 30 عاما، من بلدة «عبا» الجنوبية، والتي تتمتع فيها القوى الشيعية في لبنان بنفوذ واسع.
وبحسب بيان قوى الأمن اللبنانية فقد جرى أيضا توقيف والدة الأطفال، وهي سورية تبلغ من العمر 32 عاما. أما الرواية الرسمية لما جرى فقد جاءت بحسب الاعترافات لتشير إلى أن الفاعل كان يعتني بالأطفال في غياب والدتهم بناء على طلبها، وأنه «قام بتهديدهم بعدما رآهم يحاولون النزول من شرفة منزلهم عبر عمود للهاتف العام، محاولا إخافتهم كي لا يعيدوا الكرة، وأنه قام بالتصوير لأن مشهد بكاء الأطفال استهواه، وذلك بحضور فتى قاصر».
وتضيف رواية القوى الأمنية أن والدة الأطفال «حضرت من عملها وأعجبها المشهد فطلبت إرساله إلى هاتفها» لينتشر التسجيل بعد ذلك، وقد أودع الفاعل «القضاء المختص» في حين تركت السلطات الوالدة «لقاء سند إقامة وتعهد بحسن رعاية أطفالها». ويمكن في التسجيل سماع الأطفال وهم يبكون ويستغيثون طالبين والدتهم، في حين كان حامل السكين يهددهم ملوحا بها قائلا «تعالوا إلى هنا، من سنذبح أولا منكم ونقطع رأسه؟ قفوا جميعا واقتربوا مني» قبل أن يقوم بتهديد أحدهم بقطع يده أو رأسه ثم يتحدث مع طفل صغير ويسأله «أنت من داعش؟».
وتابع وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي قضية الشريط وما تضمنه من مشاهد غير إنسانية ومؤذية، من شأنها أن تترك آثاراً خطيرة على المجتمع. واتصل بالنائب العام الاستئنافي في النبطية القاضية غادة أبو كروم، مثنياً على سرعة تحركها، وعلى مسارعة الأجهزة الأمنية لتوقيف الفاعل، طالباً إنزال أشد العقوبات به وبكل من يظهره التحقيق متورطاً.
مشاكل أوباما… أصدقاء إقليميون غاضبون وميليشيات ومعارضة لا يوثق بها وحكومة لم يظهر خيرها
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: سيواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشكلة في تحقيق أهداف استراتيجيته في العراق وسوريا التي أعلن عنها الأربعاء لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ «داعش».
ويعتمد نجاح استراتيجيته على حلفائه الإقليميين وحلفائه المحليين في العراق وسوريا، فلا يزال من غير الواضح إن كان حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الجديد يمنح «رؤية جديدة» حسب مجلة «تايم» فالترحيب الأمريكي به يذكر حسب المجلة بترحيب إدارة جورج بوش باختيار نوري المالكي قبل 8 أعوام رئيسا للوزراء.
وفي الوقت الذي يحاول فيه أوباما التأكيد على الدور القيادي في الحملة ولكن من خلال الحلفاء المحليين والإقليميين أكد أحد المسؤولين البارزين في الخارجية أن جون كيري الذي كان أول المرحبين بحكومة العبادي أثناء زيارته للعراق، قال «سيكون هذا صعب جدا، فالمشاكل التي كانت تواجه العراق تمثل تحديا كبيرا» وعندما «تنظر إليها اليوم فهي شاقة لدرجة تسأل فيها نفسك من أين نبدأ».
وأيا كانت التوقعات من حكومة العبادي التي تشمل على وزراء عدة من بقايا حكومة المالكي، فسيواجه أوباما في تطبيق خطته إشكالية التعامل مع «حلفاء غير موثوقين» منها ميليشيات شيعية وفصائل في المعارضة السورية تردد الرئيس لأكثر من ثلاثة أعوام تقديم الدعم لهم وتسليحهم، وهناك حلفاء إقليميون غاضبون عليه لفشله في ضرب النظام السوري العام الماضي عندما استخدم السلاح الكيميائي.
لاعبون في الساحة
وترى صحيفة «صنداي تايمز» أن غياب الولايات المتحدة عن الساحة السورية فتح المجال أمام دول الخليج كي تدعم فصائل مختلفة في المعارضة السورية، ولا يعرف إن كان الجيش السوري الحر لديه القدرة على مواجهة «داعش» حتى ولو بدعم أمريكي.
وتشير الصحيفة إلى أن دولا عربية عبرت في «قمة جدة» عن استعدادها للتعاون في الحرب ضد «داعش» ولكن لا يعرف نية كل واحدة منها، فقد وافقت السعودية وقطر والبحرين وعمان ولبنان ومصر والكويت والإمارات العربية المتحدة على التعاون. ونقلت عن فردريك هوف، المسؤول السابق في إدارة أوباما «كلها تتشارك في موقفها من ثبات وموثوقية ومصداقية الولايات المتحدة».
مضيفا أنه « حتى ينجح هذا التحالف فعلى أهل المنطقة أن تكون لهم الثقة الكاملة بالولايات المتحدة أثناء المواجهة» مع «داعش». وتشير الصحيفة لموقف تركيا، العضو في حلف الناتو والتي تتمتع بحدود مع كل من سوريا والعراق والتي رفضت الإنضمام للتحالف الجديد.
وتنقل الصحيفة عن النائب أيكان إردمير من حزب الشعب الجمهوري المعارض قوله إن «تركيا تجد نفسها بين المطرقة والسندان، فرغم وجود حوالي 1.000 من مواطنيها في صفوف داعش لكن هناك 49 من أبنائها ودبلوماسييها رهائن لدى التنظيم.
ويقول إردمير «لا نستطيع المخاطرة ونعرض رؤوسهم للقطع» أي حياتهم للخطر. ونفس التردد واضح في موقف مصر التي تقول إنها تواجه حربها الخاصة ضد الإرهاب ونقلت عن مصدر قوله «لدينا حربنا على الإرهاب الخاصة ويجب مواجهتها، ونحن لسنا مهتمين بقتال في أراضي دول أخرى».
لن تقاتل مع الإيرانيين
وفي الوقت نفسه تحاول إسرائيل مراقبة الوضع حيث تخشى أن تؤدي الحرب لتعزيز موقف إيران. وهو نفس الخوف لدى السعودية التي وعدت بتوفير قاعدة عسكرية لتدريب المعارضة السورية على أراضيها وهو أمر تفعله منذ عام 2012، ومن غير المحتمل أن تقدم السعودية قوات حسب جمال خاشقجي المعلق السعودي المعروف والذي قال «لن يشعر السعوديون بالراحة للقتال جنبا إلى جنب مع القوات العراقية الطائفية أو التعاون مع القوات الإيرانية».
وفي اتجاه آخر يعاني كل من الأردن ولبنان من مخاطر انتقال عدوى الحرب لبلادهما ولكن بعد 3 أعوام من تدفق اللاجئين لأراضيهما ومحاولة السيطرة على حدودهما فهما ليسا في وضع يجعلهما يقدمان المساعدة للولايات المتحدة. أما قطر فلديها 12 طائرة ميراج ومن هنا ستكون مشاركتها رمزية.
ولن تنجح استراتيجية أوباما بدون قوات على الأرض، فبحسب مايكل هايدن، مدير السي أي إيه السابق فالإعتماد على القوة الجوية جذاب ويعطي نوعا من الرضا ولكن بدون أي التزام»، ومن مخاطر الغارة الجوية هي ظهور الولايات المتحدة بمظهر من يقف مع طرف في النزاع، فقد حذر ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية السابق في العراق من ظهور السلاح الجوي الأمريكي كقوات للميليشيات الشيعية».
شرطي العالم
لكن خطاب أوباما جعل الولايات المتحدة ملتزمة بطريقة أو بأخرى في حرب لم يكن يريدها هو ولا الرأي العام حسب تقرير في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» ونقلت عن زائر للنصب التذكاري لضحايا 9/11 قوله «من الصعب القول يجب ان لا نكون شرطي العالم، ولكن كيف سيكون العالم إن لم نكن» وأضاف «أعتقد أنه يجب أن لا نتدخل في شؤون الآخرين وكنا في الشرق الأوسط أكثر من مرة فماذا حققنا؟».
وترى أن الموقف من «داعش» لا يرافقه غضب حقيقي كما حدث مع هجمات 9/11 ولكن شعور بالقلق إن كانت المهمة ستنجح أم لا.
ويرى ستيفن كلاتر، وهو عقيد متقاعد من سلاح الجو «حتى لو نجحنا في إضعاف وتدمير «داعش» في النهاية فسخط وغضب السنة الذين يشكلون عصبها يجعله يتحول إلى شيء آخر».
ولاحظت الصحيفة زيادة في دعم الحملة رغم شعورهم أن التهديد مبالغ فيه فبحسب كلاتر «الأمريكيون في خطر الموت بسبب عصابات المخدرات، العنف، والخمر أكثر من هجمات ينفذها داعش».
والمهم هنا هو أن «داعش» تحول لعدو أمريكا الأول بدلا من إيران وحرف انتباه إدارة أوباما عن اهتماماتها في منطقة البحر الهادىء والتهديدات النابعة منها. وخلال الحديث عن الذكرى الـ13 لهجمات أيلول/سبتمبر ذكر سيناتور أمريكي بدور السعودية في دعم الجماعات الجهادية.
السعودية ودعم «داعش»
ففي مقابلة خاصة أجراها باتريك كوكبيرن لصحيفة «صنداي اندبندنت» اتهم فيها السناتور الذي ترأس المشاركة بلجنة التحقيق في الظروف التي قادت لهجمات أيلول/سبتمبر 2001 الولايات المتحدة بالفشل في الحديث عن دور السعودية و الذي أسهم في صعود «داعش». واتهم السناتور بوب غراهام إدراة الرئيس باراك أوباما التي تحضر لضرب التنظيم في العراق وسوريا بتكرار أخطاء الماضي.
وقال إن ما ساعد على صعود «داعش» هو فشل الحكومة الأمريكية المستمر في التحقيق بالدور الذي لعبته السعودية في هجمات 9/11 والدعم الذي قدمته للحركات الجهادية مثل «القاعدة» منذ تلك الفترة.
وقال السناتور غراهام الذي عمل رئيسا للجنة الإستخبارات في الكونغرس إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة في واشنطن أغمضت عينها على الدعم السعودي للجماعات الجهادية، وقال «أعتقد أن الفشل في الكشف عن أفعال السعودية خاصة دورها في 9/11 أسهم في منح السعودية الفرصة لمواصلة تحركاتها التي أضرت بالولايات المتحدة وبالتحديد دعمها لداعش».
ويعتبر غراهام سياسيا معروفا في الولايات المتحدة وانتخب مرتين عن الحزب الديمقراطي حاكما لفلوريدا قبل أن ينتخب للكونغرس الذي أمضى فيه 18 عاما ويعتقد أن تجاهل ما كانت تقوم به السعودية ومعاملتها كحليف موثوق أسهم في فشل وكالات الإستخبارات الأمريكية بالتعرف مبكرا على الخطر الذي يمثله «داعش»، باعتباره قوة صاعدة حتى سيطرته على مدينة الموصل في 10 حزيران/يونيو هذا العام.
وقال إن «واحدا من الأسباب التي جعلت وكالاتنا الأمنية أقل كفاءة» هو أنه لم يعط الدور السعودي في تعزيز القاعدة والجماعات الجهادية المماثلة الإهتمام الكافي.
مضيفا إن وكالة الإستخبارات الأمريكية ـ سي أي إيه ووكالات الأمن القومي الأخرى لم تتعرض بعد لنقد في الولايات المتحدة لفشلها التنبؤ مبكرا في التوسع المفاجىء لداعش الذي يسيطرعلى منطقة أوسع من بريطانيا في كل من شمال العراق وشرق سوريا. ويرى كوكبيرن أن انتقاد غراهام لسياسة الولايات المتحدة تجاه السعودية مهم لأنه يأتي في ظل شكوك متزايدة من خطة الرئيس باراك أوباما التي أعلن عنها يوم الأربعاء لبناء تحالف دولي والتعامل مع دول الخليج كحلفاء مهمين في الحملة لمواجهة التنظيم.
الأسد أولاً
وتقضي الخطة بقيام السعودية باستقبال المقاتلين السوريين الذين يعارضون نظام بشار الأسد وتدريبهم في قاعدة عسكرية سعودية.
ومشكلة الرياض التي تمقت «داعش»، مهما كان دورها في صعوده، هي تأكيدها على ضرورة تغيير النظام في دمشق أولاً.
ورغم كل هذا يرى السناتور غراهام أن من الحكمة إشراك السعودية رغم نفيها كونها «الرمز المركزي في تمويل «داعش» والجماعات المتطرفة الأخرى»، ولكنه حذر من إمكانية عدم نجاح الخطة كما تريد أمريكا بسبب التحالف الطويل بين العائلة السعودية الحاكمة والمؤسسة الوهابية الدينية والتزامها بنشر الفكر الوهابي. ويقول السناتور إن السعودية لا تقدم دعما للسنة في كل أنحاء العالم بل «للعناصر الأكثر تطرفا منهم».
ويشير الكاتب إلى الدور السعودي في هجمات 9/11 حيث كان 15 من 19 مهاجما من السعودية، وكان زعيم القاعدة أسامة بن لادن من السعودية، وتوصل التحقيق في الظروف التي قادت لهجمات أيلول/سبتمبر 2001 إلى أن القاعدة اعتمدت في التمويل على جماعة من المتبرعين الأفراد وجمعيات خيرية في السعودية ودول الخليج الأخرى.
ورغم صلة السعودية بالهجمات إلا أن السعودية ومواطنيها عوملوا بتسامح كبير، وسمح لـ 144 من أفراد العائلة الحاكمة والنخبة السعودية بالعودة لبلادهم من الولايات المتحدة بعد أيام قليلة من الهجمات بدون محاولة من مكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي أي» لمساءلتهم. ويقول السناتور غراهام إن «هناك عدة حوادث راعى فيها المسؤولون الأمريكيون شعور السعوديين وبطريقة غير مفهومة».
ورغم ذلك عرقلت السعودية عمل المسؤولين الأمريكيين الذين وصلوا إليها كي يحققوا في الهجمات. ففي عام 2007 أخبر ستيوارت ليفي الوزير المساعد لوزير الخزانة الأمريكي والمسؤول عن مراقبة ومنع تمويل الإرهاب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قائلا عندما يتعلق الأمر بالقاعدة «لو حركت أصابعي وأردت قطع الدعم المالي عن القاعدة من بلد واحد، فستكون السعودية»، وأضاف أن السعودية لم تقم بمعاقبة أو محاكمة أي شخص حددته الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة كممول للإرهاب.
وبعد 8 أعوام من الهجمات أرسلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون برقية سربتها فيما بعد ويكيليكس جاء فيها أن «السعودية تظل المصدر الحيوي لدعم القاعدة المالي وكذلك طالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية».
ومع صعود «داعش» وبدايته كتنظيم في عام 2010 اتهم المسؤولون العراقيون السعودية ودول الخليج بتمويله لكنهم حسب قول كوكبيرن تجنبوا نقد حلفاء أمريكا علانية. وفي آذار/مارس اتهم رئيس الوزراء العراقي الطائفي نوري المالكي السعودية وقطر بتمويل الجماعات الإرهابية وحملهما مسؤولية «الإرهاب والطائفية والأزمة الأمنية في العراق». واتهم المالكي الذي أجبر على التنحي بصفته مسؤولا عن صعود داعش كلا من الرياض والدوحة «بشراء الأسلحة لصالح الجماعات الإرهابية».
الصفحات المحذوفة
ويقول الكاتب إن أحد الأمثلة على استعداد واشنطن لحماية حلفائها السعوديين هي 28 صفحة التي منعت نشرها من التحقيق الرسمي.
ولا يسمح للسناتور غراهام الكشف عن محتويات الفصل المحذوف من التقرير، ولكن بعض المصادر الأخرى تقول إن السبب له علاقة بالهجمات و السعودية.
وفي كتاب أعده كل من أنتوني سامرز وروبن سوان «اليوم الحادي عشر: القصة الكاملة لهجمات 9/11» أشار لكلام مسؤول شاهد الصفحات الـ 28 المحذوفة قبل حذفها من التقرير بناء على طلب من جورج بوش على ما يبدو «لو كشف عن الـ 28 صفحة فلا شك لدي أن طبيعة العلاقة مع السعودية ستتغير بشكل سريع».
ودعا السناتور غراهام للكشف عن الصفحات المحذوفة قائلا إنها لا تهدد الأمن القومي فلا مبرر في استمرار الحجز عليها بعد 13 عاما.
ويقول إن بعض وكالات الدولة خاصة أف بي أي لديها المبرر للإبقاء عليها بدون نشر .
وعن السبب الذي يدعو الولايات المتحدة التغطية على الدور السعودي ومنذ عام 2001 أجاب السناتور غراهام أنه قد يكون مرتبطا بالتحالف الطويل بين الولايات المتحدة والمملكة والذي يعود للحرب العالمية الثانية، كما أن هناك علاقة شخصية بين عائلة بوش والمملكة. ولكن ما يجد صعوبة في فهمه هو»استمرار التغطية على دور المملكة في الهجمات في ظل إدارة أوباما» رغم أنها تعهدت لعائلات ضحايا الهجمات أثناء الحملة الإنتخابية عام 2008 بنشر الصفحات المحذوفة من التقرير لكنها فشلت بعد 6 أعوام في البيت الأبيض».
ويقول الكاتب إن السناتور غراهام لا يؤكد دورا مباشرا للسعودية في إدارة «داعش» لكنه يقول إن ما قامت به من دعم للجماعات الجهادية في العراق وسوريا فتح المجال أمام صعود «داعش».
وهي الفكرة نفسها التي طرحها مدير الإستخبارات البريطاني (أم أي -6) السابق ريتشارد دير لاف والذي قال في تموز/يوليو إن السعودية «منجذبة بشكل عميق تجاه التطرف الذي يواجه الشيعية». وقال في محاضرة له بالمعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن إن حكام السعودية يميلون لمعارضة الجهاديين في السعودية ومعاملتهم كأعداء وتشجيعهم في الخارج خدمة لمصالح السعودية الخارجية.
وستجد الولايات المتحدة صعوبة في مراقبة الجماعات السورية التي تقودها الرياض.
ويرى السناتور غراهام إن هناك «جانب مظلم»من السعودية واضح في هجمات 9/11 وما بعدها ويجب أن يعرفه الرأي العام الأمريكي.
وستجيب الولايات المتحدة والدول الغربية عن السبب الذي أدى لصعود «داعش» لكن التواطؤ السعودي سيكون بالتأكيد جزء من الإجابة.
انتحار طالبة جامعية في حلب بعد تعرضها للإغتصاب على يد قوات النظام السوري في مبنى الأمن العسكري
ياسين رائد الحلبي
عندان – ريف حلب ـ «القدس العربي» : أقدمت فتاة سورية على الإنتحار بعد اغتصابها من قبل قوات النظام السوري لمدة 8 اشهر في مدينة حلب في سورية، وقبل أن تقدم الفتاة على الإنتحار حاولت «القدس العربي» أن تأخذ تصريح منها لتروي ما حدث لها في فرع الأمن العسكري الذي اعتقلت داخله لأكثرمن ثمانية أشهر ولكنها رفضت.
الفتاة والتي تبلغ من العمر 25 عاماً رفضت الحديث انذاك خوفاً من النظام ومن العادات الإجتماعية التي كبلت يديها وأغلقت فمها ورفضت الإدلاء بأي معلومة عن الإنتهاكات التي تعرضت لها.
سنحاول أن نتبع قصة هذه الفتاة عبر صديقاتها اللاتي التقت بهن «القدس العربي»، الفتاة كان اسمها الحركي «أم رياض» رغم أنها غير متزوجة ولكن أطلقت على نفسها هذا الإسم للتمويه وخوفاً من الأمن السوري وكانت تخرج في مظاهرات جامعة حلب وهي في السنة الثالثة في كلية الآداب في الجامعة وشاركت في رفع صور ومقاطع فيديو للمظاهرات على مواقع الحراك السوري على شبكات التواصل الإجتماعي وكانت تخرج مع صديقاتها الثائرات في مظاهرات أحياء مدينة حلب.
اعتقلتها قوات النظام السوري وهي تقوم بتصوير عناصر الأمن بالقرب من الحرم الجامعي في مدينة حلب فاقتادوها إلى فرع الأمن العسكري وبقيت هناك عاما كاملا في ظلام أقبية الفرع.
صباح السبت الماضي ورد خبر من إحدى الجهات الإعلامية يفيد بانتحار فتاة خرجـــت من فرع الأمن العسكري بسبب حملها إثر اغتصابها في فرع الأمن فسارع مراسل «القدس العربي» للحديث مع إحدى صديقاتها لتؤكد أن الفتاة انتحرت لأن الأطباء رفضــــوا أن يجهضـــوا الطفل الذي في احشائها وقالوا لها هذا ممـــنوع وحرام شرعا وتغلبت الحالة النفسية داخلها على عقـــلها وأقـــدمت على الإنتحار لتنهي حياتها وحياة الطفل الذي في احشائها.
وتقول سعاد إحدى صديقاتها ومخزن أسرارها والتي كانت تحاول إقناعها أن تتحدث عن قصتها لوسائل الاعلام، «لقد طرحت عليها أن تدلي بتصريح لكم ولكل وسائل الإعلام حول مجريات ما حدث معها لكنها رفضت بسبب قسوة الظروف التي كانت تعيشها، «أم رياض» كانت حامل بطفل لا تعرف من والده وهو من ستة عناصر اغتصبوها في فرع الأمن العسكري في حلب الجديدة وتناوبوا على اغتصابها يومياً ولشهور وذلك وسط الضغط النفسي ووسط الضرب والتعذيب».
تتنهد سعاد وتقول «الله يرحمها أم رياض اغتصبوها وعذبوها لأنها نادت للحرية والكرامة وبقيت عام كامل في أقبية الأمن وكانت من أشجع الحرائر وعملت للثورة بإخلاص وكانت نشاطاتها سلمية بحتة ولكن هذا النظام لا يفرق بين من يحمل السلاح ومن يصدح صوته بالهتاف فالخيارين يعالجه بالموت وليس إلا الموت».
وأضافت إنه في ليلة السبت الماضي وفي الساعة الثانية صباحا ألقت «أم رياض» نفسها من الطابق الثالث من أحد الأبنية ما أدى لتهشم جسدها وخروج الجــنين من بطنها وحصل هذا بعد شهر من خروجها من المعتـــقل وذلك بســـبب رفض الأطباء اجهاض الطفــــل»، وأشارت سعاد إلى أن هؤلاء الأطباء جميعهم يقومون بإجهاض الأطفال في حلب ولكن والد الفتاة «أم رياض» على قد الحال ولا يستطيع أن يرشي بالمال هؤلاء الأطباء للقـــيام بالعمليـــة لذلك لم تستطع أن تجهض الطفل الذي في احشائها ما جعلها تقدم على رمي نفسها لتنهي رحلة عذابها التي بدأت بأول ثانية من إلقاء القبض عليها وانتهت مع ســقوطها على الأرض من الدور الثالث».
وبعد وفاة «أم رياض» عاد الأمن السوري إلى مكان الحادثة وأشرف على عملية دفنها ووضع أهلها تحت المراقبة حيث تخوفت قوات النظام من خروج أي مظاهرة أثناء الدفن كردة فعل فأرسلت دوريات أمنية مع تشييعها لتضمن أن يدفن ألمها وعذابها في قبرها بصمت وبدون أن يشاهده أو يسمع به أحد.
مقتل 17 إسلاميا وطفل في غارة جوية للجيش السوري في دير الزور
عواصم ـ وكالات: قتل ما لا يقل عن 17 مسلحا في تنظيم الدولة الإسلامية وطفل واحد، في غارة شنها الطيران السوري على معسكر تدريب للتنظيم المتشدد في محافظة دير الزور (شرق)، على ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد.
وأكد المرصد ان الغارة الجوية استهدفت مباشرة «مهاجع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في معسكر التبني» قرب الحدود بين محافظتي دير الزور والرقة (شمال) التي يسيطر عليها التنظيم بالكامل.
وأضاف كذلك ان طفلا قتل «أثناء تواجده لزيارة أحد أقاربه من مقاتلي التنظيم».
وكان المرصد تحدث السبت عن مقتل ثمانية مقاتلين اسلاميين في هذه الغارة.
والتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق يسيطر على قسم كبير من محافظة دير الزور.
ويشن النظام السوري منذ اسابيـــع غارات على بلدات يسيطر عليها الإسلاميون في شمال وشرق سوريا. وأفاد ناشطون ان الغارات تؤدي إلى مقتل الكثير من المدنيين.
كما استهدفت غارات مساء السبت مناطق خاضعة للتنظيم في محافظة الحسكة (شمال دير الزور) حيث يواجه مقاتلون أكراد الإسلاميين على الأرض بحسب المرصد.
وأغلبية سكان الحسكة من الأكراد، وهم يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية منذ تدخله في النزاع السوري في ربيع 2013.
وانطلق النزاع في سوريا في اذار/مارس 2011 عبر حركة احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد تم قمعها بعنف، ثم تحول لاحقا إلى حرب بين المعارضين والقوات الحكومية. وتعقد النزاع مع تضاعف نفوذ التنظيم الإسلامي المتشدد الذي يقاتل معارضين سوريين وقوات النظام في آن.
وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 191 ألف شخص بحسب الأمم المتحدة من بينهم الكثير من المدنيين.
إلى ذلك بات مقاتلون سوريون معارضون بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، يسيطرون على غالبية الجانب السوري من هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل اجزاء منها، في محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
وتمكن المقاتلون منذ أواخر آب/اغسطس، من السيطرة تباعا على مناطق في محافظة القنيطرة، لا سيما المعبر الحدودي مع الجزء الذي تحتله اسرائيل منذ العام 1967.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «النظام يتقهقر أمام جبهة النصرة والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، وبات قاب قوسين من فقدان سيطرته على كامل الجولان المحرر».
وأوضح أن جبهة النصرة ومقاتلين معارضين سيطروا الجمعة «على قرية الرواضي وبلدة الحميدية الواقعة في الجولان السوري المحرر، عقب اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، وبذلك «يكون النظام قد فقد السيطرة على نحو 80 في المئة من قرى وبلدات ريف القنيطرة».
وبحسب المرصد، لا يزال النظام يسيطر على مدينة خان ارنبة ومدينة البعث وبلدتي الخضر وجبا، إضافة إلى مقر «اللواء 90»، وهو لواء عسكري منتشر في المنطقة.
وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية والمسلحين الموالين لها «يحأولون باستماتة استعادة السيطرة على المناطق التي فقدوها في ريف القنيطرة».
وأضاف عبد الرحمن أن هذه المحافظة «قد تصبح قريبا المحافظة الثانية التي تخرج عن سيطرة النظام السوري» منذ اندلاع النزاع في البلاد قبل أكثر من ثلاثة أعوام، بعدما بات تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف يسيطر على كامل محافظة الرقة (شمال).
وحقق مقاتلو المعارضة تقدما في ألفترة الماضية في المحافظة، وسيطروا على معبر القنطيرة الحدودي في 27 آب/اغسطس. وأفرجت جبهة النصرة الخميس عن 45 جنديا فيجيا من قوة حفظ السلام، خطفتهم جبهة النصرة غداة سيطرتها على المعبر.
وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالي 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية التي أعلنت ضمها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. وتبلغ مساحة الجزء غير المحتل نحو 512 كلم مربعا. واسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا.
إلى ذلك، واصل الطيران الحربي السوري قصف مناطق عدة من البلاد تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وأفاد المرصد ان الطيران شن عشر غارات على الأقل على مناطق في ريف ادلب (شمال غرب)، استهدفت ثلاث منها كلا من مدينة معرة النعمان وبلدة كفروما.
كما شن الطيران ثماني غارات على بلدة كفرزيتا في ريف حماة (وسط)، واربع غارات على حي جوبر في شرق دمشق حيث تحأول القوات النظامية التقدم على حساب مقاتلي المعارضة.
وسجلت غارات ايضا للطيران الحربي على دير الزور (شرق) استهدفت قاعدة تدريب لمقاتلي الدولة الإسلامية واسفرت السبت عن مقتل ثمانية منهم على الأقل.
وأدى النزاع السوري المستمر منذ أكـــثر من ثلاثة أعوام، إلى مقتل أكثر من 191 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
«جبهة النصرة» لحكام لبنان: كما سمحتم لحزب الله بالدخول إلى سوريا أجبروه على الخروج
سعد الياس
بيروت ـ «القدس العربي»: في اطار جولته العربية زار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الدوحة والتقى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ثم رئيس مجلس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر آل خليفة ، وتزامنت هذه الزيارة مع اشتداد الإتصالات في لبنان حول ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» حيث حمل الرئيس سلام هذا الملف إلى دولة قطر طالباً تكثيف مساعيها للإفراج عن العسكريين.
وانتقل سلام إلى قطر على رأس وفد وزاري، ضم: وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر، وزير العمل سجعان قزي، وزير الثقافة روني عريجي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ايراهيم، وكان في استقبال الرئيس سلام والوفد المرافق وزير الثقافة الدكتور حمد عبد العزيز الكواري وسفير قطر في لبنان علي بن محمد المري، سفير لبنان في قطر حسن نجم وأعضاء السفارة اللبنانية في قطر.
وترافقت الزيارة الحكومية مع تغريدة لجبهة «النصرة» على «تويتر» توجّهت فيها لحكام لبنان بالقول «إن كان خروج «حزب الله» من سوريا معجزة فدخوله أيضاً كان معجزة، فكما سمحتم له بالدخول فأجبروه على الخروج حفاظاً على سلامة أبنائكم».
من جهته، أكد مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يقود اتصالات امنية مع تركيا وقطر في ملف العسكريين «أن مطالب الخاطفين تعطى من خارج القلمون وهي تختلف بين داعش والنصرة»، ولفت إلى «أن التفاوض يتم بشكل منفصل».
وأوضح «أن قطر تلعب دور الوسيط مع النصرة وداعش»، وأشار إلى «أن هناك مطالب تعجيزية لدى الخاطفين كما هناك مطالب يمكن تحقيقها».
أما الرئيس سلام فأكد «أن قضية العسكريين المخطوفين قيد المتابعة الحثيثة من قبل الجميع، وهو بحاجة إلى مساعدة ومساعي جميع الأطراف، ولا سيما دولة قطر الشقيقة لما لها من تجارب سابقة في هذا المجال»، ودعا القوى السياسية إلى «الإسهام في تبريد الشارع وتحمل مسؤولياتها لتحصين البلد».
وشدد على «أهمية العلاقات القائمة بين لبنان وقطر، التي كانت لها مساهمات عديدة في مساعدة لبنان ماضياً وحاضراً ومستقبلاً».
وقال سلام للصحافيين «جئنا إلى قطر لشكرها على مساعدتها في الماضي والحاضر والمستقبل، فقطر بلد عربي لنا علاقة قديمة معها وبالتالي نحن حريصون على تمتينها وتعزيزها في كل مناسبة وفرصة. واليوم هناك وضع يستوجب التشاور مع كل إخواننا العرب ونحاول بما تسمح الظروف أن نزور دولة بعد دولة».
وأضاف «إن إحتضان قطر وإهتمامها باللبنانيين وهو نموذج للتعاطي منذ سنوات بعيدة أمر يوجب علينا ان نكون دائماً على تواصل بخاصة أن هناك قضايا مرحلية تمر علينا وعلى المنطقة توجب التشاور والإطلاع، وبما أن لقطر دوراً مميزاً ونشطاً وفاعلاً في مختلف الأوساط العربية والدولية والإقليمية، واليوم بالذات هناك موضوع تسعى قطر لمساعدتنا فيه وهو الموضوع المستجد على أثر المواجهة مع الإرهاب في عرسال والذي نتج عنه الواقع المتمثل بعسكريينا المخطوفين والذي يحتاج إلى مساعي بمختلف الوسائل والطرق للإفراج عنهم، وفي هذا الموضوع بالذات لقطر تجارب ماضية في المساعدة ومد يد العون في تسهيل أمور من هذه الطبيعة، ومن البداية توجهنا إلى القيادة القطرية بطلب المساعدة وهذا أمر يتطلب متابعة وملاحقة وتشاور مستمر، وأن شاء الله تكون النتائج كما نتمناها جميعاً، فيها خير للبنان وللعسكريين المخطوفين وعائلاتهم الذين بحاجة إلى من يطمئنهم ويواكبهم ويشعر معهم، لاسيما وان هذا الموضوع حساس ودقيق لأن التفاوض لا يمكن أن يكون علنياً وعلى صفحات الإعلام بل يجب ان يكون ذات طبيعة معينة وتكتم ودراية ومسؤولية لكي يعطي نتائج إذا كان هناك شيء من ذلك».
وعما إذا كان هناك ملف متكامل عن مطالب الخاطفين، قال سلام «هذا ملف حساس ودقيق، والإفراج عن مضمونه ومعطياته لا يساعد ويتم الآن التعاطي فيه بالثقة وبالعناية المطلوبة». وأوضح «أن المطلوب من قطر مساعدتنا في هذا الملف،أما كيف تتم هذه المساعدة فهم أدرى بذلك».
وعما إذا كان أهالي العسكريين يستحقون كسر هيبة الدولة ولو جزئياً لإطلاق سراح أبنائهم، قال سلام «الموضوع ليس موضوع هيبة الدولة، فالموضوع هو مواجهة الإرهاب ونحن لا نستطيع مواجهة الإرهاب ونحن ضعفاء مفككون ومشككون ببعضنا البعض»، مؤكداً «أن أبرز عناصر مواجهة الإرهاب هو وحدة صفنا الداخلي سواء على مستوى أهالي المخطوفين أو على مستوى الحكومة او على مستوى الجيش والقوى الأمنية أو على مستوى الإعلام، فعلينا ان نكون متضامنين موحدين لأن أي ضعف أو تشكيك هو ثغرة في الحالة علينا وليس لنا».
وأكد «أن قطر لم تتوقف في يوم من الأيام عن مساعدة لبنان، فعندما يستجد أي أمر بحاجة إلى مساعدة فهي تساعد، وهذا أمر مستمر لأن لقطر مكانتها وقدرتها وهذا الموضوع ليس بجديد، وهي كانت دائماً سخية وكريمة في عطاءاتها المعنوية كما أن عطاءها العملاني يتمثل في إحتضانها لعشرات الآلاف من اللبنانيين، وهو امر يجب ان يثمن».
وبشأن قضية العسكريين الأسرى، أوضح سلام «أن المعطيات الوحيدة المتوافرة هي ان الجهود والإتصالات قائمة على قدم وساق، ونأمل في ان تؤتي ثمارها قريباً».
واشار إلى ان «ضبط الشارع والقاعدة والبلد والمشاعر والأحاسيس هو عند القوى السياسية كافة، عندما تحسم أمرها وتقرر في اطار الصراع السياسي القائم، فنحصن بذلك البلد والشارع، أما غير ذلك فسيؤدي إلى عواقب وخيمة».
ورفض سلام تشبيه قضية العسكريين الأسرى بقضية مخطوفي اعزاز او راهبات معلولا، «لان هذا الاحتجاز للعسكريين ليس من ذات طبيعة الخطف السابق».
«جيش الإسلام» ينفذ أحكام إعدام بحق «جواسيس» النظام السوري في الغوطة الشرقية لدمشق
دمشق ـ «القدس العربي» أعدم جيش الإسلام التابع للجبهة الإسلامية «جاسوسا» يعمل لصالح النظام السوري، وأحد مفخخي السيارات وسائقيها في بلدات الغــــوطة الشرقية للعــــاصمــة دمشق والخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة السورية المسلحة.
وفي لقاء مع الناشط الإعلامي حسان تقي الدين من داخل الغوطة الشرقية قال «أنه تم القاء القبض على المدعو أحمد طيفور وهو يقود سيارة مفخخة بتاريخ 3-8-2014 على حاجز للمعارضة السورية المسلحة وأثناء تفكيك السيارة من قبل فريق كتيبة الهندسة التابع لجيش الإسلام انفجرت السيارة واستشهد عنصران من الكتيبة هما علاء الدين النعال وبلال الصمادي.
واعترف «طيفور» خلال التحقيق معه بأنه كان المتفق أن يدخل السيارة المفخخة ويركنها أمام بنك الدم لتفجيرها بالمدنيين من أهالي دوما.
يذكر أن طيفور هو من أهالي مدينة زملكا إحدى بلدات الغوطة الشرقية والخاضعة لسيطرة كتائب مسلحي المعارضة.
وصدر بحقه بيان ممهور بختم وتوقيع القاضي العام في الغوطة الشرقية «خالد طيفور أبو سليمان» والقائد العام للغوطة زهران علوش.
وكان زهران علوش القائد العسكري للجبهة الإسلامية وقائد جيش الإسلام ، قد أمر بإعدام كل قائمة الطيارين الحربيين الأسرى لدى «جيش الإسلام» في سوريا على خلفية مجازر جيش النظام السوري في الغوطة الشرقية.
وتحدث عبر حسابه على «تويتر» أن القرار جاء بعد سقوط أكثر من 80 شهيدًا و200 جريحاً خلال يوم الخميس الماضي فقط في الغوطة الشرقية، جراء قصف الطيران الحربي لقوات النظام.
وأضاف علوش موجهًا رسالة للطيارين لدى قوات النظام «جهزوا أنفسكم أيها المجرمون فقد كان زملاؤكم يظنون أنهم لن يقعوا في أيدينا أو أنهم سيبقون طائرين في السماء، فأمكن الله منهم».
ونعى أهالي دوما 100 قتيل خلال 72 ساعة من هذا الأسبوع جراء القصف بالصواريخ الموجهة الذكية وقال المكتب الطبي الموحد في المدينة أنه أحصى 170 إصابة معظمهن من النساء والأطفال وعدد حالات الحروق 9 حالات شديدة بالإضافة إلى 10 إصابات عصبية خطيرة مهددة للحياة.
ووثق المكتب الطبي عشرات الإصابات الخطرة والإصابات الدماغية وحالات بتر الأعضاء.
وتم خلال الأيام الثلاثة تدمير أكثر من عشرة أحياء بشكل شبه كامل وكان معظم الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ كون الأماكن المستهدفة هي البيوت السكنية وأحياء المدنيين.
هولاند أمام “مؤتمر باريس”: استهداف “داعش” سيكون بـ”أماكن تواجده“
باريس ــ العربي الجديد، الأناضول
أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمام مؤتمر باريس الذي تشارك فيه 30 دولة، اليوم الإثنين، أن التحالف الدولي، سيضرب تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في أماكن تواجده، في إشارة إلى أن الضربات ستكون أبعد من العراق، فيما دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الدول المتحالفة إلى ضرب “داعش” بقوة وتكثيف الغارات الجوية.
وقال هولاند خلال افتتاح فعاليات مؤتمر “الأمن والسلام في العراق” المنعقد في باريس، “لا وقت لتضييعه بهذا الشأن، ويجب أن تكون مساعدة العراق أولية خاصة بعد نزوج ما يقارب من مليوني شخص”.
وأضاف “يجب أن نحشد الدعم المادي ونتوجه لمساعدة السكان، كما أن العراق بحاجة إلى دعم عسكري. وينبغي أن ينسق أصدقاء العراق عملهم من أجل تلبية حاجة السلطات العراقية”.
وأكدّ أن فرنسا “ستشارك في التحالف الدولي لمكافحة “داعش”، مشيراً إلى أن “الأراضي العراقية ليست المحددة وحدها لضرب التنظيم الذي يتواجد في أماكن كثيرة”.
واعتبر أن التنظيم الدولة الإسلامية “يشكل خطراً هائلاً على الأمن العالمي ويجب أن يكون الردّ عليه عالمياً”. ولفت إلى “ضرورة المحافظة على مستقبل سورية، وأنه بالنسبة لفرنسا يمكنها أن تفعل ذلك من خلال دعم قوات المعارضة المعتدلة. ونتعاون مع الشركاء الإقليميين الذين فهموا ما يحدث في سورية”.
من جهته، قال الرئيس العراقي إن بلاده “تقف في مواجهة خطرة تتمثل في التحول النوعي لفكر الإرهاب والانتقال القوي للإرهاب من عمليات متفرقة إلى مستوى عمل من أجل تأسيس دولة إرهابية”. وأضاف أن “وجود متطوعين إرهابين من أصول أوروبية وغير أوروبية واحد من إشارات على هذا التحول النوعي الذي يتجاوز الفكر الاستراتيجي التقليدي المعروف عن عمل القاعدة”.
وأشاد معصوم بنتائج مؤتمر جدّة الأخير، معتبراً إياه “خطوة مهمة في سياق تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة داعش”، كما شكر “إيران وتركيا والسعودية”، لتقديمهم مساعدات للعراقيين ولسعيهم لوقف “داعش”.
وطالب الرئيس العراقي بشنّ حملات جوية منتظمة ضد “المواقع الإرهابية وعدم السماح لهم باللجوء لملاذ آمن ومطاردتهم أينما وجدوا ومحاصرتهم بالقوانين التي تمنع تدفق المقاتلين والمساهمة في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار”.
ويشارك في مؤتمر باريس إضافة إلى العراق، كل من: السعودية والبحرين وكندا والصين والدنمارك ومصر والإمارات وإسبانيا وتركيا وألمانيا الولايات المتحدة وإيطاليا واليابان والأردن والكويت ولبنان والنرويج وعمان وهولندا وقطر وبريطانيا وروسيا، وآخرين إضافة إلى منظمات دولية.
ويتوقع أن يناقش المؤتمر خطة دولية لتنسيق الجهود والأدوار لمواجهة “داعش”، ومناقشة كيفية تجفيف الموارد المالية للتنظيم، وأمن الحدود، والمساعدات الإنسانية التي يجب تقديمها للمدنيين الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب هجمات التنظيم.
وعلى هامش المؤتمر، أجرى الرئيس العراقي مقابلات صحافية، وقال لـ”أسوشيتد برس”، إن الاقتراح الذي قدمه مسؤول أميركي بخصوص مشاركة بعض الدول العربية في الضربات الجوية ضد تنظيم “داعش”، لا حاجة له، معرباً عن أسفه لعدم إشراك إيران في المؤتمر.
خامنئي يرفض الانضمام للتحالف ضد “داعش“
طهران – العربي الجديد
رفض المرشد الإيراني علي خامنئي الدعوات الأميركيّة، التي وُجّهت عبر مسؤولين مختلفين، للتعاون مع إيران، لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، في الوقت انعقد فيه مؤتمر باريس، لمناقشة تشكيل التحالفات الدولية لمحاربة التنظيم بغياب إيران.
وقال خامنئي، أثناء خروجه من المشفى، بعد خضوعه لعمليّة جراحيّة في البروستات، للتلفزيون المحلي الإيراني، إن الولايات المتحدة دعت بلاده لـ”الانضمام إلى حربها ضد داعش”، عبر السفير الإيراني في العراق. كما طلبت مساعدة وزير الخارجية الأميركية، ويندي شيرمن، الأمر ذاته، من نظيرها الإيراني عباس عراقجي. ولفت إلى أنّه برغم موافقة بعض المسؤولين في البلاد على تقديم العون لواشنطن، لكنّه “رفض شخصياً القيام بهذا الأمر”، حسب تعبيره.
وعلّل خامنئي رفضه بالنوايا غير المعروفة، التي تحملها الولايات المتحدة، مشيراً إلى “عدم ثقته بواشنطن، وبالتحالفات التي تشكلها تحت عنوان محاربة الإرهاب”. واعتبر أن “اليد الأميركيّة ملوّثة بالدماء في العراق وسورية”.
وردّ خامنئي، على إعلان وزير الخارجيّة الأميركيّة، جون كيري، في وقت سابق، أنّ “بلاده ترفض مشاركة إيران في هذا التحالفات”، بالقول: “طهران تفتخر بعدم تواجدها في تحالفات تشرف عليها أميركا”، معرباً عن اعتقاده بأنّ “الشعب والجيش العراقي هما من سيدحضان داعش، وليس الولايات المتحدة”.
وفي السياق ذاته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الإثنين، إنّ “مشاورات جرت بين المسؤولين الإيرانيين، لبحث إمكانيّة حضور إيران في اجتماع باريس”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، “إرنا”، عن عراقجي، تأكيده أنّ “إيران ترفض، بكل الأحوال، كافة أشكال العنف والتطرّف في المنطقة”، لافتاً إلى أنّ “عدداً من البلدان يدرك معادلة أن إيران تستطيع لعب دور مؤثّر في العديد من ملفات المنطقة، حتى وإن لم تشارك في التحالفات”.
وفي وقت يستمر فيه الأخذ والردّ بين طهران وواشنطن، تستقبل نيويورك، يوم الخميس المقبل، جولة محادثات جديدة بين إيران ودول (5+1)، على أن تبدأ الجولة بغداء عمل بين منسّقة الشؤون الخارجيّة للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، ووزير الخارجيّة الإيراني، ورئيس الوفد المفاوض، محمد جواد ظريف.
واستبعد عراقجي، التوصّل إلى حلّ نهائي، خلال هذه الجولة من المفاوضات، بسبب الملفات الكثيرة، التي ما زالت عالقة بين إيران والآخرين. وأشار إلى أن “طهران ليست على استعداد لتتراجع عن خطوطها الحمراء في برنامجها النووي، والذي أكدت سلميّته مراراً”.
ويستعد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، للسفر إلى نيويورك، للمشاركة باجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، ليتّجه بعدها إلى استاراخان في روسيا، للمشاركة في اجتماع الدول المطلّة على بحر قزوين.
لودريان من الإمارات: طائرات فرنسية ترصد مواقع “داعش” بالعراق
العربي الجديد، فرانس برس
بعد إرسال أستراليا ٦٠٠ جندي إلى الإمارات، حطت طائرة “فالكون”، فجر اليوم الإثنين، عند مدرج القاعدة الجوية في أبو ظبي، حاملة معها وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، الذي أعلن أمام الجنود الفرنسيين في القاعدة أن بلاده ستنفذ طلعات استكشافية في سماء العراق اليوم لاستطلاع مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وأكد وزير الدفاع الفرنسي أن باريس ستنفذ الطلعات الاستشكافية الأولى في العراق اعتباراً من اليوم، وقال في قاعدة الظفرة أمام حوالي مئتي عسكري فرنسي بينهم طيارون “اعتباراً من صباح اليوم، سنقوم بأولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الاماراتية”.
وتتمركز في القاعدة الجوية القوات الفرنسية المنتشرة في المنطقة مزودة بست مقاتلات من طراز “رافال” وطائرة تموين من طراز “بوينغ سي-135” وطائرة استطلاع تابعة للبحرية الفرنسية من طراز “أتلانتيك”.
وتقع القاعدة العسكرية على بعد حوالي 30 كيلومتراً جنوب غرب أبوظبي. ومن المقرر أن يلقي الوزير كلمة أمام الجنود الفرنسيين، وعددهم حوالي 750 في الإمارات.
وبحسب مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية، فان الوزير الفرنسي سيوضح لجنود بلاده وللإماراتيين الدور الفرنسي في التحالف الدولي ضدّ “داعش”. كما يعقد اجتماعاً مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد يشرح خلاله خصوصاً الدور الفرنسي في التحالف الدولي ضد “داعش” في العرق وسورية. ولن تنحصر المباحثات بالوضع في العراق بل ستشمل أيضاً الوضع في ليبيا. ويغادر الوزير الفرنسي الإمارات عصراً متوجهاً إلى مصر.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أنه سيجد الدول التي تبدي استعداداً لإرسال قوات برية لقتال “داعش”، لكنه لا يزال من المبكر للغاية الإعلان عن أسماء هذه الدول.
وأشار كبير موظفي البيت الأبيض دينيس ماكدونا، إلى أن وزير الخارجية، جون كيري، سيعلن خلال الأيام القادمة عن أسماء الدولة الحليفة التي ستتعهد بإرسال قوات برية لقتال “داعش”، الأمر الذي لا تنوي الولايات المتحدة القيام به، وستستعيض عنه بتكثيف غارات برنامج “درونز”، إضافة إلى تسليح القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة.
غير أنّ ماكدونا رفض تسمية الدول التي أبدت رغبتها في المشاركة بقوات برّية وكان حذراً في الحديث عن التطورات القادمة. وقال لبرنامج “واجه الصحافة” (ميت ذا برس) إن كيري سيعلن خلال الأيام القادمة عن الدول التي قدمت تعهدات بإرسال قوات برية. وما قاله من أن دولاّ أشارت إلى استعدادها للقيام بذلك”، قبل أن يضيف بعد إلحاح من الصحافة “ستسمعون من وزير الخارجية أسماء الدول التي أعلنت عن استعدادها للقيام بذلك”.
تأتي هذه التحركات الدولية بعدما أقدم تنظيم “داعش”، على ذبح رهينة بريطاني كان يحتجزه يدعى دايفيد هينز. وقد أصدر مجلس الأمن الدولي بيان رئاسي بإجماع أعضائه الـ 15 ليلة فجر اليوم قال فيه إن”هذه الجريمة هي تذكير مأسوي بالمخاطر المتعاظمة التي تواجه طواقم الإغاثة الإنسانية كل يوم في سورية”. ودعا إلى احترام فرق الإغاثة الإنسانية التي تعمل في مناطق النزاعات. وشدّد “على أن تنظيم الدولة الإسلامية في سورية وبلاد الشام (داعش) يجب أن يهزم، والتعصب والعنف والكراهية التي يتبناها يجب أن يتم القضاء عليها”.
وأكدّت الدول في بيانها أن “هذه الأعمال الهمجية التي يرتكبها تنظيم “داعش” لن ترهبها بل ستزيدها إصراراً” على تعبئة الحكومات لقتال الجماعات المتطرفة. ودعا مجلس الأمن كل الدول إلى “التعاون بقوة” مع بريطانيا من أجل سوق المسؤولين عن قتل هينز أمام القضاء.
نزيف ضحايا مهاجري “المتوسط” يتواصل
أسوشيتد برس، فرانس برس
أعلنت منظمة الهجرة العالمية الاثنين أن عدد المفقودين في غرق سفينة مهاجرين في البحر المتوسط الأسبوع الفائت قد يصل إلى 500 شخص. وأكد فلسطينيان انتشلتهما سفينة شحن إيطالية الخميس بعد انقلاب المركب قرب مالطا، للمنظمة إنه كان ينقل حوالى 500 شخص، وأن المهربين أغرقوه عن عمد.
وأعلن المتحدث باسم البحرية الليبية الاثنين أن عشرات المهاجرين الأفارقة فقدوا أمس الأحد عند غرق القارب الذي كان ينقلهم قبالة السواحل الليبية. وصرح العقيد ايوب قاسم أن البحرية أنقذت 36 شخصا من بينهم ثلاث نساء، مؤكدا أن القارب كان يقل قرابة 200 مهاجر عندما غرق شرق طرابلس.
وأضاف “أحصي عدد كبير من الجثث الطافية. لكن قلة الموارد حالت دون انتشالنا الجثث، لا سيما بعد حلول الظلام الأحد. كانت أولويتنا إنقاذ الأحياء”.
وتابع قاسم أنه يجهل العدد الدقيق للمهاجرين الذين كانوا على متن المركب. وقال “ربما 200 أو أكثر”. وتعد ليبيا بلد مرور إلى السواحل الأوروبية لمئات آلاف المهاجرين الذين يشكل الأفارقة القسم الأكبر منه، بالاضافة إلى الذين يأتون من مناطق النزاعات في الشرق الأوسط. وعند وصولهم إلى ليبيا يستقلون مراكب بدائية لعبور المتوسط باتجاه مالطا أو جزيرة لامبيدوسا الإيطالية جنوب صقلية.
ويلقى كل سنة المئات منهم حتفهم في الرحلة. وجرت الحلقة الأخيرة في سلسلة مآسي الهجرة السرية في أواخر أغسطس/آب مقابل سواحل ليبيا حيث فقد حوالي 170 أفريقياً.
وازداد عدد المهربين الذين يستفيدون من تراخي الرقابة على سواحل ليبيا الغارقة في الفوضى وحيث لا تمارس الحكومة سوى سلطة نظرية، لإغراء المهاجرين بعبور المتوسط، خصوصا إلى إيطاليا.
وتشهد ليبيا فوضى متزايدة منذ الإطاحة بالديكتاتور الراحل معمر القذافي عام 2011، مما جعلها مركزا للهجرة بالنسبة لسكان أفريقيا جنوب الصحراء الراغبين في حياة أفضل.
ويقتل العشرات كل عام في مثل هذه الرحلة الخطيرة إلى أوروبا. ومنذ ذلك الحين تتزايد أعداد اللاجئين بسبب فرار ألوف الأشخاص من الصراعات الجارية في سوريا والعراق وأماكن أخرى بالشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يستقل المهاجرون زوارق تهريب غير آمنة في ليبيا.
وحتى الآن، تم إنقاذ قرابة 110 آلاف شخص منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن ما لا يقل عن 1889 آخرين لقوا حتفهم خلال رحلة العبور المحفوفة بالمخاطر، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
“ثوار سوريا” و”النصرة” معارك لا تنتهي
علي الإبراهيم
اندلعت اشتباكات عنيفة بين “جبهة النصرة” و”جبهة ثوار سوريا”، في قرية البالعة بمنطقة سهل الروج في ريف إدلب الغربيّ، خلال هجوم للنصرة على مقرّات تابعة لثوّار سوريا. وذكر ناشطون لـ”المدن” أنّ هجوم النصرة على مقرّات ثوار سوريا، أسفر عن مقتل القيادي التابع للثوار قصي محمد الأحمد، وشقيقه بعد اعتقاله. ويأتي الهجوم كردّ فعل على اتهام النصرة للثوار، بتصفية القياديّ لديها أبو مشاري، الشرعيّ في قرية القنية بريف جسر الشغور قبل أيام.
ويعود سبب الخلاف الأول بين الطرفين، إلى شهور خلت، وذلك بعد اقتحام النصرة، لمقرات لواء ذئاب الغاب في بلدة الزنبقي قرب دركوش، بطلب من الأهالي، من أجل محاربة المفسدين، والحواجز التي تفرض الأتاوات، إضافة لوقف تهريب “المازوت”، فالمنطقة هي الطريق الرئيسي لتهريب المازوت إلى تركيا. وسرعان ما تحول الخلاف إلى صراع، حيث تسبب اقتحام مقرات ذئاب الغاب، في سيطرة النصرة على مقرات اللواء، ومقتل العديد من عناصره، واغتنام الأسلحة كافة.
وما لبث أن تدخل “الشرعيون” لحلِّ الخلاف بين الطرفين، وتشكلت لجنة شرعية، وطلبت اللجوء إلى الشرع، لكن لم تكلل تلك الجهود بالنجاح. لتعود النصرة وتفرض سيطرتها على المنطقة، بعد أن طردت عناصر الجيش الحر، من مناطق سرمدا وحارم وسلقين وعزمارين، مروراً بريف جسر الشغور الشمالي والغربي. وفي هذه الفترة توحدت فصائل الجيش الحر في منطقة الروج تحت قيادة جبهة ثوار سوريا، ومن الفصائل المتوحدة: لواء شهداء حفسرجة ولواء شهداء إدلب.
وبحسب شهود عيان، فإن الخلافات الأخيرة، جاءت على خلفية سوء العلاقات وعدم حل النزاع القائم بين الطرفين. وذكرت مصادر مطلعة لـ”المدن”، معلومات عن توجه رتل مؤلف من مئة سيارة دفع رباعي، وما يزيد عن ألف مقاتل تابعين للنصرة، من منطقة الريف الغربي لإدلب يوم السبت، لحصار لواء شهداء إدلب الذي تحصن في بلدة حفسرجة الواقعة غرب إدلب. وبذلك حاصرت جبهة النصرة البلدة من كافة أطرافها، وبدأت الاشتباكات التي أوقعت العديد من القتلى بين الطرفين.
مدير المكتب الإعلامي لجبهة ثوار سوريا، نفى صحة الإشتباكات، وقال إنه “لاصحة لكل ما ينشر عن اقتتال بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا، وكل من روج للاقتتال قام بنقل أخبار من صفحات (فايسبوك) تابعة للنظام، تحاول إثارة خلاف بين الأطراف. وهناك معلومات غير مؤكدة تقول إن النصرة تريد اقتحام مزارع بروما، ولكن حتى الآن لا تأكيد لهذه المعلومات أبداً”. لكن “تنسيقية جسر الشغور” أكدت مصرع عدد من عناصر “جبهة ثوار سوريا” خلال الاشتباكات الدائرة في قرية حفسرجة، ليل الأحد، وبثت عدداً من المقاطع المصورة تظهر الاشتباكات بين الطرفين.
في المقابل، صعّدت قوات النظام من طلعات طائراتها الحربية والمروحية، في ريف إدلب الشمالي، وريف حماة الجنوبي، حيث استهدفت كفرزيتا واللطامنة، بعشرات الغارات الجوية، ما أدى إلى دمار هائل في المنطقة. وغير بعيد في مورك، استهدفت المنطقة بغارات جوية والبراميل المتفجرة، احتوى أحدها على غاز الكلور السام، بحسب مدير المشفى الميداني الطبيب أحمد خليل. كما تقدمت قوات النظام في طيبة الإمام بريف حماة الجنوبي، لتعيد انتشارها في حاجز السمان، وتعزز حاجز المقبرة. بالتزامن مع معارك ضارية بالقرب من محردة، والريف الغربي لخان شيخون.
دمشق: اختراق أمني في الميدان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام قامت بحملة مداهمات لمنازل في منطقة بالقرب من مقبرة الحلقة، ومنطقة القاعة، في حي الميدان وسط العاصمة دمشق، وذلك بعد اندلاع اشتباكات قوية في المنطقة بين الزاهرة القديمة وحي الميدان. وأفاد المركز عن مقتل ثلاثة مسلحين، وعدد من عناصر حاجز لقوات النظام، وسط استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى حي الميدان.
وذكرت مصادر أهلية، قرب المنطقة، لـ”المدن” إنه قرابة الساعة الثالثة من فجر الاثنين، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الزاهرة القديمة والميدان. وأضافت المصادر أن المنطقة كانت مرصودة بالقناصة، لافتة إلى أنها شاهدت تعزيزات كبيرة، استقدمها النظام إلى المنطقة، حيث كان بالإمكان رؤية الدبابات أثناء عبورها إلى المنطقة، كما أن أصوات قصف سمعت في المنطقة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جهة الزاهرة القديمة.
يشار إلى أن هذا الاختراق هو الأول من نوعه في حي الميدان منذ سنتين، بعدما تمكن النظام من السيطرة عليه أواخر العام 2012. وتزامن ذلك مع استمرار الاشتباكات في منطقتي كشكول والدويلعة، إذ سقطت 10 قذائف في المنطقتين أدت إلى إصابة 6 أشخاص، لتمتد عملية سقوط القذائف إلى مخيم اليرموك، من دون معلومات عن سقوط ضحايا، بحسب ما ذكر المرصد.
من جهة ثانية، قال ناشطون لـ”المدن” إن قصفاً للنظام استهدف جسر السياسية، الاثنين، أدى إلى تدمير جزء كبير منه، ليصبح الجسر خارج الخدمة ومن غير الممكن الاستفادة منه. والجسر يعتبر منفذاً وحيداً لدير الزور، ويربط بين المدينة وريفها، ما يعني أن الطريق الوحيدة التي كانت تسلكها قوافل المواد الغذائية والطبية قد قطعت.
مؤتمر باريس ينظم الدعم للعراق..ويدشن الطلعات الفرنسية
المدن – عرب وعالم
اتفقت الدول الـ30 المشاركة في مؤتمر باريس، المخصص لبحث مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق على تقديم “مساعدة عسكرية مناسبة” لبغداد لمحاربة التنظيم. وذكر البيان الذي أصدره مسؤولون فرنسيون، أن التصدي للتنظيم “مسألة ملحة”.
ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى رد عالمي لمواجهة متشددي الدولة الإسلامية، قائلاً إن التنظيم يمثل تهديداً أمنياً للعالم أجمع. وأضاف في افتتاح المؤتمر “ما هو التهديد؟ إنه عالمي ومن ثم يجب أن يكون الرد عالمياً”. ودعا هولاند شركاءه الغربيين والعرب إلى التحرك من دون “إهدار الوقت”، للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وفي الوقت نفسه لدعم المعارضة السورية المعتدلة، التي تقاتل في آن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وجهاديي تنظيم الدولة “بكل السبل”. وقال هولاند “إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضاً”، داعياً إلى الإلتزام “بوضوح وصدق وقوة” إلى جانب الحكومة العراقية. وقال إن “الفوضى تصب في مصلحة الإرهابيين. ينبغي بالتالي دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية للحفاظ على مستقبل سوريا”. وقال إن هذه القوى “هي بنظر فرنسا قوى المعارضة الديموقراطية”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن مؤتمر باريس اعتمد القرار 2170 أساساً للعمل الدولي ضد داعش، وأضاف أن “تنظيم داعش ليس دولة ولا يمثل الإسلام، وأن تهديد الجماعات الإرهابية لا يقف عند أي حدود”.
بدوره، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، في افتتاح المؤتمر إن “تنظيم داعش هو الأخطر عالمياً وسيطال دولاً أخرى في المنطقة والعالم”، مضيفاً “إننا نواجه تحولاً نوعياً في الفكر المتطرف أجبر آلاف العراقيين على النزوح”. وقال معصوم “أقدم شكري إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي وإيران وتركيا والسعودية على تقديمهم المساعدات الإنسانية للمواطنين النازحين الذين تركوا مناطقهم، وقدموا الدعم العسكري لتوقف تمدد داعش في عدد من مناطق العراق”. وأضاف معصوم أن “هناك عشرات الآلاف من العوائل العراقية مازالت رهائن لنزوات القتلة تحت سلطة ما يسمى بالمحاكم الشرعية”، لافتاً إلى أن “التنظيم عمد أيضاً إلى تدمير مواقع حضارية وآثار ومخطوطات يمتد عمرها إلى آلاف السنين”.
وكان معصوم قد دعا في مقابلة إذاعية قبل بدء المؤتمر الدولي، إلى تدخل جوي سريع ضد تنظيم الدولة. وصرح معصوم “نحن بحاجة لتدخل جوي”، وقال “نريد تدخلاً لوجستياً قبل كل شيء، خصوصاً تدخلاً بالسبل العسكرية”. وتابع معصوم “عسكرياً لسنا بحاجة إلى جنود ليقاتلوا ميدانياً في العراق. نحن بحاجة لتدخل جوي وتغطية جوية.. من الضروري أن يتدخلوا بسرعة لأنهم إذا تأخروا، إذا تأخر هذا التدخل وهذا الدعم للعراق، ربما احتل داعش أراض أخرى”. وفي كلمته، قال إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية العراقي، إن “المعركة ضد داعش شرسة وتتطلب تظافر الجهود”، مضيفاً “نحن ماضون في تثبيت وتأكيد الوحدة بين العراقيين”.
في المقابل، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الإثنين، إن السبيل الأفضل لمحاربة “الإرهاب” والمتطرفين الإسلاميين، هو من خلال دعم الحكومتين السورية والعراقية. وصرح عبد اللهيان، الذي لم تدع بلاده إلى المؤتمر الدولي في باريس، أن “إيران لن تنتظر ائتلافاً دولياً لمكافحة الإرهاب وستقوم بواجبها”. وجاء تعليق نائب الوزير خلال استقباله رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الفرنسي باتريسيا آدم، التي تقوم بزيارة إلى طهران.
من جهة أخرى، أعربت الولايات المتحدة الإثنين عن معارضتها للتعاون العسكري مع إيران في العراق، وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي بعد فترة قصيرة من انتهاء مؤتمر باريس “نحن لا ننسق ولن ننسق عسكرياً (مع طهران).. وربما تتاح فرصة أخرى.. في المستقبل لمناقشة مسألة العراق”. إلا أن بساكي أعلنت أن واشنطن منفتحة على إجراء مزيد من المحادثات، بعد ساعات من إعلان طهران رفضها مبادرات أميركية للمساعدة في القتال ضد الإسلاميين المتطرفين.
في السياق، دخلت فرنسا الإثنين فعلياً العمليات ضمن الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مع اطلاق طلعاتها الاستكشافية الأولى فوق العراق. وأقلعت مقاتلتان فرنسيتان من طراز رافال قبل ظهر الإثنين، من قاعدة الظفرة التي تنشر فيها فرنسا جنوداً وطائرات حربية منذ العام 2009، والواقعة جنوب غرب العاصمة الإماراتية أبوظبي. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، بنفسه بدء عمليات الاستطلاع في العراق. وأكد لودريان في قاعدة الظفرة أمام حوالى مئتي عسكري فرنسي بينهم طيارون “اعتباراً من صباح اليوم، سنقوم بأولى الطلعات الاستكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الإماراتية”. وذكر الوزير أن زيارته إلى الإمارات “تأتي في ظل ظروف بالغة الخطورة”. وقال الوزير للعسكريين الفرنسيين المتمركزين في قاعدة الظفرة “كونوا متاهبين للتدخل”، وشدد في كلمته على “أن فرنسا تقف مستعدة في هذه اللحظات المصيرية بالنسبة للأمن، لأن هذه الدولة الاسلامية المزعومة، تهدد أيضاً أمن فرنسا”. وأضاف في كلمته للعسكريين “من المؤكد أنكم ستلعبون دوراً محورياً”، مشيراً إلى أن “القدرات العسكرية المشتركة التي بحوزتنا، تؤمن لفرنسا قدرة عسكرية فريدة لمواجهة التحديات الأمنية في منطقة” الخليج، التي يعد أمنها “من الأولويات الاستراتيجية بالنسبة لفرنسا”.
رأس هاينز: رسالة “داعش” إلى حلفاء أميركا
المدن – عرب وعالم
بث مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، مقطعاً مصوراً السبت، حمل عنوان “رسالة إلى حلفاء أميركا”، تظهر فيه عملية قطع رأس موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز. ويأتي ذلك بعد إعدام الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، بنفس الطريقة في آب/أغسطس. وخطف الأسكتلندي هاينز، 44 عاماً، وهو أب لطفلين، العام الماضي أثناء عمله لحساب وكالة “أكتيد” الفرنسية.
وبدأ المقطع المصور بحديث لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حول التعاون مع الحكومة العراقية، وقوات البشمركة الكردية المتحالفة، لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. ويظهر في الفيديو الرجل الملثم نفسه، المعروف باسم “جون الجهادي”، والذي سبق وأعدم فولي وسوتلوف، مرتدياً زياً أسود. ويقف جون خلف هاينز، الذي كان راكعاً على ركبتيه، مرتدياً حلة برتقالية، ويقول بلكنة بريطانية “هذا المواطن البريطاني سيدفع ثمن وعدك يا كاميرون للبشمركة بتسليحهم ضد الدولة الإسلامية”. وفي نهاية الفيديو، ظهر شخص آخر محتجز كرهينة، وقال الرجل الملثم إنه سيقتل، إذا استمر كاميرون في دعم الحرب على تنظيم الدولة.
في الأثناء، عقد كاميرون اجتماعاً لـ”لجنة التعامل مع الحالات الطارئة” الأحد، لمناقشة الفيديو، بعد أن وصف الجريمة بأنها عمل من أعمال الشر المحض، وتوعد بتقديم القتلة للعدالة مهما طال الزمن. وقال في بيان “هذه جريمة قتل خسيسة ومروعة لموظف إغاثة بريء. أنه عمل من أعمال الشر المحض. قلبي مع عائلة ديفيد هينز الذي أبدى شجاعة وتحملاً غير عاديين طوال هذه المحنة”. وتابع “سنفعل كل ما في وسعنا لضبط هؤلاء القتلة، وضمان أن يمثلوا أمام العدالة مهما طال الزمن”.
وأدان الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشدة “القتل الوحشي” لموظف الإغاثة البريطاني، وقال في بيان “الولايات المتحدة تشارك الليلة صديقنا وحليفنا الوثيق الحزن والتصميم. سنعمل مع المملكة المتحدة وائتلاف عريض من الدول من المنطقة ومن كل أنحاء العالم، لجعل مرتكبي هذا العمل البشع يمثلون أمام العدالة، ولتدمير هذا التهديد لشعوب بلادنا والمنطقة والعالم”.
في حين قالت الرئاسة الفرنسية في بيان “تظهر جريمة قتل ديفيد هينز البشعة مرة أخرى أنه يجب على المجتمع الدولى أن يحتشد ضد داعش”، ووصف البيان التنظيم بأنه “جماعة خسيسة وجبانة”.
ونعى مايك هينز الأحد، شقيقه ديفيد قائلاً إن ديفيد اختار العمل الإنساني لكنه قتل بدم بارد. وقال في بيان “كان ولا يزال يحظى بحب كل أسرته وسنفتقده بشدة”. في حين قال رئيس الحكومة الاسكتلندية أليكس سالموند، إن جريمة قتل هينز هي “عمل هجمي لا يوصف”. وأضاف “ينبغي أن نتذكر أن السيد هينز كان في المنطقة بصفته موظف إغاثة يساعد السكان المحليين. قتله سيقابل بالإدانة من كل الناس الذين يحملون ذرة من إنسانية”.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت الأحد، إن بلاده ستنتشر قوة مؤلفة من 600 فرد، بينهم 400 من القوات الجوية، و200 من القوات الخاصة، في الإمارات العربية المتحدة، وستتمركز في المقر الأميركي. وذلك بغرض المشاركة مع الائتلاف الدولي في قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية، استجابة لطلب الولايات المتحدة. وأضاف أبوت، أنه سيجري إعداد ثماني طائرات من طراز سوبر هورنت، وطائرات للإنذار المبكر والسيطرة، وطائرة لإعادة التزود بالوقود في الجو، ونشرها خلال الأيام المقبلة. وقال أبوت إن هذه الخطوة إسهام “متعقل ومتناسب”، في الائتلاف الدولي، وإن حكومته لم تتخذ بعد القرار بارسال قوات لعمل قتالي. وقال أبوت إن عملية نشر القوات تتضمن اعداد مجموعة عمل من المستشارين العسكريين، الذين يمكنهم مساعدة القوات العراقية وقوات أمنية أخرى تقاتل المتشددين. وتابع “هناك بالقطع قرارات أخرى يجب أن تتخذ”، قبل أن تلتزم القوات الأسترالية بأي عمل قتالي.
وفي السياق، ذكر أحد شيوخ عشائر الأنبار الشيخ جبير رشيد، أن عدداً كبيراً من مسلحي العشائر في الرمادي بدأوا يلقون أسلحتهم، معلنين بذلك التوقف عن قتال الجيش والشرطة. وأضاف الشيخ أن العشائر تلقت اتصالات كثيرة من المسلحين، يطالبون فيها بضمانات بعدم ملاحقتهم قانونياً وعشائرياً، مقابل إلقاء الأسلحة وتقديم معلومات عن داعش.
في حين قاد انتحاري زورقاً مفخخاً وفجّر نفسه السبت، تحت أخر جسر خشبي “جسر الدوب” في بلدة الضلوعية. وبتفجير الجسر الخشبي، يكون أهم خط لتجهيز الصحوات وعشائر الجبور المنتفضة ضد داعش بالأسلحة والعتاد والتموين، قد قطع عن جنوب الضلوعية، لكون الجسر منفذها الوحيد الى قضاء بلد وسامراء وباقي مناطق صلاح الدين. وقال محافظ صلاح الدين رائد إبراهيم الجبوري “وجّهنا ببناء جسر عائم يربط قضائي الضلوعية وبلد، خلال الساعات الـ 24 القادمة”.
جثث تطفو على الساحل الليبي
غرق 160 مهاجرًا وإنقاذ 36 آخرين
لقي أكثر من مئتي مهاجر غير شرعي مصرعهم إثر غرق مركبهم قبالة الشواطئ الشرقية الليبية، وكانوا يستقلونه نحو الشواطئ الأوروبية.
أعلن العقيد أيوب القاسم، المتحدث باسم البحرية الليبية،إنقاذ 36 راكبًا فقط من أصل نحو 250 مهاجرًا إفريقيًا كانوا على متن مركب غرق قبالة مدينة تاجوراء، شرقي العاصمة الليبية طرابلس.
وقال القاسم لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن أكثر من 160 شخصًا لقوا مصرعهم جراء غرق قارب كان يحمل أكثر من 200 شخص، في رحلة لهجرة غير شرعية بمنطقة الحميدية شمال تاجوراء، عبر المياه الإقليمية الليبية.
أضاف: “استطاع غفر السواحل بمنطقة الحميدية لقطاع طرابلس إنقاذ 36 من الغرق بينهم 3 سيدات، وتم نقلهم للمستشفيات لمتابعة حالتهم، وغفر السواحل الليبي مستمر في عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث من موقع الحادث”.
وتابع: “أُحصي عدد كبير من الجثث الطافية، لكن قلة الموارد حالت دون انتشالنا الجثث، لا سيما بعد حلول الظلام الاحد، فكانت أولويتنا إنقاذ الأحياء”.
مئات العناصر من قوة الأمم المتحدة يغادرون الجولان
أ. ف. ب.
قافلة كبيرة عبرت منطقة فض الاشتباك
الجولان: غادر المئات من عناصر قوة الامم المتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار في هضبة الجولان السورية بين اسرائيل وسوريا الاثنين الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلها اسرائيل.
وعبرت قافلة كبيرة تابعة للامم المتحدة ظهر اليوم منطقة فض الاشتباك التي تم ترسيمها في 1974 بين اسرائيل وسوريا. وابتعدت هكذا عن منطقة المعارك بين جنود الجيش النظامي السوري والمعارضين المسلحين وبينهم عناصر من جبهة النصرة.
ويوشك مقاتلو المعارضة على السيطرة على محافظة القنيطرة، الجزء الذي لا تحتله اسرائيل في هضبة الجولان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ولم تكشف الامم المتحدة في الوقت الراهن عن سبب مغادرة القافلة. لكن عشرات العناصر في القوة الدولية اسروا اخيرا او تعرضوا للهجوم من الجانب السوري من هضبة الجولان.
وتعد قوة الامم المتحدة في الجولان 1233 رجلا يتحدرون من ست دول هي الهند وفيجي والفيليبين وايرلندا وهولندا والنيبال. وتم اخيرا تجديد مهمتها لستة اشهر بحيث تنتهي في 31 كانون الاول/ديسمبر 2014.
واسرائيل في حالة حرب مع سوريا رسميا وهي تحتل منذ 1967 نحو 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان واعلنت احتلالها رغم ان هذا القرار لم يلق اعترافا من المجتمع الدولي.
وما يزال حوالى 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت السيطرة السورية.
من جهتها، اكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان انها قدمت، بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري، مساعدة عاجلة لخمسين الف شخص فروا من المعارك في الجولان السوري الى ضاحية دمشق.
وباتت مياه الشفة والمواد الغذائية والخدمات الطبية نادرة بسبب المعارك. وفي الايام الاخيرة، وصل اكثر من 25 الف شخص من سكان القنيطرة الى قرب قطنا في جنوب غرب دمشق، بحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وعدد النازحين مرشح للازدياد مع استمرار المعارك.
واشنطن تؤكد من جديد: لا تنسيق مع الأسد في ضرب داعش
النظام يروج لاتصالات معه عبر ألمانيا
بهية مارديني
مع تردد أنباء عن ترتيب أميركي مع النظام السوري في حرب واشنطن وحلفائها ضد “الدولة الاسلامية”، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددًا أنه لن يكون هناك تنسيق مع دمشق حول ضربات جوية محتملة ضد مواقع التنظيم في سوريا.
بهية مارديني: تشير مصادر سورية إلى وجود تنسيق غير مياشر بين واشنطن والنظام السوري، عبر طرف ثالث قيل إنه ألمانيا، في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). ويشكك سوريون، في أحاديث متفرقة مع “ايلاف”، في مصداقية واشنطن من خلال الازدواجية التي تتعامل بها في الاهتمام بالوضع في العراق، على حساب تفاقم الأوضاع في سوريا، ومن خلال تجاربهم السابقة معها، والأخطاء التي ارتكبتها الادارة الأميركية على مدى السنوات الماضية .
ويعود الكاتب السوري عمر قدور إلى إهدار الإدارة الأميركية فرصة الإطاحة ببشار الأسد قبل سنتين، “عندما كانت قوات المعارضة تتقدم إلى دمشق، فمنعت حينئذ الدعم عنها، وتسببت باستعادة النظام أنفاسه واستلام زمام المبادرة، وتسببت أيضًا بتنامي قوة الجماعات المتطرفة على حساب الجماعات المعتدلة”.
لن ننسق مع سوريا
هذا وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مقابلة مع شبكة “سي بي اس”: “لن ننسق مع سوريا، وسنعمل بالتأكيد على تفادي التداخلات، والتأكد من انهم (السوريون) لن يقوموا بأي عمل يندمون عليه اكثر”.
واعتبر كيري أنه حظي بدعم كبير للمشاركة في الغارات الجوية وفي كل أوجه الحرب الاخرى التي تزمع الولايات المتحدة خوضها ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقال: “بعض أعضاء التحالف على استعداد لارسال قوات إلى الارض، لكن هذا ليس على اي حال ما نعتزم القيام به في الوقت الراهن”.
وأضاف: “هناك قوات على الارض لا تنتمي الينا، المعارضة السورية موجودة ميدانيًا ومن المؤسف أن تكون قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية بمفردها في السنتين الماضيتين”، لافتًا إلى أن تسليح وتدريب هذه المعارضة السورية جزء مهم من استراتيجية الرئيس الأميركي باراك اوباما للقضاء على داعش.
أجندات معينة
من جانبه، نفى نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد ما تردد حول اتصالات سرية بين دمشق وواشنطن، مؤكدًا أن “لا وجود لأي اتصالات سرية مع الولايات المتحدة الأميركية، كل ما تقوم به القيادة دائما هو أمام الشعب السوري”.
واعتبر المقداد، في حديث لقناة المنار اللبنانية الناطقة باسم حزب الله، أن التحالفات التي تستثني سوريا والصين وروسيا قد تكون لها أجندات معينة، مضيفا: “خلال اليومين الأخيرين لاحظنا التصريحات من قبل الدول التي حضرت اجتماع جدة، فبعضها يقول إنه لن يقدم أو ينضم، وبعضها الآخر يقول إنه لن يسلح أو يمول، وهذا يعني وجود خلاف حقيقي”.
في غضون ذلك أشار البيت الأبيض إلى إحراز تقدم في مسألة الحصول على تفويض من الكونغرس يتيح تدريب وتجهيز المعارضة السورية لمواجهة داعش. وقال كبير موظفي البيت الابيض دينيس ماكدونو: “نرى تقدمًا جيدًا للغاية في الكونغرس، بما في ذلك في مجلس النواب تحت رئاسة الجمهوري جون بينر لضمان أن لدينا السلطة لتدريب وتجهيز المعارضين السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، حسب قوله.
إعتداء!
وكان البيت الابيض، أعلن أنه يفضّل الحصول على تفويض الكونغرس لتسليح المعارضين السوريين المعتدلين وتدريبهم، في مشروع قرار قيد المناقشة خاص بتمويل الحكومة وذلك اثر اعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، استعداده شن غارات جوية على تنظيم “داعش” في سوريا, اضافة إلى تعهداته دعم المعارضة المعتدلة وتدريبها، ورفضه التعاون مع النظام السوري.
وبحسب التصريحات المعلنة، ترفض الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التنسيق مع النظام السوري لضرب “داعش”، معلنة نيتها مساعدة المعارضة السوري “المعتدلة” في مواجهة التنظيم, فيما اعتبر النظام السوري أن عملا عسكريا أميركيا في الأراضي السورية دون موافقتها هو بمثابة “اعتداء” على البلاد، مبدية استعدادها للتعاون على المستوى الإقليمي والدولي في محاربة الإرهاب.
مؤتمر باريس يحدد 51 بلدًا يغذي داعش بالمقاتلين والمال
د أسامة مهدي
أكد دعم العراق بالوسائل العسكرية المناسبة لمواجهة التنظيم
أكد المشاركون في المؤتمر الدولي حول أمن واستقرار العراق في باريس اليوم دعمهم للعراق في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بكل الوسائل الضرورية وبضمنها العسكرية.. فيما اعتبر المؤتمر في بيان عقد انتهاء اجتماعه بمشاركة وزراء خارجية 29 دولة ان داعش يشكل تهديداً للعراق ولمجموع الأسرة الدولية.
لندن: قال وزراء الدول المشاركة في المؤتمر ان تنظيم “داعش” يشكل خطراً يهدد العراق والمجتمع الدولي مشددين على ضرورة القضاء عليه.. وأدانوا الجرائم التي يرتكبها ضد المدنيين ومن ضمنهم الاقليات. وأكدت الدول المشاركة الضرورة الملحة لإنهاء وجود داعش بدعم الحكومة العراقية من ضمنها المساعدات العسكرية شرط احترام القوانين وسلامة المدنيين.
وتعهدت الدول دعم العراق “بكل الوسائل الضرورية” بما في ذلك العسكرية وأكدت التزامها بتنفيذ قرارات مجلس الامن الخاصة بمكافحة الإرهاب وايقاف التجنيد وقطع التمويل عنه. وأشاروا إلى أنهم على قناعة باتخاذ خطوات صارمة لاجتثاث تنظيم داعش، ودعمهم للحكومة العراقية. وشدد المجتمعون في بيانهم الختامي على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق.
الجعفري وفابيوس.. مؤتمر صحافي مشترك
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري عقب انتهاء أعمال المؤتمر التي استمرت اربع ساعات قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المؤتمر حدد 51 بلدا تغذي تنظيم الدولة الاسلامية بالموارد المالية والمقاتلين.. وأكد وضع خطط لتدفق هؤلاء المقاتلين.. وأشار إلى أنّ المؤتمر عبر عن آمال كبيرة في القضاء على هذا التنظيم.
وشدد على ان تنظيم الدولة الإسلامية لا يشكل دولة ولا يمثل الإسلام ومن الضروري تحجيمه وهزيمته “وهذا ما اجتمعنا لأجله” مشددا على ان محاربة عصابات داعش تتطلب عملا شاملا. وقال إن “العالم بأكمله معني وليست الدول التي يتواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية فقط بمكافحة التنظيم لأنه لن يتوقف عن التوسع.
وأشار إلى أنّه اذا اراد المجتمع الدولي ان يكون كفاحه فعالا فينبغي ان يكون طويل المدى وعالميا وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عسكرية مختلفة لمساعدة العراق على قيادة مكافحة هذا الخطر وتجفيف الموارد المالية لهذا التنظيم الدولي.
وأضاف الوزير الفرنسي قائلا إن المؤتمر جمع 29 وفدا من 29 بلدا ومنظمات دولية من بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ودول عربية وممثلين عن دول العالم أكمله من أجل حشد حالف دولي قوي بهدف السلام والامن في العراق. وقال ان تنظيم داعش يقول للعالم أجمع إما ان تكونوا إلى جانبنا او نقتلكم “وعندما نواجه مثل هذا التنظيم لابد ان ندافع عن أنفسنا”.
وأكد ان العالم بأكمله معني بتنظيم داعش وليس العراق والدول المجاورة له فقط مشددا أنه من غير الممكن ان يتوقف هذا التنظيم عن التوسع ولذلك عقدنا مؤتمرا في جدة والاخر سيعقد في الامم المتحدة قريبا.
ومن جهته أكد الجعفري ان مؤتمر باريس ركز على دعم العراق في معركته ضد داعش واتفق على أن اي دولة تتعرض لخطر الإرهاب لن تواجهه بمفردها. وقال إن المجتمعين أكدوا توحدهم على دعم العراق انسانيا وعسكريا لدحر تنظيم داعش.
وأضاف الجعفري أن المؤتمر أكد النشاط العسكري في العراق للقضاء على داعش.. واوضح انه نقل في المؤتمر مشاركة جميع القيادات العراقية وعزمها على تخليص البلاد من التنظيم الإرهابي. وقال ان المؤتمر اوضح حقيقة “اننا لسنا لوحدنا بمواجهة الإرهاب وان الجميع سيقف مع العراق ويدعمه بمختلف أنواع الدعم.
وأضاف أن داعش يستهدف العراقيين جميعا من دون تفريق بين دين ومذهب وقومية وخلفية سياسية وقال إن معركة شرسة كهذه بحاجة إلى تضافر الجهود وتحشيد القدرات والقابليات.. وأشار إلى أنّ رسالة المؤتمر هي أن أي دولة تتعرض لخطر الإرهاب لن تترك بمفردها وإنما ستواجهه المنظومة الدولية والمجتمع الدولي.
واعلن الجعفري ان العراق “يأسف لغياب ايران” عن المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس لمناقشة سبل مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال “لقد شددنا على مشاركة ايران، الا ان القرار ليس في يدنا. ونأسف لغياب ايران عن هذا المؤتمر”.
معصوم وهولاند يدعوان لعمل مشترك يحطم شبكات تجنيد المقاتلين
وفي وقت سابق لدى افتتاحهما لمؤتمر باريس فقد دعا الرئيسان العراقي فؤاد معصوم والفرنسي فرانسوا هولاند إلى عمل دولي مشترك لتحطيم الشبكات الدولية لتجنيد الإرهابيين فيما دعا العراق إلى ضربات جوية سريعة لتنظيم الدولة الاسلامية تمنع تمدده إلى مناطق اخرى او اتخاذه ملاذات آمنة وتقديم دعم انساني لمليوني نازح عراقي.
وقال هولاند في كلمة افتتح بها المؤتمر الدولي الذي بدأ اعماله في باريس اليوم بمشاركة 30 دولة تحت شعار ” المؤتمر الدولي للامن والسلام في العراق “إن إرهاب تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” لايشكل خطرا على العراق وحده وانما على الشرق الاوسط والعالم.. وأشار إلى أنّ مواجهة هذا التنظيم تقع بالدرجة الاولى على العراق لكن المجتمع الدولي مطالب بمساعدته بعد ان انجز تشكيل حكومة وحدة جامعة لكل مكوناته وعلى العالم الان ان يتوحد ايضا ضد داعش.
ومن جهته ثمن الرئيس العراقي فؤاد معصوم مبادرة فرنسا لعقد هذا المؤتمر لدعم العراق في مواجهة أخطر ما يواجه العالم في العصر الحالي من إرهاب.. وحذر في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر
من مخاطر تنظيم الدولة الاسلامية الذي قال انه يشكل ابشع انواع الإرهاب الذي نقله من اطار العمليات المتفرقة إلى تأسيس دولة للإرهاب لاتستثني دينا او قومية وثم الانتشار إلى أماكن أخرى في العالم.
وأشار إلى أنّ خطر داعش يتمثل ايضا في غسل ادمغة الشباب وتجنيدهم لتنفيذ عمليات انتحارية.. وناشد العالم الوقوف إلى جانب العراق في مواجهة جرائم داعش التي تنال حاليا المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان والعرب والاكراد والشيعة والسنة في عمليات تطهير عرقي وديني بشعة أضافة إلى الالاف من المواطنين في المدن التي يسيطر عليها ويتخذهم رهائن تحت محاكمه “الشرعية”.
وأضاف معصوم قائلا “اننا امام خطر حقيقي وندعو إلى سرعة اتخاذ مواقف حاسمة لكسر شوكة الإرهاب من خلال ضربات سريعة لداعش والاستمرار بضربات جوية منتظمة لقواعده واماكن تواجد مسلحيه وعدم السماح لعناصره باللجوء إلى اي ملاذ امن وملاحقتهم من خلال تجفيف مواردهم ومحاصرتهم بالقوانين ومنعهم من تجنيد الإرهابيين في مختلف دول العالم ومساعدة النازحين ووضع خطط لاعادتهم إلى اماكن سكناهم وتعمير ماهدمه الإرهاب.
وانعقد المؤتمر الدولي للامن والسلام في العراق لبحث الاجراءات الواجب اتخاذها لدعم هذا البلد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وتقديم المساعدات الانسانية لنازحيه الذين يقترب عددهم من المليونين فيما دعا وزير خارجيته الجعفري العالم إلى رد فعل قوي يوازي التحدي الذي يشكله التنظيم.
وشارك في المؤتمر وزراء 30 دولة لبحث خطة دولية لمواجهة داعش واجراءات تجفيف الموارد المالية للتنظيم ومساعدة العراق على مواجهته والاحتياجات الانساية لحوالى مليون 800 الف عراقي هجروا مدنهم التي سيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية. وسيلقي الرئيسان العراقي فؤاد معصوم والفرنسي فرانسوا هولاند كلمتين يفتتحان بهما المؤتمر الذي سيعكف على تنسيق الجهود الدولية من أجل مواجهة “داعش” والمحافظة على وحدة أراضي العراق.
وفي ما يلي نص البيان الختامي لمؤتمر باريس:
1-بناء على دعوة رئيس الجمهورية الفرنسية ورئيس جمهورية العراق، انعقد مؤتمر دولي بشأن السلام والأمن في العراق، اليوم في باريس.
2- أعرب المشاركون في هذا المؤتمر: ألمانيا والسعودية والبحرين وبلجيكا وكندا والصين والدانمرك ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والعراق وإيطاليا واليابان والأردن والكويت ولبنان وعُمان وهولندا وقطر والنروج والجمهورية التشيكية والمملكة المتحدة وروسيا وتركيا وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن تمسكهم بوحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته، وأشادوا بالحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، وقدم المؤتمرون له دعمهم الكامل من أجل توطيد سيادة القانون، وتطبيق سياسة لتعزيز وحدة الصف الوطني للعراقيين، وتحقيق التمثيل العادل لجميع المكونات في المؤسسات الاتحادية والمساواة بين جميع المواطنين واتخاذ جميع التدابير الضرورية والفعالة لمحاربة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية التي تمثل خطرا مهددا لجميع العراقيين.
3- أكد المشاركون في مؤتمر باريس أن تنظيم داعش يمثل خطرا يهدد العراق والمجتمع الدولي برمته، وأدانوا الجرائم والفظائع الجماعية التي يرتكبها هذا التنظيم بحق المدنيين، ومن ضمنهم الأقليات الأكثر تعرضا للخطر، والتي يمكن وصفها بالجرائم ضد الإنسانية، وسيحرصون على محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام العدالة، كما أنهم يدعمون التحقيق الذي تجريه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لهذا الغرض.
4- وشدّدوا على الضرورة الملحة لإنهاء وجود تنظيم داعش في المناطق التي يتمركز فيها في العراق، ولهذا الغرض التزموا بدعم الحكومة العراقية الجديدة بالوسائل الضرورية، في حربها ضد تنظيم داعش، بضمنها المساعدة العسكرية الملائمة، التي تفي بالاحتياجات التي تعبر عنها السلطات العراقية، شريطة احترام القانون الدولي وسلامة المدنيين.
5- كما ذكّر المشاركون في المؤتمر بعزمهم على تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة والمتعلقة بمحاربة الإرهاب ومكافحة موارده الخاصة بالتجنيد والتمويل، ولا سيّما القرار 2170، وسيحرصون على حسن تطبيق هذا القرار ويتخذون التدابير الضرورية لكي يحقّق هذا القرار غاياته، وإنهم على قناعة بضرورة اتخاذ خطوات صارمة من أجل اجتثاث تنظيم داعش، ولاسيّما عبر التدابير الكفيلة بالوقاية من التطرف، وتنسيق العمل بين جميع المؤسسات الأمنية الرسمية، و تعزيز المراقبة على الحدود.
6- وإذ يؤكّد الشركاء الدوليون مجددا دعمهم للحكومة العراقية، فقد ذكّروا بضرورة دعم تطلعات الشعب العراقي لاحترام حقوق الإنسان في إطار اتحادي يمتثل للدستور وحقوق الأقاليم ووحدة البلاد.
7- وأشادوا بدور الأمم المتحدة في العراق، ولا سيّما في تنسيق المساعدة الدولية للحكومة العراقية و تيسيرها، وأقرّ أيضا المشاركون في المؤتمر بأن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي هما شريكان إستراتيجيان أساسيان للعراق في الأجل الطويل.
8- واتفق المشاركون في المؤتمر على مواصلة الجهود المبذولة حتى الآن وتعزيزها وفق تطور الأوضاع الميدانية في مجال المساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ المقدمة للحكومة العراقية والسلطات المحلية بغية مساعدتها في استقبال وإعانة اللاجئين والنازحين الذين يجب أن يتمكنوا من العودة الى ديارهم بسلامة.
9- وأشار الشركاء الدوليون إلى استعدادهم لمساعدة العراق في جهوده لإعادة البناء بغية تحقيق تنمية عادلة لجميع المناطق، ولا سيّما من خلال تقديم الخبرات والمهارات والدعم المالي الملائم.
10- اتفق الشركاء الدوليون على البقاء على استنفار في ما يخص دعمهم للسلطات العراقية ومحاربة تنطيم داعش، وسيحرصون على تطبيق الالتزامات التي اتخذت اليوم ومتابعتها، ولا سيّما في إطار الأمم المتحدة، وبمناسبة الاجتماعات الرفيعة المستوى التي ستعقد بموازاة دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أوباما: مستعدون لتدمير الدفاعات الجوية السورية
بيروت – أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما استعداد بلاده لتدمير الدفاعات الجوية السورية إذا اضطُرت لذلك. وفي حديث الى صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم الإثنين، قال: “إذا فكّر (الرئيس السوري) الأسد وأمر قواته بإطلاق النار على الطائرات الأميركية التي تدخل المجال الجوي السوري، فسندمر الدفاعات الجوية السورية عن آخرها، وسيكون هذا أسهل لقواتنا من ضرب مواقع داعش”.
ويأتي كلام أوباما بعدما حذّرت مستشارة الأسد بثينة شعبان، عبر قناة CNN الأسبوع الماضي، من اختراق المجال الجوي السوري لضرب داعش، وقالت إن “دمشق قد تسقط الطائرات الأميركية، لأنها أتت من دون إذن واعتدت على سيادة سوريا”.
فقد 500 من طالبي اللجوء بغرق سفن بالمتوسط
أعلنت منظمة الهجرة العالمية أن نحو 500 شخص أصبحوا في عداد المفقودين في غرق سفينة مهاجرين في البحر المتوسط الأسبوع الماضي، وذلك بعد غرق سفينة قبالة ساحل ليبيا وجنوح قارب قرب إيطاليا إثر غرق 15 فلسطينيا قبالة سواحل الإسكندرية.
وقد غادر المركب فجر الخميس الماضي وهو يحمل نحو 400 بينهم عائلات فلسطينية كاملة كانت تقيم في العريش وسوريون وسودانيون ومصريون، وانطلق من ميناء الإسكندرية باتجاه الشواطئ الإيطالية، لكنه تعرض حسب أحد الناجين لاصطدام متعمد من سفينة يرجّحُ أنها سفينة مهربين.
وأكد فلسطينيان انتشلتهما سفينة شحن إيطالية الخميس بعد انقلاب المركب قرب مالطا، أن المركب كان ينقل حوالي 500 شخص، وأن المهربين أغرقوه عن عمدا.
وقد غادرت السفينة أثناء غرق المركب الذي تناثرت جثث ركابه في البحر، وبينهم من توفي على الفور ومنهم من تماسك لساعات، قبل أن يبدأ انتشال الجثث في وقت متأخر.
وقال رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قاربا يقل مهاجرين من قطاع غزة غرق قبالة السواحل الإيطالية منذ أسبوع.
وأعرب عبده عن قلقه من احتمال غرق قارب آخر ليلة أمس كان قد خرج من سواحل مدينة بنغازي الليبية وعلى متنه عدد كبير من العائلات الفلسطينية والسورية جراء تسرب الماء للقارب. وكان أحد ركاب هذا القارب قد وجه نداء استغاثة عبر قناة الجزيرة لإنقاذهم وإرسال العون لهم.
وقال أحد الركاب في اتصال مع الجزيرة إن الوضع على القارب الذي يحمل اسم (إليسندرا) خطير، وأكد أنهم خرجوا السبت من ليبيا باتجاه إيطاليا، وأن القارب تعطل بهم وانكسر جزء منه، وأن المياه تداهمه.
كارثة أخرى
وفي كارثة أخرى تضاف للسجل الأسود لمآسي الهجرة السرية، قال متحدث باسم البحرية الليبية إن مركبا يحمل ما يصل إلى 250 مهاجرا كان يحاول الوصول إلى الشواطئ الأوروبية غرق بعد منتصف الليل قبالة ساحل ليبيا وأن ركابا كثيرين غرقوا قرب تاجوراء شرقي العاصمة الليبية على بعد 15 أو عشرين كيلومترا قبالة سواحل ليبيا.
وأضاف المتحدث أن جهود الإنقاذ أسفرت عن انتشال 36 شخصا بينهم ثلاث نساء بينما طفت جثث ضحايا آخرين على سطح المياه. وأكد أن جهود الإنقاذ ما زالت مستمرة.
وصرح العقيد أيوب قاسم بأن القارب كان يقل قرابة 200 مهاجر عندما غرق شرق طرابلس. وأضاف “أحصي عدد كبير من الجثث الطافية، لكن قلة الموارد حالت دون انتشالنا الجثث، ولا سيما بعد حلول الظلام بالأمس. كانت أولويتنا إنقاذ الأحياء”.
قارب ثالث
وفي إطار متصل، لقي 15 فلسطينيا على الأقل من قطاع غزة أمس الأحد مصرعهم إثر غرق قاربهم قبالة شاطئ العجمي بمدينة الإسكندرية (شمالي مصر)، كانوا في طريقهم إلى إيطاليا، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنه تم إنقاذ 72 من الغرق.
ونقلت صحيفة “القدس” المحلية عن عائلات في غزة قولها إنها تلقت اتصالات من جهات مصرية رسمية أبلغتهم فيها بأن قاربا كان يقل أقاربهم قد غرق قبالة سواحل الإسكندرية.
وحسب العائلات، فإن عددا من المهاجرين على متن القارب ما زالوا مفقودين في عرض البحر، وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن القارب كان يقل أشخاصا من سوريا ومصر.
وذكرت الصحيفة أن 160 كانوا على متن القارب، وأن خفر السواحل المصري أنقذ عددا منهم ونقلهم إلى المدينة، بينما تستمر أعمال البحث عن المفقودين، وعزت وسائل إعلام فلسطينية غرق القارب إلى اصطدامه بحجر صخري ضخم في عرض البحر.
وفي هذا السياق، تتحدث السلطات الإيطالية عن 100 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا إلى شواطئها عام 2014، فيما تؤكد السلطات الليبية انتشال 100 جثة من المهاجرين غير الشرعيين.
وعن أسباب الارتفاع الكبير في أعداد المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا باتجاه أوروبا مؤخرا، قال مراسل الجزيرة إن ليبيا كانت دائما وحتى في سنوات ما قبل ثورة 17 فبراير 2011 قبلة للمهاجرين غير الشرعيين باتجاه أوروبا لأن حدودها مفتوحة.
وأردف بأن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين عبر ما يسمى بقوارب الموت، بسبب الانفلات الأمني، وضعف مراقبة الحدود الليبية خاصة مع الدول الأفريقية.
أوباما يرد على مستشارة الأسد: سندمر دفاعاتكم الجوية
العربية.نت
وسط تحضيرات متسارعة من التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش، أثارت مستشارة الرئيس بشار الأسد، بثينة شعبان حفيظة الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما حذرت عبر قناة “سي إن إن” من اختراق المجال الجوي السوري لضرب داعش، وقالت إن “دمشق قد تسقط الطائرات الأميركية، لأنها أتت من دون إذن واعتدت على سيادة سوريا”، على حد قولها.
جواب الرئيس الأميركي باراك أوباما كان مباشراً من خلال ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”، حيث رد على بثينة شعبان، وقال :”إذا فكر الأسد وأمر قواته بإطلاق النار على الطائرات الأميركية التي تدخل المجال الجوي السوري، فسندمر الدفاعات الجوية السورية عن آخرها، وسيكون هذا أسهل لقواتنا من ضرب مواقع داعش”.
وفي سياق متصل، قال جنرال أميركي سابق، الأحد، رداً على سؤال يدور حول إمكانية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش” إسقاط طائرة أميركية خلال تنفيذها لضربات جوية على أهداف للتنظيم. قال بول إيتون في مقابلة مع CNN: “أعتقد أن صواريخ أرض جو متوفرة بين أيدي هؤلاء الراغبين بإسقاط طائرة أميركية، سواء في سوريا أو العراق، لأنني لا أعلم بالضبط إن كانوا يعلمون الحدود بين المنطقتين.”
وتابع قائلا: “هذا بالطبع يشكل خطراً، ولكن سلاح الجو الخاص بنا على علم بهذه المخاطر وكيفية إدارتها، وهم بارعون في تنفيذ ما يتم طلبه منهم، ولدي إيمان قوي بقدرة سلاح الجو على تنفيذ هذه المهام.”
مسؤول رفيع في حزب الله: قواتنا لن تخرج من سوريا
العربية.نت
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن قوات حزب الله لن تخرج من سوريا، معتبراً أن المرحلة تفرض على الحزب ذلك أكثر من أي وقت مضى.
وقال قاووق، خلال احتفال تأبيني اليوم الاثنين: “إن ما بيننا وبين داعش وكل التكفيريين لا يمكن أن يكون حرباً كلامية، بل إن ما بيننا وبينهم هو الميدان فقط الذي نهزمهم ونسحقهم فيه، فلن نستدرج إلى حرب بيانات معهم ولا إلى سجالات سياسية”، لافتا إلى أنه “يوماً بعد يوم يتضح للجميع في لبنان وللعالم العربي والإسلامي والدولي عظيم الحاجة للبنان لبقاء حزب الله في سوريا”.
وأضاف قاووق: “إن المرحلة اليوم تفرض على حزب الله أن يبقى حيث هو في سوريا، أكثر من أي يوم مضى، لأن لبنان فُرضت عليه معركة تكفيرية ودخل مرحلة جديدة، ما بعد عرسال ليس كما قبلها، وبات في قلب المعركة التي فرضت عليه، وبالتالي هذه المعركة تستوجب تغييراً في الأولويات الوطنية”.
ورأى قاووق أن “هذه المرحلة لا تحتمل المناورات والكيديات والخلافات الداخلية، فطبيعتها وحساسيتها تقتضي تغييراً في الأولويات والاهتمامات الداخلية والإسراع في إقرار استراتيجية وطنية لمواجهة أي عدوان أو اعتداء على لبنان، وتشكيل أوسع تضامن وطني يضيق الخناق على التكفيريين ويقوي ويعزز من قدرة الجيش اللبناني على حماية وتحرير العسكريين من أيدي الخاطفين”.
واعتبر قاووق أن “ما حصل في عرسال ليس نهاية الحرب، فالمعركة ما زالت في بداياتها مع الإرهاب التكفيري، والجيش اللبناني مازال في وسط المعركة، وبالتالي المطلوب تعزيز قدرات الجيش اللبناني حتى يحمي ويحرر الجنود ويقطع الطريق على مسلسل الغزوات التكفيرية”.
ولفت قاووق إلى أن “ما قام به تنظيم داعش من خلال ذبح أحد جنود الجيش اللبناني كان هدفه إشعال فتيل الفتنة السنية-الشيعية الذي نجح حزب الله في انتزاعه وليس إطفائه، وقطعوا الطريق على مشروع إشعال لبنان بفتنة مذهبية”.
واعتبر أن “مواقف حزب الله في الحرص على الاستقرار الداخلي أدهشت التكفيريين وأصابتهم باليأس، فنحن لن نسمح لهم باستنساخ فتنة مذهبية جربوها في العراق وسوريا، ولا بتحقيق أية مكاسب على حساب السيادة والكرامة في لبنان”.
الائتلاف السوري ينتظر المساعدات لشن هجوم “مزدوج“
دبي – قناة العربية
أكد هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني السوري، أن الائتلاف ينتظر وصول المساعدات الغربية والعربية لمواجهة نظام بشار الأسد وتنظيم “داعش” على حد سواء.
وقال البحرة، في مؤتمر صحافي عقده أمس الأحد في أبوظبي: “لا بد من أن يكون دور الائتلاف الدولي واضحاً جداً”.
وأضاف: “بصفتنا سوريين في سوريا علينا تحديد استراتيجية المجتمع الدولي، الذي سيدعم كفاحنا.. نحن ملتزمون تماماً وقادرون تماما على صد المنظمات الإرهابية ودفعها إلى خارج سوريا والقضاء على الأيديولوجية المتطرفة”.
وتابع البحرة: “سنشن هجومين في الوقت نفسه، الأول على النظام والثاني على داعش”.
وكان البحرة قد أشار في وقت سابق إلى وجود خطة مشتركة لإعادة هيكلة الجيش السوري الحر ودعم أدائه على الأرض، مؤكداً أن ذلك سيمهد لتحقيق المزيد من الإنجازات العسكرية في المرحلة المقبلة.
وأوضح أن “الخطة المشتركة التي وضعناها تقوم على أساس بناء وإعادة تنظيم قوات الجيش السوري الحر تحت زعامة وتوجيه قيادة المجلس العسكري الأعلى والحكومة المؤقتة والائتلاف، إذ سيعزز ذلك نشاطهم ويدعم إنجازاتهم على الأرض”.
مقتل “أبو الليث” رئيس فرع المخابرات الجوية في دمشق
العربية.نت
نشرت صفحات مؤيدة لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، خبر مقتل رئيس فرع المخابرات الجوية في دمشق، العقيد رضا حافظ مخلوف، الملقب بـ”أبو الليث”.
وأشارت الصفحات إلى أن مخلوف قُتل خلال الاشتباكات التي تدور بين الثوار وقوات النظام في محيط منطقة “الدخانية” في ريف دمشق، أول أمس السبت.
وأكد مراسل “سراج برس” أن الثوار أردوا عدداً من ضباط وعناصر قوات الأسد قتلى خلال المواجهات التي تدور منذ أسبوع عند منطقة “الدخانية”، القريبة جداً من العاصمة، وتلاصق منطقتي الدويلعة وجرمانا.
يذكر أن مسقط رأس مخلوف هو بلدة “القرداحة”، مدينة بشار الأسد.
أندرو تابلر: الأسد ليس حلا ضد داعش وقواته عاجزة عسكريا.. ومعارك الجولان أشبه بـ”يوم قيامة مذهبي“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال الباحث أندرو تابلر، المتخصص في دراسات الشرق الأوسط وصاحب كتاب “عرين الأسد” إن قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، محدودة القدرة ولا يمكنها بكل الأحوال مساعدة الحلف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مضيفا أن الاستعانة بالأسد “ليس حلا” وشبّه المعارك قرب الجولان بـ”يوم القيامة المذهبي.”
مواقف تابلر جاءت في مداخلة له بندوة حوارية أقامها مركز “أمريكان بروجرس” للأبحاث بواشنطن، قال خلالها إن “شعوره تحسن” بعد خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حول استراتيجية مواجهة تنظيم داعش، مضيفا: “هناك معارضة معتدلة حقيقية في سوريا، ولكنها اصيبت ببعض الضعف بعد إلغاء أمريكا الضربات التي كانت تعتزم تنفيذها في سوريا بعد قضية الهجوم بالأسلحة الكيماوية.”
ولفت تابلر إلى ما وصفها بـ”المفارقة” لجهة إلقاء أوباما خطابه الحالي في ذكرى مرور عام على خطابه السابق حول سوريا، مضيفا أن الرئيس الأمريكي اليوم “بدل الكثير من أفكاره.”
ورأى الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أن الغرب يدفع اليوم ثمن تأخره في التحرك حيال سوريا قائلا: “لم يعد هناك إجابات سهلة على الموضوع في سوريا لأننا تأخرنا وتبدلت طبيعة الأرض، هناك معتدلون في سوريا، لكن المشكلة أنهم ينسقون مع جهاديين ضد الأسد، وهم يفعلون ذلك لضرورات ميدانية.”
وحول المعارك التي دارت طوال الأيام الماضية بين الجيش السوري والمعارضة للسيطرة على مناطق حدودية مع إسرائيل في القنيطرة قال تابلر: “كنت في الجولان وشاهدت الاشتباكات هناك من مواقع للجيش الإسرائيلي. الأوضاع تبدو وكأنها يوم القيامة المذهبي، هناك قوات الأسد المدعومة من الإيرانيين، والمليشيات الموالية له والتي دربها الإيرانيون أيضا، يقاتلون ضد جبهة النصرة وجماعات أخرى.”
واستطرد تابلر بالدعوة إلى بدء دعم جماعات المعارضة السورية التي قال إن أمريكا “تعرفها منذ سنوات ولا يمكنها التذرع بأنها تجهلها” ورفض الاستعانة بالقوات الحكومية السورية قائلا: “الأسد ليس حلا فهو تابع لإيران، كما أن قواته محدودة القدرة خاصة، بعد انسحاب الكثير من المليشيات الشيعية إلى العراق، الأسد ليس لديه سوى القدرة على الدفاع –هذا بعد مساعدة المليشيات الشيعية له.”
واشنطن تفوز بدعم دبلوماسي لحملة عسكرية في العراق وسوريا
من جون ايريش وجيسون زيب
باريس (رويترز) – أبدت قوى عالمية دعمها للخطوات العسكرية يوم الاثنين للمساعدة في إلحاق الهزيمة بمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وهو ما يعزز جهود واشنطن لإقامة تحالف ولكنها لم تذكر التحدي الدبلوماسي الأصعب في سوريا المجاورة.
وأرسلت فرنسا طائرات مقاتلة في مهام استطلاعية فوق العراق وهي أقرب خطوة اتخذت لتكون أول حليف ينضم للولايات المتحدة في حملة قصف جديدة هناك منذ أن أعلن الرئيس باراك أوباما في الأسبوع الماضي خططه لإنشاء تحالف واسع.
واستضافت باريس مؤتمرا دوليا حضره الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن ودول أوروبية وعربية وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والأمم المتحدة. وتعهد الجميع بمساعدة حكومة بغداد على محاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
ولكن بيانا صدر عقب مؤتمر الاثنين لم يأت على ذكر سوريا على الإطلاق -وهي الدولة الأخرى التي يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أراض واسعة فيها. وحضر العراق مؤتمر الاثنين ولكن سوريا لم تفعل. وغابت حليفتها إيران هي الأخرى.
وكان أوباما قد تعهد الأسبوع الماضي بإنشاء تحالف يهزم مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وفي وسوريا. وهو ما يدخل الولايات المتحدة في حربين أهليتين منفصلتين.
وجاء في بيان عقب محادثات الاثنين “جميع المشاركين شددوا على الحاجة الملحة لإخراج داعش من المناطق التي رسخت أقدامها فيها في العراق” وتضمن البيان الاسم الذي تستخدمه وسائل الإعلام العربية في الإشارة إلى الاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية وهو “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
واضاف البيان “ومن أجل هذه الغاية تلزم الدول نفسها بدعم الحكومة العراقية الجديدة في حربها ضد داعش بأي وسيلة لازمة بما في ذلك المساعدة العسكرية الملائمة.”
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن طائرات فرنسية ستبدأ طلعات استطلاعية فوق العراق. وقال مسؤول فرنسي إن طائرتي رافال مقاتلتين وطائرة للتزويد بالوقود أقلعت يوم الاثنين متوجهة للعراق.
وقال فابيوس في مؤتمر صحفي في نهاية المحادثات “سفاحو داعش – هذا هو الاسم الذي أطلقه عليهم – يقولون للعالم بأسره إما أن تكونوا معنا أو نقتلكم. وحينما يواجه المرء مثل هذه الجماعة فإنه لا مناص من الدفاع عن نفسه.”
وقال الرئيس العراقي فؤاد معصوم إنه يأمل أن يتمخض اجتماع باريس عن “استجابة سريعة” ضد الجهاديين الذين أعلنوا دولة الخلافة في قلب الشرق الأوسط.
وقال أمام أعضاء الوفود “إن عقيدة الدولة الإسلامية هي إما أن تؤيدنا أو نقتلك. لقد ارتكبت مذابح وجرائم قتل جماعية وتطهيرا عرقيا.”
ومؤتمر الاثنين اقتراع مهم على الثقة في الحكومة العراقية الجديدة التي تشكلت الأسبوع الماضي بقيادة عضو الأغلبية الشيعية رئيس الوزراء حيدر العبادي وتشمل سنة وأكرادا يحتلون مناصب مهمة.
ويأمل حلفاء العراق أن يثبت العبادي أنه قائد أكثر وسطية من سلفه نوري المالكي. وهو شيعي أدت سياساته إلى تنفير كثير من السنة. ويأمل الحلفاء أن تنجح الحكومة العراقية الجديدة في استعادة السنة الذين دعموا تحرك الدولة الإسلامية.
كما يظهر مؤتمر الاثنين أن العبادي يتمتع بنوايا طيبة واسعة على المستوى الدولي. وهو ما يعني أن واشنطن ربما تواجه حالة من الصد الدبلوماسي بسبب خططها الرامية لشن ضربات جوية على مقاتلي الدولة الإسلامية في الجانب الآخر من الحدود.
ولكن الحالة في سوريا أكثر صعوبة. ففي سنوات الحرب الأهلية الثلاث ظهر تنظيم الدولة الإسلامية بوصفه واحدا من أقوى الجماعات السنية التي تقاتل حكومة الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية.
وما زالت واشنطن تناصب الأسد العداء. وهو ما يعني أن أي قصف من المرجح أن ينفذ من دون موافقة حكومة دمشق. وتقول روسيا التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن وتؤيد الأسد إن القصف سيكون غير شرعي من دون موافقة مجلس الأمن. وهناك مخاوف في تركيا وغيرها من الدول أن تؤدي الإجراءات ضد الدولة ألإسلامية لمساعدة الأسد.
واستأنفت الولايات المتحدة الضربات الجوية في العراق في أغسطس آب لأول مرة منذ سحب قواتها من هناك عام 2011. وتخشى واشنطن من أن يقسم المتشددون البلاد ويستخدمونها قاعدة لشن هجمات على الغرب.
وتشمل خطط أوباما التي أعلنت الأسبوع الماضي عملا عسكريا أقوى وستوسع الحملة لتعبر الحدود مع سوريا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يعتقد أن بمقدوره إقامة تحالف قوي على الرغم من تردد بعض الشركاء وتساؤلات بشأن مدى شرعية التحرك ولاسيما في سوريا حيث يوجد معقل قوي للتنظيم.
وقال مسؤولون أمريكيون إن عدة دول عربية عرضت الانضمام للولايات المتحدة في تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف للدولة الإسلامية لكنهم رفضوا الإفصاح عن الدول التي قدمت هذه العروض. وفي الأسبوع الماضي أبدت عشر دول عربية الالتزام بالانضمام للتحالف العسكري ولكن من دون تحديد المهام التي ستضطلع بها.
ولم تؤكد بريطانيا التي كانت حليفة واشنطن في غزوها للعراق عام 2003 مشاركتها في الضربات الجوية على الرغم من مقتل بريطاني يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية على يد مقاتلي الدولة الإسلامية هذا الاسبوع.
وقالت فرنسا إنها مستعدة للمشاركة في مهام القصف في العراق ولكنها أبدت قلقا من التحرك في سوريا. ويقول مسؤولون فرنسيون إن خطة التحالف يتعين أن تتحرك بأكثر من العمل العسكري والإنساني مشيرين إلى أنه يتعين وجود خطة سياسية بمجرد إضعاف الدولة الإسلامية في العراق.
ويظهر غياب إيران حليف الأسد الرئيسي مدى صعوبة العمل المشترك في الشرق الأوسط. وقال مسسؤولون فرنسيون إن دولا عربية عرقلت حضور طهران.
وقال دبلوماسي فرنسي “كنا نريد إجماعا بين الدول فيما يتعلق بحضور إيران.. ولكن في النهاية كان حضور دول عربية معينة أهم من حضور إيران.”
ونسبت صحيفة في.جي. النرويجية اليومية عن وزير الخارجية بورج برند قوله إن أوسلو -التي تشارك في مؤتمر باريس تدرس فكرة أن يكون لها وجود عسكري في العراق.
وقال “أولا وقبل كل شيء قلنا إنه ستكون هناك مساهمة إضافية للعمل الإنساني. لكننا أيضا ندرس ما إذا كنا سنساهم أيضا في بناء القدرة العسكرية إلى جانب المساعدة الإنسانية.”
وتابع “قد يشمل هذا تدريب الجنود لكنه سيعتمد على الطلب الذي سيقدم لنا.”
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)