أحداث الاثنين 17 نيسان 2017
أميركا تستبعد إرسال جنود إلى سورية
لندن – «الحياة»
عاودت القوات النظامية تقدمها أمس في وسط سورية، وشّنت هجوماً كبيراً على بلدة صوران التي كانت فصائل معارضة انتزعتها منها قبل أسابيع، في أول تحرّك ميداني على جبهات القتال منذ الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري رداً على «مذبحة الكيماوي» في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي. وجاء ذلك في وقت دوّت انفجارات ناجمة عن سقوط قذائف مورتر على ساحة الأمويين بوسط دمشق، ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص.
وبرز أمس موقف لافت لهيربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، شكك فيه بأنباء عن إرسال الولايات المتحدة مزيداً من القوات إلى سورية، وسط تزايد المؤشرات إلى اقتراب موعد الهجوم على مدينة الرقة، معقل «داعش». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ماكماستر قوله لمحطة «آي بي سي» من أفغانستان إنه «يبقى أن نرى» إذا كانت هناك حاجة لإرسال مزيد من القوات إلى سورية لكنه «لا يعتقد» أن هناك حاجة لذلك. وأكد أن الولايات المتحدة ستدعم «القوات الشريكة» لها في سورية.
وكان من المتوقع أن تُعلن الولايات المتحدة إرسال مزيد من المساعدات العسكرية لـ «قوات سورية الديموقراطية» المشاركة في الهجوم على الرقة، في ظل تقارير عن أن إدارة ترامب تدرس إرسال ما يصل إلى 50 ألف جندي للمساعدة في طرد «داعش» من «عاصمته» السورية.
إلى ذلك، استؤنفت عملية «الإجلاء المتبادل» بين سكان مناطق موالية للحكومة وأخرى موالية للمعارضة ليلة السبت- الأحد بعد ساعات من تفجير يُعتقد أنه «انتحاري» استهدف النازحين الموالين للحكومة غرب حلب، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 124 شخصاً بينهم 68 طفلاً.
وأفيد بأن حافلات نقل النازحين من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب والتي استُهدفت بالتفجير الانتحاري في منطقة الراشدين4، دخلت ليلاً إلى مدينة حلب، بالتزامن مع سماح الحكومة لحافلات النازحين من مضايا والزبداني في ريف دمشق بمغادرة منطقة كاراجات الراموسة في حلب والتوجه إلى مدينة إدلب، معقل المعارضة الإسلامية في الشمال الغربي. ويُعرف اتفاق الإجلاء المتبادل بـ «اتفاق البلدات الأربع» على رغم أنه بات يشمل حي اليرموك في جنوب دمشق بناء على طلب «هيئة تحرير الشام». ويأخذ منتقدون لهذا الاتفاق أنه يُساهم في «تغيير ديموغرافي وطائفي» كون المناطق المستهدفة بالإخلاء إما شيعية (كفريا والفوعة) ينزح سكانها إلى مناطق سيطرة الحكومة، وإما سنّية (مضايا والزبداني) ينزح سكانها إلى مناطق سيطرة المعارضة.
وسرت مخاوف بعد التفجير الذي استهدف النازحين الشيعة في الراشدين من حصول عمليات انتقامية ضد النازحين السنّة من مضايا والزبداني خلال توقفهم في الراموسة في حلب، لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل. ودانت فصائل معارضة عدة تفجير الراشدين، علماً أن بين ضحاياه قرابة 30 مسلحاً معارضاً كانوا يحرسون قافلة النازحين الشيعة. ولم تتبن أي جهة التفجير حتى مساء أمس.
إلى ذلك، وجّه نواب من حزب الديموقراطيين الأحرار البريطاني المعارض رسالة إلى وزيرة الداخلية أمبر رد، دعوا فيها إلى تجريد أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، من جنسيتها البريطانية رداً على مواقفها «الدعائية» لمصلحة حكم زوجها بشّار الأسد. واعتبر النائب في هذا الحزب توم بريك أن أسماء لا يمكنها أن تدافع عن «بربرية» الحكم السوري وتحتفظ في الوقت ذاته بجنسيتها، علماً أنها من مواليد بريطانيا. وتخضع أسماء أصلاً لعقوبات يفرضها عليها الاتحاد الأوروبي. وأدلى نائب من حزب المحافظين الحاكم بمواقف مؤيدة للنواب المعارضين، داعياً إلى استهداف «آلة الدعاية التي ترتكب جرائم حرب».
وبالتزامن مع ذلك، صعّد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حملته ضد الرئيس السوري ونعته بـ «الإرهابي الأكبر»، وقال في مقالة نشرتها صحيفة «صنداي تلغراف» إن موسكو ما زالت تملك الوقت «كي تستيقظ» وتقف في «الجانب الصحيح» بتخليها عن الأسد، قائلاً إن الأخير لا يمكنه أن يأمل بحكم شعبه من جديد.
واشنطن تريد محادثات «حازمة» مع روسيا حول سورية
واشنطن – رويترز
قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش آر ماكماستر إن الوقت حان لإجراء محادثات «حازمة» مع روسيا في شأن دعمها للحكومة السورية وأعمالها «التخريبية» في أوروبا، وذلك وسط حديث عن نية روسيا عقد اجتماع مع واشنطن في جنيف الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله اليوم إن ديبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة يعتزمون عقد الاجتماع، لكنهم بانتظار تأكيد من واشنطن.
وقال ماكماستر لمحطة «أي بي سي» أمس (الأحد) إن «دعم روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد أدى إلى استمرار حرب أهلية وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا (…) لذلك فإن دعم روسيا لهذا النوع من النظام الرهيب الذي هو طرف في ذلك النوع من الصراع أمر لابد أن يكون محل تساؤل، إضافة إلى الأعمال التخريبية لروسيا في أوروبا، لذلك فإنني أعتقد أن الوقت حان الآن لإجراء تلك المباحثات الحازمة مع روسيا».
وقال ماكماستر: «حسنا عندما تكون العلاقات في أدنى مستوياتها (وهو ما قاله الرئيس دونالد ترامب قبل أيام) لا يمكن توقع إلا أن تتحسن بعد ذلك، ولذلك فإنني أعتقد أن توقيت زيارة وزير الخارجية لروسيا كان مناسبا تماما». وصعّد ترامب لهجته ضد الأسد خصوصاً بعد مجزرة خان شيخون بغاز السارين والتي لا زال النظام ينفي قيامه بها، ووصف ترامب الأسد حينها بـ «الجزار».
وكان تقرير للمخابرات الأميركية في يناير كانون الثاني (يناير) في شأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة التي جرت في الولايات المتحدة في 2016 إن روسيا سعت أيضا إلى التأثير على انتخابات في شتى أنحاء أوروبا.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون ومحللون إن موسكو استهدفت الانتخابات في فرنسا وألمانيا ومناطق أخرى من خلال الدعاية والخرق الالكتروني وتمويل مرشحين ووسائل أخرى بهدف عام وهو إضعاف حلف «الأطلسي» والتحالف عبر الأطلسي.
تصعيد الغارات على حماة وإدلب … وفصيل معارض «يخرج مطاراً عسكرياً من الخدمة»
لندن – «الحياة»
شهدت مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي تصعيداً لافتاً في حدة الغارات الجوية أمس، وسط معلومات عن هجوم تشنه القوات النظامية على بلدة صوران، فيما أعلن فصيل معارض أنه «أخرج مطار حماة العسكري من الخدمة» بعد قصفه بالصواريخ.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه ارتفع إلى 25 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية منذ الصباح على بلدة صوران بريف حماة الشمالي، بالتزامن مع إلقاء الطيران المروحي ما لا يقل عن 10 براميل متفجرة على البلدة، وسط استمرار القصف المدفعي والصاروخي من القوات النظامية عليها، مشيراً إلى «اشتباكات عنيفة» تدور بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، في محيط البلدة «في محاولة من قوات النظام لتحقيق تقدم واستعادة بلدة صوران التي سيطرت عليها الفصائل قبل أسابيع». وأكدت مصادر إعلامية موالية لحكومة دمشق أن قواتها تشن بالفعل هجوماً كبيراً على صوران، لكن مجريات المعركة لم تتضح حتى ساعات بعد الظهر.
وجاءت معارك صوران، فيما أورد «المرصد» أن طائرات حربية أغارت على بلدة طيبة الإمام ومحيط قرية المصاصنة وبلدة حلفايا بريف حماة الشمالي، فيما قصفت القوات النظامية محيط قريتي بطيش وسنسحر بالريف الشمالي للمحافظة. في المقابل، سقطت صواريخ عدة أطلقتها الفصائل الإسلامية على بلدة سلحب بريف حماة الغربي والخاضعة لسيطرة القوات النظامية.
وفي الإطار ذاته، نقلت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة عن «جيش النصر»، أحد فصائل «الجيش الحر» في ريف حماة، إنه تمكن في إخراج مطار حماة العسكري من الخدمة بعد استهدافه بوابل من صواريخ «غراد». ونشر «جيش النصر» على مواقعه الرسمية بياناً أكد فيه أنه استهدف مطار حماة العسكري بـ40 صاروخ «غراد»، ما أدى إلى نشوب حرائق كبيرة داخله وإصابة برج الإشارة والتوجيه وخروج المطار بالتالي عن الخدمة. ونقلت الشبكة عن ناشطين انهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من داخل المطار الذي توقفت فيه حركة الطائرات القادمة والمغادرة، لكنهم قالوا إنهم يعتقدون أن المطار خرج عن الخدمة «في شكل موقت» فقط. ولفتت «شبكة شام» إلى أن مطار حماة العسكري يُعد من أكثر المطارات التي تنطلق منها الطائرات المشاركة في قصف مناطق المعارضة، معتبرة أنه «يخضع لسيطرة مزدوجة من إيران وروسيا».
وأوضح «المرصد»، أن ريفي حماة وإدلب يشهدان منذ السبت الماضي ضربات جوية مكثفة استهدفت العديد من القرى والبلدات، مسجلاً أن الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للقوات النظامية السورية شنّت أكثر من 250 غارة «استهدفت بالقنابل والصواريخ وبمقذوفات تساقطت على شكل كتل ملتهبة على الأهداف التي تم قصفها». وقال إن الغارات استهدفت مدن وبلدات وقرى اللطامنة وصوران وحلفايا وخان شيخون والهبيط وترملا وجبل الزاوية والزلاقيات ولحايا ومنطقة الأزوار ومناطق أخرى في ريف حماة. وذكر «المرصد» أيضاً أن الطائرات الحربية نفذت صباح أمس ما لا يقل عن 18 غارة استهدفت مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي لإدلب «حيث استهدفت الطائرات التي يرجح أنها روسية المدينة بالرشاشات الثقيلة وبالصواريخ وبمواد تتساقط على شكل كتل لهب فوق الأهداف التي يتم قصفها من الطائرات، الأمر الذي تسبب في اندلاع نيران في مناطق القصف وأضرار مادية»، مشيراً إلى أن القصف طال تحديداً مركز الدفاع المدني والمركز الطبي في المدينة. وكانت خان شيخون مسرحاً لقصف بغاز السارين هذا الشهر، ما استدعى رداً أميركياً تمثّل بقصف مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، تحدث «المرصد» عن مقتل 8 أشخاص بينهم أطفال جراء قصف طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي لقرية السكرية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي ليلة أول من أمس، ليرتفع بذلك إلى 15 عدد الأشخاص الذين قُتلوا يوم السبت في محافظة دير الزور هم 7 مواطنين بينهم 4 أطفال ومواطنة قُتلوا بقصف لتنظيم «داعش» على حي هرابش بمدينة دير الزور و8 مواطنين قُتلوا في الغارات على السكرية قرب البوكمال. وأعلنت وسائل إعلام حكومية سورية بعد ظهر أمس إصابة اثنين من أفراد طاقم إعلامي روسي بقصف شنّه «داعش» على مناطق سيطرة الحكومة داخل مدينة دير الزور التي كان يزورها الوفد الإعلامي الروسي.
وفي محافظة حلب (شمال)، أشار «المرصد» إلى ان القوات النظامية قصفت بلدة عندان بريف حلب الشمالي، فيما نفذت الطائرات الحربية غارات بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي على قرية ياقد العدس وأطراف قرية كفربسين بريف حلب الشمالي ومناطق أخرى في بلدات عنجارة ودارة عزة والقاسمية بريف حلب الغربي. وفي محافظة ريف دمشق، أفاد «المرصد» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في الأحياء الغربية لمدينة حرستا في الغوطة الشرقية و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». أما في محافظة حمص، فقد أورد «المرصد» معلومات عن تجدد الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» على محاور في محيط حقل شاعر وجبل الأبتر جنوب مدينة تدمر، وعدة محاور أخرى في ريف حمص الشرقي.
وفي محافظة درعا (جنوب)، أغارت الطائرات الحربية على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا. وأوضح «المرصد» أن هذه الغارات تأتي في إطار تصعيد القوات النظامية وطائراتها الحربية والمروحية قصفها على مدينة درعا البلد التي تعرضت لنحو 40 غارة وبرميلاً متفجراً منذ السبت.
وزير الخارجية البريطاني: بشار هو «الإرهابي الأكبر» الذي تسبب بتعطش للانتقام لا يمكن وقفه
برلمانيون يطالبون بسحب جنسية زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد
لندن ـ «القدس العربي»: وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون رئيس النظام السوري بشار الأسد بـ«الإرهابي الأكبر»، داعيا روسيا إلى الاعتراف بأنه شخص «سامّ» بالمعنيين الحرفي والمجازي للكلمة.
وكتب جونسون في مقالة نشرتها صحيفة «صنداي تلغراف» أن موسكو حليفة دمشق لا تزال تملك الوقت لتكون على «الجانب الصحيح من وجهة النظر» بشأن النزاع في سوريا.
وأضاف ان «الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية ليس لأنها فظيعة ولا تفرق (بين الضحايا) فحسب، بل لأنها مروعة كذلك».
وتابع «لذلك، هو نفسه إرهابي أكبر تسبب بتعطش للانتقام لا يمكن وقفه حتى بات لا يمكنه أن يأمل بأن يحكم شعبه ثانية (…) إنه سامّ حرفيا ومجازيا، وحان الوقت لروسيا كي تستيقظ وتوقن هذه الحقيقة».
وتعرض جونسون للعديد من الانتقادات إثر فشله في إقناع مجموعة الدول السبع باقتراحه فرض عقوبات جديدة ضد مسؤولين روس وسوريين رفيعين عقب الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، والذي أوقع عشرات القتلى وأثار غضبا دوليا. ولكنه أكد أن الهجوم الكيميائي بدل موقف الغرب تجاه سوريا.
وكتب وزير الخارجية أن «المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحلفاءنا اتفقنا على أمر واحد: نعتقد أنه من المرجح جدا أن الهجوم شنه الأسد على شعبه باستخدام أسلحة غاز سام تم حظرها منذ نحو مئة عام».
وأضاف «دعونا نواجه الحقيقة: الأسد متشبث (بالسلطة). وبمساعدة الروس والإيرانيين، وباستخدام الوحشية بلا هوادة لم يستعد حلب فقط بل استعاد معظم سوريا (الصالحة للعيش)».
وقبل الهجوم الكيميائي في الرابع من نيسان/ابريل، كان الغرب على «حافة الوصول إلى توافق قاتم» تبدل الآن، حسب جونسون.
وأوضح أن التوافق كان على أنه من الأكثر حكمة التركيز على الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» والقبول على مضض بأن إزاحة الأسد «رغم أنه أمر أساسي في نهاية المطاف ـ إلا أن عليه الانتظار إلى حين التوصل إلى حل سياسي مخطط».
وتسبب النزاع السوري بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها منذ بدأت تظاهرات سلمية مطالبة بالإصلاحات انطلقت في آذار/ مارس 2011 وواجهها نظام الأسد بالقوة.
وطالب نواب بريطانيون بسحب الجنسية البريطانية من زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، معللين ذلك بـ«انكشاف الدور الذي تلعبه أسماء الأسد في ماكنة الدعاية التابعة للنظام».
وكشفت صحيفة «صنداي تايمز» في تقرير أعده ديبيش غادر عن أن أسماء الأسد تستخدم ثلاثة حسابات على الأقل على وسائل التواصل الاجتماعي وكلها تستخدم لتلميع صورة بشار ومديح «شهداء» النظام واتهام الغرب بنشر الأكاذيب.
وتمارس السيدة السورية الأولى، التي نشأت في منطقة أكتون غربي لندن، نشاطاتها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تيليغرام»، ويتابعها حوالى نصف مليون شخص.
وتبدو أسماء في معظم منشوراتها تعانق أطفالا ونساء مسنات بينما ترتدي آخر تقليعات الأزياء، لكنها ظهرت الأسبوع الماضي مشككة برواية الغرب حول ما جرى في خان شيخون، وإن كان الهجوم الكيميائي بغاز السارين الذي أودى بحياة 90 شخصا قد وقع فعلا.
وفي ردها على القصف الأمريكي للقاعدة الجوية السورية كتبت أسماء «تؤكد رئاسة الجمهورية السورية أن ما فعلته أمريكا هو عمل غير مسؤول يعكس قصر النظر وضيق الأفق والعمى السياسي والعسكري وهو دعاية ساذجة ومضللة».
ولفتت الصحيفة إلى أن أسماء في يوم مجزرة خان شيخون، 4 نيسان/ أبريل، نشرت صورة لها وهي تبتسم، وتبدو غير مدركة إلى حد بعيد ما حصل خلال مجزرة بالكيميائي.
وحث نواب في المملكة المتحدة وزارة الداخلية على سحب جنسيتها البريطانية، لإرسال إشارة قوية إلى «نظام زوجها القاتل»، وفق تعبيرهم.
ونقلت الصحيفة عن ناظم زهاوي النائب المحافظ الذي يتولى رئاسة مجلس النواب، قوله إن «الوقت حان لنلاحق الأسد بكل الوسائل، بمن في ذلك الناس المقربون له، مثل زوجته التي تشكل جزءا كبيرا من ماكينته الدعائية، التي تحاول أن تغطي على جرائم الحرب التي يرتكبها».
ويعتقد بأن أسماء الأسد تحمل الجنسية البريطانية – السورية المزدوجة، ما يعني أن إلغاء جنسيتها لن يعتبر على المرجح أمرا غير قانوني، بحجة تركها بلا جنسية.
ويمكن لوزير الداخلية اتخاذ مثل هذه الخطوة بموجب قانون الجنسية البريطانية، إذا اقتنعت وزارته بأن الأمر «للصالح العام».
الغوطة الشرقية لدمشق على مفترق طرق بين الحل السياسي والحصار
عبدالله العمري
إسطنبول ـ «القدس العربي»: تحدثت مصادر في المعارضة المسلحة عن احتمالات إطباق حصار قوات النظام السوري لكامل منطقة الغوطة الشرقية في الأسابيع المقبلة، وقال أحد قيادات الفصائل في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، رفض الكشف عن هويته، ان قوات النظام بدأت تتبع «استراتيجية قضم الأراضي وقطع الطرق المحتملة لمرور المواد الأساسية والسيطرة النارية على معظمها لمنع مرور تلك المواد إلى مناطق الغوطة».
وأضاف لـ«القدس العربي» ان النظام مُنذ أقل من عامين «اصبح يركز على تدمير الانفاق الواصلة بين مناطق الغوطة ومناطق أخرى لا تعاني من قوة الحصار نفسه»، حسب قوله. وأكد المصدر على «انقسامات واسعة في صفوف الفصائل مع بعضها وكذلك في الهيئات المدنية التي كانت تلعب دوراً أساسياً في التخفيف من حدة الانقسامات وتأمين مستلزمات العيش للسكان المحاصرين بالتنسيق مع الفصائل».
وأشار إلى أهم عوامل الانقسام «برزت بعد دخول فيلق الرحمن وجيش الإسلام في مفاوضات الحل السياسي الذي ترفضه حركة احرار الشام وجبهة فتح الشام التي تصر على القتال لاسقاط النظام».
وقال المصدر، ان «معظم سكان المناطق والهيئات المدنية والإعلامية يفضلون الحل السياسي السلمي على مواصلة القتال، وهو موقف ترفضه الحركة والجبهة بينما يؤيده جيش الإسلام وفيلق الرحمن»، حسب قوله.
وأكد على ان «كلاً من جيش الإسلام وفيلق الرحمن رغم الخلافات بينهما يتفقان على ضرورة وقف نزيف الدم وفك الحصار عن الغوطة الشرقية» وحسب المصدر هناك «تيار مهم من السكان يؤيدون موقف جبهة فتح الشام وحركة احرار الشام في الاستمرار بخيار الحسم العسكري تخوفاً من احتمالات فرض النظام سياسة التهجير القسري واجراء تغييرات ديموغرافية في المنطقة على حساب سكانها السُنّة كما حصل في مناطق عدة لجأت إلى خيار المصالحة مع النظام». وقال ان «عشرات العروض تقدم بها النظام لفتح الحصار في مقابل فرض تسوية شبيهة بتسويات وادي بردى وقبلها داريا وخان الشيح وبلدات جنوب دمشق، لكن وجهاء الغوطة رفضوا كل تلك العروض طالما أنها ستؤدي إلى تهجيرهم إلى مناطق أخرى»، حسب قوله.
ورأى سامي دوماني، الناشط الميداني في مجال العمل الخيري، ان «الأشهر الماضية وبعد ان تأكد الناس من مماطلة النظام في المفاوضات مع المعارضة والفصائل وعدم جديته اصبحوا يرفضون مجرد التفكير في القبول بالاستمرار في المفاوضات»، مؤكداً على «ضغوط تتعرض لها قيادات جيش الإسلام وفيلق الرحمن من فئة كبيرة من مقاتليهم والسكان للانسحاب من المفاوضات والاصطفاف إلى جانب حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام لمواصلة قتال قوات النظام»، وقال، ان «المجموعات القتالية المستقلة لا تزال تواصل رباطها دفاعاً عن مناطقها ويقفون في معظمهم بالضد من المفاوضات مع النظام ويدعون إلى تبني خيار الحل العسكري لفرض الشروط السياسية على النظام من موقع القوة»، حسب تعبيره.
وأشار دوماني إلى ان «الثقل الأكبر بين مناطق الغوطة الشرقية هي مدينة دوما التي هي معقل جيش الإسلام ويتبنى سكانها مواقفه تماماً، وهو ما يثير مخاوف انقسام مستقبلي ضمن مدينة دوما بين مؤيدين للجيش ومعارضين له إذا استمرت المفاوضات مع مواصلة حرب النظام على سكان المدينة دون توقف»، على حد قوله.
صورة لـ«الهلال الأحمر» في حي الراشدين تُشعل موقعي «فيسبوك» و«تويتر»
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: أثارت الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر عناصر من فريق الهلال الأحمر السوري وهم يهربون مبتعدين عن موقع التفجير الانتحاري الذي ضرب حي الراشدين غرب حلب واستهدف حافلات تنقل مدنيي بلدتي كفريا والفوعة إلى حلب، أثارت الكثير من الجدل بين الناشطين على موقعي «فيسبوك» و«تويتر».
فقد ذهب البعض إلى حد اتهام الهلال الأحمر السوري بأن فريقه في حي الراشدين كان يعلم بحدوث تفجير سيضرب المكان قبل حصوله ما دفعهم للهرب والابتعاد عن المكان. ليتبين فيما بعد أن الصور تلك كانت مجتزأة وجرى اقتصاصها حيث حذف جزء من يمين الصورة يظهر فيه دخان متصاعد جراء حصول التفجير فيما ينسف تماماً فرضية معرفة فرق الهلال الأحمر السوري بالتفجير وأن العناصر الذين ظهروا بالصورة كانوا يهربون من التفجير بعد حصوله. وأظهرت صور أخرى عناصر آخرين من الهلال الأحمر السوري بالقرب من مكان حصول التفجير وقال نشطاء إن ثلاثة منهم أصيبوا بجروح جراء التفجير. وأثارت تلك الاتهامات غضب البعض من المتعاطفين مع منظمة الهلال الأحمر السوري حيث اعتبروا ذلك إساءةً كبيرةً لفريق ضخم من المتطوعين الذين يقدمون المساعدات الممكنة لجميع السوريين ومن مختلف المناطق السورية موالين ومعارضين. ورأى هؤلاء أن اتهام الهلال السوري وتقديم عناصره بهذه الصورة يخدم منظمة الخوذ البيضاء ويعطيها تفوقاً معنوياً إضافياً على حساب الهلال الأحمر.
«لواء صقور الرقة» ينسحب من جبهات القتال ضد تنظيم «الدولة» في محيط الطبقة احتجاجاً على استهدافه من التحالف الدولي
عبد الرزاق النبهان
الحسكة ـ «القدس العربي»: أفاد ناشطون من ريف الرقة في شمالي سوريا، بانسحاب «قوات صقور الرقة» المنضوية ضمن صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري من جبهات القتال ضد تنظيم الدولة في محيط مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وذلك احتجاجاً على استهداف التحالف الدولي لموقعها.
وكانت طائرات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية قد شنت في 12 نيسان/ أبريل الجاري غارة جوية بالخطأ على مواقع «لواء صقور الرقة» في جنوب مدينة الطبقة، مما أدى إلى مقتل 18 عنصراً وأصيب آخرون.
وقال الناشط الإعلامي أبا محمد الرقاوي، لـ«القدس العربي»، «إن مدينة تل ابيض في ريف محافظة الرقة، لا تزال تشهد توتراً كبيراً بعد مقتل 18 عنصراً من قوات صقور الرقة المنضوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، بعد أن استهدفهم طيران التحالف الدولي الثلاثاء الماضي».
وأضاف «ان لواء صقور الرقة المكون العربي داخل ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية سحب كامل قواته من جبهات القتال ضد تنظيم الدولة في محيط مدينة الطبقة، إلى مدينة تل أبيض بعد اتهامه لوحدات الحماية الكردية بالمسؤولية عن الحادثة عقب اعطائه احداثيات خاطئة لطيران التحالف الدولي، الأمر الذي تسبب في حدوث حالة من التوتر بين الجانبين».
ونقل عن شهود عيان من المنطقة أن قيادياً في «وحدات الحماية الكردية» يدعى خليل أقدامير قام بتزويد قيادة عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» بإحداثيات مقر تابع لـ«صقور الرقة» مدّعياً أنه موقع تابع لتنظيم «الدولة» قرب قرية جعبر شمال مدينة الطبقة.
وأكد المصدر الذي نقل عنه أن هذا التصرف جاء كرد فعل على رفض «لواء صقور الرقة» إصدار بيان حاولت «الوحدات الكردية» فرضه عليهم، يتضمن تنديداً ورفضاً قاطعاً لمشاركة الجيش التركي في معركة الرقة، بالإضافة لعدم موافقة اللواء على الاندماج في صفوفها.
وقال الناشط السياسي عمر هويدي، إن «انسحاب لواء صقور الرقة من محيط مدينة الطبقة بعد استهدافه من قبل التحالف الدولي يأتي ضمن سياسة الوحدات الكردية التي تحاول عزل جميع الفصائل العربية من المشاركة في معركة الرقة، والتضييق عليها سياسياً وعسكرياً، وفي الوقت نفسه تعمل على استبدال هذه الفصائل بمجموعات أخرى أكثر تبعية وتكون تحت مسميات جديدة».
واعتبر في تصريح لـ«القدس العربي»، «أن إعطاء احداثيات مغلوطة للتحالف الدولي بشكل متعمد كشف الوجه الحقيقي للوحدات الكردية التي تسعى إلى توظيف الفصائل العسكرية العربية كواجهة بعد الإفلاس الذي أصاب أطروحاتها بفعل ممارستها بحق السكان العرب، وذلك من أجل السيطرة على الرقة وريفها».
وعن التداعيات المستقبلية للتوتر الذي يحصل بين الحين والآخر بين «وحدات الحماية الكردية» والفصائل العربية المشاركة بجانبها ضمن عملية غضب الفرات، توقع هويدي «أن يتواصل التوتر ما لم تتحرر الفصائل العربية من هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي عليها والتي أدت إلى تبعية معظم الفصائل العربية لسياستها»، مشيراً إلى أن «ضعف الفصائل العربية أمام وحدات الحماية الكردية في المناطق التي تسيطر عليها تسبب في استغلال هذه الفصائل من أجل تكثيف ممارستها الانفصالية بذريعة القوى العربية المشاركة بجانبها ولا سيما في ريف الرقة».
يذكر أن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تتكون أساساً من وحدات الحماية الكردية كانت قد أطلقت قبل أيام المرحلة الرابعة من حملة غضب الفرات، التي قالت إنها تهدف لإحكام سيطرتها على ريف الرقة الشمالي ووادي جلاب، بهدف إطباق الحصار على مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم الدولة في شمالي سوريا حيث تمكنت خلال الفترة الماضية من السيطرة على مطار الطبقة العسكري، وحصار مدينة الطبقة من جهاتها الأربع.
موسكو تخطط لاجتماع “دبلوماسي” بشأن سورية في جنيف
نقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤول روسي قوله، اليوم الإثنين، إن موسكو تخطط لعقد اجتماع على مستوى الدبلوماسيين مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، بشأن الأزمة السورية في جنيف الأسبوع المقبل.
وأضاف نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو لا تزال تنتظر تأكيداً من واشنطن بشأن عقد الاجتماع، الذي يأتي بعد تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن.
وفي السياق ذاته، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، أن بلاده تخطط لاجتماع في جنيف حول سورية بعد اجتماع أستانة المقبل.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره السنغالي، “لن نسمح بتقويض الجهود الساعية لتسوية سلمية في سورية”، معتبراً أن “تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين ظهرا نتيجة تصرفات شركائنا الغربيين”.
كما تطرق وزير الخارجية الروسي إلى الهجوم الكيميائي في خان شيخون السورية، قائلاً “نصرّ على تحقيق نزيه وموضوعي في هجوم خان شيخون” مضيفاً “لا أحد يعرف ما تقوم به البعثة البريطانية للتحقيق في هجوم خان شيخون”.
وأسفر هجوم كيميائي، في 7 إبريل/نيسان على خان شيخون بريف إدلب، عن قتل ما لا يقل عن 70 شخصاً في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية.
وقصفت الولايات المتحدة، في أوائل الشهر الجاري، قاعدة الشعيرات الجوية السورية بالصواريخ في رد فعل على ما وصفته واشنطن بهجوم كيميائي شنته قوات النظام السوري.
وحذّرت روسيا من تكرار تحرك واشنطن العسكري في سورية، ونفت وقوع أي هجوم كيميائي.
(العربي الجديد، رويترز)
تهجير الدفعة الخامسة من حي الوعر… وخسائر للنظام بدرعا
جلال بكور
يجري الاستعداد في حي الوعر في حمص وسط سورية، لتهجير الدفعة الخامسة من الراغبين بالخروج وعدم مصالحة النظام، إلى مدينة جرابلس بمحافظة حلب شمالي البلاد، وفق اتفاق بين المعارضة المسلحة وقوات النظام برعاية روسية، في وقتٍ تكبّد فيه النظام السوري خسائر في مدينة درعا.
وقال الناشط، جلال التلاوي، لـ”العربي الجديد”، اليوم الإثنين، إنّ “التحضير يجري الآن لإخلاء الدفعة الخامسة من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، وقد تم تثبيت الوجهة إلى مدينة جرابلس، وموعد الخروج المحدد هو الساعة الواحدة ظهراً (بالتوقيت المحلي)”.
وتضمّ الدفعة الخامسة لمهجري حي الوعر، 252 عائلة، تشمل 1133 شخصاً، بينهم 274 امرأة و415 طفلاً، و98 رضيعاً، إضافة لوجود 32 جريحاً ومريضاً.
ويأتي تنفيذ إجلاء الدفعة الخامسة، بعد تأجيله عدّة مرات، نتيجة عدم تأمين طريق الخروج، واندلاع معارك بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام، في مناطق مختلفة في ريفي حماة وحلب.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أحبطت المعارضة السورية المسلحة، محاولة تسلل من المليشيات الكردية في ريف حلب الشمالي.
وتحدّث “مركز حلب الإعلامي” عن مقتل عناصر من مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” خلال محاولتهم التسلّل إلى مواقع تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، في بلدة كلجبرين بريف حلب الشمالي.
وأفاد مصدر من “الدفاع المدني السوري”، لـ”العربي الجديد”، بإصابة امرأة وطفلها بجراح جراء قصف من الطيران الروسي على بلدة السميرية في جبل الحص بريف حلب الجنوبي، اليوم الإثنين، حيث عمل الدفاع المدني على نقل المصابين إلى المستشفى الميداني.
وفي شرقي مدينة دمشق، تجددت الاشتباكات بشكل متقطع بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام، في أطراف حي القابون ومنطقة بساتين برزة وشارع الحافظ، في أطراف حي تشرين.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، اليوم الإثنين، إنّ قوات النظام السوري تمكّنت من استعادة مدينة صوران في ريف حماة الشمالي وسط البلاد، بعد معارك عنيفة مع المعارضة السورية، وقصف جوي كثيف من الطيران الروسي أجبر الأخيرة على الانسحاب.
وفي درعا جنوبي سورية، أفاد الناشط، أحمد المسالمة، “العربي الجديد”، بتدمير “الجيش السوري الحر” موقعاً لقوات النظام السوري في حي سجنة بمدينة درعا، بعد استهدافه بصاروخ محلي الصنع.
كذلك، تمكّن “الجيش السوري الحر”، من قتل وأسر عدد من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في مواجهات بين الطرفين، بمحيط مساكن بلدة جلين في حوض اليرموك غرب درعا.
من جهتها، أعلنت “غرفة عمليات البنيان المرصوص” التابعة للمعارضة، عن تدمير موقع استراتيجي لقوات النظام السوري في حي سجنة بمدينة درعا، بعد استهدافه بـ”صاروخ عمر”، وقتل عدد من عناصر مليشيات النظام، وعطب دبابة وعربة وعدة سيارات، وذلك في إطار معركة “الموت ولا المذلة”.
في المقابل، شنّ طيران النظام السوري والطيران الروسي، غارات على مدينة بصرى الشام في ريف درعا، والأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا، أسفرت عن أضرار مادية.
من جهة أخرى، تحدّثت مصادر مقرّبة من “هيئة تحرير الشام” المعارضة، عن مقتل العميد علي ديب، على جبهة الفاميلي هاوس، جنوب مدينة حلب، إثر استهدافه أثناء قيامه بجولة على تلك الجبهة.
إلى ذلك، قتل مدنيّان بقصف مدفعي من المليشيات الكردية، على حي الإسكندرية جنوب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وذلك بالتزامن مع اشتباكات بين المليشيات وتنظيم “داعش” في الأطراف الجنوبية من المدينة.
وفي السياق، سيطرت المليشيات الكردية على قرية كبش غربي في ريف الرقة الشمالي، بعد معارك مع تنظيم “داعش”، بالتزامن مع غارات من طيران التحالف الدولي على قرية كبش شرقي، ما أدّى إلى مقتل مدنيين اثنين وجرح آخرين. كما طاول القصف الجوي قريتي حزيمة وتشرين، والأطراف الشرقية من مدينة الطبقة.
ألقاب أطلقت على بشار الأسد: من البطة إلى الحيوان
قد يكون رئيس النظام السوري بشار الأسد من أكثر الرؤساء في العالم تلقّياً للإهانات، من ناحية الألقاب التي تطلق عليهم. وقد ازداد ذلك بشكل كبير بعد المجازر الدموية التي ارتكبها النظام منذ انطلاق الثورة عام 2011.
وبينما التصقت به صفات ساخرة كثيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “الزرافة”، فإن ألقاباً أخرى أطلقت عليه نتيجة أحداث سورية. فما هي هذه الألقاب؟
البطة، هو أول ألقابه، وهذه المرة بعد تسريب رسائل إلكترونية متبادلة بينه وبين زوجته أسماء الأسد، تبيَّن فيها أنها تدعوه بـ”البطة”. وبدأ منذ ذلك اليوم ناشطو مواقع التواصل بتلقيبه بالبطة.
لكن مع ارتفاع منسوب الجرائم والقتل في سورية، برزت ألقاب أخرى، لكن هذه المرة على لسان شخصيات سياسية وعامة. ففي شهر فبراير/شباط وصف ألكسي ملاشينكو، المدير السابق لمركز كارنيغي للدراسات في موسكو، في حديث مع صحيفة “كومرسانت” الرئيس السوري بأنه “ذيل الكلب الروسي”، فانتشر بعدها أيضاً لقب ذيل الكلب.
ولم تقف الألقاب والإهانات عند هذا الحدّ، بل تواصلت لتصل إلى قمتها في الأسابيع الأخيرة، فقال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر بعد مجزرة خان شيخون الكيميائية إن الأسد “أسوأ من هتلر، فحتى هتلر لم يستخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه”، ليعود ويعتذر على اعتبار أن المقاربة لم تكن موفقة.
وبعد المجزرة نفسها، وصفه وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون بـ”الإرهابي الأكبر”، وقال “الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية، ليس لأنها فظيعة ولا تفرق (بين الضحايا) فحسب، بل لأنها مروعة كذلك”، وتابع القول “لذلك، هو نفسه إرهابي أكبر تسبب في تعطّش للانتقام لا يمكن وقفه، حتى بات لا يمكنه أن يأمل في أن يحكم شعبه ثانية، إنه سامّ حرفياً ومجازياً، وحان الوقت كي تستيقظ روسيا وتتيقن من هذه الحقيقة”.
أما آخر الأوصاف وأشهرها حالياً، فكان وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسد بأنه “سيئ جداً للبشرية، وحيوان”.
(العربي الجديد)
الصحافة الغربية: نهاية الجمهورية في تركيا!
أعلنت مجلة “فورين بوليسي” المتخصصة في السياسة الدولية، “وفاة” الجمهورية في تركيا رسمياً، وعنونت المجلة بطريقة درامية بعيدة من رزانتها المعتادة: “فلترقد الجمهورية التركية بسلام”، معتبرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يفز فقط باستفتائه الدستوري، بل أغلق بشكل دائم فصلاً من تاريخ بلاده الحديث أيضاً، انتهت به إمكانية حصول ديموقراطية حقيقية في تركيا إلى الأبد.
موقف المجلة يأتي من رؤيتها بأن نتائج الاستفتاء، ستدمر واحداً من أبرز القوانين في تاريخ السياسة العالمية الحديث، أي دستور البلاد المقر في 20 كانون الثاني/يناير 1921 والذي نقل السلطة إلى يد الشعب، وحوّل تركيا من دولة يحكمها سلطان يتحكم في الشرعية الدينية والسياسية، إلى جمهورية حديثة تديرها فروع تنفيذية وتشريعية ومجلس وزراء وبرلمان، مضيفة تقديراتها بأن تركيا قد تعود إلى الحكم السُلالي بدلاً من الحكم الحديث.
وتوقعت المجلة استمرار عملية “التطهير” المستمرة ضد المعارضة منذ الانقلاب الفاشل في البلاد في تموز/يوليو الماضي، ويتضمن ذلك مزيداً من الاعتقالات ونزع الشرعية عن معارضة أردوغان في البرلمان، وكل ذلك سيزيد من زعزعة استقرار السياسة التركية. في مقابل تعزيز القيم المحافظة في المجتمع كأساس للدولة وسلوك وتطلعات الأفراد في الحياة.
اللافت أن المجلة لم تتحسر على ضياع الديموقراطية في تركيا، لأنه بنظرها لم توجد ديموقراطية هناك أصلاً، بل كان الحكم في تركيا يحتوي مظاهر ديموقراطية فقط، كما تقول، مضيفة أن مبادئ الجمهورية التي فرضها دستور 1921، كانت تحمل ديموقراطية قمعية بطريقة أو بأخرى، وخاصة في بداياتها الأولى. وبالتالي فإن أردوغان اليوم استبدل نوعاً من السلطوية بنوع آخر فقط. واعتبرت “فورين بوليسي” أن فكرة الجمهورية في تركيا كانت دائماً معيبة للديموقراطية، لكنها مع ذلك تضمنت، قبل الاستفتاء، أملاً وتطلعاً دائماً وإمكانية في أن تتحول في أي لحظة إلى الديموقراطية الحقيقية بناء على دستور 1921.
هذا الدستور القديم كان المستهدف في الاستفتاءات، وسواء أدرك المصوتون بـ “نعم”، أم لا، فإنهم ساهموا بهدم القيم الأساسية التي بنيت عليها الدولة، وهي القيم التي يعارضها الإسلاميون بتبجيلهم لعقود متتالية الإمبراطورية العثمانية، ما يتضمن ازدراء مبطناً للجمهورية التركية، حيث تمثل الجمهورية، في نظر نجم الدين أربكان، قائد الحركة الإسلامية منذ أواخر الستينيات حتى ظهور “العدالة والتنمية” في آب/أغسطس 2001، نوعاً من الالتواء الثقافي نحو العلمانية القمعية لخدمة أفكار أتاتورك الخاطئة في جعل البلاد غربية بشكل يجعل الغرب يتقبلها، مقابل رؤية مكان تركيا الطبيعي ليس في مقر الناتو في بروكسل بل زعيمة ً للعالم الإسلامي بحيث يكون شركاؤها دول مثل باكستان وماليزيا ومصر وإيران وأندونيسيا.
من جهتها رأت مجلة “فورين أفيرز” في تحليلها أن نتائج الاستفتاء الأولية أعطت أملاً مخادعاً في البداية بسقوط مدو لمشروع أردوغان، لكن “انتصار أردوغان” بهذه الهامش الضيق جداً ليس جديداً على “حزب العدالة والتنمية” في السنوات الأخيرة، بل هو تمثيل للاستقطاب الحاد في البلاد، حيث فقد الحزب مقاعد في الجمعية الوطنية الكبرى في ثلاثة انتخابات برلمانية متتالية بنسبة أكثر من 9% بين العامين 2011 و2015. لكن أردوغان لم يغير نهجه السياسي بل ضاعف من مستوى لهجته الحادة ضد خصومه السياسيين وكثف حملة ضد “حزب العمال الكردستاني” معززاً استقطاب البلاد، على أن يتعزز ذلك الاستقطاب بشكل أكبر بعد الاستفتاء حسب تقديرات المجلة.
وقال المجلة أن الاستفتاء استبدل نموذج الديموقراطية التركية باستبداد تنافسي. وأن الانتخابات لم تكن حرة ولا عادلة ولا نزيهة لأن السلطة عملت كل ما في وسعها لقمع الأصوات المعارضة بما في ذلك الأصوات في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية الكردية، مقابل سجن المعارضين وإجبار الإعلام على تغطية أحادية الجانب لصالحها فقط، وفي ذلك ربط مع فكرة عدم وجود ديموقراطية حقيقية في تركيا، عززها حزب العدالة والتنمية منذ العام 2001.
ففي الدول حيث تكون مؤسسات الديموقراطية فعالة فعلاً يمنع حدوث استقطاب إلى هذا الدرجة، وتمنع المؤسسات الدستورية الحلول الانفرادية للسلطة، عبر تعزيز الحلول التوافقية، لكن تركيا ليس فيها، رغم عقود الجمهورية المتتالية، مثل هذا النوع من التقاليد، كما أن أردوغان ليس متسامحاً لا في النصر ولا في الهزيمة، وأنه مع الاستفتاء الذي يعطيه كل الصلاحيات التي حلم بها، وأنه سيجر معه تركيا إلى الظلام، مع مزيد من القمع ضد قيم الديموقراطية وحرية التعبير، لأن المعارضة السياسية له ستصبح هي العدو الأول له.
فكرة “تركيا المقسمة” بسبب الاستقطاب في البلاد، كانت محور تحليل مجلة “تايم” الأميركية لنتائج الاستفتاء أيضاً، والذي تعززه النتائج المتقاربة بين المؤيدين للاستفتاء والمعارضن له، مع شبهات بوجود تلاعب في عملية فرز الأصوات، متوقعة أن يبقى أردوغان في السلطة بنوع من الاستبداد الشعبوي على نموذج فلاديمير بوتين في روسيا، متسائلة: “من سيوقف أردوغان الآن؟”، لافتة إلى أن المدن الكبرى في البلاد، مثل اسطنبول والعاصمة أنقرة وأزمير، كلها عارضت الاستفتاء، بما في ذلك مؤيدو أردوغان أنفسهم في تلك المدن، ما يعني عدم وجود ثقة داخل صفوف الموالين لـ”العدالة والتنمية”، بنوايا أردوغان مستقبلاً مع سلطاته المطلقة، في نوع من استقطاب جديد قد يظهر في الفترة القادمة بشكل أوضح.
وكان لافتاً أن الصحف الكبرى، في الولايات المتحدة مثل “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” ونظيرتها في بريطانيا مثل “غارديان” و”تايمز” و”دايلي تيلغراف” لم تنشر سوى تقارير إخبارية شديدة التشابه حول نتائج الاستفتاء مع غياب التحليلات والتعليقات! رغم طرح تلك الصحف، ومعظم الصحف الأوروبية، نفسها كطرف في المعركة قبل الاستفتاء، مع دعوتها المتكررة للناخبين للتصويت، دفاعاً عن الديموقراطية، وعلى الأغلب فإن السبب يتعلق بعطلة “الفصح” الطويلة التي جعلت الصحافة الغربية تنشر عدداً أقل من المواد طوال الأيام الأربع الماضية في معظم الملفات والقضايا.
وقالت صحيفة “تايمز” اليمينية المحافظة، في تقرير لمراسلها في اسطنبول حنا لوسيندا سميث، أن “فوز أردوغان المتواضع قسم تركيا بشكل حاد”، حيث يرى منتقدو تعديل الدستور أن ما جرى سيغير هوية تركيا العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، بموازاة مشاطرة الصحيفة لأولئك الناخبين مخاوف مشتركة من أسلمة تركيا. مع الإشارة إلى استخدام أردوغان في حملته المروجة للتعديلات الدستورية لنبرة قومية متشددة، والإشادة بالأمجاد القديمة للإمبراطورية العثمانية.
ورصدت الصحيفة ردود أفعال المعارضة التركية، حيث اعترض أكبر أحزابها وهو “حزب الشعب الجمهوري” على صحة النتائج، قائلاً أن 60 في المئة من الأصوات مشكوك في أمرها، لأن لجان الانتخابات أجرت تعديلاً في الساعات الأخيرة على لوائح الاستفتاء، بحيث يتم قبول بطاقات التصويت غير المختومة، من دون أي تفسير لدوافعها. وهي النقطة التي استحوذت على اهتمام “دايلي تيلغراف” في التغطية.
الرد الأبرز في الصحافة الأوروبية أتى من مجلة “دير شبيغل” الألمانية، التي قالت أن نتيجة الاستفتاء كانت نهاية للجمهورية التركية بعد قرابة 100 عام من إنشائها على أيدي أبناء تركيا أنفسهم، وأن على أوروبا الرد على ذلك بخطوتين متلازمتين. معتبرة أن الاستفتاء ليس إصلاحات دستورية بل انقلاباً ضد الديموقراطية، وأن يوم 16 نيسان/أبريل سوف يصبح ذكرى ميلاد دولة أردوغان ودفن دولة اتاتورك.
وقالت المجلة أن بلداً يدعي الديموقراطية وسعى لعقود من أجل دخول الاتحاد الأوروبي، أجبر مواطنيه على استفتاء مصيري في ظل قانون للطوارئ مع زج أكثر من 40 ألف مواطن تركي في السجون منذ شهر تموز/يوليو الماضي بينهم أكثر من 150 صحافياً وزعيما حزب “الشعب” ثاني أكبر أحزاب المعارضة، وكل ذلك يجعل الانقلاب لا شرعياً ولا أخلاقياً أيضاً.
وأكملت الصحيفة أن على الاتحاد الأوروبي التحرك بسرعة لإيجاد إجابات حول سقوط الديموقراطية في تركيا، وهذا لا يعني قطع العلاقات مع أنقرة كما تدعو الأصوات اليمينية، فتركيا شريكة لأوروبا في حلف شمال الأطلسي ويتقاسم الجانبان تاريخاً طويلاً من الهجرة مع أكثر من 3 ملايين شخص من أصول تركية في ألمانيا وحدها، وبالتالي لا يمكن قطع العلاقات بين الجانبين ببساطة، وبالتالي على أوروبا فرض عقوبات اقتصادية وشروط تجارية وجمركية صعبة على أنقرة كنوع من الضغوط على أردوغان كي لا يهمل الديموقراطية وحقوق الإنسان.
الخطوة الثانية هي ضرورة أن يسعى الاتحاد الأوروبي إلى العمل بشكل وثيق مع المجتمع المدني التركي والاستثمار في المبادرات الثنائية مع المنظمات غير الحكومية والنقابات والمنظمات الحقوقية ومع الصحافيين والأكاديميين ومساعدة كل من يتعرض للاضطهاد في تركيا باللجوء السهل إلى أوروبا وحتى رفع شرط الفيزا كشرط لدخول الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي، فـ49% من الشعب التركي كان ضد التعديلات وأولئك كلهم يستحقون التضامن.
حلب: هل تنسحب”سوريا الديموقراطية”من تل رفعت؟
خالد الخطيب
استؤنفت مرة أخرى المفاوضات بين المعارضة المسلحة و”وحدات حماية الشعب” الكردية، بهدف الوصول إلى حل يؤمن لـ”الوحدات” انسحابها من مدينة تل رفعت وبلدات في محيطها كانت قد استولت عليها من المعارضة قبل عام ونصف العام، في ريف حلب الشمالي.
المفاوضات بين الطرفين كانت قد بدأت منتصف آذار/مارس، لكنها لم تصل إلى وضع صيغة نهائية للاتفاق، بسبب خلافات حول تفاصيل العملية وعدد البلدات المدرجة على قائمة الإخلاء لصالح المعارضة. وتخللت الفترة اللاحقة اشتباكات متقطعة بين الطرفين في جبهات متعددة بالقرب من مارع وإعزاز، وقصف متبادل بالأسلحة الثقيلة، وقصف تركي استهدف معاقل “الوحدات”.
لم تقطع المعارضة تواصلها مع “وحدات حماية الشعب” -التي تتزعم “قوات سوريا الديموقراطية”- في عفرين وتل رفعت، على الرغم من المناوشات التي ظلت مستمرة طيلة الأسابيع الماضية. وبقيت قنوات التواصل بين “لواء المعتصم” الذي يتولى التفاوض نيابة عن المعارضة، وبين “قسد” مفتوحة للتباحث والتفاوض حول العملية إلى أن وصل الطرفان إلى صيغة مبدئية للحل. وكثّف الطرفان لقاءاتهما في الأيام الثلاثة الماضية، في عفرين ومارع وإعزاز. وكانت بعض اللقاءات بحضور ممثلين عن “المجلس العسكري” في تل رفعت وبعض الفعاليات المدنية، ومندوبين عن فصائل مسلحة أخرى.
المفاوضات لم تنتهِ بعد، ويقول مسؤولون في “لواء المعتصم” إنهم يدرسون النقاط المتفق عليها مع “قسد” حول آلية الانسحاب، وتسلم المناطق التي سوف تخليها، ويرتبون مع الجانب الآخر كل التفاصيل المتعلقة بالملحقات العسكرية والمدنية التي يتضمنها الاتفاق، وربما سيتم الإعلان قريباً عن الاتفاق النهائي الذي يضمن عودة 12 بلدة على الأقل إلى سيطرة المعارضة، وهي؛ تل رفعت وحربل وشواغرة ومنغ ومريمين وشيخ عيسى وعين دقنة ومرعناز وكفر ناصح والمالكية ودير جمال وكفر كرمين، بالإضافة إلى مطار منغ العسكري.
“لواء المعتصم” وهو فصيل معارض يشمله برنامج التدريب الذي ترعاه وزارة الدفاع الأميركية، هو المكلف الوحيد بإتمام العملية، بداية من المفاوضات وحتى ما بعد نجاحها وتسلم المناطق التي سوف تكون تحت رعايته. وهذا أحد أهم البنود الواردة في الاتفاق المبدئي بين الطرفين وله تبعات أخرى، من بينها منع أي فصيل آخر تابع للمعارضة المسلحة في ريف حلب دخول المناطق التي من المفترض أن تخليها “قسد” إلا “لواء المعتصم”. ما يعني أن الكثير من الكتائب المحلية لو رغبت في الدخول إلى قراها يتوجب عليها حتماً الانضمام إلى صفوف “لواء المعتصم”، أو دخول عناصرها بصفة مدنية.
وانعكست الخطوات المتقدمة في المفاوضات بين المعارضة و”قسد”، حول ملف تل رفعت والبلدات حولها، على الميدان، إذ توقفت الاشتباكات والمعارك بين الطرفين بشكل كبير، وخفت وتيرة القصف المتبادل بالأسلحة الثقيلة على الجبهات غربي وجنوبي مارع، بالإضافة لتوقف القصف المدفعي التركي. وبالطبع تركيا معنية بشكل مباشر بتطور المفاوضات ونجاحها أو فشلها، ويبدو أنها مرتاحة إلى التقدم الحاصل لإيجاد حل يضمن استعادة قرى وبلدات احتلتها “قسد” ويضمن تراجعها إلى غربي الطريق الدولي حلب–غازي عينتاب.
الارتياح التركي، وانخفاض وتيرة الاشتباكات والقصف بين المعارضة و”قسد” ليس العامل الأهم في تقدم المفاوضات بين الطرفين. فالراعي الأميركي بات مقتنعاً بضرورة انسحاب “قسد” إلى ريف عفرين، وإفساح المجال لأكثر من 150 ألف مدني هُجّروا قبل عام ونيف للعودة إلى ديارهم، ومن ثم العمل على تجميد هذه الجبهات على الأقل في الظرف الراهن قبل معركة الرقة الحاسمة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
قوبلت التطورات الأخيرة في المفاوضات بشأن تل رفعت والبلدات الأخرى مع “قسد” بارتياح كبير في أوساط آلاف المهجرين الذين يقطنون في أكثر من خمسة مخيمات قرب الحدود السورية–التركية إلى الشمال الشرقي من إعزاز، وهم يعيشون الآن معاناة الانتظار لوعود طالما لم تستطع المعارضة الوفاء بها، لعل أبرزها إعادتهم إلى منازلهم التي لا يعرفون عنها أي شيء قبل الهرب منها تاركين خلفهم كل متاعهم، خف حمله أو ثقل، هرباً من حمم الطائرات الروسية التي ساندت عدوهم آنذاك ليحتل أرضهم.
ولا يكف “مجلس تل رفعت العسكري” عن اصدار بيانات حول الشأن ذاته، قبل وأثناء المفاوضات، والتلويح باستمرار بعمل عسكري كبير يعيد الأرض لأصحابها في حال فشل المفاوضات. وقال المجلس في بيان صدر الخميس: “إن ما يتم تداوله في صفحات الفيس وغرف الواتس هو مبالغات وتحمل معلومات مغلوطة وتسبب فهماً خاطئاً وتأويلات بعيدة عن الواقع، وتضر بالعمل الذي نقوم به، حيث يتم طرح أفكار أو مطالب على أنها اتفاق”. وتابع البيان “الحقيقة أن المفاوضات جارية ومستمرة وهدفنا العودة إلى أراضينا بكرامة وبحقن للدماء إن أمكن، والأمر يحتاج إلى ترتيبات وضمانات للطرفين، وبعضها يحتاج لوقت”. وأضاف “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح واللجنة المكلفة وإخواننا في لواء المعتصم لا يألون جهداً ويتابعون الأمر مع كافة الأطراف بجدية ومثابرة”. وأكد البيان: “ليست المفاوضات هي الخيار الوحيد، والتحضيرات للعمل العسكري جارية على قدم وساق، وبمشاركة عدد كبير من الفصائل، ولن نفرط بأرضنا وقرانا ومدننا، ومن حقنا اتباع جميع السبل لذلك”.
بيان مجلس تل رفعت وبيانات الرد التي تأتي من طرف “قسد” تبقى في إطار الحرب الإعلامية بين الطرفين ومخاطبة جماهيرهم التي أيقنت أن الحل لن يكون بالسلاح. وحده المفاوض المدعوم أميركياً وبرضا تُركي يستطيع حسم المسألة. فـ”قسد” هي الأخرى ترد في كل مرة على بيانات مجلس تل رفعت بلغة تصعيدية أعلى لتظهر في موقف القوي المدافع عن مكاسبه التي حققها، وتقلل من شأن المفاوضات، وتؤكد أنها ما تزال في إطار التباحث ولم ينتج شيء ملموس حتى الآن.
وقال بيان “جيش الثوار”، أحد مكونات “قسد”: “تمر سوريا في ظل معاناة وحرب لم تنتهِ بفعل التدخلات الخارجية ووجود القوى الإرهابية، وبعد أن تم قتل وتهجير الآلاف من أهلنا وتدمير قرانا ومدننا، تردد في الآونة الأخيرة على لسان الإعلام وبعض الجهات، أننا نفاوض على تسليم مناطق لمن تسمى درع الفرات وهذه الإشاعات عارية عن الصحة جملةً وتفصيلاً، وكل ما هنالك أن بعض الفصائل من المنطقة تريد المصالحة، وفتح صفحة جديدة من السلام، وإعادة العلاقات بين الأخوة وأهل المنطقة”. وأضاف البيان: “نحن باسم قوات جيش الثوار، كنا ولا زلنا دعاة سلام، ومدافعين عن أرضنا وأهلنا، ونرحب بأي مبادرة لحقن الدماء بين أبناء البلد الواحد، ونجدد لأهلنا المهجرّين من قراهم وبلداتهم، إننا لا زلنا على عهدنا حتى تحرير ما تبقى من أرضنا وعودتهم إلى ديارهم”.
ولا يُعرف بعد إن كانت المفاوضات ستنجح أم لا، وإذا ما كانت اللغة التصعيدية التي يتبعها الطرفان سوف تؤثر سلباً أم أنها مجرد حرب كلامية لا تستطيع أن تحدث أي تغيير في مسار المفاوضات. كذلك لم يفصح أي من الطرفين عن بنود إضافية قد يتضمنها الاتفاق بطلب من “قسد”، وإن كانت ستنال رضا أطياف المعارضة في تل رفعت وريفها المنقسمة أصلاً بين رافض للعودة بهذه الطريقة وآخر يقبلها.
قائد “فرقة السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، قال لـ”المدن”: “إذا كانت الولايات المتحدة هي من تضغط على قسد لكي تسلم هذه القرى والبلدات التي احتلتها بمساندة روسيا، فهذا يعني إدراك أميركا الفعلي بأن وقوفها إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية، ودعمها المتناهي على حساب دعم المعارضة لن ينعكس بشكل ايجابي على المنطقة، وهو خطأ كبير سيؤثر على سير الأحداث مستقبلاً”.
وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي التي تسيطر عليها “قسد” أيضاً، وتل رفعت وريفها في ريف حلب الشمالي، من حيث القاعدة الشعبية وطريقة السيطرة عليها، إلا أن أوساط المعارضة المسلحة تتوقع تطبيق السيناريو ذاته في منبج، في حال نجحت المفاوضات بشأن تل رفعت. ويُعزى ذلك إلى وجود إرادة حقيقية لدى الولايات المتحدة تسعى للتقريب بين الطرفين، أو على الأقل إزالة الأمور العالقة بينهما وتهدئة الجبهات مؤقتاً.
العميد المنشق أحمد رحال، قال لـ”المدن”: “لا يُعرف إلى الآن ما هو الهدف الأميركي من وراء دفع قسد للانسحاب من تل رفعت وقرى أخرى في ريف حلب، واعتقد أن هناك صفقة لن تتوقف عند هذا الحد، بل ربما سوف تشمل منبج، ويمكن القول أن النوايا الأولية للولايات المتحدة من الدفع بهذا الاتجاه هو لتحقيق توازن في شمال سوريا، والتخفيف من التوتر الحاصل بين المكونين العربي والكردي بسبب الدعم الأميركي الكبير لقسد على حساب الجيش الحر. كذلك يأتي اقتناع الولايات المتحدة بأن قسد لا تمثل كل الشارع الكردي هو أحد الأسباب للدفع باتجاه الانسحاب”.
روسيا تقصف خان شيخون لطمس الادلة على إستخدام السارين
قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش آر ماكماستر، الأحد، إن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للحكومة السورية وأعمالها “التخريبية” في أوروبا. وقال ماكماستر “إن دعم روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد أدى إلى استمرار حرب أهلية وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا”.
وأضاف :”ولذلك فإن دعم روسيا لهذا النوع من النظام الرهيب الذي هو طرف في ذلك النوع من الصراع أمر لابد وأن يكون محل تساؤل بالإضافة إلى الأعمال التخريبية لروسيا في أوروبا”، “ولذلك فإنني أعتقد أن الوقت حان الآن لإجراء تلك المباحثات الحازمة مع روسيا”. وقال ماكماستر: “حسنا عندما تكون العلاقات في أدنى مستوياتها لا يمكن توقع إلا أن تتحسن بعد ذلك. ولذلك فإنني أعتقد أن توقيت زيارة وزير الخارجية لروسيا كان مناسبا تماما”.
ميدانياً، استعادت مليشيات النظام السيطرة على بلدة صوران شمالي حماة، الأحد، في هجوم مدعوم بضربات جوية روسية مكثفة. وانسحبت المعارضة من البلدة بعد غارات جوية استخدمت قذائف النابالم والثيرميت، التي شنتها طائرات روسية، واستهدفت أيضا بلدات اللطامنة وكفر زيتا. الطيران الحربي استهدف الأحد بلدة خان شيخون، بالغارات الجوية، ودمر بالكامل المشفى الوحيد فيها، ومواقع آخرى ضمنها. ويعتقد أن تكثيف القصف الجوي على خان شيخون هو لطمس أي أدلة يمكن أن تستخدم ضد النظام، بعد قصفه للبلدة بغاز السارين السام، في 4 نيسان، ما تسبب في مقتل مائة شخص اختناقاً.
وردت المعارضة بإطلاق عشرات الصواريخ على مطار حماة العسكري، ما أخرجه من الخدمة مؤقتاً. وقال “جيش النصر” إنه أصاب المطار بأربعين صاروخاً، ما أدى إلى اشتعال حرائق في مجمع القاعدة الجوية.
كما واصلت مليشيات النظام قصف الغوطة الشرقية وأحياء شرق العاصمة دمشق، واستهدف القصف المدفعي مدينة حرستا ومدينة دوما وبلدتي مسرابا ومديرا، في الغوطة الشرقية التي قالت الأمم المتحدة قبل أيام إنها تخشى على مصير أربعمئة ألف مدني محاصرين فيها. كما شمل القصف حيي تشرين والقابون شرقي العاصمة دمشق.
قوافل المهجرين وصلت إلى حلب وإدلب..والانفجار قتل 68 طفلاً
وصلت قوافل المهجرين من مضايا والزبداني وكفريا والفوعة إلى وجهاتها الأخيرة، بعد يوم دامٍ أدى إلى مقتل نحو 100 شخص وإصابة أكثر من 50، جراء استهداف حافلاتهم في منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي بسيارة مفخخة، بحسب ما أفاد “الدفاع المدني”، في حين قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن 68 طفلاً من بين قتلى التفجير.
ووصل نحو 2325 شخصاً من مهجري مضايا والزبداني، بينهم مقاتلون من المعارضة، إلى مدينة إدلب، في حين وصل نحو 5000 شخص من مهجري الفوعة وكفريا، بينهم مقاتلون في المليشيات التي تدعمها إيران، إلى مناطق سيطرة النظام في حلب.
وتطابقت روايات شهود كانوا في المنطقة لحظة حدوث التفجير، أفادت بأن الانفجار نجم عن سيارة كانت محملة بالمواد الغذائية عبرت من مناطق سيطرة النظام، متوجهة إلى نقطة تبادل المهجرين في إطار اتفاق “المدن الأربع” في الراشدين. ومن بين قتلى التفجير سقط مسعفون وعمّال إغاثة ومقاتلون من المعارضة السورية، الذين كانوا يرافقون حافلات مهجري الفوعة وكفريا لحمايتها.
ونقل موقع “زمان الوصل” عن مراسله الذي تواجد في المنطقة قوله، إن السيارة التي انفجرت كانت تبيت إلى جانب سيارات الهلال الأحمر، وكانت محكمة الإغلاق، وأنها كانت من نوع “فان” وتحمل أكياس “شيبس” للأطفال. وأضاف نقلاً عن شهود، إن السيارة وزعت “الشيبس” على الأطفال في المرة الأولى والثانية بكميات قليلة، وفي المرة الثالثة “تم التفجير بعد تجمع الأطفال حولها”، وأكد سقوط عدد كبير من المدنيين، ومن مقاتلي “هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى أنها رفضت تصوير القتلى من عناصرها.
مراسل “مركز حلب الإعلامي” محمد الخطيب، قال لـ”المدن”، إن “الجهة التي نفّذت التفجير لا تزال غير معروفة، وأن معظم الضحايا لم يتم التعرف إلى هوياتهم لأنهم أشلاء”. وأضاف” هذا فعل إرهابي جبان، ويجب على الأمم المتحدة أن تحقق بالموضوع”، وإشار إلى أن “النظام متهم، وأيضاً مجموعات من المعارضة رفضت الاتفاق”. وتابع “رغم محاولات تحويل الثورة إلى حرب أهلية، إلا أن التفجير أثبت أن الثورة ما تزال على الطريق الصحيح، بدلالة أن عناصر الدفاع المدني والنشطاء الإعلاميين قاموا بإسعاف ضحايا التفجير، سواء كانوا مدنيين أو حتى مقاتلين من كفريا والفوعة”.
مؤسس منصة “تأكد” التي ترصد الأخبار المزيفة حول الثورة السورية أحمد بريمو، قال لـ”المدن”، إن ما حدث “كان مؤسفاً ومداناً، وكان فرصة للسوريين ليثبتوا لأنفسهم وللعالم كله أن مشكلتهم ليست مع طوائف بعينها، وإنما مع نظام الأسد، بدليل أن المقاتل في صفوف المعارضة كان يحاول إسعاف المقاتل في صفوف مليشيا حزب الله”.
وأضاف “المصورون تخلّوا عن كاميراتهم، والمقاتلون عن أسلحتهم.. الجميع تخلى عن كل شيء من أجل إنقاذ وإسعاف من يمكنه الوصول إليه”. وتابع، رغم المشهد المأساوي “لكن الحدث أثبت أن الثورة السورية مستمرة بمبادئها وأهدافها، وهناك من هو مستعد للدفاع عن هذه المبادىء”.
إلى ذلك، دان البابا فرنسيس، الأحد، التفجير الذي استهدف نقطة تبادل المهجرين، واصفاً إياه بـ”العمل الحقير”. وقال البابا في قداس “عيد القيامة” في ميدان القديس بطرس: “أدعو الرب أن يحمي.. جهود هؤلاء الذين يعملون جاهدين على تحقيق الأمان لشعب سوريا، سوريا الحبيبة الشهيدة، الذي سقط ضحية للحرب التي لا تتوقف عن غرس الرعب والموت.” وأضاف “بالأمس وقع أحدث هجوم حقير على اللاجئين الفارين”.
كما دانت الخارجية الفرنسية التفجير، وقالت في بيان، الأحد، إن “فرنسا تدين بشدة الاعتداء الذي قتل عشرات المدنيين وبينهم الكثير من الاطفال، السبت في 15 نيسان/ابريل في منطقة الراشدين في سوريا”. وأضاف المتحدث باسم الوزارة أن “الهجمات على المدنيين غير مقبولة أياً كان منفذوها. ويجب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المشينة قضائياً”، داعياً إلى “حماية الافراد الذين يجري إجلاؤهم والاحترام الصارم للقانون الإنساني الدولي”.
النظام يصعّد شرق دمشق والمعارضة تهاجم بحماة
قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون جراء غارات شنتها طائرات سورية على حي القابون بالعاصمة دمشق، في وقت تعرضت مناطق بريف حلب الغربي وحي المنشبة بدرعا لغارات عدة.
وقال مراسل الجزيرة إن القصف الجوي الذي استهدف حي القابون خلّف أيضا دمارا واسعا في ممتلكات المدنيين ومنازلهم.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن طائرات النظام شنت غارتين بصواريخ فراغية على الحي، بالتزامن مع استهداف المنازل السكنية بصواريخ أرض أرض وقذائف الهاون.
ويأتي هذا القصف العنيف متزامنا مع استعادة قوات النظام السوري مواقع في بساتين حرستا المتاخمة للحي، وذلك بعد أيام من سيطرة المعارضة عليها.
وقد أفادت مصادر ميدانية أمس بأن المعارضة المسلحة انسحبت من مواقع سيطرت عليها قبل يومين في منطقة حرستا الغربية المتصلة بأحياء دمشق الشرقية التي تتعرض منذ أسابيع لحملة عسكرية عنيفة.
وتشهد مواقع سيطرة المعارضة في شرق العاصمة السورية تصعيدا من قبل النظام بهدف إخراج المعارضة من الأحياء الشرقية من دمشق.
وفي ريف العاصمة، قتل شخص وأصيب آخرون بجروح إثر قصف جوي استهدف بلدة جسرين، وفق ما ذكر مركز حلب الإعلامي.
ريف حماة
وفي ظل تقدم قوات النظام بدعم الطيران الروسي في ريف حماة الغربي حيث سيطرت على مدينة صوران، أعلنت هيئة تحرير الشام التابعة للمعارضة عن تمكنها من شن هجمات على ست حواجز عسكرية للنظام في منطقتي المزيرعة والدلاك غرب مدينة السلمية بريف حماة الشرقي.
وأكدت مصادر ميدانية لشبكة شام أن قوات تابعة لهيئة تحرير الشام قتلت وأصابت العشرات من قوات النظام، واغتنمت أسلحة وذخائر.
وفي ريف حلب الغربي، استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بلدة قبتان الجبل، وشنت غارات عدة على بلدة معارة الأرتيق.
وإلى الجنوب، استهدفت غرفة عمليات البينان المرصوص التابعة للمعارضة السورية موقع قيادة إستراتيجيا ومستودعات تابعة للنظام في حي المنشية بدرعا البلد بصاروخ محلي الصنع.
ويأتي هذا الهجوم تزامنا مع تكثيف الغارات الجوية التي ينفذها الطيران السوري منذ صباح اليوم، والتي وصلت إلى عشر غارات جوية، وفق شام.
أما في ريف إدلب فقد ذكر مركز حلب الإعلامي أن الطيران شن غارات عدة على مشفى “قرية شنان”، مما أدى إلى خروجه من الخدمة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
بعد أستانا.. روسيا تخطط لاجتماع في جنيف بشأن سوريا
العربية.نت
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي #لافروف ، الاثنين، نخطط لاجتماع في جنيف حول سوريا بعد اجتماع أستانا المقبل.
وأضاف في مؤتمر صحافي “داعش و #النصرة والفوضى هي نتيجة مغامرات شركائنا السابقين”.
وأكد إصرار روسيا على تحقيق نزيه موضوعي بهجوم خان شيخون الكيمياوي، مشيرا إلى أن لا أحد يعرف ما تقوم به البعثة البريطانية للتحقيق بهجوم خان شيخون.
وقال “لن نسمح بتقويض الجهود الساعية لتسوية سلمية في سوريا”.
جاء ذلك بعدما نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل #بوغدانوف قوله، الاثنين، إن دبلوماسيين من #روسيا و #الولايات_المتحدة والأمم المتحدة يعتزمون عقد اجتماع بشأن #الأزمة_السورية في #جنيف الأسبوع المقبل.
وأضاف بوغدانوف أن موسكو لا تزال تنتظر تأكيدا من #واشنطن بشأن عقد الاجتماع.
إنزال جوي جديد للتحالف بدير الزور.. وداعش يرسل تعزيزاته
العربية.نت
أفادت تقارير سورية، الاثنين، عن عملية إنزال جوي للتحالف الدولي في ريف #دير_الزور السورية.
وذكرت “شبكة شام” أن أهداف عملية الإنزال الجديدة في ريف دير الزور الشرقي لم تتضح معالمها.
وأضافت أن #طائرات #مروحية وحربية حلقت في سماء الريف الشرقي بشكل واضح.
وقال ناشطون لشبكة “شام” إن عملية الإنزال يعتقد أنها استهدفت محطة “التي تو” T2 في بادية الميادين بالريف الشرقي، وأشاروا إلى أن المحطة تعتبر إحدى نقاط الإمداد العسكري وتحوي مخازن سلاح وعددا كبيرا من عناصر تنظيم #داعش.
بالمقابل ذكر ناشطون أن داعش أرسل #تعزيزات عسكرية إلى #حقول_نفط الكوينكو والجفرة والتنك في ريف دير الزور الشرقي، ونصب العشرات من الحواجز الطيارة في مدن الميادين والشعيطات والبوكمال ومحيطها بعد انتشار خبر الإنزال.
أميركا تدعم قواتها الشريكة في سوريا
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد المؤشرات على اقتراب موعد الهجوم على #الرقة، معقل داعش إلا أن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي هيربرت ماكماستر نفى أنباء عن إرسال الولايات المتحدة مزيداً من القوات إلى سوريا، في ظل تقارير تتحدث عن بحث إدارة ترمب إرسال نحو 50 ألف جندي للمساعدة في طرد داعش من الرقة عاصمته المزعومة في سوريا.
لكن ماكماستر أكد أيضا أن واشنطن ستدعم ما وصفته بـ “القوات الشريكة” لها في سوريا.
وفي الشأن السياسي، قال ماكماستر إن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للنظام وأعمالها “التخريبية” في أوروبا.
وفي مقابلة تلفزيونية اعتبر أن دعم روسيا لهذا النظام أدى إلى استمرار الحرب في سوريا، وتسبب في أزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا.
الجيش الحر: أخرجنا مطار حماة العسكري عن الخدمة
دبي – قناة العربية
أفادت مصادر في المعارضة السورية الأحد أنها أطلقت 40 صاروخ غراد على مطار #حماة العسكري ما أدى لخروجه عن الخدمة. وقال “جيش النصر” التابع لـ #الجيش_الحر عبر حسابه على تويتر إن الصواريخ أصابت برج المراقبة والتوجيه داخل المطار ما أدى لنشوب حرائق كبيرة فيه أخرجته عن الخدمة.
من جانب أخر اقتحمت قوات الأسد والميليشيات الرديفة مدينة #صوران في ريف حماة الشمالي، والتي تسيطر عليها #هيئة_تحرير_الشام منذ 21 آذار الفائت.
المعارضة تنسحب من صوران
وانسحب معظم مقاتلي المعارضة من البلدة بعد أن اقتحمتها قوات النظام السوري عقب عشرات الضربات التي شنتها طائرات يعتقد أنها روسية. واستهدفت الضربات أيضا بلدات أخرى بالمنطقة شملت اللطامنة وكفر زيتا.
وفي هذا السياق، قال مقاتل من المعارضة طلب عدم نشر اسمه وهو عضو في جماعة جيش العزة التي لها وجود قوي في محافظة حماة “كان هناك قصف هستيري استهدف البلدة والمنطقة كلها وخاض مقاتلو المعارضة معارك شرسة حتى اضطروا للانسحاب.
طفلة سورية “شوهت” الحرب وجهها الصغير.. “أنا قوية“!
دبي- العربية.نت
في مارس الماضي نشرت المنظمة الدولية لشؤون #اللاجئين فيديو قصيرا لوفاء، تلك الفتاة السورية البالغة من العمر 8 سنوات، والتي طبعت الحرب فوق وجهها الصغير ندوباً حارقة.
ففي ذلك الفيديو أكدت وفاء أنها لم تتغير رغم تشوهات وجهها، وأنها سعيدة وتحلم بأيام آتية أجمل مما مر عليها.
وفاء التي احترق وجهها وتشوه حين سقطت قذيفة على منزلها في حلب، فانفجرت عبوة الغاز التي كانت واقفة إلى جانبها في المطبخ، خضعت بحسب ما أكدت منظمة شؤون اللاجئين الأحد على صفحتها الرسمية على الفيسبوك لعدة عمليات تجميل وترميم.
وفي الفيديو الجديد قالت وفاء إنها خضعت أولاً لعملية في عينها، ولأخرى في أنفها وفمها. وحين سألها محاورها إن كانت خائفة، نفت الأمر تماماً.
وبعد أن شكرت الطفلة بكل براءة كل من شاهدها في الفيديو الأول، قالت:” أنا قوية”.
كيف لا؟ كيف لا يكون قوياً من نظر إلى الموت بعينيه، متحدياً، قائلاً سأحيا رغماً عن الحرب، سأعيش رغما عن القذائف والدم، لا لن أموت.. لعل هذا كله ما قصدت وفاء أن تقوله، كما العديد من أطفال سوريا، إلا أن لسانهم خانهم من هول ما شاهدوه على مدى 6 سنوات!.
13 قتيلاً بانفجار سيارة مفخخة قرب مخيم للنازحين بالرقة
العربية.نت
أفاد ناشطون أن 13 قتيلاً سقطوا الأحد بانفجار سيارة مفخخة قرب #مخيم_المبروكات للنازحين في الرقة، دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
على صعيد آخر، نزح المئات من أهالي الرقة الأحد باتجاه قرية أبو شارب بعد أن شنت مقاتلات #التحالف_الدولي غارات جوية على مناطق عدة، في ريفي #الرقة الشمالي والغربي.
وقصف طيران التحالف بلدة المنصورة غرب الرقة، كما تعرضت مواقع لداعش في قرية العبارة شمال الرقة إلى غارات من التحالف، وأسفرت عن نزوح أهالي القرية والقرى المحيطة بها.
رسالة من زعيم كوريا الشمالية إلى بشار الأسد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
في رسالة من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى نظيره السوري بشار الأسد، دان الأول الضربة الأميركية الأخيرة على سوريا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام كورية شمالية حكومية.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية الحكومية (يونهاب)، الاثنين، عن وسائل إعلام في الجارة الشمالية، قولها إن الزعيم الكوري اغتنم الذكرى الحادية والسبعين لاستقلال سوريا عن فرنسا لاتهام واشنطن بالقيام بـ”غزو متهور” على سوريا.
وأعرب كيم في الرسالة التي بثتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية التي تديرها الدولة، عن “دعمه وتضامنه القويين لتحقيق العدالة التي تتمسك بها الحكومة والشعب السوريين”.
وبعث الأسد رسالتي تهنئة إلى زعيم كوريا الشمالية الأسبوع الماضي بمناسبة عيد ميلاد المؤسس الوطني كيم إيل سونغ الخامس بعد المئة، والذكرى الخامسة لانتخابات الزعيم الحالي.
وأعقبت الرسائل السورية برقية مماثلة من كيم جونغ أون أرسلت إلى الرئيس السوري الخميس الماضي، بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس حزب البعث الحاكم هناك.
وقد أكدت كوريا الشمالية وسوريا في الرسائل المتبادلة بينهما على الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات بينهما، في خضم تداعيات الضربة الأميركية التي أثارت قلق البلدين.
تجدر الإشارة إلى أن بارجتين حربيتين أميركيتين أطلقتا 59 صاروخا على قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية في حمص وسط سوريا في 6 أبريل الجاري، ردا على هجوم كيماوي في إدلب قالت واشنطن إن دمشق نفذته.
مصادر: “150 ألف قتيل” من موالي النظام السوري
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 أبريل 2017
روما- نقل معارض سوري بارز عن مصادر روسية أن النظام خسر، خلال ست سنوات بسبب الحرب، التي شنّها في أيامها الاولى ضد “انتفاضة شعبية”، ما يقرب من “150 ألف قتيل من الطائفة العلوية”، من الميليشيات غير النظامية التي شكّلها لنظام ومن أجهزة الأمن الذين جنّدهم لخدمة مشروع استمراره ومنع سقوطه.
وقال المصدر، الذي تمتلك الوكالة اسمه وطلب إغفاله، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وفق مصادر روسية مسؤولة، فقد بلغ عدد الضحايا من الشباب العلويين في الحرب لتي شنها النظام منذ ست سنوات نحو 150 ألف قتيل، ما يعني قضاء النظام على جيل كامل من هذه الطائفة، وهو الجيل لذي من المفترض أن يكون مُنتجاً”.
وأضاف “هذا يُفسّر رفعه لسن التجنيد الإلزامي في مناطق الطائفة، وبدء اعتماده في التجنيد على النساء من الطائفة”، وتابع “كذلك تشير المعلومات إلى سقوط ما يقرب من سبعة آلاف مقاتل من مقاتلي ميليشيات حزب الله اللبناني خلال ست سنوات من انخراط هذه الميليشيات في الحرب السورية إلى جانب النظام”.
من جهته، رجّح المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، أن يكون الرقم قريباً من الصواب، وقال في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أعتقد أن النظام خسر أكثر من مائة ألف من القادرين على القتال أو المشاركين به من طائفته، بالإضافة لهؤلاء هناك خسائر بشرية في صفوف الموالين له، وقد يصل العدد إلى حوالي مائة وخمسين ألف من الطائفة كلها” وفق تقديره.
وأضاف البني “هذا رقم كبير جداً على الطائفة وعلى النظام، ويمكن الجزم بأن النظام لم يعد لديه حتماً جيش ممن بقي، فاغلبهم فتح لحسابه أو لحساب جهات أخرى ميليشيات يستخدمها لنفسه، ولا يقبل أن يعود جندياً لدى بشار الأسد ونظامه، ولا يمكن لبشار بالنهاية توحيدهم أو توجيههم لمصلحته، وهذا ما يدفعه للسماح لجيوش أو منظمات منظمة تخضع للأوامر أن تُدير الأمور على الأرض، ولكنها بالنهاية قد لا تُنفّذ مخططه أو أوامره، فيصبح هو وطائفته من ينفذ أوامرها” على حد قوله.
ومن الصعب الحصول على تأكيدات أو نفي لهذه الأرقام والإحصائيات، نظراً لتكتم النظام السوري على حجم خسائره، سواء بين العسكريين من الجيش النظامي، أو من مقاتلي الميليشيات الطائفية الموالية له.
وتُرجّح التقديرات التي أطلقتها منظمات متخصصة، محلية ودولية، أن يكون قد سقط في سورية خلال هذه الحرب بين 750 ألف ومليون ونصف قتيل، لكن أحداً من هذه المنظمات والهيئات لا يستطيع توثيق كامل عدد الضحايا والقتلى من الطرفين.
حكومة الائتلاف السوري المعارض المؤقتة تؤكد “مسؤولية النظام” عن كيميائي خان شيخون
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 14 أبريل 2017
روما- أشار رئيس الحكومة السورية المؤقتة، الذراع التنفيذي للائتلاف الوطني المعارض، جواد أبو حطب، إلى أن نتائج الفحوصات التي أجرتها “المؤسسات المستقلة” أظهرت “وجود مادة السارين في مكان وقوع الهجوم الكيميائي بمدينة خان شيخون” في الرابع من الشهر الجاري، مشدداً على “مسؤولية نظام الأسد بالوقوف وراء تلك الهجمات”.
ويأتي ذلك في وقت جدد فيه وزراء خارجية روسيا وسورية وإيران المطالبة بـ”تحقيق موضوعي شامل” تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشان الحادث.
وأوضح أبو حطب، حسبما نقلت عنه الدائرة الإعلامية للإئتلاف أن” الحكومة المؤقتة شكلت لجنة لمتابعة شؤون المصابين يرأسها وزير الصحة محمد فراس الجندي ومدير الصحة في إدلب”، لافتاً إلى أن “طواقم الحكومة سهلت دخول المنظمات ووسائل الإعلام إلى مدينة خان شيخون للتأكد من وقوع الهجوم الكيماوي”.
وأشار رئيس حكومة المعارضة إلى أن “سكان المدينة يؤكدون أن القصف جاء عبر الطيران الحربي لطيران نظام الأسد”، مبينا أن “هناك حالات بين المصابين ما تزال تحت العناية المشددة نتيجة استنشاق كمية كبيرة من غاز السارين”.