أحداث الاثنين 22 أيلول 2014
أوباما يتجرّع استراتيجيةً… و«شقوقٌ» في نواة النظام السوري
ابراهيم حميدي
تجرّع الرئيس باراك أوباما القرار الذي كان دائماً يبعده عن أصابعه. انزلق أوباما في الحرب السورية. فعل بعضاً مما كان يرفضه منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. يحاول مع مستشاريه المخلصين ضبط هذا الانخراط، لكنه يعرف أنه بداية الوقوع في شرك الصراع السوري.
كان الرئيس الأميركي طلب قبل أسابيع من الكونغرس الموافقة على تخصيص نصف بليون دولار أميركي لدعم «المعارضة المعتدلة». لم يضع ثقله وراء الطلب. مجرد رسالة إلكترونية من البيت الأبيض إلى الكونغرس. لم يكن متحمساً للفكرة. كان فقط يريد أن يخفف من ضغط حلفائه الإقليميين والدوليين ويسحب البساط من تحت خصومه المحليين في الحزب الديموقراطي ومنافسه الجمهوري عشية انتخابات نصفية وقبل الانتخابات الرئاسية بعد نحو سنتين. قدم الطلب من دون عضلات. الوزن السياسي كان في المقلب الآخر: في الوقت الذي طلب تفويضاً لوزارة الدفاع (بنتاغون) وموازنة لتسليح المعارضة السورية وتدريبها، كرر أكثر من مرة عدم وجود معارضة منظمة في سورية، وأن عناصرها عبارة عن «صيادلة ومزارعين وأطباء».
كما كان كثير من المحللين والمسؤولين الغربيين، يتوقع أن حدثاً ما قد يغير المعادلة ويطلق دينامية تدفع أوباما إلى حافة القرار الصعب. اكتساح «الدولة الإسلامية» (داعش) غرب العراق وشرق سورية وذبح صحافييْن أميركيْين وفّر القاعدة الشعبية لـ «الحرب على الإرهاب» وضيّق بوابات الهروب من القرار. شكل حلفاً دولياً من ٤٠ دولة ضد الإرهاب. ضرب مواقع «داعش» في العراق وفوّض الطيران بجمع معلومات عن التنظيم في سورية. وبعد استشارات مع حلفائه وضع «استراتيجية».
لكن اللافت، أنه في غمضة عين، تحولت المعارضة السورية المعتدلة من «مجرد» مزارعين وصيادلة وأطباء وتبدو فكرة تسليحهم ودعمهم نوعاً من «الفانتازيا» إلى المسار المعاكس. دفع أوباما «الممانع» وزيري الدفاع تشاك هاغل والخارجية جون كيري ورئيس الأركان مارتن ديمسي للدفاع عن مشروع تدريب المعارضة وتسليحها. باتت المعارضة السورية «قادرة» على وقف تمدد «داعش». لا بل باتت مارداً قادراً على القتال على جبهتين: النظام والتنظيم. نظام الرئيس بشار الأسد وتنظيم أبو بكر البغدادي. ما تحتاجه فقط، مجرد معسكرات تدريب وتسليح بعد الخضوع لدورات الانتقاء والاختيار.
وفق مسؤولين غربيين ساهموا في حوارات مع الجانب الأميركي، فإنه «للمرة الأولى لدينا استراتيجية أميركية. ليست عظيمة، لكن هناك استراتيجية». هذه الاستراتيجية باتت «واضحة». نعم واضحة. عناصر، تتضمن أن النظام السوري ليس شريكاً في الحرب على الإرهاب مع ترك احتمال تمرير معلومات عبر طرف ثالث لاحترام قواعد الاشتباك، الأولوية الآن لمحاربة «داعش» في العراق لأن الظروف توافرت والعملية أسهل. ذلك أن هناك طلباً من الحكومة العراقية التوافقية برئاسة حيدر العبادي وهناك قوات كردية وعراقية قادرة على «ملء الفراغ» وأن هناك تفاهماً إقليمياً – دولياً على مسيرة الحل، هذا الطلب العراقي يوفر قاعدة قانونية – سياسية لمد الضربات الى سورية في عدم احترام للحدود السورية – العراقية التي لم يحترمها «داعش».
لكن الحرب على «داعش» في سورية ليست على نار حامية. لا عجلة فيها ولا استعجال. الاعتقاد الغربي أن ضرب «داعش» الآن يخدم النظام. لذلك «لا بأس بمزيد من النزف للنظام». وبينما ينزف النظام، هناك تكثيف في دعم «المعارضة المعتدلة». تدفق السلاح زاد في الأسابيع الماضية من جنوب سورية وشمالها. وعدد الخاضعين للتدريب تضاعف أيضاً. وهناك ضغوط على المعارضة للتوحد و»الاعتدال». الاعتدال يعني إعلان مواقف علنية من «داعش». ألم يعلن زعيم «جبهة ثوار سورية» جمال معروف «انتفاضة شاملة» ضد التنظيم والنظام؟ ألم تتوحّد خمسة فصائل بينها «الفرقة ١٣» و «الفرقة١٠١» تحت لواء «الفيلق الخامس» في ريف إدلب في شمال غربي البلاد وعشرون فصيلاً في غوطة دمشق؟
في المدى الطويل، فإن الخطوة الأهم كانت موافقة الكونغرس الأميركي، بنوابه وشيوخه، على تمويل مشروع تدريب المعارضة المعتدلة وتسليحها. ذلك أنه رغم الضوابط الشديدة في القرار ووجود برنامج سري للتدريب سابقاً، فإنه أوضح انخراط أميركي، مؤسساتي وتشريعي، في الحرب السورية. انخراط ليس قصير المدى، بل إنه طويل في السنوات ويفتح الباب للحفر عميقاً في الغوص في المستنقع السوري. إنه بداية انزلاق تصاعدي سياسي، يمكن أن يدفعه تفجير إرهابي ما مصدره سورية، في أوروبا أو أميركا إلى قرارات أشدّ قد تصل إلى إقامة منطقة عازلة في جنوب سورية وشمالها. على الاقل هذا رهان بعض المتحمسين والحاقدين على تردد اوباما و «تعففه» عن الإبحار في المستنقع السوري والخوض في وحوله. أو يمكن أن يبقى على الرفّ التشريعي وفي الأروقة السياسية الى ان يتلقفه الرئيس الأميركي الجديد بعد سنتين. انزلاق دخل في عمق المؤسسات الأميركية سيكون صعباً العودة إلى الوراء فيه.
ماذا عن تكتيكات واستراتيجيات النظام وحلفائه؟
كان الرهان الصلب للنظام أنه سيكون جزءاً محورياً من الحرب على الإرهاب. سرّب الكثير من المعلومات، بعضها مبالغ فيه وبعضها حقيقي، من أن دولاً غربية عادت إلى التنسيق الأمني المباشر لمحاربة «داعش». أيضاً، سرّب وحلفاؤه أنه ليس مهماً من يحارب «داعش»، بل المهم أن يحارب هذا التنظيم بتنسيق أو من دون تنسيق.
بداية، احتفى موالو النظام وحلفاؤه كثيراً بفظائع «داعش» لأنها تثبت النظرية الآسرة الى قلوب الموالاة: انها حرب طائفية وجهادية ضد نظام علماني، انها حرب بالوكالة، ان النظام العلماني هو الحليف الطبيعي ضد هؤلاء التكفيريين، انه قادر على استعادة الدور الوظيفي في الحرب على الارهاب في سورية هذه المرة وليس خارجها. لكن لاحقاً، تخوفوا من هذه الفظائع. أحدثت شقوقاً في القاعدة الشعبية – الطائفية للنظام ظهرت تجلياتها في مناسبات عدة.
الزهو بالنصر الذي كان سائداً قبل شهرين، بات موضع شك وتساؤل. قتلى ودمار وتعذيب في ضفة المعارضين و «المناطق المحررة» وضحايا وقتلى في «سورية المفيدة». بات موالون يتحدثون بصوت منخفض وراء الجدران عن «عبثية الحرب» وعن قلق من المستقبل والبقاء. صوتهم الذي ظهر اولياً على شبكات التواصل الاجتماعي وفي مراسم تشييع جـــنود في مــعقل النظام، بات أشبه بالهمس بعد إجراءات ردعية بحق ناشطين من النواة الصلبة للموالين وتجاهل لمطالبهم بطريقة لا تختلف عن تلك التي مورست بحق معارضين في السنوات السابقة. بعض الموالين كان يريد تشدداً يوازي زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
كان الرهان في دمشق – النظام على أن الحرب على «داعش» بوابة مشرعة لاستعادة الشرعية ومحو التاريخ في السنوات الثلاث والنصف الماضية. تحول الرهان إلى قلق. قلق من مشاريع قد تكون كامنة وراء هذه «الاستراتيجية» الأميركية. تغير الخطاب الرسمي السوري والحليف: موسكو حذرت من ضرب «داعش» من دون تفويض من مجلس الأمن. إيران حذرت أيضاً من «الاعتداء» على سورية. النظام لوّح بالرد على قصف مواقع للتنظيم من دون تنسيق. كان هذا التعبير الأوضح عن خيبة كبيرة في دمشق من بدء الحرب من دون التعاون.
هناك خيبة، لكن الأمل لم ينته. مسؤولون سوريون حمّلوا المبعوث الدولي الجديد ستيفان دي ميستورا رسائل الى الغرب للانضواء في الحلف الدولي وعرض أن يقوم الجيش النظامي بـ «ملء الفراغ» بعد ضرب «داعش». إذن، لا بأس من تحريك بعض ما تبقى من الاوراق واستدراج عروض. فجأة ايضاً، اعلن عن الكشف عن ثلاث منشآت كيماوية لم تعلن عنها الحكومة السورية سابقاً. انها عودة الى الاستثمار في الملف الكيماوي والتحذير من وقوعه في «الأيدي الخطأ». القوات النظامية السورية لم تدافع بشراسة عن مواقعها قرب الخط الفاصل مع اسرائيل في الجولان المحتل امام تقدم «جبهة النصرة». بات امن اسرائيل في خطر. داخلياً، تحدثت مصادر عن إعفاء الاسد ابن خاله العقيد حافظ مخلوف من منصبه مسؤولاً عن «امن دمشق»، وإعفاء صهر الاخير فيصل السماق من ادارة مؤسسة التبغ الشهيرة. لكن يجب عدم المبالغة في قراءة الإعفاء في ضوء تجارب سابقة.
على الارض، بات حصان «المعتدلين» الذي راهن عليه الرئيس اوباما مجبراً، يتعرض الى ضربات وسهام قاسية. المنطقة العازلة بين النظام والتنظيم باتت موضع استهداف. انفجر فيها الكثير من الالغام. خلال ايام قتل بتفجير غامض القادة العسكريون لـ «حركة احرار الشام الاسلامية» في شمال غربي سورية. تعرض قائد «جبهة ثوار سورية» جمال معروف لمحاولة اغتيال بغارة سورية جوية. كما قتل احد قادة «حركة حزم» المصنفة اميركياً في قوائم الاعتدال، في غارة على ريف حمص. وبات «داعش» قادراً على اسقاط طائرة حربية سورية شمال شرقي البلاد. سعيد بوقوع اميركا في «الفخ» ويراهن على اخطاء اميركا وصدوع الحلف الدولي. ستجبر «جبهة النصرة» على الاختيار الذي كانت تتردد فيه. حرب ام تحالف مع «داعش»؟
تلاشي المعتدلين وتحولهم الى اشلاء قبل وصول المدد الاميركي، احد التحديات الذي ستواجه استراتيجية اوباما. لكن ايضاً، وجود اجندات اخرى للأطراف الاقليمية وعدم تطابق او قناعة بعض الداخلين في الحلف الدولي الاربعيني، تحديات اخرى.
واضح ان كل طرف يقوم بـ «ضربات استباقية» لفرض وقائع قبل ان تبدأ الاستراتيجية تأكل أُكلها وقبل ان ينطلق قــطارها. ضربات تؤسس لمناطق عازلة جديدة مع هذه الاستراتيجية. «داعش» حاول تحت أنظار تركيا «تنظيف» الشريط الحدودي من الاكراد. يحاول ان يمأسس منطقة تدور في الفلك التركي. ايضاً، الضربات في الجولان تحت انظار اسرائيل، تفتح الافق لمنطقة عازلة ايضاً. كما هي الحال لدى النظام والتنظيم في «تطهير» المنطقة العازلة والجيوب المغروسة بينهما.
* صحافي سوري من أسرة «الحياة»
سعود الفيصل وظريف ناقشا التعاون الاقليمي واشنطن: دول ستشارك في ضرب داعش بسوريا
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
التقى وزيرا الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والسعودي الامير سعود الفيصل في نيويورك أمس وبحثا في التعاون من اجل الامن الاقليمي في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، فيما اعلنت الولايات المتحدة ان دولاً اخرى ستشارك معها في شن غارات جوية على مواقع التنظيم المتطرف في سوريا، بينما كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الاميركي جون كيري وجوب “التزام ميثاق الامم المتحدة” في ما يتصل بسوريا.
في غضون ذلك، أحكم مقاتلو “الدولة الاسلامية” الحصار على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية)، ثالث تجمع للاكراد في سوريا على الحدود مع تركيا، بعدما سيطروا على نحو 60 قرية في هجوم كاسح ادى الى فرار عشرات آلالاف من الاكراد السوريين الى تركيا. وفي تطور بارز، اطلق “داعش” 46 ديبلوماسياً كان يحتجزهم رهائن منذ سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في 9 حزيران الماضي. ونفى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دفع فدية في مقابل الافراج عن هؤلاء، موضحا أن الافراج عنهم كان نتيجة مفاوضات ديبلوماسية وسياسية. ص10
سعود الفيصل وظريف
ونقل الموقع الالكتروني للحكومة الايرانية عن ظريف في ختام لقائه وسعود الفيصل “انها صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. نامل في ان تكون لها آثار ايجابية لاحلال السلام والامن في المنطقة والعالم ولمصالح كل الامم المسلمة”. وأضاف: “اننا ندرك الاهمية والطابع الحساس للازمة الحالية وفرصة مواجهتها ونعتقد تالياً انه ينبغي تفادي الاخطاء السابقة لمواجهتها بنجاح”، في اشارة الى الازمة التي اثارها هجوم “داعش” في العراق. واشار الى ان “البلدين يتمتعان بنفوذ في المنطقة وستكون لتعاون مشترك آثار مؤكدة لاحلال السلام والامن في المنطقة وفي العالم”.
وهو اللقاء الاول لوزيري خارجية البلدين منذ وصول الرئيس الايراني حسن روحاني الى السلطة في آب 2013. ولكل من ايران والسعودية موقف مختلف من الوضع في كل من سوريا والبحرين واليمن.
واشنطن
وفي واشنطن سئلت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سامانتا باور في مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الاميركية للتلفزيون هل لدى واشنطن أي مؤشرات لاستعداد دول أخرى لشن غارات جوية في سوريا، فأجابت: “نعم لدينا مؤشرات… لكننا سنترك للدول الأخرى فرصة الإعلان بنفسها عما ستكون التزاماتها المحددة إزاء الائتلاف”.
وسيلقي الرئيس الاميركي باراك أوباما كلمة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأربعاء يعرض فيها لموضوع “الدولة الإسلامية” من أجل حض العالم على التحرك.
وأكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجدداً قلق الولايات المتحدة من استخدام غاز الكلور ضد المدنيين في سوريا، محذرا نظام الرئيس السوري بشار الاسد من انه سيحاسب على ذلك.
وجاءت تصريحاته مع اعلان دمشق انها سلمت كامل اسلحتها الكيميائية وتعاونت تماماً مع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والتزمت معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف أبرز في مكالمة هاتفية مع كيري، أهمية خطوات المجتمع الدولي المنسقة لمكافحة تنظيم “داعش”. وقالت ان وزير الخارجية الروسي طلب من نظيره الأميركي الامتناع عن “تزييف الحقائق في ما يتعلق بسوريا”. وأضافت أن لافروف شدد مجددا على ضرورة التزام واشنطن ميثاق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالإضافة إلى احترام سيادة سوريا في تنفيذ خطط الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” في الشرق الأوسط.
تركيا: تحرير الرهائن من براثن “داعش” دونما رصاصة أو فدية أسئلة عالقة وتكهنات عن “الثمن” الذي دفعته
لم تبدد فرحة الاتراك باطلاق الرهائن الـ49 التي كانت محتجزة لدى “الدولة الاسلامية” وأطلقت السبت، تساؤلات عدة أثارتها الرواية الرسمية التي بدت أشبه بسيناريو فيلم بوليسي أكثر منها وقائع انقاذ رهائن من براثن منظمة هي من الاكثر وحشية حول العالم. فوقت تمضي “الدولة الاسلامية” في نحر الرهائن واحدة تلو الأخرى وتبقي مصير أخرى معلقاً على حد سكينها، اكتنف الغموض عملية اطلاق الاتراك “من دون اطلاق رصاصة واحدة أو دفع فدية أو القيام بأية مساومة”.
كان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أول من أعلن من باكو في وقت مبكر السبت اطلاق الرهائن الـ49 “نتيجة اتصالات” وعودتها الى تركيا. وتبعه الرئيس رجب طيب أردوغان ببيان قال فيه إن الرهائن “حررن” نتيجة عملية وكالة نفذتها وكالة الاستخبارات الوطنية التركية “أم اي تي”، قائلا إنه “منذ اليوم الاول لعملية خطفهم، تابعت وكالة الاستخبارات هذه المسألة بصبر وعناية، واخيرا قامت بعملية انقاذ ناجحة”.
واحتجزت الرهائن في 11 حزيران عندما سيطر جهاديو التنظيم المتشدد على القنصلية التركية العامة في الموصل، مع ثلاثة موظفين من الجنسية العراقية. وبين الرهائن القنصل العام وزوجته وعدد من الديبلوماسيين واولادهم، الى أفراد من القوات الخاصة التركية، فيما قالت أنقرة إنه أفرج عن العراقيين الثلاثة “في وقت سابق”.
لكن الاتراك الذين خطفوا في العراق أطلقوا على الحدود السورية – التركية من دون اطلاق رصاصة واحدة أو دفع فدية أو مساومة، استنادا الى السلطات التركية.
فمن باكو، طار داود أوغلو بحسب المعلق التركي مراد يتكين، الى شانلي أورفا، المدينة التركية الحدودية مع سوريا حيث سُلِّمت الرهائن الى السلطات التركية قرابة الاولى بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، وركب مع هؤلاء الى أنقرة.
ونقلت “رويترز” عن مصادر أمنية السبت أنه أفرج عن الرهائن ليلا في بلدة تل أبيض على الجانب السوري من الحدود مع تركيا بعد نقلها من مدينة الرقة السورية، معقل “الدولة الإسلامية”.
ولم تفصح السلطات التركية عن تفاصيل انتقال الرهائن من الموصل الى الحدود التركية، ولا أدلت بتبرير مقنع لسبب تخلي “الدولة الاسلامية” عن هؤلاء، مع العلم أن الصحف التركية قالت إن “الدولة الاسلامية” غيرت مكان الرهائن مراراً، وأن الاتراك حاولوا خمس مرات انقاذها ليعودوا ويغيروا خططهم في اللحظة الاخيرة بسبب القتال في منطقة وجودها.
وقد أثارت صور الرهائن، التي لم تبد عليها مظاهر التعب بعد أكثر من ثلاثة أشهر في الاسر، مزيداً من التكهنات عن الرواية الرسمية ، وعما اذا كانت حصلت عملية عسكرية، أو مواجهة في العملية السرية التي تحدث عنها أردوغان. وثمة من رجح دفع أنقرة فدية الى “الدولة الاسلامية” أو عملية تبادل رهائن مع التنظيم. فقد أورد حساب “جهاد نيوز” في موقع “تويتر” أن أنقرة أفرجت عن 200 أسير من “الدولة الاسلامية” في مقابل الرهائن الـ49.
رواية ناقصة
ولدى سفره الى نيويورك أمس للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، صرح أردوغان بأن “مفاوضات ديبلوماسية” أدت الى الافراج عن الرهائن، بعدما قال السبت إن الافراج حصل ضمن “عملية انقاذ سرية” نفذتها القوات الخاصة التركية. لكنه عاد ليؤكد عدم دفع اي فدية، قائلا: “لم تكن هناك مساومة من اجل المال. ولكن مفاوضات ديبلوماسية وسياسية فقط وهذا انتصار ديبلوماسي”.
وسئل عن امكان حصول تبادل لرهائن بمقاتلين من التنظيم المتطرف، فأجاب: “ليس مهما ما اذا كان حصل تبادل ام لا… المهم هو انهم عادوا ولموا الشمل مع أسرهم”. هذه الرواية الرسمية “المنقّحة” تبدو في رأي خبراء ناقصة أو أجمل من أن تكون حقيقية. ويقول سينان أولغن،الديبلوماسي التركي السابق الذي يدير مركز دراسات الاقتصادات والسياسة الخارجية أن “ثمة أسئلة عالقة مشروعة جداً عن طريقة حصول” عملية اطلاق الرهائن.
أما الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة آرون ستاين فرأى أنه “من المنصف القول إننا لم نحصل على الرواية الكاملة”.
وحذر البروفسور في العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس التركية سرحات غوفنج من الذهاب بعيدا في قراءة التلميح الى تبادل للرهائن، قائلا إن “ثمة ضبابا كثيفاً حول هذه المسألة”.
وتساءل البروفسور في العلاقات الدولية في الجامعة نفسها سولي أوزيل: “لا أزال لا أفهم على ماذا حصلت الدولة الاسلامية للافراج عن الرهائن؟”. وأكد زعيم المعارضة التركية دولت بهجلي أن أية وعود قطعتها حكومة أردوغان في مقابل اطلاق الرهائن ستظهر في النهاية. وإذ نوه بانتهاء 101 يوم من القمع والعذاب، قال إن ” المساومة التي حصلت مع الدولة الاسلامية والوعود التي قطعت لها مقابل حرية مواطنينا تبقى لغزا. ما حصل خلف الكواليس خلال المفاوضات لن يبقى سرا بالتأكيد”.
الائتلاف الدولي
واكتسبت عملية اطلاق الرهائن أهمية اضافية في ضوء تردد تركيا في الانضمام الى الائتلاف الدولي ضد “الدولة الاسلامية” بدعوى قلقها على مصير مواطنيها. لكن أردوغان قال أمس إن بلاده قد تغير موقفها ولو جزئياً بعد الافراج عن الرهائن.
وبينما يقدر محللون أن انتهاء أزمة الرهائن يوفر لأنقرة ليونة استراتيجية، يلفتون الى أن الخوف من ردود الفعل قد يمنعها من التورط عسكريا.
ويقول منصور أكغون، مدير مركز الاتجاهات السياسية الدولية في اسطنبول: “كانت أزمة الرهائن إحدى أبرز العراقيل لاستراتيجية تركيا… ولكن هذا لا يعني أن تركيا ستنسى تحفظاتها الاخرى المتعلقة بالامن الوطني عندما تعطي الضوء الاخضر لشركائها”.
وعلق الخبير التركي في جامعة سان لورنس في نيويورك هوارد ايسنستات: “أعتقد أن تركيا أعطت نوعا من الضمانات أن تحركاتها ضد الدولة الاسلامية ستكون محدودة بطبيعتها، وأنها لن تضطلع بدور رئيسي في أي ائتلاف عسكري”.
وزير فرنسي: لسنا خائفين من تهديدات تنظيم الدولة الاسلامية
باريس- (أ ف ب): أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف الاثنين ان بلاده “ليست خائفة” بعد دعوة تنظيم الدولة الاسلامية المسلمين إلى قتل فرنسيين أو امريكيين.
وقال الوزير الفرنسي انها “ليست المرة الاولى التي يهدد الارهابيون” فرنسا، منتقدا هذه “الدعوة الى القتل”.
وقال في تصريح رسمي إن “فرنسا ليست خائفة… فرنسا ليست خائفة لانها تعرف ان بامكانها الاعتماد على تضامن جميع مواطني فرنسا ويقظة قوات الأمن اللذين يشكلان الرد الافضل على هذا التهديد”.
واوضح الوزير الفرنسي ان “تهديداتهم لن تؤثر بشيء على تصميمنا على وضع حد لتجاوزاتهم ومساعدة السكان”. واضاف “علينا ايضا ان نزيل الخطر الذي يمثله داعش على امننا”، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية.
وقد دعا تنظيم الدولة الاسلامية المسلمين لقتل رعايا خاصة امريكيين وفرنسيين من بلدان التحالف الدولي الذي تشكل لقتال هذه المجموعة الجهادية في العراق وسوريا.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن امس انه وافق على عمليات “الدعم الجوي” للسلطات العراقية في تصديها للتنظيم الذي يسيطر على 40% من شمال العراق، وعلى ربع الاراضي السورية. واستبعدت باريس في المقابل ارسال قوات الى ارض المعركة، على ان يقتصر تدخلها على المجال الجوي العراقي.
وحيال التهديدات التي اطلقها تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين، لم يتطرق وزير الداخلية الفرنسي الى تشديد التدابير الامنية المتخذة في الوقت الراهن في فرنسا، مشيرا إلى انها “مطبقة اليوم وفعالة”.
وقال كازونوف “منذ بضعة اشهر استنفرت قواتنا الامنية بكامل قدراتها لتدارك المخاطر المتصلة بنشاط المجموعات الارهابية في سوريا والعراق”.
وذكر باعتقال 110 جهاديين مفترضين في فرنسا منذ الاول من كانون الثاني/ يناير، وجهت التهمة الى 74 منهم، وبتفكيك شبكات لتجنيد شبان ل”الجهاد”.
وخلص إلى القول “حتى لو كان الخطر معدوما، نتخذ تدابير احتياطية بنسبة 100%. الحكومة تتخذ وستواصل اتخاذ كل التدابير لتوفير امن الفرنسيين، وستفعل ذلك بدم بارد من غير ان تتأثر بدناءة ارهابيي داعش”.
داعش يقتل 300 جندي بـ”غاز الكلور” شمالي الفلوجة
بغداد – الاناضول – اتهم علي البديري النائب عن التحالف الوطني بالعراق (الائتلاف الأبرز للشيعة ويمثل الأغلبية البرلمانية)، تنظيم داعش باستخدام غاز الكلور ضد الجنود المحاصرين في منطقة الصقلاوية بمدينة الفلوجة؛ مما أدى إلى مقتل 300 جندي عراقي، محملا القائد العام للقوات المسلحة وقائد عمليات محافظة الأنبار العراقية مسؤولية التباطؤ في إنقاذ هؤلاء الجنود الذين كانوا محاصرين في هذه المنطقة منذ ايام.
وكان قائد عمليات الأنبار رشيد فليح، أعلن الأحد، فك الحصار عن 400 ضابط وجندي حاصرتهم عناصر “داعش” بعد مواجهات عنيفة شمال الفلوجة بالأنبار غربي العراق.
وقال البديري في مؤتمر صحفي في البرلمان العراقي ببغداد بحضور عدد من نواب محافظة الديوانية، إن “تنظيم داعش الارهابي استخدم غاز الكلور لأول مرة في منطقة الصقلاوية بعد محاصرة أكثر من 400 جندي؛ مما أدى إلى مقتل الكثير منهم بسبب الاختناق”، مشيرا إلى أن 100 مقاتل فقط نجا.
وأضاف “نحمل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي والقادة الأمنيين لاسيما قائد عمليات الانبار رشيد فليح المسؤولية الكاملة عن مصير الجنود المحاصرين؛ بسبب بطؤ الاجراءات الفورية من قبل طيران الجيش رغم كثرة المناشدات بالاجراءات السريعة لإنقاذهم منذ عدة ايام”.
وتابع البديري قائلا إن “جريمة الصقلاوية تعتبر سبايكر الثانية”، مشيرا إلى أنه “تم قتل 300 جندي في المنطقة”.
وأضاف أنه “لا يوجد غطاء جوي لهؤلاء الجنود، محملا القائد العام للقوات المسلحة وبعض القادة الامنيين مسؤولية مقتل الأعداد الكبيرة من هؤلاء الجنود والضباط”، لافتا إلى أنه “يجري الآن جمع تواقيع لتشكيل لجنة تحقيق بشأن هذا الامر.”
من جهته، وصف اللواء الركن ناصر الغنام وهو قائد عسكري مستقيل من الجيش العراقي في محافظة نينوى شمالي العراق، ما حدث في الصقلاوية ب”مجزرة جديدة تعقب نكسة الموصل ومجزرة سبايكر”.
وقال الغنام ، إن “جنودنا وجيشنا يقع يوميا فريسة بيد الإرهابين بسبب قرارات القيادات الامنية الفاشلة وخططها البالية البائسة التي أوشكت على تدمير العراق، وهم يتحملون مسؤولية هذه الدماء الزكية لجنودنا الابطال وهذه الخسائر”، متسائلا “لماذا التمسك بهذه القيادات الفاشلة التي هربت هروب الجبناء في نينوى وتكريت وكركوك (شمال) والانبار”.
وأضاف أن “تمسك القوات المسلحة العراقية بهذه القيادات واستمرار وجودهم يسبب إخفاقات للجيش العراق وهذا كلام أوجهه للسيد القائد العام رئيس الوزراء حيدر العبادي”.
ودعا الغنام “رئيس الوزراء إلى محاسبة من تسبب بنكسة الموصل، وهرب تاركا جنوده بلا قيادة في أرض المعركة وتسبب بتسليم محافظاتنا ومعها مقراتنا وأسلحة فرقنا ومصير أبناء هذه المحافظات هدية لداعش”.
وشدد على “ضرورة محاسبة القادة العسكريين الذين سلموا جنودنا كما حدث اليوم في الصقلاوية بدم بارد الى الارهابيين واتخاذ قرارات حاسمة من شأنها اعادة الهيبة لجيشنا”.
وأعلن الغنام استقالته من الجيش بعد أن كان قائدا لأحد القطاعات العسكرية في نينوى، قبل سيطرة عناصر تنظيم داعش عليها بسبب “تصرفات القيادات العسكرية والخطط التي يعدها أولئك القادة لمحاربة عناصر تنظيم داعش الإرهابي في المحافظة”.
و”مجزرة سبايكر” أسفرت عن مقتل وفقدان 1700 طالب (الكلية العسكرية) وعنصر أمني وعسكري من القوات الحكومية فيها على يد تنظيم داعش قبل أكثر من شهرين، ونشر التنظيم فيديو لإعدام جنود بالقاعدة العسكرية على شبكة الإنترنت في حينها.
وتعد قاعدة “سبايكر” الواقعة في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، أحد أكبر القواعد العسكرية التي استطاع الجيش العراقي استعادة السيطرة عليها بعملية إنزال جوي بعد أيام من سيطرة داعش عليها بالكامل وتضم كلية عسكرية، وغالبية الضحايا كانوا من طلاب تلك الكلية.
سوريا: 42 قتيلا بينهم 16 طفلا في غارات على ريف ادلب
بيروت – (أ ف ب) – قتل 42 شخصا على الاقل بينهم 16 طفلا الاحد في غارات جوية شنها طيران النظام السوري في ريف محافظة ادلب (غرب)، على ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
واوضح المرصد ان الغارات اوقعت 19 قتيلا بينهم ستة اطفال قرب مدينة سراقب، و23 قتيلا بينهم عشرة اطفال في بلدة احسم بجبل الزاوية.
وتقع غالبية منطقة ريف ادلب تحت سيطرة المعارضة المسلحة باستثناء مركزها مدينة ادلب.
واستهدفت الغارات منازل مواطنين في بلدة احسم واطراف بلدة سراقب، المناطق التي يتواجد فيها مواطنون من البلدة نزحوا منها بعد عدة عمليات قصف لقوات النظام بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة على البلدة، بحسب المرصد.
وأظهر شريط مصور بثه ناشطون على موقع يوتيوب لقطات اعقبت الهجوم على احسم تظهر اشخاصا يحاولون انتشال رجل مدفون حتى رقبته تحت أنقاض مبنى منهار.
واظهر شريط اخر جثة عارية يغطيها الغبار الرمادي لطفل ممدد على كومة من الانقاض.
وقام شبان بتغطية الجسد وحملوه بعيدا هاتفين “الله اكبر”.
ألمانيا تتمسك برفضها تسليح المعارضة السورية
برلين – (د ب أ) – رغم فرار عشرات الآلآف من الأكراد في سورية عقب اجتياح مليشيات تنظيم “الدولة الإسلامية” لشمالي البلاد، تتمسك الحكومة الألمانية بموقفها الرافض لتسليح المعارضة السورية.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية الاثنين، إن “المخاطر المتبقية” من إمكانية وقوع تلك الأسلحة في الأيدي الخطأ أكبر في سورية منها في العراق، موضحة أن الحكومة الألمانية اتخذت لذلك قرارا ضد توريد أسلحة للمعارضة السورية.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية تعتزم توريد أسلحة للمقاتلين الأكراد في شمال العراق لمواجهة ميليشات تنظيم “الدولة الإسلامية”.
واجتاح التنظيم خلال الأيام الماضية عشرات من القرى الكردية في شمال سورية، ما اضطر سكان المنطقة إلى الفرار إلى تركيا.
يذكر أن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق يوم الخميس الماضي بالأغلبية على مقترح للرئيس الأمريكي باراك أوباما بتدريب وتسليح “المعارضة المعتدلة” في سورية لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
نزوح نحو 150 ألف شخص شمال حلب جراء هجمات الدولة الاسلامية
حلب – الأناضول – أُرغم قرابة 150 ألف شخص يقطنون في المناطق الشمالية لمحافظة حلب بسوريا، إلى النزوح نحو أماكن أكثر أمناً، بسبب الهجمات التي ينفذها تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف بـ “داعش”.
وأفاد بيان للشبكة السورية لحقوق الإنسان، الاثنين، تواصل هجمات تنظيم الدولة التي اشتدت في الأسبوع الأخير، على قرى وبلدات منطقة عين العرب “كوباني” الواقعة شمالي حلب، والتي تقطنها أغلبية كردية.
وذكر البيان أن نحو 150 ألف شخص نزحوا من القرى التي سيطر عليها التنظيم، في الأيام الثلاثة الأخيرة، إلى أماكن أكثر أمناً، مشيراً إلى تواصل وقوع اشتباكات عنيفة بين التنظيم وقوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (السوري الكردي)، المعروفة إعلامياً بـ “PYD”، في منطقة عين العرب.
ولفت البيان إلى أن التنظيم يهدف إلى فرض سيطرته الكاملة على المنطقة الحدودية مع تركيا، فيما يهدف التنظيم من ذلك، إلى إعاقة وصول المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
إلى ذلك، عمد مسلحو التنظيم إلى نهب منازل عناصر وحدات الحماية، في القرى التي أحكموا سيطرتهم عليها، في حين اقترب عدد الأشخاص الذين نزحوا مؤخراً – هرباً من هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية”، إضافة إلى اللاجئين في تركيا – من 300 ألف شخص.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي، “نعمان قورتولموش”، في وقت سابق الاثنين، إن أكثر من 130 ألف لاجئ سوري عبروا الحدو إلى تركيا في الأيام الماضية بسبب الاشتباكات، التي اندلعت بين تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (السوري الكردي)
تنظيم “الدولة الاسلامية” يدعو الى قتل المدنيين من دول التحالف الدولي ضده
بغداد – (أ ف ب) – دعا تنظيم “الدولة الاسلامية” الاثنين، انصاره المتطرفين الى قتل المدنيين وخصوصا الاميركيين والفرنسيين والبلدان المشاركة في التحالف الدولي الذي شكل لمحاربة المتطرفين في العراق وسوريا.
وقال ابو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم في تسجيل صوتي تم بثه باكثر من لغة، مخاطبا المتطرفين “اذا قدرت على قتل كافر اميركي او اوروبي واخص منهم الفرنسيين الانجاس او استرالي او كندي او غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الاسلامية، فتوكل على الله واقتله باي وسيلة او طريقة كانت”.
واضاف “سواء كان الكافر مدنيا او عسكريا فهم في الحكم سواء”.
والولايات المتحدة وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تنفذان ضربات جوية في العراق ضد معاقل “الدولة الاسلامية” في العراق ويعملان على بناء تحالف دولي ضد تنظيم المتطرفين الذي يشكلون تهديدا دوليا.
واعلن التنظيم في تموز(يوليو) الخلافة في العراق وسوريا حيث يسيطر على مناطق واسعة في البلدين، حيث ارغمت هجمات التنظيم، الذي قام عناصره بقتل مدنيين واستهدفوا الاقليات، اكثر من مليون شخصا على النزوح من مناطق عدة في العراق.
ودعا ابو محمد العدناني الذي بثت كلمته باللغة العربية، المتطرفين الى اعتماد امور اخرى في حال عدم توفر المعدات العسكرية لقتل المدنيين.
وقال “ان عجزت عن العبوة او الرصاصة (…) فارضخ رأسه بحجر او انحره بسكين او ادهسه بسيارتك ارميه من شاهق او اكتم انفاسه او دس له السم (…) وان عجزت فاحرق منزله او سيارته او تجارته او زراعته”.
كما دعا العدناني المتطرفين الى تنفيذ عمليات ضد جنود مصر وطالبهم ب”تفخيخ الطرق لهم ومهاجمة مقراتهم وقطع رؤوسهم”.
وخاطب التحالف الدولي قائلا “اميركا وحلفاء اميركا ان الامر اخطر مما تظنون (…) لقد اخبرناكم اننا اليوم في عصر جديد ، جنود الدولة الاسلامية قادة وليسوا بعبيد”.
«داعش» تحاصر «كوباني» وفرار 70 ألف كردي الى تركيا
تصعيد في الاعتداءات على اللاجئين السوريين في لبنان
الحسكة ـ بيروت ـ «القدس العربي» من جوان سوز وسعد الياس: ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يريد تعزيز سيطرته على منطقة واسعة من الحدود مع تركيا،»يحكم الحصار» منذ أمس الاحد على مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية)، ثالث تجمع للاكراد في سوريا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان عناصر هذا التنظيم الذين سيطروا على أكثر من 60 قرية في منطقة كوباني منذ مساء الثلاثاء أحرزوا مزيدا من التقدم وهم موجودون في بعض الاماكن على بعد عشرة كيلومترات فقط من المدينة.
واسفرت المعارك التي ما زالت مستمرة في ضواحي كوباني، منذ مساء الثلاثاء، عن مقتل 37 مقاتلا على الاقل من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية و27 من الاكراد.
وقال عبد الرحمن ان «اكثرية القتلى لدى الجهاديين هم غير سوريين ومنهم شيشانيون ورعايا خليجيون».
ولجأ حوالى 70 الف كردي الى تركيا منذ الخميس، كما ذكرت الامم المتحدة، ووردت روايات عن لاجئين من القرى ان الجهاديين قصفوا ودمروا المنازل وقطعوا رؤوس السكان الباقين.
وأطلق متشددون أكراد في تركيا دعوة جديدة لحمل السلاح للدفاع عن مدينة حدودية في شمالي سوريا في مواجهة زحف مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية، في الوقت الذي استعدت فيه السلطات التركية والامم المتحدة امس الأحد لزيادة كبيرة في تدفق اللاجئين.
الى ذلك أظهر فيديو نشرته مواقع على الانترنت عمليات تعذيب قامت بها عناصر قيل إنها من الجيش اللبناني ضد لاجئين سوريين في مخيم المحبة ومخيم الإنماء في عرسال.
وشهد لبنان عمليات اعتداء على بعض اللاجئين السوريين في أعقاب قيام تنظيم داعش المتطرف بإعدام جنديين لبنانيين خطفا في مواجهات سابقة بين التنظيم والجيش اللبناني في عرسال.
تنظيم «خراسان» وجبهة «النصرة» أخطر على المصالح الأمريكية من «داعش»
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: حذر نايجل إنكستر، النائب السابق لوحدة الإستخبارات الخارجية (أم أي-6) من أن دعم قوات المعارضة السورية التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد يعتبر تحركا جيدا ومع ذلك يجب على بريطانيا الحذر من المشاركة في غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»حتى لا تغضب حلفاء الأسد مثل روسيا.
جاء هذا في وقت لم تستبعد فيه الحكومة البريطانية المشاركة في غارات جوية تستهدف «داعش» في سوريا مع اعترافها أن غارات كهذه ستكون معقدة. وقال إنكستر فيما نقلته صحيفة «أوبزيرفر» إن الهجمات التي ستشن في العراق ستتم بموافقة من الحكومة العراقية و»ليس هذاهو الوضع في حالة سوريا، فأي نشاط سيكون بمثابة إعلان حرب». مضيفا أن حلفاء الأسد سيسارعون للشجب «ولكن من منظور عسكري، فالمنطق يقول إن المشاركة العسكرية ضرورية لأن سوريا هي المكان الذي يجب هزيمة «داعش» فيه، وعليه فيجب التأكيد على اللاعبين المحليين، وتعزيز قوة السوريين منهم، فقد حققوا نجاحات- أي المعارضة السورية- في الفترة الأخيرة ضد «داعش» لكنهم يعانون من مشاكل لوجيستية، ولا يملكون عتادا في الوقت الذي يحصل فيه «داعش» على معدات جديدة».
أم أي-6
وهذه هي تصريحات ثاني مسؤول أمني بريطاني حول التدخل العسكري في سوريا وجاءت بعد تلك التي نقلتها السبت صحيفة «فايننشال تايمز» عن سير جون ساويرز، مسؤول «أم أي -6» الحالي والتي حمل فيها الغرب مسؤولية صعود «داعش».
وتحدث المسؤول الإستخباراتي عن أهمية إيجاد طرق تعمل من خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا مع إيران لمواجهة المشالكل الجارية في سوريا والعراق. وأضاف أن الطريقة التي رد فيها الغرب على الحروب الأهلية في دول أخرى خلقت «معضلات حقيقية». وجاء في تقرير الصحيفة أن التقدم الذي حققه «داعش» في العراق وسوريا والذي استغل حالة الفراغ التي خلقها النزاع أثار عددا من التساؤلات حول مواقف الدول الغربية وقرارها عدم التدخل مباشرة.
وقال ساويرز إن دروس العراق وأفغانستان تظهر سهولة الإطاحة بأنظمة الحكم ولكن بناء البلاد يحتاج لسنوات وقال «إن قررنا عدم البناء كما فعلنا في ليبيا فعندها تقوم بالإطاحة بالحكومة وتنتهي بدون شيء».
وفي حالة «عدم التدخل فإنك تواجه وضعا كما حدث في سوريا، أي معضلات حقيقية». وأشار لإمكانية التوصل لنوع من الإتفاق مع إيران خاصة مع الفوضى الحاصلة في الدول الجارة.
وقال ساويرزالذي عمل سفيرا لبريطانيا في القاهرة ما بين 2001- 2003 إن ثورات الربيع العربي وضعت أمام الدول الغربية تحديات لإدارة التغيير الثوري وعادة ما ينتهي ضد مصالح الغرب «وشاهدنا هذا في طهران في عام 1979 ونشاهده في مصر في السنوات الأخيرة».
تحالف متباين
وتطرح التصريحات نوعا من الإشكاليات على التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لإضعاف وتدمير «داعش» فهو تحالف كما ترى مجلة «إيكونوميست»، «غير محتمل» ومتباين الأهداف.
وقالت المجلة إن تحالف الرئيس أوباما يمكنه في المدى القريب إضعاف النظام، ولكن تدميره «مسألة أخرى، لأن هذا يحتاج لحملة طويلة سيقوم بتوريثها لخلفه، وتحتاج لجهود سياسية متواصلة من أجل الحفاظ على التحالف ذو الأهداف المتباينة».
وتضيف المجلة إن الولايات المتحدة تعتقد أنها تحقق إنجازات عسكرية ودبلوماسية، فقد توقف تقدم داعش في العراق. ولكن التنظيم كما يقول الأمريكيون قد يخسر ويربح في الوقت نفسه.
وأشارت «إيكونوميست» للتحركات الدبلوماسية ومؤتمر باريس في 15 أيلول/سبتمبر الحالي والذي أعربت فيه 27 دولة عن دعمها للحملة ودعم الحكومة العسكرية «بكل الوسائل الممكنة بما فيها الوسائل العسكرية».
وتقول المجلة إن المسؤولين العراقيين عبروا عن فرحتهم من قائمة الدول التي ستشارك في الحملة من بلجيكا والدانمارك إلى ألمانيا وفرنسا التي شنت أول هجماتها على التنظيم والدانمارك والنرويج وألمانيا التي تقدم دعما عسكريا للأكراد وكذلك استراليا. وترى «إيكونوميست» أن جوهر الإستراتيجية الأمريكية يقوم على دفع السنة الساخطين للتحول ضد الجهاديين خاصة في العراق.
ومن هنا فدخول دول سنية في التحالف يساعد على تحقيق هذه الإستراتيجية، لكن نقطة البداية تبدأ بإصلاح الحكومة العراقية.
ومن هنا يمكن فهم التحركات التي اتخذها رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي الذي نشأ في داخل حزب الدعوة الذي نشأ فيه سلفه نوري المالكي والذي تعرض لانتقادات واسعة بسبب مسؤوليته عن صعود «داعش» وسقوط غرب وشمال العراق بيد الأخير. وقصد من تحركات العبادي، وقف الغارات على مناطقهم وإقناع السنة بكونهم جزءاً من العملية السياسية.
وألمح العبادي لإمكانية دعم دول الخليج عملية إعمار المناطق السنية التي دمرت في مناطق الأنبار. فيما اقترح الرئيس فؤاد معصوم فكرة ظهور أربع محافظات سنية في الشمال كفدرالية على غرار منطقة الحكم الذاتي التي يتمتع بها الإقليم الكردي، وبحسب الدستور يمكن أن يكون لها «حرسها الوطني» الخاص مثل قوات البيشمركة الكردية.
ولكن السنة تعرضوا للخيانة في الفترة ما بين 2007-2008 بعد مشاركتهم في «الصحوات» التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق- القاعدة، حيث قام المالكي بعد رحيل الأمريكيين بحلها وملاحقة أفرادها والتوقف عن دفع رواتبهم.
الأخوان المسلمون
وأشار نقاد إلى اعتراض جماعات إسلامية معتدلة مثل الإخوان المسلمين على التدخل الغربي في المنطقة.
وترى المجلة إن واحدة من نقاط الخلاف في التحالف المعادي ل «داعش» هو الطريقة التي يعامل فيها الإخوان المسلمون الذين يلقون دعما من قطر وتركيا ويعارضون بشدة من السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر حيث قام الجيش بالإطاحة بحكم الإخوان المسلمين ورئيسهم المنتخب محمد مرسي.
ويقول مسؤولون أمريكيون أن بعض الحلفاء طالبوا بمواجهة الإخوان المسلمين والجهاديين من «داعش». وتشير المجلة للتغير المفاجىء في نبرة دولة قطر التي كانت داعمة للإخوان وخاطرت بعلاقتها مع الدول الجارة، وطلبت مغادرة سبعة من قيادات الإخوان البارزين أراضيها.
وترى المجلة إن تصالح قطر مع جيرانها يساعد في عمليات التنسيق العسكري ضد «داعش» خاصة أن القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسية في المنطقة موجودة في قطر.
وترى المجلة أن التقارب الكبير مع السنة يؤدي إلى خلق مشاكل مع الحكومة العراقية التي يتسيدها الشيعة، خاصة بعد استبعاد إيران من مؤتمر باريس، رغم أن كيري أكد لاحقا على دور إيران في هذه الحرب.
وعبر المسؤولون الإيرانيون عن غضبهم حيث قال مسؤول إيراني «لو لم يتدخل رجالنا لاجتاح داعش بغداد»، وعليه فواحدا من الأسباب التي أدت للتدخل الأمريكي كان الخوف من زيادة التأثير الإيراني والميليشيات المرتبطة بها.
ولاحظت المجلة أن العبادي لم يقدم دعما علنيا لنظام الأسد كما فعل نوري المالكي، فيما عاد المقاتلون الشيعة وعددهم 20.000 من سوريا للعراق، لكنه لم يلتزم بموقف محايد مما يجري في سوريا كما تطالبه الدول العربية.
ويتساءل مسؤولون في حكومته عن حكمة قيادة حملة ضد «داعش» بدون التعاون مع سوريا وإيران. ومن هنا تشير المجلة إلى تلميحات إيران التي شجعت ميليشيات شيعية على القول إن «داعش» هو صناعة المخابرات الأمريكية – سي آي إيه- ولهذا تعهدت هذه الميليشيات بمقاومة أي تدخل أمريكي.
دول مترددة
وعلى خلاف إيران فقد حضرت روسيا مؤتمر باريس ولهذا كان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند حذرا في خطابه من توجيه انتقادات للنظام السوري. ومن المشاكل التي أشارت إليها المجلة وتواجه تحالف أوباما هي علاقة الشك بين بغداد وحكومة كردستان رغم تلاقي المصالح لمواجهة «داعش».
وفي السياق نفسه رفضت تركيا المشاركة في العمليات رغم كونها عضو في حلف الناتو، ليس بسبب حدودها الطويلة مع سوريا، ولا بسبب الـ 49 رهينة الذين أطلق سراحهم يوم السبت، ولكن خوف تركيا من هجمات انتحارية، فالسلطات التركية تشك في أن هجوم الريحانية، جنوب البلاد ربما كان من ترتيب «داعش»، وتشك أيضا بزرع هذا التنظيم خلايا نائمة داخل أراضيها.
و يخشى الأردن وهو جبهة أخرى من المشاركة العلنية بسبب الخوف من «داعش»، وقد تساهم تركيا بتقييد الحركة على الحدود ومساعدة التحالف بطريقة هادئة.
جماعات سرية
ويقول المسؤولون الأمريكيون أن جماعات سرية في سوريا يقودها أشخاصا عملوا مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي قتل عام 2011 يمثلون خطرا على أمريكا وأوروبا. وحدد المسؤولون الأمريكيون اسم التنظيم «خراسان» الذي ظهر في سوريا العام الماضي والذي من المحتمل قيامه بتوجيه ضربات ضد الولايات المتحدة.
ويقود التنظيم محسن الفضلي الذي يقول المسؤولون إنه ناشط بارز في القاعدة وعمل مع بن لادن، وكان من بين مجموعة قليلة عرفت بالتخطيط ل 9/11 على نيويورك وواشنطن.
ولا تتوفر معلومات عن التنظيم الذي يقول المسؤولون الأمنيون إنه مكون من ناشطين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
ويعتقد أن أعضاء هذا التنظيم مهتمون بتنفيذ هجمات باستخدام قنابل مخفية، ولا يعرف من يقف وراء «خراسان».
ولكن جيمس كلابر مدير الأمن القومي قال إن هذا التنظيم يمثل تهديدا أشد من الدولة الإسلامية. ويعتقد خبراء ومسؤولون في الأمن القومي أن التركيز على «داعش» أدى لتشوش الصورة حول وضع الإرهاب في العالم، مشيرين أن التهديد لا يزال ينبع من الجماعات التقليدية مثل خراسان وجبهة النصرة السورية.
وكان الفضلي (33 عاما) قبل وصوله إلى سوريا قد عاش في إيران مع مجموعة من قيادات القاعدة التي فرت بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان وتحت الإقامة الجبرية، لكن ظروف معيشتهم غير واضحة حيث ترك عدد منهم إيران باتجاه الباكستان وسوريا ودول أخرى.
وفي عام 2012 حددت الخارجية الأمريكية الفضلي كزعيم القاعدة في إيران الذي يشرف على عملياتها ولهذا وضعت جائزة 7 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه.
وقالت إنه يعمل مع عدد من الأثرياء الكويتيين- بلده الأصلي لجمع التبرعات لصالح الجهاد في سوريا. وذكر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش اسم الفضلي في خطاب له في بروكسل عام 2005، حيث قال إنه أسهم في تنظيم الهجوم على ناقلة نفط فرنسية قرب اليمن عام 2002. وفي هذا الهجوم قتل شخص وتسرب 50.000 برميل نفط غطت 45 ميلا. وترى الصحيفة أنه من الصعب تقييم قوة «خراسان» وجبهة النصرة التي تضررت من صعود «داعش»، من الناحية المالية والعسكرية، لكن الجبهة استعانت بأجانب منهم أمريكي للقيام بهجمات انتحارية داخل سوريا.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن «خراسان» هو فرع من جبهة النصرة التي اختارها زعيم القاعدة أيمن الظواهري لتمثله في سوريا.
وترى جينفر كافريلا من معهد دراسات الحرب أن غارات أمريكية ضد داعش قد تنفع النصرة إن لم تحضر واشنطن قوة لتحل محل «داعش».
المسؤول الأمني في «الدولة الاسلامية»: الحكومة الفرنسية كذبت في تفاصيل تحرير أربعة فرنسيين محتجزين وفشل عملية لوحدات خاصة أمريكية في تحرير فولي وستيفن
عابد ملحم
انطاكيا ـ «القدس العربي» ـ: اسمه أبو أحمد العراقي، وبحسب معلومات «القدس العربي» فهو المسؤول الأمني العام والمباشر أمام أبو بكر البغدادي في التنظيم، ويُعرف بتنقلاته العديدة بين مدينة الباب في ريف حلب، والرقة فضلاً عن دير الزور والعراق، وهو من سكان مدينة بغداد العراقية، ويبلغ من العمر 29 عاماً.
جهود عائلية أطلقت 3 صحافيين إسبان
قبل نحو أربعة أشهر من الآن، بثّت شبكة «سي إن إن» الأمريكية تقريراً مطوّلاً أظهر مقاطع فيديو يتعرّض فيها مواطنون من مدينة الباب للتحقيق، وظهر فيها شخص يُطلق النار، ويدرّب فتاة في العشرين تقريباً من العمر على إطلاق الرصاص، عرف لاحقاً أنه ليس سوى أبو أحمد العراقي.
ونقل أحد الأمنيين داخل تنظيم الدولة استطاعت «القدس العربي» التواصل معه بصعوبة بالغة أن تلك المقاطع التي بثتها «سي إن إن» ليست سوى محتوى بطاقة ذاكرة تعود لكاميرا الصحافي الإسباني «مارك ماركينداس» الذي اختطفه التنظيم، وحُرّر لاحقاً في صفقة هي الأضخم على وجه الأرض، واستطاعت «القدس العربي» أن تكشف اللثام عن مجرياتها.
الأمني في التنظيم قال إن أبو أحمد العراقي استعمل الكاميرا الخاصّة بمارك وصور مقاطع خاصّة به، إضافة إلى عمليات إعدام في مدينة الباب، وتحقيقات مع مواطنين، جميعها ظهرت في تقرير «سي إن إن»، مشيراً أن أحد النشطاء استطاع الحصول على الكاميرا وبطاقة الذاكرة التي بداخلها بعد دخول طلائع جيش المجاهدين إلى مقر تنظيم الدولة داخل مدينة حلب (مشفى الأطفال) والسيطرة عليه، قبل أن تطرد التنظيم من كافة أرجاء المدينة إلى الأرياف.
النشطاء ذاتهم الذين زوّدوا «سي إن إن» بالمقاطع، وزوّدوا عائلة مارك بها لاحقاً، لتستطيع الأخيرة التعرف على بعض الوجوه، والمعلومات من خلال المقاطع التي أدّت بطبيعة الحال إلى إيجاد صيغة للتواصل مع أقدر الناس على تحرير مارك وزملائه «ريكاردو فيلانوفا، خافيير سبونسا»، ألا وهو «أبو أحمد العراقي»، ليخرج مارك بعد أسبوع فقط من بث التقرير، بفدية وصلت لـ مليون يورو، بحسب مصدر في التنظيم ذاته، بينما خرج «ريكاردو وخافيير» بعد شهرين من خروج مارك، بفدية وصلت لـ مليوني دولار.
تفاصيل تحرير الصحافيين الإسبانيين، بقيت غامضة حتى اللحظة، إلا أنها وبلا شك زُوّدت بها الحكومة الفرنسية من قبل الحكومة الإسبانية، التي استطاعت لاحقاً تحرير أربعة فرنسيين.
التنظيم يطلق الفرنسيين مقابل 4 ملايين يورو
لم تلبث الحكومة الإسبانية التي نسقّت العملية بطريقة غير معلنة أن تؤمّن رعاياها، حتى بادرت الجهود الفرنسية بالعمل وعلى أعلى المستويات، وأيضاً بنفس الطريقة.. التكتّم الشديد، والحرص، والعمل بشكل غير مباشر.
المصدر الأمني ذاته في التنظيم قال لـ «القدس العربي» إن تحرير الفرنسيين الأربعة «ديديير فرانسوا، إدوارد إلياس، نيكولاس هينين، بيير توريس»، خضع لتحقيقات واستنفار على أعلى المستويات في التنظيم قبل التوصل إلى صيغة يسلم فيها التنظيم المحتجزين مقابل مبلغ وصل لـ 4 ملايين يورو، بشرط عدم البوح بآلية الاستلام والتسليم والظروف التي حدثت فيها المفاوضات.
تفاصيل تحرير الفرنسيين أيضاً بقيت غامضة، إلا أنها حتماً تنافي الرواية الرسمية للحكومة الفرنسيّة التي ادّعت أن الصحافيين الفرنسيين وُجدوا مرميين على الحدود السورية التركية، فتم إسعافُهم إلى مستوصف تركي، قبل تسليمهم إلى السفارة الفرنسية.
لماذا فشل الأمريكان بتحرير «فولي وستيفن» وبقية الرهائن؟
في عددها الصدر يوم الجمعة ما قبل الماضي كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن ثغرات أمنية استخباراتية أمريكية في سوريا، كانت وراء فشل إنقاذ الصحافيين الأمريكيين؛ جيمس فولي وستيفن سوتلوف، لينتهي مصيرهما بالذبح على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأفادت الصحيفة، في تقرير مرفق بالصور أن عدة عشرات من أفراد القوات الخاصة الأمريكية «دلتا فورس» الذين تلقّوا تدريبات خاصة في ولاية «نورث كارولينا» قبل هبوطه في الثالث من تموز داخل منشأة لتخزين النفط شرق سوريا مطلع شهر تموز/يوليو، في مهمة ترمي إلى تحييد الإرهابيين والبحث عن سجن مؤقت والعثور على فولي وسوتلوف وغيرهما من الرهائن المحتجزين لدى داعش ثم الخروج بهم بأمان خارج سوريا في خلال 20 دقيقة، موضحةً، أن الوحدة القتالية عادت عقب مرور أكثر من ساعة على الوقت المحدد إلى مكان انطلاقها خارج سوريا، وهي خالية الوفاض.
ومهما يمكن أن يقال عن صحّة رواية «وول ستريت جورنال» فإنه من المؤكد أن الحكومة الأمريكية قالت بشكل صريح في وقت سابق إنها لا تدفع مبالغ ماديّة مقابل الإفراج عن رعاياها كيلا تشجّع على الخطف، وما كان تحرير الصحافي الأمريكي «بيتر كورتيس» قبل عشرين يوماً من الآن تقريباً، إلا عن طريق وساطة قطرية دفعت مبلغاً ضخماً لم يفصح عنه حتى الآن.
محللون: «الدولة الإسلامية» أكثر وحشية وشعبية وعسكرية وأموالا من «القاعدة» ولكنها أقل تهديدا للولايات المتحدة
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: تستهدف ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تنظيم «الدولة الاسلامية» في سوريا والعراق تحت نفس السلطة المستخدمة لاستهداف «القاعدة» بالقول ان «داعش» هي في النهاية قوة مساعدة لتنظيم القاعدة، والكونغرس بدوره يستخدم التشريعات المضادة للقاعدة تلقائيا ضد «داعش» باعتباره امتداد للجماعة الام.
المحللون الامريكيون لا يلتفتون الى حرص الادارة الامريكية والسلطة التشريعية على عدم اظهار اية اختلاف بين «القاعدة» و»داعش» رغم تبرأ الجماعة الام من مقاتلي «داعش» وهم يرون عدة اختلافات جوهرية في الهيكل والوحشية والشعبية ومستوى العداء مع الولايات المتحدة والتمويل .
المثير للسخرية كما تقول المحللة كريستينا ونغ بان القاعدة هاجمت بالفعل الولايات المتحدة ولكن « داعش « لم تقم حتى الان باعمال عدائية تجاه واشنطن رغم اعلان التنظيم بوضوح بانه يريد مهاجمة الولايات المتحدة ولهذا السبب يتم النظر للقاعدة كزعيم معترف به من قبل الجماعات الجهادية العالمية حيث قام تنظيم «القاعدة» منذ هجمات الحادي عشر من ايلول سبتمر بتدبير مؤامرات عدة خلال السنوات الخمس الماضية ضد الولايات المتحدة والمجموعة لديها القدرة على بذل المزيد .
وعلت الانتقادات ضد اوباما في وقت سابق من هذا العام عندما اشار لداعش كفريق ارهابي ضعيف ولكن الخبراء بالفعل يقولون بان هذا صحيح وان «داعش» ليس خطرا على الاراضي الامريكية مثل «القاعدة»، واكد الخبير ويل مكانتس من مركز سياسة الشرق الاوسط ومدير مشروع علاقات الولايات المتحدة مع العالم الاسلامي في معهد بروكينغر بان تنظيم القاعدة وليس «داعش» هو اكبر تهديد للولايات المتحدة. مضيفا انهم يركزون على مهاجمة امريكا ولديهم اشخاص في اليمن لهم القدرة على صنع قنابل .
ويقاتل تنظيم «داعش» بطريقة تشبه الى حد ما الجيوش التقليدية على النقيض من «القاعدة»، واستولى قادة «داعش» على الكثير من الاراضي واعلنوا الخلافة في شمالي سوريا والعراق واستخدموا تكتيكات عسكرية تقليدية وبنادق هجومية وقنابل يدوية ولكن «القاعدة» لم تسعى الى التمسك بالاراضي وكانت اكثر تركيزا على شن هجمات مذهلة من شانها اغتنام الاهتمام من وسائل الاعلام، واستمرت «القاعدة» منذ هجمات مركز التجارة الدولي والبنتاغون على تنفيذ هجمات معقدة رفيعة المستوى مثل الاعتداء على مول «ويست غيت» في كينيا العام الماضي، ويريد تنظيم «القاعدة»، ايضا، انشاء الخلافة الاسلامية ولكنه اتخذ نهجا طويل الاجل وشجع الجماعات الحليفة والتابعة الى اتباع نفس المنهج، وربما تكون هذه احدى الاسباب الرئيسية وراء تبرأ القاعدة من «داعش» .
ومن الغرابة المقارنة في الوحشية ولكن الخبراء يتفقون تماما بان «داعش» اكثر وحشية من «القاعدة حيث تم استخدام العنف المفرط لجذب الاهتمام وجلب المزيد من الاتباع وهي سياسة تبدو انها مثمرة حيث قال كلينت واتس من معهد سياسة الامن الداخلي في جامعة جورج واشنطن بان اسلوب «داعش» يجذب الشباب الساخطين الذين يريدون قتل اشخاص اخرين . وكسب «داعش» اهتماما دوليا بواسطة قطع رؤوس الاسرى والاعداء ونشر صور لاعمال العنف على وسائل الاعلام الاجتماعية فيما تجنب تنظيم «القاعدة» في المقابل هذه الممارسات لانه لا يريد تنفير اهل السنة الذين لا يحبذون التطرف وغيرهم من المسلمين الذين ينظرون بعين التعاطف مع قضيتهم، وقال كلينت واتس بان مقاتلي داعش يهاجمون اى شى بدون مستوى معين بينما اظهر تنظيم «القاعدة» قدرا كبيرا من ضبط النفس بطريقة توحى بانهم اكثر استراتيجية في الهجمات التى يشنوها.
وحصل «داعش» على شعبية اكبر بين الشباب ولدى التنظيم عدد اكبر من الاتباع مقارنة بالقاعدة بسبب طفرة التجنيد في سوريا فيما عانى التنظيم الام خسائر فادحة من الانشقاقات والتدمير ، وقال مسؤولون في الاستخبارات الامريكية بان هنالك اكثر من 30 الف مقاتل مع «داعش» ولكنهم يعتقدون بان عضوية «القاعدة» اقل بكثير وهم يبررون ذلك لان «داعش» اعلن الخلافة ولديه اراض لاظهار ذلك كما حصل التنظيم على شعبية بين الشباب من خلال تبنى وسائل الاعلام الاجتماعية فيما تمسكت «القاعدة» بالاساليب التقليدية .
وفي حين اعتمدت «القاعدة» بشكل تقليدي على وسائل التمويل وخاصة من الجهات المانحة الا ان تنظيم «الدولة الاسلامية» اعتمد على انشطة اكثر اتساعا مثل بيع النفط في السوق السوداء، وقال خبراء بان «داعش» بدأ في الحصول على تبرعات سخية في الاونة الاخيرة بعد ان رسم عدة نجاحات وهم يقدرونها باكثر من مليوني دولار يوميا .
وفي نهاية المطاف ورغم الاختلاف بين «القاعدة» و»داعش» الا ان التنافس بينهما لا يبشر بخير بالنسبة للولايات المتحدة وعلى حد قول مكانتس: «عندما تجد منافسة بين جماعات ارهابية فان ذلك يزيد الحوافز لشن هجمات فردية عالية المستوى لجذب المزيد من الاهتمام»، في حين قال واتس بان تنظيم «القاعدة» سيسعى لمزيد من الهجمات في الغرب حتى يتمكن من البقاء ، وبالتاكيد سينزلقون على جانب الطريق .
عضو الإئتلاف السوري الكردية هيفارون شريف لـ«القدس العربي»: حان الوقت للتدخل الدولي لإنقاذ أهلنا
جوان سوز
الحسكة ـ «القدس العربي» : يستمر تدفق الفارين الأكراد من قرى مدينتي كوباني «عين العرب» والريف الغربي لمدينة تل أبيض شمال شرق سوريا نتيجة الهجمات العنيفة التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على المقاتلين الأكراد، حيث دخلوا إلى مدينة سروج جنوب تركيا بعد يومين من وقوفهم على الشريط الحدودي في الجانب التركي.
وقال ناشطون لـ«القدس العربي»، أن السلطات التركية سمحت للنازحين الأكراد بالعبور إلى الجانب التركي تلبية لبعض النشطاء والصحافيين والشخصيات الكردية والسورية و لنداء المنظمات الحقوقية الدولية، وبذلك عبر عشرات الآلاف من المواطنين الأكراد إلى تركيا دون وجود أبسط مقومات الحياة كالماء والأغذية والأدوية وحليب الأطفال.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية، وصل إلى قرية خراب ناس «قره مُغْ» 15كم شرق كوباني، بعد تراجع وحدات حماية الشعب الـ«YPG» من قرى بندرخان وبغديك وكلتب وخربيسان شرق كوباني 30كم، بالتزامن مع انسحاب الوحدات الشعبيّة من شركة لافارج للإسمنت جنوب شرق كوباني 40 كم، على الطريق الدولي الذي يربط بين محافظتي حلب والحسكة.
وقال أحد الفارين من قرية عين البط أحمد العلي لـ»القدس العربي»: «تمكننا من الدخول إلى تركيا بعد يومين من نزوحنا من قرى ريف تل أبيض الغربي إلى الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا نتيجة حدة الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة»، متابعا «خسرنا كل ما نملك، حيث أن التنظيم يقوم بتفجير البيوت في كل القرى الكردية هناك، ويتخذ من الممتلكات العامة كالسيارات والجرارات والمعدات الزراعية والمواشي غنائم حرب، ويقوم بنقلها عبر حافلات كبيرة إلى أماكن سيطرته في محيط تل أبيض».
وأضاف، أن «التنظيم يقوم بتفجير بيوت كل الموالين لحزب الاتحاد الديمقراطي الـPYD نتيجة وجود عرب موالين للتنظيم من أهالي المنطقة وتحديداً من بلدة عين عيسى وتل أبيض، وقد كانوا سابقاً من صفوف حركة جبهة النصرة الإسلامية».
من جهتها، قالت الحقوقية الكردية وعضو الائتلاف السوري المعارض هيفارون شريف لـ«القدس العربي»: «نحاول تأمين المستلزمات الضرورية للنازحين كالخيم والأدوية وحليب الأطفال، وقد نسقنا مسبقاً مع الحكومة التركية لفتح الحدود عبر البلدين بعد تفاقم الوضع في الجانب السوري وخاصة أن النازحين يتعرضون للاستغلال في الجانب التركي، السيارات التركية تنقل كل فرد مقابل دولارين ونصف بمسافة 10 كم أو سيارة تتسع لأربعة عشر شخصاً بأكثر من مائة دولار « .
وناشدت المنظمات الحقوقية والأحزاب الكردية السورية والمجلس الوطني والائتلاف السوري والحكومة السورية المؤقتة والقيادة الكردية في إقليم كردستان العراق إلى التدخل الفوري لإنقاذ المدنيين في كوباني وقراها، مؤكدة أن كوباني أصبحت شنكال سوريا والمأساة الكردية تتكرر من جديد، فالمدينة بلا ماء وخبز والأطفال بلا حليب والمسنون بلا أدوية».
وتابعت «هنا آلاف العائلات التي عبرت إلى تركيا وهي لا تعرف أين ستتجه حتى هذه اللحظة مع ازدياد عدد النازحين على الشريط الحدودي في هذا الوقت وقد حان الأوان للتدخل الغربي في سوريا وعليهم إنقاذ أهلنا».
ميدانياً، سيطر التنظيم على قرية «قره مغ»، وبدأ بقصف القرى الكردية المجاورة ومنها عين البط في شرق كوباني، أما في الجنوب والجنوب الشرقي والغرب أيضاً بدأ التنظيم بحملة عسكرية واسعة حيث فرّ منها المدنيين ووصلوا إلى مدينة كوباني وسط مخاوف كبيرة من وصول التنظيم إليها، أما بالنسبة للوحدات الكردية فقد انسحبت من معظم أماكن انتشارها دون أن توضح أسباب ذلك للإعلام.
وتناقل ناشطون على صفحاتهـــم على «الفيسبـــوك» خبر تنفيذ تنظيم الدولــــة 6 إعدامات ميدانية في قرية خراب ناس «قره مُغْ» شرق كوباني 15 كم نحرا بـ«السكين» منهم نبو سينو 70 عاماً وكان مريضـــاً في فراشه، ومحمد أوسو 70 عاماً وابنه 30 عاما، ومسلم قادر 70 عاماً، بالإضافة إلى نحر طفلين أعمارهم أقـــل من 12 عاماُ في قرية «خربيسان» شرق كوباني 22 كم، وحالتين في «بغديك» لم يتسنى لنا معرفة أسمائهم، وهناك أيضاً حالة وفاة امرأة تجاوزت الستين من عمرها قنصــــا في قريـــة «عين البط» 18 كم شرق كوباني، مع وجـــود أكثر من 10 أشخاص محاصرين في داخل القرية نفسها بينهم امرأة تبلغ السبعين من العمر.
“الكردستاني” يعلن التعبئة العامة ضدّ “داعش“
إسطنبول ــ باسم دباغ
عزّزت السلطات التركية، اليوم الإثنين، من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع عين العرب (كوباني) التي يحاصرها مسلّحو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من ثلاث جهات، والتي تشهد أطرافها معارك بين وحدات “حماية الشعب” الكردية التابع لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (جناح “العمال الكردستاني” في سورية) وبين التنظيم منذ ثلاثة أيام.
تأتي هذه التحركات فيما وجه حزب “العمال الكردستاني”، اليوم، أكراد تركيا إلى محاربة المسلحين في سورية، والذين يحاصرون بلدة عين العرب على الحدود التركية.
ودعا في بيان إلى “التعبئة العامة”، معلناً أن “يوم النصر والشرف أتى. لم يعد هناك أي حدود للمقاومة”.
ويمنع الجيش التركي دخول مواطنيه الأكراد إلى كوباني. وكان يوم الأحد قد شهد، مواجهات بين المواطنين وقوات مكافحة الشغب التركية، مما دفع قوات الشرطة التركية إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مجموعة من أعضاء حزب “الشعوب الديمقراطية”، تجمّعت في منطقة سوروج، في ولاية أورفا قرب الحدود، وقامت برمي الحجارة على الشرطة بعدما منعتها من التوجّه إلى مدينة عين العرب (كوباني) للتضامن مع قوات “الحماية الشعبية” الكردية المحاصرة من قبل تنظيم “داعش”.
وكان بين المحتجين نواب عن حزب “الشعوب الديمقراطية”، منهم إبراهيم أيهان، وإبراهيم بينجي، وأيسال توغلوك، ورئيسة بلدية دياربكر غولتان كيشاناك.
في غضون ذلك، بدأ ثلاثة نواب عن حزب “الشعوب الديمقراطية”، هم سلمى إرماك، وسباحات تونجل، وكمال أتيش، إضراباً مفتوحاً عن الطعام أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة جنيف، لحثّ المجتمع الدولي على منح الدعم للقوات الكردية التابعة لـ”العمال الكردستاني”، في معاركها الشرسة مع تنظيم “داعش” في عين العرب. وكانت دعوات مماثلة صدرت، يوم الخميس الماضي، عن الرئيس المشارك لحزب “الشعوب الديمقراطية” صلاح الدين دميرتاش، الذي حثّ الشباب الأتراك والأكراد السنّة والعلويين على الالتحاق بالجبهات في كوباني، للحفاظ على الكرامة الإنسانية، على حد تعبيره. وتوجه دميرتاش يوم أمس، إلى الولايات المتحدة لمناقشة أمر تسليح قوات “الكردستاني” لمواجهة “داعش”.
من جهة ثانية، أعلنت المفوضية العليا للاجئين أنّ نحو 100 ألف كردي عبروا الحدود التركية من سورية، خلال الأيام الأخيرة، هرباً من تقدم تنظيم “داعش”، الذي يحاول السيطرة على بلدة عين العرب بريف حلب بعد سيطرته على حوالى 60 قرية محيطة بها.
وأكد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، أن “عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى تركيا هرباً من مسلحي “داعش” بلغ 130 ألفاً”. وأشار إلى أن تركيا تستعد “لأسوأ السيناريوهات”، في حال تدفق مزيد من اللاجئين، الذين يتوافدون على الحدود التركية منذ الخميس.
معركة كوباني: مقاومة كردية.. وتركيا تستقبل اكبر موجة هجرة
أعدم تنظيم الدولة الإسلامية الإثنين، ثلاثة مواطنين أكراد، في قرية بريف مدينة عين العرب “كوباني”. ليرتفع بذلك عدد الذين أعدمتهم داعش إلى 16 منذ مساء السبت. ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” وتنظيم الدولة، جنوب وشرق كوباني، في محاولة من التنظيم لاقتحامها. وتمكن مقاتلو وحدات الحماية من تحقيق إصابات مباشرة في صفوف مقاتلي التنظيم، ما أدى لمصرع ما لا يقل عن 21 مقاتلاً منذ ليل الأحد وحتى اللحظة، غالبيتهم على محور أبو صرة في الريف الجنوبي لكوباني. وأدى الهجوم الذي نفذه التنظيم منذ يوم الثلاثاء الفائت، إلى السيطرة على 64 قرية صغيرة شرق المدينة. واستخدم التنظيم الدبابات والمدفعية الثقيلة، وآلاف الجنود المدججين بالأسلحة. وتسبب ذلك في تشريد أكثر من 150 ألف شخص من قرى ريف كوباني، غالبيتهم نزحوا نحو الأراضي التركية. وأسفرت اشتباكات ليل الأحد-الإثنين، عن مصرع ما لا يقل عن 10 من مقاتلي التنظيم، في قريتي قره موغ وأباجوق، ليرتفع إلى 40 عدد مقاتلي التنظيم الذين لقوا مصرعهم، خلال الساعات الـ48 الفائتة. كما أسفرت الاشتباكات عن مصرع 27 مقاتلا من قوات الوحدات. فيما لا تزال أعداد كبيرة من النازحين الأكراد، عالقين على الحدود السورية-التركية، وسط تقدم لمقاتلي التنظيم في الريف الشرقي، بينما لا يزال مصير أكثر من 800 مدني كردي من سكان هذه القرى مجهولاً حتى اللحظة.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، قد قال الإثنين، إن أكثر من 130 ألف كردي سوري عبروا الحدود إلى تركيا خلال الأيام الثلاثة الماضية، فراراً من الدولة الإسلامية، وإن السلطات تستعد لاستقبال المزيد. وأضاف “نستعد لأسوأ الاحتمالات؛ وهو تدفق مئات الآلاف من اللاجئين”.
من جانبها، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الأحد، إن تركيا تواجه أحدى أكبر موجات تدفق اللاجئين من سوريا منذ اندلاع الحرب هناك، قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وكانت المفوضية قد قالت إن الاستقرار النسبي في كوباني خلال معظم فترة الحرب السورية، أدى إلى لجوء 200 ألف من النازحين إليها، قبل تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية صوبها مؤخراً.
وقالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تركيا، كارول باتشيلور، إنه تأكد عبور 70 ألف شخص على الأقل إلى تركيا، في أقل من يومين وإن الرقم الحقيقي قد يكون أكثر من مئة ألف. وأضافت “لا أعتقد أننا على مدار ثلاثة أعوام ونصف مضت، رأينا عبور مئة ألف شخص في يومين”. مشيرة إلى أن ذلك يوضح نوعاً ما حقيقة الوضع “والخوف البالغ الذي يشعر به الناس بسبب الأوضاع داخل سوريا والعراق”. وقدمت باتشيلور الشكر لتركيا، محذرة من أن ضراوة القتال وتغير الأوضاع سريعاً قرب كوباني، جعل عبور مواد الإغاثة للحدود أمراً مستحيلاً. ما يعني أنه ليس هناك أي خيار آخر سوى الابقاء على الحدود التركية مفتوحة. وتابعت “بصراحة لا نعلم متى ستتوقف هذه الأرقام، ولا نعلم ما يحمله المستقبل… قد تصل مرة أخرى إلى مئات الآلاف”.
من جهته، دعا “حزب العمال الكردستاني” الإثنين، الأكراد في تركيا إلى التعبئة ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ودعا في بيان “كل أفراد شعبنا وأصدقائنا إلى تعزيز مقاومتهم في كردستان وكوباني”. وكان الحزب قد جدد دعوته شباب الأكراد في جنوب شرق تركيا، لحمل السلاح والتوجه إلى كوباني لإنقاذها. وقال في بيان على موقعه على الإنترنت “إن دعم هذه المقاومة البطولية ليس مجرد دين في أعناق الأكراد بل كل شعوب الشرق الأوسط. فالاكتفاء بتقديم الدعم ليس كافياً، ولابد أن كون المعيار هو المشاركة في المقاومة”.
وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن سلطات المعبر الحدودي الواصل بين كوباني والأراضي التركية، تماطل في إدخال الجرحى والمرضى إلى الجانب التركي، وتعيق عملية دخولهم. الأمر الذي يدفع بأولئك المرضى والجرحى، للبقاء منتظرين عدة ساعات، قبل أن تسمح لهم سلطات المعبر بالدخول. في حين أكدت مصادر للمرصد، أن نحو 5 آلاف مواطن كردي، عادوا من الأراضي التركية خلال الـ 24 ساعة الفائتة، باتجاه كوباني، على الرغم من وجود حواجز في قرية داخل الأراضي التركية، تبعد بنحو 2 كيلومتر عن الحدود السورية، وتحاول منعهم من العودة. واقترنت عودة النازحين، بتمكن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي والفصائل المقاتلة معها، من إيقاف تقدم مقاتلي التنظيم نحو المدينة، وبسبب ما قاله بعض العائدين، على إنه “سوء أوضاعهم في تركيا، وبقائهم مشردين في العراء والشوارع في الجانب التركي”.
الإئتلاف يحلُّ مجلس القيادة العسكرية العليا
أصدر رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” هادي البحرة، الأحد قراراً بحل مجلس القيادة العسكرية العليا للجيش الحر. وجاء في بيان نشره الإئتلاف على موقعه الإلكتروني، أنه نظراً لكون المؤسسة العسكرية المتمثلة بالجيش الحر، هي من أهم مؤسسات الثورة، فالقرار يأتي “سعياً لرفع امكانياتها التنظيمية ورفع كفاءتها القتالية، ولتحقيق المزيد من التواصل في ما بينها، والترابط المنسق والمنظم مع كافة القوى العسكرية والثورية بما يتيح لها تحقيق مهامها”.
وكانت قوى من الجيش الحر الفاعلة على الأرض، قد أصدرت قبل أيام، بيان استقالة من مجلس القيادة العليا. وفند البيان أسباب الاستقالة بضرورة “تجديد الأطر القيادية للثورة، بعد أن ثبت عدم جدوى الإصلاحات الجزئية، وتراجع أداء المجلس في الأشهر الستة الأخيرة، وافتقاده للرؤية الاستراتيجية للعمل”. بحيث بقي الكثير من أعضاء المجلس لا يتبعون ولا يمثلون أية فصائل، أو في أحسن الأحوال يمثلون بضع عشرات من المقاتلين غير الفاعلين والمؤثرين في مجريات الثورة. فأصبح المجلس “مفرغاً من مضمونه، وعاجزاً عن تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها”. وأمام هذا الواقع يجب “إعادة تنظيم المجلس وهيكليته ضمن الاستراتيجية الواضحة والمتكاملة والمتلازمة مع المسار السياسي لتحقيق أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري، ويضع أساس العمل العسكري والسياسي وقيادته ليكون في داخل سوريا”. وختم بيان الاستقالة بأن موقعي البيان، ينسحبون من مجلس القيادة العسكرية العليا “الى حين إعادة تشكيله ليضم كافة الفصائل الثورية الفاعلة على الأرض السورية، ليكون قيادة مؤسساتية وحقيقية للعمل العسكري للثورة السورية ضد عصابة بشار الأسد وعصابة البغدادي”. ووقع على البيان مجموعة من أهم الفصائل كفيلق الشام وحركة حزم وجبهة حق وجبهة ثوار سوريا.
وأكد الإئتلاف أن الأعضاء المنسحبين من مجلس القيادة العسكرية العليا، ينتمون لفصائل أساسية في مؤسسة الجيش الحر، “مما جعل مجلس القيادة العسكرية العليا دونهم فاقداً لتمثيل الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة على الأرض”. وحرص الائتلاف على أن يكون المجلس “قائداً فعلياً للعمل العسكري المنضبط والمنظم، مما يقتضي أن يكون أعضاؤه ممثلين للفصائل القوية والفاعلة على الأراضي السورية، والملتزمة بأهداف وتطلعات الشعب السوري في ثورته”. ولذلك قرر الإئتلاف حل مجلس القيادة العسكرية العليا، وإعادة تشكيله بالتشاور مع الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة في الساحة السورية وخلال فترة أقصاها شهر واحد. كما قرر “إبطال الاجتماع المنعقد في غازي عنتاب المنعقد بتاريخ 17/9/2014 وكل ما نتج عنه من قرارات، لكونه حصل في غير التاريخ المقرر مسبقاً لانعقاده، وعدم حضور رئيس الأركان، وتغيب عدة ممثلين للفصائل الفاعلة عن الاجتماع المذكور، وتسببه في انسحاب ممثلي الفصائل والقوى الفاعلة منه”.
كوباني في مهب داعش
عمر العبد الله
نزح الآلاف من مدينة كوباني “عين العرب” في ريف حلب الشمالي، على الحدود السورية التركية، وذلك بعد أربعة أيام من المعارك الطاحنة، إثر هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية، على المدينة ذات الغالبية الكردية. وتمكّن التنظيم من فرض سيطرته على عشرات القرى المحاذية لمدينة كوباني، والتي تحصن فيها المقاتلون الأكراد من “وحدات حماية الشعب”، التابعة لحزب “الإتحاد الديموقراطي الكردستاني”.
ودخل حوالي ستين ألف نازح من كوباني، إلى مدينتي أورفه وسروج في الأراضي التركية، بعد سيطرة تنظيم الدولة على ما يقارب 100 قرية كردية في الشمال السوري. يأتي ذلك بعد انسحاب قوات وحدات حماية الشعب الكردية إلى داخل مدينة كوباني وتحصنهم فيها، لتصبح “داعش” على بعد كيلومترات منها.
وقال ناشطون لـ”المدن” إن أعداد النازحين من كوباني في ارتفاع، بسبب احتمال سيطرة تنظيم داعش على المدينة. وقال الناشط الإعلامي من كوباني، مصطفى عبدي، إن تنظيم داعش نفّذ عشرات الإعدامات الميدانية بحق مواطنين أكراد. وأكد عبدي أن عدد النازحين من المدينة قارب 250 ألفاً، وأشار الى أن العدد سيزداد إلى نصف مليون، في حال نجحت داعش في السيطرة على المدينة. ونفى عبدي أن تكون قوات حماية الشعب الكردية، قد منعت المواطنين الأكراد من النزوح، وأكد أن مجموعة من هذه القوات رافقت النازحين إلى الحدود السورية التركية، ثم عادت لتشارك في المعارك.
من جانبه، أكد نازح إلى مدينة سروج التركية، أن داعش نفّذت الكثير من عمليات الإعدام الميداني، وزعم أنه شاهد عدداً من الجثث مفصولة الرؤوس، في تل غزال وقره قوخ وكورك، وهي قرى تتبع لكوباني.
وكان وفد من الحكومة السورية المؤقتة، قد زار النازحين من كوباني، وخصصت الحكومة مبلغ عشرين ألف دولار أميركي، كمساعدة أولية للاجئين.
من جانبها، أعلنت الحكومة التركية على لسان نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش، أن عدد الذين دخلوا إلى الأراضي التركية، وصل إلى ستين ألف لاجئ. مرجحاً زيادة العدد مع اشتداد المعارك، ومؤكداً أن تركيا “لن تغلق حدودها في وجه الفارين من الموت”.
وأكد ناشطون أكراد، أن ما يقارب 300 مقاتل من قوات “الكريلا” الكردية، التابعة لـ”حزب العمال الكردستاني”، قد دخلوا مدينة كوباني ليل الجمعة، للمشاركة في العمليات العسكرية ضد داعش. واتهم ناشطون أكراد الحكومة التركية بدعم تنظيم الدولة في معركة كوباني، مقابل الافراج عن الرهائن الأتراك الذين يحتجزهم التنظيم.
وكانت الحكومة التركية قد أعلنت فجر السبت، تحرير جميع الرهائن الذين تم اختطافهم على يد داعش من القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية، بعد سيطرة التنظيم على المدينة. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، إن المخابرات التركية قد نفذت عملية مخابراتية بإشراف دائرة العمليات الخارجية في جهاز المخابرات الوطني، أدت الى تحرير جميع الرهائن الأتراك.
وذكرت مصادر رسمية تركية، إن موظفي القنصلية تم احتجازهم في ثماني أماكن مختلفة بالموصل، وكانوا تحت متابعة مستمرة من خلال طائرات بلا طيار، على مدار أكثر من ثلاثة أشهر، منذ اليوم الأول لاختطافهم. وأكدت المصادر أنه لم يتم دفع أي فدية، ولم تُقبل أي شروط مقابل إطلاق سراحهم. وعلى الرغم من التوصل سابقاً، اكثر من مرة لإمكانية تحرير الرهائن، إلا أن العملية تأجلت بسبب ظروف الحرب في المنطقة. وتأخرت بسبب الاشتباكات بين داعش، وحزب الإتحاد الديمقراطي “الكردي السوري”. وأكدت المصادر أن الرهائن دخلوا إلى تركيا الأحد، عبر بلدة تل أبيض الخاضعة لتنظيم الدولة، في محافظة الرقة السورية، وليس عن طريق المنطقة الكردية.
قوات كردية توقف تقدم تنظيم الدولة نحو عين العرب
قال متحدث باسم المقاتلين السوريين الأكراد اليوم إنهم تمكنوا من وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية شرقي مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية) الواقعة شمال شرق محافظة حلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم لم يحرز أي تقدم في الساعات الـ24 الماضية، ويشن التنظيم هجوما منذ الثلاثاء للسيطرة على المدينة القريبة من الحدود مع تركيا.
وأوضح ريدور خليل الناطق باسم وحدات الحماية الشعبية أن الاشتباكات بين الأكراد وتنظيم الدولة ما تزال مستمرة في غرب وجنوب عين العرب ولكنها بوتيرة أقل مقارنة بالمنطقة الشرقية، غير أنه تم ليلة أمس وقف تقدم التنظيم نحو المدينة التي تعد ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا.
وأضاف خليل أن الجبهة الشرقية للمدينة تشهد أعنف قتال في الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة منذ الثلاثاء الماضي على المدينة الحدودية الإستراتيجية، ومن شأن سيطرة الدولة الإسلامية عليها أن تمكنها من التحكم في شريط طويل من الحدود السورية التركية.
وثمة تضارب حول تقدير المكان التي وصل إليه مقاتلو التنظيم، إذ يقول ريدور خليل إنهم على بعد عشرين إلى ثلاثين كيلومترا من عين العرب، في حين يقدرها مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بنصف المسافة المذكورة.
الهجوم الثاني
ويعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه للتنظيم الذي حاول من خلاله الاستيلاء على عين العرب منذ يونيو/حزيران الماضي، مستفيدا من سيطرته السريعة على مناطق واسعة شمالي العراق، ووضع يده على أسلحة أميركية كانت بحوزة الجيش العراقي، وقال خليل إن الهجوم السابق تم صده بفضل مساعدة المقاتلين الأكراد الذين عبروا من تركيا إلى سوريا.
وحسب المتحدث ذاته، فإن المئات من الشبان الأكراد بتركيا عبروا إلى الأراضي السورية للمساهمة في صد الهجوم الحالي لتنظيم الدولة.
وكان التنظيم استولى على أكثر من ستين قرية محيطة بمدينة عين العرب طيلة الأيام القليلة الماضية، مما أحدث هجرة جماعية للمدنيين الأكراد الذين تدفق أكثر من 130 ألفا منهم عبر الحدود إلى تركيا، وفق ما ذكر نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي اليوم، والذي توقع أن يرتفع عدد النازحين مع استمرار المعارك بين التنظيم والمقاتلين الأكراد.
دعوة للتعبئة
وفي سياق متصل، دعا حزب العمال الكردستاني أكراد تركيا إلى محاربة “الجهاديين”، خاصة تنظيم الدولة في سوريا الذي يحاصر مدينة عين العرب، حسبما أوردت وكالة فرات القريبة من الأكراد، ودعا الحزب -في بيان- الشباب الأكراد في تركيا لمحاربة التنظيم وصد هجومهم على عين العرب.
وناشد المسؤول في الحزب دورسون كلكان -في تصريح لإحدى قنوات التلفزيون البلجيكية- “كل الأكراد لتوحيد قواتهم” لمحاربة من وصفهم بـ”متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية”.
فرار 130 ألف كردي سوري لتركيا بسبب المعارك
أعلن نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي اليوم الاثنين عن عبور أكثر من 130 ألف كردي سوري الحدود إلى تركيا في الأيام الأخيرة هربا من تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا، وتوقع ارتفاع عدد النازحين مع استمرار المعارك بين تنظيم الدولة ومقاتلين أكراد يدافعون عن مدينة عين عرب (كوباني باللغة الكردية) المحاصرة عقب سيطرة مسلحي التنظيم على ستين بلدة وقرية في محيطها.
وأشار قورتولموش في تصريحات للصحفيين بالعاصمة أنقرة أن بلاده تستعد لأسوأ الاحتمالات المتمثل بتدفق مئات آلاف اللاجئين.
وقد فتحت تركيا حدودها منذ الجمعة الماضية أمام اللاجئين السوريين الذين بدؤوا يغادرون الخميس مدينة عين العرب -ثالث المدن الكردية في سوريا- التي يطوقها مقاتلو تنظيم الدولة.
واعتبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن تركيا تواجه أكبر موجات تدفق للاجئين من سوريا منذ اندلاع الحرب هناك قبل أكثر من ثلاثة أعوام، في الوقت الذي يستمر فيه المدنيون في الفرار من الاشتباكات بين مقاتلي تنظيم الدولة ومليشيات كردية.
وفي تعليقها على ذلك، قالت ممثلة المفوضية في تركيا كارول باتشيلور “لا أعتقد أننا على مدار ثلاثة أعوام ونصف العام التي مضت رأينا عبور مائة ألف شخص في يومين”، مشيرة إلى أن ذلك يوضح نوعا ما حقيقة الوضع “والخوف البالغ الذي يشعر به الناس بسبب الأوضاع داخل سوريا والعراق”.
وتستضيف تركيا بالفعل 1.3 مليون لاجئ سوري، ويقدر مسؤولون أن جهود الإغاثة كلفت الحكومة ما يزيد على ثلاثة مليارات دولار.
إغلاق المعابر
على صعيد متصل، أغلقت السلطات التركية أمس الأحد المعابر الإنسانية المتصلة بعين العرب، مما دفع الكثير من النازحين الموجودين على الجانب التركي للخروج في مظاهرة اعتراضا على ذلك خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة عين العرب، كما يقول النازحون منها.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة التركية فرقت مئات الشبان الأكراد الذين تظاهروا على الحدود مع سوريا، حيث استخدمت قوات الدرك والشرطة قنابل مدمعة وخراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين الذين ردوا برشق الحجارة وسد الطريق المؤدي إلى المركز الحدودي.
يشار إلى أن المواجهات دامت دقائق عدة إلى أن تمكنت قوات الأمن المنتشرة بأعداد كبيرة في المركز -الذي يبعد مسافة خمسة كيلومترات عن مدينة عين العرب- من إبعاد المتظاهرين عن الأسلاك التي تفصل بين تركيا وسوريا.
يذكر أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني قد دعا إلى تدخل دولي لحماية عين العرب من تقدم التنظيم، وطالب “بضرب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليهم أينما وجدوا”.
من جهته، دعا حزب العمال الكردستاني اليوم الاثنين الأكراد في تركيا إلى التعبئة ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، حسب ما أوردت وكالة فرات القريبة من الأكراد، كما دعا في بيان “كل أفراد شعبنا وأصدقائنا إلى تعزيز مقاومتهم في كردستان وكوباني”.
كما دعت المعارضة السورية في المنفى المجتمع الدولي “إلى التحرك بصورة عاجلة لتفادي عمليات تطهير إثني” في عين العرب.
130 ألف نازح كردي في أيام وتركيا تستعد لأسوأ سيناريو
اسطنبول – رويترز
أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، الاثنين، أن أكثر من 130 ألف كردي عبروا الحدود السورية إلى تركيا في الأيام الأخيرة هربا من تقدم تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، مضيفاً أن بلاده مستعدة لأسوأ سيناريو.
وقال قورتولموش للصحافيين إن “عدد السوريين تخطى 130 ألفا”، متوقعاً ارتفاع هذا العدد إذا ما استمر هجوم الجهاديين في هذه المنطقة السورية، حيث يحاصرون مدينة عين العرب الكردية بعد احتلالهم ستين بلدة في محيطها.
وأكد قائلاً “اتخذنا كل التدابير الضرورية في حال استمر تدفق النازحين. ليس هذا ما نتمناه طبعا، لكننا أخذنا حيطتنا”، آملاً في أن يتمكن اللاجئون من العودة إلى منازلهم بعد عودة السلام.
إلى ذلك، لفت إلى أن تركيا مستعدة لأسوأ سيناريو، مضيفاً أن عدد النازحين لم يصل إلى هذه العتبة، لكننا نبذل كل ما بوسعنا لاستقبال الذين يعبرون إلى تركيا”.
وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت صباحاً في جنيف أن حوالي مئة ألف من أكراد سوريا عبروا الحدود في الأيام الأخيرة إلى تركيا. وتحدثت المفوضية العليا للاجئين عن احتمال وصول “مئات آلاف الأشخاص”. وفتحت تركيا حدودها الجمعة أمام اللاجئين السوريين الذين بدأوا بالنزوح، الخميس، من منطقة عين العرب (كوباني باللغة الكردية).
وكانت عين العرب ثالث المدن الكردية في سوريا، بقيت بمنأى نسبياً عن النزاع في سوريا، وقد لجأ إليها حوالي مئتي ألف نازح سوري بحسب الأمم المتحدة، غير أن التقدم الكبير الذي حققه تنظيم داعش مؤخراً في المنطقة والحصار الذي فرضه على المدينة دفعا عدداً كبيراً من سكانها ومعظمهم أكراد إلى الفرار.
الائتلاف يحل المجلس العسكري بعد استقالة قوى فاعلة
العربية.نت
أصدرت قوى من الجيش الحر الفاعلة على الأرض بيان استقالة من مجلس القيادة العليا، فند البيان أسباب الاستقالة بضرورة “تجديد الأطر القيادية للثورة بعد أن ثبت عدم جدوى الإصلاحات الجزئية وتراجع أداء المجلس في الأشهر الستة الأخيرة، وافتقاده للرؤية الاستراتيجية للعمل، وبقي الكثير من أعضاء المجلس لا يتبعون ولا يمثلون أية فصائل، أو في أحسن الأحوال يمثلون بضع عشرات من المقاتلين غير فاعلين وغير مؤثرين في مجريات الثورة، فأصبح المجلس مفرغاً من مضمونه، وعاجزاً عن تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، وأمام هذا الواقع للمجلس يقتضي العمل الفوري على إعادة تنظيم المجلس وهيكليته ضمن الاستراتيجية الواضحة والمتكاملة والمتلازمة مع المسار السياسي لتحقيق أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري، ويضع أساس العمل العسكري والسياسي وقيادته ليكون في داخل سوريا”.
وختم بيان الاستقالة بأن موقعي البيان ينسحبون من مجلس القيادة العسكرية العليا “لحين إعادة تشكيله ليضم كافة الفصائل الثورية الفاعلة على الأرض السورية، ليكون قيادة مؤسساتية وحقيقية للعمل العسكري للثورة السورية ضد عصابة بشار الأسد وعصابة البغدادي”.
ووقع على البيان: “منذر سراس قائد فيلق الشام، والنقيب خالد الخالد حركة حزم، ويوسف الحسن جبهة حق، والعقيد عرفات الحمود جبهة ثوار سوريا، وجمال المعروف قائد جبهة ثوار، والعقيد قاسم سعد الدين ممثلا لعدد من الفصائل بحمص، وفادي العاسمي، وفرج الحمود المجلس العسكري للرقة، وإبراهيم الطواشي اللواء الأول بدمشق”.
الائتلاف يحل المجلس العسكري
أصدر الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة بياناً كرد على الاستقالة حل فيه مجلس القيادة العسكرية العليا، وأشار البيان إلى أنه سيتم إعادة التشكيل بالتشاور مع الفصائل العسكرية والثورية خلال فترة أقصاها شهر.
تركيا.. اشتباكات مع اللاجئين السوريين الأكراد
شادي شلالا – سكاي نيوز عربية
اندلعت اشتباكات بين الأمن التركي واللاجئين السوريين الأكراد على الحدود التركية السورية، الاثنين، بينما عززت السلطات التركية من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع عين العرب التي يحاصرها مسلحو تنظيم الدولة من 3 جهات.
ويمنع الجيش التركي عودة المواطنين السوريين إلى عين العرب للدفاع عنها وقد شهد، الأحد، مواجهات بين المواطنين وبين قوات مكافحة الشغب التركية.
وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة مازالت مستمرة منذ الثلاثاء الماضي بريف عين العرب بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة.
دعوة للتصدي لتنظيم الدولة
وفي ذات السياق، دعا حزب العمال الكردستاني، الاثنين، أكراد تركيا إلى محاربة المسلحين في سوريا الذين يحاصرون بلدة عين العرب على الحدود التركية.
ودعا الحزب في بيان إلى “التعبئة” معلنا أن “يوم النصر والشرف أتى. لم يعد هناك أي حدود للمقاومة”.
نزوح للأكراد
من جهة أخرى، أعلنت المفوضية العليا للاجئين أن نحو 100 ألف كردي عبروا الحدود التركية من سوريا، خلال الأيام الأخيرة، هربا من تقدم تنظيم الدولة الذي يحاول السيطرة على بلدة عين العرب بريف حلب بعد سيطرته على حوالي 60 قرية محيطة بها.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمينغ: “الحكومة التركية أوضحت لوسائل الإعلام أن 100 ألف عبروا حدودها وهذا ما أكدته لنا أيضا”، وفق لما ذكرت وكالة فرانس برس.
وفي تصريح له الاثنين، قال نائب رئيس الوزراء التركي إن عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى تركيا فرارا من مسلحي الدولة بلغ 130 ألفا.
وقال نعمان كورتولموش إن تركيا تستعد “لأسوأ السيناريوهات”، حال تدفق مزيد من اللاجئين، الذين يتوافدون على الحدود التركية منذ الخميس.
عشرات القتلى بقصف جوي على ريف إدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر للمعارضة السورية أن ما لا يقل عن 42 شخصا بينهم 16 طفلا قتلوا، الأحد، في غارات للطيران الحربي السوري على ريف إدلب غربي البلاد.
وأوضح المرصد السوري أن الغارات أوقعت 19 قتيلا بينهم 6 أطفال قرب مدينة سراقب، و23 قتيلا بينهم 10 أطفال في بلدة إحسم بجبل الزاوية.
وتقع غالبية منطقة ريف إدلب تحت سيطرة المعارضة المسلحة باستثناء مركزها مدينة إدلب.
واستهدفت الغارات منازل مواطنين في بلدة إحسم وأطراف بلدة سراقب، المناطق التي يتواجد فيها مواطنون من البلدة نزحوا منها بعد عدة عمليات قصف للقوات الحكومية بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة على البلدة، بحسب المرصد.
من جانب آخر، قتل عدد من عناصر القوات الحكومية خلال اشتباكات على أطراف بلدة الدخانية، وشن الطيان الحربي غارات جوية على مدينة عدرا البلد في ريف دمشق.
وتعرض حي جوبر لـ5 غارات جوية، وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق لـ4 غارات، وغارتين على بلدة الديرخبية في ريف دمشق الغربي.
وفي حلب، قتل شخصان وأصيب آخرون من جراء سقوط برميل متفجر في حي قاضي عسكر، بينما دارت اشتباكات في منطقة السبع بحرات و حي السويقة في مدينة حلب.
وألقى الطيران المروحي نحو 15 برميلاً متفجرا على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، بينما سقط عدد من الجرحى من جراء قصف بالبراميل المتفجرة على مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي.
وفي درعا، أصيب عدد من المدنيين من جراء قصف الطيران الحربي على مدينة إنخل، وقتل 3 عناصر من القوات الحكومية من جراء عملية تسلل لمسلحي المعارضة إلى حاجز على طريق أبطع – قرفا بريف درعا.
كما أغار الطيران الحربي السوري على بلدة عرسال اللبنانية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين، وفاق للوكالة الوطنية للإعلام.
200 ألف يفرون من “داعش” في أكبر عملية نزوح تشهدها سوريا
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — فر عشرات الآلاف من السوريين مدينة “عين العرب” مع تقدم مليشيات تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ”داعش” باتجاه المدينة الكردية قرب الحدود التركية، التي تعرف بـ”كوباني”، في أكبر عملية نزوح تشهدها سوريا منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في 11 مارس/أذار عام 2011، طبقا لنشطاء.
وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يرصد ويوثق الأحداث، إلى مواجهات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، المدعومة بألوية وكتائب مقاتلة، ومليشيات داعش في الريفين الجنوبي والشرقي لمدينة “كوباني”، تمكنت خلالها الوحدات الكردية المسلحة من وقف زحف نحو المدينة ، التي تعتبر ثالث تجمع للأكراد في سوريا.
وكانت مليشيات “داعش” قد سيطرت، الأسبوع الماضي، على 60 بلدة في منطقة كوباني ، التي تشهد أكبر عملية نزوح في سوريا منذ اندلاع الثورة قبل قرابة 4 أعوام، وفر منها 200 ألف مدني خلال أربعة أيام، طبقا للمصدر.
وبالمقابل، أشارت وسائل إعلام تركية إلى عبور 130 ألف لاجئي سوري الحدود إلى أراضيها منذ الجمعة، في حين أشارت الأمم المتحدة إلى دخول أكثر من 100 ألف خلال يومين فقط.
حملة لمكافحة “الفساد” بمؤسسات المعارضة السورية ومطالب باستقالات جماعية
روما (22 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
بدأ معارضون سوريون حملة ضد ما أسموه بـ “الفساد والمحاصصة والمحسوبية والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة” في مؤسسات المعارضة وخاصة ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وطالبوا باستقالات جماعية لقياديين في الائتلاف ذكروهم بالاسم بعد أن وجّهوا لهم تهماً تتعلق بالفساد.
ودعا “مشروع حلم” و”اللجنة التحضيرية لإنشاء الهيئة الوطنية للتفتيش والرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد” للتظاهر الأحد المقبل في مدينة استطنبول التركية ضد “الوصايات الخارجية والمال السياسي والفساد في مؤسسات المعارضة الخارجية”. واتهمت شخصيات في الائتلاف بأنها “كانت ومازالت بعيدة عن الثورة، ولا تمتلك تاريخيا سياسياً أو نضالياً” في معارضة النظام.
ونفى القائمون على الحملة أن يكون هدفها إسقاط المؤسسات ونوّهوا بأنها “ملك للثورة”، لكنّهم شددوا على “ضرورة محاسبة القائمين عليها وخصوصاً القائمين”، واصفين ممارساتهم بـ”المسرفة والفاسدة والمبذّرة”. وأشاروا إلى أن أموال الإغاثة والمساعدات “تُصرف كمرتبات ونفقات ومكافآت شخصية وعقد مؤتمرات وإقامة في الفنادق والرحلات وشراء الذمم والولاءات وفي مشاريع جلها وهمي أو عبثي والإدعاء بتمويل مشاريع إنسانية وخدمية وتنموية وزراعية بمبالغ فلكية أعلى بكثير من كلفتها الحقيقية”، على حد وصفهم
والحملة التي بدأت اليوم الاثنين على مواقع إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل إعلام المعارضة طالبت بإقالة رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة نزيهة من خبراء ومتخصصين للتحقيق في قضية مقتل أكثر من 30 طفلاً بعد تلقيحهم. كما طالبت كذلك بإقالة رئيسة وحدة تنسيق الدعم، سهير الأتاسي ومن معها من إدارة الوحدة بتهم “فساد وتسيّب”، وإقالة رئيس مكتب الحصبة في وحدة تنسيق الدعم. كما طالبت رئيس هيئة الأركان بإصدار “مذكرة توقيف بحق الأتاسي وعدنان الحزوري وزير الصحة في حكومة الائتلاف ورئيس وأعضاء مكتب الحصبة في وحدة الدعم لتقديمهم لمحاكم ثورية”.
كما دعت الحملة إلى إعادة هيكلة الائتلاف ومؤسساته على “أسس وطنية دون تبعية أو ولاءات للوصايات الخارجية والمال السياسي” وإنشاء “هيئة وطنية الرقابة ومكافحة الفساد”، وشددت على ضرورة أن يكون العمل الثوري في كافة مؤسسات المعارضة غير مأجور.
ويقود الحملة عن مشروع حلم رفعت اليوسف المعتقل السابق وقائد كتيبة سابق في الجيش السوري الحر، وفهد المصري عن اللجنة التحضيرية لإنشاء الهيئة الوطنية للرقابة والمحاسبة والتفتيش ومكافحة الفساد.
هيثم مناع: خطة أوباما لتدريب مقاتلي المعارضة السورية لن تُسقط النظام
روما (22 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفى نائب رئيس هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية، هيثم مناع أن يؤثر قرار الولايات المتحدة تدريب وتسليح المعارضة على ميزان القوى والواقع الميداني، وجدد التأكيد على أن كل الأطراف مقتنعة بأن “الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة” السورية.
وكان الكونغرس الأمريكي قد وافق على مشروع قرار يسمح بتدريب مقاتلي المعارضة، وهي المرة الأولى التي تُعلن فيها الولايات المتحدة أنها ستُدرّب مقاتلين سوريين على مسؤوليتها بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من انطلاق الثورة. وتضاربت آراء السوريين حول هذا القرار الأمريكي بين من رآه خطوة جيدة لكنها خجولة ومتأخرة، وبين من قلل من شأنها وطالب بتدريب عدد كبير من المقاتلين
وفي هذا الصدد، قال مناع لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ما أعلنه الأمريكيون عن تدريب مقاتلين سوريين معتدلين لن يغيّر من ميزان القوى شيئاً، فهم أعلنوا من حيث المبدأ أن الهدف الرئيسي هو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والضغط على النظام”. وأضاف “ثانياً أعلنوا أنهم سيقومون بتدريب وتسليح خمسة آلاف مقاتل من المعارضة، وبافتراض أن تدريبهم كان سريعاً واستثنائياً من أجل الوقوف بوجه كلا الكتلتين، كتلة التنظيمات الجهادية من الدولة الإسلامي وجبهة النصرة وكل محتوياتهما وكتلة النظام بجيشه وميليشياته وحلفائه من المقاتلين غير السوريين، علينا بالمقابل أن نًدرك أن عدد هؤلاء على أقل تقدير يصل إلى نحو ثلاثمائة ألف مقاتل، وهذا يعني أن نسبة مقاتلي المعارضة ممن سيخضعوا للتدريب والتسليح الأمريكي ستكون بحدود 1.5% من إجمالي حاملي السلاح في سورية عل أقل تقدير، وهي نسبة لا تعني شيئاً ولا يمكن أن تحقق أي توازن”، على حد تقديره
وأضاف مناع “علينا أن نُدرك أنه وحتى اليوم لا يوجد من يقول بأن الأزمة السورية يمكن أن تُحل عسكرياً، حتى الولايات المتحدة نفسها، لأن حل الأزمة السورية بحاجة لرؤية شاملة، سياسية اجتماعية إعلامية شاملة متكاملة، على المستوى الإقليمي والعربي والدولي”.
وتخشى بعض قوى المعارضة السورية أن يحدث عكس المتوقع، وأن تقوم الولايات المتحدة باستهداف مواقع كتائب المعارضة المسلحة غير المنضمين للتحالف الأمريكي أو تلك ذات الصبغة الإسلامية، واستهدافها يعني نصراً للنظام وخسارة للمعارضة خاصة وأن غالبية هذه الكتائب لها إيديولوجيا إسلامية معتدلة ترفض تنظيم الدولة والنظام على حد سواء
الأكراد يقولون إنهم أوقفوا تقدم الدولة الإسلامية صوب مدينة سورية
بيروت (رويترز) – قال متحدث باسم وحدات الحماية الشعبية الكردية يوم الاثنين إن المقاتلين الأكراد السوريين أوقفوا تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية إلى الشرق من مدينة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب الحدود مع تركيا.
وقال ريدور خليل الناطق باسم الجماعة الكردية المسلحة الرئيسية في سوريا عبر سكايب إن الاشتباكات لاتزال مستمرة لكنه تم وقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية إلى الشرق من كوباني منذ ليل الأحد.
وأضاف أن الجبهة الشرقية شهدت أعنف المعارك في الهجوم الذي يشنه تنظيم الدولة الإسلامية منذ يوم الثلاثاء الماضي على مدينة كوباني التي تعرف أيضا باسم عين العرب. وفر أكثر من مئة الف كردي سوري خوفا من تقدم الدولة الاسلامية وعبر كثيرون الى تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الحرب الأهلية السورية إن الدولة الاسلامية لم تحقق اي تقدم ملحوظ خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية.
والهجوم الذي تشنه الدولة الاسلامية هو الثاني في سعيها للسيطرة على كوباني السورية منذ يونيو حزيران حين قامت بهجوم خاطف في شمال العراق سيطرت خلاله على مدينة الموصل وأسلحة الجيش العراقي من بينها أسلحة أمريكية الصنع يقول أكراد إنها تستخدم الان ضدهم.
وتم صد الهجوم الاول للدولة الاسلامية على كوباني الذي وقع في يوليو تموز بمساعدة أكراد عبروا من تركيا. وقال خليل ان مئات عبروا من تركيا مجددا للمساعدة في صد الهجوم الحالي.
وقال انه لم يتم الدفع بتعزيزات بخلاف بعض الشبان الاكراد القادمين من تركيا.
ونفذت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الدولة الاسلامية في العراق وقالت انها لن تتردد في ضرب التنظيم في سوريا لكنها تريد حلفاء للانضمام الى حملتها.
وقالت الامم المتحدة يوم الاحد ان عدد السوريين الاكراد الفارين الى تركيا وحدها ربما يكون قد وصل الى مئة الف ومن المرجح ان يزيد أكثر.
وقال خليل ان هناك اشتباكات جارية غربي وجنوبي كوباني لكن ليس بالشدة الجارية الى الشرق.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري ان الدولة الاسلامية لم تحقق تقدما يذكر خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية لكن الاشتباكات على أشدها.
وتضاربت التقارير عن المسافة التي وصل اليها مقاتلو الدولة الاسلامية من كوباني. وقال خليل انهم على بعد يتراوح بين 20 و30 كيلومترا بينما قال عبد الرحمن ان المسافة التي تبعدهم عن البلدة هي ما بين 10 و15 كيلومترا.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
المرصد السوري:مقتل أكثر من 40 في غارات جوية سورية بالشمال الغربي
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الاثنين إن 42 مدنيا على الاقل قتلوا بينهم نساء وأطفال في غارات جوية شنتها طائرات تابعة للحكومة السورية على مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال غرب البلاد.
وقال المرصد الذي يبث تقاريره من بريطانيا إن الهجمات أصابت مناطق في مدينتي سراقب واحسم بمحافظة إدلب يوم الأحد وحولهما.
وأضاف المرصد أن غارة أصابت منطقة خارج سراقب لجأ إليها الناس هربا من هجمات سابقة على المدينة نفسها.
ولم يعرف على الفور المستهدف من الهجمات لكن نشطا في المنطقة قال إنه لا يوجد مقاتلون للمعارضة قرب المواقع التي تعرضت للهجوم.
وقال المرصد إن 16 طفلا على الاقل و11 إمرأة سقطوا بين القتلى. وأضاف أن من بين القتلى أيضا 17 فردا من عائلة واحدة.
وقال نشط في سراقب إن الناس كانوا يفرون إلى مزارع قريبة هربا من القصف لكن الطائرات الحربية استهدفت يوم الأحد المزارع كانت مكتظة بالأسر.
وقال النشط “هذا ما أدى لارتفاع عدد القتلى.”
وقال المرصد إن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى من الهجمات لأن كثيرين مازالوا في حالة حرجة.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)