أحداث الاربعاء 21 أذار 2018
«داعش» يعاود تنظيم صفوفه ويتقدّم في دمشق ودير الزور
بيـروت، أنقرة، دوما (سورية) – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
بعد تحذيرات دولية، آخرها لمبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا من عودة تنظيم «داعش» إلى تنظيم صفوفه ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية وتركيز الجهود للقضاء عليه، سيطر التنظيم المتطرف على حيّ جنوب العاصمة دمشق بعد إجلاء مقاتلين معارضين منه، توازياً مع هجوم واسع ينفذه منذ أيام في بادية دير الزور. في غضون ذلك، تواصلت المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية حيث قُتل 20 شخصاً، غالبيّتهم من الأطفال، باستهداف مدرسة كانوا يحتمون فيها، كما قُتل 29 آخرون بقذيفة سقطت على سوق شعبية مزدحمة في حي الكشكول قرب مناطق تسيطر عليها المعارضة.
وقُتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين له خلال اشتباكات عنيفة في حي القدم جنوب دمشق، إثر هجوم لـ «داعش» مكّنه من السيطرة على الحي، كما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أفاد بوجود العشرات من الجنود الجرحى والمفقودين، فيما لم ينشر الإعلام الرسمي معلومات عن الهجوم.
وكان مقاتلو التنظيم تقدموا إلى الحي أول من أمس بعد أسبوع من إجلاء مئات المقاتلين من «هيئة تحرير الشام» و «أجناد الشام» مع أفراد من عائلاتهم بموجب اتفاق سابق مع دمشق إلى مناطق شمال سورية.
وكان للتنظيم وجود محدود في الحي قبل سيطرة النظام عليه منتصف الأسبوع، كما يحتفظ بوجوده في أحياء عدة جنوب دمشق، أبرزها الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، فيما استقدمت قوات النظام أمس تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لاستعادة السيطرة على الحي، وفق «المرصد».
إلى ذلك، واصل مسلحون موالون للنظام السوري هجومهم المعاكس بهدف استعادة السيطرة على مناطق في ريف دير الزور على الحدود الإدارية مع ريف حمص الشرقي تقدَم إليها التنظيم المتطرف بعد هجوم مفاجئ، وسط معلومات عن مقتل عناصر من الطرفين بعد ساعات من مقتل 14 عنصراً من قوات النظام خلال سيطرة «داعش» على منطقة المحطة الثانية النفطية «تي 2».
وفي الغوطة الشرقية، قتِل 20 شخصاً، من بينهم 17 طفلاً، بغارة استهدفت مدرسة كانوا يحتمون في طبقتها السفلى في بلدة عربين مساء الإثنين- الثلثاء، فيما رجّح «المرصد» مسؤولية روسيا عن الغارة.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في مناطق أخرى، رافقها قصف جوي عنيف مستمر منذ ما بعد منتصف الليل استهدف مدينة دوما خصوصاً. وأدت الغارات إلى مقتل سبعة مدنيين على الأقل في دوما وعربين وعين ترما.
وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على عفرين ذات الغالبية الكردية شمال البلاد، انتشرت عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، فيما حاولت أعداد خجولة من المدنيين العودة إلى المدينة التي تبدو شبه خالية، بعدما فرّ منها عشرات آلاف المدنيين إلى مناطق قريبة شمال حلب، بينها بلدة تل رفعت. ودخلت أمس قافلة مساعدات للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى تل رفعت.
وبعد ساعات من تعهّده توسيع العملية التركية إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد وصولاً إلى الحدود العراقية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن على الولايات المتحدة أن تكف عن «خداع» تركيا، وتبدأ بالتعاون معها بعدما أعربت واشنطن عن القلق إزاء العملية التركية.
المعارضة السورية تتوصل إلى اتفاق لإجلاء مسلحين من حرستا
عمان – رويترز
اتفقت المعارضة السورية بوساطة روسية إلى إجلاء مجموعة من المسلحين من بلدة في الغوطة الشرقية إلى شمال غربي سورية الخاضع لسيطرة المعارضة، في أول اتفاق من نوعه، وفق ما أعلن مصدران في المعارضة اليوم (الاربعاء).
وأفاد المصدران بأن مقاتلين من جماعة «أحرار الشام»، التي تسيطر على بلدة حرستا المحاصرة، اتفقوا على إلقاء أسلحتهم مقابل الحصول على ممر آمن إلى مناطق يسيطر عليها مسلحون، وعرض بالعفو عن الذين يرغبون في البقاء بموجب شروط مصالحة محلية مع السلطات.
واستعاد الجيش السوري والقوات المتحالفة معه 70 في المئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، ويفر المدنيون بالآلاف بعد القصف الذي استمر لأسابيع.
وأوضح عمال إنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان ان الهجوم الذي بدأه الجيش السوري الشهر الماضي بدعم من قوة جوية روسية أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات التي جرت لأيامعدة: «تم الانتهاء من الاتفاق، وقد يدخل حيز التنفيذ مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار اليوم»، مضيفاً أنه «سيبدأ بإجلاء المدنيين المصابين».
إسرائيل تعترف بتدمير مفاعل نووي سوري في 2007
القدس المحتلة – رويترز
اعترف الجيش الإسرائيلي رسمياً اليوم (الأربعاء)، بتدمير ما يشتبه أنه مفاعل نووي سوري في ضربة جوية العام 2007 قائلا: إن «الضربة الجوية أزالت تهديدا كبيرا على إسرائيل والمنطقة وكانت رسالة إلى آخرين».
وجاء إعلان اليوم في شأن «عملية خارج الصندوق»، بعد إنهاء أمر رقابي عسكري استمر لأكثر من عشر سنوات، كان يحظر بموجبه على أي مسؤول إسرائيلي التحدث في شأن العملية.
وأعقب الاعتراف الإسرائيلي نشر مواد تم رفع السرية عنها حديثاً وتشمل صوراً وتسجيلاً مصوراً من قمرة قيادة طائرة للحظة التي دمرت فيها ضربة جوية منشأة الكبر في الصحراء القريبة من دير الزور على مسافة أكثر من 480 كيلومتراً داخل سورية.
وقال قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال جادي إيزنكوت في البيان الصادر اليوم: «الرسالة من الهجوم على المفاعل النووي في 2007، هي أن دولة إسرائيل لن تسمح ببناء قدرات تهدد وجود إسرائيل»، مضيفاً «كانت هذه رسالتنا في 2007 وتظل رسالتنا اليوم، وستكون رسالتنا في المستقبل القريب والبعيد».
ويأتي توقيت قرار إسرائيل الإعلان عن الضربة وتبريرها، بعدما وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نداءات متكررة في الشهور الأخيرة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراء صارم في شأن إيران حليفة سورية.
ولم يتسن التحقق على الفور من صحة المواد التي نشرها الجيش الإسرائيلي اليوم.
35 قتيلاً في هجوم بقذيفة صاروخية على سوق في دمشق
دمشق – أ ف ب
ذكرت وسائل إعلام حكومية أن ما لا يقل عن 35 شخصاً قتلوا اليوم (الثلثاء) وأصيب العشرات عندما سقطت قذيفة صاروخية على سوق مزدحمة في ضاحية في شرق العاصمة السورية دمشق.
وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» نقلاً عن مدير مستشفى دمشق الدكتور هيثم الحسيني بوصول جثامين 35 قتيلاً إلى المسشفى، مشيرة إلى أن القتلى «مدنيون».
وكان التلفزيون الرسمي السوري نقل عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمش، قوله إن «القذيفة الصاروخية أطلقتها التنظيمات الارهابية على سوق شعبية في حي كشكول على أطراف ضاحية جرمانا جنوب شرقي دمشق».
وأوضح أن القذيفة أسفرت عن مقتل 29 وإصابة 23 مدنياً آخرين بجروح. وتعد هذه الحصيلة الأعلى في دمشق وضواحيها جراء قذائف الفصائل المعارضة منذ بدء النزاع في العام 2011.
وقالت هانية، الممرضة من سكان حي كشكول، لوكالة «فرانس برس»: «أصبنا برعب كبير جراء الدوي الهائل.. القذيفة سقطت وسط سوق شعبية إلى جانب حاجز أمني».
وارتفعت أخيراً وتيرة اطلاق القذائف على دمشق وضواحيها بالتزامن مع حملة عسكرية بدأها الجيش السوري في 18 شباط (فبراير) ضد الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تمكن خلالها من السيطرة على أكثر من 80 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال هذه الفترة مقتل حوالى 50 مدنياً في قذائف الفصائل على دمشق وضواحيها.
وبقيت دمشق طوال سنوات النزاع في منأى نسبياً عن المعارك العنيفة والدمار الذي لحق بمدن رئيسة عدة في سورية. إلا أنها تعرضت طوال سنوات إلى قصف من الفصائل المعارضة أودى بحياة المئات، ولتفجيرات تبنى معظمها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
كمين للجيش السوري الحر يوقع خلية أمنية لـ «حزب الله» بين قتيل وجريح في درعا
مقتـل «العقـل العسـكري» للحـزب جنـوبي سوريـا
دمشق – «القدس العربي»: نعت مصادر إعلامية مقربة من حزب الله اللبناني في سوريا، قائد مجموعة الهندسة للحزب، في الجنوب السوري «علي الرضا حسين ترحيني»، مؤكدة مقتله في الداخل السوري، دون التطرق للأسباب الكامنة وراء مقتله.
إلا أن مصادر عسكرية من المعارضة السورية، قالت لـ»القدس العربي» إن القيادي الملقب بـ «سيد جابر»، قُتل في ريف درعا الشمالي، بسبب انفجار عبوة ناسفة كان يجهزها في منطقة «جدية» التي ينتشر فيها الحزب في ريف درعا.
الإعلام المقرب من حزب الله، تحدث عن تشييع القيادي القتيل، في بلدته «عبا الجنوبية» التابعة لـ «النبطية» في لبنان، بعد نقله من السيدة زينب في جنوب دمشق إلى الداخل اللبناني.
وقال مصدر من المكتب العسكري لـ «جيش الأبابيل» التابع للجبهة الجنوبية في سوريا، قال لـ «القدس العربي»: خلال الساعات الماضية رصدنا تحركات ميدانية لمجموعات من حزب الله اللبناني، في ريف درعا الشمالي، بالقرب من المناطق التي ينتشر فيها الحزب وعدد من الميليشيات الطائفية المجندة إيرانياً.
وأضاف المصدر، بعد مراقبة تحركات عناصر حزب الله، على طريق «زميرن- أم العوسج»، تبين بأن المجموعة تتحرك لزرع عدد من العبوات الناسفة على الطريق، بهدف استهداف قيادات من الجيش السوري الحر، وفعاليات مدنية.
وفي تلك الأثناء، تم تحريك مجموعة من جيش الأبابيل، لنصب كمين لمجموعة حزب الله في المنطقة، وعندما تسللت تلك المجموعة نحو الموقع لزراعة العبوات الناسفة فيه، تم إيقاع أفراد تلك المجموعة في الكمين، مما أدى إلى وقوع قتلى وإصابات فيها، ومن ثم قامت المجموعة بمغادرة المنطقة، تحت تغطية نارية مكثفة من قوات النظام السوري، التي أشركت المدفعية الثقيلة والدبابات والمضادات الأرضية في حماية المجموعة التابعة لحزب الله. وأشار المكتب العسكري، إلى أن عناصر جيش الأبابيل، نجحوا في السيطرة على العبوات الناسفة التي كان يحملها عناصر حزب الله، وعددها ثلاث، مصنوعة بدقة عسكرية عالية، ومموهة على شكل أحجار وصخور المنطقة.
العبوات الناسفة التي تمت عملية السيطرة عليها من قبل المعارضة السورية المسلحة، تتميز، وفق المصدر، بأنها معدة للتفجير بواسطة جهاز ليزري من بعد، وأن دقة إصابة تلك العبوات عالية للغاية.
وذكر المكتب العسكري، لـ «جيش الأبيابيل»، بأن قواتهم تراقب على كثب تحركات الميليشيات الطائفية في المناطق التي ينتشرون فيها، مشيراً إلى أن تلك الميليشيات تتمركز في ريف درعا الشمالي، ضمن المناطق التابعة للنظام السوري، وأن تعدادها يصل قرابة ثلاثة آلاف مقاتل بشكل تقديري.
حزب الله اللبناني، يعتمد حسب مصادر في المعارضة السورية، على سياسة التصفية من على بعد، ضد قيادات الجيش السوري الحر، والفعاليات المدنية في محافظة درعا- جنوبي سوريا، وأشارت المصادر، إلى أن الحزب نجح في عشرات عمليات الاغتيال، بعد استخدام هذا الأسلوب، وهو العبوات الناسفة المموهة، بعد زرعها على الطرقات الرئيسية في درعا.
وأظهرت صورة، حصلت عليها «القدس العربي»، من جيش الأبابيل، في درعا، ثلاث عبوات ناسفة كان عناصر حزب الله يسعون لزراعتها على إحدى الطرق الرئيسية، إلا أن المعارضة السورية المسلحة، أفشلت العملية، واستحوذت على العبوات المتفجرة.
مقتل قائد عسكري لحزب الله جنوب سوريا… و«الدولة» يملأ فراغ المعارضة في دمشق
مصرع العشرات في الغوطة وسوق في العاصمة ومخيم للنازحين… ومجلس الأمن يدين استخدام الأسلحة الكيميائية
دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: أدان مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وأكد على ضرورة محاسبة المتورطين.
وقال رئيس المجلس، المندوب الهولندي، كيفن أوستروم، عقب جلسة مشاورات مغلقة وغير رسمية، دعت إليها بلاده، إن جميع الأعضاء أكدوا دعم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وعملها في سوريا.
وأضاف أن المجلس شدد على أن استخدام الأسلحة الكيمائية في سوريا يشكل انتهاكا للقانون الدولي، وأن «جميع الأفراد أو الجهات أو الكيانات المتورطة يتعين إخضاعها للمساءلة».
وشارك في الجلسة الممثل الأعلى للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، والمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أحمد أوزومجو.
وكشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قبل أيام عن وجود أدلة على استخدام قوات النظام السوري بدعم روسي أسلحة محظورة دوليا، في الغوطة الشرقية، منها الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والأسلحة الكيميائية.
والعام الماضي، خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن النظام يتحمل مسؤولية هجوم في الرابع من أبريل/ نيسان 2017 باستخدام غاز السارين المحظور في مدينة خان شيخون في محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها المعارضة، ما أسفر عن مقتل العشرات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على منطقة صغيرة في دمشق حققوا بعض المكاسب على الأرض بعد طرد وحدات الجيش السوري التي تحركت صوب منطقة مجاورة غادرها مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي.
وأضاف أن التنظيم المتشدد قتل خلال اشتباكات استمرت 24 ساعة 36 جنديا سوريا. ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش السوري.
ويقع حي القدم في الضواحي الجنوبية للعاصمة السورية ولا يشمله الهجوم الذي يشنه الجيش منذ شهر على المعارضة في الغوطة الشرقية.
تزامناً نعت مصادر إعلامية مقربة من «حزب الله» اللبناني في سوريا، قائد مجموعة الهندسة للحزب، في الجنوب السوري، علي الرضا حسين ترحيني، مؤكدة مقتله في الداخل السوري، دون التطرق للأسباب الكامنة وراء مقتله. بينما أكدت مصادر من المعارضة ان كميناً لقواتها أوقع خلية أمنية للحزب فيه وأدى الى مقتله، وهو من بلدة عبّا جنوبي لبنان.
وسقط أكثر من مئة شخص بين قتيل وجريح أمس، في مدينة دوما شرقي العاصمة دمشق، جراء قصف سوري وروسي، مع فتح جبهة جديدة وتصعيد عسكري للنظام السوري والقوات الروسية على جبهة درعا في الجنوب، في محاولة للسيطرة على مناطق في ريفه الشرقي. بينما قال مصدر في الدفاع المدني في الغوطة الشرقية لوكالة الأنباء الألمانية «سقط اليوم 60 شخصاً، بينهم 15 طفلاً و6 نساء جراء استهداف المدينة بقصف جوي وصاروخي ومدفعي على مدينة دوما».
وأكد المصدر أنه «لا زال هناك الكثير من الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض لم نتمكن من انتشالها بسبب القصف الكثيف، حيث تعرضت مدينة دوما اليوم لأعنف قصف، حيث شنت الطائرات الحربية السورية والروسية أكثر من 290 غارة، أكثر من نصفها على مدينة دوما، إضافة إلى قصفها بصواريخ أرض أرض وقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ».
وعلى جبهة درعا بدأت قوات النظام والقوات الموالية لها حملة عسكرية في ريف درعا الشرقي، أمس الثلاثاء، حيث سيطرت على قرية على أطراف منطقة اللجاة التي تعتبر معقلاً لفصائل المعارضة. وقال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية إن «القوات الحكومية، الموجودة في مدينة إزرع التي تقع على مسافة 20 كيلومترا شمالي مدينة درعا، قصفت أمس بالمدفعية الثقيلة قرية مليحة العطش شرقي مدينة إزرع، وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا استعداداً لعملية عسكرية كبيرة».
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن ما لا يقل عن 35 شخصا قتلوا أمس الثلاثاء عندما سقطت قذيفة صاروخية على سوق مزدحمة في ضاحية في شرقي العاصمة دمشق.
وسقطت القذيفة في سوق شعبية في حي الكشكول قرب مناطق تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية، التي تتعرض لقصف مكثف من القوات الحكومية وحلفائها منذ الشهر الماضي.
وتقول القوات الحكومية إن مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية استهدفوا المدنيين مرارا في الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في العاصمة. وتنفي المعارضة استهداف المدنيين.
من جهة أخرى وحسب وكالة الأناضول، قتل 10 مدنيين وأصيب 15 آخرون بجروح في قصف استهدف مخيمًا للنازحين في قرية «حاس» في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، المشمولة ضمن مناطق خفض التوتر، شمال غربي سوريا. وقال مسؤول مرصد الطيران التابع للمعارضة، الملقب بـ«أبو رعد»، إن «طائرة روسية من طراز سو 24، شنت غارتين جويتين على قرية حاس، بعد أن انطلقت من مطار حميميم في اللاذقية».
المعارضة السورية تتوصل إلى اتفاق لإجلاء مسلحين من حرستا في الغوطة الشرقية
عمان: قال مصدران بالمعارضة السورية الأربعاء إنه تم التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية لإجلاء مجموعة من المسلحين من بلدة في الغوطة الشرقية إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة وذلك في أول اتفاق من نوعه في المعقل الأخير للمسلحين قرب العاصمة.
وأضاف المصدران أن مقاتلين من جماعة أحرار الشام التي تسيطر على بلدة حرستا المحاصرة اتفقوا على إلقاء أسلحتهم مقابل الحصول على ممر آمن إلى مناطق يسيطر عليها مسلحون وعرض بالعفو عن الذين يرغبون في البقاء بموجب شروط مصالحة محلية مع السلطات.
واستعاد الجيش السوري والقوات المتحالفة معه 70 بالمئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية ويفر المدنيون بالآلاف بعد القصف الذي استمر لأسابيع.
وقال عمال إنقاذ والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم الذي بدأه الجيش السوري الشهر الماضي بدعم من قوة جوية روسية أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.
وتأتي اتفاقات الإجلاء بعد سنوات من الحصار والقصف وهي سياسة استراتيجية كبيرة للجيش السوري لإرغام المسلحين على الاستسلام وقد ساعد ذلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة حلب بأكملها وحمص ومناطق أخرى.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات التي جرت لعدة أيام “تم الانتهاء من الاتفاق وقد يدخل حيز التنفيذ مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار اليوم الأربعاء”.
وأضاف أنه سيبدأ بإجلاء المدنيين المصابين.
وأعطى الجيش السوري يوم الأحد الماضي المسلحين في حرستا مهلة للانسحاب حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.
وسيزيد اتفاق حرستا الضغط على جماعتي المعارضة الرئيسيتين وهما فيلق الرحمن في المنطقة الجنوبية وجيش الإسلام في المنطقة الشمالية للتوصل أيضا إلى تفاهمات.(رويترز)
فصائل المعارضة السورية تشن هجوماً مضاداً لاستعادة مناطق في الغوطة وتقتل 80 جندياً للنظام
طالبت مجلس الأمن بإيجاد حل للتعطيل الروسي… والقصف مستمر على شرقي دمشق
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: مع مرور أكثر من شهر على بدء الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري بشراكة إيرانية – روسية على مدن شرقي دمشق المحاصر، ناهز عدد مهجري الغوطة الشرقية ممن فروا خوفاً من ارتكاب المزيد من المجازر نحو 80 ألف مدني معظمهم من الأطفال والنساء، وقتل أكثر من 1500 مدني بينهم 179 امرأة، و300 طفل بينهم 140 بعد صدور قرار رقم 2401 الداعي لوقف اطلاق النار. وإزاء هذه الاحصائيات وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد الحسين، التربة السورية بـ «المشبّعة بالدماء» وانتقد الصراع السوري لاتسامه بالتجاهل المطلق لأبسط معايير المبادئ والقوانين.
وأمام واقع تهجير المدنيين من أراضيهم باستخدام القوة المفرطة مع فتح المعابر الإنسانية لأول مرة منذ سنوات، ومحاولة فرض اتفاق تهجير قسري على فصائل المعارضة لتأمين حزام العاصمة، صرح وزير الدفاع الروسي «سيرغي شويغو» بأن «أكثر من 65 في المئة من الأراضي في الغوطة الشرقية في سوريا تم تحريرها»، فيما كانت وزارته قد ذكرت أن العدد الإجمالي للمدنيين الذين تم إجلاؤهم من الغوطة الشرقية زاد إلى 79702 شخص معظمهم أطفال.
اتى ذلك بعد وصف الوضع في سوريا بانه يتجه نحو «تقسيم كارثي» قد يسمح بعودة تنظيم الدولة، وذلك من قبل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، حيث قال إن التقسيم الهادئ والطويل المدى لسوريا، الذي نشهده في اللحظة الراهنة في مناطق سيطرة مختلفة، سيكون كارثة ليس فقط على سوريا بل على المنطقة بأكملها.
وأضاف مضيفا «من دون حل سياسي لا يقصي أحدًا، بما يشمل من تم استبعادهم، وتحديداً الأغلبية السنية، ستعود داعش». مرجحاً عدم تمويل أي من الاتحاد الأوروبي او البنك الدولي تكلفة إعادة بناء سوريا التي تقدر بنحو 352 مليار دولار، ما لم يتم التوصل إلى عملية سياسية تشمل دستوراً جديداً وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وتقاسماً للسلطة.
تحاول قوات النظام تعزيز مواقعها التي سيطرت عليها مؤخراً في كل من مدينة حمورية وسقبا وبلدتي كفربطنا وجسرين محاولة التوغل أكثر في عمق الغوطة الشرقية باتجاه عربين وحزة في القسم الجنوبي من الغوطة الشرقية، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام لمدينة حرستا المحاصرة، تمهيداً لاقتحامها، فيما تجتهد فصائل المعارضة في إعادة ترميم الشرخ الحاصل ضمن مناطقها، ومحاولة إعادة وصل القسمين الجنوبي والشمالي من الغوطة ببعضهما عبر مدينة مسرابا التي تمتد على طول الخط الفاصل بين المنطقتين، واعتبارها نقطة مركزية للانطلاق منها بهدف استرجاع ما خسرته المعارضة خلال الشهر الفائت جراء الحملة العسكرية للنظام السوري وحلفائه.
وتستمر وتيرة القتل منذ نحو شهر، وترتفع بذلك اعداد الضحايا من المدنيين والأطفال، حيث قتل 58 مدنياً بينهم 16 طفلاً خلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، حيث لقي نحو 10 مدنيين مصرعهم امس الثلاثاء في قصف جوي وصاروخي روسي على مدينة عربين وبلدة عين ترما وحرستا في الغوطة الشرقية، اتى ذلك في اعقاب مجزرة مروعة في مدينة عربين راح ضحيتها 15 طفلاً وسيدتان من 7 عوائل، جراء قصف المقاتلات الروسية لملجأ تحت الأرض، يختبئ فيه المدنيين منذ نحو شهر.
مقتل 140 طفلاً
الدفاع المدني السوري ذكر امس الثلاثاء إن طائرات حربية شنت ثماني غارات على بلدة عين ترما من بينها غارات محملة بالقنابل العنقودية ومادة النابالم ما أدى لمقتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرين أسعفتهم فرقه إلى مراكز طبية قريبة، مضيفا أن ثلاثة مدنيين قتلوا جراء قصف جوي استهدف مدينة عربين، فيما تعرضت مدينة حرستا لـ 13 غارة جوية، بالإضافة لأكثر من 30 قذيفة من قوات النظام على المدينة، ما أدى لوقوع إصابات في صفوف المدنيين. وبالرغم من اعلان روسيا وقف اطلاق النار في مدينة دوما الأربعاء الماضي، الا ان قواتها تواصل حربها ضد المدنيين والفصائل المسلحة على حد سواء، حيث شنت المقاتلات الروسية والسورية غارات بالقنابل العنقودية والصواريخ المظلية على مدينة دوما، موقعة ضحايا وعالقين تحت الأنقاض، إضافة إلى قصف صاروخي على مدن وبلدات جنوب الغوطة زملكا وحزة وعربين وذلك في اطار الحملة العسكرية التي تمهد إلى اقتحام تلك المناطق والسيطرة عليها.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 788 مدنياً، بينهم 140 طفلاً، 79 سيدة في الغوطة الشرقية على يد قوات النظام وروسيا، منذ 23 يوما أي بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم 2401 مساء يوم 24 شباط 2018/فبراير حتى مساء يوم 17 آذار/مارس من العام الجاري. وبيّنت الشبكة في تقرير سابق لها أن قوات النظام استخدمت الأسلحة الكيميائية مجدداً رغم قرار مجلس الأمن رقم 2401، ودعت الرئيس الفرنسي إلى تشكيل تحالف دولي لردع النظام وحلفائه عن استخدام الأسلحة الكيميائية، ووقع الهجوم حسب التَّقرير يوم الاثنين 5 آذار 2018 بين الساعة 21:00 و 22:00 عندما ألقت مروحية تابعة للنظام برميلاً محملاً بغاز سام على الأحياء السكنية جنوب شرق بلدة «حمورية»؛ ما أدى إلى إصابة 25 مدنياً بضيق في التَّنفس وغثيان، بينهم 2 من متطوعي منظمة الدفاع المدني.
وأكدت مصادر عسكرية للقدس العربي مقتل أكثر من 80 جنديا لقوات النظام السوري امس الثلاثاء، في بلدة مسرابا ذات الموقع الهام الذي يقسم الغوطة الشرقية إلى قسمين، وذلك في هجوم مباغت لفصائل المعارضة المسلحة على احد الاقبية التي اتخذتها قوات النظام مقر عسكري لها. وأفضى الهجوم عن مقتل عناصر المجموعة العسكرية المتحصنة داخل الملجأ والاستيلاء على أسلحتهم الثقيلة وثلاث عربات عسكرية وذخائرهم. فيما ذكرت وكالة «مؤتة» التابعة لتنظيم «الدولة، أمس الثلاثاء، مقتل احد ضباط النظام في ريف دمشق الجنوبي ضمن مناطق تسيطر عليها الأخيرة، مشيرة إلى ان الضابط «ثائر دنورة» برتبة «عقيد ركن» لقي مصرعه خلال المواجهات المندلعة بين عناصر التنـظيم وقـوات الـنظام.
الائتلاف الوطني
من جهته قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انه خلال الساعات الماضية ارتكبت طائرات النظام والاحتلال الروسي سلسلة من المجازر بحق المدنيين في مناطق الغوطة الشرقية، مستخدمة صواريخ الفوسفور وقنابل النابالم الحارق، كما ألقت مروحيات النظام البراميل المتفجرة وقصفت مدفعيته الأحياء السكنية، حيث اسفر «القصف الهمجي الإرهابي أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 44 شهيداً منهم 15 طفلاً وامرأتان جراء استهداف ملجأ للمدنيين في عربين» وادان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذه الجرائم المستمرة، مجدداً استنكاره للموقف الدولي الهزيل والعقيم».
وأضاف «سيظل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسؤولاً عما يجري في الغوطة وعن فشله في اتخاذ أي خطوات قادرة على وقف المجزرة المستمرة في الغوطة وفي عموم سوريا»، حسب بيان الائتلاف، الذي أضاف أيضاً «الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، مطالبون بإيجاد حل للتعطيل الروسي المستمر والعمل على تجاوزه والقيام بإجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية الجارية في الغوطة قبل وقوع المزيد من المجازر.
إخفاق أممي
وانتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين مجلس الأمن الدولي لتقاعسه في حماية السوريين، قائلاً ان هذا الإخفاق في حماية الأرواح وحقوق الملايين من الأشخاص لا يقوض فحسب عمل الأمم المتحدة بل شرعيتها أيضاً، وانه دون ذلك سيكون أي انتصار عسكري بتكلفة لا يمكن تعويضها. وأشار إلى أن «مجلس الأمن لم يكن على قدر تضحيات هؤلاء الأبطال في جميع أنحاء سوريا، ولم يتخذ قرارًا حاسمًا للدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح» .
تصريحات الأمير زيد جاءت بعد وقت قصير من عرقلة روسيا اجتماعاً لمجلس الأمن كان من المتوقع أن يشمل إفادة من الأمير زيد وذلك عندما طلبت إجراء تصويت إجرائي. من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا «أعتقد أنه لا يوجد استعداد من جانب أي دولة للانخراط عسكرياً داخل سوريا بشكل استباقي، فيما عدا روسيا الموجودة هناك للدفاع عن الحكومة، والآخرون موجودون هناك لأسباب أخرى لكن ليس بالضرورة للتوصل إلى حل».
نشطاء عرب سوريون يشاركون في حملة مضادة لـ «تعفيش عفرين»
بعبارات على جدران عفرين كـ «لا تسرق… ثورتنا مو هيك»
عفرين ـ «القدس العربي»: بعد انتقادات واسعة لمجموعات من الجيش الحر الموالية لتركيا في عفرين، بسبب حملة السرقات الواسعة «التعفيش» التي تعرضت لها المدينة الكردية، اعلن في عفرين عن اعتقال نحو 150 مقاتلاً اشتركوا في تنفيذ السرقات الممنهجة، وتم تحويلهم إلى القضاء العسكري، كما علن «الفيلق الثالث» في الجيش الحر، عن فصل قائدين عسكريين من صفوفه، لتورطهم في السرقات.
كما اعلن الجيش الحر المشارك في عملية «غصن الزيتون» في بيان، انه اوقف عدداً من «الخارجين على القانون» في عفرين بعد اشتباكات جرت خلال ملاحقتهم. وقالت وكالة «ستيب نيوز»، انه «يجري العمل على تشكيل لجنة بقيادة الجيش الحر ووجهاء من عفرين لإعادة المسروقات لأصحابها».
من ناحية أخرى، أطلق عدد من النشطاء السوريين حملة داخل مدينة عفرين ضد ما سموه ظاهرة «التعفيش»، الحملة جاءت بعد يوم واحد من دخول فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من قبل الجيش التركي لعفرين، اذ انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور ظهر فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة وهم يمارسون النهب وسرقة منازل ومحال تجارية تعود ملكيتها لأهالي عفرين ذات الأغلبية الكردية.
الناشط خليفة الخضر قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، إنه شارك في تلك الحملة صباح الاثنين مع نشطاء سوريين من مدن ومحافظات سورية مختلفة، وآخرين أكراد ممن هجروا سابقاً من مدنهم بسبب ممارسات التنظيمات الكردية المسلحة بحقهم تنديداً لما قامت به بعض الفصائل المحسوبة على الجيش السوري الحر من نهب وسرقة.
وفي اتصال هاتفي، قال الناشط خليفة انه تفاجأ مع رفاقه بعد دخول المدينة المحررة مما وصفهم «مغول الثورة» ونهبهم للمدينة، وقرروا تنظيم دوريات مشتركة مع فصائل المعارضة، لكن كثافة عددهم وسلاحهم حال دون ذلك، رأينا حينها أننا غير قادرين على التصدي لهم وبدأنا نبحث عن طرق سلمية أخرى لمواجهتهم.
وأضاف، أنه ورفاقه بدأوا في الكتابة على أبواب المحلات التجارية جمل كـ»سامحونا ثورتنا مو هيك»، «لا تسرق، هذه ليست ثورتنا، لست حراً وأنت تسرق».
وحسب خليفة، فان النتائج التي تم تحقيقها، أن أكثر من 50 سيارة وجراراً زراعياً تمت مصادرتهم من قبل الفصائل المعارضة ويتم العمل على ارجاعها لأصحابها.
وقال المصور ميلاد شهابي لـ»القدس العربي» «بسبب الانتهاكات التي قام بها اشخاص محسوبون على فصائل الجيش الحر ضد أهلنا في عفرين، قمنا بإطلاق حملة كتابة على جدران المدينة لرفض وإدانة تلك الممارسات والتي بدورها تشجع المدنيين للمطالبة بحقوقهم المنهوبة»، وأضاف شهابي لـ «القدس العربي» انه بعد ان أطلقنا تلك الحملة ، كسر عدد من الأهالي حاجز الخوف، وبدأوا في التواصل معنا لإخبارنا عن السرقات التي كانت تحصل، بعد ذلك استطعنا ان نلاحق البعض منهم ومنعناهم من القيام بها.
الصحافي شيار خليل ابن مدينة عفرين، أثنى على تلك الحملة التي قام بها عدد من نشطاء الثورة السورية العرب في المدينة، وقال في تصريح لـ»القدس العربي» ان مثل تلك الحملات تساعد على إزالة الاحتقان والكره بين العرب والأكراد في المنطقة، لاسيما بعد ان قامت تلك الفصائل بالسرقة المنظمة والممنهجة بحق المدنيين في عفرين. وأضاف شيار ان حملة «التعفيش» التي قامت بها عناصر من الجيش الحر كانت ممنهجة، وان الجيش التركي سمح لهم بسرقة ونهب المدينة ونقلها إلى مدينة أعزاز في ريف حلب. وختم خليل حديثه، بأن هناك وعوداً من قبل المعارضة بفتح تحقيق شامل، وان هناك مساعي من قبلهم لاعادة المسروقات لاصحابها وحماية المدنيين من أي انتهاك مستقبلي قد يمارس بحقهم.
ويصف الناشط الحقوقي والصحافي السوري حازم داكل لـ «القدس العربي»، ما حدث في عفرين بأنه «عار على كل ثائر سوري» ، ويضيف داكل «لا يمكن ان تكون سوريا تنادي بالحرية والكرامة وانت هدفك النهب وسرقة بيوت المدنيين، اعتقد ان الأكراد في عفرين سوريون وأصحاب أرض اموالهم ليست غنائم، ومن أفتى بجواز اغتنام اموالهم وأموالهم من «المجلس الإسلامي السوري» عليه ان يخجل من فتواه وان يعتذر اعتذاراً واضحاً للشعب السوري ويبدأ في العمل مع بقية زملائه من رجال الدين لإصلاح هذا الشرخ الذي خلقوه بين العرب والأكراد في شمالي سوريا».
قتيل ومفقود وعمليات خطف بالجملة من شركة لافارج الفرنسية في سوريا
عين عيسى: تعرض عدد كبير من الموظفين السوريين في شركة “لافارج” الفرنسية الاسمنتية للخطف في سوريا خلال سنوات النزاع، قتل بعضهم وفقد آخرون، بحسب شهادات عدة جمعتها وكالة فرانس برس، في وقت تواجه الشركة القضاء الفرنسي بتهمة “تمويل الارهاب” وتعريض حياة موظفيها للخطر.
في 2013، أوقف جهاديون ياسين اسماعيل الموظف في الشركة الفرنسية منذ 2009 وقتلوه بعد أشهر من الاحتجاز، بحسب ما روى لفرانس برس أفراد من عائلته وثلاثة من زملائه في بلدتهم عين عيسى في محافظة الرقة في شمال سوريا.
وروى أحد أقربائه ياسين ياسين أن عمل اسماعيل في لافارج لعب دورا في مقتله. “فالمصنع كان موجودا في منطقة يسيطر عليها الاكراد، واتهمه تنظيم الدولة الاسلامية بأنه جاسوس للاكراد”.
واختفى في 2013 موظف آخر في لافارج يدعى عبد الحمادة. وبحسب أربعة من زملائه التقتهم وكالة فرانس برس، خطف عبد الحمادة الذي كان يعمل كميكانيكي في مصنع لافارج، في حلب على بعد 150 كيلومترا إلى غرب مكان وجود فرع الشركة السوري، وقتل على الارجح.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تقدم 11 موظفا سابقا وشركة شيربا الفرنسية بشكوى ضد لافارج وفرعها السوري وعدد من المسؤولين، بتهمة “تمويل الارهاب” و”التعريض المتعمد لحياة الغير للخطر”.
وأقر برونو بيشو، رئيس شركة لافارج سوريا بين 2008 و2014 والذي اوقف قيد التحقيق في كانون الاول/ ديسمبر الماضي، أمام المحققين بأن شركته دفعت بين تشرين الثاني/ نوفمير 2013 وتموز/ يوليو 2014، حوالى عشرين ألف دولار شهريا لتسهيل تنقل الموظفين والسلع، وقسم من هذه الاموال دفع بعد مقتل ياسين اسماعيل.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس قال متحدث باسم “لافارج هولسيم”، الشركة الناشئة عن اندماج الشركتين الفرنسية والسويسرية في 2015، ان معلوماته تشير إلى “مقتل موظف واحد في لافارج سوريا إثر تعرضه للخطف”.
وقال المدير العام المساعد لشركة “لافارج” في تلك الآونة كريستيان هيرو في كانون الاول/ ديسمبر الماضي ان “كل عمليات الخطف” تم “التوصل الى حل لها، ودفعت مبالغ الفدية وتم الافراج عن الاشخاص من دون ان يتعرضوا للاذى”.
وكانت “لافارج” اشترت المصنع في 2008، واستثمرت فيه حوالى 680 مليون يورو. وتوقفت عن استثماره في أيلول/ سبتمبر 2014 عندما سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.
وروى عدد من موظفي المصنع في ذلك اليوم أنهم فروا هاربين قبل وصول الجهاديين إلى المكان. (أ ف ب)
الغوطة نحو التهجير الكبير… وروسيا تتمسك برواية الضربة الأميركية
أحمد حمزة
في وقت تتواصل فيه معارك الكر والفر في أنحاء متفرقة من الغوطة الشرقية لا تزال تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية، تخوض روسيا حرب النظام السوري على أكثر من جهة، عبر تعطيل أي تدخّل لمجلس الأمن الدولي ينهي المأساة في الغوطة، بالتزامن مع إجراء مفاوضات مع فصائل المعارضة هناك، لا يزال الغموض يلفها، ومع توجيه دعوات للولايات المتحدة للتخلي عن خططها لتوجيه ضربة إلى النظام، بعد تصاعد الحديث عن تحضيرات أميركية لتحرك كهذا. مقابل ذلك، يستمر سقوط المزيد من القتلى المدنيين في مناطق الغوطة المحاصرة، في غارات وقصف للنظام على الأحياء السكنية، ووسط تفاقم المأساة الإنسانية لعشرات آلاف العائلات في الغوطة، وذلك في وقت عرقلت فيه موسكو عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي كانت ستخصص لبحث الوضع الإنساني في سورية.
واستمر القصف الجوي من قوات النظام، أمس الثلاثاء، على مدن وبلدات الغوطة المحاصرة، ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى المدنيين. وقال الدفاع المدني السوري في ريف دمشق إن ستة مدنيين، بينهم طفلان، قتلوا وجرح آخرون جراء غارات من طيران النظام على الأحياء السكنية في مدينتي عربين وعين ترما. كما أفاد الناشط الميداني في الغوطة الشرقية محمد الشامي، لـ”العربي الجديد”، بسقوط قتلى وجرحى مدنيين جراء تجدد غارات الطيران الحربي على أحياء مدينة دوما. ويأتي هذا بعد يوم الإثنين الدامي، الذي قُتل فيه عشرات المدنيين في الغوطة. وتحدث الدفاع المدني عن ارتفاع حصيلة الضحايا جراء القصف على مدينة عربين يوم الإثنين إلى 28 قتيلاً، بينما سقط في مدينة دوما في اليوم نفسه 19 قتيلاً، بينهم 11 طفلاً وامرأة. وقتلت الهجمات ذاتها 3 مدنيين في عين ترما و3 في حرستا وزملكا.
أما على صعيد المعارك البرية، وبعد تقدّم قوات النظام في الأيام القليلة الماضية شرقي القطاع الجنوبي الأوسط في الغوطة وصولاً لسقبا وحمورية وكفر بطنا، واستمرار محاولات التقدّم في جبهة الريحان، شرق دوما، فإن الخارطة الميدانية تؤشر إلى أن مناطق “فيلق الرحمن”، وسط جنوب الغوطة، والتي فصلتها قوات النظام عن القطاع الشمالي ومركزه دوما، تشهد مزيداً من التآكل والتقلص، مقابل تمدد القوات المهاجمة، التي لم تحرز، حتى عصر أمس الثلاثاء، تقدماً جديداً.
وتبقى وفق ذلك مناطق الغوطة الشرقية مقسمة إلى ثلاث مناطق رئيسية؛ الأولى شمال الغوطة ومركزها دوما حيث معقل “جيش الإسلام”، والثانية جنوب الغوطة أو ما يعرف بالقطاع الأوسط، وهو معقل “فيلق الرحمن”، وأبرز مدنه التي ما زالت تحت سيطرة الفيلق عربين وحزة وعين ترما وزملكا وصولاً إلى حي جوبر الدمشقي، والثالثة مدينة حرستا، غرب الغوطة، وهي معقل “حركة أحرار الشام”، وكانت تدور مفاوضات لإخراج مقاتلي الحركة إلى شمال غرب سورية.
وعلمت “العربي الجديد” من مصادر عدة في الغوطة، تطابقت أقوالها، أن الفصائل هناك عمّمت على الناشطين الإعلاميين والصحافيين، ضرورة “عدم نشر أخبار المعارك الميدانية إلا بعد إعلانها من قيادة المعركة بشكل رسمي”، لكن مصدراً عسكرياً في المعارضة، أفاد “العربي الجديد”، بأن “معارك كر وفر تدور في جبهات مديرا ومسرابا، وسط الغوطة، وفي جبهات أخرى في القطاع الأوسط”، مشيراً إلى أن “الفصائل هي التي بادرت إلى الهجوم، وأوقعت خسائر كبيرة في قوات النظام”. وقال المصدر، عصر أمس، إن “هذه المعارك ما تزال مستمرة منذ أربع وعشرين ساعة، وقد حققت الفصائل إنجازات جزئية”، مضيفاً أنه “تم تجاوز بعض الإشكالات العسكرية في القطاع الأوسط، بعد تخلي مجموعة عن واجب دفاعها عن جبهات هناك، ما سهّل تقدّم قوات النظام في الأيام الماضية”، من دون أن يكشف تفاصيل إضافية حول المفاوضات التي يجري الحديث عنها.
في مقابل ذلك، تلف الضبابية المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الغوطة. وفيما تعثّر تواصل “العربي الجديد” مع المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن” لمعرفة آخر مستجدات مسار المفاوضات وبنود التفاوض، فقد اكتفى المتحدث باسم هيئة أركان “جيش الإسلام” حمزة بيرقدار، بالقول لـ”العربي الجديد”، إن “لا جديد في هذه المسألة، ولا التزام من قبل مليشيات الأسد، ولا احترام للقرارات”.
واعترفت روسيا، أمس، بأنها “تتفاوض مع قادة الجماعات المسلحة في الغوطة بهدف وقف الأعمال العدائية وتجنّب وقوع كارثة إنسانية هناك، على الرغم من المحاولات المستمرة من قبل المسلحين لإخراج السلام عن مساره في الغوطة”، بحسب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وقال شويغو، في تصريح له أمس، إن قوات النظام “حررت أكثر من 65 في المائة من الغوطة الشرقية، وإن 80 ألف شخص خرجوا في الأيام الخمسة الماضية عبر الممرات” التي فتحها النظام السوري و”مركز المصالحة الروسي”.
وادعى الوزير الروسي أنه “تم إحباط ثلاث محاولات لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل المسلحين في سورية خلال الأسبوع الماضي”، مضيفاً أنه “لا تزال هناك إمكانية استخدام المسلحين للمواد السامة من أجل اتهام القوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، وقد تم إحباط ثلاث محاولات الأسبوع الماضي”. وأضاف: “نعوّل أنه في الوضع الحالي سيضع شركاؤنا الغربيون حداً للتلاعب مع الإرهابيين في سورية وينضمون لمبادرات السلام الروسية”.
في السياق نفسه، وجّهت روسيا دعوة للولايات المتحدة للتخلي عن خططها لتوجيه ضربة إلى نظام بشار الأسد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في تصريح صحافي أمس: “كنا ولا نزال نحذر الجانب الأميركي بأن من الضروري التخلي عن هذه الخطط من دون أي تحفظات. وسيكون أي عمل غير شرعي باستخدام القوة، مثلما حدث قبل عام تقريباً في قاعدة الشعيرات الجوية، عدواناً ضد دولة ذات سيادة، وفقاً للمادة المعنية من ميثاق الأمم المتحدة”. وعن الغوطة الشرقية، أشار ريابكوف إلى أن “الوضع الإنساني هناك تغير جذرياً ونحو الأفضل. والسكان يخرجون بعشرات الآلاف. وكل ذلك يغضب خصوم الحكومة في دمشق، وهم يبحثون عن ذرائع جديدة للهجمات علينا وعلى الجانب السوري”. وخلص إلى القول إن “أي استفزازات قد تحدث في مثل هذا الوضع”.
في المقابل، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن 45 ألف سوري غادروا منازلهم في الغوطة خلال الأيام الماضية، كما أن مئات الآلاف من الأشخاص “لا زالوا محاصرين جراء القتال العنيف، وهم في أمسّ الحاجة للمساعدة”. وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش، للصحافيين في جنيف، أمس، إن المفوضية لا تشارك في عملية الإخلاء في المناطق التي يسيطر عليها النظام قرب دمشق، على الرغم من أن فرقها كانت موجودة في “ملاجئ جماعية مؤقتة.” وأضاف “نقص المأوى المناسب بات مصدر قلق كبير، المفوضية سلمت مواد إغاثة أساسية إلى 180 ألف شخص”. ودعت المفوضية إلى “وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ومن دون معوقات إلى المدنيين” داخل وخارج الغوطة.
جاء ذلك بعدما كانت موسكو قد عرقلت، مساء الإثنين، مساعٍ لعقد جلسة في مجلس الأمن الدولي، كانت مخصصة لبحث الشأن الإنساني في سورية، إذ اعتبر نائب ممثل روسيا في نيويورك غينادي كوزمين، أنه “لا يوجد أي مبرر لهذا الاجتماع، لأن حقوق الإنسان ليست مدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن”. ودعت فرنسا وست دول أعضاء إلى عقد الجلسة، التي كان من المتوقع أن تشمل تقديم إفادة من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان. لكن روسيا أعاقت عقد الجلسة، إذ طلبت التصويت على عقدها كإجراء متّبع على عقد الجلسة، ورفضت عقدها مع كل من الصين وبوليفيا وكازاخستان، بينما امتنعت ساحل العاج وغينيا الاستوائية وإثيوبيا عن التصويت، فيما وافقت ثماني دول على عقد الجلسة، هي، إلى جانب فرنسا، كل من بريطانيا والسويد وبولندا وهولندا والولايات المتحدة وبيرو والكويت. وكان يفترض الحصول على تسعة أصوات موافقة على الجلسة لعقدها، وهو ما لم يتحقق.
وانتقد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين، مجلس الأمن الدولي لتقاعسه في “الدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح”، قائلاً إن “الصراع السوري يتسم بتجاهله المطلق لأبسط معايير المبادئ والقوانين، وإن كثيرين ممن سعوا لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان اعتُقلوا أو عُذّبوا أو قُتلوا”، معتبراً أن “مجلس الأمن لم يكن على قدر تضحيات هؤلاء الأبطال في جميع أنحاء سورية. لم يتخذ قراراً حاسماً للدفاع عن حقوق الإنسان ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح”.
في السياق، اعتبر الائتلاف الوطني السوري، في بيانٍ له أمس، أن “مجلس الأمن والمجتمع الدولي سيظلان مسؤولين عما يجري في الغوطة وعن الفشل في اتخاذ أي خطوات قادرة على وقف المجزرة المستمرة في الغوطة وفي عموم سورية”، مضيفاً: “الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، مطالبون بإيجاد حل للتعطيل الروسي المستمر والعمل على تجاوزه والقيام بإجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية الجارية في الغوطة قبل وقوع المزيد من المجازر”.
جنود الأسد: سيلفي ومعتقلو الغوطة خلفي
تكذّب الصور ومقاطع الفيديو المتدفقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يبثه الإعلام الرسمي السوري منذ نحو أسبوع، من صور وبث مباشر يظهر المدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية وسط ادعاءات بحمايتهم وتقديم المساعدة الطبية والإغاثية اللازم، ووعود أمام الكاميرات وفي الخطابات الرسمية بتوفير الأمان لهم، بعد “نجاتهم من الإرهاب”.
وفيما تركز الدعاية الأسدية على “حماية النساء والأطفال” وإجراء المقابلات مع كبار السن، تناقل ناشطون سوريون صوراً مروعة لاعتقال الرجال والشباب الخارجين من الغوطة، وهم من المدنيين غير المسلحين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و50 عاماً، وحشدهم في شاحنات يلتقط فيها جنود النظام صور سيلفي مع إشارات النصر، وعبارات الإهانة للمدنيين الذين لا يعرفون المكان الذي يتم أخذهم إليه، سواء كان المعتقلات والسجون أو الفروع الأمنية أو معسكرات التجنيد لإجبارهم على الانخراط في عمليات النظام المسلحة.
إلى ذلك تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر تعذيب أحد الجنود لمدني سوري واستهزاءه به وركله وضربه في نوع من “التحقيق خارج إطار القانون” معه خلال اعتقاله التعسفي تمهيداً “لإعدامه” كما يظهر سياق الفيديو، حيث يخير الجندي الرهينة منهك القوى بالموت رمياً بالرصاص أو ذبحاً بالسكين. مع الإشارة إلى أن هذه المقاطع والصور تنتشر عبر صفحات موالية للنظام قبل تداولها من قبل ناشطين معارضين.
ولا يتعلق الأمر هنا بمنطق “فائض القوة” الذي يشعر به النظام إثر انتصاراته الأخيرة، بل يسعى النظام هنا، من خلال تصوير العنف وبثه بشكل ممنهج، إلى بث حالة من الخوف والترهيب لإعادة هيبته المفقودة كدولة بوليسية، مثلما كان الحال قبل العام 2011. فضلاً عن إيصال رسائل بأن الفترة المقبلة، بعد نهاية الحرب، ستشهد عمليات انتقام وحشية وقمعاً من الدولة الأسدية كي تضمن عدم قيام ثورة ثانية ضدها، في المستقبل القريب على الأقل.
قراصنة أرشدوا مقاتلات لتدمير مشفى بسوريا
أبدى طبيب بريطاني ساعد في إجراء عمليات جراحية في حلب شمالي سوريا، مخاوف من أن يكون قراصنة اخترقوا حاسوبه الشخصي هم الذين أرشدوا الطائرات الحربية لقصف أكبر مستشفى في المدينة.
ودأب الجراح الاستشاري ديفد نوت على إعطاء توجيهات عبر تطبيقي سكايب وواتساب، ساعدت الأطباء في مستشفى تحت الأرض في حلب على إجراء عمليات جراحية. ويتيح التطبيقان لمستخدمي الهواتف الذكية إجراء مكالمات وإرسال صور بالفيديو عبر الإنترنت.
ويعتقد الدكتور نوت أن القراصنة استطاعوا -بعد أن بثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مقطعا مصورا لأطباء يجرون عملية جراحية في حلب- اختراق جهاز الحاسوب الخاص به، حيث تعرفوا من خلاله على إحداثيات المستشفى (أم10) في إحدى الضواحي الشرقية للمدينة السورية.
وما إن مرت أسابيع قليلة حتى كانت طائرات حربية -يُعتقد أنها روسية- توجه ضربة مباشرة لغرفة عمليات تلك المستشفى بقنبلة مخترقة للتحصينات والملاجئ تحت الأرض، مما أدى إلى مقتل اثنين من المرضى وإغلاق المستشفى نهائيا.
وطبقا للجراح ديفد نوت، فإن توقيت الضربة ودقتها توحي بأن إحداثيات الهدف التُقطت من جهاز حاسوبه الخاص.
ومع أن نوت أجرى عشرات العمليات الجراحية في سوريا، واحدة منها فقط عبر الإنترنت من مقره في بريطانيا، فإنه قطع بألا يكرر ما فعله عبر سكايب وواتساب قط، وذلك نزولا على نصيحة العاملين في الميدان السوري.
وقال “إنها جريمة ضد الإنسانية ألا تتمكن حتى من تقديم يد العون لطبيب في دولة أخرى أثناء إجرائه عملية جراحية. يا لها من مهزلة”.
ولطالما حذرت منظمات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان وعمال إغاثة من أن المشافي في سوريا باتت هدفا، حيث قدر البعض أنها تعرضت لنحو 450 هجوما منذ عام 2011.
المصدر : ديلي تلغراف
تركيا تقول إنها توصلت لتفاهم مع أمريكا بشأن منبج السورية
أنقرة (رويترز) – قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الأربعاء إن تركيا والولايات المتحدة توصلا إلى ”تفاهم وليس اتفاقا“ بشأن مدينة منبج السورية.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن أنقرة سعت للاتفاق مع واشنطن بشأن من سيؤمن منبج بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من المنطقة.
وتابع أن تركيا أرادت أن يكون التفاهم مع الولايات المتحدة بشأن منبج، حيث تتمركز قوات أمريكية، نموذجا لجميع المناطق الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب.
إعداد علا شوقي للنشرة العربية