أحداث الثلاثاء، 13 أيلول 2011
«مجلس حقوق الإنسان» يشكل لجنة تحقيق في سورية
دمشق، موسكو، جنيف، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
شكّل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة من ثلاثة خبراء دوليين للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة، فيما سقط 20 قتيلاً برصاص الأمن أمس. وفي وقت رفض الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف فرض مزيد من العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، دعا معارضون إلى التظاهر اليوم في «ثلاثاء الغضب من روسيا».
وسيرأس البرازيلي سيرجيو بينهيرو لجنة التحقيق التي وافق مجلس حقوق الإنسان على تشكيلها الشهر الماضي للتحقيق في حالات الإعدام التعسفي والاستخدام المفرط للقوة والقتل وإعداد تقرير بحلول نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وشددت رئيسة المجلس لورا دوبوي لاسير في بيان بعد اجتماع أمس على «أهمية تعاون السلطات السورية الكامل مع اللجنة».
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أعلنت أمس خلال اجتماع المجلس أن أكثر من 2600 شخص قتلوا منذ بدء حملة قمع الاحتجاجات التي بدأت في آذار (مارس) الماضي. وأشارت إلى أن عدد القتلى الذي يفوق أحدث تقديرات الامم المتحدة بأربعمئة قتيل قائم على «مصادر موثوق بها على الأرض». وشددت على «ضرورة أن تكون الأولوية لحماية المدنيين في أي تحرك جماعي» دولي إزاء الأوضاع في سورية.
وقُتل 20 مدنياً برصاص الأمن أمس، 17 منهم في ريف حماة، فيما تواصلت حملات الدهم التي تنفذها قوات الشرطة والجيش في مدن عدة بحثاً عن ناشطين، خصوصاً في درعا وإدلب. وأعلن ناشطون أن 17 شخصاً قتلوا خلال عمليات أمنية في بلدات مورك وكفرنبودة وكفر زيتا والجبين وكرناز وقلعة المضيق في ريف حماة. ونشر موقع «شام» المعارض اسماء 12 منهم.
وفي دوما التابعة لريف دمشق، ذكر ناشطون أن عزت اللبابيدي (12 عاما) قُتل برصاص الأمن خلال تشييع حاشد لمتظاهر آخر قُتل أول من أمس. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن أباً وابنه قتلا في عملية قامت بها قوات الأمن في بلدة الرستن شمال حمص.
ودعا معارضون إلى «ثلاثاء الغضب من روسيا»، احتجاجاً على الدعم المستمر لموسكو لنظام الأسد. وكتب ناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيسبوك»: «لا تدعموا القتلة. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم». ودعوا إلى التظاهر اليوم في كل المدن. وكتبوا: «فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية. النظام سيزول والشعب سيبقى».
وتزامنت الدعوة مع اعتبار الرئيس الروسي أن «لا حاجة لمزيد من العقوبات» للضغط على دمشق. وقال مدفيديف بعد محادثات في موسكو أمس مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، إن بلاده «لا ترى مبرراً لممارسة ضغوط إضافية على السلطات السورية بعدما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات من جانب واحد». لكنه أشار إلى أن روسيا «لا تعترض على صدور قرار إدانة شديد اللهجة ضد العنف»، لكنها تصر على أن يكون «متوازنا وموجَّهاً إلى طرفي الأزمة»، حتى لا يتم استخدامه لفرض عقوبات إضافية ضد دمشق.
وفي موسكو أيضاً، اتهمت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان الغرب بأنه «يشجع الإرهاب والتطرف في المنطقة». وأشادت خلال مؤتمر صحافي نظمته أمس الخارجية الروسية، بموقف موسكو الذي «يمنح الفرصة لتنفيذ الإصلاحات من دون تدخل خارجي».
غير أنها رفضت فكرة قيام وساطة بين أطراف الأزمة السورية، وقالت: «وساطة مع من؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل»، علماً أن المبعوث الرئاسي الروسي السيناتور ميخائيل مارغيلوف كان أعلن بعد لقائه معارضين سوريين قبل يومين استعداد موسكو «لمد يد العون إلى أطراف الأزمة السورية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة».
واعتبرت شعبان أن «الشعب السوري بدأ يدرك اللعبة الغربية الهادفة إلى جر المنطقة إلى الفوضى وتفكيك المفكك لذلك فهو متجه الآن للحوار». وأشارت إلى أن حوالى 1400 شخص، نصفهم من قوات الأمن والجيش ونصفهم من «المتمردين» قتلوا في أعمال العنف في سورية، مشككة في حصيلة الأمم المتحدة.
في المقابل، أعلنت المعارضة السورية بسمة قضماني أمس أن معارضين سيقدمون الخميس المقبل في اسطنبول لائحة تضم اعضاء «مجلس وطني» من المقرر أن يعمل على تنسيق عمل المعارضة. وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في اسطنبول أمس إن المجلس «سيمثل كل القوى الأساسية ويضم أحزاباً وشخصيات مستقلة تعتبر رموزاً للمعارضة، والغالبية ستكون لأشخاص من الداخل». وأضافت: «عندما ستعلن تشكيلة هذا المجلس سيبقى مفتوحاً أمام قوى أخرى للانضمام إليه. نقوم بكل ما هو ممكن كي لا نقدم انفسنا على أننا الحركة التي تريد إلغاء الآخرين، وما نسعى إلى القيام به هو اقتراح اطار وطني».
مؤتمر للمعارضة السورية في القاهرة يرفض اقتراح الجامعة استمرار الأسد
القاهرة – محمد الشاذلي
تظاهر أمس معارضون سوريون أمام مقر الجامعة العربية في القاهرة، فيما رفض مؤتمر عقدته المعارضة السورية في العاصمة المصرية اقتراح المبادرة العربية التي نقلها الأمين العام للجامعة إلى الرئيس بشار الأسد السبت الماضي استمرار الأخير حتى نهاية ولايته في العام 2014.
وتستعد قوى المعارضة السورية في القاهرة بالتنسيق مع ائتلافات ثورية مصرية عدة لتنظيم تظاهرة حاشدة اليوم أمام مقر الجامعة تزامناً مع عقد مجلس وزراء الخارجية العرب. وقال عضو الأمانة العامة لـ «اتحاد الأحرار السوريين» الناشط ورد حداد لـ «الحياة»: «نريد أن يصل صوت الشعب السوري إلى الجامعة التي يفترض أن تتجدد مع الربيع العربي وتراعي مصالح الشعوب وليس مصالح الأنظمة الفاسدة». وأكد أن «الشعب السوري لم يتلق أي دعم عربي حتى الآن»، مشيراً إلى أن «المبادرة العربية لا تعني الشعب ولم تصل إليه. هي قدمت للحكومة ولم يأخذ رأي الشارع ولا المعارضة وبالتالي لا ننظر فيها».
ذوكانت أعمال «ملتقى الوحدة الوطنية» التي استغرقت يومين اختتمت في القاهرة الليلة قبل الماضية وحضرها نحو 100 من المعارضين السوريين من الداخل والخارج يمثلون قوى وأحزاب سياسية وتنسيقيات وشخصيات مستقلة. وأكد الملتقى في بيانه الختامي «دعم وتأييد وإمداد الثورة السورية بكل ما تحتاجه من أشكال الدعم المادي والإعلامي والحقوقي، وإيجاد آليات ووسائل لتحقيق تلك الأهداف».
وجدد المشاركون رفضهم استمرار الأسد في الحكم «لأي فترة كانت». وقال البيان إنه «يلتزم بالشعارات التي رفعها الشعب، ويرى أن التراجع عن إسقاط النظام الاستبدادي الأمني تحت أي حجة كانت، خيانة لدماء الشهداء ولأهداف الثورة السورية المباركة». وأعلن التزام المشاركين «بالسقف الوطني ولائحة المطالب والتوجيهات التي تصدرها الهيئة العامة للثورة السورية وتشكيلات التنسيقيات ذات الصدقية كافة وتعتبر التراجع عنها أو محاولات الالتفاف عليها مسألة لا تخدم الثورة وتسيئ إلى نضال الشعب السوري وتضحياته».
وأعلن تأييده «توحيد جهود المعارضة في الداخل والخارج بقواها وأحزابها وتكتلاتها»، معتبراً أن «مؤتمرات المعارضة شكلت إرثاً تراكمياً يمكن البناء عليه والاستفادة من عناصره الإيجابية الداعية إلى تشكيل هيئات تمثيلية تكون مرجعيتها وغالبية شخصياتها في الداخل». وأكد أن «تشكيل هيئة خارجية للثورة تنسق جهود الخارج وتكون ذات صلة وثيقة بالداخل وحراكه، صار مطلباً ملحاً يجب الإسراع بالقيام به».
من جهة أخرى، التقى أمس وفد سوري معارض القائم بالأعمال الروسي في القاهرة ايفان مولتوكوف. ويضم الوفد عميد الحقوقيين السوريين هيثم المالح والبروفيسور منذر ناقوس ورئيس المنظمة الآشورية في أوروبا عبدالأحد اصطيفوا ورئيس «منظمة سواسية لحقوق الإنسان» بسام اسحاق ورئيس «تجمع 15 آذار من أجل الديموقراطية» عبدالرؤوف درويش والناشط الشاب أحمد منجوني.
وقال النائب السوري السابق محمد مأمون الحمصي إنه «تم خلال اللقاء طرح أبعاد الأزمة في سورية بمنتهى الشفافية، وأبدى هيثم المالح دهشته من الموقف الروسي الذي عبر عنه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بتأييده للمرسوم الرقم 55 الذي أصدره الأسد تحت شعار الإصلاح رغم أنه في حقيقته يعطي صلاحيات أوسع لقوى الأمن لقتل واعتقال المواطنين العزل».
وشرح المالح للقائم بالأعمال الروسي «ما يدور في داخل سورية وما يجري للشعب من عمليات قتل واعتقال وترويع لا تتوقف، وحرص الشعب السوري على إقامة علاقات مثلى مع الشعب الروسي من خلال تبني الموقف الرسمي الروسي طموحات ومطالب شعب سورية وتأييدها وعدم الانحياز بصفة كلية إلى النظام».
ورأى الحمصي أن «روسيا تستطيع وقف حمام الدم في سورية باتخاذ موقف حاسم إزاء نظام الأسد خصوصاً أن هذا النظام يستمد الهواء الذي يتنفسه من روسيا». وشدد على أن المعارضة «ستتعامل بموضوعية مع أي مبادرة للحل لكن ذلك مرهون أولاً بوقف أعمال القتل وسحب الدبابات من الشوارع ثم الحديث بعد ذلك عن المفاوضات».
مدفيديف: لا حاجة لفرض عقوبات على دمشق
موسكو – رائد جبر
اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن «لا حاجة لمزيد من العقوبات» للضغط على سورية، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لتأييد قرار «متوازن» في مجلس الأمن «يدين استخدام العنف من طرفي النزاع»، فيما حملت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان بقوة على الغرب، وقالت إنه «يشجع الإرهاب والتطرف في المنطقة».
وقال مدفيديف في ختام جولة محادثات عقدها في موسكو أمس مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إن الملف السوري كان على رأس لائحة اهتمامات الطرفين خلال اللقاء، وأقر بأن «الخلاف في وجهات النظر حول هذا الموضوع مازال قائماً». وأوضح أن موسكو «لا ترى مبرراً لممارسة ضغوط إضافية على السلطات السورية بعدما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات من جانب واحد».
لكنه أشار إلى أن الهوة بين مواقف الطرفين «ليست كبيرة»، مشيراً إلى أن بلاده «لا تعترض على صدور قرار إدانة شديد اللهجة ضد العنف»، لكنها تصر على أن يكون «متوازنا وموجَّهاً إلى طرفي الأزمة» في سورية، حتى لا يتم استخدامه لفرض عقوبات إضافية ضد دمشق. وأضاف: «في الوقت الحالي هناك عدد كبير بالفعل من العقوبات المفروضة على سورية من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ومن ثم لا حاجة إلى مزيد من الضغط الآن في هذا الاتجاه».
في غضون ذلك، شنت مستشارة الرئيس السوري التي تزور موسكو حالياً، هجوماً شديد اللهجة على الغرب واتهمته بدعم الإرهاب والتطرف في المنطقة العربية. واعتبرت شعبان في مؤتمر صحافي نظمته أمس الخارجية الروسية، أن «المشكلة تمكن في أن الغرب يظن نفسه بمأمن عن نتائج الأعمال التي يقوم بها… نحن نعيش في عالم واحد، وحين يشجعون التطرف والإرهاب فستطاول آثاره الجميع عاجلاً أم آجلاً».
وأشادت بموقف موسكو الذي يصر على «منح الفرصة لتنفيذ الإصلاحات من دون تدخل خارجي في شؤون المنطقة». واعتبرت أن «الأمور بنتائجها والتاريخ سيذكر لروسيا موقفها». ورداً على سؤال عن موقف دمشق حيال مبادرة أعلنتها موسكو لإرسال وفد برلماني إلى سورية لاجراء كشف ميداني وتقصي الحقائق في «المناطق الساخنة»، رحبت الوزيرة «بأي وفد روسي»، لكنها أشارت إلى أن ترتيبات الزيارة ستتم عبر القنوات الديبلوماسية.
ومعلوم أن موسكو ناقشت الفكرة ذاتها مع وفد للمعارضة السورية زار روسيا أخيراً، وأبدى ترحيبه واستعداده للتعاون ميدانياً. وأكدت شعبان أن «نقاشات تجري حالياً في المحافظات السورية لدفع الحوار الوطني». وأضافت أن «الدعوة وجهت إلى الجميع للحضور والمشاركة ومن لا يريد أن يحضر أو لا يستطيع فهذا شأنه». وأضافت أن السلطات السورية قدمت الدعوة «لكل من يؤمن بالحوار وليس لمن يحمل السلاح». وتجاهلت سؤالاً عما إذا دعي إلى الحوار معارضون من الخارج أو من الداخل، مشيرة إلى أن «الدعوة وجهت إلى الجميع وأنا لا أعرف من هم التنسيقيات ولا أعرف إذا ما كانوا يريدون الحوار أم يدعون إلى حمل السلاح».
ورفضت فكرة قيام وساطة بين أطراف الأزمة السورية وقالت: «وساطة مع من؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل»، علماً بأن المبعوث الرئاسي الروسي السيناتور ميخائيل مارغيلوف كان أعلن بعد لقائه معارضين سوريين قبل يومين استعداد موسكو «لمد يد العون إلى أطراف الأزمة السورية للتوصل إلى حل سلمي للأزمة».
واعتبرت شعبان أن «الشعب السوري بدأ يدرك اللعبة الغربية الهادفة إلى جر المنطقة إلى الفوضى وتفكيك المفكك لذلك فهو متجه الآن للحوار». وأشارت إلى أن حوالى 1400 شخص، نصفهم من قوات الأمن والجيش ونصفهم من «المتمردين» قتلوا في أعمال العنف في سورية، خلافاً للأمم المتحدة التي أكدت مقتل أكثر من 2600 مدني في قمع الاحتجاجات. وقالت شعبان في اعتراض على حصيلة الامم المتحدة: «لدينا لائحة بأسماء الضحايا ويمكننا تقديمها».
20 قتيلاً في حملات دهم بمنطقة حماه
والمعارضة تدعو إلى “ثلثاء غضب من روسيا”
قتل امس 20 شخصا في عمليات أمنية وعسكرية تنفذها القوات السورية في انحاء مختلفة من سوريا، بينهم 17 في منطقة حماه، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أوضح ان القتلى في حماه “هم ثلاثة في قرية مورك وأربعة في قرية كفرنبوذة وعشرة آخرون في قرى كرناز وزيزون وكفر زيتي وقلعة المضيق وقرى اخرى في سهل الغاب”. واشار الى انه تخلل العمليات في هذه القرى “احراق منازل بعض الناشطين المتوارين عن الانظار، الى اعتقال أكثر من 60 شخصا حتى الان”. (راجع العرب والعالم)
وصرحت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي بأن القمع في سوريا أدى حتى الان الى مقتل 2600 شخص. بينما قالت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان التي تزور موسكو ان نحو 1400 شخص، هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من “المتمردين”، قتلوا في اعمال العنف في سوريا.
ودعا ناشطون أمس الى “ثلثاء غضب من روسيا”، احتجاجا على الدعم المستمر لموسكو لنظام الرئيس بشار الاسد . وكانت شعبان دعت خلال زيارتها لموسكو الدول الغربية الى الاقتداء بروسيا بتشجيع الحوار السياسي بدل الدعوة الى فرض عقوبات على النظام السوري.
وكشف مصدر في مجال صناعة الدفاع الروسية أن سوريا أبدت اهتماما بشراء مروحة واسعة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة.
وعين مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان لجنة من ثلاثة خبراء دوليين للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان التي حصلت في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في آذار. وسيرأس البرازيلي سيرجيو بينهيرو اللجنة التي وافق المجلس على تشكيلها الشهر الماضي للتحقيق في حالات الاعدام التعسفي والاستخدام المفرط للقوة والقتل واعداد تقرير بحلول نهاية تشرين الثاني.
موسكو ترفض المزيد من العقوبات على سورية وناشطون يدعون الى التظاهر ضدها
دمشق ـ نيقوسيا ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: دعا ناشطون في سورية الى ‘ثلاثاء الغضب من روسيا’، احتجاجا على الدعم المستمر لموسكو لنظام الرئيس بشار الاسد الذي يحاول منذ ستة اشهر قمع الحركة الاحتجاجية الشعبية المناهضة له، فيما قتل ستة اشخاص الاثنين خلال عمليات امنية في مناطق سورية مختلفة وفق ناشطين.
وكتب الناشطون السوريون على صفحة ‘الثورة السورية ضد بشار الاسد’ على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ‘لا تدعموا القتلة. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم’ واطلقوا على الثلاثاء 13 ايلول (سبتمبر) ‘ثلاثاء الغضب من روسيا’.
ودعوا الى التظاهر الثلاثاء في كل المدن السورية. وكتبوا ايضا ‘فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية. النظام سيزول والشعب سيبقى’.
وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان دعت الاثنين خلال زيارتها لموسكو الدول الغربية الى الاقتداء بروسيا عبر تشجيع الحوار السياسي بدل الدعوة الى فرض عقوبات على النظام الروسي.
واعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف انه من غير الضروري ممارسة ‘ضغوط اضافية’ على دمشق، مكررا رفضه لاي قرار من مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على نظام الاسد. وكان اكد الاسبوع الماضي ان بعض المعارضين السوريين يمكن اعتبارهم ‘ارهابيين’.
وبعد يوم من وصف فرنسا غياب موقف حازم للامم المتحدة ضد دمشق بأنه فضيحة قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ان العقوبات الامريكية والاوروبية الاخيرة على سورية تعني ‘أن ممارسة ضغط اضافي الآن في هذا الاتجاه أمر لا حاجة له على الاطلاق’.
أردوغان يخشى من حرب أهليّة في سوريا
أعرب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في مقابلة مع صحيفة «الشروق» المصرية، نشرت اليوم خلال زيارته للقاهرة، عن شعوره بالقلق من أن تنزلق سوريا صوب حرب أهلية، وأنه يريد أن يعمق علاقات أنقرة مع مصر.
وتابع أردوغان في المقابلة «أخشى أن ينتهي الأمر (في سوريا) بإشعال نار الحرب الأهلية بين العلويين والسنة»، لافتاً إلى أنه يريد بناء شراكة استراتيجية مع مصر، أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، وأنه يريد تعزيز العلاقات الاقتصادية وغيرها من العلاقات.
وفي مقابلة مع برنامج العاشرة مساءً على فضائية «دريم 2» ليل أمس، أعلن أردوغان أن الهدف من زيارة القاهرة هو الخروج بأكبر قدر من الاتفاقات المشتركة، «ليس فقط لتحقيق تفاهمات دولية، ولكن بهدف تحقيق مجلس استراتيجي عالي المستوى بين مصر وتركيا»، مضيفاً إن «مبدأ الاتفاقات العسكرية وارد، كما أنه ليس بعيداً أن نخرج باتفاق بعد الزيارة بإلغاء التأشيرات بين مصر وتركيا». ولفت أردوغان إلى أنه اصطحب 6 من وزراء حكومته معه خلال الزيارة «لأنني أريد تفعيل مستوى التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا»، مشيراً إلى أن تركيا كانت مؤيدة للثورة المصرية منذ أول دقيقة، ولم تجد في ذلك مخاطرة بعلاقاتها بالنظام السابق «لأن الطبيعي هو أن تقوم الثورة في مصر».
وأعرب أردوغان عن دهشته من أن تستغرق الانتخابات المصرية في ظل النظام السابق أسابيع «لأن هذا لا يحدث في أي بلد ديموقراطي»، مؤكداً أن الشعب المصري يستحق الديموقراطية الحقيقية، لا الزائفة كما كانت في ظل النظام السابق.
وعن العلاقات التركية ـ الإسرائيلية، قال أردوغان «إنني لا أشارك المحللين رأيهم أن تلك العلاقات وطيدة، وكلمتنا في دافوس كانت إنصافاً للحق لأن تمثيل السلام لم يكن وسيلة لإسرائيل، ولا أنسى الأطفال الفلسطينيين الذين ماتوا وهم يحضنون آباءهم». وأضاف «إن إسرائيل الولد المدلل للغرب.. لم تستمع حتى الآن لأي قرار من قرارات الأمم المتحدة، وإسرائيل ضيعت حليفها الاستراتيجي في المنطقة (تركيا) باعتدائها على أسطول الحرية في المياه الدولية، والتي على أثرها استشهد 9 من الأتراك، وكانت هذه بداية لقطع العلاقات معنا، حيث لا تستطيع إسرائيل أن تنال من كرامة الشعب التركي». ورأى أردوغان أنه ليس له أي عداوة مع الشعب الإسرائيلي وأن كل عداواته مع القيادة الإسرائيلية، «لقد زرت إسرائيل، لكن أثناء هذه الزيارة عندما أردت الذهاب إلى فلسطين جعلوني أنتظر نصف ساعة، فكيف أتعامل مع هذه الدولة بطريقة دبلوماسية؟».
من ناحية أخرى، قال أردوغان «أود أن أقول إن المصريين الذين يرون أن الهدف من العلمانية هو نزع غطاء الدين عن الدولة أو أنها دولة كافرة أنتم مخطئون لأن الهدف من تطبيقها في تركيا مختلف وهو احترام كل الأديان، فتركيا دولة لا تجبر أحداً على دين معين».
ومن المقرر أن يجري أردوغان محادثات في تونس غداً، ثم سيعقد اجتماعات في ليبيا بعد غد، حيث ساعدت الضربات الجوية التي وجّهها حلف شمالي الأطلسي لحماية المدنيين المقاتلين الليبيين في اطاحة العقيد معمر القذافي. وكان رئيس الوزراء التركي قد وصل إلى القاهرة، في وقت متأخر من مساء أمس، على رأس وفد كبير في زيارة لمصر تستغرق 3 أيام، يُجري خلالها مباحثات مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي، ورئيس مجلس الوزراء عصام شرف وعدد من كبار المسؤولين بمصر، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
(أ ف ب، يو بي آي)
قرار نهائي لاخوان سوريا حول مبادرات المعارضة خلال ايام
بهية مارديني
القاهرة-أ.ف.ب.: كشف قيادي بارز في جماعة الاخوان المسلمين في سوريا في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن مجلس شورى الجماعة سيجتمع خلال أيام ليصدر قراراته حول مجموعة من المبادرات التي تطرحها المعارضة السورية.
وقال ملهم الدروبي العضو القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في سوريا في تصريح خاص لـ”ايلاف” ان “مبادرة الدوحة أرادت تجميع المعارضة وتأسيس ائتلاف وطني سوري يكون نواة لمجلس سوري تسميته لم تتحدد بعد، ان كان مجلس مؤقت او وطني”.
وحول لماذا ذهب الاخوان متأخرين الى الدوحة أجاب” نحن لم نتأخر… عندما دعينا لبينا خلال ساعات لكننا دعينا متأخرين”، وحول أسباب الدعوة المتأخرة أوضح “اظن هناك لبس حول حضور بعض الاخوة ومدى تمثيلهم لجماعة الاخوان المسلمين “.
وردا على سؤال حول كيفة هذا، أوضح أنه “قد يكون البعض فهم ان بعض الافراد من الاخوان يشكلون تمثيلاً رسمياً للجماعة، وعندما تأكد لرعاة هذه المبادرة ان من حضر لايمثلون الاخوان رسميا دعوا الاخوان واستجابت الجماعة من خلال اربعة اعضاء في القيادة بمن فيهم نائب الامين العام”.
وردا على سؤال حول فشل المجالس الانتقالية رأى “أن المجلس لم يثبت فشله وعلينا ان ننظر بعين الواقعية ان المعارضة السورية في ديناميكية مستمرة للوصول الى ماهو الافضل والاكثر تمثيلا لفسيفساء الشارع السوري والاكثر عدالة في تمثيل الثورة السورية “.
وحول المؤتمرات قال “هذا حراك طبيعي ومن غير الطبيعي ان يكون غير ذلك “، وأضاف هذه ديناميكية مستمرة للوصول الى ماهو افضل واحسن وان شاء الله سيتم الوصول الى ماهو افضل وعندها تبدأ المرحلة الثالثة للثورة السورية”.
وأكد “أن المرحلة الاولى انطلاق الثورة والثانية بلورة الثورة في الداخل والخارج من خلال حراك المؤتمرات والتي ستنتهي بتشكيل المجلس الوطني الذي يمثل الثورة السورية حتى تبدأ المرحلة الثالثة وفق قيادة موحدة”.
وقال الدروبي أن” اللقاء التشاوري في اسطنبول بدأ لقاءاته بعد فترة اسبوعين من التشاور مع الهيئات والجماعات والشخصيات… لا ادري ماذا يفعلون الا انني اتمنى ان تلتقي كل هذه المبادرات وان يجتمع عليها كل الشعب السوري واتمنى ان يكون اللقاء التشاوري في اسطنبول للوصول الى مجلس موحد”.
وشدد: “نحن جماعة الاخوان المسلمين ليس لدينا قرار رسمي في المشاركة بأي من هذه المبادرات.. نعمل على تاليف وتجميع كل هذه المبادرات وسيكون لنا قرار نهائي صادر من مجلس شورى الجماعة خلال ايام.”
من جانبه قال المعارض السوري الدكتور تيسير بيريص في تصريح خاص لـ”ايلاف” ان اجتماع الدوحة هو محاولة صادقة الا ان هناك بعض الانتهازيين يحاولون استغلال ثورة شعبنا واعرب عن خشيته ان يكون من وراء ذلك مؤامرة لسرقة الثورة لذلك اكد “لكل الانتهازيين اننا سنسقط اي مجلس لايكن متوازن ويحقق طموحات ثوارنا في الداخل كائنا من كان وكائنا من كان يقف وراءه وكائنا من كانت الدول التي تقف وراءه”.
وشدد “نريد تمثيل حقيقي للثوار تمثيل حقيقي في اي مجلس لانقبل اي تمثيل لاحد غيرهم أ انا مستقل صحيح الا ان الدماء لن تذهب هدرا”.
وأشار الى أننا “نريد تمثيلا للغالبية السنة لأنهم هم الذين يدفعون ضريبة الدم و الاعتقال والعسف” . مؤكدا “نحن مع أي تمثيل متوازن وصحيح “.
معارضون سوريون يقدمون في اسطنبول تشكيلة مجلس وطني
اعلنت المعارضة السورية بسمة قضماني الاثنين ان معارضين سوريين سيقدمون الخميس في اسطنبول لائحة تضم اعضاء “مجلس وطني” من المقرر ان يعمل على تنسيق عمل المعارضة بمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد في دمشق.
وقالت قضماني في مؤتمر صحافي عقدته في اسطنبول، متحدثة باسم هذه المجموعة من المعارضين “ان تشكيلة هذا المجلس ستعلن الخميس في الخامس عشر من ايلول/سبتمبر. وحتى هذا التاريخ تبقى المشاورات متواصلة”.
وقالت قضماني الاثنين ان المجلس الوطني الذي سيعلن “سيمثل كل القوى الاساسية ويضم احزابا سياسية وشخصيات مستقلة تعتبر رموزا للمعارضة السورية والغالبية ستكون لاشخاص من الداخل” السوري.
واضافت قضماني “عندما ستعلن تشكيلة هذا المجلس سيبقى مفتوحا امام قوى اخرى للانضمام اليه. اننا نقوم بكل ما هو ممكن لكي لا نقدم انفسنا على اننا الحركة التي تريد الغاء الاخرين، ان ما نسعى للقيام به هو اقتراح اطار وطني” للمعارضة السورية.
واوضحت قضماني التي تقيم في باريس ان العمل جرى على لائحة تضم نحو 700 اسم “تضم ممثلين عن كل القوى السياسية” لاختيار من بينها اعضاء هذا المجلس، موضحة ان الاختيار يتم على قاعدة “كفاءاتهم الشخصية” ومدى الاجماع على اسمائهم.
واضافت قضماني ان اسماء بعض اعضاء هذا المجلس من الذين يقيمون في سوريا قد تبقى سرية حفاظا على سلامتهم من قمع النظام. وردا على سؤال حول نقاط الالتقاء لدى المعارضين السوريين قالت “ان الخط واضح وهو الذي رسمه الشارع والمتظاهرون والثوار : انهم يريدون اسقاط هذا النظام”.
وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيها عن العمل لانشاء مجلس وطني انتقالي او هيئة يفترض ان تمثل المعارضة السورية. فقد عقد في اوائل حزيران/يونيو الماضي مؤتمر لمعارضين سوريين في انطاليا تحت اسم “المؤتمر السوري للتغيير” انتخب في ختام اعماله هيئة استشارية انتخبت بعدها هيئة تنفيذية.
وفي اواخر آب/اغسطس الماضي عقد معارضون سوريون اجتماعا في اسطنبول اعلنوا خلاله عزمهم على تشكيل مجلس وطني. الا ان “الهيئة العامة للثورة السورية” التي تعمل من الداخل السوري اصدرت بيانا اعربت فيه عن معارضتها لانشاء هذا النوع من المجالس معتبرة انه من المبكر لاوانه الكلام عنه. وانهى المجتمعون في اسطنبول اجتماعاتهم من دون الاعلان عن تشكيلة اي مجلس.
وفي التاسع والعشرين من آب/اغسطس تلا الشاب ضياء الدين دغمش الذي كان سبق وشارك في مؤتمر انطاليا بيانا في انقرة باسم “شباب الثورة في الداخل” اعلن فيه تشكيلة مجلس وطني من 94 شخصا برئاسة الاكاديمي المقيم في باريس برهان غليون، ودعا “من يرفض من الاعضاء قبول هذه المهمة ان يشرح عبر وسائل الاعلام مبرراته الوطنية”.
ودارت بالفعل بعد هذا الاعلان مشاورات ونقاشات دار قسم كبير منها على صفحات فايسبوك اعلن فيها غليون انه يواصل الاتصالات لتشكيل هيئة تمثل المعارضة السورية. وتشهد سوريا منذ الخامس عشر من اذار/مارس الماضي حركة احتجاج واسعة غير مسبوقة تقمعها السلطات بقوة واوقعت حتى الان نحو 2600 قتيل حسب الامم المتحدة.
ناشطون سوريون يدعون الى التظاهر الثلاثاء ضد روسيا
إلى ذلك، دعا ناشطون في سوريا الى “ثلاثاء الغضب من روسيا”، احتجاجا على الدعم المستمر لموسكو لنظام الرئيس بشار الاسد الذي يحاول منذ ستة اشهر قمع الحركة الاحتجاجية الشعبية المناهضة له. وكتب الناشطون السوريون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد” على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي “لا تدعموا القتلة. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم” واطلقوا على الثلاثاء 13 ايلول/سبتمبر “ثلاثاء الغضب من روسيا”.
ودعوا الى التظاهر الثلاثاء في كل المدن السورية. وكتبوا ايضا “فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية. النظام سيزول والشعب سيبقى”. وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان دعت الاثنين خلال زيارتها لموسكو الدول الغربية الى الاقتداء بروسيا عبر تشجيع الحوار السياسي بدل الدعوة الى فرض عقوبات على النظام الروسي.
تشكيل لجنة تحقيق أممي بانتهاك حقوق الإنسان في سوريا وإيفادها “بشكل عاجل” لرفع تقريرها قبل نهاية تشرين الثاني
المبادرة العربية تنتظر “تعاونًا جديًا” من الأسد.. وموسكو تسعى “لقرار يتوجه للنظام والمعارضة”
مع إعلان المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة بلوغ حصيلة ضحايا قمع حركة الاحتجاج في سوريا “2600 قتيل على الأقل منذ منتصف آذار الماضي”، عيّن “مجلس حقوق الانسان” في الامم المتحدة أعضاء لجنة التحقيق الدولية المكلّفة إجراء تحقيقات بشأن حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، والتي كان المجلس قد قرر إيفادها إلى دمشق “بشكل عاجل لإجراء تحقيقات حول انتهاكات لحقوق الانسان خلال الأشهر الأخيرة، وتحديد الوقائع والظروف التي أدت الى مثل هذه الانتهاكات وكشف مرتكبيها للتأكد من إمكان محاسبتهم على أفعالهم”، على أن ترفع اللجنة تقريرها قبل نهاية تشرين الثاني المقبل وتسلّم خلاصاتها الى أمين عام الأمم المتحدة والهيئات المختصة.
في غضون ذلك، لم تتغير خارطة المواقف الدولية حيال الأحداث في سوريا، فغداة وصف باريس على لسان وزير خارجيتها عدم تحمل مجلس الأمن الدولي مسؤلياته تجاه الوضع السوري بـ”الفضيحة”، رأت واشنطن أنّ “الوقت قد حان لكي يتحرك مجلس الأمن بصورة أكثر حزماً”، حسبما جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند التي أضافت قائلةً للصحافيين: “نحن نواصل مشاوراتنا في نيويورك، ونريد قراراً مرفقاً بعقوبات”، وشددت في هذا المجال على وجود “اختلاف عميق في وجهات النظر” بين واشنطن وموسكة حيال الوضع السوري، مطالبةً في هذا السياق “كل أعضاء مجلس الامن أن يروا عن كثب، سفك الدماء وأعمال العنف في سوريا”.
في المقابل، إعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أنَّه “من غير الضروري ممارسة ضغوط إضافية” على النظام السوري، ودعا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في موسكو إلى “إعتماد قرار حاسم وإنما متوازن من دون عقوبات تلقائية”.. وفي هذا المجال، أفاد مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة موقع “NOW Lebanon” أن “موسكو طرحت مشروع قرار يتم العمل عليه في الأمم المتحدة، تسعى من خلاله الإدارة الروسية إلى جعل مضمون القرار الدولي المزمع تبنيه موجّهًا على حد سواء إلى النظام والمعارضة في سوريا”.
وإذ نوّه “بالتطور التدريجي الملموس في الموقف الروسي” حيال التعاطي الدولي مع الأزمة السورية، أوضح الدبلوماسي الأممي أنّه “بعدما كانت موسكو رافضة بالمطلق التطرق للموضوع السوري في مجلس الأمن الدولي، عادت فوافقت على إصدار بيان بهذا الخصوص عن مجلس الأمن، وحاليًا بدأت بطرح مشاريع قرارات لتبنيها من قبل المجلس، وهذا بحد ذاته تطور إيجابي في الموقف الروسي”، وعلى هذا الأساس لم يستبعد الدبلوماسي الأممي “أن يشهد الشهر الجاري اتخاذ مجلس الأمن قراره حيال الأزمة السورية”.
في غضون ذلك، وصف مصدر دبلوماسي عربي زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الى سوريا بـ”الجيدة”، وكشف الدبلوماسي العربي لموقع “NOW Lebanon” أنّ العربي نقل إلى الرئيس السوري بشار الأسد “ضرورة انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن والمظاهر العسكرية من المدن والأحياء، وضروة وقف العنف واطلاق الأسرى والمعتقلين السياسيين من السجون”، وأشار إلى أنّ “الأسد أغفل في المقابل اعتبار ما يجري في سوريا بأنه كناية عن تظاهرات شعبية مطلبة بالحرية، وأصرّ على وصف ما تشهده المدن السورية بأنه أعمال تخريبية ترتكبها مجموعات مسلحة مدعومة من بعض الخارج، وشدد من هذا المنطلق على وجوب أن يخضع هؤلاء للمحاسبة”.
إلى ذلك، لفت الدبلوماسي العربي إلى أن “أمين عام الجامعة العربية طرح على الأسد فكرة عقد حوار وطني بين النظام والمعارضة في سوريا، وأبدى استعداد جامعة الدول العربية للعب دور في هذا المجال كأن تنتدب ممثلاً عن الجامعة لحضور هذا الحوار”، وإذ أشار إلى أنّ “الأسد أبدى رضى مبدئيًا عن هذا الطرح”، أوضح الدبلوماسي العربي إلى أنّ “الدول العربية تنتظر من الرئيس السوري المبادرة إلى خطوات باتجاه التعاون الجدي مع المبادرة العربية التي تستند إلى رفض العرب أي تدخل غربي عسكري في الأزمة السورية على غرار ما حصل في ليبيا”.
هذا وأفادت بعض المعلومات المتواترة أنّ العربي طرح أيضًا على الأسد موضوع تشكيل لجنة من الجامعة العربية لزيارة المناطق التي شهدت اضطرابات أمنية تمهيدًا لتضمين مشاهداتها وخلاصاتها في إطار تقرير موضوعي إلى أمين عام جامعة الدول العربية الذي سيعمد بدوره إلى رفع تقريره حول التطورات السورية لأعضاء الجامعة.
رئيس موريتانيا يدعم إصلاحات الأسد
قال فيصل مقداد -نائب وزير الخارجية السوري- اليوم، إن موريتانيا تقف إلى جانب سوريا، وإن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أكد له دعمه الكامل للإصلاحات، التي يقوم بها الرئيس بشار الأسد، ويثير موقف النظام الموريتاني لغطا ورفضا من المعارضة.
وجاءت تصريحات المسؤول السوري، عقب لقاء له مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اليوم في القصر الرئاسي، حيث سلمه رسالة من نظيره السوري بشار الأسد تتعلق بأخر تطورات الوضع في سوريا، وما يجب القيام به على المستويين العربي والدولي.
وأشارت وكالة الأنباء السورية إلى أن ولد عبد العزيز أكد حرص بلاده، على أن تبقى سوريا قوية ومنيعة، لتتجاوز المؤامرة التي تحاك ضدها، معبرا عن ارتياحه للإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد في المجالات كافة.
ووصل مقداد إلى نواكشوط صباح اليوم في زيارة لم يعلن عنها سابقا، وتعد الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول سوري منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل نحو ستة أشهر.
المعارضة
وقال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض محمد جميل ولد منصور -قبل أقل من أسبوع- إن الكل يستغرب من انحياز النظام الحالي للموقف الخطأ وفي الوقت الخطأ، كما ظهر ذلك جليا في انحيازه للنظام السوري، الذي يواصل القتل والتعذيب والتشريد لمواطنيه العزل.
وتقول المعارضة الموريتانية، إن السياسة الخارجية للحكومة الحالية تثبت يوما بعد يوم فشلها وتخبطها، ومصادمتها لاختيارات الشعوب.
ويثير موقف النظام الموريتاني الداعم للنظام السوري ومن قبله نظام القذافي لغطا كبيرا في الساحة الموريتانية، ورفضا من قوى المعارضة، التي سبق أن نددت بذلك الموقف، وطالبت الحكومة بإعلان موقف واضح، ينحاز لخيارات الشعوب، ويعترف بما ينبثق عن ثوراتها من هيئات ومجالس.
موقف النظام
ويقول أنصار ولد عبد العزيز، إن توليه رئاسة لجنة الوساطة الأفريقية في ليبيا، فرضت عليه أخذ موقف “حذر ومحايد” مما يجري في ليبيا، ولكن المعارضة ترى أن الانحياز ضد الثورات لم يكن في ليبيا فقط، وهو ما يبرهن عليه الموقف من أحداث سوريا كما تقول.
وكان رئيس الوزراء الموريتاني مولاي محمد الاغظف، قد قام بزيارة لسوريا في أوج الثورة، التي اندلعت منتصف مارس/آذار الماضي، حاملا رسالة دعم من الرئيس ولد عبد العزيز لنظيره السوري، وذلك بعيد زيارة أداها ولد محمد الاغظف لإيران.
وتطورت علاقات موريتانيا بسوريا في الآونة الأخيرة، معززة بالعلاقات الجديدة، التي بناها نظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز بالنظام الإيراني، والتي حاول الطرفان أن يعيدا لها الروح مجددا، بعد أن شهدت فتورا لم تتضح أسبابه الحقيقية.
26 قتيلا في اثنين عنيف
“ثلاثاء غضب” سوري على موسكو
دعا ناشطون إلى مظاهرات في كل سوريا اليوم في “ثلاثاء الغضب من روسيا” التي يتهمونها بدعم نظام الرئيس بشار الأسد وعرقلة العقوبات، بعد يومٍ عنيف سقط فيه 26 قتيلا على الأقل أغلبهم في حماة وريفها، في وقت تحدثت فيه مسؤولة أممية عن 2600 شخص على الأقل قتلوا منذ بدأت الاحتجاجات قبل ستة أشهر.
ودعا الناشطون على صفحتهم على الفيسبوك “الثورة السورية ضد بشار الأسد” إلى التظاهر احتجاجا على مواقف المسؤولين الروس وخاطبوهم قائلين “لا تدعموا القتلة.. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم”، فـ”النظام يذهب ويبقى الشعب”.
وعرقلت روسيا عددا من مشاريع القرارات في مجلس الأمن هدفها تشديد العقوبات على نظام الأسد.
وعلى الرغم من أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف هوّن في لقاء في موسكو مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون من حجم الخلافات مع الغرب في موضوع سوريا، فإنه تحدث عن الحاجة إلى إجراءات عقابية تُفرض سواء بسواء على النظام والمعارضة التي تقول روسيا إنها مسلحة.
اثنينٌ عنيف
ويأتي “ثلاثاء الغضب” بعد يومٍ عنيف قتل فيه 26 مدنيا بينهم طفل واحد على الأقل وسقط أغلبهم في حماة وريفها، واعتقل فيه عشرات بينهم المعارضة رفاه ناشد (66 عاما) التي أوقفت -حسب زوجها- في مطار دمشق وهي تهم بركوب الطائرة إلى باريس.
وكانت رفاه ناشد تنشط مع جماعات معارضة في الداخل بعد أن سمحت لها السلطات السورية الأسابيع الأخيرة بتنظيم عدد من اللقاءات في دمشق.
وتقول دمشق إنها تواجه عصابات مسلحة تتحرك بدعم أجنبي في صراع قتل فيه -وفق ما ذكرت بثينة شعبان مستشارة الأسد- 1400 من قوى الأمن ومن أسمتهم المتمردين.
وكانت شعبان تتحدث في موسكو حيث قالت إن حكومتها تريد تطبيق إصلاحات بصورة حذرة كما جرى في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
لكن المفوضة الأممية السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي تحدثت عن 2600 شخص قتلوا في الاحتجاجات، في حين قدم المعارض السوري رضوان زيادة في تونس رقم 3000 قتيل معظمهم مدنيون.
وقد أعلن مجلس حقوق الإنسان الأممي أمس تشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء للتحقيق في الانتهاكات، ودعا رئيسه دمشق للتعاون مع لجنة التحقيق.
الجامعة العربية تدعو النظام السوري إلى وقف إراقة الدماء وفتح باب الحوار
سقوط 6 قتلى برصاص الأمن اليوم
دبي -العربية.نت، بيروت – محمد زيد مستو
قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اليوم الثلاثاء إن الدول العربية تدعو نظام الحكم في سوريا إلى وقف العنف وفتح حوار.
وأوضح الشيخ حمد في كلمته في اجتماع للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية إن الدول العربية تعتقد أن الحل يجب أن يكون عن طريق وقف العنف ووقف إراقة الدماء والعودة إلى الحكمة والحوار.
من جانب آخر أفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 6 قتلى اليوم برصاص الأمن السوري، فيما ارتفع عدد القتلى في أنحاء مختلفة من سوريا أمس الاثنين إلى 25 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال، بعد وفاة طفل في دوما بريف دمشق متأثراً برصاصة في الرأس قبل تسعة أيام حسب ناشطين سوريين، في وقت دعا فيه ناشطون للتظاهر في عموم سوريا احتجاجاً على الموقف الروسي المؤيد للنظام السوري.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 18 شخصاً على الأقل قضوا برصاص الجيش والأمن الاثنين في مدينة حماة وريفها، فيما قتل خمسة في حمص، وثلاثة آخرون اليوم في مدينة دوما بريف دمشق، تزامناً مع مداهمات قامت بها قوات الأمن واعتقالها للناشطين في مختلف المدن السورية.
وبحسب الهيئة السورية فإن عدة قرى في سهل الغاب بريف حماة، تعرضت إلى قصف من قبل الجيش السوري، فيما سمع دوي إطلاق نار بعدة مناطق بمدينة اللاذقية الساحلية، وسط استمرار عمليات الدهم والاعتقال بالمدن مع تواصل المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
وتعرضت بلدة قلعة المضيق في حماة للقصف الذي تواصل لساعات عدة الاثنين وفق نشطاء سوريين، الذين أكدوا أن قرية حيالين بريف حماة تعرضت لقصف شديد الأحد، حيث سويت أربعة منازل بالأرض وتعرض مسجد القرية للقصف، كما شن الأمن والشبيحة حملة تفتيش واعتقالات واسعة تم خلالها تكسير وتخريب البيوت وفق ما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية.
استمرار المظاهرات
في هذه الأثناء، قال ناشطون إن إطلاق نار وقع في عدة مناطق شهدت مظاهرات ليلية في اللاذقية، متبوعاً بانفجارات. في وقت ذكرت فيه الهيئة أن إطلاق نار عشوائي كثيف على المنازل جرى في تلبيسة بمحافظة حمص دام أكثر من نصف ساعة، وأن أكثر من 25 قذيفة أطلقت على المنازل. مشيرة إلى أن إطلاق نار كذلك وقع في درعا مع تطويق الساحة والمسجد بالجيزة، إضافة إلى تفتيش منازل هناك.
وبثت مواقع سورية معارضة لنظام الأسد مقاطع مظاهرات قالوا إنها جرت مساء الاثنين في عدة مدن سورية. ففي مدينة حمص انطلقت مظاهرات في تلبيسة وأخرى في القصير تضامنا مع حمص، كما خرجت مظاهرة ليلية في الميدن بدمشق وسقبا بريفها تدعو لإسقاط النظام.
كما خرجت مظاهرات في كل من الزبداني ودوما بريف دمشق بعد صلاة العشاء للمطالبة برحيل نظام الأسد.
وفي الكسوة بريف دمشق أحرق متظاهرون العلمين الروسي والصيني وطالبوا بحماية دولية للمدنيين خلال مظاهرة شهدتها الكسوة بعد صلاة العشاء. فيما خرجت مظاهرات في مناطق مختلفة بمدينة إدلب رغم الحصار الذي تفرضه السلطات السورية حسب الناشطين.
وفي قدسيا بريف دمشق تظاهر العشرات بعد صلاة العشاء احتجاجاً على اعتقال رياض السيد خطيب وإمام مسجد العمري الذي اعتقلته السلطات للمرة الثانية حسب ما أفاد شهود لـ”العربية.نت”.
اعتداء على سيارة للهلال الأحمر
وفي تطور لافت ذكرت منظمة الهلال الأحمر في سوريا، أن طاقماً طبياً تابعاً للمنظمة قد تعرض لإطلاق النار خلال الأسبوع الماضي في مدينة حمص وسط سوريا ما أدى إلى إصابات إحداها خطرة.
وذكرت المنظمة في موقعها الرسمي على الإنترنت. أنه أثناء قيام فريق من مسعفي فرع حمص للهلال الأحمر بواجبهم الإنساني بتقديم الإسعافات الأولية في منطقة الحميدية في مدينة حمص يوم الأربعاء، 7/9/2011 الساعة 22:30 تم استهداف سيارة الإسعاف التي تقلهم بإحدى وثلاثين طلقة من الرصاص الحي مما أسفر عن إصابة ثلاثة من المتطوعين الشباب المسعفين، إصابة أحدهم خطرة. وقد نقل المصابون إلى أحد مستشفيات المدينة حيث يتلقون العلاج.
وفي حين نشر معارضون للنظام السوري بيانا لفرع المنظمة في حمص قال “إن كثاقة إطلاق النار والجهات المتعددة التي صدرت منها الطلقات، وطبيعة هذه الطلقات، ترجح كلها أن إطلاق النار الذي تعرضت له سيارة الإسعاف، كانت من جهة أمنية أو عسكرية”. شددت المنظمة في بيانها على الموقع الرسمي، على وجوب تمكين العاملين في المجال الطبي ومتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري من القيام بمهمتهم المتمثلة في إنقاذ حياة الجرحى”. وعدم إعاقة عملية الوصول إلى المصابين والجرحى بشكل عشوائي.
دعوات للتظاهر ضد الموقف الروسي
من جهة أخرى دعا ناشطون في سوريا إلى “ثلاثاء الغضب من روسيا”، احتجاجا على ما اعتبروه الدعم المستمر لموسكو لنظام الرئيس بشار الأسد الذي يحاول منذ ستة أشهر قمع الحركة الاحتجاجية الشعبية المناهضة له حسب تعبيرهم.
وكتب الناشطون السوريون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي “لا تدعموا القتلة. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم” وأطلقوا على الثلاثاء 13 أيلول/سبتمبر “ثلاثاء الغضب من روسيا”.
ودعوا إلى التظاهر الثلاثاء في كل المدن السورية. وكتبوا أيضا “فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية. النظام سيزول والشعب سيبقى”.
وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان دعت الاثنين خلال زيارتها لموسكو الدول الغربية الى الاقتداء بروسيا عبر تشجيع الحوار السياسي بدل الدعوة الى فرض عقوبات على النظام الروسي.
واعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أنه من غير الضروري ممارسة “ضغوط إضافية” على دمشق، مكررا رفضه لأي قرار من مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على نظام الأسد. وكان أكد الأسبوع الفائت أن بعض المعارضين السوريين يمكن اعتبارهم “إرهابيين”.
حقوقي سوري يدعو لـ”رؤية توافقية” حول مستقبل البلاد
روما (13 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
شدد الحقوقي والمعارض السوري أنور البني على ضرورة تبني تلك “الرؤية التوافقية حول مستقبل سورية والتي اقترحها المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية”، مشيراً في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن المئات من المثقفين والحقوقيين السوريين داخل وخارج سورية أعربوا عن تأييدهم لهذه المبادرة (النداء)، وشدد على أنها “مظلة تحمي جميع المواطنين بالتساوي”، على حد تقديره
وأعرب البني عن أمله أن يتم التوافق على هذه المبادئ من قِبل الحقوقيين والأحزاب السياسية والكيانات والمفكرين السوريين، لأنها “تضع أسساً لدولة ديمقراطية تعددية مدنية حضارية”
وتعتبر المبادرة أن “القيم العليا هي رؤية توافقية حول المستقبل تتفق فيه كل مكونات المجتمع على العيش تحت سقفها وتستلهم التاريخ والحاضر وتجارب الشعوب ليبني عليها أفق المستقبل القادم”، وهذه القيم “لا تخضع لتجاذبات السياسة والإيديولوجيا بل تكون فوقها، تؤسس لدولة المواطنة الحقّة”، وهي “لا تخضع لرغبات الأغلبية أو الأقلية مهما كان نوعها قومية كانت أو دينية أو سياسية أو جنسية بل وفقا لإرادة الجميع لبناء دولة للجميع”، وتشكّل ضمانة للجميع “بأن حقوقهم ستكون مكفولة مهما كان شكل وحجم الأغلبية التي ستكون بالسلطة”
-وتستلهم المبادرة من مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين الملحقين به لبناء “عقد اجتماعي مؤسس لسوريا الجديدة” على أن تكون هذه المبادئ “قواعد مؤسِّسة فوق دستورية”
وتنص المبادرة التوافقية التي حملت عنوان (القيم التوافقية العليا) عشرة نقاط مختصرة، أهمها أن سورية المطلوبة هي دولة ديمقراطية تعددية مدنية غنية بتنوعها القومي والديني والطائفي وتحترم المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، لها وحدة جغرافية سياسية، وهي دولة قانون ومؤسسات ووطن لجميع أبنائها، الجميع متساوون أمام القانون، وأن السيادة للشعب يمارسها عبر انتخابات نزيهة وشفافة تعتمد على مبادئ المساواة والحرية والعمومية، ولجميع المواطنين حق الرأي والمعتقد والفكر والتعبير عن الآراء وتداول المعلومات بحرية والتظاهر وممارسة شعائرهم بشكل سلمي، ولهم أيضاً حق التمتع بالعدالة أما سلطة قضائية تتمتع بالاستقلالية والحياد والنزاهة والعدالة، ودولة فيها الحياة والحرية حق مقدس، كذلك التنقل والعمل والتعليم المجاني والضمان الاجتماعي والرعاية الطبية وغيرها، فيما تكون الثروات الطبيعية ملك للشعب، ولكل طفل من أب أو أم سوريين الحق بالجنسية، فيما تقوم المحكمة الدستورية العليا بالرقابة على انسجام الدستور والقوانين”
عقوبات أخرى وشيكة ضد دمشق
بروكسل (13 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكد مصدر أوروبي أن المجلس الوزاري الأوروبي بصدد الإعداد لحزمة جديدة من العقوبات ضد سورية سيتم الإعلان عنها الأسبوع القادم
وكان المصدر يرد على أسئلة وجهتها له (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم، مشيراً إلى أن ممثلي دول الإتحاد سيعودون لنقاش الأمر نهاية هذا الأسبوع، فـ”ما نسعى إليه هو توسيع نطاق العقوبات على الشخصيات والهيئات المقربة من النظام السوري”، حسب تعبيره
وأشار المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن الحزمة الجديدة ستطال القطاعين الإقتصادي والتجاري، دون تقديم المزيد من التفاصيل
ويذكر أن الإتحاد الأوروبي كان فرض عدة حزم من العقوبات على سورية كان آخرها منع توريد النفط القادم من سورية إلى دول الإتحاد الأوروبي
وقد دأب التكتل الأوروبي الموحد على تهديد دمشق بمزيد من العقوبات والضغوط بسبب ما يعتبره قمعاً عنيفاً لحركة الإحتجاجات التي تعم البلاد منذ عدة أشهر
سورية: انباء عن سقوط عشرين قتيلا برصاص قوات الامن
اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان عشرين شخصا قتلوا برصاص قوات الامن في سورية الاثنين اغلبهم في ريف محافظة حماة وسط سورية.
وقال المرصد ومقره لندن ان القتلى سقطوا خلال عمليات امنية وعسكرية تنفذها القوات السورية في انحاء مختلفة من سورية بينهم 17 في ريف حماة.
واوضح المرصد “ارتفع الى 17 عدد القتلى خلال العمليات التي تنفذها قوات عسكرية وامنية سورية في ريف حماة منذ صباح اليوم الاثنين بحثا عن مطلوبين، واعتقل اكثر من ستين شخصا حتى الان”.
كما قتل رجل وابنه خلال عملية امنية في مدينة الرستن الواقعة وسط سورية فيما قتل شاب خلال تشييع شخص قتل الاحد في مدينة دوما في ضواحي العاصمة دمشق.
تحقيق
من جهة اخرى طلبت رئيسة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة نافي بيلاي من السلطات السورية التعاون الكامل مع التحقيق الذي تجريه الامم المتحدة حول انتهاكات حقوق الانسان في سورية.
وقالت بيلاي الاثنين ان القمع في سورية اسفر حتى الان عن مقتل 2600 شخص.
واعلنت اثناء عرض وضع حقوق الانسان في العالم لدى افتتاح دورة الخريف في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة “فيما يتعلق بسوريا وبحسب مصادر موثوقة على الارض فان عدد القتلى منذ بداية اعمال العنف في منتصف اذار/مارس بلغ الان 2600 قتيل على الاقل”.
واعربت في هذه المناسبة عن الاسف لان “قوات الامن تواصل خصوصا استخدام قوة مفرطة وتستخدم المدفعية الثقيلة” ضد المتظاهرين.
وعين المجلس الاثنين اعضاء لجنة التحقيق الدولية المكلفة اجراء تحقيق بشأن انتهاكات لحقوق الانسان في سورية.
وستضم اللجنة التي تمت الموافقة على ارسالها الى سوريا ثلاثة خبراء هم: الدبلوماسي البرازيلي السابق سيرجيو بينهيرو الذي سيترأس اللجنة وياكين ارترك وهو جامعي متحدر من تركيا والاميركية كارين ابو زيد التي تعمل للامم المتحدة.
وقال مصدر اممي ان هذه اللجنة يتوقع ان تتمكن من التوجه الى سورية خلال شهر.
يفترض ان ترفع تقريرها قبل نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وتسلم خلاصاتها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والهيئات المختصة.
يوم عضب
ودعت مواقع نشطاء المعارضة على الانترنت الى قيام مظاهرات الثلاثاء للاحتجاج على مواقف روسيا الداعمة لحكم الرئيس بشار الاسد.
وكتب الناشطون السوريون على صفحة “الثورة السورية ضد بشار الاسد” على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي “لا تدعموا القتلة، لا تقتلوا السوريين بمواقفكم”.
واطلقوا على الثلاثاء 13 ايلول/سبتمبر “ثلاثاء الغضب من روسيا”.
وكتبوا ايضا “فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية النظام سيزول والشعب سيبقى”.
وكانت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان دعت الاثنين خلال زيارتها لموسكو الدول الغربية الى الاقتداء بروسيا عبر تشجيع الحوار السياسي بدل الدعوة الى فرض عقوبات على النظام السوري.
واعلنت شعبان ان عدد القتلى في سورية منذ اندلاع المظاهرات المناهضة لحكم الاسد بلغ 1400، منهم 700 من المسلحين حسب وصفها حسب و700 من رجال الشرطة والجيش وقوات الأمن.
وقال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني الزائر ديفيد كاميرون، ان من الخطأ ممارسة ضغوط اضافية على الاسد لارغامه على وقف العمليات الأمنية.
الا ان مدفيديف اكد في تصريحات صحفية اعقبت محادثات مع كاميرون في موسكو الاثنين، ان الخلافات الغربية مع موسكو حول سورية “ليست دراماتيكية”، حسب وصفه.
وشدد على ان اي اجراءات عقابية لا بد ان تمارس على نحو متوازن ومنصف على جانبي الصراع، وليس على الحكومة السورية فقط، لان المعارضة “ترفض حتى الآن الحديث مباشرة مع الاسد”.
وسبق لموسكو ان عرقلت محاولات غربية لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على الحكومة السورية، ودعت بالمقابل الى تسهيل جلوس الطرفين المتنازعين في مباحثات مباشرة.
من جانبه اعترف كاميرون انه لم يكن ممكنا رأب الصدع القائم بين موقف موسكو ولندن من الازمة السورية.
وقال ان “هناك خلافات في المواقف بين روسيا وبريطانيا حول هذا الامر”، مضيفا ان لندن لا ترى اي مستقبل مع الاسد.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
نشطاء: القوات السورية تقتل 22 مدنيا على الاقل في محافظتي حمص وحماة
عمان (رويترز) – قال سكان ونشطاء إن القوات السورية قتلت 22 مدنيا على الاقل يوم الاثنين في مداهمات في محافظتي حمص وحماة في اطار حملتها العنيفة على الاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس بشار الاسد والتي قالت الامم المتحدة انها أودت بحياة 2600 شخص.
واضافوا ان من بين القتلى رجلا وابنه سقطا في بلدة الرستن قرب مدينة حمص و15 قرويا قتلوا في مداهمات في ريف حماة فيما قالوا انها واحدة من أكبر المداهمات العسكرية منذ اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكم الاسد في ماس اذار.
وأفاد سكان وناشطون بأن 2000 جندي على الاقل تعززهم عشرات من المركبات المدرعة اطلقوا نيران الرشاشات بشكل عشوائي واقتحموا بضع قرى وبلدات في سهل الغاب شمال غرب حماة.
وفي وقت سابق قال سكان ونشطاء ان بضعة الاف من الجنود تعززهم مئات من المركبات المدرعة احتشدوا في الاربع والعشرين ساعة الماضية في مناطق شمالي حماة التي شهدت أكبر الاحتجاجات المناهضة لحكم الاسد.
وقالت جماعة سواسية السورية المعارضة يوم الاحد ان 113 مدنيا قتلوا الاسبوع الماضي خلال ما يقول نشطاء ودبلوماسيون انه تصعيد لعمليات المداهمة من القوات السورية لاعتقال منسقي الاحتجاجات.
وتلقي دمشق بالمسؤولية في العنف على جماعات مسلحة. واعطت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان اثناء زيارة لموسكو تقديرا لعدد القتلى أقل مما أعلنته الامم المتحدة وقالت ان نصف القتلى من قوات الامن.
وأبلغت الصحفيين في موسكو انه وفقا للارقام الرسمية قتل 700 من الجيش والشرطة و700 من المسلحين.
وفي المقابل قالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي ان رقم الامم المتحدة قائم على “مصادر موثوق بها على الارض.”
وأبلغت بيلاي مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة “عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس 2011 … وصل الان الي 2600 على الاقل.”
ولم تحدد هوية المصادر. ومنعت الحكومة السورية فريق التحقيق التابع لبيلاي والصحفيين الاجانب من دخول البلاد.
يوم دام في حماه.. ودعوات لـ «ثلاثاء الغضب من روسيا»
موسكو تعلن استعدادها لدعم قرار مشروط ضد دمشق.. وباريس ترد : إلى متى نبقى عميانا وخرسا؟ * تعيين خبراء دوليين للتحقيق في الانتهاكات * دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»: استعداد دمشق للتعاون نوويا مجرد تكتيك
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة باريس: ميشال أبو نجم فيينا: بثينة عبد الرحمن
شهدت سوريا، أمس، عمليات عسكرية وأمنية في أنحاء متفرقة من البلاد أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل، 17 منهم سقطوا في مدينة حماه التي عاشت يوما داميا جديدا أسفر أيضا عن اعتقال عشرات المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وجاء ذلك بينما دعا ناشطون سوريون إلى «ثلاثاء الغضب من روسيا» بعد أن جددت موسكو دعمها لنظام دمشق.
وكتب الناشطون السوريون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماع مخاطبين روسيا«لا تدعموا القتلة. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم»، وأطلقوا على اليوم، الثلاثاء 13 سبتمبر (أيلول)، «ثلاثاء الغضب من روسيا»، ودعوا إلى التظاهر اليوم في كل المدن السورية. وكتبوا أيضا «فلنعبر عن غضبنا على روسيا وعلى الحكومة الروسية. النظام سيزول والشعب سيبقى».
وكان الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف أعلن أمس أن بلاده مستعدة لتأييد قرار مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا شريطة عدم تضمنه فرض أي عقوبات ضد النظام السوري، وأن يكون موجها إلى كل من طرفي النزاع، الحكومة والمعارضة».
وفي رد على الموقف الروسي، وصفت الخارجية الفرنسية تصريحات ميدفيديف بأنها بمثابة «فضيحة»، وتساءلت باريس: «إلى متى ستبقى الأسرة الدولية عمياء خرساء إزاء هذه السلسلة غير المنقطعة من الجرائم؟ إنه السؤال الذي نطرحه اليوم».
وبينما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان أن 2600 شخص قتلوا في قمع المظاهرات في سوريا، أعلنت مستشارة الأسد، بثينة شعبان، أن نحو 1400 شخص، هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من «المتمردين» قتلوا في أعمال العنف. وفي تطور لافت، عينت الأمم المتحدة، أمس، لجنة من 3 خبراء دوليين للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في سوريا منذ بدء الاحتجاجات.
إلى ذلك، وبينما أعلن يوكيا أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن وكالته تسلمت من دمشق خطابا ضمنته رغبتها في تعاون كامل مع الوكالة بخصوص موقع دير الزور، قال دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» إن الخطوة السورية «مجرد تكتيك ومحاولة لشغل الأنظار».
حضر الاستقبال الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، ومن الجانب القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير دولة قطر، والشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، وسفير دولة قطر لدى السعودية علي بن عبد الله آل محمود، والشيخ عبد الله بن حمد بن خليفة آل ثاني المشرف العام على الديوان الخاص.
موسكو تؤكد دعم قرار مجلس الأمن ضد دمشق شريطة عدم تضمنه عقوبات.. وكاميرون: لا مستقبل للأسد
ممثل المعارضة السورية في روسيا لـ«الشرق الأوسط»: لا صحة للقائنا بثينة شعبان وهددنا بإلغاء الزيارة قبل وصولها
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت موسكو أمس عن استعدادها لتأييد قرار مجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا شريطة عدم تضمنه فرض أي عقوبات ضد النظام السوري، فضلا عن ضرورة توجيهه إلى كل من طرفي النزاع. وجاء على لسان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بينما أعلنت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، أن إجمالي عدد القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع الانتفاضة السورية منتصف مارس (آذار) الماضي بلغ 1400 قتيلا من المعارضة ورجال الأمن، وهو أقل بكثير من الرقم الذي أكدته الأمم المتحدة أمس والذي بلغ 2600 قتيل.
وأشار الرئيس ديمتري ميدفيديف في ختام مباحثاته أمس مع ضيفه البريطاني رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى أن «قرار مجلس الأمن الدولي حول سوريا يجب أن يتسم بالصرامة والاتزان في وقت واحد، وأن يكون موجها إلى كل من طرفي النزاع الحكومة والمعارضة على حد سواء، وهو ما يمكن معه وفي هذه الحالة فقط توقع تحقيق النجاح»، على حد تعبيره. وفسر هذا التصريح على أن موسكو قد تحاول دفع الجانب السوري لتقديم تنازلات وأن تضغط في الوقت نفسه على الدول الغربية لتخفيف لهجة مسودة قرار تطالب فيه بفرض عقوبات على الأسد وبعض أقاربه والمقربين منه.
وعاد الرئيس الروسي، أمس، إلى تأكيد موقف بلاده الرافض لاستصدار أي قرار يمكن أن تنجم عنه أي عقوبات مثل تلك التي سبق وفرضتها الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي على النظام السوري، مشيرا إلى أنه «لا توجد الحاجة لممارسة المزيد من الضغوط ضد سوريا وألا يتحول القرار حولها إلى نموذج آخر على غرار القرار 1973 من حيث التطبيق وليس من حيث المضمون»، في إشارة إلى استخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري مثلما حدث مع ليبيا.
وفرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على سوريا واقترب الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي من فرض حظر على الاستثمار في قطاع النفط السوري لزيادة الضغوط الاقتصادية على الأسد.
غير أن رئيس الوزراء البريطاني كشف عن موقف مغاير لا يتفق مع رؤية الجانب الروسي حيث أشار إلى أن الأسد «فقد شرعيته» وأن بلاده لا ترى مستقبلا له في سوريا، مؤكدا ضرورة رحيله عن السلطة هناك.
وقال كاميرون إن ما حدث في سوريا «لا يمكن قبوله»، كما حذر من مغبة الاستمرار فيما تتخذه السلطات السورية من إجراءات خاطئة ضد المدنيين، مؤكدا ضرورة التوقف عنها.
وكانت موسكو استقبلت أيضا بثينة شعبان مستشارة الأسد للشؤون السياسية والإعلامية على مستوى «متواضع»، فقد التقت المبعوثة السورية مع وفد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد برئاسة إلياس أوماخانوف، نائب رئيس اللجنة، وميخائيل مارغيلوف رئيس اللجنة والمبعوث الخاص للرئيس الروسي الذي اعتذر عن استكمال اللقاء لارتباطه بالتزامات أخرى. وفي معرض هذا اللقاء أكد الجانب الروسي اهتمام موسكو بالاطلاع على ما يجري من أحداث هناك، مشيرا في نفس الوقت إلى حرص موسكو على دعم العلاقات مع سوريا. كما أكد مارغيلوف في ختام لقائه مع شعبان «لا نريد أن يتكرر السيناريو الليبي في سوريا»، وأعلن أن وفدا من مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى في البرلمان) سيزور سوريا قريبا.
بينما قال أوماخانوف، الذي يترأس هذا الوفد «سنلتقي ممثلين عن مختلف القوى السياسية وسنحاول التشجيع على أن يجري الحوار بين الأطراف السورية بشكل سلمي»، وأضاف: «إن هدف روسيا هو تجنب أن يؤدي تدخل خارجي إلى تصعيد أعمال العنف وسقوط الكثير من الضحايا».
ومن جانبها، رحبت المبعوثة السورية برغبة الجانب الروسي في الاطلاع على مجريات الأحداث في بلادها وقالت إنها أيضا مدعوة لإطلاعه على كل التطورات التي تشهدها سوريا. وفي مؤتمرها الذي عقدته في المركز الصحافي لوزارة الخارجية الروسية شنت المسؤولة السورية هجوما ضد بعض القنوات التلفزيونية العربية التي اتهمتها بتأجيج الأوضاع، في الوقت الذي أشادت فيه بمواقف موسكو التي قالت إنها تعد دعما قويا للموقف السوري. كما أكدت عدم استعداد دمشق لإجراء أي حوار مع ممثلي المعارضة ممن قالت إنهم يدعون إلى حمل السلاح.
وبعد أن أشارت إلى العراق وليبيا، نددت شعبان بالتدخل الغربي الذي يؤدي إلى سقوط الكثير من الضحايا «ويشجع التطرف»، وقالت: «نحن الشعب السوري والشعوب العربية نرى أن الغرب لا يرغب في بذل جهود للتوصل إلى حل سلمي» متسائلة: «أين كان الغربيون في العراق حين قتل مليون شخص وحيث لا تزال الخلافات بين السنة والشيعة مستمرة؟»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتابعت «انظروا إلى ليبيا، قبل تدخل حلف شمال الأطلسي كان هناك 20 قتيلا والآن تبلغ الحصيلة 50 ألف قتيل».
أما عن احتمالات لقائها مع ممثلي المعارضة السورية الذين كانوا وصلوا إلى موسكو في نهاية الأسبوع الماضي، فقد أكد عمار القربي، رئيس اللجنة السورية الوطنية لحقوق الإنسان رئيس الوفد الزائر، عدم صحة ما نشرته بعض وسائل الإعلام الروسية حول هذا الموضوع وهو ما اضطرت هذه الأجهزة الإعلامية معه إلى نفي ما نشرته حول هذا الشأن.
وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» كشف الدكتور محمود الحمزة رئيس لجنة دعم الثورة في سوريا وأحد أعضاء وفد المعارضة الذي أجرى مباحثاته مع المسؤولين في موسكو أن الوفد هدد بعدم إتمام زيارته لموسكو ما لم تنف وسائل الإعلام الروسية ما نشرته حول لقاء مرتقب بين المسؤولة السورية بثينة شعبان ووفد المعارضة وهو ما اعتذر عنه المسؤولون في موسكو. وقال: إنه «لم يكن ممكنا الجلوس مع من يرتكبون أفظع الجرائم في حق الشعب السوري».
أما عما قالته المبعوثة السورية في مؤتمرها الصحافي حول أن الحكومة السورية لن تجلس إلى فصائل المعارضة التي تحمل السلاح، قال الدكتور الحمزة إن «الشعب السوري كله يحمل سلاح الصمود والمقاومة»، وأضاف أن «مباحثات وفد المعارضة في موسكو كشفت عن معطيات تقول بتغير في الموقف الروسي»، مشيرا إلى أن «رسالة الرئيس ميدفيديف التي حملها مبعوثه ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسية إلى دمشق كانت شديدة اللهجة بما تضمنته من تحذيرات تقول: إن الرئيس الأسد إذا لم يمتثل لإجراء الإصلاحات اللازمة فسوف ينتظره مصير محزن»، وكان بوغدانوف قد زار دمشق مؤخرا والتقى الأسد لنقل رسالة من ميدفيديف.
ومع ذلك قال ممثل المعارضة إن الأخيرة تدرك أيضا ما تقوم به موسكو من دعم للنظام السوري وإن مستوى التنسيق بين الحكومتين الروسية والسورية «لا يزال قويا»، معربا عن الأمل في احتمالات التغيير. واستشهد الدكتور الحمزة بما قاله أحد أعضاء الوفد الروسي الذي سبق وزار سوريا في بعثة لتقصي الحقائق حول أن رئيس الوفد ألكسندر دزاسوخوف سأل مرافقيه من السوريين عما إذا كانوا يدركون حقيقة ما يجري في سوريا، مشيرا إلى أنهم يبدون وكأنهم يعيشون في عالم آخر.
إلى ذلك، أعلنت مستشارة الأسد أن نحو 1400 شخص، هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من «المتمردين» قتلوا في أعمال العنف في سوريا، وهذه الحصيلة التي أعلنتها شعبان هي أول حصيلة رسمية توردها السلطات السورية. وأضافت شعبان في اعتراض على حصيلة الأمم المتحدة «لدينا لائحة بأسماء الضحايا ويمكننا تقديمها».
في المقابل أعلنت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي قبل ساعات في جنيف أن 2600 شخص قتلوا في قمع المظاهرات في سوريا.
وقالت بيلاي، التي أعلنت هذه البيانات، إن عدد القتلى الذي يفوق أحدث تقديرات الأمم المتحدة بأربعمائة قتيل قائم على «مصادر موثوق بها على الأرض»، دون أن تحدد المصادر. وكانت الحكومة السورية قد منعت فريق التحقيق التابع لبيلاي والصحافيين الأجانب من دخول البلاد.
تلامذة سوريا يعودون الأحد إلى مدارسهم التي تحول بعضها إلى معتقلات ومراكز تعذيب
183 طفلا قتلوا منذ بدء الانتفاضة الشعبية.. أبرزهم حمزة الخطيب
جريدة الشرق الاوسط
بعد أيام قليلة من المقرر أن يبدأ العام الدراسي في سوريا مع تحديد وزارة التربية يوم الأحد القادم موعدا لانطلاق العام الدراسي في المدارس الحكومية والخاصة، على مستوى كل المراحل الدراسية. ويتساءل ناشطون سوريون عما ستكون عليه «عودة التلاميذ إلى مدارسهم واستئناف الدروس بعد أن تحولت هذه المدارس في الفترة الأخيرة إلى معتقلات ومراكز لتعذيب المتظاهرين السلميين وإذلالهم بقسوة، حتى إن بعضها شهد جرائم وتصفيات مرعبة، خصوصا أن الأطفال والتلاميذ ليسوا غائبين عن المشهد السوري، وهم يعلمون جيدا ما يجري حولهم».
ونشرت مواقع المعارضة السورية على الإنترنت في الفترة السابقة الكثير من أشرطة الفيديو التي تظهر عناصر من الجيش والأمن داخل صفوف مدرسية وهم يقومون بعمليات تعذيب وتنكيل بحق متظاهرين عزل خرجوا بمظاهرات تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ويبين أحد هذه الأشرطة رجلا من عناصر الأمن داخل صف مدرسي في إحدى مدارس مدينة اللاذقية، يجبر المعتقلين على الهتاف للرئيس الأسد ويصفعهم بشكل مهين على رؤوسهم، وهم جالسون على المقاعد المدرسية، وممنوع عليهم رفع رؤوسهم. وفي شريط آخر تبدو مجموعة من عناصر الجيش داخل صف مدرسي وهم يتحلّقون حول معتقل، رفعوا قدميه في الهواء ليتناوبوا على ضربها بالسياط والعصي بقسوة شديدة.
ويقدر ناشطون سوريون عدد الأطفال الذين قامت أجهزة الأمن السورية بقتلهم بما يقارب 183 طفلا، موثقين حسب الاسم والمدينة ومقاطع الفيديو في بعض الأحيان، و«معظم هؤلاء كانوا طلابا يواظبون على الذهاب إلى المدرسة، ولهم أصدقاء وزملاء سيتأثرون بغيابهم، خصوصا مع إدراكهم كيفية قتلهم».
ويتوقع ناشطون أن يمتنع أهالي التلاميذ في بعض المحافظات السورية عن إرسال أولادهم إلى المدارس، «لا سيما في المدن التي شهدت الكثير من الدمار على يد آلة النظام الوحشية كحمص ودرعا ودير الزور وإدلب وريف دمشق»، إذ يخشى الأهالي – كما يقول الناشطون – في هذه المدن التي لا يتوقف أهلها عن التظاهر على أولادهم من رصاص قوات الأمن التي تطلق النار عادة بشكل عشوائي كلما خرجت مظاهرة مطالبة بالحرية وإسقاط النظام.
ويقول أحمد (14 عاما) وهو الأخ الأصغر لأحد الناشطين الذين اعتقلوا منذ شهرين في مدينة ريف دمشق: «كيف سأذهب إلى المدرسة وقد اعتقلوا أخي منذ مدة ولا نعرف شيئا عنه؟». ويتابع: «أمي تريدني أن أتابع دروسي وألتحق بالمدرسة بشكل طبيعي، لكنني لا أستطيع أن أتقبل الفكرة، خصوصا بعد أن شاهدت فيديوهات لعمليات تعذيب تجري داخل المدارس، وقد يكون أخي يتعرض لأساليب التعذيب ذاتها في إحدى المدارس».
ويشير أحمد، الذي خرج في مظاهرتين من أحد مساجد المنطقة التي يقطن فيها، إلى أن معظم أصدقائه في المدرسة يشاطرونه هذه المشاعر، من دون أن يستبعد بحماس شديد أنه «لو ذهبنا إلى المدرسة قد تخرج بمظاهرة من داخل الصف وندعو لسقوط النظام». ولم ينسَ الشعب السوري بعد، بصغاره وكباره، التلميذ حمزة الخطيب الذي أقدم نظام الأسد على تعذيبه بوحشية وسلخ جلده وصولا إلى قطع عضوه الذكري.
ويؤكد باحثون متخصصون في المجال التربوي أن «التعليم في مرحلة ما بعد بشار الأسد سيختلف كليا، ومن أول المتغيرات التي ستحصل إلغاء مادة التربية القومية الاشتراكية، لأنها لا تتحدث عن القومية والاشتراكية إلا لكي تمجد الأسد الأب ومن بعده الابن وتعدد إنجازاتهما الفارغة».
ويضيف أحد الباحثين لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من إلغاء كل مظاهر العسكريتارية التي فرضها نظام الأسد على أنظمة التعليم وشوّه أهدافها، إضافة إلى إلغاء الفساد الذي يستشري بين أساتذة المدارس والجامعات بأساليب مختلفة».
يذكر أن الشرارة الأولى للثورة السورية قامت بإشعالها مجموعة من التلاميذ في محافظة درعا، كتبوا على جدران مدرستهم شعارات ضد النظام، فقامت عناصر الأمن باعتقالهم وتعذيبهم بقسوة، الأمر الذي دفع أهالي المنطقة للخروج بمظاهرات تندد بهذه الممارسات القمعية، لتتمدد المظاهرات في ما بعد نتيجة القمع العسكري من قبل النظام السوري وتشمل كل المدن والقرى السورية.
ضربة عسكرية لقرية إبلين مسقط رأس المقدم المنشق هرموش.. وتهديم منازل أقاربه
استقطاب منطقة جبل الزاوية عناصر الجيش والأمن المنشقين أفقد النظام السوري صوابه
جريدة الشرق الاوسط
نشر ناشطون سوريون على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» شريط فيديو يُظهر منازل مهدمة تعود لعائلة وأقارب المقدم المنشق عن الجيش السوري حسين هرموش، إذ أقدمت قوات من الجيش والأمن السوري، على متن سبع آليات عسكرية مدرعة وعشر سيارات أمن، على اقتحام قرية إبلين مسقط رأس المقدم المنشق مساء الخميس الماضي، مستبقة «جمعة الحماية الدولية» التي خرج فيها حشد من السوريين مطالبين بتدخل دولي لحمايتهم من دموية نظام الرئيس بشار الأسد وعنفه الشرس.
وتتبع قرية إبلين لمنطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب، الواقعة شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا، وتقدر مساحتها بـ70 هكتارا، ويصل عدد سكانها إلى أربعة آلاف وثلاثمائة نسمة، يعمل بعضهم بالزراعة، بينما غادر عدد كبير منهم القرية، متوجها إلى الدول المجاورة بحثا عن فرص عمل بسبب البطالة المستشرية.
ويرى ناشطون أن استهداف منطقة جبل الزاوية بشكل عام وقرية إبلين بشكل خاص يعود إلى الزخم الاحتجاجي الذي شهدته المدينة بعد تراجع هذا الزخم في المحافظات الأخرى، إضافة إلى تحول منطقة جبل الزاوية إلى ملاذ للعناصر المنشقة من صفوف الجيش والأمن، حيث يجد هؤلاء العناصر البيئة الأهلية الحاضنة لهم من السكان المقيمين هناك، ما جعل النظام يفقد صوابه ويقرر اقتحام المنطقة بالآليات العسكرية للبحث عن العناصر المنشقة.
ويتظاهر أهالي إبلين، شانهم شأن أهالي القرى والمدن السورية، مطالبين بإسقاط النظام، لكن انتماء المقدم المنشق حسين هرموش إلى بلدتهم دفع النظام السوري للانتقام وتوجيه ضربة عسكرية، مستهدفا منزل عائلة هرموش بشكل خاص.
ويقول شاهد عيان من القرية المقتحمة، وزعت لجان التنسيق المحلية شهادته على وسائل الإعلام: «قرية إبلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش الذي انشق في بداية الثورة، وكان شقيقه محمود يقوم وبالتعاون مع شباب من المنطقة بمساعدة الجنود والضباط المنشقين على الهرب. وفي اليوم السابق كان خمسة عشر مجندا وضابطان اثنان يقطنون في منزل شقيقته استعدادا لنقلهم إلى خارج البلاد».
ويشرح الشاهد تفاصيل الهجوم قائلا: «صباح الثامن من الشهر الحالي وفي السادسة صباحا تقدمت قوات أمن في سيارات مدنية مع دبابات للجيش إلى القرية الآمنة، وكانت البداية بإطلاق قذائف من الدبابات المرافقة على منزل العائلة دون إنذار، فاشتعلت فيه النيران، تبعها إطلاق نار كثيف على الجنود الذي حاولوا الدفاع عن أنفسهم، إلا أن سبعة عناصر استشهدوا وتمكن ثلاثة جنود وضابط من النجاة، وكذلك محمود هرموش على الرغم من إصابته، بينما اختفى آخرون في المنطقة». ويضيف: «قام العناصر بعدها بربط الجنود المقتولين بالدبابات وسحلهم في الشوارع، كما اعتدوا بشكل وحشي على خمسة جنود قاموا باعتقالهم».
وكانت قوات الأمن قامت لاحقا باعتقال رب المنزل الذي يبلغ من العمر خمسة وسبعين عاما وزوجته المسنة وابنهما، وعدد من الأهالي بينهم خمسة فتيان يبلغ أكبرهم 15 عاما، كما اعتقلت نساء مع أطفالهن لصلة القرابة التي تربطهن مع هرموش. وعملت الدبابات بعدها على هدم المنازل في القرية، مسوية بالأرض خمسة عشر منزلا.
ويرأس هرموش حركة الضباط الأحرار التي أعلن عن تشكيلها في مدينة جسر الشغور في يونيو (حزيران) الماضي. وتضم هذه الحركة جميع الضباط والجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين السلميين ويعلنون انشقاقهم عن الجيش السوري.
ناشطون سوريون في أميركا ينظمون مظاهرة إلكترونية الجمعة لإيصال صوتهم لأوباما
قرروا كتابة تعليقاتهم ومطالبهم على صفحته الإلكترونية
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
في إطار مساعيهم الهادفة للاستفادة، حتى الرمق الأخير، من الخدمات التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الثورات العربية، ينظّم عدد من الناشطين السوريين في الولايات المتحدة مظاهرة إلكترونية يوم الجمعة المقبل، بهدف إيصال أكبر عدد من الأصوات والمطالب للرئيس الأميركي باراك أوباما من خلال صفحته الرسمية عبر «فيس بوك».
وتنطلق المظاهرة عند الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت واشنطن، السادسة صباحا بتوقيت سوريا، لتنهال تعليقات ومطالب ومواقف أكثر من ألفي متظاهر ومنتسب على صفحة «فيس بوك» الخاصة بالرئيس أوباما.
ويشدد المنظمون على ضرورة أن تكون هذه التعليقات باللغة الإنجليزية وأن تصب في التوقيت عينه، داعين الراغبين بالمشاركة للتواجد على الصفحة قبل 15 دقيقة على الأقل من بدء المظاهرة.
وفي إطار التوصيات التي يعممها المنظمون.. «الدعوة لأن تكون التعليقات على درجة عالية من اللباقة والاحترام، وأن يتم ذكر في كل موقف كلمة سوري أو سوريين أو سوريا حتى يعرف القارئ الأجنبي عمّا وعمن نتحدث، الابتعاد قدر الإمكان عن الجمل المطولة غير المعبرة وغير المفهومة».
ويدعو المنظمون لاستخدام «تعابير إنسانية ومعبرة تصف حقيقة ما يتعرض له الشعب السوري، على أن تكون جازمة بما يتعلق برفض أي تدخل عسكري في سوريا»، ويشدد القائمون على المظاهرة على ضرورة أن تكون المطالب موحدة بقدر الإمكان، ويضيفون: «نحن سنطالب بقرار عن مجلس الأمن بسحب الجيش من المدن ووقف القتل فورا تحت البند السابع، والإفراج عن جميع المعتقلين، كما سنطالب بدخول الصحافة، لجان المراقبة والتحقيق».
وفي الإطار العام، يرى المشاركون بالنقاشات عبر «فيس بوك» ضرورة للتركيز على «مطالبة أميركا بسحب الشرعية نهائيا من الأسد، إلغاء جميع أشكال العلاقات التجارية الفردية والمؤسساتية مع النظام ومن يمثله ومن يتبع له، إعلان حظر جوي لضمان أمن الجيش المنشق، طرد السفير السوري، تعليق كل العلاقات التجارية وبالتحديد بما يتعلق بقطاع النفط والقطاع العسكري والقطاع الصناعي الثقيل المعني بصنع الأسلحة».
ويتوقع الداعون للتظاهر أن يقوم مؤيدو النظام بالوجود في صفحة أوباما في الوقت عينه للتخريب على الناشطين وهدفهم من المظاهرة، وهم يدعونهم لعدم الرد عليهم واعتبارهم غير موجودين.
ولحشد أكبر عدد ممكن من المتظاهرين، تقوم صفحة «الثورة السورية في أميركا» عبر «فيس بوك» بحملة واسعة لحث المترددين على المشاركة بالتعاون مع الصفحة الرسمية للثورة. وقد أطلق لمواكبة التحرك صفحة خاصة للعد العكسي لموعد انطلاق المظاهرة. ويدعو الناشطون من يجيد اللغة الإنجليزية لتعميم بعض العبارات التي قد يستخدمها بعض المتظاهرين الآخرين، ومنها: «أميركا.. ساعدينا بعدما تخلى عنا أشقاؤنا العرب»، «النجدة.. الرجاء نجدة الشعب السوري»، «لا نريد بشار فليسقط النظام السوري»، «الشعب في سوريا يريد الحرية.. ساعدونا».
أسبوع نصرة الشعب السوري في القاهرة يطلق «ميثاق شرف وطني» تجريما للطائفية
درس المخاطر التي تهدد الوحدة السورية.. والمالح يلتقي دبلوماسيين روسا
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: محمد عجم وصلاح جمعة
أصدر عدد من المعارضين السوريين «ميثاق شرف وطني» بهدف حماية سوريا من أخطار الفتنة الطائفية وحرصا على الوحدة الوطنية، وذلك ضمن فعاليات «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» الذي انطلق في القاهرة اعتبارا من السابع من سبتمبر (أيلول) الجاري واختتم أمس، وشارك في فعالياته وفد من المعارضة السورية بالداخل والخارج من جميع الأطياف لتدارس المخاطر التي تهدد وحدة النسيج الوطني في سوريا.
وتضمن بيان الميثاق، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، 5 بنود أساسية على رأسها إعلان الدعم الكامل لإرادة الشعب السوري في مطالبه المشروعة في الحرية والكرامة وإسقاط النظام والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومرافقها العامة، واعتبار كل التفاف أو مساومة على هذه المطالب هو مشاركة في استباحة الدم السوري.
كما دعا الميثاق إلى إقامة العدل ونشر المعرفة والقيم الأخلاقية والإنسانية الجامعة، وأن تكون سوريا وطنا لجميع أبنائه بمختلف طوائفهم وقومياتهم، وأن السوريين جميعهم متساوون بالحقوق والواجبات أمام القانون، في دولة مدنية ديمقراطية تعددية تلتزم بحقوق الإنسان وحماية حرياته الأساسية، عبر إقرار دستور جديد، ونبذ الطائفية وتجريمها ومحاربة كافة أشكالها باعتبارها خطرا جسيما يهدد السلم الأهلي، ونشر ثقافة التسامح والعفو والإصلاح.
وردا على دعاوى التدخل الأجنبي الكثيرة في الفترة الأخيرة، قال البيان: «الرد على استخدام القمع في الداخل يكون بالخروج السلمي، حراك الانتفاضة هو جوهر سوريا المستقبل، دماء الشهداء السوريين هي دماء مقدسة لا مساومة عليها، وسيقدم من استباحها إلى محاكم عادلة»، كما دعوا إلى المحافظة على وطنية الحراك السلمي، ورفض الارتهان لأي مشروع خارجي. ودعا المشاركون كل السوريين من هيئات ومنظمات وأفراد للتوقيع عليه وتبني ما جاء فيه من تجريم للطائفية.
وتعقيبا على ميثاق الشرف الوطني، قال المعارض السوري، النائب السابق محمد مأمون الحمصي لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذا الأسبوع الذي حضره رموز وطنية من مختلف دول العالم خطوة جيدة للغاية، فورش العمل كانت بمثابة عملية إعطاء أكسجين للثورة، وتبعد سموم النظام عن الشعب، ورغبته في تحويل الثورة إلى حرب طائفية، وإشاعة العدوانية بين الطوائف المختلفة». وأضاف الحمصي: «لكن إرادة الوطنيين المخلصين المشاركين في فعاليات الأسبوع تجاوزت تلك الألاعيب لتقول معا من أجل الحرية والوطنية».
وتعليقا على فزاعة الطائفية التي يروج لها النظام السوري قال الحمصي: «النظام من خلال إعلامه وأبواقه الإرهابية يروج أنه إذا سقط فسوف تذبح الأقليات، وأن الطوائف سوف تتقاتل وتختلف فيما بينها، وهو ما كان الدافع للخروج بميثاق الشرف الوطني، لتفنيد ما يروجه النظام من كذب وكشف خداعه للعالم، والتأكيد على أن هناك وحدة، وأن هذه هي حقيقة شعب سوريا، كما أن الميثاق جاء ليؤكد أن الشعب يريد العودة إلى عهد الاستقلال، عندما ترابط الجميع فيه لإخراج المستعمر، والآن سوف يتكاتف الجميع لإسقاط النظام».
بينما أوضح المعارض رياض غنام، رئيس للجنة الإعلامية المنبثقة عن مؤتمر أنطاليا للمعارضة السورية، عضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير، أن جميع المشاركين من معارضي الداخل والخارج في أسبوع الدعم دعوا جميع السوريين للتوقيع على ميثاق الشرف وتبني ما جاء فيه من تجريم للطائفية، والتأكيد على حرمة الدم السوري، وأن سوريا وطن لجميع السوريين مهما كانت انتماءاتهم، مبينا أن الجميع تعاهد على بذل كل الجهود من أجل بناء سوريا الدولة المدنية الحرة الديمقراطية التعددية، التي يسودها العدل والمساواة بين مواطنيها جميعا، وما يعد خطوة فارقة، استقبل القائم بالأعمال الروسي نائب رئيس بعثة روسيا الاتحادية بالقاهرة الوزير مفوض إيفان مولتوكوف، أمس، وفدا من المعارضين السوريين المشاركين بأسبوع نصرة الشعب السوري، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الواسعة التي تضرب سوريا منذ 6 أشهر.
وأعطى هيثم المالح، شيخ القانونيين السوريين، رئيس مؤتمر إسطنبول، للقائم بالأعمال الروسي شرحا وافيا عن حقيقة ما يدور في داخل سوريا من عمليات قتل واعتقال وترويع لا تتوقف، مبديا حرص الشعب السوري على إقامة علاقات مثلى مع الشعب الروسي من خلال تبني الموقف الرسمي الروسي طموحات ومطالب شعب سوريا وتأييدها وعدم الانحياز بصفة كلية إلى النظام، كما تحدث خلال اللقاء البروفسور منذر ماخوص، أستاذ علم البترول، وهو من الطائفة العلوية حيث أكد أن زيارة الوفد للسفارة الروسية هو تعبير عن حرص الشعب السوري على بناء علاقة مستقبلية مع روسيا مبنية على المصالح المشتركة لكلا الشعبين.
من جانبه قال مأمون الحمصي إن روسيا تستطيع وقف حمام الدم في سوريا باتخاذ موقف حاسم إزاء نظام بشار الأسد، خاصة أن النظام يقتل مواطنيه بالسلاح الروسي.
ووعد القائم بالأعمال الروسي وفد المعارضة السورية بمعالجة كافة الأمور، مؤكدا أن روسيا تريد الحرية للشعب السوري شريطة ألا يكون هناك مكان لما وصفها بقوى الإرهاب، مشيرا إلى أنه سينقل مضمون اللقاء إلى حكومة بلاده، وهو ما أثار الإعلامي فهد المصري، المتحدث الإعلامي باسم الجالية السورية بالخارج، على هذا الكلام قائلا «إن ثورة سوريا سلمية ولا مكان فيها لإرهابيين أو عصابات.. وإن أي تشويه لهذه الحقيقة هي محاولة لتضليل الرأي العام العالمي».
واختتمت فعاليات أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري بورشة عمل حملت عنوان «تجريم الطائفية، وصيانة الوحدة الوطنية»، التي تدارست السبل والآليات الكفيلة بحماية المجتمع السوري وتحصينه من أخطار الفتنة الطائفية التي تهدد النسيج الوطني.
طهران: لا مطالب شعبية بل جماعات مسلحة تقتل الشرطة في سوريا
اتهمت «الدول الإستكبارية» بزعزعة الاستقرار في سورية
جريدة الشرق الاوسط
لندن: «الشرق الأوسط»
أشار المتحدث باسم الخارجية الإيراني رامين مهمان باراست إلى أن الانتفاضات الإسلامية التي تشهدها بلدان المنطقة ناتجة عن تأثر شعوب المنطقة بالثورة الإسلامية في إيران، وقال مهمان باراست «إن وقوع الثورات الشعبية والصحوة الإسلامية متأثرة بالثورة الإسلامية ومقاومة الشعب الإيراني ولا تتطابق مع الرغبات والأهداف الأميركية والكيان الصهيوني لأن أي بلد يقترب من استقلاله أكثر يبتعد بالنسبة نفسها عن التبعية لأميركا والصهاينة».. وذكرت «إرنا» أنه قال: «إن أميركا والكيان الصهيوني تعتبران الصحوة الإسلامية تهديدا كبيرا لهما لذلك وضعتا على جدول أعمالهما المخططات لتحريف حركات الصحوة التي تقوم بها الشعوب الإسلامية وتسعيان في هذا السياق إلى وضع العراقيل في طريق الصحوة الإسلامية».. وأضاف: «إنه بالنظر إلى الوعي والصحوة الإسلامية التي تشهدها شعوب المنطقة فإن البلدان الأخرى تجد صعوبة في نجاح حرف مسار الناس». وقال: «الأحداث التي تجري في البلدان الإسلامية تبين حصول تغييرات مذهلة على صعيد مستقبل المنطقة». وأوضح أن الخطوة الأولى التي يقوم بها المسؤولون الأميركيون وحلفاؤهم تتمثل في وقف عجلة النشاطات الثورية والصحوة الإسلامية في المنطقة والعالم والحد من تأثيراتها إلى البلدان الأخرى.
ونقلت «إرنا» عنه قوله: «على هذا الأساس قررت أميركا خلق المشاكل في الجبهة الرئيسية للمقاومة التي تواجه الكيان الصهيوني الغاصب والإيحاء بأن المشاكل الداخلية في هذه البلدان حدثت نتيجة انتقال موجة الصحوة الإسلامية إليها».. وأوضح أن «البلدان الاستكبارية قررت زعزعة الاستقرار والهدوء في سوريا وممارسة الضغوط على هذا البلد لفتح الطريق أمام الكيان الصهيوني للفرار من مشاكله».. وقال: «إن الأحداث التي وقعت في سوريا تبين أنه لم تكن هناك مظاهرات ومطالب شعبية بل قامت الجماعات المسلحة بقتل الناس والشرطة بصورة مترافقة مما أدى إلى مقتل 1200 عنصر للشرطة». وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن المسؤولين سوف يتصدون لأي نوع من التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الاثنين عن مهمان باراست القول في تصريحات أدلى بها للصحافيين في مشهد شمال شرقي إيران حول تدخل بلدان أخرى في الشؤون الداخلية لإيران والانتخابات القادمة: «إن طهران ترفض أي تدخل من أي بلد كان في شؤونها الداخلية وينبغي لأي بلد احترام حقوق الشعوب بدلا من التدخل في شؤون سائر البلدان».
وفي السياق ذاته التقى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي نظيرته الباكستانية حنا رباني التي تزور طهران بصحبة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني وبحث معها تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الاثنين أنه خلال هذا اللقاء أشار صالحي إلى الاجتماع الناجح للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين البلدين الذي عقد يومي الأربعاء والخميس في الأسبوع الماضي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وقال: «إن تنفيذ الاتفاقات والقرارات المتخذة في لجنة التعاون المشتركة بين البلدين يكتسب أهمية كبيرة للغاية». وذكرت «إرنا» أن صالحي اعتبر وضع اللمسات النهائية على اتفاق مد أنبوب الغاز الإيراني إلى باكستان ونقل الغاز إليها عبر الأنبوب يكتسب أهمية في العلاقات بين البلدين ومن شأنه أن يؤدي إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما على كافة الصعد. وأكد في نفس الوقت على ضرورة الاستفادة من كافة الطاقات التجارية المتاحة في كلا البلدين.
بعد بيان مشايخ العلويين.. ناشطون يدعون الطائفة العلوية للانضمام إلى الثورة
ردود «بالجملة» على البيان والبعض اعتبره «بداية مشجعة».. وآخرون: متأخر جدا
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال
تناقلت المواقع والصفحات الإلكترونية المواكبة للانتفاضة السورية بكثافة البيان الموقع من ثلاثة من كبار المشايخ العلويين في مدينة حمص هم مهيب نيصافي وياسين حسين وموسى منصور، والذين أكدوا فيه براءتهم من «الممارسات الوحشية التي يقوم بها النظام السوري بحق المتظاهرين العزل، المطالبين بحقوقهم وحريتهم».
وفيما رأى الناشطون السوريون «إلكترونيا» في البيان بداية مشجعة يمكن البناء عليها ودليلا على وحدة الشعب السوري في مواجهة حملة القتل والقمع التي يتعرض لها، اعتبر ناشطون آخرون أن البيان جاء «متأخرا جدا» لأن المطلوب اليوم «أفعال وليس أقوالا»، مؤكدين أن «العلويين هم أكثر من يساندون نظام الأسد»، كما أنهم «لم يخرجوا في أي تظاهرة منذ بدء التحركات الشعبية منتصف مارس (آذار) الفائت». وبدت مواقف بعض الناشطين شديدة الانفعال، إذ اتهم بعضهم العلويين بالمشاركة في «قتل المدنيين من المتظاهرين». وقال أحد الناشطين ويدعى محمود، تعليقا على تعليقات منوهة بمضمون البيان المنشور على صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» «إخواني لو تسمعون كلام العامة من العلويين خاصة في حمص لتكلمتم غير هذا الكلام، فهم يتكلمون عن الثوار بأنهم خونة ومندسون ويهود ومستعدون لإبادة ثلثي شعب سوريا». وأوضح ناشط آخر يدعى علي: «نريد أفعالا لا اقوالا وعليهم تحريض أولادهم في الجيش على الانقلاب على بشار، شبعنا كلاما معسولا طيلة 42 عاما».
وكان المشايخ الثلاثة أكدوا في بيانهم أن «نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم ولن يمثل طائفتهم الشريفة في أي حال من الأحوال»، معلنين البراءة «من هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها بشار الأسد وأعوانه من الذين ينتمون إلى كل الطوائف – ونتحمل مسؤولية ما نقوله». ونفى المشايخ «وجود عمليات خطف وقتل بحق أبناء الطائفة العلوية في حمص»، مشيرين إلى أن «الأخبار التي تذاع يوميا عن عمليات خطف وقتل وتنكيل بأبناء الطائفة العلوية جميعها عارية عن الصحة، كالأصوات المنكرة التي لا هم لها إلا التفرقة».
ودعا المشايخ الثلاثة «أبناء الشعب السوري للانخراط في المظاهرات السلمية»، معتبرين أنه «قد مر على هذه الثورة ما يقارب 6 أشهر، قتل فيها من قتل، وجرح فيها من جرح، وتبدو الأجواء مهيأة لانتصارها، فلم يبق طريق لحفظ النفس والعِرض سوى الالتحاق بالمظاهرات السلمية، التي ستشكل ضربة قاصمة لظهر النظام، فهذا النظام ورئيسه لن يبقيا على صدوركم إلى الأبد».
وفي حين لا تتضمن مواقع الإنترنت وصفحات الناشطين السوريين أية معلومات عن المشايخ الثلاثة وسيرهم الشخصية ومدى تأثيرهم في الشارع السوري، أوضح أحد الناشطين السوريين لـ«الشرق الأوسط»، أن «مشايخ الطائفة العلوية معروفون في صفوف العلويين فقط وهم لا يظهرون بتاتا على وسائل الإعلام ولا مواقف سياسية يجاهرون بها على الإطلاق».
من جهة أخرى، استعاد ناشطون سوريون الهتافات التي يتم إطلاقها خلال التظاهرات على غرار «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» للتأكيد على أن لا مكان للطائفية في الشارع السوري. وشكر أحد الناشطين ويدعى روبير «مشايخ الطائفة العلوية الشرفاء»، مشددا على أن «صيغة الحمض الوراثي للشعب السوري ولون دمه واحد، والمستقبل واحد والأرض واحدة». ودعا إلى أن «نبني سوريا بيد واحدة من دون عصابة الأسد ومخلوف».
ورأى ناشط يطلق على نفسه اسم «خروف حمصي مندس» أنه «شيء جميل أن يخرج بعض الشرفاء ليستنكروا مع أن تبرؤهم جاء متأخرا جدا جدا، لكن الحمد الله على السلامة ونقول لكل شريف الله محيي أصلك». ووصف كارلوس البيان بأنه «بداية رائعة بإذن الله»، وسأل: «ماذا نريد غير أن يتحد كل السوريين بوجه الطغاة الأسديين»، متوعدا كل «من قتل وعذب بأنه سيحاكم أمام القضاء». واعتبر أنه «بهذا الشكل نمنع الفتنة».
ودعت ناشطة أخرى باسم «أكاسيا الورد» العلويين إلى «مشاركتنا في التظاهر لإثبات صدق نواياهم»، وقالت: «لا أعلم ما الذي يدفعهم إلى الاختباء خلف بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع»، مؤكدة أنه «حان وقت الأفعال لا الأقوال».
تناقض بين دمشق والأمم المتحدة حول أرقام القتلى … ولجنة التحقيق الدولية
ميدفيديف: نؤيّد قراراً دولياً متوازناً لا يتضمن عقوبات شعبان: تشجيع الغرب للإرهاب والعنف سيطال الجميع
دافع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، أمس، عن سوريا، معتبرا انه لا جدوى من فرض عقوبات جديدة على النظام السوري، على ما يرغب الغربيون. وربط استعداد روسيا تأييد اتخاذ قرار لمجلس الأمن بشأن سوريا «بأن يكون هذا القرار موجها إلى طرفي النزاع الداخلي، ولا يؤدي إلى فرض عقوبات بشأن سوريا تلقائيا». من جهتها دعت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان، في موسكو، الغرب إلى أن يحذو حذو موسكو عبر تشجيع الحوار السياسي في البلاد بدلا من الدعوة إلى عقوبات، محذرة من أن «تشجيعهم التطرف والإرهاب ودعم العنف سيطال الجميع».
وكشفت شعبان عن سقوط 1400 قتيل منذ بدء الاحتجاجات في آذار الماضي نصفهم من القوات الأمنية والنصف الثاني من «المتمردين». فيما اعلنت الامم المتحدة عن مقتل 2600 شخص في سوريا، وعينت لجنة من ثلاثة خبراء دوليين للتحقيق في «انتهاكات حقوق الإنسان» التي وقعت في سوريا.
وقال ميدفيديف، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فـي
موسكو، إن «الموضوع السوري كان في صدارة القضايا الدولية التي بحثها مع كاميرون»، مقرا بأن «الخلافات بين روسيا والغرب في هذه المسألة لم تتم إزالتها بالكامل حتى الآن».
وشدد ميدفيديف على أن «الاختلاف ليس دراماتيكيا، ولكنه موجود في حقيقة الأمر، إذ ينطلق الجانب الروسي من ضرورة تبني قرار بشأن سوريا يصاغ بلهجة قاسية على أن يكون متزنا وموجها إلى طرفي النزاع – أي السلطات الرسمية بقيادة الرئيس بشار الأسد والمعارضة على حد سواء». وقال «إن قرارا كهذا سيحالفه النجاح بهذا الشرط فقط».
وشدد على أن ممارسة «ضغوط إضافية» على دمشق في إطار قرار جديد لمجلس الأمن الدولي أمر غير ضروري. وقال «مثل هذا القرار يجب أن يكون شديد اللهجة، لكن يجب ألا ينص على تبني عقوبات بشكل تلقائي، لأنه سبق اعتماد عدد كبير من العقوبات أساسا من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبالتالي ليس هناك ضرورة لممارسة ضغوط إضافية» على دمشق.
ويسعى كاميرون إلى ثني موسكو عن استخدام «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار حول سوريا. وكرر قوله «لا نرى مستقبلا للرئيس الأسد ونظامه».
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف إن «موسكو لا تخطط لإدخال تعديلات على نشاط مركز الصيانة الروسي في مرفأ طرطوس»، موضحا أن «عددا من المستشارين العسكريين يعملون حاليا، في قاعدة في ميناء طرطوس السوري التي تقرر تطويرها من الناحية المادية والتقنية في خدمة الأسطول البحري الروسي».
وفي السياق، قال مصدر مطلع في مجال الصناعات الحربية الروسية لوكالة أنباء «نوفوستي» إن موسكو ودمشق «تسيران على طريق التعاون العسكري التقني بينهما وفق الاتفاقيات والعقود المبرمة سابقا». وأشار إلى «أن السوريين يواصلون التزود بأسلحة روسية، ويرغبون بالتأكد من مدى فعالية وقوة وحداثة وسائل الدفاع الجوي الروسية»، موضحا «أن سوريا وعددا من البلدان مهتمة بالمنظومات بعيدة المدى».
شعبان
وقالت شعبان، في مؤتمر صحافي مع المبعوث الروسي إلى المنطقة ميخائيل مارغيلوف، «نستطيع أن نصف ما يجري في سوريا منذ ستة أشهر حتى اليوم بأنه أمر مركب من أكثر من عامل، ومن أكثر من وجه، فمن ناحية هناك مطالب محقة وصفها الرئيس بشار الأسد بأنها محقة للشعب السوري في إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي، ومن ناحية أخرى هناك ما جرى ويجري في بلدان في المنطقة، درج البعض على تسميته «الربيع العربي» أو التحولات نحو الديموقراطية والتعددية الحزبية».
وأضافت «لكن العامل المؤثر على هذين العاملين والذي يغير المعادلات هو عامل الأطماع في منطقتنا، واستهداف هذه المنطقة من ناحية إثارة نعرات طائفية أو حروب أهلية بهدف تفتيت المنطقة والتحكم بمواردها النفطية والجغرافية والتاريخية. ونحن لا نحلل سياسيا هنا، وإنما نتحدث عن وقائع ومعطيات. منطقتنا مستهدفة، ولا يجوز الفصل بين ما يجري في بلادنا والصراع العربي – الإسرائيلي والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأراضي العربية المحتلة».
وذكرت شعبان أن «المشكلة تكمن في أن الغرب يظن نفسه أنه في مأمن من نتائج الأعمال التي يقوم بها، وهو ليس في مأمن، لأننا نحن في عالم واحد، فحين يشجعون التطرف والإرهاب ويدعمون العنف عاجلا أم آجلا سيطال ذلك الجميع. نحن كل ما توقعناه من الغرب دعم التحول الذي تقوم به سوريا منذ بداية الأزمة بناء على مطالب الشعب السوري».
وأشارت إلى أن «سوريا شهدت منذ 6 أشهر صدور قانون للأحزاب وقانون للانتخابات وثالث لحرية الإعلام ورابع للإدارة المحلية، بالإضافة إلى رفع حالة الطوارئ وصدور قانون للتظاهر السلمي. الآن يتم تشكيل لجنة لإعادة النظر بالدستور، وربما كتابة الدستور، وجرت الدعوة لحوار وطني، وأجري حوار وطني منذ شهرين، والآن تجري حوارات وطنية على مستوى المحافظات تنال كافة أوجه الحياة في سوريا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ما كنا نتوقعه من الغرب هو دعم هذا المسار السياسي الإصلاحي السلمي، وألا يدعم اللجوء إلى العنف. ولذلك نحن نقدر موقف الحكومة الروسية والشعب الروسي تقديرا عاليا، لأنهم مع التحول السياسي السلمي، ويقفان ضد التدخل الأجنبي في شؤون الشعوب».
وتابعت «نحن كشعوب في هذه المنطقة لا نرى أن الغرب يهتم بمصالحنا وحريتنا وديموقراطيتنا. أين هو الاهتمام بالشعب العراقي وبقتل مليون عراقي، وإثارة الطائفية في العراق بين السنة والشيعة؟. أين هو الاهتمام بما حدث في أفغانستان وباكستان؟ هناك معلومات تقول إنه قبل قصف الناتو لليبيا كان هناك 20 قتيلا، وبعد القصف 50 ألف قتيل، و200 ألف جريح، و100 ألف نازح. من المسؤول عن كل هذا الأمر. لماذا لا يتحمل الغرب مسؤوليته بشأن هذه الشعوب؟ القصة ليست فقط قصة من يحكم في العراق وسوريا وليبيا، القصة هي قصة شعوب ومستقبلها».
وأكدت شعبان أن «القيادة السورية سائرة في طريق الإصلاح والتعددية السياسية»، مشيرة إلى أن «محاولات القرار الأجنبي والعقوبات الدولية كلها تصب في مسار تشجيع العنف وليس الحوار السلمي والتعددية السلمية». وتابعت «ما يجري الآن في سوريا هو محاولة إثارة النعرات الطائفية، في بلد تتعايش فيه جميع الأديان والقوميات منذ آلاف السنين».
وأعلنت شعبان، للمرة الأولى عن حصيلة رسمية لعدد القتلى منذ بدء الاحتجاجات في 15 آذار الماضي. وقالت «سقط 700 قتيل في صفوف الجيش والشرطة و700 في صفوف المتمردين»، مضيفة «لدينا لائحة بأسماء الضحايا ويمكننا تقديمها».
من جهته، قال مارغيلوف، وهو أيضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، «لا نريد أن يتكرر السيناريو الليبي في سوريا». وأعلن أن وفدا من مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى في البرلمان) سيزور سوريا قريبا.
وقال عضو مجلس الاتحاد ايلياس اوماخانوف، الذي يترأس هذا الوفد «سنلتقي ممثلين عن مختلف القوى السياسية وسنحاول التشجيع على أن يجري الحوار بين الأطراف في سوريا بشكل سلمي». وأضاف «إن هدف روسيا هو تجنب أن يؤدي تدخل خارجي إلى تصعيد أعمال العنف وسقوط العديد من الضحايا».
ودعا النشطاء السوريون إلى «يوم غضب» اليوم احتجاجا على دعم موسكو للنظام السوري. وكتب الناشطون، على موقعهم على موقع «فيسبوك»، «لا تدعموا القتلة! لا تقتلوا السوريين بمواقفكم!».
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الرئيس بشار الأسد دشن مشروع ربط الجسر الجنوبي بالشمالي في محافظة دمشق. وقام الأسد «بجولة ميدانية اطلع خلالها على المشروع على أرض الواقع، وأشاد بالمهارات الوطنية المتميزة التي ساهمت في إنجازه بسوية عالية ووفق أفضل المعايير الاقتصادية والفنية والجمالية»، مشددا على «أهمية تعميم هذه التجربة على المشاريع المشابهة في كافة المحافظات السورية».
وفي اسطنبول، اعلنت المعارضة السورية بسمة قضماني ان معارضين سيقدمون الخميس في اسطنبول لائحة تضم اعضاء «مجلس وطني» من المقرر أن يعمل على تنسيق عمل المعارضة. وقالت قضماني، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، متحدثة باسم هذه المجموعة من المعارضين «ان تشكيلة هذا المجلس ستعلن الخميس، وحتى هذا التاريخ تبقى المشاورات متواصلة». وأضافت ان «المجلس الوطني الذي سيعلن سيمثل كل القوى الأساسية، ويضم احزابا سياسية وشخصيات مستقلة تعتبر رموزا للمعارضة السورية، والغالبية ستكون لأشخاص من الداخل» السوري.
حقوق الإنسان
وعين مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة اعضاء لجنة التحقيق الدولية المكلفة اجراء تحقيقات بشأن «انتهاكات لحقوق الانسان في سوريا». وستضم اللجنة، التي تمت الموافقة على ارسالها الى سوريا في 23 آب الماضي، ثلاثة خبراء هم: الدبلوماسي البرازيلي السابق سيرجيو بينهيرو الذي سيترأس اللجنة، وياكين ارترك وهو جامعي متحدر من تركيا، والأميركية كارين ابو زيد التي تعمل للامم المتحدة.
وتوقع مصدر في الامم المتحدة ان تتمكن اللجنة من التوجه قريبا الى سوريا لكن «ليس قبل شهر». ويفترض ان ترفع تقريرها قبل نهاية تشرين الثاني المقبل، وتسلم خلاصاتها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والهيئات المختصة.
وكانت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي قالت، لدى افتتاح الدورة الثامنة عشرة لمجلس حقوق الانسان في جنيف، «في ما يتعلق بسوريا، وبحسب مصادر موثوقة على الارض، فان عدد القتلى منذ بداية اعمال العنف في منتصف اذار بلغ الان 2600 قتيل على الاقل». واعربت عن الاسف لان «قوات الامن تواصل خصوصا استخدام قوة مفرطة وتستخدم المدفعية الثقيلة ضد المتظاهرين».
ميدانيا، اعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، في بيان، «مقتل 17 شخصا في عمليات أمنية وعسكرية تنفذها القوات السورية في ريف حماه، واعتقل أكثر من 60 شخصا». وكان المرصد اشار الى مقتل «فتى في دوما بريف دمشق برصاص قوات الامن. كذلك، قتل رجل وابنه في منطقة حمص خلال عمليات امنية في الرستن». واضاف «استمرت العمليات العسكرية وقطعت الاتصالات في غالبية مناطق محافظة ادلب، فيما اقيمت حواجز في محافظة درعا حول مخيم اللاجئين الفلسطينيين».
ونفى محافظ حمص غسان عبد العال تحليق الطيران الحربي فوق المدينة. وقال، لوكالة الانباء السورية (سانا) إن «ما بثته قنوات التحريض حول تحليق الطيران الحربي فوق مدينة حمص عار عن الصحة، حيث لا وجود لأي طائرة فوق المدينة ويتواجد المواطنون في الأسواق والأحوال عادية وهادئة تماما».
وقال تجار، في لندن، إن شركة تسويق النفط السورية الحكومية (سيترول) أصدرت مزايدة لبيع شحنتين من الخام للشحن في منتصف تشرين الأول في ظل العقوبات الأميركية والأوروبية. وقال تاجر «صدرت مزايدة. سوريا تعرض شحنة من الخام الخفيف واخرى من خام السويداء»، موضحا ان كل شحنة تزن 80 الف طن من الخام.
وتصدر سوريا شهريا مزايدات لبيع الخام. وكانت تباع عادة لشركات أوروبية وشركات تجارية. لكن التجار قالوا إن من المستبعد أن تدخل شركات أوروبية المزايدة الأخيرة بسبب عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال أحد التجار الذين تلقوا دعوة للمشاركة «الأمر صعب بعض الشيء هذه المرة. لن أشارك في المناقصة».
(«السفير»، نوفوستي، سانا،
ا ف ب، ا ب، رويترز)