أحداث الثلاثاء 01 أيار 2108
قلق من تغيير ديموغرافي حول دمشق تعززه اتفاقات الإجلاء و«مشروع طهران»
موسكو – سامر إلياس
على وقع استمرار اتفاقات الإجلاء من محيط دمشق، ومع اقتراب النظام السوري من إحكام سيطرته على العاصمة ومحيطها للمرة الأولى منذ عام 2012، حذّر معارضون من أن الاتفاق الأخير لإجلاء هيئة تحرير الشام (جبهة النُصرة سابقاً) من المناطق التي تسيطر عليها في مخيم اليرموك، يندرج في إطار مشروع إيراني كبير للسيطرة على دمشق وإحداث تغيير ديموغرافي كبير، مع نيات لإنشاء «ضاحية جنوبية جديدة» تمتد من داريا غرباً إلى السيدة زينب شرقاً، يكون فيها السكان الأصليون أقلية بعد نزوح مئات الآلاف منهم إلى دول الجوار.
يأتي ذلك في وقت اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن «المنطقة عموماً تعيش مرحلة إعادة رسم كل الخريطة الدولية»، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني علاء الدين بروجردي الذي تعمل بلاده على إحداث تغيير ديموغرافي يضمن هيمنتها على المناطق الجنوبية للعاصمة السورية، وسيطرتها على الطرق الواصلة من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق.
ومع تضارب الأنباء عن حجم الخسائر الناجمة عن الضربة التي استهدفت مساء الأحد مواقع في ريفي حماة وحلب تضم مقاتلين من إيران وميليشيات تابعة لها، نفى الأردن أنباء عن أن القصف جاء من أراضي المملكة، فيما اعتبر الأسد أن «ما نشهده من تصعيد للعدوان على سورية لن يزيد السوريين إلا تصميماً للقضاء على الإرهاب، والتمسك بسيادتهم وحقهم في رسم مستقبلهم بأنفسهم»، في حين تحدث بروجردي عن «صلابة محور المقاومة ومحاربة الإرهاب».
وواصل النظام السوري أمس استهداف الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك بالطائرات والصواريخ والمدفعية، كما بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق لخروج مسلحي «النصرة» من المناطق التي تسيطر عليها في مخيم اليرموك إلى إدلب، وتسليم مواقعها إلى الجيش السوري وحلفائه، مع إطلاق 85 معتقلاً من العسكريين والمدنيين لدى التنظيم، ونقل 1500 من أهالي الفوعة وكفريا إلى ريف دمشق، على أن يصل عدد الخارجين إلى 5 آلاف بنهاية العملية.
ورفضت المعارضة السورية الصفقة، واعتبرتها «حلقة جديدة في سلسلة التهجير والتغيير الديموغرافي عبر اقتلاع المكوّن الشيعي في كفريا والفوعة، ونقله إلى أطراف دمشق»، التي شهدت خروج عشرات الآلاف في الأشهر الأخيرة بموجب اتفاقات إجلاء.
وقال الناطق باسم هيئة التفاوض لقوى المعارضة والثورة إن «أزلام النظام المزجوجين في النصرة وداعش، يُستخدمون ذرائع لتدمير المناطق وتهجير أهلها، ثم يوقعون اتفاقاً». في المقابل، رفض عددٌ من أبناء بلدتي كفريا والفوعة الاتفاق الذي «يقتلعهم من أرضهم، وينهي وجودهم في أراضيهم».
وأرجأت مخاوف من عدم التزام «النُصرة» الاتفاق، إضافة إلى رغبة أهالي البلدتين بالمغادرة دفعة واحدة وعدم انتظار دفعة ثانية، تنفيذَ الاتفاق على رغم دخول الباصات إلى اليرموك وكفريا والفوعة بالتزامن مساءَ الإثنين.
ولم تستبعد مصادر معارضة «تسرّب عناصر من داعش وخروجها مع مقاتلي النصرة في إطار الصفقة مع النظام». ويتراوح عدد عناصر النصرة في المخيم بين 120 و200، إضافة إلى عائلاتهم. وحذرت مصادر في يلدا في اتصال أجرته معها «الحياة»، من أن «قسماً من عائلات داعش تسرّب إلى يلدا، وكذلك إلى مناطق سيطرة النُصرة في الجزء الشمالي من اليرموك». لكن المصادر رجحت «استمرار النظام في قصف المخيم والحجر الأسود في إطار مخطط التدمير الممنهج».
إلى ذلك، واصل طيران النظام ومدفعيته استهداف ريف حمص الشمالي، في أكبر جيب تسيطر عليه المعارضة المسلحة غير المرتبطة بتنظيمي «داعش» و «النصرة»، تزامناً مع اجتماعات بين الروس ووفد من فصائل المنطقة خلصت إلى تثبيت الهدنة واستئناف المفاوضات اليوم.
النظام يستكمل «هندسة» محيط دمشق … جغرافياً وديموغرافياً
موسكو – سامر إلياس
اقترب النظام السوري وحلفاؤه من إتمام «هندسة» جغرافية وديموغرافية في محيط العاصمة دمشق، إذ يبدأ اليوم (الثلثاء) إجلاء بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، بعدما جرى اتفاق امس يقضي بتسليم هيئة تحرير الشام (النصرة) الأجزاء التي تسيطر عليها في مخيم اليرموك، مقابل إخراج مدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما أغلبية من المكون الشيعي.
وفي ظل رفض من أهالي الفوعة والمعارضة السورية، شرع النظام في تنفيذ المرحلة الثانية من ما عرف باتفاق «المدن الأربع» لإفراغ بلدتي كفريا والفوعة واستبدال الزبداني وبلودان بمقاتلي جبهة «النصرة» الإرهابية في مخيم اليرموك.
وكانت قوات المعارضة أحكمت سيطرتها على كل مدينة إدلب في آذار (مارس) 2015، وشددت حصاراً مفروضاً على قريتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من المكون الشيعي.
وبوساطة تركية وقطرية تم التوصل في آب (أغسطس) 2015، إلى هدنة لوقف النار لمدة شهر في كفريا والفوعة والزبداني ومضايا الواقعتين في الغوطة الغربية لمدينة دمشق، واللتين تعرضتا لحملات عسكرية اتبعت بحصار خانق تسبب في موت مئات الأطفال والشيوخ بسبب نقص الأغذية والأدوية، قبل أن يتم التوصل في أيلول (سبتمبر) 2015، إلى أول اتفاق هدنة يقضي بإجلاء المصابين والمدنيين الراغبين في الخروج من البلدات في شكلٍ متبادل، وجاء هذا الاتفاق بعد مفاوضات بين فصائل معارضة وجبهة النصرة من جهة وقوات النظام وحزب الله من جهةٍ أخرى، وتضمن حينها إيقاف المعارك في الزبداني ومضايا، وإجلاء المدنيين من كفريا والفوعة، بالإضافة إلى إطلاق سراح 500 معتقل لدى النظام السوري مع استمرار التهدئة لستة أشهر، لكن استهداف النظام لبعض المناطق المنضوية في الاتفاق أدى إلى انهياره.
وفي 28 كانون الأول (ديسمبر) 2015، تم التوصل إلى اتفاق وقف النار وتوفير ممرات آمنة بجهود الأمم المتحدة وبعض الدول الإقليمية كتركيا وقطر، وفي إطار الاتفاق، خرج بعض المسلحين وعائلاتهم من الزبداني نحو مطار بيروت ومنها إلى تركيا، وانطلقت بعض العائلات من كفريا والفوعة إلى تركيا ومنها إلى بيروت، وفي 14 من كانون الأول (ديسمبر) 2016 عقدت مفاوضات لإخراج أهالي كفريا والفوعة مقابل إخراج قوات المعارضة في الأحياء الشرقية لحلب، لكن جبهة النصرة عارضت شروط الاتفاق، وأحرقت الحافلات المتجهة للبلدتين، إلا أن الاتفاق تم تنفيذه في 19 من كانون الأول من العام نفسه. وفي 28 آذار( مارس) 2017 وقع ما عرف بـ «اتفاق المدن الأربع» الخاص ببلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب، بعد مفاوضات بين ممثلين عن حركة «أحرار الشام الإسلامية» و «هيئة تحرير الشام»، وعن «الحرس الثوري» الإيراني وميليشيا «حزب الله»، برعاية قطرية، وبوشر بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 14 نيسان (أبريل) 2017، على رغم اعتراضات بين المعارضة السورية وسكان المدن الأربع.
هندسة ديموغرافية وجغرافية.
وفي حين حمل اتفاق «المدن الأربع» إشارات إلى رغبة حلفاء النظام في هندسة ديموغرافية، ذات صبغة طائفية عبر التهجير المنظم، ضمن الاتفاق لإيران المحافظة على طريق دمشق بيروت، وإبعاد مسلحي المعارضة عن الحدود اللبنانية ومناطق نفوذ حزب الله. ومع فشل سياسة الحصار والتجويع لسنوات في الغوطة الشرقية، شن النظام وحلفاؤه حملة عسكرية عنيفة بدعم روسي لإنهاء وجود المسلحين فيها، على رغم إدراجها ضمن مناطق خفض التصعيد، وتمخضت الحملة عن موجة تهجير كبيرة للمدنيين نحو إدلب وجرابلس، وما أن انتهت الحملة على الغوطة حتى تراجع النظام عن اتفاقات الهدن السابقة مع القلمون الشرقي، وبعد التلويح بسياسة الأرض المحروقة، قررت فصائل القلمون تسليم أسلحتها وغادرت المنطقة نحو الشمال والبادية السورية.
وبعد نحو أربع سنوات على اتفاق هدنة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم من المنتظر أن يبدأ اليوم إجلائها إلى الشمال البلاد وريف درعا. وتكمن أهمية المنطقة أنها تعد صلة الوصل بين الغوطتين الشرقية والغربية، وتقع إلى الشمال من مقام السيدة زينب جنوب دمشق، وهو من أهم المراقد الشيعية في دمشق، إضافة إلى مقام السيدة سكينة في داريا في الغوطة الغربية، ويذكر أن إيران وميليشيات حزب الله اتخذت من حماية المراقد المقدسة ذريعة لبداية تدخلها في سورية. ومع توقعات بانتهاء الحملة العسكرية على الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك في غضون أيام، يكون النظام قد أمن محيط مدينة دمشق للمرة الأولى منذ 2012، وبات الطريق إلى مطار دمشق آمنا بالكامل. وتمكن النظام من بسط سيطرته على الطرق الدولية المؤدية إلى حمص وبغداد ووصلها بالطريق بين دمشق وبيروت، الأمر الذي يكتسب أهمية لمشروع إيران الطائفي في المنطقة عبر محور طهران- بغداد- دمشق- بيروت.
ومع الدمار الهائل في كامل محيط دمشق من الشرق والجنوب والغرب، بدأت التكهنات حول مستقبل ما كان يوصف بـ «أحزمة الفقر» المحيطة بالعاصمة، والتي هجر عدد كبير من أهلها، ولا يملك معظم من تبقى منهم إمكانات لإعادة إعمار منازلهم المهدمة، ويعرب سكان دمشق ومحيطها عن القلق من مشروعات إيرانية- طائفية لتغيير معالم جنوب دمشق وغربها بتوطين مقاتلين من جنسيات مختلفة في المنطقة. وكذلك عجزهم عن العودة مع الحديث عن مشروعات لإعادة تنظيم المناطق من داريا غرباً إلى حجيرة والسيدة زينب شرقاً.
ماتيس: لن ننسحب من سورية قبل التوصل لاتفاق سلام
واشنطن – رويترز
ذكر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أمس (الاثنين) أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يرغبوا في سحب قواتهم من سورية، قبل أن يظفر الديبلوماسيون بالسلام، ما يمثل أن الانسحاب الأميركي الكامل غير محتمل في أي وقت قريب.
وقال ماتيس إن «الولايات المتحدة وحلفاءها على أعتاب نصر تاريخي على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)»، مضيفا أنهم «لا يريدون ترك سورية وحسب، بينما لا تزال في حالة حرب».
وتابع للصحافيين في وزارة الدفاع (البنتاغون): «نحن لا نريد مجرد الانسحاب قبل أن يظفر الديبلوماسيون بالسلام. أنت تفوز بالمعركة ثم تظفر بالسلام».
وأفاد ماتيس بأنه من المقرر أن يلتقي في وقت لاحق مع مبعوث الأمم المتحدة في شأن سورية ستافان دي ميستورا «لرؤية أين توجد عملية جنيف وما يمكننا فعله للمساعدة».
وكان الرئيس دونالد ترامب قال إنه يريد سحب القوات الأميركية من سورية «قريبا جدا»، لكنه عدل عن ذلك الموقف، فيما يبدو بالتعبير عن رغبته في ترك «بصمة قوية ودائمة»، وعادة ما تشير البصمة في الأدبيات العسكرية إلى وجود قوات أميركية.
بدء إجلاء «النصرة» من مخيم اليرموك الى إدلب
بيروت – «الحياة»
بدأ أمس تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة أبرمت بين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) والنظام السوري، تقضي بخروج عناصر التنظيم الإرهابي من الأجزاء المسيطر عليها في مخيم اليرموك إلى مدينة إدلب (شمال سورية) في مقابل إخراج مدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما أغلبية شيعية، والإفراج عن 85 مختطفاً من قرية اشتبرق. وبالتزامن، سلمت المعارضة المسلحة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم يلدا عسكريين من النظام السوري والجيش الروسي نقاط التماس مع تنظيم «داعش» الإرهابي» المتواجد في مخيم اليرموك والحجر وجزء من حي التضامن، وذلك عشية بدء انسحابها من البلدات الثلاث.
وبذلك يُحكم النظام والميليشيات الإيرانية والفلسطينية المتحالفة معه الخناق على مسلحي «داعش» الإرهابي» في الحجر الأسود ومخيم اليرموك من ثلاث جهات. وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) أفادت بالتوصل إلى اتفاق في مخيم اليرموك ينص على خروج المقاتلين من المخيم اليرموك في مقابل تحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة، والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف على مرحلتين. وذكرت أن الاتفاق يقضي بتحرير مخطوفي بلدة اشتبرق على مرحلتين، وعددهم 85 من النساء والشيوخ والأطفال، على أن يبدأ تنفيذ الاتفاق. وذكرت «سانا» أن 22 حافلة توجهت من حلب إلى بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب لتحرير المحاصرين فيهما. وأشارت إلى عملية تجهيز الحافلات تمهيداً لانطلاقها في اتجاه معبر العيس جنوب حلب. وتوقعت أن تنقل الحافلات 1500 من الأهالي المحاصرين ضمن المرحلة الأولى. وأوضحت مصادر عسكرية وإعلامية في يلدا في اتصال مع «الحياة» أن وفداً من النظام والروس ضم عسكريين وإعلاميين تجول أمس في البلدات الثلاث، وبعدها تم تسليم نقاط التماس للوفد». وقال مدير وكالة قاسيون الإعلامية في ريف دمشق حاتم الدمشقي، إن «الاستعدادات مستمرة لخروج المقاتلين وعائلاتهم والمدنيين غير الراغبين في المصالحة مع النظام»، وكشف لـ «الحياة» أن «الدفعة الأولى سوف تخرج اليوم في اتجاه جرابلس والشمال السوري». وزاد أن «عملية الخروج ستستمر ثلاثة أيام تختتم بخروج جيش (أبابيل حوران) إلى ريف درعا».
ويطوي خروج المقاتلين من المنطقة نحو خمس سنوات من القتال تلاها حصار فهدنة ومصالحات نقضها النظام، وأصر بعد سيطرته على الغوطة الشرقية على خروج المقاتلين، مخيراً إياهم بين القصف والحصار أو الخروج الآمن وتسوية أوضاع من يريد منهم البقاء تحت سيطرته.
ويتزامن خروج المقاتلين مع اشتداد القصف على مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن في قصف عنيف متواصل منذ نحو 12 يوماً، في إطار مساعي النظام للسيطرة على كل محيط مدينة دمشق. وتكتسب المنطقة أهمية من وقوعها شمال مقام السيدة زينب، ومحاذاتها الطريق نحو مطار دمشق الدولي، إضافة إلى كونها نقطة تواصل بين الغوطتين الشرقية والغربية لمدينة دمشق. وقصفت قوات النظام الأحياء السكنية في المدينة بالصواريخ من مقراتها المحيطة، ما أسفر عن مقتل امرأتين، تلا ذلك قصف مكثف بقذائف المدفعية، وسط إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على المدينة والمزارع المحيطة بها وشن الطائرات الحربية عدة غارات، ما أسفر عن مقتل رجل وامرأة وإصابة نحو 10 آخرين. وبالتزامن مع ذلك، واصل النظام قصفه على جيب تسيطر عليه المعارضة قرب حمص، في وقت عقد ممثلو المعارضة في حمص اجتماعا جديداً مع ممثلي النظام والروس، وأكد لـ «الحياة» النقيب رشيد حوراني رئيس المكتب الإعلامي لحركة «تحرير الوطن» التي تنتشر في الريف الشمالي لحمص أن المفاوضات مع الروس انتهت، مع تأكيد وقف النار، على أن تستكمل غداً.
العشرات من مقاتلي هيئة تحرير الشام يصلون إدلب بعد إخراجهم من اليرموك
العيس: وصل العشرات من مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) من مخيم اليرموك الى شمال سوريا صباح الثلاثاء، بموجب اتفاق أعلنته دمشق ويتضمن بشكل مواز اجلاء حالات حرجة من بلدتين مواليتين محاصرتين في ادلب، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس.
وتمت عملية التبادل عند منطقة العيس في ريف حلب الجنوبي، تنفيذاً للمرحلة الاولى من اتفاق أعلنته دمشق الاحد وأكدته هيئة تحرير الشام في وقت لاحق.
وينص الاتفاق على سماح الحكومة السورية بإخراج المئات من مقاتلي هيئة تحرير الشام من جيب صغير تحت سيطرتهم في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، مقابل اطلاق الهيئة سراح “نحو خمسة آلاف” شخص من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما في ادلب منذ العام 2015.
ووصل الى منطقة العيس صباح الثلاثاء وفق قيادي محلي في هيئة تحرير الشام 107 مقاتلين مع 33 فرداً من عائلاتهم من نساء وأطفال في طريقهم الى ادلب.
وأوردت وكالة سانا من جهتها وصول “5 حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة إلى معبر العيس جنوب مدينة حلب بالتوازي مع إخراج نحو 200 من الإرهابيين وعائلاتهم باتجاه ريف إدلب” في اطار “تنفيذ المرحلة الاولى” من الاتفاق الذي سيجري على مرحلتين.
ويتضمن الاتفاق كذلك اطلاق هيئة تحرير الشام سراح 85 شخصاً من سكان بلدة اشتبرق، كانوا مخطوفين لديها منذ العام 2015، وصل 42 منهم الثلاثاء الى معبر العيس، وفق سانا.
ولم يحدد الاعلام الرسمي السوري موعد استكمال تنفيذ الاتفاق، لكن سانا أفادت بأن 22 حافلة دخلت الفوعة وكفريا منذ الاثنين تمهيداً “لنقل الدفعة الأولى من المحاصرين والمقدر عددهم بـ1500 مدني” من اصل نحو خمسة الاف.
وتأتي عملية التبادل هذه في وقت تواصل قوات النظام عملياتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر بشكل رئيسي على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود.
وتأتي العملية العسكرية الحالية في جنوب دمشق في اطار سعي قوات النظام لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها بعدما سيطرت على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق. (أ ف ب)
قوات سوريا الديمقراطية تعلن استئناف المعركة ضد تنظيم الدولة في الشرق
بيروت: أعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء استئناف المعركة للسيطرة على آخر جيوب تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في شرق البلاد.
وقال التحالف الذي يضم فصائل من العرب والأكراد إنه أوقف القتال ضد التنظيم المتشدد بعدما بدأت تركيا هجوما في يناير كانون الثاني على منطقة عفرين التي يسيطر عليها التحالف في شمال سوريا. (رويترز)
قصف صاروخي على قواعد سورية يودي بعشرات المقاتلين الإيرانيين
مصادر عسكرية أمريكية تنفي قصف التحالف مواقع عسكرية في حلب وحماة… واتهامات لإسرائيل بشنها
عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ومحمد المذحجي ووكالات:يبدو أن المشهد في سوريا يتجه إلى مزيد من التعقيد والتأزيم بعد القصف الصاروخي الذي استهدف مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري وأخرى إيرانية في ريفي حماة وحلب، ليل أول أمس، حيث تشير معظم المعلومات والأخبار إلى أن إسرائيل تقف وراء الهجوم الجديد الذي تهدف من ورائه لضرب الوجود الإيراني في سوريا وإحراجها أمام مواطنيها.
وتضاربت تصريحات طهران حول سقوط قتلى بين صفوف القوات الإيرانية خلال تعرض قواعد في حماة وحلب للقصف. فبعدما نفت وكالات الأنباء الرئيسية مقتل عدد من الإيرانيين خلال القصف، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، حسين نقوي حسيني، أنه لا يزال عدد القتلى الإيرانيين جراء القصف غير واضح، متوعداً الكيان الإسرائيلي بالرد، محذراً من «مخططات خفية خلف استهداف مواقع القوات الإيرانية في سوريا».
ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أمس الإثنين عن مصادر عسكرية أمريكية نفيها قيام الولايات المتحدة أو قوات التحالف الدولي بقصف مواقع عسكرية في سوريا أخيراً. ويأتي ذلك متزامناً مع زيارة مكوكية لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى المنطقة.
المحلل السياسي الموالي للنظام السوري، صلاح قيراطة، قال عبر حسابه الشخصي، إن الهجمات الصاروخية في حماة، أوقعت 37 قتيلاً للنظام السوري والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى، فيما وصف رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة السورية إلى مفاوضات أستانة، العقيد فاتح حسون، خلال اتصال مع «القدس العربي» الضربة بالنوعية. وأضاف أن عدد القتلى وصل إلى ما يقارب 80 من الميليشيات الإيرانية، 40 قتيلاً منهم تحولوا لجثث متفحمة، نتيجة قوة الانفجارات، وما يقارب 150 جريحاً حالات العديد منهم خطرة. وأشار إلى أن الضربات استهدفت مقر قيادة سرياً للحرس الثوري الإيراني، ويقيم فيه قادة عمليات إيرانيون كبار، وقد قتل عدد منهم، وهذا إشارة إلى أن مستوى الاستهداف أصبح أعلى من سابقه. ووفق حسون فإن الموقع المستهدف يقع جنوبي حماة.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن «بعض المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب تعرض عند الساعة العاشرة والنصف ليلاً لعدوان جديد بصواريخ معادية»، دون أن يحدد من المسؤول عن شن الهجوم. وربطت الوكالة بين وقوع «هذا العدوان وبين المعلومات التي تؤكد التوصل إلى اتفاقات لإخراج الإرهابيين من يلدا وببيلا وبيت سحم ومخيم اليرموك».
وأكدت وكالات الأنباء مقتل 26 مسلحاً موالياً للنظام السوري غالبيتهم من المقاتلين الإيرانيين، جراء الضربات الصاروخية التي استهدفت ليلة الأحد ـ الاثنين قواعد عسكرية تابعة لقوات النظام في وسط وشمال البلاد، رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون إسرائيل مسؤولة عن إطلاقها. ورفضت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه الضربات. ونادراً ما تؤكد إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا، لكنها سبق أن نفذت ضربات استهدفت مواقع للنظام السوري أو شحنات أسلحة قالت إن مصدرها إيران، وكانت موجهة إلى حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام.
وأفاد المرصد أن مقر اللواء 47 في حماة (وسط) ومطار النيرب في حلب (شمال)، حيث تتمركز قوات إيرانية، تعرضا لضربات صاروخية ليل الأحد، تسببت بسقوط «26 قتيلاً بينهم أربعة سوريين والغالبية الساحقة من الإيرانيين، إضافة إلى مقاتلين من ميليشيات موالية لإيران من جنسيات أجنبية» كانوا داخل مقر اللواء 47. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الموقعين المستهدفين يضمان «مستودعات صواريخ أرض أرض»، لافتاً إلى أن «طبيعة الأهداف ترجح أن تكون الضربة إسرائيلية». وفي رد على أسئلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال وزير النقل الإسرائيلي المكلف بالاستخبارات إسرائيل كاتس إنه «ليس على علم بالحادث». ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان توعد في وقت سابق هذا الشهر بأن «كل موقع نرى فيه محاولة لتموضع إيران عسكريًا في سوريا سندمره، ولن نسمح بذلك مهما كان الثمن».
«النصرة» تجلي مقاتليها من مخيم اليرموك مقابل تسليم 38 أسيراً للنظام وتصعيد عسكري له ضد تنظيم «الدولة»
«تحرير الشام» والمعارضة تسلّمان مناطقهما جنوبي دمشق
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي» : يرتقب استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق «مخيم اليرموك – كفريا والفوعة» الذي توصل اليه النظام السوري مع هيئة تحرير الشام المحاصرة في ساحة الرجية غرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذي يقضي بإجلاء مقاتلي الهيئة من ريف دمشق الجنوبي إلى إدلب، مقابل اجلاء مقاتلين من حلفاء النظام من الميليشيات الشيعية في كفريا والفوعة مع عائلاتهم إلى دمشق، تزامناً مع بدء تنفيذ اتفاق آخر في بلدات «يلدا ببيلا بيت سحم» جنوب العاصمة، يقضي باجلاء مقاتلي «جيش الإسلام واحرار الشام وجيش الابابيل» مع عائلاتهم والمدنيين الرافضين للتسوية مع النظام، إلى مناطق سيطرة المعارضة في جرابلس وادلب ودرعا، مقابل تسليم المدن للنظام السوري برعاية وضمانة روسية.
تقسيم ريف دمشق الجنوبي
وبذلك يكون النظام السوري، قد فصل ريف دمشق الجنوبي إلى قسمين، الأول «مخيم اليرموك – التضامن – القدم – العسالي – الحجر الأسود» حيث تنظيم الدولة، والقسم الثاني الذي يرتقب بسط سيطرة قوات النظام عليه في اعقاب خروج فصائل المعارضة من «يلدا – ببيلا – بيت سحم».
وتنفيذاً للاتفاق الأول، تجهزت الحافلات في مدخل مخيم اليرموك الغربي، لاجلاء مقاتلي الهيئة التي تشكل «النصرة» مكونها الرئيسي، مع عائلاتهم إلى مناطق سيطرتها في إدلب شمالي سوريا، مقابل، إفراج الأخيرة عن أسرى للنظام في بلدة «اشتبرق» غربي إدلب والبالغ عددهم قرابة 38 أسيراً.
كما دخلت نحو 20 حافلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين والمحاصرتين من قبل فصائل المعارضة في ريف ادلب الشمالي، لإجلاء ما يقارب 1200 مقاتل من ميليشيات النظام مع عائلاتهم ونقلهم إلى مناطق سيطرة النظام في دمشق جنوباً.
ومن المقرر ان تسير الحافلات التي تقل مقاتلي الميليشيات الشيعية عبر مناطق سيطرة المعارضة في ريف ادلب وصولاً إلى معبر «الحاضر – العيس» في ريف حلب الجنوبي ومنها إلى اماكن اقامة مؤقتة، حسب مصادر موالية، فيما قال الناشط الإعلامي رامي السيد من ريف دمشق الجنوبي لـ»القدس العربي»، ان الحافلات التي دخلت مخيم اليرموك لنقل مقاتلي هيئة تحرير الشام، ستقل نحو 85 مقاتلاً من الهيئة المحاصرين في ساحة الريجة برفقة عائلاتهم، إلى إدلب شمالاً، مرجحاً ان لا يفوق اعداد الخارجين من ساحة الريجة 150 شخصاً ما بين مقاتلين ومدنيين.
ويخضع 70 ٪ من مساحة مخيم اليرموك لسيطرة تنظيم «الدولة» فيما تسيطر النصرة على حي الريجة غربي المخيم بمساحة كيلو متر واحد، ويبلغ عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام قرابة 85 مقاتلاً، وبخروج النصرة من منطقتها، يكون النظام قد اخترق مخيم اليرموك وقضم مساحة إضافية منه دون خسائر، وزاد في تضييق الخناق على تنظيم الدولة هناك، التي تحاصر معها نحو 1000 مدني، في ظل تعثر المفاوضات بين الطرفين، وتعنت النظام واصراره على الحل العسكري.
النصرة
ويعود أصل جماعة النصرة في مخيم اليرموك إلى ما قبل دخول تنطيم الدولة إلى المخيم، حينما كانت المجموعة تطلق على نفسها «سرايا اليرموك» حيث قاتلت النظام السوري وصدت عمليات الاقتحام كما قاتلت تنظيم الدولة إبان اقتحامه وسيطرته على مخيم اليرموك عام 2015 وخلال التحالفات العسكرية أصبحت هذه المجموعة جزءاً من هيئة تحرير الشام واخذت على عاتقها قتال تنظيم الدولة وقوات النظام التي تحاول اقتحام المخيم من محاورها القتالية.
وفي هذه الأثناء وقعت جماعة النصرة داخل حصار ضمن ساحة الريجة، حيث حاصرها تنظيم الدولة من الجهة الجنوبية، بعد العملية العسكرية التي شنها التنظيم عليها نهاية عام 2016، وبين قوات النظام والميليشيات الموالية له من المداخل الشمالية للساحة.
ومع انجاز اتفاق المدن الأربع «كفريا – الفوعة ومضايا – الزبداني» تم الاتفاق ايضا مع الهيئة على خروجها الكامل من غرب اليرموك إلى الشمال السوري وبدأ الاتفاق بإخراج الحالات المرضية مقابل اخراج آخرين من كفريا والفوعة ايضاً الا ان قوات النظام نقضت الاتفاق، ومع الانتهاء من ملف الغوطة دوما وحرستا وعربين وقّعت المجموعة المحاصرة في ساحة الريجة على موافقتها الخروج من المخيم إلى شمال سوريا وتحديداً لمدينة ادلب لتجنيب المخيم عملية عسكرية وهدمه على رؤوس اصحابه، الا ان النظام عاد ورفض اخراجهم من المنطقة واصـر على الحـل العسـكري.
محاصرة التنظيم
وفيما يخص معظم مساحة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وإحياء التضامن والحجر الأسود حيث ينتشر تنظيم الدولة، يواصل النظام السوري تصعيده العسكري بمساندة الميليشيات الإيرانية والفلسطينية الموالية له، باسناد جوي روسي، وقصف صاروخي ومدفعي، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات المهاجمة وتنظيم الدولة على محاور عدة.
الناشط الإعلامي عزالدين الدمشقي أوضح، ان قوات النظام تسلمت نقاط الثوار الفاصلة بين بلدة « يلدا» من جهة وإحياء «التضامن والمخيم» من جهة أخرى، وذلك ضمن الاتفاق المبرم بين الطرفين. وأضاف لـ «القدس العربي» ان المواجهات مشتعلة بين قوات النظام وتنظيم الدولة على محاور «جبهات حي التضامن» والمحاور القتالية في «مخيم اليرموك» محور «شارع فلسطين ومحور الشهداء ومحور حي الزين ويلدا» إضافة إلى جبهات «الحجر الأسود» من محور «معمل بردى وقاعدة الصواريخ» وجبهات حي التضامن من محور «شارع دعبول – ابنية الإسكان – فرن الأمين – شارع السبورات».
اتفاق البلدات الجنوبية
ووجدت فصائل المعارضة العاملة في بلدات «يلدا- ببيلا – بيت سحم» ابرزها «جيش الإسلام واحرار الشام» نفسها مجبرة على ابرام اتفاق مشابه للاتفاق الذي عقدته قيادتها في دوما وحرستا وبلدات القلمون الشرقي الشهر الفائت مع الجانب الروسي، لتجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد العسكري، حيث بدأ امس الاثنين تنفيذ بنود الاتفاق بتسليم جبهات التماس مع تنظيم الدولة، للنظام، تمهيداً لإجلاء المقاتلين، وتهجير المدنيين المعارضين للنظام من مناطقهم إلى مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة في ادلب وجرابلس وقسم قليل جداً منهم إلى درعا، فيما سينقل المدنيون إلى مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية.
وينص الاتفاق على تسليم فصائل المعارضة العاملة في بلدة يلدا جنوبي دمشق نقاط التماس مع تنظيم الدولة، وقال الناشط الإعلامي «رامي السيد» ان العدد التقريبي للخارجين من بلدات «يلدا – ببيلا – بيت سحم» يتراوح ما بين 15 الف شخص، إلى 20 الفاً، بينهم نسبة قليلة من اهالي البلدات، فيما ستكون النسبة الأكبر من اهالي الحجر الاسود ومخيم اليرموك النازحين إلى المنطقة، إضافة إلى مدنيين وعسكرين من أهالي محافظة ادلب من سكان حي التضامن، ومدنيين نازحين من بلدات السبينة وحجيرة والسيدة زينب التي سيطر عليها النظام اواخر عام 2013 مشيراً إلى ان نسبة اللاجئين الفلسطينين الخارجين بموجب هذا الاتفاق لا تتجاوز 15 بالمئة، فيما سيبقى في البلدات نحو 75 الف شخص، سيقوم المطلوبون منهم بتسوية وضعهم ومصالحة النظام السوري، بينما ستدخل قوات روسية لضمان امن المنطقة.
النظام يخترق «قوات قسد» في ريف دير الزور من خلال عشيرة «البقارة»
قبل تدخل التحالف لإجبار ميليشياته على التراجع
وائل عصام
إنطاكيا – «القدس العربي» : حصلت «القدس العربي» على معلومات تفسر الهجوم الخاطف الذي شنه النظام السوري على بلدتي الجنينة والجيعة الخاضعتين لقوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) في ريف دير الزور، قبل ان ينجح التحالف الدولي باستعادتهما، بقصف جوي أدى لمقتل عدد من قوات النظام.
وقال زين العابدين العكيدي، وهو ناشط يقيم في دير الزور، ان «لواء الباقر» الذي ينتمي مقاتلوه لعشيرة البقارة، وهو عماد قوات الميليشيات المهاجمة الموالية للنظام، تمكن من دخول القريتين الخاضعتين لـ»قسد» من خلال تواطؤ افراد من عشيرة البقارة المنضوين في الميليشيات العشائرية الموالية لـ»قسد»، حيث يسعى هؤلاء المقاتلون لاستعادة قراهم المُسيطر عليها من قبل «قسد»، والتي تتم ادارتها ايضاً من قبل بعض ابناء عشيرة البقارة، من الموالين لقسد، وقد رجح مصدر عشائري قريب من «قسد» في دير الزور صحة هذه المعلومات.
ويضيف سببين رئيسيين لهذا الهجوم لقوات النظام، اولهما، ان نظام الاسد ومن خلفه حليفته روسيا لن يتركا ريف ديرالزور الغني بالنفط خارجاً عن سيطرتهما، والسبب الثاني هو استغلال انشغال «قسد» بالتحضير للعمليه العسكرية ضد ما تبقى من فلول عناصر «تنظيم الدولة «في مناطق ريف ديرالزور الشرقي المحاذية للعراق، وهي هجين والشـعفة والبـاغوز.
وأوضح الناشط العكيدي لـ «القدس العربي» من دير الزور، ان هناك قيادياً في «قسد» يدعى احمد الجفال من عشيرة البقارة كان مسؤولاً عن الامن في بلدة الجنينة التي تعرضت للهجوم، يعتقد ان عناصر تابعين لمجموعته هم الذين تعاونوا مع النظام، ويضيف العكيدي «احمد الجفال، كان سابقاً ضمن احد فصائل الجيش الحر وعند دخول تنظيم الدولة للمنطقه الشرقيه خرج كغيره من مقاتلي الحر، ثم عاد مع قسد بعد ان شارك في تحرير الريف من قبضه تنظيم الدولة، الرجل ينتمي لعشيرة البقارة، التي يشكل ابناؤها اغلب عناصر لواء الباقر، وهو رأس الحربة في هجوم النظام على القرى، وكان الجفال، هو المسؤول عن الامن في بلدة الجنينة (هو ومجموعته)، وفي تمام الساعه الثامنة صباحاً قام عناصر تابعون له بتسهيل دخول قوات النظام لمنطقة الجنينة، حيث تم سقوط الجنينة بسرعة، ويشار هنا إلى انه حصل هناك نوع من المقاومة من قبل بعض الافراد من «قسد» من المكون العربي، ممن لم يعلموا ما جرى وتفاجأوا بدخول النظام، لكنهم انسحبوا فوراً نظراً لكثرة عدد القوات المهاجمة، واعتقلت ميليشيات النظام بعض المدنيين، الذين تفاجأوا هم ايضاً بدخول النظام، ولا نعلم مصيرهم وجلهم من المزارعين ورعاة الاغنام في بلدات الجنينة وعليان ومحيطهما» .
وبعد تدخل التحالف الدولي وقدوم تعزيزات من «قسد»، تقهقر النظام، حيث سقط اغلب قتلى النظام نتيجة قصف التحالف الدولي ، الذي استهدف كلاً من الجنينة والجيعة كما استهدف مشفى القلب وجسراً حربياً كانت قوات النظام نصبته امام مشفى القلب، ليربط ضفتي الفرات ببعضهما البعض، ومشفى القلب هو احد اكبر مقرات لواء الباقر الشيعي.
لكن القيادي الجفال، المتهم حسب الناشط العكيدي بالتواطؤ مع ابناء عشيرته في لواء الباقر الموالي للنظام، قتل في هذه المعركة وهو يقاتل في صفوف قوات قسد، مما يثير علامات استفهام حول حقيقة ما حدث، ويعلق هنا الناشط العكيدي قائلا «الجفال قتل بظروف غامضة وهناك مصدر اكد لي ان التحالف الدولي قام بقصف مكان الاشتباك بالكامل، نتيجه معلومات تم ايصالها، بان هناك خيانة وهناك مجموعة عميلة، اشارة إلى (الجفال ومجموعته) قد ساعدت النظام، وتم القصف من قبل التحالف وقتل الجفال ومن معه، بينما هللت صفحات اخبارية تابعة للنظام، وقالت انها قتلت احد قياديي قسد الكبار، وبين مصدق ومكذب للخبر، لازال الجدال مستمرًا، حول الجهة التي قتلت الجفال، هل قتله التحالف ام النظام، لكن ما هو مؤكد ان عدداً من عناصره المسؤولين عن الامن، هم من ساهموا بدخول النظام، وقد لا يكون الامر تم بعلم الجفال وإشرافه، انما عناصر من مجموعته هي فقط المتورطة في الامر».
وتشير معلومات من مصادر عشائرية، ان «المتعاونين» مع النظام هربوا لبلدة الحسينية الخاضعة لسيطرة النظام في ريف دير الزور، عقب نجاح التحالف وقوات «قسد» في استعادة البلدتين من يد لواء الباقر المتشيع في غالبيته.
ضربات صاروخية «غامضة» تربك طهران وتحرج النظام في سوريا… وبرلماني يؤكد سقوط قتلى إيرانيين ويتوعد إسرائيل
مصدر عسكري سوري: عدد قتلى الإيرانيين 80… 40 منهم تحولوا إلى جثث متفحمة
هبة محمد ومحمد المذحجي
دمشق ـ لندن – «القدس العربي» : وسط إرباك إيراني شديد إثر الهجوم الصاروخي الأخير على مواقع عسكرية في محافظتي حماة وحلب خرج النظام السوري المحرج برواية رسمية قال فيها عبر صحيفة «تشرين» أن الهجوم الصاروخي انطلق من قواعد أمريكية وبريطانية شمالي الأردن، ونشرت الصحيفة الموالية لنظام بشار الأسد، خريطة حددت فيها مكان القواعد التي انطلقت منها الصواريخ، حسب زعمها، مشيرة في الخريطة إلى المواقع المستهدفة في ريفي حماة وحلب، ونقلت على صفحتها الرسمية في «فيسبوك» أن 9 صواريخ باليستية استخدمت في الهجوم.
المحلل السياسي الموالي للنظام السوري، صلاح قيراطة، قال عبر حسابه الشخصي، إن الهجمات الصاروخية في حماة، أوقعت 37 قتيلاً للنظام السوري والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى.
فيما وصف رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة السورية إلى مفاوضات أستانة العقيد «فاتح حسون» خلال اتصال مع «القدس العربي» الضربة بالنوعية، وقال، صحيح أن حصيلة القتلى من الإيرانيين في ضربات البارحة أقل عدداً من سابقتها من الضربات، إنما كان الاستهداف نوعياً.
وأضاف، ان عدد القتلى ما يقارب 80 من الميليشيات الإيرانية، 40 قتيلاً منهم تحولوا لجثث متفحمة، نتيجة قوة الانفجارات، وما يقارب 150 جريحاً حالات العديد منهم خطرة، وأشار إلى أن الضربات استهدفت مقر قيادة سرياً للحرس الثوري الإيراني، ويقيم فيه قادة عمليات إيرانيون كبار، وقد قتل عدد منهم، وهذا إشارة إلى أن مستوى الاستهداف أصبح أعلى من سابقه.
ردود إيرانية
ووفق «حسون»، فإن الموقع المستهدف، يقع جنوبي حماه في جبل له تسميات عديدة (ابو الدرداء او ما يسمى جبل البحوث العلمية، او جبل تقسيس)، ويبعد سبعة كيلو مترات عن قرية سريحين.
كما أضاف، أن مقر الحرس الثوري الإيراني المستهدف يوجد داخل البحوث العلمية في بناء محصن داخل الجبل وفي عمقه يقوده القائد في الحرس الثوري الإيراني «جواد غفاري»، وتحيط بمركز البحوث العلمية كتائب من الحرس الثوري الإيراني، وقد اعترف الاعلام الإيراني بما يقارب العشرين قتيلاً من قواتها ، والقتلى من الميليشيات الإيرانية أكثر بكثير مما اعترفت به إيران اضف إلى ذلك قتلى قوات الاسد أيضاً.
بدورها، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية الاثنين عن مصادر عسكرية أمريكية نفيها قيام الولايات المتحدة أو قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة»، بقصف مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري مساء الأحد.
تضاربت التصريحات الإيرانية حول سقوط قتلى في صفوف القوات الإيرانية خلال تعرض قواعد في حماة وحلب للقصف. فبعدما نفت وكالات الأنباء الرئيسية مقتل عدد من الإيرانيين خلال القصف، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، حسين نقوي حسيني، أنه لا يزال عدد قتلاهم جراء القصف غير واضح، متوعداً الكيان الإسرائيلي بالرد، محذراً من «مخططات خفية خلف استهداف مواقع تواجـد القـوات الإيـرانية في سـوريا».
فيما أفادت وكالة «دويتشه فيله» للأنباء الرسمية الألمانية الناطقة باللغة الفارسية، نقلاً عن مصادر حكومية سورية، بأن القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها كانت متموضعة في أحد المواقع على بعد 60 كيلو متراً عن حماة الذي تعرض للقصف الصاروخية مساء الأحد، بالإشارة إلى مقر اللواء 47 جنوبي المدينة.
وأكد موقع «تابناك» الخبري التابع لمكتب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني والقائد العام الأسبق لقوات الحرس الثوري، اللواء محسن رضائي، أن طائرة سورية من طراز إليوشين 76 هبطت في قاعدة بالقرب من حماة قادمةً من مطار «مهرآباد» بطهران، قبل القصف الصاروخي مساء الأحد.
وتعرضت مناطق عدة في ريفي حماة وحلب شملت مقر اللواء 47 جنوب حماة، بالإضافة إلى بلدة سلحب، كذلك ضاحية الحموي ومطار النيرب بريف حلب، لهجمات صاروخية الساعة 10 و30 دقيقة مساء الأحد حسب التوقيت المحلي
. وبعدما أكدت وكالة «إسنا» للأنباء الطلابية التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية أن 18 عسكرياً إيرانياً قتلوا من بين 40 قتيلاً و60 جريحاً سقطوا خلال قصف مساء الأحد، قامت بحذف الخبر من موقعها على الشبكة العنكبوتية.
وبينما أفادت وسائل إعلام دولية وإقليمية تعرض موقع عسكري تابع لميليشيات «فاطميون» الشيعية الأفغانية بالقرب من نهر البارد في سهل الغاب، نفى قائد هذه الميليشيات خلال حديثه لوكالة «تسنيم» للأنباء التابعة للحرس الثوري مقتل أي من قواته.
وفي تصريحات مختلفة أخرى، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس النواب الإيراني خلال حديثه إلى وكالة «إلنا» للأنباء التابعة لوزارة العمل والرفاه والشؤون الاجتماعية الإيرانية بأنه لا يزال لم يتضح عدد القتلى الإيرانيين، قائلاً إن إسرائيل هي من قام باعتداء مساء الأحد، متوعداً بأن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تغفر لتلك المجازر».
وأضاف أن استهداف الأعداء لمواقع تواجد القوات الإيرانية يظهر مخططاتهم الخفية التي يريدون تنفيذها في الساحة السورية، مشدداً على أن التواجد العسكري الإيراني في سوريا شرعي وتم بطلب من الحكومة الشرعية هناك.
وعلى صعيد آخر وفي سوريا، وصل رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، إلى دمشق مساء الأحد. وحسب وكالة «فارس» للأنباء التابعة للحرس الثوري، تباحث بروجردي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، حول أحدث التطورات الدولية والإقليمية ذات الصلة بالساحة السورية. وكان بروجردي قد وصل مساء الأحد إلى دمشق على رأس وفد برلماني يضم النائب عن الطائفة الأرمنية كارن خانلريان، والنائب عن الطائفة اليهودية سيامك مره صدق، في البرلمان الإيراني.
ويرى مراقبون أن القلق الإيراني من صفقة دولية – إقليمية محتملة لإبعاد طهران عن الساحة السورية، هو السبب الرئيسي خلف محاولاتها للتكتم على سقوط قتلى لها في القصف الأخير على مواقع في حلب وحماة، وأن خياراتها في الرد أصبحت أقل من الماضي.
وكان موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية قد شدد على أنه يجب على طهران قبل خسارة أوراقها في سوريا، أن تدخل في مفاوضات جدية مع اللاعبين الرئيسيين في الساحة السورية وأن تقايض بها للحفاظ على مصالحها وصيانة أمنها القومي وإبعاد الخطر الغربي قبل فوات الأوان، خاصةً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعطى الضوء الأخضر للتعاون مع روسيا وإيران في الملف السوري.
بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق “اليرموك- كفريا والفوعة“
حلب – أحمد ابراهيم
وصلت اليوم الثلاثاء، الدفعة الأولى من الحافلات التي غادرت بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، إلى منطقة العيس جنوبي حلب، بانتظار وصول خمس حافلات تحمل مائتي شخصٍ من “هيئة تحرير الشام”(النصرة سابقاً)، إلى إدلب، بعد أن غادرت هذه الحافلات مخيم اليرموك جنوبي دمشق، قبل ساعات.
ويأتي هذا تنفيذاً للمرحلة الأولى من اتفاقٍ تم التوصل إليه منذ يومين، أفضى إلى إخلاء مخيم اليرموك من آخر عناصر “تحرير الشام”، مقابل نقل المئات من المُحاصرين بكفريا والفوعة إلى مناطق سيطرة النظام.
وأفادت وكالة “سانا”، التابعة للنظام السوري، بأنّ “عدداً من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري وصلت إلى ممر العيس جنوب حلب تقل حالات إنسانية حرجة من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين بريف إدلب في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إخراج إرهابيي مخيم اليرموك وتحرير مختطفي اشتبرق والمحاصرين في البلدتين”.
في غضون ذلك، تصل خمس حافلات إلى إدلب، اليوم، بعدما خرجت، مساء أمس الإثنين، من مخيم اليرموك جنوبي دمشق، وتقل نحو 200 عنصر من “هيئة تحرير الشام”، فيما نفت الأخيرة إخراج كامل المحاصرين من بلدتي كفريا والفوعة، مؤكدة خروج “1000 شخص حتى الآن” ضمن المرحلة الأولى.
وتوصلت “هيئة تحرير الشام” مع المفاوض الروسي، الأحد، إلى اتفاق ينص على خروج مقاتليها وعائلاتهم الذين يقدر عددهم بنحو 400 من مخيم اليرموك على مرحلتين، مقابل إخراج خمسة آلاف من أهالي كفريا والفوعة بريف إدلب، إلى مناطق سيطرة النظام.
ولم تعلق “الهيئة” حينها على الاتفاق، إلا أنها أصدرت بياناً، أمس، نفت فيه خروج كامل أهالي كفريا والفوعة، مشيرة إلى أن قرابة ستة آلاف شخص باقون في البلدتين بريف إدلب، ومن الممكن المفاوضة عليهم مستقبلاً مقابل إطلاق سراح معتقلين من سجون النظام السوري.
مدارس حمص: عودة العسكر!
يعيد مقطع الفيديو المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر أطفالاً ينفذون التحية العسكرية ويرددون شعارات بعثية في إحدى المدارس الابتدائية الحكومية بمدينة حمص، الذاكرة، إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عندما كان النظام العسكري مفروضاً على قطاع التعليم في البلاد.
ويبدو أن النظام السوري يتجه إلى إعادة الصرامة البعثية إلى المدارس، بعد تخفيف هذه القيود جزئياً مع وصول بشار الأسد للسلطة العام 2000، علماً أن حزب البعث الحاكم في البلاد طرح خططاً لإعادة التربية العسكرية للمدارس السورية مجدداً، قبل أشهر.
وأشار ناشطون سوريون إلى أن النظام السوري يخالف اتفاقية حقوق الطفل التي وقع عليها العام 1989، والتي تنص على حق الطفل بالتعلم من دون استغلال، واحترام حرية الطفل وحقه في الحياة والنمو، حيث يظهر الفيديو بوضوح استغلال الأطفال لأغراض سياسية.
والحال أن قسوة النظام في المدارس زادت منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، بعد فترة وجيزة من الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس السابق حافظ الأسد للسلطة، وحتى أيار/مايو العام 2003 الذي شهد إلغاء الملابس العسكرية واستبدالها بلباس “مدني” موحد، وإلغاء مادة التربية العسكرية والمعسكرات العسكرية من المدارس والتخفيف من حدة الشعارات البعثية عموماً، مع الإبقاء على النظام العسكري عموماً لضبط الطلاب وتنظيمهم، ليس فقط كعقلية عامة للتعامل مع التلاميذ بل أيضاً كأسلوب لإنهاء الاستراحات والدخول إلى الصفوف عبر حركات “النظام المنظم” والإيعازات العسكرية.
وفي الواقع يعتبر ترديد الشعار البعثي بهذه الطريقة القسرية على أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، عملية غسيل دماغ ممنهجة يقوم به نظام الأسد بحق الأطفال السوريين منذ نعومة اظفارهم، ويبدو أن النظام يحاول تفادي “الأخطاء” التي ارتكبها بعد وصول بشار الأسد إلى السلطة والتي أدت وفق المنطق السلطوي إلى الثورة لاحقاً، أي إعطاءه بعض الحريات المدنية مقارنة بحقبة حكم والده الحديدية السابقة.
ويمكن القول أن النظام في كافة أفعاله مؤخراً يسعى إلى التخلي عن ملامح “الضعف” من أجل فرض “هيبة الدولة” على المواطنين، سواء بفرض الرقابة المشددة على الإعلام أو اعتقال الإعلاميين والمدنيين، حتى من الموالين الذين ينتقدونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبفرض التربية العسكرية الصارمة على تلاميذ المدارس ضمن محاولة (إعادة) أدلجتهم، وكأنه يعترف بأن “أخطاءه” بعد وفاة حافظ الأسد هي التي أدت إلى الثورة السورية. لعل تلك الأخطاء تعني، بالمنطق البعثي، “التساهل” مع الشعب في بعض الحريات المدنية خلال حقبة بشار.
إسرائيل استولت على وثائق النووي من مبنى في طهران
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن تفاصيل العملية التي نفذتها الإستخبارات الإسرائيلية للحصول على وثائق، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنها تثبت كذب طهران بشأن برنامجها النووي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن “الموساد” اكتشفت في شباط/فبراير عام 2016 مستودعاً سرياً في طهران، كان يستخدم لتخزين ملفات خاصة ببرنامج إيران النووي، وقامت بمراقبة المبنى منذ ذلك الحين. وأضاف أن عملاء الموساد اقتحموا المبنى في إحدى ليالي كانون الثاني/يناير الماضي، وسحبوا الوثائق الأصلية ونقلوها إلى إسرائيل في الليلة نفسها.
وأضاف المسؤول أن رئيس الموساد يوسي كوهين أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعملية خلال زيارته إلى واشنطن في كانون الثاني/يناير. وعزا المسؤول التأخير في الإعلان عن محتوى المواد المستولى عليها إلى أن تحليل الوثائق التي كان معظمها باللغة الفارسية، إستغرق قدراً من الوقت.
واعتبرت الصحيفة أن ما كشفه نتنياهو، لم يقدّم ما يؤكّد انتهاك إيران للاتفاق النووي منذ دخوله حيز التنفيذ، أوائل عام 2016. وأضافت أن هذا يشير إلى أن نتنياهو الذي عارض الإتفاق في حينه، وذهب إلى الكونغرس الأميركي محاولاً منعه، كان يأمل أن يعزّز ما كشفه إفساد صفقة النووي عندما يعلن الرئيس دونالد ترامب موقفه النهائي منها، في 12 أيار/مايو.
ورأت الصحيفة الأميركية أن ما أعلنه نتنياهو يهدف إلى التأثير في القرار الأميركي المرتقب بشأن صفقة النووي، خاصة أنه يأتي في وقت استقبل فيه ترامب عدداً من الحلفاء الأوروبيين للتداول معهم بشأنها.
وتابعت أن ترامب، بعد دقائق من التقديم الذي عرضه نتنياهو، ظهر في حديقة البيت الأبيض دون أن يشير إلى إلغاء الصفقة، أو أنه سيواصل جهوده لإجبار الشركاء الأوروبيين على إعادة فتحه مرة أخرى.
وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف هاجم نتنياهو ووصفه بـ”الصبي” و”الكذاب”، وسخر منه من خلال تشبيهه بـ”الراعي الكذاب الذي لا يقلع عن عادته، إذ عاد لترويج الأكاذيب عن البرنامج النووي الإيراني”.
وكتب ظريف على “تويتر”، إن “هذا الصبي لا يستطيع أن يكف عن الكذب على غرار الراعي الكذاب، ويحاول من جديد أن يكرر عادته السابقة، فهو لم يتعظ من فضيحة الرسم الذي عرضه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبإمكانه فقط خداع بعض الناس أكثر من مرة”.
بدورها، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية اتهامات نتنياهو لطهران بامتلاكها برنامجاً نووياً سرياً، واصفة اتهاماته بـ”المكررة والمخجلة”. وقال المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي الثلاثاء، إن “تصريحات نتنياهو، إستعراض مخجل وفيلم مكرر لا نتيجة منه، وهو لا يقوى على سوى نشر الأكاذيب والتهريج ضد إيران”.
وأضاف أن “الكيان الصهيوني يرى في خلق التهديدات وسيلة لبقائه اللامشروع، إلا أن عقم ذلك أصبح مكشوفا أكثر من ذي قبل”. وتابع أنه “يجب على نتنياهو وكيانه الصهيوني القاتل للأطفال أن يعلم أن شعوب العالم تمتلك ما يكفي من الوعي والمعرفة، وأن الدجل الذي يلجؤون إليه لتضليل الرأي العام، قد أثبت فشله وعدم جدواه”.
أهالي كفريا والفوعة: الإخلاء الكامل أو الاستعصاء
أوقف أهالي بلدتي كفريا والفوعة، المُحاصرتين من قبل المعارضة في ريف إدلب، الثلاثاء، خروج الحافلات التي كان مفترضاً أن تُخلي 1000 شخص منهما، من مدنيين ومسلحين، تنفيذاً للاتفاق بين مليشيات النظام و”هيئة تحرير الشام”، مقابل إخراج 150 مقاتلاً من “تحرير الشام” مع عوائلهم من مخيم اليرموك في دمشق، وإطلاق سراح نصف أسرى قرية اشتبرق البالغ عددهم 40 شخصاً، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
وكان مقرراً خروج الحافلات بعد منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء، لكن الأهالي منعوا القافلة من الخروج، واحتجزوا الحافلات، وطالبوا بأن تشمل العملية كامل سكان البلدتين. وسمح الأهالي بخروج 18 شخصاً من الفوعة فقط، من المرضى والمصابين مع مرافقيهم، وتم احتجاز الحافلات داخل بلدة الفوعة من قبل الأهالي.
في المقابل، كان يُفترض خروج أربع حافلات من مخيم اليرموك ليل الاثنين/الثلاثاء، تُقلُّ عناصر “تحرير الشام” وعوائلهم من آخر جيب لهم في المخيم، باتجاه معبر العيس في ريف حلب الجنوبي. “وكالة إباء” التابعة لـ”تحرير الشام”، قالت الثلاثاء: “بعد الاتفاق الحاصل بين هيئة تحرير الشام والفصائل من جهة والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى رفض سكان قريتي الفوعة وكفريا الخروج إلى مناطق سيطرة النظام، واقتصر الأمر على خروج 18 حالة إنسانية ضمن باص واحد، وتم احتجاز 19 باص داخل الفوعة من قبل المسلحين داخلها”. وأوضحت “إباء” أن المليشيات المُحَاصَرَة داخل الفوعة وكفريا، أصرت على إخلاء القريتين بشكل كامل. لكن رُفِضَ الطلب. وجاء رفض “الهيئة” لإخلاء الأهالي بالكامل من الفوعة وكفريا، لما له من متعلقات تخص ملف أسرى الفصائل و”الهيئة” لدى النظام، الأمر الذي لن يتم بغير تشاور ومباحثات مع بقية الفصائل، بحسب “إباء”.
مصدر خاص من الفوعة أكد لـ”المدن”، أن عناصر من “الدفاع الوطني” أخلوا نقاطهم في محيط الفوعة، وتجمعوا في الساحة المقابلة لمدرسة سامي طاهر بسطي، وسط البلدة، حيث تتجمع الحافلات، وهددوا مسؤول التنسيق داخل الفوعة الشيخ محمد حسن تقي، بإطلاق الرصاص على الحافلات التي تقل الأشخاص الذين تم وضع أسمائهم ضمن القافلة. واتهم عناصر “الدفاع الوطني” الشيخ تقي، بالتمييز بين الأهالي، وتفضيل أسماء محسوبة على مليشيا “حزب الله” اللبناني وإيران.
ويبدو أن أهالي الفوعة وكفريا ناقمون على النظام، ويعتبرون أنه خذلهم، ويؤكدون أن الاتفاق يخدم ايران و”تحرير الشام”، المستفيدين من عملية الإخلاء الجزئية التي ستشمل المقربين من مليشيا “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني، في حين سيترك الباقون إلى مصيرهم المجهول. ويستذكر الأهالي الصفقة الماضية في العام 2017 التي جرت بين الطرفين ضمن اتفاق “المدن الأربع”، ووعود “حزب الله” آنذاك بأن دور الباقين في الإخلاء سيكون قريباً، لكنهم خدعوا بذلك، ولا يودون تكرار التجربة، فإما خروج الجميع أو لا أحد.
ريف حمص الشمالي: “التسوية” تقترب
عبيدة الحموي
تعيش مناطق المعارضة المُحاصرة في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي، حالة من التخبط، عقب اجتماع عُقدَ بين “الهيئة السياسية للجنة المفاوضات” والجانب الروسي، في معبر الدار الكبيرة، ظهيرة الإثنين. الاجتماع دام لساعتين ونصف الساعة، ولم تخرج لجنة المفاوضات بعده ببيان توضيحي لمجرياته، على غير عادتها. ومن المفترض اجتماع اللجنة السياسية لهيئة التفاوض، والجانب الروسي، بعد ظهر الثلاثاء، لإبلاغ الجانب الروسي بالجواب النهائي على المطالب الروسية.
وعن مجريات اجتماع الإثنين، قال مصدر مطلع لـ”المدن”، إن الجانب الروسي افتتح الجلسة بالتهديد التالي: “قوات سهيل الحسن بدأت عملاً عسكرياً في الريف، وقد قمنا بإيقافه. قوات الحسن تطوق كامل الريف، ولا نريد إراقة الدماء”. وطرح الروس رؤيتهم للحل في المنطقة، متمثلة بنقاط أهمها؛ تسليم كافة الفصائل للسلاح الثقيل خلال 15 يوماً وبقاء السلاح الفردي، و”تسوية وضع” من يود البقاء خلال شهر واحد وخروج من يرفض “التسوية” إلى الشمال بسلاحه الفردي. المنشقون ستتم “تسوية أوضاعهم” ومن ثم سيلتحقون بقوات النظام للقتال في صفوفه، أما المطلوبون للجيش والاحتياط فيمنحون مهلة عام كامل قبل سحبهم للخدمة في صفوف قوات النظام. المطلوبون للأجهزة الأمنية سيتم “تبيض أسمائهم” بعد “التسوية” ويسمح لهم بالتحرك في مناطق سيطرة النظام. وتدخل المنطقة شرطة عسكرية روسية، وتتعهد بعدم دخول قوات النظام، أو اعتقال أبناء الريف الذين قاموا بـ”تسوية أوضاعهم”.
كما طرح الجانب الروسي بقاء “جيش التوحيد” بقيادة منهل الصلوح، في المنطقة لحماية الطريق الدولي حماة-حمص، ولينتشر إلى جانب القوات الروسية في المنطقة. الجانب الروسي اعتبر “جيش التوحيد” شريكاً استراتيجياً في المنطقة. وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها اسم “جيش التوحيد” من قبل الجانب الروسي، فقد كان “الجيش” أحد الموقعين على “اتفاق القاهرة”، برعاية مصرية، وتنسيق رئيس “تيار الغد” أحمد الجربا والجانب الروسي، في 31 تموز 2017. وعمل “جيش التوحيد” منذ ذلك الوقت على التفرد بقرار الريف المُحاصر، الأمر الذي اعتبرته بقية الفصائل تجاوزاً لخطوطها الحمراء، كما أثار غضب الفعاليات المدنية. “جيش التوحيد” كان قد عقد جلسة تفاوضية منفردة مع الجانب الروسي، عقب اتفاق القاهرة، في معبر الدار الكبيرة، لترسيم حدود منطقة “خفض التصعيد” والاتفاق على فتح المعابر وإخراج المعتقلين. الأمر الذي دفع “غرفة عمليات حمص” لفصل “الجيش”، كما أصدرت فعاليات مدنية بينات تدعم تشكيل لجنة مشتركة تشمل كامل ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، ما قاد لتشكيل “هيئة المفاوضات عن ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي”، وحدّ من نفوذ “جيش التوحيد”.
مصادر “المدن” أشارت إلى أنه في نهاية اجتماع الإثنين، تم الاتفاق على وقف الأعمال الحربية والقتالية حتى الساعة الثانية من بعد ظهر الثلاثاء، موعد الاجتماع الثاني. وسيتم فتح معبر الدار الكبيرة بعد إنتهاء اجتماع الثلاثاء. وأبلغ الجانب الروسي هيئة التفاوض، بأن حضورهم إلى معبر الدارة الكبيرة، للتفاوض، الثلاثاء، يجب أن يتضمن الموافقة على تسليم السلاح الثقيل. وعدم الحضور يعني بداية الحرب والأعمال القتالية من جديد.
هيئة المفاوضات عن ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، كانت قد أرسلت اللجنة السياسية للتفاوض في جلسة الإثنين، بشكل متعمد، لتجنيب اللجنة العسكرية اتخاذ قرار مباشر، ولإعطاء وقت أطول لمناقشة المقترحات الروسية والتشاور بها مع كافة الأطراف. وبعد انتهاء اجتماع الإثنين، أُبلِغَت لجنة المفاوضات بشقيها السياسي والعسكري، بالمطالب الروسية، والتي أحالت بدورها مسؤولية اتخاذ القرار إلى مجالس شورى المدن والبلدات والقرى والمدن المكونة للريف، للوصل إلى قرار نهائي.
وأفادت مصادر متقاطعة أن مجلسي شورى مدينتي تلبيسة والرستن، يميلان إلى خيار المفاوضات والحل السياسي، وتجنيب المنطقة الحرب، في حين ربط شورى منطقة الحولة قراره بقرار مدينتي الرستن وتلبيسة باعتبارهما التجمع الأكبر للمدنيين، بينما بقي قرار المناطق الشرقية التي تسيطر على معظمها “هيئة تحرير الشام” معلقاً. ويبدو أن مجالس الشورى بنت قرارها على مجريات الأحداث في مناطق أخرى كالغوطة الشرقية، متخوفة من تكرار السيناريو ذاته؛ رفض المطالب الروسية واختيار الحرب، ومن ثم الاستسلام والتهجير القسري من المنطقة، من دون الخروج بأي مكاسب.
ويرى ناشطون أن الروس قد لعبوا أوراقهم المُجرّبة، بشكل صحيح، في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي، عبر حملة عسكرية شرسة بالتزامن مع ضخ إعلامي مكثف في وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للنظام، لترويج الحرب النفسية وقتل روح المقاومة. قصف الريف والتهديد باقتحامه تحت فزاعة “النمر” وقواته، وإلقاء المناشير وتوجيه تهديدات للأهالي والطلب منهم تسليم أنفسهم وتخويفهم من المرحلة القادمة، ربما جاء بنتائج متوقعة. فصناعة روسيا لسهيل الحسن وقواته، وتقديم كامل الدعم له في أي معركة، وجعله رمزاً، عدا عن كونه رفعاً لمعنويات قوات النظام واضعافاً لصمود خصومها، فهو استراتيجية روسية قديمة، وتكراراً لقصة القناص زايتيسيف الروسي، خلال الحرب العالمية الثانية.
وكانت قوات النظام قد حاولت اقتحام مناطق في ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي، أكثر من مرة، ولكنها فشلت، خصوصاً على جبهة سليم والحمرات في ريف حمص الشمالي وجبهة القنطرة وقبة الكردي في ريف حماة الجنوبي. وتزامن ذلك مع استقدام تعزيزات كبيرة إلى المواقع العسكرية للنظام في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي. ونشرت في وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر حجم القوات المستقدمة للمنطقة. كما شهدت مدينة الرستن وبلدة الزعفراني وقرى في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي، قصفاً مكثفاً من الطيران الحربي وقصفاً مدفعياً، ما تسبب بوقوع ضحايا، وأخرج مشفى الرستن ومشفى الزعفراني عن الخدمة، وأثار رعباً في صفوف المدنيين.
وتسببت موجة القصف الكثيفة بنزوح اعداد كبيرة من المدنيين باتجاه مناطق سيطرة النظام في حمص عبر معبر الدار الكبيرة، والذي أغلقته قوات النظام والجانب الروسي صباح الإثنين، من دون سابق إنذار. الأمر تسبب في تجمع مئات المدنيين، والضغط على لجنة التفاوض للقبول بالحل الروسي.
هل السعودية مَن ضرب إيران في سوريا؟.. الرد آت
منير الربيع
ضربة جديدة تتلقاها إيران في سوريا. كانت إيران تستعد للرد على ضربة مطار التيفور العسكري، التي أدت إلى إصابات مباشرة في صفوف الإيرانيين، إلا أنها عادت وتلقّت ضربة أكبر وأشد إيلاماً. عملياً، سقطت مفاعيل اسقاط طائرة أف 16 الإسرائيلية في شباط الماضي، وعاودت إسرائيل نشاطها العسكري في سوريا ضد المواقع الإيرانية وفق ما أكده أفيغدور ليبرمان قبل نحو أسبوعين. وتؤشر ضربات التيفو وضربة اللواء 47 في ريف حماة الجنوبي، وموقع عسكري آخر في ريف حماة الغربي، بالإضافة إلى موقع عسكري قريب من مطار النيرب، إلى أن مرحلة الصراع مع إيران في سوريا قد أخذت منحى آخر.
لم تعد الأهداف الإيرانية التي يجري استهدافها محصورة في الجنوب السوري، أو في محيط العاصمة دمشق. بمعنى أنها تختص في الدفاع الإسرائيلي عن العمق الاستراتيجي من أي تهديدات إيرانية قريبة من الحدود. صحيح أن تل أبيب تضع خطوطاً حمراء أمام إيران، وتفرض حظراً لوجودها العسكري في الجنوب السوري، لكن هذه الضربات لا يمكن أن توضع في سياق هذه الخطوط الحمر. تخطّى الإسرائيليون، إذا ما كانوا هم من نفذ هذه الضربات، الخطوط الحمر التي رسموها هم، وحددوها بعمق 40 كيلومتراً في الداخل السوري. المسألة أصبحت أوسع وأعقد.
المواقع التي استهدفت تعتبر من أهم المواقع والقواعد العسكرية الإيرانية في سوريا. فيما الرمزية الأخرى لذلك هي أنها تقع في وسط سوريا. وهو الوسط الحيوي التي لطالما تسعى إيران إلى السيطرة عليه، للاحتفاظ بمناطق نفوذها في سوريا. وهي المناطق الأساسية التي تشكّل حواضر الخط الاستراتيجي الإيراني الذي يربط إيران بلبنان مروراً بسوريا والعراق. وهذه إشارة، إذا ما جرت قراءتها ببعدها الاستراتيجي، لا بد من التوقف عند التهديدات الأميركية السابقة بشأن منع إيران من تشييد هذا الخط والاحتفاظ بالسيطرة عليه.
لكن اللافت أيضاً، أن كل ضربة تتعرض لها إيران في سوريا، تتزامن مع عملية تهجير وتغيير ديمغرافي على الأرض. فمثلاً، الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية التي تعرّضت لها إيران في سوريا، سبقت بفترة قصيرة عمليات تهجير مدنيي الغوطة وعسكرييها. والضربة الأخيرة جاءت عشية تنفيذ اتفاق بشأن خروج مسلحي مخيم اليرموك ومدنييه في اتجاه إدلب، مقابل فك الحصار عن كفريا والفوعة، وإخراج مدنيين من هناك واستقدامهم إلى محيط العاصمة. بالتالي، يذهب بعض المتشائمين إلى اعتبار أن كل هذه الضربات تؤدي إلى تشدد إيراني أو تبرر تصعيدها العسكري لتوفير حصول هذا التغيير السكاني. في المقابل، هناك من يطرح فكرة جديدة، ويضع معادلة جديدة في هذا الصراع، هي أن كل صاروخ بالستي يطلق على السعودية، سيتم الردّ عليه بضرب موقع إيراني في سوريا. تبدو النظرية غريبة، إذ إن الرد من المفترض أن يحصل في اليمن. لكن هذا أيضاً يقود إلى السؤال عن الطرف الذي يستهدف إيران، فيما يتهم مرشد الجمهورية إسرائيل وأميركا. لكنه يشير إلى أن واشنطن تدفع السعودية لإيجاد نزاعات في المنطقة.
فيما هناك من يرى أنه لم يعد مهماً من هو الطرف الذي وجّه الضربة، لأن السياق واضح، والمرحلة هي لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا. لا شك أن الضربة تكشف صعوبة الوضع الإيراني في المنطقة، خصوصاً أنها تحصل وسط صمت روسي. ما يشي بأن هناك شيئاً ما يحضّر. اعتاد الإيرانيون اللعب على حبال التناقضات، لكن هذا لا يبدو متاحاً بسهولة في هذه المرحلة، فكان يرتكز على الموقف الأميركي المتردد في التعاطي مع الملف السوري، مقابل الخلافات الروسية الأميركية. لكن هذه المعطيات تتغير، فروسيا لا تقف بمعارضة جادة في وجه التحالف الغربي ضد إيران. وهناك الملف الكوري الذي حققت فيه أميركا إنجازاً هائلاً، سينعكس سلباً على واقع إيران في المنطقة. بالتالي، فإن هامش اللعب على التناقضات قد تلقى ضربة أساسية. ما سيؤدي إلى كشف الإيرانيين أكثر فأكثر على الصعيد الإقليمي، لا سيما أن الملف الإيراني موضوع على الطاولة الدولية بين الأوروبيين والأميركيين. وتتوعد إيران بالرد على هذه الضربات. وهذا ما اكده خامنئي. ولا شك أن إيران تعد الردّ، وقد يكون بالتزامن مع صدور القرار الأميركي بشأن الاتفاق النووي، الذي إذا ما تم سحبه، يعني أن المنطقة ستكون على فوهة حرب، قد تبدأها إيران بالرد على نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
معتقل قبل 6 سنوات في أقبية الأسد.. يخرج جثة هامدة
عاد اسم الناشط المدني السوري #رامي_هناوي إلى التداول الاثنين، وذلك بعد مضي 6 سنوات على اعتقاله من قبل قوات النظام السوري.
وأفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام التي اعتقلت رامي في أغسطس 2012، أبلغت أهله قبل أيام قليلة بأنه قتل بشهر 12 سنة 2017، طالبة منهم القدوم لاستلام جثته.
إلى ذلك، كتب أحد أصدقاء رامي، (مالك أبو خير) على صفحته على فيسبوك أن الأمن السوري أبلغ رسمياً الاثنين أهل رامي هناوي بأنه توفي في تاريخ 27-12-2017 خلال اعتقاله، طالباً منهم القدوم إلى مخفر الناحية لاستلام أوراقه وأغراضه الشخصية.
يذكر أن هناوي كان من أوائل الناشطين الذين خرجوا في بداية الثورة السورية، وعمل في أعمال الإغاثة في بعض أصعب المناطق في سوريا.
وقد اعتقلت قوات النظام، ابن محافظة السويداء، في الخامس من أغسطس 2012، ولم يخرج من أقبيتها إلا جثة هامدة.
وتلقي تلك الواقعة الضوء من جديد على قضية آلاف المعتقلين في السجون السورية، والتي وثق نشطاء كثر، أبرزهم ما عرف بوثائق قيصر “سيزر”، تعرض مئات المعتقلين إلى التعذيب والضرب والاغتصاب في السجون السورية، لا سيما سجن #صيدنايا السيئ السمعة، الذي وصف بالمذبحة.
قوات سوريا الديمقراطية تستأنف القتال ضد الدولة الإسلامية
دير الزور (سوريا)/بيروت (رويترز) – أعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء استئناف المعركة للسيطرة على آخر منطقة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد بالقرب من الحدود مع العراق.
مقاتلون من قوة الحدود الأمنية الجديدة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في الحسكة بشمال شرق سوريا يوم 20 يناير كانون الثاني 2018. تصوير: رودي سعيد – رويترز.
وأوقف التحالف، الذي يضم فصائل من العرب والأكراد، القتال ضد التنظيم المتشدد بعدما بدأت تركيا هجوما في يناير كانون الثاني على منطقة عفرين التي يسيطر عليها التحالف في شمال سوريا.
وقالت ليلوى العبد الله المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية في محافظة دير الزور ”لقد أعدنا ترتيب صفوفنا“.
وقالت في مؤتمر صحفي عقد في المحافظة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات إن هجمات متشددي تنظيم الدولة الإسلامية زادت في المنطقة خلال الأسابيع الماضية في مسعى لإعادة تنظيم صفوفهم.
وأضافت ”ستقوم قواتنا البطلة بتحرير هذه المناطق وتأمين الحدود…نحن نرحب بدعم القوات العراقية“.
وذكر مسؤول آخر في قوات سوريا الديمقراطية بدير الزور أن التنسيق مع القوات العراقية زاد مضيفا أن أي طرف لن يعبر الحدود.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في الأسبوع الماضي إنه يتوقع ”تجدد“ جهود قتال المتشددين في شرق سوريا قريبا.
وألحق المقاتلون السوريون، الذين تدعمهم ضربات جوية وقوات أمريكية، خسائر فادحة بالدولة الإسلامية لكن المتشددين ما زالوا يسيطرون على منطقة على الحدود الصحراوية مع العراق.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يلجأ المتشددون إلى أساليب حرب العصابات إذا خسروا آخر منطقة باقية من دولة ”الخلافة“ التي أعلنوها قبل أعوام على أراض سورية وعراقية.
واسترد تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية مساحات واسعة من الأراضي من الدولة الإسلامية في شمال وشرق البلاد بمساعدة أمريكية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في مارس آذار إن الهجوم التركي على وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين أدى لتوقف القتال على الدولة الإسلامية. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا على أراضيها.
إعداد مروة سلام للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي